بلاد الرافدين

بلاد الرافدين (بالآرامية: ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بين نهرين، وتعني «بلد النهرين»، بالإغريقية: Μεσοποταμία ميسوپوتاميا، بمعنى ما بين النهرين) هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب...

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning بلاد الرافدين over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning بلاد الرافدين. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with بلاد الرافدين
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with بلاد الرافدين
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with بلاد الرافدين
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with بلاد الرافدين
Related Articles

الشروق

Very Positive

2025-06-05

يقول الدكتور أحمد كمال أبو المجد: الشباب هو أن تفرح للأشياء الصغيرة، وهذه مقولة صحيحة تمامًا فالأشياء الصغيرة تُصحصح القلب وتنشّط الروح وتحافظ على الدهشة، وكل صغير جميل. اكتشفتُ أيضًا وظيفة أخرى للأشياء الصغيرة: أنها تجدّد خلايا الذاكرة، ففي تلافيف العقل تركن بعض الذكريات شديدة البساطة لسنا نعرف من أين أتاها تأثيرها الممتّد بالضبط. وبينما تمّر على الذاكرة أحداث كبيرة بالمقاييس الطبيعية فإنها تأخذ وقتها وتذهب، ويبقى الصغير ويدوم. في ذاكرتي أفيش لفيلم "معبودة الجماهير" على حائط المكتبة التي كانت تواجه بيت الأسرة في حي المنيل ولا أجد سببًا واحدًا لكونه مازال معي حتى الآن. فهذا الفيلم لا توجد له أي خصوصية لدي، وأنا التي يمكنني ادعاء أنني تربية أفيشات أروع من ذلك بكثير حين كانت دور سينما جرين والروضة والجزيرة لها فِعل السحر في أهالي المنيل الكرام زمن الستينيات. وربما كان التفسير الوحيد هو أن أفيش "معبودة الجماهير" لمس في داخلي شيئًا ما. ومن رحلتي الأخيرة إلى بغداد تسلَلَت إلى المكان إياه في تلافيف الذاكرة واقعة بسيطة جدًا، أظن أنها ستبقى، وأعرف سبب بقائها، وأحب لها أن تبقى. • • •انتهت الحلقة التلڤزيونية التي حللتُ ضيفةً عليها في أحد برامج قناة الإخبارية العراقية وتم بثّها من فندق بابيلون الشهير. عقارب الساعة تتحرك في اتجاه التاسعة مساءً، والسائق ينتظرني في الخارج لألحق بزملائي في العشاء الذي يقيمه رجل الأعمال المصري الدكتور خالد قنديل بمجمّع ألف ليلة وليلة في حيّ الأعظمية. قنديل الذي سبق لي أن التقيته عدة مرات في القاهرة يعتبر من أهم أدوات قوة مصر الناعمة في العراق، وهو يعرف العراق كما يعرف كف يده، وأكاد أقول إن شهرته في بغداد أكثر من شهرته في القاهرة. مبتسم دائمًا، ودود دائمًا، حلو اللسان دائمًا، وسخي طول الوقت. لم يكتف بدعوتنا مساء يوم وصولنا إلى بغداد على عشاء فاخر في مطعم قصر عالية الأثري البديع، لكنه أصّر أيضًا على دعوتنا للعشاء في ثالث يوم لنا في بلاد الرافدين. نسج بلطفه شبكة إنسانية قوية ومتشعبة وعابرة للتيارات السياسية العراقية من أقصاها إلى أقصاها رغم صعوبة الحفاظ على التوازن. ومنحه هذا كله نفوذًا كبيرًا، ووضعَ في يده عصا تشبه عصا الساحر، حتى أن شخصًا عراقيًا له مكانته الرفيعة في مجتمعه ردّ على زميل كان معنا في الوفد المصري طلب منه إنجاز خدمة صعبة بقوله: تكونش فاكرني خالد قنديل؟، ضحكت في سرّي.• • •الطريق طويل، وتعب اليوم حلّ تدريجيًا ثم أخذ يتمدّد. بدأت أدردش مع مرتضى السائق، وكم من مرتضى صادفته في العراق، فمرتضى هو لقب أمير المؤمنين علّي بن أبي طالب. هذه المعلومة كنت أعرفها من زمن، أما الألقاب الأخرى وأحبّها إلى قلبه أبو تراب أو صاحب الأرض- فتعرّفت عليها في زيارتي للعراق. الظلام المحيط بنا لا يسمح برؤية جيدة لمعالم الطريق رغم أضواء المصابيح التي تتلألأ حول بعض المطاعم والمؤسسات الرسمية. خلص الكلام وبدأ النوم يداعب جفوني ومازال أمامنا حوالي نصف ساعة لنصل إلى مقصدنا. اتخذتُ قرارًا مفاجئًا بأن أعتذر لمضيفنا الكريم عن عدم حضور العشاء، وطلبتُ من مرتضى أن يعود بي إلى الفندق، فردّ: إن شاء الله ست. بالمناسبة أحببتُ مناداة العراقيين للمرأة بالست ففيه احترام وتقدير، وهو يمثّل جزءًا من ظاهرة عامة في علاقة المجتمع بالمرأة، فلقد لاحظتُ مثلًا في الفندقين اللذين نزلت بهما أنه لا توجد أي امرأة في خدمة الغرف، وإن كانت هناك عدة نساء في الاستقبال والإدارة.• • •مع أن مرتضى استجاب لطلبي دون تعليق إلا أنني بيني وبين نفسي شعرتُ أنه ارتاح له، وقدَرتُ أنه لابد يشعر بالإرهاق الشديد في وقت تبدو فيه بغداد مثل خلية النحل وتتوافد عليها الوفود من كل صوب. طلبتُ منه أن نمّر سريعًا على أي سوبر ماركت لأشتري باكو بسكوت أتعشّى به مع كوب من التشاي العراقي بالعنبر، فرد: بيصير ست. رنّت الكلمة مجددًا في أذني. توقّف عند أول سوبر ماركت قابله وفتح لي باب السيارة بأدب ثم سبقني بخطواته الواسعة إلى الداخل. لماذا العجلة؟ هل تأخرنا إلى هذا الحد؟ الحمد لله أنني أنقذتُ هذا المسكين من ليلة ليلاء كانت في انتظاره. في لمح البصر سحب مرتضى علبة بسكوت من الحجم العائلي كانت على الرّف، ثم فتح ثلاجة المحل وترك بابها مواربًا ليسألني: برتقال أو ليمون؟ وبدون تفكير رددتُ عليه:لالا الليمون المحفوظ مش حلو. فحمل لترًا من عصير البرتقال وعلبة البسكوت السوبر سايز وذهب إلى الخزنة. في تلك اللحظة فقط بدأتُ أستوعب ما يحدث من حولي. لحقتُ بمرتضى أسأله عن الحساب فعلّق بكلمة واحدة لكنها قاطعة: أبد، أي أبدًا. حلوة كلمة أبد هذه أينعم، لكنها أحرجتني. وانطلق ليفتح لي باب السيارة من جديد. أدهشتني يا مرتضى.• • •صدفة بحتة هي التي جمعَتني بالسائق الطيب، ومع ذلك تصرّف مرتضى على هذا النحو الجميل. والآن وبعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على هذه الواقعة البسيطة -وحين أنظر للأمر من بعيد- أجد وكأنني اعتذرتُ عن كرم المصري الذي يعتبر نفسه أبًا لكل المصريين في العراق، وحظيتُ بكرم العراقي الذي اعتبرني ضيفته لوجودي على أرضه. كم أنك شهم وتلقائي ومدهش يا مرتضى، فلا شيء كان يحملك على أن تدعوني للعشاء، فأنا حتى لم أتفرّس في ملامحك ولا تبادلتُ معك إلا قليل الكلام. لكنك فعَلتَ ما تصورتَ أنه واجب عليك، وصنعتَ في ذاكرتي ودون أن تدري أفيشًا أقوى من أفيش "معبودة الجماهير". لن أنس هذا الموقف غير المتوقع في السوبر ماركت، ومع أنه دام لثوان لا أكثر إلا أنني أثق أن ذكراه ستراودني كلما أتى أحد على الحديث عن العراق وعن أهل العراق، كما أثق في أنه سينضّم بتفاصيله إلى ذكرياتي الصغيرة المحبوبة.You sent ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

Very Positive

2025-05-29

تُلامس عجلات الطائرة أرض بغداد فتطير من رأسي عشرات الأفكار والصور والحكايات والأسماء. قبل دقائق فقط من الآن كان هذا الرأس ممتلئًا بوجوه نازك الملائكة وزها حديد ومحمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السيّاب وعلى الوردي وناظم الغزالي ونجيب الريحاني وميشيل عفلق. في داخلي أكثر من تاريخ عربي ومن هذه التواريخ يوجد تاريخ طويل للعراق. أول كتاب نشرته وأهم ندوات حضرتها وأكثر علاقات بنيتها وأنشط فترة عشتها كانت من خلال مركز دراسات الوحدة العربية ومديره خير الدين حسيب أو چنرال المثقفين العرب كما لقبّه محمد حسنين هيكل. الصواريخ التي أضاءت ليل بغداد مرة في ١٩٩١ ومرة في ٢٠٠٣، وفي المرتين رفرف قلبي بقوة. الموصل تسقط، ثم تتحرر، ثم تتغيّر. العراق يتزعّم مقاطعة مصر ثم يتزعّم مصالحتها ثم مصر والعرب يبتعدون عن العراق ويعودون ليتقدموا خطوة للأمام وخطوتين للخلف. مُدرَج ساطع الحصري في معهد البحوث والدراسات العربية حيث تتلمذتُ أيامًا وحاضرتُ أيامًا والتقيتُ عربًا وكردًا وسنةً وشيعةً في عزّ ازدهار المعهد عندما كان على رأسه مدير يؤمن برسالته العربية: أحمد يوسف أحمد. في هذه الحاضنة الحميمة ذقتُ لأول مرة حلوى المّن والسلوى أو منّ السما كما يسميها أهل العراق، وتلذذتُ بتمر تثمره نخلات من غرس العتبة الحسينية في كربلاء. ابتسامة أمونة (أمينة شفيق) وهي تقول أكو وماكو أي يوجد ولا يوجد باللهجة العراقية. أهدتني من باريس صديقتي الكاتبة إنعام كاجه جي عُقدًا تراثيًا بديعًا احتفالًا بنجاح عمليتي الجراحية الكبيرة فأسكتني حبها وأنا التي تحترف الكلام…. ياااااه على الجَمَال يا صاحبة "طشاري" و"الحفيدة الأمريكية" و"النبيذة". مع فتح أبواب الطائرة كان قد توقّف تمامًا شريط الذكريات.. وقف الشريط على وضع ثابت دلوقتي نقدر نفحص المنظر.• • •قال لي زملاء الرحلة ممن سبقَت لهم زيارة بغداد إن بلاد الرافدين تغيّرت كثيرًا عن ذي قبل، ولا أملك تجربة شخصية أقيس عليها لكني أعرف أن بغداد في ظل حكومة محمد شيّاع السوداني تحوَلت إلى ورشة عمل. في طريق المطار شاهدتُ بقايا سيارتّي أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني اللتين فجرّتهما مسيّرة أمريكية، وكم دفع العراق ثمن العداء الأمريكي-الإيراني. وعلى مقربة من الفندق سألتُ عن ذلك السور عادي الشكل جدًا والطويل جدًا جدًا فعرفتُ أنه سور السفارة الأمريكية الأكبر على مستوى العالم، مرحبًا بنا إذن في زمام المنطقة الخضراء. كان الأمل أن أزور النچف وكربلاء ولم تسمح الظروف، فاكتفيتُ من عطر السبطين بنفحة: ذهبنا إلى حي الكاظمية ببغداد حيث يرقد الإمامان موسى الكاظم ومحمد الجواد. لا يوجد ثمة اختلاف بين هذا الحي وبين حي السيدة زينب أو حي سيدنا الحسين: زحام شديد وبضائع أشكال وألوان وأسر كاملة تفترش حرم المسجدين وبعض المتشبثين بحديد الضريحين يجهشون بالبكاء. هذه ليلة كبيرة أخرى من ليالي صلاح چاهين.. اسعى اسعى اسعى خد لك صورة ستة ف تسعة. في متحف الإمام الكاظم يوجد تجسيد كامل لمعركة الطّف (كربلاء) الواقعة الأعظم في تاريخ الشيعة، ففيها استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه، وعرفت أن اللوحات متاحة للبيع وأن اللوحة الواحدة بمئات الدولارات.. مدد مدد مدد مدد .• • •على مقربة من المكان كان يوجد مكتب المرجع الكبير السيد حسين اسماعيل الصدر، وكان اللقاء معه أحد أهم محطات الزيارة. استقبلنا الرجل المسّن ذو البشرة البيضاء واللحية الكثّة الأشَد بياضًا وهو يرحب بمصر العروبة والإسلام والأزهر والأهرامات والنيل والثقافة، هكذا قال لنا وبنفس هذا الترتيب. حدّثنا عن الوطن والوطنية والمواطنة وكيف أن هذا الثلاثي هو الأصل والأساس لبناء مجتمعٍ صحّي. تكلم عن الحوار مع الآخر للتعرّف عليه لا لتغييره وعن أن من سيّس الدين أهانه. وقال إن العلمانية شئ والإلحاد شئ آخر. ينتمي الرجل لمدرسة السيد على السيستاني التي تؤمن بالولاية الخاصة للأئمة فلا يتدخل الأئمة في السياسة إلا استثناءً. دعانا سماحته لمائدة عامرة فيها كل ما لذّ وطاب، فيها طبق السمك المَسكوف المشوي بطريقة خاصة، وفيها طبق الأرز بالشبت والفول الأخضر. العراقيون يسمون الأرز "تمّن" وهو اسم محرّف من ten men أي اسم نوع الأرز الذي كانت تستورده سلطات الانتداب البريطاني. التقطتُ صورة لوليمة السيد الصدر، وعندما رآها أحد الرفاق قال إن لديه نفس الصورة لنفس الوليمة كان قد أعدّها مضيفنا الكريم لبول بريمر الحاكم المدني للعراق. أحسستُ بغصّة.• • •استكملنا زيارة مرقدّي الإمامين الكاظمي والجواد بزيارة ضريح الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بحي الأعظمية. كنت مع رفيقّي وحدنا في المكان عند الوصول لكن عندما حانت ساعة المغادرة كانت هناك بعض الوفود ذات الملامح الآسيوية في طريقها إلى الداخل. خطف بصري السقف المرتفع جدًا بنقوشه المغربية الرائعة، وأشار لنا أحد مسؤولي الحضرة الحنفية إلى صندوقين زجاجيين فارغين، أحدهما يتّم فيه عرض شعرة من ذقن نبيّنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في يوم مولده وأيضًا في ليلة القدر، والصندوق الآخر يتّم فيه عرض نسخة من القرآن الكريم المكتوبة بماء الذهب خلال شهر رمضان، ومحتويات كلا الصندوقين من إهداء تركيا. هناك عملية توسعة جارية للمسجد مع إنشاء فندق لاستقبال الزوار وتشجير المنطقة بتمويلٍ قطريٍ. سألت مرشدنا في الزيارة: هل تعرّض المكان للتفجير؟ ردّ بالإيجاب، فالإرهاب عدو الأضرحة.• • •جميل أن تتمشّى في شارع المتنبي وتجلس على مقهى أم كلثوم لتحتسي الشاي أو التشاي العراقي بالحبهان داخل الاستكانة أو الكوب الزجاجي الصغير، وعندما تطلب المزيد يرد عليك عامل المقهى بابتسامة ودودة: تتدللي ست. يلعب روّاد المقهى النرد ويستمعون إلى عوّدت عيني على رؤياك للمحّب الكبير أحمد رامي، وصور أم كلثوم وأسمهان وفريد الأطرش تحتضنهم من الجدار إلى الجدار. وكما يوجد هذا الطرب الذي يتسلطن معه أبناء جيلي، يوجد لون آخر من الفن تراقص عليه المدعوون لأحد الأفراح في قرية دجلة، ومعهم رقصَت النافورة الملوّنة في قلب النهر الهادئ، غنّى أحمد سعد: إيه اليوم الحلو ده.• • •التقينا مع العديد من الأكاديميين والباحثين وسعدت جدًا بطلابي السابقين وقد صاروا رجال دولة. قال لي أحدهم إنه رشحني أيام زمان للصديق قيس العزاوي لأكون أول أمينة عامة امرأة لجامعة الدول العربية، فضحكت من قلبي وشكرت له جبر خاطري. تناقشنا بصراحة وعتاب وأحيانًا بانفعال عن الهواجس العراقية والمصرية والمرارات القديمة. وفي مقّر تيار الحكمة التقينا بالسيد عمَار الحكيم رئيس التيار وكان هذا هو لقائي الثالث معه. هادئ كعادته، حكيم كمثل تياره، محنّك كأسرته العريقة. يقولون عنه إنه بيضة القبّان ورمانة الميزان في النظام العراقي. تطوّر تحت رئاسته خطاب المجلس الأعلى الإسلامي، ومع ذلك كان سقف خطابه أعلى من سقف المجلس فأخذ نفسه وخرج منه مكوّنًا الأمل ثم الحكمة. في أقل من ساعة واحدة شربنا تشايًا وقهوةً وعصيرًا طازجًا، ولا تكلمني عن الكرم العراقي الحاتمي فمع كل معرفتي به إلا أنه فاجأني.• • •من كل مكان زرته في العراق حملتُ كتبًا وازنة بالمعنيين الحقيقي والمجازي، والتقطتُ صورًا يختلط فيها الثقافي بالسياسي. أما الذي تركته في بغداد ولم أزره فهو كثير، تركت حوزة النچف الأشرف ومدينة كربلاء وشعرتُ ببعض الغيظ لأنني لم أتمكن من مرافقة زملائي إليهما لأسبابٍ تنظيمية. وتركتُ مدينة بابل حيث شواهد الحضارات القديمة وبوابة عشتار المقلدة (أما الأصل ففي برلين) والحدائق المعلّقة التي بناها الملك نبوخذ نصر الثاني حبًا في زوجته أميديا رائعة الجمال. وتركتُ كردستان ذلك الإقليم اللغز والشعب العنيد على حد تعبير فيروز. تركتهم من خلفي ولم أرهم بعد.. لكن بغداد أول مرة لن تكون بغداد آخر مرة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2025-05-05

قال الدكتور بدرى رجب رئيس قسم  بمركز البحوث الزراعية أن القمح من اكثر المحاصيل الغذائية أهمية فى العالم، حيث ينتج القمح او ما يعرف بالحنطة حبوبا مركبة على شكل سنابل كما تعتبر هذه الحبوب غذاء رئيسى لجميع سكان كوكب الأرض، وهو نبات برى ظهرت المعالم الأولى لزراعتة قبل 9000 سنة "ق.م" أضاف بدرى أن  يشكل أساس نشأة الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية "الفرعونية" وحضارة بلاد الرافدين و حضارة بابل أراضي ما بين النهرين، كان المصريون القدماء يقدمون ثمار محصولهم للمعبودات التي قدسوها، فقد عثر في مقبرة الملك مينا في وادي الملوك الذي يعود للقرن الخامس عشر )ق.م) على زخارف منها شكل لفلاح يقدم بواكير محصوله على شكل دمية من ، وقد انتقل ذلك إلى الديانة المسيحية أيضاً التي اعتبرت القمح يمثل الخير والمحبة والرخاء لذلك استخدمه الفنانون في الموضوعات الزخرفية، وقد اعتبر الرومان القمح بمثابة زهور المعبودة هيرا و على وجه الخصوص للمعبودة ديميز ربة الأرض الخصبة والنماء، وارتبط تقديس القمح عندهم بإقامة الطقوس الزراعية في المعابد، واعتبر الرومان السنبلة الإلهية من أفضل الغذاء للإنسان، وقد قدم العرب قبل الإسلام القمح بالإضافة إلى الشعير والحنطة قرابين للمعبودات التي قدسوها ومنها الصنم ذو الخلصة الذي كان عبارة عن صخرة على شكل التاج بين مكة واليمن وكان يعبد من قبل عدد من القبائل منها خثعم وبجيلة وأزد السراة وهوازن باعتباره غذاء  وقرابين للآلهة، الأمر الذي يدل على عالمية قدسية القمح عند كل الأمم القديمة واستمرار تقديسه حتى وقتنا الحالي. أوضح بدوى أن معظم الدراسات تشير إلى أن الموطن الأصلي للقمح المنزرع اليوم هو الشرقين الأوسط والأدنى، اعتماد على ان القمح ثنائى الحبة يشبه الأنواع المنتشرة بريا حتى اليوم، ويشير إلى أن أغلب النباتات المنزرعة لها أصول بريا. وأكد أن قمح الخبز اللين والطرى قد نشأ فى وسط أسيا والشرق الأدنى، أما القمح القاسى فقد نشأ فى الحبشة، و أن زراعة القمح ترجع الى العصر الحجرى من 7000 سنه (ق.م)، فى حين تقول بعض الآراء أن زراعة القمح ظهرت لأول مرة فى أراضى الخليل فى نهاية العصر الجليدى قبل 1900 سنة (ق.م)، ثم انتقلت إلى العصر الحجرى، وتشمل قصة سيدنا يوسف في عصر الهكسوس حوالي 1977 سنة "ق.م" على ما قام به في الأشراف على القمح في سنوات القحط حيث أجرى آنذاك أول تخزين للقمح في التاريخ، و أول تأسيس لحفظ القمح وتخزينه فى الصوامع. وأضاف أن الشرق الأوسط هو مركز الآباء الأول للقمح ثم انتشر إلى الحوض الغربي للبحر المتوسط وجنوب الاتحاد السوفيتي والشرق الأدنى، كما أن الحضارة الرومانية ساهمت بشكل كبير في انتشار القمح فى منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية. وأكد أن المعالم الأولى لزراعة القمح ظهرت في منطقة الهلال الخصيب حوالي9000   سنة (ق.م). مناطق الانتشار الجغرافى، تمتد زراعة القمح في العالم بين خطى عرض 60-30 شمال و  40-27جنوباً، وأيضاً يزرع القمح بالقرب من خط الاستواء في المناطق المرتفعة و فى الفصول الباردة شتاءً، ومن أهم مناطق زراعة القمح عالمياً هي سهول أمريكا الشمالية، وشمال غرب أوربا، ومنطقة حوض البحر المتوسط وجنوب روسيا وشمال غرب الهند وشرق ووسط الصين والأرجنتين وجنوب شرق أستراليا، أما على مستوى دول الوطن العربى فتعتبر مصر و المغرب و سوريا والجزائر والعراق من أهم الدول انتاجاً للقمح. كما أشار إلى أن الشعير يعتبر من أوائل الحبوب المزروعة في الهلال الخصيب ، حيث تم تهجينه من حوالي 8000 سنة قبل الميلاد من سلفه البري وتشير الأدلة الأثرية إلى أن زراعة الشعير تعود إلى 5000 قبل الميلاد في مصر، و 2350 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين و 3000 قبل الميلاد في شمال غرب أوروبا و 1500 قبل الميلاد في الصين، وقد كان الشعير هو مصنع الخبز الرئيسي لليهود واليونانيين والرومان ومعظم بلدان أوروبا خلال القرن السادس عشر، تشير الدراسات الجينية إلى أن النباتات الموجودة فى هضبة التبت كانت مركزاً أيضاً لتهجين الشعير المنزرع حالياً. وأوضح أن الشعیر يعتبر من أقدم المحاصیل التي استأنسھا الإنسان وزرعھا قبل المیلاد والموطن الأصلي للشعیر ھو قارة آسیا، الشعیر محصول عشبي نجیلى حولي شتوى، والشعیر یشبه في شكله العام إلى حد كبیر نباتى القمح والشوفان قبل أن تظھر النورات، وأن الجد البرى للشعیر المنزرع  ھو تحت نوع  الشعير البري وتنتشر زراعة الشعیر في غالبیة دول العالم، ویعود ذلك إلى استعمالاته العدیدة، وإلى تعدد أصنافه القادرة على تحمل الظروف البیئیة المختلفة بما في ذلك القطب الشمالى والمناطق القریبة من خط الاستواء، حیث ینمو المحصول في معظم المناطق المعتدلة المناخ أو المناطق الصحراویة وتحت الاستوائیة، الإنتاج العالي یتركز في القارة الأوروبیة، تلیھا قارة آسیا عالمیا وذلك من حیث المساحة المزروعة والإنتاج، اھم الدول المنتجة للشعیر، روسیا - كندا - اسبانیا- المانیا - فرنسا - تركیا - أوكرانیا – أسترالیا الولایات المتحدة الأمریكیة، یعتبر الشعیر من المحاصیل عالیة التحمل للملوحة والقلویة بینما یعتبر من المحاصیل الحساسة للحموضة كما وانه من أكثر المحاصیل تحمل للبرودة إذ یزرع حتى خط عرض 71 درجة.   الأصداء:   أشارت الحفريات القديمة (1300 سنة قبل الميلاد) إلى كلمة أصداء القمح وضررها على المحصول، عبد الرومان القدماء إله الصدأ "روبيجوس" (43 سنة قبل الميلاد) وكانوا يقدمون له القرابين لحماية محاصيلهم، كان مهرجانا في الديانة الرومانية القديمة أقيم في 25 أبريل، سمى على اسم الإله (روبيجوس). كانت طقوسه الرئيسية هي التضحية بالخراف والكلاب ذات الفراء الحمراء لحماية حقول الحبوب من الأمراض وخاصة التراب الأحمر، أقيمت ألعاب على شكل سباقات كبرى وثانوية، وكانت واحدة من العديد من المهرجانات الزراعية في أبريل للاحتفال وإضفاء الحيوية على موسم النمو، أعطى الكاتب الزراعي كولوميلا الاسم في المؤنث باسم  Robigo، مثل الكلمة المستخدمة لشكل من أشكال مرض صدأ القمح، الذي له لون ضارب إلى الحمرة أو بني محمر، تم العثور على كل من Robigus و Robigo أيضًا باسم Rubig والذي وفقا لأصل الكلمة من خلال ارتباطها بالعصور القديمة، كان يعتقد أنها مرتبطه باللون الأحمر (Ruber) كشكل من أشكال مرض التراب الأحمر. و ظل القمح والشعير والصدأ فى تنافس وتطورا معًا لعدة قرون، ولوحظت سلالات وتنوعات وتجمعات أشد ضراوة من مسببات أمراض الأصداء حول مراكز المنشأ أو في المناطق التي تُجرى فيها برامج تربية القمح والشعير و ذات تنوع فى جينات المقاومة التى تحملها النباتات وهى مناطق أكثر حيوية وديناميكية للأصداء على الرغم من ذلك لا يرتبط تطور مسببات أمراض الأصداء بالقمح والشعير فقط. يُعد صداء أوراق القمح ( Puccinia triticina )، وصداء الساق فى القمح والشعير (P. graminis f. sp. tritici )، والصداء الأصفر ( P. striiformis f. sp. tritici ) من أمراض القمح ذات الأهمية العالمية، وتُعزى الخسائر الوبائية الناجمة عن صدأ القمح إلى التفاعل بين العوائل الحساسة والسلالات المرضية الشرسة لمسببات الأصداء والبيئة المُلائمة والمدة الزمنية، يُعدّ توافق ضراوة مسببات الصدأ وصنف القمح المُعرّض للإصابة ومرحلة نمو المحصول والبيئة المُلائمة من العوامل الرئيسية المُسببة للأوبئة، وتُعدّ مرحلة محصول القمح التي تحدث فيها العدوى بالغة الأهمية حيث تُؤدي الإصابات المُبكرة إلى خسائر أكبر من الإصابات المُتأخرة، كما تُعدّ مرحلة نمو محصول القمح مهمةً أيضًا لأن مقاومة النبات البالغ تُحفّز بعد تكوّن الورقة الثالثة وبالتالي، فإنّ الصنف المُعرّض للإصابة في المراحل الأولى قد يُصبح مُقاومًا لاحقًا وهذا أحد أسباب ندرة أوبئة صدأ القمح حيث أن العديد من جينات مقاومة النبات البالغ غير المعروفة قد منحت مقاومةً حقليةً للنباتات. وأشار إلى أن صدأ القمح ظل تحت السيطرة لفترة طويلة، وكان يُعتقد على نطاق واسع أنه قد تمت السيطرة عليه. ومع ذلك، فإن ظهور حالات ضراوة Yr9 في سوريا وإيران في أعوام 1990 و1992 و1993، والتي تسببت في أوبئة شديدة من صدأ القمح الأصفر في غرب آسيا، قد دق ناقوس الخطر، و تسبب ظهور الطفرات المعروفة باسم Ug99 في أوغندا خلال عام 1998 (Pretorius et al. 2000) في قلق دولي وقد أدى ذلك إلى إبطال فعالية الجين Sr31 بعد استخدامه لحوالي أربعة عقود. نتيجةً لذلك، أصبح حوالي 40% من محصول القمح العالمي مهددًا بوباء صدأ الساق، وخلال العقد الماضي تم تحديد 13 نمطًا مرضيًا من سلالة Ug99 من 13 دولة (CIMMYT، 2019). وأكد أن هناك سباقٌ مستمرٌّ على التفوق بين مُربي القمح ومُسببات أمراض الصدأ، يُطوّر المُربّون أصنافًا جديدة من القمح بينما تُطوّر مُسببات أمراض الصدأ أنماطًا او سلالات مرضية جديدة أشد ضراوة من المسبب المرضى الأصلى تجعل الأصناف المقاومة عُرضةً للإصابة، تتطور السلالات الجديدة إما من خلال التكاثر الجنسي (في المناطق أو البلدان التي تكون فيها العوائل البديلة موجودة) والتهجين الجسدي أو الطفرات (حيث تكون العوائل البديلة غير موجودة). وتُعد الطفرة طريقةً شائعةً جدًا لتطور الأنماط المرضية الجديدة، خاصةً عندما تكون العوائل البديلة غير موجودة. و تتميز الفطريات المسببة لأمراض الصدأ فى القمح والشعير بطول دورة الحياة وحاجاتها إلى نوعين من العوائل النباتية لإكمال دورة الحياة، يتكون عليها خمسة أنواع من الجراثيم (البازيدية – البكنية – الأسيدية – اليوريدية – التيليتيه)، وتعتبر الجراثيم اليوريدية من أهم أنواع الجراثيم تأثيرا على القمح والشعير ويسمى بالطور المتكرر، بمعنى أنه يتكرر كل 12–15  يوم حيث يظهر جيل جديد من الجراثيم اليوريدية يمكنها إصابة نباتات القمح والشعير، بجانب وجود العائل المتبادل الذى يكمل عليه فطر الصدأ دورة الحياة، تستطيع فطريات الصدأ أيضا أن تصيب بعض الحشائش النجيلية (عوائل ثانوية)، لا يوجد فى مصر العائل المتبادل (الذى يكمل عليه فطر الصدأ دورة الحياة) ولا تسمح الظروف المناخية فى مصر بتواجد جراثيم الأصداء (الجراثيم اليوريدية) أثناء فترة الصيف لإرتفاع درجة الحرارة، تصل جراثيم الصدأ اليوريدية والأسيدية سنويا إلى مصر محمولة بواسطة الرياح من الدول المجاورة، سواء دول البحر المتوسط أو جنوب غرب آسيا التى تتواجد بها العوائل المتبادلة الأصداء تعتبر من العقبات الرئيسية التى تم تصنيفها على أنها مسببات الأمراض التاريخية، القادرة على ان تتسبب في خسائر فادحة لمحصولى القمح والشعير في جميع أنحاء العالم وهي أمراض ذات أهمية عالمية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2025-04-23

في مشهد غير مسبوق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، برز اسم الكاردينال العراقي لويس روفائيل ساكو ضمن الدائرة المغلقة للمرشحين المحتملين لشغل منصب البابا في حال شغور الكرسي الرسولي، بحسب ما أوردته تقارير صحفية أوروبية، من بينها صحيفة لا كروا الفرنسية المتخصصة في الشئون الدينية. ويعكس هذا التطور تحوّلاً في بوصلة الفاتيكان، التي باتت تميل أكثر فأكثر نحو الأصوات القادمة من الأطراف، ومن الجنوب العالمي تحديدًا. ولد ساكو عام 1948 في مدينة زاخو، شمال العراق، لعائلة كلدانية تنتمي إلى الكنيسة الشرقية الأقدم في بلاد الرافدين، تلقى تعليمه اللاهوتي في الموصل، قبل أن يُبتعث إلى روما، حيث حصل على دكتوراه في علم آباء الكنيسة من المعهد البابوي الشرقي، ثم على دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون بفرنسا. وعاد إلى العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وبدأ خدمة رعوية في ظل تصاعد الحروب والعقوبات والحصار، ثم اجتياح بغداد وسقوط نظام صدام حسين عام 2003. منذ توليه منصب بطريرك الكنيسة الكلدانية عام 2009، برز ساكو كأحد أبرز المدافعين عن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، لم تكن مواقفه تنحصر داخل الإطار الكنسي، بل تجاوزته إلى الفضاء الوطني، حيث دعا مرارًا إلى تأسيس دولة مدنية في العراق تضمن الحقوق المتساوية لكل مكوناته، كما لعب دورًا حاسمًا في إجلاء آلاف العائلات المسيحية من الموصل وسهل نينوى خلال اجتياح تنظيم "داعش" عام 2014، وفقا لبي بي سي. وفي عام 2018، قام البابا فرنسيس بترقية ساكو إلى رتبة كاردينال، ليصبح بذلك أول بطريرك كلداني يدخل مجمع الكرادلة، وهو المجلس الأعلى الذي يحق له انتخاب البابا. واعتُبرت هذه الخطوة بمثابة إقرار صريح بدور الكنائس الشرقية، لا سيما تلك التي قاومت موجات الهجرة والتهميش في بلدانها الأصلية. ومع تدهور الأوضاع السياسية في العراق، اصطدم ساكو مؤخرًا بقرارات الحكومة العراقية التي ألغت اعترافها بصفته البطريركية، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من الفاتيكان ومن عدد من المؤسسات الكنسية الدولية، ووصف مراقبون هذا القرار بأنه استهداف رمزي لحضور المسيحيين في البلاد، ورغم ذلك، رفض ساكو مغادرة العراق وأصر على البقاء "شاهدًا ومؤمنًا بأن الوطن ليس فندقًا نغادره عند الشدة"، بحسب تصريحاته لوكالة فرانس برس لا يُعرف ما إذا كان الكرسي الرسولي على وشك الانتقال إلى شخصية غير أوروبية، لكن إدراج ساكو ضمن لائحة الـ"باباوات المحتملين" يعكس تقديرًا عالميًا لدوره في الدفاع عن الأقليات، وتاريخه الطويل في مدّ الجسور بين الشرق والغرب. ووفقًا لمجلة ذا تابلِت الكاثوليكية البريطانية، فإن تاريخه الأكاديمي واللاهوتي، إلى جانب تجربته في مناطق النزاع، يجعلان منه مرشحًا يحمل رؤية جامعة لعالم متغيّر. وفي حال تم انتخابه، سيكون ساكو أول بابا من العراق، ومن كنيسة شرقية غير لاتينية، وهو ما قد يشكل نقطة تحول كبرى في تاريخ الفاتيكان الممتد لمئات السنين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2025-04-01

في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك. هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة. في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها ؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه! لم يكن يبحث عن المال، ولم يكن هدفه الترويج لعمليات احتيال، بل كان هاكر من نوع آخر، مدفوعًا بالعاطفة، ليقرر تنفيذ جريمة إلكترونية غير تقليدية! كان معجبًا بالفنانة حنان مطاوع، يتابعها بشغف، يرسل لها الرسائل مرارًا وتكرارًا، لكنه لم يتلقَ أي رد. مع مرور الوقت، تحولت مشاعره من الإعجاب إلى الغضب، ومن ثم إلى قرار جنوني… إذا لم ترد، فسأجعلها تسمعني بالقوة! في لحظة متهورة، استغل ثغرة أمنية، أو ربما بيانات مسربة، ليقتحم حسابها على إنستجرام، وينشر رسالة صادمة لمتابعيها. لم تكن الرسالة تهديدًا، بل كانت اعترافًا غريبًا: "رسالة حب واحترام من بلد الرافدين إلى مصر أم الدنيا، بما إن ست حنان ما بترد دايركت فحبيت أدخل الحساب وأعبر عن الحب، الحساب بيرجع للست حنان بإذن الله." ظن أنه بهذا الفعل سينال اهتمامها، لكنه لم يدرك أن ما فعله كان جريمة معلوماتية تعاقب عليها القوانين بشدة. بعد دقائق من نشر الرسالة، انتشرت الواقعة بسرعة، وتدخلت الجهات المختصة لاستعادة الحساب. ربما كان هذا الاختراق بدافع الحب، لكنه كان مثالًا حيًا على كيف يمكن أن يتحول الإعجاب غير المتزن إلى جريمة إلكترونية، وكيف أن بعض الحدود لا يجب تجاوزها، مهما كانت النوايا! ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

مصراوي

2025-02-18

كتبت- أسماء العمدة: الألعاب اللوحية جزء لا يتجزأ من تاريخ البشرية، ولعبت دورًا مهمًا في الترفيه، والتواصل الاجتماعي، وتنمية المهارات الفكرية عبر العصور، وبعضها يعود إلى آلاف السنين، ولا تزال تُمارس حتى اليوم. وفيما يلي تفاصيل أقدم 10 ألعاب لوحية في التاريخ، وفقًا لموقع British Museum: 1- سينيت (مصر القديمة، حوالي 3500 قبل الميلاد) تُعتبر "سينيت" واحدة من أقدم الألعاب اللوحية المعروفة، وقد عُثر على أدلة على وجودها داخل مقابر مصرية قديمة، وكانت تعتمد على تحريك القطع فوق لوحة مقسمة إلى مربعات، إلا أن القواعد الدقيقة للعبة لا تزال غير واضحة تمامًا حتى اليوم. 2- لعبة أور الملكية (بلاد الرافدين، حوالي 2600 قبل الميلاد) جرى العثور على هذه اللعبة داخل مقابر مدينة أور الملكية في بلاد الرافدين القديمة، وتتضمن استخدام النرد لتحريك القطع على مسار محدد، إلا أن قواعدها الدقيقة لا تزال غير معروفة بالكامل. 3- جو (الصين، حوالي 2000 قبل الميلاد) تُعد "جو" واحدة من أقدم الألعاب اللوحية التي لا تزال تُمارس على نطاق واسع حتى اليوم. تعتمد على وضع قطع سوداء وبيضاء على لوحة شبكية، والهدف منها هو السيطرة على أكبر مساحة ممكنة. 4- تاو تي (مصر القديمة، حوالي 2000 قبل الميلاد) كانت هذه اللعبة شائعة في مصر القديمة، حيث تعتمد على استخدام العصي أو القطع الصغيرة للعب على لوحة مخصصة، غير أن قواعدها الدقيقة لا تزال غير معروفة بالكامل. 5- ميهن (مصر القديمة، حوالي 3000 قبل الميلاد) جرى العثور على أقدم دليل على لعبة "ميهن" في مقابر تعود إلى فترة ما قبل الأسرات في نقادة بمصر. تصور اللعبة ثعبانًا ملتفًا على شكل حلزوني، لكن كيفية لعبها لا تزال غامضة. 6- نرد الطاولة (الشرق الأدنى القديم، حوالي 3000 قبل الميلاد) تُعتبر لعبة "نرد الطاولة" واحدة من أقدم ألعاب النرد، وقد وُجدت أدلة على ممارستها في الشرق الأدنى القديم، وتعتمد على رمي النرد وتحريك القطع على اللوحة بهدف الوصول إلى النهاية قبل الخصم. 7- ليانغ كي (الصين، حوالي القرن الرابع الميلادي) كانت "ليانغ كي" لعبة شائعة في الصين القديمة، تُلعب باستخدام قطع صغيرة على لوحة، ويُعتقد أنها كانت لعبة استراتيجية، رغم عدم معرفة قواعدها الدقيقة. 8- الشطرنج (الهند، حوالي القرن السابع الميلادي) يُعد الشطرنج أحد أشهر الألعاب اللوحية في العالم، إذ يعود تاريخه إلى لعبة هندية قديمة تُعرف باسم "تشاتورانجا"، وتطورت هذه اللعبة لاحقًا إلى الشكل الحديث الذي نعرفه اليوم. 9- الضامة (مصر القديمة، حوالي 3000 قبل الميلاد) تُعتبر "الضامة" واحدة من أقدم الألعاب اللوحية التي لا تزال تُمارس حتى اليوم، إذ تعتمد على تحريك القطع على لوحة مقسمة إلى مربعات بهدف الاستيلاء على جميع قطع الخصم. 10- السلم والثعبان (الهند، حوالي القرن الثاني الميلادي) تعود أصول هذه اللعبة الشهيرة إلى الهند القديمة، حيث تعتمد على تحريك القطع عبر مسارات تحتوي على سلالم تُساعد اللاعب على التقدم، وثعابين تُعيده إلى الخلف، والفائز هو من يصل إلى نهاية اللوحة أولًا. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2025-02-12

لحظات مضيئة يسجلها التاريخ بعد أن عمّ الدمار آثار بلاد الرافدين، إذ عادت مئذنة جامع النوري الكبير الشهيرة في مدينة الموصل العراقية شامخة بعد تأهيلها، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى 8 قرون بعد أن دمرها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي  في 2017، حسبما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر عرض تقرير تلفزيوني بعنوان «عودة مئذنة جامع النوري الكبير بمدينة الموصل شامخة بعد تدميرها على يد تنظيم داعش». وأشار التقرير إلى أن تجديد هذا المسجد يعد حدثا كبيرا ضمن جهود إعادة إعمار ثاني أكبر مدينة في العراق، بعد مواجهات امتدت لسنوات طويلة ضد الإرهاب، كما أكد مهندسو تأهيل أنهم حرصوا على الحفاظ على إعادة المئذنة إلى طرازها السابق باستخدام جميع الأساليب. سكان الموصل عبروا عن سعادتهم بعودة الجامع والمئذنة التي تعبر عن وكأن التاريخ عاد من جديد، إذ أنها ملامح جديدة للتاريخ يشكلها العراق بعد أن قضى على يد الإرهاب الآثمة التي دمرت الآثار الخالدة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2025-02-11

يناقش الدكتور سامح مرقس، أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة شيفلد سابقا، كتابه الصادر حديثًا بعنوان ""، في صالون علمانيون، الليلة الساعة 7 مساءً، في شارع قصر النيل بوسط البلد. وقدم الكاتب والدكتور سامح مرقس، مجموعة من الكتب بعنوان "كلام فى العلم"، حول حقائق علمية وتاريخية حيث قدم موضوعات مختلفة، حول  الكون وكوكب الأرض والحب والأديان، وغيرها. من أجواء كتابه "كلام العلم عن تاريخ الأديان": الأدوار العميقة التي تلعبها الأفكار الدينية في تشكيل واقعنا ومستقبلنا، تستحق منا أن نكون علي دراية بتاريخ تطور الفكر الديني عبر الزمن، والتصورات المختلفة التي صاغها البشر للإله. هذا الكتاب تاريخ الأديان مع الالتزام بالمعايير العلمية الدقيقة غير المتحيزة، ويهدف إلي نشر الثقافة العلمية في هذا المجال الذي تندر مؤلفاته المبسطة لغويا. لذلك يأخذك الكتاب في رحلة لتعيش أبرز التجارب الدينية والحضارية التي مر بها البشر في بلاد الشرق الأدني، فمن مصر القديمة إلي بلاد الرافدين ننطلق في رحلتنا للتعرف علي الحياة الدينية فيهما حيث الكثير من الأفكار الدينية في هاتين الحضارتين لازال تأثيرها مستمر حتي الآن. ونستقر قليلا عند اليهودية لنتعرف علي تاريخ الشعب اليهودي ونتفهم أفكاره الدينية، بعدها نمر علي الأفكار المثيرة للديانة الزرادشتية وطقوسها، وصولا إلي تأثير الإسكندر الأكبر في نشأة التوحيد، ثم التأثيرات التي أحدثتها الإمبراطورية البيزنطية علي المسيحية. وقبل الختام، نتوقف عند فلاسفة التنوير إجلالا لأفكارهم التي حررت الإنسان من قيود الاستغلال البشري السئ للأفكار الدينية ضد الإنسان وعقله، وأضاءت مسار الإنسانية علما وفكر. سامح مرقس هو أستاذ الأشعة بجامعة شيفلد بانجلترا، والرئيس السابق للجمعية الأوروبية لأشعَّة المسالك، ومدير تحرير المجلة العلمية الأوروبية لأطباء الأشعة- سابقًا، ومساعد مدير التحرير للمجلة العلمية البريطانية للأشعة، وصاحب النشاط العلمي في الأمان في استخدام الصبغات، وأشعة أمراض الصدر والمسالك البولية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2025-01-31

خريطة قديمة يرجع تاريخها إلى 3 آلاف عام، ترجع إلى الحضارة البابلية في العراق، وتكشف كيف فهم أسلافنا العالم، تم العثور عليها جنوب البلاد، منقوشا عليها بعض الرموز الغريبة، وفقا لصحيفة «ديلي إكسبرس».  وقال الدكتور إيرفينج فينكل من المتحف البريطاني، إن الخريطة البابلية القديمة أعطت  نظرة ثاقبة هائلة في العديد من جوانب التفكير في بلاد الرافدين، إذ تظهر اللوحة سفينة عملاقة، كان يُعتقد تاريخياً أنها بقايا قارب كبير، والنقوش الموجودة على اللوح تروي أحداثا وتوقعات فلكية. وتُظهر الخريطة معتقدات بلاد بابل بشأن الجغرافيا والمخلوقات الأسطورية، حيث كانوا يعتقدون أن مثل هذه المخلوقات تسكن مناطق مختلفة، وتشمل المخلوقات الأسطورية التي تم تصويرها: «رجل العقرب، وثعبان البحر، ورجل الثور، والحصان المجنح». وتروي النقوش أيضًا أحداثًا وتوقعات فلكية، مما يدل على الفهم المتقدم الذي كان يتمتع به البابليون للكون، ولا تزال خريطة العالم البابلية والتي تسمى «إيماجو موندي»، تثير اهتمام العلماء منذ اكتشافها في العراق عام 1988، وهي موجودة حالياً في.  والخريطة البابلية للعالم عبارة عن لوح طيني، يحتوي على تخطيطية ونقشين مكتوبين باللغة الأكادية، يرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن القرن التاسع قبل الميلاد، وتتركز الخريطة حول نهر الفرات، الذي يتدفق من الشمال إلى الجنوب، وتظهر مدينة بابل على نهر الفرات. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

سكاي نيوز

2024-02-21

يواجه العراق الذي يعاني من الجفاف إضافة إلى أزمات أخرى أنتجتها عقود من صراعات دمّرت بناه التحتية، تلوثاً "كارثياً" في مياه أنهاره لأسباب أبرزها تسرّب مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية. ويؤكد مسؤولون أن المؤسسات الحكومية نفسها تقف خلف جزء من هذا التلوث البيئي، فيما تكافح السلطات المختصة لمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الصحة العامة في العراق. ويحصل نحو نصف سكان فقط، على "خدمات مياه صالحة للشرب"، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. ويبلغ عدد السكان 43 مليونا. في البلد الغني بالنفط الذي يستهلك إنتاجه الكثير من المياه، يرتفع خطر مع التزايد المطرد لشحّ المياه نتيجة الجفاف والتغيّر المناخي وخلافات سياسية تتعلق بتوزيع حصص المياه بين بلاد الرافدين ودول الجوار. ويزداد تركّز التلوث في الأنهار توازياً مع انخفاض مناسيب المياه. ويقول المتحدّث باسم ، خالد شمال، إنه بالإضافة إلى القطاع الخاص، "الغريب في الموضوع، أن من يقوم به هي غالبية المؤسسات الحكومية". ويضيف أن من بينها "دوائر المجاري (التي) تقوم بإلقاء كميات كبيرة (من مياه المجاري) في نهري دجلة والفرات من دون أن تمرّ بمعالجة تامة أو بعد معالجة بسيطة". ولفت المتحدث إلى أن "أغلب المستشفيات القريبة من النهر تقوم بإلقاء فضلاتها وتصريف مياه الصرف الصحي مباشرة" فيه، وهذا أمر "خطير وكارثي". وتتسبّب المنشآت الصناعية كذلك بتلّوث المياه، بينها مصانع مواد بتروكيميائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية التي "قد تحتوي على سموم مرتبطة بالسماد"، وفقا للمتحدث. ويشرح خالد شمال أنه لمواجهة هذا التلوث، أصدرت "الحكومة توجيهات بعدم إقرار أي مشروع في حال عدم ارتباطه بمحطة معالجة للمياه". جودة المياه في الشأن ذاته، قال علي أيوب المختص بمجال نظافة المياه في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (، إن "البنى التحتية غير الكافية والقوانين المحدودة وقلة الوعي العام، هي من العوامل الرئيسية المؤدية إلى التدهور الكبير في جودة المياه في العراق". وبالتالي، يضيف الخبير، فإن محطتين لتنقية المياه في بغداد تتلقيان "ضعف قدرتهما" على المعالجة. نتيجة لذلك، يكمل أيوب، يلقى "ثلثا مياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي من دون معالجة في مياه الأنهار"، وتصل كميتها إلى "ستة ملايين متر مكعب" في اليوم. ويؤكد أيوب أن " عبّرت عن التزامها تحسين جودة المياه". ويتحدّث عن وضع وزارة الإعمار والإسكان خطة لثلاث سنوات تهدف إلى "تعزيز منظومة المياه والصرف الصحي بما في ذلك مراقبة جودة المياه"، لتوفير "مياه الشرب الآمنة وإمكانات تنقية المياه، خصوصا للمجتمعات الأكثر ضعفاً". وساهمت يونيسف بالشراكة مع السلطات العراقية، في إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في مدينة الطب، وهو مجمع طبي حكومي في بغداد يضم حوالى 3000 سرير. وافتتحت في المرحلة الأولى ثلاث محطات سعة كل واحدة 200 متر مكعب في اليوم لمعالجة مياه الصرف الصحي، وفق المهندس عقيل سلطان سلمان، رئيس دائرة المشاريع في المجمع. ويضيف سلمان أنه سوف يتمّ بناء أربع محطات أخرى سعتها 400 متر مكعب في غضون شهرين، موضحاً أنه بعد معالجة المياه "يتم الاستفادة منها لسقي الحدائق وتعزيز خزانات منظومة إطفاء الحرائق". وكانت مياه الصرف الصحي في المستشفى تضخّ عبر شبكات الصرف الصحي إلى إحدى المحطتين الحكومتين الرئيسيتين لمعالجة المياه في منطقة الرستمية في شرق بغداد، وفقا للمهندس. تراكيز التلوث في جنوب البلاد، ترتفع معدلات التلوث أكثر. ويلجأ غالبية العراقيين إلى شراء المياه في القوارير للشرب وإعداد الطعام، لأن المياه التي تصل بيوتهم غير صالحة. ويزيد تفاقم الجفاف من الأمر سوءاً، مع انخفاض معدلات الأمطار ومناسيب مياه نهري و، جراء السدود التي بنيت في دولتي الجوار تركيا وإيران، رغم اعتراضات بغداد. ويؤكد المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون لوكالة فرانس برس أن "نسب المياه التي ترد إلى الأراضي العراقية انخفضت إلى حدّ كبير وهذا ما يزيد من تركّز التلوث في المياه". وكانت السلطات تضخّ سابقا كميات إضافية من المياه لتنظيف المخلفات الملوّثة وتخفيف الضرر لكن ذلك غير ممكن حالياً في ظل الجفاف والحاجة الماسة للحفاظ على المخزون المائي الاستراتيجي. في الوقت نفسه، يشير الناشط البيئي صميم سلام إلى أهمية "تفعيل القوانين البيئية ومحاسبة كل المتجاوزين على الأنهار (...) وتوعية وإرشاد المواطنين باستخدام المياه بالشكل الأمثل" للمساهمة في خفض التلوث. ويقول حسون إن الحكومة العراقية تراهن اليوم لمحاربة تلوث المياه "على عملية تغيير سلوك الفرد العراقي من خلال تعظيم جهد التوعية". ولكنه يضيف أن هناك أيضاً "رقابة صارمة" على الأنشطة الصحية، موضحاً "نفرض على جميع المستشفيات وضع وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي". ويأمل حسون أن يكون العام 2024 العام الذي تتوقف فيه كل التجاوزات البيئية الناجمة عن "الأنشطة الصحية". ويؤكد مسؤولون أن المؤسسات الحكومية نفسها تقف خلف جزء من هذا التلوث البيئي، فيما تكافح السلطات المختصة لمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الصحة العامة في العراق. ويحصل نحو نصف سكان فقط، على "خدمات مياه صالحة للشرب"، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. ويبلغ عدد السكان 43 مليونا. في البلد الغني بالنفط الذي يستهلك إنتاجه الكثير من المياه، يرتفع خطر مع التزايد المطرد لشحّ المياه نتيجة الجفاف والتغيّر المناخي وخلافات سياسية تتعلق بتوزيع حصص المياه بين بلاد الرافدين ودول الجوار. ويزداد تركّز التلوث في الأنهار توازياً مع انخفاض مناسيب المياه. ويقول المتحدّث باسم ، خالد شمال، إنه بالإضافة إلى القطاع الخاص، "الغريب في الموضوع، أن من يقوم به هي غالبية المؤسسات الحكومية". ويضيف أن من بينها "دوائر المجاري (التي) تقوم بإلقاء كميات كبيرة (من مياه المجاري) في نهري دجلة والفرات من دون أن تمرّ بمعالجة تامة أو بعد معالجة بسيطة". ولفت المتحدث إلى أن "أغلب المستشفيات القريبة من النهر تقوم بإلقاء فضلاتها وتصريف مياه الصرف الصحي مباشرة" فيه، وهذا أمر "خطير وكارثي". وتتسبّب المنشآت الصناعية كذلك بتلّوث المياه، بينها مصانع مواد بتروكيميائية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية التي "قد تحتوي على سموم مرتبطة بالسماد"، وفقا للمتحدث. ويشرح خالد شمال أنه لمواجهة هذا التلوث، أصدرت "الحكومة توجيهات بعدم إقرار أي مشروع في حال عدم ارتباطه بمحطة معالجة للمياه". جودة المياه في الشأن ذاته، قال علي أيوب المختص بمجال نظافة المياه في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (، إن "البنى التحتية غير الكافية والقوانين المحدودة وقلة الوعي العام، هي من العوامل الرئيسية المؤدية إلى التدهور الكبير في جودة المياه في العراق". وبالتالي، يضيف الخبير، فإن محطتين لتنقية المياه في بغداد تتلقيان "ضعف قدرتهما" على المعالجة. نتيجة لذلك، يكمل أيوب، يلقى "ثلثا مياه الصرف الصحي الصناعي والمنزلي من دون معالجة في مياه الأنهار"، وتصل كميتها إلى "ستة ملايين متر مكعب" في اليوم. ويؤكد أيوب أن " عبّرت عن التزامها تحسين جودة المياه". ويتحدّث عن وضع وزارة الإعمار والإسكان خطة لثلاث سنوات تهدف إلى "تعزيز منظومة المياه والصرف الصحي بما في ذلك مراقبة جودة المياه"، لتوفير "مياه الشرب الآمنة وإمكانات تنقية المياه، خصوصا للمجتمعات الأكثر ضعفاً". وساهمت يونيسف بالشراكة مع السلطات العراقية، في إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في مدينة الطب، وهو مجمع طبي حكومي في بغداد يضم حوالى 3000 سرير. وافتتحت في المرحلة الأولى ثلاث محطات سعة كل واحدة 200 متر مكعب في اليوم لمعالجة مياه الصرف الصحي، وفق المهندس عقيل سلطان سلمان، رئيس دائرة المشاريع في المجمع. ويضيف سلمان أنه سوف يتمّ بناء أربع محطات أخرى سعتها 400 متر مكعب في غضون شهرين، موضحاً أنه بعد معالجة المياه "يتم الاستفادة منها لسقي الحدائق وتعزيز خزانات منظومة إطفاء الحرائق". وكانت مياه الصرف الصحي في المستشفى تضخّ عبر شبكات الصرف الصحي إلى إحدى المحطتين الحكومتين الرئيسيتين لمعالجة المياه في منطقة الرستمية في شرق بغداد، وفقا للمهندس. تراكيز التلوث في جنوب البلاد، ترتفع معدلات التلوث أكثر. ويلجأ غالبية العراقيين إلى شراء المياه في القوارير للشرب وإعداد الطعام، لأن المياه التي تصل بيوتهم غير صالحة. ويزيد تفاقم الجفاف من الأمر سوءاً، مع انخفاض معدلات الأمطار ومناسيب مياه نهري و، جراء السدود التي بنيت في دولتي الجوار تركيا وإيران، رغم اعتراضات بغداد. ويؤكد المتحدث باسم وزارة البيئة أمير علي حسون لوكالة فرانس برس أن "نسب المياه التي ترد إلى الأراضي العراقية انخفضت إلى حدّ كبير وهذا ما يزيد من تركّز التلوث في المياه". وكانت السلطات تضخّ سابقا كميات إضافية من المياه لتنظيف المخلفات الملوّثة وتخفيف الضرر لكن ذلك غير ممكن حالياً في ظل الجفاف والحاجة الماسة للحفاظ على المخزون المائي الاستراتيجي. في الوقت نفسه، يشير الناشط البيئي صميم سلام إلى أهمية "تفعيل القوانين البيئية ومحاسبة كل المتجاوزين على الأنهار (...) وتوعية وإرشاد المواطنين باستخدام المياه بالشكل الأمثل" للمساهمة في خفض التلوث. ويقول حسون إن الحكومة العراقية تراهن اليوم لمحاربة تلوث المياه "على عملية تغيير سلوك الفرد العراقي من خلال تعظيم جهد التوعية". ولكنه يضيف أن هناك أيضاً "رقابة صارمة" على الأنشطة الصحية، موضحاً "نفرض على جميع المستشفيات وضع وحدات معالجة لمياه الصرف الصحي". ويأمل حسون أن يكون العام 2024 العام الذي تتوقف فيه كل التجاوزات البيئية الناجمة عن "الأنشطة الصحية". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

المصري اليوم

2024-02-13

مازالت إسرائيل مستمرة فى حربها على قطاع غزة.. أكثر من ٢٨ ألف شهيد فلسطينى حتى الآن.. أربعة أشهر من القتل والتدمير والإبادة الجماعية تمارسها سلطات الاحتلال ولا رادع، وتستمر الكتب التى تتحدث عن هذه الحركة الصهيونية التى جاءت لتنشر فى الأرض الفساد.. منها كتاب «الصهيونية.. الغرب والمقدس والسياسة» للمؤلف عبدالكريم الحسنى، الذى يتحدث عن الصراع بين العرب واليهود، فيقول: لقد نشأ النزاع بين العرب واليهود بسبب الصدام التاريخى بين الحركتين القوميتين اللتين تأصلت جذور الكره بين أتباعهما، منذ أن ارتبط أغنياء يهود أوروبا بالمشاريع الإمبريالية الرأسمالية للحركة الصهيونية بما توفر لها من روافد الدعم من الحضارة الغربية، حيث الفكر العلمانى الذى أدى إلى إنشاء الدولة القومية فى أوروبا، والتفسير البروتستانتى الحرفى للعهد القديم، الذى وجدته الصهيونية كرافد آخر يضمن تحالف قطاع كبير من المسيحية مع فكرة الوطن القومى لليهود، حتى قبل وجود الحركة الصهيونية نفسها رسميًا على المسرح الأوروبى، فاتفق جميع هؤلاء على ترحيل اليهود إلى فلسطين، وصار الهدف إخراج اليهود المكروهين من أوروبا وجعل فلسطين وطنًا قوميًا لهم. من ناحية أخرى، كانت هناك حركة القومية العربية التى تضرب فى عمق منطقة تلونت بالتراث العربى الإسلامى على مدى أكثر من ألف وخمسمائة عام، خضعت فيها فلسطين وغيرها للحكم الإسلامى، كما أن سكانها من العرب الكنعانيين وغيرهم كانوا دائما موجودين فيها قبل قدوم العبرانيين من بلاد الرافدين وقبل وصول قوم موسى من مصر. الصهيونية من طرف كانت تسعى لإقامة دولة لليهود لكى يستطيعوا- لأول مرة- أن يقرروا مصيرهم منذ ما يزيد على ألفى عام، فاستغلت مصالح الغرب الاستعمارى الذى كان يسعى إلى زيادة نفوذه واندفعت غير عابئة بما قد يحدث لسكان فلسطين من العرب بعد أن انهارت دولتهم الإسلامية بانتهاء دولة بنى العباس على يد الأتراك العثمانيين، ثم ضعف الخلافة العثمانية، ثم زوالها على يد الغرب الاستعمارى الذى وجد من الصهيونية حقيقة طبيعية بسبب التقاء المصالح وضمان التبعية الصهيونية. لهذا تشجع الصهاينة وكونوا دولتهم وفقا للنموذج الأوروبى، وبه ضمنوا المساندة الغربية الدائمة على حساب العرب. لا شك أن إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين وطرد أهلها عام ١٩٤٨م يعتبر صدمة قوية زلزلت الوجود العربى، وأصابت الثقافة العربية القومية بصدمة عنيفة، لم تفق منها حتى الآن، وسيبقى بلا مبالغة زلزال إنشاء إسرائيل يهاتف كل الأجبال العربية والإسلامية مهما تباعدت مواقف الأنظمة والزعماء، ومهما دامت محاولة تجاهل ما حدث فى فلسطين من قبل البعض. سواء عن عمد أو بتفضيل المصالح الشخصية والإقليمية على المصالح القومية والدينية. إن اغتصاب فلسطين صراع يكون العرب فيه أو لا يكونون، إنها قضية أمة مهما ساءت العلاقات بين الأنظمة العربية، وستظل فلسطين قضية العرب المركزية الأولى، بل وستبقى قضية المسلمين بطريقة أو بأخرى حتى قيام الساعة، فإن سقطت بعد الأمانى أو الأحلام فى زمن من الأزمان، ستظل القدس عاصمة فلسطين وعاصمة المسلمين، وعاصمة السماء. إن الصراع العربى- الصهيونى سيظل وسيبقى صراعا حتى وإن قال عنه البعض إنه قد تراجع إلى أن أضحى صراعا فلسطينيا إسرائيليا أو راح يسقط إلى درك أسفل لكى يصبح صراعا فلسطينيا- فلسطينيا بسبب سوء إدارة الأنظمة العربية لهذا الصراع، هذا بسبب خلافات هذه الأنظمة، بالإضافة إلى تفضيلها الحصول على الأمان بالانصياع إلى سماع نصائح الدول الأجنبية، التى تعتمد عليها هذه الأنظمة لاستمرار وجودها، فمهما وصلت التسميات أو تسرب بعض اليأس لأسباب كثيرة لحظية أو لمدة طويلة، فإن الصراع العربى- الصهيونى باق جمرا متوهجا وإن غطته طبقة ناعمة من الرماد الخفيف، وسيظل بركانا غاضبا على استعداد أن يثور ويقذف الحمم فى أى زمن قادم، وقد رأينا أن النار لم تخمد منذ أن صار لليهود دولة فى فلسطين. إنه مما لا شك فيه أن أساس قضية الصراع العربى- الإسرائيلى هو وجود المشكلة اليهودية التى فرضت نفسها فى أوروبا فى القرن السابع عشر والثامن عشر، وما حدث فى النصف الأول من القرن العشرين المشكلة اليهودية فى أوروبا كانت الأسباب دينية وعرقية وطائفية واقتصادية، وإن كان تدخل الاقتصاد والتطلع إلى النفوذ فيها بغرض الاستثمار هو ديدن الانتهازية الرأسمالية التى تبحث دائما عن الربح، والتى أجاد اقتصاديا فيها بكفاءة متميزة أغنياء يهود أوروبا، ولما تفاقمت المشكلة كما ستتضح أكثر فى أعماق الصفحات التالية بطرق مختلفة، فإنها أصبحت تقتضى حلا. ويضيف الكاتب: المشكلة اليهودية فى أساسها نبعت بسبب الهجرة اليهودية من الشرق من روسيا وغيرها إلى أوروبا الغربية، وبسبب بروز التناقضات بين الجاليات اليهودية وبين الناس فى المجتمعات الأوروبية التى أصبح يعيش فيها المهاجرون اليهود، مما أدى إلى تعرض الجاليات اليهودية فى دول، مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها، إلى عملية اضطهاد منظم، وهكذا وقع اليهود فى الشرق وفى الغرب بين نارين نار المذابح التى كانت تتم لهم فى روسيا وفى بولندا وغيرهما، ونار الاضطهاد العنصرى فى دول أوروبا الغربية، من هنا نشأت المشكلة اليهودية، وارتبطت فى القرن التاسع عشر بمشكلة أخرى اسمها المسألة الشرقية، حيث إن المسألة الشرقية كانت تطلق على دولة الخلافة العثمانية التى كانت فى ذلك الحين تسمى رجل أوروبا المريض، المسألة الشرقية بالنسبة للغرب الاستعمارى كان المقصود منها كيف يمكن تقسيم تركة دولة الخلافة العثمانية، لأن رجل أوروبا المريض (تركيا) حتما سيموت لهذا تصدرت المشكلة اليهودية مع المسألة الشرقية اهتمام الدول العظمى فى ذلك الزمان. وأما المشكلة اليهودية بالتحديد، فقد كانت بسبب نفوذ دهاقنة الصهاينة، وأغنياء اليهود الأوروبيين وأحبارهم وحاخاماتهم وما روج لها، فقد راحت تدغدغ أذهان هؤلاء اليهود الأساطير القديمة والروايات الدينية وعبارات وردت فى بعض الكتب المقدسة، تلك التى راحت تطرح تساؤلات وأفكارًا بأن هؤلاء اليهود التعساء لهم مكان، ولابد أن يحصلوا على الأمان فيه، فى البداية لم يهتم أحد لمثل هذه الأحلام والتمنيات من زعماء الحكومات الأوروبية إلى أن جاءت الثورة الفرنسية بشعاراتها الإنسانية وبما قالت عن حقوق الإنسان، وحين ذلك تنفس يهود أوروبا الصعداء. استغل زعماء اليهود الوضع الجديد فى أوروبا، وتوجهوا إلى بريطانيا، يعرضون المشكلة اليهودية من وجهة نظر المصالح البريطانية حتى تم لهم ما أرادوا وحصلوا على وعد بلفور بإقامة وطن قومى لهم فى فلسطين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2019-01-29

نشرت مؤسسة الفكر العربى مقالا للباحث العراقى «عبدالله إبراهيم» حول مكتبة «آشوربانيبال» التى تعتبر أول أرشيفٍ معروفٍ فى التاريخ، واستطاعت الحفاظ على الموروث الثقافى والتاريخى والدينى لبلاد الرافدين من شمالها إلى جنوبها. اتفقت كثيرٌ من المصادر الآثارية على أن المكتبات كانت ابتكارا من ابتكارات بلاد الرافدين، فأول من جمع النصوص ونظمها هُم السومريون فى نحو 2500 ق.م؛ وبحلول عصر آشوربانيبال، فى القرن السابع قبل الميلاد، صار بالإمكان العثور على المحفوظات فى أماكن كثيرة متعددة، وكان الكَهنة يستشيرون النصوص الدينية، وكانت القصور تحتفظ بالحوليات، والمُراسلات، والمُعاهدات، ولم يكُن الاحتفاظ بهذه السجلات حكرا على القصور والمعابد، بل كانت عائلات التجار تحتفظ بسجلاتٍ عن العقود والمُراسلات التجارية، كما كان الأفراد يجمعون مكتبات صغيرة مكونة من نصوصٍ دينية وأدبية من أجل الفائدة والمُتعة الشخصية.لكن آشوربانيبال ذهب إلى أبعد من هذا، فكانت مجموعته من الرُقم الطينية والصخرية هى الأرشيف المحفوظ فى القصر الذى ورثه عن أبيه وجده، غير أنه، بفعل اهتمامه الثقافى والدينى، أضاف إليه كثيرا، وزاد فى إثرائه، وحين تولى الحُكم بنى له قصرا خاصا به، شمال قصر أبيه، ضم إليه غرفة كبيرة جعل منها مكتبة للقصر، وأودع فيها ما تحدر إليه من العهود السابقة، ومن ذلك «مَلحَمة كلكامش»، كما أصبح معبد نبو، إله الكتابة، ثالث المخازن الكبرى فى أرشيفه؛ حيث شكل مع المخزنين الآخرين مجموعة آشوربانيبال الكبرى التى كانت تنمو باستمرار طوال حكمه الذى استمر زهاء أربعة عقود، ولم تكن مكتبته أكبر مكتبة ابتُكرت، فحسب، بل أشملها أيضا؛ إذ استوعبت نصوصا مهمة من كل أنحاء إمبراطوريته، وأفضلها تنظيما حيث كانت الألواح تُنسخ بصيَغٍ قياسية ثابتة، ثم تُرقَم بعناية وتُعنْوَن وتُصنَف. وكانت تُبذل جهودٌ عظيمة لضَمان دقة النصوص الأقدم. ويعود الفضل فى معرفتنا لأدب بلاد الرافدين اليوم إلى مُقتنيات آشوربانيبال بالدرجة الأولى، كما انتهى ديفيد دامروش إلى ذلك فى كِتابه «كِتابٌ بين الرُكام».«آشوربانيبال» أول مَكتبة عامة فى التاريخ حتى يثبت العكسجرى الاتفاق على أن مكتبة «آشوربانيبال» هى أول مَكتبة عامة معروفة فى التاريخ، فتكون هى الأرشيف الأول المعروف فى التاريخ البشرى إلى أن يثبت عكس ذلك. وينبغى الأخذ فى الحسبان تداخُل وظيفتَى المكتبة والأرشيف فى أول الأمر قبل أن ينفصلا عن بعضهما، وتبقى المَكتبة، فى وظيفتها العامة، جزءا من الأرشيف العام الذى يؤدى وظيفةَ حفْظ المأثورات الشفوية والكتابية، مهما كانت أشكالها، وحمايتها فى أماكن خاصة، والإفادة منها. وبذلك يجوز اعتبار مكتبة آشوربانيبال أول أرشيفٍ معروفٍ فى التاريخ. من الصحيح أن هنالك مكتبات شخصية قبل ذلك؛ لكن هذه المكتبة هى الأولى التى جرى تحديد وظيفتها العامة، المتمثِلة فى الحفاظ على الموروث الثقافى والتاريخى والدينى لبلاد الرافدين من شمالها إلى جنوبها، بما فى ذلك ثبْت الملوك القدامى فى المنطقة، وقد خُصِص للقيام بذلك عددٌ وافرٌ من النساخ والكتاب الذين تولوا تدوين ذلك كله فى مئات آلاف الألواح الطينية المشوية بالنار، وفيها حُفِظ التراث السومرى والبابلى والآشورى. وإذا كان الأرشيف الحديث هو المكان الخاص بحفظ السِجلات والوثائق، فسيكون الوسيط بين الثقافات حينما يُدرج نفسه فى تيار الإرسال والاستقبال العابِر للغات. وقد خلص «ألبرتو مانغويل» فى كِتابه «المكتبة فى الليل» إلى أن أشوربانيبال كان «مُدرِكا تماما للرابطة بين الحاكِم والكلمة المكتوبة». فقد عُثر على لَوح يحمل تعريفا به بوصفه «مَلك العالَم»، وقد وَهبته الآلهة نفاذ البصيرة، ومنحه نبو، إله الكتابة، الحِكمة، فكتبها على الألواح، وجَمَعها، ورتَبها متدرجة، من أجل أن يسهِل له قراءتها، واحتفظ بها فى قصر. وبعمله العظيم، وفَر آشوربانيبال فرصة نادرة لمَن جاء بعده فى معرفة تاريخ بلاد الرافدين، وبذلك جرى ربط وظيفة الأرشيف بالهوية.أى خطر يتهدَد الأرشيف بعد؟وإذا كان «الأرشيف» فى التاريخ القديم يتألف من خزانة لإيداع الرُقم الطينية، والنقوش الحجرية، وأوراق البردى، والجلود المدبوغة، فقد تطور، فى العصر الحديث، وآل الحال به إلى مجموعة مبانٍ غايتها حفْظ ملايين الوثائق بأشكالها الكتابية والصورية، وانتهى الأمر بأقراصٍ صلبة كبيرة الحجم حفظت الصور الرقمية للوثائق، وصار أمر تداولها عبر الشبكة العالمية مُتاحا للباحثين والمتخصصين، وربما لعامة المُتصفحين. وفيما كان الأرشيف يعانى من مشكلات الحفظ والاطلاع، وتعذُر العثور على الوثائق المطمورة فيه، أمسى، بالفهارس الإلكترونية، والتبويب الحديث، سهل المنال، وربما يكون الأرشيف، بطرائق الحفْظ المُحكَمة، أصبح فى منأى عن التآكل، والتَلف، والضياع، وهى من الآفات التى تسبَبت بأضرارٍ بالِغة فى كثيرٍ من الأرشيفات عبر التاريخ، فضلا عن الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات، أو الأعمال المقصودة كالحروب والغزوات، وما يتبعها من تدميرٍ أو نهب. فذلك كله أصبح من تركة الماضى، فقد بلغ الأرشيف منطقة الأمان نتيجة تطور وسائل الحفظ والتصوير والاستنساخ، وبإدراجه فى شبكة الإنترنت، وحفْظه فى أقراصٍ صلبة، وإيداعه فى أماكن حصينة، أضحى فى مأمنٍ من صروف الدهر العفوية أو المدبَرة. لكن ما يتهدد الأرشيف فى المستقبل هو غير ما كان يهدده فى الماضى؛ فتوسُع المادة الأرشيفية، وتداخُلها، وعدم الإفادة منها فى تغذية الذاكرة، وصَون الهوية الجماعية، فى ظل العَوْلَمة، أصبح من الأخطار التى تهدِد وظيفة الأرشيف. فلا خوف على الأرشيف نفسه، ولكن المَخاطر تُحدق بوظيفته العامة فى صَوغ الوعى الجَمعى بالهوية. وبتوافر وسائل الاتصال، وتطورها، أصبحت محتويات الأرشيف ميسورة للجميع، لكن التحيزات الثقافية التى بشرت بها العَولَمة خدشتْ صلة الإنسان بالماضى باصطناعها أنموذجا ثقافيا ما عاد يأبه بمأثورات الماضى، ولا يقدِر مخزون الذاكرة الجماعية، وأمسى التفكير فى أرشيفٍ يُديم التواصل بين الثقافات، مع مراعاته للخصوصيات، والتنوعات، أمرا ضروريا. فغاية العَولَمة هى تخطى تركة الماضى بافتعال ذاكرة لا أعماق لها، وبذلك سيحل الابتذال والنفعية محل الجدية والفائدة، وقد يعمل الأرشيف الجامع على إنصاف الثقافات الطرفية، ويضفى عليها التقدير والعناية، ويؤدى وظيفة تعميق وعى الشعوب بهوياتها بدل أن تتعرض للمحو من النماذج الثقافية الاستهلاكية الجاهزة؛ وذلك هو «الأرشيف الكَونى».من الضرورى ربط دلالة الأرشيف بوظيفته الحقيقية، وهى الحفاظ على الذاكرة الجماعية وتزويدها بما تحتاج إليه، وبغير ذلك يصبح الأرشيف عبئا لا فائدة منه. وبذلك يؤسِس الأرشيف وعيا أصيلا لدى الشعوب ببدايات الأفكار والظواهر، وبتطوراتها عبر الزَمن. وعلى هذا، فقد ذهب «دريدا» فى كِتابه «حمى الأرشيف الفرويدى» إلى أن كلمة أرشيف تحيل على معنى البدء، ولها صلة بمبدأ الأشياء، ويكون البدء مرتبطا إما على وفق الطبيعة أو على وفق التاريخ، وبذلك فهو يشير للأصل، ويحيل الجذر اليونانى لكلمة (أرخيونعلى) البيت المعلوم، أو المَسكن المعروف، وما لبث أن تطور المفهوم فصار يحيل على السجلات الرسمية.يتولى الأرشيف، والحال هذه، مهمات كثيرة يُمكن تقسيمها على نوعَين من الوظائف: وظائف فردية يتولاها الباحثون لفائدة البحوث، ووظائف عامة تتصل بحاجة المؤسسات إلى الوثائق فى رسم سياساتها. وللأرشيف، كما سلف القول، تاريخٌ عريق فى ثقافة الشعوب قاطبة، وهو بمعنى من المعانى يمثِل الذاكرة القومية لأى شعب من الشعوب، ويُمكن تقسيم الأرشيفات إلى أرشيفات محلية، وإقليمية، وقارية، وكونية، وتتوافر حاليا مؤسسات وسيطة لترحيل الوثائق من أرشيفٍ إلى آخر، ولعلها تنتهى بـ«أرشيفٍ كَونى» يجمع الأرشيفات كلها، ويستخلص ما فيها من وثائق مهمة لها صلة بتواريخ الشعوب، وتجارب الأُمم، والأحداث الفاصِلة فى التاريخ الإنسانى بوجوهه السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والثقافية والبيئية والعلمية. ومن المهم مُراعاة أمر هذه الخزانة الافتراضية الشاملة للمستندات العالمية، وإتاحة تداول محتواها للمُستفيدين منها الآن أو فى المستقبل.ويختتم الباحث حديثه قائلا إن الأرشيف ظل مستودعا للوثائق بأشكالها المُختلفة: الحجرية، الطينية، والجلدية، والورقية، والبصرية، والسمعية، والرقمية، لكن ينبغى اقتراح وظيفة أخرى للأرشيف، وهى أن يكون مُصدِرا للمَعرفة العامة، وصائنا للهويات الجماعية، ومُحافظا عليها من النسيان؛ يتحقق ذلك بإدراج محتوى الأرشيف فى تيار المعرفة الإنسانية، وتسهيل الانتفاع به فى سائر أرجاء العالَم، وقد تصبح دار الوثائق محطة إرسال للمَعرفة تبعث بما فيها إلى كل مكان، فذلك يعمِق معرفة العالَم بنفسه حينما يُعيد الاعتبار للمأثورات المنسيَة، والوثائق المَطمورة، بوضْعها تحت النَظر، وتسهيل أمر ترجمتها لكلِ مَن يحتاج إليها. النص الأصلى ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2015-03-08

«الجدران المتينة قد تهاوت، والناس ينوحون. وعند البوابات العالية وفى الطرقات، تكدست الجثث»، ما جاء قديما فى مرثية تخريب مدينة أور، عاصمة السومريين، ينطبق اليوم على زميلتها الآشورية حيث الضفة الشرقية لنهر دجلة شمالى العراق، إذ فجر أخيرا أعضاء داعش أسوار نينوى التى تمتد لأكثر من 12 كيلومترا وبها 6 بوابات وأبراج دفاعية يرجع تاريخها إلى العصر الآشورى الأخير، بين العامين 911 و612 قبل الميلاد. و من بعدها كان تدمير مدينة "نمرود"، الآشورية أيضا، بالمحافظة نفسها. القلب يعزف ترنيمة حزينة على ناى القصب، كما فى مناحات بلاد الرافدين التى لا تفارق سكان المنطقة، يرددونها فى البيوت على أنها طور من أطوار الغناء، فقد كتب عليهم أن يبكوا مدنهم المدمرة، بل تعد مناحات المدن واحدة من أقدم نصوص الرثاء التى وصلت إلينا وجزءا مهما من الأدب السومرى والأكدى. تصف هذه البكائيات ما حل بالمدينة من تدمير وكيف هجرها الناس والإله، فهو غاضب منها واتخذ قرارا بتدميرها: «ملك الديار، هجر اصطبله، وحظيرته قد أُسلمت للريح (...) سعيت إلى شعبى كما البقرة على عجلها فلم أستطع نشله من الطين، لأن الحزن والأسى قد قدرا على مدينتى. حتى لو نشرت جناحى وطرت إليها مثل طائر، فإن أور ستدمر فوق أساساتها، أور ستفنى فى مكانها». لا نعلم من نظم هذه المرثية فى 435 سطرا خلال النصف الأول من الألف الثانى قبل الميلاد، لكى يصف الهجوم الذى شنه العيلاميون الإيرانيون وقبائل السوبارتو البدوية على مدينة أور، ولا نعلم من نظم مناحات المدن الأخرى، لكن هناك دائما أبدا أوجه للتشابه، كأن التاريخ يكرر نفسه دون أن نتعلم من التجارب السابقة.. ولا يزال الشعب يقضى يومه فى النواح والنحيب. ••• ينتفض العالم لكل ضربة فأس تذبح تمثالا تعتبره جماعة داعش ضمن أصنام وأوثان القوم السابقين، لرؤية مخطوطات مكتبة الموصل وهى تحترق، ومن قبلها كان سوق حلب ومسجدها الكبير وكنائس وأضرحة فى مصر وتونس وليبيا أو لتخريب آثار تومبكتو، مدينة الأولياء الصالحين بمالى، أو عندما دمر طالبان تمثالى بوذا فى أفغانستان عام 2001، ومن بعدها بعامين حين نهب متحف بغداد وأقامت القوات الأمريكية قاعدة جوية على أنقاض منطقة أور الأثرية.. ثم بعد أسابيع تطوى هذه الصفحات السوداء، وكأنها لم تكن. يتم فرض وضع جديد، بعد فترات من التداخل والإرباك المتعمد. ندلف إلى زمن الأديان بلا ثقافة ولا تاريخ، فهى حرب على كل المستويات، والأخطر فيها هو تلك الرغبة المحمومة فى إبادة ذاكرة المنطقة، مثلما حدث من قبل مع الفلسطينيين.. خطوة نحو إزالة الهوية الأصلية للبلد حتى لا يتم تناقل هذا الإرث الحضارى عبر الأجيال. ومهما بذلنا من مجهود للحفاظ على الذاكرة، لا يتساوى أبدا من تربى فى كنف المعبدولمس أحجاره وعاش بين مدقات القصور القديمة، ومن سمع عنها أو قرأ أساطيرها فى الكتب فقط.. التأثير هنا ودرجة التشبع يختلفان إلى حد بعيد، فليس من سمع كمن رأى وحس ولمس واشتم الرائحة حتى تسربت إلى مسامه وصارت جزءا لا يتجزأ من شخصيته. فى هذه الحالة الأخيرة يظهر التراكم الحضارى، يصبح مواطنو هذا البلد غير قابلين للتشكيل السهل، لأن تركيبتهم أعقد بكثير، وهو ما حدث فى مصر على سبيل المثال حين حاول البعض تغيير ثقافة المجتمع بشكل مباغت وسريع. كان الرد: صعب أن تمر جرافة التاريخ من هنا، وصعب أن تفصل بين الشعوب وماضيها. كان الرد: سنكون دروعا بشرية لحماية الأضرحة بأرواحنا، فهى ليست مجرد عمارة بل وعاء للذاكرة، قد نتعبد بدونها، لكن لا نستطيع التذكر بدونها، فالمعمارى حين يصمم مبنى فهو يترك بصمته الخاصة وبصمة العصر الذى عايشه وذاكرته. ••• ذلك هو الجسر الذى يرغب الداعشيون وأمثالهم فى تحطيمه لينشأ جيل لا يعرف سوى تعاليم البرابرة والمرتزقة وسلوك الغوغاء وفرقة السياسة، جيل لا تلمح فى عينيه الزهو حين يزور متاحف العالم فيجد قطعا أثرية من بلاده وقد ملأت خزانات العرض، جيل لم يشعر برمزية البوابات والأسوار الضخمة كالتى هدمت فى نينوى، وارتباطها بقومية الدولة واستمرار الأمة، فالعمارة الصروحية ما هى إلا إحدى تجليات هذه الروح القومية على الأرض، ومن هنا كانت أقواس النصر وأسوار المدن التى تفكك وتفجر يوما بعد يوم، فى عصر لا ينفع فيه سوى البكاء. يتم تحطيم ما كبر حجمه أمام الكاميرات للدعاية والترهيب، وحمل وبيع ما خف وزنه وغلا ثمنه. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2016-07-03

بدا لى الدبلوماسى المخضرم، أحمد أبوالغيط، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، صباح أمس وهو يدخل ردهات الأمانة العامة بخطواته الواثقة، كربان قديم متمرس، يقدم على قيادة سفينة يعلم أن الرياح العاتية تحاصرها من كل اتجاه، وأن قراصنة أشداء لن يدخروا وسعا أو جهدا للتضييق عليها وعرقلة حركتها فى بحر متلاطم من المشكلات، فضلا عن أن الموجودين على متنها (الشعوب العربية) قد فقدوا الثقة فيها، وفى قدرتها على النجاة بهم من كل هذه الأخطار المحدقة بهم؛ بالنظر لتجاربهم السابقة معها. بدأ أبوالغيط أمس ممارسة مهام منصبه الجديد، فى توقيت بالغ الصعوبة والدقة، ذلك أن أعمدة النار تحاصر الفضاء العربى – تقريبا – من كل اتجاهاته الاستراتيجية الرئيسية؛ فالمطل على الخريطة العربية سيجد الدخان يتصاعد من شمالها الشرقى، حيث تقع سوريا، التى أصبحت معرضة لخطر التقسيم، فى ظل أطماع إقليمية تركية وإيرانية فى موقعها الاستراتيجى، ناهيك عن أنها باتت حلبة مصارعة لاستعراض النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا، التى تعمل بقوة على تثبيت أقدامها شرق المتوسط. إذا نظرت إلى الجوار السورى، حيث الحدود الشرقية للعالم العربى ستجد العراق، الذى أضحى يجاهد للاحتفاظ بهويته العربية التى أصبحت مهددة بفعل التأثير الإيرانى الفارسى الحصرى فى شئونه الداخلية، وفى ظل محاولات تركية للحيلولة دون عودة ذلك البلد العربى المهم لسابق قوته، وسط غيبة عربية ملموسة عن التأثير فى بلاد الرافدين. وإذا انعطف بصرك غربا ستجد ليبيا التى باتت معرضة للتقسيم أكثر من أى وقت مضى؛ فالمطل على الأوضاع الداخلية لهذا البلد العربى مترامى الأطراف، سيجد صعوبات كثيرة فى إمكانية الوصول إلى حكومة مركزية قوية بإمكانها السيطرة على نحو 1.8 مليون كيلومتر مربع خالية إلا من نحو 7 ملايين نسمة!. كل ذلك بخلاف القضية الفلسطينية التى تراجع حجم الاهتمام بها بمعدلات غير مسبوقة منذ النكبة سنة ١٩٤٨م؛ بسبب تراجع القدرة العربية. الرابط الجامع بين المآسى العربية فى سوريا والعراق وليبيا هو توحش تنظيم «داعش» الإرهابى الذى يحتفظ بنقاط ارتكاز استراتيجية وحاكمة فى البلدان الثلاث، وهو الخطر الذى يرى الأمين العام، أحمد أبوالغيط – فى حوارات ممتدة لى معه بعد انتخابه أمينا عاما للجامعة العربية فى مارس الماضى ــ أنه «الخطر الأول الذى يجب أن يتم حشد القوى العربية للخلاص منه»، وهو توصيف دقيق جدا من الناحية الاستراتيجية؛ فلا معنى لمحاولة محاصرة أعمدة النار المشتعلة فى هذه البقاع العربية الثلاث من دون القضاء على هذا التنظيم الوحشى، الذى «لن يسمح وجوده ــ ناهيك عن فاعليته ــ لا باستقرار ولا بإعادة إعمار ولا بإعادة بناء عملية سياسية تضم جميع أطياف ومكونات كل بلد من هذه البلدان، توطئة لانطلاقه نحو المستقبل». ورغم كل هذه الرياح المعاكسة والشريرة التى تواجه السفينة العربية فى آن واحد، إلا أن الربان أبوالغيط يصر على النجاح، ورهانه فى ذلك، سنوات خبرته الممتدة فى دهاليز الدبلوماسية العربية والدولية، ويقينه بأن الرغبة فى التضامن العربى لم تمت بالكلية، وفى هذا الصدد فهو يراهن فى إعادة الروح للعمل العربى المشترك، على مجموعة من الدول يسميها «ائتلاف القوى العربية التى لديها الرغبة والقدرة على فتح طريق التضامن»، والتى تضم: مصر والامارات والسعودية والجزائر والمغرب والأردن، والتى يرى أنه بإمكان هذه الدول أن تكون بمثابة القاطرة التى تسحب – وربما تشجع – بقية الدول العربية على تحقيق التضامن العربى المنشود، الذى يشدد أبوالغيط على أن الطريق الوحيد لتحقيقه «تقديم مصالح الوطن العليا على أية مصالح آنية ضيقة». وفى الختام نقول للأمين العام الجديد: الظروف التى يمر بها العالم العربى تفرض عليك الاستفادة بالصلاحيات التى منحها لك ميثاق الجامعة بأعلى سقف ممكن، ولعلى أتجاسر عندما أطالبك – كمواطن عربى – بأن تتجاوز هذا السقف، بالمبادرة واقتحام المشكلات التى ترى أن منسوب التوافق عليها سيكون محدودا، فلا تنظر – أو تتوقف ــ أمام حسابات ضيقة لحاكم عربى هنا أو هناك.. بل اضبط بوصلتك فى اتجاه مصلحة العالم العربى كله من محيطه إلى خليجه، فى هذه اللحظات العصيبة من عمر هذه الأمة. kaboubakr@shorouknews.com ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2021-07-04

نكأت وفاة وزير الدفاع الأمريكى الأسبق «دونالد رامسفيلد» الجراح الدفينة والماثلة فى المأساة العراقية المعاصرة.كان هو الرجل الذى قاد الحرب على ذلك البلد العربى الجوهرى، التى أفضت تداعياتها إلى تراجع الموازين السياسية والاستراتيجية للعالم العربى بصورة فادحة ومأساوية.غزو العراق استبقته مغامرة عسكرية أخرى فى أفغانستان.بتكوينه الفكرى والسياسى، فهو من أبرز صقور «المحافظين الجدد» فى إدارة «جورج دبليو بوش»، الذين أطلق عليهم فى الولايات المتحدة نفسها «أمراء الظلام» ــ محرض على الحرب بغير حق وداع لها بغير حد.لم يكن غزو العراق عملا تحريريا، أو ديمقراطيا، كما قيل وتردد بالخداع والتدليس على نطاق واسع وقتها، بل كان تدميرا ممنهجا لدولة عربية كادت تخرج من زمرة دول العالم الثالث، دمرت بنيته التحتية، استهدفت مقومات وحدته الداخلية، نهبت المتاحف وامتدت يد التخريب إلى المستشفيات والمدارس والجامعات والجسور والمبانى الحكومية، الدولة كلها والذاكرة الوطنية نفسها وجرى العبث بتركيبته السكانية لإثارة فتن وأحقاد مذهبية وعرقية طلبا لتقسيمه.الأخطر من ذلك كله تفكيك جيشه.استهدف العراق فى دوره ووجوده، وكان «صدام حسين» بؤرة الاستهداف.ثبت بيقين أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل، وأن التقارير الاستخباراتية التى تردد فحواها فى مجلس العموم البريطانى والكونجرس الأمريكى كانت كاذبة واستخدمت لخداع الرأى العام.وثبت بيقين أنه لم تكن هناك أدنى صلة لنظام «صدام» بتنظيم «القاعدة»، بل إن التنظيم وجد طريقه لبلاد الرافدين بعد احتلالها.أسوأ ما جرى أن نظما عربية عديدة كانت طرفا مباشرا فى الاستعدادات العسكرية اللوجيستية لغزو العراق، وشاركت بالتحريض عليه حسب شهادات متواترة وموثوقة.القضية لم تكن «صدام حسين»، بقدر ما كان العراق نفسه.هذا ما كان يدركه ويلم بحقائقه «رامسفيلد».لا راجع نفسه ولا اعترف بخطيئته فى حق مئات ألوف الضحايا.ولا تعرض للمساءلة كمجرم حرب.أفلت بجرائمه مثل كل «أمراء الظلام» فى إدارة «بوش»، الذين شاركوه الجرائم نفسها.فى بحور الدم سقطت الأقنعة وادعاءات الديمقراطية التى وعدوا بها.تبددت أوهام شاعت قبل الحرب أن الشعب العراقى سوف يقابل غزاته بأكاليل الغار.يوما بعد آخر بدأت تتكشف فظائع ما يجرى فى سجون الاحتلال.كانت الصدمة مروعة بقدر ما كشفته الصور من انتهاكات صارخة تضمنت قتلا تحت التعذيب واعتداء جنسيا فى سجن «أبو غريب»، حتى إن جنديا أمريكيا صرخ: «لقد كرهت نفسى»!لعب الكاتب الصحفى الاستقصائى «سيمور هيرش» دورا رئيسيا فى كشف الفظائع والانتهاكات، التى قوضت ادعاءات إدارة «جورج دبليو بوش» عن الديمقراطية التى يبنيها الاحتلال.اعتداءات مماثلة جرت فى معتقل «كروبر» قرب مطار بغداد الدولى لم يجر الالتفات إليها على أية وسيلة إعلامية دولية حيث كان يعتقل الرئيس العراقى «صدام حسين» مع مائة من كبار معاونيه.فى وثيقة خطية من (14) صفحة كتبها نائبه «طه ياسين رمضان» من داخل المعتقل، نشرت نصها مطلع أكتوبر (2005) على صفحات جريدة «العربى»، تبدى قدر الانتهاكات التى جرت بحق أركان النظام السابق، دون أن يثير ذلك حفيظة أحد.فى الوثيقة إشارات لاعتداءات جسدية على الرئيس العراقى فور مغادرة قاعة المحكمة، بعدما رفض خلال جلستها تعريف هويته.قد يقال إنه ارتكب انتهاكات مماثلة، ربما أبشع، لتسويغ الاعتداء بالضرب والتعذيب عليه.كان ذلك ادعاء متهافتا يسقط أية فروق إنسانية مدعاة، وأية شرعية منتحلة لقوات الاحتلال.لا يجوز ولا يصح بأية ذريعة تسويغ التعذيب.هذه قاعدة بديهية بكل حساب إنسانى وقانونى.جرى ضرب الرئيس العراقى ورفافه، وإجباره معهم على الزحف أرضا لمسافات طويلة، أو الجلوس شبه عراة إلا من دشداشة على الرأس لساعات طويلة.عندما نقلوا إلى المحاكمة قيدت أياديهم وعصبت العيون، وسحبوا كقطعان غنم.هكذا بالحرف كتب نائبه «طه ياسين رمضان».من زاوية إنسانية فالقصة أقرب إلى تراجيديا إغريقية مضى فيها «صدام حسين» إلى النهاية التى اقتربت زحفا على أرض متربة فى معتقل أمريكى.ومن زاوية سياسية فإنها أقرب إلى تراجيديا إغريقية أخرى مضت فيها الأمة العربية زحفا إلى تهميش أدوارها ومصالحها وحقوقها.أسوأ ما حدث أثناء محاكمة الرئيس السابق حجم المساومات بالضغوط التى مورست من محققين أمريكيين وعراقيين، أحيانا بشكل مشترك، على معاونى «صدام حسين» للشهادة ضده مقابل التحول من متهمين إلى شهود.أيا ما كان رأيك، أو موقفك من ذلك النظام، إلا أنه يحسب لرجاله ما أبدوه من ثبات ورباطة جأش فى المحاكمات وعدم استعداد للخيانة أيا كانت الإغواءات.على التوالى أُعدم الرجلان، «صدام حسين» و«طه ياسين رمضان»، ولقى آخرون مصائر مماثلة، أو أودعوا سجنا طويلا توفوا فيه. بدت مشاهد إعدام الرئيس العراقى فى (30) ديسمبر (2006) صادمة للرأى العام العربى بصورة تجاوزت حسابات جلاديه، وألقت بظلالها على حسابات القوى الدولية والإقليمية ومراكز النفوذ فى العراق داخلة فى صراعاتها على مصائر بلد عربى مركزى أخذ يتفكك وتعصف به حمامات الدم والحروب الطائفية.عند لحظة النهاية بدا «صدام حسين» شامخا، أجبر خصومه على احترامه واكتسب شعبية لم تتوافر له طوال خمسة وثلاثين عاما حكم فيها العراق.عند لحظة نهاية أخرى لم يلق «رامسفيلد» بعد أن مات على سريره وسط عائلته نظرة احترام لدوره أو تاريخه، بدا مدانا أدبيا على الأقل بنظر بلده نفسها. يقال عادة.. «ويل للمهزوم».وقد تجرع العراق مرارة الهزيمة واستغرقته احتراباته الطائفية وسيناريوهات تقسيمه وتوحش جماعات العنف والإرهاب فى جنباته، لكن الهزيمة شملت بالوقت نفسه العالم العربى كله.بسقوط العراق تقوضت الجغرافيا السياسية فى المشرق العربى وتغيرت حسابات وموازين القوى الإقليمية فالتاريخ لا يعرف فراغ القوة.كان احتلاله نقطة تحول مفصلية استدعت مشروعات الشرق الأوسط الجديد وسيناريوهات التقسيم.المفارقة الكبرى فى القصة كلها أن «رامسفيلد» طال عمره حتى يرى بعينيه الهزيمة الاستراتيجية التى لحقت ببلاده فى أفغانستان والعراق حتى بات من أولويات الإدارة الحالية الانسحاب منهما بأقل خسائر ممكنة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

سكاي نيوز

2023-11-28

فبلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين، بلاد اجبرتها التغيرات البيئية القاسية على هجرة مسمياتها، حتى باتت تعرف بأرض المهاجر البيئي تسمية تعكس حجم الآثار الكارثية التي تسببها التغيرات المناخية على العراق. ويفسر عدي هادي، معاون مدير قسم العلاقات البيئية الأمر قائلا: "لقد أثرت التغيرات المناخية بشكل كبير على حياة السكان في العراق، وخاصة في المناطق الريفية، حيث يلاحظ الجميع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، مما أدى الى زيادة الجفاف والتصحر في المناطق وهجرة أغلب العوائل بالمنطقة والتي تعتمد في عيشها على ما تنتجه من محاصيل زراعية وبالتالي ظهور ما يسمى بالمهاجر المناخي . الحرث والزرع، أول الضحايا بفعل شح الأمطار، وأخيرا تراجع مياه دجلة والفرات بفعل سدود أنقرة وطهران، ليفقد العراق أكثر من نصف المساحات الخضراء التي كان زرعها يوفر قوتا لسكانها. وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، محمد الخزاعي: "خطة الاستزراع الشتوية لهذه السنة لمحصول القمح والشعير تأثرت.. وعلى الرغم من خطة التوسع في المساحات إلا أنه لا يوجد سوى 50 بالمئة من المساحات التي تعد قابلة للزراعة في العراق الذي يمتلك أكثر من 27 مليون دونم من المساحات القابلة للزراعة، لكن الخطة الزراعية الشتوية شكلت  8 مليون دونم فقط". مشاكل البيئة القاسية التي تعصف بأرض السواد، خلفت وراءها تداعيات اجتماعية أيضا، فالهجرة من الريف إلى المدينة ضاعفت الضغط على البنى التحتية للمدن وقلصت فرص العمل لسكانها بشكل غير مسبوق. فمؤشر التوقعات بتحول العراق ألى أرض غير قابلة للعيش البشري في غضون سنوات مقبلة يرتفع في ظل أداء حكومي يفتقر لأوراق ضغط سياسية واقتصادية لحمل دول الجوار على زيادة الاطلاقات المائية. قيود قاهرة على مياه الزراعة يعاني نحو 60 بالمئة من الفلاحين في العديد من المحافظات العراقية جراء تقليص المساحات المزروعة وخفض كميات المياه المستخدمة، وفقا لاستطلاع أجرته منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" غير الحكومية، داعية السلطات الى إدارة الموارد المائية بشكل أفضل. وكشف مسح أجراه المجلس أن دخل بعض المزارعين زاد في 2023 مقارنة بالعام 2022، عازيا الفضل في ذلك إلى هطول الأمطار بنسبة "أعلى من التقديرات" الأولية، مما أدى لتحسن معدلات المحاصيل. وأجرت المنظمة الدراسة خلال يوليو وأغسطس في 4 محافظات عراقية، بناء على نتائج الحصاد وتأثير الجفاف على الأسر، وقابلت خلالها 1079 شخصا. وكانت 40 بالمئة من العيّنة من النساء، و94 بالمئة من المستطلعين من سكان المناطق الريفية. وخلال 2023، استمرت قضايا "الحصول على المياه" في "التأثير على الإنتاج الزراعي"، وفقا للمسح الذي أكد أن "60 بالمئة من المزارعين اضطروا لزراعة مساحات أقل من الأراضي أو لاستخدام كميات أقل من المياه بسبب أحوال الطقس القاسية" في محافظات شمال البلاد (نينوى، كركوك، صلاح الدين)، وفي الأنبار غربي البلاد، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس. وأكدت المنظمة "اضطر 4 من كل 5 أشخاص من بين أولئك الذين شملهم الاستطلاع في المجتمعات الزراعية في نينوى وكركوك، إلى خفض إنفاقهم على الغذاء خلال الأشهر الـ12 الماضية". وأتى نشر الدراسة قبل أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP28) الذي تستضيفه دبي بين 30 نوفمبر و12ديسمبر. وفي ظل انحسار كمية الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، يعاني العراق جفافاً للسنة الرابعة على التوالي. وتندّد السلطات العراقية بسدود تبنيها تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات، تتسبب بانخفاض منسوب النهرين وروافدهما حينما يصلان إلى العراق. الا أن المجلس النرويجي للاجئين حمّل المسؤولية كذلك إلى "إدارة الموارد المائية" في البلاد خصوصا "ممارسات الري في العراق وعدم الكفاءة في استخدام الموارد المائية المتناقصة". وذكر تقرير المنظمة بأن "نحو 70 بالمئة من المزارعين الذين شملهم المسح" يقولون "إنهم يستخدمون الري بالغمر"، وهي طريقة تعتبر على نطاق واسع "الأكثر استهلاكاً للمياه" وغير مناسبة للمناطق "المعرضة للجفاف الموسمي"، وفقا لفرانس برس. واقترح المجلس النرويجي للاجئين تحسين الإمكانات الزراعية عبر "رصد وتنظيم وتوزيع الموارد المائية". وحذّر مدير المكتب الوطني للمجلس أنتوني زيليكي من "تغيّر مناخ العراق بشكل أسرع من قدرة الناس على التكيّف". فبلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين، بلاد اجبرتها التغيرات البيئية القاسية على هجرة مسمياتها، حتى باتت تعرف بأرض المهاجر البيئي تسمية تعكس حجم الآثار الكارثية التي تسببها التغيرات المناخية على العراق. ويفسر عدي هادي، معاون مدير قسم العلاقات البيئية الأمر قائلا: "لقد أثرت التغيرات المناخية بشكل كبير على حياة السكان في العراق، وخاصة في المناطق الريفية، حيث يلاحظ الجميع الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، مما أدى الى زيادة الجفاف والتصحر في المناطق وهجرة أغلب العوائل بالمنطقة والتي تعتمد في عيشها على ما تنتجه من محاصيل زراعية وبالتالي ظهور ما يسمى بالمهاجر المناخي . الحرث والزرع، أول الضحايا بفعل شح الأمطار، وأخيرا تراجع مياه دجلة والفرات بفعل سدود أنقرة وطهران، ليفقد العراق أكثر من نصف المساحات الخضراء التي كان زرعها يوفر قوتا لسكانها. وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، محمد الخزاعي: "خطة الاستزراع الشتوية لهذه السنة لمحصول القمح والشعير تأثرت.. وعلى الرغم من خطة التوسع في المساحات إلا أنه لا يوجد سوى 50 بالمئة من المساحات التي تعد قابلة للزراعة في العراق الذي يمتلك أكثر من 27 مليون دونم من المساحات القابلة للزراعة، لكن الخطة الزراعية الشتوية شكلت  8 مليون دونم فقط". مشاكل البيئة القاسية التي تعصف بأرض السواد، خلفت وراءها تداعيات اجتماعية أيضا، فالهجرة من الريف إلى المدينة ضاعفت الضغط على البنى التحتية للمدن وقلصت فرص العمل لسكانها بشكل غير مسبوق. فمؤشر التوقعات بتحول العراق ألى أرض غير قابلة للعيش البشري في غضون سنوات مقبلة يرتفع في ظل أداء حكومي يفتقر لأوراق ضغط سياسية واقتصادية لحمل دول الجوار على زيادة الاطلاقات المائية. قيود قاهرة على مياه الزراعة يعاني نحو 60 بالمئة من الفلاحين في العديد من المحافظات العراقية جراء تقليص المساحات المزروعة وخفض كميات المياه المستخدمة، وفقا لاستطلاع أجرته منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" غير الحكومية، داعية السلطات الى إدارة الموارد المائية بشكل أفضل. وكشف مسح أجراه المجلس أن دخل بعض المزارعين زاد في 2023 مقارنة بالعام 2022، عازيا الفضل في ذلك إلى هطول الأمطار بنسبة "أعلى من التقديرات" الأولية، مما أدى لتحسن معدلات المحاصيل. وأجرت المنظمة الدراسة خلال يوليو وأغسطس في 4 محافظات عراقية، بناء على نتائج الحصاد وتأثير الجفاف على الأسر، وقابلت خلالها 1079 شخصا. وكانت 40 بالمئة من العيّنة من النساء، و94 بالمئة من المستطلعين من سكان المناطق الريفية. وخلال 2023، استمرت قضايا "الحصول على المياه" في "التأثير على الإنتاج الزراعي"، وفقا للمسح الذي أكد أن "60 بالمئة من المزارعين اضطروا لزراعة مساحات أقل من الأراضي أو لاستخدام كميات أقل من المياه بسبب أحوال الطقس القاسية" في محافظات شمال البلاد (نينوى، كركوك، صلاح الدين)، وفي الأنبار غربي البلاد، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس. وأكدت المنظمة "اضطر 4 من كل 5 أشخاص من بين أولئك الذين شملهم الاستطلاع في المجتمعات الزراعية في نينوى وكركوك، إلى خفض إنفاقهم على الغذاء خلال الأشهر الـ12 الماضية". وأتى نشر الدراسة قبل أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP28) الذي تستضيفه دبي بين 30 نوفمبر و12ديسمبر. وفي ظل انحسار كمية الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، يعاني العراق جفافاً للسنة الرابعة على التوالي. وتندّد السلطات العراقية بسدود تبنيها تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات، تتسبب بانخفاض منسوب النهرين وروافدهما حينما يصلان إلى العراق. الا أن المجلس النرويجي للاجئين حمّل المسؤولية كذلك إلى "إدارة الموارد المائية" في البلاد خصوصا "ممارسات الري في العراق وعدم الكفاءة في استخدام الموارد المائية المتناقصة". وذكر تقرير المنظمة بأن "نحو 70 بالمئة من المزارعين الذين شملهم المسح" يقولون "إنهم يستخدمون الري بالغمر"، وهي طريقة تعتبر على نطاق واسع "الأكثر استهلاكاً للمياه" وغير مناسبة للمناطق "المعرضة للجفاف الموسمي"، وفقا لفرانس برس. واقترح المجلس النرويجي للاجئين تحسين الإمكانات الزراعية عبر "رصد وتنظيم وتوزيع الموارد المائية". وحذّر مدير المكتب الوطني للمجلس أنتوني زيليكي من "تغيّر مناخ العراق بشكل أسرع من قدرة الناس على التكيّف". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2020-01-17

تمكن المفكر العربي فراس السواح أن يضع يده على نقاط مهمة فى الفكر الشرقي، وذلك بقراءته لماضى الإنسان فى تلك المنطقة، ومن الكتب المهمة التى كان فراس السواح السبب فى وجودها موسوعة تاريخ الأديان، وتقع فى خمسة مجلدات، يركز كل كتاب على مرحلة محددة فى تاريخ الدين، وليست الموسوعة من كتابة فراس السواح وحده بل هو محرر لها ومساهم فيها بعدة مواضيع، إنما هى مختارات مترجمة لعدد كبير جدًا من الكتاب فى مجال الأديان، مثل "مرسيا إلياد ودوركهايم وجون نوس وسام جيل وبيتر فورست" وغيرهم كثيرين، كما ساهم فيها عدد من المترجمين مثل "ثائر ديب ومحمد منقذ الهاشمى وعدنان حسن" ونتوقف اليوم عند الجزء الثاني من الموسوعة الذي يحمل عنوان "مصر- سورية - بلاد الرافدين - العرب قبل الإسلام".   موسوعة تاريخ الأديان   وتقول مقدمة الكتاب "تشكو دراسة ديانة العرب قبل الاسلام من نقص الوثائق الكتابية والفنية وغموضها, أو انعدامها تماما, لقد تركت لنا الجماعات العربية التي استوطنت المناطق الجنوبية والأطراف العليا لشبه الجزيرة العربية, بعض الوثائق القليلة والمبعثرة التي لا تعيننا على رسم صورة واضحة للحياة الدينية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بعرب جنوب شبه الجزيرة العربية، أما عرب الشمال فلم يتركوا لنا شيئاً، أو أن كل الشواهد على حياتهم الدينية قد تم تدميرها في وقت مبكر على يد المسلمين الأوائل، من هنا فإن أى دراسة لدين العرب لن تخرج إلا بصورة غائمة ومشوشة ومليئة بالفجوات".   و يبدأ الكتاب بتناول الديانة المصرية القديمة، يفصل الكتاب الخطوط العامة للديانة ثم الحديث عن الآلهة ووظيفة كلٍ منهم وإلى أي مجمع إلهي ينتمي، والباب الثاني بتناول الديانات السورية القديمة: الكنعانية، والفينيقية، والآرامية، وديانة إيبلا، والباب الثالث يتناول ديانات بلاد الرافدين، وهو الجزء الأفضل في الكتاب، يبدأ بإطلالة عامة على أديان ما بين النهرين، ثم يتناول الديانة السومرية والحديث عن المعتقد والطقس والأسطورة، وبينتهي بتناول ديانات بابل وآشور.   ويختتم الكتاب بباب صغير عن ديانات العرب قبل الإسلام، والسبب في صغر هذا الباب عدم توفر المواد الكافية لدراسة دياناتهم وهذا بسبب تدمير الدولة الإسلامية لكل ما يخص المعتقدات القديمة. فيقف الكاتب في هذا الفصل على ما هو موجود في محاولة لدراسة ولو جزء بسيط من معتقداتهم. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2020-04-10

حواء أول أنثى من البشر، وزوجة آدم، وأم البشرية، زوجة آدم الوحيدة، هكذا قال الإسلام عن أم البشر التى خلقها الله من ضلع آدم  قبل أن يوسوس لهما الشيطان للأكل من الشجرة المحرمة فيهبطان إلى الأرض لكن معظمنا لا يعرف شيئا عن أسطورة "ليليث".   و"ليليث" هى شيطانة العواصف من بلاد الرافدين ترافق الريح، ويعتقد أنها تحمل المرض والموت، وقد ظهرت شخصية ليليث للمرة الأولى كشيطان أو روح مرتبطة بالرياح والعواصف، عُرفت باسم ليليتو في سومر، حوالى 3000 قبل الميلاد، وهى أيضا شخصية معروفة في كتب التراث اليهودى حيث تقول الاسطورة أنها كانت الزوجة الأولى لآدم قبل حواء وتختلف الروايات بالحديث عن ليليث ولكن أشهر الروايات العبرية تقول أن "ليليث" هى المرأة الاساسية التي خلقها الله مع آدم.   وتذكر الأساطير المأخوذة عن العبرية والنصوص المسمارية القديمة، أن آدم كانت له زوجة قبل حواء، هي "ليليث" حيث تنص الأساطير العبرية على أن ليليث  لم ترض بسيطرته فتمردت وهربت منه إلى الأرض تاركة خلفها المئات من أولادها.   وبحسب الأسطورة خلق الله  (ليليث) من التراب مثل آدم، ولما كانت ندا له هربت منه فبعث الرب بالملائكة يبحثون عنها فوجدوها في البحر الأحمر، وعاقبها الرب بفقد مائة من أطفالها العفاريت يوميًّا!! ولكنها فضلت هذا العقاب على العودة لآدم، إلا أن الاعتقاد المسيحى والإسلامى يرفضان هذه القصة، وصرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قصة زواج آدم -عليه السلام- من ليليث قبل أُمنا حواء، لا أساس لها من الصحة، منوهًا بأنها أسطورة بابلية -وشغل حشاشين-، تزعم أن سيدنا آدم عليه السلام- كانت له زوجة قبل حواء، وخطفها الشيطان.   وبحسب حنا عبود في كتابه " النظرية الأدبية الحديثة والنقـد الأسطـوري" فإن العبرانيون زعموا أن ليليث هربت مع الشيطان وخلفت وراءها آدم الذى خلق له الله حواء من أضلاعه فكانت من طبيعته، ويزعمون أن ليليث شعرت بالغيرة من حواء فجاءتها على شكل أفعوان شيطانى جميل، ودفعتها إلى اركتاب المعصية، فكتب العذاب والألم والموت على البشرية التي كانت ستولد مبرأة من هذه المآسى.   وبهذه الطريقة تخلص اليهود من ليليث، ولم يدعوها بأنها أنجبت من أدم، بعدما خلقت لتكون المرشحة الأولى والأجدر والأكفا لشغل منصب "أم البشرية". وبحسب دراسة بعنوان "ليليث زوجة آدم الأولى" نشرت بموقع الباحثون السوريون، فإن ليليث كان هناك إشارة لذكرها في العهد القديم، وتحدث كتاب "زوهر بن سيرا" للتراث العبري عن قصتها وأنه بعد هجرها لآدم ونزولها للأرض تم إرسال ثلاثة ملائكة لإرجاعها أو قتلها، لكنها أبت الرجوع فحُكِم عليها بأن تصبح عاقراً ويقتل مئة من أولادها كل ليلة، فقرّرت أن تنتقم من أبناء آدم وحوّاء بقتل أطفالهم، لذلك كانت تضع النساء الحوامل والمرضعات في العصور القديمة بعض التمائم التي تحمل أسماء الملائكة الثلاثة لحمايتهن من شرّها ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2018-11-24

أكد الرئيس العراقي برهم صالح وبابا الفاتيكان فرنسيس الأول ، خلال لقائهما اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان ، على أهمية تغليب لغة الحوار وتعزيز التعايش السلمي في العراق والمنطقة وقال صالح ،خلال اللقاء حسبما أفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية أوردته قناة (السومرية نيوز)، "إن ما تعرض له المسيحيون والأيزيديون والمسلمون وغيرهم من العراقيين من جرائم إبادة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي لا تمت إلى تعاليم الدين الإسلامي السمحاء بصلة" .. مشيرا إلى تاريخ التعايش السلمي بين جميع الأطياف في العراق. وشدد الرئيس العراقي على أهمية إنجاز مصالحة وطنية حقيقية تشمل الجميع وتسهم بشكل مباشر في تحقيق السلام ،مؤكدا على أهمية تضافر جميع الجهود في إنجاز هذه المصالحة. وقال صالح : "إن حل الأزمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة تأتي عبر الحوار والتفاهم" افتا إلى أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. ومن جانبه أكد بابا الفاتيكان على ضرورة المضي قدما في إحلال الاستقرار في العراق وعموم المنطقة مشددا على أهمية تغليب لغة الحوار والتفاهم وتعزيز التعايش السلمي فيها. ووجه الرئيس العراقي الدعوة إلى بابا الفاتيكان لزيارة بلاد الرافدين ووعد بتلبيتها في الوقت المناسب.   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2020-04-13

تعد ملحمة جلجامش الشعرية العراقية القديمة، ملحمة جلجامش، قصيدة ملحمية من آداب بلاد الرافدين القديمة وتعد أقدم الأعمال الأدبية العظيمة وثاني أقدم النصوص الدينية المتبقية من تلك الفترة، بعد نصوص الأهرام الدينية. يبدأ التاريخ الأدبي لملحمة جلجامش بخمس قصائد سومرية عن بلجاميش (وهي الكلمة السومرية لجلجاميش)، ويعتقد أنها أول كتاب فى التاريخ، وقد اختير فى المرتبة الرابعة لأفضل 100 كتاب فى العالم وفقا لتصنيف مكتبة بوكلوبن العالمية.     اكتشفت لأول مرة عام 1853 م في موقع أثري اكتشف بالصدفة وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى في العراق ويحتفظ بالالواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني، الألواح مكتوبة باللغة الأكادية ويحمل في نهايته توقيعا لشخص اسمه شين ئيقي إونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها البعض أقدم قصة كتبها الإنسان.   تتحدث الملحمة  عن الملك جلجامش الذي عاش في مدينة أوروك  أو «الوركاء» الواقعة في وادي الرافدين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، والتي كانت والدته آلهة خالدة ووالده بشريا عاديا وفانيا، وقد قيل بأن ثلثيه إله والثلث الباقي بشر مما جعله يسعى مستميتا لمعرفة سر الحياة الخالدة، أي البحث عن "اكسير الحياة" الذي لن يبقيه فانيا بعد ذلك.   وكتب عن هذه الملحمة دراسات لا تعد ولا تحصى، واحتملت الكثير من النقد و المعالجة و التمحيص من قبل المؤرخين وعلماء الآثار أيضا، ويعتقد أن السر في هذا الاهتمام والإعجاب يعود إلى أن هذه الملحمة مليئة بالاحداث الخيالية والمثيرة وتُمثّل تمثيلا بارعا ذلك الصراع الازلي بين الحياة والموت.   وفي هذا الخصوص يقول الدكتور علي القاسمي: "جَزَعُ جلجامش بعد موت صديقه الحميم أنكيدو، هو شعور ينتاب كل إنسان لدى فقدان عزيز عليه.. أما إطاحة جلجامش للأسوار الحصينة، ونزاله مع الثور السماوي الهائج، وصراعه مع الجنّي «خمبابا» الذي اعترض طريقه في غابة الأرز، إنمّا ترمز إلى هدم الإنسان للحواجز التي تعيق تواصله مع أخيه الإنسان، وإلى الصراع بين الخير والشر". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: