محمد إبراهيم كامل

<!-- NewPP limit report Parsed by mw‐api‐ext.eqiad.main‐75fc7f5956‐hllzx Cached time: 20240418111711 Cache expiry: 2592000 Reduced...

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning محمد إبراهيم كامل over time
Articles Count
Breakdown of article counts by source. Each card below shows the number of articles from a specific source.
No data available
Sentiment Analysis
Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with محمد إبراهيم كامل
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with محمد إبراهيم كامل
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with محمد إبراهيم كامل
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with محمد إبراهيم كامل
Related Articles
A list of related articles with their sentiment analysis and key entities mentioned.

اليوم السابع

2025-03-28

أبدي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية رغبته في مقابلة الرئيس أنور السادات أثناء اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم، 27 مارس، مثل هذا اليوم، 1978، فوعده نظيره المصري محمد إبراهيم كامل بتحديد موعد، حسبما يذكر "كامل" في مذكراته "السلام الضائع". كان "كامل" مشغولا في اجتماعات مجلس الجامعة بعقد لقاءات مكثفة يبذل فيها قصاري جهده مع نظرائه العرب التي تعكرت بسبب سفر السادات إلي القدس، وبينما هو علي هذا الحال اتصل بالرئيس السادات وأبلغه برغبة الأمير سعود الفيصل في لقائه، فرد الرئيس بأنه متوعك ومشغول، فقال له "كامل" أنه لا يستطيع أن يعتذر له، وليس ذلك من المصلحة، ويؤكد: "إزاء إلحاحي وافق علي المقابلة في استراحة القناطر الخيرية في الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم التالي لاجتماعات مجلس الجامعة (كان يوافق 28 مارس، مثل هذا اليوم، 1978) وطلب مني أن أحضر المقابلة معه." يكشف "كامل" أنه في ظهر يوم 28 مارس، اتصل السادات به يسأله عن كيفية سير الأمور مع الوزراء العرب، ثم أبلغه قائلا: "علي فكرة يا محمد عزرا وايزمان (وزير الدفاع الإسرائيلي) أرسل برقية لي عن طريق البعثة الإسرائيلية يطلب الحضور إلي القاهرة، ورددت عليه بموافقتي علي ذلك"، يذكر "كامل" أنه سأل السادات في ذهول: "كيف توافق علي ذلك والوزراء العرب مجتمعون في القاهرة، والجيش الإسرائيلي يحصد الأرواح وينشر الدمار في لبنان"، فرد السادات: "لا بد وأن لديه رسالة هامة يريد أن ينقلها إلي"، فقال كامل: "لماذا لا يرسلها عن طريق السفارة الأمريكية حسب ما يجري عليه العمل أو عن طريق المحطة الإسرائيلية؟، رد السادات: وماذا نخسر من حضوره والاستماع إليه، وليس هناك داع لأن يعلم أحد بحضوره إلي مصر." يصف كامل حالته بأنه "جن جنونه" وهو يرد: "نخسر الكثير، ان اختيار وايزمان الحضور في هذا الوقت الذي يجتمع فيه الوزراء العرب هنا ليس اعتباطا؟، إنه تخريب متعمد لأي تقارب عربي مع مصر، أما إذا كنت مصر علي إلغاء دعوته فيجب أن يعلن عن وصوله، فأنا أتعامل مع الناس علي أساس الثقة ولست مستعدا لهدم سمعتي التي ظللت أبنيها وأحافظ عليها طوال عمري"، رد السادات: "طبعا سأعلن عن وصوله فأنا لا أعمل في الظلام ولا أخش أحد." يذكر كامل أنه عاد إلي هدوئه، وترجي السادات أن يلغي زيارة وايزمان أو يرجئها علي الأقل، فرد السادات: "أنت أصلك لا تعرف وايزمان إنه صديقي"، فانفجر كامل صائحا: "اتنس أنه عضو حزب حيروت (حزب صهيوني من زعمائه مناحم بيجين تأسس بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، ويؤمن بأرض إسرائيل الكبري)، أمامي الآن تصريحاته منذ أيام في التليفزيون الأمريكي وهو ملتزم فيها بخط بيجين مائة في المائة، ماذا يعني أنه صديقك، لعنة الله عليه وعلي أبيه"، رد السادات بعصبية، قائلا: "طيب يا محمد أفندي، طيب يا محمد أفندي"، ويقول كامل: "سمعت صوت سماعة التليفون وهو يغلقها في وجهي." قد يبدو أسلوب الحوار بين السادات كرئيس، ووزير خارجيته مستغربا كما تشير هذه المكالمة التي ينقلها كامل حرفيا في مذكراته، لكن من المعروف أن الرجلين جمعتهما قضية واحدة وهي اتهامهما في مقتل وزير المالية في حكومة الوفد أمين عثمان يوم 5 يناير 1944، وقضي عقوبة السجن سويا، وكان السادات يصف كامل بأنه "ابنه." يواصل كامل سرد هذه القصة، قائلا، أنه وصل مع "الفيصل" في الموعد المحدد للقاء السادات في استراحة القناطر، ودخلا أحد الصالونات وبعد دقائق لحق بهما السادات، ويذكر كامل: "بعد أن حيانا جلسنا وسكت فترة وبدا لي أنه في احدي حالات الشرود التي تنتابه أحيانا"، ثم بدأ حديثه بأسئلة عن عدد من أمراء الأسرة المالكة، وبعد ذلك بدأ كامل في تقديم رواية ملخصة عن اجتماعات مجلس الجامعة العربية، وفجأة قاطعه السادات موجها حديثه إلي الفيصل قائلا :إن وايزمان طلب منه الحضور إلي القاهرة وأنه أذن له  في ذلك لأنه الوحيد الذي يستطيع التفاهم معه من بين الطاقم الإسرائيلي. يذكر كامل، أن الفيصل نظر إليه والدهشة تغلف وجهه، ولم يعلق بكلمة واحدة، واسترسل السادات في الحديث عن ثقته في نجاح مبادرته للسلام رغم ما يثيره بيجين من عقبات بعقليته، وانتهي اللقاء، وحسب كامل: "في طريق العودة إلي القاهرة لم يكف الفيصل عن ترديد الأسئلة، وكان يبدو أنه يوجهها لي ولنفسه في ذات الوقت: لماذا يفعل الرئيس السادات ذلك، ولماذا في هذا الوقت والوزراء العرب في القاهرة؟، لماذا لا يفسح الفرصة لإعادة التضامن العربي الذي يعملون بكل جهدهم علي إنقاذه؟، وإذا كانت هناك مصلحة في لقاء وايزمان، فهل الوقت مناسب لذلك والجيش الإسرائيلي يغزو لبنان.؟ ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2024-04-23

«الطريق لاسترداد طابا رحلة شاقة من العمل الدبلوماسى والقانونى، استغرقت نحو7 سنوات، بدأت فى 25 أبريل 1982، مع رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية عقب الانسحاب الإسرائيلى، وانتهت فى 15 مارس 1989، بعودة جزء عزيز من أرض سيناء إلى حضن مصر عقب معركة التحكيم الدولى، بفضل جهود كوكبة من الخبراء ورجال القانون والدبلوماسية والتاريخ المصريين الذين شكلوا اللجنة القومية لاسترداد طابا.. وفى هذا الكتاب الصادر عن دار الشروق «طابا.. كامب ديڤيد.. الجدار العازل.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية» يقدم الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، سجلا لمجريات ملف المفاوضات المصرية ــ الإسرائيلية لاسترجاع طابا بوصفه رئيس الوفد المصرى فى تلك المفاوضات». مفاوضات مصرية إسرائيلية مضنية بين جنيڤ وكامب ديڤيد  نبيل العربى: تابعت زيارة السادات إلى  القدس فى ذهول من هول المفاجأة كيسنجر يقوم برحلات مكوكية بين القاهرة وتل أبيب بعد حرب 6 أكتوبر ويقول: «اللى فات مات» السادات يتجاوز نصائح مساعديه ويراهن على كلمة كارتر «أقوى رجل فى العالم» عرضت على السادات ملاحظات مهمة على الورقة الأمريكية فى كامب ديڤيد فقال لى: أنت مش رجل دولة محمد إبراهيم كامل يستقيل من منصب وزير الخارجية على درب إسماعيل فهمى السادات يتهم هيكل بالسعى للانقلاب ضده بالمراسلين الأجانب ويحمل العربى رسالة تحوى تهديدا سافرا للأستاذ عصمت عبد المجيد يترأس الوفد المصرى فى مباحثات مينا هاوس والعقبات الإسرائيلية تقود إلى فشلها  فرق كبير بين الوضع الفوضوى وانهيار المعنويات الذى صاحب هزيمة 5 يونيو 1967، وحالة الفرح والفخر التى انتابت المصريين بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 بتوقيت القاهرة، وصباح اليوم نفسه فى نيويورك حيث كان الدكتور نبيل العربى يتولى رئاسة قسم القانون الدولى فى معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث منذ مايو 1973. وفى كتابه يروى الدكتور نبيل العربى جانبا من التداعيات السياسية لنصر أكتوبر وما دار فى كواليس الأمم المتحدة والبعثة المصرية فى نيويورك قبل الانتقال إلى المؤتمر الدولى الذى عقد فى جنيڤ 19 ديسمبر 1973 تحت إشراف الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتى وبرئاسة الأمين العام للامم المتحدة كورت ڤالدهايم فى ذلك الوقت، ويقول: نعلم جميعا ما دار فى الحرب خاصة فى الأيام الأولى من إنجازات عسكرية ضخمة، لكن الذى يهمنى أن أسجله هنا أنه فى أثناء الزيارة الخاطفة لموسكو تفاوض هنرى كيسنجر( وزير الخارجية الأمريكى) مع  الزعيم السوڤيتى ليونيد برجنيڤ ومع القيادة السوڤيتية على صياغة مشروع قرار لوقف الحرب الذى صدر يوم 22 أكتوبر وكان برقم 338. فى هذه الأجواء طلب إسماعيل فهمى (وزير الخارجية) من الدكتور نبيل العربى ترك عمله فى الأمم المتحدة وأن يسافر إلى جنيڤ ليكون مستشارًا للوفد المصرى فى مؤتمر السلام الذى نص مجلس الأمن على انعقاده فى ديسمبر 1973 بناء على القرار رقم 338، وهو أول اجتماع على مستوى وزراء الخارجية يجمع وزيرا خارجية مصر، وإسرائيل، كما شارك كيسنجر عن الولايات المتحدة وأندريه جروميكو عن الاتحاد السوڤيتى.  انعقد مؤتمر السلام فى الشرق الأوسط فى قاعة المجلس بمقر الأمم المتحدة تحت رئاسة ڤالدهايم  يوم 19 ديسمبر 1973 وألقى رؤساء الوفود كلمات تعكس الاهتمام بتحقيق سلام فى المنطقة. واستخدم كيسنجر كلمة باللغة العربية بأن قال «اللى فات مات» وطالب الجميع بالنظر إلى المستقبل وليس إلى الماضى. وبالفعل تحدثت الوفود حول ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. أما وزير خارجية إسرائيل أبا إيبان فقد ألقى كلمة بليغة كعادته دون أن يقدم أية تنازلات محددة. ونجح كيسنجر فى أن يتقرر البدء بالجبهة المصرية عن طريق إنشاء لجنة عسكرية تجتمع فى جنيڤ لبحث الموقف فى سيناء. وبعد أن انفض المؤتمر استدعانى إسماعيل فهمى قبل أن يغادر جنيڤ إلى حجرته وطلب منى أن أبقى كمستشار مع الوفد العسكرى. فض الاشتباك الأول فى الأول من يناير 1974 اجتمعت مجموعة العمل العسكرية فى قصر الأمم المتحدة فى جنيڤ، وكان الوفد الإسرائيلى برئاسة موردخاى جور (أصبح فيما بعد رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلى، ووزيرا للصحة). وكان الوفد المصرى برئاسة اللواء طه المجدوب، وهو ضابط على قدر كبير جدا من الكفاءة، قارئ مطلع، وكان يساعده عقيد أصبح فيما بعد عميدا هو فؤاد هويدى من المخابرات الحربية، وكان أيضًا على قدر كبير جدا من الكفاءة، ومطلعًا وعنده حاسة سياسية عالية، وقد سعدت بالعمل معهما.  وبعد أسبوع من المفاوضات المضنية أرسلنا برقية مشتركة إلى وزيرى الخارجية والدفاع نطالبهما بعدم قبول النصوص الأخيرة التى سُلمت إلينا، وضرورة إدخال تعديلات جوهرية عليها، لأنها تحوى أمورا فنية عسكرية من المفروض أننا نسعى لتحسينها وتطويرها، ثم فوجئنا بأن الرئيس السادات اجتمع فى أسوان مع كيسنجر فى 18 يناير 1974، ووقع نفس النص الذى تحفظ عليه الوفد المصرى فى اجتماعات جنيڤ. فض الاشتباك الثانى  فى خلال أغسطس 1975، قام كيسنجر برحلات مكوكية بين القاهرة وتل أبيب بغية الحصول على موافقة مصر وإسرائيل على فض اشتباك ثان تنسحب بمقتضاه إسرائيل من جزء آخر من سيناء «آبار البترول». وقد تردد أن «كيسنجر» حصل على موافقة الرئيس السادات  فى الاجتماع الذى تم على شاطئ المعمورة بالإسكندرية دون دراسة كافية لأحكام الاتفاقية على أساس أن جميع التفاصيل سوف تدرس فى جنيڤ. وفى نهاية أغسطس 1975 استدعانى إسماعيل فهمى إلى كابينة فى شاطئ المنتزه، وطلب أن أسافر فورا إلى جنيڤ برفقة وفد عسكرى برئاسة اللواء المجدوب والعميد فؤاد هويدى لبدء محادثات مع إسرائيل.  بدأت المفاوضات يوم 5 سبتمبر 1975 تحت رئاسة الجنرال الفنلندى سيلا سڤيو ممثلا للأمم المتحدة وهو نفس الأسلوب الذى اتبع فى فض الاشتباك الأول مع مصر فى يناير 1974 وفى فض الاشتباك الذى تم بين سوريا وإسرائيل.  ومنذ البداية شعرنا أن المهمة التى ألقيت على كاهلنا تحتاج إلى وقت أطول من فترة الأسبوعين التى نُص عليها فى الاتفاق الذى نجح كيسنجر فى الحصول على موافقة الرئيس السادات ورابين عليه. مقدمات كامب ديڤيد ينتقل الدكتور نبيل العربى بعد ذلك للحديث عن مفاوضات كامب ديڤيد وما سبقها من تمهيد بزيارة الرئيس السادات للقدس ومباحثات مينا هاوس، مشيرا إلى أنه عندما زار الرئيس السادات القدس فى 19 نوفمبر 1977، كان يشارك فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك بوصفه مديرا للإدارة القانونية والمعاهدات، وتابعت مشاهد الزيارة على شاشات التليفزيون فى منزل السفير محمود أبو النصر الذى كان معارا كمندوب دائم لسلطنة عمان وأنا فى حالة ذهول شديد من هول المفاجأة. وتصورت وقتئذ أنه لا بد أن مصر قد حصلت عن طريق الولايات المتحدة على تعهدات إسرائيلية واضحة بالانسحاب وتنفيذ القرار 242. ولكن عندما أعلن فى وسائل الإعلام أن الوزير إسماعيل فهمى قد استقال، وأعقب ذلك الإعلان أن وزير الدولة محمد رياض قد تقدم كذلك باستقالته، تأكدت أن الأمور لا تسير فى الطريق الصح، لأن إسماعيل فهمى ومحمد رياض يعتبران من أبرز أعلام الدبلوماسية المصرية. وقد سعدت بالعمل مع كل منهما لسنوات طويلة . فى اليوم التالى لعودة الرئيس السادات إلى القاهرة تلقيت مكالمة تليفونية من السفير علاء خيرت مدير مكتب الدكتور بطرس غالى يخطرنى فيها أن وزير الدولة يرغب فى سفرى من نيويورك فورا إلى القاهرة.  وبالفعل سافرت فى نفس اليوم وذهبت بمجرد وصولى إلى القاهرة لمقابلة الدكتور بطرس غالى الذى قال: «إننى من القلائل الذين يعرفهم فى الوزارة، وإننى شاركت فى موضوعات النزاع العربى الإسرائيلى، وأنه يرغب أن يشركنى معه فى هذه الموضوعات. وأضاف بأنه قد تقرر عقد اجتماع فى فندق مينا هاوس خلال أسابيع، وهو يرغب أن يشكل مجموعة صغيرة تبدأ فى الإعداد للاجتماع». ولأن الاجتماع لن يكون على مستوى وزارى، فقد طلب الرئيس السادات من الدكتور بطرس غالى اختيار سفير من الخارجية له خلفية قانونية ليرأس الوفد المصرى وبعد اقتراح عدة أسماء اعتذر بعضها عرض الدكتور بطرس غالى اسم الدكتور عصمت عبد المجيد على الرئيس السادات، وتمت الموافقة على أن يتولى الدكتور عبد المجيد رئاسة الوفد المصرى فى محادثات مينا هاوس فى ديسمبر 1977 وتم استدعاؤه من نيويورك لرئاسة الوفد. وفى أثناء اجتماعات مينا هاوس تم تعيين السفير محمد إبراهيم كامل سفير مصر فى ألمانيا وزيرا للخارجية مع استمرار الدكتور بطرس غالى وزيرا للدولة للشئون الخارجية. ومنذ البداية تعثرت المحادثات، وتقرر تأجيل الاجتماعات ليتمكن كل وفد من التشاور مع رئاسته. وفجأة أذيع أن رئيس وزراء إسرائيل (مناحم بيجين) سوف يصل إلى الإسماعيلية، ويجرى محادثات مع الرئيس السادات، لكن الاجتماع لم يسفر عن إحراز أى تقدم حقيقى، وإن كان قد اتفق على تحرك إجرائى بأن تقرر إنشاء لجنتين إحداهما لجنة عسكرية تجتمع فى القدس ولجنة سياسية تجتمع فى القاهرة.  ومع توالى العقبات أمام الاجتماعات  المصرية الإسرائيلية وجه الرئيس الأمريكى جيمى كارتر دعوة لمصر وإسرائيل لمؤتمر يعقد فى كامب ديڤيد،  فى الفترة من 4 الى 17 سبتمبر 1987 بهدف  التغلب على العقبات التى منعت التقاء وجهات النظر بين الوفدين. واجتمع أعضاء الوفد مع وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل عدة مرات لإعداد الموقف المصرى الذى سوف يطرح فى كامب ديڤيد. تشكل الوفد المرافق للرئيس السادات من حسن التهامى ــ الذى كان يعمل فى رئاسة الجمهورية بدرجة نائب رئيس وزراء، وبذلك كان الرجل الثانى فى الوفد ــ ووزير الخارجية محمد إبراهيم كامل، ووزير الدولة بطرس غالى، وأسامة الباز، وعبد الرءوف الريدى، وأحمد ماهر السيد، وأنا، وأحمد أبو الغيط بوصفه سكرتيرًا لوزير الخارجية. وانضم إلى الوفد الدكتور أشرف غربال سفير مصر فى واشنطن. سافر الوفد بالطائرة الرئاسية إلى باريس ومنها إلى واشنطن «ثم نُقلنا بواسطة طائرة هليوكوبتر إلى كامب ديڤيد، حيث كان الرئيس كارتر قد رتب حرس شرف للرئيس السادات، وتم توزيعنا على أكواخ متناثرة». كانت إقامة الرئيس السادات فى كوخ كبير، وأقام حسن التهامى فى كوخ وحده، ونزل محمد إبراهيم كامل وبطرس غالى فى كوخ معًا. ونزلت فى كوخ واحد مع أسامة الباز وعبد الرءوف الريدى وأحمد ماهر وأحمد أبو الغيط. فى الأيام الأولى من وصولنا إلى كامب ديڤيد أقام الرئيس كارتر حفل استقبال على شرف الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى بيجين.  وفى أثناء الحفل وجدت الرئيس السادات واقفًا وحده فذهبت إليه واستفسرت منه عن مدى التقدم الذى أُحرز فى اجتماعات الرؤساء التى يدعو إليها الرئيس كارتر. وكان الرئيس السادات متفائلًا للغاية وذكر أن الحجج التى يتقدم بها بيجين واهية وغير مقنعة وأنه قد نجح فى دحضها تمامًا، واستخدم عبارة «إنه قلب المائدة عليه» ويعتقد أنه قد كسب الرئيس كارتر إلى موقفه. بيجن يستقبل الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن غوريون في 19 نوفمبر 1997 أسلوب عمل  كانت الترتيبات التى وضعتها الولايات المتحدة هى أن يتم التفاوض مع كل وفد على حدة، بحيث لا يجتمع الوفد المصرى مع الوفد الإسرائيلى منعًا للمساجلات ــ والمزايدات من وجهة نظر الولايات المتحدة ــ التى أعاقت التوصل إلى اتفاق فى الاجتماعات الوزارية السابقة التى استغرقت الفترة من يناير إلى سبتمبر 1978. أما الرئيسان، فكان الرئيس كارتر يجتمع بكل منهما على حدة، وأحيانًا يجمعهما معًا. أما المفاوضات فقد كانت تعقد فى كوخ كبير ويرأس كل جانب فيها وزير الخارجية، فكان سايروس ڤانس يرأس الوفد الأمريكى، ومحمد إبراهيم كامل يرأس الوفد المصرى، ثم يجتمع بعد ذلك ڤانس مع الوفد الإسرائيلى برئاسة موشى ديان. بعد انتهاء الأسبوع الأول من المباحثات دون إحراز أى تقدم بسبب ما اعتبره الأمريكيون تشددًا من الجانبين، وبالذات من الوفد المصرى، قرر الرئيس كارتر تجاهل الوفود، وأن يدير التفاوض شخصيًّا مع الرئيسين، على أن يرافق كل منهما شخص واحد. واصطحب الرئيس السادات معه أسامة الباز، واصطحب بيجين معه أهارون باراك، المستشار القانونى للحكومة الإسرائيلية. اليوم الأخير.  من وجهة نظرى تبدأ أحداث اليوم الأخير الموافق الأحد 17 سبتمبر بتلقى الوفد المصرى عدة أوراق أمريكية تحوى إطارًا للسلام فى الشرق الأوسط وإطار اتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، ثم مشروع خطابات يتم تبادلها بين الرئيس السادات والرئيس كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى حول القدس والمستوطنات وحول الضفة الغربية وغزة. وعلى الرغم من أن المطلب المصرى الرئيسى ــ الذى لا يمكن قبول التنازل عنه أو المساس به ــ الخاص بالانسحاب من جميع الأراضى المصرية إلى حدود مصر الدولية كان منصوصا عليه بوضوح تام، فإنه كانت هناك نقاط عديدة أعربت مصر عدة مرات عن معارضتها لها.  كان الوفد المصرى قد تلقى قبل خمسة أو ستة أيام ورقة أمريكية. وعقد الوزير محمد إبراهيم كامل اجتماعا شارك فيه جميع أعضاء الوفد، وأبديت آراء مختلفة حول هذه الورقة. وفى نهاية الاجتماع طلب منى الوزير محمد إبراهيم كامل تلخيص الاعتراضات السبعة الرئيسية التى توصلنا إليها كتابة لعرضها على الرئيس السادات. وطلب من السفير أسامة الباز ومنى الذهاب معه لمقابلة الرئيس، وعرض هذه الاعتراضات عليه.  استمع الرئيس السادات بإمعان ثم وجه كلامه إلى وزير الخارجية قائلا: «هذا كل ما لديكم يا محمد؟ لقد فاتتكم أهم نقطة، وأشار إلى أن الورقة الأمريكية تنص على أن يكون الانسحاب المرحلى الإسرائيلى إلى نقطة بالقرب من العريش دون تحديد موقعها بالضبط، وطلب ضرورة تحديد النقطة بدقة ثم نظر إلىّ وطلب منى إضافة هذه النقطة إلى الورقة التى قرأت منها وإعادة كتابة النقاط الثمانى ــ بمعنى أنه وافق على جميع الاعتراضات التى قدمت إليه ـ وإعداد رسالة بالإنجليزية توجه من الرئيس السادات إلى وزير الخارجية «ڤانس» وأن أذهب وأسلمها إلى «ڤانس» ولم يطلب الرئيس السادات إعادة عرض الرسالة عليه. وقمت بالفعل بهذه المهمة بناء على تعليمات الرئيس السادات. وأخذًا فى الاعتبار لهذه الخلفية جاء نص الأوراق الأمريكية بمثابة مفاجأة تامة للوفد المصرى، لأنها تحوى أمورًا سبق أن رفضها الرئيس السادات. وبعد قراءة متأنية وتبادل وجهات النظر مع باقى أعضاء الوفد كان واضحا أنه يلزم إدخال بعض التعديلات على الورقة الأمريكية .   وبعد مزيد من القراءة والتشاور وفى ضوء مسئولياتى كمدير للإدارة القانونية والمعاهدات فى وزارة الخارجية كان لا بد فى هذه المرحلة من التركيز على الجوهر وترك التفاصيل، وكانت هناك ثلاثة موضوعات اعتبرتها أساسية وحيوية.  وملخص هذه الموضوعات كما جاء فى الكتاب تتعلق  بانسحاب إسرائيل من سيناء والشق الخاص بالفلسطينيين، ومشكلة القدس.  افتتاح مؤتمر السلام في الشرق الأوسط 21 ديسمبر 1973   استقالة وزير  ذهبت بعد ذلك لمقابلة وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل واقترحت عليه الذهاب إلى الرئيس السادات وعرض الموضوعات الثلاثة السابق الإشارة إليها. وبعد أن أبدى وزير الخارجية اقتناعه التام بأهمية عرض هذه الموضوعات على رئيس الجمهورية أشار إلى أنه فى حالة حرج شديد وأنه لا يستطيع القيام بهذه المهمة. ولم يذكر وزير الخارجية فى حديثه معى أنه اختلف مع الرئيس السادات، وأنه قد قدم استقالته فى اليوم السابق.  ولما ألححت على الوزير بضرورة عرض هذه الموضوعات على الرئيس السادات، وأشرت إلى أننى أعتبر أنه بحكم منصبى كمستشار قانونى لوزارة الخارجية، فإننى مسئول عن أى اتفاقيات تبرمها مصر، وأستأذنه فى أن أحاول مقابلة رئيس الجمهورية، وسوف أطلب من باقى أعضاء الوفد الذهاب معى، فشجعنى على ذلك.  وبعد اعتذار اعضاء الوفد الآخرين ذهب الدكتور العربى بمفرده للقاء السادات فى الكوخ الذى كان يقيم فيه وعندما استفسر الرئيس السادات عما يرد ذكر له أن هناك موضوعا هاما يرجو أن يسمح له بعرضه عليه بعد أن تسلمنا الورقة الأمريكية.  وأضاف «سأحاول الآن نقل ما دار من حديث بأمانة تامة وموضوعية كاملة طبقا لذاكرتى وما لدىّ من أوراق قليلة سطرتها فى حينه. ما حدث هو أنه بعد أن عرضت الأمور الثلاثة السابق الإشارة إليها بإسهاب، أنهيت حديثى بالتركيز على ما يلى:  1 ـ بالنسبة للشق المصرى من الاتفاقيات لرئيس الجمهورية، كامل الصلاحية للتوقيع، ولكنى أقترح التوقيع بالأحرف الأولى فقط فى الوقت الحالى حتى نتحقق من أن إسرائيل سوف توافق على الانسحاب من المستوطنات التى أقامتها فى سيناء. 2 ـ بالنسبة للشق الفلسطينى، فإن مصر لا تملك صلاحية التعهد باسم الفلسطينيين أو باسم الأردن ويجدر التشاور معهم قبل الإقدام على أية خطوة، لأن سقف الإطار الفلسطينى أقل مما يطالب به الفلسطينيون وفيه إجحاف بَيِّن لحقوقهم. 3 ـ أن الخطابات المقترح تبادلها حول القدس سوف تؤدى إلى اهتزاز الموقف الأمريكى لصالح إسرائيل ومن ثم لا جدوى من تبادلها ومن الأفضل عدم التعرض لموضوع القدس ما دام الخطاب المقترح على هذا النحو.  زعماء كامب ديفيد في منتجع ثورمونت   الغابة والأشجار  استمع الرئيس السادات إلىّ بإمعان ولم يقاطعنى، ثم صمت لفترة ونظر إلىّ وقال: «أنت لست رجل دولة، فأجبته بأننى سمحت لنفسى بالحديث بوصفى فنيا (technician) مسئولا عن الجوانب القانونية، ولا أعتبر أن مسئوليتى تتعدى منصبى كمدير للإدارة القانونية فى وزارة الخارجية. صمت الرئيس السادات لعدة دقائق ثم قال: «إن كل موظفى وزارة الخارجية لا يفهمون سياسته، وإنهم ينظرون فقط إلى الأشجار ولا يرون الغابة بجميع أطرافها وإنهم ــ بما فى ذلك وزير الخارجية ــ لا يعون قدر التعهدات التى قدمها الرئيس كارتر، أقوى رجل فى العالم».  وعلى الرغم من الصياغات والتفصيلات التى أبديت اعتراضات بشأنها، فإن المهم فى نظره هو تأييد الولايات المتحدة، وفى تقديره فإن هذا التأييد قد أصبح فى حكم المؤكد بعد تعهدات كارتر. وقد كرر الرئيس السادات الإشارة إلى تعهدات «كارتر» عدة مرات دون أن يفصح عن فحوى ومضمون هذه التعهدات.  وكان الرئيس السادات هادئا ولم ينفجر غاضبًا أو يثُر أو يرفع صوته طوال هذا الحديث كما نشرت بعض الصحف وكما جاء فى كتاب محمد إبراهيم كامل، ولكنه صمت لفترة طويلة نسبيا حاولت خلالها أن أستأذن فى الانصراف، ولكنه رفض وأبقانى معه. ثم فجأة نظر إلىّ والغضب والشرر الشديد يتطايران من عينيه وقال: «عديلك ـ يقصد الأستاذ محمد حسنين هيكل ـ عاوز يعمل انقلاب ضدى». فأجبت بأن ذلك مستحيل، لأنه لا علاقة للأستاذ هيكل بالقوات المسلحة. فضحك الرئيس السادات بصوت عال جدا وقال: «لا مش عن طريق الجيش بل عن طريق المراسلين الأجانب». وكررها عدة مرات ثم توقف ونظر إلىّ مرة أخرى بغضب شديد، وحملنى رسالة تحوى تهديدًا سافرًا إلى الأستاذ هيكل لا أسمح لنفسى ــ على الرغم من مرور هذه السنوات ــ بالإفصاح عنها.  ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

المصري اليوم

Neutral

2024-02-16

كان الدكتور بطرس بطرس غالي، أول مصري وعربي يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقد شغله منذ يناير 1992 حتى ديسمبر 1996، وهو مولود في 14 نوفمبر 1922 بالقاهرة، وينحدر من أسرة قبطية عريقة، ذائعة الصيت، فقد كان جده بطرس نيروز غالي، رئيس وزراء مصر،في أوائل القرن العشرين، وهو عم بطرس غالي وزير المالية السابق في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فرنسا كانت من الدول الداعمة لتولي بطرس غالي منصب الأمين العام للأمم المتحدة فرنسا كانت من الدول الداعمة لتولي بطرس غالي منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقد أنهى غالي درجته الجامعية الأولى في جامعة القاهرة في 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949، وعمل بعد ذلك في تدريس القانون الدولي، والعلاقات الدولية، في جامعة القاهرة وجامعات أخرى في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، وإفريقيا. وفي أكتوبر 1977 عين غالي وزير دولة للشؤون الخارجية. وصحب في الشهر التالي الرئيس المصري السابق أنور السادات في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك، محمد إبراهيم كامل، احتجاجا على التقارب المصري-الإسرائيلي ثم أصبح غالي نائبًا لرئيس الوزراءفي1991وخلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، دعم غالي بشدة دورالمنظمة الدولية في الوساطة بمرحلة ما بعد الحرب الباردة وشهدت ولايته عمليات صعبة وطويلة الأمد لحفظ السلام في البوسنة والهرسك، والصومال،ورواندا وقاد في 1995 احتفالات الأمم المتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها.لكن استياء الولايات المتحدة، من نهج غالي المستقل، حال في النهاية دون نجاحه في تولي أمانة الأمم المتحدة لولاية ثانية في 1996.شغل غالي منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومنصب نائب رئيس الوزراء المصري. شغل غالي منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومنصب نائب رئيس الوزراء المصري ورأس بطرس غالي في الفترة من 2003 إلى 2006 مجلس مركز الجنوب، وهو منظمة حكومية دولية للبحوث للدول النامية. وترأس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة. كما رأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر.ولكنه استقال من رئاسة المجلس في فبراير 2011 وأسس بطرس غالي مجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدر عن صحيفة الأهرام وله عدة كتب بالعربية والفرنسية إلى أن توفي «زي النهارده» في 16فبراير 2016. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2015-07-27

فى هذا الشهر أكون قد أمضيت ثلاثين عاما مدافعا عن حقوق الإنسان. يوليو ١٩٨٥ دخلت إلى غرفة المحامين فى مبنى مجلس الدولة؛ طلب منى المحامى المعروف «أبو الفضل الجيزاوى» «٢٥جنيها». ما إن سلمته المال، حتى أخرج من حقيبته «استمارة» وقال وقع هنا!!. كانت استمارة الانضمام إلى «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» التى تأسست عام ١٩٨٤ مع فرعها المصرى الذى أصبح «المنظمة المصريه لحقوق الإنسان». كان على رأس المنظمة العربية شيخ المناضلين«فتحى رضوان» حين كان يرأس «الفرع المصرى» وزير الخارجية الأشهر «محمد إبراهيم كامل». فى تلك المناسبة كتبت على «تويتر» حول ضرورة أن يركن جيلنا إلى الراحة ليفسح المجال أمام أجيال أصغر وأكثر قدرة على التعامل مع متغيرات العصر. عادى جدا؛ نوع من الشجن يرافق التقدم فى العمر. إحدى صديقاتى هناك علقت على ما كتبت، قالت: «وإيه اللى عملتوا علشان نفتكرك بيه؟ طلعت لنا فى كام برنامج على كام صحيفه على كلمتين مالهمش لازمه فى أى موقع.. فكرنا!!». أحرجتنى الصغيرة!!. يهتم الناس ــ ولهم كل الحق ــ بالنتائج، المحاولات غير الناجحة نوع من إضاعة الوقت فيما لا طائل فيه تستحق الانتقاد لا الشكر. لم يتغير شىء مما كنا نحاول تغييره. الدوله ظلت كما كانت قاسية عنيفة وليست قوية عادلة. فى عام ٢٠١٥ صنف صندوق السلام الدولى مصر كواحدة من أكثر ٣٨ دولة حول العالم هشاشة وانتشارا للفساد فيها. مواد الدستور التى وافق عليها ٩٨٪ من الناخبين جرى تجاهلها. الأسباب متعددة؛ إما لأنها «تحتاج إلى وقت لتنفيذها» أو لأنها تتضمن من«الحقوق والحريات» ما لا نستطيع تنفيذه لأننا «نحارب الإرهاب». فى التقرير السنوى الذى يصدر عن «مشروع العدالة الدولية» حول «حكم القانون والعدالة ٢٠١٥» جاءت مصر واحدة من أكثر ١٦ دولة تنتهك القانون وتغيب عنها العدالة. هذان التقريران يكشفان عن فشل كل محاولات دعاة حقوق الإنسان فى إحداث تغييرات أساسية على بنية الدولة المصرية التقليدية التى تتراجع خطوات كبيرة إلى الخلف فى هذا المضمار. الفشل الأهم هو أننا لم نستطع أن نؤثر فى المجتمع ليتحول مع الوقت إلى حاضن للحريات. الاحتفاء التاريخى «بالفيديو» الذى تضرب فيه إحدى ضابطات الشرطة متهما بالتحرش وتهدده بالصعق، يؤكد أننا فشلنا فى الوصول برسالتنا إلى الطبقة الوسطى المتعلمة التى يتعين أن تحمل عبء ترسيخ دولة القانون. عندما قال الرئيس إن «يد العدالة مغلولة بالقانون» كان يعبر عن قطاع كبير يرى أن حكم القانون لا يحقق العدالة «وإنه لا بأس بظلم بضعة الآلاف من أجل أن يعيش تسعين مليونا». لست نادما ولا خائفا ولست يائسا، ولكننى احتاج إلى وقت قبل أن أجيب على سؤال صديقتى التى اختارت لنفسها اسما مستعارا «ناشطة على ما تُفرج». نجاد البرعى [email protected] ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2017-06-09

كانت الساعة التاسعة والثلث صباحًا يوم الأربعاء 9 يونيو «مثل هذا اليوم» من عام 1948، حينما قصد الملازم أول كمال الدين عرفة وجنديان أحدهما مسلح، إلى سجن مصر، وتسلموا المتهم حسين توفيق أحمد، المتهم الأول فى قضية اغتيال أمين عثمان باشا، وزير المالية فى حكومة الوفد «4 فبراير 1942 - 8 أكتوبر 1944»، ليصحبوه إلى عيادة الدكتور جورج بطرس، حيث كان يتردد عليها فى الأيام الأخيرة لعلاجه، ويذكر الكاتب الصحفى «لطفى عثمان» فى كتابه «المحاكمة الكبرى فى قضية الاغتيالات السياسية» عن «سلسلة ذاكرة الكتابة- الهيئة العامة لقصور الثقافة- القاهرة»، أنه فى تمام الساعة الأولى بعد ظهر ذلك اليوم خرج الضابطان والجنديان و«توفيق» من عيادة الدكتور جورج، وفى الساعة الخامسة تلقت الحكمدارية ووزارة الداخلية أول بلاغ عن هرب «توفيق».   كانت قصة الهرب «أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة» بوصف «لطفى عثمان»، وقررت وزارة الداخلية منح مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لكل من يضبط «الهارب»، وكان شابًا ممتلئ الحيوية، وينتمى إلى الطبقات العليا فى المجتمع، فهو نجل توفيق أحمد باشا، وكيل وزارة المواصلات، وحسب محمد إبراهيم كامل، المتهم معه وابن خالته «وزير خارجية مصر عام 1978، المستقيل احتجاجًا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل»: «وقع الحادث مساء 6 يناير 1946، وكان «عثمان» معروفًا بصلاته الوثيقة والمريبة بالإنجليز، وكان كثيرًا ما يدلى بخطب وتصريحات تمثل استفزازًا صارخًا لمشاعر المصريين، ومنها خطبته الشهيرة التى قال فيها: «إنجلترا متزوجة بمصر زواجًا كاثوليكيًا لا طلاق فيه».   ويذكر «كامل» فى كتابه «السلام الضائع» عن «كتاب الأهالى - القاهرة»، أن «توفيق» هرب بعد إطلاقه النار، وتدخلت الصدفة البحتة فى القبض عليه، فوالده كان مشهورًا بالشدة والصرامة، وحدث أن طرد أحد موظفى وزارته لسوء سلوكه، وكان هذا الموظف يعرف «حسين» بصفته ابن رئيسه، ويعرف عداوته وكراهيته للإنجليز، وشاءت الظروف أن يلتقى به قبل الحادث واقفًا أمام مقر «الرابطة المصرية الإنجليزية»، حيث كان يدرس العملية، فحياه هذا الموظف ثم انصرف بعدها، ولما وقع الحادث توجه الموظف إلى البوليس وأبلغ عن حسين، على سبيل التخمين، لكنه أصبح حقيقة حين ذهب البوليس إلى فيللا العائلة فى ضاحية هليوبوليس منتصف ليلة الحادث، فعثر على أسلحة مخبأة، ومفكرة تحتوى على عبارات عدائية ضد الإنجليز وأعوانهم، فاصطحبوا حسين، وبعد تحقيق طويل اعترف بقتل «عثمان»، وكشف عن أسماء أخرى بينها «كامل» و «أنور السادات».   تواصلت محاكمة المتهمين، وكانت أولى الجلسات أمام محكمة الجنايات يوم 12 فبراير 1974، غير أن المفاجأة جاءت فى عملية الهرب، ويشرحها لطفى عثمان من واقع اعترافات الضابط، قائلًا: إنه عقب خروج الضابط مع «حسين» والجنديين، كانت سيارة والد المتهم تنتظرهم، وتوسل إليه حسين أن يسمح له بتناول الغذاء مع أسرته، فقبل الضابط وركب معه السيارة، وصحبهما الجنديان، ولما وصلوا إلى المنزل استقبلت والدة حسين ابنها بالترحاب، وكانت معها السيدة سميرة عزمى، ابنة شقيقة توفيق أحمد باشا، ثم جلس الجميع فى حجرة المكتب، بينما بقى الجنديان فى الحديقة، ثم ما لبثت السيدة سميرة أن دعتها إلى داخل المنزل- على حد رواية الضابط- وكان توفيق باشا غائبًا، وفى أثناء جلوسهم فى حجرة المكتب عرضت والدة حسين على الضابط أن يتفرج على صورة ابنها عندما كان صغيرًا، وفى هذه اللحظة بالذات دق جرس التليفون، فخرجت السيدة سميرة تجيب النداء.    أستأذن حسين من الضابط ليدخل دورة المياه، فأذن له، وفتح حسين بابًا صغيرًا على أنه باب دورة المياه، ومضت برهة، وبدأ الشك يساور الضابط، ثم فتح هذا الباب فوجده يفضى إلى فرندة، وعندئذ أدرك الضابط الخدعة، فراح يطوف بالبيت بحثًا عن المتهم دون جدوى، ثم أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه وصاح: «إن لم تحضروا حسين فسأطلق الرصاص وانتحر»، فسارعت والدة حسين بالاتصال بزوجها للحضور على عجل، ولما حضر، أقنع الضابط بأن يقول إن الهرب تم من العيادة وليس من البيت، وخرج الضابط ليبلغ الجهات المختصة، لكن توفيق باشا اتصل بوكيل وزارة الداخلية وأبلغهم الحقيقة كاملة.   أصدر النائب العام أمرًا باعتقال الضابط والجنديين، واختفى «حسين» تمامًا، وقررت وزارة الداخلية منح خمسة آلاف جنيه مكافأة لمن يضبطه ويسلمه للسلطات المختصة، وترقب الجميع أى أخبار جديدة عن المتهم الهارب حتى كانت المفاجأة يوم 11 يونيو 1948. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2021-06-09

كانت الساعة التاسعة والثلث صباحا، يوم الأربعاء 9 يونيو، مثل هذا اليوم، من عام 1948، حينما قصد الملازم أول كمال الدين عرفة، وجنديان أحدهما مسلح إلى سجن مصر، وتسلموا المتهم حسين توفيق أحمد، المتهم الأول فى قضية اغتيال أمين عثمان باشا، وزير المالية فى حكومة الوفد «4 فبراير 1942 - 8 أكتوبر 1944» ليصطحبوه إلى عيادة الدكتور جورج بطرس، حيث كان يتردد عليها فى الأيام الأخيرة لعلاجه، حسبما يذكر الكاتب الصحفى، لطفى عثمان، فى كتابه «المحاكمة الكبرى فى قضية الاغتيالات السياسيية»، مضيفا، أنه فى تمام الساعة الأولى بعد ظهر ذلك اليوم، خرج الضابطان والجنديان و«توفيق» من عيادة الدكتور جورج، وفى الساعة الخامسة تلقت الحكمدارية ووزارة الداخلية أول بلاغ عن هرب «توفيق».   كانت قصة الهرب «أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، بوصف لطفى عثمان، وقررت وزارة الداخلية منح مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لكل من يضبط «الهارب»، وكان شابا ممتلئ الحيوية، وينتمى إلى الطبقات العليا فى المجتمع، فهو نجل توفيق أحمد باشا، وكيل وزارة المواصلات، وبحسب محمد إبراهيم كامل، المتهم معه وابن خالته، وزير خارجية مصر عام 1978، المستقيل احتجاجا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل: «وقع الحادث مساء 6 يناير 1946، وكان عثمان معروفا بصلته الوثيقة والمريبة بالإنجليز، وكان كثيرا ما يدلى بخطب وتصريحات تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المصريين، ومنها خطبته الشهيرة التى قال فيها  إن إنجلترا متزوجة بمصر زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه».   يذكر «كامل» فى مذكراته «السلام الضائع»، أن «توفيق هرب بعد إطلاقه النار، وتدخلت الصدفة البحتة فى القبض عليه، فوالده كان مشهورا بالشدة والصرامة، وحدث أن طرد أحد موظفى وزارته لسوء سلوكه، وكان هذا الموظف يعرف حسين، بصفته ابن رئيسه، ويعرف عداءه وكراهيته للإنجليز، وشاءت الظروف أن يلتقيه قبل الحادث واقفا أمام مقر الرابطة المصرية الإنجليزية»، حيث كان يدرس العملية، فحياه هذا الموظف ثم انصرف بعدها، ولما وقع الحادث توجه الموظف إلى البوليس وأبلغ عن حسين، على سبيل التخمين، لكنه أصبح حقيقة حين ذهب البوليس إلى فيلا العائلة فى ضاحية هليوبوليس منتصف ليلة الحادث، فعثر على أسلحة مخبأة، ومفكرة تحتوى على عبارات عدائية ضد الإنجليز وأعوانهم، فاصطحبوا حسين، وبعد تحقيق طويل اعترف بقتل عثمان، وكشف عن أسماء أخرى بينهم كامل وأنور السادات».   تواصلت محاكمة المتهمين وكانت أولى الجلسات أمام محكمة الجنايات يوم 12 فبراير 1947، غير أن المفاجأة جاءت فى عملية الهرب، ويشرحها لطفى عثمان من واقع اعترافات الضابط، قائلا، أنه عقب خروج الضابط مع حسين والجنديين، كانت سيارة والد المتهم تنتظرهم، وتوسل إليه حسين أن يسمح له بتناول الغذاء مع أسرته، فقبل الضابط، وركب معه السيارة، وصحبهما الجنديان، ولما وصلوا إلى المنزل استقبلت والدة حسين ابنها بالترحاب، وكانت معها السيدة سميرة عزمى، ابنة شقيقة توفيق أحمد باشا، ثم جلس الجميع فى حجرة المكتب بينما بقى الجنديان فى الحديقة، ثم ما لبثت السيدة سميرة أن دعتهما إلى داخل المنزل، على حد رواية الضابط، وكان توفيق باشا غائبا، وفى أثناء جلوسهم فى حجرة المكتب عرضت والدة حسين على الضابط أن يتفرج على صورة ابنها لما كان صغيرا، وفى هذه اللحظة بالذات دق جرس التليفون، فخرجت السيدة سميرة تجيب النداء».     أستأذن حسين من الضابط ليدخل دورة المياه، فأذن له، وفتح حسين بابا صغيرا على أنه باب دورة المياه، ومضت برهة، وبدأ الشك يساور الضابط، ثم فتح هذا الباب فوجده يفضى إلى فرندة، وعندئذ أدرك الضابط الخدعة، فراح يطوف بالبيت بحثا عن المتهم دون جدوى، ثم أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه وصاح: «إن لم تحضروا حسين فسأطلق الرصاص وأنتحر»، فسارعت والدة حسين بالاتصال بزوجها للحضور على عجل، ولما حضر، أقنع الضابط بأن يقول إن الهرب تم من العيادة وليس من البيت، وخرج الضابط ليبلغ الجهات المختصة، لكن توفيق باشا، اتصل بوكيل وزارة الداخلية وأبلغهم الحقيقة كاملة.   أصدر النائب العام أمرا باعتقال الضابط والجنديين، واختفى «حسين» تماما، وقررت وزارة الداخلية منح خمسة آلاف جنيه مكافأة لمن يضبطه ويسلمه للسلطات المختصة، وترقب الجميع أى أخبار جديدة عن المتهم الهارب حتى كانت المفاجأة يوم 11 يونيو 1948.   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2021-10-08

تلقى السفير المصرى فى الكونغو بولدفيل، محمد إبراهيم كامل (وزير الخارجية فيما بعد)، قرار رئيس الجمهورية «كازافوبو» برفع الحصار عن السفارتين المصرية والجزائرية، والسماح لأعضائهما بعبور نهر الكونغو إلى «برزافيل»، يوم 8 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1964 ، حسبما تذكر «الأهرام» يوم 9 أكتوبر 1964، وهو ما تمسكت به مصر والجزائر منذ بداية أزمة حصار السفارتين، والتى تفجرت على خلفية رفض مؤتمر عدم الانحياز الثانى فى القاهرة، مشاركة «تشومبى» رئيس وزراء الكونغو، وإبقائه فى قصر العروبة، ومنعه من مغادرة القاهرة إلا بعد فك الحصار»، «راجع، ذات يوم، 7 أكتوبر، 2021».    تلقت وزار الخارجية المصرية برقية من «كامل»، تؤكد أن عميد السلك الدبلوماسى الأجنبى، الكونت شارل دى كيرشوف،  فى الكونغو زاره بصحبة «تافال» مدير العمليات المدنية للأمم المتحدة، وأبلغاه قرار «كازافوبو»، وتكشف «الأهرام» أن «السفير قال فى رسالته إنه سوف يخرج الآن، كانت الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر بتوقيت القاهرة، ليذهب إلى بيته فى حى «كالينا»، ويحزم حقائبه فى حراسة فصيلة من جنود نيجيريا العاملين فى الكونغو، ثم يعود إلى السفارة ليصحب أفرادها وأفراد سفارة الجزائر إلى مَرسَى ليوبولدفيل ليستقلوا معا قاربا كبيرا يعبر بهم النهر إلى برازفيل».   فى الساعة السادسة تلقت وزارة الخارجية رسالة ثانية من السفير يؤكد فيها، أنه عاد إلى السفارة وينتظر الأمر بالتحرك، وأنه سأل «تافال» عن موعد الرحيل فقال: «فى أى دقيقة من الآن»، ولذلك طالب «كامل» من أحد مساعديه أن يحرق جميع الأوراق المهمة فى السفارة بما فيها دفتر الشفرة، تذكر «الأهرام» أن الرئيس جمال عبدالناصر حين تلقى هذه البرقية طلب من عبدالمجيد فريد السكرتير العام لرئاسة الجمهورية الذهاب إلى قصر العروبة، ليقابل «تشومبى»، ويبلغه برفع القيد الذى كان موضوعا على تحركاته، وتحديد إقامته فى القاهرة داخل قصر العروبة، وأنه يستطيع أن يتصرف كما يشاء، تضيف «الأهرام» أنه بعد جلسة مؤتمر «عدم الانحياز» المسائية (8 أكتوبر 1964)، دعا الرئيس جمال عبدالناصر الرؤساء الأفارقة المشاركين فى اجتماع سريع، وأخطرهم بالتطورات الأخيرة، وبقراره.     تؤكد «الأهرام» أن عبدالمجيد فريد، اتصل بقصر العروبة، وأبلغ مدير مكتب «تشومبى» بأنه قادم برسالة مهمة فى الساعة السابعة، تضيف «الأهرام» أنه فى الوقت الذى كان «فريد» يدخل قصر العروبة، كانت وكالات الأنباء تحمل برقيات عاجلة من «ليوبولدفيل» تقول إن سفيرىّ مصر والجزائر ومعهما أعضاء سفارتيهما، يركبون الآن على قاربين بخاريين يعبران النهر إلى برازفيل، فى رحلة تستغرق 20 دقيقة، وكانت القوات النيجيرية تحرس المسافرين وعددهم 41 شخصا، رجالا وسيدات وأطفالا، بينهم 35 مصريا، وستة جزائريين، وكانت القوات النيجيرية بخوذاتها الزرقاء التى ترمز إلى الأمم المتحدة، تصد الذين تجمعوا حول المركب يريدون أن يشاهدوا هذا المنظر المثير، بينما كان وزير داخلية الكونغو «مونونجو» يراقب المشهد كله من بعيد.   تقدم «الأهرام» ثلاثة أسباب أدت إلى انتهاء الأزمة وهى، السبب الأول، أن جميع الرؤساء الأفارقة المشتركين فى مؤتمر عدم الانحياز، والذين اجتمعوا مرتين بسبب «تشومبى»، مرة ليرفضوا حضوره معهم المؤتمر، وثانية ليدرسوا تطورات المشكلة، اختاروا بوضوح وصراحة جانب الحق، وأقروا مصر على موقفها وبعثوا ببرقية إلى «كازافوبو» يحتجون على ما حدث لأفراد السفارتين المصرية والجزائرية، ويقولون إذا كان هذا الإجراء اتخذ مع البلدين بسبب رفض اشتراك «تشومبى» فى مؤتمر عدم الانحياز، فقد كان ذلك رأينا جميعا ولا نفهم حصار السفارتين وحدهما انتقاما، وكان «تشومبى» يأمل أن يحدث احتجازه أثرا فى الوفود الأفريقية، ولكن أمله لم يتحقق، وكما قال هو بنفسه «لقد اجتمعوا معا وكأنهم محكمة وأصدروا علىّ حكما كأننى أحد المجرمين».   السبب الثانى، أن «تشومبى» وجد الأمور فى القاهرة جادة، واستطاع بعد محاولات أن يتصل صباح أمس «8 أكتوبر» تليفونيا بـ«ليو بولدفيل»، ويقول لوزير داخليته: «معنى استمرار الحصار على السفارتين أن أبقى هنا فى القاهرة إلى الأبد، وأن السلطات فى مصر مصممة على موقفها لا تتزحزح عنه، وأنها استطاعت أن تحصل على تأييد جميع الرؤساء الأفريقيين»، وقال تشومبى لوزير داخليته: «إننى هنا سجين، وأنتم تتباطأون».   السبب الثالث، أن «كازافوبو» استدعى سفراء غربيين، وبينهم السفير الأمريكى والسفير البريطانى فى «ليوبولدفيل»، وسألهم عما تستطيع حكوماتهم أن تفعله، فردوا «إن أى تدخل من جانبهم سوف يزيد المشكلة تعقيدا ولا يساعد على حلها، وأن تلك تجربة دولهم مع الرئيس جمال عبدالناصر»، سألهم «كازافوبو» غاضبا: «هل نرضخ لشروطه؟ وهل سمعتم من قبل عن اعتقال رئيس وزراء بلد فى بلد آخر؟!»، رد السفراء: «هذه الحادثة فى علمهم هى أول سابقة من نوعها، ولكن الحل الوحيد هو رفع الحصار عن السفارتين، وقبول الشروط المصرية»، وهو ما حدث. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2017-09-16

كان محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية، فى غرفته بمنتجع كامب ديفيد بأمريكا، عندما دخل إليه السفيران أحمد ماهر وأحمد أبوالغيط «وزيرا الخارجية فيما بعد» صباح 16 سبتمبر «مثل هذا اليوم» من عام 1978، ليصطحباه إلى الإفطار فى المطعم، وحسب مذكرات كامل «السلام الضائع» الصادر عن «كتاب الأهالى- القاهرة»: «قلت لهما إنه لا رغبة لى فى الطعام فقد أفرطت فى التدخين طوال الليل، فانصرفا وبعد برهة عاد أبوالغيط يحمل صينية عليها سندوتشان من الجبن وكوب شاى وبرتقالة وأصبع موز، فشكرته، لكنه ظل واقفا لا يتكلم، فقلت له: ما بالك؟ فقال: لا تؤاخذنى يا محمد بك، فأنت رئيسى ووزيرى وأنا بعد شاب صغير، ولكنى أشعر وأحس تماما بما يعتمل فى نفسك، وإذا أذنت لى فإنى أريد أن أقول: «لا تعذب نفسك ودع القلق، والجميع يعلم ويقدر إخلاصك، وكل ما فعلته ولن يستطيع أحد أن يلومك على شىء»، وقلت: «شكرا يا أحمد لا تقلق بشأنى وأنا أعلم ما سأفعله، اذهب وأكمل إفطارك، وتركته وذهبت إلى الحمام لأغسل وجهى».   هكذا يروى «كامل» مقدمات حالته قبل خطوته التى ينتوى عليها، ويضيف: «فى الساعة الحادية عشرة ذهبت إلى استراحة الرئيس السادات، وكان جالسا فى التراس ومعه الدكتور بطرس غالى والدكتور أشرف غربال، وجلست معهم نتبادل أحاديث خفيفة إلا أن بقاءهما طال، وكنت أتوق إلى انصرافهما حتى أتكلم مع الرئيس على انفراد، وأخيرا دخلت إلى صالون السادات الذى ينفتح على التراس، وأصبح ظهره لى فلوحت لأشرف بيدى بإشارة كى يأخذ بطرس وينصرفا ثم عدت وجلست، وبعدها بدقائق استأذن أشرف من الرئيس وصحب بطرس ومضيا».   يواصل كامل: «حملت مقعدى بالقرب من السادات» وقلت فى هدوء: «أرغب فى أن أتحدث إليك لا بوصفى وزيرا للخارجية يتحدث إلى رئيس الجمهورية، ولكن بوصفى صديقا وأخا أصغر لك، أكلنا معا العيش والملح فى السجن منذ ثلاثة وثلاثين عاما «قضية اغتيال أمين عثمان 5 يناير 1946»، وأنت تعلم مدى إخلاصى لك وللحق، وأنا حريص على ألا تقدم على شىء تندم عليه فيما بعد»، رد السادات بصوت هادئ: «وهل بينى وبينك حجاب يا محمد؟ قل ما تريد ولا تتردد»، فقال محمد: «اطلعت على المشروع الذى قدمه لك أمس الرئيس كارتر «رئيس أمريكا» بإطار السلام، ووجدته بعيدا كل البعد عن تحقيق السلام الشامل، الذى نستهدفه وحددت معالمه بحق ووضوح فى خطابك أمام الكنيست الإسرائيلى عند زيارتك للقدس «19 نوفمبر 1977»، فالمشروع رسم الطريق إلى سلام كامل بين مصر وإسرائيل، ولا يضمن التزامن بين حل مشكلة سيناء وحل المشكلة الفلسطينية وهى الأصل، وستكون النتيجة أن ينتهى الأمر إلى معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، بينما تبقى الضفة الغربية وغزة تحت قبضة إسرائيل تنفذ فيها تخطيطها لضم هذه الأراضى فى النهاية».   استطرد كامل فى شرحه لما يراه، وكان السادات يرد عليه أولا بأول كرده: «إنك لا تعلم شيئا عن العرب، اسألنى أنا، إنهم لو تركوا وشأنهم فلن يحلوا أو يربطوا، وسيظل الاحتلال الإسرائيلى قائما إلى أن ينتهى إلى التهام الأراضى العربية المحتلة، دون أن يحرك العرب ساكنا غير الجعجعة وإطلاق الشعارات الفارغة، كما فعلوا منذ البداية ولن يجتمعوا على حل أبدا».   اقترح كامل على السادات أن يعيد النظر، وقال له: «لنعد إلى مصر، وتجرى مشاورات مع الدول العربية لنرى ماذا تكون خطوتنا التالية، فرد السادات: «لا، أنا أعلم ما أفعله، وسأمضى فى مبادرتى إلى النهاية»، فرد كامل: «إذن فأرجو أن تقبل استقالتى»، فرد السادات: «كنت أعلم من البداية أنك تلف وتدور لتقول هذا فى النهاية»، فرد كامل: «لقد حاولت إقناعك بما آراه وفشلت، فأنا لا أستطيع أن أوافق على شىء يبدو لى من المؤكد خطوة خطرة، وأنا لا أستطيع أن أغشك وأغش نفسى وضميرى، فإنه كامن داخلى يعيش معى ليل نهار، فقال السادات: إذا كان هذا يريحك فإنى أقبل استقالتك، وكل ما أطلبه منك أن تدعها بيننا فى الوقت الحالى، ولا تخبر أحدا بأمرها حتى نعود إلى مصر». وافق كامل، وغادر، وعندما أوى إلى فراشه مساء فى غرفة نومه مع بطرس غالى، سأله غالى: «حالتك غير طبيعية هذا المساء، تبدو هادئا سعيدا، فماذا جرى بينك وبين الرئيس، فرد كامل: «هذا سر بينى وبينه». ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2020-09-07

دخل محمد إبراهيم كامل، وزير خارجية مصر، إلى السرير المجاور لسرير الدكتور بطرس غالى، وزير الدولة للشؤون الخارجية، فى منتجع «كامب ديفيد» بأمريكا، يوم 5 سبتمبر 1978، ولم يتكلما لبعض الوقت، ثم سأل كامل:«دخلنا كامب ديفيد بسلام.. ترى كيف سنخرج منه؟ يتذكر «كامل» فى مذكراته «السلام الضائع» أن «غالى» دخل فى سبات عميق ولم يرد على السؤال.   كان «كامل» و«غالى» ضمن الوفد المرافق للرئيس السادات للتفاوض مع بيجين، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لتوقيع اتفاقية سلام، ويصف «غالى» طبيعة المكان، الذى فرض على الوفدين الالتقاء بطريقة غير تقليدية.. يذكر فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط»: «اكتشفنا كامب ديفيد، تناثرت أكواخ فردية مريحة للغاية.. كل شىء غير معتاد فى داخل المنطقة، كنا أحرارا نتحرك فى مناخ من الاستجمام التام، جعل من الممكن أن نتقابل بالصدفة، ونحن بملابس النوم أو فى أثناء ممارسة رياضة الركض، أوعلى الدراجة..لم نكن إطلاقا فى وضع مفاوضات تقليدية، كان السائد هو الفوضى مع الاستجمام.. كل ذلك خلق مناخا خاصا بعض الشىء، بدا غريبا لهؤلاء الذين تعودوا على التفاوض حول مائدة مع تدوين النقاط».   يذكر «غالى» أن علاقاته مع الوفد الإسرائيلى كانت ممتازة.. ويؤكد: «محمد كامل أصابه إحباط تام، وكان يرفض مقابلة أحد»، ويضيف: «كنا نحن أعضاء الوفد المصرى نتبادل الآراء فيما بيننا، ولكن ذلك ظل هامشيا، لم يكن السادات يبلغنا دائما بالمباحثات الخاصة، التى كان يجريها مع الرئيس الأمريكى كارتر أو مع وزير خارجيته «سايروس فانس»، أو مع مستشار الأمن القومى «بريجنيسكى».   كان واضحا أن اللقاءات التى نقوم بها مع الوفد الإسرائيلى لم يكن لها تأثير كبير على الاتفاق النهائى، حيث قام بصياغته ثلاثة أشخاص هم «كارتر، وأسامة الباز، وأهارون باراك».   يذكر «كامل» أنه اصطحب السفير أحمد ماهر«وزير خارجية مصر فيما بعد»، واجتمع مع فانس يوم 7 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1978 وكان بصحبته نائب الرئيس الأمريكى«والتر مونديل»، وقال «فانس»: إنه اطلع على مشروع «إطار السلام المصرى»، والموقف واضح بالنسبة للمستعمرات الإسرائيلية فى سيناء، وإنهم يتفقون معنا فى وجوب إزالتها، أما المستوطنات فى الضفة الغربية وغزة فإزالتها مشكلة كبرى، ولن يمكن التوصل بأى حال إلى موافقة إسرائيل على ذلك، لأن ذلك يهدد أمنها».. رد كامل:«هذه المستعمرات تشكل تعديا غير مشروع على الأراضى العربية المحتلة، وهذا العدوان المجسد قائم دون إزالة، وإما أننا سنتوصل لتحقيق سلام دون مشاكل تطيح به، أو لن ننجح فى تحقيقه على الإطلاق».   عقد السادات اجتماعا مع «كارتر» و«بيجين» فى نفس اليوم«7 سبتمبر»، وبعده توجه «كامل» وحسن التهامى وحسن كامل وبطرس غالى وأشرف غربال وأسامة الباز إلى مقر السادات، فحكى لهم ما دار بينه وبين بيجين حول المستوطنات الإسرائيلية فى سيناء، حيث أعلن بيجين أنه لن يتخلى عنها، وأن الحكومة والمعارضة الإسرائيلية لا تستطيع الموافقة على إخلائها، فأمن إسرائيل مقدس وحيوى بالنسبة للجميع، واقترح صيغة إبقائها تحت إشراف الأمم المتحدة مثلا، وأكد السادات أنه رد بعنف:«أرضنا مقدسة، لا هو ولا الشعب يقبل مستوطنة واحدة أو مستوطنا أو جنديا إسرائيليا على أرضنا».. وهدد بعدم التوقيع على أى اتفاق، ما لم تحل هذه المستوطنات جميعا.   أكد السادات أنه تصدى لحجج بيجين بالنسبة للضفة الغربية وغزة، من بينها قوله: إن موافقة إسرائيل على ما ورد فى المشروع المصرى بقيام دولة فلسطينية «إرهابية»، سيشكل خطرا قاتلا بالنسبة لهم، ويتعارض ذلك مع ما سبق أن أبلغه به كارتر والسادات نفسه من أنهما لا يؤيدان قيام دولة فلسطينية مستقلة، ورد السادات بأن ذلك صحيح، ولكن ما يشير إليه مشروع إطار السلام المصرى هو«دولة فلسطينية مرتبطة بالأردن وليست مستقلة، فضلا عن أنها يمكن أن تكون منزوعة السلاح».   أضاف «السادات»: إن بيجين رفض كل ذلك، لكنه هو «السادات» رد عليه بأنه لن تكون هناك تسوية بدون حل القضية الفلسطينية.. يذكر كامل: «قال السادات وهو يودعنا عند انصرافنا بلهجة يشوبها الافتخار: «كان نفسى تسمعوا كارتر وهو بيقول لى بعد انتهاء الاجتماع، لقد كنت تزأر مثل الأسد، وأنت تقول لبيجين أمامى أنه لا أنا- أى السادات- ولا أنت- أى بيجين- ولا الملك حسين، يستطيع المطالبة بالسيادة على الضفة الغربية وغزة التى هى من حق الشعب الفلسطينى وحده».   يعلق «كامل»: «راق هذا التشبيه للسادات، وكان كثيرا ما يردده فيما بعد للدلالة على شراسة وشدة بأسه فى التفاوض، وضراوته فى تمسكه بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى».   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2022-09-06

كانت الساعة العاشرة صباح 6 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1978، حين بدأ الرئيسان، السادات والأمريكى جيمى كارتر، اجتماعهما المنفرد فى مقر إقامة كارتر بمنتجع كامب ديفيد، الذى شهد استضافة السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين منذ يوم 5 سبتمبر، للتباحث حول عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل.   كان محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية المصرى، مرافقا للسادات مع آخرين، والمعروف أنه قدم استقالته فى نهاية هذه الاجتماعات احتجاجا على الاتفاقية، وسجل وقائع ما جرى فى مذكراته «السلام الضائع».. يذكر أن اجتماع السادات وكارتر استمر نحو الساعة، وبعد عودة السادات ذهب إليه وبطرس غالى، ووجده فى حالة معنوية طيبة.. يضيف:  «أخبرنا أنه شرح مشروعنا- إطار السلام- للرئيس كارتر، وقال له إنه يأمل ألا يثير بيجين العقبات، وأن كارتر كان يستمع إليه بتمعن دون تعليق، وأخبره بأنه سيلتقى رئيس الوزراء الإسرائيلى على انفراد ثم يجتمع ثلاثتهم بعد الظهر، كما عبر كارتر عن أهمية مؤتمر كامب ديفيد، وقال إنه إذا فشل المؤتمر فقد يعنى ذلك انعدام الأمل فى استئناف المفاوضات المباشرة من جديد، مما سيعقد الأمور ويضيع فرصة لتحقيق التسوية، بالإضافة إلى أن هذا الفشل سيؤثر على مركزه الحالى وعلى مستقبله السياسى.. ورد عليه السادات بأنه إذا فشل المؤتمر فلن يكون هو السبب، وإنما بيجين إذا استمر فى تشدده وتعنته».   يتذكر كامل، أن السادات دعاه هو وبطرس إلى التمشى معه قليلا ليتعرف على المنطقة المحيطة.. يضيف: «قال لنا، تصوروا أن الرئيس كارتر الساذج أخبرنى بأنه يخشى أن يموت الأسد «الرئيس السورى حافظ الأسد»، لأن ذلك سيكون مصيبة كبيرة، وكانت قد راجت فى ذلك الوقت شائعات بأن الرئيس السورى يعانى من سرطان فى الحلق وأن حالته خطرة».   يضيف كامل:  «فى الطريق قابلنا بيجين راكبا إحدى السيارات الكهربائية فأوقفها ونزل منها، وصافح الرئيس متمنيا أن يكون فى صحة طيبة كما صافحنى، وقال: كيف حال سيادة الوزير، ثم عانق بطرس غالى، وقال للرئيس: إن بيتر صديقى، وطلب منى عندما قابلته أثناء زيارتك الشهيرة للقدس «19 نوفمبر 1977» أن أناديه باسم «بيتر»، ثم حيانا وركب سيارته».    يكشف بطرس غالى فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط - شهادات للتاريخ» «دار الشروق، القاهرة»، سر تسميته بيتر، قائلا: «لاحظ بيجين أن السادات كان ينادينى أحيانا بطرس، وأحيانا أخرى بيتر، بطرس هو الاسم العربى لبيتر الحوارى، وحينما علم أن السادات ينادينى بيتر عندما يكون راضيا عنى، وبطرس حينما لا يكون قد وجد ذلك طريفا، وقرر أن يستخدم هو أيضا هذين الاسمين، ولكن بالعكس، بيتر عندما يغضب منى، أى حينما يجدنى أضع عائقا أمام دبلوماسيته «اسم بيتر جاء من اللاتينية بتروس التى تعنى حجر»، وينادينى بطرس عندما يرى أننى كنت مسالما، وهذه الطريقة لاستعارة أسلوب السادات فى التعامل معى أسعدت كثيرا الرئيس، ولذلك قام بيجين فى كامب ديفيد باستخدام هذه الطريقة بإفراط، وتحولت إلى شىء ثقيل، ولكنها كانت طريقته فى خلق نوع من التقارب مع السادات».   يواصل «كامل» سرد ذكرياته عن هذا اليوم، 6 سبتمبر 1978، قائلا: «فى قاعة الطعام، قابلنا لأول مرة أعضاء الوفد الإسرائيلى، وكانوا يجلسون حول مائدة مستديرة يتناولون طعامهم يتوسطهم بيجين وزوجته، الذى استمر يتناول طعامه فى المطعم طوال فترة المؤتمر على خلاف الرئيس السادات، الذى لم يزره على الإطلاق، وكان يتناول طعامه فى مقر إقامته، كان يبدو على الإسرائيليين المرح، وحييناهم من بعيد وجلسنا حول مائدتنا، بينما ترك وايزمان مكانه وجاء إلينا وصافحنا ثم جلس معنا برهة، أعرب فيها عن تمنياته بنجاح المؤتمر ثم عاد إلى مائدته».   يضيف كامل: «فى المساء وقبل توجهنا إلى المطعم لتناول العشاء، مررنا على الرئيس السادات الذى كان يشاهد إحدى حلقات المسلسل التليفزيونى المعروف «الجذور»، وأخبرنا أنه قرأ مشروعنا على كارتر وبيجين وسلم الأخير نسخة منه، واتفق الثلاثة على العدول عن فكرة الاتفاق على إعلان مبادئ وأن يكون هدف المباحثات فى كامب ديفيد هو التوصل إلى إطار للتسوية السلمية الشاملة، يتيح للأطراف العربية الأخرى الدخول فى مفاوضات على أساسه، كما اتفق على أن يجتمع الثلاثة من جديد فى اليوم التالى، بعد أن يكون بيجين قد درس المشروع ليبدى ملاحظاته وآراءه بشأن ما يتضمنه، يتذكر كامل: «عند دخولنا قاعة الطعام، كان الإسرائيليون جالسين حول مائدتهم، إلا أن جو المرح الذى يحيط بهم أثناء الغذاء كان قد فارقهم، وحل محله جو من العبوس والجدية، فقلنا لا بد أن هناك ما يقلقهم، فانتقل المرح إلى مائدتنا». ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2022-09-13

كان الرئيس السادات، يجلس فى استراحته بمنتجع «كامب ديفيد» فى أمريكا، 13 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1978، حين ذهب إليه وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل، فوجد معه حسن التهامى، وكان حديثهما يدور حول القدس، وفقًا لما يذكره «كامل» فى مذكراته «السلام الضائع».   كانت المباحثات تدور على قدم وساق بين الوفدين، المصرى برئاسة السادات، والإسرائيلى برئاسة مناحم بيجين، وبرعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، ويكشف «كامل» عن العقبات والخلافات العديدة التى كادت تهدد المفاوضات من أساسها، وكانت القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس محورًا رئيسيًا فى ذلك.   كان «التهامى» ضمن أعضاء الوفد المصرى، ويصفه الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين فى كتابه «محاوراتى مع السادات» قائلا: «كان من زملاء عبدالناصر فى حركة الضباط الأحرار، وكان مشهودا له باستقامته الشديدة، وأمانته المطلقة وحدة شخصيته وتدينه، وانقلب هذا التدين إلى دروشة شديدة، وأصبح يعتقد أنه رجل مكشوف عنه الحجاب، فكان يحدث أن يكون جالسًا بين أصدقائه ثم ينهض فجأة، ويقول بصوت مرتفع «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، أما السبب فسريعًا ما يفسره هو بقوله، إن سيدنا الخضر مر أمام الجالسين، ولكن لا يراه ولا يرد عليه السلام إلا من كشف عنه الحجاب فقط».   على هذه الحالة كان التهامى أثناء مفاوضات كامب ديفيد، ويذكر كامل: «فى كل مساء كان يجتمع أعضاء الوفد المصرى بالاستراحة التى أنزل بها، ولم يكن هناك ما نستطيع أن نفعله قبل أن يتقدم الجانب الأمريكى بمشروعه، وكان أعضاء الوفد يدخلون الاستراحة حاملين معهم أخبارًا صغيرة عن من قابل من، ومن ذهب إلى قاعة السينما، ومن يبدو على أسارير وجهه الشعور بالاطمئنان والثقة، ومن تبدو عليه ملامح القلق والوجوم، ومن دخل استراحة بيجن ومن خرج منها، وهكذا».   ويؤكد: «كان الوقت يمضى ثقيلا مملا حتى يفرغ التهامى من جولاته المجهولة وينضم إلينا فى الاستراحة، وكان الوحيد من بين أعضاء الوفود الذى ينزل فى استراحة بمفرده، كما كان هو وبيجن يصران على ارتداء بدلهما كاملة مع رابطة العنق طوال المؤتمر، فما أن يعبر مدخل الاستراحة حتى يتلاشى فى لحظة جو الملل والتثاؤب والقلق، وينقلب إلى بهجة ومرح ودعابة، ويبدأ بآخر الأخبار، فيقول مثلا «إن موشى ديان وافقه منذ ساعة على عودة القدس إلى العرب، ثم يتكلم عن التصوف وتفسير الأحلام، وينتقل إلى القصص والروايات، ويحكى كيف حل مشكلة المسلمين فى الفلبين، وكيف استطاع أن يؤجل قيام الثورة فى الميلانو ثلاث سنوات، وفى أحد الأيام دخلنا غرفة الطعام فوجدناه واقفًا بالقرب من موائد الطعام المخصصة للوفد الإسرائيلى يناقشونه فيما قاله لهم بأنه فى مقدوره أن يوقف قلبه عن الحركة إلى وقت يشاء».   أما حديثه حول القدس مع السادات فيتذكره كامل قائلا: «فى الحقيقة كان التهامى لا يكل ولا يمل من ترديد وجوب استعادة القدس العربية من بين براثن إسرائيل، وبطبيعة الحال كان موضوع استعادة القدس على رأس قائمة اهتماماتنا جميعًا، ولكنه كان لا يجلس فى مكان إلا ويتناولها بالتخصيص من بين المشاكل الأخرى».   يضيف كامل: «فجأة قال السادات، إنه يكون شيئًا عظيمًا حقًا لو استطعنا تنفيذ فكرة الميل المربع، وسألته عن ماهية حكاية الميل المربع، فرد التهامى: «تنسحب إسرائيل من مساحة ميل مربع من القدس ونرفع عليها علمًا عربيًا أوإسلاميًا».. يؤكد «كامل» أن التهامى أو السادات لم يفسرا له سر هذا الميل المربع ولا منطقته، ولم يسمح له تزاحم الأحداث بعد ذلك بمعاودة الاستفسار.. يضيف: «قصة هذا الميل المربع شكلت بالنسبة لى لغزا محيرا وسرا مغلقا، فلماذا ميل مربع.. هل من المعقول أن هذه المدينة التاريخية البالغة القدم أقيمت هندسيا فى نطاق ميل مربع؟».   يذكر كامل: «استنتجت فى النهاية أنها من بنات أفكار التهامى، وقال التهامى للسادات: أرجوك يا ريس أن نكون على اتفاقنا بتعيينى حاكما عاما على القدس «الميل المربع»، فأنا لم أطلب منك فى حياتى شيئًا، وليس لى مطلب آخر، فهذا هو حلم حياتى الذى أدعو الله أن يحققه قبل مماتى، وتمتم السادات بشىء لم أفهمه».   يؤكد كامل: «ابتلعت حيرتى وسكت، ولا أدرى لماذا أعدت إلى ذاكرتى فى هذه اللحظة القصة التى رواها التهامى لى ولأحمد ماهر «وزير الخارجية فيما بعد»، عندما كنا نتناول العشاء فى «فوشل» بالنمسا بشأن الاتفاق الذى جرى بين اليهود وربهم حول عودتهم إلى أورشليم كبرهان على قبولهم توبتهم، ثم يذبحون تكفيرًا عن عصيانهم، ونظرت إلى حسن التهامى، وتداعت إلى خيالى صورته وهو يرتدى زى الحاكم العام، ويجلس على كرسيه وسط الميل المربع، والجموع تحتشد من حوله تلتمس تنفيذ الحكم الإلهى، وسرت فى جسمى قشعريرة، وأدرت هذا الخاطر بعيدًا ومعه حسن التهامى». ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2022-09-17

انتقل الوفد المصرى بالطائرة من كامب ديفيد إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ثم انتقل بالسيارات إلى البيت الأبيض، لتوقيع الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين والأمريكى جيمى كارتر، على اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل يوم 17 سبتمبر، مثل هذا اليوم، من عام 1978، وحسب الدكتور بطرس غالى وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو الوفد المصرى: «جرت المراسم فى الدور الأول، وعلى المنصة ألقى كارتر وبيجين والسادات كلمة صغيرة، ثم بدأ التوقيع وسط التصفيق».   ينقل غالى الحالة النفسية للوفود الثلاثة أثناء التوقيع، قائلًا فى كتاب «ستون عاما من الصراع فى الشرق الأوسط - شهادات للتاريخ»، حوارات مع «أندريه فيرساى » عن «دار الشروق - القاهرة»: «التباين فى المزاج بين الوفود كان واضحا، كان الأمريكيون والإسرائيليون سعداء، ولكننا كنا أقل منهم سعادة، فى الحقيقة بعضنا ومنهم محمد إبراهيم كامل «وزير الخارجية» بالتحديد تصور أنه ما دام أن إسرائيل فى موقف قوة، فقد كان من الأفضل أن ننتظر إلى أن نقوى أنفسنا حتى نتفاوض ونحن فى حالة تكافؤ».     تم توقيع الاتفاق بعد 12 يومًا من المفاوضات «بدأت فى 5 سبتمبر»، يتذكر بطرس غالى، خلالها، أن العلاقات بين الوفد المصرى والإسرائيلى كانت ممتازة «باستثناء محمد إبراهيم كامل الذى أصابه إحباط تام، وكان يرفض مقابلة أحد، كنا نتريض معا، ونذهب إلى حمام السباحة معا، وكنا أحيانا نذهب لنشاهد فيلما معا، كان مناخا يشبه إلى حد ما الرحلات البحرية، كانت سفينة كامب ديفيد تفرض علينا التعايش».   ينقل «كامل»، جانبا مما حدث، حيث كان موجودا رغم أنه تقدم باستقالته يوم 16 سبتمبر، دون المشاركة فى أى نشاط رسمى، ملتزما باتفاقه مع السادات بعدم الإعلان عن الاستقالة إلا بعد عودته للقاهرة.   يقول كامل فى مذكراته «السلام الضائع»: «تحدث السادات شاكرا كارتر: «التزمت بأن تكون شريكا كاملا فى مسيرة السلام، وأنه ليسعدنى أن أقول إنك قد وفيت بهذا الالتزام بشرف»، ثم تكلم بيجين: «إن مؤتمر كامب ديفيد يجب أن تعاد تسميته إلى مؤتمر «جيمى كارتر» الذى بذل جهودا شجاعة وجبارة لإنجاح المؤتمر، وعمل بجهد واجتهاد يفوق حسب تجربتى التاريخية العمل والجهد الشاق الذى بذله أجدادنا عندما بنوا الأهرامات فى مصر، ودوى ضحك وتصفيق ويعلق كامل: «من واقع تجربتى لبيجين لم يقل هذه العبارة اعتباطا، وإنما عن عمد وسبق إصرار لعلها تكون تكئة للبناء عليها بالقدر الذى يسمح لإسرائيل فى يوم ما بالمطالبة بأهرامات الجيزة كنقطة بداية لتحقيق مطامع أوسع ولم لا».   يكشف «كامل» أنه خرج للمشى مع أحمد ماهر عضو الوفد المصرى «وزير الخارجية فيما بعد»، ثم عاد إلى استراحته بعد انتهاء التمشية، فأبلغوه أن الرئيس السادات يسأل عنه، فذهب إليه ليجد عنده حسن التهامى وحسن كامل وبطرس غالى وأشرف غربال وأسامة الباز، ونهض السادات واقفًا لاستقباله بترحاب حار ودعاه للجلوس بجانبه.. يصف كامل حالة الجميع: «خيل إلى أن الجو المخيم كئيب وكأننا فى مأتم، كان الحديث مفتعلًا تشوبه فترات طويلة من السكوت، ولا يتعرض لموضوع الاتفاقية بشكل مباشر، وأحسست أن الحاضرين بمن فيهم السادات يشعرون بأنهم مقدمون على مصيبة أو على الأقل على شىء لا يبعث على البهجة أو الارتياح، أما أنا فالتزمت السكوت التام، كنت أشعر بانقباض شديد، ولا أذكر من الذى قال من الحاضرين أن الشىء الذى سيثير معارضة الفلسطينيين هو أن عبارة «تقرير المصير» فى الاتفاقية وضعت بشكل غامض، فقال السادات: «لم يمكن غير ذلك فقد قال لى الرئيس كارتر، إن هذه العبارة ستفقده كرسى الرئاسة».   يكشف كامل: «انفجرت قائلا بصوت عال منفعل: «أهذا هو رئيس أقوى دولة فى العالم؟، أهذا هو القديس الذى كان يدعى أن الدفاع عن حقوق الإنسان والمبادئ والقيم هو محور سياساته، إنه ابن كذا وابن كذا، أمن أجل أن يظل رئيسًا لأمريكا ثمانى سنوات بدلًا من أربع يضحى بمصير شعب بأكمله؟، ياله من تافه وحقير».   ساد سكون مطلق وترقب لرد فعل السادات.. يؤكد كامل: «كنت أشعر أنه لو كان أمامه سكين لأغمده فى صدرى، وبعد فترة قهقه بصوت عميق درامى: «هه،هه،هه» قال وهو يضع يده على كتفى: «أصلك يا محمد أنت مش سياسى «فرد محمد: «إذا كانت هذه هى السياسة فلا يشرفنى أن أكون سياسيا».    ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2018-10-08

لا يستطيع أحد من كان إلا أن يتوقف بالتحية لصاحب قرار الحرب المجيدة فى 6 أكتوبر 1973، أنور السادات، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن السادات كان صاحب «أفكار صائبة وممارسات حائرة»، بمعنى أنه فكر فى أربعة محاور صائبة، وهى نصر أكتوبر والانفتاح الاقتصادى، والانفتاح على الغرب، والديمقراطية المقيدة، تحقق نصر أكتوبر بفضل قيادتة الحكيمة وبطولات الجيش، ولكن البعض مثل «محمد حسنين هيكل ووزير الخارجية محمد إبراهيم كامل ود.أسامة الباز وآخرين» يأخذون عليه التسرع فى إعلان النصر واتخاذ خطوات للسلام دفعنا فيها الكثير وأخذنا أقل مما دفعناه، كما بدأ السادات الانفتاح الاقتصادى الذى حررنا من الشمولية الاقتصادية، ولكن نتذكر أول انتقاد للانفتاح من أحمد بهاء الدين الذى وصفه بأنه «انفتاح س ما داح»، وماترتب عليه من خصخصة فى عصر مبارك شابتها أخطاء كثيرة، كما لا ننسى أن الرئيس السادات منذ إبريل 1976 أسس العديد من المنابر: منبر لليمين يرأسه مصطفى كامل مراد وآخر لليسار يرأسه خالد محيى الدين، وثالث للوسط يرأسه محمود أبو وافية، وتحولت تلك المنابر إلى أحزاب فى نوفمبر من نفس العام، ونتيجة تخبط فى قانون الأحزاب وتدخلات من السلطة التنفيذية وتلاعبات كثيرة وصل عدد الأحزاب إلى أكثر من مائة حزب الآن، وأخيرًا لا أحد يختلف على السلام ولكن كما يقول الكاتب الراحل محمد سيد أحمد فى كتابه الشهير «بعد أن تسكت المدافع» التعبير الواضح عن خيار السلام الذى دافع عنه طويلًا، رغم ما واجهه من انتقادات حادة من جميع الاتجاهات، ولكنه طرح أن خيار السلام والتطبيع يحتاج سيناريوهات أخرى اجتماعية واقتصادية وسياسية، صدر الكتاب 1975 وقبل أن يذهب السادات إلى القدس ويبدأ مسيرة التسوية السياسية السلمية، وقرأ الكتاب هذه المسيرة قبل أن تولد، وتوقعها قبل أن تبدأ، فى وقت كانت الشعارات القومية والتعبئة العسكرية هى السائدة، والمشهد السياسى برمته مليئًا بمفردات ورموز لم يكن يتخيل أحد أنها ستغيب بعد أشهر قليلة.    يقول محمد سيد أحمد فى مقدمة الكتاب: «إن العالم يتحول بسرعة، ولا يرحم المتخلف، علينا أن نتعلم كيف نتصدى لما يصدمنا، وألا يشل تفكيرنا ما يوجعنا»، «إننا فى عصر «ثورة». وليست «الثورة» مصطلحات ثورية فقط، ولا هى تمجيد أو تقديس أحداث كانت «ثورة» فى يوم ما، بل عملية حلقاتها متصلة، متجددة أبدًا، متسعة الآفاق أبدًا، هى أن نقفز باستمرار إلى أبعد، وأن نفتش باستمرار عما هو ناشىء، وندفع بالمولود الجديد إلى الحياة، أيا كانت آلام المخاض». الكتاب متعدد الأبعاد، يحتوى على قضايا مهمة كثيرة، مثل احتمال التوصل إلى سلام عربى إسرائيلى والعقبات التى تهدد العملية، التغيرات التى حدثت فى المجتمع الإسرائيلى على أثر حرب أكتوبر، حوافز تدعيم السلام ومنع اندلاع الحرب، احتمالات حل القضية الفلسطينية والقبول المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، العوامل الأساسية للصراع العربى الإسرائيلى «هل هى دينية؟ قومية؟ إقليمية؟ تكنولوجية/ اقتصادية؟»، المخاوف المتبادلة بين طرفى النزاع. ويناقش ملامح التسوية المستحسنة لحل الصراع العربى الإسرائيلى، يقول محمد سيد أحمد: «يوم أن ننجز هدف السلام العادل والدائم، يوم أن تسكت المدافع نهائيًا»، ويضيف أنه من المحتمل أن الطريق إلى التسوية، طال أم قصر، لا بد أن تتخلله حرب خامسة، أو سادسة، أو سابعة.. إلا أن هذا لا يخالف الحقيقة أنه لا يوجد حل عسكرى لأزمة الشر».   هكذا تنبأ واستقرأ مفكر مصرى 1975 بحروب إسرائيلية رغم السلام الذى كان يؤيده محمد سيد أحمد، وذلك لأنه كما كان يقول «إن إسرائيل لن تنسى هزيمة 1973» بل ورأينا كيف كان المجتمع الإسرائيلى مصدوما من تلك الهزيمة لأنها كشفت أوهام القوة لدى هؤلاء الصهاينة.   بالطبع لم تفكر إسرائيل ولا مرة حتى الآن فى شن أى حرب على مصر، ولكنها شنت حروبًا أخرى علينا أمنية، ومخدرات، واقتصادية.. إلخ.   بل وشاركت بقوة فى تأسيس حركة حماس لمحاولة إفساد أى محاولات مصرية لإقرار السلام فى فلسطين فيما بعد، وهناك أيضًا علاقات وطيدة بين جيش النصر والإرهابيين فى سوريا وإسرائيل.. كل ذلك بما لا يدعو مجالًا للشك أخذ وقتًا طويلًا لمحاولات إدراك خطورة نصر أكتوبر على إسرائيل، الأمر الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر، وتحدث السيسى عن «دور القوات المسلحة المصرية فى حماية وصون مقدرات الوطن حربًا وسلامًا»، فيما كشف راضى أنه «تم خلال الاجتماع استعراض آخر تطورات الأوضاع الأمنية فى مختلف أنحاء الجمهورية، بما فيها التدابير والإجراءات التى تتخذها القوات المسلحة لحماية الحدود المصرية وتأمينها وإحكام السيطرة عليها، فضلًا عن آخر مستجدات العملية الشاملة «سيناء 2018»، التى انطلقت عملياتها فى شبه جزيرة سيناء وذلك فى فبراير/ شباط الماضى».   وشهد الاجتماع استعراض «تعزيز قدرات التأمين على امتداد الحدود البرية والساحلية وعلى جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، فيما أشاد السيسى فى هذا الإطار «بما يبذله رجال القوات المسلحة من جهد لمكافحة الإرهاب وتدعيم الأمن والاستقرار فى مختلف ربوع مصر»، موجهاً، كما جاء فى ختام البيان الرئاسى، بـ«مواصلة التأهب والاستعداد القتالى خاصة فى ظل الأوضاع التى تمر بها المنطقة».   ويحرص السيسى على مثل هذه اللقاءات مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية فى ذكرى حرب أكتوبر1973، أننا أمام حرب لم تنته فى أكتوبر 1973، بل تمتد تارة اقتصادية وتارة بإثارة «الاحتراب الدينى، وأخرى بالإرهاب وليس أدل على ذلك بأننا حررنا سيناء 1973 بالحرب وأخرى بتحرير طابا بالتحكيم وثالثة الآن من الإرهاب».   تحية للرئيس السادات وللقوات المسلحة والشعب المصرى، ولازلنا على طريق التصدى للتحديات جيل بعد جيل. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2023-01-06

كانت الساعة الثالثة والنصف عصر مثل هذا اليوم،  6 يناير 1946، حين انطلقت جنازة أمين عثمان وزير المالية فى حكومة حزب الوفد، 4 فبراير 1942- 8 أكتوبر 1944، الذى اغتيل يوم 5 يناير بثلاث رصاصات، وهو فى طريقه إلى نادى فيكتوريا القديم، وفشلت كل محاولات إسعافه بعد نقله إلى المستشفى الإنجليزى الأمريكى، وتوفى فى الساعة الرابعة صباح 6 يناير، حسبما يذكر الكاتب الصحفى لطفى عثمان فى كتابه «المحاكمة الكبرى فى قضية الاغتيالات السياسية».   يذكر لطفى عثمان، أن القتيل كان فى طريقه إلى نادى الرابطة المصرية البريطانية التى يرأسها، وبرز شخص كان مترصدا له بالقرب من الباب الخارجى للعمارة، وأطلق النار عليه فسقط يتضرج فى دمه، ثم خرج القاتل وسار فى الشارع ويداه فى جيوبه، ولم يلبث أن شعر بالناس يتجهون نحوه فأسرع الخطى قليلا، ثم أخذ يعدو متجها نحو ميدان الأوبرا، وشهر مسدسه فى يمينه وظل يطلقه هنا وهناك، وأوشك مطاردوه أن يلحقوا به، فألقى عليهم قنبلة يدوية فانفجرت وأصابت شظاياها بعضهم، مما أجبر الباقين على عدم تعقبه، وهكذا اختفى القاتل، ولم يستغرق كل هذا القتل والمطاردة وإلقاء القنبلة أكثر من عشر دقائق.   يذكر اللورد كيلرن، المندوب السامى البريطانى، فى الجزء الثانى من مذكراته، عن حضوره المستشفى ومحاولات إنقاذ «عثمان » ومشاركته فى الجنازة، قائلا:  «كان من الصعب علينا أن نشق طريقنا وسط هذا الموج الهائل من البشر، إذ كان ما يزيد على مائة ألف فى الشوارع «هكذا تقديره »، وعندما عدت إلى السفارة وجدت هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ وحسين سرى، وقد حاولا الإفلات من هذا الزحام الشديد، وقال سرى إنه من المحتمل أن يكون هيكل هو الضحية التالية الذى حل عليه الدور، وأكد سرى بنفسه أنه يوجد بوزارة الداخلية قائمة بأسماء الشباب الذين آلوا على أنفسهم القيام بهذه المهام ».   من هم هؤلاء الشباب؟ ولماذا أمين عثمان؟.. يجيب محمد إبراهيم كامل وزير خارجية مصر المستقيل، احتجاجا على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والمتهم فى هذه القضية، قائلا فى مذكراته «السلام الضائع »:  «كان أمين عثمان معروفا بصلاته الوثيقة والمريبة بالإنجليز، وكان كثيرا ما يدلى بخطب وتصريحات تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المصريين، ومنها خطبته الشهيرة التى قال فيها: «إن إنجلترا متزوجة بمصر زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه »، كما كان شائعا أنه الرأس المدبر لحادث 4 فبراير 1942».   بعد الحادث، أعلنت الحكومة مكافأة خمسة آلاف جنيه لمن يدلى بمعلومات عن الجانى، ويؤكد كامل أن الصدفة هى التى قادت إلى التوصل للمتهم، وهو حسين توفيق «ابن خالة كامل »، حيث كان والده توفيق باشا أحمد وكيلا لوزارة المواصلات، وكان مشهورا بالشدة والصرامة، وحدث أن طرد أحد موظفى وزارته لسوء سلوكه واسمه عبدالعزيز الشافعى أفندى، وكان هذا الموظف يعرف حسين بصفته ابن رئيسه، ويعرف عنه عداوته وكراهيته الشديدة للإنجليز، وانضم هذا الموظف إلى الرابطة المصرية البريطانية، أملا فى الوصول، وشاءت الظروف أن يلتقى حسين قبل الحادث بأيام واقفا أمام مقر الرابطة بشارع عدلى، حيث كان يدرس مكان العملية، فحياه هذا الموظف وتبادل معه حديثا قصيرا انصرف بعده حسين، وفور الإعلان عن مكافأة الخمسة آلاف جنيه، توجه الموظف إلى البوليس وأبلغ أن القاتل هو حسين توفيق، فتوجه ضباط الأمن السياسى إلى الفيلا، التى يقيم فيها بضاحية هليوبوليس فى الساعة التاسعة والنصف، أى بعد الحادث بثلاث ساعات ونصف الساعة، وكانت الأسرة تجلس على مائدة العشاء، وبالتفتيش، عثر البوليس على أسلحة مخبأة ومفكرة يوميات تحتوى على عبارات عدائية ضد الإنجليز وأعوانهم، وعنوان الرابطة المصرية البريطانية.   ألقى البوليس القبض على حسين وشقيقه سعيد، ويذكر لطفى عثمان، أنهما أنكرا أمام النيابة فى تلك الليلة ارتكابهما الجريمة، وتواصلت التحقيقات حتى اعترف حسين بأنه قتل أمين عثمان لأسباب وطنية، وكشف عن أنه كون جماعة سرية لاغتيال الزعماء المصريين المتعاونين مع الإنجليز، ويؤكد لطفى عثمان، أن عدد أعضاء الجمعية المتهمين فى القضية بلغ 26 شخصا، بينهم أنور السادات وكان أكبرهم سنا 27 سنة، ومحمد إبراهيم كامل وكان يناهز العشرين عاما ويدرس الحقوق، وتراوحت أعمار الباقين بين 16 عاما و24 عاما، وجميعهم كانوا طلابا فى المدارس الثانوية والجامعة باستثناء عمر حسين أبوعلى، 24 عاما، المدرس بمدرسة الأمير عمر طوسون الابتدائية الأهلية بشبرا، وأنور فائق جرجس، 22 عاما، تاجر فى أجهزة الراديو ويقوم بإصلاحها. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2012-01-16

قرر قاضى التحقيقات جنح باب شرق بالإسكندرية المستشار حسام الشريف اليوم الاثنين، تجديد حبس المتهم "محمد إبراهيم كامل"، وشهرته جونى إبراهيم كامل 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد اشتراكه فى جريمة قتل العالم والطبيب المصرى كريم أسعد الذى قتل فى المستشفى الذى يعمل به "برنسيس أوف ويلز" فى مقاطعة بجنوب بريدجنت البريطانية فى أغسطس 2011، قبل مناقشة بحثه العلمى بأسبوع، نتيجة لبحثه العلمى البديل عن مادة المورفين التى تستخدم فى تخدير الجسم فى العمليات الجراحية وكان بالغ من العمر 31 عاما حين ذاك. وأعربت أمال محمد والدة الشهيد كريم أسعد لجريدة "اليوم السابع " عن سعادتها الغامرة، بعد تجديد حبس المتهم. وأضافت والدة شهيد العلم - التى تعمل كبير محاسبين فى شركة توزيع كهرباء الإسكندرية، أن النيابة عملت اللى عليها وأجهزة الدولة بتسعى للكشف عن الحقيقة بعد القبض على المتهم، وأعربت عن شكرها لنزاهة النيابة وتناولها للقضية بجديه وحرفية شديدة ومتابعتها لكل شىء. وتوجه برسالة إلى الرأى العام للتضامن مع القضية والوقوف صفا بجانبهم، بعد أن شكرت القوى السياسية بالإسكندرية، القاهرة التى تضامنت معهم، وشاركت فى فعاليات حملة كلنا الطبيب المصرى كريم أسعد، والوقوف بجانبهم فى القضية، معلنين صمودهم حتى يحصلوا على حق المواطن المصرى . ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2011-02-28

تقدم شحاتة محمد شحاتة، المحامى ومدير المركز المصرى للنزاهة والشفافية، ببلاغ إلى النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود ضد رجل الأعمال محمد إبراهيم كامل، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى، يتهمه فيها بالاستيلاء على 41 مليون متر من أراضى منطقة سهل حشيش. شحاتة ذكر فى بلاغه رقم 2594 لسنة 2011 أنه فى عام 1993 أن الحكومة خصصت وبالأمر المباشر وبالمخالفة للقانون 143 لسنة 1981 وتعديلاته، وكذلك القانون رقم 7 لسنة 1991 وتعديلاته وقانون المناقصات والمزايدات 9 لسنة 1983، 41 مليون متر مربع من اراضى سهل حشيش تمثل تقريبا تسعون فى المائة من مساحة المنطقة للمشكو فى حقه. وأوضح أن هذه الأرض كانت خصصتها الحكومة فى البداية إلى رجل الأعمال المصرى أسعد سمعان، وهو يحمل الجنسية الأمريكية، وتم التوقيع معه على خطاب نوايا بشروط واضحة، أهمها أن الأرض لا تباع إلا بعد استكمال البنية الأساسية الخاصة بها، ثم قامت الحكومة بسحب الأرض منه وإعادة تخصيصها أيضا بالأمر المباشر لشركة المنتجعات السياحيه التابعه لمجموعة رجل الأعمال محمد إبراهيم كامل، ووقع على نفس بنود العقد، وتم تغيير شرط واحد وهو أنه يجوز له بيع الأرض قبل الانتهاء من البنية الأساسية، وسددت شركته ربع المبلغ فقط من قيمة الأرض ثم قسمتها تمهيدا لبيعها بأسعار مرتفعة وحتى الآن لم يتم تنمية المنطقه وكل ما تم إنجازه هو 4 فنادق فقط حسبما جاء على لسان إبراهيم كامل شخصيا فى حديث أدلى به إلى إحدى الصحف. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2011-04-10

ألقت أجهزة الأمن والشرطة العسكرية القبض على رجل الأعمال محمد إبراهيم كامل، عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى السابق، بناءً على قرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضبطه وإحضاره، وتقرر حبسه 15 يومًا على ذمة الاتهامات الموجهة له، وهى المشاركة فى تدبير أحداث ميدان التحرير فجر أمس السبت، بالتعاون مع عدد من معاونيه. ومن جانب آخر، كشف وسطاء بالبورصة المصرية أن أسهم الشركة المصرية للمنتجعات السياحية التى يمتلكها إبراهيم كامل قد سجلت هبوطا حادا خلال جلسة تداولات اليوم الأحد متأثرة بأنباء القبض عليه. وأوضحت مصادر بالبورصة، أن سهم (المنتجعات السياحية) هبط بنسبة 6% خلال تعاملات اليوم وسط كميات عروض كبيرة لبيع السهم قابلها تحفظ فى عمليات الشراء مقارنة بمعدلاتها فى الأيام الماضية. وأشارت المصادر إلى أن السهم هبط إلى مستوى 15ر1 جنيه مقارنة بسعره 38ر1 جنيه فى جلسة الخميس الماضى، وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أمر أمس السبت بضبط وإحضار رجل الأعمال إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطنى وعدد من أتباعه نتيجة معلومات بتورطه فى القيام بأعمال تحريض وبلطجة من بعض أتباعه، وإثارة الجماهير فى ميدان التحرير الجمعة الماضية. موضوعات متعلقة.. تراجع حاد لأسهم شركة إبراهيم كامل بالبورصة ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2011-04-10

استمعت النيابة العسكرية اليوم الأحد، إلى أقوال رجل الأعمال محمد إبراهيم كامل، عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى سابقا، وقررت حبسه لمدة 15 يوماً لاتهامه بالمشاركة فى تدبير أحداث الشغب والاعتصام فى ميدان التحرير فجر أمس السبت، وتحريضه للمتظاهرين على ارتكاب أعمال عنف وترويع أثناء فترة حظر التجوال. كامل أنكر الاتهامات مؤكداً أنه كان بمنزله يوم الجمعة، ولم يحرض أحداً من المتظاهرين، وأن تشابه أسماء هو ما أدى للقبض عليه. كانت أجهزة الأمن بمعاونة الشرطة العسكرية تمكنت من القبض على محمد إبراهيم كامل عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى سابقا بتهمة المشاركة، بالتعاون مع عدد من معاونيه، فى تدبير أحداث الشغب والاعتصام فى ميدان التحرير فجر أمس السبت. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: