ثيودور هرتزل
هذه صفحة لأحد أسماء الشخصية المذكورة أعلاه أو ألقابها أو لكنية من كُناها، وهي تحوَّل آلياً من يبحث عنها إلى صفحة ثيودور هرتزل.
الشروق
Very Negative2025-05-16
أحيا الإعلامي أسامة كمال، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، التي وافقت يوم الخميس الخامس عشر من مايو، مشيرا إلى أن العالم وكأنه ينسى أو يتناسى هذه الذكرى الأليمة؛ «إلا من القلة القليلة منا».ووجه خلال برنامجه «مساء DMC » المذاع عبر شاشة «DMC» مساء الخميس، رسالة إلى المصريين قائلا: «عرّفوا أولادكم يعني إيه نكبة، وربوهم أن هذه الأرض هي أرض عربية، قصة النكبة يجب أن تُحكى وتُورّث، ونحفظها ونتوارثها كما نحفظ أسماءنا، هي وجع مزمن في صدر الأمة».ووصف الخامس عشر من مايو بأنه «ليس مجرد ورقة في نتيجة»؛ لكنه «اليوم الذي كُسرت فيه القلوب، وهُدمت فيه البيوت، وطمست فيه الهوية»، مضيفا أن الخامس عشر من مايو هو «اليوم الذي تحولت فيه الأرض إلى ساحة للتهجير وكُتب فيه فصل من أتعس فصول التاريخ العربي، لا يزال مفتوحا كجرح غائر لم يندمل حتى الآن».وأشار إلى امتداد جذور النكبة قبل 1948عندما واجه الشعب الفلسطيني مخططات ثيودور هرتزل - مؤسس الحركة الصهيونية- لإنشاء وطن لليهود، موضحا أن الأفكار أخذت بالانتشار وتوالت المؤتمرات الداعمة لها، وصولًا إلى صدور «وعد بلفور المشئوم وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق ليقرروا بمنتهى العنصرية أن يكون المشهد: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».ونوه أن وعد بلفور 1917 «لم يكن مجرد تصريح سياسي؛ بل كان بوابة الجحيم»، لافتا إلى انخداع الفلسطينيين بالاعتقاد بأن الانتداب البريطاني سينصفهم؛ لكن الحقيقة كانت أن «الاستيطان كان يتزايد، والأسلحة تتجهز، والجيوش تتشكل، والمذابح يُحضر لها».وأشار إلى استعداد وتدرب العصابات الصهيونية الإرهابية على ارتكاب المذابح وكيفية طرد شعب بأكمله، وذلك في مواجهة مقاومة الفلسطينيين بكل ما أوتوا من قوة، عبر المظاهرات والاحتجاجات والعمليات الفدائية.وأردف أن «الفلسطينيين كانوا مجرد أرقام أمام الآلة المدعومة من الغرب، حتى جاء قرار الأمم المتحدة بتقسيم الأرض وكأنها تملكها؛ فكان نصفها لأناس قادمين من الخارج، والنصف الآخر مجرد أمل كاذب لأصحاب الأرض».واختتم: «في 1948حدث ما كان مُخططا له منذ سنوات؛ إعلان قيام دولة إسرائيل فوق أشلاء الفلسطينيين وأنقاض منازلهم، ووقعت المذبحة الكبرى في دير ياسين فجر التاسع من أبريل عام 1948، وقُتل الأطفال والشيوخ والنساء بأبشع الطرق ليكونوا عبرة لغيرهم لتبدأ موجة التهجير التي لم يكتفوا منها حتى يومنا هذا». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-04-01
حرصت على تقديم عمل درامى يستعرض وسط قائمة أعمالها المعروضة حاليا خلال رمضان 2024، فكان للقضية الفلسطينية نصيبا من تسليط الضوء عليها وهو ما ظهر فى والذى بدأ عرضه فى النصف الثانى من شهر رمضان ليجذب المشاهدين بوجبة دسمة للغاية عن القضية الفلسطينية تزامنا مع حرب غزة التى شنها جيش الاحتلال الصهيونى على غزة فى تداعيات أحداث السابع من أكتوبر الماضى راح ضحيتها آلاف المدنيين من أطفال ونساء وكبار السن، ليستعرض المسلسل التاريخ الدموى للصهاينة ومدى معاناة أهل فلسطين منذ بداية الاحتلال. كان لأغنية تتر المقدمة دور فى لفت انتباه المشاهد والتى قدمتها الفنانة أصالة مصحوبة بالترويدة للفلكلور الفلسطينى لتكون بداية تظهر قوة أداء العمل الدرامى، كما بدأ المسلسل باستعراض القضية الفلسطينية بشكل مختلف حيث لعب الفنان سامى المغاورى دور الجد فى الأداء الصوتى المرفق بمقاطع مصورة قديمة وحديثة وهو يروى لحفيده قصة الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين منذ البداية، لتبدأ الحلقات بتسجيل صوتى مختلف يتحدث عن جانب من القضية الفلسطينية فى بداية كل حلقة حيث روى فى الحلقة الأولى كيف كانت فلسطين أرض سلام منذ أكثر من 100 عام، يعيش بها المسلم والمسيحى واليهودى كلهم سواء، حتى جاء الصحفى الإسرائيلى هرتزل وهو من أشهر الشخصيات الملعونة كلما تحدثنا عن جيش الاحتلال الإسرائيلي. وعقد هرتزل مؤتمرا يضم ممثلين لليهودية الأوروبية بمدينة بازل بسويسرا عام 1897. وانتخب ثيودور هرتزل رئيسا للمؤتمر ثم رئيسا للمنظمة الصهيونية التى أعلن المؤتمر عن تكوينها، وبدأ هرتزل السعى لاحتلال فلسطين، وراح يسعى لاكتساب صف الغرب فى ذلك. وبذلك بدأت عصابات اليهود التى اتبعت هرتزل تذهب إلى فلسطين العربية فتسرق وتنهب وتقتل، ومع الوقت زاد عدد الغرباء المدعومين من الغرب. وتابع الجد أنه فى عام 1897 بدأ أول مؤتمر لتحويل دولة إسرائيل من مجرد فكرة إلى واقع، ووقتها قال هيرتزل أن مكانها سيكون فلسطين، والقدس عاصمتها، ومن وقتها بدأت حربهم، والتى غيرت كل شيء. فيما استعرضت الحلقة الثانية معلومات مختلفة أيضا والتى بدأت بالتسجيل الصوتى للفنان سامى المغاورى، وروى فيه موقف الفلسطينيين من وعد بلفور بإقامة وطن إسرائيلى فى فلسطين وبعد إصدار عصبة الأمم الجديدة قرار الانتداب البريطانى على فلسطين عام 1922، وفى دعوة للعالم للالتزام بوعد بلفور، زادت الهجرات وتضاعف عدد اليهود 6 مرات، وبعد أن كانوا 6 % وقت الحرب العالمية الأولى، صاروا 18% عام 1926. وتابع أن الفلسطينيين لم يستسلموا أبدا، وظهر منهم شاب ولد فى سوريا ودرس فى الأزهر أعلن فى حيفة أن الإنجليز هم رأس البلاء وهو عز الدين القسام، وبدأت المقاومة وتحولت لثروة من عام 1936 لـ 1939، واجهتها بريطانيا بالقوة. كما استعرضت الحلقة الثالثة نقاط شائكة حيث جاء على لسان الجد الراوى كيف أثرت الحرب العالمية الثانية على فلسطين، وكيف استغل اليهود الحرب وانشغال بريطانيا وتوجهوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التعجيل بإقامة دولتهم فى فلسطين، وأكد أنه فى عام 1942، عقدوا مؤتمرا فى أمريكا ودافيد بن جوريون الذى صار أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد ذلك الوقت، قال خلال المؤتمر إنهم يطالبون بكامل فلسطين للاستيلاء عليها كافة. كما دعم الرئيس الأمريكى هارى ترومان الذى تولى رئاسة الولايات المتحدة فى الفترة التى وقعت فيها نكبة 48 اليهود حيث كان متعاطفا مع اليهود بل كان من الساعين لإنشاء وطن يهودى خلال فترة الانتداب البريطانى على فلسطين، كما استعرض كيف انحازت الأمم المتحدة لرغبة أمريكا ودعت لتقسيم فلسطين فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 1947، القرار رقم 181 القاضى بتقسيم فلسطين دولتين: يهودية وعربية (مع وجود منطقة دولية تشمل القدس وبيت لحم )، واقترحت الخطة بصورة خاصة دولة يهودية على أكثر من نصف فلسطين الانتدابية، فى وقت كان اليهود يشكلون أقل من ثلث عدد السكان ويمتلكون أقل من 7% من مساحة الأرض. كما جاءت الحلقة الرابعة ليروى الجد عن ثورة 1952 المعروفة باسم ثورة يوليو وما تلاها من إبرام صفقة الأسلحة التشيكية، كما تحدث عن المذابح التى نفذتها إسرائيل بحق أهالى غزة عام 1956. وتبرز بين هذه المذابح مذبحة خان يونس التى وقعت فى 12 نوفمبر 1956 وهى مذبحة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق اللاجئين الفلسطينيين فى مخيم خان يونس جنوبى قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. كما جاء التعليق الصوتى فى بداية الحلقة الخامسة يذكر فيه جهود الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لدعم القضية الفلسطينية. ناهيك عن الأحداث التى يجسدها مجموعة من الأبطال على رأسها الفنان ديان والفنانة ميرفت أمين والتى تجسد معاناة الشعب الفلسطينى منذ الاحتلال وكيف كان لمصر الدور الأبرز فى مساندة الفلسطينيين فى قضيتهم. ليظهر المسلسل القضية الفلسطينية بشكل مختلف فى إطار عمل درامى مميز ينضم إلى مجموعة الأعمال التاريخية التى حرصت على تقديمها شركة المتحدة للخدمات الإعلامية منذ ظهورها فى الساحة الإعلامية وعلى مدار السنوات الماضية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-03-28
يروي الفنان القدير سامي مغاوري خلال أحداث مسلسل مليحة، الذي يعرض ضمن النصف الثاني من شهر رمضان، حكاية الاحتلال الإسرائيلي في أرض فلسطين، من خلال دور الشيخ سالم، إذ يحكي لحفيده ما حدث منذ أكثر من 75 عامًا، منذ فترة مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل، مرورًا بوعد بلفور وإعلان قيام دولة إسرائيل. وكشف ، في تصريحات لـ«الوطن»، أن ترشيحه لدور الشيخ سالم، جاء من مخرج العمل عمرو عرفة، وكان من المفترض أن يكون موجودًا في الأحداث من بدايتها، لكن حسب ترتيب الأحداث وكتابة القصة، تم تأخير ظهوره حتى آخر الحلقات، إذ يشارك في مسلسل مليحة كضيف شرف. وكانت أحد الأسباب الأساسية للموافقة على قبول دور الشيخ سالم في ، هو أن العمل وطني، وفقًا لما أكده «مغاوري»: «عمل وطني يشرّف أي حد يشتغل فيه، خصوصًا أنه يبرز كيفية حماية الوطن والحدود من الإرهاب والمتسليين». لهجة الشيخ سالم العرايشية -أي أهل العريش-، حاول مغاوري، التخفيف من حدتها، لأن الأحداث ما تزال في مرحلة الرواية: «عند ظهور الشيخ سالم في الأحداث هتتحول اللهجة إلى عرايشية تمامًا، وكان معانا مصحح لهجات من أهل العريش، ولم أقم باختيار اللهجة، ولكن ظروف الأحداث حكمت، لأن الشيخ سالم هو من شيوخ قبائل سيناء الوطنيين الشرفاء، وهو شخصية تاريخية معروفة، ومساهمتها معروفة، ولا بد أن أتحدث لهجته». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-04
لا يمل، نتنياهو، التأكيد على تمسكه بتحقيق «النصر المطلق»، أو «الكامل»، أو «الساحق»، على حماس. ظانا إياه السبيل المثلى لبلوغ مآربه من عدوانه الحالى، والمتمثلة فى: استعادة الأسرى الإسرائيليين من خلال الضغط العسكرى المتواصل، الإجهاز على المقاومة الفلسطينية، تقويض تطلعات «محور المقاومة»، الحيلولة دون تكرار الهجمات على إسرائيل من غزة، الاحتفاظ بفرص التطبيع مع المزيد من الدول العربية والإسلامية.وبينما يرى هزيمة حماس انتصارا للعالم الحر برمته، وليس لإسرائيل فحسب؛ يعتبر، نتنياهو، اجتياح رفح بريا، لاستئصال شأفة الحركة، شرطا أساسيا لإدراك نصره المزعوم. مؤكدا أن إبرام اتفاق هدنة وتبادل أسرى معها، سيؤدى فقط إلى تأخير موعد ذلك الاجتياح.رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، تسنى للمقاومة الفلسطينية انتزاع إنجازات مدوية. فعسكريا، بددت عملية «طوفان الأقصى» سردية الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر. كما أجهضت حلم إسرائيل فى التوسع الجغرافى على حساب الشعب الفلسطينى وأراضيه، ونالت من صدقية نظرية الأمن، التى تأسست على إثرها دولة الاحتلال عام 1948. عبر ترسيخ استراتيجيتى الردع الاستراتيجى للجيوش النظامية المحيطة، والتكتيكى لحركات المقاومة. اعتمادا على منظومة أمنية متطورة، تتكون من جيش مدجج بأحدث المنظومات التسليحية، وأجهزة أمنية واستخباراتية عتيدة كالموساد، «الشاباك»، و«أمان». ومن ثم، أخفقت إسرائيل فى أن تصبح دولة آمنة لجميع اليهود من كل أنحاء العالم كما أراد لها المشروع الصهيونى منذ أصل له، ثيودور هرتزل، فى كتابه «دولة اليهود» الصادر عام 1896. فمنذ السابع من أكتوبر الماضى، تضاعفت أعداد الهجرة المعاكسة من الأراضى المحتلة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.كرس الصمود الأسطورى للمقاومة الفلسطينية استراتيجية استحالة تحرير الأسرى الإسرائيليين لديها بالقوة، أو ما يسميه، نتنياهو، «الضغط العسكرى». فلقد توصلت دراسة علمية لجامعة «هارفارد» عام 2015، اعتمدت على التحليل الإحصائى، إلى أن نسبة نجاح عمليات تحرير الأسرى بالقوة لا تتجاوز 20% فقط. فيما أثبتت دراسة لجامعة «كامبريدج» عام 2017، اعتمدت على دراسة حالات متنوعة، انحسار تلك النسبة إلى 15% فقط، فيما انتهت دراسة بجامعة «أكسفورد» عام 2019 بعنوان: «تحرير الأسرى بالقوة: تحليل تكلفة الفائدة»، إلى أن الإصرار على تحرير الأسرى بالقوة، غالبا ما يؤدى إلى تصعيد النزاعات وتعاظم الخسائر البشرية.منذ عام 1948 وحتى نوفمبر الماضى، لم تفلح دولة الاحتلال فى تحرير أسراها لدى المقاومة الفلسطينية، أو أى دولة عربية، إلا من خلال المفاوضات. فقد تمت أول صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية عام 1979، ثم جاءت صفقة «النورس» مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، عام 1983. وفى أكتوبر 2011، أبرمت صفقة، جلعاد شاليط، مع حركة حماس.فى المقابل، أدى التعنت الإسرائيلى إلى إفشال صفقة مبادلة الطيار الإسرائيلى، رون أراد، الذى وقع فى الأسر عام 1986، وانقطع الاتصال نهائيا مع آسريه. وفى عام 1992، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى، إسحاق رابين، الإفراج عن الشيخ، أحمد ياسين، مقابل إطلاق سراح الجندى، نسيم توليدانو، وبعد انتهاء مهلة كتائب القسام، التى حددت بعشرة أيام، تم قتل الجندى. وفى عام 1994، رفضت حكومة الاحتلال مطالب حركة حماس، التى قامت بأسر الجندى، نحشون فاكسمان، حتى قتل برفقة عدد من الجنود الإسرائيليين الذين حاولوا تحريره بالقوة. وفى عام 2014، أسرت حركة حماس الجنديين، أرون شاؤول، وهدار جولدن، وفى 2016، أسرت كتائب القسام، أبراهام منجستو، وهشام السيد؛ وبينما يماطل الاحتلال فى إدراك اتفاق تبادل بخصوصهم؛ يبدو مصيرهم أقرب إلى مصير، رون أراد. وخلال عدوانها الحالى على غزة، باءت محاولات إسرائيل لتحرير أسراها لدى المقاومة بالفشل.رغم قتله عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال عدوانه الحالى، تكبد الاحتلال كلفة ضخمة. فعلاوة على خسائره الاقتصادية الهائلة، تؤكد المصادر الإسرائيلية أن 17% من قتلى جيشها فى غزة، والذين ناهزوا الألف، قتلوا بنيران صديقة، أو حوادث عملياتية فى الميدان. الأمر، الذى أرجعه خبراء إلى الخوف، ضعف التدريب على حرب المدن، سوء إدارة المعركة، فضلا عن شدة بأس المقاومة الفلسطينية. أما جيش الاحتلال، فيعزو ارتفاع أعداد قتلاه بنيران صديقة، إلى كثافة عدد قواته فى الميدان، طول أمد المعارك، وقسوتها، الإرهاق، عدم الانضباط العملياتى، ونقص التنسيق بين الآلاف من قوات المشاة والمدرعات وغيرها، داخل أحياء مزدحمة.سياسيا، تلقت دولة الاحتلال صفعات دبلوماسية وقانونية مروعة. إذ شهدت القضية الفلسطينية، منذ بداية العدوان على قطاع غزة، دعما دوليا غير مسبوق. ففى نوفمبر الفائت، أوردت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أن سيطرة مشاهد الدمار المفجع لقطاع غزة على منصات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعى، أنتجت تحولات عميقة فى الرأى العام العالمى حيال القضية الفلسطينية، وفتحت شهية المجتمع الدولى لمبدأ حل الدولتين. كما استطاعت السردية الفلسطينية فضح توحش وبربرية دولة الاحتلال، وإيقاف مسيرة التطبيع العربى ــ الإسرائيلى. ونتيجة لجرائم الحرب البشعة، أضحت الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية شغلا شاغلا لمحكمة العدل الدولية.تختلف مقاييس الربح والخسارة فى الحرب غير المتماثلة، التى تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى، عن مثيلاتها فى الحروب التقليدية بين الدول والجيوش النظامية. فبينما تشكل خسائر المقاومة أضعاف خسائر المحتل، لا يقوى الأخير على تحمل كلفة مواصلة الحرب. ولما كانت نتائج الحرب النهائية على الأرض، هى التى تحدد ملامح النصر والهزيمة، تغدو المقاومة الفلسطينية منتصرة، حينما تحتفظ بقدراتها، إرادتها القتالية، قياداتها، وهياكلها التنظيمية. فضلا عن إجبارها جيش الاحتلال على الانسحاب من المناطق التى وطأها، معلنة فشله فى فرض واقع جديد على الأرض. إضافة إلى نجاحها فى إجراء صفقة تبادل للأسرى، وفقا لشروطها، بما يمكنها من تحرير قياداتها الفاعلة، لإعطاء دفعة قوية وخبرات نضالية وازنة لسائر فصائل المقاومة. أما الاحتلال، فينتصر حينما ينجح فى كسر إرادة المقاومة، نزع سلاحها، تفكيك منظومتها العسكرية وهياكلها التنظيمية، وتصفية قادتها أو توقيفهم، أو تهجيرهم إلى الخارج. وإذا استطاع احتلال القطاع مجددا، إعادة غزة إلى وضع ما قبل العام 2005. أو تمكن من تحرير أسراه بالقوة دون الاضطرار إلى إبرام صفقة تبادل مع المقاومة، حتى وإنْ قتل بعضهم.فى محاولة يائسة لادعاء النصر، وصف، نتنياهو، إنجازات جيش الاحتلال بغير المسبوقة، مدعيا تصفيته 20 ألفا من مقاتلى حماس، يشكلون أكثر من نصف قوتها الضاربة، وشل قدرة 18 كتيبة من أصل 24 على العمل. كما سعى، عبثا، إلى فرض شروط المنتصرين من خلال خطته لليوم التالى للعدوان. غير أن واشنطن نصحت، نتنياهو، الاستفادة من دروسها المستخلصة من حروبها فى أفغانستان والعراق. بحيث ينفذ عمليات عسكرية نوعية دقيقة، بدلا من القصف الانتقامى العشوائى واسع النطاق، الذى يستهدف الفلسطينيين الأبرياء وأعيانهم المدنية. وإلا وقع فى فخ الزهو بنصر تكتيكى، مع تلقى هزيمة استراتيجية، تتأتى من فقدان إسرائيل التعاطف والدعم الدوليين.أمعن جيش الاحتلال فى قتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، تدمير الأعيان المدنية، إبادة الأخضر واليابس، وارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، شهدها ووثقها العالم أجمع. لكنه لم يدرك النصر المنشود. فلقد أظهر استطلاع للرأى، أجراه «معهد الديمقراطية الإسرائيلى»، تشكيك غالبية الإسرائيليين، فى إمكانية تحقيق «النصر الكامل» على حماس. بدورهم، استبعد مسئولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون سابقون، بلوغ، نتنياهو، نصره «المطلق» على المقاومة الفلسطينية؛ مؤكدين تواضع الانجازات التى حققها جيش الاحتلال، قياسا إلى كلفتها الباهظة. ومن ثم، ناشدوا، نتنياهو، إتمام صفقة لتبادل الأسرى، تجنبا لمقتلهم. فليس أدل على إخفاقه، من عجزه عن فرض خطته لليوم التالى فى غزة، والتى تستهدف تقويض المقاومة الفلسطينية، وإجهاض حل الدولتين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-27
ثيودور هرتزل، اليهودى النمساوى، مؤسس الصهيونية، كتب فى افتتاحية العدد الأول من صحيفة «دى وولت» الأسبوعية ولسان حال الحركة الصهيونية فى عام ١٨٩٧ بأنه «يجب على هذه الصحيفة أن تكون وتتحول إلى درع حامية للشعب اليهودى، وتكون سلاحًا ضد أعدائه»، وحتى هذه اللحظة يفكر كل الصحفيين الإسرائيليين مثل هرتزل، ويستخدمون الإعلام فى الترويج لأكاذيبهم وخرافاتهم، ويحدث هذا قبل ١٩٤٨، حيث أنشأت الحركة الصهيونية إذاعة موجهة لليهود وأصدرت ١٤ صحيفة بينها ٤ ناطقة بالعربية، ومن بين هذه الصحف اثنتان على الأقل تعدان اليوم مرجعًا للأخبار التى تخص إسرائيل فى العالم، هما صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت»، وقد صدرت الأولى عام ١٩١٩، بينما صدرت الثانية عام ١٩٣٩، وصحيفة «معاريف» عام ١٩٤٨، وظل ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، مؤمنًا بشدة مثل هرتزل بأن للإعلام دورًا ووظيفة، فأعلن فور توليه منصبه عن تأسيس «هيئة رؤساء تحرير الصحف»، وهى الهيئة التى تتبع، بشكل أو بآخر، جهاز الموساد، وكنت طوال عملى الصحفى لا أميل إلى نقل أى أخبار أو معلومات عن الصحف العبرية حتى لو كانت المادة المقدمة تدين الاحتلال، ومنذ السابع من أكتوبر الماضى يلعب الإعلام الإسرائيلى دورًا لا يقل قذارة عن الدور الذى يقوم به الجيش ضد الشعب الفلسطينى، ووصل الأمر إلى دفع مبالغ طائلة لشركات فى الهند ومناطق متفرقة من العالم للدفاع عن وجهة نظرهم من خلال ميليشيات كانت إلى وقت قريب منحازة إلى الحق العربى، تطرقى لهذا الموضوع سببه أننى قرأت فى موقع مونت كارلو الدولى «بالعربى» تقريرًا ظاهره مهنى وباطنه الشر كله، هذا التقرير يتحدث عن تحذير الإعلام الإسرائيلى من حملة تحمل اسم «إسناد» يقوم بها شباب مصريون، يعتقد أنهم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، على تطبيق تليجرام، هدفها «اللعب بعقول الإسرائيليين»، من خلال بث أخبار متعلقة بالحرب على غزة، السم فى العسل فعلًا، هم يريدون أن يصنعوا أبطالًا من الإخوان، ويظهروا للعالم أن الشباب المصريين الذين يدعمون المقاومة ينتمى إلى الجماعة الإرهابية، وكأن بقية الشباب المصريين تدعم الاحتلال، لم يعرفوا أن الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وحّدت الجميع على كراهية المغتصب، وأن أفكارًا مثل «إسناد» (لو كانت حقيقية) ستكون نابعة من ضمير الوطنية المصرية، ولا نعرف أن الإخوان يجيدون اللغة العبرية أو غيرها إلا إذا كان هناك جديد لم نعرفه عنهم، صحيفة «هآرتس» قالت: «إن تلك الحملة تقود موجة واسعة النطاق لضرب المعنويات ونشر الانقسامات فى داخل إسرائيل من خلال (التلاعب بعقول الإسرائيليين) وأدعت أن بعض الأدلة يقود إلى أنه من المحتمل أن يكون الإيرانيون لهم يد فى الحملة، التى هى عبارة عن (حرب سيكولوجية لتشويه صورة جيش الدفاع وإلى خلق انقسامات داخل إسرائيل)»، وأشارت إلى أن آلاف المتطوعين من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين المنفيين خارج مصر وراء تلك الحملة التى أسموها «إسناد فلسطين»، وتقول صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية، حسب تقرير مونت كارلو، إن «مجموعة مغلقة على تطبيق تليجرام، تضم شبكة من المتطوعين من جماعة الإخوان المسلمين، الذين يخترقون صفة مستخدمين إسرائيليين ناطقين بالعبرية، ومن بينهم أعضاء خبراء رقميون ومصممو جرافيك وخبراء فى الذكاء الاصطناعى وغيرهم»، وتضم أيضًا عددًا من المتطوعين ينتحلون صفة مستخدمين إسرائيليين ويستقطبون شباب إسرائيل على الشبكات الاجتماعية، وتعمل المجموعة على بث الآلاف من الرسائل موجهة للرأى العام الإسرائيلى، المؤكد أن حملة كهذه وخيالًا كهذا وخبرات كهذه من المستحيل أن يكون وراءها خيال فقير ومريض مثل خيال الإخوان، الإعلام الصهيونى مهما فعل، لن ينجح فى ألاعيبه الشيطانية فى مصر، لأن كراهية المغتصب تورث مع الجينات، أما عن الإعلام الإخوانى الذى تم اختزاله فى عدد من الوجوه على بعض القنوات اللقيطة فهو لا يكف عن الاستعانة بإسرائيل ليس فقط للنيل من النظام وتشويه صورته أمام الشعب المصرى، بل من الدولة ذاتها ومؤسساتها الوطنية، مستعينًا بالإعلام العبرى الذى أصبح المادة الرئيسة لكل البرامج السياسية التليفزيونية الإخوانية، وباتت الشاشات الإخوانية تنقل صور الخبراء والمحللين الإسرائيليين عن الأوضاع فى مصر، كأنها مسلمات غير قابلة للنقاش ولا حتى التشكيك، الإخوانجية يتجاهلون معرفتهم بأن الإعلام الإسرائيلى موجه، إما مخابراتيًا، أو أيديولوجيًا، مصحوبًا بكراهية مصر لأسباب قديمة سياسية وأيديولوجية ودينية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-02-20
عبد الوهاب المسيرى واحد من أهم الأكاديميين المتخصصين فى تاريخ الحركة الصهيونية، ومن أهم من ألف دراسات عن هذه الحركة. وفى كتابه «مقدمة لدراسة الصراع العربى الإسرائيلى» يقدم لنا رؤية شاملة لجذور الصراع العربى الإسرائيلى وكيف ساهم العالم الغربى الاستعمارى فى اختلاق الأزمة التى صنعت «القضية الفلسطينية» أواخر القرن التاسع عشر، وذلك من خلال رصد السياسات والأفكار الإمبريالية التى استقى منها مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل أفكاره الداعية للاستعمار الاستيطانى. مئات الآلاف من الفلسطينيين تم تهجيرهم قسرًا على يد العصابات الصهيونية عقب نكبة ١٩٤٨ يستعرض «المسيرى» فى كتابه تاريخ الجماعات اليهودية وإرهاصات الحركات الصهيونية الأولى وكيف تطورت، ومن ثم يأخذنا إلى اقتراح هرتزل بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين. كما يجيب المسيرى عن تساؤل مهم، وهو كيف تحولت الصهيونية من مجرد فكرة إلى مشروع استعمارى إحلالى تحت لواء «الإمبريالية الأوروبية». وعلى مدار فصول الكتاب يكشف المسيرى عن الطريقة التى رأى بها الصهاينة وجود الفلسطينيين فى أرضهم، التى تلخصت فى كونهم مجرد وضع مؤقت زائل يمكن التخلص منه عبر المجازر والتهجير القسرى، وهو ما حدث بالضبط. غلاف الكتاب يقول المسيرى، فى كتابه، إن الإعلام الغربى يتحدث عن دائرة العنف، ونحن نتحدث عن دائرة المقاومة والقهر. ولا يوجد مخرج من هذه الدائرة داخل الإطار الصهيونى، إذ لا يمكن توقع أى سلام فى إطار بنية القمع والظلم والعدوان هذه، أى فى إطار الصهيونية، بينما يمكن أن نتحرك نحو قدر معقول من السلام من خلال نزع الصبغة الصهيونية الاستيطانية الإحلالية، وأزمة الصهيونية لا يمكن حلها إلا بالتخلص من الصهيونية ذاتها، فبنيتها الاستعمارية كيان استيطانى إحلالى غرس غرسًا فى وسط المنطقة العربية، هى سبب أزمتها. ومفهوم نزع الصبغة الصهيونية عن الدولة الصهيونية ينطلق من إدراك أن الصراع القائم عن الشرق الأوسط الآن ليس نتاج كره عميق وأزلى بين العرب واليهود أو بين اليهود والأغيار، وأنه ليس نتيجة العقد التاريخية والنفسية، كما يدعى الصهاينة وإنما هو وضع بنيوى يُولد الصراع، ونشأ عن تطور تاريخى وسياسى وبشرى محدد، وما دام هذا الوضع قائمًا يظل الصراع قائمًا. وأنه لا سبيل لإنهاء الصراع إلا من خلال فك بنية الصراع ذاتها. فالدولة الصهيونية ليست مجرد دولة، وإنما هى دولة وظيفية بكل ما تتسم به الدولة الوظيفية من عزلة واعتماد على قوى خاصة. ويشير «المسيرى» إلى أن هذه الوظيفية قد عبرت عن نفسها فى بنية متكاملة من القوانين العنصرية (قوانين العودة والجنسية) والمفاهيم العدوانية (نظرية الأمن - مفهوم السلام - مفهوم الحكم الذاتى) والمؤسسات الاقتصادية الاستبعادية (الكيبوتس - الصندوق القومى اليهودى) ومؤسسات القمع التى تتمتع بكفاءة عالية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية -الموساد - الشين بيت... إلخ). كما يستبعد الدكتور المسيرى الوصول لأى سلام فى إطار بنية القمع والظلم والعدوان هذه أى تحت وطأة الصهيونية، أى وظيفية الدولة. بينما يمكن أن تتحرك نحو قدر معقول من السلام من خلال نزع الصبغة الصهيونية (الاستيطانية الإحلالية). وفك الجيب الاستيطانى الإحلالى ليس أمرًا فريدًا، فجميع الجيوب الاستيطانية الأخرى ثم فكها، وانتهت الظاهرة الاستيطانية الغربية البغيضة إما برحيل المستوطنين أو دمجهم فى السكان من أصحاب البلاد الأصليين. ونزع الصبغة الصهيونية لا يعنى إبادة الإسرائيليين أو القضاء على هويتهم الإسرائيلية أو اليهودية كما يحلو للبعض أن يصور الأمر، بل يعنى صوغ الإطار القانونى والسياسى والأخلاق الذى يزيل أسباب التوتر والصدام. ولعل ما حدث فى جنوب إفريقيا من فك للجيب الاستيطانى بعد أربعة قرون بطريقة سلمية، يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى ومؤشرًا على ما يمكن أن يحد الجيب الاستيطانى الصهيونى. ولعل جوهر نزع الصبغة الصهيونية هو فصل المسألة الإسرائيلية عن المسألة اليهودية، بحيث يرى الإسرائيليون أنفسهم باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المنطقة (وليس كما يقول أبا إيبان فى المنطقة ولكن ليسوا منها). كما أن عملية نزع الصبغة الصهيونية، وفق المسيرى، لا تتم دفعة واحدة، وإنما تبدأ بإعلان النوايا، واتخاذ خطوات قد تكون رمزية، ولكنها ذات دلالة عميقة مثل أن تلغى الدولة الصهيونية قانون العودة وتوقف بناء المستوطنات وتعلن نيتها تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة الخاصة بإعادة الفلسطينيين إلى ديارهم.. ويتبع ذلك خطوات أكثر راديكالية مثل إلغاء الصندوق القومى اليهودى وفك المستوطنات وتعريف الحدود الدولية للدولة الجديدة وتشكيل لجان للتحقيق فى المذابح التى ارتكبت ضد الفلسطينيين لتعويضهم ماديًا. ثم يمكن بعد ذلك أن تبدأ الدولة الجديدة فى السماح للفلسطينيين بالعودة فى إطار مقدرتها الاستيعابية، وهى ولا شك عالية، فإسرائيل الصهيونية قد نجحت فى استيعاب أكثر من نصف مليون مهاجر يهودى سوفيتى فى خلال السنوات الأخيرة، رغم أنهم ليسوا من أبناء المنطقة، كما أن مؤهلاتهم عالية لدرجة كبيرة لم يكن التجمع الصهيونى فى حاجة إليها. على عكس الفلسطينيين فهم أبناء المنطقة يعرفونها أرضًا وجوًا وبحرًا، وأعداد كبيرة منهم تعمل بالفعل داخل الاقتصاد الإسرائيلى أو عندهم من المؤهلات والكفاءات ما يسهل عملية استيعابهم. وستكون القدس عن حق هى العاصمة الأبدية للدولة الجديدة وهى دولة متعددة الأديان، ولذا فهناك مجال للهوية الدينية اليهودية أن تعبر عن نفسها فى إطارها، ويتوج كل هذا باندماج الدولة الجديدة فى نظام إقليمى تابع من مصالح سكان المنطقة أنفسهم، ومن منظوماتهم الحضارية والأخلاقية. أما على الجانب الفلسطينى فلابد من إعلان أن الإسرائيليين ممن ولدرا ونشأوا فى فلسطين، بل ومن استوطنوا فيها ويودون أن تكون فلسطين وطنًا هم لهم حق المواطنة الكاملة فى هذا الكيان الجديد الذى يضم الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. ويستطرد: قد يقول البعض: إن مثل هذا الاقتراح هو من قبيل الحلم المثانى، وهو بالفعل كذلك، ولكنه هنا قابل للتنفيذ وهو أفضل بكثير من الأمر الواقع والوضع القائم، نتاج حالة الحرب الدائمة أو الراقدة والهدنة المؤقتة، والذى يستند إلى موازين القوى الداروينية، وكل أنواع الأسلحة من السلاح النووى والأبيض إلى الحجارة والعصيان المدنى. وهو وضع لم يأت لأحد بالسلام أو الطمأنينة، ولعل تعودنا على منظر الدماء وإدماننا لصوت المتفجرات وتقبلنا للعنف والقوة سبيلًا وحيدًا لحسم الصراعات هو السبب وراء استخفافنا الكامل بالحلول الراديكالية ووراء هرولتنا وراء محاولات السلام الجارية التى تهدف إلى ترجمة الوضع القائم المبنى على الحرب إلى وضع سلام دائم، وهو أمر مستحيل فهو ضد طبيعة الأشياء، فمثل هذا السلام تقوضه بنية الظلم التى تولد التوتر والصراع الدائم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-12-29
«الأسيتون».. قصة مادة استغلها يهودي لإقناع بريطانيا باحتلال فلسطين في عام 1874 ولد اليهودي الروسي حاييم وايزمان، كان رجلًا مهتمًا بالكيمياء والعلوم منذ صغره، حصل على الدكتوراه في الكيمياء من ألمانيا، ثم انتقل للعمل كمُدرس بجامعة مانشستر البريطانية، وهناك حصل على الجنسية، وبدأ العمل على هجرة اليهود إلى فلسطين تحت مظلة «الحركة الصهيونية» التي أسسها ثيودور هرتزل، فهو أحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وسببًا رئيسيًا في احتلال فلسطين وهو أول رئيس لدولة الاحتلال. عمل حاييم وايزمان على استمالة بريطانيا للاهتمام بقضية اليهود في أوروبا، وهجرتهم إلى فلسطين وتحويلها إلى دولة يهودية صهيونية، ظل لسنوات طويلة يحاول الدخول إلى أروقة الحكومة البريطانية، وكان له ما أراد، فنتيجة مجهوداته، أصدرت بريطانيا وعد بلفور، ومنه، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لكن كيف وصل هذا اليهودي إلى الحكومة البريطانية؟ استغل حاييم وايزمان علاقته بالصحفي اليهودي هربرت صاموئيل، الذي كان حينها يمتلك علاقات جيدة بالحكومة، وبدأ بالحديث معه وطلب منه الجلوس مع أعضاء الحكومة البريطانية، وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، الشرارة التي استغلها «وايزمان»، وبدأ بالتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، وأقنع الحكومة البريطانية بأن اليهود ستمد لهم يد العون في الحرب، بحسب ما جاء في مذكرات حاييم وايزمان. أحد أبرز الأسباب التي جعلت من «وايزمان» رجلًا مهمًا لدى بريطانيا، هي مادة الأسيتون، التي طورها بنفسه، لكن كيف استغلها حاييم وايزمان في فوز بريطانيا بالحرب العالمية الأولى والقضاء على الدولة العثمانية، التي كانت فلسطين تحت حكمها في ذلك الوقت؟ والأسيتون هو مركب كيميائي، وهو سائل وعديم اللون قابل للاشتعال، يستخدم كمزيل لطلاء الأظافر، وأيضًا لصناعة الألياف، الأدوية وكيماويات أخرى، وهو مذيبًا عضويًا هامًا. قام الكيميائي بإنتاج الأسيتون، من خلال عملية تخمير النشا الموجود في البطاطس والذرة، والتي ساعدت في إنتاج كميات كبيرة من الأسيتون، ثم استخدم الأسيتون في إنتاج «الكوردايت»، وهي مادة متفجرة تُستعمل في القذائف الصاروخية والمدافع والأسلحة النارية، كما تعمل على تقليل الحرارة الناتجة عن إطلاق الرصاص، وبالتالي زيادة كثافة إطلاق النار، كما لا يؤدي احتراقه إلى إنتاج الدخان، ما يساعد في عدم الكشف عن موقع البنادق والجنود، وكانت مطلوبة في الحرب العالمية الأولى، بحسب الموقع الرسمي لمعهد وايزمان للعلوم. عُين حاييم وايزمان مديرًا لمختبرات البحرية الملكية، والتقى بونستون تشرشل، وكان حينها قائد القوات البحرية ثم عُين وزير الذخائر وأصبح في الحرب العالمية الثانية رئيس الوزراء، سأله «تشرشل» عما إذا كان بإمكانه إنتاج 30 ألف طن من الأسيتون، فأجاب «وايزمان»: «لقد نجحت حتى الآن في صنع بضع مئات من السنتيمترات المكعبة من الأسيتون في المرة الواحدة من خلال عملية التخمير»، وبدأ في تطوير عملية إنتاج الأسيتون، وفي عام 1917 كانت عملية التخمير الخاصة به تنتج الأسيتون بمعدل 3000 طن سنويًا في مصنع الكوردايت التابع للبحرية الملكية في هولتون هيث، دورست، ومواقع أخرى في بريطانيا. وكان الأسيتون هو المفتاح لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، إذ ساعدها «وايزمان» باستخدام المادة المخمرة، والتي عرفت بعد ذلك باسم «كائن وايزمان» نسبة إليه، على الفوز في الحرب العالمية الأولى، على الدولة العثمانية، وبعدها أصبحت فلسطين تحت حكم ثنائي، بين بريطانيا وفرنسا، ثم تطورت الأمور، وأُصدر وعد بلفور، ثم بدأ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، بمجهودات الكيميائي اليهودي ومادة الأسيتون. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-06-21
أفادت وسائل إعلام ترشيح زعيم المعارضة الاسرائيلية إسحق هيرتزوج الخميس، رئيسا للوكالة اليهودية رغم جهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيين أحد أعضاء حكومته فى هذا المنصب. ويعتبر ترشيح هيرتزوج على رأس الوكالة التى تتعامل مع الهجرة إلى إسرائيل ضربة لنتنياهو الذى بذل جهودا كبيرة لترشيح وزير الطاقة يوفال شتاينتز لذلك المنصب. ومن المقرر أن تصادق الوكالة على تعيين هيرتزوج الأحد، وتعتبر الوكالة هى الذراع التنفيذى للمنظمة الصهيونية العالمية التى أسسها ثيودور هرتزل عام 1897. وكتب هيرتزوج (57 عاما) على تويتر "طلبت منى زعامة يهود الشتات أن أتولى منصب رئيس مجلس إدارة الوكالة اليهودية". وأضاف "لقد قبلت نظرا للتحديات الجسيمة التى تواجه العلاقات بين إسرائيل والشعب اليهودى، وسأتولى هذا المنصب المهم اعتبارا من الاول من أغسطس". وهيرتزوج هو نائب عن حزب العمل منذ 2003، وأصبح زعيم الحزب حتى خسارته ذلك المنصب لصالح أفى جابى العام الماضى. ولا يزال يترأس المعارضة فى الكنيست، وتعتبر الوكالة اليهودية، التى لعبت دورا محوريا فى قيام الاحتلال الإسرائيلى عام 1948، مسؤولة عن الهجرة اليهودية وتعليم اليهود فى الشتات منذ إنشائها فى 1929. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-11-02
يعتبر مئات الفلسطينيين، أنّ يوم الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 هو ليل لم يبزغ فجره بعد، في إشارة إلى اليوم الأسود في تاريخ العرب لـ«وعد بلفور»، وهو النقطة الفاصلة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يؤرق تفكير جميع الدول، بحثًا عن حلًا ونهاية للصراع المستمر منذ أكثر منذ 106 أعوام. في الثاني من شهر نوفمبر عام 1917، الذي يحل ذكراه اليوم، كان الفلسطينيون يعيشون في بلدهم الأم غرب قارة آسيا، داخل حدود أرض امتلكها أجدادهم منذ آلاف السنين، دون علم بمخطط تحويل دولتهم وأرضهم إلى وطن قومي لليهود، ينتهكها الغريب، ويحاول سرقتها طوعًا. اليوم، ذكرى إعلان بريطانيا وعد بلفور، الذي كتبه بيده وزير الخارجية البريطاني حينها آرثر بلفور، ويتكون من 67 كلمة فقط، قلبت موازين الشرق الأوسط، لكن قبل «بلفور» وقبل عام 1917 بسنوات، كانت أولى محاولات احتلال فلسطين، عندما وعد نابليون بونابرت، اليهود حين توجه إلى فلسطين وكان يتطلع لاحتلال عكا، وأراد مساعدة اليهود مقابل تحويل فلسطين إلى دولة لهم، لكن فشلت كل مؤامراته، وظلت محاولات احتلال فلسطين «حبر على ورق». ظهر ثيودور هرتزل، مؤسس الفكر الصهيوني، ونشر كتاب «الدولة اليهودية»، الذي كان البداية لانتشار الفكر الصهيوني، وحقق انتشارًا كبيرًا، واقتنع اليهود بأفكار «هرتزل» وآمنوا بها، بحسب حديث الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة فتح الفلسطينية في مصر، وما اطلعت عليه «الوطن» في كتاب هرتزل. ظل «هرتزل» يحاول استمالة السلطان العثماني عبدالحميد الثاني لاتخاذ فلسطين وطنًا لليهود، ورغم الإغراءات المالية، رفض السلطان، وأقام «هرتزل» مؤتمرًا جماهيرًا في مدينة بازل السويسرية حضره آلاف اليهود، وأعلن فيه إنشاء المنظمة الصهيونية التي عملت على تحقيق حلمهم، حتى توفي مؤسس الحركة الصهونية عام 1904، وظهر رجلُ آخر، تولى رئاسة المنظمة اليهودية العالمية، وكان مؤمنًا بأن فلسطين هي وطن اليهود، وهي أرض الميعاد، بحسب اعتقاداتهم حول ما ورد في التوراه. الرجل هو اليهودي الروسي حاييم وايزمان، وكان نشيطًا ذكيًا، ظل يفكر في طريقة لتحويل فلسطين إلى دولة يهودية صهيونية، وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، الشرارة التي استغلها «وايزمان»، وبدأ بالتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، وأقنع الحكومة البريطانية بأن اليهود ستمد لهم يد العون في الحرب. مرت الأيام، وتتعرف «وايزمان» على شخص يدعى هربرت صاموئيل، وذلك من خلال صديق مشترك بينهما كان يعمل صحفيًا، وتحدث «وايزمان» معه حول أفكار الحركة الصهونية وأحقية اليهود في العيش بفلسطين، فتحمس للفكرة، وكتب مذكرة رسمية عام 1915 يتحدث فيها عن مستقبل فلسطين، وهي أول مذكرة رسمية يطلب فيها اليهود فلسطين، بحسب ما ذكره حاييم وايزمان في مذكراته. كان هربرت صاموئيل، وهو المندوب السامي البريطاني في فلسطين بعد إعلان بلفور، وهو أحد أهم الأشخاص عند الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وزيرا للصحة في بريطانيا، قبل إعلان بلفور، وهو أول يهودي يشغل منصبًا في الحكومة البريطانية. أقنع «وايزمان» الحكومة البريطانية بالجلوس والحديث معه حول فلسطين وأخبرهم هو و«صاموئيل» أن يهود العالم سيقفون بجانب بريطانيا في الحرب، واستغل خبرته الكيميائية بصناعة المتفجرات والأسلحة التي تفيد بريطانيا في الحرب، وبهذا دخل حاييم وايزمان أروقة الحكم في بريطانيا بأفكاره العبقرية، واستغل علاقته الجيدة بعد ذلك ببعض الوزراء البريطانيين. في عام 1916، وقعت اتفاقية «سايكس بيكو»، التي كانت غير مرضية للحكومة البريطانية، وكان من نتائجها تقسيم خريطة العالم العربي بين بريطانيا وفرنسا، لكن فلسطين، هي الدولة الوحيدة التي كانت محل جدل، فوُضعت تحت حُكم مُشترك بين بريطانيا وفرنسا، ومن هنا بدأت بريطانيا في مساعدة «وايزمان» و«صاموئيل» واليهود الصهاينة، على احتلال فلسطين، ليكون هناك قوى تابعة لهم في الشرق الأوسط وإزاحة فرنسا. كانت فرنسا شوكة في حلق بريطانيا واليهود لتنفيذ مخططهم، فلم يرد الصهاينة حكمًا مشتركًا في فلسطين، فأرادوا أن يحميهم البريطانيون فقط، واستطاع ناحوم سوكولوف، وهو صحفي وأحد أعضاء الحركة الصهوينة، نظرًا لبراعته في الحوار، إقناع فرنسا بالتخلي عن فلسطين. بدأت بريطانيا أخيرًا، في كتابة وعد بلفور تحت إشراف أكبر زعماء اليهود في بريطانيا وهو ليونيل روتشيلد، وطلب منهم مارك سايكس، رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، أنّ يكون الإعلان مختصرًا وشاملًا لنواياهم في فلسطين، فخضع للكثير من التعديلات، وخرج أخيرًا إلى النور، وكتب فيها أنّ إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لن يتنقص من حقوق الفلسطينيين شيئًا، بمعنى أن يعيش الاثنين جنبًا إلى جنب في بلد واحد، بحسب حديث المؤرخ الفلسطيني، الدكتور حسام أبو النصر، لـ«الوطن». يقول «أبو النصر» أن ما جاء في وعد بلفور، كان الغرض منه تحقيق الأهداف الأصلية، وهي احتلال فلسطين بالكامل: «وعد بلفور جاء فيه أن يتعايش الطرفين سويًا، ولكن في الحقيقة هو مشروع إحلالي، كان آرثر بلفور يهدف من ورائه لإعطاء اليهود الحق بأن يستولوا على فلسطين بالكامل وطرد السكان الأصلين وهذا ما حدث عام 1948 تجسيدًا لهذا الإعلان». بعد إعلان وعد بلفور، كان هربرت صاموئيل هو الشخصية الأبرز بعد ذلك، إذ ساهم بشكل كبير في هجرة اليهود بأعداد كبيرة إلى فلسطين، وسهل كل عمليات الاستيطان والهجرات عن طريق الصندوق القومي اليهودي: «سهل صاموئيل ومهد هجرة استيلاء اليهود على أرض فلسطين، وكان وعد بلفور هو الأخير والواضح بإعطاء الحق والأولوية أن يستعمر اليهود، فلسطين، والوعد الأول هو وعد نابليون بونابرت». بدأت المنظمات تعمل على استجلاب اليهود من كل دول العالم إلى فلسطين، وإعطاهم امتيازات خاصة، من خلال توفير عمل ومساكن ومستوطنات التي تؤهل لوجود استيطان يهودي يعيشون في وطن مستقل، وأحيانًا كان يتم جلب اليهود إلى فلسطين بالقوة، وتحقق وعد بلفور شيئًا فشيئًا، بحسب المؤرخ الفلسطيني. تحول وعد بلفور، من مجرد البحث عن مكان يعيش فيه اليهود بعيدًا عن اضطهاد الغرب، إلى محو الهوية الفلسطينية، وتحويل أرض فلسطين بالكامل إلى أمة يهودية، ليستمر الصراع وإراقة الدماء، ومعه يستمر البحث عن حل للصراع في الشرق الأوسط. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: