متحف الثورة
كنوز مصر الأثرية من لوحات وتماثيل وقطع فنية، بعضها كان شاهداً على حقب زمنية هى الأهم من تاريخ مصر وبعضها رسمته ريشة فنانى العالم، كل تلك القطع ملقاة فى مخازن بلا حماية تنتظر انتهاء وزارة الثقافة من ترميم ثلاثية المتاحف المصرية «متحف قيادة الثورة ومتحف الحضارة ومتحف محمود خليل» وهى المتاحف التى يجرى العمل على ترميمها منذ عشرات السنين، كل وزير ثقافة يتولى المسئولية يخرج علينا بالتصريح الأشهر «وفرنا التمويل.. والافتتاح خلال أيام» لينقضى العام تلو العام والوضع على ما هو عليه. «قيادة الثورة» بدأ أعمال الترميم منذ 20 عاماً ولا يزال هيكلاً خرسانياً.. و«الجزيرة» أغلق أبوابه منذ عام 1987.. و«محمود خليل» ضحية «زهرة الخشخاش».. وخالد سرور: تسلمنا 25% من المخصصات المالية لتحريك العمل بالمتاحف الثلاثة فمن متحف مجلس قيادة الثورة لمتحف الثورات المصرية، طرأ تغيير وحيد على المتحف الذى ينتظر منذ 20 عاماً انتهاء أعمال الترميم التى لم تبدأ لمتحف شهد صعود نجم «عبدالناصر»، واتخذه مقراً له إبان العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وهو ذاته الذى شهد خروج جنازته مصحوبة بدموع وآهات الأمة العربية فى أكتوبر 1970، التى وُصفت بأنها الأكبر على مر التاريخ. وبعد بقائه فترة طويلة من الزمن فى طىّ النسيان محاطاً بالإهمال، أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك القرار رقم 204 بإنشاء متحف الثورة فى عام 1996، وفى العام نفسه صدر قرار من فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، برقم 422، بضم مبنى مقر مجلس قيادة الثورة لقطاع الفنون التشكيلية، ليتولى إعداده كمتحف لزعماء ثورة يوليو يضم ما بقى من آثارها ووثائقها وذكريات رموزه. داخل المبنى لم يتبق منه سوى هيكل خرسانى يعلوه هيكل معدنى ضخم يقال إنه لنسر رمز الجمهورية المصرية يمثل فى حد ذاته كارثة معمارية حيث يشكل ثقلاً على المبنى بوزنه الذى تجاوز 130 طناً، فيما يتجاوز عمر المبنى 60 عاماً، حيث أمر أحد رؤساء قطاع الفنون التشكيلية بأن يوضع على المبنى هيكل يشكل نسراً ضخماً تكلف وحده أكثر من مليون جنيه، وحذر أساتذة الهندسة المعمارية من خطورته على المبنى. وملحق بالمبنى جراج لم يكتمل تجهيزه، أما من الداخل فتتوسط المبنى كتلة خرسانية مستديرة أسفلها بدروم شديد الإظلام، وتم هدم الحوائط البينية بين الحجرات، وتقشير الجدران الرئيسية وتظهر على الطوب الأحمر منذ سنوات، وتكسير بلاط الأرضيات حتى تحول المبنى إلى خرابة. وقال مصدر بقطاع الفنون التشكيلية إن المشروع شهد تحركاً بسيطاً فى 2009 بإسناده إلى شركة المقاولون العرب وإعلان وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى عن الاستعانة بخبراء لتحويله لمتحف الثورة، والمبنى كان يحتاج 80 مليون جنيه للترميم، الحكومة وفرت جزءًا من المبلغ لا يتجاوز 15 مليون جنيه، والشركة اشتغلت بهذا المبلغ، لكن لم ننجز إلا أقل من ربع الأعمال، منها النسر الحديدى، وقامت الشركة بتجهيز الوصلات الخاصة بجهاز التكييف المركزى وحالياً يجرى العمل على الأساسات وترميم الحوائط نظراً لأن وزارة المالية تصرف لنا بالقطارة من مخصصاتنا، وفقاً له. المشكلة الأكبر والتى ظهرت مؤخراً بعد افتتاح متحف جمال عبدالناصر هى أن أغلب المقتنيات التى كان من المفترض عرضها فى هذا المتحف نقلت إلى متحف جمال عبدالناصر ومنها مقتنياته ووثائق مجلس قيادة الثورة ومحاضر الاجتماعات ووثائق التأميم وصور تجمع جمال عبدالناصر مع زعماء العالم ومجلس قيادة الثورة ولم يتبق لمتحف الثورة سوى الميكروفون الذى أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور فى عام 1973، وصور للرئيس أنور السادات، ومجموعة من التماثيل النصفية للسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات فى مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة فى المدة من 1952 حتى 1960 بمناسبة أعياد الثورة. نقص المقتنيات وضع وزارة الثقافة فى مأزق مما دفع قطاع الفنون التشكيلية للإعلان عن تحويله من متحف لثورة يوليو فقط إلى متحف الثورات المصرية منذ ثورة عرابى وحتى ثورة يناير. بدأ العمل فى المبنى بأمر من الملك فاروق الأول عام 1949، وكان الهدف من إنشائه أن يكون مرسى لليخوت الملكية، وما كاد العمل ينتهى فيه نهاية 1951، حتى نشب حريق القاهرة فى 26 يناير 1952، فظل مغلقاً إلى أن أدركته ثورة 23 يوليو عام 1952، واتخذه مجلس قيادة الثورة مقراً له. وتحول المبنى العريق إلى مجرد «أطلال» تحيط بها الأنقاض. وعلى بعد بضعة أمتار من متحف قيادة الثورة يقع متحف الحضارة والذى تم تغييره إلى متحف الجزيرة، وكأن هذا هو التغيير الأكبر الذى يلحق بالمتحف المغلق منذ ما يقرب من 30 عاماً، ويضم مجموعة رائعة من مقتنيات القصور الملكية يبلغ عددها نحو 4288 قطعة، عُرضة للضياع نتيجة الإهمال الذى أصابه، حيث أغلق أبوابه منذ عام 1987 بهدف تطويره، وأصبح رهين 40 مليون جنيه تضاعفت لتصل 160 مليون جنيه للانتهاء من أعمال تطويره وتحديثه، ومثّل نموذجاً حياً للإهمال الجسيم والكارثة المحققة. «الوطن» حصلت على صور المخازن لتكشف كمّ التخاذل عن متحف لو أُحسن استثماره لخرجت مصر من أزمتها الحالية حيث يحوى المتحف نحو 1300 لوحة لكبار فنانى العالم بعضها يصل للقرن الخامس عشر وكلها لأسماء أشهر فنانى العالم، ومنهم على سبيل المثال هنرى ماتيس بلوحته الشهيرة سيدة شرقية فى مخدعها بنحو 120 مليون دولار، طبقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات وكذلك الفنان روجين دو لاكروا ولوحته زهور والتى يزيد سعرها على 60 مليون جنيه، وتوجد أيضاً لوحات لا تقدر بثمن لكل من بيتر بول روبنز وكلود مانيه وبيكاسو وجون كنستابل بالإضافة لمجموعة من الأيقونات القبطية الأثرية وأعمال الخزف الصينى واليابانى القديم وقطع سامية نادرة، ومن بين المقتنيات سجادة صنعت منها ثلاث قطع فقط على مستوى العالم. جولة سريعة داخل المبنى ستكشف حجم الإهمال واللامبالاة، فبعد الانتقادات التى وُجهت لوزارة الثقافة لم يجد القائمون عليها حلاً سوى رفع الأسوار الحديدية المحيطة بالمبنى إلا أن الوضع داخله لا يزال على ما هو عليه، ركام أسمنتى ومخلفات بناء وأبواب محطمة ومغلقة بقفل «صدئ»، كما أنك تستطيع التجول به دون رقيب ولا حسيب، عقب انهيار منظومته الأمنية، كما ستجد نوافذ بعضها أُغلق بالأسمنت، وأخرى تركت مفتوحة على مصاريعها وأدوات بناء صدئة من قلة العمل، وذلك على الرغم من تعهد وتصريحات وزراء متعاقبين للثقافة بتأكيد بدء العمل فى ترميمه ولكن الواقع يكذبهم. اللوحات داخل المخازن بلا كود، ووسيلة التأمين الوحيدة رقعة ورقية تم تركيبها أعلى الإطار -كما يقول الناقد الفنى مجدى عثمان- مما يعنى سهولة نسخ وتقليد اللوحات، أما قطع الخزف فمحفوظة داخل دواليب. تماثيل نصفية ولوحات للأسرة العلوية وأخرى كانت تزين القصور وقطع أساس جُمعت من القصور الملكية بالإضافة إلى مجموعة نادرة من السجاد الإيرانى جميعها تركت فى مخازن تحميها منظومة أمنية متهالكة كما يقول الناقد الفنى مجدى عثمان، مع غياب الصيانة خاصة لأجهزة التحكم والإنذار بالمتحف أو محطة الكهرباء التابعة له، التقارير الأمنية الأخيرة أكدت أن البوابة المصفحة تُفتح يدوياً بمجرد انقطاع أو فصل التيار الكهربائى، مشيراً إلى أن الكارثة التى تحتاج إلى تدخل وزارى فورى هى عدم صرف نسبة الجهود الشهرية للعاملين الذين يتحملون مسئولية الحفاظ على مقتنيات فنية تجاوز التقدير المالى لها بأكثر من 170 مليار دولار. فى الحادى والعشرين من أغسطس 2010 مُنى متحف محمود خليل بسرقة لوحة «زهرة الخشخاش»، وهى واحدة من أهم لوحات الفنان العالمى فان جوخ وكان غياب المنظومة الأمنية بالمتحف هو المتهم الأكبر ومنذ ذلك الحين والمتحف تحت التطوير. وعلى الرغم من أن قطاع الفنون التشكيلية يلاصق المتحف إلا أن العمل فيه يسير بخطى بطيئة، لا يزال الوضع على ما هو عليه، ويحوى المتحف 308 لوحات و50 تمثالاً، وتعد أغلى لوحة بالمتحف «الحياة والموت» لجوجان والتى تقدر قيمتها بـ80 مليون دولار. وقال الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إنه حرص منذ توليه المسئولية على تسريع العمل فى المتاحف الثلاثة، موضحاً أنه حصل على 25% من الدفعة المستحقة للقطاع لدى وزارة المالية لكل متحف، حيث سيجرى العمل فى «اللاند سكيب» فى متحف محمود خليل وحرمه، والأعمال الإنشائية والترميم فى متحفى الجزيرة ومجلس قيادة الثورة. وعن موعد الانتهاء من تلك المتاحف، قال: يجرى العمل فى الترميمات على مراحل مثلما حدث مع متحف جمال عبدالناصر مؤخراً، ومن الصعب تحديد جدول زمنى، فمن المحتمل أن يتوقف العمل نتيجة تأخر المستخلصات المالية المستحقة للشركات، وهو الأمر الذى عطل العمل فى متحف محمود خليل ومتحف الجزيرة فى وقت سابق. وتابع: أما فيما يتعلق بمخازن متحف الجزيرة فهى مؤمّنة بشكل جيد واللوحات التى تتداول فى المعارض لديها بصمة حيث يتم التأكد من أصالتها عقب عودتها للمتحف. أعمال الترميم بمتحف الجزيرة مستمرة مخازن متحف الجزيرة
الوطن
2016-10-02
كنوز مصر الأثرية من لوحات وتماثيل وقطع فنية، بعضها كان شاهداً على حقب زمنية هى الأهم من تاريخ مصر وبعضها رسمته ريشة فنانى العالم، كل تلك القطع ملقاة فى مخازن بلا حماية تنتظر انتهاء وزارة الثقافة من ترميم ثلاثية المتاحف المصرية «متحف قيادة الثورة ومتحف الحضارة ومتحف محمود خليل» وهى المتاحف التى يجرى العمل على ترميمها منذ عشرات السنين، كل وزير ثقافة يتولى المسئولية يخرج علينا بالتصريح الأشهر «وفرنا التمويل.. والافتتاح خلال أيام» لينقضى العام تلو العام والوضع على ما هو عليه. «قيادة الثورة» بدأ أعمال الترميم منذ 20 عاماً ولا يزال هيكلاً خرسانياً.. و«الجزيرة» أغلق أبوابه منذ عام 1987.. و«محمود خليل» ضحية «زهرة الخشخاش».. وخالد سرور: تسلمنا 25% من المخصصات المالية لتحريك العمل بالمتاحف الثلاثة فمن متحف مجلس قيادة الثورة لمتحف الثورات المصرية، طرأ تغيير وحيد على المتحف الذى ينتظر منذ 20 عاماً انتهاء أعمال الترميم التى لم تبدأ لمتحف شهد صعود نجم «عبدالناصر»، واتخذه مقراً له إبان العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وهو ذاته الذى شهد خروج جنازته مصحوبة بدموع وآهات الأمة العربية فى أكتوبر 1970، التى وُصفت بأنها الأكبر على مر التاريخ. وبعد بقائه فترة طويلة من الزمن فى طىّ النسيان محاطاً بالإهمال، أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك القرار رقم 204 بإنشاء متحف الثورة فى عام 1996، وفى العام نفسه صدر قرار من فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، برقم 422، بضم مبنى مقر مجلس قيادة الثورة لقطاع الفنون التشكيلية، ليتولى إعداده كمتحف لزعماء ثورة يوليو يضم ما بقى من آثارها ووثائقها وذكريات رموزه. داخل المبنى لم يتبق منه سوى هيكل خرسانى يعلوه هيكل معدنى ضخم يقال إنه لنسر رمز الجمهورية المصرية يمثل فى حد ذاته كارثة معمارية حيث يشكل ثقلاً على المبنى بوزنه الذى تجاوز 130 طناً، فيما يتجاوز عمر المبنى 60 عاماً، حيث أمر أحد رؤساء قطاع الفنون التشكيلية بأن يوضع على المبنى هيكل يشكل نسراً ضخماً تكلف وحده أكثر من مليون جنيه، وحذر أساتذة الهندسة المعمارية من خطورته على المبنى. وملحق بالمبنى جراج لم يكتمل تجهيزه، أما من الداخل فتتوسط المبنى كتلة خرسانية مستديرة أسفلها بدروم شديد الإظلام، وتم هدم الحوائط البينية بين الحجرات، وتقشير الجدران الرئيسية وتظهر على الطوب الأحمر منذ سنوات، وتكسير بلاط الأرضيات حتى تحول المبنى إلى خرابة. وقال مصدر بقطاع الفنون التشكيلية إن المشروع شهد تحركاً بسيطاً فى 2009 بإسناده إلى شركة المقاولون العرب وإعلان وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى عن الاستعانة بخبراء لتحويله لمتحف الثورة، والمبنى كان يحتاج 80 مليون جنيه للترميم، الحكومة وفرت جزءًا من المبلغ لا يتجاوز 15 مليون جنيه، والشركة اشتغلت بهذا المبلغ، لكن لم ننجز إلا أقل من ربع الأعمال، منها النسر الحديدى، وقامت الشركة بتجهيز الوصلات الخاصة بجهاز التكييف المركزى وحالياً يجرى العمل على الأساسات وترميم الحوائط نظراً لأن وزارة المالية تصرف لنا بالقطارة من مخصصاتنا، وفقاً له. المشكلة الأكبر والتى ظهرت مؤخراً بعد افتتاح متحف جمال عبدالناصر هى أن أغلب المقتنيات التى كان من المفترض عرضها فى هذا المتحف نقلت إلى متحف جمال عبدالناصر ومنها مقتنياته ووثائق مجلس قيادة الثورة ومحاضر الاجتماعات ووثائق التأميم وصور تجمع جمال عبدالناصر مع زعماء العالم ومجلس قيادة الثورة ولم يتبق لمتحف الثورة سوى الميكروفون الذى أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور فى عام 1973، وصور للرئيس أنور السادات، ومجموعة من التماثيل النصفية للسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات فى مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة فى المدة من 1952 حتى 1960 بمناسبة أعياد الثورة. نقص المقتنيات وضع وزارة الثقافة فى مأزق مما دفع قطاع الفنون التشكيلية للإعلان عن تحويله من متحف لثورة يوليو فقط إلى متحف الثورات المصرية منذ ثورة عرابى وحتى ثورة يناير. بدأ العمل فى المبنى بأمر من الملك فاروق الأول عام 1949، وكان الهدف من إنشائه أن يكون مرسى لليخوت الملكية، وما كاد العمل ينتهى فيه نهاية 1951، حتى نشب حريق القاهرة فى 26 يناير 1952، فظل مغلقاً إلى أن أدركته ثورة 23 يوليو عام 1952، واتخذه مجلس قيادة الثورة مقراً له. وتحول المبنى العريق إلى مجرد «أطلال» تحيط بها الأنقاض. وعلى بعد بضعة أمتار من متحف قيادة الثورة يقع متحف الحضارة والذى تم تغييره إلى متحف الجزيرة، وكأن هذا هو التغيير الأكبر الذى يلحق بالمتحف المغلق منذ ما يقرب من 30 عاماً، ويضم مجموعة رائعة من مقتنيات القصور الملكية يبلغ عددها نحو 4288 قطعة، عُرضة للضياع نتيجة الإهمال الذى أصابه، حيث أغلق أبوابه منذ عام 1987 بهدف تطويره، وأصبح رهين 40 مليون جنيه تضاعفت لتصل 160 مليون جنيه للانتهاء من أعمال تطويره وتحديثه، ومثّل نموذجاً حياً للإهمال الجسيم والكارثة المحققة. «الوطن» حصلت على صور المخازن لتكشف كمّ التخاذل عن متحف لو أُحسن استثماره لخرجت مصر من أزمتها الحالية حيث يحوى المتحف نحو 1300 لوحة لكبار فنانى العالم بعضها يصل للقرن الخامس عشر وكلها لأسماء أشهر فنانى العالم، ومنهم على سبيل المثال هنرى ماتيس بلوحته الشهيرة سيدة شرقية فى مخدعها بنحو 120 مليون دولار، طبقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات وكذلك الفنان روجين دو لاكروا ولوحته زهور والتى يزيد سعرها على 60 مليون جنيه، وتوجد أيضاً لوحات لا تقدر بثمن لكل من بيتر بول روبنز وكلود مانيه وبيكاسو وجون كنستابل بالإضافة لمجموعة من الأيقونات القبطية الأثرية وأعمال الخزف الصينى واليابانى القديم وقطع سامية نادرة، ومن بين المقتنيات سجادة صنعت منها ثلاث قطع فقط على مستوى العالم. جولة سريعة داخل المبنى ستكشف حجم الإهمال واللامبالاة، فبعد الانتقادات التى وُجهت لوزارة الثقافة لم يجد القائمون عليها حلاً سوى رفع الأسوار الحديدية المحيطة بالمبنى إلا أن الوضع داخله لا يزال على ما هو عليه، ركام أسمنتى ومخلفات بناء وأبواب محطمة ومغلقة بقفل «صدئ»، كما أنك تستطيع التجول به دون رقيب ولا حسيب، عقب انهيار منظومته الأمنية، كما ستجد نوافذ بعضها أُغلق بالأسمنت، وأخرى تركت مفتوحة على مصاريعها وأدوات بناء صدئة من قلة العمل، وذلك على الرغم من تعهد وتصريحات وزراء متعاقبين للثقافة بتأكيد بدء العمل فى ترميمه ولكن الواقع يكذبهم. اللوحات داخل المخازن بلا كود، ووسيلة التأمين الوحيدة رقعة ورقية تم تركيبها أعلى الإطار -كما يقول الناقد الفنى مجدى عثمان- مما يعنى سهولة نسخ وتقليد اللوحات، أما قطع الخزف فمحفوظة داخل دواليب. تماثيل نصفية ولوحات للأسرة العلوية وأخرى كانت تزين القصور وقطع أساس جُمعت من القصور الملكية بالإضافة إلى مجموعة نادرة من السجاد الإيرانى جميعها تركت فى مخازن تحميها منظومة أمنية متهالكة كما يقول الناقد الفنى مجدى عثمان، مع غياب الصيانة خاصة لأجهزة التحكم والإنذار بالمتحف أو محطة الكهرباء التابعة له، التقارير الأمنية الأخيرة أكدت أن البوابة المصفحة تُفتح يدوياً بمجرد انقطاع أو فصل التيار الكهربائى، مشيراً إلى أن الكارثة التى تحتاج إلى تدخل وزارى فورى هى عدم صرف نسبة الجهود الشهرية للعاملين الذين يتحملون مسئولية الحفاظ على مقتنيات فنية تجاوز التقدير المالى لها بأكثر من 170 مليار دولار. فى الحادى والعشرين من أغسطس 2010 مُنى متحف محمود خليل بسرقة لوحة «زهرة الخشخاش»، وهى واحدة من أهم لوحات الفنان العالمى فان جوخ وكان غياب المنظومة الأمنية بالمتحف هو المتهم الأكبر ومنذ ذلك الحين والمتحف تحت التطوير. وعلى الرغم من أن قطاع الفنون التشكيلية يلاصق المتحف إلا أن العمل فيه يسير بخطى بطيئة، لا يزال الوضع على ما هو عليه، ويحوى المتحف 308 لوحات و50 تمثالاً، وتعد أغلى لوحة بالمتحف «الحياة والموت» لجوجان والتى تقدر قيمتها بـ80 مليون دولار. وقال الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إنه حرص منذ توليه المسئولية على تسريع العمل فى المتاحف الثلاثة، موضحاً أنه حصل على 25% من الدفعة المستحقة للقطاع لدى وزارة المالية لكل متحف، حيث سيجرى العمل فى «اللاند سكيب» فى متحف محمود خليل وحرمه، والأعمال الإنشائية والترميم فى متحفى الجزيرة ومجلس قيادة الثورة. وعن موعد الانتهاء من تلك المتاحف، قال: يجرى العمل فى الترميمات على مراحل مثلما حدث مع متحف جمال عبدالناصر مؤخراً، ومن الصعب تحديد جدول زمنى، فمن المحتمل أن يتوقف العمل نتيجة تأخر المستخلصات المالية المستحقة للشركات، وهو الأمر الذى عطل العمل فى متحف محمود خليل ومتحف الجزيرة فى وقت سابق. وتابع: أما فيما يتعلق بمخازن متحف الجزيرة فهى مؤمّنة بشكل جيد واللوحات التى تتداول فى المعارض لديها بصمة حيث يتم التأكد من أصالتها عقب عودتها للمتحف. أعمال الترميم بمتحف الجزيرة مستمرة مخازن متحف الجزيرة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2019-05-24
افتتح المتحف فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1957 ليوثق طرق الرى القديمة ويؤرشف وثائق بناء السد العالى، الذى تزامن مع قيام ثورة يوليو، لذلك أطلقت عليه الدولة متحف الثورة، وفى عام 2006 بدأت منظومة الإحلال والتجديد والتطوير لمتحف الثورة على أحدث طراز معمارى وتقنى واستحداث قاعة عرض سينمائى مطورة ومسرح خلفى ونافورات ومجارٍ مائية تكسوها الخضرة، حيث تم افتتاحه بعد التجديد والتطوير فى نوفمبر 2011. وقالت أميرة حسين نصار، مرشدة بمتحف «الثورة»، التابع لوزارة الموارد المائية والرى، إن المتحف يعتبر كياناً حضارياً فريداً من نوعه، فهو يحتوى على أدوات الرى التى تعبر عن الحضارة المصرية فى أبهى عصورها وتحكى تاريخ مدرسة الرى المصرية وترصد الإبداع المصرى العظيم الذى تحكم فى مياه النيل وروض النهر الخالد للاستفادة منه بصفته شريان الحياة الوحيد لمصر. أضافت، لـ«الوطن»، أن المتحف أنشئ بعد إنشاء قناطر الدلتا الجديدة والقناطر الأخرى المقامة على النيل، حيث تقرر تدشين متحف جديد لأعمال الرى أطلق عليه متحف الثورة، وافتتحه المهندس أحمد عبده الشرباصى، وزير الرى، عام 1957، وفى عام 2006 بدأت منظومة الإحلال والتجديد والتطوير لمتحف الثورة على أحدث طراز معمارى وتقنى واستحداث قاعة عرض سينمائى مطورة ومسرح خلفى ونافورات ومجارٍ مائية تكسوها الخضرة، حيث تم افتتاحه بعد التجديد والتطوير فى نوفمبر عام 2011. وأوضحت «نصار» أن المتحف يحتوى على مجسمات ثابتة ومتحركة لأنظمة الرى المختلفة مثل الشادوف، الذى كان يستخدمه المصرى القديم فى رفع المياه من النيل إلى الأرض الزراعية، ما أدى لتطوير الحياة الزراعية والرغبة فى زراعة عدد أكبر من الأراضى تم الاتجاه إلى ابتكار جديد فى حينها وهو «الطنبور» الذى يتكون من أنبوب حلزونى توضع جهة منه فى المياه والجهة الأخرى تسحب لها المياه مع تدوير الأنبوب لرفع كمية أكثر من المياه. وتابعت: «بعد ذلك تمت الاستعانة بالحيوان لمساعدة المزارع فى رفع المياه، وهو ما تمثله الساقية التى تدار بواسطة الماشية وهو ما ساعد فى التوسع فى زراعة عدد كبير من الأراضى، وبسبب زيادة التعداد السكانى والرغبة فى التوسع بالزراعة واستصلاح الصحراء ولكن كانت هناك عقبة وهى ارتفاع أراضى الصحراء عن مستوى النيل ولذلك تم استخدام عائمة وهى عبارة عن مركب صغير به طلمبات تقوم برفع المياه من النيل إلى طنبور حتى يوصل المياه إلى الأرض، وبعد ذلك تم استخدام أحدث وأكثر الطرق توفيراً للمياه، وهى الرى بالرش والتنقيط فى صورته الحديثة الحالية». من جانبها، قالت رنا هانى عبدالحميد، مرشدة بمتحف الثورة، إن المتحف يحتوى على مكتب خاص بـ«على باشا مبارك» وهو مكتب له قيمة تاريخية وجمالية كبيرة. وأشارت إلى وجود باب سرى يمثل مكتبة من الخارج ومن الداخل هو ممر سرى، حيث تحتوى المكتبة على بعض الكتب القديمة التى تتحدث عن النيل والمياه، وكذلك وجود عدد من الصور القديمة لبناء السد العالى وخزان أسوان وللعمال الذين شاركوا فى هذا العمل، وكذلك وجود مجسم كبير ومتحرك للقناطر الخيرية الجديدة والقديمة بكل تفاصيلها من الهاويس والكوبرى المتحرك وبوابات دخول المياه والتحكم فى تدفقها والأبراج التى كانت تستخدم فى حماية البوابات. وأضافت «عبدالحميد» أنه يوجد بالمتحف عدد كبير من اللوحات التى قام برسمها فنانون تشكيليون ورسامون والتى تبين رؤية كل فنان ونظرته للقناطر الخيرية، وتوضح العنصر الجمالى بها بريشة كل فنان وبنظرة فنية مختلفة. ولفتت إلى وجود تمثال لـ«أمنحوتب»، ويعتبر أول وزير رى فى عهد الفراعنة، وأنه مكتشف فكرة عمل مجارٍ جانبية وروافد وترع للنيل، وكذلك وجود مجسم لمركب الشمس الذى كان يستخدم للترحال فى عهد القدماء المصريين، وكذلك مجموعة من الطوابع القديمة والعملات وبعض الخرائط القديمة لمصر وللقناطر الخيرية. وتابعت: «كما يضم المتحف لوحة فنية كبيرة مجسمة تعبر عن تحالف قوى الشعب فى الوطن الواحد وأهمية قيام كل فرد بواجبه لزيادة الإنتاج». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2016-03-15
افتتح الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري، يرافقه الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية وقيادات الوزارة والمحافظة المعرض السنوي لزهور الربيع بالحديقة النموذجية بالقناطر الخيرية والذي يقام هذا الموسم تحت شعار "مصر أم الدنيا". وقال مغازي، في تصريحات منه، إن هذا المعرض يأتي في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تطوير وتجميل منطقة القناطر الخيرية والتي تتمتع بجمال الطبيعة، وانتشار الحدائق والمساحات الخضراء بأشجارها النادرة وزهورها المميزة على مساحة 180 فدان حول نهر النيل. وأشار الوزير، إلى أن معرض الزهور لربيع عام 2016 يعد بمثابة لوحة فنية وجمالية تضم أكثر من 30 ألف زهرة من الأنواع العالمية بمختلف الألوان المبهرة والأشكال المتناسقة، وفي مقدمتها زهرة السناريا وغيرها من الزهور والورود الطبيعية التي تزخر بها الحدائق المصرية مثل البيجونيا والبرميولا والفريزيا والأكسالزا والتي كتبت بها شعار المعرض "مصر أم الدنيا". جدير بالذكر، أن المعرض يضم العديد من نباتات التنسيق الداخلي بالصوبة الزجاجية وصوب الأمهات والتى تزيد عن 200 نوع والمعرض الدائم للصبارات بأنواعها المختلفة، والتى تزيد عن 200 نوع حيث سيشهد المعرض إقبالا ملحوظا من مختلف فئات المجتمع والمصطافين كما يتم بيع المعروضات بأسعار رمزية، بالإضافة إلى باقي الأصناف بالمشتل الإنتاجي ومختلف أنواع بذور الحوليات. تتضمن الزيارة توجه الوزير لتفقد متحفى الثورة وعلوم المياه الذين شيدا على أحدث طراز معماري بمنطقة القناطر الخيرية، ويعتبر متحف الثورة كيان حضاري فريد يحتوي على العديد من المعالم الأثرية في مجال الموارد المائية والري، والتي تحكي تاريخ مدرسة الري المصرية عبر العصور، فضلا عن صالات العرض المتطورة ومختلف النماذج الطبيعية والمجسمة والمصورة، والتي تعكس مسيرة الإدارة المائية والمشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الوزارة وكذلك متحف الطفل لعلوم المياه الذي يتم فيه الاستعانة بالتقنيات الحديثة والمتطورة. وأكد أن دخول المتحفين بأسعار رمزية للطلبة، ما يجعلهما من المتاحف التفاعلية والترفيهية التي تحث الطفل على الاستكشاف والابتكار وتكسبه القدرة على الإبداع، حيث تتواصل الجهود لصيانة المتحفين بصفة مستمرة من صيانة نافورات المياه الخارجية وصيانة كاميرات المراقبة، وتنظيف البحيرات المائية ودهان جميع أعمدة الإنارة، وبلغت أعداد الزائرين منذ بداية العام الدراسي الحالي حوالي 2400 زائر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-07-25
قال وائل أبو الليل أحد مؤسسى متحف الثورة بميدان التحرير، إنه سيتم تنظيم "سومبوزيوم ميدان التحرير" غدا الجمعة لتكون المنطقة بداية من المتحف وحتى شارع محمد محمود ميدانا مفتوحًا. وأضاف أبو الليل لـ"اليوم السابع" نأمل من الحكومة أن تراعى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لجعل ميدان التحرير كميادين أوروبا، بحيث تكون سرعة السيارات لا تتجاوز 30 كيلو مترا حتى يتثنى للمارة والمصورين التقاط الصور ورؤية تاريخ الثورة عبر مراحلها المختلفة. وأضاف محمد كمال أحد مؤسسى متحف الثورة أنهم يقومون الآن بإعادة هيكلة المتحف، حيث ضموا صورا للشهيد سالم مديح الذى أصيب يوم 5 يوليو الماضى على كوبرى 6 أكتوبر بطلق نارى فى الصدر من قبل مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى وتوفى يوم 13 يوليو، وكذلك عمرو عبد الحميد سلامة الذى استشهد فى اشتباكات قصر النيل الأخيرة بطلق نارى فى الصدر من قبل مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، وهما من مؤسسى متحف الثورة. وأضاف كمال لـ"اليوم السابع" كما قمنا بتركيب "بروجيكتور" داخل المتحف لعرض فيديوهات وصور لسالم وعمرو وعدد من شباب الثورة وأحداث الاتحادية و6 أكتوبر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: