سارة أبو شادي
القاهرة - (مصراوي): حصدت الزميلة سارة أبو شادي، رئيس قسم...عرض المزيد
مصراوي
2025-06-20
القاهرة - (مصراوي): حصدت الزميلة سارة أبو شادي، رئيس قسم الشئون العربية والدولية بموقع مصراوي، الجائزة الأولى في البحث المعمق بجائزة "القصة الحقيقية" True Story Award الدولية لعام 2025. واختارت لجنة تحكيم True Story Award الدولية تحقيق "الفخ الروسي" للزميلة سارة أبو شادي، والذي نشر بمصراوي التابع لمجموعة "أونا للصحافة والإعلام" التي تضم "مصراوي ، ويلا كورة، والكونسلتو، وشيفت"، لأول مرة 23 سبتمبر الماضي، ليكون أفضل تحقيق عالمي خلال العام الماضي في البحث المعمق. يسلط تحقيق "الفخ الروسي" الضوء على معاناة مصريين وعرب تم التغرير بهم وتجنيدهم في صفوف الجيش الروسي للقتال في الحرب الدائرة ضد أوكرانيا منذ قرابة عامين.وقال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير مجموعة "أونا" إن الجائزة العالمية الرفيعة، إنما تتوج الجهد الكبير والتميز المهني، للزميلة الصحفية النابهة سارة أبو شادي، والتي استطاعت تحقيق "اختراق صحفي نادر" لعصابات تجنيد الشباب والطلبة المصريين والعرب، في صفوف الجيش الروسي، في الحرب ضد أوكرانيا، باستخدام إغراء الجنسية والمال.وأعرب الجلاد عن فخره الشديد بالإنجاز العالمي لسارة و"مصراوي"، مؤكداً أن تحقيق "مصراوي" خاض منافسة عنيفة مع كافة الصحف والمواقع العالمية، وحصد الجائزة عن جدارة واستحقاق، وهو ما يؤكد المهنية والموضوعية والاحتراف الصحفي، في المؤسسة الإعلامية والصحفية الأكبر في مصر. ويسرد التحقيق قصص عدد من الشباب المصري والسوري سافروا إلى روسيا بحثًا عن غدٍ أفضل، لينتهي بهم الحال في الصفوف الأمامية بالجيش الروسي ليواجهوا مصيرهم إما قتلًا أو أسرًا. جائزة "القصة الحقيقية" True Story Award للصحافة، الهدف منها جعل أصوات الصحفيين والمراسلين مسموعة خارج حدود بلدانهم الأصلية لزيادة تنوع وجهات النظر المقدمة. للاطلاع على النص الأصلي لتحقيق "الفخ الروسي.. تجنيد مصريين بإغراء المال والجنسية ()
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-06-20
القاهرة - (مصراوي): حصدت الزميلة سارة أبو شادي، رئيس قسم الشئون العربية والدولية بموقع مصراوي، الجائزة الأولى في البحث المعمق بجائزة "القصة الحقيقية" True Story Award الدولية لعام 2025. واختارت لجنة تحكيم True Story Award الدولية تحقيق "الفخ الروسي" للزميلة سارة أبو شادي، والذي نشر بمصراوي لأول مرة 23 سبتمبر الماضي، ليكون من بين أفضل 10 تحقيقات عالمية خلال العام الماضي، حيث حصد جائزة أفضل تحقيق في البحث المعمق عالميا في العام الماضي. يسلط تحقيق "الفخ الروسي" الضوء على معاناة مصريين وعرب تم التغرير بهم وتجنيدهم في صفوف الجيش الروسي للقتال في الحرب الدائرة ضد أوكرانيا منذ قرابة عامين. ويسرد التحقيق قصص عدد من الشباب المصري والسوري سافروا إلى روسيا بحثًا عن غدٍ أفضل، لينتهي بهم الحال في الصفوف الأمامية بالجيش الروسي ليواجهوا مصيرهم إما قتلًا أو أسرًا. جائزة "القصة الحقيقية" True Story Award للصحافة، الهدف منها جعل أصوات الصحفيين والمراسلين مسموعة خارج حدود بلدانهم الأصلية لزيادة تنوع وجهات النظر المقدمة. للاطلاع على النص الأصلي لتحقيق "الفخ الروسي.. تجنيد مصريين بإغراء المال والجنسية ()
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-05-13
القاهرة - (مصراوي): اختارت الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية تحقيق الزميلة سارة أبو شادي المنشور في مصراوي (الفخ الروسي.. تجنيد مصريين بإغراء المال والجنسية) ، ضمن القائمة القصيرة لجائزة "النجم الساطع" لأفضل تحقيق استقصائي لعام 2025. ينافس تحقيق "مصراوي" الذي نشر لأول مرة 23 سبتمبر الماضي، لنيل جائزة "النجم الساطع" العالمية ضمن 6 تحقيقات دولية تم اختيارها لهذا العام من 97 دولة حول العالم. يسلط تحقيق "الفخ الروسي" الضوء على معاناة مصريين تم التغرير بهم وتجنيدهم في الجيش الروسي للقتال في الحرب ضد أوكرانيا. ويسرد التحقيق قصص عدد من الشباب المصري الذين سافروا إلى روسيا الاتحادية بحثًا عن غدٍ أفضل، لينتهي بهم الحال في الصفوف الأمامية بالجيش الروسي ليواجهوا مصيرهم إما قتلًا أو أسرًا. يذكر أن الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية هي رابطة دولية للمنظمات الصحفية التي تقدم التدريب وتبادل المعلومات بين الصحفيين الاستقصائيين وصحفيي المعلومات حتى في المجتمعات المهمشة. للاطلاع على النص الأصلي لتحقيق "الفخ الروسي.. تجنيد مصريين بإغراء المال والجنسية" ()
قراءة المزيدمصراوي
2025-04-10
كتبت- سارة أبو شادي لم تكن والدة محمد السنوسي، الشاب ذو الـ21 عامًا ابن قرية المريس بمحافظة الأقصر، تتخيل أن رحلته إلى روسيا لدراسة الطب في 2021 ستنتهي به جنديًا في الجيش الروسي. على مدار سنوات، كانت تلبّي طلباته وترسل له الأموال التي يحتاجها، إلى جانب دعم والده الذي يعمل في السعودية ويرسل له المال بالعملة الأجنبية. لكن مع فرض العقوبات على روسيا، أصبحت الأم المسؤولة عن تحويل الأموال عبر "فودافون كاش". الصدمة الكبرى جاءت عندما اكتشفت الأم أن ابنها تم تجنيده في الجيش الروسي بعد اتهامه بحيازة المخدرات، ما أدى إلى سجنه ودفعه إلى خيار لم يكن في الحسبان. ورغم أن ظروفه المادية لم تكن صعبة، ولم يكن بحاجة للعمل، فكانت الأم توفر له كل الأموال التي يحتاجها إلا أنه انحرف عن مسار دراسته، فلم يلتحق بكلية الطب كما كان يحلم، وانتهى به المطاف في دوامة لم تعرف والدته حتى الآن كيف بدأها، ولا كيف انتهت به في قلب الحرب. محمد واحد من مجموعة مصريين وقعوا في الأسر خلال الحرب في أوكرانيا بعد مشاركتهم في صفوف الجيش الروسي. ظهر الشاب المصري، إلى جانب آخرين، في مقاطع فيديو نشرها اليوتيوبر الأوكراني ديميتري كاربينكو، حيث رووا تفاصيل تجنيدهم في روسيا والظروف التي دفعتهم للانضمام إلى الحرب. لقراءة القصة الكاملة عبر تقنية الكروس ميديا:- اقرأ أيضا:
قراءة المزيدمصراوي
2025-03-11
كتب- عمرو صالح: تصوير- علاء أحمد: يتنافس 43 صحفيًا مقيدًا بجداول نقابة الصحفيين على عضوية مجلسها في انتخابات نقابة الصحفيين 2025، والمقرر انطلاقها خلال الأيام المقبلة. وفي هذا الصدد عقد موقع "مصراوي" ندوة أدارها الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مجموعة أونا للصحافة والإعلام، التي تضم الصحف الالكترونية " مصراوي، ويلا كورة، والكونسلتو، وشيفت"، بحضور الكاتب الصحفي ماهر مقلد، مدير تحرير الأهرام، والمرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين، لاستعراض برنامجه الانتخابي، والإعلامي والنائب أسامة شرشر، رئيس تحرير جريدة النهار. في بداية الندوة، رحب مجدي الجلاد بالكاتب الصحفي ماهر مقلد، معربًا عن تقديره وتأييده الكامل له خلال الماراثون الانتخابي، كما رحب بالكاتب الصحفي والنائب أسامة شرشر، مُعرباً عن تقديره للحوار المفتوح مع الزملاء الصحفيين. وأكد الكاتب مجدي الجلاد أن مسألة التحاق العاملين بالمواقع الإخبارية بالنقابة أصبحت ملحة للغاية، خاصة في ظل سيطرة الصحف الإلكترونية على المشهد الإعلامي، وحصول الصحفيين بها على جوائز صحفية عالمية رغم عدم قيدهم بجداول النقابة. وأوضح أن مجموعة أونا للصحافة والإعلام، التي يترأس تحريرها، ليس لديها أي مانع لإصدار صحيفة ورقية تسهل عملية التحاق العاملين بها بالنقابة، وذلك لحين صدور تشريع قانوني ينظم انضمام الصحفيين الإلكترونيين للنقابة بشكل مباشر. أشار الجلاد إلى أن بعض زملائه في موقع "مصراوي" حصلوا على جوائز صحفية عالمية رغم عدم قيدهم بجداول النقابة، مثل الزميلة سارة أبو شادي التي وصلت للقائمة النهائية في جائزة "True Story Award" العالمية عن تحقيق "الفخ الروسي"، والزميل محمد الصاوي الذي حصل على جائزة دبي للصحافة العربية. وأضاف أن الصحفيين الإلكترونيين يواجهون تحديات كبيرة خلال تغطيتهم للأحداث الميدانية، قائلًا: "كثير من الصحفيين يتصلون بي في أوقات متأخرة من الليل طالبين المساعدة بعد القبض عليهم أثناء تغطيتهم للأحداث، بسبب عدم وجود كارنيه عضوية النقابة معهم". كما تحدث الجلاد عن التحديات الاقتصادية التي تواجه الصحفيين الشباب، قائلًا: "الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ألقت بظلالها على مهنة الصحافة، وأصبح الصحفي الشاب غير قادر على تغطية مصاريفه الحياتية بشكل يضمن له مستوى معيشي لائق". وأضاف: "إذا كان الصحفي الشاب يحتاج إلى شقة يعيش فيها مع زوجته، فإنه يحتاج إلى 10 آلاف جنيه إيجار، وإذا أراد شراء شقة، فإننا نتحدث عن ملايين الجنيهات، فمن أين سيحصل على هذه الأموال؟". وشدد على أن أي تحرك يتخذه مجلس النقابة القادم فيما يتعلق بإسكان الصحفيين يجب أن يعطي الأولوية للصحفيين الشباب وليس كبار السن. واختتم الجلاد حديثه متمنيًا التوفيق للكاتب ماهر مقلد في انتخابات نقابة الصحفيين 2025، داعيًا الصحفيين إلى انتخابه لعضوية مجلس النقابة، لتاريخه المهني المتميز، والتزامه الأخلاقي الرفيع، ورؤيته الواعية في الجوانب المهنية والخدمية بالنقابة. أما الكاتب ماهر مقلد، المرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين، فاستهل كلامه بالحديث عن الطرق الممكنة لدخول العاملين بالمواقع الإخبارية إلى نقابة الصحفيين، قائلا: "أؤيد فكرة تنسيق المواقع الإخبارية الكبرى والرائدة فيما بينها لإصدار صحيفة ورقية تمكّن العاملين بها من دخول نقابة الصحفيين، وذلك من خلال تعديل بنود إصدار الصحف والمواقع التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. مؤكدا أن هذا الإجراء مؤقت لحين بحث سبل إصدار تشريع قانوني يمنح العاملين بالمواقع الإخبارية حق دخول النقابة والتمتع بامتيازات العضوية، سواء كانت مهنية، أو مادية أو اجتماعية." وأشار مقلد إلى أن الصحافة الإلكترونية هي الرائدة والمسيطرة على المناخ الصحفي والإعلامي حاليًا، مؤكدًا على أهمية دعمها وتسهيل انضمام صحفييها إلى النقابة. أوضح مقلد أن إعادة قوة كارنيه النقابة تكمن في مدى حمايته لحامله أثناء ممارسة عمله، وتسهيل تداول المعلومات، وتقديم الخدمات الاجتماعية له. وأضاف أن المشروع الصحي الحالي لنقابة الصحفيين يحتاج إلى توسيع قاعدته ليشمل جميع أنواع المرضى، ويضمن علاجهم بأحدث الطرق والأساليب الصحية. كما تحدث مقلد عن مبنى النقابة الكائن في شارع عبد الخالق ثروت بوسط البلد، قائلًا إنه يحتاج إلى خطة تطوير شاملة تشمل توفير شبكات إنترنت قوية وخدمات حديثة في الكافيتريا، لتمكين الصحفيين من العمل بشكل أفضل من داخل النقابة. وأكد أن أبرز المشكلات التي لمسها خلال لقاءاته مع الصحفيين هي أزمة السكن، متعهدًا ببحث سبل حل هذه الأزمة من خلال التشاور مع وزير الإسكان وأعضاء الجمعية العمومية للنقابة. أشار مقلد إلى قوة الصحافة وتأثيرها في صنع القرار، مستشهدًا بتجربته الشخصية عندما كان مديرًا لمكتب جريدة الأهرام في لبنان، حيث نشر موضوعًا عن رسوم الإقامة والعمل للمصريين في لبنان، مما أدى إلى تدخل الرئيس الراحل حسني مبارك وإصدار قرار بتعديل القانون. وأضاف: خلال عملي بلبنان فوجئت بقرار من قبل اللجنة المصرية اللبنانية بالموافقة على المعاملة بالمثل فيما يتعلق برسوم الإقامة والعمل لمواطني كلا البلدين وحينها كان من المقر أن يدفع العامل المصري 800 دولار رسوم عمل و700 دولار رسوم كرسوم إقامة. وتابع: "قمت بنشر ذلك الموضوع على صفحات الأهرام، وما كان من الرئيس حسني مبارك إلا أن اتصل بوزير الخارجية آنذاك أحمد أبو الغيط ليطلب منه تكليف السفير المصري أحمد بدوي بمقابلة رئيس مجلس النواب اللبناني ومطالبته بتعديل القانون قبل التصديق عليه وذلك بصفته الجهة المسؤولة عن التصديق على القوانيين قبل تطبيقها". وواصل "مقلد": فور لقاء السفير المصري برئيس مجلس الشعب اللبناني والذي كان في أخر يوم لفترة المجلس الانتخابية استجاب الجانب اللبناني للمطالب المصرية "وهنا أؤكد مدى قوة الصحافة وتأثيرها في دائرة صنع القرار". واختتم مقلد حديثه مؤكدًا أنه مرشح مستقل لا ينتمي لأي تيار، وأن ترشحه نابع من رغبته في خدمة الجماعة الصحفية وتحقيق تطلعاتها. من جهته، قال الكاتب أسامة شرشر، رئيس تحرير جريدة النهار، أن الإعلام المصري شهد تراجعًا في السنوات الأخيرة بسبب ابتعاد الكفاءات الصحفية عن المشهد الإعلامي. وأكد أن مجلس نقابة الصحفيين يمثل نافذة أمل لعودة المهنة إلى مكانتها الطبيعية، داعيًا إلى انتخاب العناصر المهنية ذات الكفاءة. وأعلن شرشر أن جريدة النهار بصدد إطلاق مبادرة لرفض التلاسن والهجوم الإلكتروني بين المرشحين، للحفاظ على الصورة الذهنية لأعضاء مجلس النقابة ولهيبة الصحفيين في المجتمع. واختتم حديثه بتأييده الكامل للكاتب ماهر مقلد، معتبرًا إياه قامة صحفية تمتلك القدرات التي تحقق تطلعات الصحفيين.
قراءة المزيدمصراوي
2025-03-06
تحقيق:- سارة أبو شادي - محمد طلبة لم تكن أمينة أحمد كعكو سوى رقم في قائمة طويلة من الضحايا. فبحسب تحليل بيانات تم تسريبها من فرع المخابرات الجوية (الأكثر قساوة في دمشق)، اعتقل نظام بشار الأسد ما يزيد عن 1500 امرأة تعسفياً ما بين عامي 2011 و2017، باتهامات مُلفقة مثل "الإرهاب" أو من دون أي اتهامات بالأساس. لم تكن الاعتقالات سوى أداة ابتزاز للضغط على العائلات لتسليم أبنائها، أو لتحقيق مكاسب في مفاوضات تبادل المعتقلين. ورغم تسجيل أسماء الضحايا، لا يزال مصير آلاف المعتقلات مجهولاً حتى اليوم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. في هذا التحقيق نكشف عن تعرض نساء وفتيات سوريات بين عامي 2011 و 2017 للاعتقال باتهامات ملفقة تتعلق بالإرهاب أو الصلة بمطلوبين، بالإضافة إلى احتجاز أخريات من دون تهم واضحة واستخدام بعضهن كورقة مساومة. أو ابتزاز لعائلاتهن والضغط عليهم لتسليم المطلوبين. كما خضعت المعتقلات لتحقيقات قاسية داخل مقرات الأمن السورية وتعرضن لتعذيب ممنهج شمل الصعق بالكهرباء والضرب والاعتداءات الجنسية والترهيب النفسي لكسر إرادتهن. لقراءة التحقيق عبر تقنية الكروس ميديا: ** أُنجز هذا التحقيق بدعم من شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية "أريج".
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-01-30
كتبت- سارة أبو شادي: رغم الرفض القاطع من مصر والأردن، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مُصرا، ولو بشكل علني فقط، على اقتراحه بتهجير أهل غزة، ووصل الأمر لتلويحه بورقتي المساعدات والرسوم الجمركية للضغط على البلدين. لكن، في المقابل، تملك القاهرة وعمان 4 أوراق قوة لمواجهة ضغط الرئيس الأمريكي إجهاض خطته. "خطة التهجير" طرحها ترامب قبل أيام، مشيرًا إلى أنه سيحث زعماء مصر والأردن على استقبال أهل غزة بحجة "المساعدة في تنظيف القطاع|، مضيفا أن إعادة توطين سكان غزة، الذين يبلغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة، قد تكون مؤقتة أو دائمة. من جانبها، رفضت مصر هذا الاقتراح، معربة عن مخاوفها من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار وتقويض حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم. كما أعربت الأردن عن رفضها للفكرة، مشددة على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية. وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا قالت فيه إن الحكومة المصرية تدعم "إصرار الشعب الفلسطيني على البقاء على أرضه والدفاع عن حقوقه المشروعة واحترام القانون الدولي". الرئيس السيسي وخلال مؤتمرًا صحفيا الأربعاء التاسع والعشرين من يناير، قال إن موقف مصر تاريخي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، و"لا يمكن أبدا التنازل بأي شكل كان عن الثوابت المصرية والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري". استخدم الرئيس السيسي خلال خطابه، ورقة الضغط الشعبي فقال "ماذا أقول للرأي العام المصري لو تم تهجير الفلسطينيين إلى مصر؟ إذا حدث ذلك فيعني عدم استقرار الأمن القومي المصري أو العربي. مشددا على أنه لو طلب من المصريين تقبل هذا الأمر، سيخرج الشعب كله إلى الشارع ليقول لا تشارك في هذا الظلم". العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، قالت إن ترامب سيواجه رفضا قويا من الدولة المصرية، في ظل معارضة الرأي العام المصري بشدة إعادة توطين الفلسطينيين في الأراضي المصرية. كذلك أيضًا رفض الفلسطينيين أنفسهم لقرار الخروج، لأنهم يعتقدون أنّ خروجهم يعني عدم العودة من جديد إلى أرضهم. قال خطار أبو دياب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، لصحيفة صوت أمريكا، إنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب في مصر وحقيقة أنه قد يكون هناك مكاسب اقتصادية كبيرة في قبول اقتراح ترامب بإعادة توطين بعض الفلسطينيين في البلاد، فإن شريحة كبيرة من الشعب المصري سترفض القيام بذلك. كما وافقه الرأي بول سوليفان، الأستاذ السابق في الجامعة الأمريكية بالقاهرة والزميل في المجلس الأطلسي، قائلاً لصوت أمريكا إن مثل هذا الاقتراح غير مقبول للمصريين. مؤكدا: "لن يوافق أي زعيم مصري يريد البقاء في السلطة على مثل هذا الطلب، والذي من شأنه أن يزعزع استقرار مصر ومن المرجح أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي". حركة حماس باعتبارها الجهة الحاكمة لقطاع غزة حاليا أكدت هي الأخرى رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددة على أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد أمام واحدة من أبشع عمليات الإبادة في العصر الحديث ورفض جرائم التهجير القسري، لن يقبل بأي محاولات لإجباره على مغادرة أرضه. ودعت الحركة الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذه الطروحات، وطالبتها بدلًا من ذلك بالعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. الإعلام الإسرائيلي أثار جدلا كبيرا خلال الأيام الماضية، بعدما أشار إلى أن بعض الدول، قد تكون مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة ومن بينها إندونيسيا وألبانيا. خاصة بعد الحديث عن رفض مصر والأردن لفكرة التهجير. لكن تلك الادعاءات هي الأخرى قوبلت بنفي شديد، فخرج رئيس الحكومة الألباني إيدي راما، ليؤكد على أن هذا الحديث عبارة عن “أخبار كاذبة”. قائلا: "لم أسمع شيئًا بهذه الدرجة من الزيف منذ وقت طويل، وهناك الكثير من الأخبار الكاذبة مؤخرًا! هذا ليس صحيحًا على الإطلاق". وفي العاصمة القطرية الدوحة، قال ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، حين سُئل عن تصريحات ترامب: “موقفنا واضح دائماً بشأن ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وإن حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدماً رافضا هو الآخر بدوره فكرة التهجير”. جامعة الدول العربية، هي الأخرى أعلنت بشكل واضح عن رفضها للمقترح، وسط تنديد قوي من قبل السلطة والفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت أن أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم تعيد إلى الأذهان ذكرى "نكبة" 1948 عندما نزح مئات الآلاف منهم لدى قيام دولة إسرائيل. بالرغم من وجود علاقات قوية بين أمريكا وأغلب دول الشرق الأوسط منها مصر والأردن، إلا أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وإثارته لقضية تهجير الفلسطينيين قد يدفع بتلك العلاقات نحو عدة مشاكل حسب الكثير من الخبراء الذين أكدوا على أن مصر والأردن كلاهما شريكان رئيسيان للولايات المتحدة في المنطقة، وقد اعتبرت الإدارات الأمريكية المتعاقبة استقرارهما أمرًا بالغ الأهمية لاستقرار الشرق الأوسط.لذا أي محاولة لزعزعة هذا الاستقرار سيؤثر بدوره على المنطقة بالكامل وهو ما حاولت أمريكا تجنبه عبر إداراتها المختلفة السابقة. ولم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغبة في تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة وتحديدا قطاع غزة. فبعد أسابيع من فوزه بانتخابات عام 2016، تعهد ترامب بما سماه "صفقة القرن"، مؤكدًا أنّه بصدد تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر إبرام صفقة ستكون للإنسانية جمعاء. وفي يناير 2020، أطلق ترامب خطته التي تضمنت إعادة رسم الحدود في الضفة الغربية، مع ضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور نهر الأردن لإسرائيل. كما كان من المفترض أن توفر الخطة للفلسطينيين حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية ومناطق شرق القدس. أقرأ أيضا:
قراءة المزيدمصراوي
2025-01-26
كتبت- سارة أبو شادي: قال مكتب رئيس الشهداء والأسرى والجرحى زاهر جبارين، خلال استقبال المحررين المبعدين، إن تحرير الأسرى ضمن صفقة "طوفان الأحرار" يمثل انتصارًا تاريخيًا لإرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وأضاف المكتب في بيان له قبل قليل: أن هذه المعركة ليست مجرد جولة، بل هي محطة نضالية مشرقة تبرهن أن شعبنا قادر على انتزاع حقوقه من أنياب الاحتلال، مهما بلغ طغيانه. وأشار إلى أن تحرير الأسرى هو عرس وطني يرمز إلى وحدة الصف الفلسطيني، ويؤكد أن تلاحم الشعب الفلسطيني ومقاومته هو الطريق الوحيد لتحقيق التحرير الكامل والكرامة الوطنية. وأكد أن صمود وتضحيات أبناء شعبنا، وخاصة في غزة، كانت الركيزة الأساسية لهذا الإنجاز، إذ أثبتت غزة العزة أنها قلعة الصمود والإرادة التي لا تنكسر. وتابع: أن الوفاء لأهل غزة الصامدة هو التزام دائم، يستدعي استمرار العمل لإعادة إعمار غزة وبلسمة جراحها، وفاءً للتضحيات الجسام التي قُدمت في سبيل هذا الهدف النبيل. وأكد: "نجدد العهد للأسرى الباقين خلف قضبان الاحتلال، بأن المقاومة لن تتراجع حتى تحرير آخر أسير، هذا الإنجاز هو خطوة على طريق الحرية الكاملة لشعبنا، وستظل إرادتنا أقوى من قيود الاحتلال وظلمه".
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-01-26
كتبت- سارة أبو شادي: أعلنت حركة حماس، اليوم الأحد، وصول الأسرى المحررين المفرج عنهم من سجون الاحتلال الصهيوني ضمن صفقة طوفان الأقصى إلى العاصمة المصرية القاهرة. وأضافت الحركة في بيان لها، أن الأسرى كان في استقبالهم قيادة حركة حماس، وعددًا من قيادات الفصائل الفلسطينية وأهالي الأسرى.
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-09-23
تحقيق- سارة أبو شادي في تحقيق استقصائي، يكشف مصراوي كواليس "الفخ الروسي" لتجنيد الشباب المصريين بإغراءات المال والجنسية، للقتال في الحرب الأوكرانية والدفع بهم في الصفوف الأمامية، ما تسبب في وفاة عدد منهم قبل تحقيق حلمهم بالجنسية الروسية. تحت بريق المال وحلم الجنسية الروسية، التحق عشرات الشباب المصريين بركب المتطوعين، ليجدوا أنفسهم في الخطوط الأمامية في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث هناك تكون النهاية إمّا الموت أو الفقدان دون أثر. تاركين خلفهم عائلات مفجوعة، وأحلامًا لم تكتمل. وعلى مدى أشهر، تتبع مصراوي شبكة روسية لتجنيد العرب وخصوصا المصريين والسوريين، وكيفية إغرائهم بالمال ووعد الحصول على الجنسية الروسية بعد القتال سنة على الجبهة. كما تتبع قصص وخط سير "مجندين مصريين" انقطعت أخبارهم، وآخرون قتلوا، وقلة أصيبوا إصابات خطرة، فيما ينتظر آخرون مصيرهم. لاكتشاف "الفخ الروسي"، ومعرفة كيفية تجنيد المصريين، وقصص الشباب الذين سقطوا في الفخ تحت إغراء المال والجنسية،
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-04-01
كتبت- سارة أبو شادي: في العاشر من سبتمبر الماضي، استيقظ الشاب الثلاثيني حسين على صوت هزة أرضية شديدة، كانت حجارة منزله الصغير تتساقط من حوله، أسرع في الخروج رفقة عائلته نحو الحقول، كانت بيوت القرية تتساقط تباعًا بينما يهرع الجميع فزعين، 8 أشهر مرت على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز بمدينة مراكش المغربية وتسبب في سقوط الآلاف من القتلى والمصابين, داخل دوار تنكليان جماعة تافينݣولت عمالة تارودانت، إحدى القرى الأمازيغية المنعزلة أعلى الجبل يعيش حسين، الشاب الذي فقد منزله وبعضًا من أبناء عائلته، يمر عليه شهر رمضان داخل خيمة قماش وسط الحقول الزراعية كغيره من الآلاف من متضرري الزلزال الذين لم يعد لهم إيواءًا سوى الخيمة بعدما باتت منازلهم أنقاضًا بفعل الزلزال " استقبلنا رمضان هذا العام بالحزن والخوف". قبل الزلزال ورغم أن الدوار الذي يعيش فيه "حسين" إمكانيات ساكنيه بسيطة، لكنّهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالزينة والبهجة بالشوارع والمنازل، وشراء الفاكهة وحلوى الشباكية التي لا يخلو منها بيت مغربي في شهر رمضان، لكن اليوم ، لم يعد هناك منازل أو شوارع بل بات الدوار مجرد بضعة خيام وسط حقول زراعية، يعيش بها نحو 40 أسرة. "هاد رمضان مغير الناس فقدوا أموالهم وكل شئ" يعيش حسين رفقة زوجته وأولاده بخيمة صغيرة الدوار لم يعد يتوفر بها أي شئ بعد الزلزال، باتت أمنيتهم الوحيدة الحصول على المواد الأساسية من الغذاء "القيطاني و العدس و اللوبيا و الحمص و التمر"، والتي تأتي إليهم كمساعدات من بعض الجمعيات الخيرية التي لا تداوم عليها نظرًا لصعوبة الوصول إلى الدوار كونه في منطقة جبلية وعرة. "المتطلبات الأساسية هوما هادو مش متوفرة بسهولة". استقبل أهالي الدوار اليوم الأول من رمضان بالدموع، الجوع كان يسيطر على بعضهم بينما آخرين اشتاقوا لأحبائهم الذين راحوا ضحية الزلزال الذي لم يترك ورائه حياة بالدوار، حتى الطقس الأهم في رمضان افتقدوه وهو أداء صلاة التراويح بمسجد القرية الوحيد الذي دًمر بالزلزال ومات إمامه، فخلت القرية من صوت القرآن بمسجدها واكتفوا بتقديم صبي صغير يحفظ ما تيسر من القرآن ليكون إمامهم بالخلاء لأداء الصلاة. حتى الأطفال فقدوا طقوس الشهر ولم يعد أمامهم سوى بهجة التجمع أمام شاشة صغيرة أُنقذت من تحت أنقاض المنازل، فما بين اللهو بين الحقول والخيام أو الجلوس لمشاهدة الكرتون المفضل على الشاشة وسط الحقل.
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-31
كتبت- سارة أبو شادي: أثار منح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وسام فارس للملياردير المصري محمد منصور جدلا كبيرا في بريطانيا، في ظل اتهام سوناك بالمحسوبية، خاصة وأن رجل الأعمال المصري أحد المتبرعين لحزب المحافظين، حيث تبرع للحزب بمبلغ نحو 5 ملايين جنيه استرليني العام الماضي. حصول الملياردير المصري محمد منصور على وسام فارس لخدمات "الأعمال التجارية والخيرية والسياسية"، دفع سياسيين بريطانيين من المعسكر الآخر للهجوم على سوناك، ومن بين هؤلاء كان زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، ريتشارد تايس، والذي علق على قرار سوناك بالإعلان عن الأوسمة، قائلا: "لقد سئمت الأمة من المحافظين ومحسوبيتهم الفاحشة. أعطهم بضعة ملايين من الجنيهات واحصل على لقب النبلاء أو الفروسية. الأمر برمته غير مقبول". فيما قالت عضوة البرلمان ورئيسة حزب العمال، أنيليس دودز: "هذا إما فعل متعجرف لرجل يتمتع بالامتيازات وتوقف عن الاهتمام برأي الجمهور، أو نابع من شخص لا يتوقع أن يكون رئيسا للوزراء لفترة طويلة"، مضيفة: "في الحالتين، فإنه يظهر عدم احترام صارخ للمنصب الذي ينبغي أن يشعر بالفخر لشغله". وحسب صحيفة تليجراف البريطانية، فقد تبرع الملياردير المصري محمد منصور للعديد من القضايا الخيرية، بما في ذلك مؤسسة الملك ونصب تذكاري لضحايا كوفيد، وسبق أن تحدث منصور عن رئيس الوزراء بعبارات جيدة، وقال إنه "يفهم كيف يتولد النمو في الاقتصاد الحديث". وأثار توقيت إعلان التكريم عشية عطلة عيد الفصح وأثناء عطلة البرلمان الدهشة. ومع ذلك، برر المسؤولون التوقيت بأنه ضروري للتعيينات في مجلس الملكة الخاص، بما في ذلك تأكيد فوجان جيثينج كوزير أول جديد لويلز. وتعليقا على التكريم بوسام الفروسية، قال رجل الأعمال المصري محمد منصور: "هذه الجائزة هي أعظم وسام في حياتي. أنا ممتن للغاية"، وفق بيان نشرته مجموعة منصور. ومحمد منصور هو رئيس شركة (مان كابيتال) للاستثمار، التي تتخذ من لندن مقرا لها، وتعمل على دعم استراتيجيات الشركات الرائدة، وتوفر لها رأسمال طويل الأجل في مختلف القطاعات على مستوى العالم. وسبق أن قدم الملياردير المصري محمد منصور، 5 ملايين جنيه إسترليني للمحافظين في يناير الماضي. وكانت في ذلك الوقت أكبر تبرع منفرد تلقاه الحزب منذ أكثر من 20 عامًا. ليتم تعيينه فيما بعد أمينًا كبيرًا لخزانة حزب المحافظين في ديسمبر 2022. وشغل الملياردير المصري في الفترة من 2006 إلى 2009 منصب وزير النقل في عهد حسني مبارك.
قراءة المزيدمصراوي
2024-03-28
كتبت- سارة أبو شادي قبل نحو 14 عامًا، ومع بداية الحرب في سوريا، قررت عفراء الرحيل رفقة زوجها وأبنائها الـ6 إلى تركيا، هربًا من القصف الذي كان يداهمهم ليل نهار، اعتقدت السيدة أنّها ستجد حياة أقل معاناة في الأرض الجديدة لكنّ الأمر لم يسر وفق ما كانت تأمل، فعقب تجاوزها الحدود استقر بها الحال داخل مخيم إيواء للنازحين، لتقضي السنوات العشر الماضية تتنقل بين خيمة وأخرى. لم يكن أمام عفراء والمئات بل الآلاف من أبناء شعبها سوى تقبل الوضع فإما العيش بأمان داخل المخيم أو العودة إلى سوريا، سنوات طويلة عاشتها تُحاول التأقلم على وضعها الجديد، داخل مخيم "ضباب" بتركيا، لكن المعاناة لم تشأ أن تتركها وحيدة، ففي بداية عام 2023 منتصف ليل السادس من فبراير، ضرب زلزال عنيف الشمال السوري وجنوب تركيا، ليطال الدمار المخيم الذي كانت الثلاثينية تقيم بداخله والعشرات من السوريين. "لهلأ ما عم نستوعب اللي صار" لحظات لن تغادر ذهن عفراء وأبنائها، فلا فرق بين الهرب من صاروخ يسقط فوق رؤوسهم، والخوف من هزة أرضية كانت تًحرك الأرض بقوة تحت أقدامهم، في المرتين نجت عفراء وصغارها الستة لكنها فقدت العديد من أصدقائها ورفاقها بعضهم مات في قصف وآخرين استقرت أجسادهم تحت أنقاض الزلزال. "زمان كنا نحس في رمضان وخيره هلأ ماضل حدا كل واحد بديرة" عفراء بعد الزلزال انتقلت من المخيم الذي كانت تقطن به إلى آخر ، اليوم تقيم رفقة صغارها وزوجها، بداخل خيمة صغيرة بمخيم "بخشين" في مدينة أنطاكيا التركية، أحد المدن التي نالت الدمار الأكبر من الزلزال، فقدان الشعور رمضان وبهجته لازم عفراء لنحو 14 عامًا، منذ اليوم الأول من الخروج من سوريا. قبل رمضان بأيام كانت العائلة تستعد لاستقباله يبدأ الأطفال بصناعة الزينة للمنزل، بينما تقوم النساء بتجهيز أنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات، كان منزل "عفراء" بشمال سوريا في حالة طوارئ قبل الشهر الكريم، الكل يستعد لاستقباله، العائلة بأكملها تجتمع على مائدة واحدة، لم يخلوا بيت السيدة من زيارات الأهل والأقارب على مدار 30 يومًا، لكن الحرب جاءت لتفرق من تجمعوا حول المائدة، " كل ما تذكرت أيام زمان بتدمع عيني". الصورة تغيرت تمامًا فقبل أيام من رمضان كانت عفراء بانتظار المعونات التي تُقدم لهم بالمخيم، زوجها يعمل يومًا ويجلس في المنزل أيام عدة فلا تتوفر الكثير من فرص العمل لهم، الظروف التي تعيشها السيدة والآلاف من السوريين داخل مخيمات الإيواء جعلتهم لا يفكرون في طقوس رمضان أو غيره، لكن تفكيرهم الوحيد بات يقتصر على البحث عن الطعام ومياه صالحة للشرب فقط، " كان العالم تتحمس شوي قبل الزلزال، كان ممكن نشوف زينة بالمخيم، بس بعد الزلزال ما ضل في نفس على شي". أبناء عفراء كانوا يسألونها ليل نهار عن قدوم رمضان، يطلبون منها شراء زينة للخيمة، فجارتهم اشترت بضع قصاصات صغيرة من الورق ووضعته في الخيمة من أجل إدخال السرور على أطفالها، لكن عفراء لم تمتلك الأموال لشراء تلك القصاصات، عادت بالذاكرة لما قبل الحرب حينما كان الصغار ينتظرون قدوم رمضان، يحلمون بأيامه وبهجة قدومه ليل نهار، "الصغار كانوا كثير متحمسين اشتقنا لفرحتهم زمان". رغم ما تعانيه عفراء اليوم، داخل خيمتها الصغيرة في المخيم، لكنها لا زالت تؤمن أن الخير في رمضان ليس كغيره من الشهور الأخرى، تحاول الفتاة أن تًسعد صغارها بمقومات بسيطة، حتى ولو كانت تجهيز أكلة يشتهيها أحدهم، أو مرافقتهم لأداء صلاة التراويح بمسجد المخيم للمرة الأولى منذ الزلزال، لكن أكثر ما تفتقده السيدة هي أفراد عائلتها، "من ضل على مقولتنا رمضان كريم والخير برمضان"
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-25
كتبت- سارة أبو شادي بعد نحو 6 أشهر من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وللمرة الأولى منذ بداية حرب السابع من أكتوبر، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري اليوم الإثنين على مدار أسبوعين، وذلك بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت واستخدام حق الفيتو كما فعلت في المشاريع التي قُدمت على مدار شهور من الحرب. قرار مجلس الأمن اليوم، دفع إسرائيل لإلغاء زيارة وفد كان سيذهب إلى واشنطن، حيث كان من المقرر أن يسافر رون ديرمر وتساحي هنغبي، أعضاء مجلس حكومة الحرب الإسرائيلية والمقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة لمناقشة العملية العسكرية التي تسعى إسرائيل لشنها على رفح وهو ما تعارضه واشنطن، لكن تمرير القرار أثار غضب نتنياهو، خاصة وأنّ واشنطن عادة ما تحمي إسرائيل من قرارات عدة في مجلس الأمن، لكن تلك المرة لم تساند واشنطن حليفتها تل أبيب. القرار الذي صدر الإثنين من مجلس الأمن، وفقا للباحث في الشؤون الإسرائيلية غسان محمد في حديثه لمصراوي، يعتبر بمثابة انتصارا للمقاومة الفلسطينية في غزة، ورسالة تحذير قوية لإسرائيل تقول إن العالم لم يعد بإمكانه السكوت على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على القطاع، كما أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، أيضًا يبعث برسالة مهمة للحكومة الإسرائيلية مفادها أن واشنطن باتت محرجة على الساحة العالمية. وحول ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بالقرار من عدمه، يعتقد الباحث في الشؤون الإسرائيلية ، أنه لا توجد خيارات تسمح لإسرائيل برفض الالتزام بالقرار، فرفضها قد يعرضها لعقوبات دولية بما في ذلك حظر تزويدها بالأسلحة، بالتالي فإن إسرائيل التي باتت "محشورة" حسب وصفه في زاوية ضيقة بعد صدور القرار ، قد تحاول البحث عن ثغرات للالتفاف عليه وعدم تنفيذه لكن هذا التوقع ضئيل. وفقًا لـ"غسان"، فإن مجلس الأمن سيكون عليه دراسة الموقف الإسرائيلي، وربما يتجه نحو اعتماد قرار جديد يؤكد فيه على ضرورة تنفيذ القرار الأول وإلا سيتم فرض عقوبات على الطرف الذي ينتهك القرار. بالرغم من الهجوم الذي صدر عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو عقب القرار مباشرة، إلا أنّه وفقا لـ"غسان"، فإنه حتى الآن لم يصدر أي تصريح رسمي عن الجانب الإسرائيلي حول القرار، سواء الالتزام به أو عدم تنفيذه، في المقابل رحبت حماس بالقرار وطالبت بأن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، معتقدًا أن الموقف الإسرائيلي لجهة رفض القرار أو الموافقة عليه يتوقف على موقف الولايات المتحدة التي تستطيع إجبار إسرائيل على تنفيذه. القرار لم يحدد تاريخا دقيقا لوقف إطلاق النار ، واكتفى بالقول أن ذلك يجب أن يتم خلال شهر رمضان، وهذه ثغرة في القرار قد تستغلها إسرائيل لمواصلة الحرب، كان يفترض أن يشدد القرار على وقف إطلاق النار ضمن مهلة زمنية محددة ودقيقة لا تتعدى ٢٤ أو ٤٨ ساعة ،وهذا لم يحدث حسبما تحدث الباحث في الشؤون الإسرائيلية غسان محمد، لذا فوفقًا لقوله فمن المبكر الحكم والقول إن الحرب انتهت، لا يزال هناك الكثير من العمل كي يكون القرار حقيقة على أرض الواقع. فيما تحدث الدكتور حسن مرهج عميد كلية الإعلام جامعة الناصرة في فلسطين والخبيرة في الشؤون الإسرائيلية، أن قرار مجلس الأمن يعد مؤشر إيجابي وإسرائيل ليست في وضع يمكن أن تعترض على القرار ولا تلتزم به، لأن ذلك يمكن أن يعرضها لعقوبات منها حظر تزويدها بالسلاح، وهي الآن تحتاج للسلاح لأنها بدونه لن تتمكن من استكمال الحرب. الأمر الأهم وهو أن القرار سيسبب انقسام داخلي في إسرائيل، بل يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على حكومة نتنياهو، وفقا لـ"مرهج" في حديثه لمصراوي، والذي أكد على أنّ خطوة الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، ومنعها من استخدام الفيتو ضد منع تمرير القرار، هو تنفيذ لمخطط قد وضع مع عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية الأيام الماضية، فجانتس لا يختلف كثيرا عن نتنياهو بشأن موقفه من الحرب على غزة ، لكنه ينصاع بشكل أفضل لأوامر أمريكا وهو حاليا الشخص المناسب الذي سيحل محل نتنياهو. حال عدم تنفيذ القرار ستتعرض إسرائيل لعقوبات، لذا فلا خيارات أخرى أمام نتنياهو سوى وقف إطلاق النار الفوري دون تأخير أو مماطلة، لأنها إذا لم تلتزم فسيكون بإمكان الأمم المتحدة تفعيل البند السابع ، ووضع عقوبات على إسرائيل أو من يتعامل معها لذا ستكون تل أبيب في عزلة تامة و يضعها في موقف محرج، خاصة وأن موقفها الحالي على مستوى الشعوب ليس الأفضل، لذا فمن وجهة نظر الباحث بالشؤون الإسرائيلية حسن مرهج، أن إسرائيل لن تجرؤ على عدم الالتزام بالقرار. القرار الذي صدر وفقا لعميد كلية الإعلام جامعة الناصرة، كان بمثابة الصفعة الأولى من واشنطن لتل أبيب بينما يمكن أن تكون هناك صفعة ثانية وهي وقف تصدير السلاح لإسرائيل وهذا يجعلها في خطر أمني كبير بالمنطقة، إضافة إلى أنّ أمريكا نفسها تريد إنهاء الحرب لذلك إسرائيل لا خيارات عدة أمامها سوى الانصياع للقرار. عقب القرار مباشرة خرجت حركة حماس تعلن ترحيبها بالدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مشددة على"ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة. ويمثل تصويت يوم الإثنين، المرة الأولى التي تسمح فيها الولايات المتحدة بتمرير قرار لمجلس الأمن ينتقد بشدة إسرائيل منذ عام 2016. كما يعكس الضغط الدولي والمحلي المتزايد على البيت الأبيض لبذل المزيد من الجهد لدفع حليفه لحماية المدنيين وإنهاء القتال في غزة، خاصة وأن القرار طالب بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الذين تحتجزهم حماس، لكنه لم يربط ذلك بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، مما أثار إدانة فورية من نتنياهو.
قراءة المزيدمصراوي
2024-03-23
كتبت- سارة أبو شادي مساء الجمعة، شهدت ضواحي العاصمة الروسية موسكو هجومًا إرهابيّا وُصف بأنه الأكثر دموية منذ عقود، الهجوم الذي جاء بعد نحو أسبوع من فوز الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات رئاسية، تسبب في مقتل نحو 143 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين كانوا يتواجدون داخل قاعة للحفلات الموسيقية بضواحي العاصمة الروسية. في عهد الرئيس فلاديمير بوتين وخلال فترات ولاياته، كان دائمًا ما يعلن أنّ مكافحة الإرهاب لها الأولوية القصوى بالنسبة له، وكان من أشهر تعليقاته أنّه سيلاحق الإرهابيين الشيشان في كل مكان، لكن رغم ذلك إلّا أنّ بوتين عانى كثيرًا من الضربات الإرهابية والتي كان آخرها أمس الجمعة. هجوم الأمس بالرغم من أنّه يعتبر الأكثر دموية في تاريخ موسكو، لكن روسيا عانت كثيرًا من هجمات إرهابية راح ضحيتها الكثير ففي ديسمبر من عام 2013، استهدف تفجيران انتحاريان محطة قطار وحافلة في مدينة فولجوجراد، ما تسببت في مقتل نحو 34 شخصًا من بينهم منفذي الهجوم. تفجيرات ديسمبر 2013 وقعت بعد نحو شهرين فقط من انفجار انتحاري أسفر عن مقتل ثمانية في المدينة ذاتها "فولجوجراد"، وذلك قبل أسابيع من بدء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014، التي أقيمت على بعد حوالي 400 ميل في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود. وفي يناير 2011، أدى تفجير انتحاري في مطار دوموديدوفو بموسكو ، إلى مقتل 37 شخصًا وإصابة 172. وأعلن دوكو عمروف، أمير حرب شيشاني قوي يدير جماعة إسلامية متطرفة تسمى حركة إمارة القوقاز، مسؤوليته عن الهجوم حينها. بينما في مارس 2010، أسفر تفجيران انتحاريان في مترو أنفاق موسكو، عن مقتل أكثر من 40 شخصًا في 29 مارس. ووصفه المسؤولون الروس بأنه أعنف هجوم إرهابي وأكثره تعقيدًا في العاصمة الروسية منذ ست سنوات، وكانت إحدى المحطات المستهدفة - محطة لوبيانكا - تقع بالقرب من المبنى الذي يضم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB). وفي نوفمبر 2009 ، تعرض خط السكك الحديدية عالي السرعة من موسكو إلى سانت بطرسبرج لتفجير انتحاري، ما أسفر عن مقتل 28 وإصابة 130.وتم سجن عشرة رجال لدورهم في الهجوم، تسعة منهم من نفس العائلة في جمهورية شمال القوقاز في إنجوشيا. وبحسب ما ورد حينها فإن إمارة عمروف القوقازية هي من نفذت الهجوم. وفي أكتوبر 2005، شنت بعض العناصر هجمات في مدينة نالتشيك، عاصمة جمهورية قبردينو بلقاريا بالقرب من الشيشان، واستهدفت مجموعة كبيرة من المهاجمين المباني التي تأوي قوات الأمن الروسية، وقتل حينها أكثر من 100 شخص بينهم مدنيون. أما في سبتمبر عام 2004، بدأت واحدة من أكثر الهجمات شهرة وصدمة في تاريخ روسيا الحديث في عندما داهم بضع عشرات من المسلحين مدرسة في بيسلان بمقاطعة أوسيتيا الشمالية، و احتجزوا الأطفال والمعلمين وأولياء الأمور كرهائن. وبعد مواجهة استمرت أيامًا، اقتحمت القوات الروسية المدرسة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص، العديد منهم من الأطفال. وفي أغسطس 2004، وقع هجومان انتحاريان على رحلات جوية من مطار دوموديدوفو في موسكو. قُتل في هذا الهجوم جميع ركاب الرحلات البالغ عددهم 90 راكبًا، وبعد أيام فقط، وفي نفس الشهر، قتل انتحاري 10 أشخاص في مترو أنفاق موسكو و. في العام نفسه أسفر هجوم انتحاري على ملعب في الشيشان، عن مقتل 24 شخصًا، وكان من بين القتلى أحمد قديروف الرئيس الشيشاني الأسبق ووالد الزعيم الشيشاني الحالي رمضان قديروف. وفي فبراير 2004، ضرب انتحاري مترو أنفاق موسكو خلال ساعة الذروة، ما أسفر عن مقتل 41 شخصًا وإصابة أكثر من 100. وأعلنت جماعة شيشانية غير معروفة مسؤوليتها عن الهجوم في وقت لاحق. أما في أكتوبر 2002 ، اقتحم مسلحون مسرح دوبروفكا المزدحم في موسكو واحتجزوا نحو 1000 رهينة، حينها ضخت القوات الروسية عاملاً كيميائياً في نظام التهوية بالمبنى لإعاقة المسلحين وبدء عملية إنقاذ ـ لكن العملية تسببت في مقتل ما لا يقل عن 170 شخصًا. وفي سبتمبر 1999 - أسفرت تفجيرات المباني السكنية عن مقتل ما يقرب من 300 شخص في موسكو وبويناكسك وفولجودونسك، تم إلقاء اللوم في الهجمات على الانفصاليين الشيشان وأدت في النهاية إلى الحرب الشيشانية الثانية. بينما في يونيو 1995 - وخلال الحرب الشيشانية الأولى، اقتحم المقاتلون الشيشان مستشفى في بوديونوفسك بالقرب من الحدود مع روسيا، و احتجزوا العديد من المدنيين كرهائن ، أشارت بعض التقديرات حينها إلى احتجاز ما يصل إلى 2000 شخص، وهددوا بقتلهم ما لم تنته الحرب. فشلت محاولات القوات الروسية لمداهمة المستشفى، وقتل أكثر من 100 شخص قبل التوصل إلى اتفاق والسماح للمسلحين بالعودة إلى الشيشان.
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-21
كتبت- سارة أبو شادي في 15 أبريل 2023، اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم، لتنتقل بعدها تباعًا إلى ولايات أخرى، من بينها ولاية الجنينة غرب دارفور حيث تُقيم منال عمر، الفتاة العشرينية التي كانت تدرس بالمستوى الثاني في كلية الطب والتي تعيش اليوم وحيدة بخيمة بعيدًا عن عائلتها، لتقضي شهر رمضان للمرة الثانية دونهم بعدما فرقتهم الحرب قسرًا. بدأت الحرب في السودان بالعشر الأواخر من شهر رمضان العام الماضي، حينها كانت الفتاة تقيم بالسكن الجامعي في ولاية الجنينة غرب دارفور، بينما تعيش أسرتها في ولاية القضارف والتي تبعد نحو 1300 كم عن الجنينة، لم تتمكن "منال" من زيارة أهلها وقضاء الشهر الفضيل معهم في ظل اشتداد القتال بالولاية التي تٌقيم بها، وانقطاع سُبل الطُرق للوصول إلى أسرتها حيث محل سُكناهم. "كنت خايفه كإني ذاهبة للموت لكن خوفي الأكبر كان من الخطف والاعتداء علي".. مرت أيام على بداية الحرب واشتد القتال بالجنينة سُرقت ممتلكات المواطنين وحُرقت منازلهم واشتد الجوع بهم حتى كاد أن يخطف أرواحهم، وبات المكان الذي تعيش فيه الفتاة العشرينية مهددًا، لتُجبر فيما بعد على الهروب رفقة العشرات من أبناء الولاية الذين خرجوا حُفاة عُراة الرأس، فلم يكن هناك فرصة أمام السيدات للحصول على غطاء لرأسهن، فالموت كان يُحاوطهن من كل مكان. وصلت "منال" إلى أحد مخيمات اللاجئين على الحدود التشادية السودانية، كانت الفتاة وحيدة لا تعرف أحدًا سوى صديقة لها بالجامعة، والتي قررت العيش رفقتها وعائلتها داخل خيمة صغيرة بالمُخيم، حاولت الوصول إلى عائلتها لكن صعوبة الاتصالات حالت دون ذلك لأيام، لكنّها تمكنت من الوصول إليهم فيما بعد والاطمئنان عليهم، لتحاول الفتاة فيما بعد التأقلم على الوضع الذي أُجبرت عليه وحيدة، "في تشاد كلاجئين الحياة صعبة مع إنها في الولايات السودانية لا تقل صعوبة". بالأيام الأولى من النزوح كانت الأعداد كبيرة لم تستوعبها خيام المُعسكر الذي وصلت إليه "منال"، حتى أن العشرات منهم أصيبوا بأمراض خطيرة نتيجة الزحام الشديد، ما دفع بعض المنظمات المسؤولة لنقلهم إلى معسكرات أخرى أقيمت تباعًا على طول الشريط الحدودي مع تشاد، بينما استمرت هي باالمُعسكر رفقة عائلة صديقتها. "قبل الحرب كنا نستعد لاستقبال رمضان قبله بـ15 يوما" في اليوم الأول من الشهر الفضيل، جلست العشرينية داخل خيمتها الصغيرة، تتذكر أيام رمضان الأولى بمنزلها وسط عائلتها، حيث كانت تستعد قبله بعدة أيام، يتم تجهيز المنزل بالزينة، تقوم الأم بشراء الأواني المنزلية الجديدة والأباريق وغيرها من الأشياء التي تُضفي على منزلهم البهجة احتفالاً، كان التجديد يطال كل شيء حتى الأثاث أحياناً كان له نصيب من التغيير. طعام الإفطار والسحور كان له النصيب الأكبر في استعدادات عائلة الفتاة، فيتم تجهيز الأبريه الأبيض والأحمر أحد أشهر المشروبات التي لا غنى عنها على موائد الطعام في السودان، إضافة إلى تجهيز "الرقاق" للسحور وشراء المشروبات والكركديه وعصير الجونجليز، والذي كان مفضلًا وأساسيا لدى "منال" على المائدة حيث تجتمع العائلة على مدار الشهر. "ما فيه أي زول هنا هيحتفل برمضان" عادت الفتاة للواقع الذي تعيشه استيقظت من ذكرياتها على صوت صديقتها تُخبرها بأن تستعد لتجهيز طعام الإفطار فقد اقترب موعد الآذان، والذي يتم توفيره بصعوبة نظرًا لظروف المٌخيم الصعبة، المياه أيضًا لا تتوفر كثيرًا، فالطعام محدود ويتم الحصول عليه عن طريق منظمات الإغاثة، بينما البعض يذهب إلى بعض القرى التشادية كمحاولة للحصول على طعام أكثر، لكن الأمر ليس سهلا على هؤلاء أيضًا. تحصل "منال" رفقة عائلة صديقتها على كمية صغيرة من المواد الغذائية، والتي لا تزيد عن الذرة واللوبيا والزيت والملح، حاولت الفتاة أن تستغل تلك المواد المتوفرة لديها، إضافة إلى بعض المواد الأخرى التي كانت تحصل عليها من جولاتها بين المعسكرات وزياراتها القصيرة إلى القرى التشادية، وتجهيز طعام أول يوم برمضان، كان الأمر صعبًا عليها لكنّها تقبلت الوضع فلا خيار آخر أمامها، "حضرنا نوعين من العصير وعملن عدسية وأيضا عملنا مديدة بالجير". كانت الفتاة تتجول بين المعسكرات، والتي لا تبعد عن بعضها مسافة كبيرة، تلتفت يمينًا ويسارًا علّها تجد خيمة عليها مظهر من مظاهر استقبال الشهر الكريم، لكنّها لم تجد سوى الألم والمرض الذي ينهش بأجساد العشرات من النازحين، الذين خرجوا من منازلهم قسرًا بسبب حرب فُرضت عليهم، تمر الفتاة وسط بعض الخيام، تتذكر شوارع مدينتها التي كانت لا تخلوا من الزينة وأغاني رمضان وابتهالات المشايخ، لكنها اليوم ليس بها سوى أصوات الدعاء والبكاء الذي يخرج من وسط الظلام، يناجي سُكان الخيام ربهم بأن تنتهي تلك الأزمة قريبًا وأن يعودوا لديارهم سالمين. لم يكن فقدان منال للطعام والشراب في رمضان هو أكثر من يؤلمها، بل عدم وجود العائلة واللمة كان الأكثر ألمًا لدى العشرينية، فقبل أشهر كانت تجالس والدها وأشقائها وجيرانها وأقاربها على مائدة واحدة داخل منزلها الكبير، يسردون ذكرياتهم سويا يتحدثون عن مواقف جمعتهم يتسامرون ويضحكون، بينما اليوم تُجالس عائلة أخرى احتضنتها بدلًا من أن تبقي وحيدة. "رغم إن انحرقت كل كُتبي لكن لن أستسلم وعندي أمل إن يومًا ما أكمل دراستي"، منذ الطفولة كان حلم منال أن تُصبح طبيبة، حققت هدفها والتحقت بكلية الطب ووصلت بها للسنة الثانية، لكن الحرب حالت أن تستكمل الفتاة دراستها، فقدت منال كُتبها ومراجعها وأدواتها، لكنّها لم تستسلم ولم تفقد الألم، ورغم ما مرت به الفتاة وما تعيشه الآن لكنها لا تزال تحلم بأن تنتهي تلك الحرب وأن تعود لعائلتها وجامعتها وأن تُصبح طبيبة ناجحة، لتحقيق حلمها وحلم والدتها منذ الصغر.
قراءة المزيدمصراوي
2024-03-20
كتبت- سارة أبو شادي الإثنين الماضي، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في روسيا فوز فلاديمير بوتين بولاية خامسة، متفوقًا على جميع منافسيه، الرئيس الذي خرج بخطاب عقب المؤشرات الأولى لفوزه، يعلن خلاله أنّ الحرب العالمية الثالثة ستصبح حقيقة لا محالة إذا قررت أي دولة أوروبية التدخل وإرسال قوات تابعة لها لأوكرانيا، في حديث إلى فرنسا التي خرجت تعلن أنّها مستعدة لمشاركة الجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا. لم يكن حديث بوتين عن الحرب العالمية الثالثة مجرد كلمات ذكرها، لكنّ الرئيس الروسي يبدوا أنه كان يتحدث عن الأمر بجدية، خاصة بعد تسريب خطة أطلق عليها"خطة بوتين"، والتي تتحدث عن الحرب العالمية الثالثة، والتي تم تسريبها قبل أيام من الانتخابات الروسية. الوثائق الحكومية المسربة أو التي أطلق عليها اسم "خطة بوتين"، والتي زعمت صحيفة ديلي ميرور البريطانية أن فلاديمير بوتين وقع عليها، تكشف أن الرئيس الروسي ربما يستعد بالفعل للحرب العالمية الثالثة، وأن موسكو تخطط لمهاجمة أوروبا عندما تهزم أوكرانيا. ووفقًا لصحيفة ذا صن البريطانية، فإن مسؤولين أوكرانيين أكدوا أن مركز المقاومة الوطني في البلاد تمكن من الوصول إلى الوثيقة عبر البريد الإلكتروني. والتي تكشف عن خطة من خمس نقاط، كان من المتوقع تقديمها بعد الانتخابات الروسية والتي فاز بها بوتين قبل يومين. تحدد الرسالة، التي يعتقد أن فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما، كتبها إلى بوتين، والتي هي عبارة عن خطوات من شأنها أن تدفع أوروبا - ثم الولايات المتحدة - إلى حرب عالمية، وتشمل الخطوات الخمس الموضوعة في الوثيقة، كما ادعت ذا صن نقلا عن المسؤولين الأوكرانيين، تأميم الصناعات الرئيسية، وزيادة صارمة في الرقابة، وسحق أي معارضة، وإزالة الغرب التام عن روسيا، و "تصدير الفوضى" عبر أوروبا. وجاء في الوثيقة، وفقًا للصحيفة البريطانية، أنّه وبعد انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسقوط نظام كييف، لن تتوقف المواجهة الروسية مع الغرب، بل ستشتد فقط. كما تشير الوثيقة إلى معاهدة بريست ليتوفسك، وهي معاهدة سلام وقعها الاتحاد السوفيتي والقوى المركزية عام 1918 والتي تضمنت فقدان روسيا السيطرة على أوكرانيا، كما تضمنت الوثيقة أيضًا إدانة لدعم الغرب لأوكرانيا. وفي الثالث عشر من مارس الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أنه مستعد لخوض حرب نووية إذا جاء التهديد في طريقه.وقال في مقابلة مع التلفزيون الروسي الحكومي: "من وجهة نظر عسكرية فنية، نحن بالطبع مستعدون". وأكد بوتين على أن روسيا لديها برنامج نووي "أكثر حداثة" من أي شخص آخر في العالم وأن الغرب يحاول اللحاق بالركب، ومع ذلك، قلل من أهمية فكرة أن الحرب النووية تلوح في الأفق. فيما نقلت رويترز عن بوتين قوله: "في الولايات المتحدة هناك عدد كافٍ من المتخصصين في مجال العلاقات الروسية الأمريكية وفي مجال ضبط النفس الاستراتيجي، لذلك، لا أعتقد أن كل شيء هنا يندفع إليها (المواجهة النووية)، لكننا مستعدون لذلك، لكن من المهم أن تكون مستعدًا، وأنه إذا اختبرت الولايات المتحدة الأسلحة النووية، فإن بلاده ستفعل الشيء نفسه".
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-19
كتبت- سارة أبو شادي في الحادي عشر من أكتوبر، قُصف منزل عائلة رنا حمادة في مخيم جباليا شمالي القطاع، نجت الفتاة مع طفليها وزوجها وبعض من أفراد العائلة الذين خرجوا جميعًا بإصابات متفرقة في أجسادهم، بينما لم يتمكن جزءُ آخر من النجاة بينهم شقيق زوجها وزوجته وابنه. في اليوم الخامس من الحرب، بدأت رحلة الأسرة مع النزوح. في البداية، لم يخرجوا لمسافات بعيدة، بل نزحوا من منطقتهم التي كانت منطقة استهداف عنيفة لغارات الاحتلال، إلى أخرى اعتقادا أنّها أكثر أمنًا، لكن الأمر لم يستمر سوى ثلاثة أيام فقط، بعدما لاحقتهم الغارات للمكان الجديد، فقرروا حينها الخروج لمسافات أبعد تلك المرة كانت وجهتهم منطقة دير البلح في المحافظة الوسطى. "لما حسينا حالنا طولنا والله خجلنا من الناس" أقامت عائلة رنا رفقة أقارب لهم بالمحافظة الوسطى، لم يمكثوا إلا أيامًا قليلة حتى شعروا أنّ عليهم البحث عن مكان آخر، خاصة وأنّ الحرب جعلت الجميع يعيش ظروفًا صعبة لذا طلبت العائلة الخروج، لتستقر في رحلة نزوح أخيرة داخل خيمة في مخيم إيواء بالمحافظة الوسطى يستقرون بداخلها إلى اليوم. رمضان هذا العام لم يكن كسابقيه على الفتاة العشرينية وعائلتها، فالتواجد داخل خيمة في ظل حرب إبادة وتجويع جعل بعضهم يتمنى لو لم يأت رمضان، طقوس الثلاثين يومًا تبدلت أحوالها، في السابق كان الشهر يمر وسط تجمعات العائلة وزيارات الأصدقاء وتناول أشهى الأطعمة، اليوم رحل جزء كبير من العائلة وتشتت الأصدقاء حتى الطعام لم يعد متوفرًا " أنا فعليا لأول مرة في حياتي أكون مش عايزة يجي رمضان". "احنا كنا عيلة بنجنن".. في منزل العائلة بمخيم جباليا الأعوام السابقة خاصة بعد زواج الفتاة، كان رمضان يأتي وسط تجمع الفتاة رفقة عائلة زوجها في أول يوم، يتسامرون ويضحكون كانت حياتهم بسيطة هادئة، أجواء رمضان كانوا يستعدون لها قبل نحو شهر من قدومه، يجددون محتويات المنزل لتناسب بهجته، يعلقون الزينة في المنزل وخارجه يشترون الفوانيس لإدخال السرور على قلوب الأطفال، يشترون أنواع عدة من الطعام والمعلبات لتناولها بالإفطار والسحور، "كنت عالفطور لما بدك تقومي تحطي مليون صنف عشان تاكلي. سبحان الله صح الوضع المادي بغزة صعب بس رمضان كان يجي خيره معه". اليوم، تبدل الحال قُصفت الدار وتشتت أصحابها بين أرجاء القطاع، استقرت رنا وطفلاها وزوجها داخل خيمة صغيرة في دير البلح، فيما نزح ما تبقى من العائلة بأماكن مختلفة، مع قدوم شهر رمضان وفي أيامه الأوائل كان الوضع صعبًا على الفتاة التي لم تسلم من أسئلة ولديها عن الشهر الفضيل، والطقوس التي اعتادوا فعلها في السابق. تبدأ "رنا" يومها في رمضان بالخيمة في وقت مبكر، من أجل الوصول إلى دورات المياه والتي ليس من السهل الوصول إليها، لتعود بذاكرتها إلى رمضان الماضي، حيث كانت تستيقظ على موعد آذان الظهر، تنتهي الفتاة من تلك المهمة لتبدأ في مهمة أكثر صعوبة وهي الحصول على المياه في ظل ندرتها، وبعد ذلك تسعى لتوفير الطعام من أجل تجهيز الإفطار لزوجها وأبنائها، والذي يكون في الغالب من "المعلبات"، السلع الوحيدة المتوفرة في القطاع "ابني بيحكيلي ماما هاد رمضان اللي كنا نجيب فيه عصير كتير، بحكي له يا ماما ما معنا مصاري نجيب عصير".. طفلا رنا اللذان لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما، يدركان جيدًا معنى قدوم شهر رمضان، حيث الطعام والعصائر و والبهجة والزينة واللعب بالشارع، الأشياء التي يفتقدونها بالخيمة، ومع تكرار الأسئلة حول لماذا لم يعد لدينا هذا الشيء؟، تأتي إجابة الأم المعتادة: "ما معنا مصاري للشراء"، في محاولة دائمة لإقناعهم أنّهم في وضع غير معتاد، حتى أنّ أحد الصغار اتهم الأم أنّها لم تعد تُحبهم كونها لم تجلب لهم ما يشتهونه من طعام وألعاب التي اعتادوا عليها خلال الشهر الكريم. الفطار والسحور بالخيمة وجبتان لا خلاف بينهما كثيرًا، فالمعلبات هي الطعام الوحيد على المائدة منذ بداية الحرب، حتى أنّ زوج "رنا" حاول الذهاب للسوق مع بداية الشهر، لشراء علبة مربى أو حلاوة وكمية صغيرة من التمور لأطفاله، لكنه عاد محملا بخيبة أمل كبرى، بعد مشاهدة الأسعار، ما دفع الفتاة لمحاولة إقناع صغيرها بأنّهم لن يتناولوا سوى المعلبات، والتي قبل أسابيع قليلة تسببت في إصابتهم بأمراض حتى أنّ الأطباء منعوا "رنا" من تناولها لكن لا خيارات أخرى سواها، "احنا عنا خمس شهور منعرفش شو يعني اللحمة". الأزمة لم تكن في الطعام والشراب فقط، بل تجمع العائلة كان طقسًا هامًا تفتقده رنا حمادة وعائلتها الصغيرة داخل خيمتهم بالدير، فالصغيران لم يدركا حتى اللحظة أنّ عمهم "حسن" الذي يفضلان تناول طعام الإفطار معه، ويرافقانه لصلاة التراويح بالمسجد، استشهد رفقة زوجته وابنته، حتى أنّهم خلال الأيام الأولى من الشهر كثر حديثهم وسؤالهم عن عمهم "حسن" ومتى سيأتي لتناول الطعام معهم وقضاء يوم في رمضان ولو داخل خيمتهم الصغيرة، "أنا كيف بدي أفهم هذا الطفل، كيف بدي أقنعه إنه مستحيل تشوفه بعد اليوم". في لحظات الضعف تتمنى رنا حمادة لو أنّها لم تُنجب أطفالًا، في ظل المعاناة التي يعيشها صغيراها بسبب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال، خمسة أشهر تعيشها الفتاة وعائلتها في ظروف مأساوية، اعتقدوا أنّ هذا الأمر سينتهي قبل قدوم رمضان، وأنّهم سيقضون الشهر المبارك بمخيمهم ولو جلسوا على أنقاض منزلهم المهدوم، لكن جاء رمضان دون عائلة وزينة وطعام وشراب وصلاة تراويح بالمسجد المفضل لديها، جاء رمضان ولم يخرج صغارها لمشاهدة الألعاب النارية والذهاب للملاهي كعادة كل عام، جاء رمضان وكأنّه لم يأت على رنا حمادة وأسرتها. لم تكن رنا وحدها من تبدّل حالها بالشهر الكريم، الوضع لم يختلف كثيرًا مع الشاب مدحت حجاج صاحب الثلاثين عامًا، والذي يعيش حاليا داخل مخيم لجوء بمنطقة المواصي، إحدى المناطق التي زعم الاحتلال أنّها آمنة وطلب من أهالي القطاع النزوح إليها. كان الشاب يعيش بحي الشجاعية شمالي القطاع رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، مع بداية حرب السابع من أكتوبر خرج الشاب من منزله لأداء مهام عمله الصحفي، وظل نحو 38 عامًا بعيدًا عن أسرته، لكن وفي ظل اشتداد القصف على منطقتهم قرروا النزوح للجنوب. بداية رحلة نزوحهم كانت لمنطقة دير البلح، استقروا في خيمة بالمدينة الصغيرة لنحو شهرين، لكن الظروف كانت بالغة الصعوبة على الشاب وعائلته التي خرجت من المنزل بملابسها فقط، حتى معداته الصحفية خسرها بالكامل وبالتالي خسر عمله ومصدر رزقه الوحيد. وبعد نحو 50 يومًا، اجتاح الاحتلال المنطقة التي يقيم بها الشاب وأسرته، وقصفها بغارات عنيفة اضطرته للخروج منتصف الليل نحو منطقة المواصي القريبة من الحدود المصرية الفلسطينية. "في أول يوم رمضان لم نشعر أنه رمضان نهائيا، بل أنني أكثر من مرة أنسى أني صائم"، أسوة بغيره من المواطنين المحاصرين بالقطاع، فإن مدحت يواجه أزمة في توفير الطعام، بالرغم من أنّه لا يتمكن إلا من توفير المعلبات فقط، والتي من المفترض أنّها تدخل ضمن المساعدات لكنّه يشتريها من ماله الخاص، فالشاب صرف على الطعام الأموال التي ادخرها لسنوات من عمله خلال أسابيع فقط، بل إن الأمر ازداد صعوبة مع بداية شهر رمضان. في السابق كان الشاب وعائلته يتجمعون على مائدة السحور أشبه بتجمعهم على الفطار، لكنّهم اليوم وبداخل خيمتهم الصغيرة من بداية الشهر لم يتناولوا السحور سوى مرة واحدة فقط، لم تقتصر معاناتهم بالخيمة على عدم توافر الطعام فقط، لكن آذان المغرب نفسه لم يعد متاحًا لهم سماعه، نظرًا لأنّ أقرب مسجد على مسافة بعيدة، حتى أنّ الشاب وجيرانه بالمخيم ينتظرون حتى سواد الليل ليتناولوا الطعام والشراب. في السابق كان مدحت يمتلك طقوسًا خاصة في هذا الشهر، يصلي الفجر ويتلوا القرآن للشروق يذهب إلى عمله، ويعود منه إلى السوق لشراء احتياجات الإفطار، يساعد زوجته بالمنزل في تجهيز الطعام، يجلس مع عائلته يتسامرون ويتناولون الحلويات التي اشتهر بها أهل غزة في رمضان، تلك الأحداث أصبحت مجرد ذكرى للشاب، في الخيمة لا يوجد سحور يٌصلي الفجر ويبدأ يومه من السادسة صباحًا بالبحث عن المياه، وفي العاشرة يذهب للسوق للبحث عن أي طعام يشتريه لصغاره. خيمة مدحت كغيرها من خيام أغلب نازحي القطاع، تخلوا من مظاهر شهر رمضان، الشاب اعتاد سابقًا أن يشتري فانوسًا لصغارة، لكنّه اليوم، لا يمتلك كهرباء حتى لتشغيله، كما أنّ أولوياته تغيرت كثيرًا فبسعر الفانوس يمكن أن يشتري خضروات للصغار يتناولونها بدلا من المعلبات، التي يتناولونها منذ بداية الحرب. البحث عن الطعام وسط الخيام هو الذي يسيطر على تفكير مدحت حجاج خلال شهر رمضان وغيره لأنه الأهم بالنسبة إليه، ساقه القدر إلى "تكية خيرية"، حصل منها على إفطار بسيط يكفيه وصغاره لمدة يومين، على أن يُعاود من جديد البحث عن ما يتناوله صغاره الذين يعيشون أيضًا على ذكريات رمضان التي عاشوها خلال سنوات عمرهم الماضية، والتي اختفت تمامًا هذا العام وسط خيمة صغيرة يقضون بها أيامهم الصعبة على أمل العودة إلى منزلهم من جديد.
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-18
كتبت- سارة أبو شادي ازدادت التكهنات حول صحة أميرة ويلز كيت ميدلتون، جنبًا إلى جنب مع الشائعات حول اختفائها، والتي تصاعدت بشكل كبيرة بعد تداول الكثير من وسائل الإعلام العالمية، أن العائلة المالكة في بريطانيا أبلغت وسائل الإعلام أن تستعد لإعلان وصفته بـ"المهم للغاية" خلال الساعات المقبلة. وتستمر الشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام حول مكان وجود أميرة ويلز كيت ميدلتون، والتي لم تُشاهد علنًا منذ عيد الميلاد، بعد أن ورد أنها خضعت لعملية جراحية في البطن، بما في ذلك ادعاء واحد لم يتم التأكد منه بشكل أساسي من أن شبكة بي بي سي، تم إبلاغها أن تكون في حالة تأهب لإعلان رئيسي من العائلة المالكة. وفي تقرير نشرته مجلة فوربس الأمريكية، قالت خلاله إنّها حاولت التأكد من صحة المعلومات التي يتم تداولها، بشأن الإعلان عن استقبال نبأ هام من العائلة المالكة، وتواصلت المجلة مع بي بي سي لكنها لم تتلق أي إجابة سواء بصحة المعلومات المتداولة أو عدم صحتها. حسب مجلة فوربس، فإنه وقبل الإعلانات الرئيسية المهمة، فمن المعروف أن قصر باكنجهام يوجه تحذيرًا للبعض في وسائل الإعلام. ودليل ذلك ما حدث قبل أسابيع قليلة، فقبل أن يعلن القصر أن الملك تشارلز مصاب بالسرطان في فبراير، ورد أن بعض المراسلين تلقوا تنبيهًا بشأن هذا الأمر. في 17 يناير الماضي، أعلن قصر كنسينجتون عن خضوع أميرة ويلز لجراحة في البطن، لكن لم يتم الكشف فيما بعد عن أي تفاصيل تتعلق بالجراحة، أو حتى الحالة الصحية الخاصة بـ"كيت"، لكن ورغم الإشاعات المتداولة إلا أنّ صحيفة ذا صن البريطانية كشفت الأحد، أن أميرة ويلز كيت ميدلتون ستعود لمتابعة واجباتها الملكية عقب عيد الفصح وتحديدا في السابع عشر من أبريل المقبل. الإشاعات التي رافقت أميرة ويلز، تزايدت بعد الصورة التي نُشرت على حسابات أمير وأميرة ويلز الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي في قصر كنسينجتون، وظهرت فيها كيت رفقة أبنائها الثلاثة خلال الاحتفال بعيد الأم في بريطانيا، الصورة التي أحدثت جدلاً كبيرًا خاصة وأنّه تم اكتشاف أنها معدلة بل وظهر بها بعض التشوهات، ما دفع وسائل الإعلام الكبرى إلى التراجع عن توزيعها. وبعدما أثارت الصورة جدلا كبيرا أصدر حينها قصر كنسينجتون اعتذارًا شخصيًا منسوبًا إلى كيت عن التلاعب بالصورة. لكن الضرر قد حدث بالفعل، حيث استمر المتابعون الملكيون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، في إثارة تساؤلات حول الصورة المعدلة والسرية المستمرة المحيطة بصحة كيت. أميرة ويلز التي نقلت في السابع عشر من يناير الماضي، إلى المستشفى بسبب ما وصفه قصر كنسينجتون بأنه "جراحة في البطن مخطط لها" في ذلك الوقت، أعلن القصر فيما بعد أنها لن تشارك في الواجبات الملكية إلا بعد عيد الفصح. هذا الإعلان لم يمنع الجمهور من الخروج بمجموعة من نظريات المؤامرة المحيطة بغياب كيت. وفي محاولة لقمع المؤامرات، كرر القصر موقفه في بيان آخر بعد بضعة أسابيع، حيث قال: "لقد أوضح القصر منذ البداية أن أميرة ويلز تخضع لجراحة طبية". حتى اللحظة لم يعلق القصر الملكي على الأنباء التي تم تداولها على نطاق واسع خلال الساعات القليلة الماضية، والتي تؤكد عن إعلان مرتقب للعائلة الملكية، الإعلان الذي وصفته العديد من وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنه بالتأكيد يتعلق بالحالة الصحية لأميرة ويلز، بل إن بعضهم تكهن بوفاة الأميرة الشابة دون أي دليل.
قراءة المزيدالكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-03-10
القاهرة - (مصراوي): فازت الزميلة سارة أبو شادي، رئيس قسم الشئون العربية والدولية بموقع مصراوي، بجائزة مؤسسة مصطفى وعلي أمين للصحافة، عن فئة الصحفيين الشباب لعام 2023. حصلت أبو شادي على الجائزة عن تحقيق "أطباء السخرة .. محنة الأطباء المقيمين في المستشفيات الجامعية" المنشور على موقع مصراوي في شهر سبتمبر الماضي. يتناول التحقيق الذي نشر بصيغة الـ"كروس ميديا" معاناة الأطباء الشباب المكلفين داخل المستشفيات الجامعية في ظل العمل بلا ضوابط لساعات العمل والعقود والأجور. لقراءة التحقيق اضغط هنا
قراءة المزيد