أرض كنعان

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning أرض كنعان over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning أرض كنعان. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with أرض كنعان
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with أرض كنعان
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with أرض كنعان
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with أرض كنعان
Related Articles

الشروق

2025-05-14

"مركبات جدعون"، هو الاسم الذى أطلقه مجلس الحرب الإسرائيلى المصغَّر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"على خطة توسيع العمليات العسكرية بقطاع غزة، أو بالأحرى إعادة احتلاله، ونفى سكانه منه، من يكون "جدعون" هذا، الذى سُميت الخطة باسمه؟ وما قصة "مركباته" المزعومة؟، هو قاض من قضاة القبائل العبرانية، التى غزت أرض كنعان/فلسطين، بعد مغادرتها مصر، وكان يديرون شئونها، خلال الفترة الأولى من الغزو، قبل أن يترسخ وجودها فى الأرض التى غزتها واحتلتها، الاسم، الذى أطلق على الخطة، اسم هجين وغريب للغاية، بحسب الحاخام، أمنون بازاك، الذى يسخر من التسمية، قائلًا: «من حيث المبدأ، لم يرتبط اسم أى قاضٍ من قضاة بنى إسرائيل بأى نوع من المركبات قط، والمركبة الوحيدة التى ورد ذكرها فى سفر (القضاة) هى مركبة سيسرا، قائد كنعانى حارب الغزاة العبرانيين، وقُتل غيلة وغدرًا، وهو نائم، على يد امرأة عبرانية بعد أن استجار بقبيلتها التى كان بينها وبين قومه حلف سلام».التسمية ليست اعتباطية، ولا عشوائية، لكنها تحمل رموزًا ودلالات تتقاطع مع خطاب حكومة بنيامين نتنياهو، إذ ينسب سفر القضاة إلى جدعون أنه قاد وحدة صغيرة، قوامها 300 مقاتل وحدة من وحدات النخبة جرى تصفيتهم واختيارهم من بين 32 ألف مقاتل، لمحاربة جيش المديانيين من شعوب أرض كنعان - المهول، بحسب وصف السفر، وانتصر عليهم، منذ ذلك الوقت، صار اسم جدعون رمزًا للفئة الصغيرة القادرة على هزيمة جيش عرمرم، رغم الفارق فى نسب القوى.ما يزال مفهوم الفئة القليلة، التى تغلب فئة كثيرة، يعشش فى العقلية الإسرائيلية، ويوجهها، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك تمامًا، إذ يتفوق الجيش الإسرائيلى على كل الفصائل الفلسطينية، مجتمعة، فى العدد والعتاد، تفوقًا مهولًا، بل إنه يتفوق من حيث نوعية التسليح على كل الجيوش فى المنطقة، تعكس الدلالة الثانية للتسمية تخوفًا من عواقب الانقسام، الذى يضرب المجتمع الإسرائيلى، إزاء قضية استمرار الحرب، بخاصة، وتبعث برسالة للمواطن الإسرائيلى مفادها، أن نبذ الانقسام، والالتفاف حول قرارات الحكومة، أو بالأحرى حول سياسات بنيامين نتنياهو، وشركائه من المتطرفين، من أمثال بن جفير وسموتريتش، والاستجابة لخطط الجيش، فيما يخص تعبئة المزيد من قوات الاحتياط، المنهكة أصلًا، قادران على تحقيق النصر، المأمول، وأن نتنياهو هو المعادل الموضوعى للقاضى التوراتى، «جدعون»، الذى استطاع توحيد القبائل العبرانية، رغم ما بينها من خلافات ومشاحنات، فى ذلك الوقت، وانتصر على الأعداء.يذكر سفر القضاة (الإصحاح الثامن) أن سبط إفرايم عتبوا على «جدعون» أنه لم يشركهم معهم فى الحرب، وخاصموه: وقال له رجال إفرايم «ما هذا الأمر الذى فعلتَ بنا، إذ لم تدعُنا عند ذهابك لمحاربة المديانيين»، وخاصموه بشدة، هذه ليست المرة الأولى، التى تطلق فيها إسرائيل اسمًا مستلهمًا من التوراة على الحروب، التى تخوضها، الأمثلة عديدة، وجميعها مشبعٌ بالإيحاءات والدلالات والإحالات التوراتية، كما أن الاسم الجديد للخطة ليس الوحيد، الذى أطلق على حرب «طوفان الأقصى»، كما أسمتها «حماس»، فقد أطلقت عليها تسميات عديدة: حرب «السيوف الحديدية»، وحرب «البعث» تسمية يفضلها بنيامين نتنياهو ويشبهها بحرب 1948م، التى تُسمَّى فى الخطاب الإسرائيلى حرب (الاستقلال) أو حرب (التحرير)، أو حرب (البعث)، وحرب «السابع من أكتوبر»، وحرب «الجبهات السبع»، وحرب «سهام الشمال»، وحرب «عزة وسيف».*بداية، يجب التنويه إلى أن خطة احتلال قطاع غزة، وإجلاء سكانه منه، كما أقرها مجلس الحرب الإسرائيلى، جرى إعدادها بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا يتوهمنَّ أحدٌ، بعد مناكفات ترمب لنتنياهو فى قضايا عديدة مؤخرًا، أن هناك اختلافًا فى الاستراتيجية بين الدولتين، يقول رون بن يشاى، فى مسألة المشاركة الأمريكية فى إعداد الخطة الجديدة: «أُعد مخطط الحملة العسكرية الحالية بالأركان العامة، حيث تنسق شعبة العمليات العمل وتقوده، أعدت شعبة العمليات، فى واقع الأمر، بالتعاون مع الشاباك، ومنسق العمليات فى المناطق (الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية)، وهيئة الاستخبارات، وعناصر أخرى فى جيش (الدفاع) الإسرائيلى، وبتنسيق مع الأمريكان، ثلاث خطط عملياتية، فضَّل رئيس الأركان، إيال زامير، منها خطة مركبات جدعون».تشتمل الخطة على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: تسمى مرحلة الإعداد، وقد انطلقت بالفعل، وهى تتضمن إقامة معسكرات، على غرار المعسكرات التى أقامها النازى خلال الحرب العالمية الثانية، أو معازل على غرار معازل السود فى جنوب أفريقيا قبل التخلص من نظام الفصل العنصرى، أو جيتوهات، على غرار جيتوهات اليهود فى أوروبا فى القرون الماضية، فى منطقة رفح، وتحديدًا فى المنطقة الواقعة بين الممر الجديد، الذى أقامته إسرائيل فى القطاع، ممر "موراج"، الذى فصل جنوب القطاع عن شماله، وممر صلاح الدين (فيلادلفيا)، بهدف تجميع ما يقرب من مليونى مواطن من مواطنى غزة، سيتم إخلاؤهم أو بالأحرى طردهم من شمال ووسط القطاع بالقوة، لاحقًا، ستُقام حول هذه المعسكرات نقاط تفتيش عسكرية، هدفها، فرض قيود على تحركاتهم، توطئة لنفيهم، فى موازاة ذلك، سيتم تجنيد أفراد من الاحتياط خاصة القادة فى هذه المرحلة للسماح للقوات النظامية بالانتقال من ساحات أخرى من الضفة الغربية ومن هضبة الجولان إلى قطاع غزة.المرحلة الثانية: قصفًا جويًا ومدفعيًا مكثفًا ومطالبة سكان شمال ووسط القطاع بالتوجه جنوبًا نحو المعسكرات أو المعازل، أو الجيتوهات التى أعدت سابقًا، من المقرر أن تبدأ هذه المرحلة بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترمب، إلى المنطقة، ومن المتوقع أن تتضمن تفعيل منظومة المساعدات الإنسانية، التى ستدخل القطاع عبر معبر "كرم أبو سالم"، التى تسيطر عليه إسرائيل، على أن تتولى شركة أمريكية أمر توزيعها، تحت حراسة وتأمين القوات الإسرائيلية، فى موازاة كل ذلك، تسعى إسرائيل لدى دول مختلفة لإقناعها باستقبال الغزاويين، الذين جرى طردهم، وتجميعهم قريبًا من المعابر الحدودية مع مصر، وإسرائيل وساحل البحر، حتى يتسنى نفيهم خارج القطاع، طبقًا لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.المرحلة الثالثة: بعد عملية الإخلاء والطرد، وهى عبارة عن مناورة عسكرية برية واسعة فى المناطق التى جرى طرد الغزاويين منها، مع احتلالها والبقاء فيها لأجل غير معلوم، وطبقًا لمسئول عسكرى إسرائيلى رفيع، فإن الجيش الإسرائيلى "سيبقى فى كل منطقة يحتلها، وسيتعامل معها طبقًا لنموذج منطقة رفح"، الذى سويت كل البيوت فيها بالأرض، احتلال غزة، إذًا هدف رئيس من أهداف الخطة، وقد عبَّر وزير المالية، الإسرائيلى، وعضو مجلس الحرب، بتسلئيل سموتريتش، عن هذا التوجه بقوله: لن تنسحب إسرائيل من غزة حتى بعد تحرير المخطوفين، بما يعنى أنه يمهد لإعادة احتلال غزة ولإعادة الاستيطان بها.*للخطة معارضون كثيرون، داخل إسرائيل، إذ يعارض ما يقرب من 70% من الإسرائيليين، بحسب استطلاعات رأى مختلفة، استمرار الحرب، أصلًا، فضلًا عن معارضة احتلال واستيطان القطاع، وتعارضها أسر الأسرى الذين يخشون على مصير أبنائهم، الذين ما يزالون فى قبضة "حماس"، ويعارضها أسر أفراد الاحتياط، الذين تحملوا أعباء ضخمة خلال فترة الحرب، منها فقدان وظائفهم، وتضرر أشغالهم، وتفكك أسرهم، وتعارض الخطة مؤسسات ومنظمات الإغاثة الدولية، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والسؤال الذى يطرح نفسه: فيم تختلف هذه الخطة عن سابقاتها؟ كيف ستغير الخطة من موقف "حماس"؟ وماذا سيكون مصير الأسرى، الذين يتعارض هدف تحريرهم مع اشتداد وتيرة الحرب طبقًا للخطة؟ لقد فشلت الخطة الأخيرة، خطة "عزة وسيف"، التى وضعها الجيش تحت قيادة رئيس الأركان، إيال زامير، فى إثناء "حماس" عن موقفها، فهل ستنجح خطة "مركبات جدعون"؟. فى هذا الصدد، يقول آفى أشكنازي: ليس من الواضح أن تنجح الخطة، سيكون الأمر أكثر تعقيدًا كما يبدو، لماذا؟ لأنه لا توجد، أولًا، استراتيجية سياسية لليوم التالى، لا توجد فى حقيقة الأمر توافقات فى المستوى السياسى على النتائج المرجوة. لا توجد خطة واضحة لما هو مطلوب من القوات أن تفعله فى حقيقة الأمر.*ما تزال خطة "مركبات جدعون" فى المراحل الأولى، وقد قدّر وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلية، والمسئول عن مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، وأقرب الشخصيات إلى نتنياهو، وإلى عقله، رون ديرمر، أن الحرب ستستغرق عامًا، وهو ما أكده رئيس الأركان الإسرائيلى، إيال زامير، أيضًا، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين متى وكيف ستنتهى، لكن الأمر المؤكد، أن استمرار الحرب هدفٌ رئيس من أهداف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذى يخشى ثلاثة أمور: الأول هو، انفراط عقد ائتلافه الحاكم، على ضوء التهديد الجدى الذى يوجهه وزراء الأحزاب المتطرفة له، خاصة وزراء حزبى «قوة يهودية» بزعامة إيتامار بن جفير، و«الصهيونية الدينية»، بزعامة بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا لم يواصل الحرب، والثانى هو، أن تتشكل لجنة تحقيق رسمية، بعد انتهاء الحرب، تكشف مسئوليته عن السابع من أكتوبر2023م، والثالث هو، القضاء على حلمه فى أن يتوج زعيمًا تاريخيًا لإسرائيل، وهو حلم ما انفك يراوده، ويداعب نفسه المريضة. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2025-02-18

  لماذا سميت «أرض الميعاد» المزعومة، باسم إسرائيل -يعقوب- حصريًا، وليس باسم إبراهيم، الذى قطع الرب معه عهدًا؟: «فى ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقًا»، قائلًا: «لنسلك أعطى هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات» ( سفر التكوين، 15، 18). لماذا لم تسمى باسم إسحاق، ابن إبراهيم، الذى نصت التوراة على أنه الوريث الحصرى لإبراهيم من دون سائر أبنائه الآخرين، وعلى رأسهم إسماعيل؟: «ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذى ولدته لإبراهيم يمزح، فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابنى إسحاق» (سفر التكوين، 21، 9ـ10). ولماذا لم تسمَ باسم موسى، مؤسس الديانة الموسوية، الذى أمره الرب باحتلال أرض كنعان وطرد أهلها منها؟: «وكلم الرب موسى فى عربات موآب على أردن أريحا»، قائلًا: «كلم بنى إسرائيل وقل لهم إنكم عابرون الأردن (نهر الأردن) إلى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم…». (سفر العدد، 33، 50ـ 52). ما الصفات التى أهَّلت إسرائيل/يعقوب حتى تنسب الأرض إليه؟ وهل أقام بهذه الأرض إقامة دائمة؟ وما قيمتها لدى إسرائيل، نفسه، ولدى أبنائه، أسباط بنى إسرائيل؟ تتعدد كُنيات يعقوب فى المصادر اليهودية، فهو «أبونا يعقوب»، و«إسرائيل»، و«يشورون»، و«مجْتَبَى الآباء». يقول الحاخام، أورى شرقى، إن ليعقوب هوية مزدوجة: هوية «يعقوبية»، وهوية «إسرائيلية». ورغم أن ملاك الرب غيَّر اسمه من يعقوب إلى إسرائيل: «فقال (الملاك ليعقوب): لا يُدْعَى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل» (سفر التكوين، 32، 29) فإن الاسم يعقوب يرد فى مواضع عديدة بالنص التوراتى بعد عملية التغيير. تنسب التوراة إليه صفة الأمانة: «تصنع الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم، اللتين حلفتَ لآبائنا منذ أيام القدم» (سفر ميخا، 7، 20) أو كما يقول تفسير «يلقوط شمعونى»: «اختص الله كل واحد من الأبرار بخصيصة معينة. اختص إبراهيم بالختان، واختص إسحاق بالدعاء، واختص يعقوب بالأمانة كما جاء فى النص التوراتى تصنع الأمانة ليعقوب». لكن هذه الصفة، خاصةً، تتعارض مع سلوك يعقوب، كما وصفته التوراة، ذاتها. إذ يقول الحاخام، باروخ إفراتى، إن التوراة تقدم يعقوب بوصفه إنسانًا داهيةً، وخبيثًا، وماكرًا، وكاذبًا، حيث أمسك، وهو ما يزال بعد فى بطن أمه، بعقب أخيه التوأم، عيساف (عيسو فى ترجمة الكتاب المقدس) كى يعوقه عن النزول أولًا من بطن أمه فيكونَ البِكْر (يحظى الابن البكر فى اليهودية بمكانة خاصة. إذ يرث ضعف إخوته، على سبيل المثال لا الحصر)، وعندما كبر الأخوان، اشترى يعقوب حق البكورية من أخيه لقاء ثمن بخس، وهو ما عدَّه عيساف استغلالًا وانتهازية وكذبًا: «فقال (إسحاق ردًا على مطالبة عيساف له بأن يباركه مثلما بارك يعقوب): قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك. فقال (عيساف): ألا إن اسمه دُعى يعقوب، فقد تعقبنى الآن مرتين! أخذ بكوريتى، وهو ذا الآن قد أخذ بَرَكَتى». ثم قال: «أَمَا أبقيتَ لى بركة؟ فأجاب إسحاق وقال لعيسو: «إنى قد جعلته سيدًا لك، ودفعت إليه جميع إخوته (ليس له سوى أخ واحد!) عبيدًا». هكذا، تسلط يعقوب، بالمكر والخديعة، على أخيه، وصادر الامتيازات، كلها، بما فيها، الحق فى الأرض الموعودة، المزعومة، أيضًا. فإذا كان أحد آباء اليهود يمارس الخداع مع أخيه، طبقًا للنص التوراتى، أفلا يمارسه مع الغرباء؟ إنه، لعمرى، تأصيل لسلوك يقوم على الاحتيال، والمكر، والخداع بين جماعة بنى إسرائيل. لا يقتصر الأمر على الاحتيال فقط، وإنما مارس يعقوب الكذب، أيضًا، على أبيه، إسحاق، الذى أصابه العمى فى أيامه الأخيرة، حين زعم أنه عيساف، حتى إن النبى إرميا حين أراد أن يعبر عن أسباب الفساد الذى تفشى بين بنى إسرائيل، شبهها، وإن تلميحًا، بصفتى الكذب والخداع لدى يعقوب: «احترزوا كلُ واحد من صاحبه، وعلى كل أخ لا تتكلوا، لأن كل أخ يعقب عقبًا، وكل صاحب يسعى فى الوشاية». • • • هذا من ناحية الصفات. أما فيما يخص الإقامة بالأرض، التى سميت باسمه، فإننا نكتشف، من خلال النص التوراتى، أن يعقوب/إسرائيل كان دائم التنقل والارتحال. والسؤال المتوجب: «كيف يُستساغ أن يهجر شخص أرضًا (وعده) الرب بها؟ المنطق يقول، إن عليه أن يتشبث بها. أن يعض عليها بالنواجذ، كما يقال، لا أن يفرط فيها، هكذا بسهولة». فى الحقيقة، نحن أمام شخص فى حالة اغتراب اختيارى عن هذه الأرض. لم يمكث يعقوب/إسرائيل بأرضه، المزعومة، سوى بضع سنوات من عمره، حتى إنه أنجب كل أبنائه -الأسباط الاثنى عشر- خارجها: «وكان بنو يعقوب اثنيْ عشر(...) هؤلاء بنو يعقوب الذين ولدوا له فى فدَّان أرام» (مدينة حاران ببلاد ما بين النهرين. تقع حاليًا فى محافظة أورفة جنوب شرقى تركيا عند منبع نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات). • • • كان أول ارتحال ليعقوب/إسرائيل، إلى حاران بجنوب شرق تركيا، حيث يعيش خاله، لابان، حيث استشعرت أمه، رفقه، أن أخاه ينوى قتله، فنصحته بالذهاب إلى هناك، وبالزواج، أيضًا، من إحدى بنات خاله. مكث يعقوب/إسرائيل عشرين عامًا، خارج أرضه المزعومة، لدى خاله، تزوج خلالها من ابنتيه، ليئة وراحيل، ومن جاريتيهما، زلفة وبلهة، وأنجب أحد عشر ابنًا وبنتًا واحدة من الأربعة، خلال إقامته فى حاران، وأنجب الابن، الذكر، الثانى عشر، بنيامين، بعد عودته إلى أرض كنعان. فإذا أضفنا إلى العشرين عامًا التى قضاها يعقوب/إسرائيل خارج أرضه المزعومة أربعة عشر عامًا أخرى، قضاها فى دراسة التوراة، وهو فى طريقه إلى حاران، كما يقول التلمود البابلى (مبحث مجيلا، ص 16)- لا نعلم أين بالضبط، ولم تكن التوراة قد نزلت بعد على موسى!- لصار مجموع ما قضاه خارج أرضه المزعومة 34 عامًا. ومن المثير، واللافت للنظر، أن يعقوب/إسرائيل حين راكم ثروة وقوة فى حاران وأراد العودة إلى حيث أسرته، لم يشر النص التوراتى إلى أنه عائد إلى أرضه المزعومة، وإنما إلى أرض كنعان: «فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال، وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذى كان قد اقتنى: مواشى اقتنائه التى اقتنى فى فدَّان أَرام، ليجىء إلى إسحاق أبيه إلى أرض كنعان» (سفر التكوين 31، 17ـ 19). ولمَّا بلغ هو وعشيرته أرض كنعان، اشترى. نعم. اشترى، كما يقول النص التوراتى، قطعة أرض من حاكم مدينة نابلس (شخيم بالعبرية/شكيم فى ترجمة الكتاب المقدس) لينصب فيها خيمته: «ثم أتى يعقوب سالمًا إلى مدينة شكيم التى فى أرض كنعان، حين جاء من فدان أرام. ونزل أمام المدينة. وابتاع قطعة الحقل التى نصب فيها خيمته من يد بنى حمور أبى شكيم بمئة قسيطة…». (سفر التكوين، 33، 18 ـ 20). كيف يشترى قطعة أرض والأرض «أرضه»، أصلًا، كما يُزعم؟! فى الحقيقة، هناك الكثير من علامات التعجب والاستفهام. وإذا كانت هجرة يعقوب/إسرائيل إلى حاران هجرة فردية، فإن هجرته إلى مصر هجرة جماعية، هاجر فيها كل أبنائه وأحفاده إلى مصر، واستوطنوها، تاركين أرض إسرائيل، أبيهم، المزعومة، التى يسميها سفر التكوين باسمها الحقيقى، أرض كنعان: "فقام يعقوب من بئر سبع ، وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأولادهم ونساءهم فى العجلات التى أرسل فرعون لحمله. وأخذوا مواشيهم ومقتناهم الذى اقتنوا فى أرض كنعان، وجاءوا إلى مصر. يعقوب وكل نسله معه. بنوه وبنو بنيه معه وبناته (ليس له سوى بنت واحدة!) وبنات بنيه وكل نسله، جاء بهم معه إلى مصر (سفر التكوين، 46، 5ـ 7). وفأتى يوسف وأخبر فرعون، وقال: أبى وإخوتى وغنمهم وبقرهم وكل ما لهم جاءوا من أرض كنعان (وليس من أرض أبيه، إسرائيل)، وهو ذا هم فى أرض جاسان -يُقال إنها محافظة الشرقية- (سفر التكوين، 47، 1ـ 2). أين هى «أرض إسرائيل»، إذًا، التى لم يَدَّع لا إسرائيل، نفسه، ولا أحد من أبنائه، أنها أرضهم. إن ما يُسَمَّى «أرض إسرائيل» أكذوبة كبرى، ومفهوم اخترعه البروتستانتيون الإنجيليون واليهود الصهاينة، كما يقول المؤرخ الإسرائيلى، شلومو زَند، فى كتابه: «اختراع أرض إسرائيل»، بوصفه مفهومًا جيوسياسيًا فى القرن التاسع عشر، وأن هذا الاختراع هو ما شَرْعَن استعمار فلسطين وأفضى إلى إقامة دولة إسرائيل. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2025-01-25

ضمن فعاليات معرض الكتاب أقيمت ندوة مناقشة كتاب "قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود، من كتبهم المقدسة لإقامة الدولة اليهودية" للمؤلف اللواء محمد الغباري رئيس أكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، بقاعة فكر وإبداع ضمن فعاليات اليوم الثاني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ٥٦. أدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وناقش الكتاب كل من: د. شيماء زعتر المدير التنفيذي لمؤسسة «ساعد في الخير والتنمية»، والإعلامي د.أيمن عدلي. في البداية، أشاد الكاتب الصحفي أحمد أيوب، بالجهد الكبير الذي بذله المؤلف من خلال عمليات البحث في الفكر الاستراتيجي، مؤكدًا أهمية الكتاب كمرجع للدارسين والباحثين في هذا الشأن. وأشار إلى انشغال قطاع عريض من الجمهور بأحداث عزة، حيث يحمل هذا الكتاب في طياته عمقا واسعا في هذا الجانب، مطالبا بضرورة تدريس هذا الكتاب في المدارس والجامعات، خصوصا وأنه يقدم تحليلات مهمة. ومن جانيه، تحدث اللواء محمد الغباري عن الجهود التي بذلها في هذا الكتاب من خلال البحث والدراسة التى استغرقت وقتا طويلا. وقال إن نجاح اليهود في إعادة إنشاء الدولة اليهودية الصهيونية الحديثة في فلسطين إلى الوجود يشير إلى إصرار شديد لتنفيذ رؤية مستقبلية ثاقبة. وأشار إلى أنه كان يركز أثناء كتابة هذا الكتاب على أسس ومعتقدات الفكر اليهودي في التوراة والتلمود، حيث قام عزرا وباقي كتبة الأسفار بتجميع وتدوين التوراة "أسفار العهد القديم" مضافا إليها الأفكار اليهودية، أن الرب قد منح النبي إبراهيم ونسبه من بعده وعدا بامتلاك أرض كنعان وهي جزء من بلاد الشام. وتابع الغباري أنه تم التركيز والبحث في تاريخ العرب، وعند كتابة قصص الأنبياء، وكذلك التركيز على "نظرية الحلولية" حيث أنها هي التى تحقق السيطرة على الفكر اليهودي. وأكد أن الفكر الاستراتيجي الصهيوني يستند إلى أن اليهود شعب الله المختار، وأن الله وعد اليهود وملكهم أرض الميعاد من النيل إلى الفرات، وأن ظهور المسيح يرتبط بقيام صهيوني وتجميع اليهود فيها حتى ظهور المسيح فيهم كما تقول: "الصهيونية المسيحية". ولفت إلى أن العديد من مؤسسي الصهيونية بمن فيهم "هرتزل" لم يكونوا يهودا متدينين، ولا يتبعون تعاليم التلمود، وهناك العديد من الفرق أو الجماعات اليهودية غير الصهيونية أو المعاديين لها، منوها بأن هذا الفكر الصهيوني أدى إلى اصطدامه بالفكر اليهودي الأرثوذكسي، ولكنها استطاعت احتواءها بدليل أن اليهود الأرثوذكسي هم عماد الدولة اليهودية الآن، وهم ساكنو المستوطنات وأكثرهم تمسكا بالأرض، حيث استخدمت الصهيونية السياسية في ذلك الصهيونية الدينية والصهيونية الاستيطانية والتوطينية والقتالية، للعودة إلى أرض فلسطين كمرحلة أولى والسعي لتحقيق الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات. وأوضح الغباري، أن الأفكار الصهيونية السياسية اعتمدت على استخدام اليهود كجماعة وظيفية، بوضعهم في فلسطين، لتحقيق مصالح الدول الإستعمارية والمحافظة عليها، واستطاعت الحصول على "وعد بلفور" ١٩١٧ وتصديق عصبة الأمم على هذا الوعد بإقامة الوطن القومي في فلسطين. ونوه بأن ما تقوم به إسرائيل الآن من مماطلات وتسويف لقيام السلام وإعطاء الفلسطينين بعض حقوقهم المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية طبقا لجهود السلام المبذولة العالمية والإقليمية، وأن الهدف النهائي الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه، هو إقامة دولة إسرائيل الكبرى من نهر مصر العريق حتى النهر الأكبر الفرات. وأضاف أن أحكام التلمود تحمي اليهودي من الديانات الأخرى، وتدعو اليهود في الشتات إلى الالتزام "بالجيتو"، حتى عودة المسيح المنتظر، وعدم الاختلاط مع الأغيار الذين تم وصفهم بأوصاف سلبية. وقال د.أيمن العدلي إن الكتاب نوه إلى الصهيونية مركز علمانية تستند إلى فكرة أن اليهود شعب وأمه وأن الهدف النهائي للصهيونية، هو إقامة دولة إسرائيل الكبرى، ونحن في حاجة ماسة إلى مثل هذه الكتب التي تنير العقول، ولا بد أن ندرس كيف يفكر اليهود؟ واعتبر العدلي أن هذا الكتاب بمثابة مرجع توثيقي هام، لأن المؤلف يقدم من خلاله تحليلات مختلفة، وينظر بعمق إلي الخلفيات، خصوصا وأننا نعلم جميعا أن الصهيونية تستخدم اليهود كجماعة وظيفية، لتحقيق مصالح الدول الاستعمارية. وقالت د.شيماء زعتر المدير التنفيذي لمؤسسة ساعد في الخير والتنمية، إنها استمتعت بقراءة هذا الكتاب الذي يوضح الكثير من طرق الفكر اليهودي، مشيرة إلى أهمية الاهتمام بمواجهة حروب الجيل الرابع، وأعتقد أن أغلب مؤسسات المجتمع المدني تهتم بذلك. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2025-01-25

انطلقت مساء اليوم السبت، فعاليات ندوة مناقشة كتاب "قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود" للمؤلف اللواء محمد الغباري رئيس أكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، بقاعة "فكر وإبداع" ضمن في دورته الـ٥٦. أدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد أيوب، وناقش الكتاب كل من الدكتورة شيماء زعتر المدير التنفيذي لمؤسسة "ساعد في الخير والتنمية"، والإعلامي أيمن عدلي. في البداية، أشاد الكاتب الصحفي أحمد أيوب، بالجهد الكبير الذي بذله المؤلف من خلال عمليات البحث في الفكر الاستراتيجي، مؤكدًا أهمية الكتاب كمرجع للدارسين والباحثين في هذا الشأن. وأشار إلى انشغال قطاع عريض من الجمهور بأحداث غزة، حيث يحمل هذا الكتاب في طياته عمقا واسعا في هذا الجانب، مطالبا بضرورة تدريس هذا الكتاب في المدارس والجامعات، خصوصا وأنه يقدم تحليلات مهمة. ومن جانبه، تحدث اللواء محمد الغباري عن الجهود التي بذلها في هذا الكتاب من خلال البحث والدراسة التي استغرقت وقتا طويلا. وأشار إلى أنه كان يركز أثناء كتابة هذا الكتاب على أسس ومعتقدات الفكر اليهودي في التوراة والتلمود، حيث قام عزرا وباقي كتبة الأسفار بتجميع وتدوين التوراة "أسفار العهد القديم" مضافا إليها الأفكار اليهودية، أن الرب قد منح النبي إبراهيم ونسبه من بعده وعدا بامتلاك أرض كنعان وهي جزء من بلاد الشام. وتابع الغباري أنه تم التركيز والبحث في تاريخ العرب، وعند كتابة قصص الأنبياء، وكذلك التركيز على "نظرية الحلولية" حيث هي التى تحقق السيطرة على الفكر اليهودي. وأكد أن الفكر الاستراتيجي الصهيوني يستند إلى أن اليهود شعب الله المختار، وأن الله وعد اليهود وملكهم أرض الميعاد من النيل إلى الفرات، وأن ظهور المسيح يرتبط بقيام صهيوني وتجميع اليهود فيها حتى ظهور المسيح فيهم كما تقول: "الصهيونية المسيحية". ولفت إلى أن العديد من مؤسسي الصهيونية بمن فيهم "هرتزل" لم يكونوا يهودا متدينين، ولا يتبعون تعاليم التلمود، وهناك العديد من الفرق أو الجماعات اليهودية غير الصهيونية أو المعاديين لها، منوها بأن هذا الفكر الصهيوني أدى إلى اصطدامه بالفكر اليهودي الأرثوذكسي، ولكنها استطاعت احتواءها بدليل أن اليهود الأرثوذكسي هم عماد الدولة اليهودية الآن، وهم ساكنو المستوطنات وأكثرهم تمسكا بالأرض، حيث استخدمت الصهيونية السياسية في ذلك الصهيونية الدينية والصهيونية الاستيطانية والتوطينية والقتالية، للعودة إلى أرض فلسطين كمرحلة أولى والسعي لتحقيق الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات. وأوضح الغباري، أن الأفكار الصهيونية السياسية اعتمدت على استخدام اليهود كجماعة وظيفية، بوضعهم في فلسطين، لتحقيق مصالح الدول الاستعمارية والمحافظة عليها، واستطاعت الحصول على "وعد بلفور" ١٩١٧ وتصديق عصبة الأمم على هذا الوعد بإقامة الوطن القومي في فلسطين. ونوه بأن ما تقوم به إسرائيل الآن من مماطلات وتسويف لقيام السلام وإعطاء الفلسطينين بعض حقوقهم المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية طبقا لجهود السلام المبذولة العالمية والإقليمية، وأن الهدف النهائي الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه، هو إقامة دولة إسرائيل الكبرى من نهر مصر العريق حتى النهر الأكبر الفرات. وأضاف أن أحكام التلمود تحمي اليهودي من الديانات الأخرى، وتدعو اليهود في الشتات إلى الالتزام "بالجيتو"، حتى عودة المسيح المنتظر، وعدم الاختلاط مع الأغيار الذين تم وصفهم بأوصاف سلبية. وقال أيمن العدلي، إن الكتاب نوه إلى الصهيونية مركز علمانية تستند إلى فكرة أن اليهود شعب وأمه وأن الهدف النهائي للصهيونية، هو إقامة دولة إسرائيل الكبرى، ونحن في حاجة ماسة إلى مثل هذه الكتب التي تنير العقول، ولا بد أن ندرس كيف يفكر اليهود؟.   واعتبر العدلي، أن هذا الكتاب بمثابة مرجع توثيقي هام، لأن المؤلف يقدم من خلاله تحليلات مختلفة، وينظر بعمق إلى الخلفيات، خصوصا وأننا نعلم جميعا أن الصهيونية تستخدم اليهود كجماعة وظيفية، لتحقيق مصالح الدول الاستعمارية. وقالت شيماء زعتر المدير التنفيذي لمؤسسة ساعد في الخير والتنمية، إنها استمتعت بقراءة هذا الكتاب الذي يوضح الكثير من طرق الفكر اليهودي، مشيرة إلى أهمية الاهتمام بمواجهة حروب الجيل الرابع، وأعتقد أن أغلب مؤسسات المجتمع المدني تهتم بذلك. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-02-27

تحت ستار الظلام الرقمي، تنشط حسابات صهيونية في شبكات التواصل الاجتماعي بهدف تشويه الحقائق التاريخية ومحو الهوية الفلسطينية، وذلك من خلال حسابات موثقة وليست لجان إلكترونية فقط، حيث شنت هذه الحسابات حملة واسعة النطاق تستهدف إقناع الرأي العام بزعم أن الفلسطينيين لم يكونوا موجودين على مر التاريخ، وأن الكيان المحتل هو الدولة القائمة منذ القدم على تلك الأرض. فمنذ بداية شهر ديسمبر الماضي، بدأت عدد من الحسابات الإسرائيلية (فيسبوك ومنصة إكس) تداول منشور موحد حول تأصل جذور الشعب اليهودي وأن دولة فلسطين ليس لها وجود على مرّ التاريخ، والمنشور تداولته حسابات رسمية وأخرى عبارة عن لجان إلكترونية، وأعيد نشره من جديد منذ 24 فبراير الماضي، مرفقًا بخريطة عن شكل المنطقة قبل 2000 عام، متكلين على فكرة ارتباط الشعب اليهودي بصهاينة هذا العصر. ولكن باستخدام أداة "Tineye" فإن هذه الخريطة تشير إلى وهي أرض تاريخية في الشرق الأوسط، وشمال مصر، والتي شملت فينيقيا وفلسطين. ومن أبرز الحسابات التي روّجت لتلك الفكرة، ""، وهو ناشط مدافع عن الصهيونية، انضم إلى منصة إكس -تويتر سابقًا- في 30 مايو 2021، والذي نقل منشوره من حساب آخر يدعى ""، عرّف نفسه بأنه ملحد صريح، مناهض للإيمان، ومفكر حر، وهو أول من نشر تلك الخريطة ومن بعده بدأت مشاركتها عبر آلاف الحسابات الأخرى. دراسة: التوراة تؤكد وجود فلسطين  وبحسب الدراسة التي أعدها إسماعيل حامد، الباحث المصري في تاريخ اﻷديان، ذكر زعم اليهود أن فلسطين (أرض كنعان) هي أرض اليهود وحدهم، وسكنوا فيها الكنعانيين، لكن تأتي التوراة لتكذيبها ادعاءاتهم: "فأخذ أبرام ساراي امرأته ولوطًا ابن أخيه وكل مقتنياتهما وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان، فأتوا إلى أرض كنعان، واجتاز أبرام فى الأرض إلى مكان شكيم، وكان الكنعانيون حينئذ فى الأرض" (تكوين–12). ومن هنا، فإن النبي إبراهيم "أبرام" أتى إلى أرض فلسطين (كنعان)، ووجد الكنعانيين يسكنون أرضها، ما يعني تأكيد التوراة على نسبة هذه الأرض للكنعانيين، ويؤمن اليهود بأن "إبراهيم"، هو جدهم الأول، وإليه ينتسبون.  مؤرخ مصري: "فلسطين" لم تكن موجودة شكلًا وتواصلنا مع الدكتور عاصم الدسوقي، المؤرخ المصري، والعميد السابق لكلية الآداب بجامعة حلوان، الذي أكد أن القول بأن دولة فلسطين غير موجودة في التاريخ صحيح شكلًا، وهو ينطبق أيضًا على دول سوريا والعراق ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط، لأنها كانت ولايات تابعة للدولة العثمانية، ومن قبلها الفتح الإسلامي، وقبلها التوسع الروماني، إلى آخره. وأكد "الدسوقي"، في حديثه مع "الدستور"، أن ما يروجه الكيان المحتل حول عدم وجود فلسطين ما هو إلا حيلة لتبرير زعمهم، فهم يحاولون الترويج لفكرة أن دولة فلسطين لم تكن موجودة فلماذا يريد العالم إعادتها للفلسطينيين. وأشار إلى أن "غزة" في المصادر القديمة موجودة باسم "غزة هاشم"، أي أن قبيلة هاشم بن قريش توسعت إلى الشمال، وقام "هاشم" بغزها بقدمه أي غزوها ودخولها، موجهًا بضرورة قراءة التاريخ في ظروف الزمن نفسه وليس قراءة حالية، مؤكدًا وجود الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة لكنه خضع لقوى أكبر منه على مر العصور.  باحث في علم الوراثة: أصل اليهود إغريقي بنسبة 70% كما تواصلنا مع المهندس محمد عبدالهادي، الباحث في علم الوراثة والتاريخ، ومؤسس مجموعة "جينوم الشرق الأوسط"، المهتمة بتحليل جينات الشعوب للوصول إلى جذورهم التاريخية، وقال إنه قام بعمل تحليل جيني للشعب الفلسطيني ككل، فوجد فيهم أصول محلية بنسبة 50%، أيضًا لهم تأثر كبير بالمصريين والعرب، فالكتلة الأكبر منهم يمكن اعتبارها شامية. وأوضح "عبدالهادي"، في حديثه مع "الدستور"، أنه على النقيض، فاليهود أصولهم أغلبها من خارج الشام القديم، ويمكن اعتبار أنهم أجانب الأصل بنسبة تتراوح بين 60 - 70%، ما بين إيطالي وإغريقي وروسي وما إلى ذلك. خبير جيني: الإسرائيلون المعاصرون أقرب للتركيبة اليونانية انتقلنا في الحديث بعدها إلى الدكتور محمد إبراهيم الوكيل، خبير جيني، وخبير بقراءة نتائج الفحوصات الجينية، وأكد أنه قام بمقارنة عامة بين أصول الفلسطينيين والإسرائيليين وأقرب الشعوب المعاصرة والقديمة لهم. خلصت النتائج إلى أن الشعب الفلسطيني قريب للعينات الكنعانية القديمة في صيدا ومجيدو وحاصور، وهي مدن الكنعانيين، مما يعني أنهم بحالة استمرار جيني مع أسلافهم في أرض كنعان، أما الإسرائيليين المعاصرين فهم أقرب لتركيبة سكان الجزر اليونانية، وهم من أهم القبائل الإغريقية. عالم آثار إسرائيلي ينفي وجود أدلة أثرية على مملكة داود  ومن جانب الإسرائيليين أنفسهم، أجاب البروفيسور إسرائيل فينكلستين، أستاذ علم الآثار بجامعة تل أبيب، على ، وهو موقع علمي إسرائيلي، حول مقالات البروفيسور غيرشون جليل، من جامعة حيفا، التي تربط مملكة فلسطين التي كانت موجودة في أوائل العصر الحديدي بالملوك المذكورين في سفر صموئيل، وبالتالي إثبات ادعائه بوجود مملكة داود، مؤكدًا عدم وجود أدلة أثرية تدعم فكرة وجود مملكة داود العظيمة.  وأشار "فينكلستين" إلى اكتشافات أثرية في حلب بسوريا تشير إلى وجود مملكة فلسطين في شمال سوريا في العصر الحديدي المبكر، موضحًا أن اكتشافات القدس وأطلال كيفا تعود للقرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد ولا تشير لوجود إمبراطورية إسرائيلية. وأضاف أن "داود" شخصية تاريخية حكمت منطقة محدودة في الجبل الجنوبي، وأن وصف مملكته الشاسعة يعكس الأيديولوجيات والتطلعات الإقليمية لمؤلفي الكتاب المقدس، مشددًا على عدم وجود ما يستدعي إعادة النظر الجذرية في تاريخ إسرائيل القديم. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-02-11

 عقدت لجنة الحريات بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر السبت الماضي ٣ فبراير مؤتمرا بعنوان فلسطين جوهر الصراع العربي الإسرائيلي بحضور  كوكبة من السياسيين والمثقفين المصريين والعرب وتحدث في المؤتمر عدد كبير من رجال الفكر والسياسة ونددوا بالجرائم التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وقدمت ورقة في هذا المؤتمر عن موقف الإنجيليين من الصهيونية قلت فيهالابد من ضبط المصطلحاتفالتفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس يستبدل كلمة "إسرائيل" بالكلمة "إسرإيل" للتمييز بين الشعب العبري القديم المذكور في العهد القديم وبين شعب دولة إسرائيل الحديثة كما أنه يميز أيضا بين كلمة "فلسطيني" التي نستعملها في أيامنا للإشارة إلى الفلسطينيين العرب في الأراضي المحتلة أو في الشتات وبين الشعوب القديمة التي كانت تسكن أرض كنعان في زمن العهد القديم والتي يشير إليها التفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس  باللفظ "فلسطي" و"فلسطيين". واللغة الإنجليزية تميز بين هذه المفردات باستخدام Israelies، Israelis   وكذلك بين  Palestinians، Philistines.أما عن الميثاق الإبراهيمي الذي يتمسك به اليهود حتى الآن الذي ينص على  قول الرب لأبرام اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الْأَرْضِ التي أريك فَاجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأَبَارِكَكَ وَأَعَظْمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً وَأَبَارِكُ مُبَارِكِيكَ ولا عنك الْعَنْهُ، وتَتَبارك فيك جميع قبائل الأرض. وظهر الرَّبِّ لِأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أعطي هذه الأرض، (تك 12: 1-3 و7)وكذلك الوعد بالأرض حيث ظهر الرب لأبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِك أعطي هذه الأَرْضَ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.. وَقَالَ الرَّبِّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْفًا وَغَرْبًا، لأن جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أَعْطِيهَا وَلِنَسْلكَ إلى الأبد" (تكوين ۱۲: ۷، ۱۳: ١٤ - ١٥ ).فقلت إن هذا الوعد تحقق تاريخيًا على ثلاث مراحل على الأقل:المرحلة الأولى دخول الشعب وتملكهم الأرض بقيادة يشوع سنة ١٤٠٠ -  ١٣٠٠ق م تقريبًا.المرحلة الثانية: أيام حكم الملك سليمان سنة 970 -930 ق.م تقريبًا.المرحلة الثالثة بعد عودة الفوج الأخير من السبي البابلي بقيادة نحميا سنة 520ق.م ففي صلاة الشكر التي رفعها نحميا  لله قال " أنْتَ هُوَ الرَّبُ الإِلهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَاخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَجَعَلْتَ اسْمَهُ إِبْرَاهِيمَ. وَوَجَدْتَ قَلْبَهُ أَمِينًا أَمَامَكَ، وَقَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِينَ وَالْحِنْيِّينَ وَالأمُورِيِّينَ وَالْفَرِزُيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَتَعْطِيَهَا لِنَسْلِهِ وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ... وَأَكْثَرْتَ بَنِيهِمْ كَنُجُومٍ السَّمَاءِ، وَأَتَيْتَ بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي قُلْتَ لَآبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا وَيَرِثُوهَا. فَدَخَلَ الْبَنُونَ وَوَرِثُوا الْأَرْضَ، وَأَخْضَعْتَ لَهُمْ سُكَانَ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَدَفَعْتَهُمْ لِيَدِهِمْ مَعَ مُلُوكِهِمْ وَشُعُوبِ الأَرْضِ لِيَعْمَلُوا بِهِمْ حَسَبَ إرَادَتهم (نحميا ٩: ٧-٨، ٢٣-٢٤) كما أكدت على أننا  نرفض الربط الخاطئ بين الحركة الصهيونية والبروتستانتية فهذا الربط يتناقض تماما مع المبادئ والأسس التي قام عليها الإصلاح الديني   والصهيونية وكذلك تتعارض مع مانادى به المصلحون مارتن لوثر وجون كالفن فالصهيونية لم تكن حركة مسيحية بروتستانتية ولكنها جاءت كحركة سياسية علمانية لتساعد في حل مشكلة يهود الشتات، والصحفي النمساوي ثيودور هرتزل الذي نشر كتابه الدولة الصهيونية عام 1896 م والذي تبعه بإقامة المؤتمر الأولللصهيونية عام1897 م في بازل بسويسرا لم يعط أهمية للمكان بل ركز علي القومية اليهودية وتحقيق حلم أن يكون لهم دولتهم الخاصة واستطاع أن يجذب الأوروبيين لمساندته إذ أكد لهم إن دولة اليهود سوف تخلص أوروبا من مشكلتهم وسوف تخلص اليهود من مشكلتهم وكانت هناك عدة أماكن مقترحة الأرجنتين، الشرق الأفريقي، العريش، موزمبيق، ليبيا، قبرص ولم تكن فلسطين هي غاية هرتزل مؤسس الصهيونية فهو كان يري أن الشعب هو الأساس الذاتي للدولة والأرض هي الأساس الموضوعي لها، وكذلك فلم يكن لهرتزل أو غيره من مؤسسي الصهيونية أي اهتمام باليهودية كديانة بل إنهم كثيرا ما أظهروا العداء تجاه الأفكار والشعائر والعبادة اليهودية، وقد حدد بن جوريون وظيفة الدين في الدولة اليهودية في قوله إن الدين هو وسيلة مواصلات فقط ولذلك يجب أن نبقي فيها بعض الوقت لا كل الوقت ولذلك فإنهم استندوا على بعض التفاسير الأصولية لبعض المسيحيين الذين ظهروا في انجلترا في القرن السابع عشر. من هنا نؤكد أن الرأي الإنجيلي الأصيل لا يساند الصهيونية، ويناقض توجهات اليهود الاستعمارية التي يبنونها على فهم مشوه لوعد الأرض والملكوت. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-02-06

عقدت لجنة الحريات بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر السبت الماضي ٣ فبراير مؤتمرا بعنوان فلسطين جوهر الصراع العربي الإسرائيلي بحضور  كوكبة من السياسيين والمثقفين المصريين والعرب وتحدث في المؤتمر عدد كبير من رجال الفكر والسياسة ونددوا بالجرائم التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وقدمت ورقة في هذا المؤتمر عن موقف الإنجيليين من الصهيونية قلت فيهالابد من ضبط المصطلحاتفالتفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس يستبدل كلمة "إسرائيل" بالكلمة "إسرإيل" للتمييز بين الشعب العبري القديم المذكور في العهد القديم وبين شعب دولة إسرائيل الحديثة كما أنه يميز أيضا بين كلمة "فلسطيني" التي نستعملها في أيامنا للإشارة إلى الفلسطينيين العرب في الأراضي المحتلة أو في الشتات وبين الشعوب القديمة التي كانت تسكن أرض كنعان في زمن العهد القديم والتي يشير إليها التفسير العربي المعاصر للكتاب المقدس  باللفظ "فلسطي" و"فلسطيين". واللغة الإنجليزية تميز بين هذه المفردات باستخدام Israelies، Israelis   وكذلك بين  Palestinians، Philistines.أما عن الميثاق الإبراهيمي الذي يتمسك به اليهود حتى الآن الذي ينص على  قول الرب لأبرام اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الْأَرْضِ التي أريك فَاجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأَبَارِكَكَ وَأَعَظْمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً وَأَبَارِكُ مُبَارِكِيكَ ولا عنك الْعَنْهُ، وتَتَبارك فيك جميع قبائل الأرض. وظهر الرَّبِّ لِأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أعطي هذه الأرض، (تك 12: 1-3 و7)وكذلك الوعد بالأرض حيث ظهر الرب لأبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِك أعطي هذه الأَرْضَ فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.. وَقَالَ الرَّبِّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْفًا وَغَرْبًا، لأن جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أَعْطِيهَا وَلِنَسْلكَ إلى الأبد" (تكوين ۱۲: ۷، ۱۳: ١٤ - ١٥ ).فقلت إن هذا الوعد تحقق تاريخيًا على ثلاث مراحل على الأقل:المرحلة الأولى دخول الشعب وتملكهم الأرض بقيادة يشوع سنة ١٤٠٠ -  ١٣٠٠ق م تقريبًا.المرحلة الثانية: أيام حكم الملك سليمان سنة 970 -930 ق.م تقريبًا.المرحلة الثالثة بعد عودة الفوج الأخير من السبي البابلي بقيادة نحميا سنة 520ق.م ففي صلاة الشكر التي رفعها نحميا  لله قال " أنْتَ هُوَ الرَّبُ الإِلهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَاخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَجَعَلْتَ اسْمَهُ إِبْرَاهِيمَ. وَوَجَدْتَ قَلْبَهُ أَمِينًا أَمَامَكَ، وَقَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِينَ وَالْحِنْيِّينَ وَالأمُورِيِّينَ وَالْفَرِزُيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَتَعْطِيَهَا لِنَسْلِهِ وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ... وَأَكْثَرْتَ بَنِيهِمْ كَنُجُومٍ السَّمَاءِ، وَأَتَيْتَ بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي قُلْتَ لَآبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا وَيَرِثُوهَا. فَدَخَلَ الْبَنُونَ وَوَرِثُوا الْأَرْضَ، وَأَخْضَعْتَ لَهُمْ سُكَانَ أَرْضِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَدَفَعْتَهُمْ لِيَدِهِمْ مَعَ مُلُوكِهِمْ وَشُعُوبِ الأَرْضِ لِيَعْمَلُوا بِهِمْ حَسَبَ إرَادَتهم (نحميا ٩: ٧-٨، ٢٣-٢٤) كما أكدت على أننا  نرفض الربط الخاطئ بين الحركة الصهيونية والبروتستانتية فهذا الربط يتناقض تماما مع المبادئ والأسس التي قام عليها الإصلاح الديني   والصهيونية وكذلك تتعارض مع مانادى به المصلحون مارتن لوثر وجون كالفن فالصهيونية لم تكن حركة مسيحية بروتستانتية ولكنها جاءت كحركة سياسية علمانية لتساعد في حل مشكلة يهود الشتات، والصحفي النمساوي ثيودور هرتزل الذي نشر كتابه الدولة الصهيونية عام 1896 م والذي تبعه بإقامة المؤتمر الأولللصهيونية عام1897 م في بازل بسويسرا لم يعط أهمية للمكان بل ركز علي القومية اليهودية وتحقيق حلم أن يكون لهم دولتهم الخاصة واستطاع أن يجذب الأوروبيين لمساندته إذ أكد لهم إن دولة اليهود سوف تخلص أوروبا من مشكلتهم وسوف تخلص اليهود من مشكلتهم وكانت هناك عدة أماكن مقترحة الأرجنتين، الشرق الأفريقي، العريش، موزمبيق، ليبيا، قبرص ولم تكن فلسطين هي غاية هرتزل مؤسس الصهيونية فهو كان يري أن الشعب هو الأساس الذاتي للدولة والأرض هي الأساس الموضوعي لها، وكذلك فلم يكن لهرتزل أو غيره من مؤسسي الصهيونية أي اهتمام باليهودية كديانة بل إنهم كثيرا ما أظهروا العداء تجاه الأفكار والشعائر والعبادة اليهودية، وقد حدد بن جوريون وظيفة الدين في الدولة اليهودية في قوله إن الدين هو وسيلة مواصلات فقط ولذلك يجب أن نبقي فيها بعض الوقت لا كل الوقت ولذلك فإنهم استندوا على بعض التفاسير الأصولية لبعض المسيحيين الذين ظهروا في انجلترا في القرن السابع عشر. من هنا نؤكد أن الرأي الإنجيلي الأصيل لا يساند الصهيونية، ويناقض توجهات اليهود الاستعمارية التي يبنونها على فهم مشوه لوعد الأرض والملكوت. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2021-01-14

عيد الختان هو عيد مسيحي يحتفل بختان "طهارة" السيد المسيح بعد 8 أيام من ميلاده، وهو امتداد لطقس يهودى أوصى به الله اليهود بحسب "التوراة"، ويقدم "اليوم السابع" 7 معلومات هامة عن هذا العيد فى السطور التالية:-    1. فى الكتاب المقدس عيد الختان هو عيد سيدى صغير يخص ختان السيد المسيح بالجسد فى لحم الغرلة حسب وصية الله المقدسة التى جاءت فى (تك 17: 9 – 14) إذ يقول الله: "هذا هو عهدى الذى تحفظونة بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم.. فيكون عهدى فى لحمكم عهداً أبدياً.. وأما الذكر الأغلف الذى لا يختن فى لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدى".   2. ووفق تقاليد العهد القديم أوصى الله بالختان حتي للعبيد المبتاعين بفضه: "ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر في أجيالكم، وليد البيت والمبتاع بفضه من كل ابن غريب ليس من نسلك" (تك 17: 12) وهكذا الله لا يفرق في العهد الذي يقيمه مع البشر بين الغني والفقير فهو يحب الجميع ويريد أن يخلصهم من الخطية ومن الموت الابدي ويمنحهم الحياة الابدية..؟   3. من سمات التوبة في العهد القديم ثلاثة أمور: ختان كل ذكر لم يسبق له الختان وقراءة الشريعة لأن كلام الله ينقي الفكر والنفس، وأيضاً حفظ السبت إشارة للراحة الابدية.   4. وكان الختان لدى اليهود قديما يقوم به عادة رب البيت أو أحد العبرانيين، وأحيانا الأم وقد ختن إبراهيم وهو في التاسعة والتسعين وإسماعيل وهو في الثالثة عشرة ثم تجددت سنة الختان لموسى فقضي ألا يأكل الفصح رجل أغرل. وكان اليهود يحافظون كل المحافظة على هذه السنة وقد أهملوها أثناء رحلتهم في البرية،على أنه عند دخول أرض كنعان صنع يشوع سكاكين من الصوان وختن الشعب كله. 5. اشترط اليهود قديما على كل الغرباء الذين يقبلون الدخول في اليهودية أن يخضعوا لهذا الفرض "الختان" مهما تكن أعمارهم.   6. الختان كان شائعا ومعروفا بين المصريين القدماء وغيرهم من الشعوب، إلا أنه لم يكن معروفا لدى الفلسطينيين. ولكنه في اليهودية كان فرضًا دينيًا للتمييز بين نسل إبراهيم وباقي الناس، ولا يزال اليهود المعاصرون يمارسون هذه السنة بكامل طقوسها، فيأتون بالولد إلى المجمع فيأخذه رجل يدعى "سيد العهد" ثم يأتي الخاتن ويجري عملية الختان مع بعض الطقوس والمراسيم.   7. في المسيحية، عيد الختان يشير روحيا إلى قطع شهوة النجاسة ليس من العضو المختون فقط بل ومن القلب والأذن والفم ومن الأعضاء جميعها ليكون طاهرا من خارج ومن داخل وبذا يصبح على عهد قداسة تامة مع الله.. ويشير أيضا إلى الطاعة لوصايا الله.. كما يقول بولس الرسول (إن كنت متعديًا الناموس فقد صار ختانك غرلة) (رو 2: 25).       ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2018-09-12

المراجع الدينية والتاريخية التى تناولت الحديث عن النبى موسى، ذكرت أنه ولد فى مصر، منتسبًا إلى بنى إسرائيل فى الجيل الرابع بعد الهجرة إلى مصر، وخرج منها بعد محاربة فرعون (حاكم مصر) له ولقومه، وبعيدا عن شخصية النبى موسى المعروفة للجميع، يختلف البعض حول المنطقة التى قد تكون شهدت مولد النبى العظيم، ويعتقد البعض بأنها منطقة صان الحجر الأثرية الشهيرة بمحافظة الشرقية.   العديد من الكتب والدراسات ذكرت تلك الاعتقاد، منها كتب بعنوان "السياحة الدينية فى مصر" للدكتور حسن الرزاز، فإنه من الأرجح أن تكون قصة سيدنا موسى عليه السلام دارت على أرض الشرقية ومن الثابت تاريخيا أن سيدنا موسى عليه السلام ولد يالشرقية، ونشأ بصان الحجر أو بالقرب منها. ومن المسلم به أن سيدنا يوسف عليه السلام عاش فى إقليم صان الحجر أيضًا.   يتفق مع الدراسة سالفة الذكر ما ذكره كتاب "نساء فى حياة الأنبياء تحدث عنهم القرآن الكريم والكتاب المقدس" للدكتور فتحى فوزى عبد المعطى الصيرى، حيث يشير إلى أن بنى إسرائيل قد استقروا فى مصر بأرض جاسان (صان الحجر حاليا) تلك المنطقة التى تقع شرق دلنا النيل، حيث كان نبى الله يوسف عليه السلام قد أسكن أباه يعقوب وأبناءه وأولادهم وأحفادهم، حين جاءوا إلى مصر من أرض كنعان.   ويشير كتاب "من الإعجاز الإلهى" بأن العبرانيين استوطنوا مصر وتمركزوا بشرق الدنيا، متخذين بلدة أواريس أو تانيس وحاليًا صان الحجر مركزا لهم، وآمنت قلة من سكان المنطقة سرًا بشريعة التوحيج الوافدة وعبادة الله الواحد ونبذ عبادة الأوثان، والتحلى بمكارم الأخلاق.   كما نشرت ذكرت دراسة نشرت بمجلة العرب، عددها رقم 484 لعام 1999، بأن سيدنا موسى ولد على هذه الأرض وألقته أمه بتابوته فى اليم الذى يقال إنه ترعة السماعنة حيث التقطه فرعون مصر "رمسيس الثاني" عند صان الحجر وتربى بمصر إلى أن أتاه الله بالرسالة وخرج إلى أرض.   وكان المهندس عطا الله مدير عام هيئة الآثار المصرية بمحافظة الشرقية، صرح فى تصريحات صحفية سابقة بإنه يشاع أن سيدنا موسى عليه السلام، ولد بقرية قنتير التابعة لمركز فاقوس، والتى تُعد واحدة من أقدم المناطق الأثرية التابعة للهيئة، وأن بحر "مويس" هو اليم الذى القى فيه سيدنا موسى، مؤكدًا أن كل ذلك إجتهدات ولكن لا يوجد دليل موثق يثبت صحة الأقاويل، لذلك لم تعترف هيئة الأثار بذلك. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2023-01-12

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الختان يوم 14 يناير من كل عام، وهو عيد مسيحى يحتفل بختان "طهارة" السيد المسيح بعد 8 أيام من ميلاده، وهو امتداد لطقس يهودى أوصى به الله اليهود بحسب "التوراة".   ويعتبر عيد الختان فى الكتاب المقدس عيد سيدى صغير يخص ختان السيد المسيح بالجسد فى لحم الغرلة حسب وصية الله المقدسة التى جاءت فى (تك 17: 9 – 14) إذ يقول الله: "هذا هو عهدى الذى تحفظونة بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم.. فيكون عهدى فى لحمكم عهداً أبدياً.. وأما الذكر الأغلف الذى لا يختن فى لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدى".   ووفق لتقاليد العهد القديم أوصى الله بالختان حتى للعبيد المبتاعين بفضه: "ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر في أجيالكم، وليد البيت والمبتاع بفضه من كل ابن غريب ليس من نسلك" (تك 17: 12) وهكذا الله لا يفرق فى العهد الذى يقيمه مع البشر بين الغنى والفقير فهو يحب الجميع ويريد أن يخلصهم من الخطية ومن الموت الابدي ويمنحهم الحياة الأبدية..؟   ومن سمات التوبة في العهد القديم 3 أمور: ختان كل ذكر لم يسبق له الختان وقراءة الشريعة لأن كلام الله ينقي الفكر والنفس، وأيضاً حفظ السبت إشارة للراحة الابدية.   وكان الختان لدى اليهود قديما يقوم به عادة رب البيت أو أحد العبرانيين، وأحيانا الأم وقد ختن إبراهيم وهو في التاسعة والتسعين وإسماعيل وهو في الثالثة عشرة ثم تجددت سنة الختان لموسى فقضي ألا يأكل الفصح رجل أغرل. وكان اليهود يحافظون كل المحافظة على هذه السنة وقد أهملوها أثناء رحلتهم في البرية،على أنه عند دخول أرض كنعان صنع يشوع سكاكين من الصوان وختن الشعب كله.   واشترط اليهود قديما على كل الغرباء الذين يقبلون الدخول في اليهودية أن يخضعوا لهذا الفرض "الختان" مهما تكن أعمارهم. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2023-11-01

وجه حيدر الجبوري، مسؤول شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية، خلال حديثه عن (الصراع العربي الصهيوني.. تاريخ وحاضر ومستقبل)، الشكر للأزهر الشريف على دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، موضحا أن مصر تأتي في أولى الدول دعما للفلسطينيين وتقوم بدور مهم وحيوي نصرة للقضية الفلسطينية، مبينا أنالاحتلال الإسرائيلي يعمل على ابتلاع كل أراضي فلسطين وإخراج أهلها منها بدعم غربي كبير. وشدد الجبوري خلال ندوة مجلة الأزهر الشهرية تحت عنوان (الصمود الفلسطيني في مواجهة البطش الصهيوني ودور الأزهر الشريف في دعم القضية) أننا نشهد كل يوم انتهاك لكل القوانين الدولية مع صمت تام للمجتمع الدولي من اعتقالات وتهجير قسري، فضلا عن التمدد في الاستيطان، مضيفا أنهم يواجهون عدوا لا يعرف الإنسانية ولا الرحمة ولا يريد السلام، فهناك أحياء كاملة مسحت بالكامل، ولم يتحرك الضمير العالمي نحو الفلسطينيين أو حتى نحو الأطفال والنساء والعجائز، في مشهد مخزٍ يندى له الجبين. أوضح الدكتور سعيد عطية، أستاذ اللغة العبرية وآدابها، عميد كلية اللغات والترجمة الأسبق، والذي تحدث عن «القدس بين الحق الإسلامي والمزاعم الصهيونية»، أن الصهاينة يدعون كذبا وافتراء أن أرض فلسطين كانت موطن الشعب اليهودي، في محاولة لتأسيس أسطورة دينية وسياسة للصهاينة، فيقرون أن فكرة الصهيونية تعتمد على العلاقة بين الشعب اليهودي وأرضه، وهي كما يزعمون صلة بدأت من 4 آلاف سنة، حين استقر سيدنا إبراهيم عليه السلام في أرض كنعان، مفندا هذه الرواية وهذا الإدعاء بأن سيدنا إبراهيم لم يشر على الإطلاق إلى ما أُطلق عليه الصهاينة أرض إسرائيل، لأن إسرائيل عليه السلام ببساطة لم يكن قد وُلد بعد فهو حفيد سيدنا إبراهيم عليه السلام، متناولا العديد من الادعاءات والأكاذيب الصهيونية مفنّدا لها بالأدلة والبراهين. وطالب عطية إتاحة الفرصة لأصحاب الديانات السماوية بإعادة قراءة النصوص من واقعها كما وردت في الكتب السماوية الثلاثة، وخاصة ما يتعلق بالقدس، واعتبار القرآن الكريم مقياس للوحي في التوراة، مبينا أن فكرة اقتسام الحرم القدسي بدعوى أن لليهود والمسلمين حقوقاً دينية فيه، لهي قصة قديمة تعود فكرتها بالادعاء أن الأديان الثلاثة لها حقوق متساوية في القدس، وهي فكرة ظاهرها البراءة وباطنها عكس ذلك. أكد الدكتور أحمد زارع، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، والذي تناول دور الإعلام العربي في استعادة الوعي ومواجهة الرواية الصهيونية المضللة، أن وسائل الإعلام كانت دائما عاملا رئيسا في تشكيل الروايات حول الحروب، وأن الحرب الشرسة والإبادة على غزة تؤكد هذه الحقيقة، مشددا أن الحروب والصراعات يدار قسم كبير منها عبر وسائل الإعلام التي تجاوز وظيفتها مجرد التغطية إلى المشاركة الفعلية في الأحداث والتدخل أحيانا في مسارها إما سلبا أو إيجابا وبات لها دور لا يستهان به في صياغة ردود الأفعال عليها. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد ربيع، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، والذي تحدث عن (محطات الأزهر المضيئة في دعم القضية الفلسطينية وتفنيد الادعاءات الصهيونية)، أن القضايا المقدسة في الإسلام ليس لها عرين يدافع عنها إلا الأزهر، ومواقف الأزهر تجاه القضايا الإسلامية مواقف مشرفة، فهو لا يرتبط بالموائمات السياسية أو الحزبية، وإنما ينطلق من عقيدة راسخة في قلوب علمائه، موضحا أنه منذ أن دب الصراع بين الكيان الصهيوني والمسلمين في العصر الحديث على أرض فلسطين كان للأزهر دوره البارز في الدعوة إلى تحرير الأرض من المغتصبين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

مصراوي

2023-11-01

كتب - محمود مصطفى أبوطالب: وجه حيدر الجبوري، مسؤول شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية، خلال حديثه عن ( الصراع العربي الصهيوني.. تاريخ وحاضر ومستقبل)، الشكر للأزهر الشريف على دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، موضحا أن مصر تأتي في أولى الدول دعما للفلسطينيين وتقوم بدور مهم وحيوي نصرة للقضية الفلسطينية، مبينا أن الكيان الصهيوني يعمل على ابتلاع كل أراضي فلسطين وإخراج أهلها منها بدعم غربي كبير. وشدد الجبوري خلال ندوة مجلة الأزهر الشهرية والتي جاءت تحت عنوان (الصمود الفلسطيني في مواجهة البطش الصهيوني ودور الأزهر الشريف في دعم القضية)، الأربعاء، أننا نشهد كل يوم انتهاك لكل القوانين الدولية مع صمت تام للمجتمع الدولي من اعتقالات وتهجير قسري، فضلا عن التمدد في الاستيطان، مضيفا أنهم يواجهون عدوا لا يعرف الإنسانية ولا الرحمة ولا يريد السلام، فهناك أحياء كاملة مسحت بالكامل، ولم يتحرك الضمير العالمي نحو الفلسطينيين أو حتى نحو الأطفال والنساء والعجائز، في مشهد مخزٍ يندى له الجبين. من جانبه أوضح الدكتور سعيد عطية، أستاذ اللغة العبرية وآدابها، عميد كلية اللغات والترجمة الأسبق، والذي تحدث عن "القدس بين الحق الإسلامي والمزاعم الصهيونية"، أن الصهاينة يدعون كذبا وافتراء أن أرض فلسطين كانت موطن الشعب اليهودي، في محاولة لتأسيس أسطورة دينية وسياسة للصهاينة، فيقرون أن فكرة الصهيونية تعتمد على العلاقة بين الشعب اليهودي وأرضه، وهي كما يزعمون صلة بدأت من ٤٠٠٠ سنة، حين استقر سيدنا إبراهيم عليه السلام في أرض كنعان، مفندا هذه الرواية وهذا الإدعاء بأن سيدنا إبراهيم لم يشر على الإطلاق إلى ما أُطلق عليه الصهاينة أرض إسرائيل، لأن إسرائيل عليه السلام ببساطة لم يكن قد وُلد بعد فهو حفيد سيدنا إبراهيم عليه السلام، متناولا العديد من الادعاءات والأكاذيب الصهيونية مفنّدا لها بالأدلة والبراهين. وطالب عطية إتاحة الفرصة لأصحاب الديانات السماوية بإعادة قراءة النصوص من واقعها كما وردت في الكتب السماوية الثلاثة، وخاصة ما يتعلق بالقدس، واعتبار القرآن الكريم مقياس للوحي في التوراة، مبينا أن فكرة اقتسام الحرم القدسي بدعوى أن لليهود والمسلمين حقوقاً دينية فيه، لهي قصة قديمة تعود فكرتها بالادعاء أن الأديان الثلاثة لها حقوق متساوية في القدس، وهي فكرة ظاهرها البراءة وباطنها عكس ذلك. وفي ذات السياق أكد الدكتور أحمد زارع، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، والذي تناول دور الإعلام العربي في استعادة الوعي ومواجهة الرواية الصهيونية المضللة، أن وسائل الإعلام كانت دائما عاملا رئيسا في تشكيل الروايات حول الحروب، وأن الحرب الشرسة والإبادة على غزة تؤكد هذه الحقيقة، مشددا أن الحروب والصراعات يدار قسم كبير منها عبر وسائل الإعلام التي تجاوز وظيفتها مجرد التغطية إلى المشاركة الفعلية في الأحداث والتدخل أحيانا في مسارها إما سلبا أو إيجابا وبات لها دور لا يستهان به في صياغة ردود الأفعال عليها. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد ربيع، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، والذي تحدث عن (محطات الأزهر المضيئة في دعم القضية الفلسطينية وتفنيد الادعاءات الصهيونية)، أن القضايا المقدسة في الإسلام ليس لها عرين يدافع عنها إلا الأزهر، ومواقف الأزهر تجاه القضايا الإسلامية مواقف مشرفة، فهو لا يرتبط بالموائمات السياسية أو الحزبية، وإنما ينطلق من عقيدة راسخة في قلوب علمائه، موضحا أنه منذ أن دب الصراع بين الكيان الصهيوني والمسلمين في العصر الحديث على أرض فلسطين كان للأزهر دوره البارز في الدعوة إلى تحرير الأرض من المغتصبين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: