مدينة العسكر

كتبت- نرمين ضيف الله من بين العادات الرمضانية التي ترسخت في الذاكرة الشعبية لأجيالٍ عديدة، نجد مهنة "المسحراتي"، تلك الشخصية التي تعيش في ذاكرتنا بمجرد...

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning مدينة العسكر over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning مدينة العسكر. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with مدينة العسكر
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with مدينة العسكر
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with مدينة العسكر
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with مدينة العسكر
Related Articles

مصراوي

2025-02-28

كتبت- نرمين ضيف الله من بين العادات الرمضانية التي ترسخت في الذاكرة الشعبية لأجيالٍ عديدة، نجد مهنة "المسحراتي"، تلك الشخصية التي تعيش في ذاكرتنا بمجرد اقتراب شهر رمضان. المسحراتي هو الشخص الذي يتجول في الشوارع في ساعات السحر ليوقظ الناس للسحور، مستخدمًا طبله وصوته المميز، ورغم أنها أصبحت جزءًا من التراث الثقافي في العديد من البلدان العربية، فإن أصل هذه المهنة وقصتها يتجاوز ما قد يظنه البعض من كونها مجرد عادة رمضانية. وتعليقًا على ذلك، قال كبير الأثرين وعلم التراث، الدكتور مجدي شاكر، المسحراتي مشتقة من كلمة سحور، والمسحر هي وظيفة أو مهمة يقوم بها شخص لتنبيه المسلمين ببدء موعد السحور، وبدء الإستعداد للصيام، تبدأ تلك المهمة بإنطلاق المسحر قبل صلاة الفجر بوقت كافي، يحمل في يده طبلة وعصا، ينقر عليها صائحًا بصوت مرتفع "اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم". نشأة وظيفة المسحراتي وواصل في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن تلك الوظيفة بدأت مع بدء التاريخ الإسلامي، وكان سيدنا بلال بن رباح رضى الله عنه و ارضاه ، أول مؤذن في الإسلام، اعتاد أن يخرج قبل صلاة الفجر بصحبة ابن أم كلثوم، ويقومان بمهمة إيقاظ الناس، فكان الأول يطوف بالشوارع والطرقات مؤذنا طوال شهر رمضان، فيتناول الناس السحور، في حين ينادي الثاني، فيمتنع الناس عن تناول الطعام. قصة المسحراتي في مصر وتابع، قصة المسحراتي في مصر بدأت منذ ما يقرب من 12 قرن مضي، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلي مصر وكان والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس بالسحور. عصر الدولة الفاطمية ومنذ ما يقرب من ألف عام، وتحديدًا في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتي تم تعيين رجلا للقيام بتلك المهة، أطلفوا عليم اسم "المسحراتى"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها قائلاً: "يا أهل الله قوموا تسحروا". كادت مهنة المسحراتي أن تندثر في بلاد المحروسة إلي أن جاء العصر المملوكي، وتحديدًا في عهد السلطان المملوكي، الظاهر بيبرس، و الذي عمل علي احيائها كتراث اسلامي، ولتحقيق ذلك قام بتعيين صغار علماء الدين بالدق على أبواب البيوت، لإيقاظ أهلها للسحور، وبعد أكثر من نصف قرن، وتحديدا في عهد الناصر محمد بن قلاوون، ظهرت طائفة أو نقابة المسحراتية، والتي أسسها أبو بكر محمد بن عبد الغني، الشهير بـ"ابن نقطة"، وهو مخترع فن "القوما"، وهي شكل من أشكال التسابيح، ولها علاقة كبير و بالتسحير في شهر رمضان، ظهرت في بغداد في بادئ الأمر، قبل أن تنتقل إلي القاهرة. كان "ابن نقطة"، المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون، وعلي يديه تطورت مهنة المسحراتي، فتم استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، وذلك بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى "بازة"، صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتى دقات منتظمة اقرأ أيضا: ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-03-29

"المشي طاب لي والدق ع طبلي، ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال، الرجل تدب مطرح ما تحب وأنا صنعتي مسحراتي، في البلد جوال، حبيبت ودبيت  كما العاشق ليالي طوال، وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي  حته من موال"، هكذا وصف فؤاد حداد مهنة المسحراتي، تلك المهنة التي يحرص المصريون عليها حتى اليوم، فهي تعد من طقوس شهر رمضان الكريم. بدأت القصة منذ ما يقرب من القرن الـ12، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلى مصر، فكان ‏والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول ‏طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، ‏وينادي الناس بالسحور. ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة الآثار، فإنه في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرًا بعد صلاة ‏التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتى تم تعيين رجلًا ‏للقيام بتلك المهمة، أطلقوا عليه اسم "المسحراتي"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها.‏ وقديماً كان المسحراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، فيهب له النّاس المال والهدايا والحلويات وغيرها من خيرات الأعياد. ظلت مصر تحرص على هذه المهنة حتى في العصر المملوكي، وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس، قام بتعيين صغار علماء الدين بالدق على ‏أبواب البيوت، لإيقاظ أهلها للسحور. ومن أشهر من قاموا بالتسحير فى عصر المماليك شخص يدعى "ابن نقطة"، وهو المسحراتي الخاص للسلطان الناصر محمد وكان ابن نقطة شيخ طائفة المسحراتية في عصره وصاحب فن "القومة"، وهي إحدى أشكال التسابيح والابتهالات.  وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون، ظهرت طائفة المسحراتية، والتي ‏أسسها أبو بكر محمد بن عبد الغني، الشهير بـ“ابن نقطة"، المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن ‏قلاوون، وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي، فتم استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، ‏فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية وأبتهالات دينية. وفي العصر الحديث، اشتهرت أيضًا مهنة المسحراتي، وكانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة ويشعلن طرفها، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي حتى يرى موضعها فينشد لهن. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2024-03-24

سلط قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار الضوء على مهنة المسحراتي، من خلال دراسة حديثة أعدها مسؤولي متحف مطار القاهرة الدولي. وكشفت الدراسة أن مهنة المسحراتي نشأت في مصر قبل 12 قرنًا، وتحديدًا عام 853 ميلاديا، مع انتقال مهمة المسحر إلى مصر في ذلك العام. كان والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، إذ كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، ‏وينادي الناس بالسحور، بحسب الدراسة التي أعدها مسؤولين في متحف . وأشار قطاع المتاحف بوزارة  إلى أن الدراسة أكدت أنه في عصر الدولة الفاطمية، أمر الحاكم بأمر الله الناس أن يناموا مبكرًا بعد صلاة ‏التراويح، حيث كان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، وجرى تعيين رجلًا ‏للقيام بتلك المهمة، أطلقوا عليه اسم المسحراتي، والذي كان يدق الأبواب بعصًا يحملها.‏ وفي العصر المملوكي، وتحديدًا في عهد السلطان الظاهر بيبرس، جرى تعيين صغار علماء الدين بالدق على ‏أبواب البيوت، لإيقاظ أهلها للسحور، وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون، ظهرت طائفة المسحراتية، والتي ‏أسسها أبو بكر محمد بن عبد الغني، الشهير بابن نقطة، المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن ‏قلاوون، وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي، وجرى استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، ‏فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية وابتهالات دينية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

المصري اليوم

2024-03-10

كتاب «القاهرة مؤرخة»، بجزأيه، والصادر عن دار العين للنشر، مرهق لمن يقرأه، ليس لأنه كتاب ثقيل الظل أو صعب، ولكن لأن فيض المعلومات والتحليلات التاريخية والثقافية والعمرانية والأمنية والاجتماعية، التي يحتويها، والمراجع التي عاد إليها المشاركون في الكتاب، والمخططات والصور التي احتواها، شديدة الكثافة، متنوعة للغاية ومدهشة في غالبها، وداعية للأسى في بعضها الآخر.. الأسى على ما تم تخريبه أو تدميره من عمران المدينة في مراحل مختلفة بسبب الغزوات والاقتتال الداخلى والتنظيم وغيرها. فاطمة البودى معد ومحرر ومقدم الكتاب، الدكتور نزار الصياد، أستاذ العمارة في جامعة كاليفورنيا بيركلى في الولايات المتحدة، تعامل معه من منظور أن القاهرة تستحق أن تزار شبرًا شبرًا.. وأن تؤخذ بالحضن في كل موضع منها، فكل حجر فيها وكل ثيمة على باب بيت قديم، وكل نداء لساع إلى لقمة عيش، وكل نظرة عين من أهل القاهرة ذات الألف سنة وأكثر، حكاية. يتحدث الجزء الأول عن التاريخ والتراث المعمارى للمدينة، ويتحدث الثانى عن ثقافة وتمثيل المدينة، أي التعبير عنها بالكلمة والنغم والرمز والصورة والإيقاع والتشكيل. الدكتور نزار الصياد البداية بالطبع عن اختيار موقع أصل المدينة- الفسطاط، والعوامل التي حكمته، وفى مقدمتها حصن بابليون الذي خيم عمرو ابن العاص عنده عندما حاصر الحامية البيزنطية المتحصنة فيه، ويؤكد عبدالرحمن الطويل، كاتب هذا الفصل، أنه حتى الآن لايزال هناك شح في المعلومات عن الحصن وتاريخه، لكنه يقول إن منف فرضت موقع الحصن والحصن فرض موقع الفسطاط والفسطاط حددت القاهرة، ونشأت في ٦٤١ بين الحصن وجبل اسطبل عنتر. نتعرف هنا على مخططى المدينة وأدوار الروم والفرس بينهم، ثم ظهرت مدينة العسكر شمال الفسطاط، وبعدها القطائع شمال العسكر، وكلها على الخليج المصرى، وقد تأثر خمارويه ابن طولون كابيه، مؤسس القطائع، ببغداد بما كان في قصورها من مهابة وترف، ووصل خمارويه في ذلك إلى حدود تشارف الأساطير، وبدأت تقام القصور والحدائق الفارهة، وتجاور المسجد مع القبر، وتم إنشاء البيمارستانات لأول مرة، كما تم تنظيم مسابقات للخيل (لاحقا سيتاح للسيدات الجلوس في المقصورة والمشاهدة)، وجاء القائد العباسى محمد ابن سلمان وحرق ودمر وسلب ونهب، كما حرث القصور ذاتها، فانحدرت القطائع والعسكر. فاطمة البودى في الفصل الثانى يقدم حسن حافظ قراءة جديدة لتاريخ القاهرة الفاطمية، ويقول إن المدينة وقتذاك حكمتها ثنائية أنها ظاهريا مقر الحكم الفاطمى وموئل الخليفة، وباطنيا مقر الدعوة الإسماعيلية، أي الشيعية وأئمتها، وانعكس ذلك على كل شىء يخص الحكام والطقوس والتحالفات والقصور وقفل وفتح المدينة. وأصبح مقر الخليفة أهم من الأزهر، كما أن تقديس المدينة بات أمرا حتميا، كما قال القلقشندى نفسه. شهدت المدينة وقتذاك أول تقسيم لأحيائها طبقا للإثنيات غالبا، ونشأت المحال والأسواق لتلبى احتياجات ١٠٠ ألف نسمة، بما فيهم الجيش الفاطمى، وكان الخليفة نفسه يملك حوانيتا ويؤجرها للتجار، لكن ظلت الفسطاط هي الأكثر عددا وموطن العامة من الشعب وعلماء السنة، وبعد أن بلغت الفسطاط والقاهرة القمة في عهد الخليفة المستنصر، أدت الحرب بين فرق الجيش- أيام ما عرف بالشدة المستنصرية- إلى خراب ونهب الاثنين معا. تقلد الرجل القوى بدر الجمالى الحكم، وبدأ عصرا جديدا في تاريخ عمران المدينة أساسه الواقعية، أي إمكانات مصر، بدلا عن الطموحات الإمبراطورية، وفتح المدينة للجميع، وشجع كل من يعمر، وتم في عهده حرق الفسطاط خوفا من الصليبية، ونقل السكان للقاهرة، كما تمت إزاحة الدعوة الفاطمية تدريجيا إلى أن تولى صلاح الدين الحكم، فانتعش المذهب السنى، غير أن المدينة الباطنية التي كانت- لا تزال- بعد كل تلك القرون تشد اتباع الفاطميين من الهند واليمن، وغيرها وسمحت الدولة لرموز من البهرة بتعبير وتجديد مساجد معروفة، لهم، كما أقام كريم أغاخان حديقة الأزهر الحالية على تلال قمامة قديمة. لقد حكم المماليك مصر من ١٢٥٠ إلى ١٥١٧، وأسوأ إمبراطورية واسعة، لكن أمنية عبدالبر تلفت نظرنا في الفصل الخامس إلى كونهم كانوا بنائين عظاما، وأصحاب جسارة وأفكار جديدة وحلول عبقرية في مواجهة التحديات العمرانية التي واجهوها، ومن عندى كمحرر أرى أننا لا زلنا نفتقد حتى الآن تفسيرا مريحا للسؤال: من أين استمد المماليك ثقافتهم العمرانية؟، لكن الكاتبة تشير إلى معنى لا يعرفه كثيرون وهو أن المماليك المجلوبين من أقطار شتى، نظروا إلى مصر كوطن لهم، ومن ثم أرادوا أن يتركوا فيها أثرا بعكس العثمانيين لاحقا، الذين كان لهم وطن، وما مصر بالنسبة إليهم إلا محمية تدر دخلا ويتم استجلاب الصناع المهرة منها. وصلت مساحة القاهرة في عهد المماليك إلى ٢١ كيلو متر مربع، بينما كانت دمشق ٢.٧ فقط. تغيرت قواعد التصرف في الأراضى والأحكار، وأنشأت شجرة الدر، أول وآخر مملوكة تحكم مصر، المجموعات الجنائزية في قلب المدينة، وبلغت القاهرة القمة في عهد السلطان الناصر بن قلاوون، الذي بنى وحده نصف ما كان قد تم بناؤه من قبل، وهو من أنشأ ديوان العمائر، ورغم أن الطاعون ضرب مصر غير مرة بعد وفاته، إلا أن القاهرة ظلت درة المدن كما قال القلقشندى بما فيها من قصور وحدائق وأسواق وخوانق ومساجد ومدارس وتكايا... إلخ. ووصلت المدينة ذروة العظمة في عهد قايتباى، ثم في عهد الغورى، الذي ارتفع مستوى التعقيد المعمارى في عهده، ما يدل على الكثافة الحضارية العالية في الأذهان وفى العمارة. مع العثمانيين أصبحت مصر كلها مجرد ولاية، وانكمشت المدينة تدريجيا حتى أصبحت مساحتها ٨.٥ كيلو متر في ١٧٩٨ عام الحملة الفرنسية، والطريف أن البارون إمبان، وبعد قرون، تأثر بالمعمار المملوكى بشدة. تاليا يفحص ناصر الرباط الانحياز العمرانى للعمارة المملوكية للقاهرة، أي كيف عكست الكتل والحجوم والفتحات والزخارف والألوان والفراغات التراتبية الاجتماعية في الدولة، التي صدت المغول وحجمت الصليبيين في النهاية. ويكتب معاذ لافى عن القاهرة العثمانية فيقول إن طريقة كتابة التاريخ عندهم تغيرت، وكانت أهم سمة معمارية لبيوتهم وجود فراغ كبير في قلب القصر أو الدار، مع زخارف القييشانى وأوانى الزهر، وتطورت طقوس شرب القهوة، وتم تحديد أدوار القائمين على حفظ الأمن بدقة، وكانت الحارة الضيقة المقفولة إحدى آليات حفظ النظام، لكن الفرنسوية غيروا ذلك، ووسعوا الشوارع، تمشيا مع ثقافتهم، وحتى لا يصطادهم الأهالى في الزنقات. شهدت القاهرة في عهدى إبراهيم باشا وإسماعيل نقلة حداثية كبرى قصتها معروفة، ولايزال حى الإسماعيلية شاهدا عليها، وهو الذي نضرب بعماراته القديمة أوروبية الطابع، بشارع عماد الدين، المثل، ثم كانت بداية الأمن بمفهومه الحديث، والذى لا يزال قائما حتى اليوم، بما في ذلك أمن الدولة بالتعبير الحديث مع محمد على. يبحث عمرو عصام في شأن المدينة التي شكلتها القضبان عمرانيا، متتبعا نشأة وتطور خطوط السكك الحديدية في القاهرة، وفى القطر عموما، ولعل متحف السكة الحديد الذي افتتح في ١٩٣٣ خير شاهد على ذلك، ويلفت نظرنا إلى أن المتحف يحتوى أيضا نماذج للكبارى التي أقيمت قبل نهاية القرن التاسع عشر وما فيها من إعجاز هندسى. يشير الدكتور عاطف معتمد إلى أن جمال حمدان كان يتصور أن الجبال والجغرافيا عموما حكمت على القاهرة وعلى حيزها، لكنه لم يكن يتصور أنه سيأتى يوم لا يصبح فيه المقطم ولا الصحراء عائقا أمام التوسع، ويلفت نظرنا إلى أن مطار العاصمة الإدارية يقع على بعد ٤ كيلو مترات من قصر مهجور كان قد أقامه الخديو عباس في مسعى منه للاعتماد على جغرافية مصر في التوسع بدلا عن الطموحات الإقليمية لمحمد على. ويخشى معتمد من أن النسق العمرانى الكومباوندى المتوسع بشرق القاهرة يحول المدينة إلى أقلية مرفهة مشوشة الهوية. في الجزء الثانى من الكتاب نغوص طويلا مع مشاهد من ثقافة وتمثيل المدينة عبر الزمن، وكيف أصبحت عده قاهرات، وليس واحدة فقط، وأن المدينة القديمة أصبحت مقبرة أهلها وليس مقبرة الغزاة، من شدة الزحام والتردى العمرانى الحضارى في معظم المناطق. ويتعمق الدكتور عاطف معتمد في تمثيل القاهرة في خرائط الحملة الفرنسية، فيؤكد أن الحملة استفادت من أعمال المقريزى وابن إياس والبغدادى ومن أعمال أوروبية سابقة، وأن أعمالها في مصر تنتمى في النهاية إلى العلم الاستعمارى، أي الاستكشاف الذي يمهد للسيطرة، ولفتت الحملة إلى أن أعظم مشهد للقاهرة هو رؤيتها من فوق مسجد السلطان حسن، وقد دمرت المدافع الفرنسية الكثير من إرث المدينة خلال محاولاتها السيطرة على الثورات ضد الحكم الأجنبى. وتنبهنا رضوى زكى إلى أن القنصل الفرنسى ماتيبه الذي عرف التراث الإسلامى قبل الحملة الفرنسية وتعلم العربى وخدم في تركيا ألف بعد التقاعد كتابا بعنوان «وصف مصر»، وصدرت طبعته الأولى في ١٧٣٥، اهتم ماتيبه بالتفاصيل العمرانية الإسلامية، خاصة جامع عمرو والأزهر ومنشآت محمد بن قلاوون. ورصد كراهية المسلمين بشكل عام لتصوير الجسد، وتركيزهم على الزخارف، وإن كانت العمارة الفاطمية قد حوت صورا لسيدات ورجال. عنى بحال المرأة، ووقف بشدة ضد هدم عمران قديم وإعادة استخدام أحجاره واعتبره عملا بربريا. في فصل مثير جدا عن جيرارد نيرفال، الذي جاء إلى القاهرة لتشفيه من مرضه النفسى، وقد فعلت، تقول إن نيرفال ركز على البشر وارتدى الجلباب وتحرك راكبا الحمار، وغنى مع مغنيى الأفراح، وشارك في الأذكار ووصف القاهرة بالغموض والتقوى والجدية.. وأن فيها حلما وإبهارا ووهما وإحباطا، ووصف عودة الحجاج ومولد النبى وأسواق العبيد والروضة، وانتشار الفقر وأمراض العيون، ورغم أنه برىء من المرض، إلا أنه انتحر بعد عودته من القاهرة بـ ١٢ سنة. تنقل لنا كندة السمارة كيف رأى الطنطاوى باريس وما الذي تمنى أن تكون القاهرة عليه، رافعة عبارته الخالدة «العدل أساس العمران» إلى المقام الذي تستحقه، ثم تعرج على مستشرقين فرنسيين زاروا المدينة وكتبوا عنها، ثم تجربة على مبارك في التخطيط العمرانى، بعد أن لاحظ أن ١٠ % فقط من شوارع القاهرة ما يستحق أن يطلق عليه اسم شارع. يدهشنا إلى أبعد مدى الفصل الخاص برؤية القاهرة، من خلال مشاركة مصر في المعارض الدولية، بقلم مجيب أبوعامر، والاستعانة بمهندسين أجانب كبار لتصميم أجنحتها، والبداية الأهم كانت معرض باريس ١٨٦٧ والجناح المصرى الرهيب والحائر في تصميمه بين الغربى والإسلامى، والذى افتتحه إسماعيل بنفسه. ثم معرض فيينا ١٨٧٣ وفى عز أزمة إسماعيل المالية، وجاء الجناح المصرى على نسق مجموعة قايتباى، وتم في معرض باريس ١٨٧٨ تصميم الجناح بطراز فرعونى أساسًا، ومعرض شيكاغو ١٨٩٣ وفرق الرقص الشعبى التي شاركت فيه مكونة من رجال وسيدات واستند تصميم الجناح إلى التراثين الفرعونى الأقصرى، والإسلامى، وتم خلال ذلك المعرض استخدام شبابيك وأبواب ومشروبات من بيوت تم هدمها في القاهرة، ما كان محل جدل كبير، وثمة صور مهمة جدا للأجنحة في كل معرض. يقترب الكتاب من الحاضر، فنرى القاهرة مع محمد سلامة بعيون نجيب محفوظ وأبطاله والأماكن التي عاشوا وتحركوا فيها، ثم القاهرة في السينما والأغانى الشعبية، والتغيرات من القاهرة الليبرالية إلى قاهرة ناصر الاشتراكية، ثم قاهرة السادات الانفتاحية، والحراك الاجتماعى الجديد وأثره على العمران. وامتدادًا لذلك يكتب عبدالعظيم فهمى عن قاهرة الأولياء، والتخيل الشعبى للمدينة، ومكانة الإمام الحسين المتفردة بين الأولياء، واعتقاد العامة في أن الدولة الباطنية أو السرية للأولياء هي التي تقوم بحماية المدينة وأهلها. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2024-03-02

يعد جامع أحمد ابن طولون ثالث مسجد جامع أقيم فى مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر الذي اندثر بعد زوال مدينة العسكر وموقعها اليوم حي زين العابدين والمذبح بالسيدة زينب، وتبلغ مساحة المسجد الكلية حوالي ستة أفدنة ونصف (حوالي 27000م2)، وظهرت فى عمارة المسجد الأساليب المعمارية العراقية التي وفدت من سامرا الى مصر مع دخول احمد بن طولون سواء من ناحية التصميم أو التخطيط والزخرفة.   كان رجلا قويا أنشأ دولة فى مصر وبنى مسجدا عظيما، وهكذا يكون الكبار يبنون حضارة ويتركون أثرا، وأحمد بن طوون هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية فى مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، وكان والى الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد أن كلفه الخليفة بإخماد الثورات هناك.   قام ابن طولون بعدة أعمال فى فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتى اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه فى الدين.    ومسجد أحمد بن طولون أمر ببنائه سنة 263هـ/877م بمدينته الجديدة "القطائع" ليصبح ثالث مسجد جامع بنى فى عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر الذى بنى فى مدينة العسكر، ويعد مسجد أحمد بن طولون أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص الذى توالت عليه الإصلاحات التى غيرت معالمه.  كانت إمارته نحو ست وعشرين سنة، وكان عاقلاً حازما كثير المعروف والصدقة، متدينا يحب العلماء وأهل الدين، وعمل كثيراً من أعمال البر ومصالح المسلمين، وهوالذى بنى قلعة يافا وكانت المدينة بغير قلعة، وكان يميل إلى مذهب الشافعى، ويكرم أصحابه.   آثار قديمة وحضارة خالدة الحاضر والماضى الظل والضوء القاهرة من مسجد ابن طولون باحة المسجد بناء يتحدى الزمن بوابة أثرية جمال فى مصر جمال مسجد أحمد بن طولون سلالم مر عليها الزمن سور أثرى مسجد أحمد بن طولون نظرة من أعلى   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2018-05-19

فوق صخرة صغيرة موجودة بجبل يشكر بمنطقة قلعة الكبش بُنى أكبر مساجد مصر التاريخية بالقاهرة، والذى أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية عام "263 هـ / 877 م"، نتحدث هنا عن مسجد ابن طولون.   وسط حى السيدة زينب تم تشييد مسجد ابن طولون ليصبح ثالث مسجد وجامع بنى فى عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط، وجامع العسكر فى مدينة العسكر، على مساحة 6 ونصف فدان تقريبًا، ليعبر عن رمز استقلال الدولة العباسية، حيث كان معهودًا آنذاك أن المسجد الجامع هو مركز العواصم الإسلامية، ولهذا أمر احمد بن طولون بتشيد المسجد الضخم "263 هـ ــ 877م" وانتهى فى "265 هـ ـ 879م"، ووصلت تكلفته لـ 120 ألف دينار. استعان أحمد بن طولون بالمهندس سعيد بن كاتب الفرغانى، وهو مهندس قبطى ماهر فى العمارة، تولى عمارة مقياس النيل فى جزيرة الروضة سنة 864 م بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسى المتوكل، وفى عصر أحمد بن طولون عهد إليه ببناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئر عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع.   وكما جاء فى مسجد السيرة الطولونية "أراد أحمد بن طولون بناء المسجد فقدر له 300 عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس فى الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك،‏ فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر فى أمره، وبلغ النصرانى وهو فى المطبق الخبر، فكتب إليه‏:‏ أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عمد إلا عمودى القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه، فبناه‏ وحسن البناء فى عينى أحمد بن طولون". المسجد أحد التحف المعمارية المتميزة تبلغ مساحته 6 ونصف فدان، وطوله 138 متراً، وعرضه 118 متراً تقريباً، وهو من المساجد المعلقة، أى يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع، أما شبابيك المسجد فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وعدد مداخل المسجد 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسى حاليًّا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، كما تتمتع مئذنة الجامع بالطراز المعمارى الفريد والتى لا يوجد مثلها فى مآذن القاهرة، ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض 40 م.     وفى عهد محمد بك أبى الذهب أحد المماليك وأحد معاونى على بك الكبير، أنشأ مصنعًا بالمسجد لعمل الأحرمه الصوفية، فى عام 1263 هـ / 1847م، حول كلوت بك المسجد إلى ملجأ للعجزة، وظل كذلك حتى سنة 1882 حين أدركت لجنة حفظ الآثار العربية المسجد فوجهت إليه عنايتها وقامت خلال الفترة من 1890 وحتى 1918 بإزالة الأبنية المستحدثة التى كانت بداخل الإيوانات، وهدمت بعض الدور التى كانت تحجب الوجهة الشرقية للمسجد، وأزالت الأتربة والأنقاض، وأصلحت القبة التى فوق المحراب والمنارة الكبيرة والمنارة البحرية الشرقية والمنبر والشبابيك الجصية وجزء من السقف، وحافظت على الزخارف الجصية.     وفى عهد الملك فؤاد الأول سنة 1918 أمر بإقامة الشعائر الدينية بالمسجد فصلى فيه فريضة الجمعة وأمر بتخلية جوانبه وتتميم إصلاحه، وفى عهد الملك فاروق الأول أُصلح كثير من الشبابيك الجصية، و فى عام 2005 قامت وزارة الثقافة بترميم زخارفه وافتتاحه كواحد من بين 38 مسجدًا تم ترميمها ضمن مشروع القاهرة التاريخى.   ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2021-05-11

مَن مِنا لا يذكر تلك الكلمات، والتي أبدع في كتابتها الشاعر الكبير فؤاد حداد، وقام بتلحينها وغنائها الفنان الكبير سيد مكاوي، تلك الكلمات التي كانت عنوانا لشهر رمضان الكريم، وأصبحت تراثا يرتبط بشهر الصيام، قصة المسحراتي في مصر بدأت منذ 12 قرنا وتحديدا عام 853 ميلاديا وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ أهلها بتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرا على قدميه من الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس للسحور. جاء ذلك حسب ما ذكره برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي يعرض عبر القناة الأولى، والفضائية المصرية، ويقدمه الإعلاميان محمد الشاذلي وجومانا ماهر، في تقرير تلفزيوني بعنوان «المسحراتي.. قصة بدأت في مصر منذ 12 قرنا». ومع مرور الوقت بدأت مهنة المسحراتي تطرق أبواب الفنانين والشعراء أمثال بيرم التونسي والفنان الراحل سيد مكاوي، والذين تولوا مهمة نقل الوظيفة إلى شاشة التلفزيون وميكرفون الإذاعة ليستخدموا أحدث التقنيات لإيقاظ الناس للسحور. وعلق الإعلامي حسام حداد قائلًا: «هذه العادة له طعم خاص لأنها موروثة ثقافيا، وأنا كلي خجل وأنا أتحدث عنها لأن من ألفها جدي فؤاد حداد ولحنها العظيم سيد مكاوي، وهذه الشخصية مستقاة من الثقافة المصرية، وبدأت الفكرة في الإذاعة المصرية وطُلب من فؤاد حداد وسيد مكاوي بتجسيد شخصية المسحراتي، وبالفعل تم تقديمها في ستينات القرن الماضي». وقد كان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور، الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام، وأول من نادى بالتسحير عنبسة ابن اسحاق وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2019-05-10

"أذان ثم نداء، ثم طبول ومزمار، وأخيرا طائرات حربية".. هكذا تطورت مهنة  "المسحراتي" منذ عصر الرسول "صلى الله علية وسلم"، حيث كان الصحابي بلال بن رباح أول مسحراتي في الإسلام، توالت أساليب إيقاظ المسلمين حتى شارك الطيران الحربي الإندونسي في هذه المهمة حيث يعمل عمل المسحراتي لإيقاظ المسلمين للسحور فتحلق طائرات السلاح الجوي على ارتفاعات منخفضة فوق المساكن في جزيرة جاوة "لإيقاظ الناس من أجل السحور". وفي عصر الرسول "صلى الله علية وسلم"، كان صوت أذان بلال بن رباح هو إشارة للسحور، أما أذان "المنع" وهو أذان صلاة الفجر كان بصوت عبد الله بن أم مكتوم، وفي هذا "عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم)" . وفي عصر الدولة العباسية وخصوصا في مصر، ظهر المسحراتي لأول مرة ممسكا طبلة وهو والي مصر "عقبة بن إسحاق"، أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام السحور فكان يطوف مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، حسب رياض المعرفة لعبد الله أبو علم، جنود الدولة الفاطمية يدقون الأبواب. وفي العصر الفاطمي، أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي الناس بأن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقّون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، وبعدها عيين مسحراتي لكل منطقة فكان يطوف المنطقة مسكا بعصا ويدق بها على الأبواب. ومع بداية حكم المماليك تطور أداء المسحراتي وأصبح يجوب الشوارع ممسكا "طبلة" يدق عليها لإيقاظ الناس. قال الكاتب محمد قطب في كتاب "قطوف الدنيا" أن أهل الشام كانوا يسحرون بالعزف على الآلات. ومع مرور الوقت تطورت أشكال إيقاظ الناس وآخرها كانت أكبر الدولة الإسلامية حيث يطير سلاح الجو الإندونيسي على ارتفاعات منخفضة، لإيقاظ المسلمين وقت السحور. وقال المتحدث باسم سلاح الجو سوس يوريس القول: "التحليق قبل الفجر لإيقاظ الناس من أجل السحور، هو مهمة مركبة، ويحافظ هذا بالأساس على مهارات التحليق ليلا لطيارينا، كونه غير مسموح لهم بالطيران وهم صائمون بعد العاشرة صباحا". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2020-04-26

"اصحى يانايم وحد الدايم.. رمضان كريم"، جملة محفوة في وجدان كل مسلم تحمل عبق روحانيات شهر رمضان، يرددها شخص يسمى "المسحراتي" وفي بلاد المغرب يسمى النفار، وهو الشخص الذي يأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور باستخدام الطبل مصحوبا ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. وترجع هذه العادة إلى عصر الصحابة، فقد كان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور، الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام، والآن مع تقدم الزمن وتطور المجتمع والتكنولوجيا، بدأت هذه المهنة بالانقراض، واختفى المسحراتي من معظم الحارات والأحياء، بعدما كانت مشهورة ومتزاولة بقوة في معظم الدول العربية. وفي مصر كان "المسحراتية" يطوفون في شوارع المدينة أو القرية، يرددون الأناشيد الدينية وينادون الناس ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويضربون على طار ضربات متوالية حتى يسمعهم النائمون فيهبوا من نومهم لتناول السحور. يذكر أن أول من نادي بالتسحير عنبسة ابن إسحاق سنة 228 هـ وكان يذهب ماشيا من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر، أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب، فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان. وذكر أيضا أن والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر. وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا "يا أهل الله قوموا تسحروا"، ولاحقا أصبح يقول عبارات من قبيل: "اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم"، "السحور يا عباد الله"، "يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله"، مديح نبوي. وفي المغرب كان النفار شخصية يستعمل مزماره الطويل في إيقاظ الناس لتناول السحور، كما أنه كان يحفظ أناشيد دينية، وفي فلسطين من عبارات المسحراتي بالطبل: "يا عباد الله وحدّوا الإله، واذكروا الإله يا عباد الله، وحدّوا الله، سحورك يا صايم، قوم وحد الدايم". وقديما كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلا منزلا ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد. ويقول الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الناس كانوا قديما يصلون العشاء ثم ينامون لأن الشعب المصري كان يستيقظ مبكرا جدا مع الفجر، يبدأ يومه مع الصباح وينتهي مع غروب الشمس. وتابع أستاذ التاريخ في تصريح خاص لـ"الوطن" قائلا: "نظرا لمجهودات الناس في أعمالهم اليومية كان الناس ينامون مبكرا جدا فكانوا يحتاجون إلى من يوقظهم حتى أن بعض الولاة في العصر الإسلامي الأول، كانوا يحرصون على التسحير فالحاكم العام للدولة كان يطرق بنفسه على أبواب المسلمين لإيقاظهم لتناول طعام السحور". وواصل: "وكانوا يكلفون في البلاد من يقوم بتسحير الناس، ثم أصبحت عادة بعد ذلك ينفذها البعض نظير هبة معينة في نهاية شهر رمضان، ومع صباح العيد يمر المسحراتي لياخذ ما يهبه الناس لهم طواعية وظل الحال على هذا حتى في أيامنا هذه". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2021-05-11

يجوب الطرقات سيرًا في جوف الليل، يصدح بصوته الأجش، ينادي عباراته المعتادة ويدعوا بصلاح الحال،  فيسمع صداه في الإركان، حاملا في يده عصا قصيرة وطبلة صغيرة، يقرع بها ينبه بها سكان المنطقة بموعد السحور، مهنة ورثها عن والده ويعشقها وبها يشعر بروحانيات الشهر الفضيل. في محافظة الأقصر بجنوب مصر، يعيش حماد السنوسي، قضى أكثر من ربع قرن في العمل بمهنة «المسحراتي»، فظل متمسكًا بها رغم الاندثار الكبير الذي تعاني منه المهنة خلال الأعوام الماضية، فينادي على المواطنين بأسمائهم خلال جولاته في شوارع المدينة، يوقظهم بهدف تناول وجبة السحور، وفي المقابل يحصل على الهدايا والعطايا المادية والعينية. 61 عامًا تلك هي سنوات عمره، بداية عمله في تلك المهنة وهو في مرحلة الطفولة، حين كان يرافق والده خلال شهر رمضان، لإيقاظ الموطنين في موعد السحور، ليتعلق قلبه بها لما يلاقيه من حب الناس لها، وبها يشعر بروحانيات الشهر المبارك، مضيفًا لـ«الوطن»: «والدي قبل ما يموت وصاني أني مسبش المهنة دي، وأنا فيها بلاقي بنفسي وبحس أني بعمل حاجة مفيدة ومهمة». بداية ظهور المسحراتي كان في عام 228 هجريًا، وظهرت بالدولة الفاطمية، وكان عتبة بن إسحاق، هو أول من عمل بها، حيث كان يمشي مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس بالسحور، وكذلك هو أول من أيقظ الناس على الطبلة، تلك الرواية التي أجمع عليها المؤرخون وذكرت في كتاب «دليل الأوائل» للدكتور عمرو مرزوق. «السنوسي» لم يكتفِ بالنداء على أسماء سكان المنطقة لإيقاظهم، بل يردد التواشيح والمواويل التي حفظها عن والده وبعض الأبيات الصوفية ليشدوا بها مستعينا بالدف الذي يحمله: «والدي كان بيردد تواشيح كثيرة جدا منها للنقشبندي وغيره من المشايخ الكبار»، وهي ما تنال إعجاب المواطنين ويتفاعلون معها في كثير من الأحيان من النوافذ أو المارين في الطرقات. لم يحتاج الرجل الستنيني إلى التعرف على أسماء سكان المنطقة، فهو يعمل يجوب بها منذ أعوام طويلة، يعرفهم ويعرفونهم، فخلقت بينهم حالة صداقة وود: «لما بتعب بيسالوا عليا، وفي غير رمضان بلاقيهم بيجولي البيت يطمنوا عليا، مهنة المسحراتي لسة الناس بتحبها وبحترم اللي بيشتغلها»، لذا يحرص على اصحطاب أحفاده معه ليروا كيف تقدره الناس اصحاب تلك المهنة. طوال عمل «السنوسي» في تلك المهنة التى تجاوزت ربع قرن لم يطلب مبلغًا محدد من أي شخص، وأنما يتركها دون تحديد أو طلب وفقا لكل شخص واستطاعته، «عمري ما طلبت مبلغ محدد من شخص، أو طلبت من حد فلوس، بسيب كل واحد وراحته وحسب مقدرته، وفي ناس مش بيبقي معاهم فلوس بنادي عليهم عادي جدا كل يوم»، فرمضان بالنسبة له فرحة وهو أحد أسبابها للشعور بذلك الشهر. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2020-04-29

رغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة، لمواجهة تداعيات فيرس كورونا، إلا أن العديد من المناطق لم يغب عنها الأجواء الرمضانية، فبرغم الحظر، لا يزال المسحراتي يقرع على "طبلته"، لإيقاظ المصريين قبيل السحور، في عديد من المناطق بالقاهرة. وقال حسن عبدالله مسحراتي منطقة الدقي والمهندسين، تخوفنا هذا العام من أن تقطع عاداتنا السنوية، حيث أعمل كمسحراتي منذ 15 عاما، لم اتغيب عام واحد خلالها. وقبل رمضان، علمنا بالسماح لنا بمباشرة عملنا، خاصة أننا لا نختلط بالمواطنين، وتواجدنا لا يسبب انتشار العدوى. وعن أصل المسحراتي، قال الباحث في الآثار المصرية سامح الزهار، إن المسحراتي مهنة مصرية، وأول من نادى بالتسحير "عنبسة ابن اسحاق"، سنة 228 هجرية، وكان يسير على قدميه من مدينة العسكر فى الفسطاط، حتى مسجد عمرو بن العاص تطوعا، وكان ينادى عباد الله تسحروا، فإن فى السحور بركة. ‏ومنذ تلك الفترة، أصبحت مهنة المسحراتي فى مصر، تلقى احتراما وتقديرا بعد أن قام بها الوالى بنفسه. وفي العصر الفاطمي زمن الحاكم بأمر الله، أصدر أمرا بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح، وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت، يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور. ‏وأصبحت عادة أساسية فى العصر الفاطمى، فكانوا يوقظون الناس بطرق العصا على أبواب المنازل، تطورت بعد ذلك ظاهرة التسحير على يد أهل مصر، حيث ابتكروا الطبلة ليحملها المسحراتي، ليدق عليها بدلا من استخدام العصا. وتابع: وفي عصر المماليك، كانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة، ويشعلن طرفها، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي، حتى يرى موضعها فينشد لهن. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: