كمصر
في خطوة ليست مفاجئة، قررت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي في اجتماعها الاستثنائي تحرير سعر صرف الجنيه بغرض القضاء على السوق السوداء.الإجراء سبقه عدة قرارات من شأنها كبح جماح معدلات التضخم المتصاعدة التي أثرت على أسعار السلع والخدمات الأساسية وأرهقت كاهل المواطنين، حيث عانت مصر من أزمة حادة في النقد الأجنبي منذ مارس 2022، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن التداعيات المتبقية من أزمة كورونا، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة وانعكست على معظم اقتصادات دولها، ما دفع التضخم في مصر إلى مستويات قياسية.أول هذه القرارات كان رفع سعر الفائدة بواقع 600 نقطة أساس بهدف استقطاب السيولة لدى القطاع العائلي لتقليل المعروض النقدي، وهو إجراء اقتصادي كلاسيكي تلجأ إليه الحكومات عندما تنفلت معدلات التضخم، وتخرج الأسعار عن السيطرة.جزء لا بأس به من التضخم في مصر يطلق عليه اسم "التضخم المستورد"، الناجم عن الضغوط التضخمية العالمية تزامنًا مع تعرض الاقتصاد العالمي لصدمات متتالية. وفي الدول التي تستورد معظم حاجياتها من الخارج كمصر، يدخل معدل التضخم في دولة المنشأ ضمن حساب تكاليف السلع والمنتجات المستوردة منها مما يرفع أسعارها. وهذا النوع يطلق عليه اسم "تضخم التكلفة".لم يكن أمام صانع القرار المصري إلا اللجوء إلى قرارات عاجلة للسيطرة على الموقف في الوقت الراهن، مع عدم الخوض في الحديث عن السياسات المتوقعة على المدى البعيد باعتبارها تتوقف على عوامل عدة لا تقتصر على السياسات الاقتصادية وحدها.في تعليق رئيس مجلس الوزراء على إجراءات البنك المركزي، قال إن هذه القرارات تأتي في إطار مواصلة جهود التحول نحو إطار مرن لاستهداف التضخم، مع السماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقًا لآليات السوق بهدف توحيد سعر الصرف، وهو إجراء بالغ الأهمية يسهم في القضاء على الطلب المتراكم على النقد الأجنبي.الرجل بدوره كرئيس للوزراء ومسئول عن صياغة السياسات الاقتصادية، تعهد باستمرار الحكومة في سياسات ترشيد الإنفاق خلال هذه المرحلة؛ بما يسهم في تخطي التحديات الاقتصادية التي تتسم بها هذه الفترة.ترشيد الإنفاق الحكومي هو أحد الإجراءات الانكماشية التي تلجأ إليه الحكومات في حالات ارتفاع معدلات التضخم. والإنفاق الحكومي في حد ذاته ينقسم إلى استهلاكي لا ينُتظر من ورائه عائدات، واستثماري في المشروعات الإنتاجية والبنية التحتية وغيرها ويدخل ضمن خطة الدولة التنموية طويلة الأجل، وعليه فإن الإنفاق المقصود في خطاب رئيس الوزراء هو الإنفاق الاستهلاكي.هدف الدولة من وراء تلك الإجراءات يتمحور حول خفض معدلات التضخم، وضبط الدين العام والانتقال به إلى مسار نزولي بالتزامن مع الاستمرار في إجراءات برنامج الإصلاحات الهيكلية الذي يركز على دفع القطاعات الإنتاجية (الصناعة والزراعة والتعدين وغيرها.في بيان البنك المركزي الذي أعلن فيه قراراته، شدد على أن توحيد سعر الصرف هو إجراء ضروري لإغلاق الفجوة بين سعر صرف في السوق الرسمية والموازية، حيث سيسهم القرار في تحجيم التقلبات السعرية الحادة لأغلب السلع والخدمات، بعدما عانت السوق المحلية منذ العام الماضي من ظاهرة "الدولرة" التي تعني حيازة الدولار كمخزن للقيمة، إضافة إلى تسعير السلع بالدولار غير الرسمي، ما تسبب في زيادة معدلات التضخم.بحسب الاقتصاديين، فإن معامل الخطر الوحيد في هذه القرارات يكمن في عدم امتلاك البنك المركزي السيولة الدولارية الكافية لمستلزمات الاستيراد، وهو ما يفسر سبب تأجيل تلك القرارات لما بعد إتمام صفقة "رأس الحكمة"، وانتظار تحول كامل الدفعة الأولى من قيمة الصفقة إلى خزائن البنك المركزي.الارتفاعات اللحظية في سعر الدولار بالبنوك بمجرد إعلان القرارات لم تكن مفاجئة، حيث توقع الاقتصاديون أن يتحرك سعر الدولار بعد التعويم ما بين 48 و50 جنيها، على أن يتراجع فيما بعد إلى مستويات 42 قبل أن يستقر لاحقا عند مستويات 36 جنيها للدولار.من ضمن الأعراض الجانبية المتوقعة للإجراءات، تأتي التلقبات الحادة في سعر الجنيه لمدة لا تقل عن أسبوع، وهو أحد الأعراض الطبيعية المصاحبة لقرار تحرير سعر العملة في أي بلد، ما يستلزم تحرك الحكومة وأذرعها الإعلامية فورا لتوضيح طبيعة تلك التقلبات المؤقتة وطمأنة الأسواق والمواطنين على حد سواء.توجه البنك المركزي لسعر صرف مرن قائم على آليات العرض والطلب يوضح إلى حد ما طبيعة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يستهدف بشكل رئيسي حل مشكلة العملة الصعبة نهائيا، وإتاحتها من خلال القطاع المصرفي فقط ما يسهم في استقرار الأسواق والقضاء على عشوائية التسعير.تحرير أو توحيد سعر الصرف من شأنه أن يساعد في سرعة الإفراج عن البضائع المكدسة في الموانئ وخاصة مستلزمات الإنتاج، فضلا عن الإسراع بفتح الاعتمادات المستندية للشحنات الجديدة، بما يعطي جرعة إفاقة لقطاعات الاقتصاد المتكلسة بسبب شُح الدولار.تأسيسا على هذه الحقيقة، وبمجرد إعلان قرارات البنك المركزي، أعلن رئيس الوزراء أنه سيشرف بدءا من الغد على عمليات الإفراج عن السلع والبضائع في الموانئ المصرية لعدة أشهر بسبب نقص العملة الأجنبية، مع إعطاء الأولوية للمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الإنتاج.لم تكن الحكومة قادرة على اتخاذ قرار الإفراج عن البضائع دون سيولة دولارية كافية، وهو ما يشير مرة أخرى إلى أهمية صفقة "رأس الحكمة".الإفراج عن البضائع، وخصوصا المواد الغذائية سيسهم في تقليل أسعارها مع حلول شهر رمضان المبارك الذي دائما ما يشهد زيادة معدلات إنفاق الأسرة المصرية على الغذاء، كما أنه سيؤدي إلى تهدئة الأسواق نظرا لزيادة المعروض.يبقى أن تشدد السلطات المعنية الرقابة على الأسواق الفترة المقبلة خاصة بعد تحديد سعر استرشادي لسبع سلع أساسية، مع عدم السماح بأنشطة المضاربة والدولرة مرة أخرى لعدم العودة إلى ظاهرة السوق السوداء واختلال نظم التسعير.من الإجراءات المهمة التي ينبغي على الحكومة الإسراع في تطبيقها، هو البحث عن آلية لجذب تحويلات المصريين في الخارج عبر القطاع المصرفي الرسمي، باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل الدولاري للدولة المصرية إلى جانب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.ما يشير إلى ارتباط بنود برنامج الإصلاح الاقتصادي ببعضها البعض، أن مصدرا رفيع المستوى أعلن اقتراب إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد نجاح الحكومة في تحقيق أهم مطالبه بتحرير سعر الصرف، والشروع في برنامج الطروحات العامة.توقيع الاتفاق مع الصندوق من شأنه تعزيز الثقة في الإجراءات المتبعة، بما يؤدي إلى وضع الاقتصاد المصري مرة أخرى على خريطة الأسواق المالية الدولية بعد عزوف رؤوس الأموال عن الاستثمار في مشتقات الجنيه بسبب اختلال سعر الصرف.هذه الفرضية يرجحها ارتفاع اسعار السندات المصرية في الأسواق العالمية فورا بمجرد إعلان قرارات البنك المركزي.ينبغي الآن على الحكومة مراجعة فاتورة وارادتنا السلعية ووقف استيراد الأشياء غير الضرورية. بعبارة أوضح عدم السماح باستيراد إلا الأشياء التي لا غنى عنها كالغذاء والطاقة ومستلزمات الإنتاج وعدم التوسع في الإنفاق الدولاري حاليا لحين عودة التوازن إلى سعر الصرف.
الدستور
2024-03-06
في خطوة ليست مفاجئة، قررت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي في اجتماعها الاستثنائي تحرير سعر صرف الجنيه بغرض القضاء على السوق السوداء.الإجراء سبقه عدة قرارات من شأنها كبح جماح معدلات التضخم المتصاعدة التي أثرت على أسعار السلع والخدمات الأساسية وأرهقت كاهل المواطنين، حيث عانت مصر من أزمة حادة في النقد الأجنبي منذ مارس 2022، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن التداعيات المتبقية من أزمة كورونا، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة وانعكست على معظم اقتصادات دولها، ما دفع التضخم في مصر إلى مستويات قياسية.أول هذه القرارات كان رفع سعر الفائدة بواقع 600 نقطة أساس بهدف استقطاب السيولة لدى القطاع العائلي لتقليل المعروض النقدي، وهو إجراء اقتصادي كلاسيكي تلجأ إليه الحكومات عندما تنفلت معدلات التضخم، وتخرج الأسعار عن السيطرة.جزء لا بأس به من التضخم في مصر يطلق عليه اسم "التضخم المستورد"، الناجم عن الضغوط التضخمية العالمية تزامنًا مع تعرض الاقتصاد العالمي لصدمات متتالية. وفي الدول التي تستورد معظم حاجياتها من الخارج كمصر، يدخل معدل التضخم في دولة المنشأ ضمن حساب تكاليف السلع والمنتجات المستوردة منها مما يرفع أسعارها. وهذا النوع يطلق عليه اسم "تضخم التكلفة".لم يكن أمام صانع القرار المصري إلا اللجوء إلى قرارات عاجلة للسيطرة على الموقف في الوقت الراهن، مع عدم الخوض في الحديث عن السياسات المتوقعة على المدى البعيد باعتبارها تتوقف على عوامل عدة لا تقتصر على السياسات الاقتصادية وحدها.في تعليق رئيس مجلس الوزراء على إجراءات البنك المركزي، قال إن هذه القرارات تأتي في إطار مواصلة جهود التحول نحو إطار مرن لاستهداف التضخم، مع السماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقًا لآليات السوق بهدف توحيد سعر الصرف، وهو إجراء بالغ الأهمية يسهم في القضاء على الطلب المتراكم على النقد الأجنبي.الرجل بدوره كرئيس للوزراء ومسئول عن صياغة السياسات الاقتصادية، تعهد باستمرار الحكومة في سياسات ترشيد الإنفاق خلال هذه المرحلة؛ بما يسهم في تخطي التحديات الاقتصادية التي تتسم بها هذه الفترة.ترشيد الإنفاق الحكومي هو أحد الإجراءات الانكماشية التي تلجأ إليه الحكومات في حالات ارتفاع معدلات التضخم. والإنفاق الحكومي في حد ذاته ينقسم إلى استهلاكي لا ينُتظر من ورائه عائدات، واستثماري في المشروعات الإنتاجية والبنية التحتية وغيرها ويدخل ضمن خطة الدولة التنموية طويلة الأجل، وعليه فإن الإنفاق المقصود في خطاب رئيس الوزراء هو الإنفاق الاستهلاكي.هدف الدولة من وراء تلك الإجراءات يتمحور حول خفض معدلات التضخم، وضبط الدين العام والانتقال به إلى مسار نزولي بالتزامن مع الاستمرار في إجراءات برنامج الإصلاحات الهيكلية الذي يركز على دفع القطاعات الإنتاجية (الصناعة والزراعة والتعدين وغيرها.في بيان البنك المركزي الذي أعلن فيه قراراته، شدد على أن توحيد سعر الصرف هو إجراء ضروري لإغلاق الفجوة بين سعر صرف في السوق الرسمية والموازية، حيث سيسهم القرار في تحجيم التقلبات السعرية الحادة لأغلب السلع والخدمات، بعدما عانت السوق المحلية منذ العام الماضي من ظاهرة "الدولرة" التي تعني حيازة الدولار كمخزن للقيمة، إضافة إلى تسعير السلع بالدولار غير الرسمي، ما تسبب في زيادة معدلات التضخم.بحسب الاقتصاديين، فإن معامل الخطر الوحيد في هذه القرارات يكمن في عدم امتلاك البنك المركزي السيولة الدولارية الكافية لمستلزمات الاستيراد، وهو ما يفسر سبب تأجيل تلك القرارات لما بعد إتمام صفقة "رأس الحكمة"، وانتظار تحول كامل الدفعة الأولى من قيمة الصفقة إلى خزائن البنك المركزي.الارتفاعات اللحظية في سعر الدولار بالبنوك بمجرد إعلان القرارات لم تكن مفاجئة، حيث توقع الاقتصاديون أن يتحرك سعر الدولار بعد التعويم ما بين 48 و50 جنيها، على أن يتراجع فيما بعد إلى مستويات 42 قبل أن يستقر لاحقا عند مستويات 36 جنيها للدولار.من ضمن الأعراض الجانبية المتوقعة للإجراءات، تأتي التلقبات الحادة في سعر الجنيه لمدة لا تقل عن أسبوع، وهو أحد الأعراض الطبيعية المصاحبة لقرار تحرير سعر العملة في أي بلد، ما يستلزم تحرك الحكومة وأذرعها الإعلامية فورا لتوضيح طبيعة تلك التقلبات المؤقتة وطمأنة الأسواق والمواطنين على حد سواء.توجه البنك المركزي لسعر صرف مرن قائم على آليات العرض والطلب يوضح إلى حد ما طبيعة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يستهدف بشكل رئيسي حل مشكلة العملة الصعبة نهائيا، وإتاحتها من خلال القطاع المصرفي فقط ما يسهم في استقرار الأسواق والقضاء على عشوائية التسعير.تحرير أو توحيد سعر الصرف من شأنه أن يساعد في سرعة الإفراج عن البضائع المكدسة في الموانئ وخاصة مستلزمات الإنتاج، فضلا عن الإسراع بفتح الاعتمادات المستندية للشحنات الجديدة، بما يعطي جرعة إفاقة لقطاعات الاقتصاد المتكلسة بسبب شُح الدولار.تأسيسا على هذه الحقيقة، وبمجرد إعلان قرارات البنك المركزي، أعلن رئيس الوزراء أنه سيشرف بدءا من الغد على عمليات الإفراج عن السلع والبضائع في الموانئ المصرية لعدة أشهر بسبب نقص العملة الأجنبية، مع إعطاء الأولوية للمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الإنتاج.لم تكن الحكومة قادرة على اتخاذ قرار الإفراج عن البضائع دون سيولة دولارية كافية، وهو ما يشير مرة أخرى إلى أهمية صفقة "رأس الحكمة".الإفراج عن البضائع، وخصوصا المواد الغذائية سيسهم في تقليل أسعارها مع حلول شهر رمضان المبارك الذي دائما ما يشهد زيادة معدلات إنفاق الأسرة المصرية على الغذاء، كما أنه سيؤدي إلى تهدئة الأسواق نظرا لزيادة المعروض.يبقى أن تشدد السلطات المعنية الرقابة على الأسواق الفترة المقبلة خاصة بعد تحديد سعر استرشادي لسبع سلع أساسية، مع عدم السماح بأنشطة المضاربة والدولرة مرة أخرى لعدم العودة إلى ظاهرة السوق السوداء واختلال نظم التسعير.من الإجراءات المهمة التي ينبغي على الحكومة الإسراع في تطبيقها، هو البحث عن آلية لجذب تحويلات المصريين في الخارج عبر القطاع المصرفي الرسمي، باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل الدولاري للدولة المصرية إلى جانب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.ما يشير إلى ارتباط بنود برنامج الإصلاح الاقتصادي ببعضها البعض، أن مصدرا رفيع المستوى أعلن اقتراب إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد نجاح الحكومة في تحقيق أهم مطالبه بتحرير سعر الصرف، والشروع في برنامج الطروحات العامة.توقيع الاتفاق مع الصندوق من شأنه تعزيز الثقة في الإجراءات المتبعة، بما يؤدي إلى وضع الاقتصاد المصري مرة أخرى على خريطة الأسواق المالية الدولية بعد عزوف رؤوس الأموال عن الاستثمار في مشتقات الجنيه بسبب اختلال سعر الصرف.هذه الفرضية يرجحها ارتفاع اسعار السندات المصرية في الأسواق العالمية فورا بمجرد إعلان قرارات البنك المركزي.ينبغي الآن على الحكومة مراجعة فاتورة وارادتنا السلعية ووقف استيراد الأشياء غير الضرورية. بعبارة أوضح عدم السماح باستيراد إلا الأشياء التي لا غنى عنها كالغذاء والطاقة ومستلزمات الإنتاج وعدم التوسع في الإنفاق الدولاري حاليا لحين عودة التوازن إلى سعر الصرف. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2019-04-06
حديث الطعام ممتع، يوقظ كل الحواس، يصبح للتاريخ لون وطعم ورائحة. طباخون وملوك. عروش ذهبت ومعها من معها. وفي كل مرة تتبدل الأمزجة والمذاقات. ويفرض الأقوى سياسيا نوعية الأطباق التي تقدم داخل القصور، وفقا لأصوله وثقافته. ثم يصل التغيير إلى أكل العامة أيضا، فيتم إجراء التعديلات اللازمة على ما هو دخيل على البلد، ويظهر مثلا الكشري القادم أساسا من الهند أو المكرونة باشميل على طريقة اليونان أو الطليان، وتندثر أصناف أخرى لأن أصحابها لم تعد لهم الكلمة العليا. عند حضوري لندوة في المركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة مساء الثلاثاء الماضي، بعنوان "موائد ودبلوماسية وجغرافية سياسية"، في إطار احتفال المركز بأسبوع فن الطبخ الثاني، ظلت الحكايات تطاردني، كلما ذكر أحد المتحدثين تفصيلة تخص تاريخ العثمانيين أو موائد المماليك أو المأدبة الفخمة التي أقيمت في مدينة الإسماعيلية بمناسبة افتتاح قناة السويس يوم 18 نوفمبر، قبل مائة وخمسين عاما. تصدر قائمة الأصناف الأوروبية التي قدمت ليلتها على العشاء "طبق أسماك البحرين" أما السلطات فكان على رأسها "سلطة جمبري السويس بالبقلة أو الجرجير"، وتوالت خمسة مجموعات من الأطعمة التي قدمت تباعا، لتؤكد للحضور حجم ومكانة ورقي الدولة المضيفة، التي استوردت بعض لوازم هذه المأدبة خصيصا من الخارج، وقامت بتحضيرها في قصور الأسرة العلوية. أراد الخديوي أن يصل برسالته لحكام العالم، عملا بقول تاليران، ثعلب السياسة والدبلوماسية الفرنسية أيام نابليون الأول، حين وصف الطباخ الماهر بأنه "خير معين للدبلوماسي"، إذ تمكن هذا الأخير من تحقيق العديد من الإنجازات في مجال التفاوض على طاولات الطعام التي أقامها بمساعدة طاهيه الخاص ماري- أنطوان كارم.***ربما لم تعرف فنون الطهي "ثورات" بالمفهوم السياسي للكلمة، لكنها ارتبطت عن كثب بالتطورات السياسية في المناطق الجغرافية المختلفة، وبالتالي كنا نشهد تغيرات طويلة المدى في مجال الطبخ كل ثلاثين سنة تقريبا، على حد ملاحظة بعض أشهر الطهاة، فما يميز هذا الفن تحديدا هو قدرته الهائلة على التوافق والتكيف والتماهي مع الزمن. بلد كمصر مثلا بخليطها المدهش من الأعراق والأجناس، مر بها ما مر، ودقت على رأسها كل هذه الطبول، فتحولت من المطبخ الفرعوني إلى المطبخ العباسي والأندلسي في عهد الفاطميين إلى المطبخ المملوكي الذي كان ثريا على ما يبدو من كتابات العصر، مثل ما نسب للمؤرخ والأديب خليل بن شاه الظاهري الذي عدد خمسين صنفا من الطعام كان يقدم على مآدب السلاطين، كذلك نشرت الباحثة الأمريكية العراقية في مجال الاجتماع والأنثروبولوجيا، نوال نصر الله، قبل حوالي السنة، ترجمتها الإنجليزية لمخطوطة مصرية ترجع للقرن الرابع عشر الميلادي، لمؤلف مجهول، بعنوان "كنز الفوائد في تنويع الموائد"، تتناول وصفات من الحلو والحامض والمقلي والمشوي وخلافه ووصايا للطهاة ونصائح لصنع المشروبات والمخللات وحفظ الأطعمة، إلى ما غير ذلك. هذا المطبخ المملوكي الثري تم محوه مع قدوم العثمانيين، وحل المطبخ التركي مكانه وشاع وانتشر. وهو مطبخ معروف بحفاظه على طابعه الخاص، تتوارثه الأجيال من أسرة لأسرة، ولا يعتمد ازدهاره بالأساس على المطاعم والموائد الملكية، كما المطبخ الفرنسي مثلا، فتركيا لم تعرف المطاعم بشكل واسع سوى في الثلاثين سنة الأخيرة، على حد تعبير أحد المتحدثين في ندوة المركز الفرنسي، الأكاديميى بيير رافار، المتخصص في الجغرافيا السياسية للطبخ والذي يحاضر في جامعة إزمير. ***يطغى مطبخ على آخر، لكن من عهد لعهد كانت الأواني والقدور رمزا لسلطة الحاكم القادر على إطعام الرعية والضيوف. تنامى دور الطهاة داخل القصور، خوفا من المؤامرات ولكن أيضا بسبب الرغبة في التميز، ومن بين هؤلاء كان الحاج على، طباخ السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وثق فيه هذا الأخير وأجزل له العطاء، فوصل راتبه في اليوم الواحد إلى خمسمائة درهم فضة وفقا لبعض المصادر، ما جعله يكون ثروة استطاع أن يخلد بها ذكراه، وذلك من خلال ترميمه للجامع الذي شيده الأمير جمال الدين آقوش بالقرب من قصر عابدين، عام 1243. لا يزال المسجد موجودا بميدان محمد فريد، وهو معروف منذ سنوات طويلة باسم "جامع الطباخ". بالطبع لم يخطر ببال الطباخ قط أنه سيأتي يوما تختفي فيه الأصناف التي اشتهر بها، وأنه في زمن العولمة ستتداخل الهويات وتمتزج أكثر من أي وقت سابق، تتوحد الوصفات أحيانا وتتنوع أحيانا أخرى، فتخرج بعض الأطباق من محليتها ويذيع صيتها حول العالم، خاصة من خلال المطاعم وفضائيات الطهي. ربما لو أعدنا بعض وصفات المخطوطات القديمة أو بحثنا عن الأطباق المملوكية التي أجاد صنعها عم علي الطباخ وغيره، لتمكنا من إحيائها وبعثها في أنحاء المعمورة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2017-05-06
عندما يزداد عدد السكان، طبيعى أن يكون الهاجس الأول لمن يحكم هو إطعام شعبه وتحقيق أمنه الغذائى. مجرد فكرة تراودنى قبل النوم على وسادة تقليدية من القمح فى الصين التى يبلغ تعدادها 1.3 مليار نسمة. الوسادة الرفيعة المليئة بالحنطة السوداء والتى تعلوها أخرى عادية من القطن أو الإسفنج، على سرير الفندق ببكين، تريح الرقبة دون شك، لذا قلدتها بعض الشركات التجارية حول العالم وصارت تروج لها عبر الإنترنت بعد إضافة بعض التعديلات كتسخينها لعلاج الآلام. لكن هى أيضا قد تعطى شعورا خفيا بالأمان لمن يأتى من بلد كمصر استورد خلال النصف الأول من سنة 2016 أكثر من خمسة ملايين طن قمح من 12 دولة. حركة الحبوب أسفل الرأس بها شىء مريح، يعد ربما بأحلام الرخاء، وبالفعل نطق كلمة قمح باللغة الصينية يقترب من معنى الوفرة أو الخصب، إذ يشبه نطق كلمة أخرى تشير إلى كثرة الأولاد.فكرة الأمن الغذائى والسياسة الزراعية لدولة مزدحمة يجب أن تحسن استغلال كل شبر من أراضيها ألحت على مجددا خلال تناول الغذاء فى مطاعم الصين التقليدية، حين جلسنا حول طاولة مستديرة، يتوسطها قرص متحرك يدور على الزوار الذين يلفونه يدويا ليتوقفوا عند الطبق الذى يريدون اكتشافه أو تذوقه. مثلا سبق تقديم البط البكينى الشهير، أطباق من المقبلات والخبز المصنوع على البخار، بعضه أصفر اللون لأنه من دقيق الذرة وبعضه أكثر بياضا لأنه من القمح، وقد تم تشكيله على هيئة بطات صغيرات ليتماشى مع اختصاص المطعم، تلاه نوع آخر من الفطائر الطرية التى يتم وضع شرائح البط بداخلها مع إضافة قليل من البصل الأخضر والخيار والصوص البنى. أما فى مطاعم أخرى، فكان الأرز المسلوق على البخار يتصدر المائدة بشكل ملحوظ ويتوارى الخبز، وفى أحيان تكون السيطرة لنوع مختلف من خبز القمح شبيه بمثيله الأفغانى، كما فى مطعم جاء أصحابه من منطقة شينجيانج أو سنجان، شمال غرب الصين ذات الأغلبية المسلمة والتى يضم سكانها عددا من الكازاك والطاجيك، ما يبرر اختلاف شكل الخبز ربما، فالصين تحتوى على 56 أقلية إثنية تعيش موزعة على مساحة 9.6 مليون كم مربع. ***ما يبرر أيضا طبيعة المأكولات سواء الخبز أو الأرز أو غيرهما هى طبيعة الإقليم الذى ينتمى له القائمون على المطعم، فإذا أردنا التعميم بشكل مختصر فقد نكتفى بقول إن الأرز ينتشر فى الجنوب والقمح فى الشمال والوسط، وإن الفلاحين يزرعون محصولين مختلفين من الحبوب فى السنة وأحيانا ثلاثة فى مناطق الجنوب المشمسة حيث الماء الوفير. لكن الموضوع أكثر تعقيدا، فالسياسة الزراعية للصين تعكس طريقة تطور البلاد ونهجها فى النمو منذ بداية عمليات الإصلاح الاقتصادى فى عام 1978 وتحولها تدريجيا من مجتمع زراعى بالأساس إلى مجتمع صناعى، ومن مجتمع أغلب سكانه يعيشون فى الريف إلى تمدين عمرانى ملحوظ، ومن مركزية التخطيط الخاصة بالنظم الاشتراكية إلى اقتصاد السوق أو «اشتراكية السوق الحر» الفريدة من نوعها، فمنذ الثمانينيات أصبح هناك مجال لأصحاب الأفكار المبتكرة أن يحققوا ثراء دون اعتبارهم رأسماليين، ماداموا يساعدون فى تنمية الاقتصاد وماداموا يتركون الحكم للحزب الواحد. كان دوما تحقيق الاكتفاء الذاتى خاصة من الحبوب والغلال على رأس الأوليات عندما تم وضع نظام احتكار من قبل الدولة وتحديد أسعار الشراء ودعم الفلاحين لتكوين مخزون قومى على مر السنين، حتى صار لدى الصين حاليا 30% من مخزون القمح العالمى و45% من مخزون الذرة. وبعد أن كانت تستورد نحو 10 ملايين طن من الحبوب والغلال ( منها 8.3 مليون طن قمح) سنة 1996، أصبحت تنتج 616.24 مليون طن من الحبوب سنويا، وفقا للأرقام الرسمية لعام 2016، وهى معدلات ثابتة تقريبا خلال الثلاثة عشرعاما الأخيرة، أى منذ 2003. ولازالت تستورد ما تبقى من احتياجاتها، إلا أن العجز قد تضاءل بشدة، فهى تحتاج إلى 700 مليون طن لتحقيق الاكتفاء الذاتى، تبعا لتقديرات الخبراء. ونظرا للتحولات الاقتصادية وتغير أنماط الاستهلاك داخل المجتمع الصينى وفائض الإنتاج من الذرة والأرز، كان لابد من إتخاذ إجراءات إصلاحية جديدة فى مجال الزراعة خلال السنوات الأخيرة، لتغيير شكل المساعدة التى توفرها للفلاح، بتقديم دعم مالى مباشر للمنتجين يعوضهم عن الفارق بين سعر السوق والسعر المثبت سلفا والذى اعتادت الدولة تحديده. كذلك سيتم تنويع المحاصيل بما يتناسب مع ارتفاع مستوى المعيشة واختلاف الأذواق. ***إحدى أقدم دول العالم الزراعية تتكيف مع مرحلة جديدة من تاريخها الذى ترويه السواقى القديمة العملاقة داخل مزرعة نموذجية على بعد آلاف الكيلومترات من العاصمة. وعلى الطريق، نلمح بيوت الفلاحين التى تم تشييدها أخيرا على يد من عادوا إلى القرية بعد سنوات من الاغتراب والعمل فى المدينة. بيوت تشبه مثيلاتها فى الريف الأوروبى مع بعض التصرف الصينى أحيانا، تغوص وسط خضار يستمر على مرمى البصر. بعض هؤلاء ذهب ليعمل ربما فى الجزائر أو فى دول إفريقيا السوداء، فحتى الآن هناك 43 فريق عمل صينى يضمون 189 خبيرا زراعيا يعملون فى 34 دولة إفريقية.. ومشروع إعادة إحياء طريق الحرير القديم أو ما يسمى بمبادرة «الحزام والطريق» لا يزال فى بداياته، على أمل أن تستوعب دول المنطقة الدرس وتحاول النوم على وسائد من القمح، ضمن أشياء أخرى كثيرة، خاصة بعد حضور قمة بكين فى منتصف الشهر الحالى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-11-23
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنَّ هناك تحفظات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اتفاق الهدنة في غزة، موضحاً: «الأمر متوقع لأنه الهدف الحالي لجيش الاحتلال هو تصعيد العمل العسكري لتحسين شروط التفاوض، والتأكيد أن إسرائيل لا تزال تواجه بالعمل العسكري، وذلك وفقاً لتصريحات بنيامين نتنياهو نفسه ووزير الدفاع وقادة تشكيلات عسكرية». وأضاف «فهمي»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «مساء dmc»، مع الإعلامية إيمان الحصري، والمُذاع على شاشة «dmc»، أنَّه قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ ستزيد حدة العمليات العسكرية على قطاع غزة، فالأولوية الأولى للمُحتل هي تحسين شروط التفاوض، خاصةً في ظل ضغوط كبيرة تم ممارستها على إسرائيل من الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة أو حتى وسطاء يساندون القضية الفلسطينية كمصر، وسلم التنازلات بدأته إسرائيل بالفعل، وبالتالي هدفها من التصعيد إرسال رسائل لشعبها. وتابع أستاذ العلوم السياسية، أنَّ دولة الاحتلال بعد الحديث عن عدم التفاوض أو الدخول في مفاوضات إلا بعد عودة الرهائن، تغير حديثها إلى «هدنة ممتدة إلى عدة أيام»، ثمَّ خطوة تالية، ومع بدء المحتل سلم التنازلات نتوقع أنه سيلي ذلك خطوات مهمة، جزء منها مرتبط بمخاطبة سكان المستوطنات، وسط انقسامات كبيرة قد تمتد إلى الحكومة الإسرائيلية ذاتها وتتغير مكونات الائتلاف الحكومي. واستطرد «فهمي»، «حالة من عدم الاستقرار لدى الجانب الإسرائيلي في هذا التوقيت والوزراء المدنيين ومجلس الحرب، ينتج عنها رسائل متضاربة مثل القبول بالهدنة ومع ذلك العمليات على قطاع غزة مستمرة، وكذلك نرى المجلس العسكري يمارس التصعيد بصورة كبيرة لتأكيد الخيارات العسكرية.. هذا جزء من قواعد اللعبة الآن بإسرائيل». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-09-13
قال المهندس علاء السقطي، نائب رئيس اتحاد مستثمري مصر ورئيس اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن الأزمة التي يعانيها كافة دول العالم ألزمت جميع الدول بعقد مجموعة من التكتلات للحفاظ على استقرار الدول، "مبقناش زي قبل كدة كل دولة تتصرف وفقا لسياستها بعيدا عن أي دولة أخرى، الدنيا دلوقتي بقت صغيرة". وأضاف "السقطي"، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج "في المساء مع قصواء"، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية CBC، أنه ونظرا لدور مصر وتاريخها وقيادتها للمنطقة فمن الطبيعي أن تجمع كافة الدول حولها، "الكبير دايما هو اللي بيجمع الناس، والتجميعة دي تفيد اقتصاديا وسياسيا بسبب التوافق العربي". وأوضح أنه ومنذ 2020 عانت مصر من الأزمة العالمية التي تتعلق بكورونا، تلتها أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى وجود مشكلات مادية وأخرى تتعلق بتوفير العملة الصعبة، "أحنا محتاجين استثمارات، ومصر قادرة على جذب الاستثمارات. وتابع: "مصر فيها فرص استثمارية حاليا رائعة، والفوائض الخليجية الموجودة نتيجة ارتفاع سعر البترول أصبح يساعد في خلق مناخ استثماري، وأحنا شايفين أوروبا وأمريكا وضعهم أيه، وحاليا بات هناك توجه للاستثمارات العربية في الدول الأمنة كمصر". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2015-10-25
طليق اللسان، عمامته السوداء ولباسه الذى يدل على أنه أحد أكبر رجال الدين، لم يمنعاه يوماً من الخروج من نطاق المناقشات الدينية والانخراط فى السياسة، وعلى الرغم من كونه أكبر رجال المذهب الشيعى، إلا أننا نادراً ما نرى تصريحات له حول أمور فقهية دينية، لكن ما إن يحدث أى شىء فى الحياة السياسية حتى لو لم يكن يخص مذهبه الشيعى أو بلده «لبنان»، نجده يجود بكل ما فى جعبته، تعليقاً على هذه القضية السياسية. وأمس الأول، طل «حسن نصر الله» أمين عام «حزب الله» الشيعى اللبنانى مرة أخرى على الساحة السياسية بعد اختفاء مؤقت لم يستمر سوى أيام، وكانت احتفالات الشيعة بذكرى «عاشوراء»، أمس الأول، بمثابة الفرصة الذهبية لـ«نصر الله» للعودة من جديد، فظهرت تصريحاته المهاجمة للولايات المتحدة الأمريكية، وتأكيده الدائم أنها «الوريث الوحيد لقوى الاستعمار القديم»، لكن هذه المرة تصريحاته شملت مصر أيضاً، فقال إن «كلّ من فى المنطقة خاضع ومسلّم لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية». وأضاف أنه «من غير المسموح فى ظل مشروع الهيمنة الأمريكية لأى دولة كمصر أو باكستان أن تُصبح قوية». لم يتوقف «نصر الله» فى تصريحاته -التى جاءت خلال احتفال حزبه بذكرى «عاشوراء»- على مصر فقط، فامتدت أيضاً إلى العلاقات «الأمريكية - الإسرائيلية»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تريدُ لشعوب المنطقة أن تقبل بوجود إسرائيل». نسى «نصر الله» فى خطبته بذكرى «عاشوراء» أن يقول ولو كلمات قليلة عن هذه المناسبة الدينية. الأمر لم يتوقف على مصر وفلسطين فقط، دائماً ما يحاول «نصر الله» العمل على نشر عناصر حزبه فى كل الدول الشيعية بالمنطقة، فنجده يحارب فى «سوريا» منذ أكثر من عام، مسانداً نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ومعادياً لـ«داعش»، حتى إنه اُتهم لأكثر من مرة بتدخله فى الدول دون وجه حق، كما اتهمته صحيفة «النهار» اللبنانية بأنه يستعين بمجموعة من المجرمين الخطرين فى لبنان. ولد «نصر الله» فى 31 أغسطس 1960، ببلدة «البازورية» الجنوبية القريبة من مدينة «صور»، واضطر وهو صغير، بسبب ضيق حال العائلة، وانعدام فرص العمل فى بلدته، إلى النزوح مع عائلته إلى مدينة «بيروت»، وهناك أقامت العائلة فى منطقة «الكرنتينا» بأطراف العاصمة، وساعد فى أيام حياته الأولى، والده عبدالكريم نصر الله فى بيع الخضار والفاكهة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2022-09-20
كشف الدكتور أحمد العليمي، باحث بقسم الإنتاج الحيواني بالمركز القومي للبحوث، عن طرق إنتاج سلالات حيوانية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود، لتحقيق الأهداف المرجوة في إنتاج هذه السلالات. وأضاف «العليمي» في حواره لـ«الوطن»، أن تغيرات فصل الشتاء من السهل التعامل معها عن تغيرات فصل الصيف، مؤكداً أن معدلات الإنتاج اليومية للحيوانات تقل بمعدل 30% يومياً بسبب درجات الحرارة. السلالات في مصر نوعين: الأول محلية، وهي الأنواع الموجودة ومتأقلمة مع الظروف المناخية في مصر منذ آلاف السنين، منها البقر والجاموس، وهي منتشرة في الكيانات الصغيرة وعند المزارعين سواء، وهذا النوع يمثل فوق الـ85% من حجم الرؤوس الموجودة في مصر، لكنها موجودة بشكل متفرق وليست في أعداد كبيرة، فبالتالي يصعب التحكم فيها، لأنه لا يوجد قطيع كبير يمكن من إجراء تطبيقات أو تعديلات مطلوبة عليه بسهولة. النوع الثاني، المزارع التجارية أو النظامية، وبها آلاف من البقر والجاموس بما يقرب من 100 رأس حتى 10000 رأس و90% منها حيوانات مستوردة غير المحلية. معدلات إنتاج الحيوانات المستوردة أعلى بكثير من الحيوانات المحلية سواء في الألبان أو اللحوم ومتوسط الإنتاج في المزارع التجارية 40 أو 45 كيلو لبن في اليوم لكن المحلي من 5 إلى 7 كيلو لبن في اليوم. الحيوانات المستورد متأقلمة على درجة حرارة معينة ونقلها إلى مكان أخر كمصر مثلاً يسبب لها الإجهاد بسبب درجة الحرارة لأنها تتحمل فقط درجة حرارة 22 درجة مئوية لكن تصل درجة الحرارة في فصل الصيف في مصر من 35 إلى 40 درجة مئوية ورطوبة 85% وهي غير متأقلمة على هذه الظروف. يقل أكل الحيوانات المستوردة، ما يؤثر على إنتاجها من اللحوم والألبان أي بمعدل خسارة 30% من الإنتاج اليومي بما يؤثر بالسلب على الاقتصاد، كما أن جودة الإنتاج تقل لأن الألبان تدخل في صناعات مختلفة مثل الزبادي والأجبان والسمن وكل هذه الصناعات تحتاج إلى نسبة دهون جيدة للوصول إلى الإنتاج المطلوب. كما أن لون اللحوم يختلف ويتحول من الفاتح إلى الغامق، بما يؤثر على سلوك المستهلك نفسه، بإحجامه عن الشراء. وجود إجراءات تقلل الإجهاد على الحيوانات المستوردة، أمر يسهم في رفع إنتاجها كميا ونوعيا، ويصب في مصلحة الاقتصاد الوطني. هنا نلجأ لما يسمى بالتحسسين الوراثي، أي إنتاج سلالات تتكيف مع هذه الظروف ويتم التحسين في اتجاهين الأول هو تحسين الحيوانات ذات السلالات المحلية التي تتمتع بمناعية جيدة ومتأقلمة في الظروف المناخية في مصر ويتم ذلك بتنقية الحيوانات المتميزة من السلالات المحلية عالية الإنتاج وخلطها وتزويجها مع حيوانات أخرى عادية لإنتاج سلالة جيدة يتم تلقيح هذه السلالة بذكور ذات إنتاجية عالية للوصول إلى سلالة ثابتة تكون مناعتها قوية وإنتاجها عالي. نحتاج لمنظومة لتجميع الحيوانات المتميزة من أماكن متفرقة، خاصة أنها موجودة مع مزارعين، بالتنسيق مع الخدمات البيطرية والجمعيات الزراعية، لعمل مسح لجمع الحيوانات المتميزة، أو ما يسمى بالطلائق أي الذكور التي تنتج «خلقة» جيدة، واستخدامها في عمليات التلقيح لإنتاج سلالات محلية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية. الحل الثاني هو اللجوء لعمليات تلقيح من السلالات المستوردة للمحلية حتى نستورد دم جديد له إنتاجية جيدة وهو اتجاه أسرع واتبعته العديد من الدول. التغيرات المناخية تحتاج لمناعة جيدة وإنتاج عالي لكن من الناحية الوراثية «الجينات صعب تتقابل مع بعضها» لأنه الأمر متعلق بإنتاج سلالة تتحمل الحرارة وإنتاجها أقل أو سلالة إنتاجها أكثر ولا تتحمل الحرارة، لذلك نعمل على الوصول لمنطقة وسط نحسن من المناعة ونحافظ على مستوى معقول من الإنتاج. تغيرات فصل الشتاء يمكن التحكم فيها أفضل من فصل الصيف سواء بعمل ستائر أو أن الحيوان يزود الأكل حتى يشعر بالدفء لكن الصعوبة في فصل الصيف بسبب درجات الحرارة كما أننا نفقد أكثر من 30% من الإنتاج بسبب فرق درجة الحرارة في الشتاء والصيف. يفضل استيراد السلالات ذات اللون الفاتح حتى تعكس الضوء بما يقلل من الإجهاد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-12-19
شن الشيخ سامح عبد الحميد القيادى بالدعوة السلفية، هجوماً حاداً على حكومة الدكتور حازم الببلاوى، بعدما قصرت التشاور حول تعديلات قانون التظاهر على قيادات جبهة الإنقاذ، وتجاهلت باقى القوى السياسية وحزب النور، مطالباً الحكومة بتوسيع قاعدة التشاور مع كافة القوى السياسية.وقال "عبد الحميد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن استبعاد حزب النور هو إعادة للأخطاء السابقة من استبعاد بعض القوى السياسية لحساب قوى أخرى، مضيفاً: "قصر التشاور والاجتماعات حول تعديلات قانون التظاهر على قيادات جبهة الإنقاذ دون باقى القوى السياسية لا يُفيد، بل يزيد من حالة الفُرقة فى المجتمع المصرى، ويخرج القانون من وِجهة نظر فئة دون فئة وفصيل دون فصيل، وحزب النور يُمثل قطاعًا ضخمًا فى بلد كبير كمصر". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2015-09-25
استنكر شريف حمودة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد والخبير السياسى تصريحات محمود حسين القيادى بالجبهة السلفية والتى شبه فيها الحجاج الذين استشهدوا أمس الخميس أول أيام عيد الأضحى بـ"منى" بقتلى عناصر الإخوان خلال فض اعتصامهم برابعة العدوية.وقال "حمودة" فى تصريحات له، إنه لا يمكن أن يستوى من ترك جميع ملذات الدنيا وذهب بقلوب خاشعة ليقضى فريضة الحج التى تعد أحد أركان الدين الإسلامى الخمسة بمن شكل اعتصاما مسلحا وقطع الطرق واتخذ من أحد بيوت الرحمن وهو مسجد رابعة "مأوى للمتطرفين والإرهابيين" وكان يسعى لنشر الفوضى والعنف بالبلاد واعترض على إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا وأعلنوا رفضهم لحكم جماعة الإخوان فى 30 يونيو. وطالب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد من مؤسسات الدولة بالتصدى لمثل تلك الأفكار الإرهابية، والتى تحاول التأثير على المصريين ومنع قيادات الدعوة السلفية الذين لا يحملون تصاريح خطابة من وزارة الأوقاف من إلقاء الخطب على المصلين وذلك حتى لا نترك أمثال هؤلاء لترديد الأكاذيب. يذكر أن المهندس محمود حسين القيادى بالجبهة السلفية شبه شهداء "منى" بقتلى "رابعة"، وقال: إن من مات برابعة فهو شهيد واستراح من عفن الدنيا عامة وعفن العيش فى بلد كمصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2016-01-25
بدأ شهاب وجيه، المتحدث باسم المصريين الأحرار، المؤتمر الأسبوعى للحزب باستعراض تاريخ يوم ٢٥ يناير، قائلا: "إن يوم 25 يناير يعنى احتفالنا بذكرى اليوم، عام ١٩٥٢ حينما رفضت قوات الشرطة تسليم البلد للإنجليز، وأيضا يوم 25 يناير الذى قرر فيه الشباب النزول فى ثورة هدفها أن تصبح البلد أفضل.وأضاف وجيه خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى، المنعقد بمقر الحزب، اليوم، أن 25 يناير بالنسبة للمصريين الأحرار هو اليوم الذى ترغب مصر فيه أن تصبح دولة أفضل، مؤكدًا أن كل من ضحى فى هذه الثورة.وأشار المتحدث باسم المصريين الأحرار، إلى أن وضع مصر لن يصبح أفضل إلا فى حالة مواجهة مشاكلنا، مما يساعد فى تقدم هذه البلد، مؤكدا أن المسئولية تستدعى أن نكون صرحاء تجاه ما تحتاجه كمصر . ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2016-10-26
كشف المُعارض القطرى خالد الهيل، أن والد الشيخة موزة ناصر بن عبد الله، كان زعيما للمعارضة القطرية حيث خرج من قطر، وعاد مرة أخرى بعد تحقيق طلبات المعارضة، وتحقيق المصالحة، وهو الآن ليس معارضا، لكن حركته تسببت فى إصلاحات كثيرة فى دولة قطر. وقال الهيل إن الدستور القطرى لا يسمح بالتعبير عن الرأى داخل الدولة لأنه لا يوجد برلمان، مضيفا:" المعارضة فى قطر ممنوعة كما هو الأمر فى أى دولة عربية..هناك خطوط حمراء وأنا الشخص الوحيد الذى تجاوزها". وأضاف الهيل فى حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "كل يوم" المذاع على شاشة "ON E"، إنه يعارض النظام القطرى بهدف تطبيق نظام الملكية الدستورية بدلاً من الملكية المطلقة، لضمان استقرار قطر ودول الخليج بشكل عام، أسوة بالنظام الملكى البريطانى. وأشار إلى أن خلافاته مع النظام القطرى بدأت بخلافات شخصية ثم تطورت إلى مشكلة عامة، بسبب سوء استغلال السلطة من قبل البعض، إلى أن تطورت إلى المعارضة القطرية، التى تهدف إلى الإصلاح وليس إسقاط نظام آل ثانى، فى إطار المصلحة العامة لدول الخليج. وأوضح أن هناك الكثير من الإصلاحيين داخل وخارج قطر منذ الستينيات وتابع:" فى البداية كان هدفى إسقاط النظام وتغيير كل شيء ولكن مع الوقت وجدت أنه لا بد أن تكون المطالبات منطقية..فلسنا كمصر دولة لها باع طويل، والقطريين لا يتعدون 10% من المتواجدين بقطر". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: