القمة الروسية الإفريقية الأولى
وأعادت روسيا، الخميس افتتاح سفارتها، وفق ما أفادت مصادر حكومية...
سكاي نيوز
2023-12-29
وأعادت روسيا، الخميس افتتاح سفارتها، وفق ما أفادت مصادر حكومية في واغادوغو، والسفير الروسي في كوت ديفوار المجاورة، المعتمد في بوركينا فاسو، أليكسي سالتيكوف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن سالتيكوف قوله: "وصلنا إلى واغادوغو لاستئناف أنشطة السفارة الروسية في هذا البلد الذي يعد شريكنا منذ فترة طويلة وتربطنا به، روابط صداقة متينة". في المقابل، أنهى الجيش الفرنسي، في 22 ديسمبر الجاري، انسحابه من النيجر المجاورة لبوركينا فاسو، وفق ما أعلن الجيش النيجري في احتفال بالعاصمة نيامي، وذلك بناء على طلب نيامي من باريس؛ نتيجة الدعم الفرنسي للرئيس محمد بازوم، الذي عزله الجيش النيجري في انقلاب 26 يوليو الماضي. كما قررت باريس إغلاق سفارتها في النيجر "لفترة غير محددة؛ لأنها باتت غير قادرة على العمل بشكل طبيعي"، كما جاء في تقرير لموقع "مونت كارلو". تعاون متسارع دوافع التوجه لإفريقيا كثَّفت موسكو خطواتها للتعاون مع القارة بشكل ملحوظ بعد العقوبات التي فرضها عليها خصومها في أوروبا والولايات المتحدة بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، وزاد ذلك بعد عقوبات أخرى نتيجة الحرب الدائرة بينها وبين أوكرانيا منذ 2022. استغلت روسيا الضيق الشعبي من الماضي الاحتلالي القديم لفرنسا في دول وسط وغرب إفريقيا بشكل خاص، في تقديم نفسها للأفارقة هناك كقوة صديقة، ليس لها إرث احتلالي، ويمكنها المشاركة في النهضة العسكرية والاقتصادية بدون شروط مجحفة. تبلور النجاح الروسي في ذلك بعقد القمة الروسية الإفريقية الأولى في سوتشي عام 2019، التي حضرها قادة 43 دولة من القارة البالغ عدد دولها 54. كذلك تردد صدى هذا التعاون مع رفض كثير من دول إفريقيا الاشتراك في فرض العقوبات على روسيا بعد حرب أوكرانيا، ودعمها في جلسات مجلس الأمن الدولي التي طلبت أطراف في أوروبا والولايات المتحدة عقدها لإدانة موسكو. وفي مارس 2023 وقَّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وثيقة الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية، والتي كان أقرها في سبتمبر 2022، وتسير في اتجاه توثيق العلاقات مع إفريقيا. أبرز أشكال التعاون هذا العام تجلت في الجانبين العسكري والأمني، وعبر شحنات الأسلحة الروسية والتدريب؛ حيث تعد موسكو أكبر مورد أسلحة للقارة بنسة 44%، كما ترسخ وجود مجموعة "فاغنر" في عدة دول، منها مالي، وذلك بجانب دعم إنشاء محطات نووية، واستثمارات التعدين. مصالح متبادلة عن أحد أبرز أشكال التعاون بين روسيا ودول بالقارة في نهاية العام، وهو تمدد مجموعة "فاغنر"، يقول الباحث المتخصص في شؤون غرب إفريقيا، تشارلز أسيجبو، ن وضع "فاغنر" الآن في مالي يحقق مصالح كل طرف من التعاون بينهما. ويضيف موضحا، أن المجموعة الروسية "تستغل" شركائها هناك في الاستفادة من الموارد الطبيعية للبلاد، وترسيخ قدم روسيا لملء الفراغ بعد رحيل القوات الفرنسية، فيما تستفيد منها السلطة الحاكمة في "الحفاظ على سلطتها السياسية". إلا أن أسيجيو يلفت في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "فاغنر" ترتكب "انتهاكات" لحقوق الإنسان، مستدلا بتقرير للأمم المتحدة أشار إلى أنها قتلت 500 شخص في قرية في مالي عام 2022. ومن ناحيته، يلفت الباحث في العلاقات الدولية، هاني الجمل، إلى أن وجود "فاغنر" في مالي يعتبر "وجودا شرعيا"؛ نتيجة توقيع اتفاقية عسكرية بين السلطات المالية وبين موسكو، وعلى أساسها دخلت المجموعة في معركة كيدال (بين الحكومة والمتمردين وانتهت بانتصار حكومي)، مشيرا بدوره إلى أن روسيا ترى في هذا التعاون فرصتها لترسيخ وجودها هناك محل فرنسا. ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مقاتلي المجموعة تم نقلهم من ليبيا وسوريا إلى مالي لمساعدة الجيش في معركة كيدال، عقب خروج بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينوسيتا" من المدينة. وأعادت روسيا، الخميس افتتاح سفارتها، وفق ما أفادت مصادر حكومية في واغادوغو، والسفير الروسي في كوت ديفوار المجاورة، المعتمد في بوركينا فاسو، أليكسي سالتيكوف. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن سالتيكوف قوله: "وصلنا إلى واغادوغو لاستئناف أنشطة السفارة الروسية في هذا البلد الذي يعد شريكنا منذ فترة طويلة وتربطنا به، روابط صداقة متينة". في المقابل، أنهى الجيش الفرنسي، في 22 ديسمبر الجاري، انسحابه من النيجر المجاورة لبوركينا فاسو، وفق ما أعلن الجيش النيجري في احتفال بالعاصمة نيامي، وذلك بناء على طلب نيامي من باريس؛ نتيجة الدعم الفرنسي للرئيس محمد بازوم، الذي عزله الجيش النيجري في انقلاب 26 يوليو الماضي. كما قررت باريس إغلاق سفارتها في النيجر "لفترة غير محددة؛ لأنها باتت غير قادرة على العمل بشكل طبيعي"، كما جاء في تقرير لموقع "مونت كارلو". تعاون متسارع دوافع التوجه لإفريقيا كثَّفت موسكو خطواتها للتعاون مع القارة بشكل ملحوظ بعد العقوبات التي فرضها عليها خصومها في أوروبا والولايات المتحدة بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، وزاد ذلك بعد عقوبات أخرى نتيجة الحرب الدائرة بينها وبين أوكرانيا منذ 2022. استغلت روسيا الضيق الشعبي من الماضي الاحتلالي القديم لفرنسا في دول وسط وغرب إفريقيا بشكل خاص، في تقديم نفسها للأفارقة هناك كقوة صديقة، ليس لها إرث احتلالي، ويمكنها المشاركة في النهضة العسكرية والاقتصادية بدون شروط مجحفة. تبلور النجاح الروسي في ذلك بعقد القمة الروسية الإفريقية الأولى في سوتشي عام 2019، التي حضرها قادة 43 دولة من القارة البالغ عدد دولها 54. كذلك تردد صدى هذا التعاون مع رفض كثير من دول إفريقيا الاشتراك في فرض العقوبات على روسيا بعد حرب أوكرانيا، ودعمها في جلسات مجلس الأمن الدولي التي طلبت أطراف في أوروبا والولايات المتحدة عقدها لإدانة موسكو. وفي مارس 2023 وقَّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وثيقة الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية، والتي كان أقرها في سبتمبر 2022، وتسير في اتجاه توثيق العلاقات مع إفريقيا. أبرز أشكال التعاون هذا العام تجلت في الجانبين العسكري والأمني، وعبر شحنات الأسلحة الروسية والتدريب؛ حيث تعد موسكو أكبر مورد أسلحة للقارة بنسة 44%، كما ترسخ وجود مجموعة "فاغنر" في عدة دول، منها مالي، وذلك بجانب دعم إنشاء محطات نووية، واستثمارات التعدين. مصالح متبادلة عن أحد أبرز أشكال التعاون بين روسيا ودول بالقارة في نهاية العام، وهو تمدد مجموعة "فاغنر"، يقول الباحث المتخصص في شؤون غرب إفريقيا، تشارلز أسيجبو، ن وضع "فاغنر" الآن في مالي يحقق مصالح كل طرف من التعاون بينهما. ويضيف موضحا، أن المجموعة الروسية "تستغل" شركائها هناك في الاستفادة من الموارد الطبيعية للبلاد، وترسيخ قدم روسيا لملء الفراغ بعد رحيل القوات الفرنسية، فيما تستفيد منها السلطة الحاكمة في "الحفاظ على سلطتها السياسية". إلا أن أسيجيو يلفت في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "فاغنر" ترتكب "انتهاكات" لحقوق الإنسان، مستدلا بتقرير للأمم المتحدة أشار إلى أنها قتلت 500 شخص في قرية في مالي عام 2022. ومن ناحيته، يلفت الباحث في العلاقات الدولية، هاني الجمل، إلى أن وجود "فاغنر" في مالي يعتبر "وجودا شرعيا"؛ نتيجة توقيع اتفاقية عسكرية بين السلطات المالية وبين موسكو، وعلى أساسها دخلت المجموعة في معركة كيدال (بين الحكومة والمتمردين وانتهت بانتصار حكومي)، مشيرا بدوره إلى أن روسيا ترى في هذا التعاون فرصتها لترسيخ وجودها هناك محل فرنسا. ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مقاتلي المجموعة تم نقلهم من ليبيا وسوريا إلى مالي لمساعدة الجيش في معركة كيدال، عقب خروج بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينوسيتا" من المدينة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-07-30
عاد الأفارقة إلى سان بطرسبرج بعد 6 أسابيع تقريبًا. فى الزيارة الأولى حملوا هموم العالم عبر مُبادرة وساطة من عشرة بنود لإنهاء الحرب الأوكرانية، وفى الثانية يحملون شواغلهم وقضايا قارتهم إلى ثانى جولات القمة الروسية الأفريقية. عمليًّا لا يختلف المشهدان رغم اختلاف العناوين؛ إذ ما تزال القارة السمراء الأكثر تأثّرًا بالنزاعات الدولية وتشاحن القوى الكبرى، والأقل حظًّا من برامج الشراكة والتعاون، ولا تصلها كثير من رياح المنفعة التى تجوب العالم وتُلطّف بين وقت وآخر من سخونته الصاعدة. تاريخ أفريقيا الطويل مع الاستغلال، ومعاناتها من الإمبريالية ماضيًا والوصائية حاضرًا، وحاجاتها الكثيفة للتجارة والاستثمار ونقل المعرفة، تفرض جميعًا أن تنتهج مسارًا انفتاحيًّا على الجميع، وألّا تصطفّ إلا بقدر ما يُحقّق مصالحها ولا يُفقدها ثراء التشابك مع كل الأطراف. إنها تجتهد فى إنجاز ذلك بنضجٍ وإخلاص؛ لكن لا تخلو الحالة من مُنغِّصات. لو صحّ ما قالته موسكو، وتكرَّر على ألسنة عدد من مسؤوليها، بأن الغرب مارس ضغوطًا قاسية على كل دول القارة لإجبارها على مُقاطعة الحدث؛ فلعل تلك واحدة من المُنغّصات المقصودة. فى القمّة الروسية الأفريقية الأولى، التى استضافتها مدينة سوتشى بالعام 2019، حضرت كلّ القارة من دون استثناء، وشارك 43 من القادة. النسخة الثانية تقلّص عدد الرؤساء، وغابت عدّة دول وخفَّضت غيرها التمثيل إلى مستوى الوزراء والسفراء. قد تكون فى ذلك إشارة واضحة عن حجم المقاومة الغربية للقاء بطرسبرج، ومساعيهم لإفشاله أو تجفيف فاعليته لأقل منسوب مُمكن، وربما لا يكون ذلك انطلاقًا فقط من رؤيته كمناورة روسية ضد العقوبات، أو فُسحة سياسية واقتصادية يضطلع فيها الأفارقة بكسر الطوق عن عنق بوتين.. للأسف ما يزال ورثة «الذنب الأخلاقى» تجاه القارة يعتبرونها حديقة خلفية، ولا يقتنعون أن بمقدورها أن تستقل عن رغباتهم، أو تلعب لصالحها بمعزلٍ من حساباتهم الخاصة. جعجعة من دون طحن يُطوّق الغرب وحلفاؤه القارة من كل جانب، تحت لافتات قِمَم ثنائية ومُوسَّعة للاقتصاد والتنسيق السياسى: «الفرنسية الأفريقية» التى بدأت قبل خمسين عامًا، وعُقدت دورتها 28 فى مونبلييه 2021 باستبعاد القادة ومُشاركة نخب ثقافية ومالية وروّاد أعمال، و«الأوروبية» التى استضافت بروكسل دورتها السادسة 2022 بعد تأجيلها عامين، و«الألمانية» مع مجموعة العشرين وعقدت ثلاث دورات آخرها برلين 2019، و«الإيطالية» التى تستعد لثالث جولاتها فى روما نوفمبر المقبل، و«البريطانية» التى بدأت 2020 وتستعد للتجدُّد العام المقبل، ونظَّمت بينهما مُؤتمران افتراضيان 2021 و2022، و«الأمريكية» وكانت دورتها الثانية فى واشنطن خلال ديسمبر الماضى، و«تيكاد» اليابانية واستضافت تونس حلقتها الثامنة فى 2022. كل تلك العناوين وما تزال أفريقيا فقيرة، وشراكة هؤلاء جميعًا معها أقل من الميزان التجارى بين أى بلدين منهم. يطيب لهم تعبئة القارة فى كأسٍ بمقدار شَربة واحدة، دون اهتمام بقضاياها الجادة وأزماتها العميقة، وأغلبهم يعرفونها جيّدًا؛ لأنهم خلقوها وما زالوا يستثمرون فيها حتى اللحظة، لكنهم بدلاً من سدّ الثغرات وإغناء الشريك المريض، يثورون لو بحث عن الدواء فى صيدلية أخرى. هكذا سعوا لإفشال خطّ روسيا الأحدث، ويُعلنون تذمُّرههم دائمًا من حضور بكين فى القارة، ومن مسار «القمة الصينية الأفريقية» طوال دوراتها الثمانية حتى نسخة السنغال 2021. المُعلن أن أفريقيا شريك محورى فى رهانات كل الأطراف، والمُضمَر أنها موضوعٌ للنزاع فيما بين الخصوم والأصدقاء على السواء. يمكن أن نلمس التنافس الخشن بين واشنطن وباريس، كما تتنافس أجندات التكامل والتنمية والمغانم الأفريقية داخل مجموعة السبع. صحيح أن لكل بلد مصلحةً اقتصادية لا يُمكن إنكارها؛ لكن أمور السياسة ما تزال أكثر تقدُّمًا. عندما شقَّت الهند مثلاً طريقها إلى القارة بمُنتداها الاقتصادى فى 2008، وعقدت ثلاث دورات حتى 2015، كانت فى الواقع تنقل مواجهتها الحدودية والعسكرية والاقتصادية مع الصين إلى ساحة جديدة، وكذلك كانت خطوة روسيا فى أحد وجوهها.. وعندما فكّك «الناتو» وحدته الأطلسية الجامعة فى حروب الشمال إلى خطوط مُباشرة، تصل كلًّا من لندن وبرلين وواشنطن وروما على حدة بالجغرافيا الأفريقية، لم يخل ذلك من تناقضٍ فى الرؤى، أو «صراع بَينى» خارج مظلَّة المواجهة مع موسكو وبكين. حُمَّى القِمَم واللقاءات، مُقابل بطء المسيرة وفقر الحصيلة؛ يُشيران إلى أن ما يرجوه الأفارقة غير ما يسعى إليه شركاء الخارج، وأن النظرة ما تزال قاصرةً والحاجة ماسة إلى تحرير القارة من مفاعيل الاستقطاب والمُكايدة وقطع الطرق فى «قِسمة الغُرماء» الدوليين. استعادة زمن الحياد لا تُحب أفريقيا لعبة المحاور، ولا تستطيب التورُّط فيها؛ بينما يجتهد الجميع قصدًا أو باعتباطٍ لدفعها إليها، واستنزافها فى مُكاسرةٍ لم تفتتح أسبابها ولا تملك قدرة إنهائها. عندما انطلق «عبد الناصر» ولحقه «نكروما» قبل أكثر من ستة عقود على مسار عدم الانحياز، من باندونج إلى بلجراد، ومعهما تيتو ونهرو وسوكارنو عن الشِّقّ الآسيوى؛ كانوا يعلنون مُقاطعة صراع الأحلاف والمواجهات الساخنة والباردة، ويُجاهرون بالحياد ترفُّعًا عن معارك لا مغنم لهم فيها، ولا استعداد أو طاقة ليتكبَّدوا مغارمها. وعندما أعدّ قادة القارة مُبادرة وساطة لإنهاء الحرب الأوراسية الدائرة؛ كانوا يُجدّدون حيادهم على قاعدة صافية من الشوائب واعتبارات السياسة، حتى أنهم اختاروا «كييف» محطَّةً أولى قبل روسيا. الرئيس زيلينسكى لم يكن يملك القرار عمليًّا، بقدر ما يرتهن لإرادة شُركاء يتّخذون منه منصّة مُتقدّمة فى مواجهة الروس، فرفض الخطَّة انطلاقًا من حدودٍ صراعية رسمها الغرب والناتو منذ البداية، وقتما قال جوزيب بوريل ويانس ستولتنبرج إن أوكرانيا مدعوَّة لإنهاء النزاع فى ميدان القتال، وتقاطرت الأسلحة والذخائر حتى ما كان مُحرّمًا منها، وقد جدَّد القادة الأفارقة مُبادرتهم من قلب روسيا، وفى حدثٍ يُفترض أنه يُعبّر عن صلة عميقة تجمعهم بموسكو، ما يضع التجرُّد ومُقاومة الاصطفافات رغبةً أولى وثابتة فى الرؤية السمراء، وكل من يسعون إلى الوصل بالقارة يتعيَّن عليهم أن يستوعبوا الرسالة، وألَّا يتمادوا فى محاولات الإخضاع بالإملاء، أو التوظيف بالوكالة تحت لافتة المنفعة؛ لا سيما أن حقول المُتحاربين تزدهر رغم الحرب، وصوامع أفريقيا ما تزال خاويةً بعد كل الرسائل والوعود الوردية ومواسم الحصاد التى قالوا إنها هادئة ومثالية. لو كان الانحياز مُمكنًا ومقبولاً؛ فالأولى أن يصطفّ الأفارقة فى الضفّة المُعاكسة للغرب. لا يُعرف للصين ماضٍ استعمارى فى القارة أو وجود عسكرى طامع عبر ساحاتها الساخنة، وقد ساندت روسيا «باعتبارها وريث الاتحاد السوفيتى» حركات التحرُّر وثورات الاستقلال؛ بينما كانت أوروبا سبب المحنة الأفريقية المُمتدة، وتربَّحت الولايات المُتحدة من نزح الثروات والبشر عبيدًا مُقرنين فى الأصفاد، وتجارب الاصطفاف المؤلمة فى الحروب الكونية وصراعات الكبار أجبرنا عليها الأُوروبيون لا الآسيويون، فمات من مات من المخطوفين لخدمة جيوش الاحتلال، وزُرعت الأرض بالألغام ونُهِبت الموارد لتمويل المغامرات الخرقاء. لو كان على طرفٍ أن يشكر حياد أفريقيا ويُشجّع عليه؛ فالغرب أول المُستفيدين، ليس انطلاقًا من ماضيهم الأسود على امتداد جغرافيا القارة فقط؛ إنما لأن خبرتنا الحديثة معهم ما تزال مُؤلمة ودامية، وقد كان حلف الناتو ذراع الخراب التى أطاحت ليبيا قبل سنوات غير بعيدة.. خطاب القيم فى مواجهة روسيا؛ إن فى تاريخها السوفيتى أو حاضر غزوتها الأوكرانية، قد لا يصمد بالنظر إلى ماضى أوروبا الاستعمارى بامتداد العالم، وأفريقيا على وجهٍ خاص، ولا نزوات أمريكا فى كوبا وفيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا. إذا تساوى الخصمان فلا وجاهة فى رفع اللافتة الأخلاقية، ولا فى محاولة الغرب تجييش الحُلفاء على قاعدةٍ كان أوَّلَ مُنتهكيها. نحن بصدد مُواجهة «لا أخلاقية» وقودها الدعاية وغايتها الهيمنة والانفراد بالكوكب، وفى تلك الغنيمة المُبتغاة مَشقّةٌ تخصُّ أصحابها، ولا تُلزم غيرهم. حرب على موائد الفقراء فى مُبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، صدَّرت أوكرانيا نحو 32 مليون طن طوال عام. تقول الأمم المُتحدة إن تلك الكميات وصلت لـ45 دولة فى ثلاث قارات، وتُؤكّد روسيا أن 70% منها أفادت الأغنياء ومُتوسِّطى الدخل فى أوروبا وغيرها، بينما وصل الفتات لبرنامج الأغذية العالمى ولم تتجاوز حصَّة عشرات الدول الفقيرة فى الشرق الأوسط وخارجه 3%، بأقل من مليون طن. أُلغيت المُبادرة بعدما عطّل «ناتو» الشق الخاص برفع العقوبات عن الحبوب والأسمدة الروسية، أو هكذا قالت موسكو، والآن يتحدّثون عن تصدير الإنتاج الأوكرانى برًّا من خلال دول الحلف اللصيقة، أو عبر موانئ البلطيق على أن يُموّلوا فارق التكلفة، وفريق ثالث يحشد لتفويتها تحت حماية الحلفاء ولو اشتعل البحر الأسود. رفاهية أن تتحوَّل قضية مُلحّة مثل الغذاء إلى فرع من المواجهة العسكرية، تُسقِط أيّة أحاديث عن الإنسانية والتنمية وإسناد الفقراء والجوعى. ومحاولة بناء تحالفات خارج تلك الاعتبارات إنما تُنتج احتلالاً يغتصب قرار الحكومات، وليس شراكةً تُثمر علاقات مُتكافئة وتنميةً ضامنة لاستبقاء المودّة والفاعلية الإيجابية.. ربما لهذا كانت مناورة «بوتين» أقل خشونة، فقدَّم رؤيته فى مقالٍ عبر موقع الكرملين قبل أيام، ثم فى كلمته أمام القمة الأفريقية، مُطلّاً بجسده المُثخن بجراح الحرب من تحت لافتة أخلاقية؛ ليُدين ممارسات الغرب ويعلن استعداد بلاده لضخ الحبوب تجاريًّا أو بصيغة المساعدات المجانية، وشرح بالفعل تفاصيل خطّة تُغطّى 6 دول أفريقية لعدة شهور، بتدفُّقات بين 25 و50 ألف طن قمح لكل بلد. عُقدت قمة سوتشى أواخر 2019، وكان مُقرّرًا أن تتبدَّل الجولات بين روسيا وإحدى الدول الأفريقية كل ثلاث سنوات؛ لكنها تأخّرت سنة بسبب الحرب، ثم عُقدت فى بطرسبرج لا أفريقيا؛ ربما بسبب مذكرة التوقيف الدولية، وحرج أن يزور الرئيس بوتين أية دولة مُلتزمة بميثاق المحكمة الجنائية، كما جرى مع جنوب أفريقيا فى ترتيبات قمة بريكس المرتقبة. حصيلة القمّة السابقة أقل من الوعود، فقد كان مأمولاً الوصول بالتجارة لـ40 مليار دولار؛ لكنها لم تتجاوز 18، وكثير من الاتفاقات وبروتوكولات التعاون وئيدة الخطو أو لم تُفعَّل أصلاً، وقد لا تكون الدورة الثانية أوفر حظًّا؛ بالنظر إلى السياقات الاستثنائية للحرب والاقتصاد. اهتمام روسيا، وسط محنتها العميقة، بتعجيل انعقاد القمّة وتأمين أوسع حضور ممكن فيها إنما يُشير إلى بُعدٍ سياسى، يتوسَّل بأفريقيا أن تكون دفعةً معنويّةً وبابًا لكَسر الحصار، وهذا مما لا يُمكن إنكاره، وضغوط الغرب من أجل إفشالها أو تفريغها من المضمون وزخم الحضور، تُؤكد قراءته المنزعجة لأهمية الحدث، وهذا أيضًا خارج الإنكار. بين الرهانين؛ سيكون الرابح من يعمل مع القارة بجدّية ونوايا مُعلَنة، ومن يُقدّم إفادةً حقيقية تتجاوز استهلاكية التوظيف السياسى وسيولة الخطابات المجانية. عبء تذويب التاريخ ترزح أفريقيا فى سلاسل مُعقّدة من الديون والأعباء، وللأسف فإن أوروبا والمنظومة الغربية كانت الحدَّاد الذى صنع تلك القيود وأحكم إغلاقها، وهى قادرة على تحرير القارة منها؛ لكنها لا تريد على ما يبدو.. حتى لو كانت وعود روسيا تفوق قدراتها، وعطاياها أقل ممّا تتحدَّث عنه؛ إلا أنها تتفوَّق فى جَردة حساب الماضى، ولا تحمل أوزارًا مُركّبة عن سوء سياسات الحاضر، وكذلك الصين؛ ولا يصح أن تنطلق المُنافسة مع القطبين الصاعدين من تغافلٍ صريح عن امتياز الطهرانية وفوارق التاريخ. حتى الآن لم يستوعب الغرب أنه مُطالبٌ ببذل جهد مُضاعَف لتسديد الفواتير القديمة، والاعتذار عن انخراطه المُنفلت حتى اليوم فى البيئات الأفريقية المُتوتَرة. اللعب بمنطق الربح المضمون، أو الوهم بإغناء السطوة و«العين الحمراء» عن ضرورات الدعم والمساندة وخطط التنمية الجادة؛ لن يُحقّقا للمُحتلّين القدامى ما يُريدون؛ بل لعلهما يُعزّزان أجندات مُنافسيهم من القوى الصاعدة وخصوم الماضى الكبار.. يحدث ذلك بشكل ما فى مالى والنيجر وغيرهما من دول الساحل، وتشكو فرنسا ممّا تقول إنه نشاط روسى مُبرمج لضرب حضورها الأفريقى، ولا تخلو ساحات السودان وأفريقيا الوسطى وبعض نطاقات الشرق والغرب من مماحكات شبيهة؛ ليس نشاط موسكو وبكين سبب اهتزاز مراكز الأوروبيين والأمريكان فى تلك البيئات؛ إنما عجز الأخيرين عن قراءة التحولات وواقع القارة الجديد، وبَذل ما يُحصّن لهم فرص الشراكة على قاعدة ندّيةٍ، مُتحلّلة من خبرات الماضى الذى لم يعد قائمًا ولا قابلاً لإعادة الإنتاج، ومُتصالحةٍ مع تعقيدات الواقع التى تنمو وتتطوّر لحظيًّا، ولا يتسبَّب التقاعس عن مواكبتها إلا فى توسعة الهُوّة يومًا بعد آخر. عمليًّا، قد لا تملك موسكو الكثير كى تُقدّمه للقارة. الاقتصاد الروسى يصعب عليه أن يكون رافعةً لـ54 بلدًا، لديها جميعًا احتياجات عاجلة وطموحات تنموية لا تفريط فيها، كما أن الحرب الدائرة تُرتّب ضغوطًا والتزاماتٍ تُعوّق قدرتها على الحركة والمناورة، والعقوبات تقطع عليها خطوطًا عديدة مع الأسواق والنظام المالى. حضور ميليشات «فاجنر» فى بعض الساحات محلُّ مآخذ عديدة، لا سيّما مع أدوارٍ سلبية فى أزمات ليبيا والسودان ومالى وأفريقيا الوسطى. يُمكن أن تتحلّل موسكو منها وتنفى مسؤوليتها عن أنشطتها فى التعدين ونقل السلاح والذهب، أو تدريب وتمرير المرتزقة والمُقاتلين؛ لكن ذلك لن يُسقط الملاحظات بالكامل، ولن يلغى ضرورة البحث عن وسائل أخرى لمنافسة الوجود العسكرى لأمريكا وفرنسا واللاعبين إلى جوارهما. ورغم تلك التعقيدات الواضحة ينزعج الأُوروبيون من تعميق «بوتين» لقنوات اتصاله مع الأفارقة؛ لا سيما أن الغريم الصينى يسبق الطرفين بخطوة، وكل اقتراب مع الشرق قد يعنى ابتعادًا عن الغرب، هكذا يفهمون المُعادلة فى إطار ثنائية سطحية، حدّية وغير ناضجة؛ حتى لو قالت أفريقيا نفسها إنها لا تلعب لصالح أحد، ولا تنفض يدها من شراكة أحد، وجاهزة دائمًا للعمل مع الجميع فى إطار المصالح المشتركة وتوازن المنفعة المُتبادَلة. اغتنام الفرصة الأفريقية لدى القارة الكثير ممّا يُمكن أن تُفيد به العالم، وتحتاج منه الكثير أيضًا. موازين التجارة مائلة لصالح القوى الكبرى، وما تزال تتفلّت من تعهُّداتها بشأن المناخ والتحوّل الأخضر واستدامة خطط التنمية، ويجب أن تتضمَّن برامج التعاون نقل التقنيات وتطوير الإنتاج وتمكين صادرات القارة، وتعويضها عمّا فات تحت الاحتلال أو نهب الثروات أو الانفراد بالبيئة والموارد والأرباح. وقبل كل ذلك إخراجها من دائرة الاستقطاب والعودة عن مساعى توظيفها «عصًا غليظة» فى وجوه الخصوم.. روسيا تستشعر مرارة الخداع من أصدقاء الحرب ضد النازية، ومن «الناتو» بعد عقود التعهُّد بعدم التمدُّد شرقًا، وبعد خرق «اتفاقات مينسك» واتّخاذها ستارًا رماديًّا لكسب الوقت وشَحذ قدرات أوكرانيا العسكرية، والغرب يحارب عقارب الساعة ويتوجَّس من سحب البساط لصالح موسكو وبكين. إننا إزاء وجهٍ صراعى عريضٍ، لا يقبل القسمة على اثنين فى ظاهره، ولن يُحسَم بيُسرٍ فى المدى القريب، وما يعنينا ألا تُفرَض شُروط الصراع على أفريقيا أو فى العلاقة معها؛ لأن ذلك لا يُعطّل التعافى من جروح الماضى فحسب؛ إنما يُراكم فوقها طبقاتٍ إضافية من الندوب والصديد. ما يحدث فى السودان والقرن الأفريقى، وفى ليبيا والساحل، وما يتصاعد من استثمار فى الفوضى وفوائض «القوَّة الميليشياتية» المُنفلتة، لا تنفصل جميعًا عن معارك الأقطاب، المُتراجعة أو المُتقدّمة، وحان الوقت لأن يُصفِّى المُتعاركون حساباتهم خارج بيئات طالما كانوا سبب مُعاناتها واكتوائها بالنار. مخرجاتٌ مهمّة أفرزتها قمة بطرسبرج، تضاف إلى ما تبقَّى خارج التطبيق من مُقرّرات سوتشى، هذا ما يخص روسيا. الغرب عليه ديون مُعلَّقة عن كل القِمَم السابقة فى لندن وواشنطن وبرلين وباريس، وكذلك ما يخص تيكاد وبكين ونيودلهى، وهى عناوين تخصّ أطرافها أيضًا؛ أما أفريقيا فمَعنيّةٌ بكل تلك البرامج بالتساوى، لا تنشغل بمباريات الملاكمة السياسية المُشتعلة بين الشركاء، فرادى وجماعات؛ إنما ما يعنيها أن تحصد نقاط الاقتصاد من الجميع. إن أصدقاء القارة وأعداءها يتحدَّدون وفق مواقفهم منها، وليس بحسب علاقاتهم ببعضهم، أو رغبة أحدهم فى تعميم اعتقاده على الأفارقة كتابعين لا أنداد. حتى لو كانت موسكو تلعب الورقة الأفريقية وهى تُخبّئ أهدافًا سياسية وراء ظهرها، فإن القادة فى بطرسبرج كانوا يلعبون لصالح التنمية، وهكذا فعلوا فى كل القمم والعواصم التى زاروها، وتثبيت القوانين فى العلاقة بالشرق والغرب أقوى دليل على الاتصال الجاد معهما، وعلى الانفصال الجاد أيضًا عن أجنداتهما.. ربما بفعل الرخاوة ما تزال بعض الدول رهن إرادة الخارج، إلا أن الأغلبية اختبرت مصالحها وحصَّنت استقلالها، ولن يطول الوقت قبل أن يتحرَّر الباقون من الوصاية، وقتها قد يكتشف بعض الغربيين أنهم أضاعوا فُرص الصداقة، أو خسروا نصيبهم منها لصالح آخرين، ووقتها قد يقف الماضى عقبةً أمام ترميم الصدوع وبناء الجسور المُتهدّمة! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-11-11
قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اليوم الخميس، إن موسكو روسيا تزود مالى وستواصل تزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية من أجل تعزيز قدرة الأخيرة على مكافحة التهديدات الإرهابية. وقال لافروف - فى مؤتمر صحفى عقب اجتماعه مع وزير خارجية مالى عبدالله ديوب، اليوم الخميس- "روسيا لديها تاريخ طويل من التعاون العسكرى والفنى العسكرى مع مالي، ونؤكد على مواصلة هذا التعاون من خلال تزويد حكومة مالى بالآلات والمعدات والذخيرة والأسلحة حتى يتسنى لها التصدى بشكل فعال للتهديدات الإرهابية"، حسبما ذكرت وكالة أنباء تاس الروسية. ومن جانبه، قال ديوب خلال مباحثاته مع لافروف:" فى كل مرة عندما كانت بلادنا تواجه وضعا صعبا ، كانت روسيا حاضرة دائمًا للمساعدة والدعم نحن الآن فى مثل هذا الموقف الصعب، وبالتالى يمكننا اللجوء إلى صديقنا للحصول على المساعدة هناك خطر يهدد وجود دولة مالي.. نحن الآن فى فترة انتقالية، نأمل أن نعود إلى الوضع الدستورى الطبيعى فى أقرب وقت ممكن". يذكر، أن القمة الروسية - الإفريقية الأولى عقدت فى منتجع سوتشى الروسى على البحر الأسود، فى أكتوبر2019، بمبادرة روسية، وبرئاسة مشتركة للرئيسين، الروسى فلاديمير بوتين، والمصرى عبدالفتاح السيسي. وحضر أعمال القمة أكثر من 6 آلاف مندوب من 104 دول، بما فى ذلك رؤساء أكثر من 40 دولة إفريقية، وأكثر من 120 وزير خارجية . كما كانت القمة نقطة تحول استراتيجية فى العلاقات المشتركة، ودعم التنمية فى القارة الإفريقية واعتمد القادة والرؤساء المشاركون فى القمة، مبادرات لتطوير التعاون الروسى – الإفريقي، على كافة المستويات؛ وتم توقيع 92 مذكرة واتفاقية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-07-29
تأتى القمة الروسية الأفريقية الثانية، فى ظرف دولى بالغ الدقة والحساسية، يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، بجانب استمرار انعكاسات الازمة العالمية فى الغذاء والطاقة والنقل، انعقدت القمة الروسية الأفريقية الأولى فى عام 2019، فى ظل رئاسة مصر لاتحاد الأفريقى، ولم تكن هناك حرب وإن كان العالم واجه أزمة كورونا، وقتها حرصت مصر على أن تتحرك أفريقيا جماعيا فى التجمعات الإقليمية والدولية، وتسعى لطرح مطالبها وحقها فى التنمية، وبالفعل تمت قمم أفريقيا أوروبا واليابان والصين والولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن الاستقطاب العالمى بهذه الحدة. ثنائيا، بالطبع فإن العلاقات بين مصر وروسيا قوية وتشمل العديد من المجالات مثل التعاون فى مجال الطاقة وإنشاء المنطقة الاقتصادية الروسية فى مصر، وهى علاقات تقترب من 80 عاما، واستمرت على مدار عقود، خاصة فى مجالات الصناعة والتبادل التجارى، والشراكة الاقتصادية والفنية، وأكد الرئيس فى كلمته التزام مصر باستمرار انخراطها بشكل جاد ومخلص فى جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، إيمانا بالفرص وتوسيع مساحات التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية. وعلى المستوى القارى من خلال رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية «النيباد»، وكذا ريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مستوى الاتحاد الأفريقى، لتدعيم جهود تعزيز السلم والأمن وتحقيق التنمية، وبالتالى فإن القمة الروسية الأفريقية نتاج هذا التعاون، بجانب حرص مصر على أن تكون أفريقيا موجودة وفاعلة فى العالم، بما يناسب عدد سكانها وقدراتها التى تتطلب دفعا نحو التنمية. حيث شهد العالم أزمة كورونا، ثم الحرب فى أوكرانيا، والتى انعكست على الطاقة والغذاء وسلاسل النقل والإمداد، وحسب توصيف الرئيس السيسى، فإن: «التغيرات الجارية باتت تمس القواعد الرئيسية التى بنى على أساسها النظام الدولى بمفهومه الحديث، وتقف دول أفريقيا فى خضم ذلك، لتواجه عددا ضخما من التحديات، التى تؤثر على قدرتها على استكمال مسارها التنموى، وتُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وبحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدى لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم». كان الرئيس السيسى يطرح وجهة نظر أفريقيا، وهو ذاته ما أشار إليه رؤساء 17 دولة فى كلماتهم، وأيضا ممثلو الـ47 دولة الحاضرة فى القمة، الرئيس السيسى، طرح - فى كلمته - رؤية مصر بشأن الظرف الدولى الراهن، مؤكدا أن الدول الأفريقية ذات سيادة، وإرادة مستقلة، تريد التنمية والأمن، ويتعين أن تبقى بمنأى عن مساعى الاستقطاب فى الصراعات القائمة. الرئيس شدد على أهمية تطبيق قواعد العدالة والمواثيق الدولية، وأهمية إصلاح النظام العالمى، ليكون أكثر تعبيرا عن مصالح الشعوب، وقادرا على تطبيق قواعد عادلة فى الصراعات، بما يحافظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات، لا سيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومى للدول، وعدم توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولى متعدد الأطراف، مصر لديها وجهة نظر متوازنة فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية.. ترفض الغزو، والعقوبات غير العادلة. ومعروف أن الحرب الروسية الأوكرانية ليست حربا بين طرفين ولكنها بين معسكرين، وتنعكس تأثيراتها على العالم بشكل كبير، وعلى أفريقيا والدول الفقيرة بشكل خاص، وهو ما يحتم ضرورة بناء علاقات متوازنة تسمح بتنويع العلاقات الاقتصادية وتفتح أبواب الشراكات والاستثمارات. الرئيس السيسى دعا إلى ضرورة الأخذ فى الاعتبار احتياجات الدول النامية، وعلى رأسها دول القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد فى محاور الأمن الغذائى، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة، وإيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد أفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والإنتاج الغذائى فى أفريقيا، ودعا إلى التوصل لحل توافقى بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يضع فى الاعتبار مطالب جميع الأطراف ومصالحهم ويضع حدا للارتفاع المستمر فى أسعار الحبوب. لقد شهدت قمة «روسيا - أفريقيا» خطوات لبناء فرص، ودعم التنمية فى أفريقيا بما يضمنن استفادة أفريقيا وروسيا، ضمن تعاون يوسع مجالات الشراكة وتوازن المصالح. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-07-28
قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس تحرير "اليوم السابع"، إن هناك الكثير من التفاصيل المتعلقة بانعقاد القمة الروسية الأفريقية، بداية من الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الوضع الاقتصادي، متابعا: "أفريقيا من ناحيتها والدولة المصرية أعلنت مبكرا دعوتها إلى وقف هذه الحرب، وأن العالم لديه تطورات كثيرة فيما يتعلق بالتغير المناخي وانعكاسات الأمن الغذائي وتأثر إمدادات الغذاء وغيرها من القضايا". وأضاف الكاتب الصحفي أكرم القصاص، خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "حال بلدنا"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد خيري على "الراديو 90 90": "خلال القمة الروسية الأفريقية الأولي فى عام 2019 كانت الدولة المصرية ترأس الاتحاد الأفريقي، ومصر قادت أفريقيا بشكل مهم ويكون هناك تعاون عالمي وعقد العديد من القمم مع التجمعات الدولية مع أوروبا واليابان والصين والولايات المتحدة.. والرئيس عبد الفتاح السيسي يطرح صوت أفريقيا فى المحافل الدولية وحق القارة فى البناء والتنمية". وتابع الكاتب الصحفي أكرم القصاص: "من حق أفريقيا أن تكون قيمة مضافة وأن يكون لديها تطور صناعي كبير.. وأفريقيا رغم ما تملكه من موارد بشرية هائلة إلا أنها تعاني وبالتالي من حقها أن يكون لها دورا فى البناء.. والرئيس الروسي تحدث عن الدعم للدول الأفريقية وهذا أمر مهم.. والقمة تتحدث عن مضاعفة التعاون بين روسيا وأفريقيا"، لافتا إلى أهمية وجود نظام عالمي عادل وهذه نقاط فى غاية الأهمية خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2023-11-10
قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن الأوضاع في قطاع غزة باتت تمثل كارثة إنسانية حقيقية. وأوضح شكري، في كلمته أمام القمة السعودية الأفريقية، أنه على الرغم من أن اجتماعنا يُركز على مُناقشة العلاقات الاقتصادية بين الدول الافريقية والمملكة العربية السعودية، إلا أنني أود أن أستهل كلمتي بتناول الأوضاع شديدة الخطورة في غزة، والتي باتت تُمثل كارثة إنسانية حقيقية نتيجة استخدام غير مسبوق للآلة العسكرية، وانتهاج مُتعمد لسياسة العقاب الجماعي وإجراءات التجويع والحصار، وهو الأمر الذي لا يُمكن قبول استمراره. وجدد وزير الخارجية الدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار، وتأمين النفاذ الكامل للمُساعدات الإنسانية والإغاثية، مع التأكيد على الرفض القاطع لدعاوى التهجير القسري للمواطنين في غزة، والحاجة للبدء في مسار سياسي مُستند إلى أسس حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الحالية. وأضاف: أود بداية أن أعرب لولي العهد رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية عن خالص التقدير لحُسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأن أنقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلىكم ويسرني المُشاركة في القمة السعودية الإفريقية الأولى، التي تهدف لتعزيز أطر التعاون بين المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية الشقيقة. وأشار شكري إلى أنه لطالما جمعت مصر والمملكة العربية السعودية علاقة أخوية وتاريخية مثلت نموذجًا للشراكة الاستراتيجية، وأساسًا لدعم سُبل الاستقرار والأمن في المنطقة ككل؛ كما تعتز مصر بانتمائها الإفريقي، وتسهم في تعزيز الثقل الذي تتمتع به القارة الإفريقية، وتأثيرها في كافة القضايا على المُستويين الدولي والإقليمي. واستطرد: «تتفاعل مصر بشكل جاد مع كافة التحديات على الساحة الإفريقية على المستويات الأمنية والسياسية والتنموية، وتعمل على حمل لواء والدفاع عن المصالح الإفريقية في كافة المحافل». وأشار إلى أن مصر تسخر رئاستها الحالية للوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي لدراسة كافة السُبل المُمكنة لتحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية وتنفيذ أهداف أجندة 2063 التنموية، وبالمثل تأتي ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد الصراعات على مُستوى الاتحاد الإفريقي لتعكس الاقتناع بأنه لا تنمية بدون أمن، وتعمل مصر على تنفيذ عدد من البرامج الرائدة في هذا المجال في مناطق الصراعات بالقارة. وشدد الوزير شكري على أن مصر لم تأل جهدًا في المساهمة في تنفيذ المشروعات الواعدة بالدول الإفريقية الشقيقة بالاستفادة من إمكانيات شركات القطاع الخاص المصري، والتي أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات عملاقة بمواصفات دولية على أرض إفريقية، وعلى رأسها مشروع سد «جوليوس نيريري» في تنزانيا. وقال: «وتستمر مصر في مُخاطبة المجتمع الدولي للتعاطي بشكل أكثر فاعلية مع التحديات الاقتصادية التي تواجه القارة الإفريقية، وأهمها: الحاجة لوضع آليات لتخفيف عبء الديون وبما يراعي تأثير الأزمات المتلاحقة على اقتصاديات دولنا. إضافة إلى ضرورة العمل على إصلاح مؤسسات التمويل الدولية لتكون أكثر تعبيرًا عن احتياجات الدول الإفريقية ومُراعاة لظروفها، وأهمية تكثيف الاستثمارات في مجالات التحول الصناعي وتعزيز الإنتاجية الزراعية بما يحول دون استغلال مواردنا الطبيعية بشكل لا ينعكس على شعوب القارة، وضرورة الحفاظ على انفتاح حركة التجارة العالمية بما في ذلك عبر الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية». وثمن الوزير في ختام كلمته دعوة المملكة العربية السعودية للقمة والمُشاركة رفيعة المُستوى من الجانب الإفريقي التي تعكس الحرص على تعظيم الاستفادة المُتبادلة مما لدينا جميعًا من إمكانيات اقتصادية، قائلا: إنني قد حرصت على تقديم رؤية مصر بشأن الأولويات التي يقدر أهمية التركيز عليها لتحقيق الاستفادة المُثلى من أطر التنسيق القائمة بيننا، وبما يُسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب القارة التنموية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-11-10
تُعد مصر بوصلة التحركات العربية والدولية في أزمة غزة، فمنذ بداية الأزمة كانت التحركات الدبلوماسية للدولة المصرية خير داعم للأشقاء الفلسطينيين، وأقوى دافع نحو إيجاد سبل لحل الأزمة بما يكفل الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، وكان لوزير الخارجية سامح شكرى تصريحات توضح موقف الدولة المصرية القوى إزاء ما يحدث في غزة خلال القمة السعودية الأفريقية الأولى ، نورد أبرزها فيما يلى .. ـ ضرورة دعم الأطراف الدولية الوقف الفورى لإطلاق النار دون قيد أو شرط. ـ مصر قدمت مساعدات لغزة أكثر من مجموع أعضاء المجتمع الدولى. تصريحات سامح شكرى ـ ثلثى سكان غزة نزحوا، فتح ممر آمن لانتقالهم جنوباً استمرار للتهجير ولا يشكل تطورا إيجابيا. ـ ممارسات إسرائيل تتعدي حق الدفاع عن النفس،و أحداث القتل المؤسفة لا يمكن تبريرها . ـ ضرورة توفير الحماية للفلسطينيين ورفض العقاب الجماعي. تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى ـ مصر تبذل كل ما فى وسعها لضمان استقبال المساعدات وإدخالها إلى القطاع، وتقديم العون لعلاج الجرحى المدنيين. ـ اتصالات مصرية مكثفة تهدف لإنفاذ هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة ـ الوثيقة الإسرائيلية حول تهجير الفلسطينيين لسيناء "مثيرة للسخرية". ـ مصر تطالب بإحياء عملية السلام وفقا لمبدأ حل الدولتين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-11-10
أكد وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار أن القمة السعودية الإفريقية الأولى المنعقدة حاليا بالمملكة العربية السعودية لها دور بارز فى دعم علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة والدول الإفريقية. جاء ذلك خلال مشاركة وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج فى القمة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية التونسية فى بيان اليوم /الجمعة/. وأشار عمار إلى حرص بلاده على تقديم كافة الدعم للشراكة التى ستنتج عن هذه القمة ووضع كافة تجاربها وخبراتها لخدمة هذه الشراكة الشاملة. كما شدد الوزير على أهمية دعم وتكثيف التشاور بين المملكة ودول القارة من جهة، وبين المملكة والاتحاد الإفريقى من جهة أخرى من أجل تنسيق المواقف بخصوص أهم القضايا الراهنة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه الوطنية الشرعية الكاملة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-07-26
أكد آصف ملحم، خبير الشؤون الروسية، أن القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي عُقدت في مدينة «سوتشي» في عام 2019، تمت تسميتها بالمنتدى الاقتصادي، بينما القمة الثانية، التي تستضيفها مدينة سان بطرسيرج، على مدار يومي 27 و28 يوليو الجاري، فقد جرى تسميتها بالمنتدى الاقتصادي والإنساني، بهدف دعم وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية. وأضاف «ملحم»، في مداخلة مع الإعلامية داليا الحسيني، مقدمة برنامج «منتصف النهار»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الأربعاء، أن إضافة لفظة «الإنساني» للقمة تعكس حرص روسيا على تعويض الدول الأفريقية ما ينقصها من مواد غذائية، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وتابع خبير الشؤون الروسية أن أكثر الدول التي تعاني من نقص المواد الغذائية هو الدول الأفريقية، كما أن صفقة الحبوب، التي خرجت منها روسيا، لم تقدم لأفريقيا أكثر من 3% من إجمالي ما تنتجه أوكرانيا، مشدداً على أن روسيا قادرة على تعويض هذه الكمية بسهولة مطلقة، حيث أن لديها الكثير من الطرق الأخرى غير البحر الأسود، مثل بحر البلطيق، وبحر الشمال وغيرهما. وأكد، أن روسيا قادرة على تعويض دول أفريقيا في الفترة المقبلة، عما ينقصها من المواد الغذائية، لافتاً إلى أن القمة الروسية الأفريقية الثانية تحدد معظم مناحي النشاط الإنساني، ليس الاقتصاد فقط، بل الثقافة والإعلام والرياضة والتعليم والحلقات الحوارية والمؤتمرات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-07-26
أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن الرئيس فلاديمير بوتين، عقد مجموعة من اللقاءات مع عدد من قادة ورؤساء حكومات الدول الأفريقية، اليوم الأربعاء، قبل بدء أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية لعام 2023، والتي تنطلق غداً الخميس، وتستمر على مدار يومين، في مدينة سان بطرسبرج. وكشف مساعد الرئيس الروسي عن بوتين سوف يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد. وذكرت وكالة الأنباء الروسية «تاس» أن الرئيس بوتين سبق والتقى الرئيس السيسي خلال القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي عُقدت في منتجع «سوتشي» عام 2019، كما أشارت إلى أن الرئيس بوتين سيجري مباحثات مع رئيسة مصرف «بريكس» للتنمية، رئيسة البرازيل السابقة، ديلما روسيف، المنتخبة في مارس الماضي، في مدينة شنجهاي الصينية. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس بوتين، على هامش القمة الروسية الأفريقية، عدداً من رؤساء الدول المشاركة في المبادرة الأفريقية لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، على مأدبة غداء، وتشمل كلاً من جنوب أفريقيا، وجزر القمر، والكونغو، ومصر، والسنغال، وزامبيا، وأوغندا، كما يحضر عدد من الزعماء الأفارقة العرض العسكري للقوات البحرية الروسية، يوم الأحد 30 يوليو. وكشفت وسائل إعلام ومصادر روسية أن الرئيس بوتين سيركز في كلمته أمام القمة الروسية الأفريقية، على تقييم العلاقات الدولية المعاصرة، والدعوة إلى بلورة نظام عالمي جديد، مبني على تعدد الأقطاب، ومساواة كافة الدول المستقلة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-07-26
أكد أشرف سنجر، خبير السياسة الدولية، أن حرص العديد من القادة والزعماء الأفارقة على المشاركة في القمة الروسية الأفريقية الثانية لعام 2023، التي تستضيفها مدينة سان بطرسبرج، ترجع إلى حرص الزعماء الأفارقة، في تكتلهم الكبير والموسع، على البحث عن حلول لمشكلات نقص الغذاء، والتضخم الاقتصادي. وتحدث خبير السياسة الدولية عن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي عرضها أمام القمة الروسية الأفريقية الأولى في عام 2019، قائلاً إنها تتضمن دعوة لأن يكون لأفريقيا كيان ممثل عالمي، وتتواجد مع دول كبيرة، واعتبر أن ذلك يأتي كحصاد لهذه السياسة التي نسجها الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2019، لتزيد من الروابط بين روسيا وأفريقيا والعكس. وأكد أن زيادة التعاون بين أفريقيا وروسيا هام، لأن العالم في تعدد القوى يعطي للأفارقة كثيراً من المصالح، لتتوافر فرصة لاختيار ما هو الصالح بالنسبة لهم. وأكمل «سنجر» حديثه عن أطراف القوة في القمة الروسية الأفريقية الثانية، مشيراً إلى أن أفريقيا بالنسبة لروسيا، تمثل سوقاً كبيرة، وأن الدول الكبيرة، تأتي مصر في المقدمة، تتبعها جنوب أفريقيا ونيجيريا، وذلك حسب الناتج القومي، وباقي الدول الأفريقية يشكلون فيما بينهم قوة اقتصادية لا يُستهان بها، بسبب عدد السكان الكبير. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: