ميليشيات إيران

(بي بي سي) دونالد ترامب رجل في عجلة من أمره. فخلال الأشهر القليلة التي قضاها في منصبه، سعى الرئيس الأمريكي إلى إحلال السلام في غزة وأوكرانيا، لكنه فشل في ذلك. لقد قصف اليمن، وشنّ حربا تجارية عالمية، والآن يحول اهتمامه إلى إيران. وبالنسبة لترامب، تُعد إيران مهمةً لم تُنجز منذ ولايته الأولى. ولا تزال المسألة كما كانت آنذاك: ما الذي يمنع إيران من السعي لامتلاك سلاح نووي؟ تنفي إيران أي طموح من هذا القبيل. لكن دولا أخرى تعتقد أن الجمهورية الإسلامية تريد على الأقل أن تمتلك القدرة على صنع رأس نووي، وهي رغبة يخشى البعض أن تُشعل سباق تسلح، أو حتى حربا شاملة، في الشرق الأوسط. في عام 2015، أبرمت إيران اتفاقا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، سُمي بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة". وبموجب هذا الاتفاق، ستحد إيران من طموحاتها النووية - وتسمح بدخول المفتشين الدوليين - مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. لكن ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، مدعيا أن الاتفاق يكافئ الإرهاب بتمويله ميليشيات إيران بالوكالة مثل حماس وحزب الله. وأعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات. في المقابل، تجاهلت إيران لاحقا بعض قيود الاتفاق، وواصلت تخصيب اليورانيوم. ويخشى محللون أن تمتلك إيران قريبا ما يكفي من اليورانيوم للاستخدام في صنع رأس نووي حربي. وتقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، يكفي لصنع حوالي ست قنابل نووية، إذا تم تخصيبه إلى المستوى التالي والأخير. وفي غضون أيام من تنصيبه، أعاد ترامب سياسته السابقة المتمثلة في ما يسمى بـ "الضغط بأقصى حد" على إيران. في الرابع من فبراير/شباط، وقع ترامب مذكرةً تأمر وزارة الخزانة الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على إيران، ومعاقبة الدول التي تنتهك العقوبات الحالية، وخاصةً تلك التي تشتري النفط الإيراني. ويأمل البيت الأبيض الآن في مواكبة هذا الضغط الاقتصادي بالدبلوماسية. ففي الشهر الماضي، أرسل ترامب رسالةً إلى المرشد الأعلى الإيراني، أية الله علي خامنئي، عرض خلالها بدء المفاوضات، وسعى للتوصل إلى اتفاق في غضون شهرين. وقد وافق الآن على إجراء مناقشات مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، في عُمان نهاية الأسبوع. وأصبح التهديد الأمريكي لإيران واضحا: إما التوصل إلى اتفاق أو مواجهة عمل عسكري. وقال ترامب يوم الاثنين: "إذا لم تنجح المحادثات مع إيران، أعتقد أن إيران ستكون في خطر كبير". يبدو أن بعض صناع القرار في طهران حريصون على التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى رفع العقوبات. يمرّ الاقتصاد الإيراني بأزمة خانقة، مع ارتفاع حاد في التضخم وتراجع حاد في قيمة العملة. لكن أي اتفاق من هذا القبيل قد ينطوي على تنازلات، قد يجد بعض المتشددين صعوبة في تقبّلها. لقد عانت إيران من انتكاسات هائلة في الأشهر الأخيرة، حيث حدث تقويض شديد للميليشيات المتحالفة معها نتيجة للحرب مع إسرائيل وسقوط حليفها الإقليمي، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ويرى البعض في طهران أن هذا هو الوقت المناسب تماما لبناء رادع نووي. تبدو كل من الولايات المتحدة وإيران على طرفي نقيض، فمواقفهما التفاوضية غير واضحة. لكن الولايات المتحدة أوضحت رغبتها في التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الوقف الكامل لأي تخصيب لليورانيوم، بالإضافة إلى وقف أي دعم إضافي لحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. قد يكون هذا الأمر فوق طاقة إيران. لطالما اعتُبر الحظر الكامل على أي تخصيب نووي - حتى للأغراض المدنية - خطا أحمر مطلقا بالنسبة لطهران. وهناك أيضا مشكلة الخبرة التكنولوجية الإيرانية: فعلماؤها ببساطة يعرفون الآن عن كيفية صنع سلاح نووي أكثر مما كانوا يعرفونه قبل عشر سنوات. أما إسرائيل، فقد أوضحت أنها لن تقبل إلا بالقضاء التام على أي قدرة نووية إيرانية. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيوافق على "الطريقة التي تم بها ذلك في ليبيا"، في إشارة إلى قرار الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، تفكيك برنامجه النووي بالكامل عام 2003 مقابل رفع العقوبات. لكن من غير المرجح أن تحذو إيران حذوها. لطالما درست إسرائيل الخيارات العسكرية لمحاولة تدمير القدرات النووية الإيرانية. لكن العديد منها مدفون في مخابئ عميقة تحت الأرض. ويقول محللون عسكريون إن إسرائيل لن تحتاج فقط إلى مساعدة أمريكية لقصف إيران، بل قد تحتاج أيضا إلى قوات خاصة على الأرض لضمان تدمير منشآتها النووية. هذا يعني أن العمل العسكري سيكون محفوفا بالمخاطر، ونجاحه غير مضمون بأي حال من الأحوال. لقد تعهد ترامب بعدم إشعال المزيد مما يُسمى بـ "الحروبا الأبدية"، وقد يصبح الصراع الإقليمي الشامل الذي تشارك فيه إيران أحد هذه الحروب. لكن هذا لم يمنع الرئيس الأمريكي، وفقا للتقارير، من تزويد إسرائيل بمزيد من الدفاعات الجوية ونشر المزيد من قاذفات بي-2 بعيدة المدى في المنطقة. لذا، يبدو أن ترامب يبحث حاليا عن حل دبلوماسي - حل قد تضطر إسرائيل لقبوله كأمر واقع، بغض النظر عن بنوده. لكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإنه يحتفظ بحق استخدام القوة، وهو ما قد تكون عواقبه وخيمة. في غضون ذلك، يمنح الرئيس الأمريكي مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق. ربما نسي ترامب أن المفاوضين استغرقوا عامين للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. فالدبلوماسية المتسرعة ليست دائما دبلوماسية ناجحة.

Mentions Frequency Over time
Count of daily Articles over the past 30 Days.
ميليشيات إيران
Sentiment Analysis
Sentiment analysis measures the overall tone (positive, negative, or neutral)
ميليشيات إيران
Top Related Events
Count of Shared Articles
ميليشيات إيران
Top Related Persons
Count of Shared Articles
ميليشيات إيران
Top Related Locations
Count of Shared Articles
ميليشيات إيران
Top Related Organizations
Count of Shared Articles
ميليشيات إيران
Related Articles

مصراوي

2025-04-09

(بي بي سي) دونالد ترامب رجل في عجلة من أمره. فخلال الأشهر القليلة التي قضاها في منصبه، سعى الرئيس الأمريكي إلى إحلال السلام في غزة وأوكرانيا، لكنه فشل في ذلك. لقد قصف اليمن، وشنّ حربا تجارية عالمية، والآن يحول اهتمامه إلى إيران. وبالنسبة لترامب، تُعد إيران مهمةً لم تُنجز منذ ولايته الأولى. ولا تزال المسألة كما كانت آنذاك: ما الذي يمنع إيران من السعي لامتلاك سلاح نووي؟ تنفي إيران أي طموح من هذا القبيل. لكن دولا أخرى تعتقد أن الجمهورية الإسلامية تريد على الأقل أن تمتلك القدرة على صنع رأس نووي، وهي رغبة يخشى البعض أن تُشعل سباق تسلح، أو حتى حربا شاملة، في الشرق الأوسط. في عام 2015، أبرمت إيران اتفاقا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، سُمي بـ "خطة العمل الشاملة المشتركة". وبموجب هذا الاتفاق، ستحد إيران من طموحاتها النووية - وتسمح بدخول المفتشين الدوليين - مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. لكن ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، مدعيا أن الاتفاق يكافئ الإرهاب بتمويله ميليشيات إيران بالوكالة مثل حماس وحزب الله. وأعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات. في المقابل، تجاهلت إيران لاحقا بعض قيود الاتفاق، وواصلت تخصيب اليورانيوم. ويخشى محللون أن تمتلك إيران قريبا ما يكفي من اليورانيوم للاستخدام في صنع رأس نووي حربي. وتقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، يكفي لصنع حوالي ست قنابل نووية، إذا تم تخصيبه إلى المستوى التالي والأخير. وفي غضون أيام من تنصيبه، أعاد ترامب سياسته السابقة المتمثلة في ما يسمى بـ "الضغط بأقصى حد" على إيران. في الرابع من فبراير/شباط، وقع ترامب مذكرةً تأمر وزارة الخزانة الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على إيران، ومعاقبة الدول التي تنتهك العقوبات الحالية، وخاصةً تلك التي تشتري النفط الإيراني. ويأمل البيت الأبيض الآن في مواكبة هذا الضغط الاقتصادي بالدبلوماسية. ففي الشهر الماضي، أرسل ترامب رسالةً إلى المرشد الأعلى الإيراني، أية الله علي خامنئي، عرض خلالها بدء المفاوضات، وسعى للتوصل إلى اتفاق في غضون شهرين. وقد وافق الآن على إجراء مناقشات مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، في عُمان نهاية الأسبوع. وأصبح التهديد الأمريكي لإيران واضحا: إما التوصل إلى اتفاق أو مواجهة عمل عسكري. وقال ترامب يوم الاثنين: "إذا لم تنجح المحادثات مع إيران، أعتقد أن إيران ستكون في خطر كبير". يبدو أن بعض صناع القرار في طهران حريصون على التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى رفع العقوبات. يمرّ الاقتصاد الإيراني بأزمة خانقة، مع ارتفاع حاد في التضخم وتراجع حاد في قيمة العملة. لكن أي اتفاق من هذا القبيل قد ينطوي على تنازلات، قد يجد بعض المتشددين صعوبة في تقبّلها. لقد عانت إيران من انتكاسات هائلة في الأشهر الأخيرة، حيث حدث تقويض شديد للميليشيات المتحالفة معها نتيجة للحرب مع إسرائيل وسقوط حليفها الإقليمي، الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ويرى البعض في طهران أن هذا هو الوقت المناسب تماما لبناء رادع نووي. تبدو كل من الولايات المتحدة وإيران على طرفي نقيض، فمواقفهما التفاوضية غير واضحة. لكن الولايات المتحدة أوضحت رغبتها في التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الوقف الكامل لأي تخصيب لليورانيوم، بالإضافة إلى وقف أي دعم إضافي لحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. قد يكون هذا الأمر فوق طاقة إيران. لطالما اعتُبر الحظر الكامل على أي تخصيب نووي - حتى للأغراض المدنية - خطا أحمر مطلقا بالنسبة لطهران. وهناك أيضا مشكلة الخبرة التكنولوجية الإيرانية: فعلماؤها ببساطة يعرفون الآن عن كيفية صنع سلاح نووي أكثر مما كانوا يعرفونه قبل عشر سنوات. أما إسرائيل، فقد أوضحت أنها لن تقبل إلا بالقضاء التام على أي قدرة نووية إيرانية. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيوافق على "الطريقة التي تم بها ذلك في ليبيا"، في إشارة إلى قرار الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، تفكيك برنامجه النووي بالكامل عام 2003 مقابل رفع العقوبات. لكن من غير المرجح أن تحذو إيران حذوها. لطالما درست إسرائيل الخيارات العسكرية لمحاولة تدمير القدرات النووية الإيرانية. لكن العديد منها مدفون في مخابئ عميقة تحت الأرض. ويقول محللون عسكريون إن إسرائيل لن تحتاج فقط إلى مساعدة أمريكية لقصف إيران، بل قد تحتاج أيضا إلى قوات خاصة على الأرض لضمان تدمير منشآتها النووية. هذا يعني أن العمل العسكري سيكون محفوفا بالمخاطر، ونجاحه غير مضمون بأي حال من الأحوال. لقد تعهد ترامب بعدم إشعال المزيد مما يُسمى بـ "الحروبا الأبدية"، وقد يصبح الصراع الإقليمي الشامل الذي تشارك فيه إيران أحد هذه الحروب. لكن هذا لم يمنع الرئيس الأمريكي، وفقا للتقارير، من تزويد إسرائيل بمزيد من الدفاعات الجوية ونشر المزيد من قاذفات بي-2 بعيدة المدى في المنطقة. لذا، يبدو أن ترامب يبحث حاليا عن حل دبلوماسي - حل قد تضطر إسرائيل لقبوله كأمر واقع، بغض النظر عن بنوده. لكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإنه يحتفظ بحق استخدام القوة، وهو ما قد تكون عواقبه وخيمة. في غضون ذلك، يمنح الرئيس الأمريكي مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق. ربما نسي ترامب أن المفاوضين استغرقوا عامين للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. فالدبلوماسية المتسرعة ليست دائما دبلوماسية ناجحة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2021-01-14

شجب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اليوم الخميس، "التدخلات الإيرانية" في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد اجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. وقال الوزير السعودي في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو أذاعه التليفزيون السعودي "ميليشيات إيران في سوريا تعطل أي حلول". كما قال "ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تعطل السلام في اليمن".   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2019-05-26

كشفت صور التقطها قمر صناعي عن بناء إيران معبر حدودي بين العراق وسوريا لتسهيل تهريب الأسلحة من طهران إلى ميليشياتها في سوريا مثل حزب الله كجزء من مشروع لإنشاء طريق استراتيجي يربط طهران بالبحر المتوسط، حسبما ذكرت وكالة "إيمدج سات إنترناشيونال".  وقالت شبكة "فوكس نيوز" إنها حصلت على صور حصرية من شركة ISI التي تلتقط بيانات الأقمار الاصطناعية وتتخصص في القضايا الاستخباراتية والتحليلات، التقطت في وقت سابق من الأسبوع الجاري تظهر بناء جديدا على المعبر الذي يطلق عليه اسم "القائم" من الجانب العراقي، و"البوكمال" من الجانب السوري. وبحسب محللين في الشركة، فالمعبر الحالي لا يزال مقفلا ومدمرا، والإيرانيين بذلوا جهودا كثيرة وقدموا الموارد لبناء المعبر الجديد. وأوردت "فوكس نيوز" أن المعبر الإيراني سيسمح لـ"طهران" بالاحتفاظ بمنفذ أرضي إلى سوريا، وبيروت والبحر المتوسط، مشيرة إلى أن مصادر إقليمية وغربية قالت إن الإيرانيين يخططون لاستخدام هذا المسار الجديد لعمليات تهريب، بما فيها الاتجار بالأسلحة والنفط لتجنب العقوبات الأمريكية. وعلى الرغم من أن المعبر الحدودي لم يكن نشطًا، إلا أن المنطقة تخضع لسيطرة ميليشيا موالية لإيران يديرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حسبما أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. وجرى بناء هيكل مجاور في نهاية عام 2018، فيما يحتمل أن تكون البنية التحتية الجديدة عبارة عن "منشآت" لتسهيل نقل المعدات العسكرية إلى ميليشيات إيران في سوريا. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2018-07-15

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحفل نهاية كأس العالم المنعقد ببلاده حاليا، يجهز أيضا لقمته التاريخية غدا، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، المقرر عقدها في العاصمة الفنلندية هلسنكي، التي ستجرى وسط إجراءات أمنية مكثفة. وشددت السلطات في فنلندا من إجراءاتها الأمنية استعدادا للقمة التاريخية، المقرر عقدها فى العاصمة هلسنكي، غدا الاثنين، حيث طبقت إجراءات المراقبة والتفتيش على حدودها، واتخاذ الاجراءات الاحترازية في حال خروج مظاهرات بالتزامن مع القمة. ورغم الاستعدادات المكثفة للقمة، إلا أنه هيئة محلفين اتحادية أمريكية كبرى وجهت، أمس، اتهامات إلى 12 ضابطا في المخابرات الروسية فيما يتعلق باختراق شبكات كمبيوتر للحزب الديمقراطي في 2016 في أكثر اتهام تفصيلا ومباشرة من الولايات المتحدة لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لمساعدة الجمهوري دونالد ترامب، حيث تضمنت لائحة الاتهام، تنفيذ عملية اختراق معقدة ونشر وثائق على مراحل محسوبة، وأن ضباطا من جهاز المخابرات العسكرية الروسي راقبوا سرا أجهزة الكمبيوتر التابعة للجان حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وسرقوا كميات ضخمة من البيانات، وفقا لموقع "سكاي نيوز".  بينما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قمة هلسنكي تأتي في وقت أدت فيه سياسة ترامب إلى نفور عدد من حلفاء واشنطن من البيت الأبيض واتجاههم إلى الكرملين بحثا عن الحلول، مشيرة إلى أن عددا من القادة والمسؤولين قصدوا مؤخرا موسكو حتى يناقشوا قضايا تهم الشرق الأوسط، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال مثلا إنه حريص على الحديث مع بوتن بشكل مباشر دون وسطاء، أما المستشار السياسي لمرشد إيران، علي أكبر ولايتي، فزار روسيا أيضا والتقى رئيسها قبل القمة. وتابعت أن اللقاءات الأخيرة في موسكو بحثت أزمة سوريا التي تشهد تطورات ميدانية ترجح كفة النظام في ظل انشغال إسرائيلي بتطويق وجود ميليشيات إيران الذي كان من عوامل بقاء بشار الأسد في السلطة، مرجحة عدم مناقشة الملف السوري، خلال "قمة هلسنكي"، كون الإدارة الأميركية الجديدة لا تعتبر الأزمة من أولوياتها، واعتقادها بتفوق روسيا فيه. وتوقعت أنه من الممكن أن تشهد القمة قرارا في هذا الاتجاه فتسحب واشنطن 2200 من جنودها، لافتة إلى أنه في حال إعلان ذلك، فإنها ستعتبر تكون هدية لإيران الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن عواصم أوروبية تخشيى أن تشهد قمة ترامب وبوتين اعترافا من الرئيس الأميركي بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وهو ما سيساعد على رفع العقوبات المفروضة على موسكو، لكن ترامب وقع بيانا للناتو أكد مؤخرا أنه لن يعترف بالوجود "غير الشرعي للروس" في المنطقة. وذكرت مصادر إعلامية في وقت سابق أن ترامب وبوتن سيبحثان تمديد المعاهدة النووية "نيو ستارت" التي تنتهي في العام 2021، وكانت قد وقعت في العام 1991 لأجل عمل موسكو وواشنطن على الحد من الأسلحة النووية والهجومية. فيما نقلت وكالة "بلومبرج"، الأمريكية، عن نائب الرئيس الأمريكي، تأكيده أن ترامب يسعى لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا التي يتعين معالجتها، أبرزها العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في العالم، وتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، والإجراءات الروسية في أوكرانيا وسوريا وغيرها من القضايا الهامة والحساسة. كما ذكر موقع "سكاي نيوز" أن القمة تأتي وسط توتر كبير في العلاقات بين واشنطن وأعضاء في الناتو، على إثر استياء ترامب مما يعتبره تقصيرا من الحلفاء في المساهمة المالية أما بريطانيا التي تستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي وكانت تتوقع بديلا أميركيا يقف بجانبها فلم تسلم بدورها من انتقادات ترامب الذي هاجم رئيسة الوزراء تيريزا ماي قبل لقائه بها. وأضاف أن القمة تعتبر فرصة ليبحث البلدان القويان خفض أسباب التوتر بينهما، تفاديا لأي تطور قد يضر بالأمن والسلام العالميين. بينما أشار أيضا إلى أنه من الممكن أن يعكر صفو اللقاء المرتقب، مناقشة ملف الاتهامات الروسية للولايات المتحدة الأمريكية بدعم الإرهابيين في سوريا، خاصة أن واشنطن ترفض تلك الاتهامات، وترى أن روسيا تروج ذلك من أجل الدفاع عن النظام السوري. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2020-01-26

كشف حسن عباسي، العضو السابق في الحرس الثوري الإيراني، والمُحلل للقضايا السياسية والعسكرية الإيرانية، عن سر زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى طهران عقب واقعة اغتيال قاسم سليماني، قائد فليق القدس، وذلك خلال فيديو عرضته قناة "مداد نيوز" السعودية. وأكد عباسي، أن الغرض من الزيارة كان لتقديم قطر 3 مليارات دولار ردًا على مقتل قاسم سليماني بسبب أن الطائرة الأمريكية التي استهدفته انطلقت من قطر، في ليلة الثالث من يناير الجاري في عملية أمريكية استهدفته وعددا من مرافقيه في العراق. حديث حسن عباسي يعيد للواجهة قضية التسريبات التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بشأن فدية المليار دولار التي دفعتها قطر لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران لإطلاق سراح 28 عضوا من العائلة الحاكمة من أيدي ميليشيات إيران في العراق. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2013-10-08

أكد المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفى، أن انتصارات حرب أكتوبر، دشنت لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف للقضاء على القوة القتالية فى مصر وسوريا والعراق لصالح إسرائيل، ووقع الاختيار على إيران كشريك فى المشروع. أشار زايد فى بيان له اليوم، إلى أن أمريكا استغلت فى عام 1980 الحرب بين إيران والعراق، لإجهاض الجيش العراقى، ودفعت بالعراق لغزو الكويت عام1990، وفى عام 2002 أعلنت كونداليزا رايس مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد اتضاح معالمه، وفى 2003 احتلت أمريكا العراق بمساعدة ميليشيات إيران، وقامت بتفكيك الجيش العراقى وسرحته، وتم تسليم العراق لإيران، وبذلك تم قنص أول فريسة. وأضاف "فى عام 2005 تم قتل رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحرى، وتم تحميل سوريا المسئولية، حتى يتم عزلها عن لبنان، وتم تسليح شباب الإخوان فى سوريا استعدادا لمحاربة الجيش العلوى، وكذلك تم الضغط على الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لإشراك الإخوان فى البرلمان". وأوضح زايد، أن الشعب المصرى أطاح بمشروع الشرق الأوسط الجديد بثورة 30 يونيو، بعدما نجح المشروع فى سوريا، والعراق، مؤكدا انه ليس من السهل أن تستسلم أمريكا وأوروبا وعملاؤهم من التنظيم الدولى للإخوان، والتيارات المؤيدة لهم، وسوف يكون هناك محاولات لإنجاح المشروع. وطالب زايد التيارات المؤيدة لجماعة الإخوان بتحديد موقفها، مشيرا إلى أنها الداعم القوى للجماعة الآن، خاصة بعدما أعلن حزب النور عدم المشاركة فى احتفالات أكتوبر، وكان الأجدر به عدم المشاركة بدون إعلان، متسائلا "ماذا كان المقصود بالإعلان وهل كان رسالة للخارج، أم تأييد للجماعة، أم تحذير لرعاياه بأخذ الحيطة والحذر مما يعلمه؟". ودعا زايد الحكومة الانتقالية بتفعيل المحاكم الثورية، لأخذ العبر من السعودية التى نفذت أحكام من قاموا باقتحام الحرم المكى فى شهر، لافتاً إلى مضى 3 أشهر دون وجود حكم واحد على أى من تم القبض عليهم، حتى يكون هناك ردع لمن تسول له نفس النيل من مصر. كما طالب رئيس "النصر الصوفى" مصر والسعودية، أن تكونا الراعى لتفعيل مشروع الوحدة الوطنية فى القطر العربى، وتكون البداية بينهما وبين الكويت، والإمارات، وعمان، والبحرين، والأردن، وغيرهم خوفا من خطر التقسيم. وشدد "زايد" على مصر والسعودية بانتشال شريكهم الثالث سوريا، لافتا إلى أن أمريكا بعد تفكك السلاح النووى الإيرانى وتؤمين إسرائيل، ستنشر الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، وأن الفرصة متاحة الآن، خاصة بعد طلب الجيش الحر من جميع المقاتلين بالخروج من سوريا، ليتبقى فقط الجيش الحر والنظامى، وهو ما قد يكون بادرة للم الشمل والمصالحة بين الطرفين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: