قوات سوريا الديمقراطية الكردية
عندما بدأت فى كتابة هذا المقال كان الاستهداف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى على أشده. ثم تسارعت الأحداث - قبل أن أختم المقال - ووصلنا لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الذى أعطى لإسرائيل سياسيا ما لم تستطع الحصول عليه ميدانيا، فبينما فشلت قوتها فى إعادة سكانها للشمال، وإجلاء المقاومة لما وراء الليطانى، منحها الاتفاق حرية العمل لتحقيق ذلك. وبينما انشغلتُ بتعديل محتوى المقال، متوقعا انهيار الهدنة الهشة بين الطرفين، إذا بالنار تشتعل فيما يبدو خلف خطوط المواجهة، وكأن حرب غزة انتقلت أو امتدت إلى سوريا بتلقائية شديدة. ولما لا، والطيران الإسرائيلى يستهدف مواقع فى سوريا بواقع مرة أو مرتين أسبوعيا على مدار شهور طويلة، وكأنه يمهد الطريق لحالة الانهيار التى نراها ماثلة أمامنا الآن.وبينما يشغلنا مظهر القوات التى سيطرت على دمشق وكأنها هى الفاعل، فإن هذه القوات ما هى إلا الممثل الذى يتحرك أمام الكاميرا، بينما المُخرج والمؤلف والمنتج، لا يظهرون فى هذا السيرك، بل هم مشغولون بحصد النتائج الفعلية، والتى ستظهر على الأرض تباعا فى الأسابيع القليلة المقبلة.• • •ثلاث خرائط قد تكشف لنا أبعادا أخرى للمشهد الدرامى الذى يدور على أرض سوريا. الخريطة الأولى، هى خريطة توزيع القوة المحلية، والتى يبدو أنها تنحصر فى ثلاث قوى؛ وهى أولا جبهة تحرير الشام التى باغتت نظام الأسد وانطلقت كالنار من إدلب فى شمال شرق سوريا، وسيطرت على حلب، وحماة، وحمص، ودمشق فى أيام قليلة. وبذلك قطعت الوصلة البرية الأهم بين إيران ولبنان، وتوقف الإمداد عن حزب الله.ثم قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) المعروفة اختصارا باسم قسد ، والتى تسيطر على شرق سوريا بطول الحدود مع العراق وأجزاء من الأردن. والتى يبدو أنها كانت مطمئنة بأن مواقعها آمنة حول البوكمال ودير الزور حيث آبار البترول، بسبب اتفاقها مع القوات الأمريكية العاملة بالمنطقة. ولكن لم يحمها الاتفاق من هجوم هيئة تحرير الشام عليها وإجلائها من تلك المواقع. كما تم تهجير الآلاف منهم من حلب ومدينة منبج. وبالرغم من تراجع قسد إلى ما وراء الفرات، والإعلان عن مبادرة سياسية للمضى قدما نحو مستقبل سوريا، إلا أن الأكراد يعرفون أن المواجهة ضدهم حتمية. فهم يتوسعون فى حكمهم الذاتى بتلك المنطقة، ويعملون على التوحد مع مناطق الحكم الذاتى الكردية فى العراق، مما يشكل تهديدا حقيقيا لتركيا.أخيرا، ما تبقى من الجيش السورى من أفراد بعدما دمرت إسرائيل أسلحته الجوية، والبحرية، والبرية.التفاعل بين بعض هذه القوى سيمزق سوريا إلى مناطق متناحرة.• • •الخريطة الثانية، هى خريطة القوى الإقليمية، المتمثلة فى إيران، وتركيا، وإسرائيل. ولكل منهم مصالح محددة يريد جنيها من تقسيم سوريا، بعضها يتكامل وبعضها يتقاطع. فكل من إيران وتركيا يخشيان من فكرة دويلة كردية ناشئة لما فى ذلك من تهديد صريح لوحدة أراضيهما. بينما إسرائيل تسعد جدا بهذه الدويلة وتعمل على إنشائها. ولنتذكر أن إسرائيل قبل سبع سنوات كانت الدولة الوحيدة فى العالم التى باركت استفتاء انفصال كردستان عن العراق.فى جانب متصل، تتوافق مصالح إسرائيل مع تركيا فى إزاحة التواجد العسكرى الإيرانى من الداخل السورى. أما المفارقة فهى تلاقى مصالح إيران وإسرائيل فى الإبقاء على العلويين كفصيل حاكم فى سوريا، حيث لم تشكل عائلة الأسد أى تهديد يذكر على إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى تنحى بشار الأسد، كما ساعدت عائلة الأسد إيران فى حربها ضد العراق، ثم فى الهيمنة على أوضاع سوريا إبان الربيع العربى.أخيرا، إذا كانت مصالح تركيا تتمثل فى عودة ملايين اللاجئات واللاجئين السوريين إلى أوطانهم مع عمل منطقة عازلة بطول الحدود التركية - السورية كحاجز ضد أنشطة الأكراد، فإن جزءا من مصالح إسرائيل يتمثل فى بسط حمايتها على الدروز فى محافظتى درعا والسويداء بجنوب سوريا بمحاذاة الحدود مع الأردن. وفى نفس الوقت، ترحب باتصال قواتها على الأرض من الأكراد فى شرق سوريا، بحسب الخطة التى اشتهرت باسم «ممر داود». وهكذا يبدو أن إيران خسرت سوريا أو بالأحرى تنازلت عنها. نلاحظ فى هذا السياق أن مسار أستانا الذى يجمع روسيا، وتركيا، وإيران، اجتمع فى الدوحة يوم السبت 7 ديسمبر الجارى، وأصدر بيانا باهتا، ينص على وحدة الأراضى السورية، بدون أن يقول لنا كيف توافق المجتمعون على وحدة سوريا، بينما قواتهم والموالون لهم فى حالة حرب مع بعضهم البعض على أرض سوريا. • • •الخريطة الثالثة هى للقوى الدولية وتشمل روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا. وهى خريطة المخرج، والمؤلف، والمنتج، الذين لا يظهرون أمام الكاميرا، ولكنهم الفاعل الرئيسى. ويبدو أن ثمة صفقة ما بين روسيا والولايات المتحدة لتسوية ملفى سوريا وأوكرانيا معا، وهذا ما يفسر عدم تحرك روسيا وهى تشاهد انهيار مشروعها فى سوريا الذى عملت عليه ودفعت فيه الغالى منذ عام 2015! ولقد سحبت أسطولها من طرطوس بحجة حمايته قبل أيام من تدمير إسرائيل للبحرية السورية. ثم أعلن متحدث عن الكرملين أن بلاده مشغولة بجبهة أوكرانيا ولا تستطيع فعل المزيد فى سوريا. وكل هذه إشارات تعزز من فرضية اتفاق روسى أمريكى برفع يد روسيا عن بشار مقابل أن تحتفظ بما استولت عليه من أراضٍ أوكرانية.تأتى فرنسا فى سياق متصل، حيث يظهر تراجع دورها بكل من لبنان وسوريا. فمن ناحية رفضت إسرائيل وجود فرنسا كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان، كما يبدو أنها غير مؤثرة فى أوضاع سوريا، وغائبة عن صفقة روسيا والولايات المتحدة. ويشبه هذا المشهد ما سبق حدوثه لبريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية. فبعد انتهاء دورها فى مساعدة هجرة اليهود واستيطانهم بفلسطين، وتمكن المشروع الصهيونى من إدارة الدولة، التفت قادة الصهيونية إلى بريطانيا واتهموها بأنها دولة احتلال يجب أن ترحل عن البلاد. فهل حان دور فرنسا للرحيل عن لبنان وسوريا، ليحل محلها الدور الإسرائيلى؟• • •الشاهد أن تفكيك سوريا ليس شأنا داخليا، وإنما هو خطط، وكوابيس، تعتبر المرحلة الثانية من الحرب التى انطلقت من غزة فى أكتوبر 2023، والتى لا نعرف كم مرحلة ستأتى بعدها حتى تتحقق نبوءة إسرائيل الكبرى. ويبدو أن كلمات الرئيس ترامب حول مساحة إسرائيل التى يراها «صغيرة» ويريد لها التوسع، لها علاقة مباشرة بمراحل الحرب القادمة. وإذا كان البعض يظن أن نظام الأسد الذى أدى دوره حتى حانت ساعته هو الوحيد المستهدف فعلى الجميع لاسيما العراق، والأردن، والخليج، مراجعة الموقف. وذلك لأن كلمات نتنياهو عن الشرق الأوسط الجديد تمس كل دول المنطقة وسوريا هى بوابة المشروع. يبدو أن المواجهات الدائرة بالمنطقة بدأت من حرب غزة، مرورا بمسرحية الاستهداف المتبادل مع إيران فى 2024، كلها خطوات تمهد لذلك الشرق الأوسط الجديد. ولكن هل هو جديد فعلا، أم على نتنياهو مراجعة التاريخ؟!
الشروق
2024-12-12
عندما بدأت فى كتابة هذا المقال كان الاستهداف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى على أشده. ثم تسارعت الأحداث - قبل أن أختم المقال - ووصلنا لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الذى أعطى لإسرائيل سياسيا ما لم تستطع الحصول عليه ميدانيا، فبينما فشلت قوتها فى إعادة سكانها للشمال، وإجلاء المقاومة لما وراء الليطانى، منحها الاتفاق حرية العمل لتحقيق ذلك. وبينما انشغلتُ بتعديل محتوى المقال، متوقعا انهيار الهدنة الهشة بين الطرفين، إذا بالنار تشتعل فيما يبدو خلف خطوط المواجهة، وكأن حرب غزة انتقلت أو امتدت إلى سوريا بتلقائية شديدة. ولما لا، والطيران الإسرائيلى يستهدف مواقع فى سوريا بواقع مرة أو مرتين أسبوعيا على مدار شهور طويلة، وكأنه يمهد الطريق لحالة الانهيار التى نراها ماثلة أمامنا الآن.وبينما يشغلنا مظهر القوات التى سيطرت على دمشق وكأنها هى الفاعل، فإن هذه القوات ما هى إلا الممثل الذى يتحرك أمام الكاميرا، بينما المُخرج والمؤلف والمنتج، لا يظهرون فى هذا السيرك، بل هم مشغولون بحصد النتائج الفعلية، والتى ستظهر على الأرض تباعا فى الأسابيع القليلة المقبلة.• • •ثلاث خرائط قد تكشف لنا أبعادا أخرى للمشهد الدرامى الذى يدور على أرض سوريا. الخريطة الأولى، هى خريطة توزيع القوة المحلية، والتى يبدو أنها تنحصر فى ثلاث قوى؛ وهى أولا جبهة تحرير الشام التى باغتت نظام الأسد وانطلقت كالنار من إدلب فى شمال شرق سوريا، وسيطرت على حلب، وحماة، وحمص، ودمشق فى أيام قليلة. وبذلك قطعت الوصلة البرية الأهم بين إيران ولبنان، وتوقف الإمداد عن حزب الله.ثم قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) المعروفة اختصارا باسم قسد ، والتى تسيطر على شرق سوريا بطول الحدود مع العراق وأجزاء من الأردن. والتى يبدو أنها كانت مطمئنة بأن مواقعها آمنة حول البوكمال ودير الزور حيث آبار البترول، بسبب اتفاقها مع القوات الأمريكية العاملة بالمنطقة. ولكن لم يحمها الاتفاق من هجوم هيئة تحرير الشام عليها وإجلائها من تلك المواقع. كما تم تهجير الآلاف منهم من حلب ومدينة منبج. وبالرغم من تراجع قسد إلى ما وراء الفرات، والإعلان عن مبادرة سياسية للمضى قدما نحو مستقبل سوريا، إلا أن الأكراد يعرفون أن المواجهة ضدهم حتمية. فهم يتوسعون فى حكمهم الذاتى بتلك المنطقة، ويعملون على التوحد مع مناطق الحكم الذاتى الكردية فى العراق، مما يشكل تهديدا حقيقيا لتركيا.أخيرا، ما تبقى من الجيش السورى من أفراد بعدما دمرت إسرائيل أسلحته الجوية، والبحرية، والبرية.التفاعل بين بعض هذه القوى سيمزق سوريا إلى مناطق متناحرة.• • •الخريطة الثانية، هى خريطة القوى الإقليمية، المتمثلة فى إيران، وتركيا، وإسرائيل. ولكل منهم مصالح محددة يريد جنيها من تقسيم سوريا، بعضها يتكامل وبعضها يتقاطع. فكل من إيران وتركيا يخشيان من فكرة دويلة كردية ناشئة لما فى ذلك من تهديد صريح لوحدة أراضيهما. بينما إسرائيل تسعد جدا بهذه الدويلة وتعمل على إنشائها. ولنتذكر أن إسرائيل قبل سبع سنوات كانت الدولة الوحيدة فى العالم التى باركت استفتاء انفصال كردستان عن العراق.فى جانب متصل، تتوافق مصالح إسرائيل مع تركيا فى إزاحة التواجد العسكرى الإيرانى من الداخل السورى. أما المفارقة فهى تلاقى مصالح إيران وإسرائيل فى الإبقاء على العلويين كفصيل حاكم فى سوريا، حيث لم تشكل عائلة الأسد أى تهديد يذكر على إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى تنحى بشار الأسد، كما ساعدت عائلة الأسد إيران فى حربها ضد العراق، ثم فى الهيمنة على أوضاع سوريا إبان الربيع العربى.أخيرا، إذا كانت مصالح تركيا تتمثل فى عودة ملايين اللاجئات واللاجئين السوريين إلى أوطانهم مع عمل منطقة عازلة بطول الحدود التركية - السورية كحاجز ضد أنشطة الأكراد، فإن جزءا من مصالح إسرائيل يتمثل فى بسط حمايتها على الدروز فى محافظتى درعا والسويداء بجنوب سوريا بمحاذاة الحدود مع الأردن. وفى نفس الوقت، ترحب باتصال قواتها على الأرض من الأكراد فى شرق سوريا، بحسب الخطة التى اشتهرت باسم «ممر داود». وهكذا يبدو أن إيران خسرت سوريا أو بالأحرى تنازلت عنها. نلاحظ فى هذا السياق أن مسار أستانا الذى يجمع روسيا، وتركيا، وإيران، اجتمع فى الدوحة يوم السبت 7 ديسمبر الجارى، وأصدر بيانا باهتا، ينص على وحدة الأراضى السورية، بدون أن يقول لنا كيف توافق المجتمعون على وحدة سوريا، بينما قواتهم والموالون لهم فى حالة حرب مع بعضهم البعض على أرض سوريا. • • •الخريطة الثالثة هى للقوى الدولية وتشمل روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا. وهى خريطة المخرج، والمؤلف، والمنتج، الذين لا يظهرون أمام الكاميرا، ولكنهم الفاعل الرئيسى. ويبدو أن ثمة صفقة ما بين روسيا والولايات المتحدة لتسوية ملفى سوريا وأوكرانيا معا، وهذا ما يفسر عدم تحرك روسيا وهى تشاهد انهيار مشروعها فى سوريا الذى عملت عليه ودفعت فيه الغالى منذ عام 2015! ولقد سحبت أسطولها من طرطوس بحجة حمايته قبل أيام من تدمير إسرائيل للبحرية السورية. ثم أعلن متحدث عن الكرملين أن بلاده مشغولة بجبهة أوكرانيا ولا تستطيع فعل المزيد فى سوريا. وكل هذه إشارات تعزز من فرضية اتفاق روسى أمريكى برفع يد روسيا عن بشار مقابل أن تحتفظ بما استولت عليه من أراضٍ أوكرانية.تأتى فرنسا فى سياق متصل، حيث يظهر تراجع دورها بكل من لبنان وسوريا. فمن ناحية رفضت إسرائيل وجود فرنسا كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان، كما يبدو أنها غير مؤثرة فى أوضاع سوريا، وغائبة عن صفقة روسيا والولايات المتحدة. ويشبه هذا المشهد ما سبق حدوثه لبريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية. فبعد انتهاء دورها فى مساعدة هجرة اليهود واستيطانهم بفلسطين، وتمكن المشروع الصهيونى من إدارة الدولة، التفت قادة الصهيونية إلى بريطانيا واتهموها بأنها دولة احتلال يجب أن ترحل عن البلاد. فهل حان دور فرنسا للرحيل عن لبنان وسوريا، ليحل محلها الدور الإسرائيلى؟• • •الشاهد أن تفكيك سوريا ليس شأنا داخليا، وإنما هو خطط، وكوابيس، تعتبر المرحلة الثانية من الحرب التى انطلقت من غزة فى أكتوبر 2023، والتى لا نعرف كم مرحلة ستأتى بعدها حتى تتحقق نبوءة إسرائيل الكبرى. ويبدو أن كلمات الرئيس ترامب حول مساحة إسرائيل التى يراها «صغيرة» ويريد لها التوسع، لها علاقة مباشرة بمراحل الحرب القادمة. وإذا كان البعض يظن أن نظام الأسد الذى أدى دوره حتى حانت ساعته هو الوحيد المستهدف فعلى الجميع لاسيما العراق، والأردن، والخليج، مراجعة الموقف. وذلك لأن كلمات نتنياهو عن الشرق الأوسط الجديد تمس كل دول المنطقة وسوريا هى بوابة المشروع. يبدو أن المواجهات الدائرة بالمنطقة بدأت من حرب غزة، مرورا بمسرحية الاستهداف المتبادل مع إيران فى 2024، كلها خطوات تمهد لذلك الشرق الأوسط الجديد. ولكن هل هو جديد فعلا، أم على نتنياهو مراجعة التاريخ؟! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-12-12
وكالات أسطقت قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد"، طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper في سماء الجمهورية العربية السورية، بحسب روسيا اليوم. وبحسب مسؤولين أمريكيين، تم إسقاط المسيرة عن طريق الخطأ، بعدما اعتقدت الميليشيات الكردية أنها طائرة تركية. وأشار المسؤولين إلى أن الحادث وقع بسبب إطلاق نار من القوات الشريكة التي كانت تعمل في المنطقة واعتقدت خطأً أن الطائرة بدون طيار تشكل تهديدا. وأكدت نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية سابرينا سينج، فقدان الطائرة المسيرة في مؤتمر صحفي يوم 11 ديسمبر الجاري، إذ قالت: "أعلم أن الطائرة MQ-9 سقطت في المنطقة"، لكنها لم توضح سبب حدوث ذلك. وأضافت: "يجري التحقيق في هذا الشأن، لذا لا أستطيع تأكيد سبب سقوطه"، إذ رفضت الإجابة بشكل مباشر على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت أنظمة دفاع جوي لقوات سوريا الديمقراطية. وسبق أن أعلن "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، والذي يشكل جزءا من ائتلاف الجماعات المسلحة المعارضة التي سيطرت على السلطة في سوريا، عن إطلاق عملية واسعة ضد القوات الكردية التي رفضت سحب قواتها من مدينتي منبج والباب. ويسيطر الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة والتحالف الغربي على 25% من مساحة سوريا، بما في ذلك معظم محافظتي الرقة والحسكة، بالإضافة إلى الجزء الشمالي الشرقي من دير الزور، حيث تتركز حقول النفط والغاز الرئيسية في البلاد، كما تقع القواعد العسكرية الأمريكية في مكان قريب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-12-09
تمكنت فصائل مسلحة في ، الاثنين، من السيطرة على مدينة منبج بريف محافظة حلب شمالي سوريا، وذلك بعد معارك ضارية مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد" التي تحظي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات. جاء ذلك في إطار عملية "فجر الحرية" التي أطلقها ما يسمى "الجيش الوطني السوري" المدعوم خارجيا مطلع ديسمبر الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا. وسيطرة الفصائل على مركز مدينة تل رفعت، فيما سيطرت لاحقا على بلدة العريمة وقرية "أم دادات" غربي منبج. وبحلول الاثنين، سيطر ما يسمى بـ "الجيش الوطني السوري" سيطرته على كامل منبج، ليقضي بذلك على أكبر تجمع للأكراد غرب نهر الفرات في سوريا. إلى ذلك، طالبت إدارة العمليات العسكرية في دمشق كافة السوريين الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة بلادهم للعودة والمساهمة في بناء مستقبل البلاد، مشيرة إلى أنها ستعمل على تهيئة الظروف المناسبة وضمان بيئة آمنة ومستقرة لاستقبالهم. وأعلنت العمليات العسكرية في سوريا تمكنها من ضبط الوضع الأمني داخل العاصمة دمشق وحفظ الممتلكات العامة، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها ستباشر عملها فور الانتهاء من تشكيلها. في الأثناء، يواصل عناصر "الوطني السوري" أعمال التمشيط ومكافحة الألغام في المنطقة. وسيطر تنظيم "واي بي جي - بي كي كي" الكردي على مدينة منبج خلال الفترة بين مايو وأغسطس 2016، بدعم من الولايات المتحدة، بعد هجوم استهدف طرد تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة. في سياق آخر، أعلن مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، أن فرق البحث لم تعثر على أقبية سرية بسجن صيدنايا بريف دمشق حتى صباح الاثنين. وقال الصالح عبر منصة إكس: "حتى لحظة نشر هذه التغريدة لم تعثر فرقنا التي وصلت إلى سجن صيدنايا على أي أبواب سرية يتم الحديث عنها". وأضاف أن "الفرق تعمل بأدوات الخرق والبحث والمجسات الصوتية وبوجود فرق k9 التي تضم كلابا مدربة"، وتابع بالقول: "ويرافقنا في البحث أشخاص يعرفون كل تفاصيل السجن، إضافة لاعتمادنا على إرشادات من أناس تم التواصل معهم من قبل الأهالي على أنهم يعرفون مداخل السجن والأقبية السرية". وأكد الصالح أن فرق الدفاع المدني السوري تعمل بكامل طاقاتها لكن حتى الآن لا دلائل تؤكد وجود معتقلين ضمن أقبية أو سراديب السجن، مشيرا إلى استمرار عمليات البحث حتى التأكد من جميع أقسامه وبدقة. وفي وقت سابق الاثنين، قال الصالح: "تعمل خمسة فرق مختصة من الدفاع المدني السوري منذ ساعات في البحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في سجن صيدنايا، رغم تضارب المعلومات". وتمكنت الفصائل المسلحة، الأحد، من إطلاق سراح السجناء من سجن صيدنايا، لكن عائلات معتقلين أطلقوا مناشدات لتحرير ذويهم الذين قالوا إنهم ما زالوا محتجزين في طوابق سفلية داخل السجن. في موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الاثنين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو من قرر منح الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، حق اللجوء في روسيا، وإنه لا يوجد اجتماع مقرر بين بوتين والأسد حاليا. وفي شأن آخر أوضح أنه من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا، مضيفا أن الموضوع قيد النقاش مع من سيتولى السلطة، مشيرا إلى أن "المرحلة المقبلة ستكون صعبة في سوريا بسبب عدم الاستقرار ويتعين مواصلة الحوار مع كل القوى الإقليمية". وأعلن الكرملين، الأحد، رسميا تواجد الأسد في العاصمة الروسية موسكو. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصدر في الكرملين أن الأسد وعائلته في موسكو، وذلك بعد إسقاط نظامه في هجوم للفصائل المعارضة المسلحة. وأضاف أن روسيا منحتهم اللجوء "لدواع إنسانية"، على حد تعبيره. وحسب الكرملين، فإن الفصائل المسلحة التي سيطرت على دمشق "ضمنت أمن" القواعد العسكرية الروسية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: