جهاد أبو عليا
يعبر سكان قرية المغير بالضفة الغربية عن مخاوف شديدة تجاه هجمات المستوطنين المستمرة منذ فترة، والتي لا تزال المنازل والسيارات المحترقة تشهد عليها، ومع قلة وسائل الدفاع عن أنفسهم فإنهم يخشون وقوع المزيد من مثل هذه الهجمات على القرية. وأدت سلسلة الهجمات المتكررة إلى استشهاد فردين من أبناء الضفة خلال الأسبوع الماضي، على يد مستوطنين إسرائيليين، وتحت عين وصمت الجنود الذين من المفترض التدخل لمنع ذلك. وقال عبداللطيف أبو عليا الذي تعرض منزله للهجوم: "لدينا حجارة وهم لديهم أسلحة، والجيش يدعم المستوطنين"، وتناثرت دماء الجرحى الفلسطينيين على سطح منزله أثناء محاولتهم صد المهاجمين بالحجارة، وأضاف أن أحدهم، وهو قريبه جهاد أبو عليا، قُتل بالرصاص، وفقاً لـ رويترز. وكانت المغير واحدة من عدة قرى فلسطينية داهمها المستوطنون على مدى عدة أيام ابتداء من 12 أبريل الماضي، وهو التصعيد الذي بدأ بعد اختفاء مراهق إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما، وتم اكتشاف جثته في مكان ليس ببعيد عن المغير في اليوم التالي، ولكن هذه الاعتداءات قد زادت وعلق عليها كثيرون منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يقوم المستوطنون بعملية انتقام وحشية واعتداءات متكررة على الفلسطينيين منذ معركة طوفان الأقصى . تحاول إسرائيل دائما إخلاء مسئوليتها من تلك الأحداث والرد بعبارات فضفاضة في حالة اتهامها بأي شيء، مثل الحادث الأخير، ردا على سؤال حول اتهامات السكان بأن الجنود لم يفعلوا شيئا لوقف الهجوم على المغير، برر جيش الاحتلال أن الجنود وقوات الأمن عملت بهدف حماية "ممتلكات وأرواح جميع المواطنين وتفريق المواجهات". وينقل شهود العيان فيما يخص الهجوم على قرية المغير أن القوات الإسرائيلية لم تقف صامتة فقط بل أيضا لعبت دورا في تسهيل هجوم المستوطنين، مثل: إقامة حواجز على الطرق وتطويقها ما أدى إلى عزل المنازل على مشارف القرية عن وسطها، مما يعني عدم تمكن القرويين من الذهاب لمساعدة من يتعرضون للهجوم، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لعلاج الجرحى، وفقا لـ رويترز. وهناك حوادث كثيرة شاهدة على مراوغة بيانات وتصرفات الجانب الإسرائيلي للتغطية والتغافل عن أفعال المستوطنين وأيضاً الجنود الرسميين، ومن بين الحوادث الشاهدة على ذلك مقتل عمر أسد، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 80 عامًا، في يناير 2022، حيث تم اعتقال أسد في قريته القريبة من رام الله عند نقطة تفتيش مفاجئة أقامها جنود من نيتساح يهودا، وبعد مقاومة التفتيش، تم تكبيل يديه وكمم فمه وتركه الجنود على الأرض في منتصف الليل، وبعد ساعات قليلة تم العثور عليه ميتا. وفي أعقاب الحادث، تم توبيخ قائد كتيبة نيتساح يهودا، وطُرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، وأُغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون محاكمة فعلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية". ويضع الخبراء الإسرائيليون مبررات أيضاً لتصرفات المستوطنين الوحشية، ومنها غياب الجنود وليس "تجاهلهم ما يحدث"، حيث يرى خبراء أمنيون إسرائيليون أن العنف المرتبط بالمستوطنين أصبح من الصعب وقفه، لأسباب تتعلق بالحرب المستمرة في غزة والقوة المتزايدة للسياسيين اليمينيين المتطرفين. وقال ليئور أكرمان، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت: "هناك خطر كبير من نشطاء اليمين المتطرف في الضفة الغربية"، وأضاف أن المستوطنين يستغلون انتشار الجنود في غزة وشمال إسرائيل، لشن هجمات دون عوائق، متابعا، "الجيش الآن أكثر انشغالا، مما يسمح للمستوطنين بالعمل بحرية"، وفقا لتقرير لـ رويترز نشر في نوفمبر 2023. بينما قبل 7 أكتوبر أيضا كان يتغافل الجنود عن أفعال المستوطنين، ولذلك غياب الجنود هو مبرر ليس أكثر، وذلك وفقا لتحليلات الصحافة الإسرائيلية ذاتها، ففي مقال في يونيو 2023، قال إيمانويل فابيان، المراسل العسكري لصحيفة timesofisrael، في مقدمة مقاله إن هناك قول مأثور في الجيش الإسرائيلي: "ليس الأمر أنك لا تستطيع، بل أنك لن تفعل ذلك". وقال فابيان: "يبدو أنهم يطبقون هذه المقولة جيداً، هذا هو الحال خلال سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها المستوطنون الإسرائيليون على البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث فشل الجيش إلى حد كبير في منع أعمال الشغب". وأوضح في السنوات الأخيرة، أن هناك حالات عديدة موثقة لجنود وقفوا متفرجين بينما كان المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين، وفي حالات أخرى، لم يكن الجنود متواجدين على الإطلاق، ولم يصلوا إلا بعد وقوع الحادث ثم اشتبكوا مع السكان الفلسطينيين المحليين. ويُسمح للجنود قانونًا -بل يُطلب منهم في بعض الحالات- التدخل لمنع الهجمات العنيفة، بغض النظر عن جنسيتهم، ولكن يفضل الجيش بشكل عام أن تتعامل الشرطة مع الهجمات واعتقالات المستوطنين، لأنهم يعلموا مدى قوة المستوطنين أمام قوات الشرطة، بالإضافة إلى انتشارها بشكل ضئيل للغاية في الضفة الغربية، مما يسهل عمل المستوطنين. كما أوضح مسئولون من قلب كيان الاحتلال كثيرا، أن ما يحدث لا تريد إسرائيل منعه، ففي تصريحات لتايمز أوف إسرائيل قال جنرال في الجيش في الاحتياط، رفض ذكر اسمه، كان مسئولا سابقا عن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن سبب فشل الجيش في منع هجمات المستوطنين هو في الأساس الافتقار إلى الحافز، وليس مشكلة محتملة تتعلق بعدد محدود من الأفراد، مؤكدا "مشكلة الجيش الإسرائيلي ليست في أنه لا يستطيع، بل في أنه لا يريد التعامل معها".
الشروق
2024-04-22
يعبر سكان قرية المغير بالضفة الغربية عن مخاوف شديدة تجاه هجمات المستوطنين المستمرة منذ فترة، والتي لا تزال المنازل والسيارات المحترقة تشهد عليها، ومع قلة وسائل الدفاع عن أنفسهم فإنهم يخشون وقوع المزيد من مثل هذه الهجمات على القرية. وأدت سلسلة الهجمات المتكررة إلى استشهاد فردين من أبناء الضفة خلال الأسبوع الماضي، على يد مستوطنين إسرائيليين، وتحت عين وصمت الجنود الذين من المفترض التدخل لمنع ذلك. وقال عبداللطيف أبو عليا الذي تعرض منزله للهجوم: "لدينا حجارة وهم لديهم أسلحة، والجيش يدعم المستوطنين"، وتناثرت دماء الجرحى الفلسطينيين على سطح منزله أثناء محاولتهم صد المهاجمين بالحجارة، وأضاف أن أحدهم، وهو قريبه جهاد أبو عليا، قُتل بالرصاص، وفقاً لـ رويترز. وكانت المغير واحدة من عدة قرى فلسطينية داهمها المستوطنون على مدى عدة أيام ابتداء من 12 أبريل الماضي، وهو التصعيد الذي بدأ بعد اختفاء مراهق إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما، وتم اكتشاف جثته في مكان ليس ببعيد عن المغير في اليوم التالي، ولكن هذه الاعتداءات قد زادت وعلق عليها كثيرون منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يقوم المستوطنون بعملية انتقام وحشية واعتداءات متكررة على الفلسطينيين منذ معركة طوفان الأقصى . تحاول إسرائيل دائما إخلاء مسئوليتها من تلك الأحداث والرد بعبارات فضفاضة في حالة اتهامها بأي شيء، مثل الحادث الأخير، ردا على سؤال حول اتهامات السكان بأن الجنود لم يفعلوا شيئا لوقف الهجوم على المغير، برر جيش الاحتلال أن الجنود وقوات الأمن عملت بهدف حماية "ممتلكات وأرواح جميع المواطنين وتفريق المواجهات". وينقل شهود العيان فيما يخص الهجوم على قرية المغير أن القوات الإسرائيلية لم تقف صامتة فقط بل أيضا لعبت دورا في تسهيل هجوم المستوطنين، مثل: إقامة حواجز على الطرق وتطويقها ما أدى إلى عزل المنازل على مشارف القرية عن وسطها، مما يعني عدم تمكن القرويين من الذهاب لمساعدة من يتعرضون للهجوم، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لعلاج الجرحى، وفقا لـ رويترز. وهناك حوادث كثيرة شاهدة على مراوغة بيانات وتصرفات الجانب الإسرائيلي للتغطية والتغافل عن أفعال المستوطنين وأيضاً الجنود الرسميين، ومن بين الحوادث الشاهدة على ذلك مقتل عمر أسد، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 80 عامًا، في يناير 2022، حيث تم اعتقال أسد في قريته القريبة من رام الله عند نقطة تفتيش مفاجئة أقامها جنود من نيتساح يهودا، وبعد مقاومة التفتيش، تم تكبيل يديه وكمم فمه وتركه الجنود على الأرض في منتصف الليل، وبعد ساعات قليلة تم العثور عليه ميتا. وفي أعقاب الحادث، تم توبيخ قائد كتيبة نيتساح يهودا، وطُرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، وأُغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون محاكمة فعلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية". ويضع الخبراء الإسرائيليون مبررات أيضاً لتصرفات المستوطنين الوحشية، ومنها غياب الجنود وليس "تجاهلهم ما يحدث"، حيث يرى خبراء أمنيون إسرائيليون أن العنف المرتبط بالمستوطنين أصبح من الصعب وقفه، لأسباب تتعلق بالحرب المستمرة في غزة والقوة المتزايدة للسياسيين اليمينيين المتطرفين. وقال ليئور أكرمان، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت: "هناك خطر كبير من نشطاء اليمين المتطرف في الضفة الغربية"، وأضاف أن المستوطنين يستغلون انتشار الجنود في غزة وشمال إسرائيل، لشن هجمات دون عوائق، متابعا، "الجيش الآن أكثر انشغالا، مما يسمح للمستوطنين بالعمل بحرية"، وفقا لتقرير لـ رويترز نشر في نوفمبر 2023. بينما قبل 7 أكتوبر أيضا كان يتغافل الجنود عن أفعال المستوطنين، ولذلك غياب الجنود هو مبرر ليس أكثر، وذلك وفقا لتحليلات الصحافة الإسرائيلية ذاتها، ففي مقال في يونيو 2023، قال إيمانويل فابيان، المراسل العسكري لصحيفة timesofisrael، في مقدمة مقاله إن هناك قول مأثور في الجيش الإسرائيلي: "ليس الأمر أنك لا تستطيع، بل أنك لن تفعل ذلك". وقال فابيان: "يبدو أنهم يطبقون هذه المقولة جيداً، هذا هو الحال خلال سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها المستوطنون الإسرائيليون على البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث فشل الجيش إلى حد كبير في منع أعمال الشغب". وأوضح في السنوات الأخيرة، أن هناك حالات عديدة موثقة لجنود وقفوا متفرجين بينما كان المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين، وفي حالات أخرى، لم يكن الجنود متواجدين على الإطلاق، ولم يصلوا إلا بعد وقوع الحادث ثم اشتبكوا مع السكان الفلسطينيين المحليين. ويُسمح للجنود قانونًا -بل يُطلب منهم في بعض الحالات- التدخل لمنع الهجمات العنيفة، بغض النظر عن جنسيتهم، ولكن يفضل الجيش بشكل عام أن تتعامل الشرطة مع الهجمات واعتقالات المستوطنين، لأنهم يعلموا مدى قوة المستوطنين أمام قوات الشرطة، بالإضافة إلى انتشارها بشكل ضئيل للغاية في الضفة الغربية، مما يسهل عمل المستوطنين. كما أوضح مسئولون من قلب كيان الاحتلال كثيرا، أن ما يحدث لا تريد إسرائيل منعه، ففي تصريحات لتايمز أوف إسرائيل قال جنرال في الجيش في الاحتياط، رفض ذكر اسمه، كان مسئولا سابقا عن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن سبب فشل الجيش في منع هجمات المستوطنين هو في الأساس الافتقار إلى الحافز، وليس مشكلة محتملة تتعلق بعدد محدود من الأفراد، مؤكدا "مشكلة الجيش الإسرائيلي ليست في أنه لا يستطيع، بل في أنه لا يريد التعامل معها". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-04-20
شرع المستوطنون الإسرائيليون في موجة من الهياج في أنحاء الضفة الغربية المحتلة على مدار الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل، وتدمير الممتلكات في أكثر من 12 قرية وبلدة. وكان الدافع المباشر للهجمات هو اختفاء "بنيامين أحيمئير"، إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاماً، والذي خرج ليرعى الأغنام من البؤرة الاستيطانية "ملاخي هاشالوم" (ملائكة السلام)، وعثرت على جثته في اليوم التالي، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية دون تحقيق يذكر أنه ضحية للإرهاب. وهاجم المستوطنون 11 قرية وبلدة فلسطينية وألقوا الحجارة، وأشعلوا النار في أكثر من 100 سيارة، وألحقوا أضرارا بعشرات المنازل والشركات، وذبحوا مئات الماشية. وفي قرية بيتين قرب رام الله، أطلق المستوطنون النار على عمر حامد (17 عامًا)، وفي قرية المغير قُتل جهاد أبو عليا (25 عاماً) في ظروف لا تزال غير واضحة إلى حدٍ ما: كان المستوطنون يهاجمون القرية في ذلك الوقت، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر أن أبو عليا قُتل بنيران فلسطينية. وفي حادثة أخرى تم التقاطها بكاميرا أمنية، يظهر جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما يقوم المستوطنون بإضرام النار في سيارة في بلدة دير دبوان، بالقرب من رام الله، ووفقاً لمنظمة حقوق الإنسان "يش دين". وأطلق المستوطنون الإسرائيليون النار على راعيين فلسطينيين – عبد الرحمن بني فاضل (30 عاما)، ومحمد أشرف بني جمعة (21 عاما)، على أرض تابعة لتجمع خربة الطويل، شرق بلدة عقربا بالقرب من نابلس، وفقا لشهادات أهل القرية التي نقلتها مجلة +972. وبينما قال شهود العيان، إن المستوطنين فتحوا النار في وضح النهار على الفلسطينيين، فقتلوا رجلين، في وقت لاحق أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجنود لم ينفذوا عملية إطلاق النار. وقال نضال، الذي قُتل ابن عمه عبد الرحمن أمس والذي كان متواجداً في المكان، لـ+972: "قلت للجنود أخرجوا المستوطنين وسنغادر، كان بعضهم يحمل أسلحة وهراوات، وكان بعضهم ملثمين". وبحسب نضال، قام أحد المستوطنين برش الفلفل على أحد الفلسطينيين، واندلع شجار، مضيفًا: "أطلق الجنود النار في الهواء، وبعد ثوانٍ أطلق المستوطنون النار من بنادق إم 16 من مسافة قريبة، لقد عشت هنا لمدة 35 عامًا، ولا يوجد قانون المستوطنون فوق القانون". وفي خيمة العزاء وسط عقربا، الثلاثاء، روى ماهر بني فاضل والد عبد الرحمن الحادثة لـ +972، وقال: "في البداية، جاءوا – أربعة مستوطنين مع ماشيتهم – ودخلوا إلى بستان الزيتون بالقرب من المنازل، طلبوا المزيد من المستوطنين: جاء بضع عشرات ورشقوا الحجارة علينا كنا نحو 20 شخصًا، أطلق المستوطنون علينا الذخيرة الحية". وتابع ماهر: "عندما رأى الجيش الجثتين، بدأ بالفصل بين المستوطنين والفلسطينيين"، مضيفًا أنه أصيب بهراوة وحجر خلال الحادث، وقبل إطلاق النار "أخبرنا المستوطنون أنه "لا يُسمح لهم بالتواجد هنا لدينا إذن من الحكومة". وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد الحادث أن الجنود قد وصلوا إلى المنطقة بعد ورود أنباء عن هجوم قام به فلسطينيون على راع يهودي، ويرفض أهالي الشهداء هذا التوصيف للأحداث، موضحًا أن المستوطنين هم من بادروا بالهجوم. ومن البلدات الفلسطينية الأخرى التي تعرضت لهجمات المستوطنين هي دوما، وفقا للسكان الذين تحدثوا إلى +972، قام حوالي 200 مستوطن – العديد منهم ملثمون وبعضهم مسلحون – بمداهمة البلدة بعد وقت قصير من العثور على جثة المراهق أحيمئير، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات والمعدات الزراعية وهاجموا السكان، وكان الجنود حاضرين أيضًا، كما يظهر في مقاطع الفيديو الخاصة بالحادثة، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين الذين حاولوا صد المستوطنين. وقال رئيس مجلس البلدة حسين دوابشة لـ+972، إنه وفقاً للمعلومات الأولية فقد احترقت ثلاثة مباني زراعية وسبعة منازل بشكل جزئي خلال الهجوم، واحترقت خمسة منازل بشكل كامل، كما أضرمت النيران في 15 سيارة وثلاثة جرارات وأراض زراعية وأشجار زيتون، وأكد المسؤولون الفلسطينيون أنه "لو لم يهرب السكان، لاحترقت عائلات بأكملها". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-04-17
رام الله - (بي بي سي) اقتحمت مجموعة من المستوطنين قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتقطت كاميرات مراقبة صورا لملثم يشعل النار في سيارة في مرآب أمام ثلاثة جنود إسرائيليين على الأقل. وجاء هذا الحادث في إطار أعمال عنف قام بها مستوطنون إسرائيليون أدت، وفقًا لمسؤولين محليين، إلى مقتل أربعة فلسطينيين على مدار أربعة أيام. واندلعت أعمال عنف هذه بعد اختفاء الطفل بنيامين احيمائير، 14 سنة، الذي اختفى الجمعة الماضية بعد أن غادر البؤرة الاستيطانية التي يقيم فيها لرعي الأغنام بالقرب من بلدة المغير الفلسطينية في منطقة رام الله. وعُثر على جثة احيمائير في اليوم التالي، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قُتل في "هجوم إرهابي". ووسط عمليات البحث عن الصبي، اقتحم عشرات المستوطنين، بعضهم مسلحين، قرية المغير وأحرقوا المنازل والسيارات وقتلوا رجلًا يبلغ من العمر 25 عامًا يُدعى جهاد أبو عليا برصاصة في الصدر، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين. قال سامح أبو عليا، ابن عم القتيل، إن جهاد - الذي كان من المقرر أن يتزوج في يونيو المقبل، كان يحاول منع المستوطنين من اقتحام منزل عائلته. وأضاف: "لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهاجمنا فيها المستوطنون. لكننا لم نتوقع أعدادا كبيرة منهم. لقد أطلقوا النار على خزانات المياه وشبكة الكهرباء والإنترنت. وكانوا يخططون لعزلنا عن العالم الخارجي". عاد المستوطنون المسلحون بالأسلحة النارية والحجارة إلى القرية السبت الماضي. وقال شاؤول غولان، مصور صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إنه تعرض لهجوم من قبل مجموعة تتراوح ما بين 20 إلى 30 شخصًا، بعضهم مسلحين ويرتدون زي جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان يختبئ تحت طاولة في أحد المنازل المحروقة أثناء محاولته تغطية موجة العنف. وأضاف، في مقابلة نشرت على موقع الصحيفة على الإنترنت: "ضربوني بلا رحمة، وكسروا إصبعي وأخذوا حقيبتي وأحرقوا جميع معدات التصوير الموجودة بداخلها". وتابع: "استلقيت على الأرض، بينما ركلني كل واحد منهم في رأسي وبطني. وكانت أعينهم مليئة بالكراهية". وانتشر العنف في مناطق أخرى. وفي قرية دير دبوان، أظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة ونشرته منظمة ييش دين الإسرائيلية لحقوق الإنسان التي تراقب العنف في الضفة الغربية مستوطنين ملثمين يدخلون مرآبًا خاصًا ويشعلون النار في سيارة بينما يقف جنود إسرائيليون يراقبون ما يحدث. وردا على هذا الفيديو، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يجري فحصًا في الحادث وإن الجنود "سيتم التعامل معهم وفقا لذلك"، وفقا لوكالة أنباء رويترز. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الصبي عمر حامد، 17 سنة، قتل في بلدة بيتين القريبة السبت الماضي جراء إصابته برصاصة في الرأس خلال هجوم شنته مجموعة من 30 مستوطنا كانت ترافقهم قوات إسرائيلية. ولم يتضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أم المستوطنون هم من أطلقوا النار عليه. وبعد العثور على جثة الصبي، حذرت السلطات الإسرائيلية الناس من الانتقام. ولكن في جميع أنحاء الضفة الغربية، تلقت منظمة ييش دين تقارير عن هجمات على عشر قرى وبلدات، مع وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والماشية. قال زيف ستال، مدير المنظمة الحقوقية: "كانت الهجمات على نطاق غير مسبوق. لا أستطيع أن أتذكر يومًا أننا شاهدنا فيه هذا العدد من الأماكن تتعرض للهجوم في نفس الوقت. لقد كان يومًا عنيفًا للغاية مع مئات المستوطنين". وأضاف: "في العديد من الأماكن، كان هناك جنود لم يسمحوا لهم فقط بفعل ما يريدون بل كانوا يوفرون لهم الحماية أيضًا. ونحن نرى ذلك في كثير من الحالات، ولكن (السبت الماضي) تم التقاط ذلك بالكاميرات". واستشهد فلسطينيان، هما عبد الرحمن بني فاضل ومحمد بني جامع بالرصاص في هجوم شنه عشرات المستوطنين، كثير منهم مسلحون، قرب بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث. وقال صلاح بني جابر رئيس بلدية عقربا "نحن قلقون من احتمال عودة المستوطنين"، مضيفًا أن "جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية لا يمنعونهم من مهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية". وتابع: "المستوطنون يخططون لطردنا من أرضنا". وقتلت غارات إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية، هم يزن اشتية في نابلس الاثنين الماضي، ومحمد الشحماوي، ومحمد رسول دراغمة الذي يشتبه في أنه عضو في حركة حماس في طوباس الجمعة الماضية. ويعيش نحو 700000 إسرائيلي في 160 مستوطنة إلى جانب 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، بحسب منظمة "السلام الآن" لمراقبة المستوطنات. ويعتبر المجتمع الدولي بأكمله تقريبًا المستوطنات غير قانونية رغم تشكيك إسرائيل في ذلك. وهناك أيضًا حوالي 160 مما يسمى بالبؤر الاستيطانية أو المستوطنات الصغيرة التي بُنيت دون موافقة رسمية وتعتبر غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي. وكانت هذه التوترات تتصاعد بالفعل قبل 7 أكتوبر الماضي عندما شنت حماس هجومًا دمويًا على إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 460 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. وهناك من بين هؤلاء القتلى مسلحون قضوا وسط تزايد الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على البلدات والقرى الفلسطينية. وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 13 إسرائيليًا في الضفة الغربية، من بينهم اثنان من قوات الأمن الإسرائيلية. تقول جماعات حقوقية إن هجمات المستوطنين على الأراضي الفلسطينية والتورط المزعوم لقوات الأمن في دعمها نادرًا ما يتم التحقيق فيها بشكل كامل، مؤكدين أن الإفلات من العقاب هو القاعدة تقريبًا. وقالت ستال، من منظمة ييش دين: "لا توجد مسائلة". أثارت أعمال العنف الأخيرة مخاوف لدى الحكومات الأجنبية، وهو ما دفع الولايات المتحدة – الحليف الرئيسي لإسرائيل – إلى فرض عقوبات على العديد من المواقع الاستيطانية الإسرائيلية والمستوطنين المتورطين في هجمات على الفلسطينيين. وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قوات الأمن الإسرائيلي بإنهاء ما وصفه بمشاركتها النشطة ودعمها لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: