غزة؟
أثار اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في قطاع غزة دعوات من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وآخرين لإجراء تحقيق دولي. وتقول السلطات الفلسطينية...
سكاي نيوز
Neutral2024-04-26
أثار اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في قطاع غزة دعوات من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وآخرين لإجراء تحقيق دولي. وتقول السلطات الفلسطينية إن هذه المقابر تحوي مئات الجثث. ولا تعريف للمقبرة الجماعية في القانون الدولي، لكنها موقع دفن يحتوي على جثث عديدة ووجودها قد يكون مهما في رصد وقوع جرائم حرب محتملة. ماذا يُعرف عن المقابر الجماعية المكتشفة في غزة؟ قالت السلطات الفلسطينية إن موقع دفن اكتشف في مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسية في وسط ، ضم نحو 400 جثة. واكتشف الموقع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة . وعثرت السلطات الفلسطينية أيضا على موقع دفن آخر في مستشفى الشفاء بشمال قطاع غزة استهدفته عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية. وقالت رافينا شمداساني المتحدثة باسم مفوض السامي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن تحقيقا يجب أن يجرى للتثبت من عدد الجثث، لكن "من الواضح أن جثثا كثيرة اكتشفت". وأضافت شمداساني: "كانت أيدي بعضهم مقيدة بما يشير بالطبع إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إخضاع هذا لمزيد من التحقيقات". هل هناك تحقيق؟ تجري المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقا بالفعل في فظائع ارتكبها في السابع من أكتوبر ورد فعل الجيش الإسرائيلي. ويتمتع مكتب الادعاء في المحكمة بالولاية القضائية في الأراضي الفلسطينية، لكنه لم يصدر أي تصريحات عن اكتشاف مقابر جماعية. هل العبث بمقبرة جماعية غير قانوني؟ بموجب اتفاقات جنيف لعام 1949 التي وقعت عليها ، يتعين على أطراف نزاع ما اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع أي عبث بجثث الموتى. ويدعو القانون الدولي الإنساني العرفي إلى احترام الموتى، بمافي ذلك واجب منع العبث بالقبور وضمان التعرف على الرفات البشرية ودفنها بشكل لائق. ويحظر القانون أيضا التشويه والتدنيس وغير ذلك من أشكال عدم الاحترام للموتى، ويجب على الأطراف اتخاذ تدابير لحماية مواقع الدفن ومن بينها تلك التي تحتوي على رفات أعداد كبيرة من الموتى. ما عواقب انتهاك القوانين المتعلقة بالمقابر الجماعية؟ إذا أدت إعادة الدفن أو فتح إلى تدنيس الرفات البشرية، فمن الممكن أن توجه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات. وبوسع المحكمة أيضا أن تستخدم تقارير عن محاولة التستر على جرائم بدفن جثث في مقابر جماعية كدليل يدعم أن الجناة كانوا يعلمون أن هذا القتل غير قانوني. ويستطيع القضاة استخدام الحالات المؤكدة لأشخاص قتلوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم للتوصل إلى أن الموتى لم يكونوا من النشطين في القتال. وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر قتل أو جرح مقاتل أثناء الاحتجاز جريمة حرب. وتقول السلطات الفلسطينية إن هذه المقابر تحوي مئات الجثث. ولا تعريف للمقبرة الجماعية في القانون الدولي، لكنها موقع دفن يحتوي على جثث عديدة ووجودها قد يكون مهما في رصد وقوع جرائم حرب محتملة. ماذا يُعرف عن المقابر الجماعية المكتشفة في غزة؟ قالت السلطات الفلسطينية إن موقع دفن اكتشف في مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسية في وسط ، ضم نحو 400 جثة. واكتشف الموقع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة . وعثرت السلطات الفلسطينية أيضا على موقع دفن آخر في مستشفى الشفاء بشمال قطاع غزة استهدفته عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية. وقالت رافينا شمداساني المتحدثة باسم مفوض السامي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن تحقيقا يجب أن يجرى للتثبت من عدد الجثث، لكن "من الواضح أن جثثا كثيرة اكتشفت". وأضافت شمداساني: "كانت أيدي بعضهم مقيدة بما يشير بالطبع إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إخضاع هذا لمزيد من التحقيقات". هل هناك تحقيق؟ تجري المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقا بالفعل في فظائع ارتكبها في السابع من أكتوبر ورد فعل الجيش الإسرائيلي. ويتمتع مكتب الادعاء في المحكمة بالولاية القضائية في الأراضي الفلسطينية، لكنه لم يصدر أي تصريحات عن اكتشاف مقابر جماعية. هل العبث بمقبرة جماعية غير قانوني؟ بموجب اتفاقات جنيف لعام 1949 التي وقعت عليها ، يتعين على أطراف نزاع ما اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع أي عبث بجثث الموتى. ويدعو القانون الدولي الإنساني العرفي إلى احترام الموتى، بمافي ذلك واجب منع العبث بالقبور وضمان التعرف على الرفات البشرية ودفنها بشكل لائق. ويحظر القانون أيضا التشويه والتدنيس وغير ذلك من أشكال عدم الاحترام للموتى، ويجب على الأطراف اتخاذ تدابير لحماية مواقع الدفن ومن بينها تلك التي تحتوي على رفات أعداد كبيرة من الموتى. ما عواقب انتهاك القوانين المتعلقة بالمقابر الجماعية؟ إذا أدت إعادة الدفن أو فتح إلى تدنيس الرفات البشرية، فمن الممكن أن توجه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات. وبوسع المحكمة أيضا أن تستخدم تقارير عن محاولة التستر على جرائم بدفن جثث في مقابر جماعية كدليل يدعم أن الجناة كانوا يعلمون أن هذا القتل غير قانوني. ويستطيع القضاة استخدام الحالات المؤكدة لأشخاص قتلوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم للتوصل إلى أن الموتى لم يكونوا من النشطين في القتال. وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر قتل أو جرح مقاتل أثناء الاحتجاز جريمة حرب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-25
دخلت الحرب في قطاع غزة مرحلة بالغة التعقيد في ظل استعداد الاحتلال للمرحلة الرابعة من الحرب باجتياح رفح وسط تعثر المفاوضات مع صمود فاق التوقعات للمقاومة الفلسطينية المستمرة في مواجهة قوات الاحتلال لليوم الـ202 على التوالي. معسكرات على طول الخط الساحلي للقطاع ويستعد الاحتلال للمرحلة الرابعة من الحرب المتمثلة في اجتياح رفح؛ عبر تدشين معسكرات خيام عى طول الخط الساحلي للقطاع من خان يونس حتى جنوب وادي غزة وأخرى على الشريط الشمالي الغربي للقطاع في منطقة السودانية مع مضيه قدما في تقسيم قطاع غزة إلى شطرين يتخللهما 4 طرق أمنية ما يفيد بأن إدارة نتنياهو عازمة على مد أمد الحرب والبقاء في القطاع لسنوات. جانب من توغل قوات الاحتلال في قطاع غزة - صورة أرشيفية حرب نفسية في المقابل يؤكد قادة حماس أنهم مستمرون في مواجهة العدو حتى دحره، ومع استمرار الفصائل في عملياتها في مواجهة قوزات الاحتلال دخل النزاع مرحلة حرب نفسية مع الاحتلال بحديثهم عن أن قائد الحركة يحي السنوار خرج من الأنفاق في جولة لرفع معنوبات جنوده أمس في تسريب ضجت به الصحف الإسرائيلية. السنوار في جولة خارج الأنفاق هل يعيد نتنياهو سيناريو فيتنام في غزة؟ وبين تمسك حركة حماس بمطالبها المتثلة في إعادة المهجرين وإطلاق الأسرى الفلسطينيين شريطة الانخراط في تفاوض مع عجرفة رئيس وزراء الاحتلال الذي لم يحقق أي من أهداف حربه رغم مرور202 يوم من الإبادة برزت تساؤولات بشأن تكرار سيناريو فيتنام في قطاع غزة.وانتقدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية القرار الإسرائيلي باجتياح رفح معتيرة أنه لن يأتي إلا بمزيد من الفشل عقب 201 من الحرب. وتساءل محرر «معاريف» أفرايم جانور، في مقال تحليلي أمس، هل سيؤدي احتياح رفح إلى مزيد من الفشل العسكري لإدارة نتنياهو وهل سيكرر سيناريو فيتنام في قطاع غزة ويعيد صياغة نسخة مصغرة من حرب فيتنام، التي تورط خلالها الأميركيون في حرب عصابات ضروس على مدى نحو 9 سنوات خلفت 58 ألف قتيل قبل أن تضطر القوات الامريكية لطي حقائبها وتنصرف مع انتصار قوى التحرر الوطني للإرادة الوطنية شمال فيتنام. اعتبر المحلل الإسرائيلي أن «الانتصار على حماس يتطلب تعاونًا مكثفًا من السكان المحليين غير المشاركين في الحرب، وهو ما يستدعي قبل كل شيء إقامة جهاز مدني يحل المشاكل الإنسانية، يهتم ويعالج المشاكل المدنية، كالطب، والتعليم، والأمن الشخصي والعمل»، وفق تعبيره. مخيمات النازحين فى رفح الفلسطينية - صورة أرشيفية في إطار الرد على احتمالات تكرار سيناريو فيتنام في غزة، قال الدكتور محمد عودة، رئيس المعهد الفلسطيني للسياسات العامة، إن ثمة مقومات مشتركة بين ما فعلته الولايات المتحدة في فيتنام وما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من إبادة وتطهير عرقي في قطاع غزة، مرججحا انتهاء ما يشهده القطاع قد يؤول للمصير ذاته الذي ’آلت إليه الثورة الفيتنامية التب أجبرت أعتى جيش فب العالم على الانسحاب. وأضاف عودة أن قادة الاحتلال لا يتعلمون من أخطائهم إذ يكرر نتنياهو خطأ موشيه ديان في معركة الكرامة حين زعم أن «المقاومة بيضة في يده يكسرها حين شاء» في حين مني بهزيمة ساحقة، الأمر كرره قادة الاحتلال في حصار بيروت ما يؤكد أن نتنياهو لن يحني سوى مزيد من الهزائم أمام صمود المقاومة وصمود الشعب الذي لا يزال يعيش وينجب أطفالا في الخيام في مواجهة الإبادة. وحول تكرار سيناريو الثورة الفيتنامية في غزة وإمكانية دحر الاحتلال وإجلائه عنها مهما طال أمد الحرب، يقول عودة إن تجارب حركات التحرر الوطني العديدة بدءا من جيفارا وكاسترو ثم وصولا إلى فيتنام وقائد ثورتها الذي سلم أبوعمار راية النضال العالمي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مقاتلي الحرية لا يمكن أن يخفت صوتهم غير أن المعادلة الديموغرافية ووجود 14 مليون فلسطيني مقابل 6 مليون محتل تؤكد أن هذا الشعب الباقي على أرضه يستحيل هزيمته. وأضاف عودة أن غزة تتشابه اليوم مع فيتنام وتلتقي معها على عدة صعد بينها التهاب الرأي العام العالمي وانتفاض جامعة كولومبيا التي انتفضت 3 مرات على مدار تاريخه في الستينات حين أشعلت الرأي العام الأمريكي وأنهت الوجود الأمريكي في فيتنام ثم في تشكيلها جبهة لمواجهة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حتى تحررت جنوب وصولا إلى قيادتها الآن الرأي العام الأمريكي الأن لمناصرة غزة ومساندة حق فلسطين في التحرر. القضاء على جيوب المقاومة ليس مطروحا إلا في مخيلة نتنياهو من جهته قال المحلل الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أيمن الرقب، أن نتنياهو الذي يمضي قدما في تقسييم قطاع غزة عازم على مد أمد الحرب فيما سيناريو القضاء على جيوب المقاومة ليس مطروحا إلا في مخيلة نتنياهو. يضيف الرقب: «المقاوومة التي صمدت 202 يوم لا تزال تصنع الأسلحة ما يعني أنها ستواصل الصمود أمام قوات الاحتلال رغم فارق التسليح والعتاد». وعن إمكانية تكرار سيناريو فيتنام يرى الرقب أن المعادلة مختلفة في غزة لكن على المدى المدى البعيد يمكن صياغة سيناريو مشابهة لسيناريو فيتنام فب غزة؛ معللًا ذلك بأنه حال استمرت المقاومة في الصمود فسيضطر نتنياهو بالخروج صفر اليدين من رفح ولن يجني سوى مزيد من إبادة المدنيين، مؤكدا أن التقارير التي تفيد بأن السنوار التقي المقاتلين وأجرى جولة لفرع معنويات المقاتلين لها دلالات قوية نفيد بأن بقاء الاحتلال في غزة يعني أنه سيدفع ثمنا باهظا. وتابع الرقب بأن المتغيرات والخلافات بين الكيانين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال مؤخرا واستقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال أهارون حاليفا، بعد إقراره بـ«مسؤوليته» عن إخفاقات إبان السابع من أكتوبر والتي اعقبتها أعلان قائد المنطقة الوسطى رغبته في الاستقالة تعكس حالة الإحباط في المنتظومة العسكرية للاحتلال، إذ تؤكد تلك الاستقالات المتتالية المرشحة للتزايد أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم في غزة وهو ما تتداوله الصحف العبرية». هجوم مميت الجنرال المُستقيل حاليفا، والذي يخدم في الجيش منذ 38 عامًا، هو أول مسؤول رفيع المستوى يستقيل من منصبه بسبب إخفاقه في منع الهجوم الذي شنته حركة حماس.وفي بيان استقالته الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام، أكد الجنرال تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع الهجوم غير المسبوق على إسرائيل؛ إذ جاء فيه: «يوم السبت السابع من أكتوبر الماضي، شنّت حماس هجوما مفاجئًا مميتاً ضد دولة إسرائيل... قسم الاستخبارات تحت قيادتي لم يرق إلى مستوى المهمة التي أوكلت لنا». وأعقب تصريحات حاليفا بيان لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اللواء يهودا فوكس، الاثنين الماضي اعتزامه الاستقالة من منصبه في أغسطس المقبل.وأفادت قناة «كان» التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، بأن فوكس أبلغ رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي بقرار الاستقالة موضحة أن استقالة فوكس المرتقبة تأتي بعد 3 سنوات فقط من توليه مهام منصبه، دون أن توضح سببها. الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الأمن القومي قال إن تكرار سيناريو فيتنام في غزة «أمر وارد».وأضاف فهمي أن دخول الاحتلال رفح عبر اجتياح أو عبر عمليات ممتدة نوعية وتكتيكية في عمق القطاع سيكون له تداعيات كارثية، موضحا أن عملية إجلاء وإخلاء المدنيين من رفح بالكامل يحتاج من شهر لـ3 شهور وبالتالي فإن إعادة إجلاء النازحين وإيجاد مأوى لهم سواء في منطقة المواصي أو في منطقة السودانية وسط غزة أو حتى إعادة بعض النازحين هو عملية صعبة وتتطلب تنظيم عشائري مع إجراءات أمنية واحترازية على طول شارع الرشيد الذي جرى تقسيمه إلى أربعة ممرات وطرق أمنية مؤخرا. الاحتلال يواصل بناء شريط عازل لتقسيم قطاع غزة وإحكام السيطرة عليه - صورة أرشيفية ودشن الاحتلال شريطا عازلا على عمق كم بطول القطاع بهدف تقسيمه إلى شطربن والاستحواذ على ما يعادل 16% من المساحة الإجمالية لغزة، واقام مبنى خرساني في منطقة «نتسريم» شمال وادي غزة وسط القطاع أحاطها بمقار وأبراج اتصال ما تنذر بأن نتنياهو يمضي قدما في مخططاته الرامية للبقاء في قطاع غزة لسنوات؛ غذ اعد تلك المنطقة بمثابة منطقة دعم لوجستي لجنود الاحتلال بهدف تنفيذ عمليات داخل القطاع، أينما أرادوا في محاكاة بما يجري في المنطقة ج من الضفة الغربية المحتلة. لعبة شطرنج لم تُحسم بعد وتابع فهمي بأن تكرار سيناريو فيتنام أو أي سيناريو آخر مرهون برؤية الولايات المتحدة لشكل اجتياح رفح وهل ستشترط على الاحتلال أن يقوم بإجلاء المدنيين أم لامعتبرا أن من الصعب التنبؤ بمستقل السيناريو المطروح في غزة الآن قبل حسم المرحلة الخامسية من الحرب المتمثلة في اجتياح رفح. واعتبر فهمي ظهور السنوار بعد 202 يوم من الحرب يتضمن رسالة مبطنة لها دلالات رمزية بأن المقاومة لا تزال موجودة سواء رغم الاجراءات والترتيبات الأمنية الجارية في عمق القطاع ما يعني أن الحرب أشبه بلعبة شطرنج لم تحسم بعد_لاسيما بعد استقواء حماس بالجانب الإيراني، حسب تعبيره. واعتبر فهمي أن مصير غزة ومن ترجح كفته في تلك الحرب سيتضح فيما بعد اجتياح رفح؛ ليبقى السؤال الآن هل سيعود نتنياهو باسراه ومعهم قادة حماس كمنا يطمح أم أنه سيجنيب مزيدا من الفشل». تعقيدات وخلافات.. هل يتتنازل نتنياهو؟ وتشهد الآونة الأخيرة تعقيدات في الداخل الإسرائيلي إذ برزت خلافات بين المكون العسكري والسياسي أدت إلى استقالة مسؤول رفيع المستوى. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الوفد المفاوض عرض على مجلس الحرب مقترحات تجعل إسرائيل أكثر مرونة في مسار المفاوضات، ودفع نتنياهو إلى إبداء مرونة. إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، - صورة أرشيفيةلكن اليمين المتطرف يدفع نتنياهو نحو مزيد من التعنت؛ إذ قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة تضر بالردع.وأضاف بن غفير أنه «بدلا من دعوة الوزراء للموافقة على دخول رفح يجتمع المجلس للموافقة على زيارات مراقبين دوليين لقتلة حماس»، وفق تعبيره. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-21
مزيد من القيود يفرضها كل يوم الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، منذ حرب السابع من أكتوبر وحتى الآن، رغم صعوبة الوضع الإنساني للأهالي واكتظاظ المستشفيات بالجرحى. ورغم أن بعض دول العالم تعاونت من أجل إرسال المساعدات إلى أهالي غزة داخل القطاع، إلا أنها تمر بمراحل عديدة حتى تدخل وفي أحيان كثيرة لا يُسمح لها بالدخول، واتساقًا مع ذلك، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، على الرغم من تأكيدات إسرائيل وغيرها على أن العراقيل تم تقليلها. وهناك خلاف حول حجم المساعدات التي تدخل غزة الآن، إذ تقول إسرائيل وواشنطن إن تدفقات المساعدات زادت في الأيام القليلة الماضية لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إنها ما تزال أقل بكثير من أقل المستويات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الأساسية. ومنذ قصف قافلة مساعدات خلال أبريل الماضي، تواجه إسرائيل مزيد من الضغوط الدولية المتزايدة؛ للسماح بدخول مزيد من الإمدادات إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تنفي فيه عرقلة الإغاثة الإنسانية. فما نتائج فرض إسرائيل مزيد من القيود على دخول المساعدات الإنسانية؟، وكيف تؤثر على أوضاع أهالي غزة؟ يقول هاني جودة، مؤسس شبكة لاجئي فلسطين، أن عرقلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ستؤدي إلى مجاعة حقيقة وصعوبة الحياة داخل القطاع لا سيما منطقة الشمال، ولا بد من تحركات حقيقة لوقف الأمر. ويضيف لـ"الدستور": “لا يوجد أي شيء بالأسواق نستطيع شراؤه وإنقاذ المدنيين والأطفال، وهناك منع لاستقبال أي تحويلات مالية وغلق تام لمكاتب الصرافة، إلى جانب ذلك يمنح الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى الأهالي في القطاع”. يوضح: “كل دقيقة يتأخر بها إدخال المساعدات من جانب الاحتلال الإسرائيلي، ويستمر العدوان الشامل على غزة، تزداد الأوضاع انهيارًا على كل المستويات، فلا بد من الوقف الفوري للحرب على القطاع بأكمله نتيجة تردي كل الأوضاع”. وتابع: “ندعو إلى إمداد شمال غزة بمعونات ومساعدات عاجلة، من أجل إنقاذ السكان من المجاعة الحتمية التي تقترب، فأغلب المساعدات لا تصل ولا تكفي احتياجات السكان بالشمال تحديدًا، فلا بد من توفير المعونات الإنسانية كاملة”. وحتى 24 يناير الماضي، وصل عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخولها إلى القطاع وتسليمها للأونروا ومؤسسات الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم 1472 شاحنة، وفق نبال فرسخ مسؤولة الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"الدستور". تقول فرسخ: “كما استلمت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 5939 شاحنة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي الشاحنات على طعام وماء ومساعدات إغاثية ومستلزمات طبية وأدوية”. وتمر المساعدات الإنسانية بعدة مراحل، حيث يتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني في حال سماح إسرائيل بدخولها، عبر معبر رفح بالتنسيق مع منظمة الأونروا، ويتم تسليم المساعدات إلى وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المعنية لتقوم بدورها بالتوزيع على المستفيدين. بينما بلغ إجمالي كميات الوقود التي وصلت إلى قطاع غزة خلال الفترة من 7 أكتوبر وحتى أول يناير الماضي 4 ملايين و648 ألف لتر وقود، بينما غاز الطهي كان 3087 و90 ألف طن. ويوضح جودة أن هناك 400 ألف إنسان يتضور جوعًا في شمال غزة، وأصبحوا يأكلون كل شيء حتى وإن كان مُضرًا عليهم، مبينًا أن ذلك بسبب التعنت في إدخال المساعدات، وفي نفس الوقت عدم استيعاب ما يُسمح له بالدخول للأهالي وحجم المعاناة ويقول: “السكان يأكلون الحبوب المخصصة للطيور والحيوانات بسبب نفاد الطحين لطهي الخبز، ولم يعد هناك شيء يمكن أكله”، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو حرب تجويع ضد الشعب الفلسطيني. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-04-20
بي بي سي هل أغلق الحساب بين إسرائيل وإيران، وهل استبعدت على الأقل الآن الحرب الموسعة؟ يبدو أن قنوات الاتصال لا زالت مفتوحة بين أطراف الصراع في منطقة الأوسط ولا تزال قادرة على ضبط إيقاع الأحداث الملتهبة في المنطقة. إسرائيل بدون إعلان رسمي ردت فجر الجمعة على الضربة الإيرانية واستخدمت في الرد على ما يبدو 3 طائرات مسيرة أطلقت على الأرجح من داخل الأراضي الإيرانية. جاء هذا بعد أيام قليلة من الرد الإيراني على ضرب إسرائيل للقنصلية في دمشق، وقصفت إيران العمق الإسرائيلي بأكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ. الأوضاع حتى الآن رغم اشتعالها لا تزال ضمن قواعد الاشتباك المتعارف عليها، فالضربات ليست موجعة بعد، فلا إيران ولا إسرائيل تحدثتا عن أضرار تذكر لتلك الهجمات. حتى أن البعض ذهب إلى وصفهما بالمسرحية، فهل من وراء الستار تعمل الولايات المتحدة سرا لتنسيق المواقف وامتصاص الغضب؟ من الواضح أن واشنطن تمكنت بطريقة ما من نزع فتيل المواجهة بين إسرائيل وإيران لكن الحرب في غزة ما زالت مشتعلة خاصة أن إسرائيل لا تزال تهدد باقتحام رفح المكتظة بالسكان. هل يمكن فصل حرب غزة عن الصراع في الشرق الأوسط؟ التركيز العسكري على إيران وحلفائها في المنطقة قد لا يحل المشاكل الأساسية، فهذا النهج أثبت عدم نجاعته لأن غزة جزء من الشرق الأوسط، فهل تدرك واشنطن أن مفتاح الهدوء في المنطقة هو وقف إطلاق النار في غزة؟ فالعمليات العسكرية والمواجهات بالنار وبالكلمات تقلصت إلى حد بعيد عقب اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي أدى إلى صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية نهاية 2023. لكن في ظل توافق الولايات المتحدة إلى حد بعيد مع الموقف الإسرائيلي تبين تصريحات المسؤولين في إدارة بايدن أن البيت الأبيض يسعى إلى عدم توسعة الحرب لكن لا يتخذ أي خطوة عملية لوقف حرب غزة، والخلاف مع نتنياهو إن وجد فهو على التكتيك العسكري وليس على الأهداف. فبايدن يحاول الموازنة في المواقف واستخدام ما يكفي من القوة لحماية المصالح الأمريكية، بشكل لا يؤدي إلى مواجهة أكبر. وتقول تريتا بارسي من موقع ذي نيشن "لن يضغط بايدن على إسرائيل في العلن". وعقب ارتفاع أعداد الضحايا في غزة وتجاوز المائة ألف بين شهيد وجريح ومفقود معظمهم من النساء والأطفال تحدث الرئيس الأمريكي بحسب موقع "بوليتيكو" عن سوء إدارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب في غزة وقال "أعتقد أن ما يفعله هو خطأ، أنا لا أتفق مع نهجه". هذه التصريحات لم تكن كافية لوقف الدعم العسكري، فقد شحن بايدن أكثر من 10,000 طن من الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل، وتجاوز مرتين الكونجرس لتسريع عمليات نقل الأسلحة، واستخدم حق النقض "الفيتو" أربع مرات في مجلس الأمن لإفشال قرارات كان من ضمنها قراران لوقف إطلاق النار في غزة، وبحث، بحسب "ذي نيشن" كيفية تهجير 2.3 مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى صحراء سيناء، رغم أن الموقف الأمريكي المعلن يعارض التهجير. وبات واضحا أنه لم يسع إلى وقف إطلاق النار، لأنه وافق على جدوى وشرعية هدف إسرائيل الأقصى من الحرب: "تدمير القدرات العسكرية لحماس بشكل كامل". ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام الأمريكية من ظهور ملامح انقسامات بين واشنطن وإسرائيل بشأن الأسلوب المتبع في الحرب فإن مسؤول البيت الأبيض قال: "نواصل دعم إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها بدون شروط، فالشروط ليست جزءا من سياستنا". هذا التصريح يأتي رغم ما يقوله حلفاء بايدن داخل الحزب الديموقراطي إن على الحكومة حجب الأسلحة بسبب عدم التزام إسرائيل بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين. وقال السيناتور كريس فان هولين "نحن بحاجة إلى دعم الأقوال بالأفعال وعلى إدارة بايدن استخدام نفوذها بشكل مؤثر قبل إعطاء أي ضوء أخضر لإرسال المزيد من القنابل". لكن الفرق بين الأقوال والأفعال لا يزال كبيرا، فقد طلب بايدن من نتنياهو إرسال فريق من المسؤولين الأمنيين إلى واشنطن لبحث المقترح الأمريكي لتقليص عدد الضحايا المدنيين عند اجتياح رفح المكتظة بالنازحين والمدنيين، دون أن يطلب صراحة وقف إطلاق النار، وإن كان قد قال في أحد تصريحاته "سياسة الأرض المحروقة وغزو رفح خط أحمر". استخدمت إسرائيل على نطاق واسع في غزة بحسب التقارير الإعلامية قنابل تزن 2000 طن خاصة في قصف مخيم جباليا في 31 أكتوبر وأدت إلى استشهاد 100 شخص بحسب مصادر الأمم المتحدة. وقال جوش بول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال من منصبه احتجاجا على نقل الأسلحة إلى إسرائيل بدون شروط "يجعل هذا جميع المسؤولين السياسيين والعسكريين في الولايات المتحدة متواطئين في جرائم الحرب الإسرائيلية". ومستوى القلق على المدنيين في غزة لم يقنع بعد البيت الأبيض لاستخدام كل نفوذه لتسهيل دخول الشاحنات اللازمة لمنع كارثة إنسانية حقيقية في القطاع، واختارت إدارة بايدن الطريق الأطول والأكثر تكلفة لمساعدة المواطنين، كإنشاء رصيف مائي وإنزال المساعدات عن طريق الجو. وفي الوقت نفسه علقت واشنطن تمويلها للأونروا في القطاع، المسؤولة الرئيسية عن غوث وتشغيل اللاجئين، وفاقم هذا الانتقادات الشديدة من عدد من المقربين من بايدن فقد قال النائب الأمريكي بيرني ساندرز "إنها كارثة أن أرى نواب في الكونجرس سعداء بتجويع الفلسطينيين، وقطع التمويل عن الأونروا، التاريخ سيحكم علينا". وتدرك الولايات المتحدة أيضا أن معبر رفح يشكل نقطة عبور رئيسية للمساعدات الإنسانية وأي زيادة في القتال ستفاقم المأساة لكن مساعي البيت الأبيض اقتصرت على تأجيل غزو رفح وليس منعه، ويتوقع هذا الاجتياح بحسب تقارير إعلامية في شهر مايو المقبل. هل أفعال البيت الأبيض تمهد لتوسعة الحرب؟ باتت الحرب بالنسبة لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، بحسب الإعلام الإسرائيلي، كأنها بلا نهاية والجبهات كلها مفتوحة، فالنهج الإسرائيلي أصبح يهدد بشكل مباشر أهداف بايدن المعلنة؛ فإسرائيل تريد على ما يبدو توسيع الحرب من غزة إلى لبنان وربما إلى اليمن وحتى إيران، أما توسيع الحرب بالنسبة إلى الولايات المتحدة فليس في مصلحتها. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن من أولويات وزير الخارجية أنتوني بلينكن هي إقناع الحلفاء وغيرهم في المنطقة باستخدام نفوذهم لردع أي تصعيد، وأقر بأن هذا هو الخطر الحقيقي وأوضح أنه ليس من مصلحة أحد أن يتوسع الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، لكن المعطيات على الأرض لا تنسجم تماما مع هذه التصريحات. حشدت الولايات المتحدة حلفاءها لدعم إسرائيل أمنيا وعسكريا وسياسيا لكنها في الوقت نفسه حذرت إيران وحلفاءها من دعم الفلسطينيين عسكريا أو سياسيا تفاديا لتوسعة الحرب، لكنها لم تتمكن رغم نفوذها من وقف حرب غزة أو ربما لم تسع إلى هذا. ونشرت بحسب مجلة "ميليتاري ووتش" مدمرتين بحريتين و2000 من مشاة البحرية قبالة سواحل إسرائيل بهدف ردع خصوم إسرائيل، وتقود وحدة المشاة البحرية الـ26 قوة الرد السريع على حاملة الطائرات البرمائية يو إس إس باتان، وهي الحاملة الثالثة التي ترسلها البحرية الأمريكية إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر، بعد الحاملتين العملاقتين اللتين تعملان بالطاقة النووية "يو إس إس جيرالد آر فورد" و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور". وقالت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مسؤولين أمريكيين "إن في هذا رسالة ردع إلى إيران وحزب الله في لبنان". ورغم هذا الحشد العسكري الضخم في الشرق الأوسط يصرح مسؤولو البيت الأبيض بأنهم "لا يريدون إعطاء الانطباع بأن القوات الأمريكية يمكن أن تتورط في حرب ساخنة"، لكن السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام كان من بين العديد من الشخصيات المؤثرة التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة من المرجح أن تتخذ إجراءً عسكريًا إذا تصاعدت الأعمال العدائية الحالية بين إسرائيل وحماس لتشمل أطرافًا أخرى في المنطقة. في لبنان أكد أمين عام حزب الله حسن نصر الله أكثر من مرة منذ أكتوبر 2023 أن "حرب غزة ليست الحرب الكبرى وأنه ليس طرفا في هذه الحرب"، لكن هذه التصريحات لا تعني بالضرورة أن الحرب لن تتوسع، فأي خطوة غير محسوبة من طرفي الصراع قد تقود الأوضاع إلى مصير خطير. فاغتيال إسرائيل القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، كاد أن يفجر الأوضاع، وبدأت حدة التوتر تتفاقم بشكل كبير وشهدت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية اشتباكات تتوسع رقعتها بشكل مثير للقلق على طول الخط الأزرق. وسارعت الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة في إيفاد مبعوثها آموس هوكشتاين، المعني بالملف اللبناني، إلى الشرق الأوسط لبحث ملف ترسيم الحدود. وفي إفادة صحفية، قال مسؤول أمريكي إن بلينكن سيواصل المشاورات الدبلوماسية بشأن الصراع بين إسرائيل وغزة، بينما يعمل المبعوث هوكشتاين على تهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله. أما على الجبهتين السورية والعراقية فقد تعمقت المخاوف من توسع رقعة الصراع إذ تزايدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على عدد من المواقع وفي المقابل تزايدت التهديدات من الفصائل المسلحة في البلدين، وأعلنت كتائب حزب الله العراقية استهداف القوات الأمريكية في العراق والمنطقة، ردّاً على تأييد أمريكا على حد وصفهم لحرب غزة والحصار الذي يعاني منه المواطنون الفلسطينيون في القطاع. وتقول تقارير إعلامية نقلا عن مصادر في البنتاجون إن قواعد الولايات المتحدة تعرضت لأكثر من 100 هجوم ضد جنودها في سوريا والعراق، مقارنة مع الهجمات في الفترة بين يناير 2021 ومارس 2023، التي وصلت إلى 80 مرة تقريبا. وشنت الولايات المتحدة هجوما انتقاميا في العراق بعد استهداف القاعدة الأمريكية في الأردن، وأكدت واشنطن حينها أنها لم تستخدم القوة المفرطة للردع لكنها عمليا انخرطت في الصراع بشكل مباشر. فهل ستزيد ضربات بايدن الانتقامية في سوريا والعراق من خطر نشوب حرب أكبر وربما مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وهل سيفتح هذا جبهة جديدة؟ اختار بايدن أيضا في اليمن رغم كل التصريحات أن يدخل في حرب مع الحوثيين وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم 18 ديسمبر إنشاء تحالف "حارس الازدهار" لكنه لم يتمكن من صد الهجمات الحوثية التي توسعت أكثر ليس في البحر الأحمر فقط بل في المنطقة، مما فاقم من الأزمة خاصة عقب شن القوات الجوية والبحرية الأمريكية والبريطانية غارات على الحوثيين داخل الأجواء اليمنية. وهذا يعكس الاهتمام الأمريكي المستمر منذ قرون بالملاحة الحرة في الممرات المائية في العالم، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن واشنطن لم تقتنع بعد بأهمية إيقاف الحرب في غزة. ماذا يمكن لبايدن أن يفعله؟ يقترب الشرق الأوسط، وربما العالم أجمع، من حافة الهاوية، وإذا كان بإمكان أي شخص أن يمنع هذا الكابوس، فهو بايدن. فهو يستطيع أولا معاقبة إيران دبلوماسيا واقتصاديا وهو فعليا سارع إلى عقد اجتماعات طارئة لمجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجوم الإيراني على إسرائيل، لكن هل في مقدوره كبح جماح إسرائيل؟ أكد بايدن بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل ردا على قصف القنصلية في دمشق أن دعمه لإسرائيل قوي لا يتزعزع. ثانيا يمكنه وقف الحرب في غزة لكنه رغم كل نفوذه لم يتمكن من ذلك حتى الآن وبعد دخول حرب غزة شهرها السابع. وثالثاً يمكن فتح القنوات الدبلوماسية والعودة للحوار، فمنع الحرب من أن تصبح إقليمية أو حتى عالمية، احتمال ممكن لأن الفصائل المسلحة التي تدعم غزة بشكل غير مباشر مدعومة من إيران، المتحالفة مع روسيا والصين. والادعاء بأن بايدن لا يملك أي نفوذ، ليس منطقيا، خاصة في ضوء الدعم الأمريكي العسكري الهائل إلى إسرائيل، واعترف الـ"ميجور جنرال" الإسرائيلي المتقاعد يتسحاق بريك في منشور على إنستجرام قائلا "كل صواريخنا، والذخيرة، والقنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة، في اللحظة التي يتوقف فيها هذا، لا يمكنك الاستمرار في القتال، ليست لدينا القدرة... الجميع يدرك أننا لا نستطيع خوض هذه الحرب بدون الولايات المتحدة". أي خطأ في الحرب قد يوسعها، وإسرائيل لم تخف رغبتها في جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مع إيران وحلفائها، إذ كتب رئيس وزراء إسرائيل السابق، نفتالي بينيت، في صحيفة وول ستريت جورنال يقول إن "الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى مواجهة إيران بشكل مباشر". ليس هناك شك في أن الحرب مع إيران وحزب الله والحوثيين ستكون مدمرة للمنطقة، وعلى الرغم من أن بايدن يعارض توسيع نطاق الحرب، فإن ما يجري على الأرض لا يشير إلى اهتمام بخطر التصعيد. فمع استمرار الحرب في غزة وتفاقم الحصار الذي أدى إلى نقص حاد في مستلزمات الحياة الرئيسية، يتفاقم التوتر في كل منطقة الشرق الأوسط، ووسط تزايد الرفض الشعبي والسياسي داخل الولايات المتحدة وخارجها للحرب يسارع بايدن إلى إرسال السلاح والمعدات العسكرية التي من شأنها توسعة الحرب وليس تقليصها. والحقيقة أنه خلال الأيام الستة التي شهدت سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر، 2023 توقفت الهجمات التي تشنها الميليشيات العراقية على القوات الأمريكية، كما خفف الحوثيون بشكل كبير من استهداف السفن في البحر الأحمر. يبدو أن هذه الحرب هي حرب التساؤلات وحرب التفسيرات يميزها الغموض إذ لا تتسق الأقوال مع الأفعال والحديث عن توسع الحرب هو حديث لا يناسب الواقع لأن الحرب توسعت فعلا فلا غزة هادئة ولا الجبهة اللبنانية الإسرائيلية هادئة ولا يتوقع أن يهدأ البحر الأحمر قريبا، ودخول إيران في المواجهة المباشرة مع إسرائيل لا يبشر بالهدوء. فلا تزال الولايات المتحدة بدون منازع القوة المهيمنة على النظام العالمي، وعليها أن تدرك أن إطفاء الحرائق أفضل من إشعالها. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-20
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة، قدمت رؤى ثاقبة حول النظر في كيفية رؤية الأمريكيين للحرب في غزة على نطاق واسع، في ظل استمرار الصراع في القطاع الفلسطيني من جهة، وقيام إسرائيل بضرب أهداف في إيران في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي من جهة أخرى. وتحت عنوان "كيف ينظر الأمريكيون إلى الصراع في غزة؟" لفتت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، إلى أن استطلاعات الرأي في البلاد بشأن ، أظهرت انقسام شعبي وأيضًا حزبي واسع، حيث اختلف الجمهوريون عن الديمقراطيين والمستقلين في وجهات نظرهم، إزاء الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل في غزة. وقالت: "من المرجح أن يقول الأمريكيون إنهم يتعاطفون مع الشعب الإسرائيلي أكثر من قول الشيء نفسه عن الشعب الفلسطيني، لكنهم أصبحوا أيضًا أكثر تشككًا في الجهد العسكري الإسرائيلي. ويقول معظم الأمريكيين إن المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة يجب الحفاظ عليها أو زيادتها؛ ويقول ثلثهم إنه ينبغي خفض المساعدات العسكرية لإسرائيل". ووفقًا للتقرير، سأل معهد "غالوب" الأمريكيين عن وجهة نظرهم في العمل الإسرائيلي في شهر نوفمبر ومارس الماضي. قال نصف المشاركين إنهم أيدوا الإجراء قبل خمسة أشهر؛ لكن الآن أقل من 4 من كل 10 يفعلون ذلك. ويتركز هذا الدعم بشكل كبير بين الجمهوريين، الذين يوافق ثلثاهم على العمل العسكري. ولكن حتى بين الجمهوريين، انخفض هذا الدعم منذ نوفمبر. في الوقت نفسه، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "يوجوف" في نوفمبر وهذا الشهر، أن الدعم لوقف إطلاق النار قد زاد، ولو بشكل طفيف. وقال نحو ثلثي الأمريكيين إنهم يؤيدون وقف إطلاق النار إلى حد ما على الأقل، وأقل بقليل من نصفهم يؤيدونه بقوة. وقال أكثر من ثلاثة أرباع الديمقراطيين إنهم يؤيدون وقف إطلاق النار إلى حد ما على الأقل؛ وكذلك تفعل غالبية الجمهوريين. كما تساءل استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته مؤسسة "يوجوف" لصالح مجلة الإيكونوميست عما إذا كان ينبغي زيادة أو خفض المساعدات العسكرية لإسرائيل والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وقال عدد كبير من المشاركين إنه ينبغي زيادة المساعدات الإنسانية؛ كما قال عدد كبير منهم إنه ينبغي تخفيض المساعدات العسكرية. وتناول استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز"، نشر خلال عطلة نهاية الأسبوع، مسألة كيفية رد فعل الولايات المتحدة إذا ضربت إيران إسرائيل - وهو ما فعلته لاحقًا. أظهر الاستطلاع تأييد الأغلبية للوقوف إلى جانب إسرائيل دون القيام بعمل عسكري مباشر، وهو الموقف الذي تبنته إدارة بايدن، بينما كان الجمهوريون أكثر عدوانية، حيث دعم ثلثهم العمل الأمريكي المباشر ضد إيران. وطرح استطلاع شبكة "سي بي إس نيوز" أيضًا عدة أسئلة تهدف إلى قياس الدعم للإجراءات المحتملة من قبل الحكومة الأمريكية. وقد حظيت ثلاثة خيارات بدعم ما لا يقل عن 6 من كل 10 مشاركين: إرسال المساعدات الإنسانية إلى الإسرائيليين والفلسطينيين وتعزيز الحل الدبلوماسي. فقط بين الجمهوريين كان هناك دعم أكبر لتوفير الأسلحة لإسرائيل من تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. وتتبعت استطلاعات "يوجوف" أيضًا أين يكمن التعاطف الأمريكي في الصراع. وفي استطلاعي أكتوبر، اللذين أجريا بعد وقت قصير من هجوم طوفان الأقصى الذي أشعل الحرب في غزة وفي هذا الشهر، قال عدد أكبر من المشاركين إنهم يتعاطفون مع الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين. لكن منذ أكتوبر، تحول هذا التعاطف نحو الفلسطينيين، وخاصة بين الديمقراطيين، ويقف الجمهوريون بأغلبية ساحقة إلى جانب الشعب الإسرائيلي. عندما طُلب من المشاركين الإشارة إلى مستوى تعاطفهم مع كل جانب، أثار الإسرائيليون مرة أخرى المزيد من التعاطف بشكل عام. كان من المرجح أن يقول الديمقراطيون إنهم يتعاطفون بقوة أو على الأقل إلى حد ما مع الشعب الفلسطيني أكثر من قول الشيء نفسه عن الشعب الإسرائيلي، على الرغم من أن ثلاثة أرباعهم أبدوا على الأقل بعض التعاطف مع الشعب الإسرائيلي. ومن بين الجمهوريين، أبدى حوالي نصفهم على الأقل بعض التعاطف مع الشعب الفلسطيني. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-15
في خضم التصعيد الدائر بين إسرائيل وإيران في المنطقة، جاء قرار "تل أبيب" بتأجيل عملية برية مرتقبة في رفح بجنوب قطاع غزة كصدمة لمتابعي هذا الصراع المحتدم. وبعد أسبوع من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن موعد هذا الاجتياح قد تم تحديده، فوجئ الجميع بهذا القرار المفاجئ الذي يُلقي بظلال الشك على مآلات المواجهة القادمة بين الجانبين. ووسط هذا المشهد الملتهب، تكتسب قصة تأجيل هذه العملية العسكرية الإسرائيلية أهمية بالغة، فما هي الأسباب التي دفعت تل أبيب إلى المراوغة في هذا التوقيت الحساس؟ وما مدى تأثير الضربة الإيرانية على خطط الاحتلال في غزة؟ هذا ما سنحاول استكشافه في التفاصيل التالية. خبير استراتيجي: استمرار هجمات إيران مستحيلة قال د.مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الهجمات الإيرانية إذا استمرت كانت بالتأكيد ستخف من الضغط العسكري على قطاع غزة، واصفًا استمرار تلك الضربات بـ"الأمر المستحيل". واستدل "غباشي"، في تصريحاته لـ"الدستور"، أن اليوم الذي وصلت فيه صواريخ وطائرات إيران على إسرائيل حظيت "غزة" بهدوء كبير لم يعشه أهل القطاع منذ بداية الحرب عليه منذ 6 أشهر، وذلك باعتراف من أهل غزة أنفسهم، لكن في اليوم التالي عندما حاول الأهالي العودة من الجنوب إلى الشمال باغتتهم قوات الاحتلال بالقوة الغاشمة. أوضح أن تلك الهجمات التي تمت أدت إلى عمل استنفار لإسرائيل نفسها ولكل الدول الموالية لإسرائيل سواء الولايات المتحدة أو إنجلترا أو فرنسا أو ألمانيا، مشيرًا إلى أن حجم ما أنفقته إسرائيل لحماية مجالها الجوي دون اختراقه حوالي مليار دولار، إلا من نحو 12 صاروخ دخل لتل أبيب؛ أصاب 5 منهم مطار نوفابيل، وأصاب 4 آخرين مطار رامون، أما ما تبقى من الصواريخ سقطت في مناطق نائية. أستاذ علوم سياسية: نخشى رضوخ "نتنياهو" لعدم توسيع دائرة الحرب وقال د.أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن إيران من حقها أن ترد على الهجوم الإسرائيلي المتواصل عليها منذ عدة سنوات، بل وتأخرت كثيرًا في الرد على الاحتلال الإسرائيلي الذي قام باستفزاز إيران بعد استهدافه هذه المرة مقر سياسي هو القنصلية الإيرانية في دمشق وهذا يعطيها حق أن تدافع عن نفسها في حين أن الاحتلال نفذ عدة عمليات ضد إيران في حتى في قلب طهران وهذا باعتراف من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، والذي قال "نحن نفذنا عام 2022 ضربات في قلب طهران". أضاف "الرقب"، لـ"الدستور"، أنه خلال السنوات الماضية اغتالت إسرائيل قيادات إيرانية من مستويات مختلفة ليست فقط في دمشق بل أيضا في العراق وفي طهران وفي اليمن بالمسيرات، وإن كان هذا الرد محدودًا وضعيفًا بقياسات الربح والخسارة، ولكن هناك تهددات إذا أقدم الإحتلال على الرد على هذه العملية المحدودة فإن إيران سترد مرة أخرى على الاحتلال الإسرائيلي في البعد الآخر. وأكد أن تلك الضربات الإيرانية لم تؤثر على الحرب في غزة، حيث إن الاحتلال لازال مستمرًا في الهجوم على غزة، ومستمرًا في تنفيذ مخططه في اجتياح رفح، فرأينا الهجوم على "النصيرات" وهو مخيم في وسط قطاع غزة خلال ساعات ضرب إيران لقواعد طيران نيفاتيم في منطق صحراء النقب ضمن المدن الإسرائيلية، ورغم كل ذلك هذا لم يؤثر على إنهاء الحرب بالعكس، لكن ما نخشاه أن موافقة حكومة الاحتلال و"نتنياهو" بالتحديد على طلب "بايدن" بعدم توسيع دائرة الحرب. رئيس مركز القدس: ضربات إيران لن تثني إسرائيل عن دخول "رفح" أكد الباحث أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن الضربة الإيرانية على إسرائيل ستؤثر على حرب غزة، حيث أن نفوذ إيران في المنطقة تم تثبيته مع محور المقاطعة، مما يعني عدم انهيار أذرع إيران. ونفى عوض في تصريحاته، تراجع العدوان الإسرائيلي عن خطوة غزو رفح، باعتبارها المنفذ الأخير لتواجد قوات حماس وتحرير الرهائن، بحسب اعتقادهم، كما أن الغرب ساعد في صد تلك الهجمات الإيرانية، بالتالي ستحاول إسرائيل إثبات قدراتها مرة أخرى في غزة. إيران تضرب وجيش الاحتلال يتصدى في تصريحات سابقة، أكد حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99% من 300 صاروخ ومسيرة أطلقتها إيران على إسرائيل. تأجيل اجتياح رفح في وقت سابق، كانت هيئة البث الإسرائيلية أعلنت مساء الأحد الماضي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تأجيل موعد العملية البرية في رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أسبوع من إعلان نتنياهو أن موعد هذه العملية قد تم تحديده، لكن يُعتقد أن تأجيل هذا القرار يرجع إلى عقد جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية في القاهرة، أيضًا جاءت ضربات إيران لتغيير معالم الخطة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-04-13
قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن مصر استطاعت خلال العقد الأخير، أن تسجل الكثير من الإنجازات الدبلوماسية، وعلى مستوى العلاقات الدولية والأممية، مؤكداً أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، استطاعت أن تحقق الموازنة بين المبادئ والمصالح الدولية المشتركة. كيف ترى تطور العلاقات المصرية الدبلوماسية مع دول العالم؟ - السياسة المصرية الخارجية لديها مبادئ ثابتة ومعلنة، والتى أرساها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنها بذل كافة الجهود من أجل تعزيز السلام والاستقرار والتنمية، فى ظل التحديات الإقليمية التى واجهها العالم، وبالأخص الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، والأزمة فى السودان، ويمكن القول هنا إن السياسة الخارجية لمصر تقف على بعد متساوٍ بين جميع دول العالم، فهى تعتمد على إقامة علاقات متوازنة، تهتم بالبعد الاقتصادى. كما أن إعلان الرئيس السيسى، فى أكثر من مناسبة، أن مصر لا تتدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد، يعزز من مكانة مصر ودورها على المستوى الإقليمى والعالمى، ويجب أن نؤكد أن مصر استطاعت أن تدير التحديات الدولية بعقلانية، ونحن مقبلون على تحديات جديدة، لكن بفضل القيادة الحكيمة سنكون قادرين على تجاوزها، فمصر تستعد مبكراً لأى أزمات محتملة، وقد استطاعت أن توازن بين المبادئ والمصالح المشتركة. كيف ينعكس رفع مستوى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى على المواطن؟ - هذه الخطوة هى داعم كامل للاقتصاد المصرى، وتسمح بزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية القادمة من دول الاتحاد الأوروبى، وهو ما يعنى زيادة تدفقات العملة الصعبة، وهو ما سينعكس على السوق المصرية، حيث سيكون هناك مشاريع إنتاجية وصناعية، تعمل على تشغيل عمالة مصرية، وتقلص البطالة بين الشباب. ما مدى تأثير هذه الشراكة على مستوى العلاقات الدولية؟ - هذه الشراكة تعزز من مكانة مصر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يعنى أن العالم أصبح يعرف الدور الهام الذى تلعبه مصر على المستوى الإقليمى، وذلك فى العديد من القضايا، التى تهم الدول الأوروبية، وعلى رأسها بالطبع الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن الشراكة الاقتصادية مع تلك الدول. كيف تجد الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية خاصةً خلال الأزمة الأخيرة فى غزة؟ - استطاعت مصر أن تثبت للجميع أن دورها محورى وحيوى وهام فى دعم القضية الفلسطينية، ولا تزال الجهود السياسية والدبلوماسية، والتى تعمل كوسيط، تحاول دفع المؤسسات الدولية والعالمية نحو إقرار وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، الذى يعانى منذ السابع من أكتوبر الماضى، كما أن مصر أكدت موقفها الثابت بأن حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لن يتم إلا على أساس حل الدولتين، وذلك للحفاظ على استقرار وأمن المنطقة، وحل الأزمة المستمرة التى يمر بها الشعب الفلسطينى منذ عقود. وماذا عن الأزمة الراهنة فى السودان؟ - أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العديد من المناسبات، أن السياسة الخارجية لمصر لا تتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة، وبالأخص فى السودان، ولكنها تسعى لحفظ السلام والأمن فى البلد العربى الشقيق، الذى سينعكس بصورة كاملة على أمن مصر، وقد أكد الرئيس السيسى، منذ اندلاع الأزمة، أن الهم الأساسى لمصر هو المواطن، لأنه المتضرر الوحيد من دائرة الصراع الحالية. وقد ظهر الدور الدبلوماسى المصرى فى محاولة لتهدئة الأوضاع، وذلك من خلال التواصل مع أطراف الصراع، ومحاولة تقريب وجهات النظر بينها، ثم التواصل الدائم مع زعماء وحكومات دول جوار السودان، من أجل احتواء الموقف، واستقبال الأشقاء السودانيين وتوفير الأمن والأمان والخدمات الأساسية لهم، مثل التعليم والصحة والسكن وغيرها. هناك الكثير من الإنجازات التى استطاعت مصر أن تحققها، وهى ملموسة بشكل كبير، بدايةً من نجاحها فى الانضمام إلى مجموعة البريكس، وهو ما يعد شهادة رسمية وثقة عالمية فى أن مصر تسير على الطريق الاقتصادى الصحيح، بالإضافة إلى رفع مستوى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، وهو مستوى رفيع من التعامل، يقوم على تعزيز الشراكة، ومستوى التشاور، سواء على المستوى الاقتصادى أو الاتفاقيات الدولية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-04-06
قال الدكتور عائد ياغى، مدير جمعية الإغاثة الطبية لقطاع غزة، إن موقف مصر الحازم من الحرب فى غزة افشل المخطط الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين مؤكداً أن الموقف المصرى فى دعم القضية منذ بدايتها واضح، وحذر من أن الوضع الصحى فى قطاع غزة يسير من سيئ إلى أسوأ، فلدينا 10 مستشفيات تعمل بشكل جزئى من أصل 36 مستشفى، والأطقم الطبية تقيم فى أماكن عملها منذ 7 أكتوبر الماضى. وأضاف «ياغى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن قوائم انتظار العمليات للجرحى والمصابين تصل فى بعض الأحيان لأيام وتتم بدون تخدير أو باستخدام مخدر موضعى فقط، إن وُجد، لافتاً إلى أن الجميع ينتظرون إعلان وقف إطلاق النار أو الوصول لهدنة لإدخال أدوية أو معدات طبية وكرفانات للعمل من داخلها كعيادات متنقلة. وأوضح أن خسائر القطاع الطبى 446 شهيداً و260 معتقلاً والأرقام الحقيقية أكبر بكثير من المُسجل، مشيراً إلى أن نقص الأطقم الطبية أجبر بعض مستشفيات شمال غزة على الاستعانة بأطباء حديثى التخرج، وطلبة السنوات النهائية بكليات الطب للعمل فى الاستقبال للمساعدة، الأمر الذى ينذر بانهيار كامل للنظام الصحى، وإلى نص الحوار: ما طبيعة عمل جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية فى غزة؟ - جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية هى جمعية أهلية غير حكومية، تعمل فى المجال الصحى، تأسست عام 1979 واقتصر نشاطها على غزة والضفة والقدس الشرقية، وتقدم خدمات صحية مختلفة، ولدينا العديد من المراكز الصحية التى نقدم من خلالها خدمات متعددة، بينها ما هو مرتبط بصحة المرأة والطفل والأمراض المزمنة، وكذلك مختبرات ومراكز أشعة وصيدليات، أما الجزء الآخر من عملنا فيتمثل فى تقديم برامج خدمات مجتمعية تشمل ذوى الإعاقة، ولدينا برنامج خاص للطوارئ لتقديم الخدمات، ومن المعروف أن فلسطين تعيش حالة طوارئ طوال تاريخها، والخدمات تختلف من منطقة إلى منطقة، ومن حدث لحدث، ونركز على تدريب شباب متطوعين لتقديم خدمات الإسعاف الأولية للجرحى، ولدينا سيارات إسعاف تنقل الجريح من مكان الحدث إلى أقرب مستشفى، وفى فترات الطوارئ نقوم بتشكيل فرق ميدانية طبية تتنقل من مكان لمكان لتقديم الخدمات للمواطنين، ولدينا مراكز لتقديم الأجهزة الطبية المساعدة للمرضى والجرحى، وهذه أهم الخدمات التى نقدمها. صف لنا الوضع الطبى والصحى فى غزة الآن؟ - فى ظل الوضع الحالى أغلب المراكز الآن خارج الخدمة، وجمعية الإغاثة الطبية لديها 11 مركزاً يعمل من بينها مركز واحد فقط، وبقية المراكز إما مدمرة أو متضررة ولا يمكن الوصول إليها، والمركز الذى يعمل موجود فى وسط مدينة غزة، ويعمل دون كهرباء أو أجهزة طبية، فقط أطباء وممرضون يحاولون قدر الإمكان تقديم الخدمات الطبية الأساسية للمرضى، وباقى المناطق نعمل فيها من خلال فرق طبية ميدانية، ولدينا الآن 32 فريقاً طبياً فى قطاع غزة، والفريق مكون من أطباء وأطقم تمريض، ومهمة هذه الفرق زيارة مراكز الإيواء، وهناك فرق تتمركز فى نقطة إيواء كمركز رئيسى تقدم الخدمات للمصابين والجرحى، وهناك فرق تتنقل بين مراكز الإيواء الباقية وتقدم خدماتها بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، ووزارة الصحة. ماذا عن الأوضاع الصحية؟ وكيف تعمل الأطقم الطبية فى ظل هذه الأوضاع؟ - الوضع يسوء يوماً بعد يوم، وكلمة كارثى ومأساوى بسيطة، لأننا نتحدث عن عدد مستشفيات محدود، فلدينا حالياً 9 أو 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئى، من أصل 36 مستشفى، أما المراكز الصحية الأولية فتضم تقريباً من 14 إلى 18 مركزاً تعمل جميعها وفق الحدث الأمنى، أما الطواقم الطبية فمنهم من يعمل فى مستشفيات، وهناك الكثير منهم لم يترك المستشفى منذ 7 أكتوبر الماضى، ويعمل ليلاً ونهاراً على مدار 24 ساعة، وكان هناك توزيع للطواقم الطبية حينما كانت هناك إمكانية الوصول إلى المستشفيات، والآن لا يوجد راحة، والطواقم الطبية التى تعمل قليلة جداً لأننا نتحدث عن غلق العديد من المؤسسات والمستشفيات، وأيضاً الطواقم الطبية تركت منازلها، وتم تهجيرها ثلاث أو أربع مرات هى وعائلاتها، وهذا تسبب فى وجود كثافة للأطقم الطبية فى مراكز إيواء ومستشفيات، لأن هناك أطقم طبية نازحة مع عائلاتهم، وأيضاً هناك مستشفيات أخرى لا توجد بها طواقم طبية. كيف يتم تدارك هذه الإجراءات؟ وكيف يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير؟ - من الصعب وصف الوضع، فالأطقم الطبية تعمل بإمكانات معدومة، وهناك أعداد مهولة من الجرحى ينتظرون ساعات وفى بعض الأحيان أياماً لإجراء عمليات جراحية، وتتم العمليات بدون تخدير خاصة عمليات بتر الأطراف، أو القيصرية، وقصر الأمر على المخدر الموضعى فقط إن وجد، ولا يوجد أى مجال أمام الأطقم الطبية غير هذا، ونحاول تلبية احتياجات المصابين قدر الإمكان، من خلال الحد الأدنى من الأدوية المتوافرة لدينا وتقديم النصائح الطبية اللازمة، والجميع ينتظر وقف إطلاق النار أو الوصول لهدنة حتى نتمكن من إدخال أدوية أو معدات طبية، أو حتى كرفانات للعمل من داخلها كعيادات طبية متنقلة، والجميع يتطلع للهدنة. كم بلغت خسائر القطاع الطبى من شهداء ومعتقلين؟ - ما تم تسجيله حتى الآن من خسائر كشف عن استشهاد 446 فرداً من الطواقم الطبية، ونتحدث عن أكثر من 260 معتقلاً من الأطقم الطبية، ولا تتوافر أرقام دقيقة، لأن هناك عدداً من الطواقم الطبية انقطعت الاتصالات بهم، وهناك عدد آخر كان موجوداً فى مستشفى الشفاء، وانقطع التواصل معهم قبل أسبوعين. كم مستشفى يعمل؟ وأين مواقعها؟ - عملياً هناك 10 مستشفيات تعمل بشكل جزئى، بينها 4 مستشفيات فى شمال غزة، وتقدم خدمات جزئية بطاقة من 20% إلى 30% فقط، فالخدمة الطبية تعتمد على عدة عناصر، من بينها المبنى والأجهزة الطبية والأدوية والأطقم الطبية، والوضع سيئ جداً، فالمبانى تضررت وبقيتها بدون كهرباء، والأجهزة الطبية تعطلت، والأدوية غير متوافرة، ولذلك نحن نتحدث عن خدمات طبية جزئية، حيث اضطرت بعض المستشفيات، خاصة فى شمال غزة، أن تعتمد على أطباء حديثى التخرج، وفى بعض الأحيان طلاب السنوات النهائية فى كلية الطب للعمل فى الاستقبال للمساعدة، وكل هذا غير كاف. انهيار القطاع الصحى فى غزة خلف أمراضاً وبائية بين الرجال والنساء والأطفال.. ما هى؟ - نتحدث عن مليون و700 ألف مواطن تركوا منازلهم فى ظل ظروف صعبة، وهناك تكدس فى المكان الواحد، سواء فى خيمة أو مركز إيواء أو منزل، والغرفة التى كان يقيم فيها شخصان أو ثلاثة يقيم فيها الآن 20 فرداً، ولك أن تتخيل الاكتظاظ السكانى، فى ظل انقطاع الكهرباء وشح المياه، وتمثل الأخيرة أزمة كبيرة فى النظافة الشخصية، وهناك من ينتظر من أربع إلى ست ساعات حتى يستطيع دخول الحمام لقضاء الحاجة وليس الاستحمام، كل هذا الوضع السيئ، وفى ظل عدم القدرة على العناية الشخصية بالنظافة، وفى ظل الخوف والقلق وعدم التغذية الصحية السليمة، كان سبباً فى انتشار الأمراض والأوبئة، وطبقاً لما سجلته منظمة الصحة العالمية من الأطقم العاملة، ومن المؤكد أن الأرقام أكثر من هذا نظراً لصعوبة الوصول لكل الأماكن، فهناك 300 ألف يعانون من إسهال، و250 ألفاً يعانون من أمراض الجهاز التنفسى الحاد، و76 ألف حالة تعانى من الجرب، ولدينا الآن 13 ألف حالة مريض التهاب الكبد الوبائى من النوع «أ»، بالإضافة إلى حالة الحساسية والأمراض الجلدية الأخرى، وهذه الأرقام تم تسجيلها والواقع والأرقام الحقيقية أكثر من هذا بكثير، وهذا الواقع الذى نعانى منه، ولدينا 71 ألف مريض من مرضى السكر، وكان من المفترض قبل الحرب متابعتهم بشكل دائم ودورى شهرياً فى المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وإجراء الفحوصات الدورية وتناول العلاج، ومنهم 1300 طفل لديهم سكر من النوع الأول، والأدوية غير موجودة، وقبل الحرب أيضاً كان لدينا 1100 مريض يعانون من فشل كلوى، يحتاجون ثلاث جلسات غسيل أسبوعياً، منهم من مات بالفعل نتيجة لانعدام الخدمة، والأرقام أكثر بكثير. كم عدد مرضى السرطان فى غزة؟ وكيف عمقت الحرب معاناتهم؟ - حالياً لا يمكن تقديم أى خدمات لمرضى السرطان، فقد كان لدينا مستشفى ومركز وحيد «مستشفى الصداقة التركى»، فى جنوب غزة بمنطقة الزهراء، وكان يقدم خدمات جزئية لمرضى السرطان وخرج من الخدمة بنهاية شهر أكتوبر، وهو بالمناسبة لم يكن يقدم جميع الخدمات بالأساس، فهو مكان تجميعى فقط لهؤلاء المرضى، وتقديم بعض الخدمات، سواء التشخيص أو العلاج، وليست كل وسائل التشخيص، ولم يكن هناك علاج إشعاعى متوافر فى غزة، أما العلاج الكيماوى فكانت هناك أصناف كثيرة غير متوافرة، فالمريض لم يكن يحصل على علاج إشعاعى وكيماوى قبل السابع من أكتوبر، أما الآن فلا يمكن تقديم أى شىء، فقط المريض يذهب لأقرب مستشفى فى منطقته ليحصل على تقرير طبى وتحويله للخارج للعلاج، ففى غزة يوجد 9 آلاف مريض سرطان، وكل عام يتم اكتشاف ما بين 1200 إلى 1800 حالة جديدة، وجزء من المرضى تمكن من السفر للعلاج فى مصر الشقيقة. فى ظل هذا الوضع ماذا تفعل المنظمات الدولية للمساهمة فى الحد من الاعتداءات؟ - النظام الصحى كله على شفا الانهيار، وأنا متواضع إذا استخدمت تعبير شفا الانهيار، فالخدمات التى تقدم ليست هى الخدمات الكافية أو اللازمة، فلولا مساعدة بعض الفرق الطبية التى دخلت لإجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة الجرحى، ما استمرت المستشفيات والنظام الصحى فى غزة حتى الآن. كيف شاهدت استهداف إسرائيل لعدد من موظفى منظمة «المطبخ المركزى العالمى»؟ وما هدفها من ذلك؟ - القصف الذى تعرض له 7 موظفين بمنظمة المطبخ المركزى العالمى فى منطقة دير البلح، جريمة حرب جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى حق العمل الإنسانى والعاملين فيه، وهو أمر ليس جديداً على إسرائيل صاحبة الملف الطويل فى تنفيذ تلك الجرائم، فما شاهدناه هو قصف متعمد لعاملين فى منظمة المطبخ المركزى، يعملون فى المناطق المحددة لهم من قبل قوات الاحتلال، وإسرائيل لها أهداف من هذه العملية، على رأسها إرهاب العاملين فى المؤسسات الإنسانية التى تقدم خدمات للمواطنين ودفعها لمغادرة قطاع غزة، وبالطبع علقت منظمة المطبخ عملها فى قطاع غزة بالفعل، وهو ما سيترك آثاراً سلبية على الخدمات التى تقدم خاصة فى شمال غزة، والهدف الآخر هو التغطية على الجريمة البشعة، التى ارتكبت على مدار أسبوعين وبدأت تخرج الصور للمواطنين والأطقم الطبية، الذين كانوا محاصرين فى مستشفى الشفاء الطبى، وقتلوا وأعدموا العشرات واعتقلوا العديد منهم، وما جعل إسرائيل تتمادى فيما تفعله من انتهاكات هو صمت وعجز المجتمع الدولى، خلال السنوات السابقة، عن ممارسة أو وضع أى عقوبات جادة فى حق هذه الدولة الخارجة عن القانون، فلا بد أن يتكاتف المجتمع الدولى لوضع عقوبات ضد هذه الدولة الخارجة عن النظام الدولى. هل تكفى المساعدات الطبية التى تدخل القطاع احتياجات المستشفيات؟ - بالطبع غير كافية، فالأرقام وعدد الشاحنات يتفاوت يومياً الآن، والتقارير تتحدث عن دخول متوسط 130 شاحنة فى الشهر، وقبل 7 أكتوبر كان يدخل غزة يومياً 500 شاحنة، تحتوى على وقود وأدوية وغذاء ومياه شرب وبضائع، وبدأ دخول المساعدات لكن العدد قليل، وإذا تحدثت عن القطاع الصحى مثلاً فهو يحتاج الكثير، ويحتاج إلى إعادة بناء وإنشاء وتجهيز هذه المبانى وتزويدها بالكهرباء والمياه والأجهزة الطبية والأدوية، وقبل هذا كله فالقطاع الصحى وكل القطاعات الباقية تحتاج إلى وقف هذه الحرب المجنونة، وهذه الإبادة التى تمارس ضد الشعب الفلسطينى. كيف كانت حياتك من قبل فى غزة؟ وما آخر مرة كنت فيها هناك؟ - أنا مقيم وأعمل فى غزة طوال حياتى، وفى نهاية سبتمبر الماضى قبل الحرب بأيام حضرت للقاهرة مع عائلتى لتسجيل ابنى فى الجامعة، وبعدها اندلعت الحرب، فعدت إلى غزة ثالث أيام الحرب فى 9 أكتوبر، لمتابعة عمل الجمعية لأننا مؤسسة صحية رائدة تقدم خدمات طبية، وكنا نقيم فى مدينة غزة، وخرجت منها بنهاية أكتوبر إلى محافظة الوسطى فى قرية المصدر، وعشت هناك بمنزل أخى طوال الفترة الماضية، والتقارير تتحدث عن هدم أكثر من 70% من منازل غزة، والحقيقة أنها أكثر من هذا وتكاد تكون 100%، وآخر معلومة وصلتنى من شهر ديسمبر أول يناير أن منزلنا قائم ولكنه متضرر، وتم تدمير البنية التحتية فى هذه المنطقة، ولا يوجد ماء ولا صرف صحى وأصبحت منطقة مهجورة، فالقصف تم بآلاف الأطنان من المتفجرات التى أخفت معالم كل المناطق، فمثلاً فى 25 أكتوبر بعد ما يقارب ثلاثة أسابيع من الحرب، وكان هذا التاريخ قبل العملية البرية التى بدأت فى 31 أكتوبر ودخول جيش الاحتلال لغزة ونزوح عدد كبير من أهلها، فى هذا اليوم تم قصف عمارة سكنية من 10 طوابق، وكان للجمعية مركز للعلاج الطبيعى فى تلك العمارة، فذهبنا فى اليوم الثانى لمعرفة حجم الضرر، واستعادة ما تبقى من الأجهزة الطبية، وعندما ذهبنا هناك لم نستطع أن نعرف أين المكان من حجم الدمار والقصف وطمس المعالم، والشارع بأكمله كان مدمراً وهبط عشرة أمتار للأسفل. ما أسباب فشل إسرائيل فى تنفيذ مخطط التهجير؟ - الأسباب عديدة، وأهم سببين من وجهة نظرى، الأول هو صمود المواطن الفلسطينى وبقاؤه رغم خروج البعض من غزة، لكن العدد الأكبر ظل هناك على الأرض، والسبب الثانى والرئيسى هو الموقف المصرى الحازم تجاه هذا المخطط، ورفضه للتهجير، وهذا ما أفشل المخطط الإسرائيلى حتى الآن، فمصر دورها واضح وجلى وليس من اليوم أو فى هذه الحرب، فمصر دورها كبير منذ بداية القضية وعلى مدار تاريخها، والدم المصرى امتزج بالدم الفلسطينى قبل أن أولد أنا، فهناك شهداء مصريون ماتوا على أرض فلسطين دفاعاً عنها، والجميع يتذكر معركة الفالوجة قبل 1948 وأيضاً فى 1956، وفى 1967، والرئيس السيسى دعا إلى قمة السلام مع بداية الحرب للضغط على قوات الاحتلال لوقف الحرب والإبادة، بالإضافة إلى الدعم الدائم للقضية أمام المحاكم الدولية، فموقف مصر مقدر ويحسب للشقيقة الكبرى، ويجب أن نعلم أن الخطر ما زال قائماً ولم ينته وأملنا كبير فى مصر ونتمنى توقف الحرب، فالجميع ينتظر اليوم الأول لوقف إطلاق النار حتى نعود إلى الوطن، وأنا لا أعلم إذا عدت إلى غزة أين سأسكن ولكننى سأعود، وأرجع إلى أرضى. تنتهى المأساة بوقف القتل والإبادة التى تقوم بها إسرائيل، فالاحتلال لديه هدف واضح فشل فى تحقيقه حتى الآن إلا أن جرائمه أسفرت عن استشهاد 33 ألف مواطن و76 ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت الركام قد يصل عددهم إلى عشرة آلاف شخص، ونتحدث عن 130 ألف مواطن على الأقل تضرر من تلك الحرب بشكل أو بآخر، وكل الشعب الفلسطينى تضرر نتيجة للنزوح، لأننا نتحدث عن مليون و700 ألف نزحوا من منازلهم، وإسرائيل عملت وما زالت تعمل على تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وهذا ما فشلت فيه حتى الآن. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-04-05
ندد رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، بـ «الهجمات الإرهابية» لجماعة الحوثي على حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، واصفا إياها بأنها «دليل للعالم على أن البحر الأحمر تحول إلى بحيرة إيرانية». وشدد خلال لقاء تلفزيوني لبرنامج «حقائق وأسرار» مع الإعلامي مصطفى بكري، المذاع عبر شاشة «صدى البلد» مساء الخميس، أن الهجمات لم تجلب سوى المزيد من المعاناة للشعب اليمني، بدلا من حل مشاكلهم، متسائلا:«ماذا جلبت لليمنيين؟ وهل حلت المشكلة في غزة؟ بل على العكس أدت إلى قدوم أساطيل من جميع أنحاء العالم، وعسكرة البحر الأحمر، وفرض عبء إضافي على معيشة الشعب اليمني». ولفت إلى أن تضاعف تكاليف الشحن البحري بشكل كبير، موضحا أن تكلفة شحن حاوية من الصين إلى ميناء عدن ارتفعت إلى 8 آلاف دولار قياسا بـ 2000 دولار فقط قبل الهجمات، لافتا أيضا إلى تعرض قناة السويس لخسائر تقدر بنصف مليار دولار شهريا. وأضاف أن هجمات جماعة الحوثي صرفت أنظار العالم عن قضية غزة والعدوان الإسرائيلي الوحشي على الأشقاء في القطاع، مؤكدا أنها أيضا لم تجلب سوى المزيد من المعاناة للشعب اليمني في مقابل خدمة مشروع إيران التوسعي في المنطقة. وأوضح أن هجمات ميليشيات الحوثي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع في اليمن بنسبة تتراوح بين 5 إلى 6 أضعاف؛ نتيجة تضاعف تكلفة التأمين في الموانئ وتكلفة الشحن. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-04-02
نبدأ جولة الصحف من تايمز أوف إسرائيل التي ناقشت تقارير أمريكية تظهر أن واشنطن "حققت تقدماً" فيما يتعلق بإدخال قوة "عربية-دولية" إلى غزة مهمتها تأمين قوافل المساعدات وتوزيع الغذاء والدواء بدلاً من الجيش الإسرائيلي.وفقاً لكاتب مقال الرأي، تال شنايدر، يبدو أن تأمين دخول قوافل مساعدات إلى قطاع غزة وتوزيع الغذاء والدواء عبر إدخال قوة عربية - دولية، لن يحدث، دون مفاوضات لإنهاء الصراع.وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد عودة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من واشنطن مؤخراً، نشرت عدة وسائل إعلام يوم السبت أن الوزير أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحقيق تقدم في مسألة إدخال قوة دولية إلى غزة، مؤلفة من ثلاث دول عربية، مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، يفترض بها "تأمين قوافل المساعدات، والمساعدة في توزيع الغذاء والدواء".لكن دول المنطقة ربطت حدوث ذلك بتقديم إسرائيل لخطة سياسية تتضمن تحقيق تقدم نحو حل الدولتين، كما يقول كاتب المقال. ويستذكر الكاتب أنه قبل عشرة أيام، بدأت الولايات المتحدة بناء رصيف عائم لاستيعاب إمدادات الغذاء إلى غزة. هناك ثماني سفن لوجستية وألف جندي في المحيط الأطلسي في طريقهم إلى المنطقة، مع اقتراب "بيسون"، أولى هذه السفن، بالفعل من شواطئ البرتغال/إسبانيا. "لكن بحسب قرار القيادة الأمريكية، لن تطأ قدم أي جندي أمريكي أراضي غزة. وبعد بناء الرصيف ونقل البضائع إلى الأرض، ستواجه جميع الأطراف مشكلة لوجستية – من سيقوم بتفريغ البضائع ومن سيقوم بتوزيعها على حوالي 60 نقطة في أنحاء غزة؟". كما يذكر المقال.ويكمل بالقول: "من وجهة نظر الأمريكيين، فإن القوة التي ستؤمن المشروع هي الجيش الإسرائيلي"، إلا أن الجيش الإسرائيلي "ليس متحمساً" لإدارة هذا المشروع الخطير، بحسب ما كتبه شنايدر.ويضيف: "يبدو هذا المشروع مؤقتاً، ولكن مع تزايد تعقيد الوضع في غزة، فإن توزيع الغذاء وبدء العملية قد يجعل المشروع المؤقت دائماً. ومن يدري كيف سيتعين توزيع المساعدات لأسابيع أو أشهر أو سنوات عديدة، وقد يصبح الرصيف المؤقت في المستقبل ميناء دائماً".ويرى الكاتب أن "الدول العربية الثلاثة على استعداد للمشاركة في مشروع إعادة إعمار قطاع غزة، والمساعدة في تثبيت استقرار السلطة الفلسطينية، لكن فقط في إطار شامل يسعى للتوصل إلى حل للصراع بالاستناد إلى مبدأ الدولتين".كما أصبح واضحاً أن "القوات العربية الدولية لن تدخل غزة أو أي مكان آخر، ما لم تكن هناك تسوية شاملة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ودون إحراز تقدم في المفاوضات"، يختم شنايدر مقاله."هل تقف إسرائيل وحيدة؟ في الغارديان البريطانية، مقال بعنوان "هل تقف إسرائيل وحيدة؟ مخاوف الحلفاء تنمو بشأن سلوك الحرب وشرعيتها في غزة". يشير المقال الذي اشترك فيه كُتّاب من القدس و واشطن، إلى أنه "عندما جلس جلعاد إردان، المبعوث الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن للتنديد بقرار وقف إطلاق النار، بدا وكأنه أكثر عزلة من أي وقت مضى، رفضت الولايات المتحدة، التي كانت الدرع الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة حتى هذه اللحظة، استخدام حق النقض، مما سمح لمطلب المجلس بهدنة فورية، على الرغم من أنه لم يتضمن، كما أشار إردان بشدة، أي إدانة للمذبحة التي ارتكبتها حماس ضد الإسرائيليين والتي بدأت الحرب".الخط الأحمر الذي رسمته واشنطن لوقف إطلاق النار كان مشروطاً بإطلاق سراح الرهائن، لكن بعد نحو ستة أشهر من القصف الإسرائيلي المستمر ومقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني في غزة والمجاعة الوشيكة، سمح لهذه الخطوط الحمراء بالتلاشي، كما يلفت المقال.ويرى كتاب مقال الرأي أن هناك "دلائل" على تغيير الدول الغربية لموقفها تجاه الحرب في غزة، على الأقل من حيث الخطاب، فمثلاً صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن برلين "سترسل وفداً لتذكير إسرائيل بوضوح بالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف، وحذرت إسرائيل من المضي قدما في الهجوم المخطط له على مدينة رفح"، بينما بدأ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يزيد من انتقاداته لإسرائيل، خاصة بسبب منعها المساعدات إلى غزة.لكن مع كل ذلك يعود المقال ليؤكد أن هذا التحول الواضح في المواقف الدولية "لم يغير شيئاً على أرض الواقع بالنسبة لـ 2.3 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة"، كما لم يتوقف القصف والقنص، في حين صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأن المجاعة انتشرت بالفعل في أجزاء من قطاع غزة.لكن ورغم تعرض إسرائيل لانتقادات شديدة، إلا أنها "لا تزال بعيدة كل البعد عن كونها منبوذة"، بحسب المقال."القصة أبعد من الرهائن" في مقاله الذي عنونه بـ "رجل يحلم بجثة"، يقول الكاتب غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط، إن الحرب الحالية في غزة هي "أقسى حروب إسرائيل"، وأن القصة "أبعد من الرهائن المحتجزين في أنفاق حماس"، إذ إن "عودتهم مطلوبة لكنها لا تكفي لتعويض الخسائر أو تبريرها".يضيف الكاتب أن وقف الحرب بعد عودة الرهائن سيكون بالنسبة لنتنياهو "أمراً مريراً"، "وقف الحرب مخيف ومؤلم، ختام مروع لتجربة طويلة في الحكم. نهاية بغيضة لمن لقبوه بملك إسرائيل".ويقول شربل إن "نتنياهو يحلم الآنَ بجثة يحيى السنوار. هذه الجثة قد تتيح له ادعاءَ النصر. وربَّما وقف الحرب"ويستذكر شربل عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل من بينها محاولة اغتيال القيادي في حماس خالد مشعل عام 1997 في العاصمة الأردنية عمّان رغم معاهدة السلام بين البلدين، وكان حينها نتنياهو رئيساً للوزراء. "عدَّ الملك حسين العملية إهانة وهدَّد بإعادة النظر بمعاهدة السلام. تدخلت واشنطن وطلبت من نتنياهو أن يرسلَ الموساد على الفور الترياق الذي يمنع انتشار السم في جسد مشعل، وهكذا كان".يضيف الكاتب "لم يكتفِ العاهل الأردني بإنقاذ مشعل، بل أصر على إطلاق سراح زعيم حركة حماس حينها أحمد ياسين" من السجون الإسرائيلية."يريدها ليستر بها هشاشة دولة إسرائيل. يرفض أن يتعلم. كثرة التواقيع على الجثث لم تحمل الأمن للدولة التي تبدو وكأنَّها وُلدت من عملية اغتيال. سياسة الجثث تَعِدُ بجثثٍ كثيرة"، يختم شربل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-03-29
ماذا لو سألك أحدهم عن غزة؟ بالتأكيد ستستدعى فى مخيلتك الصور المتداولة حاليا لآلاف الضحايا والمنازل المهدمة والمعاناة التى يعانيها أهلنا هناك بفعل استمرار الحرب المستعرة التى يشنها عليهم الكيان الصهيونى، ولكن هناك غزة أخرى قد لا يعلمها الكثيرون عاشها أهلها وحفرت فى ذاكرتهم لذلك لا يمكن الحديث سوى لأهلها ومنهم الطلاب الفلسطينيون الذين تركوا ديارهم ومضوا خلف أحلامهم التى رسموها وأمانيهم التى تعلقوا قاصدين مصر ملتحقين بجامعاتها وكلياتها المختلفة، قاصدين من وراء ذلك إنهاء دراساتهم وتحقيق أمانيهم والعودة إلى ديارهم. كانت أيامهم تمضى عادية ما بين حضور المحاضرات والتواصل مع أهلهم وذويهم عبر وسائل الاتصالات المختلفة، أو من خلال رحلات الذهاب والعودة ما بين القاهرة وغزة، حتى ولو كانت فى أضيق الحدود، ولكن فى لحظة انقلب ذلك رأسا على عقب فهذه منازلهم يشاهدونها عبر شاشات التلفاز فى النشرات الإخبارية وقد تهدمت، وذووهم ما بين شهيد أو جريح أو مفقود وشوارع وأماكن الصبا والذكريات. مشاهد تذيب الصخر وتضعف الهمة، ولكن مع هؤلاء الطلاب لم تزدهم إلا إصرارا على استكمال خطواتهم والوصول إلى نهاية طريقهم باستكمال دراستهم والعودة مرة أخرى إلى ديارهم ليعمروها ويعيدوها إلى رونقها من جديد، وهو ما أكده العديد من الطلاب الدارسين بمصر «ندى، وفاطمة، وأمنية» اللاتى التقت بهن «اليوم السابع» لتسمع حكاياتهن قبل وبعد الحرب على غزة واستقبال رمضان بعد الحرب. فاطمة أحمد عبدالرحيم، أو الدكتورة فاطمة كما يلقبها أصدقاؤها امتازت بالتفوق منذ الصغر، حتى استطاعت إنهاء كلية بيولوجيا والتحاليل بجامعة الأقصى واستطاعت من خلال اجتهادها الحصول على منحة لدراسة الماجستير فى الإدارة التربوية بجامعة القاهرة، والتى عملت على استبدال موضوع رسالتها للماجستير لتكون عن الأحداث والعدوان الذى تتعرض له غزة بدلا من موضوعها الأصلى وهو أصول التربية مشددة على أمنياتها بأن تصبح سفيرة للنوايا الحسنة فى فلسطين. فرحة ممزوجة بالخوف والقلق تعيش «فاطمة»، منذ عامين فى بيت الطالبات، والذى يضم عددا من الطالبات الفلسطينيات والمصريات على حد سواء، وهو ما تصفه بالشىء الإيجابى الذى خفف عنها كثيرا خاصة من جانب صديقاتها وزميلاتها المصريات بالسكن، اللاتى حرصن على مواساتها وتقديم كل المساعدات الممكنة لها، قبل العدوان الأخير على غزة كانت فى زيارة لأسرتها هناك تقضى معهم إجازتها حيث تقطن كل أسرتها فى غزة باستثناء اثنين من أخوتها أحدهما يعيش بالأردن والآخر مقيم بدولة الإمارات بحسب ما ذكرته. وتقول فاطمة: «خلال العامين التى قضيتهما بمصر كان أهلى يتواصلون معى ويرسلون لـى جميع نفقاتى واحتياجاتى، ولكن كل هذا توقف الآن والتواصل بيننا أصبح نادرا بسبب صعوبة الاتصالات ولكن أحاول تدبر احتياجاتى من خلال أخوتى المقيمين خارج غزة بالأردن والإمارات أو عبر اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، والحريص على التواصل معنا وتلبية طلباتنا فى حدود الإمكانيات المتاحة له والحقيقة أنه قدم لنا دعما كبيرا خاصة فى إيجار المسكن واحتياجات أخرى». تتذكر «فاطمة»، ساعات العدوان على غزة بقولها: «كنت بالسكن فى بيت الطالبات ولا أعلم ما يدور فى غزة بسبب انشغالى بدراستى ولكنى علمت بالخبر من أحد أصدقائى من المقيمين معى فانتابنى القلق الشديد وتأكدت أن الأيام المقبلة ستكون صعبة وثقيلة بسبب ما شاهدته وعايشته من تجارب سابقة من العدوان على غزة والتى فقدت العديد من أقربائى. وتابعت: «فى 7 أكتوبر رأيت الفرحة الكبرى فى أعين كل من حولى بمصر، بسبب حبهم الشديد لفلسطين وأهلها، ورغبتهم فى تحريرها من يد العدوان الغاصب، وبطبيعة الحال نحن كنا أول الفرحين بذلك لأنه أثبت أننا صامدون ولا نقبل التفريط فى أرضنا أو تدنيس مقدساتنا، ولكنها فرحة ممزوجة بالخوف والقلق لأننا نعرف طبيعة العدو الذى نواجهه لا يعلم شيئا عن الرحمة، عدو غاشم ونشأ على القتل والتدمير لذلك كنا متوقيعن رده ولكننا لم نكن نتصور أبدا أن يصل الأمر إلى حجم الدم «بحسب وصفها» إلى هذا الحد فهو يمارس الإبادة بمعنى الكلمة ضد كل ما هو فلسطينى سواء كان بشرا، مبانى، هيئات، لم يرحم شيخا طاعنا أو طفلا صغيرا أو امرأة، لم يراع حرمة المقدسات، لم يترك المبانى وإنما ارسل قذائفه ومدافعه لتدك كل شبر فى غزة، ولكن هذا كله لا يزيدنا إلا صمودا وإصرار ولا يدل إلا على خوفهم الشديد من كل ما هو فلسطينى، حتى الجنين فى بطن أمه قتلوه». المصريات دعم وسند واستكملت حديثها: «وفى ذلك العدوان فقدت العديد من أقربائى وأسرتى ومنهم ابن عمى ويعمل صحفيا، وخالى والعديد من أصدقائى وكانت صدمة كبرى بالنسبة لى، من يعيش فى غزة يعلم المعنى الحقيقى للألم والوجع وفقد الأحبة الذى يأتى فى لمح البصر فالوضع صعب وقاسٍ علينا ورغم ذلك أحرص على الانتظام فى الدراسة وحضور كل المحاضرات بالجامعة وبفضل من الله اجتزت امتحانات منتصف العام بامتياز وهو ما أسعد أسرتى المقيمة بغزة بشكل كبير وسأستمر فى الاجتهاد والنجاح لكى أكون نموذجا مشرفا لأهالى غزة». وتابعت: «رغم الضغوط النفسية التى نعيشها نتيجة الأخبار التى تصلنا من حين أو أخر فأهلنا ما بين شهيد أو جريح أو مفقود ولكن وجودنا فى بيت الطلبة التابع لاتحاد المرأة الفلسطينية وسط زملائنا من الطالبات المصريات خفف عنا الكثير، ولكن يبقى هناك قلق دائم أعيش فيه وفقدت 12 كيلوجراما من وزنى بسبب قلقى المستمر على أسرتى، أن أكثر ما أتمنى تحقيقه هو وقف العدوان واستقرار الأوضاع بغزة لحين عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى والعيش على الأقل فى أمان وأن تأمن الناس هناك على أرواحها وتجد قوت يومها ومنازل طبيعية تأويهم وتحميهم فحتى الخيام لا يمكن الحصول عليها بسهولة فى ظل استمرار العدوان وزيادة الأعداد». رمضان ما بين القاهرة غزة الشهر المبارك فى القاهرة يعنى الفرحة والبهجة التى تغمر الأهالى وقصاصات الورق الملون التى تتزين بها الشوارع والمنازل هكذا تحدثت «فاطمة» عن احتفالات رمضان مضيفة خلال الشهر الكريم العام الماضى، كنت حريصة على زيارة الأزهر ومسجد عمرو بن العاص والأماكن التى تشتهر بها مصر بروحانيات رمضان ثم السفر لقضاء باقى الشهر وعيد الفطر وسط أسرتى فى غزة فى نفس الأجواء المصرية من حيث الزينات والفوانيس وزينة الشوارع والمنازل. وبرغم ما نعانيه هذا العام ومشاهد القتل والدمار التى تحيط بنا إلا أنى فى تواصلى الأخير مع أهلى حرصت على تشجيعهم على تزيين الشوارع لاستقبال شهر رمضان وسط القصف ومشاهد الركام التى تحيط بالأحياء، ففى وقت ما سينتهى هذا العدوان وتعود غزة إلى رونقها وبهائها بسواعد أبنائها، ولكن للأسف لم يستطيعون استقبال رمضان مثل كل عام وخصوصا أن الحرب ما زالت مستمرة حتى الآن. فقد الأهل والأصدقاء ندى عبدالنبى الطالبة التى جاءت لاستكمال دراستها فى مصر بكلية الحقوق جامعة القاهرة، بناء على نصيحة والدتها التى أكدت على أفضلية التعليم وجودته بمصر وتم إدراجها بالفرقة الأولى كلية الحقوق ولكنها لم تتخيل أن يكون آخر لقاء بينها وبين والدها وهو ينصحها ويشجعها على استكمال دراستها والذهاب إلى مصر، فكان ذلك لقاءهم الأخير قبل أن تنقطع اخباره عدة أسابيع وتبين استشهاده فيما بعد، فضلا عن مشاهد استشهاد أغلب أصدقائها فى غزة نتيجة عدوان الكيان الصهيونى منذ السابع من أكتوبر الماضى. وتقول ندى: «بعد إتمام والدتى لأوراق قيدى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، لم تستطع العودة إلى غزة وفقدت عملها بسبب العدوان فاضطرت للسفر إلى شقيقها «خالى» إلى «الإمارات»، وتتكون أسرتى من 3 أشقاء الذين سافروا واستقروا فى روسيا عبر رفح بجانب شقيقة «توأمى» التى سافرت إلى الجزائر فى منحة دراسية فضلا عن والدتى ووالدى الذى علمنا بنبأ أستشهاده خلال أدائى للأمتحانات بعد انقطاع أخباره عدة أسابيع، اما أصدقائى أغلبهم يعانون اليتم سواء فقد الأم أو الأب أو الأسرة بالكامل، فضلا عن تهدم منازلنا فنحن نعانى شهور ثقيلة، ولكن دعم أصدقائى فى السكن والجامعة يهون علينا الكثير. وأضافت: «معاناة الطلاب الفلسطينين لا تقتصر على المعاناة النفسية فقط لفقد الأحبة أو مشاهد القتل والتخريب الذى تمارس بفعل الكيان الصهيونى وإنما هناك المعاناة المادية، فمنذ بداية العدوان وراتب أبى انقطع قبل استشهاده وأمى فقدت عملها ولكن هناك العديد من الجهات التى تحاول مساعدتنا وتوفير كل سبل الدعم لنا لمواصلة دراستنا ومنهم متطوعين أتوا خصيصا لكفالتى ومصروفات أقامتى ودراستى فضلا عن اتحاد المرأة الفلسطينية الذى قدم لنا العديد من أوجه الدعم ودفعنا لاستكمال دراستنا وعن نفسى أسعى بكل طاقتى لإنهاء دراستى بتفوق والالتحاق بالعمل الدبلوماسى للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى فى المحافل الدولية. جلسات البحر فى رمضان برغم المعاناة التى تعيشها إلا أنها لا تنسى رمضان فى غزة وذكرياتها التى عاشتها مع أصدقائها وأهلها التى فقدت معظمهم فى العدوان الأخير فمازالت تتذكر جلسات البحر قبل الإفطار والتنزهات الليلية فى شوارع غزة بصحبة أصدقائها وأسرتها مؤكدة أن استقبال شهر رمضان والاحتفالات والفرحة بهذا الشهر كانت تماثل وتكاد تتطابق مع ما تشاهده من احتفالات فى الشوارع المصرية، مشددة على أن ما تعانيه غزة الآن سينتهى وستعود غزة إلى بهجتها مرة أخرى ولكن بالتأكيد هناك المئات أو الآلاف ممن بحاجة إلى دعم نفسى. فزع من فقد الأهل أمنية ناصر هى إحدى الطالبات الفلسطينيات بكلية الصيدلة جامعة القاهرة والمقيمة بالقاهرة منذ العامين لم تغادرها بسبب الظروف الدراسية وكانت تنوى زيارة أهلها ولكن منعها العدوان الأخير على غزة والذى فقدت فيه منزل أسرتها بجانب عدد كبير من أصدقائها وجيرانها. وتقول «أمينة»: «نحن أسرة مكونة من 4 شقيقات وشقيقين، مع بدء العدوان علمت أنه تم استهداف الحى الذى تقطن فيه أسرتى وفقدنا فيه 23 فرد جميعهم استشهدوا من الأقارب والجيران والأصدقاء بجانب هدم منازلنا فالحى بالكامل تدمر ولا يوجد مأوى سوى المخيمات فقط التى يعيشون فيها بلا إمكانيات حقيقية أو وسائل إعاشة أو القدرة على التواصل بشكل جيد نتيجة ضعف شبكات النت بسبب القصف المستمر. وأضافت: «الظروف الصعبة التى تعانيها أسرتى وقلقى المستمر عليهم والفزع من فقد أحدهم اثرت بشكل كبير على صحتى النفسية وانعكس ذلك على أدائى الدراسى فما يشغل عقلى وتركيزى الأن هو الظروف، كنت أتمنى أن يأتى رمضان ويتوقف القصف وتعود الأوضاع للإستقرار، ولكن للأسف الضرب مستمر حتى الآن، كان نفسى اقضى رمضان فى غزة وأصلى فى المسجد الأقصى وسط أهلى وأصحابى لكن خلاص مفيش بيوت ولا جيران كلهم راحوا». أهالى غزة بحاجة إلى تأهيل نفسى وقال الدكتور إبراهيم مجدى إستشارى الطب النفسى: «الدراسات تؤكد أن الشباب والأطفال الفلسطينيين عرضة للإصابة باضطرابات كرب ما بعد الصدمة والقلق والتوتر نتيجة العدوان المستمر فهو ليس عدوان مؤقت، فكل فترة يتعرض الأهالى هناك لمذابح جماعية ومجازر وفقدان أهل ومنازل، فضلا عن الإصابة باضطرابات النوم والإحساس بالفقدان، بجانب الإحساس بالغضب الدائم والتى من الممكن أن تستمر مع الشخص وهنا يظهر دور الطب النفسى ولا بد من تدخل المتخصصين من الأطباء النفسيين فبجانب أطباء الجراحة وأقسام الطب المختلفة لا ينبغى أبدا إهمال الطب النفسى للشعب الفسطينى خاصة فى العدوان الأخير الذى فاق وتعدى كل التصورات». مضاعفات نفسية خطيرة وأكد استشارى الطب النفسى على ضرورة التدخل والعلاج النفسى للناجين من أبناء الشعب الفلسطينى على يد متخصصين محذرا من تجاهل ذلك موضحا أن الألم النفسى للأسف يستمر لسنوات وتجاهله يؤدى إلى مضاعفات خطيرة، أما يتحول الفرد لشخص عدوانى عنيف أو يميل للوحدة والانطواء مع وجود طاقة من الغضب من الممكن أن تظهر بصورة مفاجئة فى موقف لا يستدعى ذلك التصرف، حتى ممن يتعافى ذاتيا يعانى أيضا من بقايا اضطراب «كرب ما بعد الصدمة»، حتى ولو بجزء بسيط لذلك لابد من تدخل المختصين بسبب صعوبة الأوضاع التى تزداد يوما بعد يوم، كما أن اضطرابات الصدمة والعنف والقلق وكل الأعراض النفسية لا تؤثر فقط على ما يعيش داخل غزة وإنما تمتد أثارها لمن يعيش بخارجها أيضا». غزة تعيسة والمجاعات منتشرة صعوبة الأوضاع المعيشية والنفسية داخل غزة تؤكد عليه آمال الأغا رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية فى مصر بقولها: «الأجواء فى غزة تعيسة فهناك مجاعة ويوميا نفقد أطفال وكبار فى السن نتيجة نقص الغذاء، ومياه الشرب، ونقص الدواء والرعاية الطبية، ودورات المياه، وكل ذلك نتيجة الانتهاكات والضرب». وأضافت: «نحاول من خلال اتحاد المرأة الفلسطينية توفير بعض الدعم والمساعدات سواء توفير الأغذية والرسوم الدراسية لحوالى 200 أسرة لأن معظم الطلبة مدرجين فى مدارس خاصة، وهناك تبرعات مالية مصرية تصل للاتحاد فهناك أسر مصرية خصصت مبالغ مالية لبعض الطلبة الفلسطينين». وشددت رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية على أهمية الدعم وجلسات التعافى النفسى التى ينظمها الاتحاد للطلبة والفلسطينين بمختلف أعمارهم بالتنسيق مع المجتمع المدنى فى مصر. وعن ذكرياتها فى رمضان قالت «الأغا»: «قبل الأحداث كنا بنتجمع دائما مع الطلبة على افطار رمضان لكن الوضع حاليا أسوأ رمضان مر على الشعب الفلسطينى، الاحداث كلها صعبة وقاسية والضرب مازال مستمرا، والضحايا مازالوا يتساقطون ففى أول يوم من شهر رمضان كان فيه قصف نتج عنه 16 شهيدا من أسرة واحد، بجانب حرمان الناس من الصلاة فى المسجد الأقصى». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-29
قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرج، إن مصر لها دور كبير في حل قضية غزة، مثمنا الجهود، التي تبذلها القاهرة لدخول المساعدات إلى القطاع، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره، ومن المبكر الحديث عن إعادة الإعمار. وأضاف في حوار لـ «المصري اليوم»، أن الوصول إلى «الهدنة» لمدة 6 أسابيع عبر المفاوضات بين حماس وإسرائيل وليس أي طرف أخر، نافيا وجود أي مفاوضات مباشرة بين واشنطن وحماس، وإلي نص الحوار: ** في البداية كيف ترى دور مصر تجاه قضية إنهاء الحرب على غزة؟ مصر دولة رائدة في السلام، وتلعب دورا كبيرا في حل قضية غزة، ومن خلال الاتصالات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي جو بايدن، أو الزيارات المتكررة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى القاهرة، فنحن نثمن جهود مصر من خلال التعاون العميق وبدون مصر فلن يكون هناك دخول للمساعدات للقطاع، كما أن القاهرة لديها دور في المفاوضات والعمل على إطلاق الرهائن، ولدينا علاقات طويلة الأمد مع مصر في مختلف الملفات. ** هل هناك إمكانية أن تلتزم إسرائيل بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة؟ أفضل طريق لوقف إطلاق النار، هو إجراء مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل عبر الوسطاء في مصر وأمريكا وقطر، وليس هناك أي قرار من الأمم المتحدة يساهم في إنهاء الحرب، ونهايتها أو حتى الوصول إلى الهدنة، التي ترى واشنطن أن هناك أهمية لتنفيذها لمدة 6 أسابيع، لكن كل ذلك سيأتي من خلال المفاوضات وليس عبر الضغط الأمريكي أو مجلس الأمن، ومع ذلك قد قدمنا مشروع متوزان بناء على استشارات الكثير من الدول، لكن قامت كل من الصين وروسيا باستغلال حق النقض «الفيتو»، ولم يقوما بإدانة حركة «حماس»، نظرا لأن المشروع مقدم من واشنطن. ** لكن موسكو وبكين رفضتا المشروع الأمريكي لكونه لم ينص على وقف إطلاق النار، كذلك إسرائيل لا تستجيب للمفاوضات وتواصل جرائمها ضد أبناء القطاع؟ نحن لم نرى أي إدانة من روسيا والصين لما قامت به حركة «حماس» في 7 كتوبر الماضي، لذلك فإن حماس تتحمل المسؤولية، أما بالنسبة للمفاوضات فهي مستمرة، وأمريكا لا تزال متفائلة بإمكانية الوصول إلى هدنة لإطلاق سراح الرهائن، ونحن لانستطيع التحدث باسم إسرائيل أو حماس، فلاتوجد لدينا مفاوضات مباشرة مع الحركة. ** عودة إلى الحديث عن«الهدنة»، الفلسطينيون علقوا الآمال على تنفيذها قبل شهر رمضان، وإذا ما كان الشهر يقترب من الانتهاء، هل ننتظرها تزامنا مع عيد الفطر؟ ما توصيفك للحرب الدائرة، هل تراها «إبادة»؟ الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها إمكانية الإعلان عن «هدنة»، بل الأمر متعلق بطرفي الصراع حماس وإسرائيل، الذين يتبادلا إطلاق الرصاص. وبالنسبة لما قامت به إسرائيل ولا تزال، هو رد فعل على عملية «طوفان الأقصى»، حيث أن تل أبيب قبل 7 أكتوبر لم تقم بتلك الحرب، بل كان هناك عبور 500 شاحنة يوميا تدخل القطاع، والحرب الدائرة حاليا هي بين إسرائيل وحماس وليس مع الشعب الفلسطيني، ولانستطيع أن نتكهن أو الدخول في فرضيات، فحماس تخبئ الأسلحة أسفل منازل المدنيين، ونحن نريد أن يعود الشعب الفلسطيني للأماكن، التي قام بالنزوح منها. ** ألا يكفي سقوط أكثر من 32 ألف شهيد وعشرات آلاف المصابين، حتى يكون دليلا على أن إسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني؟ نحن رصدنا سقوط أكثر من 32 ألف فلسطيني، وهناك ضحايا على الجانب الأخر ولسنا بصدد مقارنة الأرقام، فإسرائيل لديها هدف هزيمة «حماس»، وإطلاق سراح الرهائن وأولوياتنا عدم احتلال قطاع غزة أو تقليص الأراضي الفلسطينية أو التهجير القسري. ** لاتزال أمريكا وإسرائيل يطالبان بالقضاء على «حماس»، إذا حدث ذلك مع من تتفاوضون على إطلاق سراح الأسرى؟ وهل هناك دور للحركة في السلطة مستقبلا؟ نحن نريد سلطة فلسطينية موحدة لتوفير كافة الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني، بعد انتهاء الحرب، والشعب الفلسطيني هو من سيقرر مصيره والقرار ليس في يد أمريكا أو إسرائيل، فنحن لا نزال نرصد أن حماس تقوم بالعودة إلى أراضي قالت إسرائيل في وقت سابق أنها تسيطر عليها، وأعتقد أن حماس ليس لديها أي إمكانية للعب دور مستقبلا في حكومة ما بعد الحرب. ** هناك تهديدات مستمرة من تل أبيب باجتياح رفح الفلسطينية، ما هي معلوماتك؟ نحن لدينا قلق تجاه هذا الشأن، ورغم ذلك لا نري حتى الآن أي خطوة واضحة من إسرائيل باجتياح رفح، وقد دعونا فريق إسرائيلي لإعطاؤه النصائح، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغي زيارة الوفد، لكن كان لدينا فرصة للحديث مع وزير جيش الاحتلال. **هذا يعني أن هناك خلافا بين نتنياهو وبايدن؟ إسرائيل وأمريكا دولتان ذات سيادة، ولدينا اتفاق واختلاف في وجهات النظر، ومع مرور عشرات السنوات، على العلاقة بين أمريكا وإسرائيل فنحن أيضا نريد أن يعيش الشعب الفلسطيني بسلام . ** هل الولايات المتحدة ستشارك في إعادة الإعمار؟ من المبكر الحديث عن هذا الأمر والدخول في التفاصيل، فمنذ سنوات نحن أكبر دولة من حيث تقديم المساعدات إلى قطاع غزة، وهناك دول في أوروبا، بل والعالم كله مستعد لإعادة الإعمار، لكن ما نقوم به حاليا هو التركيز على دخول الأدوية والمواد الغذائية سواء عبر الإسقاط الجوي أو الميناء البحري خاصة أن المعابر لم تكن كافية لدخول المساعدات لسد احتياجات الشعب الفلسطيني، فلا نزال نضغط على إسرائيل وقد قامت بفتح معبر كرم شالوم، والميناء لإدخال المساعدات وليس للعبور، خاصة أن الوضع الإنساني صعب، ونحن نقوم باستخدام أي وسيلة سواء عبر البر أو البحر أو الجو، وعملنا مستمر لإنهاء الحرب، ويجب ألا ننسى أن هناك تحديات داخل القطاع فليس هناك من لديه إمكانية توزيع المساعدات. **أمريكا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل في الحرب، فكيف هناك يد تساعد تل أبيب بالأسلحة وتحاول إيصال المساعدات إلى غزة؟ العلاقات بين أمريكا وإسرائيل ليست وليدة لحظة عملية «طوفان الأقصى»، بل هي على مدار عقود مضت ونشجع على التطبيع معها، ولا يوجد تغيير في العلاقة، وعندما نرى أن تل أبيب تتعرض للخطر، فمن الطبيعي دعمها، وفي المقابل نقوم بمساعدة الفلسطينيين شأنهم في ذلك شأن أي شعب أخر. ** هل أثرت الحرب الإسرائيلية على غزة، على الدعم الأمريكي المقدم إلى أوكرانيا؟ الولايات المتحدة الأمريكية تعمل في كافة القضايا والملفات، ومنها الحرب الروسية على أوكرانيا، فواشنطن لديها دبلوماسية ومن خلال مجلس الأمن القومي، كل هؤلاء يعملون في وقت واحد إزاء قضايا متعددة، وواشنطن لم ولن تتخلى عن مساعدة كييف، وقد ظن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بدخوله الحرب سيقوم بتفكيك حلف شمال الأطلسي«الناتو»، بل قد أصبح أكثر قوة وتحالفا وعضوية بعد انضمان فنلندا والسويد، كما أصبحت العلاقة بين أمريكا وأوروبا أعمق من أي قوت مضى، والرئيس بايدن يركز على التحالفات وتقويتها، وشهريا هناك اجتماع بين واشنطن وأكثر من 50 دولة لدعم أوكرانيا. ** إذن ما الحل للقضية الفلسطينية؟ نحن نسعي لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية فعليا وليس مجرد كلام على ورق، ولن نقف مكتوفي الأيدي، كما يجب تحديد وقت لذلك، لكن الوقت الحالي صعب جدا في إطار الحرب الدائرة، كما أننا ننظر بعين الاعتبار لوجهات النظر العربية والأفكار المصرية والسعودية والأردنية تجاه حل الدولتين، لكننا لا نعرف متي الوقت في ظل عدم وجود موقف موحد داخل إسرائيل خاصة بالنسبة للأحزاب السياسية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
سكاي نيوز
2024-03-29
تتوالي دعوات التحريض من حركة حماس في الداخل الأردني في ظل تقارير أميركية تتحدث عن دور تنظيم الإخوان في التحريض. وفي خطابه عبر تقنية الفيديو، خلال فعالية نسائية في العاصمة الأردنية ، دعا رئيس في الخارج إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بالمستدام. وهو ما يحيل إلى تساؤلات بشأن في حسابات حماس، كما اعتبر محللون خطاب مشعل دعوة صريحة أخرى من الحركة إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة. وقال مشعل إنه "على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى"، وأن "تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى". ووصف بأنها "تاريخية وفاصلة"، وأن "المقاومة بخير رغم شراسة المعركة، ورغم "الألم القاسي" لما يجري في غزة، فإن "هذا يحفّزنا أكثر للانخراط في المعركة". فخطاب مشعل أعقب زيارة وفد لحماس إلى ، كما أعادت حسابات تابعة للإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الأربعاء، مقطعا صوتيا لقائد الكتائب، محمد ضيف، يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف نحو فلسطين، قائلا: "ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى". وخصّ بالذكر شعوب دول، كان من بينها الأردن ومصر والجزائر والمغرب. رسائل التحشيد والتحريض رغم مآسي غزة تريد حماس فوضى أكبر في الجوار، حيث تتجلى السياقات بعد أن بدا من رسائل التحشيد والتحريض لتوسيع نطاق الفوضى، فكل خطاب يحتوي على رسائل مدروسة. ويظهر جليا أن ميزان القوى العسكرية ليس لصالح حماس، كونها كانت تعلم علم اليقين، أن مغامرة السابع من أكتوبر ستقود إلى مواجهة مع جيش نظامي يصنف من بين أقوى جيوش المنطقة والعالم، وفقا لمحللين. من جانبها، تصر حماس على أن هجوم السابع من أكتوبر كان مغامرة مدروسة، لكن النتيجة كانت مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني ودك أحياء بأكملها في قطاع غزة. ويتساءل مراقبون، هل كانت الحركة تتوقع، أن يحاصر الموت جوعا كل من في غزة؟ فإذا كانت كل هذه المآسي متوقعة سلفا عند حماس، فذاك يعني منطقا أنها غامرت بالفلسطينيين. تظاهرات الأردن ولليوم الثالث على التوالي، واصل آلاف المتظاهرين الأردنيين احتجاجاتهم في محيط السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية عمّان تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، ورددوا هتافات مؤيدة لحركة حماس. من جانبها، منعت قوات الأمن الأردنية المتظاهرين من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية عبر فرض طوق أمني مكثف عند المداخل والمخارج المؤدية إلى السفارة. في المقابل، تقول السلطات في الأردن إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها، "لكنها لن تتسامح مع أي محاولة ممن يسعون إلى استغلال الغضب ضد إسرائيل لإحداث الفوضى أو محاولة الوصول إلى منطقة حدودية مع الضفة الغربية المحتلة أو إسرائيل". وفي خطابه عبر تقنية الفيديو، خلال فعالية نسائية في العاصمة الأردنية ، دعا رئيس في الخارج إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بالمستدام. وهو ما يحيل إلى تساؤلات بشأن في حسابات حماس، كما اعتبر محللون خطاب مشعل دعوة صريحة أخرى من الحركة إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة. وقال مشعل إنه "على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى"، وأن "تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى". ووصف بأنها "تاريخية وفاصلة"، وأن "المقاومة بخير رغم شراسة المعركة، ورغم "الألم القاسي" لما يجري في غزة، فإن "هذا يحفّزنا أكثر للانخراط في المعركة". فخطاب مشعل أعقب زيارة وفد لحماس إلى ، كما أعادت حسابات تابعة للإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الأربعاء، مقطعا صوتيا لقائد الكتائب، محمد ضيف، يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف نحو فلسطين، قائلا: "ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى". وخصّ بالذكر شعوب دول، كان من بينها الأردن ومصر والجزائر والمغرب. رسائل التحشيد والتحريض رغم مآسي غزة تريد حماس فوضى أكبر في الجوار، حيث تتجلى السياقات بعد أن بدا من رسائل التحشيد والتحريض لتوسيع نطاق الفوضى، فكل خطاب يحتوي على رسائل مدروسة. ويظهر جليا أن ميزان القوى العسكرية ليس لصالح حماس، كونها كانت تعلم علم اليقين، أن مغامرة السابع من أكتوبر ستقود إلى مواجهة مع جيش نظامي يصنف من بين أقوى جيوش المنطقة والعالم، وفقا لمحللين. من جانبها، تصر حماس على أن هجوم السابع من أكتوبر كان مغامرة مدروسة، لكن النتيجة كانت مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني ودك أحياء بأكملها في قطاع غزة. ويتساءل مراقبون، هل كانت الحركة تتوقع، أن يحاصر الموت جوعا كل من في غزة؟ فإذا كانت كل هذه المآسي متوقعة سلفا عند حماس، فذاك يعني منطقا أنها غامرت بالفلسطينيين. تظاهرات الأردن ولليوم الثالث على التوالي، واصل آلاف المتظاهرين الأردنيين احتجاجاتهم في محيط السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية عمّان تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة، ورددوا هتافات مؤيدة لحركة حماس. من جانبها، منعت قوات الأمن الأردنية المتظاهرين من الوصول إلى السفارة الإسرائيلية عبر فرض طوق أمني مكثف عند المداخل والمخارج المؤدية إلى السفارة. في المقابل، تقول السلطات في الأردن إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها، "لكنها لن تتسامح مع أي محاولة ممن يسعون إلى استغلال الغضب ضد إسرائيل لإحداث الفوضى أو محاولة الوصول إلى منطقة حدودية مع الضفة الغربية المحتلة أو إسرائيل". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-22
هل يتغير موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب فى غزة؟ هل تريد واشنطن بالفعل إنهاء الحرب المشتعلة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، والتى صارت الحرب الأطول فى تاريخ الحروب العربية ــ الإسرائيلية والأفدح كلفة، فيما خص أعداد القتلى والجرحى والمنشآت العامة والخاصة المدمرة؟هل حسمت إدارة جو بايدن أمرها وقررت الانتقال من خانة الموافقة على أن تواصل حكومة بنيامين نتنياهو عملياتها العسكرية فى القطاع غير عابئة بالدماء والدمار إلى خانة الضغط الفعال عليها لكى تتوقف وتكف يدها عن الشعب الفلسطينى الذى استباحت حكومة اليمين المتطرف فى تل أبيب أطفاله ونسائه ورجاله، وهى توظف آلتها الحربية لمهاجمة حركة حماس، وعناصرها، وأنفاقها، وسلاحها؟وهل بات الكونجرس الأمريكى، بمجلسيه النواب والشيوخ، أقرب إلى رفض دعم إسرائيل بالمال والسلاح أو إلى ربطه بشروط تتعلق بإنهاء الحرب والانسحاب من غزة ووقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية والانفتاح على مفاوضات مع السلطة الفلسطينية تستهدف التسوية السلمية وحل الدولتين؟وما مغزى تصريح زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر، بشأن حتمية التغيير السياسى فى تل أبيب وكون نتنياهو قد ضل الطريق وبات يهدد أمن ومستقبل إسرائيل؟هذه هى التساؤلات التى تدور فى أذهان كُثر، وتحتاج لأن توضع فى سياقاتها المحددة لكى يجاب عليها دون مبالغة فى تقدير ما يحدث فى أروقة السياسة الأمريكية أو تهوين من شأن تحولاتها فيما خص الشأن الإسرائيلى والفلسطينى وعموم أوضاع الشرق الأوسط.• • •السياق الأول هو أن إدارة بايدن كانت تستطيع منذ نشبت الحرب فى خريف العام الماضى، إن أرادت ودون العودة إلى الكونجرس، أن تقوم بخطوتين للضغط بفاعلية على حكومة إسرائيل لإنهاء الحرب؛١) فرض قيود على صادرات السلاح والذخيرة والمساعدات العسكرية التى تقدمها واشنطن إلى تل أبيب (تحديدًا المعونة العسكرية السنوية والتى تتجاوز ٢ مليار دولار، التوجه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاستصدار قرارات ملزمة (وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة) تقضى بالوقف الفورى لإطلاق النار واعتماد آلية واضحة لإدخال ما يكفى من المساعدات الإنسانية إلى أهل القطاع الذين يقترب عددهم من مليونين ونصف للحيلولة دون كوارث الجوع والعطش وانتشار الأوبئة والأمراض.غير أن الإدارة الأمريكية لم تقم إلى يومنا هذا لا بفرض قيود على الأسلحة والذخائر الذاهبة إلى إسرائيل ولا بوضع شروط على المساعدات العسكرية. وفى مجلس الأمن، أوقف الوفد الأمريكى، مستخدما حق النقض (الفيتو) الذى يتمتع به، أكثر من مرة استصدار قرارات ملزمة بوقف إطلاق النار ورفع وتيرة المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين والفلسطينيات. وحين يقدم الجانب الأمريكى اليوم مشروعًا لوقف فورى لإطلاق النار، ويتفاوض مع أعضاء مجلس الأمن بشأنه، فإنه يربط بينه وبين إطلاق فورى لسراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى غزة فى مسعى للضغط المشترك على حكومة نتنياهو وعلى حركة حماس تظل احتمالية نجاحه بحسابات اللحظة (لحظة كتابة هذه الكلمات) محدودة.يعنى ذلك، وبالنظر إلى الخطوتين المتاحتين للإدارة منذ نشبت الحرب، أن بايدن وفريقه لم يغيرا بالكامل موقفهما المؤيد لاستمرار الحرب فى غزة وتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإلا لشاهدنا قيودًا أو شروطًا وضعت على السلاح الأمريكى ومشروعًا أمريكيًا فى مجلس الأمن يطالب إما بوقف فورى لإطلاق النار أو بهدنة مؤقتة، ويترك مسألة الرهائن الإسرائيليين لتفاوض ما بعد الهدنة شأنها شأن مسألة المدى الزمنى للوجود العسكرى الإسرائيلى فى غزة وأمر المناطق العازلة التى أقيمت بالفعل داخل القطاع وتبتلع من أراضيه الضيقة بسكانه.• • •أما السياق الثانى فيضع رتوشًا سياسية مهمة ومؤثرة على حقيقة أن الإدارة لم تغير بالكامل موقفها المؤيد لاستمرار الحرب، ويتمثل فى كون بايدن وفريقه قد وصلا إلى قناعة مؤداها أن تحرك إسرائيل باتجاه الاجتياح البرى لرفح دون ضمانات مقنعة للجانب الأمريكى تتعلق بحماية أرواح المدنيات والمدنيين وبعدم تهجيرهم إلى خارج غزة وبإدخال ما يكفى من المساعدات الإنسانية إلى القطاع للحيلولة دون المجاعة والوباء يعد لواشنطن بمثابة الخط الأحمر الذى ينبغى على تل أبيب عدم الاقتراب منه. وفى قناعة إدارة بايدن تلك وخطها الأحمر ذاك ما يدلل على تغير جزئى فى الموقف الأمريكى جوهره هو رفض الموافقة على اجتياح برى لرفح يخلف آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، ويدفع سكان غزة باتجاه الحدود المصرية ويحول دون وصول المساعدات الإنسانية إليهم.يعنى السياق الثانى، إذا، أن إدارة بايدن تضع عمليًا «فيتو» على الاجتياح البرى لرفح الذى تصر عليه حكومة نتنياهو بكامل عناصرها وتصر عليه أيضا المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وتطلب لرفع «الفيتو» ضمانات لحماية السكان المدنيين يحددها الجانب الأمريكى فى نقل أكثر من مليون فلسطينى وفلسطينية من رفح ومحيطها إلى مناطق «آمنة« فى وسط وشمال القطاع، وليس باتجاه الحدود المصرية، وضمانات للحيلولة دون المجاعة والوباء ترتبط برفع القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات الإنسانية برًا وبحرًا وبكميات كافية وعلى نحو دائم.بعبارة بديلة، لا تعارض إدارة بايدن اجتياح رفح على نحو مطلق ولم يتغير بالكامل موقفها المؤيد لاستمرار الحرب. بل هى تشترط لإنهاء معارضتها «لعملية رفح» مجموعة من الضمانات التى لن تنهى الحرب ولن توقف إطلاق النار، وإن احتوت على شىء من الحماية لأرواح المدنيات والمدنيين حال التزام إسرائيل بها. هنا جوهر التغير الجزئى فى موقف إدارة بايدن، وهو تغير لا ينبغى لا المبالغة فى تقييم أهميته ولا التهوين التام من أمره.• • •يأتى السياق الثالث الذى تعبر عنه تصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، شومر، ويرتبط بتبدل بعض المواقف داخل الكونجرس من إسرائيل. فقد تصاعدت فى دوائر الحزب الديمقراطى تدريجيا أصوات الاعتراض على الحرب فى غزة، وخرجت من بعض النواب والشيوخ الأقرب إلى اليسار مطالبات بوقف إرسال السلاح والذخيرة والمال إلى حكومة اليمين المتطرف فى تل أبيب وبوقف تورط الولايات المتحدة (غير المباشر) فى إزهاق أرواح الشعب الفلسطينى. ووجهت بعض القواعد الناخبة للحزب الديمقراطى، تحديدا العرب الأمريكيين، تحذيرات متتالية لحملة بايدن لإعادة انتخابه ٢٠٢٤ ولعموم الحزب بكون سياسة الانحياز لإسرائيل والامتناع عن الضغط الفعال عليها وعدم استصدار قرارات تقضى بوقف إطلاق النار وبإدخال المساعدات الإنسانية مع استمرار سقوط آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات قتلى وجرحى سترتب خسائر انتخابية مؤثرة. وأثبتت استطلاعات الرأى العام فى الولايات المتحدة أن مجموعات عديدة بين الشباب وأصحاب الشهادات الجامعية ومن المجموعات الأمريكية من أصول إفريقية ينظرون برفض شديد إلى سياسات وممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى ويصنفونها كدولة عنصرية ودولة استيطان.خلال الأيام القليلة الماضية، تقدم بعض النواب والشيوخ الديمقراطيين بمقترحات قوانين إما لفرض قيود على المساعدات العسكرية والمالية المقدمة لإسرائيل أو بربطها بشروط تلزم بعدم استخدامها فى قتل العزل. خلال الأيام القليلة الماضية، تقدم نواب وشيوخ ديمقراطيون آخرون بمقترحات قوانين أكثر ثورية تطالب بتجميد المساعدات العسكرية والمالية لتل أبيب إلى أن تستجيب ليس فقط لإنهاء الحرب فى غزة، بل لحل الدولتين.ذلك تحديدًا هو السياق الذى جاءت به تصريحات شومر والتى تعبر عن تنامى وزن الجناح اليسارى الناقد لحروب إسرائيل بين أعضاء الحزب الديمقراطى وقواعده الناخبة، ومن ثم اقترابه تدريجيًا من وسط الحزب الديمقراطى ومن قيادته. وعلى الرغم من أن الكونجرس، بأغلبيته الجمهورية فى مجلس النواب (وهى مررت منذ أيام قليلة قانونًا يقضى بوقف تمويل الأونروا لعدة سنوات) وبغلبة مؤيدى إسرائيل فى مجلس الشيوخ بالأقلية الجمهورية وأصدقاء تل أبيب بين الأعضاء الديمقراطيين، يظل بحسابات اليوم باقيًا فى خانات الدعم غير المحدود وغير المشروط لحكومة نتنياهو، إلا أن تنامى وزن الجناح اليسارى داخل الحزب الديمقراطى يؤشر إلى حدوث تغيرات مهمة مرشحة للاستمرار، وتستحق المتابعة لكونها قد تفتح أبوابًا جديدة للشعب الفلسطينى وللعرب للتفاعل مع السياسة الأمريكية والانتزاع التدريجى لمواقف أقل انحيازًا لإسرائيل وأكثر التفاتًا إلى الحق الفلسطينى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-20
علَّق خالد شقير، مراسل فضائية من مدينة مارسيليا الفرنسية، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه يتواصل مع بعض الدول في المنطقة للتوصل إلى حل الدولتين. وقال، إن "تلك التصريحات جاءت بعد زيارة مفاجئة لم يعلن عنها لمارسيليا حيث كان النقاش الأبرز في تلك الزيارة هو ملف قطاع غزة، ولهذا تم إيقاف ماكرون في أحد الأحياء الشمالية لتقول له إحدى السيدات: "لا أستطيع النوم عندما أرى ما يحدث في غزة.. لماذا هذا الصمت الفرنسي تجاه ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية على غزة؟"، وسأل شاب، الرئيس الفرنسي: "لماذا تحركتم سريعًا عندما اندلعت حرب أوكرانيا، ولم تتحركون حتى هذه اللحظة فيما يخص غزة؟". وأشار مراسل "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الرئيس ماكرون، دافع عن الموقف الفرنسي وأكد أنه منذ البداية وموقف بلاده لم يتغير وكان هو حق الدفاع الإسرائيلي عن نفسها ولكن مع الالتزام بالقانون الدولي والإنساني، وذكر الجميع أن فرنسا كانت أول دولة دعت لدعم غزة من خلال مؤتمر، مؤكدًا أن فرنسا تتواصل مع دول مهمة في المنطقة وعلى رأسها مصر بصفة خاصة، لإيجاد هدنة إنسانية ثم الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى حل الدولتين. ونوَّه بأن الرئيس الفرنسي أعرب عن تفهمه لهذا الغضب الذي عبَّر عنه السيدة والشاب، وأكد أنه يخشي أن ينتقل هذا الشعور بالغضب إلى الداخل الفرنسي بالعمل بجهد مع حكومته من أجل إصال رسالة واضحة ألا وهي أهمية الانتهاء فورًا من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-03-17
أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أن مصر مرشحة لجذب استثمارات بالمليارات من أوروبا فى قطاعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة. وأضاف «العرابى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن رفع مستوى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى دليل على استقرار مصر اقتصادياً واعتراف بدورها الإقليمى. ماذا يعنى رفع مستوى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى «استراتيجية»؟ - فى العُرف الدبلوماسى المستوى الاستراتيجى هو مستوى رفيع من التعامل، يمكّن من تعزيز الشراكة والعلاقات ومستوى التشاور بين الاتحاد الأوروبى ومصر، سواء خلال الشراكات الاقتصادية والاتفاقيات الدولية، ورفع مستوى العلاقات هو بمثابة خطوة مهمة وداعمة للاقتصاد المصرى، وتفتح المجال لتدفق استثمارات بالمليارات من اليورو القادمة من دول الاتحاد الأوروبى، وهو ما يعنى زيادة تدفقات العملة الصعبة على مصر فى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد العالمى من تدهور بسبب الأزمات المتتالية، والتدفقات تدعم الاقتصاد المصرى على كافة الأصعدة. وكيف يعود هذا الإجراء بالنفع على مصر؟ - مصر ركيزة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستطاعت أن تصل إلى المستوى المتميز فى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى، وهو يعنى أن العالم يعترف بدور مصر المهم على المستوى الإقليمى، من خلال جهودها السياسية، ويترتب على ذلك تعزيز الشراكة مع مصر فى مختلف القطاعات والمجالات المختلفة، ومنها قضية الهجرة غير الشرعية. كيف يؤثر اجتماع القيادات السياسية المصرية مع الاتحاد الأوروبى فى ملف «غزة»؟ - الدور المصرى مهم وقوى فى المنطقة، والاتحاد الأوروبى يرى مصر وسيلة أساسية لإنقاذ غزة وعملية السلام والوساطة لوقف إطلاق النار، خاصة بسبب الاقتراب الجغرافى مع القطاع، بالإضافة إلى أن وزارة الخارجية تقوم بدور قوى لوقف نزيف الدم المستمر فى غزة منذ بداية العدوان الذى أسفر عن ارتقاء آلاف الشهداء والمصابين، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبى لديه وجهة نظر متماثلة ودور متقارب مع مصر، ويمكن أن يتم توجيهها لحل الدولتين والحفاظ على استقرار وأمان المنطقة وحل الأزمة المستمرة التى يمر بها الشعب الفلسطينى منذ عقود. تحدثتم عن أن قضية الهجرة غير الشرعية من أهم القضايا التى يهتم بها الاتحاد الأوروبى، فما دور مصر فيها؟ - الهجرة غير الشرعية أصبحت تؤرق دول الاتحاد الأوروبى، خاصة فى ظل زيادة أعداد المهاجرين من أفريقيا إليها عن طريق البحر، وهو ما دفع الاتحاد إلى عقد اتفاقيات مع تونس ثم تركيا وليبيا، بهدف وجود تحرك استراتيجى لمواجهة الموجات المتلاحقة من الهجرة إليها. وتتجه أنظار الاتحاد الأوروبى إلى مصر كشريك إقليمى مهم فى مكافحة الهجرة غير الشرعية وإدارة الحدود مع جيرانها، والتى قامت بدور تنموى كبير من أجل مكافحة هذه القضية، وهو ما يظهر من خلال المبادرات التى قامت بها وزارة الهجرة مثل تنفيذ المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتى تهدف إلى توفير فرص عمل مناسبة للشباب بالقرى والمحافظات الأكثر تصديراً للهجرة غير الشرعية، وتم تخصيص 250 مليون جنيه فى ميزانية الدولة لدعم تنفيذ المبادرة فى 70 قرية على مستوى الجمهورية، حيث ساهمت المبادرة فى إطلاق مشروعات بقيمة 55 مليون جنيه. الشراكة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبى ومصر تعنى أن مصر مرشحة لجذب استثمارات بالمليارات من الاتحاد الأوروبى، من خلال الاتفاقيات التجارية والصناعية، ولن يقتصر الأمر على منَح أو مساعدات، بل من المتوقع تدفق استثمارات مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، أو ستكون من خلال مشروعات وبنية تحتية تدعم الاقتصاد المصرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-12
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه حتى لو اتفقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار وتوقفت الحرب، فإن الحياة الطبيعية لن تعود إلى في أي وقت قريب، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون هناك، فإن الخطر الأكبر الذي يواجهونه على المدى الطويل قد لا يكون حماس أو إسرائيل، بل قد يكون الافتقار إلى الحكومة تمامًا في المستقبل. وتابعت المجلة أن غزة قد تنضم ما بعد الحرب إلى صفوف ليبيا والصومال واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من صراع منخفض المستوى شبه مستمر، وجريمة مستوطنة، وأزمات إنسانية تلو الأخرى، وتميل مثل هذه الدول إلى إنتاج موجات من اللاجئين اليائسين ويمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف. وأضافت أنه مهما كانت المكاسب المحدودة التي حققها الفلسطينيون في غزة في ظل حكم حماس، فقد تحطمت بسبب الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، حيث أدت هذه الحملة العدوانية إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني وتشريد 1.9 مليون شخص ما يقرب من 85% من سكان القطاع، وتدمير أكثر من نصف مباني القطاع بشكل كامل. تُشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة ستحتاج إلى عقود من الزمن للتعافي بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات، وهي أموال قد لا يتم توفيرها أبدًا، ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن المجاعة والمرض سوف يجتاحان القطاع قريبًا. وأشارت المجلة إلى أن بعض المساعدات تصل بالفعل، لكن معظمها لا يذهب إلى الأشخاص الأكثر احتياجا، لقد اندمجت حماس مع السكان، وذهب جزء كبير من الإدارة اليومية في غزة، بما في ذلك الشرطة، مع استمرار إسرائيل في استهداف ما تعتبره البنية التحتية لحماس في غزة، أصبح تأمين الحركة للمساعدات أمر مستحيل. وأضافت أنه بالرغم من أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يخفف بعض المعاناة، إلا أنه لا يحل السؤال السياسي الأكثر أهمية، وهو من سيحكم غزة؟ ومن المفهوم أن إسرائيل لا تريد عودة نظام حماس وتتعهد بتدميرها، ومع ذلك، فإن جميع المتنافسين الآخرين على السلطة ضعفاء. وأشارت إلى أن المزيج من الفوضى والحرمان والصراع يفرض مخاطر طويلة الأمد على قطاع غزة وإسرائيل، ما يعني أن نهاية الحرب في غزة لن تكون نهاية لمعاناة الفلسطينيين، الفصل التالي للقطاع ستكون شكل الحياة في غزة في فترة ما بعد الحرب، ففي كثير من الأحيان، تركز السياسة الأميركية والدولية في المنطقة على وقف إطلاق النار أو بدء المفاوضات، وليس على تخفيف معاناة الناس العاديين بشكل كافٍ. ومن أجل الحد من خطر فشل الدولة على المدى الطويل، يتعين على الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرهم من الأطراف التي تأمل في التوصل إلى حل للصراع أن تركز على من سيحكم غزة وكيف سيتم فرض حكم ذلك الكيان على المدى الطويل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-09
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحاجة الملحوظة لبناء ميناء عائم على ساحل غزة، يُعد انعكاسًا لما وصفته بـ"الألغام الأرضية السياسية" التي أعاقت الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع بسبب الحرب. وأشارت الصحيفة في تقرير لها اليوم السبت، بعنوان: كيف سيستخدم الجيش الأمريكي رصيفًا عائمًا لتوصيل المساعدات إلى غزة؟ إلى ميناء المياه العميقة الإسرائيلي الذي يقع في أشدود على بعد أقل من 25 ميلًا من غزة، ويرفض المسؤولين الإسرائيليين فتح معبره الحدودي الشمالي. كما أشارت إلى ميناء العريش، جنوب قطاع غزة، الذي يُعد نقطة وصول رئيسية للمساعدات، مبينة أن جميع الشحنات هناك، تمر بعملية تحميل شاقة على الشاحنات التي تسافر إلى موقع تفتيش إسرائيلي، ليتم تفريغها وإعادة تحميلها مرة أخرى لتنضم بعد ذلك إلى خط متزايد من المركبات التي تنتظر دخول الأراضي الفلسطينية. في ضوء ذلك، توقعت "واشنطن بوست" حدوث العديد من التحديات اللوجستية والأمنية مع بدء برنامج نقل المساعدات عبر الرصيف العائم، الذي يعتزم البنتاجون بناؤه على شواطئ غزة. وتساءل جيمي ماكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ماذا يحدث بعد وصول المساعدات إلى المرفأ؟ وكيف سيتم نقلها إلى الشاحنات وإخراجها للتوزيع؟ قبل أن يشير إلى أنها أسئلة لم يتم الإجابة عليها بعد. وقال: "إن جهود الإغاثة في غزة تتحمل بالفعل فوق طاقتها، حيث لا يزال هناك نقص في الشاحنات والوقود. وبمجرد وصول المساعدات إلى الشاطئ، فإنها ستواجه نفس تحديات التوزيع التي تواجهها المساعدات التي تصل إلى المنطقة عن طريق البر. وأضاف في تصريح للصحيفة الأمريكية: "المشكلة التي نواجهها الآن هي أن العديد من الطرق غير صالحة للعمل، أو على الطرق المفتوحة، من الصعب تجاوز الحشود والازدحام". وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه جيشه ببناء ميناء ورصيف مؤقتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة لفتح طريق جديد لتقديم المساعدات الإنسانية، وسط تضاؤل الآمال في وقف آخر لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر في غزة. وأعلن البنتاجون الجمعة أن الجيش الأمريكي يتوقع أن يتيح الرصيف العائم، الذي سيتم بناؤه قبالة ساحل غزة في الأسابيع المقبلة، توصيل مليوني وجبة يوميا للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، واصفا خطته لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك دون نشر قوات أمريكية. وقال الميجور جنرال باتريك رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاجون، في مؤتمر صحفي، إن بناء الرصيف البحري والجسر الذي يربطه باليابسة سيستغرق ما يصل إلى 60 يومًا ويتطلب حوالي 1000 جندي أمريكي. ولفت إلى أن الرصيف العائم، هو أحد عناصر "الممر البحري" الأوسع الذي تعهدت الولايات المتحدة ودول أخرى بإنشائه وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع. ووفقا للتقرير، ستشارك في هذه الجهود قوات أمريكية، بما في ذلك لواء النقل السابع بالجيش المتمركز في فرجينيا. وستتضمن العملية بناء رصيف عائم في البحر يسمح للسفن بتسليم المساعدات، والتي سيتم بعد ذلك تحميلها على سفن الدعم البحرية وتفريغها على جسر عائم. وسيتم توجيه الجسر المكون من مسارين، والذي يبلغ طوله حوالي 1800 قدم، إلى موقع هبوط على الشاطئ وتأمينه على الأرض من قبل جهات غير تابعة للولايات المتحدة، لم يحدد رايدر هويتهم. وستصل الشاحنات بعد ذلك إلى الجسر لالتقاط ونقل المساعدات.وسيتم توجيه المساعدات عبر قبرص، حيث ستخضع البضائع للتفتيش من قبل إسرائيل. وقال رايدر: إن واشنطن تنسق مع دول أخرى في المنطقة والأمم المتحدة ومنظمات إنسانية لتحديد كيفية توزيع المساعدات بمجرد وصولها إلى البر. وأضاف: "إن الأفراد الأمريكيين يبقون إما على الجسر أو على متن السفن"، موهًا بأن الوحدات العسكرية المشاركة سيكون لها قدراتها الخاصة في حماية القوة. وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين يوم الجمعة: "إن إسرائيل ستوفر الأمن لهذه الجهود". وأعلن مسؤول أوروبي كبير في وقت سابق من الجمعة إن المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى غزة عن طريق البحر قد تبدأ في نهاية هذا الأسبوع. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الجيب المحاصر يواجه "كارثة". وأضافت: "وهذا هو السبب وراء إعلان جمهورية قبرص والمفوضية الأوروبية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة – وبدعم شركاء مهمين آخرين - عن نيتنا فتح الممر البحري لتقديم كميات إضافية من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-05
قال سفير لبنان الأسبق لدى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، مسعود معلوف، إن ما يسمعه الموفدون من واشنطن إلى تل أبيب يوحى بأن إسرائيل تخطط للهجوم على لبنان فى بداية الصيف، معتقدين بذلك أن الحرب على غزة قد انتهت. وأضاف «معلوف»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الهدنة مع حركة «حماس» لا تعنى بالضرورة هدنة مع «حزب الله»، موضحًا أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يسعى لتحقيق نصر على جبهة لبنان ليعوضه الهزيمة التى طالت جيشه فى قطاع غزة، وإلى نص الحوار: ■ بداية كيف تفسر تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأن إسرائيل ستقوم بعملية برية فى لبنان بداية الصيف؟ - يبدو أن شهر مارس سيكون ثقيلًا على الأجواء اللبنانية، وقد يكون ما سمعه ويسمعه الموفدون من واشنطن إلى إسرائيل يوحى إليهم بأن تل أبيب عازمة على الهجوم على جنوب لبنان، إذ ربما فى اعتقادهم أن الحرب فى قطاع غزة قد تكون انتهت، وتستطيع عندئذ إسرائيل تخصيص أعداد أكبر من جنودها وآلياتها لمحاربة حزب الله. ■ هل ترى أن إسرائيل تدرك أن أى تهدئة مع حزب الله فى الوقت الحالى لن تكون ناجزة قبل وقف الحرب على غزة؟ - نعم، إسرائيل تدرك تمامًا أن حزب الله لن يُوقف هجماته على مواقع داخل إسرائيل ما دامت هذه الأخيرة لم تُوقف عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين فى القطاع، ولكن على ما يبدو، وعلى خلفية عدم تمكن «نتنياهو» من تحقيق أهدافه المعلنة ضد حماس، فمن المحتمل أن يسعى للقيام بعمليات تدميرية ضد لبنان كى يظهر بمظهر مَن حقق نجاحًا ما فى هذه الحرب العبثية، وخوفًا من أن يلقى مصير جولدا مائير بعد حرب 1973. ■ هل شن حزب الله هجماته على إسرائيل بدافع مساندة حماس أم محاولة حتى تكون له حصة وازنة من النفوذ بعد الحرب؟ - ما يقوم به حزب الله بالفعل هو قصف مواقع عسكرية باتجاه الشمال لإلهاء إسرائيل بعض الشىء فى حربها على حماس، ولكن هذه العمليات تتم ضمن ما يُعرف بـ«قواعد الاشتباك» كى لا يعطى ذريعة لإسرائيل بالقيام بعمليات كبرى ضد لبنان، فهذه ليست خدعة كما يعتقد البعض، وإن كانت هذه العمليات تخدم حسابات الحزب الخاصة، وليست من جهة ثانية دخولًا فى حرب شاملة مع إسرائيل، فهى تساند المقاومة بشكل كبير. ■ هل توسع الصراع للعمق اللبنانى ستكون تداعياته أفظع مما كانت عليه حرب 2006؟ - إذا أخذنا تصريحات وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين على محمل الجد، فإن إسرائيل ستسعى إلى تحقيق أكبر ضرر ودمار ممكن فى لبنان لكى يقول نتنياهو للإسرائيليين إن حكومته المتطرفة تمكنت من تحقيق انتصار كبير ضد حزب الله، وذلك للتعويض بعض الشىء عن الصعوبات التى يلاقيها جيشه فى قطاع غزة. ■ على ماذا يراهن حسن نصرالله حتى يخرج ويقول إن نقل نهر الليطانى أسهل على إسرائيل من انسحاب قوات الحزب؟ - ليس هناك رهان واضح حتى اللحظة، ولكن من تصريحات حسن نصرالله ومسؤولين آخرين فى الحزب، يبدو أنها تأتى فى إطار استعداد الجميع لجميع السيناريوهات من قِبَل الجانب الإسرائيلى، إضافة إلى أن الحزب يحاول عدم إعطاء ذريعة لإسرائيل للقيام بحرب شاملة ضد لبنان، عبر حرصه على أن تكون العلاقة قائمة على معادلة شد الحبل بين الطرفين من دون التصعيد للمواجهة المباشرة بينهما. ■ هل هناك تحرك من الدبلوماسية الأوروبية بالتنسيق مع أمريكا لإيجاد بيئة حاضنة لاتفاق لبنانى إسرائيلى يكون منفصلًا عن مآلات الحرب فى غزة؟ - نعم، بالفعل هنالك تنسيق حول ما تقوم به أوروبا والولايات المتحدة لعدم توسيع رقعة الحرب وتجنب امتدادها إلى جنوب لبنان، وخير دليل الزيارات المكوكية المتتالية لمسؤولين كبار أمريكيين وأوروبيين إلى كل من لبنان وإسرائيل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-04
حذر خبراء الأمم المتحدة، من حدوث مجاعة في قطاع غزة، بسبب سياسة التجويع التي يتبعها جيش الاحتلال في حق المدنيين المحاصرين. واستُشهد العشرات من سكان غزة، بعد أن تجمع عدة آلاف في قافلة نادرة من شاحنات المساعدات. ومع الانخفاض السريع في عدد المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة ومعاناة الفلسطينيين للعثور على الغذاء، يحذر العاملون في المجال الإنساني ومسئولو الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع. بالنسبة لجماعات الإغاثة والأمم المتحدة، فإن التحديد الرسمي لوجود مجاعة هو عملية فنية، فهو يتطلب تحليلاً من قبل خبراء، ولا يمكن الإعلان عنه إلا من قبل السلطات الحكومية وكبار مسئولي الأمم المتحدة. ما هي المجاعة؟ يتم إعلان المجاعة عند استيفاء مجموعة معينة من الشروط. يشمل هذا المعيار ما لا يقل عن 30% من أطفال منطقة معينة يعانون من سوء التغذية الحاد. وهذا يعني أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، يكون الأطفال قد بدأوا يموتون بالفعل لأن آبائهم لا يستطيعون إعطائهم ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة. ما هو الوضع في غزة؟ تقول جماعات الإغاثة إن الناس في غزة يعانون من الجوع الشديد لدرجة أنهم يلجأون إلى تناول أوراق الشجر وعلف الحمير وبقايا الطعام. وخلص التقرير الأول للتصنيف المرحلي المتكامل عن غزة، والذي صدر في ديسمبر الماضي، إلى أن جميع سكان القطاع كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أوقات الأزمة أو مستويات أسوأ. وعلى الرغم من أن المجموعة قالت إن غزة لم تعبر بعد عتبة المجاعة، إلا أنها حذرت من أن خطر الجوع على مستوى المجاعة سيزداد إذا لم تتوقف الحرب. وقالت مجموعة التصنيف الدولي للبراءات إن تحليلاً ثانياً للأمن الغذائي يجري الآن. ماذا ينتج عن المجاعة؟ بحسب لجنة الإنقاذ الدولية، فإن سوء التغذية بحد ذاته مميت بالفعل، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار. ويتأثر الأطفال بشكل خاص لأنهم ما زالوا في طور النمو. وأغلب المعرضين لخطر الموت هم من الأطفال، سواء كانوا يموتون من الجوع أو من أمراض يمكن الوقاية منها ولا تستطيع أجسادهم الضعيفة محاربتها. والأطفال الذين ينجون من المجاعة سيعيشون مع عواقبها لبقية حياتهم، وسيتوقف نموهم وسيكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض في المستقبل. كما أنهم يميلون أيضًا إلى أن يكونوا أكثر عرضة لخطر إنجاب أطفال ناقصي الوزن أو أطفال مبتسرين، مما يؤدي إلى نقل هذه العواقب إلى الأجيال القادمة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: