صامويل هنتنجتون
صامويل فيليبس هنتنجتون (18 أبريل 1927 - 24 ديسمبر 2008) (بالإنجليزية:Samuel Phillips Huntington) هو عالم وسياسي أميركي، وبروفسور في جامعة هارفارد لـ 58 عاماً، ومفكر...
المصري اليوم
2024-03-22
منذ وقوع هجمات حماس على إسرائيل 7 أكتوبر الماضى والعدوان الهمجى الإسرائيلى المتواصل حتى الآن، حاول الطرفان جر الأمور إلى مربع «الحرب الدينية». حماس أطلقت على هجماتها اسم «طوفان الأقصى»، فى إشارة إلى دفاعها عن «أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين»، كما أن خطابها أخذ توجهًا دينيًّا واضحًا. إلا أن اقتباس نتنياهو النصوص الدينية فى تصريحاته عن الحرب كان ذروة الاستغلال الدينى وتصوير الأمر على أنه صراع يهودى مع التطرف الإسلامى. وللأسف، انساق وراء نتنياهو بعض المسؤولين الغربيين مثل جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية الأوروبية، الذى قال إن حرب غزة حولت الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلى معركة ديانات وحضارات. اقتبس نتنياهو من التوراة قصة شعب العماليق أعداء بنى إسرائيل، والتى تدعو الآيات إلى محوهم من تحت السماء، كما صرح: «سنحقق نبوءة إشعيا. لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب فى أرضكم». أراد رئيس وزراء إسرائيل تحقيق نظرية عالِم السياسة الأمريكى الراحل صامويل هنتنجتون، (1927- 2008)، بأن صراعات المستقبل لن تكون بين الدول القومية، بل ستكون الاختلافات الثقافية والدينية المحرك الرئيسى لها. وفى كتابه: «صدام الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمى» 1993، اعتبر «هنتنجتون» أن الحضارتين الإسلامية والمسيحية الأرثوذكسية، (التى تمثلها روسيا)، مرشحتان للصدام مع الغرب. تطورات الأحداث وردود الأفعال العالمية أثبتت خطأ هذه المقولة، وأجبرت نتنياهو على التوقف عن ترهاته. لم يغضب المسلمون والعرب فقط، بل شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. بوليفيا وتشيلى وكولومبيا قطعت أو استدعت سفراءها من إسرائيل. جنوب إفريقيا رفعت ضدها دعوى أمام محكمة العدل الدولية. ناميبيا، التى تعرضت للإبادة على أيدى المستعمر الألمانى بداية القرن العشرين، فضحت فشل ألمانيا فى التكفير عن جرائمها، ومسارعتها بمساندة إبادة جماعية أخرى. حرب غزة ليست إذنًا صراعًا دينيًّا أو حضاريًّا. إنها بالأحرى صراع بين الغرب الداعم لإسرائيل وبين بقية العالم بدياناته وحضاراته المختلفة. صراع بين المركز، الذى يؤمن بتفوقه واستحقاقه لتقرير مصير العالم، والأطراف التى استعمرها من قبل، ومازال يستغلها. أظهر العدوان الإسرائيلى عمق الهوة بين الغرب والدول النامية، التى تعانى أزمات اقتصادية وكوارث مناخية وسرقة علنية لثرواتها. الفجوة اتسعت أيضًا نتيجة تجاهل الغرب لأزمات خطيرة عديدة كالحروب فى تيجراى (إثيوبيا) والسودان وغيرهما. معظم دول الجنوب وقفت مع روسيا فى حربها مع أوكرانيا، أو على الأقل لم تُعادِها، ليس لعدالة موقفها، ولكن لأن الغرب لا يمارس الاستقامة الأخلاقية أو السياسية. يدعم أوكرانيا لأن روسيا غزتها، ويساند إسرائيل التى غزت غزة ودمرتها وقتلت أبناءها. من السهل الحديث عن صراع الحضارات، لكن الواقع يقول إنه حتى الجماعات المتطرفة المناهضة للغرب تستغل أخطاءه، بل خطاياه، لاجتذاب أعضاء جدد. يقول الباحثان بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط كارل كالتنتالر ومنقذ داغر، إنه عند إجراء مقابلة بأحد سجون بغداد مع مساعد لزعيم داعش أبوبكر البغدادى الذى اغتيل عام 2019، سأل: هل تعلمون لماذا جند تنظيم داعش الآلاف عبر العالم؟، ليرد على نفسه قائلا: «على عكس القاعدة، لم يهتم داعش بتجنيد المتدينين، بل سعى لاجتذاب أى شخص لديه سبب لمحاربة أمريكا والغرب». هناك كثيرون لديهم أسباب عميقة لكراهية أمريكا بعيدًا عن الدين، وخاصة فى المنطقة العربية. السياسات الأمريكية المنحازة لإسرائيل نفّرت الشباب العربى تحديدًا من أمريكا، وبلغ الاستياء درجات غير مسبوقة خلال عدوان غزة. حسب استطلاع أجراه معهد واشنطن نوفمبر الماضى فى 7 دول عربية، أعرب 7% فقط عن ثقتهم فى أمريكا (فى مصر 9% والأردن 2%)، بينما بلغت الثقة العربية فى الصين وروسيا حوالى 50%. قد نتفق أو نختلف حول درجة أهمية مجموعة بريكس، لكنها بكل تأكيد رد على الهيمنة الغربية. المشاعر العالمية المعادية لواشنطن فى ازدياد ليس لأسباب دينية وحضارية، بل سياسية واقتصادية وعسكرية. العالم أكبر من الغرب، حتى ولو لم يعترف الغرب بذلك. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2014-01-25
كتب روبرت كابلان مقالا تحليليا نشر بالموقع الإلكترونى لمركز ستراتفور الأمريكى للدراسات الاستراتيجية والأمنية تناول فيه أهمية المؤسسات باعتبارها ركنا أساسيًا فى بناء الدول. يقول الكاتب: منذ سنوات كثيرة زرت الأركان الأربعة فى جنوب غرب أمريكا. وهذا نُصُب حجرى صغير على منصة معدنية لامعة، حيث يتجمع أربعة تماثيل. ويمكنك السير حول النُصب خلال بضع ثوانٍ، وتقف فى أربع ولايات، هى أريزونا ونيو مكسيكو وكولورادو ويوتاه. وكان الناس يصطفون فى طوابير للقيام بذلك، وتُلتقط لهم الصور بواسطة أقاربهم الفرحين. والدوران حول النُصُب أمر يبعث على الإثارة بالفعل لأن كلا من هذه التماثيل له تراث وهوية جرى تطويرهما بثراء لإعطاء تلك الحدود معنى حقيقيا. ومع ذلك فليس مطلوبا أن يذهب ضباط جوازات أو جمارك من ولاية إلى أخرى. ويضيف كابلان، قد تقول: هذا صحيح بالطبع، فتلك ولايات وليس دولا. لكن حقيقة كون تلك ملاحظة عادية جدا لا يجعلها أقل إثارة للدهشة. ومن المؤكد أن هذا يجعلها أكثر إثارة للدهشة. ذلك أن أستاذ هارفارد الراحل صامويل هنتنجتون قال يوما إن عبقرية النظام الأمريكى لا تكمن فى ديمقراطيته فى حد ذاتها بقدر ما فى مؤسساته. فالنظام الفدرالى الذى يضم 50 كيانا وبيروقراطية منفصلين لكل منها أراضيه وحدوده المميزة، ولا تتصارع مع بعضها على الرغم من ذلك، نظام فريد فى التاريخ السياسى. ناهيك عن آلاف المقاطعات والبلديات فى أمريكا التى تتمتع بالسيادة القضائية. والكثير من البلدان التى غطيتها كمندوب صحفى فى العالم النامى المضطرب وتمزقه الحروب يحسد هذا الترتيب المؤسسى لحكم قارة بأكملها. ويشير الكاتب إلى أن ملاحظة هنتجتون يمكن توسيع مداها. فعبقرية الحضارة الغربية بصورة عامة هى عبقرية المؤسسات. فمن المؤكد أن الديمقراطية هى أساس هذا. لكن الديمقراطية عامل منفصل على الرغم من ذلك. فالدكتاتوريات المستنيرة فى آسيا أنشأت مؤسسات قوية تقوم على حكم الجدارة، بينما لا توجد مثل هذه المؤسسات فى الديمقراطيات الضعيفة فى أفريقيا. ••• ويرى كابلان أن المؤسسات عنصر لا يلفت الانتباه فى الحضارة الغربية لتعاملهم معها على أنها أمور مسلم بها. لكن ليس هذا هو الحال فى أماكن كثيرة عمل وعاش فيها. فالحصول على تصريح أو وثيقة بسيطة ليس مسألة انتظار فى صف لبضع دقائق، بل دفع رشاوى واللجوء إلى الوسطاء. وهم يحصلون على مياه الشرب والتيار الكهربى الذى يُعتمد عليه، لكن هذه الخدمات مفقودة فى بلدان ومناطق كثيرة بسبب عدم وجود مؤسسات كفء تدير هذه البنية التحتية. ووجود صديق أو قريب يعمل فى مصلحة الضرائب لا يعفيك من تسديد ما عليك من ضرائب، لكن هذا الوضع أمر نادر فى أماكن أخرى. فالمؤسسات الناجحة تعامل الجميع بالتساوى والموضوعية. لكن ليس هذا هو الحال فى روسيا أو باكستان أو نيجيريا. صحيح أن الأمريكيين قد يشكون من سوء خدمات السكك الحديدية وتدهور البنية التحية والبيروقراطيات، خاصة فى المدن الداخلية، لكن من المهم إدراك أنهم على الرغم من ذلك يشكون على أساس مستويات على قدر كبير من الارتفاع مقارنة بجزء كبير من العالم النامى. ••• ويشير كابلان إلى أن المؤسسات تفسر، أو غيابها، الكثير مما حدث فى العالم فى العقود القليلة الماضية. ففى أعقاب سقوط سور برلين شرع وسط أوروبا فى بناء ديمقراطيات واقتصاديات فاعلة. وعلى الرغم من كل مشاكل دول البلطيق وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وتحدياتها، لم يكن أداؤها سيئا وفى بعض الحالات كانت بها قصص نجاح مثيرة. وهذا لأن هذه المجتمعات تفخر بمعدلات معرفة القراءة والكتابة المرتفعة بين الرجال والنساء ولها تراث من البرجوازية الحديثة قبل الحرب العالمية الثانية والشيوعية. ومعرفة القراءة وثقافة الطبقة الوسطى هى لبنات المؤسسات الناجحة. فالمؤسسات على أى الأحوال تتطلب ضرورة معرفة البيروقراطيين القراءة والكتابة وبأساليب العمل الموضوعية الخاصة بالمنظمات الحديثة. كانت دول البلقان أقل حظا، حيث الحكم السيئ والنمو الضعيف فى رومانيا منذ عام 1989، وأصبح شبه الفوضى مشكلة يصعب حلها فى ألبانيا وبلغاريا، بينما الحرب العرقية تقضى على الاتحاد اليوغوسلافى فى التسعينيات. وهنا كذلك تاريخ من معدلات معرفة القراءة والكتابة الدنيا، والطبقات الوسطى الضعيفة أو التى لا وجود لها، وعقيدة أرثوذكسية شرقية لا تشجع، لكونها أكثر تأملية، المعايير الموضوعية، ولو بدرجة البروتستانتية أو حتى الكاثوليكية. وتلك كلها عوامل داخل أساس مؤسسى أضعف للنمو الاقتصادى والاستقرار السياسى. وتنتمى روسيا كذلك إلى هذه الفئة. فنظام حكم القلة فيها يدل على وجود مؤسسات ضعيفة، حيث يشير الفساد فحسب إلى سبيل بديل لجعل الأمور تتم عندما لا يجرى تطوير القوانين وبيروقراطيات الدولة بالشكل الصحيح. ••• ويشير بعد ذلك إلى الشرق الأوسط. فقد فشل ما يسمى بالربيع العربى لأن العالم العربى لم يكن مثل وسط أوروبا أو شرقها. ففيه معدل معرفة قراءة وكتابة منخفض خاصة بين النساء. وبه قدر قليل من تراث البورجوازية الحديثة، أو لا يوجد بالمرة، على الرغم من وجود طبقات تجارية فى بعض المدن، وبذلك لا توجد مؤسسات قابلة للاستخدام يمكن اللجوء إليها عند انهيار الدكتاتوريات. وبذلك فإن ما بقى فى شمال أفريقيا وشرق المتوسط بعد الحكم السلطوى هو القبائل والطوائف؛ على عكس المجتمع المدنى ما بعد الشيوعى الذى شجع الاستقرار فى وسط أوروبا. وتحتل تركيا وإيران، باعتبارهما دولتين حقيقيتين فيهما تمدين أكثر نجاحا ومعدلات معرفة القراءة والكتابة أعلى، مكانة وسطى بين جنوب أوروبا والعالم العربى. ومن الواضح أنه حتى داخل العالم العربى هناك فروق. فمؤسسات الدولة المصرية واقع بينما تلك التى فى سوريا والعراق ليس كذلك. ولهذا السبب مصر قابلة للحكم، وإن كان ذلك بوسائل أوتوقراطية لفترة قصيرة، بينما يبدو أن سوريا والعراق ليستا كذلك. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2017-11-10
** اختار منظمو منتدى شباب العالم البهجة عنوانًا.. ألوان الأتوبيسات، والتاكسيات، والمنشورات والقاعات. وبداية البهجة من اختيار شرم الشيخ، أجمل وأنظف مدن مصر.. ترى لون البحر ممتزجا باللون الأخضر، وبألوان البيوت، والفنادق، وفى خلفية الصورة جبال محيطة مبهرة مثل جبل الصوت، الذى تقف أمامه صامتا لما يشعه من هيبة. وفى شرم الشيخ لا توجد ورقة واحدة ملقاة فى الشارع. وشوارعها تلمع.. وهذا كله ليس فقط من أجل الرئيس وضيوف مصر. فأى زيارة لشرم الشيخ فى أى وقت ستراها كما رأيتها. ومع هذا الجمع من الشباب أنت تعيش مع البهجة.. بهجة الأمل والحياة والتفكير والمستقبل، حتى لو كان مستقبلك أنت شخصيا وراءك.. فالسعادة التى تسكن روحك هى من أجلهم ومن أجل بلدك.. ** المنتدى كانت به 46 جلسة. وطرقات مركز المؤتمرات محشودة بالحيوية. والرئيس يتحرك وسط الشباب، منتقلا من قاعة إلى قاعة. حريصًا على حضور المناقشات. وهى مناقشات عميقة وجديدة. ومن الندوات التى نجحت فى حضورها: اختلاف الحضارات صدام أم تكامل؟ لم أقتنع يوما بكتاب صامويل هنتنجتون الصادر عام 1996، والذى تناول فيه نظرية صراع الحضارات لاختلاف الثقافات، وهذا ما خرجت به الندوة.. إنه ليس صراعا ولكنه تكامل الحضارات..** حوار الأجيال ندوة أخرى حرصت على حضورها. وأذكر أن الأديب الكبير توفيق الحكيم صاغ فى الثمانينيات من القرن الماضى جملة: صراع الأجيال.. وهو كان محقا فى ما يتعلق باختلاف الأجيال. فلكل جيل أفكاره ورؤيته وسلوكه، وعلى كل جيل السعى لفهم الأجيال التالية له.. فالتكنولوجيا أفسدت التواصل. أو بمعنى أدق اختصرت زمن التواصل.. وقديما كانت مصر مثلا تشاهد مسلسلا واحدا، وقناة واحدة، وتتابع مباراة واحدة، وتقرأ جريدة واحدة. ولم يكن هناك هذا الاختلاف الذى صنع نهما استهلاكيا شرسا، فلم يعد المصريون يمتلكون غسالة واحدة، وثلاجة واحدة، وتليفزيونًا واحدا وسيارة واحدة..!** فى الندوة اتفق الحضور على ما يسمى بالعمر النفسى. وعلى أن الشباب عنده الجديد الذى يستحق أن يتعلمه الكبار. وأن عند الكبار خبرات وتجارب حياة تفيد الشباب.. وعن الإبداع قال: رويت قصة مدرسة أمريكية طلبت من أطفالها الصغار رسم شوارع بدون سيارات.. فلم يدرك الأطفال كيف يرسمون هذا الشارع، بينما عاد طفل وهو يحمل ما رسمه وكان شارعًا خاليًا وقد وضعت على مداخلة لافتة تقول: ممنوع دخول السيارات.. وكان ذلك إبداعًا.. لأن الإبداع أن يأتى الإنسان بما لا يتوقعه الآخر.** من الندوات المهمة أيضا: أثر الحروب والنزاعات على اختفاء الهوية للشباب.. واتفق الحضور على أن الوطنية جزء من الهوية.. وكنت أتمنى أن تناقش العلاقة بين السياسة والوطنية. فنحن فى أشد الحاجة إلى فهم وتعريف الوطنية بمنهج علمى حقيقى، بعيدًا عن الشعارات.** وفى ندوة أخرى عنوانها كيف تصلح الأداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب؟ والفن والموسيقى وكل الفنون لغتها مفهومة حتى لو مع اختلاف اللغات.. والفن قوة ناعمة للدولة.** غابت الرياضة عن المنتدى.. والواقع أن الرياضة هى أكبر حركة سلام عرفتها البشرية. وهى أيضا أكثر أنشطة الإنسانية عدلا. فالأسرع والأقوى والأعلى فى صراع الإنسان ضد الزمن والثقل والمسافة يفوز.. وهذا بالطبع بعيدا عن تأثيرات أخطاء الحكام، وتعاطى المنشطات، أو «استخدام نبات الكوسة»! ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-07-29
قال عبدالمعطى أبوزيد رئيس قطاع الإعلام الخارجى بالهيئة العامة للاستعلامات، أن دور الهيئة فى نقل رسالة للخارج عن صورة مصر الحقيقية إنما تتصل اتصالا وثيقا بحوار الحضارات على أساس من الاحترام المتبادل. جاء ذلك خلال كلمته فى المؤتمر الدولى بعنوان "الجامعة العربية وتحالف الحضارات.. رسالة إلى الإعلاميين" الذى تستضيفه هيئة الاستعلامات اليوم الأحد بمشاركة الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات والبرنامج المصرى لتطوير الإعلام. وأضاف أبوزيد أن حوار الحضارات جزء لا يتجزأ من مهام هيئة الاستعلامات منذ نشأتها بوصفها مؤسسة إعلامية تتواصل مع الآخر من أجل نقل الصورة الحقيقية عن مصر وتصحيح الصورة المغلوطة عنها لدى الآخر، مشيرا إلى أن هذا الدور يهدف لنشر السلام وتكامل الحضارات من خلال الحوار بين مصر ودول العالم. من جهتها أكدت السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة حوار الحضارات بجامعة الدول العربية، ضرورة أن تقوم وسائل الإعلام بدور فى تجسير هوة سوء الفهم بين الحضارات المختلفة، وتبنى خطاب إعلامى يشجع الحوار والتفاهم وقبول الآخر. وقالت السفيرة سامية بيبرس، فى كلمة ألقتها، الْيَوْمَ الأحد، فى افتتاح أعمال المؤتمر الدولى "جامعة الدول العربية وتحالف الحضارات.. رسالة الإعلاميين" إنه يجب أن تتخلى وسائل الإعلام عن المبالغة فى إظهار الفوارق بين الحضارات. مضيفة أن الإعلام سلاح ذو حدين فهو وسيلة للتواصل والمعرفة بين الشعوب ولكن إذا لم يتمتع بالموضوعية والحيادية فقد يؤدى لخلق المشكلات بين الشعوب، وقد يلعب دورا فى وقوع العنف. ونبهت فى هذا الصدد بدور الإعلام التحريضى فى الحشد الطائفى والمذهبى والترويج لاقصاء الآخر وليس قبوله. وقالت أن بعض وسائل الإعلام وخاصة مواقع التواصل تؤدى لزيادة فى العداء للمسلمين والعرب، ووصم الشخصية العربية بالعنف والإرهاب. وأضافت أن المروجين لصراع الحضارات مثل صامويل هنتنجتون سعوا لجعل العروبة والإسلام العدو الجديد للحضارة الغربية، قائلة أن "دورنا أن نبادر لإفشال تلك الحملات وإعادة تقديم الحضارة العربية الإسلامية وتسليط الضوء على دورها فى إثراء الحضارات". وأوضحت السفيرة سامية بيبرس أن حوار الحضارات يجب أن يكون وسيلة للتعارف ووسيلة للتعرف على ثقافة الآخر وقبوله، مشيرة إلى أهمية هذا المؤتمر الذى يعقد تزامنا مع الْيَوْمَ العالمى للتنوع الثقافى وتنفيذا للخطة الاستراتيجية لتحالف الحضارات التى أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب. من جانبه، قال غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمى بالقاهرة، إننا نتطلع لدور الإعلام فى تعزيز الحوار بين الثقافات، مضيفا أن منظمة اليونسكو تقوم بأنشطة لدعم الصحفيين لتعزيز الحوار ومكافحة خطاب الكراهية والعنف. وأضاف فريز أن اليونيسكو قامت بمبادرات لبناء قدرات الصحفيين ونجحت فى إنشاء منصات إعلامية لصحفيين ذوى مصداقية وإطلاق مبادرات لدعم الدراية الإعلامية.وتابع "إننا فى هذه المنطقة نواجه تحديات متعاظمة منها الفجوة التقنية، مؤكدا أن نشر الثقافة التنويرية من أهم سبل مواجهة هذه التحديات. ودعا فريزر إلى بناء جسور صلبة بين الحضارات لترسيخ أخلاقيات جديدة تحقق سبل التعايش المشترك، وقال أن الإعلاميين شركاء رئيسيون فى هذه المهمة. بدورها، قالت نهال سعد، المتحدث الرسمى للممثل الأعلى لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن مشاركة المنظمة فى مؤتمر اليوم يأتى فى إطار التعاون مع الجامعة العربية لتنفيذ الاستراتيجية العربية لتحالف الحضارات 2016- 2019، والقائمة على أربع ركائز هى الإعلام والثقافة والشباب والهجرة. وأضافت "سعد" أن الجامعة العربية شريك أساسى فى برنامج الزمالة الذى يعد أحد أهم البرامج التى تعمل على تنفيذها منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات.مشيرة إلى أن المنظمة نظمت عددا من الندوات فى عدد من عواصم العالم من بينها القاهرة حول دور الإعلام فى التصدى الخطابات الكراهية والتطرف، وكيفية تنقية الخطاب الإعلامى من مفردات التعصب ورفض الآخر. يشار إلى أن المؤتمر الدولى "جامعة الدول العربية وتحالف الحضارات.. رسالة الإعلاميين" الذى يستمر لمدة يومين، تنظمه الجامعة العربية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC)، ومنظمة اليونسكو (المكتب الإقليمى بالقاهرة)، والهيئة العامة للاستعلامات، والبرنامج المصرى لتطوير الإعلام (EMDP). ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-04-05
حمل العدد الثامن والعشرون من مجلة السياسية الدولية الصادر بتاريخ الأول من أبريل عام 2022- العدد من العناوين التي تطرقت وأجابت عن التساؤلات التي يطرح الخبراء والباحثين في حقل العلوم السياسية وصناع القرار منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. فقد تناولت افتتاحية المجلة التي يرأس تحريرها أحمد ناجي قمحة، شكل العالم وتفاصيل العلاقات بين أطرفه من خلال تطبيق نظرية صدام الحضارات عند صامويل هنتنجتون على واقع ومستقبل الأزمة الأوكرانية، حيث أكدت الافتتاحية التي جاءت بعنوان " الأزمة الأوكرانية: صدام الإرادات.. مخاض نظام عالمي جديد" على أن الحرب الروسية – الأوكرانية قد كشفت عن مؤشرات ترهل النظام الغربي، وحجم التباينات بين أعضاء المنظومة الدولية، إضافة إلى سقوط السمعة السياسية والأخلاقية للنظام الدولي الأحادي عند كثير من شعوب العالم. أما قسم الدراسات بالمجلة، فقد احتوى على ثلاثة دراسات ارتبط ارتباط وثيق بما يدور في العالم في الوقت الراهن، حيث طبق تقديم القسم الذي كتبه دكتور أبوالفضل الإسناوي، نظريتي الردع والتصعيد في إدارة الحرب الروسية – الأوكرانية، مؤكدا أن التصعيد الروسي مستمر، ويأتي من منطلق أن التراجع عنه قبل تحقيق الأهداف الروسية يمثل هزيمة كبيرة لروسيا مقابل عودة الروح لحلف الناتو. ومن منطلق الآليات المستخدمة في الحرب الروسية- الأوكرانية سواء كانت خشنة أو سيبرانية، جاءت عناوين الدراسات الثلاثة مفسرة لواقع ومستقبل العالم، حيث حملت الأولى عنوان" تداعيات الأزمة الأوكرانية على مستقبل أوروبا" أما الثانية فكان عنوانها " دور التطورات السيبرانية في عمليات حفظ السلام" أما الثالثة، فتناولت تحولات القوة وتأثيرها في سيادة الدول من واقع الأزمة الراهنة". أما ملف العدد الذي جاء مفسرا لافتتاحية المجلة ودراساتها، فقد حمل عنوان " الأزمة الأوكرانية.. إعادة تشكيل المشهد الدولي"، وهنا تجدر الإشارة إلى أن ملف العدد الذي أشرف علية عمرو عبد العاطي، فقد احتوى على 16 تحليلا في واقع الحرب ومستقبلها وتداعياتها كان أبرزهم ما تناوله المفكر المصري الدكتور على الدين هلال، الذي جاء بعنوان " تأثيرات الحرب الروسية –الأوكرانية في النظام الدولي"، هذا بالإضافة رؤى عديدة احتواها ملف العدد لكبار الكتاب المصريين، يعد من أبرزهم الدكتور محمد كمال والدكتور حسن أبو طالب ومالك عوني ودكتور سامي عبد العزيز وآخرين. وبالإضافة إلى أقسام العدد سابقة الذكر، نشير إلى أن مجلة السياسة الدولية في العدد احتوت على ملف خاص حمل عنوان " تداعيات أزمة التضخم على الاقتصاد العالمي"، يذكر أن ملف المجلة يشرف عليه الدكتور أبوبكر الدسوقي، الذي قدم هذا الملف الخاص بموضوع جاء بعنوان " التضخم في الاقتصاد العالمي.. تداعيات الأزمة وآليات المواجهة". بالإضافة إلى ما سبق، فقد تناولت المجلة موضوعات آخري هامة وتحليلات آنية احتوتها أقسام المجلة سواء "قسم قضايا السياسة الدولية" أو قسم " التطرف والإرهاب" أو القسم الاستراتيجي والعسكري. وفيما يتعلق بملحقي المجلة في هذا العدد فقد تناولا موضوعين في غاية الأهمية، حيث جاء ملحق اتجاهات نظرية، الذي يشرف عليه الدكتور خلد حنفي، بعنوان " المقاربة الخضراء في العلاقات الدولية" ليكشف عن إشكاليات نموذج النمو الأخضر في الاقتصاد العالمي، وكذلك مداخل تفسير غياب "العدالة البيئية" في العلاقات الدولية. أما ملحق تحولات استراتيجية، فقد تطرق إلى الثورة التكنولوجية ومستقبل الحروب، متناولاً الحروب السيبرانية وتهديدها لأمن الدول بدون اشتباكات عسكرية، بالإضافة إلى سباقات الهيمنة التكنولوجية الفائقة وسياسات الدفاع الحديثة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: