المذهب الحنفي
الشروق
Neutral2025-06-03
قال الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن هناك إجماعًا بين الفقهاء يجمعون بأن الأضحية كلها حق للمضحي. أضاف خلال مقابلة مع برنامج «الحكاية» الذي يُقدمه الإعلامي عمرو أديب، عبر شاشة «mbc مصر»، مساء الاثنين، أن المذهب الشافعي يقول إنه يجوز للمضحي أن يتصدق بجزء من الأضحية حتى لو كان جزءًا قليلًا، في حين المذهب الحنبلي أتاح التصدق بثمن هذا المقدر الضئيل. وأوضح أنه لا يوجد مذهب ينص على تقسيم الأضحية في التوزيع على أساس ثلاثة أثلاث (بواقع ثلث للمضحي وثلث كهدية وثلث صدقة)، مشيرًا إلى أن الحرمانية في مخالفة ذلك تكون إذا كان هناك ندر على الإنسان. وتابع: «إذا لم تقدم الذبيحة ندرًا لكن كشعيرة فالذبح لك ولأهل بيتك.. فالشعيرة تهدف لإحياء سنة سيدنا إبراهيم في قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم». https://fb.watch/zZOb_mAOHt/ ولفت الهلالي إلى أن الأضحية في العيد تحقق الشعيرة لكنها حرمان للنفس من الصدقة، وقال إنه يجب التشجيع دائمًا على الصدقات، معقبا: «لما تطلع الصدقة عن طِيب نفس بتكون فيها بركة حتى للآخر بخلاف لما تطلعها غصب عنك وتشعر بضيق فقهي». وتابع: «أيهما أفضل.. إن أنا أضحي وأضيع تقريبًا ثلث الذبيحة بيروح هالك وأنتفع بالثلثين ولو كنت اشتريت لحمة كان هيبقى أوفر.. ولا إني أضحي وألتزم بالشعيرة.. لازم الناس تاخد فرصة تفكر». ونوه بأن المذهب الشافعي وكذلك الحنبلي يتيح للشخص أن يتشارك مع جزار في أضحية حتى لو كانت بوزن السبع من لحومها للتقرب به إلى الله ويبيع الجزار الكمية الأخرى، في حين أن المذهب الحنفي رأى بعدم جواز ذلك باعتبار أن النية بأكملها يجب أن تكون تقربًا إلى الله وليس جزءًا منها للبيع، بينما المذهب المالكي يقول إنه لا يجوز الشراكة من الأساس. ولفت إلى أن الشعيرة تتم من خلال الذبح بنية الأضحية، بينما التصدق أمر خارج عن الشعيرة https://fb.watch/zZO5d0aBv7/ ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-05-04
كتب - علي شبل: أوضح الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها في تلك الحالة، مشيرًا إلى أن هناك خلافًا بين الفقهاء في مسألة الزكاة المتأخرة على المتوفى، خاصة إذا كان قد تعمّد عدم إخراجها طوال حياته. وقال فخر إن رأي جمهور الفقهاء أن «دين الله أحق أن يُقضى»، أي يجب سداد الزكاة المتأخرة من التركة قبل تقسيمها بين الورثة. وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: «إذا توفي شخص وكان عنده أموال بلغت النصاب وكان المفروض يخرج الزكاة ولم يفعل، فقبل تقسيم التركة، يجب أولًا حصر سنوات الزكاة المتأخرة، وتحديد مقدارها، ثم تُخرج من التركة، لأنها حق لله سبحانه وتعالى». وتابع: «رأي المذهب الحنفي يختلف، حيث يشترط أن يكون المتوفى قد أوصى بإخراج الزكاة قبل وفاته، لأن الزكاة عبادة، والعبادة لا تُؤدى إلا بنية، والوصية في هذه الحالة تقوم مقام النية، بشرطين: أن يوصي بها قبل وفاته، وأن تكون في حدود ثلث التركة، إلا إذا وافق الورثة على الزيادة». وضرب أمين الفتوى مثالًا على ذلك بقوله: «لو جمعنا مقدار الزكاة المتأخرة فوجدناها تُشكل نصف التركة، فلا يجوز إخراجها كلها إلا بموافقة الورثة. وإن رفضوا، نُخرج فقط الثلث». وعن سؤال حول مصير من تعمّد ترك الزكاة ولم يُوص بإخراجها، قال فخر: «هذا يُسأل أمام الله سبحانه وتعالى، فهو مات مصرًا على ترك ركن من أركان الإسلام، لكن يمكن لأبنائه أو ورثته التصدق عنه طوعًا، والدعاء له، وهذا يُرجى أن يكون سببًا في رفع العذاب عنه بإذن الله». وتابع: «ترك الزكاة معصية عظيمة، ولكن إخراجها عن الميت بنية التقرب إلى الله والدعاء له، عملٌ محمود، ولو لم تُجزئ عنه عند بعض المذاهب، فهي مما يُرجى به الرحمة والمغفرة». اقرأ أيضاً: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-24
اكتمل الوحي الإلهي، بقول الله -تعالى- في سورة المائدة: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"، في يوم عرفة من حجة الوداع؛ ليكون الإسلام دينًا مكتمل الأركان مستندًا إلى كتاب الله وسنة نبيه -صل الله عليه وسلم-.وبعد انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، حمل العلماء على عاتقهم مسئولية فهم الدين واستنباط الأحكام، فكان الاجتهاد بابًا واسعًا أثرى الأمة بعلوم شتى، وعلى مدار أكثر من 1000 عام ظهر تراث إسلامي زاخرا بالكتب في التفسير والحديث والسيرة والفقه وغيرها من العلوم الشرعية.وفي هذه السلسلة، نطوف معًا بين رفوف "المكتبة الإسلامية"، نستكشف في كل حلقة كتابًا أثرى الفكر الإسلامي، ونتأمل في معانيه وأثره في مسيرة العلم والدين. الحلقة الثالثة والعشرون.. - ملك العلماء يُعد أبوبكر بن مسعود بن أحمد الكاساني، المعروف بعلاء الدين الكاساني والمُلقب بـ"ملك العلماء"، أحد كبار فقهاء المذهب الحنفي في القرن السادس الهجري، وهو صاحب الكتاب الشهير "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"، الذي يُعد من أهم المراجع الفقهية في الفقه الإسلامي.وتلقى علاء الدين الكاساني، العلم على يد علاء الدين السمرقندي، وتزوج ابنته فاطمة الفقيهة، التي كانت من العالمات البارزات في عصرها، وجعل "بدائع الصنائع" مهر زواجه بها، حتى قال فقهاء زمانه: "شرح تحفته وزوّجه ابنته".واشتهر الكاساني، بعمق علمه وسعة اطلاعه، وقدم إلى حلب رسولًا من صاحب الروم إلى السلطان نور الدين محمود زنكي، الذي ولاه تدريس المدرسة الحلاوية، وكان له حضور قوي في الجدل الفقهي، حتى قيل إنه في أحد مجالسه بدمشق لم يجد الفقهاء مسألة إلا ووجد لها رأيًا من آراء أصحاب أبي حنيفة؛ مما دل على غزارة علمه.وألف أيضًا كتاب "السلطان المبين في أصول الدين"، وعُرف بوجاهته وكرمه وشجاعته.وتوفي الكاساني، يوم الأحد 10 رجب سنة 587هـ في حلب، ودُفن داخل مقام إبراهيم الخليل خارج المدينة، وقد جاء في رواية أن روحه فاضت أثناء قراءته سورة إبراهيم عند قوله تعالى: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)"، فكان ذلك حسن خاتمته؛ ليبقى اسمه خالدًا في سجل الفقهاء العظام.ويُعد كتاب "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" للإمام علاء الدين الكاساني من أهم المراجع الفقهية في المذهب الحنفي، حيث جمع فيه مؤلفه بين التفصيل الدقيق للمسائل الفقهية والترتيب المنهجي الواضح؛ مما جعله من أكثر الكتب اعتمادًا في دراسة الفقه الحنفي.ووفقًا لما ذكره ابن عابدين في "رد المحتار"، فإن الكتاب يُعد من أوسع شروح الفقه الحنفي وأدقها ترتيبًا، حيث يعرض كل مسألة فقهية مع ذكر أدلتها من القرآن والسنة والإجماع والقياس، مع بيان أوجه الاختلاف بين الفقهاء، مما يجعله أحد أبرز كتب الفقه المقارن داخل المذهب الحنفي. - منهج الكتاب وأسلوبه اعتمد الكاساني في "بدائع الصنائع" على أسلوب التحليل والترجيح، حيث يعرض آراء أئمة الحنفية مثل أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر، ثم يناقش أدلتهم موضحًا الراجح من المرجوح، مستعينًا بالأدلة الشرعية.وحسبما جاء في "الهداية" للمرغيناني، فإن الكاساني لم يكن مجرد ناقل للمذهب، بل كان ناقدًا للأدلة، قادرًا على الترجيح بينها بأسلوب علمي رصين، كما قارن بين الفقه الحنفي والمذاهب الأخرى، خاصة المالكي والشافعي والحنبلي، مما منح الكتاب قيمة كبيرة في الفقه المقارن.وجاء في "بدائع الصنائع"، أن المؤلف اعتمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، حيث بدأ بأبواب العبادات مثل الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم انتقل إلى المعاملات المالية مثل البيع والإجارة والرهن والشركات، ثم تناول الأحوال الشخصية مثل النكاح والطلاق والمواريث، ثم تعمق في القضاء والحدود والجنايات؛ مما جعله موسوعة فقهية متكاملة تغطي جميع جوانب الحياة الإسلامية. - أهمية بدائع الصنائع في الفقه الحنفي ورد في "نصب الراية" للزيلعي، أن كتاب "بدائع الصنائع" كان أحد المراجع الأساسية التي اعتمدها الفقهاء والمفتون والقضاة على مدار القرون، نظرًا لدقته في عرض الأحكام وترجيحاته الفقهية القوية، حتى قيل عنه إنه أفضل شرح معتمد في الفقه الحنفي بعد كتاب "الهداية".وقال ابن بدران في "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد"، إن بدائع الصنائع كان مرجعًا رئيسيًا في المحاكم الشرعية التي تعتمد الفقه الحنفي في إصدار الأحكام، خاصة في بلاد المشرق الإسلامي، مثل الدولة العثمانية والهند وأفغانستان وبعض دول العالم العربي. - أثر الكتاب في الفقه الإسلامي لم يقتصر أثر "بدائع الصنائع" على المذهب الحنفي فحسب، بل أصبح مرجعًا هامًا للباحثين في الفقه المقارن، حيث يعرض أدلة كل مذهب بموضوعية؛ مما يساعد على فهم الفروق الفقهية بين المذاهب الإسلامية المختلفة.وأورد محمد أبو زهرة في "تاريخ المذاهب الإسلامية"، أن الكتاب يمثل نموذجًا علميًا لاستقراء الأدلة الفقهية وتحليلها وفق أصول الفقه الحنفي؛ مما جعله مصدرًا أساسيًا في الاجتهاد الفقهي الحديث، حيث يستفيد منه الفقهاء عند إصدار الفتاوى المعاصرة، خاصة في مجالات المعاملات المالية والأنكحة والقضاء. اقرأ أيضا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2025-02-15
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن هناك حركة نقدية علمية مستمرة داخل المدارس الفقهية المختلفة، إذ يخضع الاجتهاد الفقهي لمراجعة دقيقة وفق الأصول التي وضعها كل مذهب لنفسه. وقال مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج بيان للناس، المذاع على: «بكل اطمئنان، نحن أمام حركة علمية نقدية تبين مدى وقوف هؤلاء المجتهدين في إبداء أحكامهم وآرائهم وفق المنهج الذي رسموه لأنفسهم أو لا حتى أنني ألحظ في بعض الحالات مثلًا على المذهب الحنفي، أن لديه منهجًا معينًا وأصولًا وقواعد يسير عليها». وتابع: «كل مذهب فقهي له أصول يسير عليها، فإذا خرج عن الأصول نجد أننا نقف له بالمرصاد، فنقول: أنت خالفت نفسك في هذه المسألة، كيف تجتهد وتقول كذا مع أن القاعدة عندك تقول كذا؟ على سبيل المثال في الفقه المالكي، هناك قاعدة مقررة بأن عمل أهل المدينة حجة، وهو مقدم على خبر الواحد، هذه قاعدة عندهم، وعندما نأتي إلى هذا الأمر نجد أن هذه حركة نقدية نقوم بها في تقييم المذهب المالكي، مثلًا يقول الإمام مالك: في كل اجتهاداتي، إذا وجدت أن عمل أهل المدينة موجود ويجري عليه العمل، فسأقدمه باعتباره سنة عملية متواترة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا، أي إلى زمن الإمام مالك». وأردف: «الإمام مالك، يتحدث عن الأجيال الثلاثة: الصحابة، التابعين، وجيل تابع التابعين، الذين أدركهم الإمام مالك نفسه، حيث أدرك جيلين سابقين، ومن هنا، يقول: أنا متبع لأهل المدينة، فهم صلى الله عليه وسلم، وشهدوا المشاهد معه، وعندهم حجج كثيرة جدًا». وأشار إلى أنه ورد ذلك في رسالة الإمام مالك إلى الإمام الليث بن سعد المصري، إذ احتج فيها بعمل أهل المدينة، وعند قراءة الرسالتين، رسالة الليث ورسالة مالك، نجد أن هذا نموذج عالي المستوى وراقٍ في النقد العلمي وتصحيح المسار من أجل تحقيق المصلحة ودفع المفسدة حتى لا ينحرف الاجتهاد هنا أو هناك عن إدراك المراد من النص الشرعي أو عن إدراك مقصود النص أو غايته. واستكمل: «وجدنا أن المالكية يقولون إن عمل أهل المدينة مقدم على خبر الواحد، ثم وجدنا أن الإمام مالك في نحو 40 موضعًا من الموطأ يروي حديثًا بسنده، ثم يقدم عليه عمل أهل المدينة، فهل ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل يقول: «أنا لم أترك حديث رسول الله، وإنما قدمت ما هو أقوى رتبة لأن من القواعد عندي أن ما كان متواترًا، وما كان قطعيًا، وما كان يقينيًا ومعلومًا، فهو مقدم على ما كان ظنيًا». وتابع: «لذلك قضية الثابت والمتغير قضية محورية جدًا، إذ نتعامل معها انطلاقًا من مركز الدائرة، وهو الوحي الشريف، ويجب أن يكون هذا المفهوم حاضرًا في ذهن كل مجدد، حيث ينظر إلى الثابت فيبقي عليه كما هو، وينظر إلى المتغير فيقرؤه في سياقه وزمانه، ووفق ظروف مكانه، ومن هنا نجد نقدًا يقول للمالكية: "أنتم قاعدتكم كذا، ولكنكم خالفتم عمل أهل المدينة في هذه المسألة، فقد وجدنا، مثلًا، أن سيدنا عبد الله بن عمر، وهو من علماء المدينة، كان يعمل بخلاف ما تقولون إنه عمل أهل المدينة، هذه الحركة النقدية ليست جديدة، بل نجد فيها أبحاثًا ورسائل وكتبًا عديدة جدًا تهذب العقل المسلم، أو تعيد تقييم اجتهاده عبر الزمن». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-25
تحدثت الدكتورة خلال حلقة، اليوم، من برنامج "مكسرات لميس" على الراديو 9090، عن رحلة الإمام الشافعي، والذي يعد أحد أئمة الفتوى في التاريخ الإسلامي، من بغداد إلى مصر، ودفنه في آخر ليلة من رجب سنة 204 هـ - الموافق 20 يناير عام 820م بمدينة الفسطاط بمصر. وذكرت لميس جابر، خلال الحلقة، أن الإمام الشافعي هاجر إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز المذهب المالكي وفقه العراق المذهب الحنفي. وعاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها 9 سنوات، وأخذ يلقى دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، وقام بتأليف كتاب "الرسالة" الذى وضع به الأساس لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ، وهناك أعاد تصنيف كتاب "الرسالة"، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلم طلاب العلم. لم يَطِبْ للشافعي المقامُ ببغداد، وكان لا بد من الرحيل منها، ولم يجد مهاجَرًا ولا سَعةً إلا في مصر، ذلك أن واليَها عباسيٌ هاشميٌ قرشيٌ، وقال ياقوت الحموي: «وكان سبب قدومه إلى مصر أن العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن عباس دعاه، وكان العباسُ هذا خليفةً لعبد الله المأمون على مصر». قدم الشافعي مصر سنة 199 هـ، ومات فيها سنة 204 هـ، وقد رُوي عن الربيع بن سليمان أحد أصحاب الإمام الشافعي والرواة عنه أنه قال: وقال لي يومًا (يقصد الشافعي): "كيف تركت أهل مصر؟"، فقلت: "تركتهم على ضربين: فرقةٌ منهم قد مالت إلى قول مالك، وأخذت به واعتمدت عليه وذبَّت عنه وناضلت عنه، وفرقةٌ قد مالت إلى قول أبي حنيفة، فأخذت به وناضلت عنه"، فقال: "أرجو أن أقدم مصر إن شاء الله، وآتيهم بشيء أشغلهم به عن القولين جميعًا"، وقال الربيع: "ففعل ذلك والله حين دخل مصر"، ولما قدم الشافعي مصر نزل على أخواله الأزد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-03-25
دعاء الوتر كامل مكتوب، يحرص العبد على ترديده في صلاة الوتر، في تلك الأيام المباركة خاصة في شهر رمضان المعظم، شهر الغفران والبركات الرحمة، طمعاً في طلب العفو ونيل الرزق وقضاء الحوائج. وعن مكتوب، يمكن أن يردد بأكثر من صيغة، إذ تعد صلاة الوتر من أعظم القربات إلى الله عز وجل، فرأي بعض جمهور علماء المذهب الحنفي أنها من الواجبات، التي ينبغي على المسلم المداومة عليها وعدم تركها، ومن بين تلك الصيغ: ـ اللهم اهدِنا فيمَن هـديت، وعافـِنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا شر ما قضيت، أنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل مَن واليت، ولا يعزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت. ـ اللهم ندعوك دُعاء من خضعت لك رقبته، وذلَّ لك جسمه، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء عمن ناداه. يا ربنا اجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، وأغننا بفضلك عمن سواك. ـ اللهم ارزقنا شفاعة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأوردنا حوضه، واسْقِنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا. اللهم كما آمنَّا به ولم نره فلا تفرِّق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله. اللهم اجْزِه عنا خير ما جزيت به نبيًّا عن قومه، ورسولًا عن أمته، برحمتك يا أرحم الراحمين. واستمرار للحديث عن كامل مكتوب، يمكن أن يردده المسلم بالصيغة التي وردت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فورد عن عَلِيٍّ بن أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ دعاء صلاة الوتر: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-20
يتساءل الكثير من الأشخاص عن هل يجوز إخراج زكاة الفطر مال بجانب العديد من الأسئلة حول زكاة الفطر، حيث يبحث المسلمون عن موعدها النهائي، وقيمتها لهذا العام، وكذلك هل يجوز إخراج زكاة الفطر مال مع نهاية الثلث الأول من شهر رمضان المبارك. وأجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يجوز مال بدلًا من الحبوب بأنه يجوز شرعًا، وهو خيار أكثر توافقا مع زماننا الحالي، حيث يمكن للمال أن يسهل تحقيق الغرض الرئيسي للزكاة وهو مساعدة الفقراء في تلبية احتياجاتهم، وهذا وفق ما قال به المذهب الحنفي، وهو المتبع في الفتاوى المتعلقة بالزكاة بشكل عام، بما في ذلك الكفارات، والخراج، والنذر، وغيرها. وأوضحت الإفتاء أن إخراج زكاة الفطر بالنقد بدلًا من الحبوب الأفضل وذلك لتسهيل عملية استفادة الفقراء، حيث يمكن للمحتاجين شراء ما يحتاجونه بدلًا من الحصول على حبوب قد لا تكون مفيدة لهم في يوم العيد، مثل الملابس أو اللحوم. وأوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن موعد إخراج ، يجوز شرعًا تقديمها من بداية شهر رمضان، وهذا هو الرأي المتبع لدى المذاهب الشافعية والحنفية، وبالتحديد من أول يوم من رمضان، وليس من أول ليلة. كما وحددت دار الإفتاء المصرية، لشهر رمضان بمبلغ يبلغ حدًا أدنى قدره 35 جنيهًا لكل فرد، كما حددت أيضا قيمة فدية الصيام للأشخاص الذين يعجزون لأسباب شرعية عن صيام شهر رمضان، والتي تبلغ 30 جنيهًا لكل يوم من الصيام. وتصرف لعدة أشخاص محددة في الشريعة الإسلامية بناءً على ما ورد في الكتاب والسنة ففي حديث معاذ يذكر: "تؤخذ من أغنيائهم، فتُرد في فقرائهم". والأشخاص المستحقين للزكاة هم ثماني فئات مختلفة كما ذُكر في القرآن الكريم، في الآية 60 من سورة التوبة حيث قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-01-25
عرض برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع عبر فضائية “دي إم سي” حكم الفقه الإسلامي فيما يتعلق بالوضوء لصلاة الجنازة، حيث كشف الشيخ رمضان عبد المعز، عن رأي بعض المالكية والشافعية والحنابلة، ومن سلف الامة الصالح مثل أبو ثور البغدادي، ويتمثل هذا الرأي في أن الوضوء لصلاة الجنازة فرض ولا تصح الصلاة إلا به ولا ينوب عنه التيمم إلا في حالة انعدام المياه، أي أن الوضوء لصلاة الجنازة فريضة. بينما كشف الشيخ الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن رأي آخر يفيد بأن الوضوء فرض لصلاة الجنازة ولا ينوب عنه التيميم إلا عند خوف فوات الصلاة في وقتها، وكان من أنصار هذا الرأي من فقهاء المذهب الحنفي الليث بن سعد، وبعض فقهاء المالكية. أما الرأي الثالث لهذه القاعدة الفقهية عرضه الشيخ الشحات العزازي، حيث قال إن صلاة الجنازة دعاء ولم تأخذ من الصلاة إلا المعنى اللغوي، لذا يمكن صلاة الجنازة بدون الوضوء، هذا وفق آراء بعض المعتمدين للآراء الفقهية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-10-13
كشفت دراسة حديثة أبعاد الدور التركى في أفريقيا ، حيث أشارت الى طبيعة التحركات التى تستخدمها تركيا لتحقيق أوهام استعادة الخلافة العثمانية من جديد ، واستعرضت الباحثة إيمان شعراوي في الدراسة التي حملت عنوان "السياسة الخارجية التركية تجاه منطقة القرن الأفريقي ..واثرها على الامن المائي المصري" حرص تركيا على إعادة تفعيل دورها في الدائرة الأفريقية وترتيب التحالفات ومراكز القوى بعد الفشل في الالتحاق بالاتحاد الأوروبى وتبديد حلمها في إيجاد موطيء قدم لها بين الدول الأوروبية، حيث اتجهت الى البحث عن وجود لها على البحر الأحمر وفى منطقة القرن الأفريقي . واشارت الدراسة المنشورة في مجلة متابعات إفريقية التابعة لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الاسلامية الى التغلغل التركي في افريقيا ومنطقة القرن الأفريقي بشكل خاص ومحاولات تركيا لتمديد نفوذها واستعادة مجدها القديم داخل القارة وتحقيق أوهام العثمانية الجديدة الذي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتنفيذها. وسلطت الدراسة الضوء على محاولات تركيا لخلق جماعات متطرفة موالية لها ، من خلال المساعدات الإنسانية والمنح الدراسية ومنظمات الإغاثة وكذلك شحنات الأسلحة وتفقدات المقاتلين من التنظيمات الإرهابية الموالية لها في سوريا. وأشارت الدراسة الى انه فى منطقة القرن الأفريقي خاصة الصومال والسودان ، هناك نشاط مكثف لعدد من الوكالات والمؤسسات التركية التي تقدم المساعدات والإغاثة، كوكالة التعاون والتنسيق ”تيكا” ومؤسسة ”ديانيت”، إلى جانب هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات ” IHH ” التي تنشط في 135 دولة على مستوى العالم وتعمل على جمع التبرعات تحت ذريعة حفر الآبار وبناء المساجد والمستشفيات والمدارس ودور الأيتام والمراكز الثقافية. وسلطت الدراسة الضوء على عدد من الحيل التي استخدمتها تركيا لتعزيز دورها في منطقة القرن الإفريقي ومنها التأكيد على انفرادها بإرث تاريخي من الروابط مع تلك المنطقة من عهد دولة الخلافة العثمانية أنها لم تكن مستعمرة لهم ، حيث استغلت الدين الإسلامي على الرغم من تبعية الدستور التركي للعلمانية كأحد مصادر تعزيز دورها التركي في منطقة القرن الإفريقي حيث أن معظم سكان القرن الإفريقي ليسوا مسلمين وحسب، بل ينتمون إلى المذهب الحنفي ، الذي يرجع لتركيا الفضل في نشره فيها إبان تبعية السودان والصومال. يذكر أن مجلة متابعات أفريقية تصدر شهريًا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحت إشراف الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بالمركز ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-04-24
تكثر فى شهر رمضان الصلاة ويزداد ذكر الله سبحانه وتعالى، ويظهر ذلك فى صلاة التراويح وهي سنة وليس فرضا، ويختلف الفقهاء فى عدد ركعاتها، كما سنوضح: صلاة التراويح: ذهب الحنفية أنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا، والمالكية فالمشهور من مذهبهم ما يوافق الجمهور، وهي عشرون ركعة بعد صلاة العشاء، يسلم من كل ركعتين غير الشفع والوتر. يقول ابن تيمية فى "الفتاوى الكبرى قد ثبت أن أبي بن كعب رضى الله عنه كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان، ويوتر بثلاث. فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة؛ لأنه أقامه بين المهاجرين والأنصار ولم ينكره منكر. واستحب آخرون: تسعًا وثلاثين ركعة؛ بني على أنه عمل أهل المدينة القديم. وقال طائفة: قد ثبت في الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة. صلاة السنة بعد الفروض صلاة الفرض هي أحد فروض العين التي شرعها الله على عباده وسيحاسب من تركها ويثاب من فعلها، أما السنن والنوافل فهي الصلوات الزائدة التي قام بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يداوم عليها، حتى لا يثبت فرضها أو وجوبها. وقد يختلف عدد ركعات الصلوات في السُّنّة، وفقًا لاختلاف المذاهب الفقهية، وهذا ما يجعلها مختلفة أيضًا عن الصلاة المفروضة، إلا أن إجماع معظم الفقهاء والعلماء حول عدد ركعات الصلوات في السنة، جاء على أربع عشرة ركعة، والتي جاءت على النحو الآتي: سنة صلاة الصبح: ركعتا الفجر، وتصلى قبل آداء فرض الصبح، وهي من السنن المؤكدة التي لها ثواب عظيم، لذا حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة المواظبة عليها. سنة صلاة الظهر: يوجد اختلاف حسب المذهب، إذ رجّح المذهب الشافعي أنّ السنة صلاة ركعتين قبل الفرض وركعتين بعد الانتهاء من الفرض، بينما رجح المذهب الحنفي صلاة أربع ركعات قبل إقامة الفرض وركعتين بعده. سنة صلاة العصر: وقد أجمعت المذاهب الفقهية على عدم وجود سنن مؤكدة مع صلاة العصر، ولكن من الأفضل وفقًا لجمهور الفقهاء آداء أربع ركعات قبل فرض العصر. سنة صلاة المغرب: اتفق جمهور العلماء في المذاهب الأربعة على صلاة ركعتين بعد الانتهاء من فرض المغرب ولا مانع في حالة الزيادة إلى ست ركعات. سنة صلاة العشاء: فمن الأفضل صلاة ركعتين بعد الانتهاء من الفرض وفقًا لاتفاق معظم المذاهب على ذلك، مع زيادة ركعة الوتر التي حث عليها العلماء كسنة مؤكدة، ولأهميتها جعلها المذهب الحنفي واجبة، فهي من السنن المؤكدة وتبلغ أهميتها كأهمية سنن صلاة الصبح. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2023-11-10
استقبل الشيخ محمد أبوبكر، الداعية الإسلامى، سؤالًا من متصل عن حكم وقوع الطلاق تحت تأثير المخدرات يقول: «أنا بتعاطى تامول، وطلقت مراتى وأنا شارب، هل بكده الطلاق يقع؟». وقال «أبوبكر» خلال برنامج «اسأل مع دعاء»، على قناة «النهار»، اليوم الجمعة، إنه ليس معنى أنك تتعاطى المخدرات أن تجاهر بالإثم، مشيرًا إلى حديث أبى هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل أمتى معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». وأوضح أن المجاهرة بالإثم تستوجب التوبة إلى الله، مشيرًا إلى أنه بالنسبة ليمين الطلاق فعليك العودة إلى دار الإفتاء المصرية أو مشيخة الأزهر. وتابع «أبوبكر»: «انت ليك سابقة فى دار الإفتاء المصرية، فارجع لهم عشان هما اللى عارفين فاضلك يمين أو يمينين، لكن كل شىء بيكون مكتوب على الكمبيوتر فى دار الإفتاء». حكم وقوع الطلاق تحت تأثير المخدرات وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن كل واقعة طلاق لها ظروفها المختلفة، ويجب أن يكون هناك تحقيق مع المطلق للوصول للحكم الشرعى. وأضاف فى تصريحات تلفزيونية سابقة أنه كون الإنسان متعاطيًا للمخدرات لا يعد مانعًا من موانع وقوع يمين الطلاق. وأوضح أن جمهور العلماء يرى أن طلاق السكران يقع عقابًا له، رغم أنه غير مدرك، بخلاف المذهب الحنفى الذى يرى أنه لا يقع، وهذا ما أخذ به القانون المصرى. وأشار إلى أن مثل السكران كل من ستر عقله وذهب إدراكه فى عدم الوقوع، ولكن كونه متعاطيًا لا يلزم أنه ذهب عقله، فلا بد هنا من التحقيق للوصول للحكم الشرعي ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-09-29
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الفقيه الدستوري الراحل الدكتور يحيى الجمل، قد أشرف على رسالة ماجستير حول وثيقة المدينة المنورة كدراسة دستورية، انتهى فيها الباحث إلى أن وثيقة المدينة هي أول وثيقة في التاريخ تؤسس للمواطنة الكاملة في مجتمع متعدد الثقافات والأديان والأعراق. وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل الناس مسلمين وغير مسلمين جميعًا سواسية في الحقوق والواجبات، كأنه يرسل رسالة للتاريخ أن الإنسان في معيشته وفي وطنه يحتاج إلى أن يفهم هذه التعددية وأنها حتمية يجب التفاعل معها. وشدد شوقي علام على أن خطبة الوداع تُكمل المسيرة المحمدية بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي خطبة جامعة تتضمن المبادئ الجامعة من تعاملات اقتصادية ووصية بالنساء، موضحًا أن الجور على حق من حقوق المرأة كالميراث وغيره مخالف للمنهج والوصية النبوية. ووجه مفتي الجمهورية رسالة للرجال قائلا: المساواة الإنسانية ظهرت في الممارسة الحقيقية للشريعة المحمدية في وثيقة المدينة، حيث ساوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات مهما كانت عقديتهم أو لونهم أو عِرقهم، وكملتها خطبة الوداع التي أرست مبدأ المساواة بقول النبي: "كلكم لآدم وآدم من تراب، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى"، وقوله: "استوصوا بالنساء خيرًا" وغيرها من الوصايا. أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن النظر إلى المستقبل واستحضار مقدمات الحاضر ودروس الماضي، يتطلب التحمل والصبر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان من أهدافه بناء الإنسان. وأضاف المفتي أن نحتاج إلى خبرات واسعة المدى واستشراف للمستقبل كما فعل أصحاب المذهب الحنفي الذين توسعوا في هذا الباب، وكانوا يضعون المسائل ويجيبون عنها، فأعطانا مساحة أوسع وأرحب؛ ولذا أنشأنا في دار الإفتاء المصرية مرصد الاستشراف الإفتائي، لنُعدَّ العدَّة من الآن -نحن المفتين- لمواجهة تحديات المستقبل وما قد يطرأ من أمور. وشدد شوقي علام على أن النبي كان يحب مكة، وطنَه الذي نشأ فيه وضم ذكريات الطفولة؛ لأنها غريزة وفطرة عند كل إنسان أن يحنَّ إلى المكان الذي نشأ فيه، مشيرًا إلى أن السيرة النبوية مليئة بالمواقف التي تؤكد حبَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوطنه، ومنها أنه عندما خرج مهاجرًا إلى المدينة وعندما جاوز أبواب مكة وقف وحنَّ إلى هذا المكان وقال قوله المشهور: "والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت". وتابع مفتي الجمهورية: في طريق الهجرة عندما كان النبي يمر على مكان له فيه ذكريات كان يحنُّ إلى وطنه، وذكر بعض المفسرين أن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] نزل في هذا الموقف، وكان عندما تأتيه الأخبار من مكة المكرمة يذكرها بحنين شديد. واستطرد شوقي علام: عندما أفاء الله على النبي وفتح مكة المكرمة دخلها مطئطئًا رأسه الشريف؛ تواضعًا رغم انتصاره، في لحظات قد تقذف إلى النفس البشرية حب الانتقام، ولكنه مع ذلك وصف هذا اليوم بأنه يوم المرحمة عندما سأل أهل مكة: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن البعض اختلف حول مكان الحجر الأسود بعد إعادة بناء الكعبة واحتكموا إلى النبي، لأن من يقوم بهذا الأمر ينال الشرف ويدخل التاريخ. وقال المفتي إنهم كادوا أن يقتتلوا، لأن كلًّا منهم أراد أن ينفرد بهذا الشرف، فحكَّموا النبيَّ وكان أول داخل عليهم، فلما رأوه قالوا: جاء الصادق الأمين، ففرحوا بذلك فرحًا يفصح عن حقيقة جوهر شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وارتاحت إليه القلوب. وتابع المفتي: حكمة النبي كانت واضحة في هذا الموقف حيث أشركهم جميعًا ولم يستثنِ أحدًا منهم، فجاء برداء وجعل كل رجل يمسك طرفًا منه وبه الحجر الأسود، ثم وضع الحجر الأسود بيديه الشريفتين في مكانه. أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن مَوْلد سيدنا رسول الله صلى الله عليه، يتطلب أن نذكر فيه كل خير، كونه كان مثالًا للخير كله منذ طفولته الأولى عندما أقبلت عليه حليمة السعدية لتأخذه للرضاعة فوقع حبه في قلبها وكان أحب إليها من أبنائها. وقال المفتي إن النبي كان كلُّ مَن يراه يحبه، وعندما يلعب مع الأولاد في طفولته يحبه الأطفال والأمهات، فقد كان نموذجًا للطفل المحبوب. وتابع: الرعاية الإلهية ربَّت النبي صلى الله عليه، وألقت في قلوب الناس محبته، وعندما صار شابًّا قويًّا كان يسير بين الناس صادقًا أمينًا معروفًا بين الناس بهذه الصفة، ليكون المحرك لقادة قريش لأنهم عرفوه بالصادق الأمين، فكان حجة عليهم لأنهم لم يعرفوا عنه كذبًا قط، وكانوا يضعون الأمانات التي يخشون عليها وديعة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2022-06-10
ينسب بعض الناس إلى المذهب الحنفي تحريم أكل الجمبري، قائلين إن المذهب الحنفي لا يباح عندهم إلا الأسماك فقط، انطلاقًا مِن شبهه بالعقرب أو الدود؛ حيث يحرم من حيوانات البحر ما شابه المحرَّم من حيوانات البَرِّ، وبالتالي فالجمبري محرم أكله، إلا أن دار الافتاء أوضحت خطأ ذلك في فتوى لها أوردتها أمانة الفتوى بالدار. وقالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء: «الجمبري حيوان مائي صغير لا فقاري من القشريات، يتنوع إلى حوالي ألفي نوع، وهو معروف، وكلمة جمبري في الأصل كلمة إيطالية سَرَتْ حديثًا مع غيرها مِن الألفاظ الإيطالية إلى لهجة أهل مصر كما ذكره غير واحد مِن المصنفين؛ حيث كان الجمبري يسمى عند أهل مصر قديمًا (بالقُرَيْدِس)". وأضافت دار الإفتاء: «نص السادة الحنفية على إباحة أكل جميع أنواع السمك، من غير تفريق بين نوعٍ ونوع، ونقل الإجماع على إباحة السمك بكلِّ أنواعه كذلك غيرُ واحد من العلماء، فكلُّ ما كان من جنس السمك لغةً وعرفًا فهو حلالٌ عند الحنفية بلا خلاف في ذلك، وجاء في نصوص علمائهم التصريحُ بحلِّ أكل الرُّوبِيَان بخصوصه مع غيره مِن أنواع السمك بلا خلاف؛ لدخوله في مُسمَّى السمك لغةً وعُرفًا، وسبق سياق نص العلامة الفيروزآبادي -وهو من علماء الحنفية- على أن الإِرْبِيَان مِن السمك». وتابعت الدار: «لا تشابه في الحقيقة بين الجمبري والعقرب أو الدود؛ فالجمبري من طائفة القشريات، وهو معدود مِن طيبات السمك عند العرب وغيرهم وفي أعراف الناس، وهو مفيد ونافع للطعام والصحة ويُعَدُّ من أشهر المأكولات البحرية وأشهاها، وفيه فوائد عدة: حيث يحتوي على كمية كبيرة من الكالسيوم واليود والبروتين والكولسترول مع انعدام نسب الدهون المشبعة؛ فهو أيضًا مفيد للدورة الدموية. أما العقرب فمن طائفة العنكبوتيات، ومعظم أنواعه سامٌّ، وهو مستقذَرٌ طبعًا وشرعًا وعُرفًا، بل هو من الفواسق الخمس التي صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتلها في الحِلِّ والحرم لِكَفِّ أذاها؛ فلكل منهما خصائص ومميزات تجعله مختلفًا تمام الاختلاف عن الآخر، وإن ادُّعِيَ التشابهُ الظاهريُّ بين بعض أنواعهما، وكذلك الحالُ في الدُّود؛ فإنه مُستَقْذَرٌ كذلك، وما يكون من التشابه الظاهري بينه وبين الجمبري لا يُنْبِئُ عن أي مشابهة حقيقية بينهما في الخصائص أو المميزات». واختتمت الإفتاء بالقول: «وعلى ذلك فالجمبري حلالٌ عند جميع الفقهاء، ومنهم السادة الحنفية، والصحيح أنه لا خلاف في ذلك عندهم؛ لاتفاق أهل اللغة وغيرهم على أنه نوع من السمك، وكل أنواع السمك وأصنافه حلال بالإجماع». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-02-19
يعتبر الجمبري من الأكلات المفضلة لدى عموم المصريين، خاصة أهل السواحل؛ حيث تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا حول حكم الإسلام في أكل الجمبري وهل هو حرام أم حلال؟ ، حيث أن بعض الناس ينسبون إلى المذهب الحنفي تحريم أكل الجمبري؛ حيث أنه لا يباح عندهم إلا الأسماك فقط، وانطلاقا من شبهه بالعقرب أو الدود؛ حيث يحرم من حيوانات البحر ما شابه المحرم من حيوانات البر. بدورها أكدت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي أن الجمبري حلال عند جميع الفقهاء، ومنهم السادة الحنفية، والصحيح أنه لا خلاف في ذلك عندهم؛ لاتفاق أهل اللغة وغيرهم على أنه نوع من السمك، وكل أنواع السمك وأصنافه حلال، ولا مشابهة بين الجمبري والعقرب؛ فالجمبري من طائفة القشريات، وهو معدود من طيبات السمك عند العرب وغيرهم وفي أعراف الناس، أما العقرب فمن العنكبوتيات وهو مستقذر عرفا وشرعا، وكذلك الحال في الدود؛ فإنه مستقذر كذلك، والتشابه الظاهري بينهما لا ينبئ عن أي مشابهة حقيقية بينهما في الخصائص أو المميزات. وأضافت الدار: «الجمبري حيوان مائي صغير لا فقاري من القشريات، يتنوع إلى نحو ألفي نوع، وهو نوع من السمك في اللغة والعرف، وهذا بغض النظر عن التفرقة الاصطلاحية الحادثة التي قد تستخدم للتفرقة بين بعض أنواعه؛ كتسمية الكبير منه بـ(القريدس) والصغير بـ(الروبيان)». وقد نص السادة الحنفية على إباحة أكل جميع أنواع السمك، من غير تفريق بين نوع ونوع، قال الإمام السرخسي في المبسوط: «جميع أنواع السمك حلال؛ الجريث والمارهيج وغيره في ذلك سواء»، وعلة القول بإباحة أنواع السمك المختلفة عند الحنفية: اندراجها تحت اسم «السمك» في اللغة. وقال العلامة العيني الحنفي في «البناية شرح الهداية»، وقال: ولا بأس بأكل الجريث والمارماهي وأنواع السمك والجراد من غير ذكاة أي: قال القدوري رحمه الله: (والجريث بكسر الجيم وتشديد الراء بعده آخر الحروف ساكنة وفي آخره ثاء مثلثة. قال في كتب اللغة: هو نوع من السمك).. قلت: (الجريث: السمك السود: والمارماهي: السمكة التي تكون في صورة الحية، و"ماهي": هو السمك، وإنما أحل أنواع السمك لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أحلت لنا ميتتان». فكل ما كان من جنس السمك لغة وعرفا فهو حلال عند الحنفية بلا خلاف في ذلك، وجاء في نصوص علمائهم التصريح بحل أكل الروبيان بخصوصه مع غيره من أنواع السمك بلا خلاف؛ لدخوله في مسمى «السمك» لغة وعرفا، وسبق سياق نص العلامة الفيروزآبادي -وهو من علماء الحنفية- على أن الإربيان من السمك، وهذا هو ما عليه العمل والفتوى لدى علماء الحنفية في الديار الهندية والباكستانية وغيرها. وأجمع من تكلم من متأخري الحنفية على حكم أكل الإربيان: هو العلامة الشيخ أحمد رضا خان البريلوي الحنفي؛ فإنه حقق في «فتاواه» القول بحله على مقتضى إطلاق المتون، غير أنه أفتى بأولوية التورع عنه خروجا من الخلاف فيه: جاء في كتابه الحافل «العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية»: ماذا يقول علماء الدين وأهل الفتوى في الشرع المتين في حكم الإربيان؛ هل يجوز أكله أم لا؟ وهل أكله مكروه أم حرام؟ الإجابة: نقل في «الحمادية» قولان بالجواز وعدمه؛ حيث قال: الدود الذي يقال له جهينگه عند بعض العلماء؛ لأنه لا يشبه السمك، وإنما يباح عندنا من صيد البحر أنواع السمك، وهذا لا يکون کذالك، وقال بعضهم: حلال؛ لأنه يسمى باسم السمك. أقول: ظاهر عبارة «الحمادية» أن عدم الجواز هو المختار لديه؛ لأنه قدمه، والتقديم أمارة التقديم، وسماه دودا، والدود حرام، واستدل للقول بالحل بأنه يسمى باسم السمك دون أن يسميه هو بذلك. والتحقيق في هذا المقام: أنه لا يجوز من صيد البحر غير السمك، وغيره حرام مطلقا في مذهبنا، وعلى هذا: فمن ظن أن الجمبري ليس من أنواع السمك فينبغي أن يكون حراما عنده، غير أن العبد الفقير رجع إلى كتب اللغة وكتب الطب وكتب علم الحيوان فوجدها جميعا تنص على أنه نوع من السمك تابعت الدار: أما الإفتاء بأولوية تركه اجتنابا لشبهة الخلاف فيه: فهو إنما يتفرع على ثبوت الخلاف، وقد ذكرنا أن نقل الخلاف فيه غير معتمد، كما أن المفتى به عند السادة الحنفية منذ قرون متطاولة: أنه لا يفتى بالأورع أو الأحوط؛ لأن الزمان لم يعد زمان اجتناب الشبهات، وعلى ذلك فالإربيان «الجمبري» حلال عند جميع الفقهاء، ومنهم السادة الحنفية، والصحيح أنه لا خلاف في ذلك عندهم؛ لاتفاق أهل اللغة وغيرهم على أنه نوع من السمك، وكل أنواع السمك وأصنافه حلال بالإجماع. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-06-14
قطاع كبير من المواطنين يلجأ لـ شهادات الاستثمار كونها أحد الملاذات الأمنة للادخار، وعليه يتساءل البعض عن طرق إخراج زكاة المال لهذه الشهادات، وهو ما توضحه «الوطن»، في إطار سلسلة الخدمات الدينية اليومية التي تقدمها لقرائها على مدار الساعة. ووفقا لدار الإفتاء المصرية، خلال إحدى حلقات البث المباشر، أجابت على موعد دفع زكاة المال المستحقة عن شهادت الاستثمار وكيفية دفع الزكاة لشهادات متفرقة على مدار السنة الهجرية ومدى إمكانية وجواز تقديم دفع الزكاة لحالات إنسانية. ومن جهته قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه من الضروري أن تحدد ميعاد أول شهادة وزكاتها، وفي هذا المعاد تخرج الزكاة عن كل شيء لديها. وأضاف شلبي، أن الرأي في ذلك في المذهب الحنفي يقول إن العبرة بطرفي الحول، مؤكدًا على حد تعبيره «الأفضل أن يتم تحديد معاد واحد، ومع أول معاد يخرج المزكي زكاته عن كل شيء، فلو كل شهادة يخرج لها بعد عام كامل قد ينسى ما أخرج وما لم يخرج ويحدث اضطرابًا». في ذات السياق، كان قد أكد شلبي في بث مباشر سابق، «الأصل أن يحسب المسلم في كل نهاية سنة هذه الشهادات وقيمتها والربح الموجود معه حاليا، فمثلًا لو أن أحدهم ربحه في السنة 50 ألف جنيه وأخذ منه 30 ألفا والباقي 20 ألفا فهنا عليه أن يخرج على المبلغ الأخير وهو 20 ألفا مع أصل الشهادات». أما عن الحالة التي لا تخرج فيها الزكاة، فقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان الذي ليس له أي دخل آخر أو إن كان معاشه ضعيفا، ويعتمد على هذه الأرباح اعتمادا أساسيا، ففي هذه الحالة لا يخرج الزكاة عن أصل الشهادات وإنما يخرج عن الفوائد فقط بنسبة 10% للحالات الإنسانية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-09-06
قال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، إن فقهاء المذاهب الأربعة أجمعوا على أن من شروط صحة الوقف ونفاذه أن يكون الموقوف ملكًا باتًّا للواقف وقت الوقف، وفرعوا على هذا أنه لا يصح ولا ينعقد وقف الغاصب أرضًا قد اغتصبها واعتدى عليها؛ لانتفاء ملكه إياها وقت الوقف. وأضاف في رده على سؤال من وزارة الإسكان والتعمير جاء فيه: أن الدولة وهي تنشئ وتعمر تضع في مقدمة أعمالها تشييد دور العبادة لأداء الصلاة وإقامة شعائر الدين، لهذا وحين رخصت الدولة بإنشاء مدينة العاشر من رمضان، أُعِدَّ تخطيط للمدينة مع تحديد مواقع المساجد على نحو كافٍ، وتم فعلًا بناء أول مسجد، وتم افتتاحه للصلاة، إلا أن نفرًا ممن احترفوا التمسح بالدين اعتدوا على جزء من هذه الأراضي بوضع اليد عليها لأغراض شتى جاعلين الدين واجهة لإخفاء نواياهم الحقيقية؛ وذلك باستيلائهم على مساحة قدرها سبعة عشر ألفًا وخمسمائة متر مربع من أرض المدينة، فما حكم الشريعة في مدى مشروعية إقامة مسجد أو زاوية على أرض الغير -أرض المدينة- غصبًا؟. وأضاف "الشيخ جاد" نص فقهاء المذهب الحنفي -تفريعًا على هذا- أنه لو غصب رجل أرضًا فوقفها ثم اشتراها من مالكها ودفع الثمن إليه، أو صالح على مال دفعه إليه؛ لا تكون وقفًا؛ لأنه إنما ملكها بعد الوقف، ونصوا على أنه لو استحق الوقف بطل. كما نصوا على أنه لو اعتدى شخص على أرض واتخذها مسجدًا ثم استحقت هذه الأرض للغير؛ نقضت المسجدية، وأضاف فقهاء المذهب الحنفي أيضًا: أن الصلاة مكروهة في الأرض المغصوبة، وكذلك في المسجد المقام على أرض مغصوبة. ونص الفقهاء أيضًا على أن المكان يصير مسجدًا بالصلاة فيه، أو بقول مالكه الذي أقامه: جعلته مسجدًا. فلا بد من الملكية الصحيحة لمكان المسجد وقت إقامته واتخاذه مسجدًا. لما كان ذلك؛ فإنه لإضفاء وصف المسجدية على مكان أقيم فيه مسجد لا بد أن يكون المكان مملوكًا لمن أقام المسجد، فإذا لم يكن ملكًا له -بأن كانت الأرض مغصوبة، أي: معتدًى عليها- نقضت صفة المسجدية، بمعنى أن هذا المكان لا تكون له حرمة المساجد، ولمالكه الشرعي أن يزيله وفقًا لنصوص الفقهاء سالفة الإشارة. وعلى ذلك: فإذا ثبت أن المسجد موضوع السؤال أقيم على أرض غير مملوكة لمن قام ببنائه واتخاذه مسجدًا، وإنما كانت وقت إقامته المسجد مغصوبة، أي: معتدًى عليها، فإن لمالك هذه الأرض الشرعي إزالته؛ إذ ليست له حرمة وحصانة المساجد في الإسلام، وتكره الصلاة فيه بهذا الاعتبار. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: