هيروشيما ونجازاكى
قبل يوم واحد من تنصيب رئيس لروسيا الاتحادية رسميًا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين توجيه وزارة الدفاع في بلاده للتدريب على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لأول...
الوطن
2024-05-07
قبل يوم واحد من تنصيب رئيس لروسيا الاتحادية رسميًا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين توجيه وزارة الدفاع في بلاده للتدريب على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لأول مرة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية نهاية فبراير 2022. وبحسب موقع «يورو نيوز»، فإنّ الأسلحة النووية التكتيكية لديها قوة أقل من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي لها برؤوس نووية التي تتميز بقدرتها على تدمير مدن بأكملها في وقت قصير. وتُستخدم الأسلحة النووية التكتيكية في ساحات المعارك بسبب قوتها الكبيرة إذ تصل إلى 1000 كيلو، مقارنة بالقنبلة النووية التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية وصلت إلى 15 طنا ونزلت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي. وتتخذ الأسلحة النووية التكتيكية عدة أشكالها منها القنابل الجوية أو الرؤوس الحربية التي تستخدم في قصيرة المدى والذخائر المدفعية ويتم حملها بسهولة على شاحنة أو طائرة لإيصال ميدان المعركة. وجاء إعلان روسيا للتدريب على الأسلحة النووية التكتيكية لأنّها أيضا لا تخضع لاتفاقيات الحد من الأسلحة النووية بين واشنطن وموسكو، في الوقت الذي تخضع الأسلحة الاستراتيجية للاتفاقية، وتتحفظ على أرقام وتفاصيل الأسلحة النووية التكتيكية. ولا تسبب الأسلحة النووية التكتيكية خسائر كبيرة مثل الأخرى، كما أنها تحقق نتائج في محيط الهدف ولا تترك آثار إشعاعية واسعة النطاق، أما عن قوتها التفجيرية فتعادل ألف طن من مادة «T.N.T» شديدة الانفجار، ويمكن تحميلها على عدة أنواع من صواريخ أرض – أرض بمدى 500 كيلومتر، بجانب أنه يمكن إطلاقها من الطائرات والسفن على صواريخ مجنحة أو طوربيدات بمدى يزيد على 600 كيلومتر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-02-23
خرج فيلم «أوبنهايمر» من حفل جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما بنصيب الأسد، ففاز بسبع جوائز كاملة، وكأن الحفل قد أُقيم له بمفرده!. يعرف الذين تابعوا الفيلم أنه يروى قصة حياة عالِم الفيزياء الأمريكى، جوليوس روبرت أوبنهايمر، الذى أشرف على مشروع مانهاتن لإنتاج القنبلة النووية، واشتهر، بعد أن جرى اختراعها لأول مرة على يديه، بأنه «أبوالقنبلة النووية»، فلم يسبقه أحد إلى هذا الاختراع.. تمامًا كما اشتهر عبدالقدير خان بأنه: أبوالقنبلة النووية الباكستانية. كان اختراع أوبنهايمر فى زمن الحرب العالمية الثانية، فلما توصل إلى ما توصل إليه فى ١٦ يوليو ١٩٤٥، فكرت الولايات المتحدة الأمريكية فى شيئين، أولهما تجريب القنبلة الجديدة، وثانيهما إنهاء الحرب، فألقتهما على مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين، بما أدى إلى قتل٢٠٠ ألف إنسان فى المدينتين خلال ثلاثة أيام. أما لماذا هذه المسافة الزمنية، رغم أن القنبلة النووية تقتل وتحرق فى الحال، فلأن المدينة الأولى استقبلت قنبلتها فى ٦ أغسطس من تلك السنة، ثم كانت المدينة الثانية على موعد مع قنبلتها فى التاسع من الشهر نفسه. الفيلم ليس عاطفيًا كما ترى، ولكنه سياسى بالدرجة الأولى، ومع ذلك فقد حقق إيرادًا وصل فى ٢٠٢٣ إلى مليار دولار!. ربما لأن المشاهدين الذين يتابعون الظلم الأمريكى على امتداد العالم، وبالذات مع أبرياء غزة من الأطفال والنساء، يريدون أن يروا على الشاشة كيف كانت بدايات هذا الظلم المبكرة، وكيف دفع ٢٠٠ ألف يابانى ثمنًا لجريمة لم يرتكبوها!. ومما اشتهر عن أوبنهايمر أنه عاش يعض أصابع الندم بعد اختراع القنبلة، وأنه لما استقبله الرئيس الأمريكى هارى ترومان الذى كان يحكم وقتها، صاح على مسمع منه بما يشبه الصرخة، وقال ما معناه أنه يشعر بأن يديه ملطختان بالدماء. والحقيقة أن يدى ترومان هما الملطختان، وليس يدى أوبنهايمر لأن قرار إلقاء القنبلتين لم يكن قراره، وإنما كان قرار ساكن البيت الأبيض، ولأن قوة السلاح النووى تظل دائمًا فى عدم استخدامه، لا فى استخدامه على اتساع مدينتين كاملتين.. ولا بد أن ترومان كان يشعر بينه وبين نفسه بأن يديه هما الملطختان، وخصوصًا بعد أن رأى ماذا أحرقت القنبلتان فى المدينتين، وماذا قتلت، وكَمْ أبادت من البشر فى ثلاثة أيام!. ولم تكن هذه هى جريمة ترومان الوحيدة لأنه ارتكب جريمة أخرى عندما سارع إلى الاعتراف بإسرائيل، بعد الإعلان عن قيامها بساعات فى ١٥ مايو ١٩٤٨، فكأنه قد شارك فى الحرب على غزة قبل موعدها بسنين!. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-08-08
سنة هى قالوا 356 يوما 52 أسبوعا8760 ساعة أما لو أنها كانت سنة كبيسة فالعدد سيختلف بعض الشىءهى كانت كبيسة مجازا ربما وليس بعدد أيام شهر فبراير وإضافة يوم له هى سنة الرابع من آب/أغسطس سنة انفجار مرفأ بيروت مدينة المدن سنة قالوا وأعدوا لها، أى للمناسبة، ما استطاعوا من عدة وحبس كثيرون وكثيرات أنفاسهم وأخريات وآخرون عادوا إلى أعماق جوارحهم ومشاعرهم وهناك من فضل ألا يفتح التلفزيون وألا يستمع لنشرات الأخبار وبعضهم تمنى أن يعود إلى بطن أمه.. كما اغتسلت بيروت وكثير من البلدات والمدن الأخرى فى لبنان ودول العالم بدمع زاد حرارة ودفئا هذا الشهر «اللهاب» كما يعرفه أهل لبنان أو يعرفونه «اب اللهاب»!! ***هى لا تزال منذ عام فى غرفة العناية المركزة بذاك المستشفى ترقد فى غيبوبة.. هى التى لم تتجاوز عقدها الثانى.. مر عيد ميلادها وكل الأعياد الدينية وعيد الحب وعيد الأب وعيد الأم وهداياها لا تزال مخبأة فى قلبها الصغير وأحبتها وأهلها يراقبون أنفاسها لعلها تختلف بعض الشىء فتعطيهم أملا بعد كثير من الخيبات والآلام والحزن.***وتلك التى كانت تداوى الجرحى والمرضى، هى التى سقطت ولم تكمل بعد عامها الواحد والعشرين لا تزال غرفتها مخبئة أسرارها الصغيرة وحزن يكفى لكل أهل البيت بل لكل لبنان.***وهى الأم التى فقدت ابنها فى السابعة عشرة من عمره.. هو الذى لم يفسح له الانفجار أن يكتشف ما خبأه الأصدقاء من فرح وهدايا بمناسبة تخرجه.*** وهى.. ميلا التى جاءت من الفلبين منذ أكثر من ثلاثين عاما والتى رفضت أن تأخذ تقاعدها وتعود لأولادها وأحفادها فى بلدتها الصغيرة فى تلك المنطقة النائية من الفلبين، هى التى أحبت لبنان أكثر من وطنها، هى رحلت عنه فى تابوت قبل عام أو أقل ولا يزال بعض بعضها هنا.***قصص وحكايات لا تتشابه إلا فى وجع لم يعرفه أحد على وجه الأرض حتى لو حاولنا جميعا أن نقول أنه أكبر انفجار بعد هيروشيما ونجازاكى فهو فى الحقيقة قد يكون أكثر ألما منهما لأنه لم تكن هناك حرب عالمية ولا طائرات تسقط قنابلها فتحرق أجسادا بريئة ولا مدافع تقصف عشوائيا.. هنا فى بيروت قبل عام كان الناس يعيشون يوم أغسطس عاديا جدا رغم أنهم اعتادوا تحليق طائرات هنا ومناوشات هناك، إلا أنه كان يوما عاديا. بعضهم كان عائدا من العمل وآخرون كانوا عند شواطئ البحر يغتسلون من حر هذا الشهر وغيرهم جاءوا يتمايلون ليبدأوا سهرتهم فى تلك الأحياء الحية والقريبة من المرفأ ربما لسوء حظها أو حظهم.***بعد 4 آب/أغسطس ليس كما قبله وبعد عام من ذاك اليوم الذى تحولت فيه سماء المدينة عند ساعة الغروب إلى سواد كاحل وسقيت شوارعها وجدرانها بكثير من الأحمر القانى.. بدم أبنائها وبناتها وسكانها ومن أحبوها ومن عاشوا فيها ومن رددوا أنها مدينة الحب والفرح.*** 356 يوما من الوجع والدمع والألم المغروس فى أعماق الوجدان.. كم ساعة كانت أو كم دقيقة هى أو ثانية منذ ذاك المساء؟؟ بعضهم لم يتذكر وآخرون لم يعرفوا أية حياة منذ الساعة السادسة وثمانى دقائق من يوم الرابع من أغسطس فى سنة 2020.. هؤلاء أغلقوا أبواب نفوسهم وعلقوا اليافطة مغلق إلى الأبد. ***عندما تداولوا هم فى الذكرى السنوية تلك العبارة «وإن سألوك عن بيروت قل لهم: نجا من مات، ومات من نجا» ذهلت من عمق العبارة بل وتصورت أن أحدهم تسلسل إلى ما بعد ابتسامتها المرسومة.. وفيما هى تفكر بذلك جاءتها رسالة صوتية من ذاك الصديق، رسالة مغمسة بالحزن الحقيقى غير المغلق بأى مصلحة أو مراعاة لأى مشاعر. قال «لماذا عشت وماتوا هم؟» كان إحساسه بالذنب ينهش أحشاءه منذ تلك اللحظة التى ترك سيارته على طريق المرفأ وهو عائد من عمله وجرى بأسرع ما يستطيع لمنزل تلك الصديقة الساكنة فى مقابل المرفأ وعند وصوله عرف أنها أصيبت وأن أحدهم حملها إلى مستشفى ما.. فجرى وجرى وجرى حتى وجدها فوق ذاك الفراش بتلك الغرفة مغتسلة بدمائها وجراحها قد نقشت أوشاما على كامل الجسد من الوجه حتى أخمص القدمين.. بعدها لم يتوقف عن الجرى للمساعدة حتى سمع أنها الذكرى السنوية ففرط بالبكاء للمرة الأولى منذ تلك اللحظة وعرف أنه لم يغتسل منها بعد وأن اللحظة التى حاول أن يدفنها لا تزال تعيش بأكثر من حياة بداخله. ***عام مضى والوجع أكبر عام مضى والجراح لا تزال تنزف دما دافئا عام مضى والمدينة وسكانها لم يعرفوا إلا مزيدا من الحزن عام هو إذن قالوا لها احتفلى بميلادك الجديد فقد كان من المفترض أن تكونى تحت الأرض وليس فوقها.. ولكن صعب عليها الفرح هى التى لا تزال كما كثيرون غيرها لا يعرفوا نوم ليل دافئ. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2016-05-27
اهتمت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية بالزيارة التاريخية التى يقوم بها الرئيس باراك أوباما إلى مدينة هيروشيما اليابانية، وقالت إنه سيلقى خلال هذه الزيارة كلمة، وإنه قال عن الزيارة أمس إنها فرصة لتكريم ذكرى هؤلاء الذين فقدوا فى الحرب العالمية الثانية، وفرصة لمواصلة السلام والأمن، وعالم لا تكون فيه الأسلحة النووية ضرورية. وأشارت الشبكة إلى أن أوباما الذى لا يتوقع أن يعتذر عما قامت به أمريكا من إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكى للإسراع بإنهاء الحرب، قال فى وقت سابق إنه سيتحدث عن المخاطر الحقيقية جدا للأسلحة النووية. وكشفت الصحيفة أن زيارة أوباما لموقع الدمار الذى خلف عشرات الآلاف من القتلى، استغرق إعدادها على الأقل ست سنوات داخل البيت الأبيض. ولم يشجع المسئولون اليابانيون فى البداية الرئيس على الذهاب إلى هيروشيما، إلا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للمتحف والنصب التذكارى فى أبريل الماضى مهدت الطريق لزيارة أوباما، لاسيما وأنه أثار إعجاب اليابانيين بتصريحاته.وأكد مسئولون أمريكيون أن أوباما لن يعتذر عن قرار إلقاء القنبلة الذرية، ولن يعتذر أيضا عن إلقاء القنبلة فى نجازاكى بعدها بأيام، والتى أدت إلى مقتل عشرات الآلاف الآخرين. حيث إن مثل هذا الاعتذار سيكون مثيرا للجدل بشدة فى الولايات المتحدة ودول أخرى مثل الصين، وكوريا، التى عانت من وطأة العدوان اليابانى فى الحرب، وفقا لسى إن إن، حيث طالبت بالفعل عائلات العشرات من الكوريين الذين قتلوا فى هيروشيما ونجازاكى باعتراف منفصل من الرئيس الأمريكى.كما يامل أوباما أن يكون ظهوره فى موقع الكارثة بمثابة تعزيز لمحاولاته للحد من المخزون العالمى من الأسلحة النووية، وهى المحاولات التى لم تسفر سوى عن نتائج متواضعة بعدما أمضى الرئيس سبع سنوات فى الحكم.موضوعات متعلقة..أخبار اليابان .. أوباما يزور هيروشيما بعد 71 عاما على إلقاء القنبلة الذرية ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2016-05-27
سى إن إن:المسئولون اليابانيون لم يشجعوا أوباما على زيارة هيروشيمااهتمت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، بالزيارة التاريخية التى يقوم بها الرئيس باراك أوباما إلى مدينة هيروشيما اليابانية، وقالت إنه سيلقى خلال هذه الزيارة كلمة، وقال عنها أمس، إنها فرصة لتكريم ذكرى هؤلاء الذين فقدوا فى الحرب العالمية الثانية وفرصة لمواصلة السلام والأمن، وعالم لا تكون فيه الأسلحة النووية ضرورية.وأشارت الشبكة إلى أن أوباما الذى لا يتوقع أن يعتذر عما قامت به أمريكا من إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكى للإسراع بإنهاء الحرب، قال فى وقت سابق إنه سيتحدث عن المخاطر الحقيقية جدا للأسلحة النووية. وكشفت الصحيفة عن أن زيارة أوباما لموقع الدمار الذى خلف عشرات الآلاف من القتلى استغرق إعدادها على الأقل ست سنوات داخل البيت الأبيض. ولم يشجع المسئولون اليابانيون فى البداية الرئيس على الذهاب إلى هيروشيما، إلا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للمتحف والنصب التذكارى فى إبريل الماضى مهدت الطريق لزيارة أوباما، لاسيما وأنه أثار إعجاب اليابانيين بتصريحاته.وأكد مسئولون أمريكيون أن أوباما لن يعتذر عن قرار إلقاء القنبلة الذرية، ولن يعتذر أيضًا على إلقاء القنبلة فى نجازاكى بعدها بأيام، والتى أدت إلى مقتل عشرات الآلاف الآخرين، حيث إن مثل هذا الاعتذار سيكون مثيرًا للجدل بشدة فى الولايات المتحدة ودول أخرى مثل الصين واليابان التى عانت من وطأة العدوان اليابانى فى الحرب، وفقا لسى إن إن، حيث طالبت بالفعل عائلات العشرات من الكوريين الذين قتلوا فى هيروشيما ونجازاكى باعتراف منفصل من الرئيس الأمريكى.ويأمل أوباما أن يكون ظهوره فى موقع الكارثة بمثابة تعزيز لمحاولاته للحد من المخزون العالمى من الأسلحة النووية، وهى المحاولات التى لم تسفر سوى عن نتائج متواضعة بعدما أمضى الرئيس سبع سنوات فى الحكم.فورين بوليسى:تعاون بين إيران وطالبان لمحاربة داعش فى أفغانستانكشفت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية عن تعاون بين إيران وحركة طالبان فى أفغانستان لمحاربة داعش فى أفغانستان، وقالت الصحيفة إن إيران تعمل مع طالبان لإقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع أفغانستان لطرد تنظيم داعش، فى أحدث مؤشر على مدى تأثير صعود الجماعة الإرهابى على تحويل عدوين لدودين إلى حليفين.وأشارت الصحيفة إلى أن اتجاه طهران لتأمين حدودها الممتدة على مسافة 570 ميلا مع أفغانستان، يعكس تحولا كبيرا فى القوة الشيعية، بالرغم من أن طهران كانت قدمت الأسلحة والمساعدات الأخرى للتحالف الشمالى فى حربها ضد طالبان فى السنوات التى سبقت الغزو الأمريكى لأفغانستان فى عام 2001.لكن إيران تعتقد الآن أن طالبان تمثل تهديدا أقل بكثير من داعش، التى يتسع فرعها فى أفغانستان ويعتقد المسئولون الأمريكيون أن قوامه حوالى ثلاثة آلاف مقاتل. وبدلا من ذلك، أعطى الرئيس باراك أوباما الذى سبق ووعد بإنهاء الحرب الأطول لأمريكا قبل أن يترك البيت الأبيض، البنتاجون الضوء الأخضر لتكثيف الحملة الجوية ضد مقاتلى داعش فى أفغانستان، ومنذ الأول من يناير وحتى نهاية مارس، شنت الطائرات الحربية الأمريكية ما يقرب من 100 هجوم فى أفغانستان، أغلبها فى محافظة نانجهار، معقل داعش.ونقلت الصحيفة عن السفير فرانز مايل ميلبين، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى فى أفغانستان قوله إن الإيرانيين يحاولون تأمين حدودهم مع أفغانستان ضد تسلل داعش بالعمل مع الجماعات المختلفة مثل أمراء الحرب وطالبان على طول حدودها من أجل إنشاء منطقة عازلة، وهم بالفعل يعملون على ذلك. وأشار ميلبين إلى أن استعداد إيران لتنحية عداواتها التاريخية مع طالبان جانبا، ينبع من خصومتها المتزايدة مع السعودية. دايلى بيست:جنود أمريكيون يقاتلون داعش فى سوريا بزى المقاتلين الأكرادقال موقع "دايلى بيست" إن جنود القوات الخاصة الأمريكيين قد شوهدوا والتقطت لهم صور، وهم على الخطوط الأمامية للمعارك فى سوريا يرتدون زى المقاتلين الأكراد. وقال الموقع إنه منذ أن قرر الرئيس باراك أوباما إرسال 250 من القوات الخاصة الإضافية إلى سوريا لمحاربة داعش، كان من السهل مشاهدتهم على الخطوط الأمامية فى الحسكة وعند سد تيسرين وبالقرب من الرقة التى تعد عاصمة داعش فى سوريا. وفى قاعدة بالقرب من بلدة عين العيسى، لا يقوم الجنود الأمريكيون بتقديم المشورة فقط، ولكن كانوا يقدمون المساعدات أيضًا للقوات الديمقراطية السورية فى استهداف مواقع داعش بالهوان والضربات الجوية الموجهة بالليزر.وظهرت صور لبعض الجنود الأمريكيين يرتدون زى وحدات حماية الشعب الكردية بألوانها الأحمر والأصفر والأخضر، وهى الوحدات التى تبين أنها الأكثر فعالية والتزاما فى محاربة داعش.موضوعات متعلقة..الصحف المصرية: توافق «مصرى- إماراتى» على الحلول السياسية فى سوريا واليمن..مصر للطيران: لن نستعين بشركات أجنبية للبحث عن الصندوقين الأسودين..تطبيق الخدمة المدنية على 4 ملايين موظف فقط! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2016-10-04
إقرار قانون «جاستا» الذى يتيح لأهالى ضحايا 11 سبتمبر مقاضاة الدول التى خرج منها متهمون، ومنها السعودية، وبالرغم من لامنطقية الفكرة، فقد وجدت تأييدا ودعما من الكونجرس، وتم رفض فيتو الرئيس الأمريكى، بما يعنى أن الكونجرس والتيار الأقوى سيكون لليمين الجمهورى، وهو ما قد يعنى احتمالات لفوز ترامب الذى يقترب فكره من تفكير من طرحوا وسنوا قانون جاستا، أو فى حال فوز هيلارى، ستكون الغلبة لليمين المعادى للأجانب واللاجئين والأكثر ميلاً للحرب. اللافت أن هناك خبراء ومفكرين حذروا من خطورة سن قانون جاستا، الذى قد يفتح الباب لمحاكمة أمريكا عشرات ومئات المرات على جرائمها المباشرة وغير المباشرة، وقد اعتادت أمريكا أن تخوض حروبها بالوكالة، من خلال تنظيمات وجماعات، وحتى تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، جرى صنعهما بمعرفة ودعم المخابرات، بل والإدارة الأمريكية، والرئيس الأسبق رونالد ريجان. ثم إن هناك أمريكيين وأوروبيين يمارسون الإرهاب بدعم من الأمريكان. أمريكا كانت أول وآخر دولة فى العالم تستخدم القنبلة النووية، ضد اليابان فى هيروشيما ونجازاكى، ومن الأجدى أن يحصل عشرات الآلاف من اليابانيين على تعويضات ليس فقط عن آلاف القتلى، بل عن مئات الآلاف من المشوهين والمصابين، خاصة أن استخدام القنبلة لم يكن ضروريا، وكانت اليابان فى طريقها للاستسلام، نفس الأمر مع ضحايا أمريكا فى فيتنام ولاوس والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين. ولايمكن أن تزعم الولايات المتحدة بأنها لا تعرف، فقد تمت هذه الحروب علنا وبقرارات واضحة، بل اتضح أنها تمت بلا مبرر، ولأسباب وهمية وخاطئة فى العراق وليبيا. ونفس الأمر فيما يتعلق برعاية الإرهابيين، وبالوثائق، واعترافات الشهود، وآخرها ما نقلته مجلة «فوكوس» الألمانية عن قيادى فى «جبهة النصرة» أن التنظيم حزين من تراجع تدفق الأسلحة من الأمريكيين، ونقلت الصحيفة عن القيادى فى جبهة النصرة المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية عن الأمريكان: نحن نقدّر للأمريكيين وقوفهم إلى جانبنا، ويشكو من نقص الدعم، ومن قبل كانت هناك علاقات مع القاعدة، ومع داعش، وبالتالى فإن الإرهاب تم فى بعض منه برعاية أمريكية. ويفترض أن تستغل دول العالم التى لها ضحايا بالملايين قانون «جاستا» لتطالب بحقها من الولايات المتحدة، ويمكن السعى دوليا بالتحالف مع الصين وروسيا واليابان والعراق وليبيا وفلسطين، لانتزاع حقوق مئات الآلاف من ضحايا أمريكا عبر العالم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-11-24
يبدو أن الفاتيكان أصبح طرفا فاعلا فى المعادلة الدولية فى السنوات الأخيرة، خاصة منذ صعود البابا فرنسيس إلى السدة الباباوية، فى عام 2013، ربما ليستعيد الكرسى الرسولى قوته الناعمة، والتى افتقدها فى ظل وجود سلفه بنديكت، والذى اتسم بنزعته المحافظة، والتى ساهمت بصورة كبيرة فى خسارة الكنيسة الكاثوليكية لقدر كبير من نفوذها الدولى، والذى طالما تمتعت به لعقود طويلة من الزمن. ولعل أكثر ما نجح فيه البابا فرنسيس، منذ تنصيبه على عرش الكرسى الرسولى، هو نجاحه المنقطع النظير فى إصلاح خطايا سلفه، وعلى رأسها حالة الانغلاق، والتى ساهمت فى قطع الروابط بين الكنيسة الكاثوليكية، والعديد من المؤسسات الدينية الأخرى، وبالتالى تقويض دورها العالمى، وهو ما بدا على سبيل المثال فى التطورات التى شهدتها العلاقة بين الفاتيكان والأزهر الشريف، كذلك حرص فرنسيس على الإلتقاء برؤساء وممثلى الديانات الأخرى، كلقائه الأخير مع البطريرك الأعلى البوذى خلال زيارته لتايلاند. البابا فرنسيس نجح إلى حد كبير فى التفوق على أسلافه فى زيادة دائرة الانفتاح الكاثوليكى، حيث امتدت علاقاته القوية بين الجزيرة العربية، وهو ما تجلى فى زيارته التاريخية للإمارات، إلى أفريقيا الوسطى، والتى شهدت صراعا داميا لسنوات طويلة على أساس دينى، حيث التقى خلالها بعدد من القيادات الإسلامية، فى بادرة سلام تحمل دعوة لوقف العنف، ليقدم نفسه كأحد أكبر دعاة السلام فى العالم. إلا أن دعوات فرنسيس للسلام لم تقتصر بأى حال من الأحوال على العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية، والديانات الأخرى، وإنما امتدت إلى القضايا السياسية والتى ارتبطت إلى حد كبير بالجانب الإنسانى، حيث وضع على عاتقة مسألة قبول اللاجئين، واحترام حقوقهم، كأولوية قصوى، بينما تأتى مسألة الانتشار النووى كأولوية أخرى، على أجندة الكرسى الرسولى خلال حقبة فرنسيس، وهو ما بدا فى حرصه على زيارة مدينتى هيروشيما ونجازاكى خلال الزيارة التى يقوم بها حاليا لليابان، بالإضافة إلى رسالته التى أعلنها من هناك للتأكيد على ضرورة التخلص من الأسلحة النووية. وهنا يمكننا القول بأن البابا فرنسيس نجح إلى حد كبير فى استعادة دور الفاتيكان، عبر التحرك على مسارين، أولهما قدرته على الانفتاح على الأخر، والثانى هو تركيزه على القضايا الإنسانية ذات الطابع السياسى، وهو الأمر الذى أضفى شعبية كبيرة له، ليس فقط بين رعايا الكنيسة ولكن فى كافة المجتمعات، ليستعيد العرش الرسولى قدرته على استقطاب قادة العالم من جديد، الذين حرصوا على زيارته ربما ليساهم ذلك فى زيادة شعبيتهم، أو للحصول على مباركته للقيام بدور أكبر على المستوى الدولى. دور فرنسيس البارز دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على زيارة الفاتيكان فى أول جولة خارجية له بعد تنصيبه، ليلحقه بعدها بسنتين منافسه الروسى فلاديمير بوتين، فى ظل منافسة تبدو محتدمة بين إدارتى واشنطن وموسكو حول ما يمكننا تسميته بقيادة العالم المسيحى، فى حين أن الفاتيكان لم تكن بعيدة عن رؤية الدول المارقة، وعلى رأسها كوريا الشمالية، والتى حرص زعيمها كيم جونج أون قبل أكثر من عام على دعوة البابا لزيارة بلاده، لإدراكه بأهمية الدولة الكاثوليكية، وقدرتها على المساهمة فى دعم رغبته فى الانفتاح على العالم، وذلك بعد نجاحه فى عقد القمة الأولى مع ترامب فى سنغافورة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2017-10-19
قال السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، إن الوضع الإقليمى المضطرب، وقضية المياه وليس سد النهضة وحده، وتراجع مستوى التعليم لدينا هى أكبر 3 أخطار تهدد أمننا القومى. وكشف «عمرو»، فى حواره مع «الوطن»، عن تفاصيل تُنشر لأول مرة عن أزمة سد النهضة التى عاصرها، منذ لحظاتها الأولى كوزير لخارجية مصر. وأضاف «عمرو» أن مشكلة سد النهضة أن اللجنة الفنية المعنية بالوصول لإجابات لكل ما يشغلنا عن هذا المشروع لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن، والجانب الإثيوبى يواصل البناء، ويقال إن تشغيل السد العام المقبل، وتابع: «هذه أول مرة فى التاريخ يحدث أن يوجد سدان بهذا الحجم على مجرى مائى واحد دون اتفاق أو تنسيق بين الدول المعنية». واستبعد «عمرو» أن تعود سوريا موحدة كما كانت عند نهاية الصراع الذى خلف دماراً يشبه ما تعرضت له مدينتا هيروشيما ونجازاكى بعد ضربهما بالقنابل النووية. وتمنى وزير الخارجية الأسبق أن تسعى الدول العربية لتطوير الجامعة العربية التى يقتصر دورها الآن على بيانات «نشجب» و«نستنكر» و«ندعو الجميع لتحمل مسئولياته».. أضاف «عمرو» أن الحكومة الحالية تسعى أن تفعل الآن ما كان يجب أن يتم على مدار أكثر من 40 عاماً أى منذ عام 1977 عندما توقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن محاولة إصلاح منظومة الدعم نتيجة مظاهرات يناير، لكنه حذر من أخذ توصيات الصندوق على أنها مسلمات لأن للصندوق سوابق غير مشجعة وسياساته لا تراعى خصوصيات الدول. عام 1995 شهد أزمة بسبب وصف «أمير قطر الأسبق» لنا بـ«الكذابين» و«عبدالله» قال لنا: «لا تهبطوا لمستواهم» المنطقة بأكملها تعيش لحظة تحولات كبرى، ومصر ليست بعيدة عن هذا المحيط المضطرب. ما أكثر ما يقلقك؟ - هناك الكثير مما يقلقنى إقليمياً سواء على حدودنا مباشرة أو بعيداً عن حدودنا لكن ليس بعيداً عن أمننا ومصالحنا، ويقلقنى جداً على وجه التحديد الموقف فى سوريا وليبيا وحوض النيل وقضية المياه بصورة عامة. وقد يدهشك أن تعلم أنه مما يقلقنى أيضاً، وبنفس القدر، تراجع مستوى التعليم لدينا، وهو ما أعتبره قضية أمن قومى لمصر. دعنا نبدأ بسوريا التى كنت شاهداً على اللحظات الأولى لاندلاع أزمتها كوزير للخارجية. - هذه المأساة المستمرة منذ 2011 أسفرت حتى الآن عن أكثر من 300 ألف قتيل وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ، وتتعرض مدن سوريا التاريخية لحالة من الدمار، لا تقل عن الدمار الذى تعرضت مدن ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، ولا أبالغ حتى لو قلت إن كثيراً من مدنها باتت تشبه مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين بعد ضربهما بالقنابل النووية الأمريكية، والمشكلة الأكبر من كل هذا هو أن الأفق مسدود وفرص الحل تبدو معدومة. هل هذا يعنى أنك لا ترى حلاً قريباً لهذه المأساة؟ - أدعو الله أن يكون هناك حل، ولكن لا أستطيع أن أتخيل وجود حل يعيد سوريا موحدة كما كانت، لأن الصراع هناك ليس بين طرفين بل بين أطراف متعددة: قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا، وقوى إقليمية مثل إيران وتركيا، ودول الجوار المباشر، مثل العراق ولبنان والأردن، فضلاً عن دول الخليج، علاوةً على وجود أطراف محلية كثيرة ومتصارعة، وهناك على أقل تقدير 35 منظمة كبيرة مسلحة تسيطر على أراضٍ سورية، ومن يحتل أراضى ويملك سلاحاً يصعب أن يقبل بأى حل لا يوافق مصالحه، والمصالح متعارضة، وإذا استقرت الأوضاع سنجد أنفسنا أمام ماراثون طويل جداً لإعادة إعمار هذا البلد المدمر. ومن تجاربى، أرى أن الوعود بالمساهمة فى إعادة البناء كثيرة لكن عند التنفيذ لا تجد إلا القليل، فالموارد متوافرة للسلاح والدمار فقط لكنها تكون شحيحة جداً عند إعادة الإعمار. إلى أى حد تتفق مع وجهة النظر التى تقول إن الولايات المتحدة لعبت دوراً فى هذه المأساة بهدف تقسيم سوريا وتفتيتها خدمة لإسرائيل؟ - هذا هو الطرح الذى نسمعه كلما تعرض بلد عربى لنكبة، وأعتقد أنه مضيعة للوقت، ليس مهماً ما تريده أمريكا أو إسرائيل أو غيرهما، المهم كيف نواجه نحن العرب هذه المخططات للحفاظ على مصالحنا ومستقبلنا. ماذا تقصد؟ - أقصد أن كل الدول تبحث عن مصالحها فقط، والسؤال ليس ما هى مصالح هذه الدول ولماذا؟ ولكن ماذا نحن فاعلون؟ ودعنى أضرب لك مثالاً يستحق التوقف والتأمل وهو الصين، التى بدأت حياتى المهنية فيها أواخر السبعينات بعد وفاة الزعيم الصينى ماو تسى تونج فى عام 1976. وقتها كانت الصين مجرد دولة نامية لا يميزها عن باقى دول العالم الفقير إلا امتلاكها للسلاح النووى وتكنولوجيا نووية، وخلاف ذلك لا شىء، لكنها خلال 30 عاماًً فقط أصبحت ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم ورفعت أكثر من 500 مليون مواطن من الفقر للطبقة الوسطى. وأتساءل: هل كان الأمريكان يباركون أو يدعمون هذا النجاح؟ هل الأمريكان راضون أن تكون الصين هى القوة البازغة التى تحاول إخراجهم من منطقة المحيط الهادئ؟ الصين أدخلت مؤخراً للخدمة أول حاملة طائرات محلية الصنع منذ نحو 3 شهور وقبلها حاملة طائرات روسية قديمة كانت قد جددتها، ومهمة هذه الحاملات ببساطة أن تنقل أرضك للخارج. الصين الآن تلتف حول الهند وتقيم قاعدة عسكرية كبيرة فى باكستان، وأنشأت قاعدة عسكرية فى جيبوتى، وتقيم جزراً صناعية من لا شىء فى بحر الصين الجنوبى وتضع عليها مطارات وقواعد عسكرية، وتبدأ حساب حدودها من هذه الجزر، ما يعنى أن بحر الصين كله أصبح ملكاً لها. أمريكا غير راضية عن كل ذلك بالطبع، لكن الصين فرضت الأمر الواقع. ما أريد أن أقوله أن قوتك الذاتية وليس أجندات الآخرين هى المحدد الأساسى، ويجب علينا كعرب أن نخرج من فكرة المؤامرة وأن نركز على «إحنا قادرين نعمل إيه مش إحنا بيتعمل فينا إيه»، هذا هو شأن العلاقات الدولية، كل طرف يبحث عن مصالحه و«مفيش حد هيحن علينا لله». ليبيا بلد تضربه الفوضى.. والوضع هناك خطر كبير.. فلدينا ألف كيلومتر من الحدود معها مما أدى إلى دخول كم كبير من السلاح للجماعات الإرهابية.. إيران دولة إقليمية مهمة وكبيرة ولا يمكن أن نتجاهلها لكنها تتدخل فى شئون كثير من دول المنطقة مستغلة العنصر العقائدى.. وهذا غير مقبول فى مصر وماذا عن ليبيا؟ - الوضع الليبى خطر كبير، وكل قيادات الدولة منتبهة لهذا الخطر، فلديك ألف كيلومتر من الحدود المشتركة مفتوحة مع بلد تضربه الفوضى منذ عدة سنوات، ما أدى لدخول كم كبير من السلاح للجماعات الإرهابية، ولذلك نحن نحتاج إلى حل حازم لا يترك ذيولاً، وهذا ما تسعى إليه الدولة المصرية الآن. الحقيقة أن المشكلات الإقليمية التى تؤثر علينا كثيرة. لكن الدول العربية إما منكفئة على أوضاعها المنهارة أو تحكمها اعتبارات أخرى، كما هو الحال مع السعودية التى يحركها الخوف فى كثير من القضايا، منها الخوف من إيران. - نقص الرؤية الموحدة والبعيدة واحدة من مشكلات العرب، ولو تصرفنا بمنطق أننا جميعاً فى قارب واحد، سننجو سوياً أو لا قدر الله نغرق سوياً، ستتغير أموراً كثيرة للأفضل. وأين الجامعة العربية من كل ذلك؟ - الجامعة العربية واحدة من أقدم المنظمات الإقليمية على الساحة، وهذا جيد لكنها لم تتطور، فالمنظمات الدولية 3 أجيال؛ الجيل الأول الذى تنتمى إليه الجامعة العربية عبارة عن مجموعة من الدول التى تنضم لمنظمة ما، لكنها ترفض أى تنازل ولو ضئيلاً من سيادتها لصالح هذه المنظمة، والجيل الثانى منظمات تتنازل الدول المنضمة إليها عن بعض صلاحياتها، ومنها مثلاً محكمة العدل الأوروبية التى تلزم الدول الأوروبية بأحكامها، وهناك الجيل الثالث مثل الاتحاد الأوروبى الذى تكون له العديد من الصلاحيات فوق سيادة الدول الأعضاء فيه. طبيعة الجيل الأول من المنظمات كان مناسباً لوقت التأسيس فى الأربعينات، أما الآن فإن الأوضاع تقتضى تغييراً فى ميثاق الجامعة ولوائحها. أنا لن أقارن الجامعة بالاتحاد الأوروبى، ولكن بمنظمة إقليمية أحدث منها وهى الاتحاد الأفريقى الذى أصبح أكثر فعالية فى إدارة شئون أعضائه، ولديه الآن لجنة تسمى «مراجعة النظراء»، تقبل الدول التى تنضم لها طواعية بإشراف الاتحاد على بعض شئونها. للأسف الجامعة لم تتحرك عن المثال الأول للتجمعات الإقليمية، وهذا ليس عيباً فى الجامعة لأن نظامها انعكاس لإرادات الأعضاء. إلى أى حد شخصية الأمين العام تسهم فى أداء الجامعة؟ - أى أمين عام يده مغلولة بنظام الجامعة الذى يشترط اتخاذ القرارات بالإجماع، ثم إن ميزانية الجامعة متواضعة جداً مقارنة بما تنفقه الدول الأعضاء على أمور أخرى ربما تكون أقل أهمية من دعم دور الجامعة. كل ذلك من نتيجته أن أصبح أداء الجامعة أقل من المطلوب، خصوصاً فى هذه الظروف المصيرية التى يمر بها العالم العربى، ويكاد يقتصر دور الجامعة على بيانات «نشجب» و«نستنكر» و«ندعو الجميع لتحمل مسئولياته». بصراحة هل تجاوز الزمن الجامعة العربية؟ - وجود محفل الجامعة بحد ذاته أمر مهم، لكن من المهم أيضاً أن تواكب الجامعة التطور الذى شهدته تجمعات إقليمية مماثلة، لكن الأمل ما زال قائماً فى أن تدرك الدول العربية هذا الخلل وتعالجه، حتى تكون الجامعة قادرة على العمل بفاعلية. هل يتحقق هذا أما لا، أمر لا أستطيع أن أتنبأ به. هل تعتقد أن علاقتنا الباردة بإيران ترجع إلى خلافات حقيقية مع طهران أم مجرد مجاملة لأشقائنا فى الخليج؟ - إيران دولة إقليمية مهمة وكبيرة ولا يمكن أن نتجاهلها، وفى نفس الوقت هى تتدخل بالفعل فى شئون كثير من الدول، وتوظف العنصر العقائدى فى سياساتها الخارجية، وهذا بالنسبة لنا فى مصر، المشهود باعتدالها الدينى، غير مقبول. شيخ الأزهر الإمام محمود شلتوت أجاز التدريس والتعبد بالمذهب الشيعى، وحبنا لآل البيت معروف، وليس لدينا أى حساسيات، لكن ليس من مصلحتنا إذكاء أى حساسيات طائفية، فنحن لا نحتاج عنصراً جديداً يضر بفكرة المواطنة. وطبعاً كل هذه الشواغل المتعلقة بسياسات إيران تحظى باهتمام مضاعف فى دول الخليج. الحكومة تفعل الآن ما كان يجب أن يتم منذ 1977 عندما توقف «السادات» عن إصلاح منظومة الدعم نتيجة مظاهرات يناير.. لو أجرت الحكومات السابقة عمليات إصلاح تدريجية ما كان على صانع القرار أن يضطر لاتخاذ هذه الإجراءات المؤلمة فى 3 سنوات سد النهضة مصدر قلق للكثيرين داخل وخارج مصر، إلى أى حد تعتقد أنه يمثل خطراً على أمننا القومى؟ - كنت تسألنى فى البداية عن أكثر ما يقلقنى، وقلت لك إن رقم واحد هو الوضع الإقليمى المضطرب، ورقم اثنان هو وضعنا المائى بصفة عامة وليس سد النهضة وحده، هناك تقرير مهم جداً بعنوان «النيل الذى يختفى.. نهر محاصر بتهديدات كثيرة» صدر فى أبريل الماضى عن جامعة ييل الأمريكية. هذا التقرير لو كنت رئيساً للحكومة كنت سأطلب من كل مسئول فى الدولة أن يعتبر قراءته واجباً، لأنه يشرح حقيقة أوضاعنا المائية الصعبة لأسباب متعددة منها سد النهضة الذى تسأل عنه، والتغير المناخى الذى أدى لارتفاع مستوى البحر عن الدلتا مما يؤدى إلى تآكل الدلتا وارتفاع نسبة الملوحة، ما يضر بخصوبة التربة، هذا بالإضافة إلى تراجع حصة الفرد فى مصر، الواقعة بالفعل الآن تحت خط الفقر المائى، من موارد النيل بسبب زيادة النمو السكانى. كيف بدأت أزمة سد النهضة الإثيوبى؟ - إثيوبيا بدأت مشروعها بسد صغير سموه وقتها «السد الحدودى» بسعة 11 مليار متر مكعب ثم استغلت فترة الاضطرابات التى أعقبت أحداث 25 يناير 2011 فى مصر لتطوير هذا المشروع إلى ما أصبح يعرف بـ«سد النهضة العظيم» بسعة 72 مليار متر مكعب من المياه، ليحتل المركز السابع بعد السد العالى الذى يحتل المركز السادس فى قائمة أكبر السدود فى العالم، من حيث سعة التخزين، وقرروا بناءه على مسافة لا تبعد أكثر من 20 كيلومتراً من حدودهم مع السودان. لاحظ أن معدل الميل فى هضبة الحبشة فى هذه المنطقة متر لكل كيلومتر، مقابل معدل ميل يبلغ 10 سنتيمترات فقط لكل كيلو من السودان إلى مصر، ما يعنى أنه إن لم يكن معدل الأمان مثالياً، فستكون هناك كارثة -لا قدر الله- على السودان أولاً وطبعاً سنتأثر بها لكن بالدرجة الثانية. هل سبق أن تعاملت مع هذه الأزمة أثناء عملك فى البنك الدولى؟ - نعم تعاملت مع مشكلة السدود بشكل عام. وأذكر أنه فى بداية عملى هناك فى عام 1998 زار جيمس ويلفنسون، رئيس البنك آنذاك، إثيوبيا وشكا له المسئولون رفض البنك الدولى تمويل أى مشاريع لهم على نهر النيل مراعاة لرغبة مصر فى عدم إقامة سدود قد تؤثر على حصتهم من مياه النيل، ما يهدر عليهم استغلال كم هائل من المياه يمكن أن يفيدهم فى تحقيق التنمية التى يحتاجونها بشدة، وتعاطف «ويلفنسون» معهم، وتحمس للفكرة ووعدهم بتمويل مشاريعهم، وعلمت أنا بذلك فتواصلت على الفور مع الدكتور إبراهيم شحاتة، الذى كان يعمل وقتها مستشاراً قانونياً للبنك، وهو رجل كان يتميز بأمرين؛ أولهما وطنية وحب بالغ لبلده، والأمر الثانى النفوذ داخل البنك، فقد كان -رحمه الله- أكثر مستشار قانونى تأثيراً فى تاريخ البنك، وكانت فتاواه تؤثر على كل المؤسسات الدولية المرتبط بالبنك أيضاً، فأصدر فتوى قانونية خلاصتها أن البنك الدولى لا يساهم فى المشاريع المقامة على ممر مائى دولى إلا بموافقة كل الدول الواقعة عليه دون الإشارة إلى مصر أو إثيوبيا أو غيرهما. وكيف أفادتنا هذه الفتوى؟ - كانت هذه الفتوى كفيلة بإثناء أديس أبابا عن التقدم بأى طلب للحصول على تمويل، لأنها تعلم أن الرد سيكون بـ«لا». وفى هذه الأثناء لعبت وزارة الخارجية المصرية دوراً مهماً فى توصيل رسالة لكل الدول فحواها أن أى قروض رسمية من الدول لتمويل سدود على النيل ستعتبره مصر عملاً عدائياً، واحترمت كل الدول هذه الرسالة وامتنعوا عن تقديم أى تمويل لإثيوبيا، لكن ما لا تستطيع مصر منعه هو حصول أديس أبابا على قروض غير رسمية من شركات خاصة مثلاً. وعندما أعلنت إثيوبيا عن بناء السد ذكرت أنه سيكون بتمويل ذاتى، وقالت إنها وفرت 5 مليارات دولار، من خلال اكتتاب مواطنيها فى الداخل والخارج للمساهمة فى بناء السد الذى اعتبروه مشروعاً قومياً حشدوا له كل مواردهم. ولست واثقاً حتى هذه اللحظة من قدرة إثيوبيا حقيقة على هذا. كل الدول تبحث عن مصالحها ومفيش حد هيحن علينا لله.. وما ينبغى أن نركز عليه هو «إحنا قادرين نعمل إيه.. مش إحنا بيتعمل فينا إيه».. الوصول لاتفاق مع صندوق النقد شهادة «حُسن سير وسلوك» مهمة أمام العالم لكن وصفته لا تراعى خصوصية كل دولة على حدة وما هى الشركة التى تعاونت معهم؟ - استعانوا بشركة إيطالية سبق أن بنت لهم 5 سدود صغيرة انهار أحدها، ونفس الشركة أعدت دراسة الجدوى وقامت بالتنفيذ، وهذا تعارض غير عادى فى المصالح، وهذه الشركة أقنعتهم بأنهم سيولدون 6.4 جيجاوات (ألف ميجا) كهرباء مقارنة بـ2.1 فى وقت الذروة من السد العالى. ماذا دار فى أول اجتماع لك كوزير خارجية مع رئيس الوزراء الإثيوبى؟ - زرت إثيوبيا فى سبتمبر 2011 أثناء القمة الأفريقية، بعد أقل من شهرين من دخولى الوزارة (21 يوليو 2011) وطلبت مقابلة رئيس وزرائهم الراحل ميليس زيناوى، وكان هذا فى فترة توتر شديد بين البلدين ناجم عن غضبهم نتيجة جهودنا فى منع تمويل السد عنهم واتهام «زيناوى» لنا بدعم القوى المضادة له. المقابلة استمرت ساعة ونصف الساعة، حاولت خلالها تصفية الأجواء دون التطرق فى البداية لسد النهضة، ولكن تطرقنا لقضايا أخرى مثل التطورات فى جنوب السودان، وكانت رسالتى الرئيسية له: دعنا نبدأ صفحة جديدة، وهو الأمر الذى رحب به، وأكد لى أننا لن نتأثر بأى شكل من سد النهضة، وبعدها جلست مع الدكتور هايلى مريام ديسالين، رئيس الوزراء الحالى، الذى كان يشغل منصب وزير الخارجية وقتها، وهو شخصية دمثة وخلوقة وتحدثنا فى أمور كثيرة، منها الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا، مع العلم أن القطاع الخاص المصرى لديه بالفعل استثمارات كبيرة هناك. المهم رتبنا زيارة لـ«زيناوى» لمصر، وحضر بالفعل للقاهرة وأعلن فى مؤتمر صحفى مشهود أن إثيوبيا لن تسلب مصر زجاجة مياه واحدة. وقررنا تشكيل لجنة فنية مشكلة من خبراء فى السدود من 3 دول هى بريطانيا وجنوب أفريقيا وألمانيا لدراسة 3 أمور: عوامل الأمان وتأثير السد على البيئة وعلى دول المصب، واتفقنا أن نتائج تقرير اللجنة سوف تظل سراً تجنباً لضغوط الرأى العام فى البلدان الثلاثة. فى هذه الأثناء وتحديداً فى مايو 2013، قامت أديس أبابا بتحويل مجرى النيل، وهو إجراء معتاد فى المراحل الأولى لبناء أى سد، لكن صاحبه اهتمام وقلق كبيران من جانب الإعلام فى مصر، وكانت هناك حالة استنفار وغضب كبير على المستوى الشعبى أعتقد أن له ما يبرره لأهمية النيل لكل مصرى. وحدث وقتها إذاعة مناقشات الرئيس محمد مرسى مع بعض القوى السياسية لمواجهة الأزمة على الهواء فى أول يونيو 2013، الأمر الذى عقّد الأمور بين البلدين بدرجة كبيرة. لماذا أذيع هذا الاجتماع المغلق على الهواء؟ - لا أعرف، وما زالت ملابسات إذاعته غامضة حتى الآن. لكن على العموم فى هذا الوقت كان تقرير اللجنة الفنية التى شكلناها قد صدر، وأشار التقرير إلى وجود مشاكل تتعلق بأثره السلبى على البيئة، وأمان السد والتأثير على دول المصب، ما يتطلب إجراء دراسات أكثر. وفى نفس الوقت أشار التقرير أيضاً إلى أن السد سيكون قادراً على توليد كهرباء كافية لسد احتياجات إثيوبيا ويمكنها أن تصدر الفائض منه لدول الجوار، ما يعود بالفائدة للجميع. وعمدت إثيوبيا إلى تسريب الأجزاء الإيجابية من التقرير، وإغفال مواطن الخطر رداً على «مؤتمر مرسى» بهدف إحراجنا. ما طبيعة المشاكل البيئية أولاً؟ - المشكلة البيئية التى أشار إليها التقرير تتلخص فى أن المساحة الكبيرة التى يغطيها السد مليئة بالنباتات التى كان يجب تطهيرها قبل البناء، ورأى تقرير اللجنة أن تفاعل النباتات مع السد سيطلق غازات سامة تؤثر على جودة المياه التى تنزل من السد، ولأن هذه الخطوة كانت سترفع تكلفة السد بنحو 1.5 مليار دولار، فقد تجاهلتها إثيوبيا ضغطاً للنفقات. فتوى الدكتور إبراهيم شحاتة منعت البنك الدولى من تمويل مشاريع إثيوبيا على النيل.. ووزارة الخارجية تكفلت بالباقى.. الصورة التى رسمها كتاب «اعترافات قرصان اقتصادى» للبنك الدولى مبالغ فيها.. وللتعامل مع البنك فوائد كثيرة بشرط ألا تسلِّم الدولة المقترضة نفسها لموظفيه وتحدد ما تريده بدقة وكيف تعاملت مع تصاعد التوتر بين البلدين؟ - عقد مجلس الأمن القومى اجتماعاً وقتها وتم تكليفى بالذهاب إلى أديس أبابا لاحتواء الموقف وقد كان، والتقيت هناك وزير خارجيتها وجلسنا فى مباحثات من 9 صباحاً حتى صباح اليوم التالى، وكان هدفى هو التوقيع على بيان مشترك يؤكد على مطالبنا الأساسية التى تتلخص فى ضرورة عدم المساس بحصة مصر من المياه، وأن يتم على الفور استكمال الدراسات المتعلقة بآثار بناء السد على دول المصب حسب ما أشار تقرير اللجنة الفنية، وأن يتم الانتهاء من ذلك فى فترة زمنية قصيرة، ولتحقيق ذلك سيقوم وزير الرى المصرى بدعوة الدول الثلاث فى غضون أسبوع لاجتماع فى القاهرة لتحديد جهة فنية لإجراء هذه الدراسات، وأن تتم هذه الدراسة خلال 3 شهور، وهذا المطلب الثالث هو ما رفضه فى البداية وزير الخارجية الإثيوبى. وماذا فعلت بعد هذا الرفض؟ - قلت لهم إذاً سأغادر دون توقيع البيان المشترك، وطلبت بالفعل من الوفد المرافق ومنهم مجموعة من الصحفيين مغادرة إثيوبيا، وبينما كنت أستعد للتوجه للمطار، اتصل بى وزير الخارجية الإثيوبى وطلب منى البقاء لأننا سنصل إلى الاتفاق، فطلبت من الوفد العودة، ووقعنا على البيان على النحو الذى أعددناه وكان ذلك فى 18 يونيو 2013. يومها قال لى وزير الخارجية الإثيوبى: «أنتم قلقون من فترة ملء السد وهذه الفترة ليست مشكلة لنا»، مضيفاً فى جلسة المفاوضات المغلقة بيننا «أننا لسنا فى عجلة من أمرنا، ولا نمانع فى إتمام عملية ملء السد فى الفترة التى ترونها مناسبة». وعقب ذلك فى مؤتمر صحفى سأله يومها الصحفى المعروف عماد الدين حسين سؤالاً ذكياً جداً: «كيف توافقون على المطالب المصرية بإجراء دراسات فيما أنتم مستمرون فى البناء؟»، فرد عليه: «سننتهى من الدراسات خلال 3 شهور، الأمر الثانى أن بناء السد يسمح بتعديله فى مراحله الأولى، وإذا توصل تقرير للجنة لوجود أخطار على دول المصب سوف نعدل السد بما يحفظ مصالحهم». واعتبرت كل ما تم فى هذا اليوم مكسباً كبيراً، وفى طريق عودتى مررت على الخرطوم، واجتمعت مع الرئيس السودانى عمر حسن البشير، وأحطته علماً بما حدث. وعند حضورى للقاهرة أبلغت رئيس الحكومة وقتها الدكتور هشام قنديل بضرورة الإسراع فى التواصل مع الأطراف المختلفة فى السودان وإثيوبيا، وحذرتهم من الوقوع فى فخ التسويف من جانب أى طرف لأن الوقت ليس فى صالحنا، لكن ما حدث أن الأحداث تسارعت فى مصر وصولاً إلى ثورة 30 يونيو ثم أحداث 3 يوليو 2013، التى انتهت بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وتغير المشهد السياسى برمته. وماذا حدث بعد 3 يوليو 2013 فى هذا الملف؟ - تأجل كل شىء حتى ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إثيوبيا، ووقع إعلان مبادئ هناك يؤكد على التزامهم بكل مطالبنا، لكن المشكلة أن اللجنة الفنية لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن والجانب الإثيوبى يواصل البناء، ويقال إن تشغيل السد العام المقبل، وطبعاً إثيوبيا مستفيدة من التأجيل ونحن متضررون منه، ولم تتم الإجابة عن أسئلة كثيرة مهمة، منها: ماذا سوف يكون الوضع حين يكون الفيضان منخفضاً وتضطر إثيوبيا لحجز المياه؟ وماذا سنفعل حينما لا تتوافر للسد العالى كمية كافية تسمح بتوليد الكهرباء التى تمثل أكثر من 20% من احتياجاتنا؟ وهل ستعوضنا أديس أبابا عن ذلك؟ وماذا عن المياه التى نحتاجها للرى؟ بعض التقارير الدولية تقول إن «هذه أول مرة فى التاريخ يحدث أن يوجد سدان بهذا الحجم على مجرى مائى واحد دون اتفاق أو تنسيق بين الدول المعنية»، والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الدكتور بطرس غالى، الذى شرفت بالعمل معه كان يحذر منذ الثمانينات من أن المياه ستكون سبباً رئيسياً فى اشتعال الحروب، خصوصاً فى أفريقيا، وهو الأمر الذى اتفق معه وتثبته التطورات كل يوم. كنت وزيراً للخارجية فى فترة الدكتور محمد مرسى التى شهدت حماساً كبيراً من قطر لدعم مصر ثم تغير موقفها 180 درجة بعد سقوط إدارة الإخوان. كيف تحولت قطر من شريك لعدو؟ - الحقيقة أن خلافاتنا مع قطر قديمة. وأذكر عندما كنت سفيراً فى السعودية، وتحديداً فى ديسمبر 1995، أن حدثت أزمة كبيرة بسبب تصريح لحمد بن جاسم، الذى كان وقتها وزير خارجية لقطر، وصف فيه المصريين بأنهم «كذابون»، ما أثار غضباً عاماًً فى مصر، وسعى خادم الحرمين الراحل الملك عبدالله، الذى كان ولياً للعهد وقتها، لاحتواء الأزمة وكان يؤكد دائماً أننا يجب أن نترفع عن تجاوزات قطر لأن «مصر مصر وقطر قطر»، ولا يجب أن نهبط إلى مستواهم. وقتها عقد الملك الراحل عبدالله اجتماعاً فى الرياض مع الرئيس مبارك وأمير قطر وتم تصفية الأجواء، وتقبل الرئيس «مبارك» ذلك على مضض، إكراماً لوساطة خادم الحرمين. هذا مجرد مثال أردت أن أدلل به على علاقتنا المضطربة منذ سنوات مع الدوحة. وتقديرى أن مشكلة قطر أنها دولة صغيرة، وهذا لا يعيبها، لكنها ترى أن لديها إمكانيات كبيرة جداً هى إمكانيات مادية بالدرجة الأولى، تؤهلها لإحداث تغييرات فى محيطها، لكن عندما يتم ذلك برعونة وعندما تدعم الدوحة عمليات إرهابية تكون النتيجة توتراً كبيراً مع كل جيرانها، كما هو حادث الآن. الغريب أن قطر ربطت نفسها بجماعة الإخوان مع أنهم يؤكدون أنهم أكثر وهابية من المملكة العربية السعودية. التقرير السرى للجنة الفنية الأولى أكد وجود مخاطر بيئية وطلب إجراء دراسات أوسع عن أمان سد النهضة وآثاره المحتملة.. التغير المناخى يهدد حصتنا من مياه النيل والدلتا فى خطر وكل شجرة يقطعها مواطن فى أفريقيا تؤثر علينا سلباً وإهمالنا لعلاقتنا بدول أفريقيا 30 عاماً أثر سلباً على مصر كيف كانت ترى الحكومة فى عهد الرئيس محمد مرسى مساعى قطر الحثيثة للاستثمار الكثيف فى مصر، خصوصاً فى محور قناة السويس؟ - لم نكن مطلعين على تفاصيل هذه المساعى فى وزارة الخارجية، لكن كنت أعلم أن بعض أجهزة الدولة متحفظة على بعض هذه الاستثمارات، ومنها الاستثمار على مساحة كبيرة متصلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. إلى أين تتجه أزمة قطر مع الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)؟ - أزمات قطر مع الدول الأخرى ليست جديدة، ولكن الجديد هو المدى الذى وصلت إليه قطر فى تدخلها فى شئون دول شقيقة ودعمها لقوى تعمل على زعزعة الاستقرار فى المنطقة، من هنا فإننى أعتقد أنه ما لم تغير قطر نهجها هذا فسيكون من الصعب حل أزمتها مع الدول الأربع. البعض يرى أن قطر تحظى بدعم أمريكا لأن لها دوراً وظيفياً فحواه أنها تقوم بمهام تريد الولايات المتحدة إنجازها لكنها دون أن تنسب إليها.. هل تتفق مع هذا؟ - بغض النظر عن أى آراء وتحليلات تخص أصحابها، فما هو معلن ومعروف أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا فى الشرق الأوسط، ونقل هذه القاعدة لدولة أخرى ليس أمراً سهلاً، كما أن قطر لديها ثالث أكبر مخزون من الغاز فى العالم. صحيح أن أمريكا لا تحتاج هذا الغاز لكن حلفاءها فى آسيا مثل اليابان يحتاجونه. هذان العنصران يعطيان وزناً لقطر فى السياسة الخارجية الأمريكية، ويفسران لماذا تغير موقف أمريكا من الأزمة القطرية، بعد تهديدات «ترامب» لها. أقصد أن الإدارة الأمريكية اتخذت، تحت ضغوط «البنتاجون» و«الخارجية»، موقفاً تصالحياً لا يقسو على الدوحة. كنت مديراً تنفيذياً فى البنك الدولى ممثلاً لـ13 دولة عربية لمدة 11 عاماً.. كيف ترى برنامج الإصلاح الاقتصادى الحالى؟ - الحكومة تفعل الآن ما كان يجب أن يتم على مدار أكثر من 40 عاماً أى منذ عام 1977، عندما توقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن محاولة إصلاح منظومة الدعم نتيجة مظاهرات يناير التى سماها البعض «ثورة الجياع» وسماها السادات «انتفاضة الحرامية». لو كانت الحكومات المتتالية أحدثت عمليات إصلاح تدريجية، ما كان على صانع القرار اليوم أن يضطر لاتخاذ هذه الإجراءات المؤلمة على مدار 3 سنوات فقط، هى مدة برنامج الحكومة الذى يدعمه صندوق النقد الدولى. بعد عملك لفترة طويلة فى مؤسسة شقيقة للصندوق وهو البنك الدولى.. ما تقييمك لسياسات صندوق النقد؟ - الوصول لاتفاق مع الصندوق هو أمر مهم للبدء فى عملية الإصلاح الاقتصادى، لأن الاتفاق فى حد ذاته يعطى للدولة ما يمكن وصفه بشهادة «حسن سير وسلوك»، يمكن بمقتضاها أن تتعامل الدولة مع المؤسسات المالية العالمية والدول الأخرى. وفلسفة الصندوق معروفة، وهى بالأساس تعتمد على آليات السوق وهو أمر محل توافق بين اقتصاديين عالميين ومحليين، لكن يأخذ البعض على هذا التوجه عدم مراعاة خصوصية وظروف كل دولة على حدة، لأن وصفته واحدة للجميع، وهذا أمر يحتاج إلى حذر، فتحرير العملة على سبيل المثال فى دولة مصدرة مثل كوريا الجنوبية مفيد، لكنه لا يأتى بنفس النتائج مع دولة أفريقية فقيرة تعيش على الاستيراد. وعندما كنت فى البنك شهدت مناقشات كثيرة بين خبراء الصندوق واثنين من أبرز منتقديه، وهم عالما الاقتصاد الحاصلان على نوبل فى الاقتصاد بول كروجمان وجوزيف ستيجلز، و«ستيجلز» الذى عرفته عن قرب عندما كان كبير اقتصاديى البنك الدولى، كتب كثيراً عن قناعاته بأن سياسات الصندوق تؤدى إلى عكس ما يريدون، وللصندوق طبعاً بعض السوابق غير المشجعة، ونتذكر جميعاً أنه أثناء أزمة الدول الآسيوية فى التسعينات، كانت ماليزيا أول دولة خرجت من الأزمة، مع أنها كانت الدولة الوحيدة التى رفضت مقترحات الصندوق. عموماً التعامل مع الصندوق له فوائده وضرورته ويجب، وأنا واثق أن ذلك يحدث فى مصر، أن نتفاوض معه فى تفاصيل ما يقدمه لنا كاستشارات ولا نأخذ كل ما يقدمه لنا على أنها مسلمات، ولا نريد العودة لنظرية «تساقط ثمار النمو» التى أثبتت فشلها وعدم جدواها فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك عندما كنا نحقق معدلات نمو تتجاوز الـ7% لكن لم يشعر بها الغالبية من أبناء الشعب. صورة البنك الدولى سلبية أيضاً فى أذهان كثير من الناس منذ أن رفض تمويل السد العالى فى الخمسينات وزادت هذه الصورة سوءاً بعد صدور كتاب «اعترافات قرصان اقتصادى» الذى قدم صورة مخيفة عن مؤامرات البنك لتوريط دول العالم الثالث فى قروض لمصلحة الولايات المتحدة والشركات العالمية.. كيف تعلق على ذلك من خلال عملك الطويل مع البنك؟ - هذه صورة مبالغ فيها. البنك مؤسسة دولية مهمة وللتعامل معه مميزات كثيرة، فلا توجد أى مؤسسة أخرى فى العالم تمنح الدول النامية قروضاً بتكلفة قليلة جداً لفترات تصل إلى نحو 20 عاماًً، خلاف فترات السماح التى قد تصل إلى 7 سنوات، والدول الأكثر فقراً تحصل على قروض بسعر التكلفة لفترات قد تصل إلى 50 عاماًً، هذا فضلاً عن ميزات أخرى مجانية تصاحب قروضه مثل تنظيم المناقصات الدولية والخبرات الفنية، لكن الخلل يحدث عندما تذهب دولة ما وتسلم نفسها للبنك. ماذا تقصد؟ - أقصد أن البنك الدولى فى نهاية الأمر هو بنك وأداء مديريه يحدد حسب قدرتهم على منح القروض. صحيح أنه لا يهدف للربح لكن يجب أن يحقق هامشاً من الأرباح يغطى نفقاته. وبالتالى أكبر خطأ أن تذهب دولة وتطلب من البنك قرضاً لمشروع لم تدرسه بعناية وتحدد مطالبها وشروطها بشكل محدد من البنك، فى هذه الحالة سوف تحصل هذه الدولة من البنك على القرض ولكن بشروط لن تراعى بالضرورة مصلحة هذه الدولة، وإنما مصلحة البنك الذى سوف يلزمها بشروط كثيرة ويعفى نفسه من أكبر قدر ممكن من الالتزامات. وكما قلت هذا يحدث فقط مع نقص الخبر الذى يصل فى بعض الحالات لدرجة أن بعض الدول تطلب من البنك أن يكتب لها طلب التمويل وشروطه، وإدارة البنك نفسه واعية بوجود تجاوزات وفساد فى بعض المشروعات التى يمولها، والدليل على ذلك أن البنك امتنع فى فترة التسعينات وبداية الألفية لنحو عشر سنوات عن تمويل مشاريع البنية التحتية بسبب كثرة شبهات الفساد فى هذه النوعية من المشاريع الناتجة عن تواطؤ بين المسئولين المحليين فى الدول المقترضة وبعض موظفيه، لكنه عاد مرة أخرى لتمويلها بسبب احتياج هذه الدول وحاجتها للقروض، لكنه وضع شروطاً أكثر صرامة. قلت فى البداية إن التعليم فى مصر يقلقك بنفس القدر الذى يقلقك فيه قضية المياه والاضطرابات الإقليمية، وهذه أول مرة أسمع فيها هذا الكلام من وزير خارجية سابق. - جودة التعليم عامل أساسى فى تقدم هذا البلد وأمنه القومى، وكل الدول التى تقدمت ونجحت فى تحقيق ذاتها مثل الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وغيرها، كان التعليم هو السر الأساسى فى تقدمها. فى مطلع التسعينات وأثناء عملى فى سفارتنا بالولايات المتحدة ذهبت لإلقاء كلمة فى جامعة واشنطن فى الساحل الغربى، بدعوة من الجامعة، وهناك قال لى أساتذتها إن 40% ممن يدرسون الرياضيات والعلوم فى جامعات الساحل الغربى فى أمريكا قادمون من آسيا، والسواد الأعظم من هؤلاء الطلاب صينيون، كانت الصين ترسلهم على نفقتها وهى تعرف أن 50% منهم لن يعودوا إليها، والشباب الذين بقوا فى أمريكا وحققوا نجاحات كبيرة بدأوا فى العودة لبلدهم بعدما تقدمت مؤخراً، فالصين كانت تنظر إلى 30 عاماًً للأمام، والتقدم لا يتحقق إلا بشرطين أن تعرف الهدف وكيف تصل إليه، والعلم هو الطريق المؤكد الذى يمكن أن يصل بك لأهداف التنمية والخروج من الفقر والعوز. لاحظ أننى ضربت المثال بالصين مجدداً لأن لدينا اعتقاداً هنا بأننا نعانى بسبب تآمر الآخرين علينا، ولو أن الصين فكرت بهذا المنطق ما كانت ستحقق شيئاً، فهذه دولة تعانى من كم كبير من المشكلات والتحديات، ولديها عرقيات وقوميات وأديان مختلفة، وعانت من استعمار اليابان وبريطانيا التى غزتها لإجبارها على بيع الأفيون، ورغم كل ذلك لم تستسلم وحققت المعجزة. ما أريد أن أقوله أن مصر التى كانت فى يوم من الأيام أكثر تقدماً من الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة، التى تعد الآن فى مصاف الدول المتقدمة، كان لديها نظام تعليم جيد أفرز قامات على مستوى عالمى فى مجالات العلوم والآداب، ويحق لها أن تشعر الآن بالقلق حين تأتى فى ذيل قوائم مؤشرات مختلفة ترصد جودة التعليم فى دول العالم. «عمرو» يتحدث إلى الزميل «جبيل» ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: