لبنان وسوريا وإسرائيل

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة "إكس" أن جبل الشيخ الواقع على الحدود السورية-الإسرائيلية "عاد للسيطرة الإسرائيلية" بعد 51 عامًا، واصفًا ذلك بأنه "لحظة تاريخية مؤثرة". ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، تمكنت القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء من السيطرة على مواقع في منطقة الجولان، بما في ذلك قمة جبل الشيخ. يجمع جبل الشيخ بين الأهمية العسكرية والاقتصادية والثقافية، مما يجعله موقعًا حيويًا في منطقة تعاني من النزاعات المستمرة. جبل الشيخ يُعد جبل الشيخ، أو جبل حرمون، أحد أبرز الجبال في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقع عند الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان وإسرائيل. يبلغ ارتفاعه حوالي 2814 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو أعلى نقطة في هذه المنطقة. يتميز الجبل بأهميته الاستراتيجية والجغرافية والثقافية، مما يجعله محط اهتمام كبير بين الدول المتنازعة. وتقع قمة جبل الشيخ في سوريا، في منطقة عازلة كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية لمدة خمسين عامًا حتى نهاية الأسبوع الماضي، عندما سيطرت عليها دولة الاحتلال. وحتى يوم الأحد، كانت القمة منزوعة السلاح وتحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - أعلى موقع دائم لها في العالم. ما أهميته؟ يُعتبر جبل الشيخ موقعًا حيويًا لمراقبة المناطق المحيطة به، بما في ذلك جنوب سوريا وأجزاء من لبنان وشمال إسرائيل. يوفر ارتفاعه ميزة استراتيجية لإقامة أنظمة مراقبة ورادارات تُمكّن من جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات العسكرية. منذ حرب يونيو 1967 (حرب الأيام الستة)، سيطرت إسرائيل على المنحدرات الجنوبية لجبل الشيخ كجزء من احتلالها لمرتفعات الجولان. وتعتبر هذه السيطرة ضرورية لأمنها القومي. يقول إفرايم إنبار، مدير معهد القدس للدرسات الاستراتيجية والأمن: "هذا هو أعلى مكان في المنطقة، ويطل على لبنان وسوريا وإسرائيل. إنه مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية. لا يوجد بديل للجبال". وتخطط القوات الإسرائيلية لإنشاء مرافق واسعة النطاق للتنصت واعتراض الإشارات في هذه المنطقة. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق هيرتسي هاليفي، إن إسرائيل تراقب من الجبل "لضمان عدم تحرك العناصر المحلية في اتجاهنا" وتستعد "لرد هجومي ودفاعي قوي للغاية" إذا لزم الأمر. كما تطمع حركة الاستيطان الدينية في إسرائيل في السيطرة على الجبل. ويستشهد المستوطنون اليهود بسفر يشوع التوراتي، الذي يصف كيف استولى الإسرائيليون على المنطقة حتى جبل الشيخ. ويقولون إن هذا ينبغي أن يشكل الحدود الشمالية لإسرائيل. كما يُعتبر جبل الشيخ مصدرًا مهمًا للمياه في المنطقة، حيث تذوب الثلوج التي تغطي قممه وتسهم في تغذية نهر الأردن، الذي يعد شريانًا مائيًا حيويًا لإسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية. يساعد الجبل أيضًا في تغذية الخزانات الجوفية بالمياه، مما يدعم الاحتياجات المائية للسكان المحليين.

Mentions Frequency Over time
Count of daily Articles over the past 30 Days.
لبنان وسوريا وإسرائيل
Sentiment Analysis
Sentiment analysis measures the overall tone (positive, negative, or neutral)
لبنان وسوريا وإسرائيل
Top Related Events
Count of Shared Articles
لبنان وسوريا وإسرائيل
Top Related Persons
Count of Shared Articles
لبنان وسوريا وإسرائيل
Top Related Locations
Count of Shared Articles
لبنان وسوريا وإسرائيل
Top Related Organizations
Count of Shared Articles
لبنان وسوريا وإسرائيل
Related Articles

الشروق

2024-12-19

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة "إكس" أن جبل الشيخ الواقع على الحدود السورية-الإسرائيلية "عاد للسيطرة الإسرائيلية" بعد 51 عامًا، واصفًا ذلك بأنه "لحظة تاريخية مؤثرة". ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، تمكنت القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء من السيطرة على مواقع في منطقة الجولان، بما في ذلك قمة جبل الشيخ. يجمع جبل الشيخ بين الأهمية العسكرية والاقتصادية والثقافية، مما يجعله موقعًا حيويًا في منطقة تعاني من النزاعات المستمرة. جبل الشيخ يُعد جبل الشيخ، أو جبل حرمون، أحد أبرز الجبال في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقع عند الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان وإسرائيل. يبلغ ارتفاعه حوالي 2814 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو أعلى نقطة في هذه المنطقة. يتميز الجبل بأهميته الاستراتيجية والجغرافية والثقافية، مما يجعله محط اهتمام كبير بين الدول المتنازعة. وتقع قمة جبل الشيخ في سوريا، في منطقة عازلة كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية لمدة خمسين عامًا حتى نهاية الأسبوع الماضي، عندما سيطرت عليها دولة الاحتلال. وحتى يوم الأحد، كانت القمة منزوعة السلاح وتحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - أعلى موقع دائم لها في العالم. ما أهميته؟ يُعتبر جبل الشيخ موقعًا حيويًا لمراقبة المناطق المحيطة به، بما في ذلك جنوب سوريا وأجزاء من لبنان وشمال إسرائيل. يوفر ارتفاعه ميزة استراتيجية لإقامة أنظمة مراقبة ورادارات تُمكّن من جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات العسكرية. منذ حرب يونيو 1967 (حرب الأيام الستة)، سيطرت إسرائيل على المنحدرات الجنوبية لجبل الشيخ كجزء من احتلالها لمرتفعات الجولان. وتعتبر هذه السيطرة ضرورية لأمنها القومي. يقول إفرايم إنبار، مدير معهد القدس للدرسات الاستراتيجية والأمن: "هذا هو أعلى مكان في المنطقة، ويطل على لبنان وسوريا وإسرائيل. إنه مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية. لا يوجد بديل للجبال". وتخطط القوات الإسرائيلية لإنشاء مرافق واسعة النطاق للتنصت واعتراض الإشارات في هذه المنطقة. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق هيرتسي هاليفي، إن إسرائيل تراقب من الجبل "لضمان عدم تحرك العناصر المحلية في اتجاهنا" وتستعد "لرد هجومي ودفاعي قوي للغاية" إذا لزم الأمر. كما تطمع حركة الاستيطان الدينية في إسرائيل في السيطرة على الجبل. ويستشهد المستوطنون اليهود بسفر يشوع التوراتي، الذي يصف كيف استولى الإسرائيليون على المنطقة حتى جبل الشيخ. ويقولون إن هذا ينبغي أن يشكل الحدود الشمالية لإسرائيل. كما يُعتبر جبل الشيخ مصدرًا مهمًا للمياه في المنطقة، حيث تذوب الثلوج التي تغطي قممه وتسهم في تغذية نهر الأردن، الذي يعد شريانًا مائيًا حيويًا لإسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية. يساعد الجبل أيضًا في تغذية الخزانات الجوفية بالمياه، مما يدعم الاحتياجات المائية للسكان المحليين. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

مصراوي

2024-12-14

القاهرة- مصراوي حاولت إسرائيل الحصول على مكاسب عدة بعد سقوط بشار الأسد، فبدأت باستهداف الأصول العسكرية السورية بزعم منع وقوعها في أيدي المتمردين. حيث نفذت إسرائيل حوالي 500 غارة، دمرت خلالها البحرية السورية وأخرجت 90% من صواريخ الدفاع الجوي من الخدمة. لكن من بين أهم مكاسب إسرائيل، استيلاؤها على قمة جبل الشيخ، أعلى نقطة في سوريا، رغم تأكيد المسؤولين الإسرائيليين أن الاحتلال مؤقت. وقال إفرايم إنبار، مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS): "هذا الموقع هو الأعلى في المنطقة، ويوفر رؤية استراتيجية شاملة على لبنان وسوريا وإسرائيل". وأضاف: "إنه ذو أهمية استراتيجية قصوى. لا يمكن تعويض الجبال"، حسبما نقلت عنه سي إن إن. تقع قمة جبل الشيخ في سوريا، داخل منطقة عازلة كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية لمدة خمسين عامًا، حتى نهاية الأسبوع الماضي، عندما سيطرت القوات الإسرائيلية عليها. وحتى يوم الأحد، كانت القمة منطقة منزوعة السلاح تخضع لدوريات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تدير أعلى مركز دائم لها في العالم. أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الجمعة تعليمات للجيش للاستعداد لظروف الشتاء القاسية في المنطقة. وقال في بيان: "بسبب التطورات في سوريا، من الضروري جدًا من الناحية الأمنية الحفاظ على سيطرتنا على قمة جبل الشيخ". وفقًا لجماعة "صوت العاصمة" السورية الناشطة، تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما بعد القمة حتى منطقة البقاسم، التي تبعد حوالي 25 كيلومترًا (15.5 ميلًا) عن العاصمة السورية دمشق. ومع ذلك، لم تتمكن CNN من تأكيد هذا الادعاء بشكل مستقل، ونفى متحدث عسكري إسرائيلي هذا الأسبوع أن تكون القوات "تتقدم نحو" دمشق. يُذكر أن إسرائيل سيطرت على جبل الشيخ خلال حرب عام 1967 واحتلته منذ ذلك الحين. حاولت سوريا استعادة المنطقة خلال هجوم مفاجئ عام 1973 لكنها فشلت، وأعلنت إسرائيل ضم المنطقة عام 1981، وهو إجراء اعتبره القانون الدولي غير قانوني. إلا أن الولايات المتحدة اعترفت بمطالبة إسرائيل بمرتفعات الجولان خلال إدارة ترامب. وعلى الرغم من احتفاظ إسرائيل منذ عقود ببعض المنحدرات السفلى لجبل الشيخ، وحتى إدارتها منتجعًا للتزلج هناك، ظلت القمة نفسها تحت السيطرة السورية حتى الآن. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو، نُشر بعد أيام من قصف إسرائيل لمئات الأهداف السورية واستيلائها على المنطقة العازلة المنزوعة السلاح: "ليس لدينا نية للتدخل في الشؤون الداخلية السورية، لكننا بالتأكيد عازمون على القيام بكل ما هو ضروري لحماية أمننا". تشكل قمة جبل حرمون (جبل الشيخ) رصيدًا استراتيجيًا هائلًا تحت السيطرة الإسرائيلية. يبلغ ارتفاع القمة 9232 قدمًا (2814 مترًا)، مما يجعلها أعلى نقطة في كل من سوريا وإسرائيل، وثاني أعلى قمة في المنطقة بعد واحدة في لبنان. أوضح إفرايم إنبار، مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن (JISS)، أهمية الجبل بقوله: "يعتقد البعض أنه في عصر الصواريخ لم تعد الأرض ذات أهمية، لكن هذا ببساطة غير صحيح". في ورقة أكاديمية نُشرت عام 2011، استعرض إنبار المزايا العديدة التي يوفرها جبل حرمون. كتب قائلاً: "يتيح الجبل استخدام المراقبة الإلكترونية بعمق داخل الأراضي السورية، مما يمنح إسرائيل قدرة إنذار مبكر في حال وقوع هجوم وشيك". وأكد أن البدائل التكنولوجية المتقدمة، مثل المراقبة المحمولة جوًا، لا تضاهي الجبل من حيث الفعالية. وأوضح: "على عكس المعدات المثبتة على الجبال، لا تستطيع الأنظمة المحمولة جوًا حمل معدات ثقيلة كهوائيات كبيرة، كما أنها عرضة للإسقاط بواسطة صواريخ مضادة للطائرات". تبعد الذروة ما يزيد قليلاً عن 35 كيلومترًا (حوالي 22 ميلاً) عن دمشق، مما يعني أن السيطرة على سفوحها السورية - التي تقع أيضًا في أيدي جيش الدفاع الإسرائيلي - تضع العاصمة السورية في مرمى المدفعية. صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "يده ممدودة" للحكومة الجديدة في سوريا، لكنه في عالم ما بعد 7 أكتوبر، أوضح هو وغيره من المسؤولين البارزين في الأمن القومي أنهم لن يتركوا أي مجال للمخاطرة. وقال العميد المتقاعد إسرائيل زيف، في تعليقه على العمليات الإسرائيلية في سوريا: "في الغالب، هذا مصدر راحة لنا. لقد تعلمنا ما حدث في بلدان أخرى عندما تسيطر منظمة ما على معدات عسكرية". في هجوم إسرائيلي ليلي على مدينة اللاذقية الساحلية، دُمرت سفن البحرية السورية. وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي بالعملية، واصفًا إياها بـ"النجاح الكبير". رغم ذلك، أصر نتنياهو على أن الاحتلال مؤقت. وقال: "إسرائيل لن تسمح للجماعات الجهادية بملء هذا الفراغ وتهديد المجتمعات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بهجمات مشابهة لما حدث في 7 أكتوبر". وأضاف أن معايير الانسحاب تعتمد على وجود قوة سورية "ملتزمة باتفاقية 1974 ويمكن ضمان الأمن على حدودنا". ومع ذلك، ليس من الواضح متى يمكن تحقيق ذلك. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

مصراوي

2024-12-14

بي بي سي قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس، إن جبل الشيخ على الحدود السورية-الإسرائيلية "عاد للسيطرة الإسرائيلية" بعد 51 عاماً "في لحظة تاريخية مؤثرة". وكانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت، الثلاثاء، على مواقع في الجولان، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. جبل الشيخ أو "جبل حرمون" هو جبل يقع بين سوريا ولبنان. تمتد السلسلة الجبلية من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن في الجانب الشمالي الشرقي، وتشكل جزءاً مهماً من سلسلة جبل لبنان الشرقية التي تمتد بين لبنان وسوريا. يحد الجبل من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق والجولان المحتل، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. لجبل الشيخ أربع قمم، الأعلى 2814 متراً، والثانية إلى الغرب 2294 متراً، والثالثة إلى الجنوب 2236 متراً، والرابعة إلى الشرق 2145 متراً. يسمى بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الإنسان. وأطلق المؤرخون العرب عليه اسم "جبل الثلج"، ويُطلق على جبل الشيخ أيضاً اسم "جبل حرمون". جبل الشيخ هو أشهر جبال "بلاد الشام"، إذ يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على إسرائيل ويمكن رؤيته من الأردن. واسم "حرمون" كنعاني ومعناه في اللغة العربية "حرم" أو "مُقدّس". قال وزير الخارجية الإسرائيلية إنه أمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ طيلة فصل الشتاء، مضيفاً أن ثمة أهمية أمنية كبيرة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ، وسط ما يجري من أحداث في سوريا. وصرّح مصدر مطلع أن هذه الخطوة تهدف إلى منع "جهات أخرى من استغلال الفراغ الأمني الذي تشهده المنطقة"، مع احتمال توسيع هذه المناطق في المستقبل بناء على التطورات. يسمى الجبل أيضاً "عيون الأمة" في إسرائيل، لأن ارتفاعه يجعله مكاناً استراتيجياً لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل على علو 2280 متراً. يقول الخبير الاستراتيجي علاء الأصفري لبي بي سي، إن جبل الشيخ يُعتبر أعلى نقطة في سوريا، ما يجعله موقعاً استراتيجياً مهماً لمراقبة المناطق المحيطة - كونه يطل على أجزاء شاسعة من لبنان وسوريا وإسرائيل. يضيف الخبير أن إسرائيل سيطرت على المنطقة لخلق "منطقة آمنة" لها، وصولاً إلى القنيطرة وريف دمشق. "سيطرة إسرائيل على المنطقة يعني أنها ستُشرف على كل المواقع وستمكنها من تركيب أجهزة المراقبة الحديثة من رادارات وكاميرات لمسح المنطقة بشكل دائم"، يقول الأصفري. كما تُعتبر منطقة جبل الشيخ "الخاصرة الدفاعية الجنوبية" في سوريا، التي لها أهمية أمنية أيضاً، وذلك بعد أوامر الوزير كاتس ببقاء الجيش طوال فصل الشتاء هناك، وقد تطمح إسرائيل لأن تصبح المنطقة جزءاً منها بعد حين. يرى الخبير الأصفري أن المعارضة المسلحة في سوريا اليوم يبدو أنها تتجنب الاحتكاك مع أي من جيرانها. لكن يلاحظ بعد سيطرة إسرائيل أن مفهوم الأمن القومي السوري ربما سيُفقد ويتم توسيع الأراضي الإسرائيلية وتحقيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"شرق أوسط جديد" من خلال تقسيم سوريا. يطل الجبل على مواقع ذات أهمية عسكرية بالغة الأهمية، فأهمها أنها مُطلة على كامل الجغرافيا السورية وأجزاء واسعة من لبنان وبانياس الساحلية وهو أيضاً "المفتاح" للحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية، وفقاً للخبير. يضيف: "المثلث الحدودي ستشرف عليه إسرائيل بشكل كامل وينعكس ذلك على أمن المنطقة، وهو ما يرى أن "الاحتلال المستدام" للمنطقة سيؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا والحكومة الجديدة". ويشرف الجبل على دمشق وبادية الشام والجولان وسهول حوران في سوريا، بالإضافة إلى جبال الخليل وبحيرة طبريا وسهل الحولة وجزء من محافظة إربد في الأردن، إلى جانب جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع. يبعد الجبل حوالي 39 كيلومتراً عن العاصمة السورية، ما يجعله عرضة للاستهداف الإسرائيلي بعد وقوعه تحت الاحتلال، بحسب القانون الدولي. يشكل جبل الشيخ أحد أكبر الموارد الجغرافية في المنطقة. نظراً لارتفاعه، يُعتبر مصدر مهم للأمطار. يقول أستاذ علوم المياه إلياس سلامة إن المنطقة التي يقع بها جبل الشيخ تمتاز بكونها من أعلى المناطق في سوريا الطبيعية وتتلقى كميات كبيرة من الأمطار والثلوج على الجبل والمنطقة المحيطة ككل وتزود المياه الجوفية والينابيع المحيطة (الحاصباني وبانياس). السيطرة على الموقع تمكن أي جهة من التحكم بالمياه السطحية والجوفية، كما يقول سلامة. لكنه يرفد بالقول إنه وبحسب التصريحات الرسمية، فإن السيطرة الإسرائيلية ستكون مؤقتة ولأمور عسكرية، وليس بهدف السيطرة على مصادر مياه إضافية. يقول سلامة إن المياه الذائبة من قمم الجبل المغطى بالثلوج تنزل إلى القنوات والشقوق الصخرية وتغذي الينابيع عند قاعدة الجبل، حيث تتشكل الأنهار التي تصب في نهر الأردن، وهي نهر الحاصباني القادم من جنوب لبنان، ونهر بانياس الذي ينبع من الجبل في الجولان السوري، ونهر دان الذي يتدفق من تل دان في شمال فلسطين التاريخية، وفقاً للباحث سلامة. ويمتاز الجبل بشتاء موسمي وتساقط ثلوج في الربيع، والتي تغطي قممه معظم أيام السنة. كما أن الحياة النباتية هناك تتميز بالخصوبة تحت خط الثلج، حيث تكثر كروم العنب وأشجار الصنوبر والبلوط والحور. خلفية تاريخية يقول أنس القصاص، خبير الشؤون الدولية والاستراتيجية إن هذه القمة المرتفعة تعزز من إمكانية المراقبة والرصد والاعتراض والتشويش للقوة المسيطرة عليه على مساحة تتجاوز 300 كيلومتر في جميع الاتجاهات، وهو ما يشكل تهديداً للدول المحيطة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية (سوريا - لبنان - إسرائيل - الأردن). وقد احتلت القوات الإسرائيلية قمة جبل الشيخ في حرب يونيو عام 1967 ودشنت عليه وحدة للإنذار المبكر لكشف واعتراض الأعمال الإلكترونية والإشارية خصوصاً الصادرة والواردة إلى دمشق، بحسب الخبير. لكنه يقول إنه ومع حرب أكتوبر 1973، استعادت القوات السورية السيطرة عليه وفكك السوفييت أجهزة الإنذار المبكر أعلى الجبل ونقلوها إلى موسكو. لكن القوات الإسرائيلية استعادت السيطرة على قمة جبل الشيخ فيما عُرف بـ"حرب جبل الشيخ الثانية" حتى تم تسليمها بموجب اتفاقية فك الاشتباك السورية الإسرائيلية الموقعة في مايو أيار عام 1974. ووفقاً لهذه الاتفاقية، يقوم الجانب السوري بالسيطرة على الأراضي الواقعة في المنطقة (أ) والتي يقع في شمالها قمة جبل الشيخ وجنوبا حتى الرقاد على الحدود السورية الأردنية. وتوجد كذلك مناطق (ب) و(ج) تحدد مناطق انتشار قوات مراقبة فك الاشتباك التابع للأمم المتحدة وانتشار القوات الإسرائيلية بالإضافة لتحديد الوضع الخاص بمزارع شبعا الحدودية. هذه الاتفاقية تم خرقها عدة مرات "خروقات بسيطة"، مثل رفع معدلات التسلح أو اختراق حدود المناطق المنصوص عليها مئات المترات خلال السنوات الماضية. يقول الخبير القصاص، وهو عضو لجنة الشؤون الجيوسياسية بالجمعية الدولية للعلوم السياسية، إن هذه المرة مختلفة. فمع سقوط نظام الأسد، اخترقت القوات الإسرائيلية تلك الاتفاقية وسيطرت على كافة أراضي المنطقة (أ) بل وتخطتها حتى وصلت إلى ريف دمشق الجنوبي، ناهيك عن قصف كافة معدات الجيش السوري على المناطق العازلة التي أصبحت كأن لم تكن، وعاد المشهد الميداني حتى أوضاع 21 أكتوبر تشرين الأول 1973 بل وربما أشد سوءاً مع عدم وجود جيش مناوئ. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: