ديفيد بن غوريون

هذه صفحة لأحد أسماء الشخصية المذكورة أعلاه أو ألقابها أو لكنية من كُناها، وهي تحوَّل آلياً من يبحث عنها إلى صفحة ديفيد بن غوريون.

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning ديفيد بن غوريون over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning ديفيد بن غوريون. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with ديفيد بن غوريون
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with ديفيد بن غوريون
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with ديفيد بن غوريون
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with ديفيد بن غوريون
Related Articles

اليوم السابع

2025-01-24

فى مساء أحد ليالى صيف 1956، دار حوار بين ناحوم غولدمان، أحد الرؤساء السابقين للمنظمة الصهيونية العالمية، وديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، عن مصير الدولة اليهودية. قال بن غوريون: «لقد أصبحت على مشارف السبعين من عمرى، فلو سألتنى عما إذا كان سيتم دفنى فى دولة إسرائيل لقلت نعم، فبعد عشر سنوات أو عشرين سنة ستبقى هنالك دولة يهودية. ولكن إذا سألتنى عما إذا كان ابنى عاموس سيكون محظوظا بأن يُدفن بعد موته فى دولة يهودية، فسوف أجيبك ربما بنسبة 50%». عندما تقرأ هذا الحوار الذى رواه ناحوم فى كتابه «المفارقة اليهودية»، يتبادر إلى ذهنك مشاهد مطار بن غوريون فى تل أبيب وهو مكتظ عن آخره بوجوه يكسوها الرعب، يحمل أصحابها فى أيديهم ما استطاعوا حمله ليهربوا من جحيم إسرائيل الذى ظنوه لسنوات طويلة نعيما. هذا المشهد الذى لم يتوقف طوال الـ15 شهرا الماضية كان يخشاه المؤسسون الأوائل لدولة إسرائيل، كانوا يخشون اليوم الذى تخسر فيه تل أبيب العمود الأساسى الذى بنت عليه بيتها قبل 77 عاما، وهو «العنصر البشرى». قامت دولة إسرائيل على جلب اليهود من شتى بقاع الأرض وربطهم بأرض فلسطين زورا وبهتانا، والعمل على زيادة عددهم عبر موجات الهجرة ليتفوقوا ديموغرافيا على أصحاب الأرض، وما إن وقع طوفان الأقصى وأصبحت الأجواء الإسرائيلية مفتوحة أمام الصواريخ والمسيرات، حتى انهار هذا العمود الهش مهددا مستقبل الدولة العبرية، وهو ما يطرح سؤالا مهما فى أعقاب هدوء أصوات القصف والقنابل، ودخول الهدنة بين إسرائيل وغزة حيز التنفيذ: هل تشكل الخسائر التى منيت بها إسرائيل من جراء تلك الحرب الدامية المسمار الأول فى نعش الدولة اليهودية؟ الهجرة العكسية الأعلى فى تاريخ إسرائيل.. خسرت إسرائيل خلال الـ15 شهرا الماضية قوة بشرية لم تخسرها منذ تأسيسها، حيث انهارت أرقام الهجرة إلى إسرائيل كما تصاعدت الهجرة العكسية بنسب لم يسبق لها مثيل منذ تأسيسها. وحسب أحدث بيانات المكتب المركزى الإسرائيلى للإحصاء، فقد هاجر 82.7 ألف شخص إلى خارج إسرائيل فى 2024، فيما هاجر فى 2023 نحو 55 ألفا و300 يهودى، بمعدل 5.7 لكل 1000 نسمة، وهو ما يعكس ارتفاعا مقارنة بعام 2022 حيث هاجر للخارج 38 ألف إسرائيلى، بزيادة 217% عن العام 2022. فى الوقت نفسه، وثق مكتب الهجرة الإسرائيلى هجرة 32.8 ألف يهودى إلى إسرائيل فى 2024، مقارنة بحوالى 48 ألفا فى العام السابق 2023، وحوالى 63 ألفا خلال 2022. وظهر تأثير انخفاض الهجرة إلى الداخل وتصاعد الهجرة إلى الخارج على النمو السكانى الذى شهد تباطؤا خلال الحرب، وقال المكتب المركزى للإحصاء إن «عدد سكان إسرائيل يقدر بحوالى 10 ملايين و27 ألفا، بينهم 7.7 ملايين يهودى و2.1 مليون عربى إسرائيلى «الفلسطينيون فى أراضى 1948» و216 ألف أجنبى». وأظهرت البيانات أن معدل النمو السكانى تباطأ خلال 2024 إلى نسبة 1.1%، مقابل 1.6% خلال العام 2023، وهى المرة الأولى التى يسجل فيها تباطؤ منذ 2020 خلال جائحة «كوفيد - 19»، «كورونا». وتحليلا لتلك الأرقام، يتبين أن تأثير الحرب على إسرائيل ديموغرافيا هو تأثير غير مسبوق لها، وهذا ما أكده الدكتور سامح عبدالوهاب، أستاذ الجغرافيا البشرية بجامعة القاهرة لـ«اليوم السابع»، الذى اعتبر أن قضية الهجرة العكسية تمثل الخطر الأكبر الذى يهدد إسرائيل واستمرارية مشروعها منذ بدايتها. وأوضح «عبدالوهاب» أن عمليات الهجرة تسلب تل أبيب أهم عنصر، وهو القوة البشرية، الذى تعتمد عليه لتتفوق على الفلسطينيين أصحاب الأرض. وأضاف «عبدالوهاب» أنه وفقا للبيانات، فإن انخفاض معدلات النمو السكانى واضحة جدا ومتوقعة، وهى غير مسبوقة لأنها تفوقت على حالات الانخفاض السابقة التى تعرضت لها إسرائيل فى مراحل مختلفة، كان آخرها خلال جائحة كورونا. واستطرد «عبدالوهاب» أن المرحلة التالية للحرب التى دارت بين إسرائيل وقطاع غزة كان لها دور مهم جدا فى خفض معدلات النمو وحالة عدم الاستقرار التى حدثت، سواء فى النمو الطبيعى من جهة أو النمو غير الطبيعى الذى يتمثل فى الهجرة لإسرائيل. وأشار عبدالوهاب إلى أن الذى ساعد فى زيادة معدلات الهجرة هو أن أغلب الإسرائيليين يحملون جنسيات أخرى، وحتى من لم يحمل جنسيات أخرى، فإنه كان هناك عدد من الدول التى فتحت أبوابها لاستقبالهم وتجنيسهم، وهذه التسهيلات أدت بلا شك إلى تضاعف أعداد المهاجرين خارج إسرائيل. وتوقع عبدالوهاب أن تكون حالة النزوح الكبيرة وخفض معدلات النمو وحالة التراجع الاقتصادى كلها أسباب خفية وراء موافقة تل أبيب على وقف الحرب، فحالة التدهور الديموغرافى غير المسبوقة فى إسرائيل تجعلهم يشعرون بالقلق العميق. وهو ما يمكن استنباطه من القناة الـ12 العبرية، التى قالت إن الهجرة لم تتوقف عند حد عودة مزدوجى الجنسية إلى بلادهم فقط، بل على العكس، طلب عدد كبير من الإسرائيليين اللجوء إلى بلاد أخرى. وقالت القناة إن كثيرا من الإسرائيليين قدموا طلبات لجوء إلى البرتغال، بعد إعلانها السماح لليهود بالحصول على تأشيرات اللجوء، شرط حيازتهم جواز سفر إسرائيليا، وبالمقابل، ارتفع عدد المتقدمين للحصول على جنسيات دول أوروبية من قِبل الإسرائيليين، ومنها: البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية بنسبة 10%، والبولندية بنسبة 10%.   لماذا يهاجر الإسرائيليون؟ تقول أرقام المكتب المركزى الإسرائيلى للإحصاء إن الفترة «1948-1960» وكذلك الفترة «1990-2000» كانتا من الفترات الذهبية لجذب مهاجرين يهود باتجاه فلسطين المحتلة، حيث ساهمت الهجرة فى الفترتين بنحو 65% من إجمالى الزيادة اليهودية، ونتيجة محددات النمو السكانى، وصل مجموع اليهود إلى نحو 5.7 ملايين فى 2008. ولكن خلف استقدام اليهود إلى أرض الميعاد، كانت هناك إغراءات جمعتهم من الشتات، وجاء كل منهم بعادات وثقافات وأعراق مختلفة، فتكون مجتمع كما يصفه الدكتور عبدالكريم القرالة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية فى الأردن، بأنه هش وغير متماسك ومهدد بالانهيار فى أى لحظة، وأشار «القرالة» إلى أن دولة الاحتلال قامت على أسلوب يختلف تماما عن باقى الدول، التى تقوم على ثلاثة أشياء أساسية هى الشعب والإقليم والسلطة السياسية والقانونية، أما إسرائيل، فقد بدأت بتجميع المهاجرين اليهود من كل بقاع الأرض وجذبهم باتجاه فلسطين. وأضاف القرالة لـ«اليوم السابع» أن الدولة القوية دائما تستند إلى مجتمع قوى، ولكن عملية تجميع اليهود فى بداية موجات الهجرة لفلسطين كان هدفها الوحيد الوصول إلى تفوق ديموغرافى على الفلسطينيين أصحاب الأرض، لتكون لهم الغلبة وتميل لهم دائما الكفة. ومنذ تأسيس إسرائيل فى 1948، كان كل هم الحكومات فى تل أبيب تجميع المهاجرين عبر اللعب على عدد من الركائز، منها اللعب على وتر الدين بأن فلسطين هى مهد اليهود وأرض الميعاد، وهناك أبعاد اجتماعية ونفسية مرتبطة بتعرضهم للتنكيل والاستهداف فيما يسمى بالهولوكوست. وكذلك قامت على أبعاد اقتصادية من خلال توفير مشاريع استثمارية تُدر دخلا، وكلها عوامل جذب ومحفزات لجمع اليهود، ونجحوا إلى حد كبير فى هذا الأمر عبر مراحل تاريخية متعددة. امتيازات كبيرة للهجرة إلى تل أبيب.. بالبحث فى تاريخ القوانين الإسرائيلية، تبين أن من أبرز المحفزات كان «قانون العودة» الذى أقرته الحكومة الإسرائيلية عام 1950، والذى يعطى اليهود حق الهجرة والاستقرار فى إسرائيل ونيل جنسيتها، وفى عام 1970، عُدل القانون ليشمل أصحاب الأصول اليهودية وأزواجهم، كما وسّعت إسرائيل امتياز الإعفاءات الضريبية على شراء المنازل للمهاجرين الجدد. وللسيطرة على مجتمع متشعب كهذا، يقول «القرالة»: «وصلنا إلى المجتمع الإسرائيلى بتكوينه الحالى، وهو مجتمع متعدد الفئات والتيارات، بمعنى أننا نستطيع وصفه بأنه مجتمع غير متجانس. والمجتمعات غير المتجانسة تسهم فى إضعاف الدولة. لكن ربما النظام السياسى الإسرائيلى حاول عبر العديد من الرسائل، ربما بالقوة والسيطرة، لدمج هذا المجتمع المتنافر من شتى الأصول والمنابت فى بقعة واحدة». ولكن ما أن يحدث شىء يكسر حاجز الأمن، يبدأ ضعف المجتمع فى الظهور. وأوضح «القرالة»: «الهجرة العكسية تحدث دائما فى ظل ازدياد أدوار حركات المقاومة والتحرر فى فلسطين، وأى أحداث أمنية أو حالة عدم استقرار من شأنها إنعاش الهجرة العكسية، وزيادة الهجرة العكسية بعد 7 أكتوبر سببها انكسار نظرية الردع الأمنية الإسرائيلية، خاصة فى مستوطنات غلاف غزة، وكذلك على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة عندما فُتحت جبهة لبنان. وذكر القرالة: شاهدنا أرقاما كبيرة تتحدث عن عودة اليهود إلى مواطنهم الأصلية، وذلك لأن الدولة الإسرائيلية بنيت على عقيدة أمنية. لكن أعتقد أن أحداث 7 أكتوبر مثلت مرحلة مفصلية غيرت هذا الوضع، وفقدت إسرائيل صورة قوة الردع وضمان الأمن والاستقرار للمستوطنات والمستوطنين. وبالنظر إلى الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية، يتبين أن الهجرة العكسية تظهر دائما فى وقت تصاعد الأحداث الأمنية، وجاءت موجاتها الكبرى بعد حرب أكتوبر 1973، وفى أعقاب العدوان على لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضى، بينما فاق عدد المهاجرين من إسرائيل 500 ألف منذ مطلع تسعينيات القرن الماضى، حيث تداعيات الانتفاضة الأولى، وفق دائرة الإحصاء الرسمية. ومع انطلاق انتفاضة الأقصى فى نهاية سبتمبر 2000 وتزعزع الأمن الإسرائيلى، تصاعدت الهجرة العكسية، وقال رئيس الوكالة اليهودية سالى مريدور - آنذاك - إن أرقام الهجرة باتجاه الأراضى العربية المحتلة تراجعت من نحو 70 ألف مهاجر فى العام 2000 إلى 43 ألفا فى عام 2001، ومن ثم إلى 30 ألفا فى عام 2002، ولم يتعد الرقم 19 ألفا حتى نهاية عام 2003، وبقيت الأرقام فى حدودها المذكورة حتى نهاية العام 2007، حيث سجلت الإحصاءات الإسرائيلية أرقاما عالية للهجرة المعاكسة تجاوزت الهجرة إلى إسرائيل بنحو 3000 مهاجر إلى خارج الأراضى العربية المحتلة. وظلت أرقام الهجرة إلى إسرائيل فى الانخفاض نتيجة تداعيات انتفاضة الأقصى الثانية فى 2000 طيلة عشرين عاما، ولم تعُد إلى الارتفاع إلا عندما حدث الغزو الروسى لأوكرانيا عام 2022، ولم يجد يهود كييف ملجأ سوى تل أبيب التى استغلت الأزمة، واستقبلت فى هذا العام 14656 أوكرانيا، ثم عادت الأرقام مرة أخرى لطبيعتها. ورغم أنه كانت هناك موجات سابقة من الهجرة، فإن هذه الموجة غير مسبوقة ولا يمكن مقارنتها بالمرات السابقة، كما يؤكد أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون الإسرائيلية، قائلا: «دولة الاحتلال لأول مرة فى التاريخ تمر بهذه الموجات من الهجرة، رغم أنها تعرضت لموجات سابقة فى الانتفاضة عام 2000 وفى حربى 1948 و1967، ولكنها سرعان ما تعافت. لكن لأول مرة تتعرض لهذه الهزة الكبيرة». هجرة رؤوس الأموال.. الأخطر من الهجرة البشرية هى هجرة رؤوس الأموال، حيث أكد «الرقب» أنه خلال الأيام الأولى للحرب، هاجر رأس المال الإسرائيلى بشكل كبير جدا، وخرجت مبالغ كبيرة مع المهاجرين، وكانت هذه الصدمة الثانية لأنه من المفترض أن هذا رأس مال عقائدى يبنى وطنا، فمن المفترض ألا يهرب، ولكن ما حدث جعل اليهود يفكرون فى مكان آمن لأموالهم، وبالتالى خرجت أرقام كبيرة من الاقتصاد الإسرائيلى. وأوضحت دائرة الإحصاء الإسرائيلية أنه فى عام 2023، جاء 39% من المهاجرين إلى الخارج من المناطق الأكثر ثراء فى البلاد، بما فى ذلك تل أبيب والمنطقة الوسطى، بينما غادر 28% من حيفا والشمال، و15% من الجنوب، وساهمت القدس بنسبة 13% من إجمالى المهاجرين. وتوقع «الرقب» أن دولة الاحتلال سوف تستفيق بعد موجات تلك الهجرة على كارثة، خاصة أن جزءا منها هو هجرة أصحاب رؤوس الأموال وتأثير الحرب الاقتصادية عليهم، وعندما تبدأ تل أبيب فى استعادة توازنها ويكف الدعم الغربى اللا متناهى لها، ستعلم حجم ما خسرته خلال هذه الحرب من قوة بشرية وعقول وأموال، وهى أرقام مهمة جدا فى ظل الصراع الديموغرافى ورغبة إسرائيل فى البقاء متفوقة على الشعب الفلسطينى فى عدد السكان. وقالت صحيفة «جلوبس» الإسرائيلية الاقتصادية إن اقتصاد تل أبيب يعانى من هروب الأموال المدخرة على نحو متزايد، وسط المخاوف من تداعيات الحرب على مدخرات الإسرائيليين. وأشارت الصحيفة إلى أن هروب الادخارات من الاقتصاد الإسرائيلى بدأ مع العاملين فى مجال التكنولوجيا والشباب ذوى الدرجة العالية من الوعى المالى فى إسرائيل، الذين حولوا استثماراتهم ومدخراتهم إلى سوق المال الأمريكى، لترتفع الاستثمارات الإسرائيلية فى السوق الأمريكية من 6 مليارات شيكل «ما يعادل 1.6 مليار دولار» إلى 134 مليار شيكل «ما يعادل 35.6 مليار دولار». وحذرت صحيفة «جويش بيزنس نيوز» العبرية الخاصة بقطاع الأعمال فى إسرائيل من أن هجرة رأس المال تحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلى المتعثر والمتداعى. فوصول المسيرات إلى منازل وقصور كبار القادة العسكريين والمليارديرات الإسرائيليين كفيل بفتح أبواب هجرة رؤوس الأموال على مصاريعها فى القريب العاجل، ومعها سيتفاقم تسارع انهيار الاقتصاد الإسرائيلى. وبالفعل، أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية فور توقف الحرب وبدء الهدنة فى غزة، أن إسرائيل تكبدت ما يصل إلى 125 مليار شيكل «34.09 مليار دولار» منذ بدء الحرب، وأضافت الوزارة أن إسرائيل سجلت عجزا فى الميزانية قدره 19.2 مليار شيكل «5.2 مليار دولار» فى ديسمبر. وبسبب الحربين مع حركة حماس فى غزة وجماعة حزب الله فى لبنان، بلغ العجز المستهدف للعام الماضى 6.6%، وبلغ العجز لعام 2024 بأكمله 6.9% من الناتج المحلى الإجمالى، مقارنة بنسبة 4.2% فى عام 2023. هجرة العقول.. فى الفترة من عام 1989 وحتى نهاية عام 1991، انتعشت الهجرة إلى إسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفيتى. ووقتها كان عوزى غدور، مدير قسم خدمات الاستيعاب فى وزارة الهجرة الإسرائيلية آنذاك، يحلم بانفتاح فى الهجرة يحمل معه «10 آلاف عالم، و87 ألف مهندس، و45 ألف هندسى وتقنى، و38 ألف معلم، و21 ألف طبيب، و18 ألفا من رجال الفن، و20 ألف أكاديمى فى العلوم الاجتماعية»، وفقا لتصريح رسمى له. كما قال يرمياهو برنوبر، رئيس قسم الأبحاث الإسرائيلى فى مجال الطاقة بجامعة تل أبيب وقتها: «إن 20% من المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفيتى هم من حَمَلة الشهادات المهنية العالية فى مجالات الهندسة والفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا، وفى إمكان طاقة كهذه أن تحوّل إسرائيل إلى ما يشبه اليابان من الناحية التكنولوجية». مرت العقود، وجاء طوفان الأقصى ليدفع حملة الشهادات العليا والعلماء لمغادرة تل أبيب، وقال الدكتور القرالة: «إذا كان الأغنياء هاجروا برؤوس أموالهم، فهناك عقول بشرية هاجرت باحثة عن مستقبل أكثر أمانا بعيدا عن وطن اليهود المزعوم». وأكد «القرالة» أن الهجرة لا تقف على فئة معينة بل تطال الجميع، وربما تطال بالأخص النخب من العلماء والمفكرين، وهذا له أثر كبير على أمن واستقرار دولة الاحتلال، وحتى على مستويات التقدم والتطور والتنمية، خاصة أن إسرائيل تركز على الاستثمار فى العلماء وجلبهم، خاصة فى المجال التقنى والتكنولوجى الذى يساهم فى مفهوم القوة الشاملة لإسرائيل. وتصل نسبة المهاجرين حملة الدكتوراه والماجستير 6.55%، يتبعهم الأطباء بنسبة 4.8%، والمهندسون والباحثون بـ3%، وقد ثبت أن نسبة الهجرة تسير بشكل طردى مع ارتفاع سنوات التعليم فى إسرائيل، وذلك وفقا لإحصائيات «المركز الأكاديمى شاليم» التى أعدها حول هجرة العقول من إسرائيل. وحول متوسط أعمار المهاجرين، قال المكتب المركزى للإحصاء إن متوسط أعمار الرجال المهاجرين فى عام 2023 بلغ نحو 31 عاما، بينما بلغ متوسط أعمار النساء 32 عاما، ويشكل الأشخاص فى العشرينات والثلاثينيات من العمر 40% من المهاجرين، على الرغم من أنهم لا يشكلون سوى نحو 27% من السكان، ومن بين المهاجرين، شكّل العُزّاب 48% من الرجال و45% من النساء، وهاجر نحو 41% منهم مع شريك حياتهم، ما يعزز الانطباع بأن كثيرين من هؤلاء هاجروا بصورة نهائية. وهذا يعنى أن إسرائيل تفقد قوة بشرية كبيرة فى سن يدخل فيها الكثيرون سوق العمل، أو يتابعون الدراسة، أو يتلقون التدريب فى الخارج. وأضاف الدكتور القرالة أن الهجرة العكسية تؤثر بشكل كبير على كل القطاعات لأن المورد البشرى فى غاية الأهمية لأى دولة لتحقيق النجاح فى عديد من الجوانب الحياتية، سواء عسكريا أو اقتصاديا أو تنمويا، ومؤخرا، وجدنا أن دولة الاحتلال تعانى الأمرين فى مسألة التجنيد للجيش وجلب الاحتياط الذين كانوا يمثلون العمالة فى كل القطاعات الإنتاجية، وبالتالى تضررت الإنتاجية فى إسرائيل وارتد ذلك على الاقتصاد الذى مُنى بخسائر كبيرة. الحريديم يهددون بالهجرة بعد أزمة تجنيدهم.. يؤكد الدكتور القرالة، أن ما عرضناه من هجرة عكسية دفع إسرائيل إلى اللجوء لتجنيد «الحريديم»، وهم فئة دينية لها مكانتها فى المجتمع الإسرائيلى وهم الأعلى خصوبة، وتعتمد عليهم إسرائيل فى النمو السكانى بشكل كبير، ويتم إعفاؤهم من التجنيد. وأدى قانون تجنيدهم الذى صدر مؤخرا إلى أزمة كبيرة، حيث هدد الحريديم بالهجرة من إسرائيل، وهذا إن حدث فسيكون كارثيا على دولة الاحتلال، ويؤكد على أن هناك فجوة كبيرة فى الجانب الديموغرافى والسكانى، وبالتالى فإن العامل الديموغرافى نقطة ضعف كبيرة وربما عقدة نفسية بالنسبة للجانب الإسرائيلى. هل تتعافى إسرائيل؟ أشارت تقارير الصحافة الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع ألا يحدث تطور كبير فى أرقام الهجرة اليهودية إلى إسرائيل فى السنوات المقبلة، فى وقت تزداد فيه احتمالات ارتفاع وتيرة الهجرة المعاكسة، فهناك استعداد لنحو 40% من الشباب اليهود فى إسرائيل للهجرة المعاكسة، وقالت صحيفة «معاريف» إن هناك دراسات تشير إلى أن ثمة 400 ألف إسرائيلى هاجروا ولن يعودوا إلى إسرائيل، خاصة أن غالبيتهم يحملون جنسيات دول أخرى فى العالم. وأظهر استطلاع رأى أجرته الصحيفة تنامى شعور الإسرائيليين بفقدان الأمن وتراكم الضغوط النفسية منذ عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة الفلسطينية. وأظهر الاستطلاع الذى نُشر فى أكتوبر 2024 أن 49% فقط من الإسرائيليين أفادوا بأنهم يشعرون بالأمان فى أماكن وجودهم. وكشف استطلاع آخر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 20% من الإسرائيليين اليهود يفكرون فى مغادرة إسرائيل إذا كانت لديهم القدرة المالية. اليمين المتطرف يرفع معدلات الهجرة العكسية.. يؤكد الدكتور «القرالة» أنه فى ظل وجود اليمين المتطرف وفتح جبهات للحروب، ستستمر الهجرات العكسية لا محالة فى ظل عدم الاستقرار، خاصة أن وصف المنطقة بطبيعة الحال يقول إن الأوضاع خطيرة، واستخدام العنف لن يجلب الأمن، وإذا استمرت إسرائيل فى نهجها وعدم إعادة الحقوق لأصحابها، فإن هذا ينتج مزيدا من العنف، وبالتالى يخلق حالة من عدم الاستقرار، وبالتالى اليهود سيعودون إلى أوطانهم الأصلية. وهو ما أكده أيضا الدكتور الرقب، حيث أكد أن طوفان الأقصى لفت انتباه اليهود إلى أن ما يصنعونه لن يجلب لهم السلام، وكل ما يمتلكونه من قوة وأسلحة لن يعطيهم أملا للازدهار، وهذا كان محركا أساسيا بضرورة أن يكفوا عن العنف ويبحثوا عن آلية لوقف الحرب. وفيما كانت الهجرة من إسرائيل سابقا تعد جريمة وخيانة، بل والبوح بها علنا أمرا شبه محرم، جاءت الـ15 شهرا لتكشف تفكك المجتمع الإسرائيلى وهروب مواطنيه وقت الأزمات، وأيا كانت تل أبيب ستتعافى قريبا من موجات الهجرة أم أن تداعياتها ستستمر لفترة طويلة؟ فإن سؤالا مهما أصبح مطروحا: هل إسرائيل وطن قومى لليهود حقا كما يتم الترويج لذلك منذ عقود أم إنها مجرد مكان يسهل العيش فيه برفاهية ويسهل الهروب منه وقت الأزمات؟ p   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-02-27

ثيودور هرتزل، اليهودى النمساوى، مؤسس الصهيونية، كتب فى افتتاحية العدد الأول من صحيفة «دى وولت» الأسبوعية ولسان حال الحركة الصهيونية فى عام ١٨٩٧ بأنه «يجب على هذه الصحيفة أن تكون وتتحول إلى درع حامية للشعب اليهودى، وتكون سلاحًا ضد أعدائه»، وحتى هذه اللحظة يفكر كل الصحفيين الإسرائيليين مثل هرتزل، ويستخدمون الإعلام فى الترويج لأكاذيبهم وخرافاتهم، ويحدث هذا قبل ١٩٤٨، حيث أنشأت الحركة الصهيونية إذاعة موجهة لليهود وأصدرت ١٤ صحيفة بينها ٤ ناطقة بالعربية، ومن بين هذه الصحف اثنتان على الأقل تعدان اليوم مرجعًا للأخبار التى تخص إسرائيل فى العالم، هما صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت»، وقد صدرت الأولى عام ١٩١٩، بينما صدرت الثانية عام ١٩٣٩، وصحيفة «معاريف» عام ١٩٤٨، وظل ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، مؤمنًا بشدة مثل هرتزل بأن للإعلام دورًا ووظيفة، فأعلن فور توليه منصبه عن تأسيس «هيئة رؤساء تحرير الصحف»، وهى الهيئة التى تتبع، بشكل أو بآخر، جهاز الموساد، وكنت طوال عملى الصحفى لا أميل إلى نقل أى أخبار أو معلومات عن الصحف العبرية حتى لو كانت المادة المقدمة تدين الاحتلال، ومنذ السابع من أكتوبر الماضى يلعب الإعلام الإسرائيلى دورًا لا يقل قذارة عن الدور الذى يقوم به الجيش ضد الشعب الفلسطينى، ووصل الأمر إلى دفع مبالغ طائلة لشركات فى الهند ومناطق متفرقة من العالم للدفاع عن وجهة نظرهم من خلال ميليشيات كانت إلى وقت قريب منحازة إلى الحق العربى، تطرقى لهذا الموضوع سببه أننى قرأت فى موقع مونت كارلو الدولى «بالعربى» تقريرًا ظاهره مهنى وباطنه الشر كله، هذا التقرير يتحدث عن تحذير الإعلام الإسرائيلى من حملة تحمل اسم «إسناد» يقوم بها شباب مصريون، يعتقد أنهم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، على تطبيق تليجرام، هدفها «اللعب بعقول الإسرائيليين»، من خلال بث أخبار متعلقة بالحرب على غزة، السم فى العسل فعلًا، هم يريدون أن يصنعوا أبطالًا من الإخوان، ويظهروا للعالم أن الشباب المصريين الذين يدعمون المقاومة ينتمى إلى الجماعة الإرهابية، وكأن بقية الشباب المصريين تدعم الاحتلال، لم يعرفوا أن الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وحّدت الجميع على كراهية المغتصب، وأن أفكارًا مثل «إسناد» (لو كانت حقيقية) ستكون نابعة من ضمير الوطنية المصرية، ولا نعرف أن الإخوان يجيدون اللغة العبرية أو غيرها إلا إذا كان هناك جديد لم نعرفه عنهم، صحيفة «هآرتس» قالت: «إن تلك الحملة تقود موجة واسعة النطاق لضرب المعنويات ونشر الانقسامات فى داخل إسرائيل من خلال (التلاعب بعقول الإسرائيليين) وأدعت أن بعض الأدلة يقود إلى أنه من المحتمل أن يكون الإيرانيون لهم يد فى الحملة، التى هى عبارة عن (حرب سيكولوجية لتشويه صورة جيش الدفاع وإلى خلق انقسامات داخل إسرائيل)»، وأشارت إلى أن آلاف المتطوعين من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين المنفيين خارج مصر وراء تلك الحملة التى أسموها «إسناد فلسطين»، وتقول صحيفة «ذا ماركر» الإسرائيلية، حسب تقرير مونت كارلو، إن «مجموعة مغلقة على تطبيق تليجرام، تضم شبكة من المتطوعين من جماعة الإخوان المسلمين، الذين يخترقون صفة مستخدمين إسرائيليين ناطقين بالعبرية، ومن بينهم أعضاء خبراء رقميون ومصممو جرافيك وخبراء فى الذكاء الاصطناعى وغيرهم»، وتضم أيضًا عددًا من المتطوعين ينتحلون صفة مستخدمين إسرائيليين ويستقطبون شباب إسرائيل على الشبكات الاجتماعية، وتعمل المجموعة على بث الآلاف من الرسائل موجهة للرأى العام الإسرائيلى، المؤكد أن حملة كهذه وخيالًا كهذا وخبرات كهذه من المستحيل أن يكون وراءها خيال فقير ومريض مثل خيال الإخوان، الإعلام الصهيونى مهما فعل، لن ينجح فى ألاعيبه الشيطانية فى مصر، لأن كراهية المغتصب تورث مع الجينات، أما عن الإعلام الإخوانى الذى تم اختزاله فى عدد من الوجوه على بعض القنوات اللقيطة فهو لا يكف عن الاستعانة بإسرائيل ليس فقط للنيل من النظام وتشويه صورته أمام الشعب المصرى، بل من الدولة ذاتها ومؤسساتها الوطنية، مستعينًا بالإعلام العبرى الذى أصبح المادة الرئيسة لكل البرامج السياسية التليفزيونية الإخوانية، وباتت الشاشات الإخوانية تنقل صور الخبراء والمحللين الإسرائيليين عن الأوضاع فى مصر، كأنها مسلمات غير قابلة للنقاش ولا حتى التشكيك، الإخوانجية يتجاهلون معرفتهم بأن الإعلام الإسرائيلى موجه، إما مخابراتيًا، أو أيديولوجيًا، مصحوبًا بكراهية مصر لأسباب قديمة سياسية وأيديولوجية ودينية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2018-02-26

أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، حيث يعتبر كتاب جورج بول، الدبلوماسى السابق بالخارجية الأمريكية، الصادر عام 1992 بعنوان «الارتباط العاطفى: التورط الأمريكى مع إسرائيل»، وما يحمله من وثائق وروايات لشخصيات شاركت فى صناعة القرار الأمريكى، مرآة حقيقية لطبيعة العلاقات بين واشنطن والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.   ولفت الكتاب إلى أن الرئيس الأمريكى الراحل جون كيندى جاء إلى السلطة بتعهد قطعه على نفسه بتأييد حق تقرير المصير الفلسطينى والعمل على حل مشكلة اللاجئين. وكتب رئيس وزراء إسرائيل ديفيد بن غوريون إلى زعماء اليهود الأمريكيين «إسرائيل ستعتبر هذه الخطة تهديداً لوجودها يفوق فى خطورته كل التهديدات التى صدرت عن الرؤساء والملوك العرب»، وفى نهاية الأمر نجح الإسرائيليون وأصدقاؤهم فى الضغط على كيندى وتغيير موقفه، والتأكيد على أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل إذا ما تعرضت لهجوم».   تقارير مراكز الأبحاث الأمريكية تشير إلى أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل منذ عام 1948 دعما دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، بلغ حتى الآن ما يزيد على 100 مليار، فى إطار المنطق الاستراتيجى للعلاقات بين الجانبين وما تمثله من توازن سياسى وعسكرى فى المنطقة العربية وفق رؤية واشنطن، وهذا ما يفسر استمرار المشاورات وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن عدد من الملفات الأمنية والسياسية فى المنطقة، فضلا عن استمرار جهود الارتقاء بالتعاون العسكرى التقنى وتنسيق العمليات المختلفة.   تمثل الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة لإسرائيل الحليف الاستراتيجى الذى يساندها فى تحقيق مصالحها، وتمثل تل أبيب بالنسبة لواشنطن أهم ركيزة من ركائز الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وتأمين مصالحها. ومن هنا فإنه من الصعب مجرد التصور بفك الارتباط بين الجانبين سياسيا واقتصاديا وعسكريا، خاصة أن العلاقات مع الدول العربية لم تتأثر مع انتشار القواعد العسكرية الأمريكية فى أغلب دول المنطقة.   وفى السنوات الماضية خرج علينا الكاتب السياسى ستيفن هادلى بورقة تحت عنوان «إسرائيل وأمريكا ومنطقة الشرق الأوسط الهائجة»، ونشر هذا البحث مترجما فى المرصد السياسى وكشف فيه مزيدا من الأسرار التى لم تكن معروفة قبل عده سنوات وأغلب تلك الأحداث كانت فى 2014 وأثرت بالسلب حتى الآن، لأنها كشفت النقاب عن العلاقات بين إسرائيل وأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط. فى 2014، خاطب مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق ستيفن هادلى منتدى سياسى فى معهد واشنطن، وذلك فى أعقاب مشاركته فى المؤتمر السنوى لـ«معهد دراسات الأمن القومى» فى تل أبيب و«مؤتمر الأمن فى ميونيخ». وقد شاركه فى المنتدى المدير التنفيذى لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف والمستشار فى المعهد دينيس روس، وفيما يلى ملخص المقرر لملاحظات السيد هادلى، وقد نُشرت ملاحظات السيدان ساتلوف وروس فى المرصد السياسى 2204، والمرصد السياسى 2207 على التوالى.   الإسرائيليون هم أقل اضطراباً من التهديد الاستراتيجى الذى يواجه سوريا وأكثر قلقاً من التدخلات التكتيكية الرامية إلى إرساء الاستقرار على جبهة الجولان والتعامل مع المخاطر التى يشكلها «حزب الله»، وفى حين يشعر الإسرائيليون بالتهديد الناشئ من اقتراب تنظيم «القاعدة» والجماعات الأصولية السنية من حدودهم بسبب الأزمة السورية، إلا أنهم لا يعتبرون أن هذه المنظمات تمثل المشكلة الأكثر إلحاحاً، وما زالوا ينظرون إلى إيران بأنها تشكل التهديد الأكثر خطورة كما يظلون منشغلين فى المناقشات الداخلية بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين.   تشير الملاحظات الأخيرة من المنطقة إلى أن أقلية من الإسرائيليين يتمنون لو لم تشرع الولايات المتحدة مطلقاً فى المفاوضات مع إيران، رغم أنهم لا يقترحون سياسة بديلة. ومع ذلك، هناك مخاوف أوسع انتشاراً بشأن صياغة شروط مواتية لاتفاق شامل من خلال الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل تبنى موقف صارم فى المفاوضات، وعلى وجه الخصوص هناك اختلاف حقيقى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ما إذا كان الخط الأحمر المرسوم لإيران يهدف إلى منع امتلاك سلاح نووى أو منع امتلاك قدرات تصنيع الأسلحة النووية، ولا يريد الإسرائيليون أن تكون إيران دولة تقف على العتبة النووية. بيد، أن إيران هى فى الواقع دولة تقف بالفعل على العتبة النووية ويرجح أن تظل كذلك، فقد تم تجاوز هذا الخط.   ويشير الكاتب إلى أنه كان من الواضح أن الإيرانيين لن يقبلوا باتفاق لا يتضمن السماح بدرجة من درجات التخصيب. إن التفاصيل بشأن مقدار التخصيب المسموح به والعوائق التى تم إقرارها سوف تحدد كمية الوقت المتبقى حتى يكون باستطاعة الأطراف الخارجية اكتشاف أية محاولة لتجاوز ذلك الاختراق، فضلاً عن الوقت المتاح للرد بشكل كاف على مثل هذه المحاولة. وإذا تؤدى المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق يوفر ضمانات كافية، أى تمديد كبير للوقت المتاح للكشف عن الاختراق الإيرانى، فعندئذ من المرجح أن توافق إسرائيل على برنامج تخصيب محدود للغاية عوضاً عن البديل المتمثل بشن ضربة عسكرية إسرائيلية. «يتبع».. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2018-11-14

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، عن استقالته الأربعاء، الأمر الذي يجعل مصير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو غامضًا. وفيما يلي أسئلة وأجابات عن الاستقالة وما يحيط بها. لماذا استقال ليبرمان؟ يدعو ليبرمان منذ فترة طويلة إلى التحرك ضد حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، وأوضح مؤخرًا أنه لا يوافق على استراتيجية نتانياهو. وبلغ الخلاف بينهما ذروته مع وقف إطلاق النار الثلاثاء، لإنهاء أسوأ تصعيد بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014. ووصف ليبرمان وقف إطلاق النار بأنه "خضوع للإرهاب". ولعبت الاعتبارات السياسية على الأرجح دورًا في قراره. وتسري تكهنات منذ فترة، بأنه ستتم الدعوة إلى الانتخابات قبل موعدها في نوفمبر 2019. ويبدو أن الوقت كان مناسبًا ليستقيل ليبرمان ويستغل الفرصة لحزبه اليميني الصغير "اسرائيل بيتنا"، الذي يمتلك مقاعد في البرلمان أقل من الليكود، بزعامة نتانياهو ومنافسيه من "البيت اليهودي" اليميني المتطرف. الانتخابات قادمة؟ وباستقالة ليبرمان، يخسر ائتلاف نتانياهو البرلماني خمسة مقاعد، ويتركه بغالبية صوت واحد (61 من 120 مقعدًا). وبين الأسباب الرئيسية التي دفعت نتانياهو، إلى التفاوض مع ليبرمان للانضمام إلى ائتلافه في 2016 هو توسيع ائتلافه الحاكم. والحكومة التي تشكلت بعد انتخابات 2015، تعد الأكثر يمينية في تاريخ اسرائيل حتى قبل انضمام ليبرمان إليها. ونظريًا، تستطيع الحكومة أن تسعى للبقاء حتى نهاية ولايتها المحددة بأربع سنوات، ولكنها ستكون تحت رحمة مصالح الأحزاب المختلفة ومصالح نتانياهو نفسه. ويقول "الليكود" أن إجراء انتخابات مبكرة لن يكون ضروريًا، وأن نتانياهو يسعى الآن إلى استقرار الائتلاف. لكن "البيت اليهودي" بزعامة وزير التعليم نفتالي بينيت، يهدد بالانسحاب إذا لم يتم إسناد حقيبة وزارة الدفاع إليه. ومن المرجح أن يتردد نتانياهو باسناد هذا المنصب، إلى بينيت الذي يعد واحدًا من منافسيه الرئيسيين في صفوف اليمين. وجدير بالذكر أن منذ 30 عامًا، لم تكمل أي حكومة اسرائيلية فترة ولايتها. ما هي التحديات أمام نتانياهو؟ يتولى نتانياهو رئاسة الوزراء منذ أكثر من 12 عامًا، وربما يتفوق في ذلك على الأب المؤسس لإسرائيل ديفيد بن غوريون، إذا بقى في منصبه العام المقبل. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود سيكون المفضل لدى الناخبين في حال تمت الدعوة للانتخابات، إذ أن الناخبين لا زالوا يقدرون سمعته بأنه "ضامن الأمن". ولكن تأثيرات التصعيد الأخير في غزة عليه لم تتضح بعد. وقد سرت تكهنات قبل أشهر أن نتانياهو، يختار إجراء انتخابات مبكرة خصوصًا بعد أن أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات له في قضيتي فساد. ومن المتوقع أن يقرر النائب العام، ما إذا كان سيوجه له التهم في الأشهر المقبلة، والفكرة هو أنه سيكون في موقف أفضل لمواجهة هذه التهم بعد أن يحصل على تخويل جديد من الناخبين. لكنه سيكون راغبًا في القيام بهذه الخطوة في أفضل الأوقات. وهو يواجه حاليًا انتقادات بسبب وقف اطلاق النار في غزة. "نصر" لغزة وحماس؟ بعد أشهر من الاضطرابات الدامية، احتفلت حركة حماس وحليفتها الجهاد الإسلامي باستقالة ليبرمان الذي اعتبرته "انتصارًا". وسعت مصر والأمم المتحدة إلى التوسط في هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل، واعترف نتانياهو أنه يرحب بالوساطة تجنبًا لانهيار الوضع الإنساني في غزة. وفضل نتانياهو احتواء حماس بدلًا من إطاحتها من السلطة، بسبب قلقه إزاء أن يؤدي ذلك إلى إحداث فراغ في السلطة، ومواجهة اسرائيل صعوبة في تولي المسؤولية الأمنية عن القطاع الذي انسحبت منه عام 2005. وقال نتانياهو، السبت، "أنا لا أنسحب من حرب ضرورية، لكنني أريد أن أتجنبها عندما لا تكون ضرورية للغاية". وفي الوقت ذاته، قال إنه لا يوجد حل سياسي لغزة. وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت "لقد حان الوقت لكي نفهم ما يعرفه كل طفل في غزة، وهو أن بيبي (نتانياهو) يفضل نظام حماس". وأضاف "أنه يفضل نظام حماس لأنه لا يجد البدائل الأخرى مقبولة". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

سكاي نيوز

2023-11-13

وأوضحت الوكالة في تصريحات نشرتها عن داني نافيه، الرئيس التنفيذي للسندات الإسرائيلية "إزرائيل بوندس" قوله إن إسرائيل باعت سندات بقيمة مليار دولار منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي. وأضاف أن رقم السندات المباعة البالغة مليار دولار يعتبر قياسيا، إذ أن الولايات المتحدة وكيانات في داخلها هي من قامت بشراء السندات. وتعتبر "إزرائيل بوندس" جزءا من شركة تطوير الوساطة الإسرائيلية ومقرها نيويورك، وتأسست عام 1951 من قبل رئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون. وبالإضافة إلى السندات الإسرائيلية، أصدرت الحكومة إصدارات خاصة منذ بدء الحرب؛ إذ باعت أدوات دين بقيمة 1.9 مليار دولار مدتها ثلاث سنوات بفائدة 5 بالمئة عبر مجموعة "غولدمان ساكس"، بحسب بلومبرغ. كما أصدرت إسرائيل 800 مليون دولار من أدوات الدين لأجل ثماني سنوات، أدار بيعها جولدمان ساكس كذلك بنسبة فائدة 6.5 بالمئة. بذلك، يصل إجمالي بيع السندات وأدوات الدين الأخرى من جانب إسرائيل 3.7 مليارات دولار، منذ بدء الحرب على غزة. وأوضحت الوكالة في تصريحات نشرتها عن داني نافيه، الرئيس التنفيذي للسندات الإسرائيلية "إزرائيل بوندس" قوله إن إسرائيل باعت سندات بقيمة مليار دولار منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي. وأضاف أن رقم السندات المباعة البالغة مليار دولار يعتبر قياسيا، إذ أن الولايات المتحدة وكيانات في داخلها هي من قامت بشراء السندات. وتعتبر "إزرائيل بوندس" جزءا من شركة تطوير الوساطة الإسرائيلية ومقرها نيويورك، وتأسست عام 1951 من قبل رئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون. وبالإضافة إلى السندات الإسرائيلية، أصدرت الحكومة إصدارات خاصة منذ بدء الحرب؛ إذ باعت أدوات دين بقيمة 1.9 مليار دولار مدتها ثلاث سنوات بفائدة 5 بالمئة عبر مجموعة "غولدمان ساكس"، بحسب بلومبرغ. كما أصدرت إسرائيل 800 مليون دولار من أدوات الدين لأجل ثماني سنوات، أدار بيعها جولدمان ساكس كذلك بنسبة فائدة 6.5 بالمئة. بذلك، يصل إجمالي بيع السندات وأدوات الدين الأخرى من جانب إسرائيل 3.7 مليارات دولار، منذ بدء الحرب على غزة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2017-10-23

تظاهر آلاف من اليهود المتشددين مجددا الاثنين وأغلقوا المدخل الرئيسي للقدس في اطار حركة احتجاجهم ضد جهود فرض الخدمة العسكرية الالزامية عليهم مثل العلمانيين. ونظمت سلسلة تظاهرات مماثلة في الاسابيع الماضية، وتم خلالها اعتقال شبان من اليهود المتشددين المشتبه بتهربهم من الخدمة العسكرية. وقال مراسل لفرانس برس ان التظاهرات جرت في منطقة قرب محطة الحافلات المركزية في القدس والتي تعد المخرج الرئيسي للمدينة. واستخدمت الشرطة المياه العادمة لتفريق المتظاهرين. وتظاهر اليهود المتشددون في مناطق مختلفة في المدينة واغلقوا شوارع اخرى. وقالت الشرطة الاسرائيلية انه تم اعتقال 10 اشخاص على الاقل. واعتقلت الشرطة الخميس 120 من اليهود المتشددين الخميس خلال تظاهرات شارك فيها آلاف من هذا التيار ضد فرض الخدمة العسكرية عليهم. وقررت المحكمة العليا، وهي اعلى سلطة قضائية في اسرائيل، في ايلول/سبتمبر الماضي الغاء الاعفاء الذي كان يتمتع به طلاب المدارس الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية. وكان القانون الذي اقر عام 2014 يتيح زيادة عدد المجندين من اليهود المتدينين الذين كانوا يستفيدون من اعفاءات بحجة التفرغ للدراسة في المدارس الدينية. والتجنيد مفروض على الاسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاما، بحيث يخدم الرجال لعامين وثمانية اشهر والنساء لعامين. ومنذ قيامها في 1948 واجهت اسرائيل مسألة تجنيد المتدينين، وعاملهم اول رئيس وزراء ديفيد بن غوريون معاملة خاصة، كونهم كانوا ضامنين لاستمرار دراسة تعاليم الديانة اليهودية. ويشكل هؤلاء نحو 10% من السكان في اسرائيل ويطبقون الشريعة اليهودية بشكل متشدد في حياتهم اليومية. وتفيد توقعات انه مع استمرار ازدياد عدد السكان من اليهود المتشددين الذين تعتبر نسبة تزايدهم اكبر من نسبة تزايد العلمانيين، فأنهم قد يشكلون ربع السكان في اسرائيل بحلول عام 2050. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

مصراوي

2023-11-05

(مصراوي):أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن زوال "إسرائيل" مسألة حتمية شأنها في ذلك شأن كل محتل مصطنع يخالف قواعد المنطق والتاريخ والجغرافيا والحضارة، وهم يعلمون ذلك جيدًا وفق نبوءاتهم ونصوصهم التوراتية، خاصة مع استمرار مقاومة الفلسطينيين –شعب الحجارة كما وصفته الصحف العالمية منذ الانتفاضة الأولى. وأشار المرصد، إلى أن هذا التعبير اُستخدم للدلالة على عزيمتهم وإرادتهم القوية- ضد من احتل أرضه، وهو الأمر الذي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة في الكيان المحتل من التغلب عليه لعلمهم اليقيني ببطلان عقد "بلفور" الذي رسخ لوجودهم في أرض فلسطين التاريخية، هذا الأمر كان يعيه دافيد بن غوريون جيدًا فنصح مستوطنيه بالوحدة الداخلية في وجه التحديات التي يواجهها في منطقة ترفض وجودهم كليًّا. وقال إن إسرائيل أمام أزمة وجودية، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق في ظل تصاعد نبرة العداء بين أطياف المستوطنين، في مقاله المنشور تحت عنوان "التهديد الحقيقي هو الكراهية بين اليهود"، محذرًا أن تحويل الصراع من سياسي إقليمي إلى حرب دينية بين "إسرائيل" والإسلام لا يخدم استقرار الكيان الذي دخل عقده الثامن، تلك النقطة التي تشكل هاجسًا لا يهدأ بالنسبة للمستوطنين على اختلاف أطيافهم لارتباطها بتاريخ حقبتين انتهيا تاريخيًّا بسبب الانقسام الداخلي، وهما: مملكة داوود والحشمونائيم - فكلتاهما زالتا في العقد الثامن. وتابع: "وبالعودة إلى استخدام نتنياهو النصوصَ التوراتية؛ فالهدف منها إلى جانب توحيد الصف الداخلي في الكيان الصـ.ـهـ.ـيوني، هو رغبته في إثارة مخاوف رعاة الاستعمار ومن زرعوا هذا الكيان في المنطقة من إمكانية زواله عبر تحويل المعركة من سياسية إلى دينية لتوسيع مداها الإقليمي والعالمي بما ضمن استمراريته"، وهذا الأمر عبر عنه قادة الكيان في أكثر من مناسبة. ولا ننسى تصريحًا سابقًا لابن نتنياهو تحدث فيه عن الحل النهائي للقضية الفلسطينية حاصرًا إياه إما في خروج "الإسرائيليين" أو الفلسطينيين من الأرض، قائلًا: "وأميل إلى الحل الثاني"، قاصدًا به خروج الفلسطينيين من أرضهم! ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: