روسيا والاتحاد الأوروبي
السؤال الجوهرى المطروح اليوم على شعوب الشرق الأوسط، وفى سياقات حرب الاستنزاف الجديدة التى اشتعلت بعد انفجار أكتوبر ٢٠٢٣ وبفعل التغول العسكرى الإسرائيلى، هو عن ماهية السبل الممكنة والأدوات المتاحة لإنهاء الحرب والتأسيس لنظام للأمن الإقليمى يساعد على خفض مناسيب التوتر والصراع ويفتح مسارات للتسويات السلمية والاستقرار. وإذا كان التاريخ المعاصر للشرق الأوسط يدلل بجلاء على صعوبة نشوء وبقاء ترتيبات جماعية للأمن فى ظل تناقضات أساسية بين دوله النافذة ودون التوافق بين القوى الكبرى، فإن الشاهد اليوم أن القوى الكبرى تراوح فى مقاربتها للشرق الأوسط بين أفعال جزئية تستهدف إطفاءات مؤقتة للحرائق المشتعلة وبين مساعٍ للحفاظ على مصالحها الحيوية (الولايات المتحدة والصين) أو ما تبقى منها (روسيا والاتحاد الأوروبى) بعيدة عن التهديد. والشاهد أيضا أن القوى الكبرى، منفردة أو مجتمعة، لا تملك لا رؤية حقيقية ولا سياسات ذات مديات زمنية متنوعة لإخراج الشرق الأوسط من حربه الراهنة وأنها، وعلى اختلاف توجهاتها، تبدو إما عازفة أو عاجزة عن الاضطلاع بالمهمة. يعنى ذلك أن مهمة إنهاء حرب الاستنزاف الشرق أوسطية واستعادة شىء من الاستقرار باتت متروكة للفاعلين الإقليميين الكبار إن هم رفضوا استمرار الأوضاع الراهنة ورغبوا فى تغييرها. وقناعتى أن فى حسابات المكاسب والخسائر وتفاصيل الفرص والأخطار بها ما قد يكفى لتشجيع نخب ومؤسسات الحكم فى الشرق الأوسط على التفكير الجاد فى فرص ترتيبات أمنية جماعية. • • • إسرائيل، وهى إلى اليوم الرابح الاستراتيجى من الانفجار وحرائقه المشتعلة بإضعافها لحماس وحزب الله ولإيران وحلفائها، تدرك حكومتها كونها أضحت أسيرة لمواصلة ضرباتها العسكرية لكيلا يعود «محور المقاومة» إلى إطلاق الصواريخ والمسيرات، وتدرك أيضا أن إعادة احتلال غزة أو سيناريوهات التهجير القسرى أو مواصلة الاستيطان الإجرامى فى الضفة الغربية أو البقاء فى الأراضى اللبنانية والعدوانية المتكررة تجاه سوريا ليست ممارسات تأتى بأمن واستقرار دائمين أو تشجع على التطبيع بينها وبين جوارها. بل إن حكومة اليمين المتطرف والدينى التى يقودها بنيامين نتنياهو، مهما روجت لخرائطها الكارثية للخير والشر ولاستراتيجية ضغط وتعقب وعقاب لإيران وحلفائها، تعلم أن الفاعلين الآخرين فى الشرق الأوسط، بما فيهم تركيا السعيدة اليوم بإبعاد النفوذ الإيرانى عن سوريا، لا يريدون لا إلغاء إيران ولا إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم فيها. إسرائيل، إذا لم ترد مواصلة حروبها إلى ما لا نهاية ولم تسيطر على عقلها السياسى أوهام التغيير العنيف للحكومات المناوئة لها وجنون احتلال المزيد من الأراضى السورية وإلغاء حق تقرير المصير الفلسطينى وحل الدولتين، تحتاج إلى توافقات إقليمية تؤسس للتسويات السلمية وتضمن الأمن الجماعى وتعين حدود خرائط النفوذ وتقاطعاتها. • • • أما إيران، وهى إلى اليوم الخاسر الاستراتيجى من انفجار أكتوبر ٢٠٢٣، فتدرك أن تراجعها الراهن لا يكفى لتغيير حقائقه وتداعياته لا محاولات لإعادة بناء قوة حلفائها فى غزة ولبنان وتجميع أوراق نظام بشار الأسد فى سوريا وتوظيف ميليشيات العراق واليمن خارج حدود الدولتين لمناوءة العدو الإسرائيلى فى جغرافية نفوذه الجديدة، ولا تورطَ عسكريا مباشرا لحرسها الثورى وأسلحتها فى حرب الاستنزاف، وهى حتما ستقوم بالمحاولات تلك ولن تتورع عن ذاك التورط. تدرك قيادة الجمهورية الإسلامية أيضا، وكما تدلل تصريحات علنية للمرشد خامنئى ولرسميين آخرين، أن المستفيدين من انكماش خرائط نفوذها الإقليمى كثر ويشملون العاصمتين تل أبيب وأنقرة وأن شعبية «محور المقاومة» وخطابه السياسى انهارت على وقع الحرب والدماء والدمار وتغول الآلة العسكرية الإسرائيلية. إيران، وهى بهذا المعنى تقابل كخاسر إسرائيل كرابح، تحتاج إلى توافقات إقليمية لضمان أمنها القومى وصون مصالحها الحيوية محددة كبقاء نظام الجمهورية الإسلامية وصون المشروع النووى وحماية وجود (مجرد وجود) حلفائها ولكى توقف التداعيات الكارثية لحرب الاستنزاف عليها. • • • فيما خص تركيا، وهى تأرجحت طويلا بين العثمانية والإسلاموية فى سياستها فى الشرق الأوسط بين ٢٠١١ و٢٠٢٠ وتورطت فى صراعات عديدة ثم عمدت بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣ إلى التخارج منها والتطبيع مع جوارها العربى والتهدئة مع مصر، فإنها تعد اليوم من بين الفاعلين الرابحين بالجائزة السورية وبتراجعات إيران فى المشرق العربى وبنجاحها فى التنسيق الأمنى والدبلوماسى مع الولايات المتحدة وبمزجها بين المعارضة العلنية والحادة لحروب إسرائيل وبين التنسيق العسكرى والعملياتى الفعلى معها فى سوريا وعلى حساب السيادة السورية. غير أن أردوغان ورفاقه فى حكومة أنقرة يدركون أن حفاظهم على حظوظ الميليشيات المدعومة منهم فى حكم دمشق وفى الضغط على الفصائل الكردية التى يصنفونها إرهابية وفى تحقيق استقرار يسمح بعودة ملايين اللاجئات واللاجئين السوريين من الأراضى التركية إلى بلادهم ويطلق عمليات إعادة البناء والإعمار، يدركون ارتباطه الوثيق بالعمل الأمنى والسياسى المشترك مع اللاعبين الإقليميين الكبار وحتمية توقفهم عن الامتهان الحالى للسيادة السورية الذى يمارسونه. تحتاج أنقرة إلى حوار جاد حول سوريا والمشرق العربى مع إيران التى لم ولن تغادرهما بالكامل، ومع إسرائيل التى تتحرك عسكريا بحرية ولا أدوات أخرى لها، ومع السعودية وقطر اللتين تملكان القدرات المالية والسياسية للتأثير فى الداخل السورى وفى عموم أحوال المشرق، ومع مصر التى تقلقها للغاية حرب الاستنزاف الإقليمية ولها العديد من المصالح الحيوية فى غزة وفيما خص القضية الفلسطينية وفرص تسويتها. ينطبق ذات الاحتياج للفاعلين الإقليميين الآخرين ولترتيبات أمن جماعى تصاغ بينهم وتشرع أبواب إنهاء الحروب والتسوية السلمية للصراعات على السياسات المصرية والسعودية والإماراتية. فالحدود المصرية ملاصقة لأحزمة أزمات خطيرة فى كل الاتجاهات، إلى الغرب والجنوب والشرق، وتدفع البلاد ثمنا باهظا لحرب الاستنزاف الجديدة فى الشرق الأوسط يتمثل فى أخطار الأمن القومى الواردة من غزة والمترتبة على التغول الإسرائيلى وامتهان السيادة السورية وسباق التسلح الكارثى فى الإقليم والناجمة أيضا عن تراجع عائدات قناة السويس وإشكاليات إعاشة ودمج الأشخاص اللاجئين. منذ انفجار أكتوبر ٢٠٢٣ والقاهرة تعمل على إطفاء الحرائق المشتعلة بالتعاون مع العواصم النافذة كأنقرة والرياض وأبو ظبى وبشىء من الانفتاح الدبلوماسى على طهران وبكثير من الصبر الاستراتيجى على تل أبيب التى لم تتورع عن إدخال علاقات العاصمتين الثنائية فى توترات حادة (إن بسبب التعنت فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أو بسبب السيطرة على معبر رفح فى الجهة الفلسطينية، أو عندما توغلت عسكريا فى ممر فيلادلفى منزوع السلاح). لمصر، ووساطتها ضرورية لإنهاء الحرب فى غزة والبحث فى ترتيبات اليوم التالى ولإعادة القضية الفلسطينية وحل الدولتين إلى الواجهة، مصلحة حيوية فى عمل جماعى بين الفاعلين الإقليميين يسفر عن ترتيبات أمنية فى المشرق بكل ساحاته، فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، وفيما وراءه أيضا. • • • لا تختلف رؤية السعودية عن محددات الرؤية المصرية، وإن اختلفت الدوافع والمصالح. فالمملكة معنية بمواصلة التركيز على برامج التحديث الداخلية والحيلولة دون استثمار مواردها المالية والسياسية والدبلوماسية بالقرب من توترات وصراعات ليس لها أن تسوى سلميا دون إنهاء لحرب الاستنزاف الجديدة والتوافق حول ترتيبات أمن جماعى فعالة، كما أنها تريد الحفاظ على حدودها آمنة بالتزام التهدئة الإقليمية مع إيران فى جنوب الجزيرة العربية واستعادة الاستقرار فى المشرق العربى الذى تؤثر أوضاعه عليها (خاصة الأوضاع العراقية والسورية) ومتابعة الحوار الاستراتيجى مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قضايا ثنائية عديدة وفيما خص التطبيع فى الشرق الأوسط. يصعب تصور أن الرياض ستقبل على حوار مع واشنطن يربط بين ضمانات أمنية وتكنولوجيا نووية سلمية تقدم لها من القوة الكبرى وبين التطبيع مع إسرائيل والأخيرة تلغى الحق الفلسطينى فى تقرير المصير وحل الدولتين وتواصل حروبها، وبالمثل يصعب أيضا تصور أن الموارد السعودية ستظل بعيدة عن التورط فى صراعات المشرق العربى إن استمرت المواجهات المباشرة وبالوكالة بين إسرائيل وإيران وتركيا. • • • إذا كان الاحتياج للفاعلين الإقليميين الآخرين يجمع بين الرابحين والخاسرين والمتوجسين من حرب الاستنزاف الشرق أوسطية وإذا كانت مساعى إنهاء الحرب، وليس مجرد وقف إطلاق النار هنا والهدن المؤقتة هناك، واستعادة شىء من الاستقرار، تتطلب التوافق حول ترتيبات أمن لا تعارضها اليوم العواصم النافذة، فإن العقبة الكبرى أمام عمل إقليمى جماعى تتمثل فيما يرتبه تورط البعض فى التوظيف الممنهج للأداة العسكرية وفى دعم الميليشيات المسلحة وفى التدخل فى شئون الغير دون احترام لمبدأ السيادة الوطنية من غياب الثقة المتبادلة ومن تهاوى وزن مبدأ الأرض مقابل السلام وعقيدة التسوية السلمية للتوترات والصراعات. باستثناء مصر والسعودية، الدولتان الكبيرتان اللتان لا تورطَ عسكريا مباشرا أو غير مباشر لهما فى الحروب الدائرة اليوم، تستخدم إسرائيل وإيران وبدرجات أقل تركيا جيوشها وسلاحها فى ساحات إقليمية مختلفة. هذه العقبة الكبرى حلها الوحيد هو استبدال الأمن الجماعى بالأداة العسكرية، وبناء التوافق والتهدئة والتسويات السلمية بالتورط العسكرى المباشر وبالوكالة فيما وراء حدود الدولة الوطنية المعنية. وللاقتراب من الحل هذا، يتعين على مصر بتاريخها الدبلوماسى الطويل ومواردها المؤسسية ووزنها الشعبى فى الشرق الأوسط وعلى السعودية بقوتها السياسية والرمزية القادرة على تجميع الفاعلين الكبار وقدراتها المالية، إطلاق مبادرة لتكوين تجمع للأمن الإقليمى على غرار منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ودعوة جميع دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية (كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجى) إلى الانضمام إليها نظير الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى شئون الغير وعقيدة التسوية السلمية للتوترات والصراعات، ونظير الامتناع عن توظيف الأداة العسكرية وإنهاء التورط فى الحروب، ونظير التوقف عن دعم الميليشيات المسلحة والاعتماد على الحوار والتفاوض وبناء التوافق لوقف الحروب الأهلية، ونظير العمل الجاد على تخليص الشرق الأوسط من الاحتلال والاستيطان والحصار وتمكين الشعوب الطالبة لتقرير المصير من ممارسته واقعيا، واستعادة الدول الوطنية من غياهب الانهيار والتفكك التى صارت بها فى عديد الساحات فى الشرق الأوسط. وليكن الإسهام فى إعادة القضية الفلسطينية كقضية تقرير مصير وحق فى الدولة المستقلة، والإسهام فى صناعة المستقبل السورى بعيدا عن كارثة الجماعات المسلحة والتغول العسكرى لأطراف خارجية، هما اختبار البدايات لتجمع الأمن الإقليمى هذا. وليكن النظر فى انضمام إسرائيل وإيران وتركيا لمثل هذا التجمع مرهونا بتغير سياساتهم فعلا وليس قولا.
الشروق
2024-12-20
السؤال الجوهرى المطروح اليوم على شعوب الشرق الأوسط، وفى سياقات حرب الاستنزاف الجديدة التى اشتعلت بعد انفجار أكتوبر ٢٠٢٣ وبفعل التغول العسكرى الإسرائيلى، هو عن ماهية السبل الممكنة والأدوات المتاحة لإنهاء الحرب والتأسيس لنظام للأمن الإقليمى يساعد على خفض مناسيب التوتر والصراع ويفتح مسارات للتسويات السلمية والاستقرار. وإذا كان التاريخ المعاصر للشرق الأوسط يدلل بجلاء على صعوبة نشوء وبقاء ترتيبات جماعية للأمن فى ظل تناقضات أساسية بين دوله النافذة ودون التوافق بين القوى الكبرى، فإن الشاهد اليوم أن القوى الكبرى تراوح فى مقاربتها للشرق الأوسط بين أفعال جزئية تستهدف إطفاءات مؤقتة للحرائق المشتعلة وبين مساعٍ للحفاظ على مصالحها الحيوية (الولايات المتحدة والصين) أو ما تبقى منها (روسيا والاتحاد الأوروبى) بعيدة عن التهديد. والشاهد أيضا أن القوى الكبرى، منفردة أو مجتمعة، لا تملك لا رؤية حقيقية ولا سياسات ذات مديات زمنية متنوعة لإخراج الشرق الأوسط من حربه الراهنة وأنها، وعلى اختلاف توجهاتها، تبدو إما عازفة أو عاجزة عن الاضطلاع بالمهمة. يعنى ذلك أن مهمة إنهاء حرب الاستنزاف الشرق أوسطية واستعادة شىء من الاستقرار باتت متروكة للفاعلين الإقليميين الكبار إن هم رفضوا استمرار الأوضاع الراهنة ورغبوا فى تغييرها. وقناعتى أن فى حسابات المكاسب والخسائر وتفاصيل الفرص والأخطار بها ما قد يكفى لتشجيع نخب ومؤسسات الحكم فى الشرق الأوسط على التفكير الجاد فى فرص ترتيبات أمنية جماعية. • • • إسرائيل، وهى إلى اليوم الرابح الاستراتيجى من الانفجار وحرائقه المشتعلة بإضعافها لحماس وحزب الله ولإيران وحلفائها، تدرك حكومتها كونها أضحت أسيرة لمواصلة ضرباتها العسكرية لكيلا يعود «محور المقاومة» إلى إطلاق الصواريخ والمسيرات، وتدرك أيضا أن إعادة احتلال غزة أو سيناريوهات التهجير القسرى أو مواصلة الاستيطان الإجرامى فى الضفة الغربية أو البقاء فى الأراضى اللبنانية والعدوانية المتكررة تجاه سوريا ليست ممارسات تأتى بأمن واستقرار دائمين أو تشجع على التطبيع بينها وبين جوارها. بل إن حكومة اليمين المتطرف والدينى التى يقودها بنيامين نتنياهو، مهما روجت لخرائطها الكارثية للخير والشر ولاستراتيجية ضغط وتعقب وعقاب لإيران وحلفائها، تعلم أن الفاعلين الآخرين فى الشرق الأوسط، بما فيهم تركيا السعيدة اليوم بإبعاد النفوذ الإيرانى عن سوريا، لا يريدون لا إلغاء إيران ولا إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم فيها. إسرائيل، إذا لم ترد مواصلة حروبها إلى ما لا نهاية ولم تسيطر على عقلها السياسى أوهام التغيير العنيف للحكومات المناوئة لها وجنون احتلال المزيد من الأراضى السورية وإلغاء حق تقرير المصير الفلسطينى وحل الدولتين، تحتاج إلى توافقات إقليمية تؤسس للتسويات السلمية وتضمن الأمن الجماعى وتعين حدود خرائط النفوذ وتقاطعاتها. • • • أما إيران، وهى إلى اليوم الخاسر الاستراتيجى من انفجار أكتوبر ٢٠٢٣، فتدرك أن تراجعها الراهن لا يكفى لتغيير حقائقه وتداعياته لا محاولات لإعادة بناء قوة حلفائها فى غزة ولبنان وتجميع أوراق نظام بشار الأسد فى سوريا وتوظيف ميليشيات العراق واليمن خارج حدود الدولتين لمناوءة العدو الإسرائيلى فى جغرافية نفوذه الجديدة، ولا تورطَ عسكريا مباشرا لحرسها الثورى وأسلحتها فى حرب الاستنزاف، وهى حتما ستقوم بالمحاولات تلك ولن تتورع عن ذاك التورط. تدرك قيادة الجمهورية الإسلامية أيضا، وكما تدلل تصريحات علنية للمرشد خامنئى ولرسميين آخرين، أن المستفيدين من انكماش خرائط نفوذها الإقليمى كثر ويشملون العاصمتين تل أبيب وأنقرة وأن شعبية «محور المقاومة» وخطابه السياسى انهارت على وقع الحرب والدماء والدمار وتغول الآلة العسكرية الإسرائيلية. إيران، وهى بهذا المعنى تقابل كخاسر إسرائيل كرابح، تحتاج إلى توافقات إقليمية لضمان أمنها القومى وصون مصالحها الحيوية محددة كبقاء نظام الجمهورية الإسلامية وصون المشروع النووى وحماية وجود (مجرد وجود) حلفائها ولكى توقف التداعيات الكارثية لحرب الاستنزاف عليها. • • • فيما خص تركيا، وهى تأرجحت طويلا بين العثمانية والإسلاموية فى سياستها فى الشرق الأوسط بين ٢٠١١ و٢٠٢٠ وتورطت فى صراعات عديدة ثم عمدت بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣ إلى التخارج منها والتطبيع مع جوارها العربى والتهدئة مع مصر، فإنها تعد اليوم من بين الفاعلين الرابحين بالجائزة السورية وبتراجعات إيران فى المشرق العربى وبنجاحها فى التنسيق الأمنى والدبلوماسى مع الولايات المتحدة وبمزجها بين المعارضة العلنية والحادة لحروب إسرائيل وبين التنسيق العسكرى والعملياتى الفعلى معها فى سوريا وعلى حساب السيادة السورية. غير أن أردوغان ورفاقه فى حكومة أنقرة يدركون أن حفاظهم على حظوظ الميليشيات المدعومة منهم فى حكم دمشق وفى الضغط على الفصائل الكردية التى يصنفونها إرهابية وفى تحقيق استقرار يسمح بعودة ملايين اللاجئات واللاجئين السوريين من الأراضى التركية إلى بلادهم ويطلق عمليات إعادة البناء والإعمار، يدركون ارتباطه الوثيق بالعمل الأمنى والسياسى المشترك مع اللاعبين الإقليميين الكبار وحتمية توقفهم عن الامتهان الحالى للسيادة السورية الذى يمارسونه. تحتاج أنقرة إلى حوار جاد حول سوريا والمشرق العربى مع إيران التى لم ولن تغادرهما بالكامل، ومع إسرائيل التى تتحرك عسكريا بحرية ولا أدوات أخرى لها، ومع السعودية وقطر اللتين تملكان القدرات المالية والسياسية للتأثير فى الداخل السورى وفى عموم أحوال المشرق، ومع مصر التى تقلقها للغاية حرب الاستنزاف الإقليمية ولها العديد من المصالح الحيوية فى غزة وفيما خص القضية الفلسطينية وفرص تسويتها. ينطبق ذات الاحتياج للفاعلين الإقليميين الآخرين ولترتيبات أمن جماعى تصاغ بينهم وتشرع أبواب إنهاء الحروب والتسوية السلمية للصراعات على السياسات المصرية والسعودية والإماراتية. فالحدود المصرية ملاصقة لأحزمة أزمات خطيرة فى كل الاتجاهات، إلى الغرب والجنوب والشرق، وتدفع البلاد ثمنا باهظا لحرب الاستنزاف الجديدة فى الشرق الأوسط يتمثل فى أخطار الأمن القومى الواردة من غزة والمترتبة على التغول الإسرائيلى وامتهان السيادة السورية وسباق التسلح الكارثى فى الإقليم والناجمة أيضا عن تراجع عائدات قناة السويس وإشكاليات إعاشة ودمج الأشخاص اللاجئين. منذ انفجار أكتوبر ٢٠٢٣ والقاهرة تعمل على إطفاء الحرائق المشتعلة بالتعاون مع العواصم النافذة كأنقرة والرياض وأبو ظبى وبشىء من الانفتاح الدبلوماسى على طهران وبكثير من الصبر الاستراتيجى على تل أبيب التى لم تتورع عن إدخال علاقات العاصمتين الثنائية فى توترات حادة (إن بسبب التعنت فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أو بسبب السيطرة على معبر رفح فى الجهة الفلسطينية، أو عندما توغلت عسكريا فى ممر فيلادلفى منزوع السلاح). لمصر، ووساطتها ضرورية لإنهاء الحرب فى غزة والبحث فى ترتيبات اليوم التالى ولإعادة القضية الفلسطينية وحل الدولتين إلى الواجهة، مصلحة حيوية فى عمل جماعى بين الفاعلين الإقليميين يسفر عن ترتيبات أمنية فى المشرق بكل ساحاته، فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، وفيما وراءه أيضا. • • • لا تختلف رؤية السعودية عن محددات الرؤية المصرية، وإن اختلفت الدوافع والمصالح. فالمملكة معنية بمواصلة التركيز على برامج التحديث الداخلية والحيلولة دون استثمار مواردها المالية والسياسية والدبلوماسية بالقرب من توترات وصراعات ليس لها أن تسوى سلميا دون إنهاء لحرب الاستنزاف الجديدة والتوافق حول ترتيبات أمن جماعى فعالة، كما أنها تريد الحفاظ على حدودها آمنة بالتزام التهدئة الإقليمية مع إيران فى جنوب الجزيرة العربية واستعادة الاستقرار فى المشرق العربى الذى تؤثر أوضاعه عليها (خاصة الأوضاع العراقية والسورية) ومتابعة الحوار الاستراتيجى مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن قضايا ثنائية عديدة وفيما خص التطبيع فى الشرق الأوسط. يصعب تصور أن الرياض ستقبل على حوار مع واشنطن يربط بين ضمانات أمنية وتكنولوجيا نووية سلمية تقدم لها من القوة الكبرى وبين التطبيع مع إسرائيل والأخيرة تلغى الحق الفلسطينى فى تقرير المصير وحل الدولتين وتواصل حروبها، وبالمثل يصعب أيضا تصور أن الموارد السعودية ستظل بعيدة عن التورط فى صراعات المشرق العربى إن استمرت المواجهات المباشرة وبالوكالة بين إسرائيل وإيران وتركيا. • • • إذا كان الاحتياج للفاعلين الإقليميين الآخرين يجمع بين الرابحين والخاسرين والمتوجسين من حرب الاستنزاف الشرق أوسطية وإذا كانت مساعى إنهاء الحرب، وليس مجرد وقف إطلاق النار هنا والهدن المؤقتة هناك، واستعادة شىء من الاستقرار، تتطلب التوافق حول ترتيبات أمن لا تعارضها اليوم العواصم النافذة، فإن العقبة الكبرى أمام عمل إقليمى جماعى تتمثل فيما يرتبه تورط البعض فى التوظيف الممنهج للأداة العسكرية وفى دعم الميليشيات المسلحة وفى التدخل فى شئون الغير دون احترام لمبدأ السيادة الوطنية من غياب الثقة المتبادلة ومن تهاوى وزن مبدأ الأرض مقابل السلام وعقيدة التسوية السلمية للتوترات والصراعات. باستثناء مصر والسعودية، الدولتان الكبيرتان اللتان لا تورطَ عسكريا مباشرا أو غير مباشر لهما فى الحروب الدائرة اليوم، تستخدم إسرائيل وإيران وبدرجات أقل تركيا جيوشها وسلاحها فى ساحات إقليمية مختلفة. هذه العقبة الكبرى حلها الوحيد هو استبدال الأمن الجماعى بالأداة العسكرية، وبناء التوافق والتهدئة والتسويات السلمية بالتورط العسكرى المباشر وبالوكالة فيما وراء حدود الدولة الوطنية المعنية. وللاقتراب من الحل هذا، يتعين على مصر بتاريخها الدبلوماسى الطويل ومواردها المؤسسية ووزنها الشعبى فى الشرق الأوسط وعلى السعودية بقوتها السياسية والرمزية القادرة على تجميع الفاعلين الكبار وقدراتها المالية، إطلاق مبادرة لتكوين تجمع للأمن الإقليمى على غرار منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ودعوة جميع دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية (كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجى) إلى الانضمام إليها نظير الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى شئون الغير وعقيدة التسوية السلمية للتوترات والصراعات، ونظير الامتناع عن توظيف الأداة العسكرية وإنهاء التورط فى الحروب، ونظير التوقف عن دعم الميليشيات المسلحة والاعتماد على الحوار والتفاوض وبناء التوافق لوقف الحروب الأهلية، ونظير العمل الجاد على تخليص الشرق الأوسط من الاحتلال والاستيطان والحصار وتمكين الشعوب الطالبة لتقرير المصير من ممارسته واقعيا، واستعادة الدول الوطنية من غياهب الانهيار والتفكك التى صارت بها فى عديد الساحات فى الشرق الأوسط. وليكن الإسهام فى إعادة القضية الفلسطينية كقضية تقرير مصير وحق فى الدولة المستقلة، والإسهام فى صناعة المستقبل السورى بعيدا عن كارثة الجماعات المسلحة والتغول العسكرى لأطراف خارجية، هما اختبار البدايات لتجمع الأمن الإقليمى هذا. وليكن النظر فى انضمام إسرائيل وإيران وتركيا لمثل هذا التجمع مرهونا بتغير سياساتهم فعلا وليس قولا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-02-26
قالت مصادر مطلعة، إن دول الاتحاد الأوروبي مازالت لا تبذل الجهد الكافي لمنع حصول روسيا على تكنولوجيا الأسلحة الأوروبية المحظور تصديرها إليها، والتي تستخدمها في مواصلة الحرب ضد أوكرانيا. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المصادر القول، إن روسيا مازالت تشتري سلعا حساسة منشأها الاتحاد الأوروبي بعشرات الملايين من اليورو، رغم جولات العقوبات العديدة التي فرضها الاتحاد على موسكو منذ بدء غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022. وبحسب المسئول الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته، فإن حوالي ربع إجمالي المعدات شديدة الحساسية التي بلغت قيمتها حوالي 450 مليون يورو (488 مليون دولار) خلال أول 9 أشهر من العام الماضي وصلت إلى روسيا من دول في الاتحاد الأوروبي مباشرة والباقي وصل عبر دولة ثالثة. ومن الدول التي تحصل روسيا على سلع أوروبية محظورة عبرها "تركيا والإمارات العربية المتحدة وصربيا والصين"، بالإضافة إلى دول مجاورة لروسيا مثل أوزباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا. وفي حين تراجعت تجارة السلع الحساسة رسميا بين روسيا والاتحاد الأوروبي بشدة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، زادت صادرات هذه السلع إلى دول أخرى لتعويض غياب السوق الروسية. وجاءت دعوة الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء بتشديد القيود على تصدير المنتجات الحساسة إلى روسيا في الوقت الذي دخلت فيه الحرب الأوكرانية عامها الثالث، في حين تكثف القوات الروسية هجومها على القوات الأوكرانية التي تعاني من نقص شديد في الذخائر. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، إنه على الكونجرس الأمريكي الموافقة على حزمة المساعدات المنتظرة لبلاده بقيمة 60 مليار دولار خلال شهر. وتركز الدول الاتحاد الأوروبي والدول الحليفة بشدة على تطبيق عقوباتهم على قائمة "ذات أولوية قصوى" من المنتجات خلال الشهور الأخيرة. وتضم القائمة عشرات المكونات وقطع الغيار والتكنولوجيا المتقدمة مثل أشباه الموصلات والإلكترونيات التي يمكن استخدامها في الصواريخ وغيرها من الأنظمة العسكرية التي تستخدمها روسيا ضد أوكرانيا، أو المكونات الحيوية لإنتاج الأسلحة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-11-02
قال وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين، اليوم السبت، إن روسيا والاتحاد الأوروبي يناقشان إبرام اتفاق بشأن حل النزاعات التجارية المتبادلة في إطار منظمة التجارة العالمية. وأوضح أوريشكين -وفقا لما ذكرته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية- "الآن كما تعلمون، تواجه منظمة التجارة العالمية مشكلة كبيرة جدا مع هيئة الاستئناف، وإنه سيتم تجميد إمكانية تعيين المُحكّمين هناك ولكن بعض البلدان تجري الآن مفاوضات ثنائية ونحن نشارك أيضا في مثل هذه المفاوضات لتوقيع اتفاقيات ثنائية تسمح لنا بالعمل بشكل فعال في ساحة منظمة التجارة العالمية، ونحن نجري مثل هذا النقاش مع الاتحاد الأوروبي". وتضم هيئة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة العالمية 7 مقاعد لكن عملها يتطلب 3 أعضاء على الأقل حيث يتواجد حاليا 3 خبراء في هذه الهيئة ولكن في 10 ديسمبر المقبل ستنتهي ولاية اثنين منهم. وأشارت "سبوتنيك" نقلا عن مصادر إعلامية أخرى، أن واشنطن في الوقت الراهن تمنع تعيين محكمين جدد في هيئة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة العالمية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-08-27
أعلن وزير الخارجية والتكامل الأوروبي في مولدوفا نيكو بوبيسكو أن بلاده ترغب في عودة المستوى المستقر للعلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا. وأضاف بوبيسكو - في تصريحات لوكالة أنباء تاس الروسية - "لقد تراكمت العديد من الأشياء السلبية في العلاقات المولدوفية الروسية على مدار السنوات وحتى العقود الأخيرة". وأوضح: "نحن مهتمون بمناقشة هذه المشاكل من أجل تطبيع العلاقات مع روسيا من أجل عودة المستوى المستقر للعلاقات الاقتصادية والسياسية". وتابع "عندما وقعت مولدوفا اتفاقا للشراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ خمس سنوات، قامت روسيا بتعليق تشغيل منطقة التجارة الحرة في العلاقات المولدوفية- الروسية، رغم أننا نرى أن هناك العديد من الدول الأخرى التي تتمتع في الوقت ذاته بمناطق تجارة حرة مع روسيا والاتحاد الأوروبي- مثل: صربيا وإسرائيل، ولا تقوم روسيا بفرض قيود في علاقاتها معهما". ولفت "بالطبع توجد قضية ترانسنيستريا الخلافية وتمركز القوات الروسية في مولدوفا.. إن الحكومة سوف تصرّ على أنه لا يمكن للقوات الروسية التمركز في إقليم مولدوفا إذا كان في الأمر انتهاكا لقوانين مولدوفا وحقها السيادي في تقرير أي الدول يمكنها نشر قواتها على إقليمها". جدير بالذكر أن ترانسنيستريا هي منطقة غير معترف بها دوليا تريد الانضمام إلى روسيا الإتحادية. وتقع على الحدود الغربية لأوكرانيا أعلنت انفصالها عن مولدوفا في العام 1991. يُشار إلى أن بوبيسكو تحدث عن تطبيع العلاقات مع روسيا قبيل زيارته المقررة لموسكو في 12 سبتمبر القادم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-08-17
قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإستوني أورماس رينسالو في هلسنكي اليوم الأربعاء إن فنلندا ليس لديها نية لإلغاء تأشيرات شنجن التي تم إصدارها بالفعل للمواطنين الروس. وقال الوزير - وفق ما نقلته وكالة أنباء تاس الروسية- إن "هلسنكي لن تتخذ أي إجراء بشأن تأشيرات شنجن التي تم إصدارها بالفعل للمواطنين الروس وستظل سارية المفعول. ولن تقيد فنلندا إصدار تأشيرات الدراسة والعمل وستستمر في قبول الطلبات من المسافرين لأسباب عائلية". يذكر أن إستونيا ستتوقف غدا الخميس عن السماح بدخول الروس بتأشيرات شنجن الصادرة ، كما أوضح وزير الخارجية الإستوني أورماس رينسالو، ستظل التأشيرات سارية ، لكن حامليها سيخضعون لعقوبات، أي سيتم حظر دخولهم إلى إستونيا. وأضاف أن تالين تخطط لمواصلة "مناقشة هذه القضية على مستوى الاتحاد الأوروبي والسعي إلى فرض عقوبات ضد السياحة من روسيا". وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية قيودها الخاصة وعلى وجه الخصوص، اعتبارًا من 1 سبتمبر، ستقلل الدولة عدد التأشيرات السياحية الصادرة للروس بمقدار 10 مرات مقارنة بالمستوى الحالي. كما اقترحت وزارة الخارجية الفنلندية تقديم نوع جديد من التأشيرات الإنسانية لتسهيل سفر النشطاء المدنيين والصحفيين ودعت إلى تعليق اتفاقية تسهيل التأشيرة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-11-02
قال السفير الإيطالى لدى روسيا جورجيو ستاراس، إن الاعتراف باللقاح الروسى "سبوتنيك V" فى الاتحاد الأوروبى مسألة ذات أولوية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة الإيطالية تعمل مع بروكسل حول هذه المسألة. وعبر ستاراس، في تصريح لصحيفة "كوميرسانت " الروسية اليوم الثلاثاء، عن أمله في أن يتم الاعتراف باللقاح الروسي قريبا وأن تتمكن دول الاتحاد الأوروبي وروسيا من التوصل إلى اعتراف متبادل بشهادات التطعيم. يذكر أن روسيا والاتحاد الأوروبي تجريان مفاوضات حول مسألة الاعتراف المتبادل بشهادات التطعيم ضد فيروس كورونا، لم يحصل لقاح "سبوتنيك V" الروسي بعد على موافقة من وكالة الأدوية الأوروبية لاستخدامه في دول الاتحاد الأوروبي. وكان المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، قال إن مؤشرات كفاءة اللقاحين الروسيين المضادين لكورونا -"سبوتنيك V" و"سبوتنيك لايت"- أعلى من تلك الخاصة بالعديد من اللقاحات الأجنبية. وأضاف بيسكوف - في تصريحات للصحفيين، بحسب وكالة أنباء "تاس" "أن هذين اللقاحين تم تسجيلهما في روسيا وفي العديد من دول العالم، ويجري استخدامهما بنجاح وبفاعلية فيها". وتابع:"أن "سبوتنيك V" و"سبوتنيك لايت" قد أثبتا فعاليتهما بشكل قاطع ليس في بلدنا، ولكن أيضا في العديد من دول العالم"، مشيرا إلى أن هذين اللقاحين لديهما مؤشرات أداء مختلفة في فئات عمرية مختلفة وفعاليتهما وأعلى من نواح كثيرة من المؤشرات المماثلة للقاحات المضادة لكورونا والمنتجة في الخارج. وأكد بيسكوف أن لقاح "سبوتنيك لايت" يمكن اعتماده في كل من التطعيم الرئيسي وإعادة التطعيم للوقاية من "كوفيد 19 ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-11-29
أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية فى جورجيا، فوز وزيرة الخارجية السابقة سالومى زورابيشفيلى؛ لتصبح بذلك أول أمرأة تتولى منصب الرئاسة فى البلاد. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) اليوم الخميس، أن زورابيشفيلى حصلت، خلال جولة الإعادة التى جرت أمس الأربعاء، على 59% من مجموع الأصوات الصحيحة، بينما حصل منافسها جريجول فاشادزه على 40% من الأصوات، وتتمتع زورابيشفيلى بدعم حزب (الحلم الجورجي) الحاكم الذى يسعى إلى تطوير العلاقات مع كل من روسيا والاتحاد الأوروبي. يذكر أن زورابيشفيلى (66 عاما) ولدت فى العاصمة الفرنسية باريس، وقد أسندت إليها وظائف بالخارجية الفرنسية قبل أن تعمل كسفيرة لفرنسا لدى تبيليسى عام 2003، ثم تولت حقيبة الخارجية بجورجيا فى عهد الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي. وكانت زورابيشفيلى قد حصلت على 38.64% من الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات التى جرت فى 28 أكتوبر الماضي، فى حين حصل فاشادزه على 37.74% من الأصوات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2018-10-28
افتتح وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق الدورة العاشرة للمعرض الدولي لصناعة المنسوجات والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والمفروشات ومستلزماتها "Egytex2018"، الذي تنظمه شركة "صحارة" بالتعاون مع غرفة الصناعات النسيجية، تحت رعاية وزيرا التجارة والصناعة المهندس عمرو نصار وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام بمركزالقاھرة الدولي للمؤتمرات. شارك في الافتتاح محمد المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، والمهندس أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج. وقال هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، خلال المؤتمر الصحفي على هامش افتتاح الدورة العاشرة للمعرض الدولي للمنسوجات Egytex 2018، إن الدولة تسعى للنهوض بصناعة الغزل والنسيج من خلال تطوير الصناعة وزيادة القيمة المضافة لصناعة الغزل والنسيج. وأضاف أن الدولة وضعت خطة غير مسبوقة عالميا لتطوير البنية التحتية لقطاع الصناعات النسيجية تتضمن عمليات الحليج والصباغة والتجهيز بتكلفة من 20 إلى 27 مليار جنيه، وسيتم الانتهاء منها خلال عامين، مشيرا أنه سيتم استغلال الأصول غير المستغلة للدولة في تنفيذ خطة التطوير. وأكد الوزير، أن القطاع العام يستحوذ على 75% من عمليات الحليج والصباغة والتجهيز، وهي من أساسيات صناعة الغزل والنسيج، فيما يمتلك القطاع الخاص 35%، لافتا أن الحكومة قررت عدم منافسة القطاع الخاص في صناعة الملابس الجاهزة، والتي يتميز بها القطاع الخاص. وقال محمد المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن الغرفة تساند خطة وزارة قطاع الأعمال لتطوير صناعة الغزل والنسيج. وأضاف المرشدي، أن الغرفة تستهدف من خلال رعايتها للمعرض الدولي العاشر لصناعة المنسوجات والغزل والنسيج والملابس ومستلزماتها Egytex2018، زيادة صادرات القطاع بنحو 400 مليون دولار تعاقدات خلال فترة إقامة المعرض، بالإضافة إلى استهداف أسواق دول روسيا والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن المعرض استقطب أكثر من 30 من كبار المستوردين والمشترين الدوليين من مختلف الدول. وأضاف المرشدي، أن الهدف الأساسي من المعرض الدولي للمنسوجات والملابس تعميق الصناعة المحلية من خلال عقد شراكات تجارية وصناعية مع مختلف الدول لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق التصديرية الهامة. وقال هاني الحبيبي رئيس شركة "صحارة" الشركة المنظمة لمعرض "Egytex2018"، إن المعرض الدولي للعاشر للمنسوجات والملابس الجاهزة يستهدف تحقيق حجم مبيعات طوال فترة المعرض تصل إلى 400 مليون دولار، مشيرا إلى حضور 40 من كبار المشترين الدوليين من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ومختلف الدول الأجنبية والعربية. وأضاف أن معرض "Egytex2018" تنظمه شركة "صحارة" بالتعاون مع غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات على مساحة 4 ألاف متلا مربع، لافتا إلى دعوة وكلاء المعرض في إیطالیا، فرنسا، انجلترا، ألمانیا، تركیا، الولایات المتحدة، بالإضافة إلى الجمعیات المختصة بالمنسوجات والملابس الجاھزة في أوروبا وأمریكا. وأوضح الحبيبي، أن المعرض يستهدف في المقام الأول زيادة الصادرات المصرية من قطاع المنسوجات والملابس إلى دول الاتحاد الأوروبي وأسواق الولایات المتحدة في مجال الملابس الجاھزة، والتي ارتفعت خلال عام 2017 لتصل إلى 1.2 ملیار دولار، وسجل قطاع المفروشات أكثر من400 ملیون دولار، وقد حقق قطاع الغزل والنسیج صادرات بقیمة أكثر 165 ملیون دولار، كما انخفضت واردات الغزل والنسیج بنسبة 59%. وأشار الحبييي، أنه سيقام على هامش المعرض لقاءات ثنائية بين الشركات المصرية والمشترين الدولين، بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر بعنوان 100 عام من القطن المصري الذي تنظمه جمعية شباب الأعمال غدا الاثنين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-05-31
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن أعضاء مجلس الأمن طالبوا بوقف إطلاق النار، والعدوان على غزة، وهناك تغير في الموقف الدولي حول القضية الفلسطينية، وأصبحت روسيا والاتحاد الأوروبي، يرغبون في الوصول إلى حل الدولتين، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد سعيه للوصول إلى حالة من الاستقرار وإنهاء للاحتلال، وهذه الدعوة كانت تحريك لموقف المجتمع الدولي، وهنا بدأ الرهان الحقيقي على الدور المصري في القضية. وأضاف «الحرازين» في لقاء مع برنامج «الحياة اليوم»، المذاع على قناة «الحياة» الفضائية، ويقدمه الإعلامية لبنى عسل، الاثنين، أنه خلال السنوات الماضية كان هناك رهان على من يقود جهود القضية الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن في الفترة الأخيرة استطاعت مصر برؤيتها الحكيمة النهوض باقتصادها لكي لا تكون تحت ضغط من أحد، وحاليا الثقل السياسي الدولي يتجه ناحية مصر للوصول إلى حالة من الاستقرار في الشرق الأوسط، لخلق بيئة من الاستثمار في المنطقة. وتابع القيادي في حركة فتح، أن ما يحدث على الأرض في غزة، هو استكمال للجهد السياسي الذي تقوده مصر، مشددا على أن القيادة المصرية لديها رؤية حكيمة من قبل الأزمة الأخيرة، وهو ما لمسه الجميع خلال العامين الماضيين من أجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية، وإعادة البدء والبناء لما بعد فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولفت إلى أنه بعد الحرب على قطاع غزة رأت مصر فرصة لإيجاد حل للقضية، والجميع ينظر إلى الدول المصري في حل هذه الأزمة، مشددا على أن مصر ليست وسيطا كما يدعي البعض، ولكنها شريكا أساسيا للوصول إلى حل للقضية. وشدد على أنهم لا يحتاجون إلى المزيد من الاتفاقات واللقاءات، ولكن يجب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في أوقات سابقة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2018-01-27
دعا رئيسا وزراء مقاطعتين في ألمانيا إلى رفع تدريجي للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، مشيرين إلى أن هذه العقوبات، التي فرضت بسبب الأزمة الأوكرانية، تضر بقطاع الأعمال الألماني. ووصف رئيس وزراء مقاطعة تورينغن الألمانية، بودو راميلوف، خلال اجتماع عقد لرؤساء حكومات ولايات ألمانية في برلين، الإثنين الماضي، بحسب وسائل إعلام ألمانية، العقوبات الأوروبية ضد روسيا "بالحصان الميت الذي لا يمكنه الذهاب إلى أي مكان"، وفقًا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية. وبرأي راميلوف الأزمة الأوكرانية لن تحل بواسطة "سياسة رمزية، يدفع ثمنها قطاع الأعمال الألماني". وعزت صحيفة ألمانية موقف السياسيين الألمان الشرقيين المناهضين للعقوبات الروسية للأواصر الاقتصادية المتينة التي تربط الشركات بشرق ألمانيا، إضافةً لتضرر أعمال هذه الشركات من العقوبات. وبعد تبادل القيود الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، تراجع حجم التجارة بين روسيا والكتلة الأوروبية، ومن ضمنها ألمانيا. وأظهرت بيانات موقع "ITC Trade" أن الصادرات الألمانية إلى روسيا بلغت في 2016 قرابة 19.5 مليار دولار، متراجعة بنسبة 18% عن مستواها في 2015. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: