الهكسوس
الهكسوس (تُنطق باللغة المصرية القديمة: HqA(w)-xAswt، «حاكم (حكام) الأراضي الأجنبية») هم شعب ذو أصول متعددة، ربما جاؤوا من غرب آسيا واستقروا في شرق الدلتا في وقتِ ما قبل عام 1560 قبل الميلاد. وأدى وصول الهكسوس إلى نهاية الأسرة الثالثة عشر، وبدأت المرحلة الانتقالية الثانية في مصر. لقد سبق الهكسوس هجرة السكان الكنعانيين. فظهر الكنعانيون لأول مرة في مصر في نهاية الأسرة الثانية عشر حوالي 1800 أو 1720 قبل الميلاد وأنشأوا مملكة مستقلة في شرق دلتا وادي النيل. حيث قام حكام الدلتا الكنعانيين بتجميع أنفسهم وأسسوا الأسرة الرابعة عشر، التي عاصرتها الأسرة المصرية الثالثة عشر وكان مقرها «إيثت-تاوي». وربما تضاءلت تدريجياً سلطة الأسرتين الثالثة عشر والرابعة عشر نتيجة المجاعة والطاعون. سيطر الهكسوس على أراضي كلتا الأسرتين حوالي 1650 قبل الميلاد، وأسسوا الأسرة الخامسة عشر. فلقد تسبب انهيار الأسرة الثالثة عشر إلى فراغ السلطة في الجنوب، وربما قد أدى ذلك إلى صعود الأسرة السادسة عشر من أبيدوس، التي اتخذت من طيبة مقراً لحكمها. فغزا الهكسوس كليهما في نهاية الأمر، ويستثنى من ذلك طيبة التي لم يستمر الغزو فيها إلا لفترة قصيرة. ومنذ ذلك الوقت سيطرت الأسرة السابعة عشر على طيبة وحكمت لبعض الوقت في تعايش سلمي، ربما على شكل حكام إقطاعيين للملوك الهكسوس. وفي نهاية المطاف شن سقنن-رع تاو، وكاموس، وأحمس حرباً ضد الهكسوس من الجنوب إلى الشمال، وطردوا آخر ملوكهم «خامودي» من مصر 1550 قبل الميلاد. لقد اعتاد الهكسوس دفن الخيول، وربطوا معبودهم الرئيسي «حدد» – إله العواصف – بإله العواصف المصري «ست». فالهكسوس شعب مُهجن، أصوله ناطقة على الأغلب باللغات السامية. ويُعتقد بشكل عام أن جماعة الهكسوس احتوت العناصر الحورية والهندو-أوربية، وخصوصاً بين القيادات. إلا أن هذا الرأي قد لاقى معارضة شديدة في بعض الأوساط، غالباً لأسباب سياسية. الهكسوس هم شعوب بدوية دخلت مصر من سيناء في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان سامي الأصل، بحيث كانت أسماء ملوكهم سامية عمورية مثل صقير حار وخيان وابوفيس وخامودي وأصنام ومعبودات الهكسوس سامية مثل بعل وعناة، وانتقلوا من صحراء النقب إلى شبه جزيرة سيناء ثم إلى مصر. استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام، أدخلوا فيها إلى مصر العديد من الصادرات الثقافية كبعض الآلات الموسيقية الجديدة والكلمات الأجنبية. وتضمنت هذه الصادرات وسائل جديدة في صهر البرونز وصناعة الفخار، ومحاصيل زراعية جديدة لم تكن معروفة سابقاً. قدم أيضاً الهكسوس لمصر بعض من التكنولوجيا الحربية التي كانت تستعملها الشعوب السامية من عربات تجرها الخيول والأقواس المركبة والفؤوس الخارقة والسيوف المنحنية، وخرج الهكسوس من مصر نهائياً على يد الملك أحمس الأول في عصر الأسرة الحديثة. وكانت هذه الإضافات عاملاً حاسماً لنجاح المملكة المصرية الحديثة لاحقاً في بناء إمبراطورية في الشرق الأوسط.
الوطن
2024-12-08
حين يمتزج التاريخ بالغموض، ويعود اسم ملك عظيم لمحركات البحث العالمية عن طريق الصدفة، وقتها يكون اسم سيتي الأول محط أنظار الكثيرين، خصوصًا أنّه حمل راية استعادة مجد مصر القديمة، وسط حروب ومعارك خلدتها جدران المعابد. أسراره لم تتوقف عند ساحات القتال، بل امتدت إلى السماء، حيث حُفرت على سقف مقبرته رموز الفلك وفلسفة الحياة والموت، وفي هذا التقرير، نكشف خفايا حقبة ذهبية قادها الملك سيتي الأول، ونعيد رسم ملامح تاريخٍ صنعه ليبقى خالدًا في ذاكرة الزمن. سيتي الأول أو seti l King له حكاية خاصة، وأسرار تعود إلى الأسرة الـ19 بعد انهيار الإمبراطورية المصرية وسقوط الأسرة الـ18 مع موت آخر ملوكها الملك الشاب توت عنخ أمون، ثم ذهبت قيادة البلاد إلى القائد حور محب، أحد أهم القادة في التاريخ المصري. يروي الباحث الأثري عماد مهدي لـ«الوطن»، معلومات عن الحقبة الذهبية التي قادها الملك سيتي الأول، ونسرده فيما يلي: بعد سقوط الأسرة 18 انتقل الحكم مباشرة إلى الأسرة الـ19، بداية من القائد حور محب الذي كان قائدًا في عصر إخناتون وتوت عنخ آمون في الأسرة الـ18، ثم قدّم حور محب حكم البلاد للملك رمسيس الثالث وهو قائد عسكري، وبعد رمسيس جاء سيتي الأول. صورة تخيلية بالذكاء الاصطناعي لـ الملك سيتي الأول يعود الفضل لـ بأنّه أعاد جزءًا كبيرة من الإمبراطورية المصرية، فقد قاد حروبا عدة وحملات مدونة على الجدار الشرقي لمعبد الكرنك بقاعة الأعمدة الأخرى، وخاض 3 حروب مهمة جدًا ضد الممالك التي أعلنت العصيان على مصر، منها الحرب ضد الشاسو أو بدو فلسطين، وحرب النوبيين المتواجدين على حدود مصر الغربية، وحرب الساحل الفينيقي، ليسترد بعد حروبه جزءًا من الإمبراطورية المصرية. دوّن قائمة الملوك في معبد أبيدوس، من عصر الدولة القديمة حتى عصر في الأسرة الـ19، أسقط حكام الهكسوس، وحكم حتشبسوت بسبب صراعها بينها وبين تحتمس، أخناتون وصراعه الديني مع كهنة أمون، وسمينخ قرع ابنه، وتوت عنخ آمون وهذا من أشهر أعماله التاريخية، بها ومصدر للتاريخ بها 76 ملكا في 8 صفوف، وله آثار موجودة في أماكن عدة، حيث شارك والده في بناء بهو الأعمدة الكبرى في الكرنك، له إنجازات كبيرة جدًا. استقرت مصر في عصر سيتي الأول، بعد الصراعات التي حدثت في نهاية الأسرة الـ 18 وترك اخناتون السياسة والتفاته للديانة، وهو ما دفع أمراء الدول الآسيوية ليعلنوا عصيانهم على مصر. ظهر على عدد من الكواكب والأجرام السماوية ما يعكس اهتمامه بالفلك، كما نقش عليها رموز تدل على فلسفة الحياة والموت الذي يمثله وجود التمساح، وفرس النهر الذي يمثل الحياة والميلاد، أي إن كانت الحياة لا بد أن تنتهي بالموت. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-13
كانت مصر أقوى بلاد الشرق الأدنى حتى نهاية الأسرة الثانية عشرة ١٧٧٨ ق. م، وفى بداية الأسرة ١٣ بدأ نفوذ مصر يضعف على بيبلوس وأوجاريت، وبدأت قوى مناوئة لمصر تظهر فى بلاد ما بين الرافدين، سوريا، كما ظهر حمورابى ملك بابل، كما ظهرت قبيلة الكاسيين القوية «الجزء الشرقى من مملكة بابل»، التى قام صراع بينها وبين قبيلة الحوريين، فكانت نتيجة ذلك الهجرات والغزوات إلى شرق الدلتا، وكان هذا بداية ظهور الهكسوس فى مصر. ملحوظة: هذا ما تريده إسرائيل اليوم بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. ترك لنا مانيتون كلمات تقول: فى عهد الملك Toutimaion أصابتنا ضربة من الله، جاءنا غزاة من الشرق، تغلبوا على حكام البلاد، هدموا المعابد، ذبحوا الرجال، أخذوا الأطفال والنساء حتى يصبحوا عبيدًا، عينوا ملكًا اسمه ساليتس، أقام فى منف وفرضوا الجزية على البلاد، بنوا حصنًا فى أواريس شرق الدلتا، وتركوا فيه حامية من ٢٤٠ ألف جندى. أجمع العلماء أن الهكسوس من شعوب متعددة خصوصًا الكاسيين والحوريين، وكلهم من أصل هندو - أوروبى، كما ثبت من الدراسات الحديثة أنهم لم يأتوا بالخيول والعربات، وأنها لم تستخدم إلا بعد نصف قرن من دخولهم مصر «أحمد فخرى ٢٥٦». حكم الهكسوس ٣ أسر، الأسرة ١٥ ستة ملوك، الأسرة ١٦ اثنان وثلاثون ملكًا، الأسرة ١٧ ثلاثة وأربعون ملكًا. تقول بردية ساليه إن أبوفيس ملك الهكسوس، أرسل رسولًا إلى سقنن رع فى طيبة «الأقصر» بأن أفراس النهر فى طيبة تزعجه وهو فى الدلتا، كما طالبه بأن يعبد سوتخ بدلًا من آمون رع. رفض سقنن رع هذه الطلبات المهينة، تحالف مع أمراء طيبة، أما زوجته إياح حوتب «القمر مطمئن» فقد جيشت الجيوش، قامت الحرب، استشهد سقنن رع، تولى من بعده كاموس الذى خذله الوزراء، ولكنه صاح فيهم: سأذهب إلى الشمال وأطرد الغزاة وسوف يهتف الناس: يحيا كاموس. استشهد كاموس بعد حروب مريرة بدأت فى نفروسى «إقليم الآشمونيين»، تولى من بعده أحمس، كانت معه أمه، وزوجته المحاربة أحمس نفرتارى، طاردهم حتى شاروهين «جنوب غزة» حتى قضى عليهم، ثم محاهم من التاريخ تحوتمس الثالث. عثرنا على لوحة فى معبد الكرنك ١٩٥٤ تقول: نساء أواريس لن تلد بعد الآن من هول المعارك برًا وبحرًا، معركة نيلية مع أبيبى الهكسوسى، انتصرت فيها الجيوش المصرية، استولت على: ٣٠٠ سفينة من خشب الأَرز، كميات هائلة من الذهب، الفضة، الفيروز، كميات هائلة من الفؤوس المصنوعة من النحاس، كميات هائلة من زيت الزيتون، العسل، الدهن، البخور. كان قانون الحرب فى مصر القديمة، أن الملك إذا أعلن الحرب عليه أن يكون فى مقدمة الصفوف، لذا نجد سقنن رع، كاموس، أحمس، تحوتمس الثالث، رمسيس الثانى، كانوا فى مقدمة الصفوف، كما كان القانون يحتم على الجنود حمل أبناء الأسرى عند العودة، وكان الجنود يشتكون من ذلك العناء «قارن هذا مع الحادث فى غزة الآن». حسنًا فعل مانيتون المؤرخ المصرى السمنودى المولد الذى كتب تاريخ مصر «إجبتياكا» حين وضع أحمس كأول ملك للأسرة الثامنة عشرة، بدأت بملك عظيم حرر مصر من الآسيويين، وانتهت بملك عظيم حور محب، لا يذكر اسمه إلا وتقول أول من وضع قانونًا لحقوق الإنسان، وما بينهما تحوتمس الثالث مؤسس أول إمبراطورية على الأرض، وملكة عظيمة هى حتشبسوت. عرَّفوا الإنسان أنه كائن حى ذو تاريخ يتعلم من إنجازاته، ويتجنب انتكاساته، كان الهكسوس غزوًا سلميًا، تركناهم حتى أصبحوا دولة داخل الدولة، وما أشبه اليوم بالبارحة، أحياء بأكملها لم يعد فيها مصريون!. لقد بح صوتى: يا قوم: لا للملكية نعم لحق الانتفاع، لمشاريع لا يشترك فيها المصريون بـ٥١٪، والله أغبياء إذا لم نأخذ من التاريخ عبرة ودرسًا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-04-03
قبل عام من الآن توجهت أنظار العالم نحو مصر، فى 3 أبريل 2021، لمتابعة الرحلة الذهبية هكذا سمي الموكب الملكى المهيب الذى ضم 22 ملك وملكة، والذى خرج فى مشهد يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، وإبراز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة، فمن هو أول ملك غادر المتحف المصرى وآخر ملك تم خروجهم من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضهم الدائم بمتحف الحضارة عبر موكب المومياوات الملكية؟. طبقًا لتسلسل الأحداث التاريخية فإن أول من غادر المتحف المصرى للحضارة وقائد الموكب الملكى هو الملك "الملك سقنن رع تاعا"، من ملوك الأسرة السابعة عشرة، كان حاكمًا لطيبة "الأقصر حاليًا" بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده ابناه كامس وأحمس الأول. بدأ حكام مصر فى الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك الجنوبى سقنن رع تاعا الثانى فى مقاومة احتلال الهكسوس خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق فى صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتى تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية فى محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين فى أسوان، فبدأ حكام طيبة يشعرون بالقوة، وأخذوا يتحالفون مع جيرانهم من أمراء مصر فى الشمال والجنوب، وكتبوا أسماءهم فى خراطيش تسبقها الألقاب الملكية نكاية فى الهكسوس وللتعبير عن ذاتهم المصرية فى مواجهة المحتل الغاشم. وتوضح لنا إحدى البرديات المصرية بداية الصراع والاحتكاك بين حكام طيبة والهكسوس، وهى قصة تميل إلى الأجواء الأسطورية وتوضح قصة الاشتباك بين حاكم طيبة سقنن رع تاعا الثانى وملك الهكسوس أبيبى أو أبوفيس فى أولى معارك وحروب تحرير مصر من محنة الاحتلال الهكسوسى البغيض. ويضيف كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، للدكتور حسين عبد البصير، تظهر هذه القصة ملك الهكسوس أبوفيس وهو يحاول البحث عن مبرر كى يشتبك مع حاكم طيبة سقنن رع فنراه يرسل إليه برسالة غريبة يشكو فيها من أصوات أفراس النهر التى تسبح فى البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون فى منطقة طيبة التى تزعج ملك الهكسوس وتمنعه من النوم فى عاصمته البعيدة أواريس التى تقع فى دلتا النيل وتبعد مئات الكليومترات عن طيبة! وفى ذلك إشارة رمزية إلى معرفة الهكسوس بالاستعدادات التى يقوم بها حاكم طيبة لطرد الهكسوس، ورد عليه الملك البطل سقنن رع ردًا ذكيًا يظهر رغبته فى السلام، كما أكرم وفادة الوفد الهكسوسى بعد أن أشار عليه رجال بلاطه بذلك. ومؤخرًا تم الإعلان عن تفاصيل جديدة ومهمة تخص الملك سقنن رع، بالأشعة المقطعية والتى أجراها الدكتور زاهى حواس عالم الآثار والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، حيث ساعدت التكنولوجيا الطبية الحديثة فى سرد قصة ملك فى مصر القديمة مات فى سبيل إعادة توحيد مصر فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وذلك فى البحث الذى نشر اليوم 17 فبراير فى مجلة Frontiers in Medicine. وقالت الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الأشعة المقطعية لمومياء الملك سقنن رع كشفت عن تعرضه لضربات فى الرأس والوجه وإصابته بجروح قاتلة، مضيفة أن كتب التاريخ لم تذكر ملابسات وأسباب وفاة الملك سقنن رع وأن الأشعة العادية التى أجريت على المومياء كشفت عن إصابة الملك بجروح فى الرأس فقط، لافتة إلى دراسة أسلحة الهكسوس والموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير ومقارنتها بآثار الجروح فى وجه الملك سقنن رع. وأشارت إلى أن الدراسة كشفت عن وجود تضاهى كبير بين أسلحة الهكسوس وجروح الملك، وهو ما يكشف عن دوره البطولى فى مواجهة الهكسوس أثناء احتلالهم لمصر. تم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز فى خبيئة الدير البحرى، غرب الأقصر عام 1881م، وتشير الدراسات إلى أن الملك مات فى الأربعينيات من عمره، وأن جمجمة الملك تعرضت للكسر مما أدى إلى إصابات بالغة برأسه أثناء المعارك ضد الهكسوس. أما عن آخر ملك غادر المتحف المصرى بالتحرير آنذاك فطبقا لتسلسل التاريخ لأحدث التاريخ المصرى القديم أن آخر ملك غادر المتحف المصرى وبالتالي آخر من وصل لمكان عرضه الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية القديمة هو الملك "رمسيس التاسع". هو حفيد الملك رمسيس الثالث، وهو ثامن ملوك الأسرة العشرين، وتشير التقديرات إلى أن الملك رمسيس التاسع حكم لمدة ثمانية عشرة عامًا تقريبًا، واتسم عهده بنوع من الاستقرار. كانت مساهماته الرئيسية فى معبد الشمس فى هليوبوليس، كما قام بتزيين الجدار الشمالى للصرح السابع لمعبد آمون رع بالكرنك، ركزت معظم أنشطته على مصر السفلى، حيث حكم من عاصمة «بر رمسيس» فى الدلتا، مما سمح لكهنة آمون بمد سيطرتهم فى الصعيد. وكان مكان الدفن الأصلى لرمسيس التاسع هو مقبرته رقم «KV 6»، ولكن تم نقل موميائه عدة مرات وعثر عليها فى خبيئة الدير البحرى غرب الأقصر عام 1881م. يذكر أن عدد المومياوات التي سيتم نقلها يبلغ عددها 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-09-25
يصعب الحكم على الفراعنة الأكثر شهرة وهما كليوباترا وتوت عنخ آمون بأنهما كانا الأكثر نجاحًا فقد فقدت كليوباترا مملكتها للإمبراطورية الرومانية، بينما ظلت تاريخ توت عنخ آمون غامضا إلى حد كبير حتى اكتشاف مقبرته المليئة بالكنوز في عام 1922. ووفقا لموقع هيستورى إكسترا فإنه من منظور قديم كان أنجح الملوك تحتمس الثالث (1479-1425 / 26 قبل الميلاد) وأمنحتب الثالث (1391 - 1354 قبل الميلاد) ، حيث حكما مصر القديمة في ذروة قوتها العسكرية والاقتصادية والفنية. هناك أيضا أحد الفراعنة الذين لا بد من وضعهم ضمن القائمة وهو رمسيس الثاني (1279-1213 قبل الميلاد) - المعروف إما باسم "العظيم" أو "أوزيماندياس" في الثقافة الشعبية - الذي عاش حتى أوائل التسعينيات من عمره وهزم الحيثيين في قادش عام 1274 قبل الميلاد. وقد سماه خلفاؤه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم، إذ قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان، كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنين من أبنائه كما وجد منقوشًا على جدران المعابد. ركزت الفترة الأولى من حكم رمسيس على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية حيث أسس مدينة "بي رمسيس" في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا، وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم. ولا يمكن بالطبع إغفال اسم خوفو إذ أنه كان الفرعون الثاني في الأسرة الرابعة ، فقد ترك خوفو الذى عاش بين (2589-2566 قبل الميلاد) الإرث الأكثر استمرارية عبر التاريخ وهو الهرم الأكبر حيث كان كان راعي الهرم الأكبر في الجيزة ، وهو الوحيد من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم الذي بقي على قيد الحياة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-04-03
بدء العد التنازلى للحدث الذى ينتظره العالم أجمع وهو خروج ملوك مصر من المتحف المصرى فى التحرير، فى مشهد مهيب، متوجهين لمكان إقامتهم الدائمة فى المتحف القومى للحضارة المصرية، فى موكب ضخم يضم 22 مومياء لملوك مصر القدماء، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة، وفى ظل اهتمام العالم بهذا نطرح خلال السطور المقبلة من هو أول ملك سيغاد المتحف المصرى بالتحرير؟. سقنن رع طبقًا لتسلسل الأحداث التاريخية فإن اول المغادرين من المتحف المصرى للحضارة وقائد الموكب الملكى هو الملك "الملك سقنن رع تاعا"، من ملوك الأسرة السابعة عشرة، كان حاكمًا لطيبة "الأقصر حاليًا" بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده ابناه كامس وأحمس الأول. بدأ حكام مصر فى الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك الجنوبى سقنن رع تاعا الثانى فى مقاومة احتلال الهكسوس خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق فى صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتى تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية فى محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين فى أسوان، فبدأ حكام طيبة يشعرون بالقوة، وأخذوا يتحالفون مع جيرانهم من أمراء مصر فى الشمال والجنوب، وكتبوا أسماءهم فى خراطيش تسبقها الألقاب الملكية نكاية فى الهكسوس وللتعبير عن ذاتهم المصرية فى مواجهة المحتل الغاشم. وتوضح لنا إحدى البرديات المصرية بداية الصراع والاحتكاك بين حكام طيبة والهكسوس، وهى قصة تميل إلى الأجواء الأسطورية وتوضح قصة الاشتباك بين حاكم طيبة سقنن رع تاعا الثانى وملك الهكسوس أبيبى أو أبوفيس فى أولى معارك وحروب تحرير مصر من محنة الاحتلال الهكسوسى البغيض. ويضيف كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، للدكتور حسين عبد البصير، تظهر هذه القصة ملك الهكسوس أبوفيس وهو يحاول البحث عن مبرر كى يشتبك مع حاكم طيبة سقنن رع فنراه يرسل إليه برسالة غريبة يشكو فيها من أصوات أفراس النهر التى تسبح فى البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون فى منطقة طيبة التى تزعج ملك الهكسوس وتمنعه من النوم فى عاصمته البعيدة أواريس التى تقع فى دلتا النيل وتبعد مئات الكليومترات عن طيبة! وفى ذلك إشارة رمزية إلى معرفة الهكسوس بالاستعدادات التى يقوم بها حاكم طيبة لطرد الهكسوس، ورد عليه الملك البطل سقنن رع ردًا ذكيًا يظهر رغبته فى السلام، كما أكرم وفادة الوفد الهكسوسى بعد أن أشار عليه رجال بلاطه بذلك. ومؤخرًا تم الإعلان عن تفاصيل جديدة ومهمة تخص الملك سقنن رع، بالأشعة المقطعية والتى أجراها الدكتور زاهى حواس عالم الآثار والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، حيث ساعدت التكنولوجيا الطبية الحديثة فى سرد قصة ملك فى مصر القديمة مات فى سبيل إعادة توحيد مصر فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وذلك فى البحث الذى نشر اليوم 17 فبراير فى مجلة Frontiers in Medicine. وقالت الدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الأشعة المقطعية لمومياء الملك سقنن رع كشفت عن تعرضه لضربات فى الرأس والوجه وإصابته بجروح قاتلة، مضيفة أن كتب التاريخ لم تذكر ملابسات وأسباب وفاة الملك سقنن رع وأن الأشعة العادية التى أجريت على المومياء كشفت عن إصابة الملك بجروح فى الرأس فقط، لافتة إلى دراسة أسلحة الهكسوس والموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير ومقارنتها بآثار الجروح فى وجه الملك سقنن رع. وأشارت إلى أن الدراسة كشفت عن وجود تضاهى كبير بين أسلحة الهكسوس وجروح الملك، وهو ما يكشف عن دوره البطولى فى مواجهة الهكسوس أثناء احتلالهم لمصر. تم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز فى خبيئة الدير البحرى، غرب الأقصر عام 1881م، وتشير الدراسات إلى أن الملك مات فى الأربعينيات من عمره، وأن جمجمة الملك تعرضت للكسر مما أدى إلى إصابات بالغة برأسه أثناء المعارك ضد الهكسوس. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-04-03
يشهد العالم أجمع، خلال الساعات المقبلة، لحظة خروج ملوك مصر من المتحف المصرى فى التحرير، فى مشهد مهيب، متوجهين لمكان إقامتهم الدائمة فى المتحف القومى للحضارة المصرية، فى موكب ضخم يضم 22 مومياء لملوك مصر القدماء، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة، وفى إطار تلك الحدث الهام من سيكون آخر ملك يغادر المتحف المصرى بالتحرير؟. طبقا لتسلسل التاريخ لأحدث التاريخ المصرى القديم أن آخر ملك سيغادر المتحف المصرى الكبير وبالتالي آخر من يصل لمكان عرضه الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية القديمة هو الملك "رمسيس التاسع". هو حفيد الملك رمسيس الثالث، وهو ثامن ملوك الأسرة العشرين، وتشير التقديرات إلى أن الملك رمسيس التاسع حكم لمدة ثمانية عشرة عامًا تقريبًا، واتسم عهده بنوع من الاستقرار. كانت مساهماته الرئيسية فى معبد الشمس فى هليوبوليس، كما قام بتزيين الجدار الشمالى للصرح السابع لمعبد آمون رع بالكرنك، ركزت معظم أنشطته على مصر السفلى، حيث حكم من عاصمة "بر رمسيس" فى الدلتا، مما سمح لكهنة آمون بمد سيطرتهم فى الصعيد. وكان مكان الدفن الأصلى لرمسيس التاسع هو مقبرته رقم "KV 6"، ولكن تم نقل موميائه عدة مرات وعثر عليها فى خبيئة الدير البحرى غرب الأقصر عام 1881م. وللعلم طبقًا لتسلسل الأحداث التاريخية فإن أول المغادرين من المتحف المصرى للحضارة وقائد الموكب الملكى هو الملك "الملك سقنن رع تاعا"، من ملوك الأسرة السابعة عشرة، كان حاكمًا لطيبة "الأقصر حاليًا" بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده ابناءه كامس وأحمس الأول. بدأ حكام مصر فى الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك الجنوبى سقنن رع تاعا الثانى فى مقاومة احتلال الهكسوس، خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق فى صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتى تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية فى محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين فى أسوان، فبدأ حكام طيبة يشعرون بالقوة، وأخذوا يتحالفون مع جيرانهم من أمراء مصر فى الشمال والجنوب، وكتبوا أسماءهم فى خراطيش تسبقها الألقاب الملكية نكاية فى الهكسوس وللتعبير عن ذاتهم المصرية فى مواجهة المحتل الغاشم. يذكر أن عدد المومياوات التي سيتم نقلها يبلغ عددها 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2022-12-17
كشفت الدكتور سحر سليم، أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة وخبيرة فحص المومياوات، تفاصيل فك اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بالأشعة المقطعية، موضحةً: «الملك أمنحتب الأول ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس وحكم مصر منذ 3300 عام، وهي المومياء الملكية الوحيدة بكامل لفائفها ولم يلمسها أحد، لأن كل المومياوات الأخرى جرى فك لفائفها». وأضافت «سليم» في مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين أحمد عبدالصمد وجومانا ماهر، أنّ الأشعة المقطعية تكشف معلومات كثيرة عن المومياء حتى الموجودة بكامل لفائفها وقناعها، لافتةً إلى أنها أزالت الضمادات ورأت وجه الملك بشكل آمن دون لمس المومياء عن طريق الأشعة المقطعية. وتابعت أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة: «تمت إزالة الضمادات على المومياء بطريقة احترافية باستخدام أحدث تقنيات الكمبيوتر، والملك أمنحتب الأول هو أول ملك يتم وضع يديه على صدره، بالإضافة إلى وجود التمائم وحزام من الذهب 34 خرزة، كما أن الأشعة المقطعية كشفت معلومات علمية عن الحضارة المصرية». وحول اختيار هذا الكشف كأفضل كشف في العالم، قالت: «لو نظرنا إلى بقية القائمة سنجد اكتشافات من حضارات بأمريكا الجنوبية وتمثال عمره عشرات الآلاف من السنوات بالنمسا، هناك 9 أخرى اكتشافات حول العالم وهي اكتشافات مهمة للغاية». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-12-28
ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزي، حتى جرى الكشف عنها مؤخرًا في الدراسة العلمية التي نُشرت اليوم، عبر صفحات مجلة فرونتيرز في الطب، والتي أجراها الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، ووزير الآثار الأسبق، والدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، وكشفت الدراسة للمرة الأولى، عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، إضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها. تقنية الأشعة المتطورة من التصوير المقطعي المحوسب، وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمي آمن، ودون الحاجة إلى لمس المومياء، كانت وسيلة زاهي حواس وسحر سليم لكشف تفاصيل مومياء الملك أمنحتب الأول القناع الجنائزي، وهي أيقونة حفل موكب المومياوات الملكية المهيب، والتي نقلت من المتحف المصري في التحرير، إلى متحف الحضارة بالفسطاط مطلع أبريل 2021. الملك أمنحتب الأول هو ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس، الذي تولي عرش مصر بعد والده وحكم البلاد لمدة 21 عاما (من 1525 الى1504 قبل الميلاد في الأسرة 18)، وعُثر على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في الأقصر، حيث أعاد كهنة الأسرة الحادية والعشرين دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر. وأوضح بيان عن وزارة السياحية، أنّ المومياوات الملكية نُزعت عنها اللفائف بعد نقلها إلى القاهرة، وذلك في الفترة ما بين 1881 و1896، عدا مومياء الملك أمنحتب الأول، فهي المومياء الملكية الوحيدة التي لم يتم فك اللفائف عنها في العصر الحديث، حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة. وبحسب البيان، ظلّ وجه صاحب هذه المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكي، حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية Frontiers in Medicine المرموقة عالميا بواسطة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار الشهير، مع الدكتورة سحر سليم أستاذ الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة، حيث فحص العالمان المصريان مومياء الملك أمنحتب الأول باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب والموجود في حديقة المتحف المصري بالقاهرة. واستخدم العالمان المصريان التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية لإزالة اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن، بواسطة برامج الحاسب الآلي ودون المساس بالمومياء، عكس الطريقة القديمة في فك اللفائف بشك فعلي، ما عرّض المومياوات للتلف. وأكد الدكتور زاهي حواس، أنّ الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من 3 آلاف سنة، عن إزاحة اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك أمنحتب الأول، الذي اتضح أنّه يشبه بشكل كبير والده الملك أحمس الأول، والمحفوظة في متحف الأقصر، كما حددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة، وقدّرته بـ35 عاما. وأنبأت الدراسة عن الحالة الصحية الجيدة للملك، إذ لم تظهر أي أمراض أو إصابات بالمومياء تنبئ عن سبب الوفاة، كما كشفت عن معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، واتضح أنّ وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك (التي تسمى الوضعية الآوزيرية) بدأت بمومياء الملك امنحتب الأول. فهذه الوضعية الأوزيرية لم تر فيمن سبق الملك المنحتب الأول الملوك، واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة. وأشارت الدكتورة سحر سليم، إلى أنّ الدراسة أثبتت أنّ المخ لا يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، فلم تتم إزالته في عملية التحنيط، عكس معظم ملوك المملكة الحديثة، مثل توت عنخ آمون، ورمسيس الثاني، وغيرهما، حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط وراتنجات بداخل الجمجمة، كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة عن وجود 30 تميمة داخل المومياء وبين لفائفها، وكذا وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب. وكشفت الدراسة التي أجراها الفريق المصري الخالص، عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء في صناعة القناع الجنائزي للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه، كما كشفت الدراسة ولأول مرة عن أسرار معالجة كهنة الأسرة 21 للمومياوات الملكية لإعادة دفنهم في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري. وأثبتت الدراسة العناية الفائقة التي أولاها كهنة الأسرة 21 في إعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول والحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم داخل المومياء، ما يعيد الثقة في حسن نوايا في مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها، عكس المزاعم التي أثيرت عن أنّ الهدف كان لسرقة الحلي والنفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الأسرة الـ21. واستخدم الدكتور زاهي حواس، والدكتورة سحر سليم، الأشعة المقطعية لفحص 40 مومياء ملكية من المملكة الحديثة في مشروع المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، والذي بدأ منذ عام 2005 ومستمر حتى الآن. ومن النتائج المهمة لهذا المشروع، الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم، ومقتل الملك سقنن رع في معركة حرير مصر من الغزاة الهكسوس، ما يدل ذلك على أنّ علوم الآثار الحديثة بأيادي الخبراء المصريين يمكنها إعادة كتابة التاريخ. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: