Logo

الأسرة الرابعة

هذه تحويلة من اسم يحتوي على ال التعريف إلى الصيغة...عرض المزيد

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles over time
Articles Count
Breakdown of article counts by source. Each card below shows the number of articles from a specific source.
No data available
Sentiment Analysis
Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned with the entity.
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned with the entity.
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned with the entity.
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned with the entity.
Related Articles
A list of related articles with their sentiment analysis and key entities mentioned.

اليوم السابع

2025-05-16

Very Positive

تُعد محافظة الفيوم من أغنى المحافظات المصرية بالمواقع الأثرية التي تنتشر في مختلف مراكزها، وتجذب سنويًا آلاف السائحين من مختلف أنحاء العالم. ومن أبرز هذه المواقع هرم "سيلا" الشهير، الذي يُعد من أقدم الأهرامات المدرجة في مصر. وفي تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قال سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم سابقًا، إن هرم سيلا يقع بمنطقة جبل الروس شمال شرق المحافظة، على بعد نحو 10 كم من قرية سيلا، و9 كم جنوب غرب قرية فيلادلفيا (المعروفة أيضًا باسم جرزة أو كوم الخرابة الكبير)، كما يبعد نحو 10.5 كم غرب هرم ميدوم.   وأشار الشورة إلى أن الباحث الألماني "بورخارت"، الذي عمل بالمنطقة عام 1898، أكد أن الموقع يضم هرمًا يعود إلى عصر الأسرة الثالثة بالدولة القديمة، وذلك استنادًا إلى ما توصل إليه خلال أبحاثه.   وأوضح أنه مع بدء أعمال البعثة الأمريكية التابعة لجامعة "برجهام يونج" عام 1981، قدّم الباحث ليونارد ليسكو نتائج مهمة، حيث قدّر طول ضلع قاعدة الهرم بـ30 مترًا، مشيرًا إلى أن مدرجاته نُحتت مباشرة في صخر الجبل المنتمي إلى عصر "البلايوسين".   وبعد مزيد من الحفائر والدراسات، توصلت البعثة إلى الأبعاد الدقيقة للهرم، إذ بلغ طول قاعدة الهرم 30 مترًا، وارتفاعه 21.5 مترًا، بزاوية ميل 76 درجة. كما تبين أن الهرم بُني من الحجر الجيري، وهو من النوع المدرج ويتكوّن من أربع درجات، وكان مُغطى بكساء خارجي.   وأكد الشورة أن أهم نتائج أعمال موسم حفائر عام 1987، بقيادة الباحث الأمريكي ولفريد جريجس، ومشاركة الشورة حينها كمفتش آثار، كانت العثور على لوحة من الحجر الجيري تحمل خرطوشًا باسم الملك سنفرو، أول ملوك الأسرة الرابعة (2575–2551 ق.م)، ما يُثبت أن هذا الملك هو من شيد الهرم في أقصى الشمال الشرقي لإقليم الفيوم على ربوة مرتفعة. أحد القطع الأثرية   سيلا أحد أهم المعالم الأثرية بالفيوم   سيلا أحد أهم المعالم الأثرية بمحافظة الفيوم  

قراءة المزيد

اليوم السابع

2025-02-18

وافقت الحكومة ولجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار ب على اقتراح برغبة مقدم من النائب عمرو عزت حجاج، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بشأن تطوير منطقة هرم ميدوم بمحافظة بني سويف، وذلك خلال اجتماع اللجنة مساء الاثنين. وشمل المقترح تجهيز المنطقة المفتوحة بالواحة، من خلال تجهيز كافتيريا ومطعم يقدم فيهما الوجبات التقليدية والشعبية التى تتميز بها المحافظة وتعد من تقاليدها وإرثها الحضاري، وكذلك تجهيز منطقة للخيول والجمال والعجلات الحربية لمزيد من إدخال البهجة على المنطقة وتعزيز عوامل الجذب للزائرين. كما تضمن تجميل الواحة من خلال تقليم الأشجار، وتركيب أو زارعة نباتات الزينة والورود، فضلا عن رفع كفاءة الخدمات الأساسية. ويعد هرم ميدوم من أشهر الأماكن الأثرية التى تتميز بها محافظة بنى سويف، وبٌنى فى الدولة القديمة فى عهد الملك "سنفرو" من الأسرة الرابعة، ويظهر منه حاليا ثلاث مصاطب، وكان هو خامس أكبر أهرامات مصر عندما تم إنشاؤه، حيث يميز هرم ميدوم شكل قلب الهرم الذى يبدو كمصطبة عالية تحيطها رمال وأنقاض، مما يجعل شكل الهرم شيئا من الخيال. كما يعد هرم ميدوم ثاني أقدم هرم مدرج في العالم وبناه الأمير"حوني"، واستكمله "سنفرو" ويرجع للأسرة الرابعة، وكان مكوناً من 7 درجات لم يتبق منها سوى 4 درجات فقط، ويحيط به معابد جنائزية، ومقابر خاصة بأمراء الدولة فى ذلك العصر. وتشهد بنى سويف، استقبال العديد من الأفواج السياحية التى تتوقف داخل مدينة بنى سويف عبر نهر النيل خلال جولتها من القاهرة إلى الأقصر وأسوان أو العكس، حيث تعد المحافظة أحد مقاصد الجولات السياحية للمتجهين إلى الأقصر وأسوان، وذلك لما تتميز به المحافظة من تنوع فى السياحة الأثرية والدينية والترفيهية.

قراءة المزيد

اليوم السابع

2024-12-14

يعتبر جبل قطرانى من أشهر المواقع السياحية ب، وله شهرته الواسعة بين علماء الجيولوجيا على مستوى العالم، وتنظم له رحلات علمية عديدة على مستوى العام وله زواره من مختلف دول العالم، ومن أكثر الأوقات التى اشتهر فيها الجبل على مستوى مصر عام 1992، عندما وقع الزلزال الشهير فى هذا العام فى مصر، وأكد المتخصصون أن مركز الزلزال كان من جبل قطرانى، والجبل يقع شمال بحيرة قارون هو عبارة عن سلسلة من التلال المرتفعة، ويتراوح ارتفاع قمم الجبل من 300 إلى 400 متر تقريبا. والجبل به أشهر قمتين أطلق عليهما "ودان الفرس"، لأنهما تشبهان أُذنى الجواد، وسمى هذا الجبل بجبل قطرانى نسبة إلى لون قممه السوداء التى تتكون من أحجار البازلت الأسود، والتى تبدو كالقطران الأسود على مدرجات من الحجر الرملى الأصفر والأحمر. وجبل قطرانى من الجبال النادرة فى مصر والتى ترى فيها أحجار البازلت وهى ناتجة عن ثوران بركان قديم, وكان هذا الجبل مركز الزلزال الذى ضرب مصر عام 1992. ومن الناحية الجيولوجية تكون هذا الجبل فى عصر الأيوسين الأوليجوسين منذ 33 مليون سنة والتحولات المناخية العنيفة والمفاجئة والتى أدت إلى التحول من الحياة البحرية إلى تكون الغابات المطيرة. وتحتوى طبقات وتكوينات "عصر الأيوسين" فى جبل قصر الصاغة، أو ما يعرف بتكوينات قصر الصاغة على بقايا حيوانية أرضية وشاطئية "السلاحف والتماسيح"، وبحرية مثل الحيتان وأنواع مختلفة من القواقع البحرية، ويدل ذلك على وجود بحر ونهر قديم فى منخفض الفيوم، وتنتمى الغابة المتحجرة أو جبل الخشب فى شمال غرب قصر الصاغة إلى "عصر الميوسين"وتبلغ مساحة الغابة المتحجرة شمال وشرق جبل قطرانى حوالى 30كم مربع وهى جزء من المحمية الطبيعية التى تشمل جبل قطرانى وبحيرة قارون والغابة المتحجرة والتى ضمتها منظمة اليونسكو لقائمة التراث العالمى. وعن الأهمية التاريخية لهذا الجبل فإن محاجر البازلت الموجودة بالمنطقة تشير إلى معرفة ملوك الدولة القديمة الفرعونية بأهميتها ونشاطهم بإقليم الفيوم وخاصة فى الأسرة الرابعة واستغلالهم لمحاجر البازلت فى منطقة ودان الفرس بجبل قطرانى شمال بحيرة قارون والتى كانت تتوزع فى المحاجر الشرقية والغربية فقاموا بقطع ونقل الأحجار على أول طريق مُعَبد اعُد خصيصاً لتسهيل نقل كتل البازلت من المحاجر فى أعلى جبل قطرانى ولمسافة 10 كم حتى ميناء التحميل على السفن والواقع جنوب غرب معبد قصر الصاغة، حيث كانت مياه بحيرة قارون تصل حتى هذا الموضع، ثم تُحمل هذه الأحجار على سفن لتبحر فى مياه البحيرة ومنها إلى نهر النيل لتصل إلى منشآت ملوك الدولة القديمة "الأسرة الرابعة والخامسة" فى الجيزة، واستخدمت فى عمل أرضيات المعابد الجنائزية التابعة للمجموعات الهرمية، ويرجع إلى تلك الفترة أيضاً استغلال محاجر الجير فى أم الصوان فى شمال غرب قرية الجندى "شمال بحيرة قارون"، حيث تم الكشف عن مبان سكنية بسيطة دائرية الشكل من أحجار البازلت بقطر من 2 متر إلى 7 متر، وتخص عمال المحاجر وترجع إلى عصر الدولة القديمة الأسرة الرابعة والخامسة، وقد تأكد هذا التأريخ بعد دراسة كسرات الفخار بالموقع.   جبل قطرانى بالفيوم    جبل قطرانى    معالم جبل قطرانى بالفيوم   جبل قطرانى بمحافظة الفيوم    

قراءة المزيد

الدستور

2024-04-29

قال زاهي حواس عالم الآثار، إن ما ردده البعض عن أن الأهرامات بنيت من خلال تحويل الرمال لصخر كلام فارغ، مشيرًا إلى أنه توجد أدلة لكل ما يخص بناء الأهرامات تم الكشف عنها بعد العثور على بردية في وادي الجرف كتبها رئيس العمال. وأضاف خلال مداخلة لبرنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث": "لدينا أدلة أن المصري القديم في عصر الملك خوفو في الأسرة الرابعة، عمل نهر نيل ثاني إلى الناحية الغربية من النهر الحالي، هذا النهر من 4600 سنة، لازال موجود على الخرائط، وعمل قناة  انتهت بميناء"، لافتا إلى أنه كشف الميناء الخاص بالملك خوفو أمام نزلة السمان. وأردف: "عندنا بردية وادي الجرف وهي أهم كشف تكلم عن بناء الأهرامات، رئيس العمال مرير من الدلتا كان يعمل عند الملك خوفو، وأخذ 40 عاملا وتوجهوا لطرة وقطعوا الحجارة لكسوة الهرم، شرح لنا كيف قطع الحجارة وكيف هذبها ونقلها بزحافات حتى مركب ضخم يطلع من طرة للجيزة". وأشار إلى أنه ألف كتابا بمشاركة عالم أمريكي، عن منطقة الجيزة وكشوفاتها، مردفا: “كل ما يخص بناء الأهرامات لم يعد سر إطلاقا، لدينا أدلة لكل ما يخص بناء الهرم ونقل الحجارة والزوايا وكل شئ، أما غير المتخصصين يقولوا كلاما لا أصل له، مثل لعنة الفراعنة، ولا توجد لعنة، لكن المومياء التي عمرها آلاف السنين يخرج منها جراثيم غير مرئية، عند فتح المقبرة كان المكتشف يصاب بالجراثيم، لكن الآن يتم ترك المقبرة حتى يتغير الهواء”.

قراءة المزيد

الوطن

2024-03-27

في فيديو كليب «أصحاب الأرض» في تتر مسلسل مليحة، يخرج رجل ضخم برأس صقر، يساعد بطريقة غير معروفة طفل في الأنفاق وهو «حنظلة»، لا يعرف أحد من هذا الرجل لكنه يصل لتمثال عجل ذهبي ويحطمه بفأسه، لتفتح هذه الخطوة طريقًا لحنظله وجنودا داخل الإنفاق لينتقموا من الملثمين الزرق أصحاب قرون الشياطين أو اليهود؛ فمن هذا الإله الذي يساهم بدور كبير في مساعدة المقاومة؟ يروي الخبير الأثري عماد مهدي لـ«الوطن» أن ، هو «مونتو» إله الحرب الذي يكون على شكل صقر في الديانة المصرية  القديمة، ويشار إليه باسم مونت أو منتو، والده أمون ووالدته موت، وكان يُعبد في منطقة أرمنت طيبة، وهو صقر يرتدى ريشتين وقرص الشمس، وهو إله الحرب المعترف به على الرغم من وجود إله آخر للحرب وهي سخمنت أنثى الأسد. «مفيش قصص عنه وحكايات ومواقف مثل سخمت الغاضبة اللي كانت عينيها حمراء في ثقافتنا وبنقول عينه حمراء، دلالة على الغضب والانتقام،  لكن مونتو اشترك اسمه مع عدد من الملوك مثل منتحتب الثالث ودخل اسمه في أسماء أخرى مثل مونتو حتب وتعني مونتو راضي»، كما يقول «مهدي» وأضاف «مهدي»: الإله مونتو الذي ظهر في تتر مسلسل مليحة يعلن موقف مصر المعارض لما يحدث في الأراضي الفلسطينية؛ والغضب الظاهر في تصرفاته بمعبد في الأقصر، أو ما يعرف حاليا بمعبد الطود هو واحد من أشهر معالم المدينة، وبُني في عهد الأسرة الرابعة، واعتمد في بنائه على الحجر الرملي لقربه من محاجر الحجر الرملي في إدفو بأسوان. وفي أحداث أغنية أصالة الجديدة «أصحاب الأرض» التي تم عرضها ؛ يظهر مونتو إله الحرب في مصر القديمة ويكسر تمثال عجل ذهبي وهي في اليهودية العجل الذي عبده اليهود في عهد سيدنا موسى، وكسرها على يد إله مصري حرك الطفل حنظلة في الأنفاق ليقضي على الملثمين ال6 الذين سرقوا الأراضي الفلسطينية.

قراءة المزيد

الدستور

2024-01-31

يبدو أن الملك «منكاورع» على موعد جديد مع التاريخ، حيث أعلن المجلس الأعلى للآثار عن بدء مشروع دولى، تتعاون فيه مصر واليابان باستخدام أحدث ما توصل له العلم الحديث، لإعادة كساء هرم «منكاورع» بالجرانيت، وهو ما يشبه تركيب «البازل». وقد شارك الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تفاصيل المشروع مع «حرف»، موضحًا أن العمل بدأ بالفعل بمشاركة فريق يابانى وفريق مصرى عالمى مكون من الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات، والدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبق، والدكتور ميروسلاف بارتا، رئيس البعثة الأثرية التشيكية العاملة فى مصر، والأمريكى مارك لينر، عالم الآثار المصرية. قال «وزيرى»: «ما شجع على القيام بالمشروع أن أغلب القطع الحجرية، التى تم استخدامها وقت بناء الهرم للقيام بعملية الكساء موجودة حتى الآن، وسنلاحظ أن بعضها يميل إلى اللون الأحمر والآخر إلى الرصاصى المائل للأسود، وهو نتيجة لاستخدام (منكاورع) بقايا أحجار الجرانيت التى تم استخدامها فى بناء هرمى (خوفو) و(خفرع)، وهو ما يشير إلى الحالة الاقتصادية المتردية فى عصر (منكاورع)». وأضاف «وزيرى» أن العمل، الذى يتحمل الجانب اليابانى تكلفته بالكامل، سيستغرق ما يقارب الأربع سنوات؛ العام الأول سيتم فيه عمل كل ما يلزم من تصوير ورسم وتوثيق لجميع قطع الحجارة الجرانيتية المستقرة أسفل هرم «منكاورع»، لإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة، لعرضها على لجنة عالمية متخصصة من جميع المجالات ذات الصلة، والتى ستعطى إشارة البدء للتنفيذ الفعلى للمشروع والذى قد يستغرق ٣ سنوات كاملة. واختتم «وزيرى» حديثه، بطمأنة المصريين على كل ما يتم من عمل فى هذا المشروع، مؤكدًا أنه من المنتظر زيادة عدد السائحين لمنطقة الأهرامات، بعد الانتهاء من الخطة المقررة، والتى تسير وفق أسس علمية واهتمام واسع. أما الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، فبين أن «منكاورع» هو خامس ملوك الأسرة الرابعة فى الدولة القديمة، واشتهر فى كتابات المؤرخين القدماء بصفات التقوى والورع والطيبة وامتدحه هيرودوت قائلًا إنه سبق فى عدالته جميع الملوك السابقين.  وطبقًا لبردية تورين حكم منكاورع حوالى ١٨ عامًا، أو يزيد قليلًا، وكان من ألقابه «واج إيب»، أى أخضر القلب، دلالة على طيبة قلبه، وتلقب على بعض أختامه بلقب «محبوب حتحور»، التى ظهرت معه فى التماثيل الثلاثية فى المتحف المصرى ومتحف بوسطن. وأطلق عليه المؤرخون والرحالة الإغريق اسم «ميكرينوس»، وأطلق عليه العرب اسم «مناوس» أو «منقاوس» وحاليًا اسم «منكاورع»، وقد تزوج من أخُته الأميرة «خع مرر نبتى الثانية»، وأنجب منها ابنه وخليفته على العرش «شبسسكاف»، الذى أشرف على مراسم الجنازة، وأتم المجموعة الهرمية للملك منكاورع.  وأضاف الدكتور بدران أن هرم منكاورع شُيد فوق أحد الأجزاء غير المستوية من الهضبة، لذلك تم استخدام كتل كبيرة من الحجر الجيرى المحلى لتسوية المكان الذى شُيد فوقه الهرم، ويبلغ الجزء المحتفظ بالكساء الخارجى الآن حوالى ١٦ مدماكًا من المداميك السفلى، وهذا الجزء أحجاره غير مصقولة، مما يدل على أن أحجار الكساء الخارجى للهرم كانت تُصقل بعد وضعها فى مكانها من الهرم وليس قبل ذلك.  وشيد الملك منكاورع، خامس ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة حوالى ٢٥٣٢ قبل الميلاد، الهرم الثالث الأصغر فى هضبة الجيزة؛ ليشكل مع هرمى جده وأبيه خوفو وخفرع أيقونة أهرام مصر.  ونظرًا للظروف الاقتصادية فى عصره لم يستطع بناء هرم بارتفاع هرمى أبيه وجده، بل كان ارتفاع هرم منكاورع ٦٦ مترًا فقط، وأراد أن يقلد ما قام به والده من كساء الجزء الأسفل من الهرم بأحجار الجرانيت الأحمر «الهرم فى اللغة المصرية القديمة كان يطلق عليه كلمة مر mr، وكان يصور بقاعدة لونها أحمر»، لذلك فضل «خفرع» ومن بعده ابنه «منكاورع» أن يتم كساء الجزء الأسفل من هرميهما بالجرانيت كدلالة على كلمة هرم، ونجح فى الواجهة الشمالية من تجليد الهرم بارتفاع ١٧مترًا بعدد ١٦ مدماكًا من الجرانيت. وأثبتت الشواهد والدراسات الأثرية أن الملك منكاورع توفى قبل أن يُكمل بناء مجموعته الهرمية وأكملها من بعده ابنه شبسسكاف، الذى استكمل بناء تلك المجموعة بمواد بناء بسيطة مثل الطين والأخشاب، حيث أكمل المعبد الجنائزى لوالده بالخشب وشيد معبد الوادى لوالده بالطوب اللبن، بل إنه لم يُكمل نحت بعض من تماثيل منكاورع، ووضعها كما هى غير كاملة فى المعبد، مما يدل على أن شبسسكاف لم تكن لديه الإمكانات الكافية حتى يكمل العمل فى هرم منكاورع. وذكر الدكتور بدران أنه نظرًا لأن الهرم لم يكتمل، فقد استخدم كمحجر فى عصر الرعامسة لقطع أحجار الجرانيت من الكتل التى جلبها منكاورع قبل وفاته من محاجر أسوان لكساء هرمه، وهى تلك الموجودة حول الهرم من الجهة الغربية والزاوية الشمالية الغربية، حيث يُوجد نقش بالخط الهيروغليفى لـ«ماى» رئيس عمال الملك رمسيس الثانى. وفى عام ١٩٩٦ وأثناء أعمال تنقيب فى الجهة الجنوبية من الهرم الثالث تم الكشف عن تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى مع الإله رع حور آختى منحوت فى إحدى الكتل الجرانيتية للهرم الثالث ونظرًا لحدوث شرخ فى التمثال تركه عمال رمسيس الثانى فى مكانه حتى تم اكتشافه فى عمليات التنقيب.  وفى القرن الثانى عشر الميلادى حاول الملك العزيز عثمان ابن يوسف نجل صلاح الدين الأيوبى هدم الهرم الثالث، لكنه فشل وأحدث به تلك الفجوة الكبيرة فى الواجهة الشمالية. وفى عام ١٨٣٧م قام هوارد فيز بالتنقيب داخل الهرم واكتشف تابوته الرائع المصنوع من حجر البازلت والمزين بزخارف نباتية وأشكال واجهات القصر الملكى السرخ وأراد نقله إلى إنجلترا فى سفينة تُسمى بياتركس، ولكنها غرقت أمام سواحل إسبانيا بالتابوت فى عام ١٨٣٨م، وعثر أيضًا داخل الهرم على تابوت خشبى باسم منكاورع وداخله بقايا هيكل عظمى حاليًا بالمتحف البريطانى، واعتقد وقتها أنه اكتشف بقايا مومياء منكاورع، ولكن أثبتت عملية التأريخ بالكربون ١٤ المشع أن هذا التابوت الخشبى يرجع لعصر الأسرة ٢٦ حوالى ٦٠٠ قبل الميلاد. وبعدها اشتغلت بعثة جامعة هارفارد الأمريكية بقيادة جورج ريزنر واستطاع الكشف عن معبد الوادى واكتشف داخله التماثيل الثلاثية الرائعة لمنكاورع المعروضة فى المتحف المصرى وتمثال ضخم من حجر الألباستر وأهمها بالطبع تمثاله وزوجته «خع مرر نبتى الثانية» والمعروض حاليًا فى متحف بوسطن فى أمريكا. وقام الدكتور عبدالعزيز صالح بالتنقيب حول الطريق الصاعد للملك منكاورع واكتشف ورشة كبيرة لصناعة الألباستر بها كتل ضخمة ما زالت كما كانت، عندما نقلها المصرى القديم من محاجر حتنوب فى المنيا للهرم لتستخدم فى نحت تماثيل وأوان وقطع أخرى للملك منكاورع. كما قام بالتنقيب أمام الهرم الثالث دكتور على حسن، رئيس هيئة الآثار السابق، وكشف عن بقايا المنحدرات التى استخدمت فى تشييد الهرم الثالث لرفع كتل الأحجار، ما زالت موجودة أمام الواجهة الشمالية للهرم ولم تتم إزالتها مما يؤكد أيضًا أن الهرم لم يكتمل بناؤه. كما كشف الأثرى كمال وحيد فى عام ٢٠٠٨ عن تمثال غير مكتمل النحت للملك منكاورع شمال الهرم الثالث مصنوع من حجر الكوارتزيت مُلقى بجوار سور المجموعة الهرمية، ممَّا يؤكد أيضًا أن بناء الهرم لم يكتمل فى عهد منكاورع ولا ابنه شبسسكاف. وبعد هذا الاستعراض الوافى شدد الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، على أن إعادة كساء الهرم بالكتل الجرانيتيه، التى توجد حوله من الجهة الغربية والشماليه، هى فكرة تحتاج إلى دراسة كبيرة ومتأنية، تتم على مراحل متتابعة، خاصة إذا ما لاحظنا أن الكساء الخارجى لهرم منكاورع، الذى ما زالت أحجاره باقية حتى الآن على واجهة الهرم الشمالية، لم تنته الأعمال بها، حيث ترك المصرى القديم أغلبها دون صقل أو تسوية، مثل تلك الموجودة حول مدخل الهرم، كما أن أغلب أحجار الجرانيت الموجودة حول الهرم ما زالت كما جلبها المصرى القديم من محاجر أسوان كتل كبيرة غُفل غير مستوية وغير مشذبة أو مصقولة. وفى عام ٢٠٠٠ كشفت بعثة مصرية برئاسة دكتور منصور بوريك عن جزء من الطريق الصاعد لهرم منكاورع. وقال: «لا بد من مزيد من الدراسات المتعمقة حول هذا المشروع، وأعتقد من وجهة نظرى أن هذا المشروع سوف يلقى انتقادات واسعة من الجهات العاملة فى مجال الحفاظ على الآثار والتراث الثقافى حول العالم خاصة «اليونسكو»؛ لأن أهرامات الجيزة مسجلة على قائمة التراث العالمى منذ عام ١٩٧٩، ونظرًا لأهمية الحدث، فالإعلان عن المشروع مرة واحدة دون الانتظار للدراسات الأولية فى وسائل الإعلام من وجهة نظرى لم يكن موفقًا». وأوضح: «كان من الأولى أن يتم طرح المشروع بعد إتمام الدراسات الأولية والتوثيق والتصوير الفوتوجراماتورى والتصوير باستخدام الميونات الكونية، بما يشمل دراسة وتوثيق الكتل الجرانيتية المنتشرة حول هرم منكاورع، بحيث تتضمن هذه المرحلة تصنيفًا للكتل الجرانيتية إلى كتل تخص الكسوة الخارجية لهرم منكاورع سقطت بفعل الزمان أو بفعل فاعل على مر العصور، وكتل قام المصرى القديم بجلبها من المحاجر لأجل كساء المعبد الجنائزى للملك، مثل ما هو موجود فى معبد الوادى للملك خفرع ولم يتم وضعها على جدران المعبد الجنائزى». ولفت إلى أن الأعراف والمواثيق الدولية وبروتوكولات الترميم والصيانة لا تسمح بتركيب كتل الكساء الخارجى بعد مرور ما يزيد على ٤٥٠٠ سنة أو أن يتم التدخل من خلال التهيئة أو التركيب لكتل حجرية تركها المصرى القديم دون إكمال ضمن كساء الهرم. وتابع: لابد من الأخذ فى الاعتبار أن الهرم ظل لمدة ٤٥٠٠ سنة دون كسوة وحدثت تغيرات كثيرة من خلال عوامل التعرية والتغيرات المناخية ربما تجعله لا يتحمل تركيب تلك الكتل الجرانيتية مرة أخرى». وقد تواصل «حرف» مع العالم الأثرى الكبير د. زاهى حواس، لكنه رفض التعليق حاليًا انتظارًا لاجتماع اللجنة المختصة بالملف.

قراءة المزيد

الدستور

2024-01-16

حرصت اللجنة العليا لـ معرض القاهرة الدولي، أن يتم تصميم بوستر معرض الكتاب الـ55 ليعبر عن روح الفن المصري القديم، باعتبار الحضارة المصرية مهدًا للاصالة والفنون بمفرداتها المتعددة. وتظهر "سيشات" فى بوستر المعرض والتي تمثل إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة في مصر القديمة ممسكة بقلم الكتابة ترسم شقوقًا على جريدة نخل، للدلالة على تسجيل مرور الوقت، وتحمل فوق رأسها شعارًا سباعى الأذرع. وتعتبر "سيشات" حارسة النصوص والسجلات، ويعني اسمها «التي تدوِّن»، ويُرجع إليها الفضل في اختراع الكتابة.  وأصبحت أيضا تعرف كإلهة للهندسة المعمارية وعلم الفلك وعلم التنجيم والبناء والرياضيات وعلم المساحة، وهي كلها مجالات تعتمد على المهارة في الكتابة والتدوين، كما أنها عرفت في بعض النصوص المتأخرة باسم «سافيخ أوبي» والذي يعني «التي ترتدي القرنين» (كإشارة لغطاء رأسها). قال د.أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، مصمم بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55 لعام ٢٠٢٤: "إن التصميم هذا العام اتخذ روح الفن المصري القديم، دمجًا مع فن الخط العربي، ويتصدر التصميم نحت بارز للمعبودة "سيشات" إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة في مصر القديمة، حيث يرجع لها الفضل في اختراع الكتابة، وارتبط اسمها بمجالات علم الفلك والمعمار والبناء والرياضيات، وهي المجالات المعتمدة أساسًا على مهارات الكتابة والتدوين". ومن ألقابها الأخرى «سيدة دار الكتب»، وهو يعني الإلهة التي يحافظ كهنتها على المكتبة حيث حفظت اللفائف التي تحوي المعرفة والعلوم الهامة، وقد كان أحد الأمراء من الأسرة الرابعة ويدعى (وب أم نفرت) يلقب على لوحة له بالمشرف على الكتبة الملكيين وكاهن سشات، وكانت هليوبوليس موقع الحرم المقدس لها ومركز عبادتها، كما أنها وُصفت بأنها إلهة التاريخ.  

قراءة المزيد

اليوم السابع

2022-06-10

قالت الإعلامية قصواء الخلالي، إن موسوعة مصر القديمة من أفضل ما يمكن أن يُقرأ، وهي من الحواديت العظيمة في التاريخ الإنساني، وأهم ما فيها هو السرد الحكي، موضحةً: "نقرأ حدوتة وليس كتابا علميا أو تاريخيا عاديا"، لافتةً إلى أنه من بعد الأسرة الرابعة حصل إصلاح تشريعي، حيث جرى تأسيس ما يشبه المحكمة الدستورية العليا الموجودة في مصر والعالم حاليا، وكان اسمها محكمة الست العليا وكان يتم اختيارها من مجلس العشرة العظماء.   وأضافت الخلالي مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء" على قناة CBC: "وفقا لما ذكره الدكتور سليم حسن مؤلف الموسوعة، فإنه لا خلاف على أن العدالة كانت فكرة قائمة في مصر القديمة، فقد كانت فكرة العدالة والحق موجودة بين سكان القطر المصري منذ أقدم العهود، وكانت إلهة العدل تحمي المحاكم وتقوم بأداء الطقوس الخاصة بالعدالة".    وتابعت، ان القضاة كانوا ينفذون شعائر العدل والقضاء التي كانت تقدس فيها معبودة العدالة في مصر القديمة، وتم العثور على وثيقة من عهد الملك منكاورع، وكانت تخص أحد كبار موظفيه ورجال الدين، وكان كبير الملك منكاورع وكبير كهنة هرمه، كما كان من يخافون لله، وترك "عتبة" على باب خاص به في القبر الخاص به، وكان يقول فيها "الذي يحب الملك لا يأتي بأذى لمحتويات هذا القبر.    وشددت، على أن تاريخ مصر القديمة كان عامرا بتأسيس الأخلاقيات والضمير، وقال كبير كهنة منكاورع في العتبة إنه لم يسرق اي شيء من أي إنسان لأنه يذكر يوم الحساب، كما أكد انه أقام هذا القبر مقابل أجور، ولا نزاع في أنه أعطى العمال والمهندسين أجور عظيمة، حتى دعوا له، وهو ما يدل على أن كبار رجال الدولة كانوا حريصين على مفهوم العدالة في مصر القديمة، لكن ما حدث أنه جرى سرقة هذه العتبة أو الحجر ووضعت في قبر آخر.

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-07-10

المعالم السياحية والأثرية فى مصر هى محط جذب السياح من جميع انحاء العالم، ومؤخرًا سلط موقع Daily Mail البريطانى الضوء على أبرز عوامل الجذب السياحى فى المقصد المصرى وذلك فى تقرير مصور يستعرض أهم الأسباب لقضاء الإجازة فى مصر والتى وصفها بأنها "آلة الزمن" يسافر بها الزائرون من خلال الأماكن السياحية والأثرية التى تذخر بها عبر الزمن للأمام والخلف لآلاف السنين فى لحظة. كما أنها مقصد سياحى نابض بالحياة والشمس طوال العام.   وقد أشارت كاتبة التقرير إلى زيارتها للهرم الأكبر، وقيامها بجولة فى مدينة القاهرة النابضة بالحياة، كما نوهت عن مشاهدتها للمومياوات الملكية بالمتحف القومى للحضارة المصرية معربة عن انبهارها بروعة زيارتها لمصر، وتطرقت أيضاً للحديث عن زيارتها لمدينة الأقصر حيث استقلت قاربًا للقيام بجولة بنهر النيل على مدار اليوم، وكانت تجارب رائعة حيث شاهدت بالونات الهواء الطائر فى الصباح الباكر وهى ترتفع فوق وادى الملوك، ولهذا نستعرض تاريخ عدد من المواقع التى تم ذكرها فى هذا التقرير.  الأهرامات تقع أهرامات الجيزة على هضبة الجيزة فى محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل. بنيت قبل حوالى 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و 2550 ق. م وهى تشمل ثلاثة أهرام هى خوفو، خفرع ومنقرع. الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو أكثر آثار العالم إثارة للجدل والخيال، والوحيد من عجائب الدنيا السبع الباقى إلى الآن، روج الكثيرون حوله الكثير من الأساطير والروايات، فأشاع البعض أن ساكنى قارة أطلنطس المفقودة هم بناة الأهرام، وافترض البعض الآخر أن عمالقة من تحت الأرض صعدوا لبناء هذا الهرم، حسب ما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات. هرم خفرع هو أحد أهرامات الجيزة فى مصر. بناه الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو، تزوج من الأميرة مراس عنخ، حكم ست وعشرين سنة، بنى الهرم الثانى من أهرام الجيزة، وهو أقل ارتفاعا من هرم أبيه "خوفو"، كان ارتفاعه 143مترا والآن 136مترا. هرم منكاورع هو أحد أهرامات الجيزة فى مصر، بناه الفرعون منكاورع ابن الملك خفرع، طول كل ضلع من أضلاعه 108.5 متراً وارتفاعه 65.5 متراً، والآن 62 متراً بعد سقوط كسوته الخارجية. المتحف القومى للحضارة يعتبر المتحف القومى للحضارة المصرية المتحف الأول من نوعه فى مصر والعالم العربي، فهو يعد مجمعاً حضارياً عالمياً متكاملاً يتيح لزائريه فرصة للإبحار فى رحلة عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة.    بدأت فكرة إنشاء المتحف حين أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بناءً على طلب الحكومة المصرية، عن حملة دولية لإنشاء متحف النوبة بأسوان، والمتحف القومى للحضارة المصرية بالقاهرة عام 1982.    تم وضع حجر الأساس عام 2002 فى قلب مدينة الفسطاط، أول وأقدم العواصم الإسلامية فى أفريقيا، وذلك بعد فوز المهندس المعمارى المصرى فى مسابقة معمارية دولية لتصميم المتحف.  تعثرت أعمال الإنشاء حتى انتهت تماماً وتم افتتاح قاعة للعرض المؤقت عن الحرف المصرية عبر العصور المختلفة عام 2017، لتعكس أربع حرف هي: الفخار، الأخشاب، النسيج، والحلي. تم استكمال جميع التجهيزات الخاصة بالقاعات الأخرى للمتحف. وتم افتتاح قاعة العرض المركزى واستقبال 22 مومياء ملكية تم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير فى موكب مهيب عام 2021، كما تم افتتاح قاعة للنسيج المصرى عام 2022.  قاعة المومياوات الملكية  قاعة المومياوات الملكية فى متحف الحضارة بالفسطاط 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، ترجع إلى عصور الأسر 17، 18، 19، 20، من بينهم مومياء "الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستى الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري". الأقصر  مدينة الأقصر لها طابع فريد يميزها عن جميع بقاع العالم، فهى تجمع بين الماضى والحاضر فى وقت واحد . تضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادى الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة. وكانت الأقصر شهدت اهتماما كبيرا بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، حيث تم افتتاح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يجرى الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب اكبر واهم مقابر وادى الملوك، إضافة إلى تركيب بوابات الكترونية لجميع المواقع الأثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة، حسب ما ذكرت الهيئة اعلامة للاستعلامات. وادى الملوك دفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة "حوالى 1550 - 1069 ق.م." فى وادى نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة (الأقصر الحديثة)، ومن هنا جاء اسمه وادى الملوك، غير أن هذا الاسم ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لأن بعض أفراد العائلة المالكة بخلاف الملوك تم دفنهم فيه، وكذلك بعض الأفراد غير الملكيين، وإن كانوا رفيعى المستوى. وينقسم وادى الملوك إلى الواديان الشرقى والغربي.    يعد الجزء الشرقى الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوى الوادى الغربى على عدد قليل من المقابر، ويضم وادى الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.    تم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية، حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس ينزل "يموت" فى الأفق الغربى من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه فى الأفق الشرقي، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت معظم المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.   كما تم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء تحت قمة جرف صخرى هرمى الشكل يحيط بالوادي، ولم يكن اختيار الوادى لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمى إشارة من المعبودات، كانت هذه المنطقة والقمة نفسها، تحت سيطرة المعبودة حتحور: "سيدة الغرب".    

قراءة المزيد

اليوم السابع

2022-09-03

تسلط حملة "تعرف على كنز في محافظتك"، الضوء على أهم وأميز القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل كل محافظة من المحافظات المصرية، والتي اطلقتها وزارة السياحة و الآثار على المواقع الخاصة بها بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، احتفالاً بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والذي يوافق يوم 27 من شهر سبتمبر. أوز ميدوم قطعة جدارية ملونة تُمثل جزءًا من جدار بمقبرة الأمير نفرماعت وزوجته إتيت، ويرجع تاريخها إلى عصر الأسرة الرابعة.   تُمثل منظر بتفاصيل دقيقة لستة من الأوز في الطبيعة، مرتبة في مجموعتين.    وأعطى الفنان القديم اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل في هذا المنظر، وخاصة في استخدام الألوان، مما يجعلها تحفة فنية من روائع الفن المصري القديم.    

قراءة المزيد

اليوم السابع

2022-05-15

تعتبر التماثيل الضخمة واحدة من السمات المميزة للحضارة المصرية القديمة، وتمثال أبو الهول في الجيزة هو أكثرها شهرة، ومؤخرًا أشعل تمثال أبو الهول مواقع التواصل الاجتماعى بسبب نشر صور له وهو مغمض العينين وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا ليس فى مصر فقط بل والعالم، وتشير الدلائل إلى أن تمثال أبو الهول تم نحته في عهد الملك خفرع، فهل تدل ملامح أبو الهول عن أوجه تشابه مع تماثيل الملك خفرع؟   تم نحت التمثال فى صخر المنطقة نفسها في عهد الأسرة الرابعة (2613-2494 ق.م.) مما يجعله الأقدم . كانت تماثيل أبي الهول المصرية القديمة تمثل الملك بجسد أسد كإشارة واضحة لقوته.   وتشير الدلائل إلى أن تمثال أبي الهول قد تم نحته في عهد الملك خفرع (حوالي عام 2525 - 2532 ق.م.)، صاحب ثاني أهرام الجيزة، حسب ما ذكر الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار، ويقع تمثال أبو الهول ومعبده الموجود أمامه بجوار معبد وادي خفرع مباشرة والجزء السفلي من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبده الجنائزي والهرم.    كشف التحليل الأثري الدقيق أن معبد الوادي قد انتهى قبل بدء العمل في تمثال أبو الهول ومعبده، بينما كشف تحليل ملامح وجه أبو الهول عن أوجه تشابه مذهلة مع تماثيل الملك خفرع.   استحوذ تمثال أبو الهول على خيال المسافرين والمستكشفين لآلاف السنين ، حتى في العصور المصرية القديمة، فخلال الأسرة الثامنة عشرة (1550-1295 ق.م.) ، أصبح ينظر إليه على أنه مظهر من مظاهر إله الشمس ، وكان يطلق عليه حور إم آخت "حورس في الأفق"، وبنى الملك أمنحتب الثاني (حوالي 1427-1400 ق.م.) معبدًا بجانب تمثال أبو الهول كرسه لهذا الإله، كما قام ابنه تحتمس الرابع (1400- 1390 ق.م.)، بتشييد لوحة ضخمة بين أقدامه الأمامية ، والتي يطلق عليها اسم لوحة الحلم ، والتي سجل فيها حدثًا رائعًا.  

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-04-17

عرض متحف آثار الإسماعيلية على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، لوحة لاحتفال المصريين القدماء بشم النسيم. وشم النسيم، ‏يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام، اختلف العلماء في تحديد بداية واضحة ودقيقة، لاحتفال المصريين بعيد "شم النسيم"، فمنهم من رأى أن الاحتفال بدأ في عصور ما قبل الأسرات، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم. ورأى آخرون أنه يرجع إلى عام 4000 قبل الميلاد، إلى أن استقر أغلب الرأي على اعتبار الاحتفال الرسمي به في مصر قد بدأ عام 2700 قبل الميلاد، مع نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة، وإن كانت هذه الآراء لا تنفي ظهوره في فترة سابقة ولو في شكل احتفالات غير رسمية. واعتبر المصريون القدماء عيد "شم النسيم" بعثًا جديدًا للحياة كل عام، تتجدد فيه الكائنات وتزدهر الطبيعة بكل ما فيها، كما اعتبروه بداية سنة جديدة "مدنية"، غير زراعية، يستهلون به نشاطهم لعام جديد. وحمل عيد "شم النسيم" طابع الاحتفال الشعبي منذ عصور قديمة للغاية، سجلها المصري في نقوشه على جدران مقابره، ليخلّد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم، فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للتريض، والإستمتاع بالزهور والأخضر على الأرض، حاملين صنوف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيره، وحافظ عليها المصريون حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن . هذا و يزخر متحف آثار الإسماعيلية بالعديد من القطع الأثرية المتنوعة عليها الزخارف النباتية بأنواعها المختلفة وغيرها  من القطع الأثرية المتميزة التي تعبر عن احتفالات الربيع. ويحتوي متحف آثار الإسماعيلية على نحو 6000 قطعة أثرية بعرض منها نحو 2000 قطعة تغطي مختلف المراحل التاريخية ‏للحضارة المصرية، ويتناول سيناريو العرض المتحفي بعض الموضوعات المهمة منها الحياة اليومية والكتابة ‏والحلي وأدوات الزينة، والحرف والصناعات والأساطير الإغريقية، بالإضافة إلى الحجرة الجنائزية ‏والتي يُعرض بها بعض شواهد القبور من الآثار المستردة.‏ جاءت فكرة تأسيس وإنشاء متحف آثار الإسماعيلية خلال أواخر القرن الـ 18 وبداية القرن الـ 19، وبالتزامن ‏مع مشروع حفر قناة السويس (1859-1869م)، وذلك عندما قام الأثري الفرنسي "جان كليدا" بأعمال حفائر ‏وتنقيب في المواقع الأثرية الموجودة حول إقليم قناة السويس وشمال سيناء‎.‎‏ وسجلت أعمال البعثة برئاسة "جان ‏كليدا" اكتشافات أثرية مهمة كانت النواة التي أنشئت الشركة بسببها متحف الإسماعيلية ولعل أهمها تلك ‏الفسيفساء التي تزين حاليًا أرضية البهو الرئيسي للمتحف، حيث يعد "كليدا" صاحب فكرة تأسيس المتحف.‏ يقع المتحف بحي الإفرنج وهو أحد الأحياء القديمة بمدينة الإسماعيلية، ويتميز ذلك الحي بطرازه المعماري ‏الفرنسي، وكان يقيم به العاملون بالشركة العالمية للملاحة البحرية. وكانت بداية متحف الإسماعيلية عام 1911 ‏كمتحف مفتوح بحديقة المتحف، وبعد ذلك تم إنشاء المبنى الحالي على شكل صرح أو معبد مصري قديم، ‏افتتح المتحف لأول مرة للجمهور في مارس عام 1934، وتم تجديد العرض المتحفي في عام 2019.        

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-07-15

كشف الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حقيقة ما تردد من أنباء بشأن سقوط عدد من أجحار هرم سنفرو المنحنى بمنطقة آثار دهشور، بعد أن نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض الصورة زاعمين أن هناك سقوط في الجانب الخلفى للهرم. ونفى الدكتور مصطفى وزير في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، ما تم تداوله، مؤكدًا أن هذا هو شكل الهرم منذ عام 2009، ولذلك لم يحدث أي سقوط لأحجار الهرم على الإطلاق، ويجب عدم الانسياق وراء هذه الشائعات، مع استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية. وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أن أعمال الترميم التي تظهر بالصور تمت منذ عام 2014، حفاظًا على تلك الجزء من الانهيار، مؤكدًا أن العمل على ترميم الآثار مستمر بشكل دورى لجميع المواقع الأثرية في مختلف المناطق. الملك سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة فى عصر الدولة القديمة أو عصر بناة الأهرام، ووالد الفرعون الشهير الملك خوفو صاحب هرم الجيزة الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب العالم القديم، وحكم مصر لفترة زمنية طويلة قدرها البعض بحوالى 24عامًا والبعض بثلاثين عامًا، بل ذهب البعض وأعطاه فترة حكم تبلغ 48 عامًا، غير أن فترة حكم هذا الملك كانت ما بين 30 عامًا ولم تصل إلى 48 عامًا. ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون..  دبلوماسيون وعسكريون"، للدكتور حسين عبد البصير، ومن أهم آثاره بناء أربعة أهرام فى منطقة دهشور فى محافظة الجيزة وفى منطقة ميدوم فى محافظة بنى سويف وفى منطقة سيلا فى محافظة الفيوم. وأوضح أن سنفرو يعد بذلك الملك الوحيد الذى بنى أربعة أهرام بين ملوك مصر الفرعونية، وتم فى عهده تقديم إبداعات جديدة فى بناء وتصميم الأهرامات المصرية، وكان من بين أهمها بناء أول هرم كامل فى تاريخ العمارة المصرية وهو الهرم الشمالى أو الهرم الأحمر فى منطقة دهشور والذى سبق بذلك هرم الجيزة الأكبر لابنه الملك خوفو غير أنه كان أقل منه فى الارتفاع.     أعمال-ترميم-الهرم-منذ-2014-(4)   أعمال-ترميم-الهرم-منذ-2014-(3)   أعمال-ترميم-الهرم-منذ-2014-(2)   أعمال-ترميم-الهرم-منذ-2014-(1)  

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-07-27

برع الإنسان المصرى القديم فى فن النحت فقد أجمع المؤرخين وعلماء المصريات أن المصريين القدماء هم بناة المعرفة الأوائل، فهم من علموا الإنسانية كيفية تصميم وتشييد المباني، ومن ضمن القطع الأثرية التى تدل على براعة المصرى القديم فى النحت تابوت عاشيت زوجة الملك منتوحتب الثانى، الذى يعود لعصر الدولة الوسطى، الأسرة الحادية عشر 2050ق.م. وقد صنع التابوت الذى يعبر عن عبقرية النحت لدى المصرى القديم من الحجر الجيرى الملون، ويبلغ ارتفاعه 97 سم، وطوله 250سم، وقد تم العثور عليه فى  طيبة الدير البحرى، نتاج حفائر متحف المتروبوليتان عام 1920، ويعرض الآن فى المتحف المصرى بالتحرير بالدور العلوى قاعة 48. ويرجع الفضل فى استخدام الحجر الجيرى للمهندس المعمارى العظيم "محوتب" إذ قد استعملها في بناية معبدي الهرم المدرج وملحقاته، وكذلك في إقامة قبر "زوسر" نفسه أول ملوك الأسرة الثالثة. تابوت عاشيت زوجة الملك منتوحتب الثانى   كما استعمل "إمحوتب" على وجه عام قطعًا صغيرة من الحجر الجيري الأبيض في مبانيه الجميلة الصغيرة الحجم، أما في المباني الضخمة فكان يستعمل في بنائها قطعًا صغيرة كذلك من الحجر المحلي كما يشاهد ذلك في هرم سقارة المدرج، وبعد حوالي قرن من الزمان من حكم "زوسر" جاء كل من الملكين "سنفرو" و"خوفو" في بداية الأسرة الرابعة، واستعملا قطعًا ضخمة من الحجر في بناء الهرم وفي كسوته وفي بناء جدران المعابد، وقد شوهد أن بعض القطع الفردية يبلغ طول الواحدة منها أربعة عشر مترًا في ارتفاع سبعة أمتار (كما يشاهد ذلك في معبد الوادي والمعبد الجنازي لهرم «خفرع») ويرجع الفضل في ذلك إلى كثرة استعمال النحاس لتسهيل قطع الأحجار في البلاد كما سنفصله فيما بعد. وفي عهد "خوفو" بدأ المهندسون المعماريون يستعملون حجر الجرانيت الذي كان يجلب من أسوان وحجر البازلت بدلًا من الحجر الجيري في إقامة الجدران وفي كسوتها، وهذا التقدم في فن المعمار قد استمر في عهد ملوك الأسرة الرابعة الذين خلفوا "خوفو"، وكان من نتائج استعمال هذه الأحجار الصلبة القطع أن أقام منها الملك "خفرع" معبد الوادي الساذج التصميم، البسيط المنظر، وعمده المربعة الشكل، المصقولة صقلًا بديعًا ورصف رقعة مدخله بالمرمر.

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-04-02

تعد مومياء الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر، وأحد عجائب الدنيا السبع، واحدة من ألغاز التاريخ الفرعوني، حيث لم يعثر على مومياء الملك في الأهرامات أو في أي مقابر فرعونية أخرى حتى الآن. خوفو، هو اسم الولادة للفرعون المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد، لفرعون خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الفرعون سنفرو على العرش، والمُرجح أن يكون أبيه، ومن الثابت أن أمه كانت الملكة حتب حرس الموجود قبرها في مقابر الجيزة، يُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة لتكون مقبرة له، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. تقع مقبرة خوفو خع إف الأول فى الجبانة الشرقية للمجموعة الهرمية للملك خوفو (حوالي 2589 – 2566 ق.م.) فى الجيزة, وهي تلك الجبانة التي كانت مخصصة لأقرب أقرباء الملك، والتي تحتوي على أكبر مصاطب فى هضبة الجيزة. يشير المصطلح "المصطبة" إلى نوع من الهياكل الجنائزية التي كانت بشكل عام مستطيلة الشكل ومبنية فوق حجرة الدفن، والتي كانت تحت الأرض. وتحتوي المقبرة على بئرين للدفن أحدهما له والآخر لزوجته نفرتكاو. ذهب كريس نونتون، عالم مصريات، إلى أن بعض المبانى فى هرم خوفو، قد تساعد فى الحصول على معلومات جديدة عن عمليات البناء فى مصر القديمة، وتشير Daily Express، إلى أن نونتون يعتقد أن أدنى حجرة من الحجرات الثلاث الموجودة داخل الهرم، غير مكتملة البناء ومهجورة، وقد تكون "مكان المثوى الأخير للحاكم لخوفو". ويقول كريس نونتون: أعتقد، أن الهرم فى البداية صمم لتكون له حجرات تحت الأرض، لكن بعد ذلك أجريت التعديلات التى نراها حاليا، حيث تقرر أن تكون حجرة الدفن داخل الهرم وليست تحت سطح الأرض، حسب ما جاء بروسيا اليوم، ويضيف اعتقدت فى البداية أن بناء الحجرة لم يكتمل، لأنها فقدت الغرض من إنشائها، بعد التعديلات التى أجريت على المخطط.

قراءة المزيد

اليوم السابع

2021-08-07

ننشر مقالة بعنوان "مركب الشمس.. رحلة فى الذاكرة المصرية" للباحث الأنثروبولوجى خليل منون، وذلك بمناسبة نقل مراكب الشمس من منطقة الهرم إلى المتحف المصرى الكبير.   أمس أبحرت مركب خوفو- وهو الاسم الأكثر دقة لما نعرفه بالاسم الأشهر مركب الشمس- برحلة جديدة من موقعها الأصلى بجوار هرم صاحبه، الهرم الأكبر، هرم الملك خوفو، هذا الهرم الأعجوبة البشرية، الذى حافظ على موقعه ما بين عجائب الدنيا القديمة والحديثة، إلى مينائها الجديد بالمتحف المصرى الكبير، وهى الرحلة التى تدعونا لنسأل عن رحلاتها السابقة، وهى دعوة لنفتش بذاكرتنا المصرية التى حفظتها لنا آثارنا القديمة، لتعيد علينا سرد سيرتنا الأكثر أصالة وقدم، لتنبهنا لما كنا عليه، لتعيد إنعاش ذاكرتنا وهويتنا، لنبحر معها مجددًا نحو مستقبلنا.   الرحلة الجديدة لمركب خوفو الملك، مؤسس ما نعرفه باسم الأسرة الرابعة بالدولة القديمة، وهى الدولة التى كانت مصدر إلهام كبير للدولة الحديثة المصرية، والتى نعرفها باسم الدولة الـــ 18 التى أسس لها أحمس محرر مصر آنذاك، وهى الملاحظة التى التقطها عالم المصريات الألمانى "يان اسمان" بأحد مؤلفاته عن الحضارة المصرية القديمة، هنا لابد من الحديث عن الميناء الجديد الذى رست به مركب خوفو، وهو المتحف المصرى الكبير، والذى يعد أكبر متحف عالمى معاصر، بما يحويه من عدد كبير من الآثار، وطراز معمارى وتقنى هو أخر ما توصلت له التقنيات المتحفية بعصرنا.   لن أتوسع فى الحديث عن قيمة الطراز والتقنية التى بلغها هذا الصرح المتحفى الكبير، وهو حقًا صرح كبير يستحق مقالة خاصة، بقدر ما يشغلنى بشكل أكبر التوسع فى الحديث عن أهمية المتاحف بوصفها أرشيف هام للذاكرة الإنسانية، وليس الفنية فقط، فالمتحف يمتلك أو يمنح الشعوب نافذة بالغة الأهمية عن تاريخها ومستقبلها بنفس الوقت، أنه أرشيفها الوطنى بكل ما تحمل الكلمة من معنى واسع للشعوب، وهو حظنا نحن المصريون الذى لا يضاهينا به شعب من الشعوب إلا القليل. فنحن المصريون كما قال ذات مرة الفيلسوف أفلاطون أصحاب ذاكرة طويلة.   يبحر مركب خوفو إلى ميناء الذاكرة المتحفية، تلك الذاكرة التى تعلن عن نفسها وحضورها، فالمتحف هو أثر لا يقل قيمة عن ما يعرضه، هناك بهذا الميناء الجديد ترسو مركب خوفو، لتدعونا مجددًا للسؤال عن رحلات هذه المركب السابقة؟ وأغراضها؟ بل وعالمها الذى حفظه الأثر ليعلنه علينا مجددًا.   هناك روايتان لدى المنشغلين بعلم المصريات القديمة عن وظيفة هذه المركب الملكية، الرواية الأولى: وهى الأقل تماسكـــًا، بأن هذا المركب الملكية كانت بغرض أن يستخدمها الملك فى رحلته السماوية بعد اتحاد الملك مع إله الشمس "رع" فى العالم الآخر، مركب للذهاب من الشرق إلى الغرب نهارًا والمركب الثانية للعودة من الغرب إلى الشرق ليلًا مضيئًا بذلك عالم الأحياء والموتى، لكن الرواية الثانية: والتى تقنع الكثيرين، وتقنعنى كذلك، أنها كانت مركب جنائزيًا تستخدم لحمل جثمان الملك المتوفى، حيث كان ولابد للملك أن يذهب جنوبا بمركبه ذات المجاديف إلى أبيدوس مدينة الإله "أوزير" وعاصمة الملوك الأصلية التى أتى منها أجداد الحكام حينها، ويعود بأخرى شراعية إلى مينائه الأخير، إلى قبره، والذى يتصادف هنا وهو الهرم الأكبر للملك خوفو، والحجة على أنه استخدم فعليًا لهذا الغرض، هو أثر الحبال المشبعة بالماء الرابطة لجسم المركب والتى تركت أثرها الواضح على أخشاب المركب.   بالملاحظ الأخيرة عن أثر الماء بالحبال الرابطة لجسم المركب، يخبرنا المركب عن نفسه ووظيفته، وربما؛ لو تركنا للمركب الحديث أكثر، لعلمنا الكثير عن تلك الذاكرة الصامتة، تلك الذاكرة التى لا تحتاج منا إلا الاصغاء.   تخبرنا أخشاب صنع المركب، والتى تركت على جنباتها علامات ترشد وتساعد فى عملية إعادة جمعها مجددًا، بعد أن فككت لتحفظ بجوار مقبرة صاحبها، ليعيد استخدامها مرة أخرى بعد البعث، وقد بلغت عدد القطع الخشبية لمركب خوفو إلى651 جزء رئيس ومقسمة إلى 1224 قطعة خشبية، قد قدت من خشب الأرز!- وان الاخشاب الصغيرة اللازمة لاتمام عملية بناء المركب كانت مما توفره البيئة المصرية، ولا يتجاوز عددها تقريبا نسبة 5% من المجموع الكلى لأخشاب المركب- من أين أتى هذا النوع من الاخشاب والذى لم يكن متوفر بمصر القديمة؟ لعله قد جاء كما هو مثبت تاريخيا من جبال لبنان، هذه الدولة التى أخذت من شجر الأرز رمزا وطنياً، ماذا عن الحبال الرابطة لجسم المركب، حيث من المعلوم أن عملية تثبيت المركب كانت تعتمد طريقة ربطها بالحبال فقط، وهى طريقة قديمة فى الثقافات الانسانية، كانت لفترة قريبة تستخدم بمناطق الخليج العربي، وكذلك الصين، هنا نسأل من علم الآخر هذه الثقافة؟ وهل كانت هناك علاقات بهذا القدم ليتعلم أحدنا من الآخر ثقافة ربط المراكب بالحبال؟ لن أذهب بعيدًا للإجابة عن هذا السؤال، بقدر ما يجب لفت الانتباه لعمق هذه الصلات بين شعوبنا هنا، وعمق التبادل الثقافى بيننا، والذى أسس لما نلحظة من علاقات مستمرة إلى يومنا هذا.   ماذا عن الرحلة للجنوب، عن الأرض الأصل، عن أرض الأجداد بلاد الإله "أوزير" بـــ أبيدوس أن  يرحل هذا المقال لاقتفاء أثر رحلة مركب خوفو جنوبًا. ما من شك أن كل مصرى يعلم تاريخ وحدة دولتنا المصرية على يد الملك "نارمر"، هذا الآتى من ممكلة الجنوب، ليوحد التاجين بتاج واحد، ومن يومها أصبح للعالم نموذج لمعنى الدولة الموحدة، وهو جوهر أساس لكل ما حملته مفاهيمنا عن الدولة، وما تطرحه من مفاهيم الجغرافية السياسية والإدارة والتنظيم والجيش الوطني. وهو المعنى الذى احتج به رجل بقامة الافريقانى السنغالى "شيخ انتاديوب" بوجه الدعاية الفرنسية يومًا، حين أنكروا علينا نحن الأفارقة بحقبة الاستعمار أننا شعوب متحضرة ولها تاريخ! مصر الدولة النموذج، كانت الحجة بوجه التعالى الغربى ليست فقط من قبل المصريين دون غيرهم من القارة، بل أضحت حجتنا جميعًا كأفارقة على العالم أننا درس الحضارة الأقدم للأنسانية، بدروس الدولة الوطنية الأقدم الذى تعلم منها الجميع.   هنا يطرح علينا مركب خوفو أن نستعيد ونستحضر بذاكرتنا تاريخ هذه الدولة، ذكريات بداياتنا، حتى نذهب للمستقبل حاملى مسؤولية الحفاظ على هذا المنجز، عن أصولنا وجوهر وجودنا، لنعيد التأكيد على هويتنا فى تنوعها، بل وكذلك اتساع نطاق حدودها وعلاقاتها الثقافية، الاخشاب من لبنان، ربما تقنية ربط جسم المركب ربما جاءت أو تم أستعارتها من المناطق العربية، لك أن تعلم أن الذاكرة التاريخية لجغرافية لشرق نهر النيل وفق ما قدمه الرحالة اليونانى "هيرودت" كانت تعتبر المعرفة الجغرافية آنذاك بوقت زيارته جزء جغرافى آسيوى وأن غرب نهر النيل أفريقي، وهذا المعنى نفسه الذى أعتمده المفكر الأفريقى الكينى "على مزروعي" فى التوفيق بين الهوية الافريقية والعربية، وهو الجدل الذى صاحب حركة التحرر فى نصف القرن الماضي، إلى أن وصل "على مزروعي" بأفكاره إلى الدعوة والتمسك بما اطلق عليه هوية أفرابيا، تلك الهوية التى تجمع الأفارقة والعرب.       

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-06-14

عند البحث فى الزراعة عند المصريين القدماء نجد أن هناك أنواعًا كثيرة من الأشجار والنباتات التى كانت تنمو فى تربة البلاد قديمًا، وكذلك النباتات والأشجار التى كان يجلبها المصرى من الخارج وينتفع بها فى بلاده، فعندما اهتدى الإنسان أول الأمر إلى النباتات الغذائية التى كانت تنبت بالطبيعة، وعرف فائدتها، أخذ فى زرعها وتعهدها بالرى والسماد.   ومن النباتات التى كان يزرعها المصرى القديم أشجار الفاكهة، إذ كانت أشجار الحدائق والكروم تزرع في مصر منذ أقدم العهود.    ومنها الكرم "العنب" وقد عثر على رسم عصارة نبيذ من عهد الأسرة الأولى، وكذلك على أواني نبيذ ترجع إلى هذا العهد، ولكن أول ما ذكر اسم العنب بالمصرية، كان في الأسرة الثالث، في تاريخ حياة "متن"، وما كان له من الكروم العظيمة المساحة، وكان النبيذ يستعمل قربانًا إلهيًّا، في قرابين المساء، وفي قرابين الأعياد، والقرابين المأتمية، كما كان يؤخذ شرابًا ويحصل ضريبة، كما ذكرت موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن.   ومناظر جمع العنب ودهسه بالأرجل، أو عصره تشاهد على جدران مقابر عصور مصر المختلفة منذ الأسرة الرابعة والخامسة، والسادسة، وقد كانت عملية عصير العنب في غاية من البساطة، والظاهر أن لون النبيذ كان أحيانًا أسود، وأحيانًا أبيض، وربما كان ذلك هو السبب الذي دعا "إرمن" إلى أن يقول بوجود صنفين من النبيذ الأبيض والأسود في عهد الدولة القديمة. ومن المرجح أنه كان يسود في العصور الفرعونية، العنب الأحمر القاتم لأن معظم الثمار التي وجدت كانت بيضية الشكل، ذات لون أحمر قاتم، قريبة الشبه من الصنف الذي يزرع في مصر العليا، والفيوم الآن.   ويوجد نموذج من الزبيب "من النوع الأسود"  محفوظ بقسم الزراعة القديمة بمتحف فؤاد الأول الزراعي، يرجع عهده للأسرة الثامنة عشرة عثر عليه في مقابر دير المدينة بالأقصر.   كما أنه كان يستخرج من نخيل البلح نوع من الخمر، ذكر منذ عهد الأسرة السادسة في متون الأهرام، وهذا يختلف عن النبيذ الذي كان يستخرج من البلح منذ الأسرة السادسة أيضًا، وهو المعروف الآن بالعرقي. كما كان يزرع الرمان، وقد وجد اسمه في اللغة المصرية "رمن" غير أن أقدم رسم له كان في عهد إخناتون، وكانت منتجاته كثيرة، أما النبيذ الذي كان يستخرج منه فلم يذكر إلا في العصور  المتأخرة.    

قراءة المزيد

اليوم السابع

2023-07-28

نقل المهندس المعمارى المصرى القديم شكل المبانى التى كانت بالطوب اللبن إلى تلك التى شيدها بالحجر الجيرى عندما اهتدى إلى كيفية استعماله، ولا غرابة فى ذلك فالمصرى كان دائمًا يريد أن يمثل ما يقع تحت حسه فى حقله ومزارعه، فى بيته وفى معبده وفى قبره، وهذا أمر طبيعى، وقد لازمته هذه التقاليد طوال تاريخه العظيم رغم التقلبات والرقى والفتوح والمؤثرات الخارجية التى تناولت حياته. والسؤال الذى يطرح نفسه هو من له الفضل فى استخدام الحجر الجيرى، وهنا يجيب الدكتور سليم حسن خلال موسوعته مصر القديمة إذ يقول: يرجع الفضل في ذلك إلى مهندس المعمار العظيم "إمحوتب" إذ قد استعملها في بناية معبدي الهرم المدرج وملحقاته، وكذلك في إقامة قبر "زوسر" نفسه أول ملوك الأسرة الثالثة. كما استعمل "إمحوتب" على وجه عام قطعًا صغيرة من الحجر الجيري الأبيض في مبانيه الجميلة صغيرة الحجم، أما في المباني الضخمة فكان يستعمل في بنائها قطعًا صغيرة كذلك من الحجر المحلي كما يشاهد ذلك في هرم سقارة المدرج، وبعد حوالي قرن من الزمان من حكم "زوسر" جاء كل من الملكين "سنفرو" و"خوفو" في بداية الأسرة الرابعة، واستعملا قطعًا ضخمة من الحجر في بناء الهرم وفي كسوته وفي بناء جدران المعابد، وقد شوهد أن بعض القطع الفردية يبلغ طول الواحدة منها أربعة عشر مترًا في ارتفاع سبعة أمتار (كما يشاهد ذلك في معبد الوادي والمعبد الجنازي لهرم «خفرع») ويرجع الفضل في ذلك إلى كثرة استعمال النحاس لتسهيل قطع الأحجار في البلاد كما سنفصله فيما بعد. وفي عهد "خوفو" بدأ المهندسون المعماريون يستعملون حجر الجرانيت الذي كان يجلب من أسوان وحجر البازلت بدلًا من الحجر الجيري في إقامة الجدران وفي كسوتها، وهذا التقدم في فن المعمار قد استمر في عهد ملوك الأسرة الرابعة الذين خلفوا "خوفو"، وكان من نتائج استعمال هذه الأحجار الصلبة القطع أن أقام منها الملك "خفرع" معبد الوادي الساذج التصميم، البسيط المنظر، وعمده المربعة الشكل، المصقولة صقلًا بديعًا ورصف رقعة مدخله بالمرمر. وفي عهد الأسرة الخامسة ازداد استعمال الجرانيت، وتفنن المصري في صنع الأعمدة منه، كما يظهر ذلك في معبد "سحورع" حيث صنعت عمده على شكل سيقان النخيل وغيرها من الأشكال النباتية، مما يشعر بمحافظة المصري على استعمال الأشكال القديمة التي كانت مألوفة لديه قبل معرفته الأحجار الصلبة.

قراءة المزيد

اليوم السابع

2021-12-12

نجيب محفوظ عبقرية أدبية، استطاع أن يصل للعالمية من خلال أعماله الإبداعية التى عبرت عن حياة المصريين بكل تفاصيلها داخل الحارة المصرية، فلم تجف الأقلام يومًا عن الحديث عن كتاباته منذ أن بدأ وحتى حصل على جائزة نوبل فى الآداب، عام 1988م، ليصبح أحد الأقلام الأدبية العربية المرموقة محليًا وعالميًا فى عالم الأدب خالد الذكر والسيرة، ومحفز للقراءة والدراسات.   وحصلت "اليوم السابع" على عدد من مخطوطات كتبت بخط يد الكاتب العالمى نجيب محفوظ، الذى ولد فى حى الجمالية بالقاهرة فى 11 ديسمبر عام 1911م، لأبٍ موظف وأمٍّ ربة منزل، تخرج فى كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الفلسفة، وتنشر تلك المخطوطات لأول مرة، وبعد الحديث عن تلك الأوراق النادرة سوف نتناول الكتابة عند صاحب نوبل.     بدأ الأديب العالمى نجيب محفوظ بكتابة القصة القصيرة فى فترة الثلاثينيات والتى نشرت فى عدد من المجلات، ثم بعد ذلك بدخول عالم الروايات التاريخية بعد محطة كتابة القصة القصيرة، فكتب روايته الأولى "عبث الأقدار" التى نشرت عام 1939، التى تدور أحداثها فى عصر بناة الأهرام أو عصر الأسرة الرابعة وهو عهد الملك "خوفو" ثم خليفته «دجيدف رع»، وتحكى القصة نبوءة زوال حكم خوفو من بعده لملوك الأسرة الخامسة، ثم بعد ذلك يصدر روايته «رادوبيس» فى عام 1943م، والتى تدور أحداثها فى عصر الأسرة السادسة حول الحسناء الفاتنة «رادوبيس» وعلاقاتها بصفوة رجال المملكة المصرية وعلى رأسهم الفرعون الشاب مون رع الثانى، ويكتب نجيب محفوظ بعد ذلك رواية «كفاح طيبة» عام 1944م، والتى تتحدث عن نضال المصرى القديم بقيادة «أحمس الأول» مؤسس الأسرة الثامن عشرة ضد الغزاة الأجانب الهكسوس، وقد اتخذت الرواية الإطار التاريخى لإثارة قضية حرية الوطن واستقلال أراضيه.    ثم ينتقل صاحب نوبل بعد ذلك من التاريخية إلى عالمة الواقع وهى بالفعل المرحلة الأدبية التى أطلق عليها الواقعية عند نجيب محفوظ، والتى اهتم خلالها بتصوير المجتمع المصرى فى أنماط حياته المختلفة وتأثير العامل الاقتصادى فى شكل العلاقات، خاصة بين الحربين العالميتين إلى جانب صراع مصر من أجل الاستقلال، فكتب مجموعة من الروايات منها: «بداية ونهاية» التى صدرت عام 1949م، وهى أول رواية لمحفوظ تحولت إلى فيلم سينمائى عام 1960 من إخراج صلاح أبو سيف، ولتعقب ذلك روايات أخرى تمثل تلك المرحلة الواقعية مثل «القاهرة الجديدة، والسراب، وزقاق المدق، وثلاثيته بين القصرين وقصر الشوق السكرية».   وعقب صدور رواية «زقاق المدق» ينتقل نجيب محفوظ للتعبير عن مفارقات الحياة وعبثها وغموضها المبهم بطريقة أقرب للتساؤلات الفلسفية والتأملية فى قالب قصصى، فأصدر أول مجموعته القصصية «همس الجنون»، والتى كانت تضم عددا من القصص التى نشرها على صفحات المجلات خلال فترة الثلاثينيات، وكانت تلك ليست المجموعة القصصية الوحيدة لصاحب نوبل بل كتب غيرها وهى: «دنيا الله، بيت سيئ السمعة، خمارة القط الأسود، تحت المظلة، حكاية بلا بداية ولا نهاية، شهر العسل، الجريمة، الحب فوق هضبة الهرم، الشيطان يعظ، رأيت فيما يرى النائم، التنظيم السرى، صباح الورد، الفجر الكاذب، القرار الأخير، صدى النسيان، فتوة العطوف».   ولنعد إلى موضوع مراحل الكتابة لدى صاحب نوبل مع روايته «أولاد حارتنا» التى نشرت عام 1959، حيث انتهت بهذه الرواية مرحلة الواقعية فى أدب نجيب محفوظ وبدأ مرحلة الرمزية التى تتأثر تأثرًا شديدًا بالفلسفة المعاصرة، ويكتب فى مرحلة الرمزية أيضًا روايته «اللص والكلاب»، و«السمان والخريف»، و«الطريق»، و«الشحاذ»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«ميرامار»، وبهذه الروايات تطرق إلى أحوال وشؤون المجتمع المصرى كما اعتاد أن يفعل خلال رواياته الواقعية.   لتأتى بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل الإبداع لدى الأديب العالمى نجيب محفوظ وهى المرحلة الواقعية الملحمية، وفى هذا ذكر الناقد الراحل بهاء عبدالمجيد، تأتى تلك المرحلة من أدب نجيب محفوظ بروايات «الثلاثية والحرافيش وأولاد حارتنا»، والأخيرة كانت سببًا فى جِدال طويل أدى إلى محاولة اغتياله بسبب تأويلات دينية للرواية لم تعجب المحافظين، حتى إنه قد تَمَّ منعها من النشر لفترة طويلة، وغيرها من الروايات التى استطاعت نقل الواقع المصرى بتفاصيله إلى العالم، ليختتم الأديب العالمى حياته بكتابه «أصداء السيرة الذاتية والقرار الأخير وصدى النسيان، وفتوة العطف، وأحلام فترة النقاهة».       طقوس الكتابة عند نجيب محفوظ   كان الأديب العالمى نجيب محفوظ يحرص على القراءة والكتابة يوميًا، فبعد أن يعود من عمله حيث كان يعمل موظفًا بعدد من المؤسسات الحكومية المصرية، يدخل مكتبه ليقرأ لمدة ثلاث ساعات ثم يكتب يقوم بعد ذلك بالكتابة لمدة تعادل مدة القراءة وهى ثلاث ساعات أخرى، ولكن بعد وصوله لسن التقاعد تغيرت مواعيد كتاباته حيث كان يكتب من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا.   ولكن قبل بداية الكتابة كان يجب أن يسمع مقطوعة موسيقية وإحدى إبداعات سيدة الغناء العربى كوكب الشرق أم كلثوم، كما كان من ضمن حرص عليه الكاتب العالمى الكبير خلال كتابته احتساء ثلاثة أكواب من القهوة الأول مع بداية دخوله غرفة مكتبه والثانى تحضره له زوجته وتدخل فى هدوء لعدم إزعاجه بعد فترة من جلوسه بالمكتب والثالث قبل انتهائه من الكتابة.       مخطوطات نادرة    حصلنا على مجموعة من المخطوطات النادرة بخط يد الأديب العالمى الكبير نجيب محفوظ، وهى عبارة عن أجندة مكتوبة بخط يد صاحب نوبل. وكشف الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، عن تفاصيل تلك المخطوطات، قائلا: أتصور أن هذه الصفحات «باستثناء عبارة أو اثنتين تفصح عن انشغاله بكتابة نص أدبى ما»، بخط الأستاذ نجيب أيام كان خطه جميلا وواضحا ومنمقا، تنتمى فى أغلبها إلى ما كان يحرص عليه دائمًا من تدريبات على اللغة، وحرص على التعمق فى أسرارها، وقد كان هذا كله جزء من «ورشة كتابة داخلية» يقيمها لنفسه بنفسه.. وهناك معلومات عن أنه قبل نومه، كان يردد «فى سره» بيتا أعجبه من أبيات الشعر العربى الذى كان قد قرأه فى وقت ما قبل أن يذهب إلى النوم، وهناك معلومات أخرى عن أن القواميس كانت تمثل جزءا أساسيا من الكتب التى يرجع إليها، وكان يضعها قريبا منه، ويضع بعضها فوق مكتبه. وتابع، إلام يشير هذا كله؟ لعله يشير فيما أتصور إلى رغبة الأستاذ نجيب فى أن يعرف أسرار اللغة التى يكتب بها، كما يعرفها المتخصصون فيها.. وعلى أساس من معرفته بهذه الأسرار كان يبدع صياغاته الخاصة، وتعبيراته المميزة المرتبطة بأجواء النص الذى يكتبه.. كما كان مدركا لأن معرفته باللغة القاموسية، الموروثة، لا تعنى إغفاله لطبيعة اللغة الحية المستخدمة بين الناس، لقد كان الأستاذ نجيب محفوظ عارفا كبيرا باللغة باعتبارها ظاهرة تاريخية، تنمو وتتجدد باستمرار، خلال تعدد استخداماتها وخلال تطور هذا الاستخدام. وأيًا كانت تلك الصفحات سواء كانت من «ورشة كتابة الأستاذ» أو غيرها، فهى اكتشاف جميل، يرينا بعدا خفيا من عمل الأستاذ نجيب، وجهده المتصل، ورغبته فى التعلم، وحرصه على الدقة.. وكلها معالم تؤكد ما نتصوره حول أنه قد ظل، طوال رحلته، مبدعا عظيما وتلميذا أبديا. ومن واقع الأجندة التى حصلت عليها «اليوم السابع» تؤكد ما ذكرته الأكاديمية السويدية عند منح محفوظ جائزة نوبل فى الآداب كأول مواطن مصرى، حيث أكدت على أن حصوله على الجائزة لأنه واظب على الكتابة طيلة خمسين سنة، وهو فى سن السابعة والسبعين لحظة حصوله على الجائزة ما زال ناشطًا لا يعرف التعب، وأن إنجاز محفوظ العظيم والحاسم يكمن فى إبداعه فى مضمار الروايات والقصص القصيرة، ما أنتجه يعنى ازدهارًا قويًا للرواية كاختصاص أدبى، كما أسهم فى تطور اللغة الأدبية فى الأوساط الثقافية على امتداد العالم الناطق بالعربية بيد أن مدى إنجازه أوسع بكثير، ذلك أن أعماله تخاطبنا جميعًا». استطاع نجيب محفوظ أن يصنع لنفسه عالما خاصا لا يزاحمه فيه أحد، قد نجح فى التعبير عن الشخصية المصرية بشكل متميز، من خلال لغته القوية وفلسفته ومعرفته بالواقع الذى يعيش فيه، ليصبح أيقونة تظل فى الوجدان وتراثًا عالميًا فريدًا كتبت بحروف من الذهب.                   

قراءة المزيد

اليوم السابع

2022-11-10

يمثل تمثال أبو الهول رائعة من روائع الحضارة المصرية القديمة وأثر ما زال قائما وشاهدا على عظمة الفراعنة وتطور أفكارهم وقدراتهم التى أوصلتهم لتشييد هذا البناء لكن كثيرا من الناس لا يعرفون من هو أبو الهول وهل هو تجسيد لشخصية بشرية عاشت في عصر الفراعنة، هذا ما سنعرفه في السياق التالي. يرجع معظم العلماء تمثال أبو الهول إلى الأسرة الرابعة ويرجحون ظهوره في عصر الملك خفرع، ومع ذلك، يعتقد البعض أنه تم بناؤه من قبل شقيق خفرع الأكبر رجعديف "جدفر" لإحياء ذكرى والدهم، خوفو، الذي يعرف هرمه في الجيزة باسم الهرم الأكبر ويؤكد أصحاب هذا الرأى أن وجه أبو الهول الأكبر يشبه خوفو أكثر من خفرع وقد أدت هذه الملاحظة أيضًا إلى تكهنات بأن خوفو نفسه بنى التمثال في محاولات العلماء لحل لغز أبو الهول. تغير شكل تمثال أبو الهول بشكل كبير على مر السنين ومنذ العصور القديمة - ربما بدأت في عهد تحتمس الرابع (1400-1390 قبل الميلاد) تم بذل جهود مختلفة للحفاظ على التمثال في حين أن الجسم هو الأكثر تعرضاً للتآكل، فقد تضرر الوجه أيضاً، وأنفه مفقود بشكل ملحوظ. وبحسب البعض، فإن الضرر تسبب فيه جنود نابليون الذين أطلقوا النار على أنفه بمدفع، ومع ذلك، فإن الرسوم التوضيحية التي تعود إلى ما قبل نابليون تكشف عن أبو الهول عديم الأنف بينما تؤكد نظرية أخرى أن محمد صائم الدهر، وهو أحد الصوفيين قام بتشويه التمثال في القرن الرابع عشر احتجاجًا على عبادة الأصنام وفقا لموسوعة بريتانيكا. أما عن أبو الهول من ناحية الشكل فهو مخلوق أسطوري له جسد أسد ورأس بشري ويعد صورة مهمة في الفن والأسطورة المصرية واليونانية وقد تم اشتقاق كلمة أبو الهول من قبل النحاة اليونانيين من الفعل sphingein لكن أصل الكلمة لا علاقة له بالأسطورة وقد أطلق عليه المؤلف اليونانى القديم "هسيود" اسم Phix.

قراءة المزيد