نبى الله موسى عليه السلام
كرم الله البشر بعضهم على...
الشروق
2025-03-04
كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حُكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضُرب بها المثل في الآيات الكريمة. واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلم يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح. وتسرد جريدة "الشروق"، ما ورد بشأن بقرة بني إسرائيل التي هي من معجزات نبي الله موسى عليه السلام في إحياء القتيل بعد مقتله والقصة نقلا عن كتاب تفسير الطبري للقرآن الكريم. وقد ورد ذكر حكاية البقرة في قول الله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون) سورة البقرة من الآية ٦٧ للآية ٧٣. وكان من أمر بني إسرائيل خلال تنقلهم في سيناء أن استيقظوا على خبر مقتل أحد أثريائهم وجدوا جثته ملقية عند قبيلة غير قبيلته إذ ينقسم بنوا إسرائيل لـ١٢ قبيلة، وكادت القبيلتان تقتتلان حتى نصحهم رجل بالتحاكم لنبي الله موسى لأنه يحكم بوحي من الله. ذهب بنو إسرائيل لنبي الله موسى وأخبروه بالواقعة فطلب منهم بوحي من الله أن يذبحوا بقرة فما كان من القوم إلا أن اعترضوا وزعموا أن نبي الله يسخر منهم وذلك رغم معرفتهم بنبوته وبمعجزات أجراها الله علي يديه من آخرها نجاتهم من جيش فرعون وعبورهم البحر وما نزل عليهم من المن والسلوى وما تفجر لهم من العيون على يد موسى عليه السلام. ورد عليهم نبي الله بقدر من الحلم والصبر بأنه ليس من الجاهلين ليسخر منهم وكان من السهل أن يذبحوا أي بقرة التزاما بالأمر ولكنهم سألوا نبي الله عن وصف للببقرة فأجابهم بأن تكون وسط في العمر بين البكر والعجوز فلم يكتفوا وسألوه لونها فأجابهم بأن تكون صفراء فاقع، أي صافية اللون بمظهر جميل. فعاد بنو إسرائيل يسألون عن أوصاف أخرى فأجابهم بأن تكون بقرة غير مستأنسة لزراعة الأرض وأن لا يحتوي جلدها على أي بياض ليلتزموا حينها بالأمر فلم يجدوا سوى بقرة واحدة طلب صاحبها ثمنها ذهبا مثل وزن البقرة وكانت تلك عاقبة عناد بني إسرائيل. وأمر موسى عليه السلام من القوم أن يحضروا عظمة الصدر الواصلة بين كتفي البقرة ويضربوا بها القتيل فقام من موته وأخبر بقاتله وهو وريثه ومات فأمر نبي الله بالقاتل فقتلوه وحرمت شريعة اليهود في ما بعد أن يذهب ورث القتيل لقاتله. اقرأ أيضا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-28
العلاقة بين التاريخ والفن علاقة خطرة، الأعمال الفنية المبنية على التاريخ ذات جاذبية لا تقاوم وتأثير لا ينكر، فى ضوء هذه الفكرة انتظرت إذاعة الفيلم الوثائقى «موسى» من إنتاج شبكة «نتفليكس» الشهيرة.. الفيلم، كما هو واضح من الاسم، يروى قصة خروج اليهود من مصر بقيادة نبى الله موسى عليه السلام.. المشكلة أن فكرة الفيلم نفسها تنطوى على خداع، فهو فيلم دينى يرتدى ثياب فيلم وثائقى، وهذه عملية خداع كبرى.. بكل تأكيد أنا وأنت نؤمن بالله وملائكته ورسله وكل ما ورد فى الكتب السماوية، وهناك أفلام ومسلسلات تروى القصص الدينية وقصص القديسين والأنبياء، لكنها تصنف كأفلام دينية، يقول الراوى فيها إن التوراة أو الإنجيل أو القرآن روى لنا كذا وكذا.. ونحن فى هذه الحالة نصدق ما جاء فيها دون تفكير لأنها جزء من الثقافة الدينية.. لكن فيلم «موسى» فيلم مخادع لأنه يقدم نفسه كفيلم وثائقى يقدم حقائق تاريخية ومع ذلك لا يستضيف عالم تاريخ واحدًا اللهم مدرسة آثار مصرية اشتهرت بحب الظهور فى وسائل الإعلام وإثارة الجدل.. فيما عدا ذلك فالضيوف الرئيسيون من رجال الدين اليهودى والمسيحى ولهم كل احترام بكل تأكيد. حتى أكون واضحًا هناك فرق بين الإيمان بالدين وهذا محله القلب.. نحن نؤمن بكل ما جاء فى الكتب السماوية عن ظهر قلب دون نقاش أو حتى اقتناع.. هذا هو الإيمان.. أما التاريخ فهو علم له قواعد وأسس ويستند إلى أدلة، والفيلم الذى قدمته «نتفليكس» لا يستند إلى صحيح الدين ولا إلى علم التاريخ.. فصناع الفيلم يقررون بينهم وبين أنفسهم أن فرعون الخروج كان هو رمسيس الثانى مؤسس الأسرة التاسعة عشرة، أما دليلهم على هذا فهو أن الإمبراطورية المصرية فى عهده بلغت أوج مجدها ووصلت حدودها لبيروت! هل هذا دليل تاريخى؟ بكل تأكيد لا ولكنه أقرب للكلام الفارغ.. الأهم من هذا أن الرواية الدينية- التى أصدقها بقلبى- تخبرنا بأن فرعون وجنوده غرقوا فى البحر، بينما مومياء رمسيس الثانى موجودة ومحنطة منذ آلاف السنين ولا يوجد ما يدل على أن صاحبها مات غرقًا، بل مات بطريقة عادية جدًا، والأهم أن التاريخ لم يتوصل بعد لمن هو فرعون الخروج، ولم يجد أى دليل على غرق أحد حكام مصر فى العصر الفرعونى فى البحر، وإن كان من الوارد أن يحدث ذلك فى المستقبل، هناك انحياز كبير من شبكة «نتفليكس» ضد الحضارة المصرية القديمة لأسباب غير مفهومة، وبدون مبرر يتم وصف الفرعون بأنه «طاغية» «ظالم» «متكبر» وكأن الحكام فى العصور القديمة والوسطى كلهم لم يكونوا ينفردون بالسلطة حتى قيام الثورة الفرنسية فى القرن الثامن عشر! ولسبب ما تنتقى نتفليكس ممثلًا ذا ملامح حادة ليلعب دور الشرير فى الفيلم الذى أنتجته وتركت المشاهد يعتقد أنه تحقيق تاريخى، بينما اكتفت بعبارة فى أول الفيلم تقول فيها «هذا المسلسل عبارة عن رؤية استكشافية لقصة موسى والخروج بناء على دمج آراء علماء دين ومؤرخين من مختلف الثقافات والديانات تهدف مساهماتهم إلى إثراء السرد لكن لا يجب اعتبارها رواية متفقًا عليها»..! والحقيقة أن نتفليكس تكذب، حيث قدمت فيلمًا دينيًا فى ثوب فيلم استقصائى وثائقى، ولم تستضف علماء دين مسلمين مثلًا، كما فعلت باستضافة حاخام يهودى أو أكثر، ولم تستضف عالم آثار مشهورًا مثل زاهى حواس أو غيره من علماء المصريات المشهورين.. والأهم أن صدرها لم يتسع لتستمع للآراء المخالفة لرواية التوراة حول قصة الخروج رغم أن صدرها يتسع دائمًا للتعبير عن هموم المثليين والمنحرفين فى اتجاهات مختلفة بدعوى عدم سيادة رأى واحد.. مرة أخرى أؤكد أن ما تقوله الكتب السماوية مقدس عندنا ونؤمن به كله، ولكن تقديم الرواية الدينية من وجهة نظر سياسية وعدم الإشارة لكونها رواية دينية هو خداع وخلط للحقائق تمارسه نتفليكس لغرض فى نفس يعقوب، ولعل واقعة فيلم «موسى» وقبلها فيلم «كليوباترا» تلفت نظرنا لأهمية ما تقوم به الشركة المتحدة من إنتاج أعمال تاريخية مختلفة تروى تاريخنا من وجهة نظرنا بعيدًا عن تلاعب أعدائنا بتاريخنا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2018-05-13
مدينة السويس.. أشهر مدن مصر؛ فهى الضاربة فى أعماق التاريخ منذ بواكير الحضارة الفرعونية، وهى التى عرفها العالم المعاصر لارتباطها بأزمة السويس وحرب السويس وما من حرب مرت على مصر إلا ولها فيها نصيب. تتوج السويس تاريخها فى الحرب والسلام، وفى تاريخ الأديان؛ ففيها تم حفر شريان الخير لمصر والعالم عبر قناتى السويس القديمة والجديدة، وفوق جبل القطامية تم إنشاء ثالث مرصد للعالم فى القرن العشرين، ومنها انطلقت شرارة ثورات الربيع العربى، وكانت المكان الأمين للمسيحيين فى القرن الرابع الميلادى الذين فروا بدينهم فآواهم أول دير عرفه العالم «دير القديس أنطوان»، وهى أول عتبة لزيارة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لكل أهل مصر وأفريقيا، ويقال إن المشهد الأخير لغرق فرعون مصر ونجاة نبى الله موسى (عليه السلام) ومن معه جرت أحداثه على أرضها. سمى الفراعنة السويس «كليزما» كما سُميت «هيروبوليس» أى مدينة الأبطال؛ لأنها التى وقفت عقبة أمام زحف الهكسوس على مصر فلم يدخلوها إلا عن طريق الدلتا، كما قاومت الاحتلال البريطانى وخرج منها الفدائيون فى كل أزمنة المقاومة، وآخرها فى وقت النكسة من سنة 1967م، وبزوغ فجر النصر فى أكتوبر 1973م. عرفت السويس النضال والمقاومة والثورة عبر تاريخها كله، ولعل من أبلغ الكلمات التى توجز هذا التاريخ ما قاله الرئيس السادات فى خطابه فى 24 أكتوبر عام 1975 فى أول احتفال بعيد السويس القومى: (مدينة السويس لم تكن تدافع عن نفسها فقط ولكنها كانت تدرك أنها تدافع عن كل قرية ومدينة مصرية وعربية وكانت النموذج الرائع للعالم أجمع على مر العصور). لم تنسَ السويس فى غمرة النضال أن تتغنى به فخرج من أتون المقاومة نموذج موازٍ للمقاومة بالكلمة واللحن ورفض الهزيمة والتبشير بالنصر وضخ الأمل فى النفوس، ذلك أن السويس مشهورة بأغنياتها ورقصاتها وآلتها الشهيرة «السمسمية» التى يجتمع حولها السوايسة فى جلساتهم وأفراحهم فى أحياء السويس الخمسة. ويتبدى جمال السويس فى احتضانها للعديد من المبانى التى تحمل طرزاً معمارية مختلفة بعدد من احتلوها أو استوطنوها، وبها قصر محمد على باشا الذى أدار منه معركته مع الوهابيين، كما يتمثل فى صحرائها الزاخرة بالحيوانات البرية، كما عرفت السياحة طريقها إلى العين السخنة ومياهها الكبريتية وقراها السياحية العالمية. والسويس زاخرة بالعديد من شركات البترول العالمية، والعديد من المصانع التى تحتويها مناطقها الصناعية وأشهر منطقة شمال غرب خليج السويس والهدف الأول من إقامتها هو الاستفادة من الاستثمار الأجنبى، وتطوير الصناعات ذات التكنولوجيا المتقدمة، وإنشاء وتحسين بنية اقتصاد السوق فى مصر. * رئيس قسم الأدب العربى باتحاد الكتاب والمثقفين العرب ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-03-06
حددت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بعابدين جلسة ٢٦ مارس الجارى، لنظر الدعوى القضائية المطالبة بحظر أى أنشطة لإسرائيل داخل جمهورية مصر العربية، ومنها غلق مكاتبها وسفارتها وجميع فروعها وإدراجها كمنظمة إرهابية، التى أقيمت ضد كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير التجارة والاستثمار، ووزير الزراعة، ووزير السياحة بصفتهم، وذلك على حد قول مقدم البلاغ. وطالبت الدعوى المقامة من المحامى حامد صديق، والمودعة برقم ٧٠٠ لسنة ٢٠١٤ بحظر نشاط إسرائيل داخل الأراضى المصرية، حيث إن الكيان الصهيونى المسمى بدولة إسرائيل منذ إنشائه كدولة فى أرض فلسطين، وهو يتزرع بلباس الدين فى اسم سيدنا يعقوب عليه السلام (إسرائيل) نبى الله الكريم، حتى يجمع إليه الشتات من مختلف الأرض، ويؤكد فعله واتخاذه نجمة داود علمًا ليجتمع حوله صهيون العالم، وإذا كان التاريخ يبرهن أن الإسرائيليين منذ النشأة لم تكن لهم أرض ثابتة أو مأوى دائم فهم رحالة يستوطنون حيث يتواجدون فهذا أبوهم الأول أصل نشأتهم، ومنه كان اسم الدولة سيدنا يعقوب عليه السلام (إسرائيل)، ولم يكن له مكان ثابت يقيم فيه، يذهب ويرجع إليه، بدليل استقراره فى مصر هو وأولاده الأسباط عندما صعد ابنه سيدنا يوسف عليه السلام إلى مكان مرموق فى حكم مصر، واستوطنوها حتى جاء نبى الله موسى عليه السلام وأخرجهم منها بعد أن فر من بطش فرعون وجنوده، وكانت وجهتهم القدس، إلا أنهم رفضوا وقعدوا يتيهون فى الأرض وقتا من الزمن حتى جاء نبى الله داوود عليه السلام ومن بعده نبى الله سليمان عليه السلام الذى ملك الأرض وعرفت من بعده بمملكة سليمان، وعبر هذا التاريخ لم تعرف أرض على وجه البسيطة باسم أرض إسرائيل، وحتى بعد انتهاء مملكة نبى الله سليمان عليه السلام إلى أن جاء التاريخ الحديث ليشهد أول ميلاد دولة إسرائيل على أرض فلسطين بعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية وتفتت الشعوب الإسلامية بفضل التآمر الدولى والمحلى على الإسلام، وأثناء ذلك كان ميلاد جيل جديد الذى حمل على عاتقه إقامة دولة الخلافة، وهو جيل الإخوان الذى أصبح واقعا يغير مفهوم الدولة والوحدة والأمن والسلام، ولن يقدروا على تشويه أو النيل منه إلا إذا شاء الله، وكان أمر الله مفعولا أن ينصر من ينصره ويخذل من يهزمه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: