مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية...

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS
Related Articles

الشروق

2022-09-25

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS مقالا للكاتب جون ألترمان، يقول فيه إنه مع تراجع استكشاف الوقود الأحفورى لأسباب عديدة ومنها البيئية، فإن انخفاض المعروض من النفط سيؤدى إلى ارتفاع سعره. وأن ارتفاع سعر الوقود الأحفورى لن يسرع من وتيرة استخدام الطاقة النظيفة، بل سيوجه أنظار العالم لنفط منطقة الشرق الأوسط، فتصبح الأخيرة مركز الإنتاج العالمى للنفط نظرا لانخفاض تكلفة إنتاجه فى تلك المنطقة وقلة تأثير كربونه على البيئة... ونعرض من المقال ما يلى:سيختفى الوقود إلى حد كبير فى قرننا الحالى، وفى حين أن مصادر الإمدادات المستقبلية للكهرباء غير معروفة جيدًا، إلا أنه يبدو أن الطاقة الكهربائية ستهيمن فى المستقبل.دفعت هذه الحقيقة البعض فى الولايات المتحدة إلى الابتهاج بأن تراجع النفط والغاز سيعنى قريبًا نهاية المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. لكن الأمر ليس بهذه البساطة.بادئ ذى بدء، لن يكون النفط والغاز سلعتين استراتيجيتين فى المستقبل، لكنهما بالتأكيد استراتيجيتان الآن بعد الغزو الروسى لأوكرانيا وتأثيره على أسواق الطاقة العالمية وتهديد إمدادات التدفئة فى أوروبا فى فصل الشتاء. لكن هذه المشكلة ليست أزمة قصيرة الأمد.السبب ببساطة أنه تم استهلاك الكثير من النفط، ولا يرغب العديد من المستثمرين الاستمرار فى استكشافه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى العداء لقطاع النفط والغاز لأسباب بيئية، وتوقعهم بأن الاستثمارات الجديدة سيكون لها دورة حياة قصيرة جدًا لتغطية التكاليف. ولا أدل على ذلك من المصافى التى تزود الساحل الشرقى للولايات المتحدة بالبنزين، والتى لم تعد قادرة على تلبية الطلب، ناهينا عن أنه مرت عقود منذ أن تم بناؤها، ولن يقوم أحد ببناء مصافٍ أخرى.رغم أن المنطق التقليدى يقول أن أسعار النفط والغاز ستنخفض مع تراجع الطلب، إلا أنه من غير المرجح أن تسير الأمور على هذا النحو. بكلمات أكثر تفصيلا، تنتج حقول النفط القديمة أقل من الحقول الجديدة، ومع تضاؤل الاستكشاف وتراجع الاستثمار فى الحقول الحالية، فإن النتيجة الأكثر احتمالية هى فترة ينخفض فيها العرض بسرعة أكبر من الطلب، مما يضع ضغطًا تصاعديًا على الأسعار. يمكن للمرء أن يجادل بأن ارتفاع الأسعار مفيد على المدى الطويل لأنه سيجعل الوقود البديل (الطاقة النظيفة) أكثر قدرة على المنافسة. ولكن قبل أن يفعل ذلك، فإنه سيجذب انتباه العالم إلى الشرق الأوسط، حيث يمكن لدول تلك المنطقة المصدرة للنفط الاستثمار فى إنتاجه، وسيكون لديهم مصلحة استراتيجية فى إطالة عصر النفط من خلال إعادة أسعاره إلى مستوى معقول لإبطاء عملية تبنى الوقود البديل. تجادل الدول المنتجة بأن هناك منطقًا بيئيًا وراء انجذاب العالم لنفطهم، نظرًا لأن إنتاجهم لديه أقل بصمة كربونية فى العالم، علاوة على انخفاض تكاليف إنتاجه عالميا.• • •طبعا، تتزاحم مجموعة من الأسباب لمنح الشرق الأوسط لقب «مركز الإنتاج العالمى» للنفط، بل والحفاظ على هذا اللقب حتى مع ظهور بدائل الطاقة الأخرى.حتى الآن، الولايات المتحدة تندفع للخروج من الشرق الأوسط مع تزايد الحديث عن منافسة دائمة مع الصين. ويتزايد قلق الولايات المتحدة بشأن الإجراءات الصينية فى المحيط الهادئ، مما يجعل الشرق الأوسط وكأنه معركة الأمس بالنسبة لأمريكا. لكن بينما تتجه الولايات المتحدة إلى آسيا، تشق الصين طريقها فى الشرق الأوسط بصبر معلنة أنها ترياق للهيمنة الأمريكية، فبكين لا تقدم محاضرات عن الحوكمة ولا تطلب شيئًا سوى المصالح التجارية البحتة.ومع ذلك، فإن مصلحة الصين محسوبة. بمعنى أن الصين أكثر حرصًا من الولايات المتحدة على تحرير نفسها من الاعتماد على الشرق الأوسط. حيث تعتبر بكين اعتمادها على الشرق الأوسط نقطة ضعف دائمة؛ لأنها لا تفتقر إلى القوة العسكرية لحماية مصالحها هناك فحسب، بل إنها تخشى أيضًا أن تتمكن الولايات المتحدة من فصلها بسرعة عن طاقة الشرق الأوسط فى حالة نشوب صراع. بمعنى آخر، تفتقر الصين إلى احتياطيات كبيرة من النفط والغاز مثل الولايات المتحدة، وبالرغم من أن لديها الفحم المحلى، إلا أنه يفسد الهواء فى المدن الصينية. لذلك، تدرك حكومة بكين أن هناك حاجة للخروج من عصر النفط بشكل أكثر إلحاحا من الولايات المتحدة.من ناحية أخرى، الصين لديها موقف محسوب وواقعى تجاه الشرق الأوسط. فبالرغم من أنها تدرك ضرورة عدم اعتمادها على الشرق الأوسط، إلا أن ذلك يرافقه اعتراف بأن العلاقات مع المنطقة يجب أن تزداد قوة. لذلك، من الحكمة أن لا يتحول الجيش الأمريكى بشكل حاد عن المنطقة على الرغم من الضغط للتركيز على المحيط الهادئ، وذلك بسبب اعتماد حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية بشدة على طاقة الشرق الأوسط.بالتأكيد كانت زيارة بايدن إلى السعودية فى يوليو الماضى خطوة بناءة فى هذا الاتجاه أيضًا؛ لأن بناء أنماط مستدامة من التعاون، واحتضان المشاريع المشتركة، ومساعدة الشركاء على تنويع اقتصاداتهم ليس أمرًا ذكيًا فقط من حيث المنافسة العالمية مع الصين، ولكن أيضًا من حيث تعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.مرة أخرى، إذا كان البعض فى الولايات المتحدة ابتهج لقرب نهاية عصر النفط والغاز وبالتالى قرب نهاية مصالح واشنطن فى الشرق الأوسط، فالصبر هو المطلوب بالضبط، لأن القادم يخالف التوقعات الأمريكية.ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلى: https://bit.ly/3SbjVu ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2022-08-27

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS مقالا للكاتبة كاثرين كوزيكى، والكاتب فيزو ديزولى، تناولا فيه آليات تنفيذ وأهداف الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، التى أطلقها وزير الخارجية الأمريكى بلينكن فى زيارته الأخيرة للقارة.. نعرض من المقال ما يلى.أطلق وزير الخارجية، أنتونى بلينكين، الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى 8 أغسطس الجارى فى بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، وذلك خلال زيارته للقارة التى شملت جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وثيقة الاستراتيجية الجديدة هى خطوة أولى مهمة فى رحلة طويلة لتحويل العلاقات الأمريكية الأفريقية إلى شراكات قوية.الولايات المتحدة، التى كانت ذات يوم اللاعب الأجنبى الرئيسى فى القارة، تجد نفسها اليوم فى ميدان مزدحم بالمتنافسين. فالصين تواصل تعميق روابطها الاقتصادية والسياسية القوية فى جميع أنحاء أفريقيا، كما توسع روسيا نفوذها وأنشطتها شبه العسكرية. ومن ثم، جاءت الاستراتيجية الجديدة لتضع الأساس لتحول كامل فى شراكة الولايات المتحدة مع أفريقيا. هذه الاستراتيجية طال انتظارها وستكون بمثابة أساس للعلاقات الأمريكية الأفريقية فى القرن الحادى والعشرين.• • •قال كاتبا المقال إن الاستراتيجية لها أربعة أهداف، وتحدد العديد من الآليات لترسيخ الشراكة الأمريكية مع الدول الأفريقية، كما أنها توضح كيف يمكن تنشيط المؤسسات الأفريقية الحالية من أجل «شراكة أمريكية أفريقية فى القرن الحادى والعشرين».بالنسبة للأهداف الأربعة جاءت كما يلى:أولا: تعزيز مجتمعات عادلة ومنفتحة؛ من خلال زيادة المساءلة السياسية داخل الدول الأفريقية عن طريق دعم التوازن بين السلطات المختلفة كاستقلال القضاء والصحافة الاستقصائية وتشجيع الشفافية ومكافحة الفساد. الاستراتيجية ترى أن المجتمعات المنفتحة من المرجح أن تشترك مع الولايات المتحدة فى أهداف كثيرة، كما تكون أكثر احتمالًا لمواجهة الأنشطة الضارة من قبل روسيا والصين وغيرهما.الهدف الثانى تعزيز الجهود الديمقراطية ومعالجة التحديات الأمنية؛ تؤكد الاستراتيجية على تأييد الولايات المتحدة للديمقراطيات فى القارة من خلال دعم منظمات المجتمع المدنى وشفافية الانتخابات، وتمكين الفئات المهمشة. تؤكد الاستراتيجية أيضًا على النهج ثلاثى الأبعاد (الدفاع والتنمية والدبلوماسية) لجهود بناء السلام.ثالثا: تؤكد الاستراتيجية على مواجهة كوفيد 19 فى أفريقيا من خلال دعم جهود التطعيم المستمرة وتقوية البنية التحتية للصحة العامة للاستجابة السريعة لأزمات الصحة العامة والأوبئة. ستعمل الولايات المتحدة أيضا مع الشركاء الأفارقة على دعم جهود التعافى الاقتصادى من خلال برامج مثل الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار، وهى مبادرة استثمار فى البنية التحتية من قبل مجموعة السبع بمقدار 600 مليار دولار لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية.رابعا: تشجيع مواجهة التغيرات المناخية وتحولات الطاقة الخضراء من خلال دعم البنية التحتية المقاومة للتغيرات المناخية، والحفاظ على النظم البيئية فى أفريقيا والتى تعد حصنا مهما ضد التأثيرات السلبية للمناخ. تدعم الاستراتيجية كذلك برامج الطاقة الخضراء كوسيلة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة فى القارة.ذكر الكاتبان أنه لتحقيق هذه الأهداف الأربعة، تقدم الاستراتيجية عدة مناهج لبناء الشراكة الأمريكية مع الجهات الفاعلة الأفريقية تشمل؛ الحوار التشاورى بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، توسيع نطاق المشاركات رفيعة المستوى، تقوية المجتمعات المدنية، تعميق العلاقات مع الاتحاد الأفريقى والهيئات الإقليمية، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص الأمريكى فى أفريقيا.تدعو الاستراتيجية أيضا إلى الاهتمام بالتمثيل الدبلوماسى فى أفريقيا. كانت مناصب السفراء ومناصب المبعوثين الخاصين فى أفريقيا شاغرة بشكل ملحوظ فى السنوات القليلة الماضية، كما عانت العديد من البعثات الدبلوماسية من نقص مزمن فى التمويل. ولاشك تعتبر معالجة قضايا التوظيف فى السفارات الأمريكية فى أفريقيا خطوة حاسمة فى تنفيذ هذه الاستراتيجية الجديدة.كذلك تدعم الاستراتيجية جهود التنمية المستدامة من الأمن الغذائى إلى المساواة بين الجنسين، وتدعو إلى إعادة تنشيط علاقة الولايات المتحدة مع الجيوش الأفريقية والشركاء الأمنيين لتشجيع السلوك «الفعال والشرعى والمسئول» بين هذه الجهات الفاعلة، والتى بدورها يمكن أن تدعم المجتمعات الديمقراطية والمنفتحة فى القارة. فمن الضرورى أن تغير الولايات المتحدة انخراطها الأمنى فى أفريقيا لإعطاء الأولوية للجانب المدنى أولا.• • •تحدد الاستراتيجية مجموعة من المبادرات الحالية التى يمكن استخدامها لتنفيذ الاستراتيجية وإعادة تنشيطها لتلائم نموذج شراكة القرن الحادى والعشرين. لا تدعو استراتيجية الولايات المتحدة إلى إنشاء برامج مبادرات اقتصادية وتنموية جديدة. بدلا من ذلك، تسلط الضوء على المبادرات الرئيسية الحالية، مثل مبادرة طاقة أفريقيا Power Africa، وازدهار أفريقيا Prosper Africa، وإطعام المستقبل Feed the Future. وهذا اعتراف من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة لديها الأدوات التى تحتاجها للمشاركة، لكنها تتطلب بعض إعادة العمل والتنشيط لجعلها فعالة.على الجبهة الأمنية، قدمت الولايات المتحدة مساعدة أمنية كبيرة كالتدريب والمعدات وغيرهما لشركائها الأفارقة على مر السنين. ومع ذلك، لم تؤثر هذه الشراكات الأمنية بشكل إيجابى على العلاقات العسكرية والمدنية والاستقرار فى أفريقيا. على العكس، أدى الفشل الأمنى إلى تأجيج السخط العام فى جميع أنحاء القارة، وأدى إلى احتجاجات واضطرابات، وفى بعض الحالات، عدم استقرار طويل الأمد. فى مالى، على سبيل المثال، كان السخط العام على الأمن محركًا رئيسيًا للنزاع المسلح. على كلٍ، تشجع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة على تعاون أكبر مع الجهات الأمنية الأفريقية، فمشاركة الولايات المتحدة فى المجال الأمنى لا تزال تركز إلى حد كبير على حماية المصالح الأمريكية أكثر من تعزيز المصالح الأفريقية، لذلك تحتاج واشنطن بشكل عاجل إلى نهج جديد للتعاون الأمنى يتوافق مع مصالح الشركاء الأفارقة.بخصوص الطاقة والمناخ، صدرت تعليمات للدول الأفريقية بتبنى أجندة الطاقة الخضراء ووقف مشروعات الاستثمار فى الغاز الطبيعى والوقود الأحفورى، بغض النظر عن احتياجاتها من الطاقة. المؤسسات متعددة الأطراف ومجموعات الإقراض الغربية الأخرى تحد من رأس المال والائتمان لمثل هذه المشاريع فى هذه البلدان. هذا النهج أقل ما يوصف به أنه نفاق بالنظر إلى أن أوروبا تسعى الآن إلى الاستثمار فى إنتاج النفط والغاز الطبيعى فى أفريقيا، بينما تطلب الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية زيادة إنتاجها النفطى. ضمن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، يجب على الولايات المتحدة أن تقود الطريق وتحشد الدول المتقدمة لقبول واقع الدول الأفريقية، وتحويل التعهدات المالية إلى تمويل حقيقى لدعم مبادرات الاقتصاد الأخضر فى أفريقيا.• • •اختتم الكاتبان مقالهما بأن بلينكن شدد فى خطابه الذى أطلق فيه الاستراتيجية الجديدة على أن «الولايات المتحدة لن تملى خيارات على أفريقيا، ولا ينبغى لأى شخص آخر أن يمليها». لكن يمكن القول إن قدرة الولايات المتحدة على إملاء القرارات الأفريقية كانت تتضاءل قبل تصريحاته. ففى تصويت الأمم المتحدة فى وقت سابق من هذا العام لإدانة الغزو الروسى لأوكرانيا، لم تكن الكتلة الأفريقية، وهى واحدة من أكبر الكتل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، موحدة فى أصواتها. حيث صوتت 28 دولة لصالح القرار وامتنعت 17 دولة عن التصويت (أبرزها جنوب أفريقيا) ولم تقدم ثمانى دول تصويتا لصالح القرار ودولة واحدة فقط هى إريتريا صوتت ضد القرار. هذا التباين فى الأصوات جاء كجرس إنذار للولايات المتحدة للعمل على علاقاتها مع دول القارة.إجمالا، تدعو الاستراتيجية الجديدة إلى تغيير شامل فى علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأفريقية. وسيحدد الوقت المستغرق للبدء فى تنفيذ الاستراتيجية الجديدة مدى جدية واشنطن، ولكن من المنطقى افتراض التباطؤ فى تنفيذ الاستراتيجية، فنهج الولايات المتحدة فى التعامل مع الدول الأفريقية كان نهجا أبويا. وسيكون نزع جذور هذه الممارسة عملا صعبًا للغاية. ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد النص الأصلي ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2022-07-28

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS مقالا بتاريخ 21 يوليو للكاتب جون ألترمان، يقول فيه أن هناك عدة تحولات شهدتها منطقة الشرق الأوسط منها ما باء بالفشل، إلا أن هناك تحولا معينا يستحق توجه الأنظار إليه ولا يقل أهمية عن غيره من التحولات؛ لأنه سيعيد تشكيل الاقتصاد والسياسة والمجتمع فى الشرق الأوسط بأكمله، كما أنه سيوفر فرصة لأمريكا لزيادة ارتباطها بالمنطقة ومن ثم منافسة روسيا والصين... نعرض من المقال ما يلى.منذ سنوات ونحن نسمع عن حدوث تحولات فى الشرق الأوسط. كان هناك أمل فى حدوث تحول ديمقراطى، ولكن باءت المحاولات بالفشل. بدأ فى الأفق حدوث تحول فى الطاقة، ويجرى الآن ــ على قدم وساق ــ تحول للمياه مع نضوب المياه الجوفية، واستنفاد المياه السطحية، وتغير المناخ، كل ذلك لجعل المنطقة القاحلة قادرة على البقاء. لكن قد يكون هناك تحول عميق بنفس قدر التحولات السالفة؛ إنه تحول قد يعيد ترتيب الاقتصاد والسياسة والمجتمع فى الشرق الأوسط بأكمله، من المغرب إلى إيران.هذا التحول يتعلق بالعمالة. بطالة الشباب مرتفعة بشكل كبير فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، فمعظم هؤلاء الشباب ينتظرون سنوات بين إنهاء التعليم وبدء عملهم الأول. حتى فى دول الخليج الغنية، تقترب بطالة الشباب من 30٪. وفى أماكن مثل الأردن، تقترب من 40 بالمائة. على مدى العقود الثلاثة المقبلة، إذا كانت الدول تكافح مع انخفاض إيرادات الدولة، والنمو السكانى، وركود القطاع الخاص، وإذا ابتعدت أكثر عن التوظيف الحكومى لتخفيف الضغط العام، فالنتيجة ستكون كارثية لا محالة.بالنسبة للولايات المتحدة، هذا التحول ــ الذى بدأ يلوح فى الأفق ــ يوفر أكثر من فرصة لزيادة ارتباطها بالمنطقة. إنه أيضًا عامل ممتاز فى عالم تتنافس فيه القوى العظمى. وفى حين يجادل البعض بأن تحول الطاقة سيجعل الشرق الأوسط غير ذى أهمية من الناحية الاستراتيجية خلال عدة عقود مقبلة، إلا أن المنطقة ــ مع ارتفاع نسبة البطالة ــ ستقوض الأمن والاقتصاد العالميين. لذلك، لدى الولايات المتحدة فرصة ليس فقط لتفادى أسوأ السيناريوهات فى المنطقة، ولكن أيضًا لتعزيز مصالحها فى بيئة عالمية أكثر تنافسية.• • •تتنوع اقتصادات الشرق الأوسط. هناك دول غنية ودول فقيرة، واقتصادات كبيرة وصغيرة. تلعب عائدات النفط والغاز دورًا بالنسبة لمعظم الدول، فهى تمول مباشرة العديد من الحكومات؛ كما أنها تمول المنح الحكومية إلى العديد من الحكومات الأخرى.وسط هذا التنوع نجد أن القطاعات العامة فى المنطقة كبيرة، والقطاع الخاص ضعيف. يعمل العديد من العمال فى وظائف غير رسمية، ولا يتمتعون بأجور ثابتة ولا مزايا. كما أن الحكومات تستخدم المحسوبية فى التوظيف مما يهدد السلام الاجتماعى. تميل الشركات الكبيرة إلى أن تكون ناجحة ليس بسبب الطريقة التى تعمل بها ولكن بسبب من يملكها ــ إما الدولة أو الأشخاص المقربون من الدولة. ومعظم الشركات الخاصة الصغيرة تواجه صعوبات مما يحد من آثارها الإيجابية.الشرق الأوسط يدخل، الآن، فترة تكون فيها شريحة السكان ــ فى سن العمل ــ جزءا كبيرا من تعداد السكان. وهذه الحالة تخلق «عائدًا ديموغرافيًا»، أى حدوث نمو اقتصادى ناتج عن التحولات فى التركيبة العمرية وذلك بالأساس بسبب زيادة عدد من يعملون عن عدد الأشخاص المتقاعدين والذين هم فى سن الدراسة بجانب من هم خارج سوق العمل أصلا. إلا أن العائد الديمغرافى لا يفعل الكثير عندما يتم استبعاد النساء من سوق العمل، ولا يفعل الكثير عندما لا تستطيع المنظمات أن تكون منتجة اقتصاديًا. هنا بالضبط يأتى دور الولايات المتحدة.وعلى الرغم من كل إخفاقات الحكومة الأمريكية، تمتلك الشركات والمؤسسات الأمريكية أنظمة لتوظيف المواهب وتعزيزها. ومن بين أعظم مهاراتها مواءمة الوكالات والإدارات المتعددة لأغراض استراتيجية، والتفكير فى الخيارات بشكل منهجى، وإجراء المفاضلات بشفافية ومساءلة.لكن معظم المؤسسات فى الشرق الأوسط لها طابع شخصى للغاية، والمواهب الإدارية نادرة. قد يكون ذلك نتاج توزيع الوظائف من قبل الأسر الحاكمة والقبيلة، لكن الأسباب لها جذور أعمق. تقييمات الأداء الحقيقية غير شائعة، وفى كثير من الأحيان، يشعر العمال بأنهم سيتحملون نتيجة خطئهم فى العمل بينما ينسب الفضل لرؤسائهم. باختصار، الخوف من المخاطرة ليس منتشرا فحسب بل إنه يشل العمل.هناك من يجادل بأن القضية ميئوس منها لأن الإخفاقات فى الإدارة بمنطقة الشرق الأوسط ثقافية وليست تعليمية. والدراسات العالمية تشير إلى أن مجتمعات الشرق الأوسط تميل بشدة نحو التقاليد واحترام السلطة، والابتعاد عن التعبير عن الذات. ومع ذلك، فإن هذه الخصائص ديناميكية وقابلة للتأثير.لنأخذ شركة النفط الوطنية السعودية، أرامكو، على سبيل المثال. لطالما كانت أرامكو مصدرًا دائمًا للمواهب الإدارية فى المملكة العربية السعودية على مدى عقود، وقد تم نشر مديرى أرامكو فى مشاريع وطنية معقدة للقيام بكل شىء بدءًا من بناء جامعة جديدة للعلوم والتكنولوجيا إلى إنشاء نظام مترو الرياض. تركيز أرامكو على تنمية المواهب ينبع من تاريخها كمشروع مشترك بين أربع شركات نفط أمريكية (التى اندمجت لتصبح فى العصر الحديث شيفرون وإكسون موبيل). ومنذ تم تأميم الشركة فى عام 1980، استمر نهج أرامكو فى تنمية الخبرة الإدارية.• • •الشرق الأوسط، اليوم، به مجتمع شاب مبدع وريادى. وأشارت بعض مراكز الأبحاث الأمريكية إلى أن النزعة الفردية فى الشرق الأوسط آخذة فى الارتفاع بشكل حاد.ستحتاج حكومات الشرق الأوسط التى لديها أى أمل فى اجتياز الاضطرابات الاقتصادية فى العقود الثلاثة القادمة إلى التركيز بشدة على تطوير الخبرة الإدارية. ستحتاج الدول إلى رعاية المؤسسات التى يمكنها توظيف ملايين الشباب لزيادة الإنتاج وتوليد الثروة التى تدعم الدولة بدلا من الاعتماد على إعانات ومنح الدولة. القضية ستتطلب نهجًا جديدًا تمامًا لرعاية رأس المال البشرى، وسيكون تطوير المواهب الإدارية المحلية أمرًا أساسيًا. باختصار، الأزمة الحالية تمنح الحكومات الإقليمية مزيدًا من الأسباب للشراكة على نطاق واسع مع المؤسسات والشركات والحكومة الأمريكية.روسيا والصين ليس لديهما الكثير لتقدماه للشرق الأوسط فى هذا الصدد، وليس لديهما اهتمام كبير بالسير فى هذا الطريق على الإطلاق. هما مصممتان على استخراج أكبر قدر ممكن من المكاسب بأقل قدر ممكن من المجهود.بالنسبة للولايات المتحدة، هذا هو مجالها. تظل الكليات والجامعات الأمريكية نقطة جذب للناس فى جميع أنحاء العالم الذين يسعون للحصول على تعليم عالى الجودة، وقد وسعت الجامعات الأمريكية نمط التعليم الأمريكى فى الشرق الأوسط. ينبغى تشجيع هذا أكثر. كما أن الشركات متعددة الجنسيات تلعب دورًا مهمًا فى اكتشاف المواهب الإدارية المحلية ورعايتها. توفر المنظمات غير الحكومية أيضًا المجال للخريجات والخريجين الموهوبين، وقد خلق ــ أكثر من عقد ــ من حالات الطوارئ الإنسانية فى جميع أنحاء المنطقة مجموعة من الأشخاص الذين هم على استعداد لتقديم مساهمات أكبر لمجتمعاتهم. وسيكون مشاركة الولايات المتحدة فى ذلك هو جهد يستحق العناء للغاية.كلمة أخيرة لا تنفصل عما سبق ولا تقل أهمية عنه، خَلْق أشخاص موهوبين فى الإدارة يختلف عن الاحتفاظ بهم. ومن ثم، يجب أن يرغب الأشخاص الموهوبون فى البقاء فى بلادهم بدلا من الهجرة من أجل المزيد من الحريات أو الفرص الاقتصادية. ولا بد أن يمثل ذلك حافزا للحكومات الإقليمية لتطوير أجندات إصلاح فعالة لا تخلق المواهب فحسب، بل تحافظ عليها.• • •القدرة على إحداث فرق حقيقى فى تنمية رأس المال البشرى فى المنطقة تجعل الولايات المتحدة ذات أهمية كبيرة لتلبية احتياجات الحكام الأكثر إلحاحًا لتجاوز الأزمات الاقتصادية، وتميز الولايات المتحدة عن منافسيها من القوى العظمى. لن يحل التعاون فى مجال تطوير العمالة محل أنواع التعاون الأمنى التى كانت فى صميم علاقات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، ولكن يجب أن يتحركا جنبا إلى جنب.على الولايات المتحدة أن تغتنم الفرصة. وسيكون من الخطأ إضاعتها. ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلي ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2021-10-31

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS مقالا للكاتب ستيفين موريسون، أوضح فيه الوضع الكارثى فى أفغانستان لاسيما تهالك قطاع الصحة، مقترحا مخططا لتحسين الأوضاع ومنعها من التفاقم برعاية الولايات المتحدة والدول الغربية، وذلك بدون التعامل مع طالبان لتجنب استفادتها بأى دعم مالى.. نعرض منه ما يلى.بعد مرور شهرين تقريبا منذ استيلاء طالبان على السلطة، يلاحظ العالم أن أفغانستان تتجه نحو الفوضى الاقتصادية، وانهيار نظامها الصحى، مع احتمال قوى لحدوث حالة طوارئ إنسانية جامحة. الوقت ينفذ. كما يتوقع برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة أن أكثر من نصف السكان، ما يقدر بنحو 22.8 مليون شخص، سيصلون إلى مستوى انعدام الأمن الغذائى بحلول الربع الأول من عام 2022. فإذا تُرك مثل هذا السيناريو دون رادع، فسيؤدى إلى ضرر غير عادى على مواطنى ومواطنات أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، وستتحول الأزمة إلى شأن دولى بسبب تدفق موجات كبيرة من اللاجئين واللاجئات، وهذا سيسمح بدوره بانتشار فيروس كوفيدــ19 بوتيرة سريعة.الولايات المتحدة والدول المانحة تقدم فقط تمويلًا فوريًا لسد احتياجات الشعب الأفغانى الملحة، بالإضافة إلى توفيرهم تمويل مؤقت للخدمات الصحية. صحيح أن هذه التدابير العاجلة مهمة لكنها لا ترقى إلى مستوى التمويل والإدارة والرقابة طويلة الأمد لقطاع الصحة فى أفغانستان. هناك حاجة إلى المزيد لتجنب انهيار النظام الصحى والذى يواجه الآن بالفعل تراجعا فى عدة مكاسب شملت نواح عدة مثل الولادة الآمنة، وزيادة متوسط العمر، وتقليل عدد وفيات الرضع والأطفال. واليوم، توقف أكثر من 80% من المرافق الصحية الرئيسية عن العمل بينما غادرت بالفعل أعداد متزايدة من العاملين فى قطاع الصحة أو يبحثون عن وسيلة للخروج من البلاد.بعد كل ما ذكر، كيف نفسر معضلة أفغانستان؟. بداية، هناك فجوة كبيرة بين طالبان والغرب وحتى الآن ليس هناك إرادة أو عملية واضحة بين الطرفين للحفاظ على الخدمات الأساسية. فطالبان تطالب الغرب بتوفير التمويل اللازم للخدمات التى تقع تحت سيطرتها لأنهم يفتقرون إلى المعرفة والمهارة فى إدارة الخدمات العامة، فلقد اعتادوا على استخدام التهديدات القسرية والعنف ضد المنظمات غير الحكومية التى تدير الخدمات الصحية للتحكم فى التوظيف والقرارات.على الجانب الآخر، جمدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والجهات المانحة الأخرى جنبا إلى جنب مع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى الكثير من المساعدات المالية لأفغانستان. سوف يمنعون الإفراج عن الدعم الأساسى حتى يكون هناك رضا عن حكم طالبان خاصة حماية حقوق النساء والفتيات، والسماح للأمريكيين والحلفاء الأفغان الموالين بالخروج الآمن من البلاد، وإثبات قطع علاقات طالبان بالقاعدة واتخاذ إجراءات أكثر فعالية لاحتواء تنظيم داعش ــ خراسان. لكن يظل الاستثناء الوحيد هو المساعدة الإنسانية المتواضعة تحت قيادة الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات العاجلة والفورية.وعلى الرغم من أن الدول الإقليمية المؤثرة تشارك الغرب فى كثير من مخاوفه، خاصة بشأن إمكانية توفير ملاذ آمن للإرهابيين فى أفغانستان، وضرورة إحباط التدفقات الجماعية للاجئين واللاجئات، إلا أنها لو رأت أن موقف الغرب صارم للغاية وحاولت التخفيف من حدة الأوضاع فى أفغانستان، فلن تكون فى وضع يسمح لها بملء مكان الغرب فيما يتعلق بالتمويل والإشراف على الخدمات الصحية. كما أن الصين لم تبدِ، على الرغم من ثروتها، أى اهتمام بتحمل التزامات مالية كبيرة فى أفغانستان.لكن بالرغم من هذه الحقيقة المخيفة، لا يزال هناك سبب للاعتقاد بأن الوضع فى أفغانستان ليس ميئوسًا منه بشكل لا يمكن إصلاحه وأنه يمكن إقامة شراكات وحلول عمل جديدة لمساعدة النظام الصحى على تجنب الانهيار الكامل دون مساومة الغرب على قيمه الأساسية. لكن كيف ذلك؟ •••فى اليمن وسوريا وكوريا الشمالية، لجأ المجتمع الدولى إلى مجموعة متنوعة من الإجراءات الإبداعية لتلبية الاحتياجات الأساسية والحفاظ على النظم الصحية والحياة الاقتصادية قائمة وذلك من خلال توفير الأموال بواسطة الأمم المتحدة والصناديق الاستئمانية المؤقتة. كانت وكالات مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة مسئولة من الناحية التشغيلية والمالية عن توفير التمويل للمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ووضع المعايير والأولويات، والحفاظ على المراقبة والإشراف. تتطلب هذه الترتيبات ضمنيًا أو صراحة مستوى معينًا من موافقة حكومات الدول الموجه إليها المساعدة، لكن تم تجنب منحهم حق الموافقة على هذه السياسات. وعلى المجتمع الدولى أن يتبع هذه الطريقة لإنقاذ الوضع الكارثى فى أفغانستان.الصحة هى أحد القطاعات فى أفغانستان، حيث يمكن تطبيق مثل هذا النهج بنجاح للحفاظ على الإنجازات التى تحققت خلال العقدين الماضيين. فالاتحاد الأوروبى والبنك الدولى والولايات المتحدة استثمرت 200 مليون دولار سنويًا من خلال مشروع سيهاتماندى، والذى وفر 2300 مستشفى وعيادة، ورفع متوسط العمر المتوقع بمقدار 10 سنوات، وخفض معدل وفيات الأمهات بمقدار النصف. وفى العديد من مقاطعات أفغانستان البالغ عددها 34، نجح المشروع فى الحفاظ على العلاقات مع سلطات حركة طالبان، رغم تعرضها للإغلاق القسرى والاختطاف وغيرهما من طرق الإكراه. كما أنه لا تزال المنظمات غير الحكومية الأفغانية الـ 11 واثنتان من المنظمات غير الحكومية الدولية فى مكانها، ومعظم موظفاتها وموظفيها قادرون على مواصلة العمل. وينطبق الشىء نفسه على البنية التحتية الوطنية لشلل الأطفال التى أنشأتها ودعمتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتى اكتسبت على مر السنين تعاون طالبان. لا تزال العديد من المؤسسات الدولية الرئيسية تعمل على الأرض فى أفغانستان مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وبرنامج الأغذية العالمى، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف. كما حافظ الصندوق العالمى على تمويل الخدمات والتعاون مع وكالات بما فى ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، تحالف اللقاحات، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، كل هذا كان بحثا عن سبل لمواصلة العمل فى أفغانستان. وفى الواقع، ظهر نشاط معظم هذه المنظمات فى الأسابيع الأخيرة فى كابول.بالاعتماد على هذه المجموعة من الجهات الفاعلة والبرامج القديمة، يمكن تشكيل اتحاد شراكة موجه للحفاظ على المكاسب الصحية، بما فى ذلك القضاء على شلل الأطفال، وتجديد عمالة المرأة فى قطاع الصحة، بل وتعزيز وصولها إلى الخدمات الصحية. سيحل الكونسورتيوم (رابطة تضم العديد من المنظمات والأعضاء يكونون متفرغين لتحقيق هدف محدد) محل وزارة الصحة العامة، ويجمع بين القدرات الفنية والسياساتية والتشغيلية، وبالتالى تجنب توجيه المساعدة مباشرة لحكومة تسيطر عليها طالبان. •••فى كل الأحوال، سيعتمد النجاح على عدد من العوامل وسيكون العنصر الأكثر أهمية هو القيادة والاستثمار من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الذين يظهرون تصميمًا على الوقوف ضد كل من يعارض ــ سواء فى داخل الولايات المتحدة أو فى أى مكان آخر ــ تقديم أى دعم مالى قد تستفيد منه حركة طالبان بشكل غير مباشر، حيث لا يزال لدى الولايات المتحدة وحلفائها بعض الواجب الأخلاقى الذى يتطلب التزامًا بتسريع الحوار الهادئ الذى يصوغ آلية عملية لإنقاذ الأرواح على المدى الطويل. يمكن أيضا اتباع نهج معاملات تدريجى، حيث يتم تخصيص الدعم الخارجى وزيادته مع استيفاء معايير أساسية معينة والتحقق منها من خلال أطراف مستقلة ومحايدة. لاشك أنه ستوجد سلسلة من المشاكل المتعلقة بالعمليات والبرامج ومع ذلك، فإن تطوير آليات السلامة والأمن، وإشراك الوكالات التى طورت بالفعل علاقات مثمرة مع طالبان، والمطالبة بمراقبة وثيقة، وضمان قدرات ائتمانية وتعاقدية قوية من قبل الكونسورتيوم، كل هذه الإجراءات يمكن أن تحافظ على الخدمات.مرة أخرى، المخطط المقترح هنا ليس تنازلا لطالبان بل إنه رد على التهديد العاجل المتمثل فى المعاناة البشرية والخسائر الجسيمة. يمكن أن يؤدى اتباع هذا الطريق إلى إنقاذ أرواح لا حصر لها، بما فى ذلك أرواح الأطفال والنساء الأفغانيات اللائى يحتجن إلى خدمات حيوية للولادة الآمنة وغيرها من أشكال الدعم الإنجابى. يمكن أن يوقف هذا المخطط تآكل القوى العاملة الصحية، والتى تشكل المرأة غالبيتها. فى غضون ذلك، بالطبع، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الاستمرار فى الضغط على طالبان بقوة من أجل إقامة حكم يشمل كل الفئات، ويراعى حقوق النساء والفتيات، ويسمح بمغادرة الحلفاء الأفغان، وأخيرا يتخذ الإجراءات اللازمة ضد القاعدة وتنظيم داعش ــ خراسان.إعداد: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلى ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2021-09-13

نشر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS مقالا للكاتب ويل تودمان، يحاول الكاتب ــ فى هيئة سؤال وجواب ــ شرح سبب تشكيل الحكومة أخيرًا بعد أكثر من عام، وما إذا كانت ستحصل على دعم شعبى، وما هى الآثار الفورية والتحديات طويلة المدى التى ستواجهها... نعرض منه ما يلى.بعد 13 شهرًا من الجمود السياسى فى لبنان، أعلن نجيب ميقاتى فى القصر الرئاسى يوم الجمعة 10 سبتمبر 2021 تشكيل حكومة. وسيترأس ميقاتى حكومة من 24 وزيرا نالت دعم الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برى.س 1: لماذا تشكلت الحكومة بعد أكثر من عام؟ج 1: طغت أزمات لبنان على إحجام السياسيين عن التسوية. فبعد عقود من الازدهار النسبى، يعيش ثلاثة أرباع سكان لبنان الآن فى فقر، وتستطيع الدولة توفير الكهرباء لأقل من ساعتين فى اليوم، وهناك نقص واسع النطاق فى الأدوية والوقود والغذاء. كما وصف البنك الدولى الانهيار الاقتصادى فى لبنان بأنه إحدى أسوأ ثلاث أزمات فى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.إصرار جبران باسيل على الحفاظ على «الثلث المعطل» من الوزراء كان من أهم معوقات تشكيل الحكومة. باسيل قيادى فى التيار الوطنى الحر وصهر الرئيس عون. وعلى الرغم من أنه مسيحى، إلا أن حزبه متحالف بشكل عام مع حزب الله الذى يقوده الشيعة. إذا كان باسيل وحلفاؤه يسيطرون على ثلث المناصب الوزارية، يمكن لباسيل أن يستخدم حق النقض ضد قرارات مجلس الوزراء ويهدد بإسقاط الحكومة كوسيلة لتعزيز طموحاته السياسية. ولا يبدو أنه نجح فى تأمين النصاب المطلوب (ثلث المناصب الوزارية) للتمتع بحق النقض هذا، لأن اثنين من الوزراء المسيحيين مستقلان غير متحالفين مع باسيل أو حلفائه. ولربما يكون الضغط الذى مارسه حزب الله وإيران أقنعه بالتخلى عن هذه المطالب، حيث بدأت أزمات لبنان تؤذى حتى قاعدة حزب الله.س 2: هل ستحظى الحكومة الجديدة بالتأييد الشعبى؟ ج 2: الحكومة الجديدة لن ترضى الشعب اللبنانى الذى طالب بالتغيير. لبنان يشهد احتجاجات فى الشوارع منذ أكتوبر 2019. ويدعو العديد من المتظاهرين والمتظاهرات إلى وضع حد للفساد المستشرى فى النظام السياسى، واحتج عدد متزايد على الأساس الطائفى المستمر للسياسة اللبنانية، الذى وزع السلطة السياسية بناءً على تعداد السكان فى عام 1932. النظام اللبنانى، الذى تم تنقيحه فى اتفاق 1989 الذى أنهى الحرب الأهلية فى البلاد، له تأثير فى مساعدة الزعماء الطائفيين فى تأمين الغنائم للفئة الضيقة التى يمثلونها. وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الشخصيات المحترمة والمستقلة فى التشكيلة الجديدة، إلا أن العديد منهم وجوه مألوفة كانوا هدفًا للاحتجاجات السابقة. فميقاتى هو ملياردير سبق اتهامه بالفساد، ووزير المالية هو مهندس السياسات المثيرة للجدل للبنك المركزى والتى يعتقد الكثيرون أنها عجلت الأزمة المالية، كما أن وزراء رئيسيين آخرين ينتمون إلى أحزاب سياسية كبرى. هذا فضلا عن وجود امرأة واحدة فقط فى التشكيلة الوزارية الجديدة.ومع ذلك، سيشعر بعض اللبنانيين واللبنانيات بالارتياح لأن البلاد لديها أخيرًا حكومة يمكنها محاولة معالجة أزمات لبنان العديدة، ويأمل الشعب اللبنانى أن تتمكن هذه الحكومة من إبقاء البلاد واقفة على قدميها حتى الانتخابات النيابية المقررة فى مايو المقبل.س 3: ما هى الآثار المباشرة لتشكيل الحكومة؟ج 3: تسببت أنباء تشكيل الحكومة فى ارتفاع قيمة الليرة اللبنانية من 19 ألفًا إلى 15 ألفًا مقابل الدولار، مما أدى على الفور إلى زيادة القوة الشرائية لأفقر الفئات اللبنانية. كما سيحرر تشكيل الحكومة مئات الملايين من الدولارات فى شكل قروض من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، ومساعدات إنسانية من المانحين الدوليين. سيتم صرف جزء من هذه المساعدات للأسر اللبنانية الأشد فقرا من خلال برنامج البطاقة التموينية الجديد. وستكون الحكومة أيضًا قادرة على استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولى من أجل خطة إنقاذ أكبر، والتى توقفت بعد انهيار الحكومة السابقة.س 4: ما هى التحديات طويلة المدى؟ج 4: سيكون التركيز المباشر للحكومة على الاستقرار الاقتصادى بدلا من الإصلاح. يواجه ميقاتى مواعيد نهائية ضيقة، مع بقاء تسعة أشهر فقط على الجولة المقبلة من الانتخابات البرلمانية (التى وعد بإجرائها فى موعدها). من أولويات ميقاتى الآن رفع الدعم الحكومى عن السلع الأساسية. ورغم أن القيام بذلك سيساعد فى تأمين الخزانة ولكنه يهدد بإغراق اللبنانيين واللبنانيات الضعفاء فى فقر أعمق. يحتاج ميقاتى أيضًا إلى إيجاد طريقة عادلة لتوزيع الخسائر فى القطاع المالى. لكن قلة يؤمنون بأن وزير المالية، وهو مسئول سابق فى البنك المركزى، سيفعل ذلك.من المرجح أن تحصل حكومة ميقاتى على الدعم الدولى ولكن سيتعين عليها اجتياز منحدرات صعبة. حزب الله لديه وزيران فى الحكومة الجديدة، وإدراج حزب الله فى الحكومة سيعيق التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. كما أن النفوذ الإيرانى المفترض فى الحكومة الجديدة سيثنى دول الخليج العربى عن استئناف مساعداتها للبنان. باختصار، سيتعين على ميقاتى التعامل مع القوة المحلية لحزب الله مع إقناع اللاعبين الدوليين باستقلال حكومته عن حزب الله. ومن المرجح أن يسعى لإقناع الدول الغربية بأن حزب الله سيكون له قوة أكبر فى البلاد إذا انهار لبنان.إعداد: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلى: ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: