عبد الرحيم ريحان
كتب- محمد شاكر:وجه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بإعداد حصر للآثار الغارقة بخليج أبي قير التي تصلح لاستخراجها وكذا وضع خطة لاستخراج تلك الآثار ووضعها...
مصراوي
Very Positive2025-05-21
كتب- محمد شاكر:وجه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بإعداد حصر للآثار الغارقة بخليج أبي قير التي تصلح لاستخراجها وكذا وضع خطة لاستخراج تلك الآثار ووضعها في المتاحف الخاصة بها من أجل عرضها للسائحين، كما وجه أيضًا بوضع رؤية خلال شهر للمواقع السياحية التي تصلح كمواقع للغطس السياحي للاطلاع على الآثار الغارقة. وفى ضوء هذا أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة الآثار الغارقة، أن الآثار الغارقة بمنطقة أبي قير شرق الإسكندرية هى نتاج مدينتي هيراكليون ومينوتيس وكانت هذه المنطقة قديمًا تسمي كانوب لوقوعها على أهم فروع النيل آنذاك وهو الفرع الكانوبي وكان للنيل سبعة أفرع والذي كان له ميناء يعتبر هو المدخل الرئيسي لمصر من جهة البحر المتوسط ونظرًا لهذا الموقع المتميز نشأت الكثير من المدن التي لعبت دورًا هامًا في النشاط التجاري والبحري على السواء وكانت أهم تلك المدن مدينة هيراكليون التي كانت من أهم المواني المصرية في الفترة ما قبل مجئ الإسكندر وبناء الإسكندرية. ونوه الدكتور ريحان إلى أن الكشوفات الأثرية فى أبى قير بدأت فى الثلاثينيات من القرن العشرين بواسطة أحد الطيارين البريطانيين الذى كان يُحلق فوق خليج أبي قير وقد لفت أنظاره كمية القطع الأثرية الغارقة في تلك المنطقة الواضحة نظرًا لنقاء المياه آنذاك في تلك المنطقة فأبلغ الأمير عمر طوسون حفيد محمد على باشا، وكان دارسًا للتاريخ والجغرافيا وعاشقًا للآثار، فقام بعمل مسح أثري لهذه المنطقة نتج عنه الكشف عن العديد من القطع الأثرية المغمورة بالمياه مثل بقايا معبد هيراكليون وكم ضخم من الأواني الفخارية وعدد من التماثيل مثل رأس للأسكندر الأكبر مصنوع من الجرانيت وتمثال لأبي الهول. وتابع: في عام 1965 اكتشف الغواص المصرى كامل أبو السعادات، ثلاثة من السفن الغارقة للأسطول الفرنسي بما فيها سفينة القيادة لوريان نتيجة معركة أبي قير البحرية بين الأسطول الفرنسي بقيادة نابليون بونابرت والأسطول الإنجليزي بقيادة نيلسون الذى نتج عنها تدمير وغرق معظم سفن الأسطول الفرنسي، ثم قامت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية عام 2019 بأعمال تنقيب في موقع مدينة كانوب ومدينة هيراكليون في خليج أبي قير بالإسكندرية برئاسة فرانك جوديو وعُثِرَ علي حطام سفن يصل عددهم إلى حوالي 75 سفينة من ضمنهم سفينة على الطراز المصرى القديم تؤرخ بنهاية القرن الخامس قبل الميلاد وأطلال المعبد الرئيسي للمدينة. ويشير الدكتور ريحان إلى اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وهي معاهدة اعتمدت في 2 نوفمبر 2001 من قبل المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وتختص بحماية جميع آثار الوجود البشري التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو أثري المغمورة تحت الماء لأكثر من 100 سنة ومنها حماية حطام السفن والمدن الغارقة والأعمال الفنية ما قبل التاريخ والكنوز التي قد نهبت ومواقع الدفن فضلًا عن الموانئ القديمة التي تغطي المحيطات، وأن الدول الأعضاء في الاتفاقية ومنهم مصر تتفق على العمل من أجل الحفاظ على الممتلكات الثقافية الغارقة في نطاق ولايتها وأعالي البحار. وطالب الدكتور ريحان باستثمار توجيهات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى العمل على إنشاء متحف للتراث الثقافى المغمور بالمياه فى الميناء الشرقى بالإسكندرية أقدم ميناء فى العالم وأنسب مكان لإقامة المتحف باعتباره خليج بحر مفتوح، مشيراً إلى أنه قد أثير مشروع المتحف عام 2016 واقترح الدكتور أسامة النحاس المشرف على مشروع إنشاء المركز المتكامل للآثار الغارقة بقاعة قايتباى إقامة متحف تحت الماء فى موقع فنار الاسكندرية القديم إلى الشمال من قلعة قايتباى وقد تبنى مؤتمر اليونسكو لإدارة المواقع الأثرية هذا المقترح عام 1997 فى توصياته وفى عام 2000 بدأت إدارة الآثار الغارقة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع إنشاء المتحف تحت الماء ولكنه توقف. وتابع ريحان بأنه فى ظل التوجهات بالاهتمام بالتراث المغمور يمكن تذليل كل العقبات أمام إنشاء هذا المتحف والتعريف باتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه 2001 وتقييم الوضع الحالي لحماية وإدارة التراث الثقافي المغمور في مصر وما هى التحديات التي تواجه هذا المجال وكيفية التغلب عليها وتشكيل شبكة من الخبراء والباحثين المهتمين بالتراث المفمور لإعداد ملفات تسجيله كآثار ومن ثم تسجيله تراث ثقافى عالمى باليونسكو ودمج التراث المغمور بأهداف التنمية المستدامة وإدماجه فى خطط البحث العلمي بالجامعات المصرية وتوفير فرص عمل فى هذا المجال. كما طالب ريحان بخلق مقوم جديد لسياحة التراث الثقافى المغمور فى مصر بعدة مدن الإسكندرية وشرم الشيخ ودهب وغيرها وإعداد جيل من المرشدين السياحيين الغواصين للتعامل مع التراث المغمور وتعريف منظمى الرحلات السياحية فى العالم بهذا التراث وكذلك كل الهيئات المهتمة بهذا النوع من التراث المغمور فى العالم والعمل على تطوير تشريعات وطنية تتسق مع اتفاقية اليونسكو للتراث المغمور بالمياه 2001 واستثمار التقنيات الحديثة والتطبيقات التفاعلية لمشاركة الشباب فى نشر ثقافة التراث المغمور بالمياه عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة. اقرأ أيضًا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-05-04
كتب- محمد شاكر: قدمت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، رصدًا لمعالم الكشف وأهميته حيث يلقى الضوء على دور التحصينات الحربية بسيناء فى العصرين البطلمى والرومانى باعتبار تل أبو صيفى الموقع الحربى الثانى بسيناء بعد قلعة ثارو بتل الحير، وتم الكشف عن تحصينات عسكرية ومدينة رومانية وأخرى بطلمية. وأوضح الدكتور ريحان أن هناك قلعتين مكتشفتين فى مواسم سابقة، قلعة بطلمية وأخرى رومانية وهناك شواهد تشير إلى قلعة ثالثة، ومن خلال كشف مدخل القلعة هذا الموسم يمكن التعرف على العناصر المعمارية حيث أن تحصينات تلك الفترة تشتمل على سور سميك يتخلله حجرات الحراسة وخدمات وخندق لزيادة مناعة القلعة ومسار مفروش بالحجر الجيرى يؤدى إلى داخل القلعة. ويرى الدكتور ريحان أن ما أثير بالكشف عن وجود دوائر طينية حول المسار المرصوف بالحجر الجيرى يحتمل أنها كانت خاصة لزراعة أشجار يجب أن يعتمد على علماء متخصصين فى النبات لتحديد وجود بقايا جذور وخلافه لأن علم الآثار علم شامل ولا يمكن للآثارى توثيق نتائج حفائره بدون الاستعانة بالمتخصصين ولربما تكون هذه الدوائر الطينية قواعد لصوامع غلال مثلًا خاصة أن القلاع الحربية بشمال سيناء تتميز بوجود مخازن مؤن وآبار مياه، وكشف بالمدينة البطلمية عن مرسى ميناء للعلاقات التجارية بين مصر والشرق الأدنى. كما أعلن فى الاكتشاف عن أفران لصنع الجير تسببت فى تدمير المكان، ويرى الدكتور ريحان أن أى إنشاءات بجوار القلاع تكون خدمية لصالح المكان من خلط مونة للبناء وملاط للجدران أو صنع مواد بناء خاصة مع توافر محاجر الحجر الجيرى بالمنطقة فما الداعى لهدم مبانى لحرق الجير. ونوه الدكتور ريحان إلى دور التحصينات الحربية فى سيناء فى عصر مصر القديمة والتى اتضحت من خلال نقش سيتى الأول بصالة الأعمدة بالكرنك الذى أشار لوجود 12 قلعة بطريق سيتى الأول أو طريق حورس بشمال سيناء تعود إلى عصر الأسرتين 18، 19، كشف عن اثنين منهم بالقنطرة شرق بشمال سيناء أهمهم قلعة ثارو بتل حبوة أول قلعة شيدت على طريق حورس وكشفت عنها بعثة آثار شمال سيناء برئاسة الدكتور محمد عبد المقصود وتعد المركز الأول لانطلاق الجيوش عبر سيناء إلى الشرق أى وزارة الدفاع بسيناء وكشف عن ثكنات للجنود ومنازل للضباط ومخازن وإسطبل وأدت هذه القلاع علاوة على دورها الحربى وظيفة تجارية للتبادل التجارى ووظيفة جمركية لتحصيل الضرائب قبل الوصول إلى الدلتا كما كشف عن قلعة بتل الكدوة بشمال سيناء أقيمت على أنقاض قلعة أقدم وتعود إلى الأسرة 26 فى العصر الصاوى كما عثر على أفران لصهر المعادن وآبار مياه. اقرأ أيضاً: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-03-27
كتب- محمد شاكر: أوضح خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن الحملة تتبنى فكرة تطوير شاطئ حنكوراب بمرسى علم وحمايته من الأنشطة السياحية غير المستدامة التي تهدده. وأكد أن الحملة تدعم إعادة استغلال وتأهيل المنطقة بما يحافظ على طبيعتها كأهم شاطئ بيئي طبيعي، حيث يضم أندر الشعاب المرجانية. وأشار إلى أن الخدمات المقدمة يجب أن تكون لتحسين التجربة السياحية وتنويع مصادر الجذب، مع الحفاظ على التوازن البيئي. من جانبه أوضح الكابتن أيمن طاهر، الخبير في السياحة البيئية، عضو الحملة، أن شاطئ حنكوراب يقع ضمن محمية وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، ويتميز برماله البيضاء الناعمة ومياهه الفيروزية الصافية، كما يُعد من أفضل مواقع الغوص والسنوركلينج لمشاهدة الشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي البحري، بما في ذلك السلاحف البحرية وأبقار البحر (الأطوم). وحذر طاهر من أن بعض الجهات تخطط لإنشاءات سياحية غير مستدامة بالمنطقة، مما دفع الحملة إلى تبني فكرة التطوير وفق معايير بيئية صارمة. وأكد أن تطوير المنطقة يتطلب مراجعة الإنشاءات الحالية وإجراء تقييم بيئي مستقل، وتنظيم عدد الزوار وفقًا للقدرة الاستيعابية للموقع، بناءً على المعايير الدولية. وشدد طاهر على ضرورة حماية المسارات الطبيعية وتقليل التوسع العمراني، مع الحفاظ على 70% من الساحل دون تغيير، وتخصيص 20% للمرافق الخفيفة، و10% لأنشطة التخييم منخفضة التأثير. وطالب باعتماد حلول صديقة للبيئة، مثل: استخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق نظام صارم لإدارة النفايات ومكافحة التلوث، وتقييد المركبات الآلية وتعزيز التنقل عبر المسارات الطبيعية، واستخدام ستائر مائية أو حواجز طبيعية (مثل أكياس الرمل أو جريد النخيل) لحماية الشعاب المرجانية من الأتربة، وزراعة غطاء نباتي أو استخدام مواد طبيعية كالقش لمنع انتقال الرواسب إلى المياه. اقرأ أيضاً: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-03-26
كتب- محمد شاكر: تداولت وسائل الإعلام العالمية مؤخرا، أخبارًا حول ادعاء فريق بحثي إيطالي-أسكتلندي بقيادة كورادو مالانجا وفيليبو بيوندي اكتشاف هياكل غامضة تحت هرم خفرع باستخدام تقنية رادار متطورة. وزعم الفريق وجود أسطوانات عمودية تمتد لعمق 648 مترًا، بالإضافة إلى هياكل مكعبة متطابقة القياسات (80×80 مترًا)، واقترحوا أن الأهرامات ربما استُخدمت كمنشآت تكنولوجية لتوليد الطاقة، مستندين إلى نظريات غير أكاديمية مثل أفكار نيكولا تسلا وكريستوفر دان. قامت حملة "الدفاع عن الحضارة" المصرية، برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، بتحليل هذه الادعاءات عبر دراسة أجرتها الدكتورة رنا التونسي، منسقة البحوث الأثرية بالحملة، والتي كشفت عن عدة تناقضات وأخطاء منهجية في مزاعم الفريق الأجنبي. أخطاء منهجية في الادعاءات 1. الاعتماد على نظريات غير موثوقة: - استند الباحثون إلى أفكار غير مدعومة بأدلة أثرية، مثل نظريات تسلا ودان، دون تقديم أي اكتشافات ملموسة. - تجاهلوا السياق التاريخي لمصر القديمة، وفلسفة بناء الأهرامات كمدافن ملكية. 2. ترجمة خاطئة للنصوص القديمة: - ادعى بعض المؤيدين أن نقش مسلة حتشبسوت ("وأضاءت بنورها") يشير إلى "كهرباء"، بينما الترجمة الصحيحة تعكس معنى مجازيًا متعلقًا بالعظمة وليس الطاقة. - لو طُبقت هذه الترجمة الحرفية على نصوص أخرى، لَأدى ذلك إلى استنتاجات غير منطقية، مثل اعتبار العبارات الشائعة ("مصر منورة بأهلها") دليلًا على استخدام المصريين للكهرباء! 3. إغفال الأدلة الأثرية القاطعة: - تحتوي العديد من الأهرامات، مثل هرم أوناس، على نصوص جنائزية (متون الأهرام) تؤكد وظيفتها كمقابر. - غياب المومياوات من بعض الأهرامات يعود إلى سرقات المقابر وليس لعدم وجودها أصلاً، كما حدث مع مومياوات ملوك الدولة الحديثة التي نُقلت إلى خبيئة الدير البحري. 4. تناقض في التفسير: - اقتصرت مزاعم "توليد الطاقة" على الهرم الأكبر فقط، بينما تجاهلوا باقي الأهرامات، مما يُضعف نظريتهم. أدلة جيولوجية وهندسية - أكد خبير الترميم فاروق شرف أن هرم خفرع بُني على قاعدة صخرية صلبة، مما يلغي الحاجة لأي أعمدة تحت الأرض. - أظهرت مسوحات رادار الاختراق الأرضي (GPR) والتصوير بالميونات عدم وجود فراغات أو هياكل غريبة تحت الهرم. - تشير الدراسات الهندسية إلى أن تصميم الهرم يعتمد على الاستقرار الإنشائي عبر كتل حجرية ضخمة (بعضها يزن 15 طنًا)، وليس على أي أنظمة طاقة. كما طرح الدكتور ريحان سؤالًا جوهريًا وهو: إذا كانت الأهرامات محطات طاقة، فما وظيفة المعابد الجنائزية وأهرامات الملكات المجاورة؟ غياب إجابة مقنعة عن هذا السؤال يُظهر ضعف هذه النظريات وعدم اتساقها مع الحقائق الأثرية، مؤكدا أنه لا يوجد أي دليل علمي أو أثري يدعم مزاعم وجود "أعمدة" أو "تكنولوجيا طاقة" تحت هرم خفرع، وأن هذه الادعاءات تعكس سوء فهم للحضارة المصرية، وتجاهلاً للأبحاث الموثوقة التي تؤكد أن الأهرامات شُيدت كمقابر ملكية، وفق تقنيات بناء متطورة تعكس عبقرية المهندسين المصريين القدماء. اقرأ أيضا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-03-21
يحتفل المصريون فى الحادى والعشرين من شهر مارس بعيد الأم، حيث يتسابق الجميع داخل الأسرة على التعبير عن حبهم وتقديرهم وتقديم أجمل الهدايا لـ" ست الحبايب" فى هذا اليوم من كل عام وسط تجمع الأهل والعائلة. وعلى مر العصور، تشكل الأمهات ركناً أساسياً في الحياة اليومية للأسر والمجتمعات، ومن هنا جاءت فكرة تخصيص يوم لتكريمهن وشكرهن على التضحيات التي قدمنها ولا زلن يقدمنها. ويشمل الاحتفال عادة تقديم الهدايا الخاصة مثل الزهور والشيكولاتة، أو حتى تنظيم الاحتفالات في المدارس والمؤسسات، وأصبح هذا اليوم أحد الأيام التي ينتظرها الكثيرون باعتباره مناسبة لتأكيد قيم الحب والعطاء. وفي هذا الإطار، يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المصريين القدماء أول من احتفل بعيد الأم كعيد مقدس ابتداءً من الدولة القديمة واستمر حتى عهد البطالمة ، حيث ذكر فى أكثر من بردية من برديات كتب الموتى ، ووجدت ضمن مقابر الدولة الحديثة في كثير من البرديات وقطع الأوستراكا نماذج من النصوص التقليدية للدعاء للأم فى عيدها. وأضاف ريحان إن عيد الأم في مصر القديمة كان آخر شهور فيضان النيل عندما تكون الأرض الخصبة معدة لبذر البذور وهى بذور الحياة التي تبعث الحياة في الأرض وهو شهر هاتور في التقويم المصرى القديم، "هاتور أو حتحور" هي معبودة الجمال عند قدماء المصريين وتعنى "حت – حور" مرضعة المعبود حور. وأردف قائلا: إن قدماء المصريين شبهوا الأم بنهر النيل الذى يهب الحياة والخصب والخير واعتبروا تمثال إيزيس التي تحمل ابنها حورس رمزًا لعيد الأم فيضعونه في غرفة الأم ويحيطونه بالزهور ويضعون حوله الهدايا المقدمة للأم في عيدها الذى يبدأ الاحتفال به مع شروق الشمس ويعتبرون نورها وأشعتها رسالة من السماء لتهنئتها، لافتا إلى أن إحدى برديات تل العمارنة التي وجدت على شكل رسالة كتبها طفل لأمه فى عيد الأم . وقال الدكتور عبدالرحيم ريحان إن برديات الحكماء تضمنت نصائح للأبناء بطاعة الأم ومنها الحكيم "سنب حوتب" الذي قال "ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها وضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها وأحملها فى شيخوختها فقد حملتك فى طفولتك ، أذكرها دائمًا فى صلواتك ودعواتك للإله الأعظم فكلما تذكرتها بذلك ترضى الإله وإذا نسيتها نسيك فلا تجده عندما تحتاج إليه"، كما يقول الحكيم "آنى" :"أعطتك كل شيء ولم تطلب أى شيء فأنت بالنسبة لها كل شيء مهما أعطيتها فلن توفى ما عليك من دين للإله فهو الذى يطالبك به". ونوه ريحان إلى ثلاثة نماذج لأمهات سجلن على جدران الزمن بحروف من نور وهن السيدة هاجر وأم موسى والسيدة مريم، فالسيدة هاجر أسكنها نبى الله إبراهيم مع ابنها إسماعيل بوادٍ غير ذي زرع عند بيت الله المحرّم وحيدة مع طفلها وليس بمكة يومئذٍ أحد وليس بها ماء فوضع عندهما جرابًا فيه تمر وسِقاء فيه ماء وذهبت إلى جبل الصفا فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا فلم ترَ أحدًا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا ففعلت ذلك سبع مراتٍ وهي في غاية ضعفها البدني ولكن في غاية الثقة بالله حتى تفجّر بئر زمزم الذى لم ينضب ماؤه حتى الآن يشرب منه ملايين الحجاج والمعتمرين طوال العام. وتابع :إن أم موسى حين أمرها سبحانه وتعالى أن تلقى وليدها فى الماء وهذا الأمر ليس بصعب على أي أم فقط بل هو مستحيل، والمولى عالم بهذه العاطفة التى لا تدانيها عاطفة فى الوجود لذلك كان الاختبار مصحوبًا بالنتيجة وهى الأمر بأن تلقى وليدها فى الماء ولكن يطمئنها بأنه مردود إليها ليس فقط بل سيكون له شأن عظيم "وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ" سورة القصص 7، وعاشت ترضع وتربى ابنها دون أن تفصح عن ذلك خوفًا عليه وخلّدت قصتها فى القرآن الكريم والتوراة وأكرم الله وليدها نبى الله موسى ونجّاه من كل مكروه. واختتم ريحان بقصة السيدة مريم العذراء الذى اصطفاها المولى عز وجل على نساء العالمين وعانت قبل أن تلد السيد المسيح من لوم أهلها عن حملها بدون زواج وعانت فى ولادته وحيدة تستند إلى جذع نخلة وحين ولد الطفل أصدر "هيرودس" أوامره بذبح كل طفل يبلغ من العمر أقل من عامين خوفًا على ملكه؛ ولكن كان الملاك قد ظهر للقديس يوسف النجار في الحلم وأخبره بأن يأخذ الطفل والسيدة مريم إلى مصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-21
يحتفل المصريون في الحادي والعشرين من مارس بعيد الأم، حيث يتسابق أفراد الأسرة للتعبير عن حبهم وتقديرهم بـ"ست الحبايب"، عبر تقديم الهدايا وسط تجمعات عائلية دافئة.وعلى مر العصور، كانت الأمهات محور الحياة الأسرية والمجتمعية، ما استدعى تخصيص يوم لتكريمهن وشكرهن. يشمل الاحتفال تقديم الهدايا مثل الزهور والشوكولاتة أو تنظيم فعاليات في المدارس والمؤسسات، وأصبح هذا اليوم مناسبة لتجديد معاني الحب والعطاء. المصريون القدماء وأول احتفال بعيد الأم يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن المصريين القدماء كانوا أول من احتفل بعيد الأم، حيث اعتبروه عيدًا مقدسًا منذ الدولة القديمة واستمر حتى العصر البطلمي. وذكر أن "عيد الأم" ورد في برديات كتب الموتى، وعُثر على نصوص تقليدية للدعاء للأم في عيدها ضمن مقابر الدولة الحديثة. كما كان الاحتفال يتم في شهر هاتور، الذي يمثل الخصوبة والتجدد في التقويم المصري القديم، وارتبط بالإلهة حتحور، التي كانت رمزًا للجمال والأمومة. الأم في الفكر المصري القديم شبه المصريون القدماء الأم بنهر النيل الذي يمنح الحياة، واتخذوا تمثال إيزيس وهي تحمل ابنها حورس رمزًا للأمومة. كانوا يضعونه في غرفة الأم محاطًا بالزهور والهدايا، واعتبروا أن شروق الشمس وأشعتها رسالة سماوية لتهنئتها. كما تم العثور على برديات من تل العمارنة، تضمنت رسائل كتبها أطفال لأمهاتهم في عيدهن. نصائح الحكماء لطاعة الأم تضمنت برديات الحكماء المصريين القدماء وصايا للأبناء بطاعة الأم، ومنها قول الحكيم "سنب حوتب": "ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها، واحملها في شيخوختها كما حملتك في طفولتك، واذكرها في صلواتك ليباركك الإله". كما قال الحكيم "آني": "أعطتك كل شيء دون مقابل، فأنت كل شيء بالنسبة لها، ومهما قدمت لن توفي حقها". أمهات خالدات في التاريخ أشار ريحان إلى ثلاث شخصيات نسائية سطّرن أسماءهن بحروف من نور: السيدة هاجر: التي أسكنها النبي إبراهيم مع ابنها إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع، وظلت تسعى بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء حتى تفجّر بئر زمزم، الذي لا يزال يسقي ملايين الحجاج والمعتمرين. أم موسى: التي أمرها الله أن تلقي وليدها في اليم، مطمئنًا إياها بأنه سيعود إليها وسيكون من المرسلين، وهو ما تحقق، فخلّد القرآن الكريم والتوراة قصتها. السيدة مريم العذراء: التي اصطفاها الله وعانت من لوم قومها، ثم واجهت خطر قتل طفلها المسيح بأمر من "هيرودس"، لكن وحي الله أرشد القديس يوسف النجار ليأخذها مع ابنها إلى مصر، حيث وجدت الأمان. هكذا كان للأم مكانة رفيعة عبر العصور، وظل تكريمها من أسمى القيم الإنسانية التي تتجدد كل عام في عيدها، تأكيدًا على دورها العظيم في الحياة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2025-01-26
شهد جناح هيئة الأدب والنشر والترجمة في إقبالا نوعيًا من الأدباء والأكاديميين والمثقفين المصريين في اليوم الثاني للمعرض، وذلك للاطلاع على مبادرات وبرامج الهيئة في قطاعات الأدب والنشر والترجمة، والتعرف على إسهاماتها في تعزيز الحراك الثقافي والأدبي على المستوى الإقليمي والدولي. وأكدت عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتورة شيرين العدوي، أن مشاركة هيئة الأدب والنشر والترجمة في المعرض هو خطوة بالغة الأهمية في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، مشيرة إلى تعزيز التبادل الثقافي حيث يمثل المعرض جسرًا للتواصل بين المثقفين والأدباء والناشرين بين البلدين، مما يساهم في إثراء الحراك الثقافي. وأشارت العدوي إلى اطلاعها على مبادرات وبرامج الهيئة الداعمة للكتاب والمواهب السعودية في مجالات الأدب النشر والترجمة، وأهميتها في دعم صناعة النشر وزيادة الإنتاج الأدبي السعودي المتنوع، إضافة إلى تعزيز حضور الإعمال الأدبية السعودية في المجتمع الثقافي العربي. من جانبه، أشاد عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة الدكتور عبد الرحيم ريحان بالمشاركة النوعية لهيئة الأدب والنشر والترجمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مسلطًا الضوء على مبادرة "الأدب في كل مكان" التي تتبناها الهيئة لإتاحة المحتوى الأدبي لجميع أفراد المجتمع في الأماكن العامة وصالات الانتظار عبر وسائط مقروءة ومسموعة. وفي السياق ذاته؛ أكدت الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب ومؤسس "صالون الحداد الثقافي" أن مشاركة هيئة الأدب والنشر والترجمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تأتي تتويجا لجهود البلدين في تعزيز التعاون الثقافي، مشيرًا إلى أهمية التعزيز من العمل المشترك في قطاعات الأدب والنشر والترجمة وفتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات الثقافية بين المملكة ومصر. يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقود مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 202، بمشاركة 10 جهات حكومية ووطنية تشمل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، مجمع الملك سلمان للغة العربية، الملحقية الثقافية السعودية في جمهورية مصر العربية، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مكتبة الملك فهد الوطنية، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، جامعة الأمير سطام، جامعة تبوك، جامعة حفر الباطن، وجمعية النشر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-12-21
أكد مفكرون وأدباء وشعراء أن عام 2024، الذي يلملم أوراقه إيذانا بالرحيل، شهد نشاطا ملحوظًا وزخما في لاسيما تلك المتعلقة ببناء الوعي، وإعداد أجيال جديدة تترسخ لديها قيم الانتماء والولاء للدولة المصرية والحفاظ على مقدراتها. وقال المفكرون والأدباء - في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت في استعراضهم للحصاد الثقافي الذي شهدته مصر خلال 2024 – إن من أبرز وأهم الأحداث التي شهدتها الساحة الثقافية في مصر تدشين مبادرة " بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" التي انطلقت بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتشغيل التجريبي الجزئي للمتحف المصري الكبير، كأكبر متحف على مستوى العالم وازدهار حركة الفن التشكيلي والاكتشافات الأثرية المتنوعة. في البداية، يرى الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن "الحضارة المصرية" أن مبادرة "بداية" تعد من أبرز وأهم الأحداث الثقافية التي شهدتها مصر خلال العام الجاري والتي تستهدف إتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية والثقافية والصحية والتعليمية والرياضية والسلوكية من أجل تقديم مواطن صحيح متعلم، متمكن، قادر، واع، ومثقف للمجتمع. واعتبر الدكتور ريحان، خبير الآثار البارز، أن بداية الإصلاح تكون فقط ببناء إنسان حقيقي ثقافيا وفكريا وعقليا وجسمانيا يكون قادرا على استيعاب وفهم كل مجريات الأمور من حوله وما يحاك ضد بلده ومجابهة تمادي الغزو الفكري لعقول الشباب والأطفال، متفاعلا بشكل إيجابي من خلال رؤية فكرية ثاقبة بنّاءة تصب في صالح الوطن. وشدد على أن بناء الإنسان هو تعزيز للهوية والانتماء لبلد شهدت فجر الحضارة وفجر الضمير باعتراف العالم بأسره بأفضالها على الإنسانية وكانت منبعا لكل القيم الإنسانية. وفي ضوء تلك المبادرة، يقول ريحان، انطلقت وزارة الثقافة في خطة واضحة لبناء الإنسان عبر كل هيئاتها المتمثلة في المجلس الأعلى للثقافة وقصور الثقافة في مؤتمرات وندوات وورش عمل تخاطب كل العقول، كما قدمت وزارة "السياحة والآثار" سلسلة تعريفية على مستوى متاحف مصر للتواصل مع الأطفال والشباب وكبار السن لتعريفهم بمعالم الحضارة المصرية وربط الماضي بالحاضر من أجل مستقبل هذا الوطن. من جانبه، اعتبر السفير مدحت المليجي مساعد وزير الخارجية السابق للعلاقات الثقافية أن المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أعلنتها الدولة المصرية خلال عام 2024، تعد تجسيدا حقيقيا لمفهوم "الجمهورية الجديدة". وقال السفير مدحت المليجي إن "المبادرة تهدف إلى تجسيد حقوق الإنسان على أرض الواقع فعلا وعملا وسلوكا لا قولا لأنها تستهدف إتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، والسلوكية. بدوره، اعتبر مدير مكتبة القاهرة الكبرى يحيي رياض أن مبادرة بداية جديدة لبناء الانسان المصري، باعتبارها الحدث الثقافي الأبرز خلال عام ٢٠٢٤، ليست موجهة إلى فئة معينة من المجتمع بل تشمل كل فئاته، المرأة والطفل والشباب وذوي الهمم. ووصف رياض، المبادرة بأنها تمثل نقلة للإنسان المصري وتطويره بشكل شامل ومتكامل تحقيقا لتعهدات الرئيس السيسي الذي ظل وفيا لتعهداته التي جاء بها وهو ما تم فعلا بإطلاق مثل هذه المبادرات التي تستهدف الإنسان. ولأن عام 2024 كان يعج بالأحداث الثقافية المتنوعة والمتسارعة، فإن الأديب والروائي الكبير يوسف القعيد ثمن الزيارة التي قام بها وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو إلى مبنى مؤسسة الأهرام، معتبرا إياها الحدث الثقافي الأبرز عام 2024. ووصف "القعيد"، مؤسسة الأهرام بأنها شاهد على نهضة مصر في العصر الحديث وأنها منارة مهمة للثقافة المصرية والعربية. وأشار إلى أن الزيارة شهدت مناقشات ثرية لأوضاع الثقافة والمثقفين، كما كشفت عن اهتمام الدولة بقيادة الرئيس السيسي بالثقافة والمثقفين وبالهم الثقافي المصري والعربي باعتبار أن مصر دولة كبرى في المنطقة قائدة ورائدة. بدوره، يرى الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة أن افتتاح المتحف المصري الكبير، أبوابه، أمام الجمهور لبدء التشغيل التجريبي يعد الحدث الأبرز في الساحة الثقافية خلال العام الجاري، واصفا هذا الافتتاح بأنه نقطة تحول كبيرة على مستوى العالم لأنه حدث تاريخي وفريد. في السياق ذاته، اعتبرت الدكتورة رانيا يحيى مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما أن التشغيل التجريبي للمتحف الكبير حدث ثقافي وحضاري يروج للسياحة المصرية بامتياز ويدعم الاقتصاد المصري، لافتة إلى أن ما تم هو حدث غاية في الأهمية على كافة الأصعدة. واعتبرت أن هذا الحدث يعبر عن الثقافة والحضارة المصرية وكيف وماذا نستقي من تلك الحضارة التي علمت الإنسانية كلها العلوم والفنون. من جانبه، يرى الدكتور حسين محمود مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة وعميد كلية اللغات والترجمة بجامعة "بدر" أن شيوع الاستخدام الثقافي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي والذي باستطاعته انتاج أعمال أدبية وفنية مشابهة لما ينتجه الإنسان يعد من الأحداث الثقافية المهمة التي شهدها عام 2024. وقال الدكتور حسين محمود إن هذا الأمر دعا إلى تكثيف الحديث عن عصر ما بعد الإنسانية أو بوستهيومانيزم، وكان هذا موضوع مؤتمر دولي كبير استضافته جامعة بدر بالقاهرة وحضره ميتكوف رسلان المتخصص في ضبط الالتباس اللغوي في النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي. ولم يكتف مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة بشيوع الاستخدام الثقافي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي باعتباره حدثا ثقافيا بارزا بل عرج على رحيل اثنين من كبار رموز الفن والابداع المصري وهما الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة والرسام حلمي التوني. أما الروائي الكبير سمير الفيل فعدد مجموعة متنوعة من الأحداث المهمة التي شهدتها الساحة الثقافية هذا العام، ومنها رحيل الكاتبين المسرحيين: محمد أبوالعلا السلاموني، وعبدالغني داود، ورحيل الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة. وعرج على تواصل مشروع المركز القومي للترجمة بما ينقله من اللغات الأصلية ومؤتمر أدباء مصر الذي عقد دورته بمحافظة المنيا، لافتا إلى إصدار عدد جديد من دورية " نجيب محفوظ " برئاسة الناقد الدكتور حسين حمودة وتواصل عطاء الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد في أعمال روائية حديثة. وتوقف الروائي سمير الفيل، ابن محافظة دمياط، أمام مهرجان المسرح الخامس عشر للعروض القصيرة بجامعة الفيوم ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الدورة 31 والتشغيل التجريبي الجزئي للمتحف المصري الكبير، كأكبر متحف على مستوى العالم وازدهار حركة الفن التشكيلي والاكتشافات الأثرية المتتالية التي تشير إلى وجود ثروة لا تقدر بثمن للفراعنة العظام. وفي إشارة عابرة، كشف الروائي البارز سمير الفيل عن فوزه، خلال العام، بجائزة الملتقى في القصة القصيرة العربية بالكويت في دورتها السادسة، مشيدا بتدشين المجلة الإلكترونية " حرف" بما يشير إلى توسع في الدوريات والكتب الإلكترونية بشكل منهجي وتحول عدد من الشعراء للرواية من أبرزهم: أحمد فضل شبلول. بدورها، اعتبرت الشاعرة شيرين العدوي عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أن إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لمسلسل من "ساعته وتاريخه" المأخوذ من موسوعة "هكذا ترافع العظماء" للمستشار بهاء المري رئيس محكمة جنايات المنصورة من أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة الثقافية في مصر. وأشارت إلى رحيل بعض الرموز الثقافية التي أثْرَتْ الحياة الثقافية المصرية وكانوا بمثابة الدينامو الفاعل والمؤثر في الساحة مثل الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، لافتة إلى أن هذا العام شهد أيضا سلسلة من الاكتشافات الأثرية التي يتردد حولها الكلام من اكتشاف جثث بهيئتها لحظة موتها والتنبؤ بأنهم ربما أنبياء وأن هذا الكشف سيغير من مجرى التاريخ والأحداث فور إعلانه. وشهد العام أيضا، تقول الشاعرة شيرين العدوي، إصدار الأعمال الشعرية الكاملة لرئيس اتحاد كتاب مصر ا/د علاء عبد الهادي، وفوز بيتر جيران بجائزة طه حسين باتحاد كتاب مصر وهي خطوة جادة ناحية الإنصاف التاريخي، وكذلك افتتاح إذاعة الأدب العربي الخاصة باتحاد كتاب مصر. وتختتم الروائية الشابة داليا يسري بالقول إنه ليس ثمة شك في أن للفن رسالة، وللثقافة أيضًا رسالة، ولاسيما في مصر حيث امتلكت هذه البلاد حياة ثقافية وفنية زاخرة بالرسائل الباسلة والمواقف الخالدة. وقالت الروائية داليا يسري، التي صدر لها ست روايات،:" إذا كنا اليوم بصدد الحديث عن أهم حدث ثقافي في مصر خلال العام 2024، فإنني أرى أنه لابد من الإشارة بأصابع الفخر والامتنان إلى مهرجان القاهرة السينمائي، والذي اتخذت النسخة الخامسة والأربعون منه طابعا خاصا بمجرد إعلانها عن دعم القضية الفلسطينية ولبنان، وذلك في ظل الحرب الهمجية التي يشنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان". وقالت يسري إن المهرجان استهل برنامجه بعرض فلسطيني تضامنًا مع القضية. كما شوهد الفنانون وهم يتوشحون الكوفية الفلسطينية، وأدت الفرق الراقصة عروض الدبكة على أنغام أغنية "أنا دمي فلسطيني". وفي نهاية العرض ظهر رئيس المهرجان، الفنان حسين فهمي، يتوسط فرقة فلسطينية ويعرب عن تضامنه وتضامن المهرجان مع سكان غزة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-12-07
.. سيرة وتحية، عنوان الحلقة النقاشية، التي تعقد في الثانية عشرة، من ظهر اليوم السبت، بنقابة اتحاد كتاب مصر، بمقره الكائن في شارع حسن صبري بالزمالك. تقيم لجنة الحضارة المصرية القديمة بالتقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسسة الكاتب عبد الله مهدي، بالتعاون مع وزارة الآثار والسياحة المصرية، وبتنسيق مع الدكتور محمد الجنزورى، نائب رئيس قطاع آثار الجيزة، حلقة نقاشية واحتفالية تحت عنوان، “عبد الحليم نور الدين.. سيرة وتحية” وتنظم الاحتفالية تكريما لعالم المصريات الكبير الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين، العالم الآثارى الكبير. يقدم اللقاء ويديره الكاتب عبد الله مهدي رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة. ويشارك في الاحتفالية ويتحدث فيها كل من، الدكتور محمد الجنزورى، ويتحدث عن اجتهادات عبد الحليم نور الدين في اللغة المصرية القديمة. ويتحدث عن كتابات الراحل دكتور عبد الحليم نور الدين في التاريخ المصرى القديم وديانته، الدكتور عبدالرحيم ريحان، مؤسس ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، والذى يتحدث عن دور الراحل في الحفاظ على الآثار المصرية، لكونه رئيسا لهيئة الآثار المصرية وأول أمين عام للمجلس الأعلى للآثار. حصل الدكتور عبد الحليم نور الدين على ليسانس الآثار المصرية في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1963، وعمل معيدا بها وحصل على الماجستير عام 1966، والدكتوراه من جامعة ليدن الهولندية عام 1974، وزمالة الآثار من جامعة كمبريديج البريطاني عام 1980. كما حقق العديد من الإنجازات في الحقل الأكاديمى، فقد أشرف وناقش أكثر من 350 رسالة في كليات الآثار والسياحة والفنادق والفنون الجميلة والفنون التطبيقية وأقسام الآثار المصرية القديمة. ويعد عبد الحليم نور الدين من أوائل من ربط بين التاريخ المصرى القديم وواقعنا المعاصر. ورحل عن عالمنا في 16 من نوفمبر عام 2016، بعد حياة عامرة بالعلم والعمل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-05-01
كتب- محمد شاكر: أثارت تصريحات عالم المصريات الشهير الدكتور زاهى حواس، حول عدم وجود ذكر للأنبياء في الآثار المصرية القديمة، جدلا واسعا، حيث قال "مفيش عندنا دليل على وجود بني إسرائيل في مصر، ولا يوجد في الآثار أو الكتب التاريخية ما يثبت وجود سيدنا إبراهيم أو سيدنا موسى في مصر". وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه هو ما سر عدم وجود ذكر لأنبياء الله إدريس ويوسف وموسى في النصوص المصرية القديمة، رغم أن وجودهم واقع ديني. ومن جانبه أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن الحملة طرحت هذا السؤال على خبراء الآثار وخلصت إلى أن السبب فى ذلك ربما لإخفاء حقيقة الدعوة إلى الله الواحد الأحد، لأن كل الأنبياء دعت إلى عبادة إله واحد، وهذا الأمر كان لا يتناسب مع كهنة المعابد، ويستحيل لحكام مصر القديمة تكليف الكتبة بتسجيل هذه الأحداث نقوشًا على جدران المعابد والمقابر أو البرديات. ورغم أن الفكر الديني المصري في معظمه أصله فكر سماوي ولكن أدخل عليه التحريف وتم تنسيبه لأرباب من دون الله، وتلك الأرباب ربما كان معظمها أنبياء أو أشخاص صالحين لهم معجزاتهم وكرامتهم، ومنها تصوير أحداث يوم الحساب بما فيه وزن القلب، وذكرت الآية 89 سورة الشعراء "إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ". وأضاف ريحان: المدن وأماكن السكن كانت أكثر الأماكن عرضة للتدمير بفعل كثرة الاستخدام من أجيال كثيرة وهو ما قلل فرصة أن نجد مصادر عنهم، فضلًا عن أن هناك أشياء كثيرة في النصوص المصرية تحتاج إلى تمصير وتحقيق علمى. وتابع ريحان بأن آراء الخبراء تضمنت وجود الطهارة وختان الذكور والدعوة للزواج والقيم وفضل الأم فى مصر القديمة وغيرها من العبادات والتى تدل على وجود دين ودعوة سابقة، كما تشير نقوش تل العمارنة إلى إيمان المصريين برسالة سيدنا موسى ويمكن مراجعة النص الموجود فى معبد إخناتون بتل العمارنة مع سفر التكوين للتوراة ومع ما قاله وكتبه جيمس هنرى بريستد فى كتابه فجر الضمير، وكذلك الإشارات عن أسطورة خلق العالم فى تاسوع هليوبوليس مع المفاهيم الدينية عن سيدنا ادريس وما تم ذكره تاريخيًا عن نشأة الخلق وتاريخ الكتابة عند المصريين من خلال أسطورة إيزيس وأوزيرس، كذلك ما كتبه الدكتور عبد العزيز صالح عن حفائر مدينة أونو وبخاصة عام 1983 عندما أعلن الكشف عن صوامع غلال عملاقة فى حفائر مدينة أونو بعرب الحصن بمدينة القاهرة وعن علاقة تلك الصوامع بفترة سيدنا يوسف ونشر مقالة علمية في مجلة JEA عن تلك الاكتشافات عام 1983، ولا يوجد نصوص مباشرة على الآثار المصرية غير نصوص تل العمارنة. ونوه الدكتور ريحان إلى أن كهنة المعابد وفى مقدمتهم كهنة آمون واجهوا الديانة الآتونية بقوة على الرغم من أن زعيمها ملك ورأس دولة وصاحب عاصمة، وقاموا بمحو آثاره وأجبروا توت عنخ آمون إلى العودة الإجبارية، ولذلك فمن المستحيل أن يسمح هؤلاء الكهنة بتسجيل وتوثيق دعوة إلى عبادة الله الواحد الأحد، كما أن الأنبياء في نظرهم كانوا أعداءً للدولة والديانة الأساسية لذا لا يوجد أى شىء لهم وهو شيء طبيعى جدًا كما أن الأنبياء في نظرهم كانوا أعداءً للدولة والديانة الأساسية لذا لا يوجد أى شىء لهم وهو شيء طبيعى جدًا، وأن المصرى القديم نظر للأنبياء باعتبارهم أجانب، حتي نبي الله يوسف رغم المكانة الذى وصل إليها ومن نسله جاء موسي عليه السلام، وتربي بصفته ابن لملك مصر وزوجته وحين جهر سيدنا موسي بدعوته آمن به بعض المصريين، ولكن لا نعلم هل تم تدوين ذلك أم لا، وفق "ريحان". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-18
يحتفل العالم في شهر أبريل بيوم التراث العالمي من كل عام، الذي يعد فرصة لرفع وعي الكثيرين بالتراث الثقافي والإنساني العالمي، حول العالم، وحمايته من الاندثار والضياع، من خلال بذل الجهود اللازمة للحفاظ عليه. والتقت "الدستور" بالدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، في حوار خاص حول ما التحديات التى تواجهها المعالم الأثرية في مصر اليوم؟ وكيفية الحفاظ على تراثنا من الاندثار. “عبد الرحيم” أكد فى سياق حديثه؛ أن الدولة المصرية تبنهت إلي اهمية المواقع التراثية كصناعة مربحة؛ وإلى نص الحوار: يجيب الدكتور عبد الرحيم ريحان: “أن إدارة المواقع تحتاج إلى قيادات على درجة عالية من الكفاءة والخبرة والدورات التدريبية العديدة فى مجال الحفائر وتسجيل الآثار وترميمها وصيانتها، فوجود قيادات غير مؤهلة مع استبعاد الكفاءات يؤثر بالسلب على المواقع الأثرية من الإهمال وأخطاء فى الترميم وتعدى على الآثار”. وأيضًا من أبرز التحديات التي تواجهنا، مشاكل التعديات على الآثار وأراضى الآثار كثيرة والزحف العمرانى والإشغالات تؤثر بالسلب على الآثار، والمياه فوق السطحية فى معظم الآثار التي من المطلوب حلول علمية لها تحافظ على الآثار. ويشير الدكتور عبد الرحيم إلى أن أعمال حفائر البعثات المصرية يجب أن تلتزم بالمنهجية العلمية فى العمل بتواجد مفتش آثار متخصص بالآثار المصرية في حفائر الآثار الإسلامية والقبطية والعكس وأخصائي ترميم لأي بعثة آثارية متكاملة. يتم العمل بنظام الطبقات ورفعها هندسيًا يوميًا بمساقط أفقية ورأسية لتسهيل استكمال الحفائر على أسس علمية ووضع تصورات اليوم التالي من خلال هذه المساقط، مع وجود دفتر يوميات حفائر تسجل به كل الملاحظات مع تسجيل الآثار المكتشفة برقم حفائر وترميمها الترميم العاجل بالموقع لحين نقلها لمخازن الآثار بعد تسجيلها بدفاتر التسجيل الرسمية. نجد أن هناك أعمال ترميم خاطئة للآثار لإسنادها إلى شركات ليس لديها خبرة في ترميم الآثار مما يؤدي إلى كوارث وعدم وجود كود مصري للترميم محدد به المعايير طبقًا لاتقافية فينيسا والمواثيق الدولية يؤدي إلى الترميم الخاطىء وإهدار الملايين فى ذلك. وزارة الثقافة تقوم بدور كبير مجسّدًا في المجلس الأعلى للثقافة الذى يضم 24 لجنة منها لجنة التاريخ والآثار التى تضع برنامجًا سنويًا للوعى الأثري يشارك به أساتذة متخصصون من الجامعات المصرية، تعقد داخل المجلس وخارجه ويعاد بثها على أمانة المؤتمرات بالمجلس ليستفيد منها أكبر عدد. وهذا العام تتناول اللجنة الشخصية المصرية عبر تاريخها الطويل منذ ما قبل التاريخ وحتى التاريخ الحديث والمعاصر وأقرب ندوة كانت يوم 15 أبريل بجمعية الآثار بالإسكندرية عن الشخصية المصرية فى التاريخ اليونانى والرومانى فى مصر . كما تتجاوب اللجنة مع كل قضايا التراث وتنظم ندوات مخصصة لذلك نتمنى من كل الشباب متابعتها إذ لم يتمكن من الحضور عن طريق صفحة أمانة المؤتمرات وهى متاحة للجميع. بالطبع، هذا ما تنبهت إليه الدولة مؤخرًا وهو اعتبار التراث مادة للتنمية وبدأت بالفعل فى ترميم وإعادة توظيف المواقع الأثرية وتزويدها بخدمات لراحة الزوار وزيادة الدخل وهذا ما يتم فى منطقة الأهرامات وقلعة صلاح الدين ومتحف الحضارة والمتحف الكبير ومخطط له فى متحف شرم الشيخ مع إضافة خدمات البازارات فى هذه المتاحف لإحياء الصناعات التراثية بكل موقع والفنون الشعبية بها مما يزيد من دخل الآثار. وهناك بعض القاعات مخصصة للاحتفالات والمناسبات بقصر المانستيرلى بالمنيل ومتحف محمد علي بشبرا وغيرها كما أن التطوير الجارى في القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية سيحقق مزيد من الدخل وزيادة عدد الليالى السياحية للاستمتاع بجمال القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية التى كانت باريس الشرق وستعود كما كانت. سُجلت القاهرة باليونسكو عام 1979 على أساس أنها أقدم مدن التراث الحي باعتبارها مدينة قديمة حديثة بمكنوناتها الثقافية من حرف وبازارات وتجار ومساكن فهى نتاج تفاعل ثقافي اجتماعي اقتصادي في نسيج عمراني واحد. ويمكن تطبيق ذلك فى مدن تراثية أخرى، مثل مدينة رشيد المدينة الثانية فى الأهمية للآثار الإسلامية بعد القاهرة ومدينة فوة ومدينة القصر وشالى بالواحات والبهنسا بمحافظة المنيا، بالإضافة إلى العديد من المدن التي تعمل على إحياء الحرف التراثية بها وإنشاء ورش لتعليم الصبية لمهن قاربت على الانقراض للمحافظة عليها. وكل حسب المنتجات التراثية الرائجة في محافظته مما يحقق الربط بين المجتمع المحلي والآثار وهذه المشاريع إذا دخلت بها الدولة بقوة وقدمت خطط بذلك للاتحاد الأوروبي يمكنه المساهمة في هذه الأنشطة المجتمعية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-30
مبنى قديم مكون من طابقين محاط بسور من الحجر الكاتريني، يقع في أقصى الشمال الشرقي من واحة عيون موسى بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، وعلى الرغم من أنه قديم إلا أنه يحتفظ برونقه، ويستقبل زائري دير سانت كاترين من الرهبان اليونانيين الذين يأتون للحج بالدير. يقول إيهاب رزق أيوب، حارس المبنى، إن المبنى عبارة عن استراحة للرهبان القادمين من اليونان عبر ميناء الطور البحري، لزيارة دير سانت كاترين، إذ يستقر الرهبان في الاستراحة لعدة أيام ليستريحوا بها، وكل راهب يجلس في حجرة ليخلو فيها، حتى تبدأ مسيرة الرحيل إلى دير سانت كاترين. وأوضح إيهاب رزق في تصريحات لـ«الشروق»، أن الاستراحة تقع في مكان يساعد على الاسترخاء والهدوء، لذا يفضل الرهبان الاستقرار بها عدة أيام للخلوة، وأيضًا زيارة المناطق الأثرية القبطية التي تقع بمدينة طور سيناء، ومن أهمها كنيسة الكيلاني كون الاستراحة تابعة لها. وأشار إلى أن الاستراحة بنيت لتكون تابعة لدير سانت كاترين، وتتكون من طابقين الدور العلوي يضم 3 حجرات كل حجرة ملحق بها حمام، والأرضي حجرتين ومطبخ كبير، كما يوجد في الاستراحة كنيسة أثرية، مؤكدًا أن هذه الاستراحة من الممكن أن تخلو من الرهبان لعدة شهور، ولا يوجد بها سوى كلبين للحراسة. وبيّن حارس المبنى، أن الفنان هاني سلامة صور بعض مشاهد من فيلم «الراهب» داخله، والبعض الآخر داخل واحة النخيل التابعة لمنطقة حمام موسى، وهى تقع في بقعة مباركة من مدينة طور سيناء وهى المنطقة التي نزل فيها نبي الله موسى عليه السلام. في سياق متصل، قال عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، إن الاستراحة تقع وسط بستان من النخيل، وهي تتبع دير سانت كاترين، ودير الكيلاني بطور سيناء، وتضم كنيسة وقلايا للرهبان، وهي تعد تابعة لأملاك دير سانت كاترين، ولا يتعدى عمرها 100 عام. وأضاف ريحان، أن دير سانت كاترين يتبعه أملاك عديدة في جنوب سيناء، والقاهرة والسويس، وأملاك خارج مصر أبرزها كنائس ومزارع في اليونان وروسيا وتركيا ومقدونيا وعواصم عربية مثل طرابلس ودمشق. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-14
كتب- محمد شاكرطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الجديد، بعدة مطالب لإصلاح الأمور فيما يخص البشر والحجر تشمل تغيرات جذرية بين قيادات المجلس، بحيث تعتمد على اختيار الكفاءات من خلال سيرتهم الذاتية وإنجازاتهم العلمية وخبراتهم الطويلة وسمعتهم بنزاهة اليد وعدم أسبقية إدانتهم بأية جزاءاتوإعطاء صلاحيات أكثر لرؤساء القطاعات حتى لا تتركز كل الصلاحيات فى يد الأمين العام. كما طالب بإعادة النظر فى القرارات السابقة الخاصة باستبعاد الكفاءات خاصة نقل 276 موظف من سيناء مما أدى لفراغ سيناء فى وقت تنادى فيه الدولة بتعميرها، إعادة النظر فى قرارات استبعاد الآثاريين من تفتيش آثار نجع حمادى وإنصاف الآثاريين المستبعدين وتعيين مدير جديد للمنطقة. أيضا طالبت حملة الدفاع عن الحضارة، بالاستفادة من الكفاءات والخبرات بالمجلس وعقد اجتماع مع الحاصلين على درجات علمية من ماجستير ودكتوراه ووضعهم فى مناصب تناسب قيمتهم العلمية وإنصاف المهمشين منهم والاستفادة منهم فى النشاط العلمى للمجلس من نشر الاكتشافات غير المنشورة ودراسة القطع المستخرجة، وإعادة النظر فى هيكلة الوزارة التى تجاهلت درجات مالية ممولة كافية لمفتشى الآثار الإسلامية بصعيد مصر أسوة بالدرجات المخصصة لقطاع الآثار المصرية والمتاحف، والاهتمام بإدارة آثار ما قبل التاريخ باعتبارها واجهة حضارية للمجلس من خلال إنجازاتها الملموسة فى ربوع مصر خاصة سيناء والوادى الجديد وحلايب وشلاتين والإعلان عن اكتشافاتها ونشرها ضمن إصدارات المجلسالحرص على أن تكون بعثات الآثار المصرية شاملة للآثاريين وإخصائى الترميم ومفتش آثار إسلامية ويونانية ورومانية فى حفائر الآثار المصرية والعكس، لتأريخ الموقع بشكل علمى ومراعاة الاكتشافات عبر كل العصور، وتوزيع ميزانية الحفائر بشكل عادل بين المناطق المختلفة وفقًا لخطة كل منطقة لحاجتها للحفائر بناءً على دراسات علمية وتحديد الأهداف من اختيار مواقع معينة لعمل الحفائر، مع استخدام أحدث تقنيات واتباع الطرق العلمية فى الحفر بنظام الطبقات والمربعات وتسجيل القطع المستخرجة ودراستها وتوثيقها علميًا ونشر الاكتشافات العلمية أولًا بأول، وعدم استخدام بلدوزر للتعجيل بالاكتشافات حتى لا تتعرض الآثار للتدمير، ووضع أسماء كل أفراد البعثة الأثرية فى لوحة شرف في أى اكتشاف حتى لا تنسب الاكتشافات لشخص واحد هو رئيس البعثة فقط، وتغيير مسميات البرديات من أسماء أشخاص إلى أسماء مرتبطة بصاحب البردية. كما طالب بضرورة البدء فى جرد القطع الأثرية بالمخازن من واقع دفاتر التسجيل لاحتمالية وجود قطع عديدة مقلدة وضعت مكان قطع مسروقة وأخطاء متعددة فى دفاتر التسجيل فى توصيف القطع وتأريخها مما يسهل عملية سرقتها، والجرأة فى إعلان نتائجها مهما كانت النتائج، فالأيدى المرتعشة فى اتخاذ القرار تؤدى إلى كوارث، وإعادة تنظيم القطع بالمخازن ووضعها بالمفهوم الحقيقى للمخازن المتحفية بشكل غير مكدّس مع وجود أجهزة قياس درجة الحرارة والرطوبة وحسن التهوية بحيث تكون القطع الأثرية بالمخازن كأنها معروضة بالمتاحفومن ضمن مطالب حملة الدفاع عن الحضارة الاهتمام بالآثار الإسلامية والقبطية شأنها شأن الاهتمام بالآثار المصرية القديمة من حيث أعمال الترميم فهناك آثار مصلّبة ومهملة منذ زلزال 1992 وآثار مهملة وآثار معرّضة للانهيار، ومن حيث الإعلان عن اكتشافاتها ونشر المكتشفات نشرًا علميًا، والمساوة بين مفتشى الآثار الإسلامية والقبطية ومفتشى الآثار المصرية القديمة فى مرافقة المعارض الخارجية، وقد رصدت الحملة سفر مفتشى آثار مصرية فى معارض تضم أيقونات سانت كاترين والمتحف القبطى، وضرورة أن تشمل معاينات المحاجر وأراضى الدولة والأشخاص وكافة التراخيص والحفر خلسة والملاحات مفتشين آثار من كل التخصصات بالمجلس الأعلى للآثار، إلغاء أية لوائح تمنع الآثاريين من التحدّث فى الأمور العلمية لوسائل الإعلام مما يترك الفرصة لانتشار غير المؤهلين علميًا للحديث لوسائل الإعلام بحجة أنهم لا يجدون غيرهم فى ظل خوف الخبرات الحقيقية بالمجلس من الحديث لوسائل الإعلام، واحترام الرأى العام فى أى قرارات تصدر عن المجلس تخص الآثار فى أعمال الترميم والحفائر وغيرها باعتبار الآثار ملك كل المصريين، ومشاركة المجتمعات المحلية المحيطة بالآثار فى أى قرارات تخص الآثار فى منطقتهم وبحث أوجه استفادتهم من أية مشاريع، مع الحرص على توعيتهم أثريًا وسياحيًا بقيمة الآثار وكيفية المحافظة عليها وكيفية معاملة ضيوفهم من جنسيات مختلفة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-10
كتب-محمد شاكر: ظهرت الكثير من طقوس شهر رمضان المعظم خلال العصر الفاطمي، حيث حرص الكثير من الولاة والحكام على ابتكار أكلات جديدة، وطقوس احتفالية حديثة، ما زالت سائدة حتى يومنا هذا. نتعرض خلال السطور التالية إلى أبرز هذه الطقوس التي تحولت إلى أجواء مميزة ونفحات تخص الشهر الكريم فقط في العام.. وقد بدأت طقوس الاحتفالات من ليلة رؤية الهلال فى عام 920هـ/1514م أيام السلطان الأشرف قانصوه الغورى بحضور القضاة الأربعة بالمدرسة المنصورية وحضر الزيني بركات بن موسى المحتسب فلما ثبتت رؤية الهلال وانفض المجلس ركب المحتسب ومشى أمامه السقاءون بالقرّب الجلدية وأوقدوا الشموع على الدكاكين وعلقوا المواقد والقناديل على طول الطريق إلى بيت الزيني بركات، وفي مستهل الشهر جلس السلطان في ميدان القلعة وتقدم إليه الخليفة والقضاة الأربعة بالتهنئة ثم استعرض كميات الدقيق والخبز والسكر والغنم والبقر المخصصة لصدقات رمضان الذى عرضها عليه المحتسب بعد استعرضها فى أنحاء القاهرة تتقدمها الموسيقى وذلك طبقًا لدراسة أثرية للدكتور على أحمد أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة. وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن رمضان فى مصر له خصوصية متفردة مستمدة من حضارتها العظيمة منذ عصر مصر القديمة وحتى الآن، وتبدأ هذه المظاهر بليلة رؤية هلال رمضان. وقال ريحان: ارتبط شهر رمضان فى تاريخ الحضارة الإسلامية بالكرم والعطاء من الخلفاء لشعوبهم وبين الناس أنفسهم فى عدة صور، وفى مصر كان هناك باب بشارع المعز لدين الله الفاطمى يطلق عليه "باب الزهومة" وهو أحد تسعة أبواب بالسور الذى كان يحيط بالقصر الشرقى الكبير الذى أنشأه جوهر الصقلى قائد جيوش الفاطميين بمصر حيث كان يطلق على هذا الباب أيضًا باب الزفر لأن اللحوم وحوائج الطعام التى كانت تدخل إلى مطبخ القصر من هذا الباب كان يشتمها المارة وكان يخرج من المطبخ المذكور مدة شهر رمضان ألف ومائتا قدر من جميع الألوان فى كل يوم يوزع على أصحاب الحاجات والضعفاء ويشغل موقع هذا الباب حاليًا بشارع المعز لدين الله قاعة الحنابلة بالمدرسة الصالحية التى أنشأها الصالح نجم الدين أيوب طبقًا لدراسة الباحث الآثارى أبو العلا خليل. كما ارتبط شهر رمضان بموائد الرحمن المستمرة حتى اليوم حيث كان يقيم الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان الولائم فى أيام الفاطميين وهو ما يطلق عليها "سماط الخليفة" وكان القائمون على قصر الخليفة الفاطمى يوفرون راتبًا كبيرًا من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان الكنافة والقطايف وغيرها. وهناك أيضا "دار الفطرة" ومهمتها إعداد الكعك وما شابه لتوزيعه فى ليالى الفطر والعيد. ويشير الدكتور ريحان إلى تميز القاهرة بمدفع الإفطار فى العصر المملوكى عام 859هـ / 1439م وكانت أول مدينة إسلامية تستخدم هذه الوسيلة عند الغروب إيذانًا بالإفطار فى شهر رمضان ولأصله حكايات عديدة منها الصدفة ففى أول يوم رمضان عام 859هـ / 1455م كان والى مصر فى هذه الفترة الوالى المملوكي "خوشقدم" قد تلقى مدفع هدية من صاحب مصنع ألمانى فأمر بتجربته وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس فظن سكان القاهرة إن ذلك إيذانًا لهم بالإفطار وفى اليوم التالى توجه مشايخ الحارات والطوائف إلي بيت الوالى لشكره علي هديته لسكان القاهرة فلما عرف الوالى الحكاية أعجب بذلك أيما إعجاب وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس فى كل يوم من أيام رمضان واستمر هذا الأمر إلى يومنا هذا وذلك طبقًا لدراسة أثرية للدكتور على أحمد أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة. وقيل أن والى مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة فى إطار خطته لبناء جيش مصرى قوى وفى يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا فى نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا واعتادوا عليه وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان فى وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عاموبخصوص فانوس رمضان ينوه الدكتور ريحان إلى أن (عيد المصابيح) فى مصر القديمة كان في شهر (ﻛﻴﻬﻚ) بالتقويم القبطى ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ( ﻛﺎ – ﻫﺎ – ﻛﺎ) بالتقويم المصرى القديمم ﻣﻦ 10 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺇﻟﻰ 8 ﻳﻨﺎﻳﺮ وأطلق عليه هذا الاسم حيث توقد (المصابيح – المسارج – الفوانيس ..وجميعها بذات المعنى) ليلًا أمام المنازل ومعبد الإله أوزوريس في "صالحجر" عاصمة مصر فى العصر الصاوى وموقعها حاليًا بمركز بسيون محافظة الغربية وتقدم له القرابين وهذا العيد هو أصل الفوانيس المضاءة ليلًا في رمضان، وفي العصر البطلمي انتقل عيد المصابيح الي مدينة إسنا ونقش بمعبد إسنا ثم امتد إلى كل المدن المصرية، وأن احتفال الأطفال فى رمضان بحمل الفوانيس مرددين عبارة "وحوى يا وحوى اياحه" وهم يحملون مصابيح مضاءة ليلًا من الأصل المصرى القديم، فكلمة (إياحة) هى دمجًا لكلمتين وهم (إعح – حا ) والأولى بمعني قمر مثل كلمة أحمس و تنطق (إعح – مس) بمعني وليد القمر وجاء ذلك تفسيرًا للجملة الأولي وحوى يا وحوي وأصلها (واح اي – واح اي) وكلمة واح معناها يهنأ أو يطمئن و(اي) ضمير مقطع مضاف ليكون المعني كاملًا ( إطمئن إطمئن القمر يمشي) لأنهم كانوا ينظرون الي القمر وهو المصباح الأكبر ليلًا حاملين المصابيح الصغيرة فيلاحظون مسيره في السماء وذلك طبقًا لدراسة أثرية للباحث الآثارى محمد أحمد ناصر بوزارة السياحة والآثار. وعن أشهر أكلات رمضان يذكر الدكتور ريحان الكنافة والقطايف وقد بدأت الكنافة طعامًا للخلفاء إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به، ولقد تغنى بها شعراء بني أمية فى قصائدهم ويقال أن ابن الرومي كان معروفًا بعشقه للكنافة والقطايف وتغنى بهم فى شعره وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبي والمملوكي والعثماني والحديث باعتبارها طعامًا لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي وحكاية "أم على" أن أم المنصور وهى «أم على» زوجة الأمير عز الدين أيبك أول سلاطين المماليك الذى تزوج السلطانة شجر الدر بعد موت زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب والتى تزوجته بسبب رفض مماليك الشام أن تتولى حكمهم إمرأة وكان عز الدين أيبك متزوجًا من أم على قبلها وفكّر فى أن ينصبها ملكة على مصر بدلًا من شجر الدر فغضبت شجر الدر وانتقمت منه فقامت ضرتها أم على بتدبير مكيدة ضدها وقتلتها هى وحاشيتها بالقباقيب ثم نصّب ابنها علي بن عز الدين أيبك سلطانًا، وقد احتفلت أم على بالمناسبة وظلت تقدم لمدة شهر طبق من السكر واللبن والعيش للناس ومن هنا أطلق على الطبق "أم على" . وللقراصيا حكاية طريفة يرويها الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية أبو العلا خليل عن قصة إخلاص يعقوب بن كلس وزير الخليفة الفاطمى العزيز بالله أنه دخل عليه ذات مرة فرأه مهمومًا فلما سأله عن السبب قال العزيز إنى أشتهى القراصيا وهذا موسمها فى دمشق فخرج إبن كلس وأرسل رسالة بالحمام الزاجل إلى الوالى هناك يطلب منه إرسال القراصيا على أجنحة الحمام الزاجل فجعل فى جناح كل حمامة حبة من القراصيا وكان الحمام بالمئات فلم تمضى ثلاثة أيام على حديث العزيز حتى وصل الحمام فجمع الوزير القراصيا فى طبق من ذهب وقدمه إلى الخليفة العزيز فسر بذلك وقال له: مثلك من يخدم الملوك. وفى عام 380هـ توفى إبن كلس وكانت آخر كلماته فى حشرجة الموت "لايغلب الله غالب "وكفنه العزيز فى خمسين ثوبًا منها ثلاثون مسرجة بالذهب وألحده بنفسه وأقام المأتم على قبره ثلاثين يومًا يقرأ فيها القرآن وكان عليه ستة عشر ألف دينار سددها عنه العزيز للدائنين على قبره وقد تسببت القراصيا فى تكريم يعقوب بن كلس حيًا وبعد وفاته. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-03
كان للأنباط حضارة عظيمة فى سيناء ومازالت معالمها محفورة فى سيناء بمنطقتى وادى فئران ومدينة دهب تحكى أسرار حضارة الأنباط فى قديم الزمان، وحتى الآن تجذب نقوش ونواميس مملكة الأنباط الموجودة فى وادى المكتب وسرابيط الخادم وأسلا ونويبع ودهب السياح من مختلف الجنسيات والتى تعبر عن مملكة عظيمة استمرت ٢٤٠٠ سنة وأبرز آثار نواميس نويبع والتى تعتبر أقدم بيوت بناها الإنسان. مملكة الأنباط قال هشام محيى، نقيب المرشدين السياحيين بجنوب سيناء إن نقوش مملكة الأنباط تحكى عن حضارة عظيمة بسيناء عمرها 2400 سنة ومازالت معالمها محفورة فى جبال جنوب سيناء منذ قديم الزمان، مشيرًا إلى أن مملكة الأنباط مازالت لم تكتشف بكاملها فى الجبل المكتوب ووادى المكتب وجبل أم الرجلين وأم رجوم وصخرة المطلب وسرابيط الخادم والتى يوجد بها عيون المياه والدروب الجبلية. مملكة الأنباط وأوضح أحمد الشيخ الخبير السياحى بجنوب سيناء أن مملكة الأنباط نقشت رسومات فى الجبال منذ آلاف السنين، تجذب السياح من مختلف الجنسيات ويعتبرون هذه النقوش للإنسان الأول فى الدنيا مشيرًا إلى أن مملكة الأنباط لابد أن يتم الترويج لها. من جانبه أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن للأنباط حضارة عظيمة بسيناء تركت بصماتها بمدينة دهب بجنوب سيناء وقصرويت بشمال سيناء ومئات النقوش الصخرية بأودية سيناء والذى مروا بها فى تجارتهم بين الشرق والغرب. مملكة الأنباط وأوضح ريحان عن سبب تسميتهم أنباط يرجع لاستنباطهم ما فى باطن الأرض وقد ظهر الأنباط لأول مرة فى القرن السادس قبل الميلاد كقبائل بدوية فى الصحراء الواقعة شرق الأردن ثم استمروا كذلك حتى القرن الرابع قبل الميلاد رحلًا يعيشون فى خيام ويتكلمون العربية ويكرهون الخمر ولا يهتمون كثيرًا بالزراعة وعاشوا فى شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام واتخذوا البتراء بالأردن الآن عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلاد، وفى القرن الثالث قبل الميلاد تركوا حياة الرعى واتبعوا حياة الاستقرار وعملوا فى الزراعة والتجارة، وتحول الأنباط من حياة البداوة إلى الحياة الزراعية نتيجة علاقاتهم التجارية التى استلزمت استقرار وعمل مخازن وعمل سفن وبذلك تحولت مجموعة من القبائل إلى مملكة متقدمة فى الزراعة والتجارة والفنون فى الشرق الأدنى. أشار ريحان إلى وجود مئات النقوش الصخرية للأنباط ومناظر للحيوانات التى دجّنوها أو التى كانوا يصطادونها وصور لجمال وفرسان ومناظر صيد وطيور مختلفة ومن هذه الأودية وادى طويبة الذى يبعد 5 كيلو متر من جزيرة فرعون والذى استخدمه الأنباط كمخازن للبضائع ووادى هوارة ووادى أم سدرة وهى التى تقع على الطريق المار من البتراء إلى غزة أو العريش مخترقًا صحراء النقب ووادى عرادة. مملكة الأنباط ولفت إلى أن حضارة الأنباط لم تختف من مصر ولا من أى مكان آخر بالأردن وفلسطين بانتهاء مملكتهم على يد الإمبراطور الرومانى تراجان عام 106ميلاديًا وظلوا فى أماكنهم السابقة مندمجين فى ثقافة وديانة البيئة المحيطة بهم واشترك الأنباط فى جيوش الرومان ووصل عددهم إلى 5 آلاف جندى، وفى القرن الرابع الميلادى اندمج الأنباط مع القبائل العربية الأخرى التى هاجرت إلى بلاد الشام وكانت تسمى هذه القبائل المسيحيين العرب تمييزًا لهم عن قبائل الحجاز لأنهم تحولوا إلى المسيحية، ومنها قبيلة جدام وبهرة، واندمجوا كذلك فى قبائل جهينة والمزينة، وكان للأنباط سوق بيثرب (المدينة المنورة حاليًا) تاجر فيه هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأكد أن الأنباط دخلوا فى الإسلام واستمرت تجارتهم فى المدينة المنورة وكانوا حلفاء للمسلمين، لأنه رسخ فى أذهانهم أن الرومان والبيزنطيين دمروا مملكتهم، وشكّل الأنباط نسبة مئوية كبيرة من سكان فلسطين وجنوب بلاد الشام، ومارسوا الزراعة والتجارة واشتركوا فى الجيوش الإسلامية أيام الخليفة يزيد بن عبد الملك وقاتلوا فى جيوش المسلمين الفاتحة وأمدوهم بالمعلومات وما يزال أحفادهم حتى الآن بسيناء من قبيلة الحويطات والمزينة. وطالب ريحان باستغلال طريق الأنباط التاريخى بسيناء والذى يضم نقوش صخرية ومقابر أثرية قديمة وعيون طبيعية وآبار مياه ونباتات طبية نادرة وقرى بدوية فى السياحة الثقافية والعلاجية والسفارى والتعايش مع المجتمعات البدوية على طبيعتها وكذلك الاستفادة من نظم الرى عند الأنباط التى اعتمدت على مياه الأمطار وتخزينها فى خزانات خاصة تستقبل مياه السيول بدلًا من أن تصبح قوة مدمرة علاوة على أن معظم المنشآت السياحية ستعتمد على هذه المياه باعتبارها صالحة للشرب والزراعة. وأشار إلى وجود إمكانية لجذب استثمارات عربية، لإحياء هذا الطريق الذى يمثل إحياء للحضارة العربية قبل الإسلام وتشترك عدة دول عربية فى وجود آثار للأنباط بها كمصر والأردن والسعودية وسوريا وتعتبر البتراء بالأردن من أهم المزارات السياحية ويمكن لهذه الدول أن تكون لها برامج سياحية مشتركة واتفاقات سياحية تتيح للسائح زيارة كل معالم هذا الطريق الذى يحوى علاوة على السياحة الثقافية كل مقومات السياحة الأخرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-02-22
كتب- محمد شاكر: شهد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، فعالية الاحتفال بمرور 114 عام على إنشاء المتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وافتتح قاعة عرض مخطوط سفر المزامير بعد الانتهاء من ترميمه وتوثيقه. وفى ضوء ذلك يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن مبنى المتحف القبطي نفسه مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وتم إنشاؤه عام 1898م وافتتاحه رسميًا عام 1910، ليصبح بذلك المتحف الأول والوحيد بالعالم المتخصص في الآثار القبطية. وأشار "ريحان" إلى أن واجهة المتحف القبطى هى رسالة سلام ومحبة فى حد ذاتها باعتبارها لوحة معمارية استثنائية لا مثيل لها فى العالم، وقد قام مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى، إبان تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق بين الأديان فى مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية فى مصر هى منظومة تواصل حضارى وتأثير وتأثر وتشابك والتحام فى نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة. وتعد هذه الواجهة نموذجًا طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية، وولد مرقص سميكة عام 1864 فى عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضوًا فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطى والكنائس الأثرية فى مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطى. وأضاف "ريحان": المتحف القبطى يقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد افتتح رسميًا عام 1910 وأنشأت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112، وقد سمح أيضًا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك والبلاطات الخزفية التى كانت فى منازل الأقباط القديمة وظل المتحف القبطى ملكًا للبطريركية حتى عام 1931حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصرى القديم وتقديرًا لمرقص سميكة باشا قامت الحكومة بعمل تمثال نصفى له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف. وتابع "ريحان": المتحف القبطى يضم حوالي 16000 قطعة أثرية مرتبة فى 12 قسم ترتيبًا تاريخيًا، ومن أهم مقتيناته شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م)، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م)، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م)، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م)، مسرجة من البرونز لها مقبض على شكل الهلال والصليب (القرن 13م). ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة والباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، كما يضم لفائف نبات الأكانتس وأوراق العنب وأفاريز مزدانة بأرانب وطواويس وطيور، علاوة على مخطوطات للكتاب المقدس. ونوه ريحان إلى أن مخطوط مزامير داود هو أقدم نسخة كاملة من كتاب المزامير، عثر عليه تحت رأس مومياء طفلة في مقبرة تعود إلى الفترة المسيحية المبكرة في محافظة بني سويف خلال فترة الثمانينات، تاريخه يرجع إلى الفترة بين القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويتضمن 151 مزمورًا مكتوبة باللغة القبطية، موزعة على 244 صفحة مصنوعة من الرق “جلد الغزال”. عرض للمرة الأولى داخل المتحف القبطي عام 2006، وبقي داخل “فاترينة” زجاجية لسنوات حتى تقرر تشكيل لجنة في 2019 للوقوف على حالته ومدى حاجته للترميم، حيث اكتشفت اللجنة أن المخطوط لحقت به كثير من الأضرار، وأن صفحاته مصابة جميعها بالجفاف الشديد الذي يعرضها للكسر، فضلًا عن التصاق الصفحات وتآكل أجزاء منها، ما كان يعني ضرورة التحرك لترميمه، وهي العملية التي انتهت بنجاح وتم إعادة عرض المخطوط أمام الجمهور داخل المتحف القبطي أمس فى احتفالية كبرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
Very Positive2024-02-14
كتب- محمد شاكر : تحتفل مصر بعيد الحب مرتان في العام، في يومي 14 فبراير و4 نوفمبر، الأول هو احتفال عالمي يعرف بـ "الفلانتين داي" تخليدًا لذكرى القديس فلانتين الذي حكم عليه الإمبراطور الروماني بالإعدام لأنه يزوج العشاق سرًّا بالمخالفة لقراره بمنع الزواج، والثانى تحتفل به مصر منذ عام 1974، منذ أن كتب الصحفي الراحل مصطفى أمين في عموده الشهير "فكرة" بأخبار اليوم" عن ذلك حين رأى جنازة تمر أمامه في حي السيدة زينب بها ثلاثة رجال فقط، لأن المتوفى تجاوز السبعين ولا يحب أحدًا ولا أحدا يحبه، فأراد بعد هذا المشهد نشر المودة والسلام بين أفراد المجتمع. وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن المصرى القديم جسّد مشاعر الحب فى صور متعددة ومنها لمسات المشاعر الجميلة فى التماثيل وعذوبة الكلمات شعرًا وقصص حب الملوك وإغراق المحبوبة بالزهور، وحرص المرأة على الظهور فى أجمل صورة وحتى الإسطورة جسّدت لديه مشاعر الوفاء للمحبوب التماثيل. ونوه ريحان إلى تصوير المصري القديم للعلاقة بين الزوجين على الجدران وفى نحت التماثيل بمنظر وقوف الزوج مجاورًا لزوجته أو الجلوس معًا على مقعد بينما تلف الزوجة ذراعها برفق حول عنق زوجها أو تضع يدها على إحدى كتفيه أو تتشابك أيديهما معًا رمزًا للحب الجارف أو تقف أمامه لتقدم له الزهور أو تقف جانبه وتسند عليه ذراعها كناية عن معاونتها له في كل الأمور. ويجسّد تمثال القزم (سنب) وأسرته من الأسرة الخامسة بالمتحف المصرى روح المحبة والعطف التي تسود الأسرة المصرية حيث تجلس الزوجة إلى جوار زوجها وتلف ذراعها حوله برقة ولطف على حين وقف الأبناء بجانب الأب والأم فى أدب واحترام، ومنظر آخر على ظهر كرسى عرش الملك توت عنخ أمن بالمتحف المصرى يصور جلوس الملك دون تكلف والملكة مائلة أمامه وفى إحدى يديها إناء صغير للعطر تأخذ منه وباليد الأخرى عطر آخر تلمس به كتف زوجها برقة ولطف، وتمثال حور محب وكيف يمسك يد زوجته فى ود ومشاعر رقيقة أسرة 18 بالمتحف البريطانى، وتمثال نمتى نفر وزوجته المكتشف شمالى الهرم المدرج بسقارة ويرجع إلى الأسرة الخامسة ومحفوظ بمتحف الغردقة. ويشير الدكتور ريحان إلى أن المصرى القديم نظم الحب شعرًا تجسدت فى دراسة أثرية للدكتور خالد شوقى البسيونى الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بالإسماعيلية عنوانها "شعر الغزل والغرام فى مصر القديمة"، رصدت نماذج من الشعر المصرى مثل قصيدة العاشقة العذراء عن بردية شستربيتى تشبه أغنية ( يا امّا القمر على الباب)، وتقول القصيدة: لقد أثار حبيبى قلبى بصوته – وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى – إنه يسكن قريبًا من بيت والدتى – ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه – ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك – ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها – أنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى – ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى – إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى – أنه ينتفض فى مكانه، لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى – ولا أضع المساحيق حول عينى ولا أتعطر أبدًا بالروائح الذكية. ونوه الدكتور ريحان إلى قصص الحب فى حياة الملوك ومنها قصة الحب الخالدة بين الملك أحمس الأول وزوجته أحمس- نفرتاري وهي الزوجة التي شاركته في الحكم وأقام لها معبدًا في طيبة وخصص لها مجموعة من الكهنة لعبادتها وقدسها الشعب بعد وفاتها كمعبودة فجلست مع ثالوث طيبة المقدس (آمون وموت وخونسو)، واستمرت عبادتها ٦٠٠ عام بعد وفاتها وحتى الأسرة الـ ٢١، وقد سجل نقش في معبد الكرنك للملك حريحور أول ملوك الأسرة الـ٢١ متعبدًا للأرباب ( آمون وموت وخونسو وأحمس- نفرتاري). وقصة الحب الشهيرة بين الملك أمنحتب الثالث والملكة تيي، وهي القصة التي تحدت العادات والتقاليد، ومن أجلها أمر بتغيير القوانين المقدسة لكهنة آمون؛ حيث كانت «تيي» من خارج الدماء الملكية ولا يجوز زواجهما، ومن أجلها أمر بإنشاء بحيرة شاسعة لمحبوبته العظيمة، ومن أجلها أيضا أمر بإقامة معبد كرّسه لعبادتها في منطقة صادنقا على بعد 210 كم جنوبي وادي حلفا، ويشهد بهو المتحف المصري في القاهرة على وجود تمثال عملاق للملك تجلس إلى جواره محبوبته «تيي» بنفس الحجم، في دلالة فنية على علو الشأن وعظيم الحب. وتزوج الملك أمنحتب الثالث في السنة الثانية لحكمه من الملكة «تيي»، ولم يكن لها أصول ملكية، ولكن والدها ووالدتها كانا يشغلان مناصب راقية في الدولة وأنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، الذي آمن بالإله الواحد ومثله في الشمس (آتون) كعاطية للحياة وأخناتون تعنى «المخلص لآتون». وخلّد معبدي أبوسمبل أعظم قصة حب جمعت بين الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري (جميلة الجميلات) والتي أطلق عليها في مصر القديمة (المحبوبة التي لا مثيل لها والنجمة التي تظهر عند مطلع عام جديد رشيقة القوام الزوجة الملكية العظمى مليحة الوجه الجميلة ذات الريشتين)، حيث بنى لها رمسيس الثاني معبد أبو سمبل الصغير بجوار معبده وأعد من أجلها بوادي الملكات، أجمل مقابر تصور الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم وتزدان بالحلي الملكية النفيسة تصاحبها الآلهة. وتابع الدكتور ريحان بأن مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر تضم لوحات عن تقديم المصرى القديم الزهور لمحبوبته، وذلك لمكانة الزهور فى مصر القديمة خاصة زهرة اللوتس وكان يقدمها المحبوب لمحبوبته رمزًا للحب والجمال والبعث والحياة، فهى الزهرة التى تنتشر فوق الماء عند استشعار ضوء الشمس وتغلق أثناء الليل حتى تسقط تحت الماء، وتنبت من قاع النهر، وتفتح بتلاتها على سطح الماء، بما يشبه زنبق الماء من خلال الكشف عن قلب أصفر داخل مظهره الخارجي الأبيض الجميل، يختبىء بعيدًا في الليل وتستغرق الزهرة ثلاثة أيام لتتفتح فوق النهر بألوانها الزرقاء والحمراء والبيضاء ثم تبدأ دورة حياة جديدة، وهى الزهرة الذى استخلص منها المصرى القديم العطور ومستحضرات التجميل ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-01-08
كتب- محمد شاكر: أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن العائلة المقدسة لها مكانة كبرى فى الإسلام حيث اصطفى سبحانه وتعالى السيدة مريم على نساء العالمين. وقال ريحان: احتل السيد المسيح عليه السلام مكانة كبيرة في الإسلام حيث ذكر في 33 آية تضمنتها 13 سورة، بلفظ " المسيح " تارة وهو لقب له، وبلفظ عيسي وهو اسمه العلمي، وهو بالعبرية (يشوع) أي المخلص إشارة إلى أنه سببًا لتخليص كثيرين من آثامهم وضلالهم، كما ذكر بكنيته (ابن مريم) تارة أخرى. وأشار "ريحان" إلى أن لجوء العائلة المقدسة إلى مصر أنقذ المسيحية من الفناء فى لحظات الميلاد حيث قدّر لها الحماية على أرض كل من يدخلها آمنًا، وذكرت الرحلة فى الآية 50 من سورة المؤمنون "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" هذه الربوة هى تل بسطا مفتاح دخول العائلة المقدسة إلى مصر وقد أكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق عام 1977 وجود البئر الذى أنبعه السيد المسيح، وأثناء الحفر تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية هى الذى أنبعها السيد المسيح وأقيم عليها البئر الرومانى، بل وحافظت مصر على المسيحية وكانت سببًا فى انتشارها فى أنحاء العالم بنشأة الرهبنة بها وانتقالها إلى العالم. ويوضح "ريحان"، أن المصادر التاريخية القبطية من القرن الرابع الميلادي مثل (ميمر البابا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية الـ23) ومن القرن السابع الميلادى مثل (ميمر الانبا زخارياس أسقف سخا) أكدت أن مجىء العائلة المقدسة "تل بسطة" فى الزقازيق كان يوم 24 بشنس الموافق 1 يونيو والذى تحتفل فيه مصر كلها بدخول العائلة المقدسة إلى مصر، وقد ظلت بمصر 3 سنوات و11 شهر. كما جاء فى بردية باللغة القبطية القديمة عثرت عليها بعثة جامعة كلوم الألمانية، وقطعت بمصر 3500 كم ذهابًا وإيابًا وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية، ويستهدف مشروع إحياء المسار 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين، فلو جاء مصر 2% فقط سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا. ونوه ريحان إلى وجود مسار معتمد حاليًا من الكنيسة، ومسار جديد يضيف ثلاثة محطات هامة هى دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ودير وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بمنيا القمح وطريق الشيخ فضل إلى المنيا، والمسار المعتمد يبدأ من رفح، رينوكورورا (العريش)، أوستراكين (الفلوسيات)، القلس (تل المحمدية)، بيلوزيوم (الفرما)، إلى تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، ثم إلى وادى النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق، وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء. ولفت ريحان إلى أن المسار الجديد وهو الأكثر منطقية هو ما جاء فى كتاب الدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا، "المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر" والذى أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانىويتضمن هذا المسار، طريق سرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم، وطريق جهرى فى رحلة العودة بعد موت هيرودس وزوال الخوف وهو المرتبط بترحيب المصريين بهم واحتفالاتهم الشهيرة التى سجلت تراث عالمى لا مادي باليونسكو. وبدأت الرحلة السرية فى مصر من رفح "رع بح" ثم العريش وقد أقام بها نبى الله إبراهيم تعريشة لزوجته سارة للإقامة بها فسميت العريش، أوستراكين، القلس ثم الفرما وتعنى الأرض اللزجة وهى برامون بالقبطية وتعنى الوقفة، فحين تقف فى الفرما فأنت بين قارتى آسيا وإفريقيا ثم إلى بلبيس "بربس" وبها معبد الإله بس القطة، ثم تل بسطا "باستت" وهى القطة، ثم موقع كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح. ومن موقع كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح إلى سخا بكفر الشيخ ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون، ومن وادى النطرون إلى سمنود بالغربية ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون "الحلمية والمطرية وعين شمس" ، ثم المرج "المراجو" ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار، ثم طريق الشيخ فضل وبه قرية الشيخ فضل، وهو طريق يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة وبها بئر مياه ثم عبروا بالمعدية إلى جبل الطير بسمالوط ثم الأشمونيين ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة. وأردف ريحان: الرحلة العلنية بدأت بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس فاتجهوا إلى درنطة "درنكة" بأسيوط وأبحروا فى نهر النيل ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا لذلك أطلق عليها هذا الاسم، ثم إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون، ثم مغارة أبوسرجة، ثم حارة زويلة وبها بئر وصهاريج ثم باسوس إلى مسطرد وأون ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين ويطالب الدكتور ريحان الكنيسة المصرية باعتماد المسار الجديد فهو الأكثر منطقية ويضيف ثلاث محطات جديدة. وطالب ريحان الدولة بتعيين مستشار سياحى خاصة فى البلدان السياحية الشهيرة للتنسيق حتى تصل إلى أسواق السياحة العالمية ومنظمى الرحلات الدوليين التطورات الأخيرة فى التنمية والتنشيط السياحى بمصر ومنها وضع المسارات الروحية ضمن برنامج الرحلات إلى مصر، وتشمل مسار نبى الله موسى مع مشروع التجلى الأعظم ومسار العائلة المقدسة ومسار آل البيت والمسارات بالقاهرة التاريخية وذلك لعدم وجود رحلات منظمة لزيارة هذه المواقع كمسارات بل كمواقع أثرية منفردة بالشكل النمطى للسياحة وتتعامل معهم شركات السياحة لاستمرار تدفق السياحة، وكل هذا فى حاجة إلى تغيير جذرى حتى تتوافق رؤية مصر 2030 فى مجال السياحة مع تنظيم الرحلات الوافدة إليها كما يطالب بربط السياحة بالطيران فى وزارة واحدة لعدم التشتت فى الرحلات السياحية والذى يؤثر عليها بالسلب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-01-07
يقدم دير سانت كاترين نماذج حية للتعايش بين الأديان السماوية منذ القدم حتى الآن، وذلك عبر أمثلة حية كثيرة، منها العلاقة الممتدة عبر 1400 عام بين قبيلة الجبالية ورهبان دير سانت كاترين. «للدير حارس يحميه».. هكذا قال رمضان محمود الجبالي، وهو أحد أبناء قبيلة الجبالية المسلمة، والتي ربطتها علاقة قوية بدير سانت كاترين، حتى أنها أصبحت القبيلة الوحيدة المسموح لها بالعمل داخل الدير.. مضيفا «نحن مسؤولون عن دير سانت كاترين وعن تنظيم دخول الزوار له، فقبيلة الجبالية لها عُرف خاص مع الدير دون غيرها» ويروي «رمضان» قصة قبيلة الجبالية مع دير سانت كاترين، قائلا إنها من القبائل القديمة التي جاءت أيام الامبراطور جيستنيان إلى مدينة سانت كاترين في القرن السادس الميلادي، بغرض حماية الدير، وليعملوا به، ومنهم من ينتمي إلى أصول رومانية، وآخرين لشبه الجزيرة العربية. وبحسب «رمضان، استقر هؤلاء الأفراد وكونوا قبيلة وأطلق عليهم الجبالية نسبة لوجودهم وسط الجبال، وتمثلت وظيفتهم الأساسية في خدمة وحماية الدير، مشيرا إلى أن إلى أغلب أبناء القبيلة يعملون في مجال السياحة داخل وحول دير سانت كاترين. من جانبه، قال الأنبا ديمتري ديمانيوس مطران دير سانت كاترين «علاقتنا مع البدو ليست غريبة، هم مسلمون ونحن مسيحيون، وكل منا له صلواته وحياته، ولكننا نعيش في حب وتفاهم، وهذا ما يميز العلاقة بيننا». ويذكر الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثري، أنه منذ فجر المسيحية اتخذ الرهبان طريقهم إلى سيناء، وتحديدا في عصر اضطهاد الرومان لهم، ومنذ ذلك الوقت بدأ الحراس القدامى الذين ينتمون لـ قبيلة الجبالية في حماية هذا الدير. ومن هذا المكان وصل أول الرهبان وطلبوا من الامبراطورة جيستين امبراطورة جنوب روما آنذاك تشييد مبنى كبير يحتمون به من الاعتداء عليهم، وهذا المبنى هو سور الدير الحالي، وفي عام 1972 تم توقيع إتفاقية بين الطرفين نظمت العلاقه بين الرهبان وممثلي مشايخ العرب من قبيلة الجبالية، وأكدت تلك المعاهدات على شروط تضمن للطرفين الحق في العيش بسلام. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-01-06
قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أنه لولا لجوء العائلة المقدسة إلى مصر لقضى على المسيحية فى مهدها، وبهذا فمصر حافظت على الديانة المسيحية وكانت سببًا فى انتشارها فى أنحاء العالم بنشأة الرهبنة بمصر وانتقالها إلى العالم، كما كانت مصر أرض نزول التوراة على نبى الله موسى على جبل طور سيناء، كما أنقذت مصر العالم الإسلامى والحضارة الإسلامية من غزو المغول الذين يقضون على الأخضر واليابس وكادوا يفتكوا بالدولة الإسلامية لولا تصدى مصر لهم المسار الجديد وفى إطار احتفال المصريين مسيحيين ومسلمين بعيد ميلاد السيد المسيح يرصد الدكتور ريحان مسارًا جديدًا للعائلة المقدسة يضيف ثلاثة محطات هامة وهى دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ودير الملاك ميخائيل بمنيا القمح بالشرقية وطريق الشيخ فضل إلى محافظة المنيا باعتبار أن العائلة المقدسة سلكت طريقًا سريًا فى رحلة الذهاب لخوفها من مطاردة هيرودس وجنوده وخشية القبض عليهم، ورحلة جهرية عند عودتها والمرتبطة بالاحتفالات الخاصة بالعائلة المقدسة التى سجلت تراث عالمى لامادى باليونسكو، وذلك من خلال قراءة علمية لكتاب الدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا " المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر" والذى أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانى الطريق السرى ويوضح الدكتور ريحان أن الطريق السرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم وبدأت الرحلة السرية فى مصر من رفح "رع بح" ثم العريش وقد أقام بها نبى الله إبراهيم تعريشة لزوجته سارة للإقامة بها فسميت العريش، ثم الفرما وتعنى الأرض اللزجة وهى برامون بالقبطية وتعنى الوقفة، فحين تقف فى الفرما فأنت بين قارتى آسيا وإفريقيا ثم إلى بلبيس "بربس" وبها معبد الإله بس القطة، ثم تل بسطا "باستت" وهى القطة، ثم موقع كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح ويؤكد الدكتور ريحان أن لجوء العائلة المقدسة إلى موقع كفر الدير بمنيا القمح له أسباب منطقية فحين استراحت العائلة بتل بسطة تحت شجرة طلب السيد المسيح أن يشرب فدخلت السيدة العذراء مريم المدينة تطلب ماء من أهلها ولكن للأسف لم يعطيها أحد، فرجعت السيدة العذراء إلى السيد المسيح الذي قام بانباع بئر ماء شربوا منه جميعًا وباركه السيد المسيح، ونتيجة سوء معاملة أهل تل بسطا اتجهت العائلة إلى أقرب مكان وهو موقع كفر الدير الذى يبعد 10كم عن تل بسطا وقد أكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق وجود البئر الذى أنبعه السيد المسيح، ففى أكتوبر 1977 تم اكتشاف بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.60م تعود إلى العصر الرومانى وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية، ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح، ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان "بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة" كما أشار الدكتور حجاجى إبراهيم إلى وجود بئر شيشنق بموقع دير وكنيسة الملاك ميخائيل ونوه الدكتور ريحان إلى أهمية موقع دير الملاك ميخائيل حيث تتعامد الشمس في ظاهرة فلكية تحظى بزيارة المصريين مسلمين ومسيحيين ثلاث مرات سنويًا، أول مايو على مذبح القديس مار جرجس فى عيد استشهاده، و19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل فى عيده و22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها ولكن حجبت أشعة الشمس عن هذا المذبح نتيجة إضافة مبنى خرسانى للخدمات الكنسية على واجهة الكنيسة عام 1984 ومن موقع كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح إلى سخا بكفر الشيخ ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون، ومن وادى النطرون إلى سمنود بالغربية ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون "الحلمية والمطرية وعين شمس" ، ثم المرج "المراجو" ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار، ثم طريق الشيخ فضل وبه قرية الشيخ فضل، وهو طريق يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة وبها بئر مياه ثم عبروا بالمعدية إلى جبل الطير بسمالوط ثم الأشمونيين ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة الرحلة العلنية ويشير الدكتور ريحان إلى الرحلة العلنية والتى بدأت بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس فاتجهوا إلى درنطة "درنكة" بأسيوط وأبحروا فى نهر النيل ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا ثم إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون، ثم مغارة أبوسرجة، ثم حارة زويلة وبها بئر وصهاريج ثم باسوس إلى مسطرد وأون ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين تطوير المسار ويطالب الدكتور ريحان باعتماد الكنيسة للمسار الجديد لأهمية النقاط المضافة وضرورة أن يشملها التطوير كسائر المحطات المعتمدة، حيث تسعى الدولة بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية كل محطات المسار ففى شمال سيناء تم تخصيص 10.8 مليون جنيه لتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها وإقامة متحف ومركز للحرف التراثية من الكليم البدوى ومنتجات سعف النخيل، وفى الشرقية تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة، وفى الغربية تم إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار، وفى سخا بكفر الشيخ تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم وفى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم وتطوير البنية التحتية وتأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم وفى القاهرة تم حل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة شجرة مريم بالمطرية وتجميل المنطقة، وبمحيط مجمع الأديان بمصر القديمة تم دهان كل العقارات المطلة على جامع عمرو بن العاص بألوان موحدة وتدعيم الخدمات الأمنية والانتهاء من البرجولات الخشبية والمظلات الخرسانية وزرع النخيل بطول المسار وفى جبل الطير التى تستقبل 3 مليون زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام تمت أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير، وفى دير المحرّق تطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجاورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق ويؤكد الدكتور ريحان بأنه رغم كل هذا التطوير إلا أنه لا توجد رحلات خاصة لزيارة المسار حتى الآن بل هى الرحلات النمطية المعروفة لمواقع بعينها وذلك لأن منظمى الرحلات الدولية لديهم برنامج ثابت حتى الآن خاص بالسياحة إلى مصر وتتعامل معهم الشركات بشكل نمطى لاستمرار تدفق السياح، وهذا يتطلب وجود مستشار سياحى بالدول السياحية يقوم بالتنسيق والتواصل مع منظمى الرحلات وفقًا لأحدث التطورات خاصة فى ظل النمو السريع فى تنمية وتنشيط السياحة فى مصر ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: