معركة مرج دابق
مرج دابق هو اسم معركة قامت في 8 أغسطس 1516 بين العثمانيين والمماليك قرب حلب في سوريا، قاد العثمانيين السلطان سليم الأول وقاد المماليك قانصوه...
الشروق
2009-04-09
كنت على مدى 48 ساعة مثل واحد من هؤلاء الذين يمارسون رياضة الروديو الأمريكية، حيث يفوز من يبقى لأطول فترة ممتطيا هذا الثور الرافض والكاره للفكرة، فينجح الثور فى إسقاط المتسابق وطرحه أرضا وربما تهذيبه وإصلاحه بعملية طحن تحطم الضلوع والسيقان.. فقد كسرت الإنفلونزا عظامى، وكسر ارتفاع الحرارة وانخفاضها ما بقى منها.. فكنت أفتح عينىّ على خبر ثم أغمضهما قبل أن أنهيه.. وتوقفت علاقتى بالأحداث الجارية عند إضراب 6 أبريل الذى فشل وانفصال أو طلاق الدكتور أيمن نور وجميلة إسماعيل وعجز الفضائيات كلها عن تحديد الأمر: هل هو انفصال أم طلاق؟!.. كما هزنى خبر زلزال إيطاليا المدمر، وهز رأسى خبر حرب الكتب فى نادى الزمالك.. وأعرف الكثير من الحروب العجيبة فى التاريخ، ومنها على سبيل المثال معركة مرج دابق التى وقعت بين المماليك والسلطان العثمانى سليم الأول فى قرية مرج دابق شمال سوريا، وحرب البسوس التى استمرت 40 عاما بسبب امرأة بين قبيلتى بكر وتغلب. وحرب الورود أو الوردتين التى استمرت 400 عام فى بريطانيا بين يوركشاير ولانكستر.. الجديد هو حرب الكتب فى ميت عقبة، وهو ما أشار إليه الزميل محمد أبو العينين فى تقرير خفيف الظل نشرناه، حيث يعد مجموعة من المرشحين المتنافسين بعض المؤلفات التى يهاجم فيها الآخرين أو يشرح من خلالها برنامجه الانتخابى، ومن ضمن تلك المؤلفات المتوقعة كتاب «أحلامى» لممدوح عباس، و«اسمعوا كلامى» للدكتور كمال درويش، و«السادة الطغاة» للمستشار مرتضى منصور. وسبق أن شهد نادى الزمالك إصدارات انتخابية مثل «خائف على النادى». بينما أصدر مرتضى منصور كتابين وهما «الكتاب الأسود» و«ضد الفساد»؟! إنه الزمالك الفريد الغريب، لكنى تساءلت: لماذا يتجه المرشحون فى انتخابات النادى إلى تأليف الكتاب وتوزيعها على أعضاء الجمعية العمومية كأحد أسلحتهم لخوض المعركة الانتخابية؟! دفاعا عن أنفسهم، احتمال، بحثا عن الحقيقة، وراد، حبا فى النادى، ربما، هجوما ضد الخصوم، ممكن.. لكن الأكيد أنك فى الزمالك، وأن تلك الكتب تصدر لأن ما فيها قد يصعب نشره على الناس والأعضاء عبر وسائل الإعلام بسبب ما فيه من اتهامات، أو لأن الكتاب مساحة حرة يقول فيه الكاتب رأيه بدون رقابة صحفى أو مونتاج فى برنامج..! يعرف أهل الشعر أن أفضله يفجره الألم والحزن.. والآن يعرف أهل الزمالك أن الانتخابات فجرت مواهب التأليف عند المرشحين.. فسوف نسمع قريبا عن عباس كويللهو، وكمال جارسيا ماركيز! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-08-28
واحد من بين الأسماء المثيرة للجدل فى التاريخ المصرى، هو شخصية خاير بك الجركسى، أحد أمراء المماليك الجراكسة، وهو أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية وآخر وال مملوكى فى حلب. ويرجع الجدل حول شخصية "خاين بك" كما أطلق عليه المصريون، بعدما وافق على العمل سرا لدى السلطان سليم الأول، فحاول أن يثنى السلطان المملوكى قانصوه عن الخروج لمواجهة العثمانيين محاولا إقناعه بأنهم يريدون فقط الدولة الصفوية، وليس هناك خطر على مصر، وقد عينه السلطان الغورى لقيادة ميسرة جيش المماليك. وتمر اليوم الذكرى الـ505، على سيطرة العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول على حلب – التى كان يتولاها خاير بك - بعد أيام من انتصارهم على المماليك فى معركة مرج دابق، وذلك فى 28 أغسطس عام 1516م. بحسب المراجع التاريخية، فإنه بعدما قُبض على آخر ملوك المماليك "طومان باى" وقتله، أصبح خاير بك أول حاكم على مصر فى العصر العثمانى مكافأة له على خيانته، ليُطلق عليه المصريون لقب "خائن بيك"، وهو نفس اللقب الذى أطلقه عليه السلطان العثمانى سليم الأول أيضاً. كره المصريون خاير بك، بسبب ظلمه، فكان عهده يمتاز بالقسوة والعنف وساءت فيه أحوال البلاد، وقد هان القتل فى عهده حتى طال الصغار. ويعدد ابن إياس فى كتابه "بدائع الزهور"، فيقول إنه كان جباراً عنيداً، سافكاً للدماء، قتل العديد من الخلائق، وقد اخترع طريقة للقتل أطلق عليها "شك الباذنجان"، فكان يتم القتل بإدخال الخازوق فى الأضلاع، وكان كثيراً ما يسكر، ويذهب عقله، ويحكم على الناس وهو فى هذا الحال. ويقول ابن إياس فى كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور"، إنه عندما اشتد المرض به لزم الفراش وأُصيب بالشلل التام، وأصابته 3 أمراض حتى أن الأطباء احتاروا فى علاجه، وظن الوالى الخائن أن إنفاقه لماله سيشفيه، فلجأ للتصدق على الأطفال فى الكتاتيب بمنحهم الفضة ليدعوا له بالشفاء، ويضيف ابن إياس "كان يشترى الدعاء بماله". ولما اشتد به المرض أعتق جواريه ومماليكه، وأفرج عن كل من سجنهم ظلماً، ووزع الحبوب والغلال على المحتاجين والفقراء، فأخرج 10 آلاف أردب من القمح للتوزيع، وبنى مسجده. ويوضح ابن إياس: لم ير الناس أحسن من هذه الأيام فى عهده، فجاد على الناس وبر الفقراء، ولم يعرف الله إلا وهو تحت المرض. وتقول الروايات التاريخية إن أحداً لم يقرأ عليه الفاتحة بعد وفاته فى 1522 ميلادية، لما ساد فى عصره من ظلم، وترددت الروايات المتداولة بعد وفاته أفادت بأن الناس كانوا يسمعون صرخاته داخل قبره ليلاً، حتى ضجوا من ذلك. أما مسجده فربما يكون من سخرية القدر وعدالة السماء فإن المعمارى الذى أقام مسجده قد أخطأ فى اتجاه القبلة، لذا لم يُصلِ فيه المسلمون يوماً منذ بنائه قبل نحو 5 قرون. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-08-24
وقعت معركة مرج دابق بين المماليك والعثمانيين فى 24 أغسطس من عام 1516 ، وقد بدأت قصة المعركة حين دخل السلطان العثمانى سليم الأول دمشق وبدأ التجهيز لدخول مصر والقضاء على الدولة المملوكية بعد أن أحكم سيطرته على الشام، وفي مصر قام المماليك بتنصيب طومان باي سلطاناً بينما خرج قنصوه الغورى على رأس جيش استعدادا لصد العثمانيين، لكن المعركة انتهت بهزيمة المماليك. ومن الكتب التى تناولت هذا الحدث كتاب رجال مرج دابق لصلاح عيسى وفيه يقول عن ليلة المعركة: لم يكن واحد من الرجال الذين ملأوا فضاء مرج دابق في تلك الليلة الصيفية الحارَّة يعرف على وجه التحديد كيف ستنتهي الأمور. كل ما كانوا يعرفونه أن الحرب قد أصبحت أمرًا مقررًا، وأنها قد تنشب في أي لحظة، وأن إقامتهم في هذا المرج الواسع لن تطول. أما كيف تتوزع بينهم الحظوظ: مَن منهم سوف يُؤخذ أسيرًا؟ ومن منهم سوف يسقط شهيدًا في المعركة؟ وهل ينتصر الجيش الذي يقوده سلطانهم الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري، أم ينتصر جيش عدوهم السلطان المظفر سليم خان بن بايزيد العثماني؟ فذلك كله لم يكن واحد منهم يعرف شيئًا عنه". ويقول ابن إياس الحنفي في كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" أن مصر تغير حالها كثيرا بعد معركة مرج دابق فيقول: "ومن العجائب أن مصر صارت نيابة، بعد أن كان سلطان مصر أعظم السلاطين في سائر البلاد قاطبة". ويقول فى موضع آخر أن قنصوه الغوري قائد جيش المماليك عندما خرج للشام لملاقاة الجيش العثماني أفرغ الخزائن من كل الأموال التي جمعها من أول سلطنته حتى قيل إنها بلغت ألف ألف دينار وأخذ معه التحف وآلات السلاح الفاخرة وأفرغ حواصل الذخيرة عن آخرها، وحمل تلك الأشياء كلها على خمسين جملًا، وهو وصف يشى بعظم المعركة التى يصفها ابن إياس فى مكان مغاير بالهينة وربما يقصد بذلك أن خيانة أحد أجنحة المماليك وما فعله خاير بك فى هذا السياق بتخليه عن جيش المماليك وانضمامه إلى العثمانيين جعل المعركة هينة بعدما كانت محتدمة شديدة البأس فى البداية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-06-04
يشهد شهر رمضان المبارك، بشكل يومى وعلى مدار أيامه فعاليات ثقافية وفنية، تقام فى عدد كبير من الأماكن الأثرية، ليكون تجسيدا لروح الفن وعبقرية المكان الذى صنعه الأجداد، عبر تاريخ مصر ودولها الحاكمة على مر العصور، ومن تلك الأماكن تأتى قبة الغورى، التابعة أحد مواقع مجموعة السلطان الغورى بالدرب الأحمر، والذى أصبحت اليوم مركزا الإبداع الفنى.. وخلال السطور التالية نوضح بعد المعلومات التاريخية عن مجموعة السطان الغورى. س/ ما مجموعة السلطان الغورى؟ ج: عبارة عن مجموعة معمارية أثرية شهيرة بالقاهرة مبنية على الطراز الإسلامى تعود إلى أواخر عصر المماليك الجراكسة، تضم المجموعة عدة منشآت بنيت على جهتين متقابلتين بينهما ممر يعلوه سقف خشبى. س/ ما المواقع التى تضمها مجموعة السلطان الغورى؟ ج: تضم المجموعة مسجدا ومدرسة كانت تدرس بها العلوم الشرعية، بينما يقابلها فى الجهة الأخرى القبة الضريحية وسبيل يعلوه كتاب وخانقاه للصوفيين ومنزل ومقعد، فيما اندثر حمام أثرى كان يجاور تلك الأبنية. س/ متى تم بناء مجموعة السلطان الغورى؟ ج: تم إنشاء المجموعة خلال الفترة من 909هـ/1503م إلى 910هـ/1504م بأمر السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغورى الجركسى الأصل أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة، وكان قبل أن يعتلى كرسى السلطنة أحد أمراء السلطان الأشرف قايتباى. س/ من هو السلطان الغورى؟ ج: هو الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغورى الجركسى الجنس هو من سلاطين المماليك البرجية، ولد سنة (850 هـ- 1446 م)، ثم امتلكه الأشرف قايتباى وأعتقه وجعله من جملة مماليكه الجمدارية ثم أصبح فى حرسه الخاص وارتقى فى عدة مناصب حتى ولى حجابة الحجاب بحلب، وفى دولة الأشرف جنبلاط عين وزيرا، بويع بالسلطنة سنة 906 هـ- 1500 م وظل فى ملك مصر والشام إلى أن قتل فى معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516. س/ أين تقع مجموعة الغورى الآن؟ ج: تقع المجموعة حالياً بالغورية بمنطقة الدرب الأحمر التابعة لحى وسط القاهرة، وتطل على شارع المعز لدين الله، وبجوارها عدة مواقع أثرية أخرى مثل وكالة الغورى، وكالة قايتباى، مسجد محمد بك أبو الدهب، الجامع الأزهر، مسجد الفكهانى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-08-24
وقعت يوم 23 أغسطس العديد من الأحداث المهمة التي غيرت الكثير في خريطة العالم، منها ما يتعلق بأحداث ومنها ما يتعلق بمواليد وأخرى تتعلق بوفيات: أحداث 1516 - وقوع "معركة مرج دابق" بين المماليك والعثمانيين. 1572 - وقوع "مذبحة سان بارثليمبو» والتى قتل بها ما يقارب 4000 من البروتستانت الفرنسيين، وقد دبر هذه المذبحة ملك إسبانيا فيليب الثانى والبابا وبعض الكاثوليك، وقد اعتبر الكاثوليك هذه المذبحة نصرًا كاثوليكيًا. 1821 - الإعلان عن استقلال المكسيك. 1912 - ألاسكا تنضم للولايات المتحدة وتصبح أرضًا أمريكية. 1922 - الفلسطينيون يرفضون الانتداب البريطانى على فلسطين وذلك فى «مؤتمر نابلس" 1954 - الكونغرس الأمريكى يوافق على قانون مكافحة الشيوعية وذلك خوفًا من الخطر الشيوعي. 1982 - الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح يؤسس حزب المؤتمر الشعبى العام. 1989 - الموسيقار يانى يصدر ألبومه الخامس بعنوان «Niki Nana» والذى احتوى على ثمان مقطوعات. 1991 - ميخائيل غورباتشوف يستقيل من رئاسة الحزب الشيوعى السوفييتي. أوكرانيا تعن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. 1995 - طرح ويندوز 95 فى الأسواق. 2006 - إعلان الإتحاد الفلكى الدولى بخروج بلوتو عن المجموعة الشمسية وإنزال رتبته من كوكب إلى كوكب قزم. 2011 - المدير التنفيذى لشركة أبل ستيف جوبز يستقيل من منصبه. 2016 - اكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية يدعى بروكسيما سنتورى بى فى النطاق الصالح للحياة حول بروكسيما سنتورى وهو أقرب نجم إلى الشمس. زلزالٌ مُدمِّر يضرب وسط إيطاليا على مقرُبة من مدينة نورتشا ويحصد 260 قتيلًا على الأقل و380 مصابا. 2018 - سكوت موريسون يصبح رئيس وزراء أستراليا الجديد خلفاً لمالكولم تورنبول. مواليد 1865 - الملك فرديناند الأول، ملك رومانيا. 1880 - مايلز لامبسون، دبلوماسى بريطاني. 1899 - خورخى لويس بورخيس، كاتب أرجنتيني. ألبير كلود، عالم بلجيكى فى علم الأحياء حاصل على جائزة نوبل فى الطب عام 1974. 1922 - هوارد زين، مؤرخ أمريكي. 1924 - أحمدو أهيجو، رئيس الكاميرون. 1939 - رءوف عباس حامد، مؤرخ مصري. 1947 - باولو كويلو، كاتب برازيلي. وفيات 1954 - جيتوليو فارجاس، رئيس البرازيل. 1990 - جيلى عبد الرحمن، شاعر سوداني. 2003 - أمينة رزق، ممثلة مصرية. ويلفريد ثيسيجر، رحالة بريطاني. 2007 - عبد الرحمن عارف، رئيس العراق الأسبق. 2021 - حسين حبري، رئيس جمهورية التشاد (1982 - 1990). ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-10-11
ارتبط البشر من بداية الخلق بفكرة القائد الأسطورى، الذى يصورونه دائما على أنه القوى والمخلص، صاحب الأخلاقيات والمبادئ العظيمة التى لا تتبدل أبدا، الفارس المغوار الذى يحقق آمالهم وأحلامهم، وينتشلهم من الشقاء إلى شاطئ أخضر مشرق تطلع عليه شمس السعادة والطمأنينة والرخاء. وتحل اليوم الذكرى الـ 504، على تنصيب المملوك طومان باى سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغورى الذى قتل في معركة مرج دابق، وذلك فى 11 أكتوبر عام 1516م. والواقع أن المتتبع لفكرة القائد الأسطورى فى التراث الإنسانى عامة والمصرى خاصة يجد لها جذورًا ضاربة فى التاريخ، فكلما اشتدّت الأزمات اشتدت الحاجة إلى البطل، ونما حس التوقع بمجيئه، وتهيأ الناس لقبوله والانضواء تحت رايته، ومن أبرز القادة التى صنعهم التاريخ أبطالا نادرين، وصلاح الدين الأيوبي، والملك الظاهر بيبرس، وطومان باى حتى رفعت حياتهم السير الشعبية إلى مستوى الملاحم. صلاح الدين الأيوبى ويُعَدّ صلاح الدين الأيوبى (1138 – 1193م) المؤسس الفعلى للدولة الأيوبية، دائما ما ينظر إليه على أنه بطل من أبطال العروبة على الرغم من كونه كردى الأصل، فقد اختاره العاضد آخر الخلفاء الفاطميين للوزارة وقيادة الجيش، الواقع أن الأقدار هيأت لصلاح الدين الأيوبى أن يسطع فى القرن السادس الهجرى سطوعًا باهرًا، وأن تبرز مواهبه وملكاته على النحو الذى يثير الإعجاب والتقدير، وأن يتبوأ بأعماله العظيمة مكانًا بارزًا بين قادة العالم، وصانعى التاريخ، لقد كانت وفاة نور الدين محمود سنة (1174م/ 569هـ) نقطة تحوّل فى حياة صلاح الدين؛ إذ أصبحت الوحدة الإسلامية التى بناها نور الدين محمود – هذا البطل العظيم- معرّضة للضياع، ولم يكن هناك من يملأ الفراغ الذى خلا بوفاته، فتقدم صلاح الدين ليكمل المسيرة، ويقوّى البناء، ويعيد الوحدة، وكان الطريق شاقًا لتحقيق هذا الهدف وإعادة الأمل. ووفقا للدكتور أشرف صالح، وفى الحقيقة؛ يأتى موقف صلاح الدين التسامحى ومروءته على النقيض من تلك الفظائع التى ارتكبها الصليبيون حين فتحوا بيت المقدس سنة 1099م، حيث انطلق الصليبيون فى شوارع المدينة وفى المساجد يقتلون كل مَنْ يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال، فقد قتل هؤلاء الصليبيون الآلاف من المسلمين الأبرياء بغير ذنب، فيذكر المؤرخ وليم الصورى أن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة حتى أصبح البلد مخاضه واسعة من دماء المسلمين. الظاهر بيبرس تحول الظاهر بيبرس فى الوجدان الشعبى المصرى من حاكم إلى بطل يروى سيرته، حتى أصبحت فيما يعرف الآن باسم السيرة الظاهرية، وقصة شعبية طويلة تبدو الكثير من وقائعها خيالية، تروى حياة السلطان المملوكى الظاهر بيبرس البندقدارى وأعماله البطولية التى قام بها ذوداً عن الإسلام وتصدياً لأعدائه من الصليبيين والمغول. من المعتقد أن الملحمة التى تختلط فيها الوقائع التاريخية بالخيال قد كتبت بالقاهرة فى العصر المملوكي، وتطورت ونمت عبر السنين إلى أن أخذت شكلها النهائى فى بدايات العصر العثماني، وهى فترة تمتد إلى نحو قرنين ونصف من الزمان تعاقب خلالها مالا يقل عن 45 سلطان. طومان باى ساعدت مقاومة طومان باى الباسلة للعثمانيين، والنهاية المأساوية لهذه الشخصية فى حفر صورة مضيئة لطومان باى فى الوجدان الشعبى المصرى، باعتباره واحدا من الأبطال القوميين فى تاريخنا برغم أنه جركسى الأصل. لقد أصبحت وقائع الغزو العثمانى لمصر ـ التى سجلها الشيخ أحمد بن زنبل الرمال، وأبرز فيها دور طومان باى فى التصدى لهذا الغزو، ومعاركه ضد سليم الأول وجيوشه، ثم وقوعه فى الأسر وشنقه ـ واحدة من السير التى تروى فى مقاهى القاهرة فى العصر العثماني، كما أن روايات الرحالة الأوروبيين لواقعة أسر طومان باى وشنقه، التى استمرت تتردد فى مدوناتهم عن رحلاتهم إلى مصر، طوال أكثر من مائة عام تالية للغزو العثمانى للبلاد، تكشف عن المكانة التى احتلها طومان باى فى وجدان الشعب المصري، فلا شك فى أن مصدر هذه الروايات هم المصريون الذين التقى بهم هؤلاء الرحالة. وأحدث إعدام طومان باى صدى واسعَا بين المصريين الذين حزنوا عليه حزنًا شديدًا، فقد ظل لعدة شهور بعد الغزو العثمانى لمصر يمثل أمل المصريين فى التخلص من هذا الاحتلال الجديد، وبإعدامه خبا هذا الأمل، وقد كان حزن الناس على طومان باى أمرًا مفهومًا، فقد كان حسب معاصريه أميرًا وسلطانًا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-10-11
تمر اليوم الذكرى الـ505 على تنصيب المملوك طومان باي سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق، وذلك في 12 أكتوبر عام 1516م، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك بالديار المصرية، وهو الحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة، وهو السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باي "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44 سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه، وفتك في عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات في نفر قليل من عسكره، ووقع منه في الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال. وكان لما سافر عمه السلطان الغوري جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس الناس في غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية في مدة غيبة السلطان، وكانت القاهرة في تلك الأيام في غاية الأمن من المناسر والحريق وغير ذلك… وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما”. وطومان باى آخر سلاطين المماليك الجراكسة فى مصر، وبوفاته انتهت دولة المماليك على يد العثمانيين بعدما استمرت قرابة 267 سنة، من عام 1250م إلى عام 1517. تمتع طومان باي بمكانة خاصة في نفوس المصريين بالرغم من أن فترة حكمه لم تزد على ثلاثة أشهر و14 يوما فقط! حتى أن المصريين انضموا لصفوف جنوده في مواجهة العثمانيين عند دخولهم للقاهرة وظلوا يحاربون إلى جانبه حتى يأسوا وأينقوا بالهزيمة. كان طومان باي يمت بصلة قرابة إلى السلطان قنصوة الغوري، وظل يترقى في المناصب حتى توفي ابن السلطان، فبدأ قنصوة الغوري يتعامل مع طومان باي كخليفة له، وعندما اقتربت جيوش العثمانيين وباتت تهدد حكم المماليك في مصر والشام عام 1517، قرر السلطان الغوري الخروج بنفسه على رأس الجيوش لملاقاة سليم الأول في الشام، واختار طومان باي ليكون “نائب الغيبة” في مصر إلى أن يرجع إلى القاهرة. وعندما انهزم الغوري وقتل تحت سنابك الخيل في موقعة مرج دابق، وقع اختيار الأمراء على طومان باي ليتولى السلطنة فامتنع في البداية ولم يوافق إلا بعدما اشترط على الأمراء وحلفهم على المصحف ألا يغدرو به ولا يثيرون فتنا وأن ينتهوا عن مظالم المسلمين قاطبة. وبعد عدة محاولات سعى فيها طومان باي لحماية القاهرة في مواجهة الجنود العثمانيين، ومنعهم من دخولها، هزم في النهاية وتخلى عنه الجميع، فهرب وترك القاهرة، ويقول ابن إياس في كتابه “بدائع الزهور في وقائع الدهور” أن جنود سليم الأول أمعنوا في قتل المصريين في الشوارع كما تعمدوا إحراق مسجد شيخون والمنازل المحيطة به باعتباره رمزا لمقاومة طومان باي حيث كان يجتمع فيه مع جنوده وقواده، وانتشرت الجثث في شوارع القاهرة من مصريين ومن أتراك وجنود وأمراء كانوا موالين لطومان باي ويقول ابن إياس “ولم تقاس أهل مصر شدة مثل هذه قط". رغم استباب الأمر لسليم الأول، إلا أن عنفه المفرط هو وجنوده مع المصريين وحالات الاضطرابات التي استمرت عدة أيام، دفعت لانتشار الشائعات حول عودة طومان باي، كان الناس يأملون أن يعود وينقذهم من هذا الجحيم، فحينا يقال إنه في الإسكندرية وحينا يقال إنه جمع جيشا في الصعيد، إلى أن ظهر طومان باي بالفعل مع مجموعة من الجنود في الجيزة، فتوجه إليه سليم الأول بجيوشه واستطاع هزيمته للمرة الأخيرة. يقول ابن إياس "فلما تحقق أنه يشنق وقف على أقدامه على باب زويلة، وقال للناس الذين حوله: أقروا لي سورة الفاتحة ثلاث مرات. فبسط يده وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات وقرأت الناس معه، ثم قال للمشاعلي: أعمل شغلك. فلما وضعوا الخية في رقبته ورفعوا الحبل انقطع به فسقط على عتبة باب زويلة، وقيل انقطع به الحبل مرتين وهو يقع إلى الأرض، ثم شنقوه وهو مكشوف الرأس". ويضيف: "فلما شنق وطلعت روحه؛ صرخت عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن والأسف… وأقام ثلاثة أيام وهو معلق على الباب حتى جافت رائحته، وفي اليوم الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا ووضعوه فيه، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان الغوري عمه، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه هناك، ودفنوه في الحوش الذي خلف المدرسة، ومضت أخباره كأنه لم يكن". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-10-11
غريب أمر طومان باى (1476- 1517) الملقب بأبى النصر، إنه المملوكى الأخير الذى حكم مصر مستقلا، رجل خلدته المقاومة على الرغم من الهزيمة في موقعة الريدانية. والمعروف أن التعاطف سمة أساسية فى تركيبة المصريين على مر العصور، يكفى أن تكون نيتك طيبة وأن تسعى بجد كى يعدك المصريون بطلا تدافع عنهم، وذلك لإيمانهم بأن النتائج مقدرة مسبقًا، وأن شرف المحاولة هو نجاح في حد ذاته، لقد حدث ذلك على مر التاريخ منذ الملك الفرعونى سقنن رع الذى حارب الهكسوس وحتى جمال عبد الناصر الذى تلقى هزيمة شديدة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلى. كذلك كان طومان باى الذى تولى الحكم مجبرا خلفا لقريبه قنصوة الغورى الذى مات في معركة مرج دابق في سنة 1516، فقد كان العثمانيون القوة الناهضة فى ذلك الزمان فى القرن السادس عشر الميلادى يحيطون بمصر ويسعون جديا لاحتلالها، وكان طومان باى يعرف أنه بموافقته على حكم مصر يكتب نهايته بيده. يعجب الناس بمقاومة طومان باى، فقد سعت الحشود يوم إعدامه شنقًا على باب زويلة كى يقرأون له الفاتحة ويدعون له بالرحمة ويلعنون الخونة الذين باعوه للعثمانيين. كان الله رحيما بطومان باى فجعله يبصر بأم عينه الناس تبكيه، وتوكد له أنه كان على حق فى مقاومته للمحتل حتى النهاية، بكاه الناس فاشتدت قامته ووقف بشجاعة منتظرا موته، والدعوات تحمل روحه للسماوات. بعد موت طومان باى فى سنة 1517 لم ينته سلسال المماليك، لكن انتهى أبطالهم، إلا القليل ومنهم على بك الكبير الذى سعى للاستقلال عن مصر لولا تعرضه للخيانة، ومع ذلك لم يتحول لبطل شعبى مثل طومان باى، ربما لأن النهاية كانت مختلفة أو لأن الغاية من المقاومة كانت مختلفة أيضا. ظل طومان باى معلقا على بوابة زويلة أياما، البوابة التى يسميها المصريون بوابة المتولي، والتى تحولت مع الوقت إلى بوابة مقدسة يقصدها الطامعون فى رحمة الله وفى أن يرزقهم الله الذرية الصالحة، حيث يمرون تحت شبح المشنوق على البوابة. نقول إن تاريخ مصر عميق ومحفور فى وجدان الناس وليس بسيطا ولا مسطحا، مكتوب بدم ودموع وبضحكات وفرح أيضا، يحتفى بالمقاومة، ومحاط دائما بالرغبة فى رضا الله ومحبة الوطن. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-10-11
وقعت فى يوم 11 أكتوبر العديد من الأحداث المهمة التى غيرت خريطة العالم، حيث ولد فى مثل هذا اليوم العديد من نجوم الفن والسياسة والأدب وفى شتى المجالات، ورحلت أيضًا عنا شخصيات أدبية وسياسة وفنية بارزة، كما يصادف اليوم الاحتفال بمناسبات سنوية بشكل دورى، وهذا ما نستعرضه خلال التقرير التالى. الأحداث الهامة 1138 - وقوع زلزال حلب الكبير والذي يعتبر رابع أكبر زلزال مسبب للوفيات في التاريخ. 1516 - تنصيب المملوك طومان باي سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق. 1727 - تتويج جورج الثاني وكارولين أميرة أنسبش ملكًا وملكة لمملكة بريطانيا العظمى. 1910 - الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت يصبح أول رئيس في العالم يطير بالطائرة وذلك لمدة أربع دقائق في طائرة من صنع الأخوان رايت في ولاية ميزوري. 1973 - القوات العراقية تدخل رسميًا بالمشاركة في حرب أكتوبر. مواليد 1884 - إليانور روزفلت، سياسية أمريكية وزوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والسيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة. 1904 - أنور وجدي، ممثل. 1922 - كمال الطويل، ملحن. 1932 - رفعت السعيد، سياسي. 1961 - عمرو دياب، مغني. وفيات 1303 - بونيفاتشي الثامن، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1347 - لويس الرابع، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. 2012 - مصطفى الأسمر، قاص وروائي. 2013 - وديع الصافي، مغني وملحن لبناني. 2017 - محمد راضي، مخرج. مناسبات وأيام عالمية اليوم العالمي للفتيات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-10-11
تمر اليوم الذكرى الـ 506 على تنصيب المملوك طومان باي سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قنصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق، وهو آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك بالديار المصرية، وهو الحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة، وهو السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. كان طومان باى يمت بصلة قرابة إلى السلطان قنصوة الغورى، وظل يترقى فى المناصب حتى توفى ابن السلطان، فبدأ قنصوة الغورى يتعامل مع طومان باي كخليفة له، وعندما اقتربت جيوش العثمانيين وباتت تهدد حكم المماليك فى مصر والشام عام 1517، قرر السلطان الغورى الخروج بنفسه على رأس الجيوش لملاقاة سليم الأول فى الشام، واختار طومان باي ليكون “نائب الغيبة” في مصر إلى أن يرجع إلى القاهرة. وعندما انهزم الغورى وقتل تحت سنابك الخيل فى موقعة مرج دابق، وقع اختيار الأمراء على طومان باى ليتولى السلطنة فامتنع فى البداية ولم يوافق إلا بعدما اشترط على الأمراء وحلفهم على المصحف ألا يغدرو به ولا يثيرون فتنا وأن ينتهوا عن مظالم المسلمين قاطبة. فى كتابه "أبطال وشهداء في تاريخ الإسلام"، يذكر جمال بدوى: "الأنباء وصلت إلى القطر المصرى بهزيمة العسكر في مرج دابق، فاجتمع أمراء المماليك وقرروا تعيين طومان باي سلطانا عليهم، وكان نائب الغورى على مصر أثناء خروجه لملاقاة سليم، رفض طومان فى البداية السلطنة، وقبلها بإلحاح العارف بالله الشيخ أبوالسعود الجارجى، فقد كان يعلم حقيقة الأوضاع المالية والعسكرية بحكم قرابته للسلطان الغورى، وبحكم انتمائه إلى طبقة المماليك، فقد فرق الغوري خزانة البلاد على الأمراء، ليغريهم بالخروج معه إلى الشام لملاقاة جيش بن عثمان، قبل أن يتقدم نحو مصر". يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باي "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44 سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه، وفتك في عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات فى نفر قليل من عسكره، ووقع منه فى الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال، وكان لما سافر عمه السلطان الغورى جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس الناس فى غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية في مدة غيبة السلطان، وكانت القاهرة فى تلك الأيام فى غاية الأمن من المناسر والحريق وغير ذلك، وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-01-22
خرج السلطان الغورى، إلى الشام لقتال العثمانيين، فاختار الأمير طومان باى نائبا للغيبة، أى ينوب عن السلطان وقت غيابه عن القاهرة، وله حرية التصرف فى الحكم، حسبما يذكر الدكتور عماد أبوغازى فى كتابه «طومان باى - السلطان الشهيد»، مضيفا: «فى يوم الأحد 24 أغسطس هُزم الغورى فى مرج دابق، وسقط صريعا فى ساحة المعركة، إلا أن أخبار الهزيمة وتفاصيلها لم تصل إلى القاهرة، وظلت الأخبار غائمة لعدة أسابيع وطومان باى يمارس سلطاته كنائب للغيبة». توغل العثمانيون جنوبا وهم يدخلون مدن الشام واحدة تلو الأخرى، حسبما يؤكد الدكتور قاسم عبده قاسم، فى تقديمه ودراسته لكتاب «واقعة السلطان الغورى مع سليم العثمانى»، تأليف «أحمد بن زنبل الرمال»، مضيفا: «دخل السلطان سليم خان دمشق وصلى بها صلاة الجمعة، وفى تلك الأثناء، كان طومان باى فى منصب نائب الغيبة نائبا عن السلطان قنصوة الغورى فى حكم مصر، وأرسل إليه السلطان سليم يطلب منه الدخول فى طاعته، ولكن طومان باى الذى اختير سلطانا رفض، وقرر مقاومة الغزو العثمانى وجيش سليم المتفوق فى عدده وسلاحه الأحدث». لم يستمر «طومان باى» سلطانا أكثر من ثلاثة شهور، ويؤكد قاسم أن مواصفاته كانت تجعل منه بطلا تاريخيا مهما، بيد أنه كان بطلا خارج عصره، فالدولة التى يقودها كانت سقطت بالفعل حتى قبل معركة «مرج دابق»، ويذكر «أبوغازى»، أن الوضع الداخلى كان مفككا ومنهارا، فأمراء المماليك منقسمون على أنفسهم وغير راغبين فى القتال، والخيانة مستشرية فى الصفوف على أعلى المستويات، وتمردات العربان مستمرة، والفلاحون يرفضون دفع الضرائب لممثلى الدولة خشية أن يعود العثمانيون ليجمعوها مرة أخرى إذا انتصروا، وفى هذه الظروف الصعبة نجح طومان باى إلى حد بعيد فى إدارة أمور الدولة على أساس سياسة رفع المظالم فرفض فرض ضرائب جديدة على الرزق والإقطاعات والأملاك - كما كان يفعل سابقوه من السلاطين - لتمويل المعركة المنتظرة مع العثمانيين رغم فراغ الخزائن، ورفض مصادرة أموال الأوقاف، وأن يأخذ أموالا من القضاة الأربعة الذين ولاهم مقابل تعيينهم، ودعا إلى محاربة الرشوة». انشغل طومان باى بالإعداد للمعركة المنتظرة مع العثمانيين الزاحفين، كما يقول «أبوغازى»، مضيفا: «قام بإعداد العجلات الخشبية والمكاحل والبنادق وتوفير البارود والرصاص وكلها أسلحة ومعدات كان المماليك فى السابق يستنكفون من استخدامها، وعلى الجانب الآخر كان العثمانيون يسعون بكل الوسائل إلى تحطيم البقية الباقية من تماسك الجبهة المصرية، ويوضح «أبوغازى» أساليب السلطان العثمانى «سليم» فى ذلك، قائلا: «أخذ يرسل الجواسيس إلى مصر لتقصى أخبارها، ويشن حربا نفسية ضد المماليك والمصريين عن طريق رجاله يركز فيها على تضخيم قوته العسكرية، وقدرات جنوده ويبرز فيها قسوتهم وبطشهم، ويرسل المراسلات إلى الأمراء فى مصر يدعوهم فيها لطاعته وللتخلى عن سلطانهم، كما يستعين بخاير بك، الذى أعلن الانضمام إلى صفوفه بعد معركة مرج دابق فى مراسلة أمراء المماليك، والاتصال بهم، وفى الوقت ذاته كان سليم يرسل إلى طومان باى يدعوه إلى الصلح والاعتراف به سلطانا على مصر والشام والقدوم إلى عتبته السنية عارضا الطاعة والولاء، ثم يعرض عليه مرة أخرى أن يكون نائبا عنه فى حكم مصر على أن تكون الخطبة والسكة فى مصر باسم سليم، ويعترف بسلطانه على البلاد، ورفض طومان باى، واستمر فى استعداداته للمعركة». كانت ظروف مصر الداخلية فى تدهور مطرد بتأكيد «أبوغازى»، ووصلت حد أنهم «سبوا السلطان فى حضوره»، ورفض الأمراء التصدى للجيش العثمانى فى الصالحية وعجرود، ويقررون أن تكون المعركة فى «الريدانية»، وتكتمل الخيانة بنصيحة «جان بردى الغزالى» بدفن المدافع التى أعدها طومان باى فى الريدانية بدعوى إخفائها عن عيون العثمانيين، فتعجز عن العمل تماما أثناء المعركة». يذكر «أبوغازى» أن طومان باى فى استعداداته النهائية للمعركة يأمر بحفر خندق من الجبل الأحمر حتى المطرية، ويشارك بنفسه فى حفر الخندق وبناء التحصينات، ويصدر أوامره بإحراق الشون الموجودة فى بلبيس والخانقاة حتى لا يجد العثمانيون ما يطعمونه لخيولهم، ووقعت معركة «الريدانية» فى 22 يناير، مثل هذا اليوم عام 1517، ويؤكد «أبوغازى» أن خطة المماليك تسربت إلى سليم الأول، والتف جزء من الجيش العثمانى من خلف الخطوط المملوكية، ودارت معركة عنيفة أبلى فيها طومان باى بلاء حسنا، واستمر يقاتل حتى انفض عسكره من حوله، فانسحب متقهقرا إلى طرة جنوب القاهرة، بعد أن كبد العثمانيين خسائر فادحة اعترف بها مؤرخوهم، وتمكن من قتل سنان باشا القائد والوزير العثمانى، بل إن السلطان سليم نفسه اعترف بصعوبة المعركة، وفر طومان باى إلى البهنسا فى الصعيد، ومن هناك بدأ ينظم صفوفه لجولة جديدة ضد العثمانيين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-10-11
دخل الأمراء المماليك العائدون من معركة مرج دابق إلى القاهرة، واجتمعوا بمن كان بها من أمراء، واستقر رأيهم على اختيار الأمير طومان باى سلطانا للبلاد، إلا أنه تمنع ورفض اختيار الأمراء له للسلطنة، لإدراكه فداحة ما تعانيه البلاد من مشاكل ومدى تدهور الأحوال الاقتصادية والعسكرية، حسبما يذكر الدكتور عماد الدين أبوغازى فى كتابه «طومان باى الشهيد ». جاء هذا الاختيار بعد هزيمة جيش المماليك، بقيادة السلطان قنصوة الغورى، أمام العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول يوم 24 أغسطس 1516، وسقوط الغورى صريعا فى ساحة المعركة، ويذكر «أبوغازى» أن أخبار الهزيمة وتفاصيلها لم تصل إلى القاهرة فور وقوعها، وظلت الأخبار غائمة لأسابيع مارس فيها طومان باى سلطاته كنائب للغيبة، وهو المنصب الذى عينه فيه «الغورى» حين خرج إلى الشام لملاقاة العثمانيين فى مرج دابق. كانت إنجازات طومان باى، خلال فترة «نيابة الغيبة » كثيرة، و «كان محببا للرعية قليل الأذى فى حق الناس »، وفقا لما ينقله «أبوغازى» عن «ابن إياس » فى الجزء الخامس من كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور »، مضيفا، أنه اهتم بضبط الأمن فى البلاد، فعقب عودته من وداع السلطان الغورى فى الريدانية، نادى بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء، وأن أحدا لا يمشى من بعد العشاء بسلاح، وأن لا مملوكا ولا غلاما يشوش على متسيب، وأن من كان له ظلامة أو حق شرعى على أحد ولم يدفعه له، فعليه بباب الأمير الدوادار، وأمر والى القاهرة بالطواف كل ليلة بعد العشاء وحتى مطلع الفجر فى المدينة، وبصحبته نحو مائة من المماليك للحفاظ على الأمن، كما كان يخرج بنفسه كل يوم فى موكب يضم الأمراء والعسكر المتخلفين بالقاهرة، فيسير إلى المطرية وبركة الحاج ثم يعود من باب النصر حتى يشعر الناس بهيبة الدولة. يذكر «أبوغازى» أنه بعد أن وصلت إلى القاهرة أخبار ما جرى فى مرج دابق، وثبتت وفاة السلطان الغورى فيها، كان طومان باى مؤهلا لتولى السلطنة، لكن لم يسارع إلى توليها، وانتظر عودة الجنود المصريين من الشام واستقبلهم، وظل منصب السلطنة خاليا، واستمر طومان باى يمارس مهامه كنائب للغيبة من منزله ولم يصعد إلى القلعة، وحاول خلال فترة الاضطراب التى سادت البلاد فى شهرى شعبان ورمضان سنة 922 هجرية أن يضبط أمور البلاد، ويواجه الفوضى والارتباك والتمردات المتوالية للماليك. رفض «طومان باى» تولى السلطنة بعد هزيمة مرج دابق ومصر، قنصوة الغورى، لأسباب يذكرها الدكتور عبدالمنعم ماجد فى كتابه «طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر »، قائلا: «امتنع طومان باى فى أول الأمر غاية الامتناع، وذلك خوفا من غدر المماليك وتعودهم على العصيان، إذ إن خيانتهم للسلاطين وانقلابهم عليهم كانت من سمات حكم المماليك فى مصر، وظل ممتنعا خمسين يوما، إلا أنه قبلها بعد ذلك تحت ضغط رجال الدين فى مصر، وخاصة ضغط عالم وشيخ كبير منهم اسمه «أبوالسعود الجراحى»، وكان من مشايخ الصوفية الذين كانت لهم مكانة خاصة لدى سلاطين المماليك، حيث إن زمنهم هو زمن كبار المتصوفة فى مصر، مثل أحمد البدوى والشاطبى والشاذلى وأبوالعباس وغيرهم، فكان رجال الدين المصريون يأتون بالأمراء المماليك ويجبرونهم على وضع أيديهم على مصحف شريف، يحلفون عليه أنهم إذا سلطنوه لن يتآمروا ولا يغدروا ولا يثيروا شغبا، وأنهم ينهون مظالم المسلمين قاطبة ». تمت مبايعة «طومان باى» يوم الجمعة سنة 922 هجرية، 11 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1516، بنفس طريقة مبايعة السلاطين قبله، ولكن بشكل مختصر لظروف الحرب ضد العثمانيين، وفقا لتأكيد عبدالمنعم ماجد، مضيفا: «ذهب طومان باى فى فجر ذلك اليوم، ومعه الأمراء الذين أقسموا أنهم لن يغدروا به، وقدامهم الفوانيس والمشاعل لإنارة الطريق، وركب طومان باى من بيته إلى مكان الاحتفال بالقلعة، ولبس على رأسه عمامة صغيرة مدورة سوداء بعذبة ترسل بين كتفيه، وعلى جسده رداء بسيط أبيض، وكذا لبس الأمراء الذين صحبوه، فعقدت بيعته فى مكان اسمه «إيوان »، يقع عند باب السلسلة، وهى القاعة الفخمة ذات الأعمدة، وقد غطيت حوائطها وأرضها بالرخام والفصوص المذهبة، كما ذهب سقفها، فجلس فى أعلى مكان على كرسى المملكة، وهو على هيئة منبر مرتفع من رخام وعاج وأبنوس ». يذكر «أبوغازى»: «بدت مظاهر التقشف واضحة على موكبه، فقد كانت الزردخاناه «خزانة السلاح الخاصة بالسلطان » خاوية، ولم يجدوا فيها سرحا ذهبيا لفرسه ولا قبة ولا طير، ولا غواشى ذهبية كما هى العادة، ورغم أن طومان باى لم يبق فى السلطنة سوى ثلاثة أشهر ونصف الشهر، فإنه ضرب السكة باسمه خلال هذه الفترة القصيرة ». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-05-29
تعرض مسرحية "طومان باي.. سلطان الحرافيش"، من تأليف طارق عمار وإخراج نور عفيفي، من إنتاج قصر ثقافة منشأة ناصر بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان الكبير هشام عطوة، على مسرح قصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية بالسيدة زينب، وذلك خلال الفترة من من 3 يونيو المقبل حتى 8 من الشهر نفسه. قصر الأمير طاز وعرض "طومان باي.. سلطان الحرافيش" بطولة بهاء عصام، طارق حمدى، كريم أباظة، هاني ماهر، مازن محروس، نور زيدان، دينا البدوي، علياء العربي، أحمد حافظ، أمين الشاعر، محمد الشاعر، ماجدة اللبان، هاجر حسن، محمد طارق، آدهم ياسر، وشباب مدرسة الأكاديمية: عمر مخيون، مروان بابلو، هبة عصام، حنين، عبدالله حجاج، يوسف زياد، أحمد ماهر، محمد الحلو. تعليق صوتي الفنان حمزة العيلي، ماكياچ فاطيما محمد، ديكور وملابس محمد فتحي، موسيقى وألحان أحمد السيد، أشعار بهاء الدين عصام، استعراضات محمد سعد، ستايلست ميار ممدوح، مساعد مخرج نوران إبراهيم، مخرج منفذ مازن محروس، تصميم بامفلت عمر أحمد حمدي، إخراج نور عفيفي. المخرج المسرحى نور عفيفى والعرض عبارة عن بانوراما تاريخية لمصر المحروسة في عصر المماليك، وبداية نهاية دولة المماليك، ومقاومة طومان باي والحرافيش للمحتل العثماني وفيه نرى حب الحرافيش لطومان باي السلطان الإنسان. طومان باي وتولى طومان باى الذى تولى الحكم مجبرا خلفا لقريبه قنصوة الغورى الذى مات فى معركة مرج دابق فى سنة 1516، فقد كان العثمانيون القوة الناهضة فى ذلك الزمان فى القرن السادس عشر الميلادى يحيطون بمصر ويسعون جديا لاحتلالها، وكان طومان باى يعرف أنه بموافقته على حكم مصر يكتب نهايته بيده. يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باى "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44 سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه، وفتك فى عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات فى نفر قليل من عسكره، ووقع منه فى الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال، وكان لما سافر عمه السلطان الغورى جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس الناس فى غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية فى مدة غيبة السلطان، وكانت القاهرة فى تلك الأيام فى غاية الأمن من المناسر والحريق وغير ذلك، وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-10-11
وقعت فى يوم 11 أكتوبر العديد من الأحداث المهمة التى غيرت خريطة العالم، حيث ولد فى مثل هذا اليوم العديد من نجوم الفن والسياسة والأدب وفى شتى المجالات، ورحلت أيضا عنا شخصيات أدبية وسياسة وفنية بارزة، كما يصادف اليوم الاحتفال بمناسبات سنوية بشكل دورى، وهذا ما نستعرضه خلال التقرير التالى. الأحداث المهمة.. 1138 - وقوع زلزال حلب الكبير والذى يعتبر رابع أكبر زلزال مسبب للوفيات فى التاريخ. 1516 - تنصيب المملوك طومان باى سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغورى الذى قتل فى معركة مرج دابق. 1910 - الرئيس الأمريكى ثيودور روزفلت يصبح أول رئيس فى العالم يطير بالطائرة وذلك لمدة أربع دقائق فى طائرة من صنع الأخوان رايت فى ولاية ميزوري. 2012 - الأكاديمية السويدية تعلن فوز الكاتب الصينى مو يان بجائزة نوبل للآداب لعام 2012 لمزجه القصص الشعبى والتاريخ والمعاصرة بواقعية تتسم بالهلوسة. مواليد 1885 - فرنسوا مورياك، كاتب فرنسى حاصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1952. 1904 - أنور وجدي، ممثل. 1922 - كمال الطويل، ملحن. 1932 - رفعت السعيد، سياسي. 1961 - عمرو دياب، مغنى. وفيات 2012 - مصطفى الأسمر، قاص وروائي. 2013 - وديع الصافي، مغنى وملحن لبناني. أيام ومناسبات عالمية اليوم العالمى للفتيات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-04-15
إنه طومان باى (1476- 1517) الملقب بأبى النصر، المملوكى الأخير الذى حكم مصر مستقلاً، جعلته مقاومة العثمانيين خالدا، على الرغم من الهزيمة والموت. تولى طومان باى الذى تولى الحكم مجبرا خلفا لقريبه قنصوة الغورى الذى مات فى معركة مرج دابق فى سنة 1516، فقد كان العثمانيون القوة الناهضة فى ذلك الزمان فى القرن السادس عشر الميلادى يحيطون بمصر ويسعون جديا لاحتلالها، وكان طومان باى يعرف أنه بموافقته على حكم مصر يكتب نهايته بيده. كواليس توليه الحكم كان طومان باى يمت بصلة قرابة إلى السلطان قنصوة الغورى، وظل يترقى فى المناصب حتى توفى ابن السلطان، فبدأ قنصوة الغورى يتعامل مع طومان باى كخليفة له، وعندما اقتربت جيوش العثمانيين وباتت تهدد حكم المماليك فى مصر والشام قرر السلطان الغورى الخروج بنفسه على رأس الجيوش لملاقاة سليم الأول فى الشام، واختار طومان باى ليكون "نائب الغيبة" فى مصر إلى أن يرجع إلى القاهرة. وعندما انهزم الغورى وقتل تحت سنابك الخيل فى موقعة مرج دابق، وقع اختيار الأمراء على طومان باى ليتولى السلطنة فامتنع فى البداية ولم يوافق إلا بعدما اشترط على الأمراء وحلفهم على المصحف ألا يغدروا به ولا يثيرون فتنا وأن ينتهوا عن مظالم المسلمين قاطبة. يقول ابن إياس عن فترة حكم طومان باى "إنه كان شابا حسن الشكل سنه نحو 44 سنة، وكان شجاعا بطلا تصدى لقتال العثمانيين وثبت وقت الحرب وحده بنفسه، وفتك فى عسكر ابن عثمان وقتل منهم ما لا يحصى، وكسرهم ثلاث مرات فى نفر قليل من عسكره، ووقع منه فى الحرب أمور ما لا تقع من الأبطال، وكان لما سافر عمه السلطان الغورى جعله نائب الغيبة عنه إلى أن يحضر من حلب، فساس الناس فى غيبة السلطان أحسن سياسة، وكانت الناس عنه راضية فى مدة غيبة السلطان، وكانت القاهرة فى تلك الأيام فى غاية الأمن من المناسر والحريق وغير ذلك، وكان ملكا حليما قليل الأذى كثير الخير، وكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما". معركة الريدانية وقعت معركة الريدانية بين طومان باى والسلطان سليم الأول العثمانى وانتهت فى 23 يناير من عام 1517 بهزيمة طومان باى وإعدامه على باب زويلة، وإنهاء حكم المماليك وبداية السيطرة العثمانية على مصر. يقول ابن إياس بكتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور": وصلت طلائع عسكر ابن عثمان عند بركة "الحاج" بضواحى القاهرة، فاضطربت أحوال العسكر المصرية، وأغلق باب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب البحر، وأغلقت الأسواق، وزعق النفير، وصار السلطان طومان باى راكبا بنفسه وهو يرتب الأمراء على قدر منازلهم، ونادى للعسكر بالخروج للقتال، وأقبل جند ابن عثمان كالجراد المنتشر، فتلاقى الجيشان فى أوائل الريدانية، فكان بين الفريقين معركة مهولة وقتل من العثمانية ما لا يحصى عددهم، ويستطرد ابن إياس فيقول: "ثم دبت الحياة فى العثمانية، فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم". استمرت المعركة الضارية بين العثمانيين والمماليك ما بين 7-8 ساعات وانتهت بهزيمة المماليك وفقد العثمانيون خيرة الرجال منهم سنان باشا الخادم وقد قتل بيد طومان باى الذى قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره وقتله بيده ظناً منه أنه سليم الأول كما فقد الكثير من القادة العثمانيين وأمراء الجيش بسبب الشجاعة المنقطعة للمماليك ولكنهم لم يستطيعوا مواجهة الجيش العثمانى لمدة طويلة فقد خسر المماليك حوالى 25 ألف قتيل بفضل مدفعية العثمانيين واستخدامهم المكثف للبنادق، وفرَّ طومان باى من المعركة ودخل العثمانيون العاصمة المصرية وقد استغرق منهم الكثير من الوقت والرجال حتى استكملوا سيطرتهم بالكامل على القاهرة. نهاية تليق ببطل بعد القبض على طومان باي ومقتله فى 15 أبريل من سنة 1517 لم ينته سلسال المماليك، لكن انتهى أبطالهم، وقد ظل طومان باى معلقا على بوابة زويلة أياما، البوابة التى يسميها المصريون بوابة المتولي، والتى تحولت مع الوقت إلى بوابة مقدسة يقصدها الطامعون فى رحمة الله وفى أن يرزقهم الله الذرية الصالحة، حيث يمرون تحت شبح المشنوق على البوابة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-10-11
وقعت فى يوم 11 أكتوبر العديد من الأحداث المهمة التى غيرت خريطة العالم، حيث ولد فى مثل هذا اليوم العديد من نجوم الفن والسياسة والأدب وفى شتى المجالات، ورحلت أيضا عنا شخصيات أدبية وسياسة وفنية بارزة، كما يصادف اليوم الاحتفال بمناسبات سنوية بشكل دورى، وهذا ما نستعرضه خلال التقرير التالى. حدث فى مثل هذا اليوم 1138 - وقوع زلزال حلب الكبير والذى يعتبر رابع أكبر زلزال مسبب للوفيات فى التاريخ. 1516 - تنصيب المملوك طومان باى سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغورى الذى قتل فى معركة مرج دابق. 1910 - الرئيس الأمريكى ثيودور روزفلت يصبح أول رئيس فى العالم يطير بالطائرة وذلك لمدة أربع دقائق فى طائرة من صنع الأخوان رايت فى ولاية ميزوري. 2012 - الأكاديمية السويدية تعلن فوز الكاتب الصينى مو يان بجائزة نوبل للآداب لعام 2012 لمزجه القصص الشعبى والتاريخ والمعاصرة بواقعية تتسم بالهلوسة. ولد فى مثل هذا اليوم 1885 - فرنسوا مورياك، كاتب فرنسى حاصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1952. 1904 - أنور وجدي، ممثل. 1922 - كمال الطويل، ملحن. 1942 - أميتاب باتشان، ممثل هندي. 1961 - عمرو دياب، مغنى. 1977 -أحمد صفوت، ممثل مصري. رحل فى مثل هذا اليوم 2012 - مصطفى الأسمر، قاص وروائي. 2013 - وديع الصافي، مغنى وملحن لبناني. أيام ومناسبات عالمية اليوم العالمى للفتيات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: