فولكان بوزكير
نشر الموقع الإلكترونى لصندوق مارشال...
الشروق
2014-09-23
نشر الموقع الإلكترونى لصندوق مارشال الألمانى للولايات المتحدة الأمريكية (GMF) مقالا تحليليا كتبته ديبا نيجار جوكسيل، رئيسة تحرير جريدة توركيش بوليسى كوارترلى التركية، يتحدث عن الرغبة التركية فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى فى حين ينتظر الأخير التأكد من صدق تركيا فى تطبيق البرنامج القومى للإصلاحات السياسية والاقتصادية. جاء فى المقال أن استطلاع اتجاهات الرأى عبر الأطلنطى لعام 2014 يعكس موجة عاتية من التأييد للاتحاد الأوروبى فى المجتمع التركى. وفى الوقت نفسه، فى الأيام الأخيرة من أغسطس، أصدر كبار قادة الحزب الحاكم فى أنقرة تصريحات، حول التزام تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، أكثر إيجابية من تصريحاتهم قبل سنوات. ومن الأسباب التى ستكون حاسمة فى انضمام تركيا، تحديد ما إذا كانت أنقرة تتخذ مجرد خطوات تجميلية نحو الإصلاحات، أو أنها تقبل نظام الاتحاد الأوروبى فى إجراءات الفحص والموازنات. سيبقى التساؤل مفتوحا حول قدرة تركيا على العودة إلى الاتحاد الأوروبى. وعلى أى حال، سيكون من المهم للاستفادة من هذا الازدهار فى الدعم التركى للاتحاد الأوروبى من تهدئة الميول غير الليبرالية فى أنقرة. <<< وأشارت الكاتبة إلى أن الاتحاد الأوروبى صار مرة أخرى على جدول الأعمال التركى، ولقد أكد رجب طيب أردوغان، عندما تولى منصب الرئيس، أن مسيرة تركيا نحو الاتحاد الأوروبى ستكون من الآن فصاعدا أكثر حسما. وأرسل فولكان بوزكير، وزير شئون الاتحاد الأوروبى وكبير المفاوضين الأتراك، كل الرسائل الصحيحة فى خطاب تنصيبه، مشيرا إلى حقيقة أن تركيا بحاجة إلى التغلب على أوجه القصور الخاصة بها واستيعاب المكتسبات لأن الوصفات ذات الصلة تعود بالفائدة على الشعب التركى فى كل مجال من مجالات الحياة اليومية. ويؤكد برنامج الحكومة الجديدة، الذى أعلن عنه رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، على الهدف من اكتساب عضوية الاتحاد الأوروبى بقوة أكبر مما كان فى البرنامج الحكومى السابق. وأوضحت جوكسيل أنه من بين أسباب اهتمام كل من الحكومة والرأى العام بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، اكتشاف عدم إمكانية تحقيق الزعامة التركية لدول الشرق الأوسط الإسلامية، بينما تنغمس المنطقة الآن فى صراع طائفى. وعلاوة على أن نتائج هذا العام شهدت أكبر عدد من الأتراك، منذ عام 2005، الذين يعتبرون حلف شمال الأطلنطى ضروريا لتركيا (49 فى المائة). وغنى عن القول، أن دعم الشركاء الغربيين أمر حاسم لحماية تركيا من التهديدات الأمنية الصعبة فى الجوار. وربما كانت زيادة اهتمام الأتراك بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبى فى المسائل الدولية، مرتبطة بهذا الأمر. ومن وجهة نظر النخبة الحاكمة، من المهم الالتزام بخطاب يدعم الانضمام للاتحاد الأوروبى، من أجل استعادة ثقة المستثمرين فى تركيا، وبالتالى دعم النمو الاقتصادى. فضلا عن أنه سيكون من الضرورى الحصول على موافقة شريحة من المجتمع أوسع من مجرد ناخبى حزب العدالة والتنمية الحاكم، من أجل تمرير دستور جديد فى العام المقبل. وفى هذا العام، قال أيضا 50 فى المائة من المشاركين الذين أوضحوا أنهم لا يوافقون على سياسة الحكومة الخارجية، أن عضوية الاتحاد الأوروبى ستكون أمرا جيدا بالنسبة لتركيا، ارتفاعا من 38 فى المائة العام الماضى. وتشير العلاقة بين رفض السياسات الخارجية للحكومة، وارتفاع تأييد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، إلى أن تأييد الاتحاد الأوروبى ارتفع بين أكثر منتقدى الحكومة. وطالما يمكن أن تتوحد الحكومة ومنتقدوها حول هدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، فلا تهم الأسباب. كما أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى يستلزم قبول الديمقراطية الليبرالية الغربية، وليس مجرد التصويت. ويشمل هذا الالتزام قيودا على السلطة التنفيذية، واستقلال القضاء، والشفافية فى الإنفاق العام والإيراد العام، وحرية التعبير ليس على الورق فقط، ولكن أيضا فى الممارسة العملية. ولا تزال التصريحات الصادرة من أنقرة تأييدا لأوروبا أضعف من صدى الاتهامات التى وجهها الرئيس الحالى ضد منتقديه، لذلك تتزايد الشكوك. <<< أضافت الكاتبة؛ لم تكن جماهير الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى أبدا، مرحبة بضم تركيا، لكن نتائج استطلاع الاتجاهات عبر الأطلنطى أظهرت مزيدا من تراجع شعبية تركيا بين المجتمعات فى الاتحاد الأوروبى. ولم يكن ذلك مستغربا نظرا لأن الأوروبيين شاهدوا زعيما تركيا غاضبا، يهاجم الاتحاد الأوروبى باستمرار، ثم تلقى أكثر من نصف الأصوات. وقد ظهر ذلك بشكل خاص فى ألمانيا، ففى العام الماضى قال 46 فى المائة أن موقفهم تجاه تركيا إيجابى إلى حد ما، بينما انخفض هذا الرقم إلى 23 فى المائة فى استطلاع عام 2014. كما تدهورت الثقة فى أنقرة بين القادة الأوروبيين أيضا. وساعدت الحوادث فى الأحياء الشرقية والجنوبية فى تعزيز الشكوك. لم يكن قادة أنقرة يرجون القيم الأوروبية فى منطقة البحر الأسود الأوسع نطاقا، وفى الجنوب، وقد ترك ذلك انطباعا بمنح الأولوية لقضية الإخوان المسلمين فوق كل أنوع التضامن الأخرى. ويخشى الأوروبيون أيضا من أن يكون الانضمام للاتحاد الأوروبى اليوم، خطوة تكتيكية من جانب الحكومة التركية التى تحتاج إلى تخفيف حدة التوتر واستعادة الثقة الآن، إلا أن هذا العناق يمكن أن يتبعه صفعة عندما تتغير الظروف. وفى العام الماضى كان هناك صمت نسبى على الجانب الأوروبى بشأن تركيا. فلم يستمع الأتراك إلى تصريحات سلبية من قادة ألمانيا وفرنسا، حول احتمالات عضوية تركيا. ربما ساعد هذا على رفع الروح المعنوية المرتبطة بالاتحاد الأوروبى فى تركيا. ولكن هذا الهدوء على جبهة الاتحاد الأوروبى لا يمكن أن يعزى بالضرورة إلى ميول أكثر إيجابية بشأن إدراج تركيا فى الاتحاد الأوروبى. فقد تراجع الحافز للتعبير عن المواقف السلبية إزاء تركيا لأن القادة الأوروبيين منغمسون فى المشاكل الإقليمية مثل المشاكل التى تسببها موسكو. وتطرح الكاتبة فى المقال التساؤل التالي؛ مع المضى قدما فى مساعى العضوية، هل تتحول العقول والقلوب الأوروبية لصالح تركيا، عندما تواجه حكومة تركية ذات خطاب ناعم، ورئيس يتحدث عن فضائل دستور جديد وحل للمشكلة الكردية؟ <<< وترى جوكسيل أنه فى حين يمكن لأنقرة أن تزهو بأن تركيا هى الآن القوة التى يجب أن يعتد بها، فإن كونها القوة التى يمكن الوثوق بها قصة أخرى. غير أنه ينبغى ملاحظة أن تأييد المجتمع التركى للتعاون مع الاتحاد الأوروبى أو مع الولايات المتحدة فى الشئون الدولية يكاد يكون على نفس مستوى انخفاض هذا التأييد داخل المجتمع الروسى، وفقا لاستطلاع التوجهات عبر الأطلنطى. وبطبيعة الحال، سوف يشجع الشركاء الغربيون تركيا على اتخاذ الخطوات اللازمة لعضوية الاتحاد الأوروبى، من أجل حل المشكلة الكردية، وحتى تبقى جزءا من بنية الأطلنطى بدلا من المغامرة بالدخول فى تحالفات مع القوى الأخرى فى منطقتها. واختتمت الكاتبة مقالها مشيرة إلى أنه خلال العقد الأول من حكم حزب التنمية والعدالة التركى، أعطى أنصار الأوروبى الأوروبى ميزة الشك إلى الحكومة التركية عند كل منعطف حاسم. لكن الأمر تغير الآن. فقد أصبح الأتراك الذين لديهم مخاوف مشروعة حول حكومتهم، يلقون أذنا صاغية فى أوروبا. وبالتالى يمكن تمكين نشطاء حقوق الإنسان والأقليات المستبعدة والصحفيين الاستقصائيين، وضحايا العدالة الانتقائية، وأولئك المعرضون للملاحقات بسبب دوافع سياسية. فإن التقليل من الضعف الذى يشعر به هذه القطاعات من المجتمع سوف يكون المحك الذى يستخدمه الاتحاد الأوروبى فى تقييم التزام أنقرة بفتح صفحة جديدة. هب أن ذلك، لن يسفر عن نتائج ما لم يقدم الاتحاد الأوروبى مكاسب كافية للقيادة التركية والأغلبية من المواطنين. فيجب أن تكون هناك فرصة عضوية قابلة للاستمرار، بشرط الأداء. ويمكن أن يساعد تطبيق نظام السفر بدون تأشيرة وبرامج أكثر شمولا لتبادل الطلاب، على نشر دعوة الاتحاد الأوروبى، الأمر الذى سيزيد الضغوط على السلطات التركية للتمسك بعملية الإصلاح الضرورية. وقد كشفت الانتخابات الأخيرة فى تركيا أن حزب المعارضة الرئيسى بحجة إلى جدول أعمال إيجابى لتعبئة الجمهور. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-04-21
أعرب أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" عن حزنه العميق لنبأ وفاة رئيس تشاد "إدريس ديبي" وقدم أعمق التعازي لعائلة الرئيس الراحل ولشعب وحكومة تشاد. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان بثه مركز أنباء الأمم المتحدة اليوم /الأربعاء/ إن الأمين العام شعر بحزن عميق عندما علم بوفاته. وأشاد بالتزام تشاد في عهد الرئيس التشادي الراحل بـ "مكافحة الإرهاب"، كما أثنى على "ديبي" الذي يعد الشريك الأساسي للأمم المتحدة والذي ساهم بشكل كبير في الاستقرار الإقليمي، ولا سيما في سياق الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في منطقة الساحل. وجاء في البيان "في هذه الأوقات الصعبة، تقف الأمم المتحدة إلى جانب الشعب التشادي في جهوده لبناء مستقبل سلمي ومزدهر". كما أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، عن تعازيه لشعب تشاد. وكان الرئيس التشادي قد توفي متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين شمال البلاد، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش للتلفزيون الرسمي. وأعلن الجيش التشادي فرض حظر تجول وإغلاق حدود البلاد بعد مقتل الرئيس ديبي وتعهد بإجراء انتخابات "ديمقراطية" بعد فترة انتقالية تمتد 18 شهرا في البلاد. وبحسب بيان الجيش التشادي، فإن مجلسا عسكريا بقيادة نجل الرئيس إدريس ديبي سيدير البلاد بعد مقتل والده. يذكر أن الجيش التشادي يعد أكثر القوات المشتركة خبرة في القوة المشتركة لدول منطقة الساحل الخمس التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر إلى جانب تشاد، التي تكافح الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل. في السياق ذاته، وجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تعازيه في وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي. وأفاد بيان للخارجية الموريتانية اليوم /الأربعاء/ بأن الرئيس الموريتاني بعث بخالص التعازي إلى أسرة الفقيد وسلطات جمهورية التشاد الشقيقة في هذا المصاب الأليم. وأكد البيان تمسك حكومة وشعب موريتانيا في هذا الظرف العصيب أكثر من ذي قبل بالشراكة والتعاون بين دول المنطقة لضمان السلام والأمن والاستقرار واحترام الشرعية الدستورية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-05-17
أفاد مسؤول إسرائيلي، بأن وقف إطلاق النار في غزة لن يتم قبل يوم الخميس، وفقا لما ذكرته قناة «العربية» في نبأ عاجل. وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستعقد اجتماعا الخميس المقبل، لمناقشة الأوضاع في فلسطين. وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، إنّ الجمعية ستعقد جلسة عامة يوم الخميس، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. وستعقد الجلسة العامة في قاعة الجمعية العامة بمبنى الأمم المتحدة، وسيكون هناك مناقشات حول البند 37 بخصوص الوضع في الشرق الأوسط والبند 38 بخصوص القضية الفلسطينية، كجزء من الدورة الخامسة والسبعين للجمعية. وبين بوزكير، أنّ الجلسة ستكون مفتوحة وستبث بشكل مباشر عبر تقنية UN WebTV. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-10-13
ألقى السفير محمد إدريس، مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، كلمة نيابة عن المجموعة العربية، خلال اجتماع تأبين أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأضاف "إدريس" أن العالم العربي ودّع رمزًا من رموزه الذين ينتمون لجيل الرواد لمشروع الدولة الوطنية في العالم العربي، متابعًا: "الصباح غادر عالمنا لكن تبقى أعماله النبيلة شاهدة عليه". ولفت إلى أن أمير الكويت الراحل عاصر كل الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة من تحديات وآمال، مستعرضًا الأدوار التي قام بها الشيخ صباح منذ استقلال الكويت. وأشار إلى أن الراحل أول من رفع علم الكويت أمام مبنى الأمم المتحدة عام 1963 قبل الانضمام للمنظمة، مؤكدًا أنه عمل على تحقيق نهضة الكويت، خلال كل المناصب التي تولاها. وذكر أن المرأة الكويتية حصلت على جميع حقوقها السياسية في عهد الصباح، إضافة إلى أنه حقق نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات، تقوم على أساس المواطنة وحكم القانون. وتابع "إدريس" أن أعمال الراحل لم تقتصر على عملية التنمية الشاملة التي شهدتها الكويت، موضحًا أنه كانت له إسهاماته على المستوى الدولي، إضافة إلى دعمه القوي للقضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وعُقدت بالجمعية العامة للأمم المتحدة مراسم تأبين أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمشاركة فولكان بوزكير رئيس الدورة 75 للجمعية العامة وأنطونيو جوتيريش الأمين العام وممثلي أعضاء الأمم المتحدة. وبعد أن ألقى جوتيريش كلمته، دعا رئيس الجمعية العامة الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادًا على رحيل الشيخ صباح. وتحدث خلال الجلسة رؤساء المجموعات الإقليمية بالأمم المتحدة مشيدين بإنجازات أمير الكويت الراحل. ومن جانبه، قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش، إن الأمم المتحدة تشاطر الكويت الحزن على وفاة الشيخ صباح الذي كان يولي الأولوية للتعاون والعمل متعدد الأطراف كما قاد الكويت للانضمام للمنظمة الأممية عام 1963. وأشاد "جوتيريش" بمبادرة وقيادة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في بعض أهم الجهود الإنسانية حول العالم، وقال إن حياة ملايين الناس قد تحسنت بسبب تعاطفه والتزامه بالعمل الإنساني، موضحًا أن الأمم المتحدة تتطلع لمواصلة الشراكة والصداقة مع دولة الكويت لتعزيز السلام والاستقرار. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-09-23
أكدت المملكة العربية السعودية، أن العالم اليوم يواجه تحدياً كبيرا، يتمثل في جائحة كورونا وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية، التي أظهرت الحاجة الملحة إلى تكاتف الجميع لمواجهة التحديات المشتركة للإنسانية، وأن المملكة بوصفها رئيساً لمجموعة دول العشرين مستمرة في الدفع بجهود الاستجابة الدولية للتعامل مع الجائحة ومعالجة آثارها الإنسانية والاقتصادية. وشددت على انتهاجها في محيطها الإقليمي والدولي سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في محيطها، ودعم الحلول السياسية للنزاعات، ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ــ عبر الاتصال ــ المرئي، وفيما يلي نصها: - بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، معالي الأمين العام للأمم المتحدة، الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أود في البداية أن أتقدم بخاص التهاني لمعالي السيد فولكان بوزكير، لانتخابه رئيساً للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً له النجاح في أداء مهامه. كما أتقدم بالشكر الجزيل لسلفه الدكتور تيجاني محمد باندي، رئيس الدورة السابقة على ما بذله من جهود كبيرة، ولا يفوتني الإشادة في هذا الإطار بالعمل المميز الذي يقوم به معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش لرفع كفاءة عمل مؤسسات الأمم المتحدة، بما يحقق أهدافها ومقاصد ميثاقها. السيد الرئيس.. الحضور الكرام: أتحدث إليكم اليوم من أرض الرسالة، مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، موجهاً إليكم رسالة نستند فيها إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وثقافتنا العربية، وقيمنا الإنسانية المشتركة، ندعو فيها إلى التعايش والسلام والاعتدال، والتكاتف بين دول العالم وشعوبها في مواجهة التحديات الإنسانية الاستثنائية المشتركة، التي تواجه عالمنا. فالعالم اليوم يواجه تحدياً كبيراً، يتمثل في جائحة كورونا وآثارها الصحية والإنسانية والاقتصادية، التي أظهرت الحاجة الملحة إلى تكاتفنا جميعاً لمواجهة التحديات المشتركة للإنسانية، وقد قامت المملكة بوصفها رئيساً لمجموعة دول العشرين بتنسيق الجهود الدولية من خلال عقد قمة في شهر مارس الماضي على مستوى القادة لتنسيق الجهود العالمية لمكافحة هذه الجائحة والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، وأعلنت المملكة خلال القمة تقديم مبلغ خمسمائة مليون دولار لدعم جهود مكافحة الجائحة، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، والمملكة مستمرة في الدفع بجهود الاستجابة الدولية للتعامل مع الجائحة ومعالجة آثارها. كما أن المملكة من أكبر الدول المانحة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية، ولم تميز المملكة أحدا في هذه الجهود على أسس سياسية أو عرقية أو دينية، حيث قدمت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من ستة وثمانين مليار دولار من المساعدات الإنسانية، استفادت منها إحدى وثمانون دولة. الحضور الكرام: إن بلادي منذ تأسيس هذه المنظمة كانت في طليعة الدول الساعية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وعملت دوماً ولا تزال على بذل جهود الوساطة والتوصل لحلول سلمية للنزاعات، ومحاولة تجنبها، ودعم الأمن والاستقرار، والنمو والازدهار. إلا أن منطقة الشرق الأوسط عانت، ولا تزال، من تحديات أمنية وسياسية كبرى تهدد أمن شعوبها واستقرار دولها. فقد عانت منطقتنا عقوداً طويلة من محاولة قوى التطرف والفوضى فرض سياساتها وتوجهاتها لإعادة صياغة حاضر دول المنطقة ومستقبلها، غير مكترثة لتطلعات شعوبها من نمو وازدهار وسلام، وقد اخترنا في المملكة طريقاً للمستقبل من خلال رؤية المملكة 2030، التي نطمح من خلالها أن يكون اقتصادنا رائداً ومجتمعنا متفاعلاً مع محيطه، مساهماً بفاعلية في نهضة البشرية وحضارتها. وتنتهج المملكة في محيطها الإقليمي والدولي سياسة تستند إلى احترام القوانين والأعراف الدولية، والسعي المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في محيطها، ودعم الحلول السياسية للنزاعات، ومكافحة التطرف بأشكاله وصوره كافة. الحضور الكرام: لقد مدت المملكة أياديها للسلام مع إيران وتعاملت معها خلال العقود الماضية بإيجابية وانفتاح، واستقبلت رؤساءها عدة مرات لبحث السبل الكفيلة لبناء علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، ورحبت بالجهود الدولية لمعالجة برنامج إيران النووي، ولكن مرة بعد أخرى رأى العالم أجمع استغلال النظام الإيراني لهذه الجهود في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية. واستمراراً لذلك النهج العدواني، قام النظام الإيراني العام الماضي باستهداف المنشآت النفطية في المملكة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، واعتداء على الأمن والسلم الدوليين، وبشكل يؤكد أن هذا النظام لا يعبأ باستقرار الاقتصاد العالمي وأمن إمدادات النفط للأسواق العالمية، كما يستمر عبر أدواته في استهداف المملكة بالصواريخ البالستية التي تجاوز عددها ثلاثمائة صاروخ وأكثر من أربعمئة طائرة بدون طيار في انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231، ولقد علمتنا التجارب مع النظام الإيراني أن الحلول الجزئية ومحاولات الاسترضاء لم توقف تهديداته للأمن والسلم الدوليين، ولا بد من حل شامل وموقف دولي حازم يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ البالستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب. الحضور الكرام: إن تدخلات النظام الإيراني في اليمن من خلال انقلاب المليشيات الحوثية التابعة له على السلطة الشرعية أدت إلى أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية، يعاني منها الشعب اليمني الشقيق، وتشكل مصدراً لتهديد أمن دول المنطقة والممرات المائية الحيوية للاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى قيام تلك المليشيات بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، وعرقلة جميع جهود التوصل إلى حل سياسي في اليمن، وعدم تجاوبها مع جهود التهدئة وآخرها إعلان التحالف في شهر أبريل الماضي لوقف إطلاق النار استجابة لدعوة الأمم المتحدة ولإتاحة الفرصة لتعزيز جهود مكافحة تفشي جائحة كورونا في اليمن، حيث إنها لا زالت مستمرة في استهداف المدنيين في اليمن والمملكة. ونؤكد أن المملكة لن تتهاون في الدفاع عن أمنها الوطني، ولن تتخلى عن الشعب اليمني الشقيق حتى يستعيد كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية، وستستمر في تقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني الشقيق، كما سنواصل دعمنا لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار اليمني الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216. الحضور الكرام: يشكل الإرهاب والفكر المتطرف تحدياً رئيسياً يواجههُ العالم بأسره، وقد نجحنا معاً خلال الأعوام القليلة الماضية في تحقيق نجاحات مهمة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك دحر سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في العراق وسوريا، من خلال جهود التحالف الدولي، كما نجحت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن في توجيه ضربات مهمة لتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن. إن تحقيق النجاح في معركتنا ضد الإرهاب والتطرف يتطلب تكثيف جهودنا المشتركة من خلال مواجهة هذا التحدي بشكل شامل يتناول مكافحة تمويل الإرهاب، والفكر المتطرف. وقد قامت المملكة بدعم عدد من المؤسسات الدولية التي تساهم في دعم الجهود المشتركة في مواجهة هذا التحدي، حيث دعمت المملكة مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، بمبلغ مئة وعشرة ملايين دولار، وانشأت المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما تستضيف المملكة المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب. الحضور الكرام: إننا في المملكة انطلاقاً من موقعنا في العالم الإسلامي نضطلع بمسؤولية خاصة وتاريخية، تتمثل في حماية عقيدتنا الإسلامية السمحة من محاولات التشويه من التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة، فالدين الإسلامي الذي جعل جريمة قتل نفس بشرية واحدة مساوياً لجريمة قتل الناس جميعاً، هو بلا شك براء من كل الجرائم النكراء والفظائع التي ارتكبتها باسمه قوى الإرهاب والتطرف. إن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، تجد بيئة خصبة للظهور والانتشار في الدول التي تشهد انقسامات طائفية، وضعفاً وانهياراً في مؤسسات الدول، وعلينا إن أردنا أن ننتصر في معركتنا ضد الإرهاب أن لا نتهاون في مواجهة الدول الراعية للإرهاب والطائفية، والوقوف بحزم أمام الدول الداعمة لإيديولوجيات متطرفة عابرة للأوطان، وهي إيديولوجيات تسعى في كثير من الأحيان لتغطية تطرفها وطبيعتها الفوضوية التدميرية بشعارات سياسية زائفة. الحضور الكرام: إن السلام في الشرق الأوسط هو خيارنا الاستراتيجي، وواجبنا أن لا ندخر جهداً للعمل معاً نحو تحقيق مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والازدهار والتعايش بين شعوب المنطقة كافة، وتدعم المملكة جميع الجهود الرامية للدفع بعملية السلام، وقد طرحت المملكة مبادرات للسلام منذ عام 1981، وتضمنت مبادرة السلام العربية مرتكزات لحل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي يكفل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما نساند ما تبذله الإدارة الأمريكية الحالية من جهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال جلوس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق عادل وشامل. وإننا إذ نتابع بقلق التطورات في ليبيا، وندعو جميع الأشقاء الليبيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، والوقوف صفاً واحداً للحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها، فإننا ندين التدخلات الأجنبية في ليبيا. كما نؤيد الحل السلمي في سوريا وخروج المليشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري. كما أننا نقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق الذي تعرض إلى كارثة إنسانية بسبب الانفجار في مرفأ بيروت، ويأتي ذلك نتيجة هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح مما أدى إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية، وإن تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء يتطلب تجريد هذا الحزب الإرهابي من السلاح. السيد الرئيس.. الحضور الكرام: إننا ندعو من هذا المنبر إلى تكثيف الجهود والعمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية في مجال التغير المناخي، ومكافحة الفقر والجريمة المنظمة، وانتشار الأوبئة، وغير ذلك من التحديات التي تستدعي تعزيز تعاوننا جميعاً للعمل نحو مستقبل مشرق، تعيش فيه الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-10-13
عُقدت بالجمعية العامة للأمم المتحدة مراسم تأبين أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمشاركة فولكان بوزكير رئيس الدورة 75 للجمعية العامة وأنطونيو جوتيريش الأمين العام وممثلي أعضاء الأمم المتحدة. وبعد أن ألقى جوتيريش كلمته، دعا رئيس الجمعية العامة الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادًا على رحيل الشيخ صباح. وتحدث خلال الجلسة رؤساء المجموعات الإقليمية بالأمم المتحدة مشيدين بإنجازات أمير الكويت الراحل. وقال الأمين العام أنطونيو جوتيريش، إن الأمم المتحدة تشاطر الكويت الحزن على وفاة الشيخ صباح الذي كان يولي الأولوية للتعاون والعمل متعدد الأطراف كما قاد الكويت للانضمام للمنظمة الأممية عام 1963. وأشاد "جوتيريش" بمبادرة وقيادة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في بعض أهم الجهود الإنسانية حول العالم، وقال إن حياة ملايين الناس قد تحسنت بسبب تعاطفه والتزامه بالعمل الإنساني. وأعرب الأمين العام عن أخلص أمنياته للأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، وقال إن الأمم المتحدة تتطلع لمواصلة الشراكة والصداقة مع دولة الكويت لتعزيز السلام والاستقرار. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-06-18
انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمينًا عامًا، لفترة ثانية، اليوم الجمعة، ليستمر في منصبه 5 سنوات أخرى، مسئولاً عن المنظمة المكونة من 193 دولة. وصفق سفراء الجمعية العامة عندما أعلن فولكان بوزكير، رئيس الجمعية، إعادة انتخاب جوتيريش بالتزكية. وقبيل الإعلان قرأ سفين يورجنسن، سفير إستونيا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الحالي، قرارا تبناه المجلس المكون من 15 دولة يوصي بتعيين جوتيريش لفترة ثانية. وبموجب ميثاق الأمم المتحدة، تنتخب الجمعية العامة الأمين العام بتوصية من مجلس الأمن. وقال جوتيرش، في كلمة عقب إعادة انتخابه: «يجب استخلاص الدروس حتى نحقق التعافي التام من وباء كورونا، مؤكدا أنه سيركز في ولايته الثانية على الأوبئة والفقر». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: