بوريس يلتسين
هذه صفحة لأحد أسماء الشخصية المذكورة أعلاه أو ألقابها أو لكنية من كُناها، وهي تحوَّل آلياً من يبحث عنها إلى صفحة بوريس يلتسين.
الشروق
Very Positive2025-06-12
احتفلت القنصلية الروسية بالغردقة، مساء اليوم الخميس، بعيدها الوطني المعروف بـ"يوم روسيا"، والذي يعد من أهم أعياد البلاد الرسمية، بمشاركة المئات من أبناء الجالية الروسية. وكان مكسيم ليتفينوف القنصل العام الروسي بالغردقة، في استقبال المواطنين الروس من أبناء الجالية، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالبحر الأحمر، المشاركين في الاحتفالية. يذكر أن محافظة البحر الأحمر، تمتلك جالية روسية كبيرة حيث يعيش عدد من الأسر بالكامل بمدينة الغردقة يعملون ويدرسون، إذ بلغ عدد الروس المقيمين بالمدينة قرابة 30 ألف شخص. ويعود تاريخ العيد الوطني "يوم روسيا" إلى 12 يونيو عام 1990، عندما أعلن الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، سيادة روسيا الاتحادية، وتقام في هذا اليوم الذي يعد عطلة رسمية في دولة روسيا، العديد من الفعاليات الاحتفالية والحفلات الموسيقية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-05-09
تحتفل سنويًا بيوم النصر فى التاسع من مايو. ففى تمام الساعة 12:43 صباحًا بتوقيت موسكو من يوم 9 مايو 1945، تم توقيع وثيقة الاستسلام غير المشروط لألمانيا النازية، التى أنهت الحرب الوطنية العظمى للاتحاد السوفيتى. ونشرت وكالة تاس الروسية حقائق وأرقام عن هذا اليوم. وقالت إن روسيا تحتفل بـ بموجب القانون الاتحادى "بشأن أيام المجد العسكرى والمناسبات الوطنية" الذى وقّعه الرئيس الروسى بوريس يلتسين فى 13 مارس 1995. فى البداية، تم تحديد هذا التاريخ بموجب مرسوم صادر عن هيئة رئاسة مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية فى 8 مايو 1945. وفى الفترة 1945-1947، كان يوم النصر يوم عطلة، ثم أُعلن يوم عمل (بموجب مرسوم صادر عن هيئة رئاسة مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية فى 23 ديسمبر 1947)، وفى عام 1965، أصبح يوم عطلة مرة أخرى (بموجب مرسوم صادر عن هيئة رئاسة مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية فى 25 أبريل 1965). يُحدد القانون الاتحادى الصادر فى 19 مايو 1995 "بشأن تخليد انتصار الشعب السوفيتى فى الحرب الوطنية العظمى 1941-1945" إجراءات الاحتفال بيوم النصر. وبموجب هذا القانون، تُقام فى 9 مايو عروض عسكرية تُعرض فيها الأسلحة والمعدات العسكرية، وتُطلق فيها ألعاب نارية مدفعية، وذلك فى موسكو، والمدن البطلة، والمدن التى تضم مقرات المناطق العسكرية، والأساطيل، والجيوش المشتركة، وأسطول بحر قزوين. كما تُقام مواكب احتفالية، وتجمعات، واحتفالات استقبال فى جميع أنحاء روسيا فى 9 مايو لتكريم قدامى المحاربين فى الحرب الوطنية العظمى 1941-1945. ومنذ عام 1995، أصبحت المسيرات العسكرية تقام فى الساحة الحمراء بموسكو، مصحوبةً بعرضٍ للمعدات العسكرية الثقيلة منذ عام 2008. فى عام 2020، تم تأجيل جميع الفعاليات الاحتفالية فى موسكو أو تم تحويلها إلى شكلٍ افتراضى بسبب جائحة كورونا ، باستثناء العرض الجوى والألعاب النارية. أُوقيم العرض العسكرى فى الساحة الحمراء بموسكو فى 24 يونيو من ذلك العام. فى عامى 2023 و2024، تم إلغاء مسيرات يوم النصر فى 9 مايو فى بعض المناطق الروسية لأسبابٍ أمنية. شارك فى العرض العسكرى فى الساحة الحمراء بموسكو فى العام الماضى أكثر من 9 آلاف جندي، و75 نظامًا للأسلحة وطائرات مقاتلة. خسائر الحرب خسر الاتحاد السوفيتى حوالى 27 مليون شخص خلال الحرب الوطنية العظمى (40% من إجمالى الخسائر البشرية فى الحرب العالمية الثانية)، وشكّلت وفيات المدنيين الجزء الأكبر من هذه الخسائر. وفقًا لبيانات اللجنة الحكومية الاستثنائية لتحديد الجرائم التى ارتكبها الغزاة الفاشيون الألمان والتحقيق فيها، فقد دمّرت القوات الألمانية كليًا أو جزئيًا أكثر من 1700 مدينة وبلدة، وأكثر من 70 ألف قرية ومستوطنة فى الاتحاد السوفيتي. وبلغت الأضرار المباشرة التى لحقت بالدولة والسكان 679 مليار روبل بأسعار عام 1941. أبطال الاتحاد السوفيتي حصل 11657 شخصًا على لقب بطل الاتحاد السوفيتى تقديرًا لأعمالهم البطولية خلال الحرب الوطنية العظمى، من بينهم 3051 منهم بعد وفاتهم، كان من بينهم 95 امرأة و44 أجنبيًا. من بين هذا العدد، مُنح 159 شخصًا هذا اللقب مرتين، منهم 154 شخصًا حصلوا عليه مرتين، وثلاثة أشخاص حصلوا عليه ثلاث مرات، وهم الطياران المقاتلان إيفان كوزيدوب وألكسندر بوكريشكين والقائد العسكرى سيميون بوديونى) وشخصان حصلا عليه أربع مرات (القائد العسكرى جورجى جوكوف والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى ليونيد بريجنيف. أصبح أخصائى الغوص، الكابتن من الرتبة الثالثة ليونيد سولودكوف، آخر أبطال الاتحاد السوفيتى فى 24 ديسمبر 1991. اعتبارًا من 8 مايو 2025، يُعد المحامى ورجل الدولة السوفيتى بوريس كرافتسوف (موسكو) آخر أبطال الاتحاد السوفيتى الأحياء الذين مُنحوا هذا اللقب خلال الحرب الوطنية العظمى. فى عام 2008، أصبح المدفعى السوفيتى بافل سيوتكين، ، آخر بطل لروسيا يحصل على هذا اللقب فى حياته تقديرًا لأعماله البطولية خلال الحرب الوطنية العظمى. فى عام 2024، أصبح إبراهيم باشا صادقوف آخر بطل لروسيا يحصل على هذا اللقب فى حياته لأعماله البطولية فى الحرب الوطنية العظمى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-05-05
قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى تصريحات، إنه يفكر دائماً فيمن سيخلفه فى الحكم، مشيراً إلى احتمال إجراء منافسة بين عدة مرشحين. وعندما سئل عما إذا كان يفكر فى مسألة خلافته، خلال فيلم أعده التلفزيون الروسى بمناسبة مرور ربع قرن على توليه السلطة، قال بوتين (72 عاماً): "أفكر دوماً فى هذا الأمر". وأضاف: "فى النهاية، الخيار سيكون للشعب، الشعب الروسي... أعتقد أنه يجب أن يكون هناك شخص، أو بالأحرى عدة أشخاص، حتى يكون للشعب خيار". أقر النواب الروس، الأربعاء، قانوناً يتيح للرئيس فلاديمير بوتين الترشح لولايتين رئاسيتين إضافيتين، ما يفتح الباب أمام بقائه فى الكرملين حتى عام 2036. ولا يوجد خليفة واضح لبوتين، لكن بموجب الدستور الروسى يتولى رئيس الوزراء السلطات الرئاسية، إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه. وشغل بوتين، صاحب أطول فترة خدمة على رأس الكرملين منذ جوزيف ستالين، منصب الرئيس من عام 1999 إلى 2008، ثم أصبح رئيساً للوزراء حتى 2012، ثم رئيساً مرة أخرى من عام 2012 حتى الآن. وكان بوتين ضابطاً برتبة لفتنانت كولونيل فى المخابرات السوفيتية (كيه.جي.بي)، وتسلم الرئاسة من بوريس يلتسن فى آخر يوم له فى المنصب فى 1999. وأقرت روسيا تعديلات دستورية فى 2020، تتيح لبوتين الترشح لمدتين جديدتين كل منهما 6 سنوات، بعد انتهاء فترته الرئاسية فى 2024. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-05-04
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات تم بثها اليوم الأحد إنه يفكر دائما فيمن سيخلفه في الحكم، مشيرا إلى احتمال إجراء منافسة بين عدة مرشحين. وشغل بوتين، صاحب أطول فترة خدمة على رأس الكرملين منذ جوزيف ستالين، منصب الرئيس من عام 1999 إلى 2008، ثم أصبح رئيسا للوزراء حتى 2012، ثم رئيسا مرة أخرى من عام 2012 حتى الآن. وكان بوتين ضابطا برتبة لفتنانت كولونيل في المخابرات السوفيتية (كيه.جي.بي)، وتسلم الرئاسة من بوريس يلتسن في آخر يوم له في المنصب في 1999، وفقا لوكالة رويترز. وعندما سئل عما إذا كان يفكر في مسألة خلافته، خلال فيلم أعده التلفزيون الروسي بمناسبة مرور ربع قرن على توليه السلطة، قال بوتين (72 عاما) "أفكر دوما في هذا الأمر". وأضاف "في النهاية، الخيار سيكون للشعب، الشعب الروسي... أعتقد أنه يجب أن يكون هناك شخص، أو بالأحرى عدة أشخاص، حتى يكون للشعب خيار". ولا يوجد خليفة واضح لبوتين لكن بموجب الدستور الروسي يتولى رئيس الوزراء السلطات الرئاسية إذا أصبح الرئيس غير قادر على أداء مهامه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-05-07
أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، اليمين الدستورية لولاية رئاسية خامسة من ست سنوات، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا". وفي كلمة بالمناسبة، أكد بوتين أن بلاده ستبقى منفتحة للتعامل مع كل الدول التي ترى فيها شريكا موثوقا، قائلا "نحن لا نرفض التعامل مع الدول الغربية.. إلا أن العداء الذي يمارسونه ضد ورسيا هو ما يعرقل ذلك". واعتبر أن الحوار حول الأمن الاستراتيجي والاستقرار ممكن، ولكن ليس من منطق القوة، وإنما انطلاقا من قواعد الندية، مضيفا "سنستمر في تشكيل عالم متعدد الأقطاب، علينا أن نكتفي ذاتيا، ونفتح مجالات جديدة أمام دولتنا كما حدث مرارا في التاريخ، الذي نتعلم من دروسه دائما". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد فاز بولاية رئاسية جديدة لست سنوات في انتخابات تنافس فيها أربعة مرشحين، بعد حصوله على نسبة 87.28 في المئة من أصوات المقترعين. وقد تم تعيين بوتين رئيسا بالنيابة من قبل الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين في اليوم الأخير من عام 1999، وقد فاز في جميع الانتخابات الرئاسية منذ عام 2000، باستثناء انتخابات عام 2008، حين ترشح للرئاسة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف بينما تولى فلاديمير بوتين رئاسة الوزراء لأربع سنوات، قبل أن يعود بعدها للرئاسة في انتخابات عام 2012، وظل في منصبه حتى اليوم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-17
تجري روسيا عملية انتخاب رئيس لمدة ثلاثة أيام، من 15 إلى 17 مارس يعتقد الكثيرون أنه من المؤكد أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين سيعلن النصر ويصبح رئيساً للمرة الخامسة، لذا لماذا يتكبد الكرملين عناء تنظيم الانتخابات في الأساس، وماذا قد يخبرنا ذلك عن شعبية الرئيس بوتين الحقيقية؟يدير فلاديمير بوتين روسيا فعلياً منذ عام 2000. وقد تم تعيينه كأول رئيس مؤقت من قبل سلفه الرئيس بوريس يلتسين، وفاز بأول انتخابات له في مارس 2000.بين عامي 2008 و2012، قام بتبديل الأدوار، ليصبح رئيساً للوزراء لكنه ظل مسيطراً بشكل كامل. في ذلك الوقت، كان الدستور الروسي يسمح للرئيس بفترتين متتاليتين فقط، لكن هذه الخطوة سمحت له بإعادة ضبط عدّاد سلطته والترشح مرة أخرى.وفي عام 2020، تم تغيير الدستور، ومن المتوقع أن يبقى الرئيس بوتين في السلطة حتى عام 2036. وبحلول ذلك الوقت، سيكون قد أصبح الحاكم الأطول عمراً في تاريخ روسيا، متغلباً على الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين والإمبراطورة كاثرين العظيمة في القرن الثامن عشر، اللذين ظلا في السلطة لأكثر من 30 عاماً. إظهار الدعم نادراً ما تكون الانتخابات في روسيا حدثاً مثيراً للاهتمام، ولكنها مهمة لإضفاء الشرعية على من هم في السلطة وإظهار أن رأي الناس مهم.هذه المرة، ليس الفوز هو المهم فقط لفلاديمير بوتين، ولكن أيضاً رؤية الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع والنسبة العالية للدعم، حيث أن البلاد متورطة في حرب واسعة النطاق ستكون لها عواقب دائمة على روسيا. بالنسبة لمسؤولي الدولة، ستكون الانتخابات بمثابة اختبار لقدرتهم على حشد الموارد الإدارية وتحقيق مكاسب انتخابية غير متوقعة للرئيس.أفاد موقع الأخبار الروسي المستقل "ميدوزا" أن الكرملين يأمل في تحقيق نسبة مشاركة لا تقل عن 70%، مع حوالي 80% من الأصوات لفلاديمير بوتين، وبهذا سيتجاوز نسبته البالغة 76.7٪ في عام 2018.ووجد البحث الذي أجرته بي بي سي أنه لتحقيق هذه النتائج، تهدف السلطات إلى تعبئة موظفي القطاع الحكومي - أولئك الذين يعملون في السلطات المركزية والمحلية، وكذلك الشركات المملوكة للدولة - الذين سيتم تشجيعهم بقوة على المشاركة في الانتخابات ودعمهم للرئيس الحالي.ويحق لنحو 112.3 مليون شخص التصويت في الانتخابات.ويشمل هذا الرقم أولئك الذين يعيشون في الأراضي المحتلة في أوكرانيا - شبه جزيرة القرم وأجزاء من منطقة دونباس، التي استولت عليها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من شرق وجنوب أوكرانيا التي تم احتلالها منذ فبراير 2022.ويحق لـ 1.9 مليون مواطن روسي آخرين يعيشون في الخارج التصويت، بما في ذلك 12 ألفاً في كازاخستان المجاورة.الحرب والانتخاباتظهر فلاديمير بوتين في العديد من الفعاليات خلال حملته الانتخابية، وكان أبرزها لقاءاته مع الطلاب والعمال في مناطق مختلفة في روسيا. ورغم أنه تجنب الحديث عن "العملية العسكرية الخاصة" - المصطلح الذي أطلقته موسكو على الغزو - فإن الحرب حاضرة على الدوام في الحياة الروسية: عقوبات دولية، خيارات سفر محدودة، عدد أقل من السلع الأجنبية، وشعور بالعزلة، على الأقل عن أوروبا وأمريكا الشمالية.لقد كلفت الحرب حياة العشرات، إن لم يكن مئات الآلاف من الجنود الروس.وقد غادر مئات الآلاف من الروس، معظمهم من الشباب والمتعلمين والأثرياء، البلاد في الأشهر الأربعة والعشرين الماضية، إما لأنهم لم يوافقوا على الحرب أو لأنهم لا يريدون أن يتم تجنيدهم في القتال.وحتى عندما يتم استبعادها من الحملة، تظل الحرب عنصراً أساسياً في الروايات الإعلامية ولا يمكن للروس تجنبها. إن الإقبال والدعم الكبير للرئيس سيضيف الشرعية إلى قراراته اللاحقة، والتي سيكون الكثير منها مرتبط بشكل مباشر بالغزو.من هم المرشحين؟بالإضافة إلى فلاديمير بوتين، هناك ثلاثة مرشحين آخرين مسجلين: ليونيد سلوتسكي، وهو محافظ قومي. ومرشح الحزب الشيوعي نيكولاي خاريتونوف. وفلاديسلاف دافانكوف، رجل أعمال من حزب "الشعب الجديد" الذي تأسس مؤخراً، والذي يتمتع بتمثيل صغير في البرلمان الروسي.وقد أعرب ثلاثتهم عن دعمهم للحرب الروسية على أوكرانيا وللرئيس بوتين، ولا يشكل أي منهم تهديداً حقيقياً.وقد سُجن منافسوه الحقيقيون أو تم "القضاء عليهم" أو فروا من البلاد. إذ توفي ألكسي نافالني - أبرز معارضي بوتين - في سجن شديد الحراسة في فبراير الماضي.وعندما سأله مراسل بي بي سي ستيف روزنبرغ عما إذا كان يعتقد أنه سيكون رئيساً أفضل من فلاديمير بوتين، أجاب نيكولاي خاريتونوف بأنه ليس من حقه أن يقول ذلك، وأن الناخبين "سيقررون كل شيء".في الوقت نفسه، يدعو خاريتونوف إلى "التحول اليسار لمستقبل أفضل". ويخضع خاريتونوف لعقوبات غربية منذ عام 2022. واجه ليونيد سلوتسكي، عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي (LDPR)، اتهامات متعددة بالتحرش الجنسي. وقام بتنظيم زيارات رسمية إلى شبه جزيرة القرم المحتلة ويخضع لعقوبات دولية منذ عام 2014.وكان فلاديسلاف دافانكوف، الوافد الجديد من الحزب الجديد، أقل حضوراً إعلامياً.حصل دافانكوف، المؤسس المشارك لشركة مستحضرات التجميل، على ما يزيد قليلاً عن 5% من الأصوات في انتخابات عمدة موسكو لعام 2023. أثناء دعوته إلى "السلام والمفاوضات" في الحرب مع أوكرانيا، صوّت لصالح ضم الأراضي الأوكرانية، مما أدى أيضاً إلى وضعه تحت العقوبات الدولية.وفشل المرشح الرئاسي المناهض للحرب بوريس ناديجدين في التسجيل كمرشح من قبل السلطات، على الرغم من اصطفاف عشرات الآلاف من الروس لتقديم توقيعاتهم لدعمه.إجراءات التصويتولأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية، يدلي الروس بأصواتهم على مدار ثلاثة أيام، في الفترة ما بين 15 إلى 17 مارس/آذار.واختبر هذا التنسيق لأول مرة خلال تصويت عام 2020 على تعديلات الدستور لحماية الصحة العامة أثناء وباء كورونا. واعتمدت عملية الأيام الثلاثة مرة أخرى لهذه الانتخابات، على الرغم من انتقاد المراقبين المستقلين لها، قائلين إنها تعقّد ضمان شفافية عملية التصويت.بالإضافة إلى ذلك، سيكون نظام التصويت عن بعد عبر الإنترنت متاحاً لأول مرة، خاصة في المناطق المعروفة بالتصويت "الاحتجاجي" أو حيث تكافح السلطات لضمان الإقبال.كما تعرضت روسيا لانتقادات لإدراجها الأراضي المحتلة في أوكرانيا في هذه الانتخابات، حيث وردت تقارير عن وجود ضغوط على السكان المحليين.وكانت الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ترسل مراقبيها إلى روسيا منذ عام 1993، إلا أن ذلك توقف في السنوات الثلاث الماضية.ما الذي من المحتمل أن يتغير؟لا توجد استطلاعات رأي مستقلة في روسيا، ويحصل معظم الروس على أخبارهم من وسائل الإعلام الحكومية، المتحيزة بشدة لصالح فلاديمير بوتين وسياساته. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن عدداً أكبر من الروس يشككون في الحكومة أكثر مما قد يبدو، لكنهم يخشون التحدث علناً. وبسبب خوفهم من التعرض لعقوبات قاسية حتى ولو كانت مظاهر دعم بسيطة للمعارضة، فإنهم لا يعبرون عن معارضتهم علناً.ودعت يوليا، أرملة أليكسي نافالني، مواطنيها إلى مقاطعة التصويت، كما دعت الحكومات الأجنبية إلى عدم الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات.وفي حين أن الأخير غير مرجح، فإن الأول ممكن. إذ نقلت وسائل الإعلام المستقلة "ميدوزا" عن مصدر مقرب من إدارة بوتين الرئاسية قوله إن هناك مخاوف حقيقية بشأن خطر انخفاض نسبة الإقبال على التصويت.والنتيجة الأكثر ترجيحاً لهذه الانتخابات هي الفوز المقنع لفلاديمير بوتن، على الورق على الأقل. لكن انخفاض نسبة المشاركة سيعني أن الدعم للرئيس قد ضعف، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تشديد رقابة الدولة وزيادة انزلاق روسيا إلى جو من الخوف والقمع. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-14
تشهد روسيا غدا الجمعة انتخابات الرئاسة الثامنة منذ استحداث هذا المنصب عام 1991، ويتنافس فيها أربعة مرشحين سجلتهم لجنة الانتخابات المركزية لهذا الاستحقاق. وفيما يلي نبذة أوردتها قناة "آر تي عربي" عن المرشحين الأربعة. * الرئيس فلاديمير بوتين (مرشح مستقل) ولد فلاديمير بوتين في 7 أكتوبر 1952 بمدينة لينينجراد، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة لينينجراد الحكومية عام 1975. واجتاز دورات تأهيلية قبل الالتحاق بلجنة أمن الدولة في لينينجراد وموسكو التابعة لمدرسة المخابرات "كي جي بي" العليا. وفي 31 ديسمبر 1999، أعلن الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين استقالته وسلم مقاليد السلطة لبوتين بصفة القائم بأعمال الرئيس. وفاز بوتين بولايته الرئاسية الأولى في الانتخابات التي أجريت في 25 مارس عام 2000. وتم انتخاب بوتين للرئاسة أربع ولايات، فى عام 2000 و2004 و2012 و2018 وأتاحت التعديلات الدستورية التي أقرت عام 2020 للرئيس بوتين الترشح لولاية جديدة. * ليونيد سلوتسكي (مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي) ولد ليونيد سلوتسكي في 4 يناير 1968 في موسكو. وفي عام 1990 تخرج من معهد موسكو للآلات وفي عام 1996 من معهد موسكو للاقتصاد والإحصاء، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد. وانخرط في السياسة خلال سنوات دراسته، ومن عام 1992 إلى عام 1993 كان مستشارا لعمدة موسكو. وفي عام 1994 ترأس أمانة مجلس الدوما. وفي عام 2000 أصبح سلوتسكي نائبا لمندوب الجمعية الفيدرالية الروسية إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وشغل هذا المنصب حتى انسحاب روسيا من المنظمة عام 2022. وفي عام 2014، أيد سلوتسكي انضمام القرم إلى روسيا، وأصبح من أوائل السياسيين الروس الذين تعرضوا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا بعد استفتاء انضمام القرم. وفي عام 2016 أصبح رئيسا للجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي. وفي عام 2022، بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، تولى سلوتسكي منصب رئيس كتلة الحزب في مجلس الدوما، قبل أن يصبح رئيسا جديدا للحزب. وفي عام 2022 بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، كان سلوتسكي عضوا في الفريق الروسي المفاوض مع أوكرانيا. * نيكولاي خاريتونوف (مرشح الحزب الشيوعي الروسي) ولد خاريتونوف في عام 1948 في مقاطعة نوفوسيبيرسك. وفي عام 1972 تخرج من معهد نوفوسيبيرسك الزراعي، وفي عام 1995 من أكاديمية الاقتصاد الوطني الروسية، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد. ومن عام 1976 حتى عام 1994، عمل خاريتونوف مدير مزرعة اشتراكية في نوفوسيبيرسك. وخلال السنوات السوفيتية، تم انتخابه مرارا نائبا في مجالس محلية وإقليمية في المنطقة مسقط رأسه، قبل أن يصبح عام 1990 نائبا في برلمان جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. وفي عام 1993 شارك خاريتونوف في تأسيس الحزب الزراعي الروسي ليصبح نائبا لرئيسه وفي العام نفسه، تم انتخابه لعضوية مجلس الدوما الروسي للمرة الأولى. وفي عام 1999 بعد انقسام الحزب الزراعي، دخل مجلس النواب لأول مرة عن قائمة الحزب الشيوعي. وفي عام 2004، ترشح لرئاسة روسيا للمرة الأولى، واحتل المركز الثاني بحصوله على 69ر13 بالمئة من الأصوات. وفي عام 2008 أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي 2021، ترأس اللجنة البرلمانية لتنمية مناطق الشرق الأقصى والقطب الشمالي الروسية. * فلاديسلاف دافانكوف (مرشح حزب "الناس الجدد") يعد دافانكوف (39 عاما)، هو أول مرشح رئاسي في تاريخ حزب "الناس الجدد". في سبتمبر، مثل دافانكوف حزبه في انتخابات رئاسة بلدية موسكو، وحل في المركز الرابع بحصوله على35ر5 في المئة من الأصوات. ولد دافانكوف عام 1984 في سمولينسك، وبعد الثانوية انتقل إلى موسكو حيث تخرج من كلية التاريخ بجامعة موسكو الحكومية عام 2006. وفي عام 2008 حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من الجامعة الحكومية الروسية للعلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 تخرج من مدرسة "سكولكوفو" للإدارة في موسكو، وفي عام 2023 تخرج من المدرسة العليا للإدارة العامة. في سن الرابعة عشرة، أطلق دافانكوف أول مشروع تجاري، حيث افتتح ناديا للكمبيوتر. وخلال 20 عاما أطلق خمسة مشاريع تجارية كبيرة في مجالات التمويل والإنتاج وتكنولوجيا المعلومات والطيران. وفي عام 2013 أصبح نائبا لرئيس شركة فابرليك لإنتاج وتسويق مستحضرات التجميل والملابس والأحذية. بدأ دافانكوف مسيرته السياسية عام 2020، حيث شارك في تشكيل حزب "الناس الجدد". وفي عام 2021 أصبح عضوا في مجلس الدوما، حيث شغل منصب نائب رئيس المجلس. ومن المقرر أن يجرى التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية أيام 15 و16 و17 مارس، في أول انتخابات رئاسية تستمر ثلاثة أيام في تاريخ البلاد. وبحسب آخر استطلاعات الرأي، يتجه الرئيس بوتين للحصول على أكثر من 80% من الأصوات، وسط توقعات بأن تتجاوز نسبة التصويت 70%. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-14
في ثانى أكبر مدينة في روسيا وهى لينينجراد، والتى يطلق عليها حاليا اسم سانت بطرسبرج، ولد الرئيس الروسى في 7 أكتوبر 1952. وشارك والده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين في الحرب العالمية الثانية دفاعا عن لينينجراد، وتعرض لجروح مضاعفة. وجاءت والدة بوتين، ماريا أفانوفنا بوتين، من منطقة تفير، كما عاشت وسط حصار لينينجراد خلال الحرب العالمية الثانية. وتوفى الشقيقان الأكبر من بوتين وهما في ريعان الشباب، وأنجبته والدته في سن 41 عاما. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - صورة أرشيفية وكانت شديدة التدين. درس فلاديمير بوتين في كلية الحقوق بجامعة ولاية لينينجراد وحصل على درجة الكانديديات، التي تعادل الدكتوراة ،في الاقتصاد. ويتحدث بوتين الألمانية بطلاقة، الأمر الذي تجلى خلال اجتماعاته مع رئيسى دولتى ألمانيا والنمسا.كما تلقى دروسا في الإنجليزية وعقب تخرجه في جامعة لينينجراد العامة 1975، تم تكليفه بالعمل في لجنة أمن الدولة (الكيه جى بى) بالاتحاد السوفيتى السابق. وفى 1984، أرسل إلى أكاديمية الراية الحمراء التابعة للكى جى بى ومدرسة المخابرات الأجنبية، واعتبارا من 1990، عمل مساعدا لرئيس جامعة لينينجراد العامة، وكان مسؤولًا عن القضايا الدولية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - صورة أرشيفية ثم أصبح مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينيجراد آنذاك أناتولى سوبتشاك. وبعد أن أعيد انتخاب سوبتشاك عمدة لسانت بطرسبرج يوم 12 يونيو 1991، تم تعيين بوتين رئيسا للجنة العلاقات الدولية بمكتب العمدة وفى 1995، أدار بوتين حملة انتخاب العمدة لكنه لم ينجح وفى 26 مارس 1997، تم تعيين بوتين نائبا في إدارة الرئاسة، ورئيسا لإدارة الرقابة. وفى 25 يوليو 1998، أصدر الرئيس بوريس يلتسين قرارا بتعيين بوتين مديرا لجهازالأمن الفيدرالى، الذي خلف جهازالكى جى بى وفى أغسطس عام 1999، قام يلتسين باقالة ستيباشين، رئيس وزرائه وحل محله بوتين. بوتين خلال كلمته بالقمة - صورة أرشيفية واعتبر يلتسين بوتين هو خليفته المختار وعند استقالة يلتسين في 31 ديسمبر 1999، أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالإنابة. وفى الانتخابات الرئاسية يوم 26 مارس 2000، تم انتخاب رئيسا، وبعدها بشهرين تم تنصيبه رئيسا للاتحاد الروسى وخلال ولايته أمكنه الحفاظ على نمو اقتصادى مستقر. وزاد إجمالى الناتج المحلى لروسيا واستمر انخفاض التضخم والبطالة، وارتفع الدخل الحقيقى للسكان وبعد انتهاء فترته الرئاسية الأولى و«زي النهارده» في 14 مارس 2004 أعيد انتخابه لولاية ثانية بحصوله على أكثر من 70% من إجمالى الأصوات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-13
لم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقا من فرص فوزه بنزاهة كاملة في الانتخابات مثلما هو اليوم، ولم يكن الشعب الروسي يشعر بالرغبة الكاملة لاستمرار بوتين في الحكم مثلما هو اليوم؛ حيث يستدل على ذلك من نتائج استطلاعات الرأي التي تؤكد من جانبها أن غالبية الشعب الروسي تؤيد بقاء بوتين على رأس السلطة، وأنه لا يحتاج بأي حال من الأحوال لأي ألاعيب فنية أو سياسية، سواء لتعزيز شعبيته أو التأثير على فرص المرشحين المنافسين له.وقبل استعراض نتائج استطلاعات الآراء سواء عشية الانتخابات الحالية أو على مدار السباقات الانتخابية السابقة، هناك حاجة لتذكر التطور التاريخي للعمليات الانتخابية الرئاسية في روسيا.تاريخ الانتخابات الرئاسية في روسيااستحدث منصب رئيس الجمهورية في روسيا في مارس من عام 1991، ومنذ ذلك التاريخ أجريت في روسيا الانتخابات العامة لاختيار رئيس الدولة سبع مرات منذ 1991 وحتى 2018 ولم يشهد أي منها جولة ثانية سوى في عام 1996.كما يلاحظ أن الفترات الرئاسية ذاتها تبدلت على مدار السنوات؛ حيث كانت الفترة الرئاسية في أول انتخابات تمتد لخمس سنوات، ثم جرى تعديلها لتصبح أربع سنوات في الفترة من 1996 وحتى 2008 وفي عام 2008 تم تعديل الدستور الروسي لتصبح الفترة الرئاسية ست سنوات بدءا من عام 2012.وأجريت أول انتخابات في روسيا في 12 يونيو عام 1991، حيث تعين على الناخبين وقتها التصويت لشخصين معا؛ وهما من سيتوليان منصب رئيس الدولة ومنصب نائب رئيس الدولة حيث لم تتكرر هذه التجربة في أي انتخابات في روسيا فيما بعد، ولم يتم العودة مجدداً لتجربة تخصيص منصب لنائب رئيس الدولة في روسيا من وقتها. وفي تلك الانتخابات فاز بوريس يلتسين بالمنصب بنتيجة 3ر57% حيث يؤكد الخبراء أن تلك الانتخابات تعتبر هي الأكثر نزاهة وحرية في تاريخ الحياة السياسية الانتخابية في روسيا.وفي عام 1996، جرت الانتخابات وسط جو يسوده التوتر الشديد بسبب سخط الشعب على الإصلاحات التي تجرى، وتردي حالة البلاد بشكل كبير حيث شهدت الانتخابات ترشح عدد كبير من أهم وأكثر رجال السياسة في روسيا شعبية وكان من أبرزهم وقتها ميخائيل جورباتشوف الذي سعى للعودة مجددا للحكم وسط فقدان يلتسين لشعبيته بشكل كبير، إلا أن المفاجأة هي أن أحدا من هؤلاء الساسة لم يحصل على النتيجة اللازمة للفوز بالمنصب، واضطرت لجنة الانتخابات لإجراء جولة ثانية بين أكثر اثنين حصلا على الأصوات وتبين أنهما بوريس يلتسين الذي يعاني من الكثير من المشاكل وجينادي زيوجانوف زعيم الشيوعيين الذي حصل في الجولة الأولى على نسبة 03ر32% مقابل 28ر35% ليلتسين، وبطبيعة الحال خشي الناخبون من العودة إلى الشيوعية من جديد ففضلوا منح أصواتهم ليلتسين رغم ثقتهم في فشله وحصل يلتسين في الجولة الثانية على 82ر53%.كان من المفترض إجراء الانتخابات الثالثة في روسيا في يوليو من عام 2000 إلا أن يلتسين فاجأ الجميع بالاستقالة والتنازل عن الحكم لصالح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي لم يكن من الشخصيات المشهورة أو ذات الشعبية في روسيا وقتها لذلك أجريت الانتخابات في مارس من عام 2000، وظن الكثير من رجال وسيدات السياسة أنها فرصة جيدة للفوز بالمنصب لذلك ترشح في هذه الانتخابات عدد كبير من أهم رجال السياسة والاقتصاد في روسيا لكن فاز بوتين في هذه الانتخابات بالمنصب بنسبة 94ر52%؛ حيث لا يرتبط هذا الفوز بشعبية بوتين ولكن بفقدان الناخبين لثقتهم في النخبة السياسية بأكملها.والحقيقة أن بوتين قد برر آمال الناخبين وتعطشهم للاستقرار والأمن وتحسين مستوى المعيشة لذلك لم يجد مشقة في الفوز في انتخابات عام 2004 والتي حصل فيها على نسبة 31ر71%، وهي نسبة تعكس واقع شعبية بوتين التي ربما تفوق هذه النسبة إلى جانب سيطرة السلطات على كافة العمليات السياسية في الدولة، حيث يلاحظ في تلك الانتخابات أن عدد المنافسين لبوتين بلغ خمسة أفراد وهو أقل عدد منافسين في السباق الانتخابي في روسيا، إلى جانب أنهم من المقربين للسلطة رغم تصنيفهم الرسمي بالمعارضة.وبذلك يكون بوتين قد قضى في الحكم فترتين رئاسيتين، وحتى يثبت التزامه بالقانون قرر عدم خوض انتخابات عام 2008 والسماح لأحد المقربين منه بخوض الانتخابات، حيث كان هناك شخصان يحظيان بثقته العالية، وهما ديمتري ميدفيدييف رئيس الديوان الرئاسية وسيرجي إيفانوف وزير الدفاع، إلا أنه فضل الاعتماد على ميدفيدييف الذي حرص بوتين على ألا يواجه منافسة كبيرة في الانتخابات، حيث لم يترشح أمامه سوى ثلاثة شخصيات من المعارضة المقربة من السلطة وحصل وقتها على نسبة 28ر70%.وعاد بوتين ليترشح مجددا في عام 2012 حيث لم يجد منافسة قوية وكان المرشحون هم ذاتهم المرشحون التقليديون أمامه، ولم يزد عددهم عن أربعة ووقتها حصل بوتين على نسبة 6ر63%، إلا أن أكثر ما كان يميز تلك الانتخابات هو أنها جرت وسط مطالب متصاعدة من الناخبين بضرورة التجديد وإتاحة الفرصة لدماء جديدة لتولي الحكم، لذلك فوجئ الجمبع بمرشح جديد في تلك الانتخابات وهو ميخائيل بروخوروف رجل الأعمال والملياردير الروسي الشهير وهو شاب مفعم بالحيوية، وربما كان ليحظى بفرص أفضل في ظروف مغايرة حيث لم يحصل في هذه الانتخابات سوى على نسبة 98ر7%، وهي نسبة لا تعكس مطلقا شعبية الرجل، ولكن الأهم هو أنه توارى عن الأنظار فيما بعد، ولم يعد له نشاط يذكر.وفي عام 2018، أجريت الانتخابات في روسيا وسط مشاركة كبيرة من المرشحين أمام بوتين حيث وصل عددهم سبعة مرشحين بما في ذلك التقليديين منذ بداية الانتخابات، إلى جانب شخصيات جديدة ولكن تتمتع بشهرة كبيرة، وفي هذه الانتخابات حصل بوتين على نسبة 7ر76%؛ حيث يلاحظ خلال تلك الانتخابات استعادة بوتين لثقته العالية في النفس على جانب ارتفاع شعبيته بسبب حالة المواجهة التي بدأت تعيشها روسيا مع الغرب وعدد من الدول المحيطة بها.انتخابات 2024 والثقة المطلقة لبوتينأجرى المركز الروسي لدراسات الرأي العام استطلاعا للآراء حول فرص المرشحين في الانتخابات الرئاسية الروسية التي ستجري في الفترة 15-17 مارس الجاري، حيث حصل الرئيس الحالي فلاديمير بوتين فيه على نسبة 83%، بينما أقرب منافسيه لم يحصل سوى على 30%.والحقيقة أن هذه المؤشرات تعكس الواقع الحقيقي لشعبية المتنافسين في الانتخابات في روسيا، حيث أن بوتين في ظل الانتصارات التي يحققها على جبهة القتال في أوكرانيا تتزايد شعبيته بمعدلات عالية، خاصة وان الناخبين في روسيا لا ينظرون إلى هذه الحرب على أنها بين روسيا وأوكرانيا وإنما بين روسيا والغرب بأكمله، كما يرون أن بوتين تمكن بالفعل من إثبات وضع الدولة العظمى لروسيا، ونجح في قيادة الدولة وسط الأحداث العاصفة في السنوات الأخيرة بنجاح كبير بحيث فشلت كل السياسات الغربية في كبح جماح الصعود الروسي، ووسع بوتين كثيرا من دائرة أصدقاء بلاده وأصبح الجميع يسعى للتقرب من روسيا التي تمتلك اقتصادا كبيرا لا يمكن لاحد إنكاره، ناهيك عن القدرات العسكرية التي تضاهي قدرات أوروبا مجتمعة.وفي الانتخابات المنتظرة، وصلت شعبية بوتين، وفقا للمركز المشار إليه، إلى أكثر من 80% وذلك مقارنة بأول استطلاع للآراء حول شعبية بوتين، وقد أجراه ذات المركز في عام 2000 حيث كانت شعبية بوتين وقتها تتراوح ما بين 53 و55% وكان أقرب منافس في الشعبية منه هو زعيم الشيوعين جينادي زيوجانوف بنسبة تنراوح ما بين 22 و24%.والحقيقة أن من يتابع نتائج استطلاعات الآراء في روسيا قبيل المواسم الانتخابية الرئاسية سوف يلاحظ أنها قريبة جداً من نتائج التصويت، وهي تعكس أقرب صورة حقيقية للواقع خاصة وان الانتخابات القادمة في روسيا هي التي ستحدد اتجاهات مستقبل هذه الدولة لأنها عمليا الأخيرة للرئيس الحالي الذي ألمح في تصريحاته الأخيرة بأنه سيعمل على تشكيل نخبة جديدة للدولة تتوفر فيها القدرة والحنكة على قيادة دفتها نحو المستقبل، وهو ما يعني أن بوتين سوف يطرح أمام المواطنين في الفترة القادمة المرشحين الذين سيخلفونه في الحكم والقيادة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-28
أعلنت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، في موسكو اليوم الأربعاء، عن وفاة نيكولاي ريجكوف، الرئيس السابق للحكومة السوفيتية، عن عمر يناهز 94 عامًا. وكان ريجكوف، في الثمانينيات، آخر رئيس لمجلس وزراء الاتحاد السوفيتي بقيادة الرئيس السابق للحزب الشيوعي ميخائيل جورباتشوف. منذ عام 1985، لعب ريجكوف دورًا رئيسيًا في سياسة "الجلاسنوست" التي انتهجها جورباتشوف، والتي تعني الانفتاح والشفافية، وحركة الإصلاح السياسي المعروفة باسم البيريسترويكا، أو "إعادة البناء". كما نشر ريجكوف كتابًا عن جورباتشوف في عام 2013. وأشادت صحيفة فيدوموستي بريجكوف، الذي ولد في منطقة دونيتسك الأوكرانية، باعتباره أحد أهم صناع القرار في السنوات الأخيرة للاتحاد السوفيتي. على سبيل المثال، بعد حادث عام 1986 في محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا، قاد فريق الأزمات المكلف بإزالة آثار الكارثة. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، خسر ريجكوف الانتخابات الرئاسية عام 1991 كمرشح للحزب الشيوعي أمام بوريس يلتسين. ومثل ريجكوف منطقة بيلجورود الحدودية القريبة من أوكرانيا كنائب في مجلس الدوما، في التسعينيات، وبعد أن شغل عددًا من المناصب الأخرى، أصبح عضوًا في مجلس الشيوخ في عام 2003. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-02-28
أعلنت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، في موسكو اليوم الأربعاء، وفاة نيكولاي ريجكوف، الرئيس السابق للحكومة السوفيتية، عن عمر يناهز 94 عاما. وكان ريجكوف، في الثمانينيات، آخر رئيس لمجلس وزراء الاتحاد السوفيتي بقيادة الرئيس السابق للحزب الشيوعي ميخائيل جورباتشوف. منذ عام 1985، لعب ريجكوف دورا رئيسيا في سياسة "الجلاسنوست" التي انتهجها جورباتشوف، والتي تعني الانفتاح والشفافية، وحركة الإصلاح السياسي المعروفة باسم البيريسترويكا، أو "إعادة البناء". كما نشر ريجكوف كتابا عن جورباتشوف في عام 2013. وأشادت صحيفة فيدوموستي بريجكوف، الذي ولد في منطقة دونيتسك الأوكرانية، باعتباره أحد أهم صناع القرار في السنوات الأخيرة للاتحاد السوفيتي. على سبيل المثال، بعد حادث عام 1986 في محطة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا، قاد فريق الأزمات المكلف بإزالة آثار الكارثة. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، خسر ريجكوف الانتخابات الرئاسية عام 1991 كمرشح للحزب الشيوعي أمام بوريس يلتسين. ومثل ريجكوف منطقة بيلجورود الحدودية القريبة من أوكرانيا كنائب في مجلس الدوما، في التسعينيات، وبعد أن شغل عددا من المناصب الأخرى، أصبح عضوا في مجلس الشيوخ في عام 2003. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-02-20
علَّمنا أساتذة المهنة ألا نسقطَ تحت وطأة الحدث. ألا ننزلقَ إلى استنتاجات نهائية متسرعة. وأن نضعَ المشهد فى سياق التاريخ والجغرافيا معًا. وأن نلتفتَ إلى الروح العميقة فى مسارح الأحداث وترسانة الكراهيات وجاذبية الثأر. وهكذا تدربنا على الشعور بشىء من القلق أمام الانقلابات والزلازل. كنت فى عداد وفدٍ صحفى بُعيد اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية. شاهدت فى الجانب الإيرانى من الحدود جنديين عراقيين يخرجان عجوزًا إيرانيًا «إلى مكان آمن» بعدما كانَ مختبئًا فى منزله. بدت على وجهِ العجوز أماراتُ الخوف والذل فهاجمنى سؤالٌ عن حجم الثأر الذى ستنفذه إيران حين يُتاح لها ذلك. وشاهدَ العالمُ بعد عقود الجنرال قاسم سليمانى يرقصُ مع الميليشيات العراقية بعد انسحابِ القوات الأمريكية التى اقتلعت نظامَ صدام حسين. وكان القلق زارنى أيضًا حين أطبق الجيش الأمريكى على نظام صدام استنادًا إلى روايات عن علاقات بتنظيم «القاعدة» وبرامج الأسلحة البيولوجية الجوالة. بعض الانتصارات يحمل فى طياتِه وعودَ انهياره أو تعثره، خصوصًا حين يعجز صاحب القوة الهائلة عن فهم ما يدور فى شرايين مسرح انتصاره. زارنى القلق أيضًا حين كنت خارجًا من لقاء مع مسؤول سورى وتلقيت على هاتفى رسالة تفيد باغتيال رفيق الحريرى فى بيروت. ساورنى القلق أيضًا حين ذهبت من «الشرق الأوسط» لأعاينَ تداعى جدار برلين. لم يكن سرًا أنَّ الجدارَ حدود دولة وحدود إمبراطورية. وأنَّه ليس من عادة الإمبراطوريات أن تغيبَ من دون ولائم دموية وإن تأخرت. ولم أعرف يومها أنَّ ضابطًا صغيرًا فى الـ«كى جى بى» سارع إلى إتلافِ وثائقه قرب الجدار وفرَّ عائدًا إلى العمق الروسى. وكان اسم الضابط فلاديمير بوتين. تذكَّرت دروس الأساتذة حين مشيت فى شارع أربات فى موسكو المقيمة تحت قبعة بوريس يلتسين. كان مشهدُ بزاتِ ضباط «الجيش الأحمر» المعروضة مع أوسمتها بحفنة من الدولارات قاسيًا وفظيعًا. التاريخ أستاذٌ صارم. تحكُّ روسيا جروحَها تحت الثلج ثم تنهض لإضرام حريقٍ كبير. وهذا ما حدث. بعد أيامٍ سيطفئ بوتين الشمعة الثانية لـ«العملية العسكرية الخاصة» التى أطلقها فى 24 فبراير (شباط) 2022 لتصحيح التاريخ والجغرافيا معًا. أرسل «الجيشَ الأحمر» لمطاردة «النازيين» على أرض أوكرانيا التى أكَّد أنَّها دولة ما كانت لتوجد لولا خطأ ارتكبه ستالين. بعد ذهاب المستشارين سيحتفل وحيدًا. دائمًا القيصر واحد ووحيد. سيطلق ابتسامتَه الساخرة المسنونة. أمر زيلينسكى قواتِه بالانسحاب من مدينة أفدييفكا أمام القوات الروسية بعدما تأخرت المساعدات والذخائر بسبب «الحروب» الدائرة فى أروقة الكونجرس الأمريكى. ذكَّرنى موقف زيلينسكى بما قاله الرئيس المصرى الراحل حسنى مبارك لوزير الخارجية العراقى السابق، هوشيار زيبارى، ومفاده أنَّ «المتغطى بالأمريكان عريان». العبارة نفسها يمكن أن يقولَها بوتين لزيلينسكى. من حق بوتين أن يسخر. لم يُسلِّم قادة الغرب بأنَّه لا يستطيع أن يخسر. وأنَّه ذهب إلى أوكرانيا ليعاقبَ الغرب بكامله. ولإطلاق انقلاب كبير على العالم الذى ولد من انهيار الجدار وتوارى الاتحاد السوفيتى. أغلب الظن أنَّه سيسخر أيضًا من «الرفاق» الذين بكّروا فى الاستسلام وسهّلوا لبلدانهم القفزَ من القطار السوفيتى. ومن الذين رقصوا ابتهاجًا بالانتماء إلى فردوس «الناتو» واندرجوا فى العصر الأمريكى. من حقه أن يسخرَ من الذين سارعوا غداة غزو قواتِه الأراضى الأوكرانية إلى الاعتقاد بأنَّه ارتكب غلطةَ عمره. وأنَّ انتكاسته قرب كييف ستدفعه إلى القبول بصيغة لإنقاذ ماء الوجه. ومن الذين تقاطروا إلى العاصمة الأوكرانية معتبرين أنَّ الوقت حان لتأديب الرجل الجالس على عرش ستالين. من حقه أن يسخرَ أيضًا من الذين طوّقوا روسيا بالثورات الملونة وخبراء «الناتو» وها هم اليوم يكتشفون أنَّه يتقدم لمحاصرتهم عبر التلاعب بحدود الخريطة الأوكرانية. ومن حقه أن يحتفلَ لأنَّه بدا أستاذًا فى الالتفاف على عقوبات الغرب. وفى كتم عدد الضحايا الروس عن شعبه. ولأنَّ أداء اقتصاده فاق توقعات الخبراء. ولأنَّ قدرته على إنتاج الذخائر تفوق بكثير قدرة القارة الهرمة التى يأكلها الخوف من احتمال عودة دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوى. ولا ضير أن يستعينَ سيد الكرملين ببعض منتوجات ترسانة وريث كيم إيل سونج أو بمُسيّرات من بلاد ورثة الخمينى. مهمتك الوحيدة فى الحرب أن تنتصرَ فيها. وظّف ببراعة امتلاك بلاده ترسانةً نوويةً هائلة لردع الغرب عن ارتكاب مغامرة الانتصار عليه. الترسانة النووية مفيدةٌ من دون استخدامها. وهذه الرسالة شديدة الخطورة على مستقبل العالم. يتجسَّسُ الصحفى على نبض العالم ويرفع تقاريره إلى القراء. هل نبالغ إذا قلنا إنَّ العالم يجتاز منعطفًا شديد الخطورة؟ كيف نطمئن إلى عالم يتعايش شهورًا مع هذه المذبحة المروعة فى غزة ويعجز عن لجم آلة القتل الإسرائيلية أو يتردَّد فى لجمها؟ ثم إنَّ هشاشةَ الشرق الأوسط لا تحتاج إلى دليل. لا وجود لشرطى دولى يضمن حرية الملاحة فى البحر الأحمر. ولا تمتلك الشرعية الدولية القدرة على لجم الصواريخ الهائمة والمُسيرات المسافرة فى اتجاهات كثيرة. الانقلاب الروسى عبر أوكرانيا يرافقه انقلاب أيضًا يقوده الزعيم الكورى الشمالى قرب براميل البارود الآسيوية. ثم إذا سلم العالمُ لبوتين بحق إعادةِ رسم الخريطة الأوكرانية، كيف يرفض حق الصين فى استعادة تايوان وهى من باب «إعادة الفرع إلى الأصل»؟ أزمةُ غزة أظهرت أيضًا حجمَ الانقلاب الإيرانى فى الشرق الأوسط. تشاغل إيران أمريكا وإسرائيل عبر أربع خرائط عربية. من حق بوتين أن يحتفلَ. ولكن ليتَه يقلق قليلًا. أدخل بلادَه فى سباقِ تسلح رهيب مع الغرب الذى يواصل زيادة ميزانياته الدفاعية. على سيد الكرملين، وهو سيد الصواريخ، الالتفاتُ قليلًا إلى أنَّ قدرات الغربِ هائلةٌ، خصوصًا التكنولوجية منها. وأنَّ الاتحادَ السوفيتى لم يُقتل فى الحرب بل فى معركةِ النموذج والازدهار. من حق بوتين أن يحتفلَ. جاء زعيم «فاجنر» وذهب. وجاء ألكسى نافالنى وذهب. ولروسيا ذاكرة تنسى. نقلًا عن صحيفة «الشرق الأوسط» ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-02-13
اشتريت قبل أيام بضع ثمرات من فاكهة الكاكا المدهشة. التهمت واحدة وقلت لنفسى هذه فاكهة مظلومة للغاية، نعطيها فى مصر اسما مضحكا لا نعرف معناه: «كا كا».لا تحظى هذه الكاكا بتقدير كبقية الفواكه الأخرى. ورغم أنها فى مذاق فريد عجيب ولا يسبب مشاكل صحية إلا أنها لا تحظى بشهرة المانجو التى يحذرونا من أملاحها الضارة، ورغم أن نواتها الداخلية صغيرة رقيقة لينة هينة إلا أنها لا تتحصل على نصف الاكتساح الشعبى الذى تتمتع به الجوافة.أين السر إذن؟ هل فى هيئتها التى تجعل البعض يعتقد أنها أقرب للطماطم منها للفاكهة؟ أم فى القوام المائع الذى لا يحبه المتطرفون فى أكل الفواكه الذين يريدون فاكهة ذات شخصية واضحة وقوام حدى يقرقع صوت التهامه فيشعرون أنهم يخوضون معارك مظفرة ويقهرون أعداءهم؟ أم أن المشكلة فى العمر القصير لتاريخ هذه الفاكهة فى مصر؟تعود معرفتى الحقيقية بهذه الفاكهة لظروف سياسية واقتصادية متوترة فى روسيا عام 1998. هذه هى السنوات الأكثر مأسوية فى المجتمع الروسى منذ تفكك الاتحاد السوفيتى عام 1991.كانت روسيا وقتها يحكمها نظام رأسمالى غربى برئاسة بوريس يلتسين ومجموعة من الخبراء الروس الذين تعلموا فى أوروبا والولايات المتحدة وعادوا من هناك بروشتة علاج اسمها «العلاج بالصدمة».تقوم فكرة هذا النوع من البرنامج على أنه طالما اقتصاد البلاد فى غرفة الإنعاش فلن ينفع مع المريض الذى توقف قلبه أدوية ولا محاليل ولا بديل عن تعريضه لصدمة كهربائية صاعقة.بديهى أن الصعقة الكهربائية ستقتل فى الحال قطاعات واسعة من السكان الذين سيخرجون من دائرة تحمل الدولة لهم وتركهم على قارعة طريق الحياة.جاءت أول صدمة بتحرير سعر الروبل أمام الدولار، ففقد الروبل ما بين 70 و 90 % من قيمته فى حالة مفزعة من التضخم. ولأن كبار السن ومن هم على سن المعاش كانوا يتلقون رواتبهم بهذا الروبل المسكين فقد كانوا الأكثر تعرضا وسحقا من الشباب القادر على تعلم لغة العصر والاندماج فى النظام الرأسمالى الجديد.مات بالفعل آلاف البشر من صدمة القرار، وانتحر آخرون، وأفلس ملايين وتشرد فى الشوارع عدد لا يحصى.حين وقعت هذه الأزمة الاقتصادية خرجت المرأة الروسية للعمل فى كل شىء لتحصل على رزقها اليومى لها ولمن تعول.يفتح الرجال المصريون أفواههم إعجابا بالمرأة الروسية لجمالها الفاتن، لكن الحقيقة أن المرأة الروسية تستحق الإعجاب لأسباب أخرى عديدة، ليس أولها مطلقا الجمال الشكلى.اكتسبت المرأة الروسية عبر الزمن تطويرا بيولوجيا ونفسيا وعصبيا لا يقدر عليه غيرها. ففى آخر 150 سنة على الأقل اقتيد الرجال المعارضون منذ العهد القيصرى إلى المعتقلات، أو انتزعوا من الفراش والبيت إلى جبهات القتال للدفاع عن الأرض ضد الألمان والفرنسيين والأتراك وغيرهم، أو وقفوا يشبكون الليل بالنهار أمام المصانع الفولاذية فى النيران ومن حولها، ومن بقى من الرجال فى البيت ونجا من المعتقلات والحرب وسخرة المزرعة والمصنع أصابهم اكتئاب عدمى فعاقروا الخمر وأصبحوا عالة على الزوجة أو الأم أو الأخت.على هذا النحو عرفت المرأة الروسية العمل فى كل شىء وكانت كالرجال فى مواقف عديدة. وحين جاءت أزمة عام 1998 لم تتأخر المرأة عن المعركة.على أرصفة ثلجية من صقيع قاتل يتجاوز 20 درجة تحت الصفر فى المدينة التى كنت أدرس فيها آنذاك عند الدائرة القطبية افترشن الشوارع، يبعن متاع بيوتهن أو مشغولات أيديهن من كوفيات للعنق وجوارب وقفازات صوفية.شمل العمل كل النساء فى كل الأعمار: من الثلاثين إلى الثمانين.من بين هذه الفئات العمرية كانت فئة «البابوشكا»، وهن النساء الأكثر من 70 عاما. تعمر المرأة الروسية طويلا بسبب برنامج الرعاية الطبية منذ العهد السوفيتى.بابوشكا تعنى «الجدة» وكنت لولا فارق اللون الأسمر عندنا والأبيض الثلجى عندهن لقلت إنى كنت أرى فيهن صورة لجدتى لأمى التى تكفلتنى بالتربية بينما كان أبى وأمى يخوضان معركة الحياة فى مصر قبل 50 عاما.هنا فى روسيا وعلى هذه الأرصفة الثلجية بصقيعها المرعب تجلس الجدات يبعن الفاكهة، ومن بين الفاكهة كانت هذه الكاكا التى تعرف فى روسيا باسم «خورما».كان الزبائن يشترون من الجدات على الأرصفة لسبب اقتصادى بحت لا علاقة له بالشفقة أو المساعدة: من يشفق على من والكل مطحون؟ فالأسعار فى المحلات الرسمية التى تدفع كهرباء للتدفئة تزيد بنحو مرتين عن أسعار الجدات على قارعة الطريق الصقيعى تحت الثلوج المنهمرة.كنا جميعا نعرف أن الميزان الصغير الذى تمسكه الجدات فى أيديهن ليس دقيقا وأن الكيلو جرام هو فى الحقيقة 800 جرام وربما أقل، ومع ذلك كان لهن زبائن دوما، وكنت واحدا من هؤلاء.كانت عندى أسباب أخرى غير السعر، أحببت دوما أن أتحدث إليهن لأنهن كن يصبرن على لغتى الروسية المتمهلة البدائية التى كنت أتعلمها فى الجامعة صباحا، كن يصبرن على بحثى عن الفعل والتصريف كى أنطق الجمل صحيحة فلا يحدث التباس فى المعنى، اللغة الروسية ليست كالإنجليزية، فى الإنجليزية ترص كلمات بجوار بعضها بعضا فتصنع جملة مفيدة، الروسية تحتاج تصريفا وتبديلا وتقديما وتأخيرا حتى يفهمك محدثك بشكل صحيح ولا تحدث مواقف محرجة للغاية.لم تكن الجدات فى عجلة من أمرهن وكان لديهن وقت كافٍ لتحمل لغتى البدائية.هناك سبب آخر لكونى زبونا دائما عند الجدات على قارعة الطريق الثلجى، وهى أننى بطبعى أحب المشاكسة فكنت أسأل الواحدة منهن عن رأيها فيما يحدث فى هذه البلاد العجيبة الغريبة الشاسعة المدهشة المرعبة المبهجة.كنت أتلقى دوما إجابات بليغة تبقى معى طيلة اليوم.ذات مساء وأنا عائد من الدرس توقفت عند واحدة منهن لأشترى بعضا من الموز. كان الموز مستوردا من الإكوادور لأن مناخ روسيا لا يعرف الموز من قريب أو بعيد. سألت جدتنا البابوشكا الجميلة ذات الأسنان الذهبية التى ركبتها منذ زمن الشيوعية محل التى تساقطت بمرور الزمن: «ما هو الحل للخروج من الوضع البائس حاليا فى الاقتصاد المتعثر للبلاد؟».أجابتنى على الفور: «ستالين... لا حل لنا يا ولدى سوى ستالين؟».قلت لها بلغة التلاميذ السذج مندهشا ومستنكرا: «ولكن هذا الرجل فتح المعتقلات وقتل الملايين وكمم الأفواه والعقول».ردت بكل بساطة «لا يهمنى كل هذا.. المهم ألا أجلس فى هذا الصقيع القاتل».نعود إلى الكاكا.فى الأسبوع التالى لحوارنا عن ستالين ذهبت إليها واشتريت منها كيلوجراما من الخورما ولكنى لاحظت هذه المرة أن الوزن قليل جدا، أقل حتى من 800 جرام بل إننى شككت أنه ربما لا يزيد على نصف كيلو.سألتها بقليل من الاعتراض «ولكن الميزان مغشوش هذه المرة أيتها الجدة؟ هذا ليس كيلوجراما مطلقا؟».أجابتنى بكل وقار وهى تهز رأسها كحكيم عرف الدنيا كلها: «معك حق طبعا...لكنى أقسم لك يا ولدى أننى أقل من يغش فى هذه السوق الكبيرة»، ألجمتنى كلماتها، فدرت ببصرى إلى السوق التى تعج بالجدات المكافحات والزبائن الكثر ضحايا التضخم وعدت إليها فابتسمت لها ابتسامة رضا وشكرتها وقبل أن أغادر حاولت هى أن تسترضينى، فقالت وهى تبدى الإعجاب: «ابتسامتك حلوة يا ولدى من أين أتيت بهذه الأسنان البيضاء؟».قلت لها، لا شىء هنا يدعو للعجب أنت ترينها بيضاء بسبب التناقض الكبير بين لونى الداكن وأسنانى الفاتحة، وأنا على ثقة أن أسنانك وقت الشباب كانت أجمل منها، وعلى كل حال ما تزال ابتسامتك ساحرة أيتها الجدة».أخذت الخورما وظلت عبارتها الحكيمة ترن فى أذنى منذ شتاء عام 1998 وحتى اليوم: «أنا أقل من يغش فى هذه السوق يا ولدى» علمتنى هذه العبارة الكثير، صرت لا أنتظر من نفسى ومن الناس الصفات المثالية الكمالية الجمالية، لم أعد أنتظر من نفسى ومن الناس كمال الحق والعدل والأمانة والحب والصدق فى الصور المثالية.بت أقرب لأن أصدق أن أجملنا وأكملنا وأكثرنا فائدة هو الأقل غشا لا صاحب الأمانة المثالية، الأقل كذبا فى الحقيقة هو الأقل كذبا وليس الصادق الأمين كما الأنبياء، الأقل طمعا وشرها هو الذى يعيش بيننا ويجب أن نقبله ونتعامل معه لأنه يعيش هنا بيننا على قارعة طريق الحياة وليس ملاكا يجلس من دون اختبارات... هناك فى سمو الحضرة السماوية! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2023-12-30
يدور فيلم «القصر» (The palace) للمخرج رومان بولانسكى، الذى عرض أخيرا فى الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائى فى أجواء ليلة رأس السنة عام 1999، خلال ساعات مجنونة مع اقتراب الألفية الثانية وحالة الارتباك والخوف التى سادت العالم وقتها بسبب ما عرف بمشكلة «الأصفار»، إذ اعتمد المبرمجون فى إدخال الأرقام إلى الحواسب على تخزين السنوات فى هيئة رقمين فقط لتقليل مساحة الذاكرة المستهلكة، أى اقتصار تسجيل سنة 1999 مثلا على 99 فقط، لكن بوصول سنة 2000 تحول هذان الرقمان إلى صفرين ما أنبأ بمجموعة من المخاطر تم مواجهة بعضها واستغلها البعض لسحب وتهريب مبالغ مالية ضخمة. وكان ذلك التحدى الأول للقرن الحادى والعشرين.صاحب تقديم الفيلم لأول مرة فى مهرجان فينيسيا خارج المسابقة، خلال شهر سبتمبر الماضى، الكثير من اللغط. انبرى النقاد لمهاجمته ووصفوه بأنه غريب، سخيف، قبيح، مبتذل، به الكثير من الزخرفة الهزلية ولا يليق بتاريخ المخرج البولندى الأصل الذى بدأ مسيرته الفنية منذ الخمسينيات. اندفع بعضهم إلى قول إنه قد يكون آخر أعماله، «إذ بلغ التسعين من عمره وربما أصابه شىء من الخرف». وفى الحقيقة أجد ردود الفعل مبالغا فيها، فقد أراد بولانسكى أن يناقش قضايا شائكة فى قالب كوميدى ساخر يتماشى تماما مع حجم العبث والابتذال الذى نعيشه فى الواقع. نسف طبقة بأكملها وجعلنا نطلق الضحكات عالية عند رؤية هؤلاء المتربحين ــ المهرجين على الشاشة.• • •اختار المخرج فندقا فخما فى قرية غشتاد، جنوب غرب سويسرا، ليكون مسرحا للأحداث.. منتجعا يقصده الأغنياء فقط فى أهم مناطق التزلج على الجليد. توافد عليه جمع من الأثرياء فى لحظة تاريخية هامة، خرج فيها الرئيس الروسى بوريس يلتسين ليعلن أنه متعب وسيغادر الحكم بسبب ظروفه الصحية فى خطاب متلفز ويكشف أنه تنازل عن السلطة لخلفه فلاديمير بوتين، مسئول الاستخبارات السابق الذى لا يعرف عنه الناس الكثير. فكر طويلا وقرر أن يستقيل فى آخر أيام القرن، وهنأ المواطنين بسنة جديدة سعيدة!كان ضمن نزلاء الفندق الشهير عدد لا بأس به من الأوليجارك وهم رجال الأعمال الذين حققوا ثروات طائلة فى الجمهوريات السوفيتية بعد تفككها خلال حقبة التسعينيات. طبقة حصلت على العديد من الامتيازات بسبب عمليات الإصلاح والخصخصة وغسيل الأموال والسمسرة وسيطرت على الكثير من أصول ممتلكات الدولة، ما أكسبها نفوذا سياسيا ضخما. ومع قدوم بوتين إلى الحكم سيبدأ صراع مع الأوليجاركيين لحين التوصل إلى تسوية كبيرة معهم، تخلص من بعضهم وعقد صفقة مع آخرين سمحت لهم بالحفاظ على مكانتهم فى مقابل دعمهم الواضح لحكومته والمساهمة فى تمويل مشروعاته ودعم توجهاته ماديا. وقد عاد تسليط الضوء على هذه الفئة مجددا مع الحرب على أوكرانيا، إذ تم فرض العقوبات على عدد من الأثرياء الروس المقربين من بوتين، وذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية أن عدد المليارديرات الروس وصل إلى 83 عام 2022، بانخفاض يصل إلى نسبة 27% مقارنة بالعام السابق.اتخذت الفروقات الاجتماعية أشكالا صارخة سخر منها فيلم بولانسكى بفجاجة متعمدة تليق بالواقع. وصل الأوليجارك ومعاونوهم إلى فندق «القصر» محملين بحقائب النقود وطلبوا من المدير أن يضعوها فى مكان آمن، وبالفعل أودعوها فى قبو تم استخدامه فى فترة الحرب العالمية. تتلاحق الوجوه والشخصيات، من خلال الإنتاج الضخم الذى وصلت ميزانيته إلى 21 مليون يورو.ميكى رورك يرتدى باروكة صفراء تجعله قريب الشبه من ترامب، فى دور رجل أعمال من إحدى الجمهوريات السوفيتية يسعى لعقد صفقة مشبوهة مع أحد موظفى البنوك للإفادة من مشكلة «الصفر» وتحويل الأموال لحسابه. الماركيزة الفرنسية، التى تقوم بدورها فانى آردان، تطعم كلبها الكافيار فتصيبه بتلبك معوى وتسعى لإغواء صغار العاملين فى المنتجع. ملابسها مبهرجة وشفتاها منتفختان من فرط عمليات التجميل، مثلما العديد من النزيلات اللاتى يلجأن لمساعدة الطبيب الشهير الموجود أيضا فى الفندق بصحبة زوجته. وفى خضم الاحتفال، يموت أحد الأثرياء العجائز وهو يضاجع قرينته الشابة العشرينية التى تخفى خبر وفاته بمساعدة المدير لكى تحصل على الميراث، فالشرط المذكور فى الوصية يقتضى أن يمر على زواجهما حول كامل! وهكذا تستمر المواقف الهزلية إلى ما لا نهاية فى فيلم قيل عنه إنه لا يشبه مخرجه وأثار ضده هجوما واسعا فى أوروبا.• • •ربما يرجع ذلك لكونه مغايرا أو جاء على غير المتوقع من صاحبه. وربما كان بسبب موقف مسبق من المخرج الذى يعتبره البعض رمزا للإفلات من العقاب بعد اتهامه بجرائم جنسية والاعتداء على قاصر فى نهاية سبعينيات القرن المنصرم، هرب إثر احتجازه من الولايات المتحدة وأقام فى فرنسا بوصفه أحد مواطنيها. وهو ما لم يعد مقبولا مجتمعيا فى ظل وجود حركات قوية تناهض العنف ضد المرأة والتحرش على غرار «مى توــ أنا أيضا»، ففى عام 2020 حين حصد شريطه «إنى أتهم» (J’accuse) ثلاث جوائز سيزار قامت الدنيا ولم تقعد، وأثار الاحتفاء به موجة عارمة من الاحتجاج، لم يكن واضحا أيضا هل هى بسبب سلوكه الشخصى أم بسبب طريقة تناوله لقضية دريفوس، إحدى أشهر الفضائح السياسية فى فرنسا والتى ارتبطت بالصراع الاجتماعى والانقسامات بين القوميين والمعادين للسامية فى نهاية القرن التاسع عشر.رولان بولانسكى الذى ينتمى لعائلة يهودية بولندية هربت من الهولوكست اشترك فى كتابة فيلمه الواحد والأربعين «القصر» مع صديق قديم، وهو المخرج جيرزى سكوليموفسكى، 85 سنة، أحد أبرز وجوه السينما الجديدة فى بولندا. كلاهما حقق العديد من النجاحات وحصد جوائز عالمية لا حصر لها، لكنهما قررا هذه المرة أن يصنعا فيلما كوميديا يقترب من تيار «الكارثية الساخرة» فى الأدب الذى تميز به النثر البولندى فى فترة ما بين الحربين، خلال العشرينيات والثلاثينيات. اهتم كتاب هذا الاتجاه بشكل العالم حينها وقدموا رؤية هزلية مليئة بالتناقضات لواقعهم تذكرنا بالأسلوب المتبع فى الفيلم، الذى نتساءل خلال مشاهدتنا له: «ماذا لو أردنا نقل الأحداث إلى نهاية عام 2023؟» وننشغل بتخيل التفاصيل والشخصيات وأماكن تواجدهم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-02-09
في أول مقابلة له مع منصة إعلامية غربية منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، تناولت مستقبل النظام الدولي، والحرب الروسية الأوكرانية، والتي استمرت لأكثر من ساعتين. وشنت وسائل إعلام غربية هجومًا حادًا على بوتين واصفة أن الخطاب الرئيس الروسي تضمن العديد من المغالطات والأكاذيب على حد وصفهم، وفندت الـ «بي بي سي» البريطانية إدعاءات بوتين التاريخية واصفه لإنها هراء، فيما نشر فيه موقع بوليتيكو الأمريكية تحقيقا، فند فيه إدعاءات الرئيس الروسي، ورصد 5 مغالطات جاءت كما يلي: 1- مبرر للغزو بوتين قال خلال اللقاء: «ليس الأمر أن أمريكا كانت ستشن ضربة مفاجئة على روسيا.. أنا لم أقل ذلك». في المقابل برر بوتين غزو أوكرانيا من خلال ادعاء وجود تهديد من الولايات المتحدة، حيث صرح قبل 3 أيام فقط أن القضية الأوكرانية، «وستكون بمثابة موطئ قدم متقدم للهجوم»، مضيفا «نحن نعلم أيضًا من هو الخصم الرئيسي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي- إنه روسيا». 2- من الذي منع محادثات السلام؟ قال بوتين: «لقد أصدر رئيس أوكرانيا قانونًا يحظر التفاوض مع روسيا». في المقابل وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي مرسوما يحظر المفاوضات على وجه التحديد مع بوتين، وليس مع روسيا كدولة، وقال زيلينسكي: «مع هذا الرئيس الروسي، الأمر مستحيل. ولا يعرف ما هي الكرامة والصدق، وقال زيلينسكي: «نحن مستعدون للحوار مع روسيا، ولكن مع رئيس مختلف». 3- لماذا انهار الاتحاد السوفييتي قال بوتين: «حتى أن روسيا وافقت طوعًا وبشكل استباقي على انهيار الاتحاد السوفييتي، ففي نهاية المطاف، كان انهيار الاتحاد السوفييتي، هو الذي بدأته القيادة الروسية فعليًا». في المقابل فإن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين كان أحد الموقعين الثلاثة على اتفاقيات بيلوفيجا في ديسمبر 1991، والتي أعلنت تفكك الاتحاد السوفييتي. لكن انهيار الاتحاد السوفييتي كان يرجع في المقام الأول إلى الصراعات السياسية والاقتصادية الداخلية، حيث أعلنت العديد من الجمهوريات السوفييتية استقلالها ضد رغبة موسكو. 4- من لديه الدعاية أقوى وهل كان جيرشكوفيتش جاسوس؟ وقال الرئيس الروسي: «في الحرب الدعائية، من الصعب جدًا هزيمة الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة تسيطر على جميع وسائل الإعلام العالمية، والعديد من وسائل الإعلام الأوروبية، وإن المستفيد النهائي من أكبر وسائل الإعلام الأوروبية، هي المؤسسات المالية الأمريكية». في المقابل قال بوليتيكو، إن أكبر شركات الإعلام الإخباري، مملوكة للقطاع الخاص، وتعمل دون سيطرة حكومية مباشرة. واتهم بوتين الصحفي الأمريكي إيفان جيرشكوفيتش بالتجسس قائلاً: «إذا حصل الإنسان على معلومات سرية، وقام بذلك بطريقة تآمرية، فهذا يعتبر تجسسا، وهذا هو بالضبط ما كان يفعله، لقد كان يتلقى معلومات سرية، وكان يفعل ذلك سرا». في المقابل ذكرت بوليتيكو أن وول ستريت جورنال أنكرت بشدة التهم الموجهة إلى جيرشكوفيتش. 5- قوة روسيا الحقيقية (ولكن من قال ذلك بالفعل؟) وقال بوتين: «الغرب يخشى من الصين القوية أكثر من خوفه من روسيا القوية، لأن روسيا يبلغ عدد سكانها 150 مليون نسمة والصين يبلغ عدد سكانها 1.5 مليار نسمة. وكما قال بسمارك ذات مرة، فإن الإمكانات هي الأهم». في المقابل ذكرت بوليتيكو، أن بوتين دائماً ما يستشهد بالاقتباسات المزيفة، حيث لم تعثر على مصدر يؤكد أن بسمارك أدلى بالبيان الذي استخدمه بوتين. وأشارت إلى أن بوتين في ديسمبر 2023، نقل عن بسمارك قوله إن «الحروب لا ينتصر فيها الجنرالات، بل ينتصر فيها معلمو المدارس وكهنة الأبرشيات»، على الرغم من أن بسمارك لم يقل ذلك في الواقع. تاريخ مزيف.. الـ BBC تفند إدعاءات تاريخية للرئيس الروسي من جانبه فند موقع بي بي سي البريطاني، سرد الرئيس الروسي بتاريخ العلاقات بين موسكو، وكييف، ووصف حديث بوتين بأنه «هراء»، ولا يمثل أكثر من إساءة انتقائية للتاريخ لتبرير الحرب المستمرة في أوكرانيا. وتمحور خطاب بوتين حول فكرة أن أوكرانيا دولة مصطنعة تم إنشاؤها بناء على رغبة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، ولم تكن موجودة قبل عام 1922، مشيرا إلى أن معنى الأوكرانيين في اللغة الروسية، هو الناس الذين يعيشون على الأطراف، أي أنهم جزء لا يتجزأ من روسيا. ويقول سيرجي رادشينكو، المؤرخ في كلية جونز هوبكنز، «القيادة السوفييتية رسمت حدود الجمهوريات السوفييتية تمامًا مثلما رسمت القوى الاستعمارية الغربية الحدود في أفريقيا- بطريقة عشوائية نوعًا ما»، معقباً «لكن هذا لا يعني أن الأوكرانيين لم يكن لهم وجود». وعلى نطاق أوسع، ينفي رادشينكو مزاعم بوتين بأن أوكرانيا ليست دولة حقيقية لأنها تشكلت بشكلها الحديث في القرن العشرين «إن أي دولة هي دولة مزيفة، بمعنى أن الدول يتم إنشاؤها نتيجة لعملية تاريخية. القرن التاسع نشأة روسيا عاد الرئيس الروسي إلى تاريخ إنشاء الدولة الروسية في 862، حينما دعي الأمير روريك من الدول الإسكندنافية للحكم من قبل الفارانجيين، وجاء خليفته الأمير أوليغ إلى كييف، والذي كان بمثابة الوصي على ابن روريك الصغير، فأزاح من السلطة شقيقين كانا من زمرة روريك، وبدأت حينها روسيا في التطور، وكان لها مركزان: في كييف ونوفجورود. وتابع الرئيس أن معمودية روسيا القديمة «روس» بدأت في 988، عندما اعتمد الأمير فلاديمير، حفيد روريك، الأرثوذكسية دينا لها، وكان ذلك تاريخا هاما للغاية، حيث بدأت الدولة الروسية المركزية حينها في تعزيز سيادتها ووحدة أراضيها وروابطها الاقتصادية ولغتها وبالتالي بدأت بلورتها كدولة مركزية. ويقول رادشينكو إن ادعاء الرئيس «كاذب تماما»، مشيرا إلى أن بوتين «يحاول بناء رواية إلى الوراء، قائلا إن روسيا كدولة بدأت تطورها في القرن التاسع، ويمكنك القول بالمثل إن أوكرانيا كدولة بدأت تطورها في القرن التاسع، تمامًا بنفس النوع من الأدلة والوثائق». «مجموعة عرقية خاصة» أخبر بوتين تاكر كارلسون أنه بحلول القرن السابع عشر، عندما سيطرت بولندا على أجزاء من أوكرانيا الحالية، طرحوا فكرة أن سكان تلك المناطق «لم يكونوا روسًا بالضبط. ولأنهم كانوا يعيشون على الهامش، كانوا أوكرانيين». «. «في الأصل كانت الكلمة الأوكرانية تعني أن الشخص كان يعيش في ضواحي الولاية، على طول الهامش.» لكن أنيتا برازموسكا، الأستاذة الفخرية في كلية لندن للاقتصاد، تقول إنه على الرغم من ظهور الوعي الوطني بين الأوكرانيين في وقت لاحق مقارنة بدول أوروبا الوسطى الأخرى، إلا أنه كان هناك أوكرانيون خلال تلك الفترة. وأردفت برازموسكا «يستخدم فلاديمير بوتين مفهوم الدولة في القرن العشرين القائم على حماية أمة محددة، كشيء يعود إلى الوراء، لكن هذا لا يحدث». ويقول سوني إنه قد يكون من الصحيح أن الروس والأوكرانيين والبيلاروسيين «جاءوا من نفس السلالة.. ومع مرور الوقت، تطوروا إلى شعوب مختلفة». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-04-04
بدا مثيرا للالتفات والتساؤل عن مغزى أن يتصدر تمثال لرئيس الوزراء الروسى الأسبق «يفجينى بريماكوف» مدخل السفارة الروسية فى القاهرة مشارا إليه بـ«رجل الدولة».بصورة مقاربة يمكن إطلاق الصفة نفسها على رئيس الوزراء المصرى الراحل «كمال الجنزورى».كلاهما صعد إلى منصبه فى ظروف استثنائية ناقضت اعتقاداته وانحيازاته.لم يكن «بريماكوف» مستعدا أن يتماهى مع مشروع تفكيك الدولة، أو أن يتقبل حكم المافيا، التى بدأت تحكم قبضتها على الاقتصاد والإعلام إثر انهيار الاتحاد السوفييتى السابق.حاول بقدر ما يستطيع ضبط الأداء العام على فكرة بناء الدولة، لكنه اصطدم بحقائق القوة الجديدة وخرج من السلطة شبه مطرود بعدما كان مرشحا قويا لخلافة «بوريس يلتسين» فى الكرملين.عند أول زيارة قام بها للقاهرة، التى عمل بها لسنوات طويلة مراسلا لصحيفة «البرافدا»، فكر أن يطل على شارع «شجرة الدر» بحى «الزمالك»، حيث كان يسكن فى ستينيات القرن الماضى.فى تلك الزيارة التقى عددا من كبار الصحفيين المصريين، الذين تربطهم به صداقات قديمة، فى النادى الدبلوماسى بالقاهرة بدعوة من الدكتور «أسامة الباز» المستشار السياسى للرئيس.بعبارة انطوت على مزيج من الود والعتاب بادره صديقه القديم الكاتب الصحفى «محمد عودة»: «ضيعتوا البلد يا بريماكوف»، قاصدا ما جرى فى موسكو من تطورات وانهيارات، على ما روى لى الدكتور «سامى عمارة» أبرز المراسلين المصريين بالعاصمة الروسية، الذى تابع الواقعة المثيرة.اتهامات مماثلة لاحقت الدكتور «الجنزورى»، الذى تولى رئاسة الحكومة فى عهد «مبارك» بين عامى (1996) و(1999) عندما أسندت إليه مجددا بعد ثورة «يناير».كلاهما، «بريماكوف» و«الجنزورى» حاول دون جدوى وقف النزيف الداخلى منتصرا لفكرة الدولة.الأول، بإرث الحزب الشيوعى السوفييتى الذى يناقض التوجهات الجديدة.والثانى، بإرث مدرسة التخطيط المصرية الذى يجافى ما يحدث من تحولات وسياسات باسم «الإصلاح الاقتصادى».لم يكن «يلتسين» و«مبارك» مستعدين أن يكون بجوارهما رجل ثان قوى، معتد بنفسه يمارس صلاحياته كرئيس للحكومة من موقع الشريك فى صناعة القرار.فى الحالتين طرد «رجل الدولة» بفائض الضجر من شخصيته القوية، ورد اعتباره بعد سنين لم تطل.خلف «بريماكوف»، الذى تولى رئاسة المخابرات قبل أن تسند إليه رئاسة الحكومة، رجل المخابرات الشاب «فلاديمير بوتين»، الذى لم يخف فى أى وقت تأثره وإعجابه به، وعمل على تكريمه بعد رحيله أكثر من أى شخصية سياسية روسية أخرى.تجربة «الجنزورى» اختلفت من زاويتين.الأولى، قدر التشهير الذى تعرض له عندما خرج من السلطة عند نهاية تسعينيات القرن الماضى بطريقة مهينة غير مبررة، والعزلة التى فرضت عليه، لا يدعى ولا يستقبل فى أى محافل عامة.والثانية، عودته إلى موقعه على رأس الحكومة بعد انقضاء عهد «مبارك» إثر ثورة «يناير» (2011).فى بلد كمصر فإن المسئول يقال ولا يستقيل، وعندما يخرج من السلطة لا يعود إليها إلا نادرا.صلب مشكلة «الجنزورى» مع «مبارك» قدر اعتداده بنفسه.بعد إطاحة المشير «عبدالحليم أبو غزالة» وزير الدفاع الأسبق لم يسمح «مبارك» ببروز شخصية أخرى تشاركه الحكم والقرار.كان الدافع المباشر لإطاحة الدكتور «الجنزورى» تصوره عن نفسه ودوره، فهو رجل ثان قوى، وليس سكرتيرا تنفيذيا لرئيس الجمهورية.عند عودته من الخارج حيث كان فى رحلة عمل التف حوله فى صالون ملحق بمكتبه عدد من الوزراء يرحبون به كما جرت العادة، إلا أنهم فوجئوا به يطرح عليهم سؤالا استنكاريًا عن الأسباب التى دعتهم لعدم خروجهم لاستقباله فى المطار!استخدمت الواقعة لحسم الصراعات داخل الحكومة وقتها، تمهيدا لتصعيد الدكتور «عاطف عبيد» إلى مقعد «الجنزورى»، حيث مضى بعيدا فى سياسات الخصخصة وبيع الممتلكات العامة.سألت الدكتورة «آمال عثمان» وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية المقربة من أسرة الرئيس عما إذا كان قد حدث تغيير فى قواعد البروتوكول.. بما يلزم مجلس الوزراء بالخروج كاملا لاستقبال رئيسه عند عودته من الخارج؟!لم يكن مسموحًا من رجل كـ«مبارك» عهد عنه التأنى الطويل والمبالغ فيه عند إصدار القرارات السياسية أن يتسامح مع أى تهديد محتمل لسلطاته المطلقة داخل نظام الحكمأراد «الجنزورى» فعلا أن يكون رئيس حكومة قويا، تمددت سلطاته بما أثار حفيظة «مبارك»، واستخدم خصومه نوازع الهيمنة عنده للإطاحة به.على عهد «مبارك» جمعته بالمشير «محمد حسين طنطاوى» صلات ود.. العمر متقارب، الطباع الشخصية تميل عنده إلى انضباط الأرقام والحسابات والحزم فى العمل وهى طباع تقترب من شخصية رجل الضبط والربط والالتزام فى التنفيذ. ربما لهذا السبب مال من موقعه رئيسا للمجلس العسكرى إلى ترشيحه لخلافة الدكتور «عصام شرف» فى رئاسة الحكومة.لم يكن «الجنزورى» مرشحه الأول، عرض خلافة «عصام شرف» على آخرين قبله، آخرهم طلب فسحة من الوقت لاستشارة عائلية، وعندما أبلغ «المجلس العسكرى» بموافقته كانت رئاسة الحكومة قد ذهبت إلى «الجنزورى».جماعة «الإخوان المسلمين» اعترضت على الأسماء التى جرى التداول فيها واحدا إثر آخر واستقرت على دعمه فى النهاية، لم يكن هناك بديل آخر.بدأ الصدام مبكرا، فالجماعة تريد أن تهيمن على مفاصل الدولة و«الجنزورى» يمانع فى أهدافها. قرر أن يتصرف على طريقته، أن يكون حازما ومباشرا. هكذا لوح بحل البرلمان أمام «سعد الكتاتنى»، الذى كان يتولى رئاسته.كانت تلك معركة كبرى تبدت فيها طبيعة شخصية «الجنزورى».فيما كانت الجماعة تحرض عليه وتدعو إلى إقالته من تحت قبة البرلمان، أو فى تظاهرات الميادين العامة، فكرت بعد أن كسبت انتخابات الرئاسة أن تسند إليه رئاسة الحكومة مجددا، فهو «رجل الدولة» الذى يعرف كواليسها ومفاتيح إدارتها فيما هى لا تعرف شيئا.بعد مساجلات داخلية استقر أمرها على إزاحته حتى يمكن «التكويش» على السلطة كاملة.كان ذلك خطأ فادحا أفضى إلى ما أسميته وقتها: «دولة الهواة»، التى تقوضت بعد عام واحد.تجربة «الجنزورى» محافظا ووزيرا ورئيسا للوزراء مرتين ثرية وعريضة وكامل أسرارها لم يفصح عنها بعد، مراجعة تضاريسها وما جرى فيها ضرورى لسلامة النظر إلى المستقبل.إذا ما قدر أن يلخص «الجنزورى» فى جملة واحدة، فهو كـ«بريماكوف»: «رجل الدولة». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2019-03-20
عندما صعد «يفجينى بريماكوف» إلى رئاسة الحكومة الروسية فى سبتمبر (١٩٩٨) بدا كأقوى مرشح محتمل لخلافة «بوريس يلتسين» على مقعد الرجل الأول فى الكرملين.كان «يلتسين» يترنح وحياته السياسية توشك على الغروب.أحد الأسباب الجوهرية فى تزكية «بريماكوف» لمنصب الرجل الأول خلفيته كرئيس للاستخبارات الروسية فى بلد تتحلل قوته وعناصر تماسكه.كان «يورى أندربوف» أول من صعد بهذه الصفة، أعطى إشارة تغيير فى بنية السلطة بعد سنوات طويلة من جمود سلفه «ليونيد برجينيف»، لكنه رحل بعد أقل من سنتين.وكان «بريماكوف» هو الرجل الثانى المحتمل، الذى يصعد بهذه الصفة، لكن «يلتسين» أطاحه خشية قوة شخصيته وراهن على رجل ثالث أكثر شبابا وطموحا وغموضا من نفس المدرسة هو «فلاديمير بوتين».«بوتين» تأثر بـ«بريماكوف» بذات قدر تأثر الأخير بـ«أندربوف».لم تكن مصادفة احتفاء «بوتين» بذكرى «بريماكوف»، ربما أكثر من أى زعيم سوفييتى سابق.مع صعود «بريماكوف» شاعت قصص وحكايات عن صداقاته بالقاهرة.وكانت مادة صحفية رائجة ومثيرة للاهتمام العام.رغم ذلك لم يحدث أن فكر أحد فى توظيف صداقاته الحميمة مع عدد من كبار الصحفيين المصريين لصالح تطوير المواقف الروسية تجاه القضايا العربية الملحة والضاغطة.. أو على الأقل لاستكشاف: «ماذا يحدث بالضبط فى الكرملين؟».. أو «ما حدود التغيير الممكن؟».القصص الإنسانية لها ــ باليقين ــ جاذبيتها المهنية.. فمن لا يريد أن يقرأ عن حياة الرجل القوى الصاعد فى روسيا أثناء إقامته الطويلة بالقاهرة، أو جلساته ومحاوراته فى مقاهى حى الحسين.الأهم مما هو شخصى وإنسانى الإطلال على تفكيره، أو كيف سوف يتصرف فى الملفات التى تخصنا وتدخل فى صميم مصالحنا الاستراتيجية.لم يحدث شىء من ذلك بالاهتمام الذى يستحقه.فى تلك اللحظة كان مراسل صحيفة «برافدا» السابق فى العاصمة المصرية رجلا غير عادى فى ظروف غير عادية وفى دولة، مهما تعاظمت عليها عواصف الإنهاك السياسى والاقتصادى، غير عادية.بنوع من الاختزال انتمى «بريماكوف» فى جانب مهم من تجربته الإنسانية والسياسية إلى تفاعلات ومعارك ثورة «يوليو».كانت أيامه فى القاهرة ــ كما كتب فى مذكراته ــ أجمل سنوات العمر.عاين التجربة عن قرب وكتب عنها واحدا من أهم الكتب السوفييتية ذات الاعتبار مع زميله «إيجور بيليايف».كلاهما حمل درجة الدكتوراه واقترب من المثقفين والصحفيين والسياسيين، بمن فيهم الرئيس «عبدالناصر» نفسه، إلى حدود تسمح لهما ببناء تصور موضوعى عن تجربة «يوليو».. بكل زخمها وتناقضاتها.. إنجازاتها وصراعاتها.فى كلمة واحدة لخص التجربة: «الكرامة».بوصف «بريماكوف» كان «عبدالناصر» إنسانا ذا مزاج حار يسهل استثارته إذا لمس أحد كرامته الشخصية أو السياسية.وبروايته حدث أن اشتكى أثناء مأدبة عشاء عام (١٩٥٧) السفير الأمريكى فى القاهرة «بايروود» للرئيس «عبدالناصر» أن بعض المصريين ضربوا أمريكيا فى منطقة قناة السويس.قال «عبدالناصر»: «إن هذا الأمريكى كان يتصرف مع الأسف، بحيث اعتقد أبناء الشعب أنه جاسوس».أجاب «بايروود» ــ منفعلا: «أنه يأسف على اعتقاده السابق بأنه موجود فى بلاد متحضرة».غادر «عبدالناصر» قاعة الطعام على الفور، ولم تصلح كلمات الاعتذار فى إرجاعه إليها.لم يعن ذلك ــ وفق «بريماكوف» ــ أن عواطفه تتحكم فيه، فقد كان يتخذ قراراته السياسية بعد مقارنات عميقة وتحليل للتجارب ودراسة الإمكانات والفرص.بتوصيف ثانٍ: كان تكتيكيا بارعا فى السياسة.. لكنه لم يكن أبدا ذرائعيا.وبتوصيف ثالث: فإنه سياسى حاسم وباسل بدرجة كافية، غير أنه كان يفضل تنفيذ بعض ضرباته الكبرى بالتدريج ــ إذا كان يعقب شوط التأرجح يسارا تأرجح آخر إلى اليمين.هذا يتعلق بالخطوات التكتيكية لا الاستراتيجية.كان مثل هذا التكتيك يضعف بدرجة ما القوى المضادة للثورة، بل كثيرا ما كان يجهز عليها تماما، غير أنه حمل أيضا فيما يرى «بريماكوف» أخطارا جمة.. حتى على «عبدالناصر» نفسه!ثمة نوع من الافتتان بـ«عبدالناصر» وتجربته عن رؤية واقتراب ودراسة وحوارات مفتوحة مع صحفيين مطلعين ومؤثرين مثل «محمد حسنين هيكل» و«محمد سيد أحمد» و«محمد عودة» و«لطفى الخولى».وفق «بريماكوف» فإن «عبدالناصر» لم يكن ينظر إلى السلطة كمغنم له، أو لعائلته ــ فهو ابن موظف صغير، عاش فى منزل متواضع، ولم تكن لديه حسابات جارية فى البنوك الأجنبية، ولم يعلق بثوبه غبار.. عمل دون إجازات بواقع ثمانى عشرة ساعة فى اليوم.طوال مذكرات «بريماكوف» تشعر أنك أمام كاتب يلتزم بالتوجهات الرئيسية العامة للقيادة السوفييتية فى ذلك الوقت، غير أن حماسه فى الرد على خصوم «يوليو» وتفنيد بعض أطروحات نقادها الغربيين مثل «فاتيكوتس»، لا يمكن أن يكون عملا وظيفيا صدرت به تعليمات.انطوت مذكرات «بريماكوف» على مقولتين رئيسيتين، كان لهما فى السبعينيات وقع وأثر فى الجدل السياسى الدائر والساخن وقتها.الأولى ــ أن تنظيم «الضباط الأحرار» لم يسرق الثورة من الحركات الشيوعية الضعيفة المفتتة، والعاجزة عن التطور الفكرى.كان من رأى «بريماكوف» أن تنظيم «الضباط الأحرار» نقيض للمؤسسة العسكرية التقليدية وضدها، وأنه سليل إرث الوطنية المصرية وثورة «أحمد عرابى» ضد تزايد دور الأجانب وتسلط الخديو.الذين قرأوا كتاب «محمد عودة» «ميلاد ثورة» عن تاريخ ودور العسكرية الوطنية المصرية فى ثورات وحروب مصر لا بد أن يلاحظوا مدى تأثيره فى رؤية «بريماكوف».والثانية ــ توصيفه للتحولات الاجتماعية التى جرت فى مصر الستينيات بأنها تطور لا رأسمالى أدى إلى تقويض السيطرة السياسية والاقتصادية الأجنبية فى مصر، وأن وصف هذه التحولات بأنها «رأسمالية دولة»، كما دأب عدد كبير من الشيوعيين المصريين ليس أكثر من نزق أيديولوجى.«عبدالناصر» اشتراكى حقيقى، ارتقى وعيه فى قلب المعركة.. ومن مرحلة إلى أخرى ــ كما رآه «بريماكوف».صاغ فكرة «عبدالناصر» المركزية على النحو التالى: «مصر بلد مفتوح وإسرائيل تهديد وجودى يمكن أن تطعن به من كل جانب، وأنه لا يمكنها أن تلعب دورها فى المنطقة أو فى العالم دون أن تحفظ أمنها ذاته، أو دون أن يكون لديها جيش قوى».وفق هذه الفكرة المركزية اتجه إلى كسر احتكار السلاح الغربى وبناء علاقة قوية مع الاتحاد السوفييتى، ورفض أن تدخل مصر «الحزام الجنوبى»، الذى كان يأمل وزير خارجية الولايات المتحدة فى خمسينيات القرن الماضى «جون فوستر دلاس» فى بنائه على الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتى ــ بصياغة الرجل الذى لاح تحت قباب الكرملين لوقت قصيركخليفة محتمل لمقاديره . ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2012-11-12
شروخ الشرعية تتمدد من نهايات عصر «مبارك» إلى فترة حكم «المجلس العسكرى» إلى الأحوال الراهنة كأنها حلقات متصلة. على مدى سنوات طالت لم تستقر أوضاعا دستورية تؤسس لشرعية تلقى قبولا عاما. الظروف اختلفت من مرحلة إلى أخرى، وشروخ الشرعية تباينت، ولكن الأزمة أخذت عنوانا واحدا: «الدستور». بعض شروخ الشرعية جرى توارثها من حكم إلى آخر! فى سنوات «مبارك« الأخيرة بدت شروخ الشرعية منذرة بقرب نهاية النظام. التوقعات مالت إلى أحد احتمالين.. أولهما، أن يمضى «مشروع التوريث» إلى نهايته وتنتقل السلطة من الأب إلى الأبن متحولة إلى «جمهورية عائلية».. وثانيهما، أن يبرز جنرالا جديدا من بين صفوف الجيش يتولى السلطة معيدا إنتاج النظام بوجه جديد. كان الرئيس السابق قلقا من عواقب مقامرة التوريث: «لن أضع ابنى فى الجحيم بيدى» على ما قال، لكن الضغوط العائلية دعته لإفساح المجال أمام هذا السيناريو وأسند إلى نجله صلاحيات غير دستورية جعلت منه رئيسا موازيا. كانت الانتخابات الرئاسية فى عام (٢٠٠٥) نقطة تحول جوهرية فى معادلات السلطة.. وفى اجتماع لم يعلن عنه ضم قيادات فى «الوطنى» و«الدولة» احتفالا بنتائج الانتخابات التى أشرف عليها نجل الرئيس السابق سأل اللواء «حبيب العادلى» وزير الداخلية شخصية مقربة من «جمال مبارك»: «أنتوا ناويين تعملوا إيه فى البلد؟». كانت العبارة بنصها تعبيرا عن تحولات فى بنية السلطة، وبدأت الهرولة إلى صفوف «الرئيس الموازى». فى تلك اللحظة قرر «العادلى» أن يكون «وزير داخلية التوريث»! قيادات الجيش مانعت على طريقتها فى هذا التحول معتقدة أن رئاسة الدولة من حقها بمواريث يوليو، والحملات الصحفية والسياسية تصاعدت ضد حكم العائلة وتعمقت شروخ الشرعية، وبدا أن مصير النظام مسألة وقت. فى تلك الآونة لاح سيناريوهان أولهما، السيناريو الروسى أن تنتقل السلطة من الرئيس إلى رجل المخابرات القوى اللواء «عمر سليمان« على الطريقة التى جرت فى دهاليز «الكرملين» بصفقة نقلت السلطة بمقتضاها من الرئيس «بوريس يلتسين» إلى رجل مخابراته القوى «فلاديمير بوتين» مقابل الخروج الآمن للأول وضمان عدم تعرضه للملاحقة القضائية. وثانيهما، السيناريو التونسى انقلاب قصر يجرى فيه احتجاز «الرئيس المريض» ونقل السلطة إلى رجل جديد، على النحو الذى جرى عند تنحية الرئيس التونسى الأسبق «الحبيب بو رقيبة» على يد رئيس حكومته اللواء «زين العابدين بن على». السيناريو الأول، خامر «مبارك».. والسيناريو الثانى، أقلقه بشده.. لكنه لم يتوقع أن تكون نهايته على الطريقة التونسية بسيناريو مختلف. فقد أعقبت الثورة فى تونس ثورة مماثلة فى مصر أطاحت بالنظام كله الذى تمددت شروخ الشرعية فيه إلى حدود الانفجار. المعضلة التى استحكمت عند انتقال السلطة بعد ثورة يناير أن «المجلس العسكرى» لم يكن مقتنعا بأن هناك ثورة جرت ولدت شرعية جديدة تنتسب إليها، ولم يكن مستعدا لوضع دستور جديد يعلن القطيعة التاريخية مع النظام السابق، وهكذا تمددت شروخ الشرعية إلى ما بعد الثورة، فلا شرعية ثورية تقود ولا شرعية دستورية تحكم. ضاعت فرصة صياغة دستور جديد يضمن أن يأخذ التحول الديمقراطى مداه، وأن يتضمن أهداف يناير فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. دخلت مصر فى متاهة دستورية نالت من شرعية «المرحلة الانتقالية» بصورة فادحة. قبل انتقال السلطة من «العسكرى» إلى «مرسى» بدت مصر أمام سيناريوهات متضاربة. أولها، السيناريو الرومانى ــ أن يجرى الانقضاض على الثورة باسم الاستقرار والحفاظ على الأمن، وكان ظهور اللواء «عمر سليمان» على مسرح الأحداث مترشحا لرئاسة الجمهورية مثيرا لمخاوف أن يكون صعوده تمهيدا لـ«مشروع قمع» على النحو الذى جرى فى رومانيا مُجهزا على انتفاضتها الشعبية. وثانيها، السيناريو الباكستانى، بمعنى تقاسم السلطة بين المجلس العسكرى و«الإخوان المسلمين». كانت التفاهمات بين الجانبين جارية وحضور السفيرة الأمريكية «آن باترسون» القادمة من الخدمة فى باكستان داعيا إلى طرح مثل هذا السيناريو. وثالثها، السيناريو الجزائرى ــ أن يحتذى «العسكرى» تجربة الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية والزج بالإسلاميين فى السجون والدخول فى حمامات دم متبادلة كالتى استهلكت الجزائر وطاقاتها وسحبت من رصيد مستقبلها. ورابعها، السيناريو التركى، بمعنى احتذاء الجماعة الأكثر تنظيما التجربة التركية عند آخر حلقات تطورها مع إبعاد العسكريين عن الحكم. لا السيناريو الرومانى كان واقعيا، ولم يكن المجلس العسكرى مستعدا لدعم «عمر سليمان».. ولا السيناريو الباكستانى كان مقبولا، فالجيش المصرى حقائقه تختلف.. ولا السيناريو الجزائرى كان محتملا، والنسيج المصرى يأبى تلك المواجهات الدموية الواسعة.. ولا السيناريو التركى كان ممكنا، فالإسلاميون هنا لم يتطوروا على النحو الذى جرى فى تركيا. عند نهايات عصر «مبارك» اتسعت شروخ الشرعية وتفاقمت عوامل الانفجار، وكان الدستور عنوان الأزمة وليس موضوعها، فالملفات الاقتصادية والإقليمية كانت ضاغطة والمظالم الاجتماعية ألقت بظلالها الداكنة على مسألة الشرعية. وعند نهايات «حكم العسكرى» نالت شروخ الشرعية، بعضها موروث والآخر مستجد، من هيبة الجيش وسمعته ودعت فى النهاية إلى إطاحة «العسكرى». الشروخ تتجدد فى أحوال مختلفة مع حكم الرئيس «محمد مرسى». العنوان واحد فى الحالات الثلاث: أزمة الدستور.. لكن الأحوال والملابسات والقوى المتصارعة تختلف. انتقلت السلطة إلى «مرسى» بلا دستور ينظم العلاقات بين مؤسسات الدولة ويدمج مبادئ يناير فيه، ووصلت أزمة الدستور وجمعيته التأسيسية إلى ذروتها. فى خلفية المشهد المأزوم ثورة يعتقد صناعها من الأجيال الجديدة أنها قد سرقت وجوائزها ذهبت لغير أصحابها. وفى المشهد نفسه تداخلت فى ساعات متتالية خمس صور تفاصيلها تومئ بانفجار ليس بوسع أحد أن يتوقع مداه ولا أن يعرف نتائجه.. فللحوادث إيقاعها والأسباب تقود إلى نتائجها فى النهاية. الصورة الأولى، تعكس شيئا من التوافق الأولى بين القوى والتيارات المدنية، الذين يشاركون فى «التأسيسية« والذين يدعون إلى حلها، على أرضية رفض مسودة الدستور واتجاه المشاركين إلى الانسحاب منها إذا ما جرى المضى فى جدول أعمالها الجديد الذى يفضى إلى «سلق» الدستور. الانسحاب المحتمل يسحب أية شرعية عن «التأسيسية» المطعون على دستورية القانون الذى تشكلت بمقتضاه، ويسحب من الدستور بالتالى شرعيته، فالدساتير تصاغ بالتوافق لا بالغلبة، وذلك يجعل من الدستور ذاته مادة تنازع على الشرعية تؤدى إلى مواجهات تأخذ النظام كله إلى نهاياته. الصورة الثانية، تجسد الأزمة على مستوى مؤسسات الدولة المتصادمة، فالجمعية العمومية لنادى القضاة، مدعومة من المجلس الاعلى للقضاء، تلوح بعدم الإشراف على استفتاء الدستور، والانتخابات النيابية التى تليه، إذا ما أُقرت المسودة الدستورية على النحو الذى هى عليه الآن، وهو تطور يأخذ من الدستور أية شرعية. الصورة الثالثة، تتصادم مع توجهات يناير فى العدالة الاجتماعية، فرئيس «التأسيسية» المستشار «حسام الغريانى»، يقول من على منصتها إن ثورة يوليو «أكبر عملية نصب فى التاريخ على العمال والفلاحين» وممثل للفلاحين استمع إلى هذا الكلام الصادم فداهمته أزمة صحية. الثانى لا يكاد يصدق أن الجهل بالتاريخ الاجتماعى المصرى وصل إلى هذا الحد، بينما الأول يستخف به دون أن يدرك أن «أكبر عملية نصب سياسى جرت حقا فى التاريخ الحديث هى الجمعية التأسيسية التى يرأسها». تكاد تكون أهداف يناير فى العدالة الاجتماعية قد مزقت فى نصوص مسودتها. الأخطر أن «الغريانى» تنكر لطبيعة دوره كرئيس للتأسيسية فى إحداث التوافق الضرورى حول الدستور. القضية هنا ليست فى الإبقاء على نسبة الـ(٥٠٪) للعمال والفلاحين فى المجالس النيابية، فهى لم تكن على مدى أربعين عاما حائلا دون طرد الفلاحين من أراضيهم أو بيع شركات القطاع العام بأبخس الأسعار مع تسريح العاملين فيها. القضية تكمن فى أن الحقوق الاجتماعية خلت منها مسودة الدستور تماما، وهذا وحده انقلاب على ثورة يناير. خروج الدستور على هذا النحو يحمل معه أزمة شرعية مستحكمة تنذر بانفجارات اجتماعية. مسألة العمال والفلاحين طرحت فى الوقت بدل الضائع من أعمال «التأسيسية»، كأنها غير ذات شأن أو قيمة، بينما أكدت الجمعية الإبقاء على «مجلس الشورى» بتعليمات من مقر الجماعة فى المقطم للأسباب ذاتها التى دعت «الوطنى» لإنشاء غرفة برلمانية ثانية بلا صلاحيات أو ضرورات. الصورة الرابعة، مساجلات التيار الإسلامى حول النص الدستورى الخاص بالشريعة. طرح الموضوع فى جمعة «تطبيق الشريعة» فيه تراجع معلن من الجماعات التى شاركت فيها ومبطن من الجماعات التى لم تشارك عن التزامات موقعة فى وثيقة الأزهر الشريف التى أكدت الإبقاء على المادة الثانية بصياغتها التى تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية» هى المصدر الرئيسى للتشريع. ما الذى جد إذن؟! الصورة براياتها السوداء وأعلام السعودية ودول عربية أخرى مع حضور خافت للعلم المصرى، تلخص أزمة طبيعة الدولة ومستقبلها. العبارات المنفلتة تؤذن بمخاطر على المستقبل، فالتكفير واصل إلى حد وصف «أبوجهل» بأنه كان ليبراليا و«مرسى» بأنه «مفرط فى الدين!». الصورة الخامسة، تجسدها الحوارات التى يجريها الرئيس مع ممثلى المعارضة، فهو لا يطرح تصورا أو يمض فى طريق له تضاريس وعنده أفق، بما يشكك فى طبيعة الدعوة للحوار والهدف منها، كأنه قنابل دخان تعمى العيون حتى تتمكن «التأسيسية» من «طبخ» الدستور على عجل. إنها إذن شروخ فى الشرعية تنذر بسيناريوهات أفدح ما لم يجر حسم خيارات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة على ما تعهد الرئيس «مرسى» ذات يوم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2022-06-30
لم تكن الأزمة الأوكرانية الراهنة سوى أحد فصول الصراع المستمر بين روسيا من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى، وهو الصراع الذى ورثته روسيا باعتبارها امتدادا للاتحاد السوفييتى السابق، الذى خاض حربا باردة طويلة فى مواجهة الغرب، وامتدت هذه الحرب الباردة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفييتى وتداعى حلف وارسو والكتلة الشرقية.وبعد تلك الأحداث استمر الغرب فى وضع روسيا فى مكانة الخصم اللدود بما تملكه من قوية نووية وإمكانات عسكرية كبرى، وواصل مناوءتها وهو يشاهد الجهود الحثيثة التى قادها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منذ توليه لإعادة بناء الاقتصاد الروسى واستعادة روسيا لقوتها، ولم يكتفِ الغرب بالمشاهدة، بل أخذ فى التحرك لضم العديد من دول الكتلة الشرقية السابقة الواحدة تلو الأخرى إلى اتفاقية حلف شمال الأطلنطى، برغم تعهد الولايات المتحدة لروسيا بأن حلف شمال الأطلنطى لن يمتد بوصة واحدة نحو الشرق، وفق ما وعد به وزير خارجية الولايات المتحدة جيمس بيكر الرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف خلال زيارة لموسكو فى فبراير عام 1990، كانت تستهدف مناقشة إعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين.وفيما بعد وجه الرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسين رسالة إلى نظيره الأمريكى بيل كلينتون فى سبتمبر 1993 كتب فيها: إننا نفهم أن أى اندماج محتمل لدول أوروبا الشرقية فى حلف شمال الأطلسى لن يؤدى تلقائيا إلى تحول هذا الحلف بطريقة ما ضد روسيا، لكن من الأهمية بمكان أن تؤخذ فى الاعتبار الطريقة التى قد يتفاعل من خلالها الرأى العام لدينا مع هذه الخطوة. وهكذا كتب يلتسين وكأنه يلتمس ويترجى عدم توسع حلف الأطلنطى وضم دول أوروبا الشرقية السابقة للحلف.• • •هكذا شهد عقد التسعينيات المرير على روسيا تحقق تلك المخاوف على إثر تفكك وانهيار الاتحاد السوفييتى وتداعى القوة الروسية فى عهد ميخائيل جورباتشوف وبوريس يلتسين، بحيث يعبر الكثير من الروس بقولهم إن عقد التسعينيات كان عقدا من الإذلال، حين قامت خلاله الولايات المتحدة بفرض رؤيتها وهيمنتها على العالم وعلى روسيا، وتجلى ذلك للروس أكثر ما يكون فى الأزمة اليوغوسلافية، فى وقت فيه روسيا عاجزة عن القيام بشىء تجاه صربيا حليفتها التاريخية.وعليه وفى عام 1997 تمت دعوة ثلاث دول من حلف وارسو السابق وهى المجر والتشيك وبولندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى فانضمت عام 1999، ثم انضمت سبع من دول أوروبا الشرقية إلى الحلف عام 2004 وهى بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا، وانضمت ألبانيا وكرواتيا عام 2009، والجبل الأسود عام 2017 ومقدونيا الشمالية عام 2020، وهكذا أضاف حلف شمال الأطلنطى لعضويته 14 دولة خلال الفترة من 1999 إلى 2020، ليصل عدد دول الحلف اليوم إلى 30 دولة، وتشارك 21 دولة أخرى مع الحلف فى برنامج الشراكة، ومشاركة 15 دولة أخرى فى برامج الحوار المؤسسى.كانت العلاقات بين حلف شمال الأطلنطى وأوكرانيا قد بدأت بشكل رسمى فى منتصف التسعينيات بعد أن أصبحت أوكرانيا أول دولة من رابطة الدول المستقلة تدخل منظمة الشراكة التابعة لحلف شمال الأطلنطى عام 1994. وفى عام 1997 افتتح أول مركز رسمى للمعلومات والتوثيق للحلف فى العاصمة الأوكرانية كييف، وفى نفس العام، أنشئت اللجنة المشتركة بين حلف شمال الأطلنطى وأوكرانيا.بعد عدة سنوات كانت روسيا بوتين ترقب تلك التطورات بصبر مرير، وتشهد على مضض التمدد التدريجى للحلف وضم دول أوروبا إليه واحدة تلو الأخرى، إلى الحد الذى جعل الرئيس بوتين يعلن صراحة فى إبريل عام 2008 عندما حضر قمة حلف شمال الأطلسى فى العاصمة الرومانية بوخارست: «لا يمكن لأى زعيم روسى أن يقف مكتوف الأيدى فى مواجهة الخطوات التى تتخذ فى اتجاه قبول عضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلنطى.. إن ذلك سيشكل عملا عدائيا تجاه روسيا».وبعد الانتخابات الرئاسية لعام 2010 التى انتخب فيها فيكتور يانوكوفيتش رئيسا، والذى فضل اتباع سياسة الحياد، علقت أوكرانيا خطط الانضمام لحلف الأطلنطى، لكن الغرب من جهته لم يكن راضيا عن تلك السياسة التى لا تتفق وخططه فى الصراع مع روسيا، فتم ترتيب اندلاع اضطرابات عارمة فى البلاد أطاحت بالرئيس يانوكوفيتش فى فبراير 2014، لتأتى حكومة ياتسينيوك وأصبح الانضمام للحلف بعد الانتخابات البرلمانية فى أكتوبر 2014 أولوية سياسية للحكومة الأوكرانية التى باتت تضمر وتظهر العداء لروسيا جهارا نهارا، وتفاقم الوضع بعد قيام تلك الحكومة بتأجيج الوضع فى شرق أوكرانيا واضطهاد السكان المتحدثين باللغة الروسية هناك سنة بعد الأخرى.وأخيرا وقبل اندلاع الحرب فى أوكرانيا بعدة أسابيع صرح أمين عام حلف شمال الأطلنطى يانس شتولتنبرج بقوله: «يواصل الناتو عملية التوسع، وقد انضمت إليه جمهوريتا الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية رغم احتجاجات روسيا.. ولن يقدم الحلف أى تنازلات لروسيا بشأن عدم ضم أوكرانيا وجورجيا مستقبلا، مبديا قناعته بأنه ليس لدى موسكو أى حق فى اتخاذ قرارات بشأن انضمام دول ذات سيادة مثل أوكرانيا للحلف».أما الموقف الرسمى للحلف فقد واصل التأكيد على أن أوكرانيا دولة مستقلة ومستقرة وذات سيادة، وهى ملتزمة بشدة بمبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، وتعد مفتاحا للأمن الأوروبى الأطلسى، مؤكدا على تكثيف التعاون مع أوكرانيا بعد قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين فى جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك.وتصاعد دعم الحلف لأوكرانيا فى الفترة السابقة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بإمدادها بكميات كبيرة من السلاح والعتاد، وإرسال المستشارين والخبراء العسكريين لتدريب الجيش الأوكرانى، وعند تلك المرحلة لم يكن هناك مناص من تحرك روسيا لدرء الخطر عن أمنها القومى، فقد بات حلف شمال الأطلنطى فعليا ومباشرة على حدود روسيا، وبات الأمن القومى الروسى فعليا فى دائرة الخطر.•••اليوم وبعد مرور أربعة أشهر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، يبدو أن أرصدة المكسب تحققت لصالح روسيا إلى حد كبير، إذ تمكنت القوات الروسية من السيطرة على قرابة 20% من مساحة أوكرانيا، وبات بحر آزوف بحرا داخليا روسيا، وتعزز الربط بين روسيا الأم وشبه جزيرة القرم، كما توشك روسيا على تحقيق استقلال جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك اللتين أعلنتا رغبتهما فى الانضمام إلى جمهورية روسيا الاتحادية.واقتصاديا لم تسفر ثمانى مجموعات من العقوبات فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية عن تأثيرات سلبية تذكر على الاقتصاد الروسى، وبرغم تلك العقوبات فقد حقق الروبل أخيرا أفضل مستويات سعر الصرف أمام الدولار والعملات الأوروبية، وفى ذات الوقت نجحت روسيا فى إحداث تغيير تاريخى فى نظام مدفوعات مقابل الغاز الروسى الذى تورده إلى الدول الأوروبية بفرض دفع ثمنه بالروبل الروسى، حيث تعد روسيا أبرز موردى الغاز إلى أوروبا بنحو 160 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وتمثل قرابة 40 % من الاحتياجات السنوية الأوروبية من الغاز، ومع ارتفاع أسعار النفط العالمية تزايدت الإيرادات الروسية من صادرات النفط إلى أكثر من 180 مليار دولار فى العام الجارى 2022، بزيادة 45% و181% عن عامى 2021 و2020.ومن جهة أخرى، وحتى تاريخه يبدو أن الحسابات الغربية بشأن المسألة الأوكرانية جانبها الصواب، فقد بلغ التضخم فى منطقة اليورو مستوى قياسيا فى مارس 2022 بواقع 7.5% خلال سنة متأثرا بالأزمة الأوكرانية التى رفعت أسعار الطاقة والمواد الغذائية، كما يأتى ارتفاع مستوى التضخم فى منطقة اليورو بدافع من ارتفاع أسعار النفط والغاز والكهرباء، حيث ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 44.7% خلال سنة، ويشمل هذا الارتفاع فى الأسعار ركائز المؤشر كلها، لا سيما المواد الغذائية التى قفزت بنسبة 5 %، أما السلع الصناعية فقد ارتفعت أسعارها بنسبة 3.4% فى مارس 2022.أما الولايات المتحدة فقد سجل معدل التضخم فيها أعلى مستوى له منذ 40 عاما، بعد أن ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 32% فى مارس 2022، وارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 8.5% وهى أكبر زيادة سنوية منذ ديسمبر 1981، ودفع معدل التضخم المرتفع فى الولايات المتحدة مجلس الاحتياطى الفيدرالى الشهر الماضى إلى رفع سعر الفائدة الرئيسى لأول مرة منذ ثلاث سنوات.ويضاف إلى كل ما سبق، أن التحول من النظام أحادى القوى القطبية فى العلاقات الدولية قد بدأ فعلا وأخذ مساره، وبات يظهر إلى الوجود عالم متعدد الأقطاب ممثلا فى الولايات المتحدة وروسيا والصين، كما يبدو أن نظام النقد الدولى والمدفوعات الدولية قد اتخذت لها مسارا جديدا.. ولا جدال أن العالم ما بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية لن يكون أبدا كما كان قبلها. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2023-12-31
كان والد نيكولاى يلتسين اُتهم بمعاداة السوفييت عام 1934 وحُكم عليه بثلاث سنوات، وبعد خروجه ظل عاطلا إلى أن عمل في مجال البناء، أما والدته كلافدييا فاسيلييفنا ييلتسينا فقد عملت «خياطة». درس بوريس يلتسين في مدرسة بوشكين الثانوية، وكان طالبا مجدا ومشاكسا أيضا، فشارك في معارك الشوارع، وكان دائم الصراع مع المعلمين في المدرسة ومع والده، وفى هذه الصراعات كان كثيراما يخرج منتصرًاكان مولعًابالرياضة (خاصة التزلج والجمباز والكرة الطائرة وألعاب القوى والملاكمة والمصارعة) ثم واصل تعليمه العالى في معهد الأورال التقنى في الأورال وتخرج عام 1955 متخصصا في البناء ومن 1955 إلى 1957 عمل «عامل بناء» ثم من 1957 إلى عام 19363 عمل في مقاطعته سفيردلوفسك، وظل يترقى حتى صار رئيسا لمديرية البناء ثم رئيسا للمهندسين في 1963، وفى 1965 صار رئيسا لدار سفيردلوفسك للبناء ثم التحق بالحزب الشيوعى عام 1968 على إثر تعيينه رئيسا للجنة الحزبيةالإقليمية للبناء في سفيردلوفسك. وكان يلتسين جاء إلى رأس السلطة في 12 يونيو رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية بأغلبية 57٪ من الأصوات، وأصبح أول رئيس منتخب في التاريخ الروسى، وعلق عليه الشعب الروسى أملا كبيرا على المستويين السياسى والمعيشى لكنه لم يحتفظ بشعبيته بسبب سياساته الإصلاحية اقتصاديا التي بدأها عام 1992، والتى انعكست بالسلب على مستوى المعيشة لمعظم الروسيين وأدت إلى تدهور في الخدمات وزيادة معدلات البطالة وانتشارالفساد والتضخم غيرأن يلتسين أمكنه الفوزفى انتخابات 1996. وظل في السلطة حتى استقال «زي النهارده» فى 31 ديسمبر 1999 في خطاب رسمى اعتذر فيه عن فشله في تحقيق أحلام الشعب الروسى، وقام بترشيح فلاديمير بوتين خلفا له أما عن سيرته فقد ولد في 1 فبراير 1931 وتوفى في 23 أبريل 2007. وشغل منصب رئيس الفيدرالية الروسية على أنقاض الاتحاد السوفيتى بعد تفككه، وكان أول رئيس للاتحاد الروسى من 1991، وكانت فترة حكم يلتسين فترة مظلمة في التاريخ الروسى الحديث لم يشهد الروس مثلها حتى أثناء الاحتلال النازى أثناء الحرب العالمية الثانية أو قبل الثورة البلشفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: