الخرطوم وكردفان ودارفور
رغم تعرّض منطقته للقصف المدفعي والجوي المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يحرص بخيت ضيفان على ذهاب أطفاله الثلاثة إلى مركز لتحفيظ القرآن بشكل يومي، مع استمرار توقّف المدارس منذ بدء القتال في منتصف أبريل نيسان 2023. وتعرف مراكز تحفيظ القرآن والعلوم الإسلامية محليا في السودان بـ"الخلاوي"، وعادة ما تكون داخل المساجد المنتشرة وسط الأحياء السكنية. ومنذ نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، توقفت العملية التعليمية في معظم أرجاء البلاد؛ ومع اتساع دائرة الصراع في الخرطوم وكردفان ودارفور غربا والجزيرة والنيل الأبيض في الوسط، تحوّلت جميع المدارس في عدد من الولايات شمال وشرق السودان إلى مراكز للنازحين. كانت الحكومة السودانية قررت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي فتح المدارس في الولايات الآمنة نسبيّا واستيعاب الطلاب من الولايات التي تشهد صراعا؛ لكن المحاولات باءت بالفشل بسبب عدم جهوزية المدارس التي تحوّلت إلى مراكز لإيواء النازحين، فضلا عن عدم قدرة وزارة المالية على سداد مستحقّات المعلمين منذ أبريل نيسان 2023. * انتعاش الخلاوي لسد الفراغوانتعشت الخلاوي في السودان خلال أشهر الحرب الماضية، والتي اقتربت من إكمال عامها الأول في جميع أنحاء البلاد بما فيها المدن التي تشهد قتالا كالخرطوم وكردفان ودارفور بعد أن شهدت تراجعا خلال العقود الماضية مع انتشار المدارس والتعليم الحديث. لم يستطع ضيفان مغادرة منزله في حي مايو جنوب الخرطوم منذ بدء شرارة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء الإيجارات في الولايات الآمنة نسبيا. وقال ضيفان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "طالت فترة توقف المدارس، فقررت تسجيل أطفالي في الخلاوي حتى يستفيدوا من وقتهم ويحفظوا القرآن بدلا من ملء فراغهم في أشياء لا فائدة منها". وأشار إلى أنّ "معظم الأهالي في منطقته لجأوا إلى الخلاوي لسد الفراغ التعليمي، على الرغم من أنّ القذائف المدفعيّة تتساقط علينا يوميا وأحيانا الطيران يضرب وسط الأحياء". يتلقى أبناء ضيفان دروسا يومية لمدة خمس ساعات في الفترة الصباحيّة بالخلوة التي تبعد نحو 500 متر عن منزله لتعويض فقدان الحصص التي كانوا يتلقونها في مدارسهم، ويحرص على مرافقتهم ذهابا وإيابا. * تفاعل الأطفال مع المتطوعينفي مدينة سنار، جنوب شرق البلاد، حرصت مجموعة من الشباب على افتتاح خلوة للأطفال؛ وقال علي عبد الله، وهو أحد شباب المدينة، "نحن في سنّار عملنا خلوة وأتينا برجل دين من المتطوعين لتدريس الأطفال ولاقت تفاعلا كبيرا جدا؛ كلّ أولياء الأمور أتوا بأطفالهم واستطاعوا أن يحفظوا كثيرا من السور القرآنية، إضافة إلى تلقيهم دروسا في علوم الفقه والتجويد". وأشار عبد الله في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إلى أن "هذه الخطوة تشكّل بيئة جيدة وتحفظ لنا أولادنا حتى إعادة فتح المدارس"، موضحا أنه وعلى الرغم من إيمانه بأنها لن تؤدي الدور نفسه الذي كانت تقوم به المدارس لكنها تشكل لهم حماية بدلا من اللعب في الشوارع واكتساب سلوكيات غير حميدة فهي توفر لهم بيئة آمنة وتحفظهم، بحسب تعبيره. وقال أحمد محمود، الذي يقيم في إقليم كردفان، إنّ الخلاوي انتشرت بشكل كبير عقب اندلاع الحرب في منطقته، لافتا إلى أن الخلاوي لها دور تاريخي في عملية التنشئة والتربية إذ توفّر بيئة تعليميّة في ظلّ غياب المدارس لذلك يلجأ إليها الكثيرون. وأضاف "كما أنها تحفظ الأطفال بدلا من اللعب في الشوارع، ما يعرّضهم لأخطار الحرب؛ فهي تشكل لهم ملاذا آمنا". وقال محمود في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي إن الخلاوي لن تكون بديلا عن المدارس بأي حال من الأحوال وإن التوقف الشامل للمدارس له تأثيرات على التحصيل الأكاديمي للطلاب "الذين سينسون كل ما درسوه خلال الفترات السابقة". وأضاف "هذا بالطبع سيُلقي بظلال سلبيّة على المستوى الأكاديمي؛ لكنّ الخلاوي، كونها حلا مؤقتا يشكل بيئة تعليمية لا بأس بها على الرغم من أنها تركز على الجوانب الدينية والعلوم الإسلامية فقط". وأشار إلى أن الأهالي في منطقته يجمعون ما تيسر من المال لمنحه للشيوخ الذين يقومون بتدريس الأطفال في بادرة طيبة لمساعدتهم، بحسب تعبيره. * إذكاء الجوانب الروحيةويرى الخبير التربوي الهادي سيد أن دور الخلاوي مهم في تحفيظ القرآن وإذكاء الجوانب الروحية والوجدانيّة وتعليم وإجادة اللغة العربية كتابة ولفظا. إلا أنه قال لوكالة أنباء العالم العربي إن "هناك جوانب تعليمية وقيما ومفاهيم ومهارات لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المدرسة أو المؤسسة التعليمية التي تهتم بتنفيذ خطوات المنهج الموضوع لبقية مواد أخرى عدة مثل التقنية والحاسوب واللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء وغيرها؛ لكن بحكم معرفتنا وما علمناه فإن القرآن نافذة كبيرة وبوابة واسعة لدخول كل ما ذكر". وأضاف سيد "لو أننا رجعنا قليلا إلى التاريخ، لوجدنا أنّ كلّ علمائنا، سواء في سوداننا أو العالم الإسلامي كله، وأكثر فطاحل الشعراء والأدباء والعلماء وغيرهم كانوا ممن يدرسون في الخلاوي القرآن الكريم". وتابع "مسألة اللجوء للخلاوي اتخذها أولياء الأمور لملء الفراغ؛ وليتهم أدركوا فوائدها منذ ولادة أبنائهم، لا في وقت الحرب التي أجبرتهم للّجوء إليها أخيرا". وأردف قائلا "لو أن الآباء أدركوا أهم وسيلة لتعليم أبنائهم وتقويّة ما يتعلمونه وما يذكي عقولهم ويفتحها ويجعلها أقوى وأكثر ذكاء وحضورا لكل اتجاهاتهم التعليمية لما اختاروا غير الخلاوى بداية لتعليم أبنائهم؛ وهنالك من لم يقرأ بالمدارس فنبغ أدبا وألف كتبا وذاع صيته في كل أرجاء الكون؛ فالحاضر يحدثنا عن من هم لم يدرسوا تعليما نظاميا فنبغوا ورفعوا غيرهم بعلمهم؛ وما كان ذلك إلا بفضل القرآن الكريم". وقال "منذ عام 2019، ونحن في فترة بدأ التعليم فيها يترنّح ويهوي نحو درك أسفل؛ حتى وإن كان يحمل الكثير من النواقص من قبل، إلّا أنّه قد وصل الآن إلى ما وصل إليه من مآسٍ أبكت كل السودان؛ فالخلاوي هي البلسم الشافي لأوجاع جروح أصابت قلب شعب بأكمله".
الشروق
2024-03-29
رغم تعرّض منطقته للقصف المدفعي والجوي المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يحرص بخيت ضيفان على ذهاب أطفاله الثلاثة إلى مركز لتحفيظ القرآن بشكل يومي، مع استمرار توقّف المدارس منذ بدء القتال في منتصف أبريل نيسان 2023. وتعرف مراكز تحفيظ القرآن والعلوم الإسلامية محليا في السودان بـ"الخلاوي"، وعادة ما تكون داخل المساجد المنتشرة وسط الأحياء السكنية. ومنذ نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، توقفت العملية التعليمية في معظم أرجاء البلاد؛ ومع اتساع دائرة الصراع في الخرطوم وكردفان ودارفور غربا والجزيرة والنيل الأبيض في الوسط، تحوّلت جميع المدارس في عدد من الولايات شمال وشرق السودان إلى مراكز للنازحين. كانت الحكومة السودانية قررت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي فتح المدارس في الولايات الآمنة نسبيّا واستيعاب الطلاب من الولايات التي تشهد صراعا؛ لكن المحاولات باءت بالفشل بسبب عدم جهوزية المدارس التي تحوّلت إلى مراكز لإيواء النازحين، فضلا عن عدم قدرة وزارة المالية على سداد مستحقّات المعلمين منذ أبريل نيسان 2023. * انتعاش الخلاوي لسد الفراغوانتعشت الخلاوي في السودان خلال أشهر الحرب الماضية، والتي اقتربت من إكمال عامها الأول في جميع أنحاء البلاد بما فيها المدن التي تشهد قتالا كالخرطوم وكردفان ودارفور بعد أن شهدت تراجعا خلال العقود الماضية مع انتشار المدارس والتعليم الحديث. لم يستطع ضيفان مغادرة منزله في حي مايو جنوب الخرطوم منذ بدء شرارة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء الإيجارات في الولايات الآمنة نسبيا. وقال ضيفان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "طالت فترة توقف المدارس، فقررت تسجيل أطفالي في الخلاوي حتى يستفيدوا من وقتهم ويحفظوا القرآن بدلا من ملء فراغهم في أشياء لا فائدة منها". وأشار إلى أنّ "معظم الأهالي في منطقته لجأوا إلى الخلاوي لسد الفراغ التعليمي، على الرغم من أنّ القذائف المدفعيّة تتساقط علينا يوميا وأحيانا الطيران يضرب وسط الأحياء". يتلقى أبناء ضيفان دروسا يومية لمدة خمس ساعات في الفترة الصباحيّة بالخلوة التي تبعد نحو 500 متر عن منزله لتعويض فقدان الحصص التي كانوا يتلقونها في مدارسهم، ويحرص على مرافقتهم ذهابا وإيابا. * تفاعل الأطفال مع المتطوعينفي مدينة سنار، جنوب شرق البلاد، حرصت مجموعة من الشباب على افتتاح خلوة للأطفال؛ وقال علي عبد الله، وهو أحد شباب المدينة، "نحن في سنّار عملنا خلوة وأتينا برجل دين من المتطوعين لتدريس الأطفال ولاقت تفاعلا كبيرا جدا؛ كلّ أولياء الأمور أتوا بأطفالهم واستطاعوا أن يحفظوا كثيرا من السور القرآنية، إضافة إلى تلقيهم دروسا في علوم الفقه والتجويد". وأشار عبد الله في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إلى أن "هذه الخطوة تشكّل بيئة جيدة وتحفظ لنا أولادنا حتى إعادة فتح المدارس"، موضحا أنه وعلى الرغم من إيمانه بأنها لن تؤدي الدور نفسه الذي كانت تقوم به المدارس لكنها تشكل لهم حماية بدلا من اللعب في الشوارع واكتساب سلوكيات غير حميدة فهي توفر لهم بيئة آمنة وتحفظهم، بحسب تعبيره. وقال أحمد محمود، الذي يقيم في إقليم كردفان، إنّ الخلاوي انتشرت بشكل كبير عقب اندلاع الحرب في منطقته، لافتا إلى أن الخلاوي لها دور تاريخي في عملية التنشئة والتربية إذ توفّر بيئة تعليميّة في ظلّ غياب المدارس لذلك يلجأ إليها الكثيرون. وأضاف "كما أنها تحفظ الأطفال بدلا من اللعب في الشوارع، ما يعرّضهم لأخطار الحرب؛ فهي تشكل لهم ملاذا آمنا". وقال محمود في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي إن الخلاوي لن تكون بديلا عن المدارس بأي حال من الأحوال وإن التوقف الشامل للمدارس له تأثيرات على التحصيل الأكاديمي للطلاب "الذين سينسون كل ما درسوه خلال الفترات السابقة". وأضاف "هذا بالطبع سيُلقي بظلال سلبيّة على المستوى الأكاديمي؛ لكنّ الخلاوي، كونها حلا مؤقتا يشكل بيئة تعليمية لا بأس بها على الرغم من أنها تركز على الجوانب الدينية والعلوم الإسلامية فقط". وأشار إلى أن الأهالي في منطقته يجمعون ما تيسر من المال لمنحه للشيوخ الذين يقومون بتدريس الأطفال في بادرة طيبة لمساعدتهم، بحسب تعبيره. * إذكاء الجوانب الروحيةويرى الخبير التربوي الهادي سيد أن دور الخلاوي مهم في تحفيظ القرآن وإذكاء الجوانب الروحية والوجدانيّة وتعليم وإجادة اللغة العربية كتابة ولفظا. إلا أنه قال لوكالة أنباء العالم العربي إن "هناك جوانب تعليمية وقيما ومفاهيم ومهارات لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المدرسة أو المؤسسة التعليمية التي تهتم بتنفيذ خطوات المنهج الموضوع لبقية مواد أخرى عدة مثل التقنية والحاسوب واللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء وغيرها؛ لكن بحكم معرفتنا وما علمناه فإن القرآن نافذة كبيرة وبوابة واسعة لدخول كل ما ذكر". وأضاف سيد "لو أننا رجعنا قليلا إلى التاريخ، لوجدنا أنّ كلّ علمائنا، سواء في سوداننا أو العالم الإسلامي كله، وأكثر فطاحل الشعراء والأدباء والعلماء وغيرهم كانوا ممن يدرسون في الخلاوي القرآن الكريم". وتابع "مسألة اللجوء للخلاوي اتخذها أولياء الأمور لملء الفراغ؛ وليتهم أدركوا فوائدها منذ ولادة أبنائهم، لا في وقت الحرب التي أجبرتهم للّجوء إليها أخيرا". وأردف قائلا "لو أن الآباء أدركوا أهم وسيلة لتعليم أبنائهم وتقويّة ما يتعلمونه وما يذكي عقولهم ويفتحها ويجعلها أقوى وأكثر ذكاء وحضورا لكل اتجاهاتهم التعليمية لما اختاروا غير الخلاوى بداية لتعليم أبنائهم؛ وهنالك من لم يقرأ بالمدارس فنبغ أدبا وألف كتبا وذاع صيته في كل أرجاء الكون؛ فالحاضر يحدثنا عن من هم لم يدرسوا تعليما نظاميا فنبغوا ورفعوا غيرهم بعلمهم؛ وما كان ذلك إلا بفضل القرآن الكريم". وقال "منذ عام 2019، ونحن في فترة بدأ التعليم فيها يترنّح ويهوي نحو درك أسفل؛ حتى وإن كان يحمل الكثير من النواقص من قبل، إلّا أنّه قد وصل الآن إلى ما وصل إليه من مآسٍ أبكت كل السودان؛ فالخلاوي هي البلسم الشافي لأوجاع جروح أصابت قلب شعب بأكمله". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-03-08
مع اقتراب عامها الأول، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، ويكابد مئات الآلاف في العاصمة السودانية صراعا يوميا من أجل الحصول على الطعام فى ظل تعرض ما يسمى بالـ "مطابخ الشعبية" والتى يعتمدون عليها للخطر، بسبب تضاؤل الإمدادات وانقطاع الاتصالات في أنحاء كثيرة من البلاد في الأسابيع القليلة الماضية. وتتوالى التحذيرات العالمية والتى دقت ناقوس الخطر قبل اشهر منذ اندلاع فى منتصف أبريل 2023، وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى السودان لينى كريستين كينزلى، أن الحرب التى تجرى فى السودان سجلت أرقام جوع قياسية خلال 10 أشهر، بلغت 18 مليون سودانى فى الوقت الحالى يعانون من انعدام الأمن الغذائى ما يمثل من 37% من السكان. حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرا "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم"، في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي. وقالت متحدثة البرنامج الأممى، إن الأمر سيزداد سوءا فى الأشهر المقبلة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة المخزون، وهناك تحذيرات من أن تشهد السودان أعلى مجاعة فى البشرية. وأضافت أن منظمات الاغاثة لا تستطيع الوصول إلى الفئات المتواجدة وسط الصراع، مشيرة إلى أن وضع الأمن الغذائى يزداد سوءا سنة تلو الأخرى نظرا للأزمات الاقتصادية والجفاف والآن الصراع يزيد الأمر سوء. وأوضحت أن المناطق الأكثر صعوبة فى الوصول إلى المحتاجين للمساعدة هى الخرطوم وكردفان ودارفور، والأكثر تحديا توصيل الشاحنات المليئة بالمساعدات من شرق السودان إلى غربها وهو تحت هيمنة الصواريخ وإطلاق الرصاص. وناشدت بأن يعمل جميع الأطراف على تمكين إيصال المساعدات للأشخاص الذين هم فى حاجة ماسة للمساعدات الفورية، مشيرة إلى الحاجة إلى تمويل إضافى لدعم المناطق الحدودية خاصة التى سيصبح فيها سهولة للوصول بسبب الأمطار والطرق. ويسعى مجلس الأمن لوقف القتال قبل أيام من بدء شهر رمضان، على نحو ما قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدرس الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل شهر رمضان في الحرب المستمرة منذ عام تقريباً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ويتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضواً على مشروع قرار صاغته بريطانيا وقال دبلوماسيون إنه قد يطرح للتصويت، غدا الجمعة. ويدعو مشروع القرار الذي اطلعت عليه "رويترز" أيضاً "جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود ومختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات. ونزح نحو 8 ملايين من منازلهم، كما أن مستويات الجوع مستمرة في الارتفاع. ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، أصدر المجلس 3 بيانات صحافية فقط ندد فيها بالعنف وعبر عن قلقه. وكرر نفس الموقف في قرار صدر خلال ديسمبر بإنهاء مهمة بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة بعد طلب من القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني. ويحث مشروع قرار مجلس الأمن جميع الدول على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار"، ويطالبهم "بدعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم". ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى موافقة 9 أعضاء على الأقل وعدم استخدام حق النقض من جانب الولايات المتحدة أو روسيا أو بريطانيا أو الصين أو فرنسا. وتزامنا مع هذه الأوضاع كشفت الحكومة السودانية موافقتها على استلام مساعدات إنسانية دون ابداء المزيد من التفاصيل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-03-06
أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى السودان لينى كريستين كينزلى، أن الحرب التى تجرى فى السودان سجلت أرقام جوع قياسية خلال 10 أشهر، بلغت 18 مليون سودانى فى الوقت الحالى يعانون من انعدام الأمن الغذائى ما يمثل من 37% من السكان. وقالت متحدثة البرنامج الأممى، إن الأمر سيزداد سوءا فى الأشهر المقبلة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة المخزون، وهناك تحذيرات من أن تشهد السودان أعلى مجاعة فى البشرية. وأضافت أن منظمات الاغاثة لا تستطيع الوصول إلى الفئات المتواجدة وسط الصراع، مشيرة إلى أن وضع الأمن الغذائى يزداد سوءا سنة تلو الأخرى نظرا للأزمات الاقتصادية والجفاف والآن الصراع يزيد الأمر سوء. وأوضحت أن المناطق الأكثر صعوبة فى الوصول إلى المحتاجين للمساعدة هى الخرطوم وكردفان ودارفور، والأكثر تحديا توصيل الشاحنات المليئة بالمساعدات من شرق السودان إلى غربها وهو تحت هيمنة الصواريخ وإطلاق الرصاص. وناشدت بأن يعمل جميع الأطراف على تمكين إيصال المساعدات للأشخاص الذين هم فى حاجة ماسة للمساعدات الفورية، مشيرة إلى الحاجة إلى تمويل إضافى لدعم المناطق الحدودية خاصة التى سيصبح فيها سهولة للوصول بسبب الأمطار والطرق. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-02-20
حذرت مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي والمتحدثة باسم البرنامج في السودان، ليني كينزلي، من عواقب ارتفاع وانتشار مستوى المجاعة في السودان خاصة مع اقتراب موسم هطول الأمطار في شهر مايو من العام الجاري. وقالت كينزلي ـ في مقابلة خاصة مع قناة (الحرة) الإخبارية من العاصمة الكينية نيروبي ـ إن "40 في المائة من سكان السودان يواجهون حاليا خطر المجاعة الحقيقية في ظل شح المواد الغذائية وصعوبة إيصالها للمحتاجين إليها بسبب العراقيل الناجمة عن استمرار النزاع خاصة في الخرطوم وكردفان ودارفور". وناشدت أطراف النزاع في السودان بمنح المنظمات الإنسانية الأممية وغيرها حرية الحركة والفرصة لإيصال المساعدات إلى الشعب السوداني، واصفة في الوقت نفسه الأوضاع الراهنة في السودان بأنها "الأسوأ" في تاريخ البلاد. وأكدت كينزلي، دعم أوكرانيا المتواصل للشعب السوداني، وذلك من خلال إرسالها مؤخرا شحنة من الحبوب تستطيع المنظمات الإنسانية من خلالها دعم مليون نسمة في المناطق التي توقف فيها النزاع في شرق السودان. وأشارت إلى أن منظمات الأمم المتحدة على تواصل مستمر مع طرفي النزاع في السودان لإزالة كافة التحديات والعراقيل أمام إيصال المساعدات الغذائية إلى المتضررين في بعض المناطق، منتقدة دور المجتمع الدولي إزاء الوضع في السودان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: