ثورة الضباط الأحرار
...
اليوم السابع
2015-07-22
63 عامًا، هى المدة التى مضت على ثورة غيرت وجه مصر، انتقلت بها من احتلال أذلها وملكية استحوذت على أرزاق أبنائها، إلى مستقبل آخر على أيدى "الضباط الأحرار"، فى مثل هذا اليوم كان لمصر موعد مع الفجر الجديد، بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى طالما تصدر المشهد السياسى صلبًا قويًا، لا يرضى لوطنه سوى بالكرامة ورفعة الرأس، وهى الصورة التى استقرت خلفها أنثى أكثر قوة، وأكثر صلابة، دفعت بكامل قوتها، وربتت على الظهر وقت الشدة، وضحت بكل ما تملك عندما تطلب الأمر، وفضلت فى النهاية أن تبقى فى الظل مكتفية بدور عظيم حمل اسم السيدة "تحية كاظم"، أو "تحية عبد الناصر" أول سيدة أولى فى مصر، وربما أكثر من تمكن حتى الآن من لعب الدور الصحيح لزوجة الرئيس التى فضلت البقاء صامتة، بعيدة عن الأضواء على الرغم من حجم ما نجحت فى القيام به فى الظل.قصة حب تحية وناصر عامًا كاملاً انتظره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من أجل أن ينول رضا شقيق تحية ويوافق عليه، أسباب كثيرة حالت دون الارتباط الفورى بعد أن تأكد أنها هى التى تصلح لأن تكون رفيقة الحياة، لم يغضب، قرر البقاء حتى تحسنت ظروف تحية العائلية، وتقدم إلى خطبتها وتحقق حلم الشاب بالعيش إلى جوار حبيبته ورفيقته الجديدة تحية، وقد كان. السيدة الأولى خلف الأضواء اختارت مكانها من اليوم الأول خلف الستائر، تنازلت عن لقب السيدة الأولى بشكله التقليدى واختارت أن تكون متوجة فى قلب زوجها وقلوب المصريين أجمعين، لم تظهر إلى الإعلام وبقيت فى الخفاء تقوم بدورها التى اختارته من البداية، زوجة وحبيبة وأم، تقدم الدعم النفسى لزوج قرر أن يخوض معركة لصالح الوطن، ثورة شاركت هى فيها بقلق وخوف وتضحية، لم يتعرف عليها المصريون بدرجة كبيرة إلا من خلال بعض التفاصيل المسربة عن زوجة رئيس الجمهورية التى فضلت أن يقتصر دورها على البيت، وكان له تأثير رائع كما سجل التاريخ. دور تحية الخفى فى ثورة الضباط الأحرار تفاصيل كثيرة عن دور السيدة تحية زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى ثورة 23 يوليو، وكيف كان منزلها مكان لإدارة الثورة بعيدًا عن الأعين، خوفها الدائم على زوجها جعلها تتناسى وتتجاهل خوفها من إدارة بعض الاجتماعات من داخل منزلها، أو حتى وجود طابعة للمنشورات فى غرفة مجاورة لغرفة نومها، حبها لناصر وإيمانها به قررت أن تساعده وتقدم له العون دون أن تسأل عن أشياء لا تعنيها كما كانت ترى، فحولت قصة الحب إلى انتصار فى معركة الوطن الكبرى. تحية وأموالها فداء ناصر والثورة على الرغم من أنها لم ترغب فى الظهور على الساحة إلا أن دورها العظيم فى الثورة فرضها على التاريخ، فلم يكتف المؤرخين بكتابة أنها زوجة الرئيس الراحل عبد الناصر فقط، بل كان هناك المزيد والمزيد، لم ينس البعض وقت أن قررت التبرع بأموالها من أجل الثورة، لطباعة المنشورات المناهضة للملك فاروق، دورها لم يقتصر على كونها زوجة وأم، ولكن حبها لناصر فرض عليها المشاركة فى ثورة الضباط الأحرار ولو بالقليل، وهو ما دفعها إلى التبرع بأموالها من أجل دعم حلم الحبيب والزوج. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-02-11
تمر اليوم الذكرى الثالثة بعد المائة لميلاد الملك فاروق ملك مصر والسودان آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية والذى استمرت مدة حكمة 16 عامًا، ورحل عن دنيانا عام 1965 وهنا مع الكتب التى طرحت وجهات نظر مختلفة فى الملك الراحل سنوات مع الملك فاروق كتاب من تأليف حسين حسنى السكرتير الشخصى للملك فاروق يلقى الضوء على جوانب أخرى من حياة الملك الشاب و الأوضاع السياسية فى عصره بخلاف الصورة القاتمة الشائعة منذ ثورة 1952 يستعرض سنوات بداية تولى الملك فاروق الحكم وينتقل بنا بعد ذلك لمرحلة تسلم على ماهر رئاسة الديوان الملكى وهناك فصول عن وزارة على ماهر ووزاره حسين سرى الأولى ووزارة النحاس، وفصول تتحدث عن سياسات الملك ومحاولاته التقرب من الشعب، وأخرى تحكى عن اهتماماته العلمية والوطنية وكذلك فصل عن الشئون العربية التى شغلت الملك وآخر عن إلغاء معاهدة 1936. فاروق من الميلاد إلى الرحيل كتاب من تأليف لطيفة محمد سالم يتناول شخصية الملك فاروق الذى حكم مصر فترة خمسة عشر عاما عدا الوصاية وهى فترة قصيرة فى عمر التاريخ، ولكنها أثَّرت تأثيرا بالغا فى تاريخ مصر المعاصر وقد بدأت بملكية أرسى دعائمها الملك فؤاد، ولم تستمر قوتها طويلا، إذ ما لبثت أن هوت مع قيام ثورة 23 يوليو، والتى كان وراء قيامها فاروق. الكتاب يرافق الملك، ويتحسس خطواته، ويعبر مسالكه، ويبحث وراء دوافعه ومكنوناته، ويصل إلى نتائج أفعاله. فاروق ملكا كتاب من تأليف الكاتب الصحفى الشهير أحمد بهاء الدين ومن تقديم إحسان عبد القدوس والكتاب يركز على مساوئ الفترة الملكية بوجه عام والملك فاروق فى القلب منها ويعد بآمال عريضة منصوبة من الجماهير على ثورة يوليو وقد صدر الكتاب بعد ثورة الضباط الأحرار فى مصر بفترة قصيرة. سنوات مع الملك فاروق فاروق من الميلاد إلى الرحيل فاروق ملكا ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-02-26
تفاصيل سيذكرها التاريخ، مشاهد تُوثق وأخرى تُروى على لسان المقربين، لتتذكرها الأجيال القادمة، حكايات الدقائق الأخيرة في حياة الرؤساء ومراسم تشييع الجثامين صور باقية في أذهان الجميع، فبمجرد ذكر أسم كل منهم تجد الكل يتسابق في وصف المشهد من وجهة نظره. محمد نجيب أول الرؤساء، جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات، ومحمد حسنى مبارك كان لكل منهم مشهد يوثق رحيله، اختلفت تفاصيله قليلا ولكن تشابهت جميعها في مكانتها العسكرية الرسمية. في 28 أغسطس 1984، كانت وفاة محمد نجيب، أول رئيس شهدته مصر بعد انتهاء عصر الملكية عقب ثورة الضباط الأحرار1952 و الذى جاء رحيله في مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة إثر دخوله في غيبوبة بسبب مضاعفات تليف الكبد. وعلى الرغم من التفاصيل التي يرويها التاريخ عن حياة نجيب والتي يراها البعض مأساوية، إلا أن تشييع جثمانه جاء على عربة مدفع في جنازة عسكرية خرجت من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وتقدمها الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك وأعضاء من مجلس قيادة الثورة ممن هم مازالوا على قيد الحياة. " كانت جنازة عسكرية مائة في المائة ولم يحضرها سوى العسكريين فقط، فقد أمر مبارك بألا يحضرها اى مدني " بهذه الكلمات وصف أحد أحفاد الرئيس الراحل محمد نجيب تفاصيل هذا اليوم . أما جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، فكانت مراسم تشييع جثمانه هي الأكبر والأكثر تأثيرا من الناحية الرسمية والشعبية والتي جاءت بعد وفاته في 28 سبتمبر 1970 ، بثلاثة أيام. لم يكن عبد الناصر رجلا عاديا لذلك كانت جنازته أيضا مختلفة ، تقدمها الوزير والغفير ، رثاه رموز الدولة من سياسيين، لكتاب ومثقفين وفنانيين ، يوم رحيله أغلقت معظم المتاجر أبوابها ، وتسلق أناس الأشجار والأعمدة في الشوارع ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة وتراصوا فوق القطارات والسيارات ، اتشحت البلاد بالسواد حينها ، وتقدمت النساء صفوف المعزين وتم تنكيس الأعلام حزنا عليه. في ذلك اليوم تم نقل جثمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من قصر القبة إلى مقر مجلس قيادة الثورة، بعد أن وضعوه داخل طائرة هليكوبتر، وشارك في الجنازة الملايين من محبيه والذين هتفوا في وداعه " لا إله الا الله.. ناصر حبيب الله " وكذلك حضر رؤساء الدول العربية والأجنبية لتكون بذلك الجنازة الأكبر التي عرفها التاريخ خاصة وان رحيله كان مفاجئا للعامة فلم يعلم الشعب طبيعة الحالة الصحية للرئيس الراحل والذى لم يكتفى محبيه بتشييع جثمانه في الداخل بل نظم عدد منهم مسيرات وداع له في عدد من الدول العربية كفلسطين وبيروت وبكاه عدد من رؤساء وملوك الدول مثل الملك حسين بن طلال ، ملك المملكة الأردنية الهاشمية والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذى لم يصمد امام نبأ الوفاه وفقد وعيه في الحال . وأمام تلك التفاصيل، جاءت أخرى مغايرة تسطر مشاهد أخرى لرئيس راحل فقدته مصر فجأة في واقعة اغتيال شهيرة، وضعت نهايته بشكل درامى مأساوي. الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثالث رؤساء هذا البلد، تم اغتياله في السادس من أكتوبر 1981 واثناء حضوره عرض عسكرى احتفالا بذكرى الحرب في واقعة "حادث المنصة الشهير"، على يد "الجماعة الإسلامية". ويوم الرحيل نقلت طائرة مروحية الجثمان إلى ساحة العرض وفى الثانية عشر إلا ربع، نفس التوقيت الذى وقعت فيه حادثة الاغتيال وفى نفس المكان الشاهد عليها، انطلقت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمنية مشددة وحضر فيها ما يقرب من 800 زعيم من جميع أنحاء العالم و3 رؤساء أمريكيين سابقين وبكاه ونعاه عدد من رؤساء الدول العربية والغربية. وفى النهاية وبعد انقضاء 30 عاما من حكمه، وأمام شائعات موته المتكررة بسبب حالته الصحية المتدهورة، جاءت وفاه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك في الخامس والعشرين من فبراير الجارى بعد صراع طويل مع المرض. ثلاثة أيام أعلنت فيها الدولة المصرية الحداد وشاركتها عدد من الدول العربية والتي بدورها نكست أعلامها، وفى مشهد جنائزى مهيب، وبحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وعدد من رموز الدول العربية، انطلقت مراسم تشييع الجنازة من مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس حيث وصل جثمان الرئيس الراحل على متن طائرة عسكرية، من مجمع الجلاء العسكرى إلى مقر مسجد المشير ، ووارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة في منطقة مصر الجديدة وسط دموع عدد من مؤيديه . ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-07-22
تمر اليوم الذكرى الـ71، على تشكيل حكومة أحمد نجيب الهلالى، فى 22 يوليو 1952، والتى لم تستمر بعملها إلا لمدة ساعات فقط وذلك بسبب قيام ثورة 23 يوليو فى تلك الليلة، وكانت بذلك أقصر الحكومات عمرًا فى تاريخ مصر. ويوضح كتاب "قصة الدستور المصرى" للكاتب محمد حماد، حالة التخبط الوزارى التى شهدته مصر خلال النصف الأول من عام 1952م، فشهد يناير من العام نفسه استقالة حكومة مصطفى النحاس باشا وتشكيل حكومة على ماهر، وفى مارس قدم ماهر باشا استقالته ليأتى الدور على حكومة نجيب الهلالى، والذى استمر عملها حتى استقالت فى 28 يونيو، وليشكل حسين سرى باشا الحكومة فى يوليو، ولم يدم عمر هذه الوزارة إلا 20 يوما شهدت انتخابات نادى الضباط، والتى كانت سببا رئيسيا فى استقالتها فى 22 يوليو. ويوضح الكتاب أنه فى مساء 22 يوليو، تم تكليف أحمد نجيب الهلالى بتشكيل الحكومة مرة ثانية، ولكنها بقيت 18 ساعة فقط، قبل أن تصبح مصر على فجر يوم جديد وحكم جديد فى صبيحة 23 يوليو، مشيرا إلى أن استقالة حكومة الهلالى جاء بناء على طلب من مجلس قيادة الثورة، وقبل الملك فاروق الاستقالة، وفى نفس اليوم أبلغ ضباط القيادة على ماهر فى أن يؤلف الوزارة، فسافر إلى الإسكندرية، حيث كان الملك يقضى الصيف، فقبل الملك فألفها لتصبح أول حكومة بعد قيام ثورة الضباط الأحرار. يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه سقوط نظام، قبل "الهلالى" تكليف الملك بتشكيل الحكومة، وطرح شعار «التطهير قبل التحرير»، وقال فى رده على التكليف: «إن وزارته سوف تبذل قصارى الجهد فى تحقيق الأمانى الوطنية، لكنه لا بد من إدراك أن النجاح فى هذه الأمانى الوطنية يقتضى تطهير الحياة السياسية فى مصر من الفساد، ومحاسبة المسئولين عن الانحراف بالفساد أو بالتستر عليه، وإذا لم يقع هذا الحساب فإن الآثار سوف تكون فادحة على فكرة العمل العام، لأن بعض الساسة احترفوا السياسة وسيلة من وسائل الثراء تمارس بغير حياء». يجيب «هيكل» معتمدا على الملف البريطانى فى وزارة الخارجية البريطانية بشأن إقالة «الهلالى»، وملخص الوقائع فيه: «أن حكومة الهلالى راحت تطالب عبود بضرائب متأخرة مقدارها 5 ملايين جنيه، ناشئة عن أرباح ورسوم إنتاج مستحقة على شركة السكر التى يملكها، وأحس عبود بالخطر فراح يشكو أن الوزارة تريد أن تستولى على شركته وتصادر مصانعه، وذلك يسبب له مشاكل مالية كبيرة لا تتأثر بها مصالحه فى شركة السكر وحدها، وإنما فى غيرها كذلك». قلق «عبود باشا» من ضغوط الوزارة عليه، وفقا لهيكل، فرأى «أن يفاتح القصر باستعداده لدفع مليون فرنك سويسرى (ما يساوى وقتها مليون جنيه مصرى)، إذا خرج «الهلالى باشا» من الوزارة، وأفضى عبود باشا بهذا العرض لصديقه «إلياس أندراوس» المستشار المالى للملك فاروق، ولجأ «عبود» إلى هذا العرض بعد أن علم أن فاروق طلب من «أندراوس» توفير مبلغ مليون فرنك سويسرى لتغطية مصاريف إجازته الصيفية المقبلة فى أوربا «حتى لا يسحب من أرصدة الخاصة الملكية». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-07-29
تمر اليوم الذكرى الـ 86 على تتويج الملك فاروق ملكًا على عرش مصر رسميًا بعد وصوله لسن الرشد بالتاريخ الهجري، وذلك في 29 يوليو عام 1937، وهو آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية ذات الأصول الألبانية، استمر حكمه مدة ستة عشر عاما إلى أن أطاح به الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد. كانت المادة الثامنة فى نظام وراثة العرش تنص على أن "يبلغ الملك سن الرشد إذا اكتمل له من العمر ثمانى عشرة سنة هلالية"، كما نصت المادة التاسعة على أنه: يكون للملك القاصر هيئة وصاية للعرش لتولى سلطة الملك حتى يبلغ سن الرشد. واستمرت مدة الوصاية على فاروق ما يقارب السنة وثلاثة شهور إذ أتم الملك فاروق 18 سنة في 29 يوليو 1937 ميلادية وعليه فقد تم تتويجه يومها رسميا كملك رسمى للبلاد وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية. فاروق من الميلاد إلى الرحيل فاروق من الميلاد إلى الرحيل، كتاب من تأليف لطيفة محمد سالم، تناولت فيه شخصية الملك فاروق الذى حكم مصر فترة خمسة عشر عاما عدا الوصاية وهى فترة قصيرة فى عمر التاريخ، ولكنها أثَّرت تأثيرا بالغا فى تاريخ مصر المعاصر، وقد بدأت بملكية أرسى دعائمها الملك فؤاد، ولم تستمر قوتها طويلا، إذ ما لبثت أن هوت مع قيام ثورة 23 يوليو، والتى كان وراء قيامها فاروق. فاروق ملكا فاروق ملكا كتاب من تأليف الكاتب الصحفى الشهير أحمد بهاء الدين، ومن تقديم إحسان عبد القدوس، والكتاب يركز على مساوئ الفترة الملكية بوجه عام، والملك فاروق فى القلب منها ويعد بآمال عريضة منصوبة من الجماهير على ثورة يوليو وقد صدر الكتاب بعد ثورة الضباط الأحرار فى مصر بفترة قصيرة. سنوات مع الملك فاروق سنوات مع الملك فاروق، كتاب من تأليف حسين حسنى، وهو السكرتير الشخصى للملك فاروق، وفى هذا الكتاب ألقى الضوء على عدة جوانب من حياة الملك الشاب، وكذلك الأوضاع السياسية التى شهدها عصره بخلاف الصورة القاتمة الشائعة منذ ثورة 1952. ويستعرض حسين حسنى فى كتابه سنوات بداية تولى الملك فاروق الحكم، ومرحلة تسلم على ماهر رئاسة الديوان الملكى، كما يتحدث عن وزارة على ماهر ووزاره حسين سرى الأولى، ووزارة النحاس، وفصول تتحدث عن سياسات الملك ومحاولاته التقرب من الشعب، وأخرى تحكى عن اهتماماته العلمية والوطنية وكذلك فصل عن الشئون العربية التى شغلت الملك وآخر عن إلغاء معاهدة 1936. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-01-12
"هل الإسلام يقول إن الشعب يكون كله من العبيد، وتكون هناك عيلة مميزة هى اللى تاخد الدخل كله؟! هل الإسلام يقول إن إحنا ناخد فلوس المسلمين؟! ننهب فلوس المسلمين؟!"، هكذا قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى أحد خطاباته عن جماعة الإخوان المسلمين وأطماعهم فى السلطة والمال. ومنذ تأسيس جماعة الإخوان فى مارس 1928، وهى على خلاف دائم بكل الدوائر السياسية المصرية، تكره السلطة والمعارضة فى آن واحد، لما لا وهى أكبر الطامعين فى حكم البلاد، ليتمكنوا من القيام بطموحاتهم، وهى ما جعلها تواجه مصيرا صعبا، بدءا من قيام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بحل الجماعة فى 12 يناير 1954، بأن يثرى عليها ما يسرى على قانون حل الأحزاب السياسية. وكانت وراء قرار "ناصر" عدة كواليس، منها ما قاله على عشماوى آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان، حيث أكد فى مذكراته، أن الإخوان استغلوا علاقتهم السابقة بالرئيس الراحل، قبل قيام ثورة الضباط الأحرار فى 23 يوليو عام 1952، وانضمامه لهم لفترة من أجل تنفيذ أهداف الثورة، ومن ثم السيطرة على الشارع والجماهير من خلال الجماعة وبعض المنظمات الأخرى. ويرى "عشماوى" أن علاقة الإخوان كانت فرصة ذهبية للجماعة، لكنهم كعادتهم لم يستطيعوا استغلالها، وأنهم لم يحسنوا قراءة رجال الثورة، الذين رغم حل الأحزاب تركوا الإخوان وحدهم على الساحة، وهو ما جعلهم يتصورن أنهم القادة الوحيدون لهذه الثورة، حتى أن المرشد العام للجماعة آنذاك "حسن الهضيبى" أرسل للضباط الأحرار يطلب منهم أنه يتوجب عليهم استئذان مكتب الإرشاد قبل أى قرار، وعلى القرار الذى وصفه على عشماوى فى مذكراته بـ"القشة التى قصمت ظهر البعير"، حيث استفزت رجال الثورة وبدأت من حينها المشاحنات بين الطرفين، وبدأ الإخوان يسيئون النية فى الواقعة تلو الأخرى. ومن هذه الوقائع بحسب ما أكد "عشماوى" عندما قام "ناصر" باختيار اثنين من الجماعة للعمل كوزيرين فى الحكومة الجديدة أجبرهم حسن الهضيبى على الاستقالة بحجة أنهم قبلا المهمة دون الرجوع إليه، وهو ما اعتبرها عبد الناصر إهانة موجهة له. ومع وتيرة الأحداث اتخذ ناصر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين فى يناير عام 1954، الذى استمر إلى مارس من نفس العام، حيث قام رجال البوليس بوضع "الشمع" على باب الشعبة وكان هذا يعنى وصول التوتر إلى درجة الصدام. ويكشف "عشماوى" أن السبب الأساسى وراء حل الجماعة كان الخلاف مع "ناصر" على تفاصيل المفاوضات الجارية بين رجال الثورة والإنجليز لتحقيق الجلاء عن مصر، وكان اختلاف الجماعة نابعا من إحساسهم بخروج عبد الناصر ومن معه على قيادتهم، وتم اختيار هذا الموضوع ليكون سببا للصدام لما له من ثقل وطنى، مما يعطى الجماعة تأييدا شعبا فى صدامهم مع رجال الثورة. وبحسب ما ذكره "عشماوى" إن اللواء محمد نجيب وكان رئيس الجمهورية كان جلس مع الإخوان ووعدهم بإطلاق الحريات واحترام المواطنين، وذلك ضمن مخطط الجماعة لمحاولة الانقضاض على الضباط الأحرار، وبدأ الهضيبى بعدها جولة بعدة دول عربية يهاجم فيها رجال الثورة، وتبع ذلك الأمر تظاهرات شهدت العديد من الضحايا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-12-03
كشفت أسرة المهندس محمد عزت عادل، رئيس قناة السويس الأسبق وأحد أبطال عملية تأمين القناة الذي توفي صباح اليوم، أن الجنازة ستشيع غدا من مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة الجمعة. المهندس محمد عزت عادل، ارتبطت محطات حياته بمحطات مهمة فى التاريخ الحديث للدولة المصرية، حيث وُلد فى أثناء قمة النضال الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى بعد 5 سنوات فقط من ثورة 1919، ثم تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة ليجد نفسه بعد عامين فقط من تخرجه أمام ثورة الضباط الأحرار، ويشاء القدر أن يلتحق بالجيش المصرى، ليصبح وهو فى سن صغيرة لم يتجاوز إلا شهوراً قليلة من عامه الثلاثين ضلعاً ثالثاً فى مثلث تنفيذ واحدة من أهم معارك السيادة المصرية.. وهى مهمة تأميم قناة السويس فى يوليو 1956. وقدم الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، التعازى لأسرته وللشعب المصرى ووصف الفقيد بأنه كان رمزا وطنيا أصيلا قاد الهيئة في مرحلة صعبة من تاريخها ولم يبخل بجهده وعاطاؤه ليلا ونهار من أجل الوطن. وأصدر ربيع بيانا بأسم الهيئة والعاملين بها جاء فيه: «ينعي الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة، وجموع العاملين بها وبشركاتها ببالغ الحزن والأسي وفاة المهندس محمد عزت عادل رئيس الهيئة الأسبق، معربين عن خالص تعازيهم للشعب المصري في فقدان شخصية وطنية فريدة، وأحد أبرز رواد الهيئة الذي ساهم طوال مسيرته البناءة في العمل على رفعة وتطوير قناة السويس، فكان ضلعا أساسيا في تأميم القناة وارتبط اسمه بكافة الأحداث الهامة ومشروعات تطوير المجرى الملاحي المعاصرة لمسيرته الممتدة على مدار أربعين عاما، داعين المولى عز وجل بأن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه وأحبائه وتلامذته الصبر والسلوان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2020-12-04
تعيد "الوطن" نشر صورتها مع أحد أبطال عملية تأميم قناة السويس، المهندس محمد عزت عادل، رئيس القناة الأسبق، والذي توفى أمس الخميس، ومن المقرر تشييع جنازته اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفسية بالقاهرة.. وإلى نص الحوار: يجلس فى شرفته المطلة على النيل داخل إحدى العمائر القديمة بكورنيش المنيل، ينظر إلى النهر العظيم، مستمتعاً، ويستنشق الهواء الطيب فى رضا وهدوء بعد أن استراح فى منزله من مشوار طويل خاضه، وتجربة ممتدة ما زال يحمل فى ذاكرته كل تفاصيلها.. هو المهندس محمد عزت عادل، الذى ارتبطت محطات حياته بمحطات مهمة فى التاريخ الحديث للدولة المصرية، حيث وُلد فى أثناء قمة النضال الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى بعد 5 سنوات فقط من ثورة 1919، ثم تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة ليجد نفسه بعد عامين فقط من تخرجه أمام ثورة الضباط الأحرار، ويشاء القدر أن يلتحق بالجيش المصرى، ليصبح وهو فى سن صغيرة لم يتجاوز إلا شهوراً قليلة من عامه الثلاثين ضلعاً ثالثاً فى مثلث تنفيذ واحدة من أهم معارك السيادة المصرية.. وهى مهمة تأميم قناة السويس فى يوليو 1956. ومن تأميم القناة إلى العدوان الثلاثى، ثم هزيمة يونيو، التى أغلقت قناة السويس، ثم انتصار أكتوبر الذى أعاد فتحها، وصولاً إلى مشروع توسيع وتعميق القناة الذى أشرف عليه منذ 1975 إلى 1980، الذى كُلف بعده بـ4 سنوات فقط برئاسة هيئة قناة السويس لمدة 11 عاماً.. رحلة طويلة من العمل العام انتهت بقرار شخصى بالتقاعد فى المنزل، لإعطاء فرصة لأجيال جديدة، حسب قوله، رحلة عاصر فيها جميع رؤساء مصر منذ ثورة «يوليو» حتى ثورتى «يناير ويونيو».. من الجامعة إلى الالتحاق بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة ثم الاشتراك فى مهمة تأميم القناة، هكذا بدأت الرحلة فى أجواء ساخنة، يسترجع الرجل هذه البداية، قائلاً: «القدر ربطنى بقناة السويس منذ بداية طريقى، فعندما تخرّجت فى كلية الهندسة تقدّمت بأوراق تخرجى للعمل فى شركة قناة السويس الفرنسية، والقوات المسلحة المصرية بسلاح المهندسين، ومشروع تخرجى فى كلية الهندسة كان عبارة عن 6 مواسير ضخمة تعبر أسفل قناة السويس لنقل المياه من غرب إلى شرق القناة، وعندما جلست مع مسئولى شركة قناة السويس الفرنسية فى ذلك الوقت، أشادوا بالمشروع جداً، لكنهم قالوا لى إن عدم إجادتى التامة للغة الفرنسية ستمنعنى من العمل فى القناة، لأنهم كانوا يشترطون أن تكون اللغة الفرنسية بمثابة اللغة الأولى للعاملين بالشركة، والحمد لله ربنا أكرمنى بالالتحاق بالقوات المسلحة، وقائد مدرسة الهندسة العسكرية توسّم فىّ الخير، فعيننى قائداً لجناح المفرقعات والألغام، وبقيت فى هذه الوظيفة الخطرة لمدة 3 سنين، ثم انتُدبت للعمل فى قطاع البترول، وكان رئيسى البكباشى محمود يونس، وفى أحد الأيام خرج مسرعاً بطريقة غريبة، ثم بعد عودته دعانى أنا وزميلى عبدالحميد أبوبكر، وأغلق باب مكتبه، وقال لنا: الرئيس جمال عبدالناصر أبلغنى أن مصر ستُؤمم قناة السويس، والعملية ستكون سرية للغاية، وطلب أن أكون مسئولاً عن التأميم بمساعدة اثنين آخرين، وأنا اخترتكما، وصمت البكباشى محمود يونس، ثم قال: أنقل إليكما رسالة الرئيس عبدالناصر.. مستقبل مصر فى رقبتكم، وإذا فشلت المهمة فلن تعود قناة السويس إلى مصر، وستظل تحت سيطرة الغرب للأبد. وأخبرنا أن الرئيس سيعلن قرار التأميم من المنشية بالإسكندرية فى خطاب للجماهير بعد 48 ساعة، ومطلوب منا أن ننتهى من الاستعداد الكامل لهذه العملية فى هذه المدة الضيقة جداً، فعشت أصعب 48 ساعة فى حياتى، وتم تحذيرنا بأنه فى حال شعور الإنجليز أو الفرنسيين بأى تحرّك سيتدخلون عسكرياً، والخطة ستفشل.. كانت عملية يتوقف عليها مستقبل شعب. يضيف: «كان عمرى 31 سنة، والحمد لله بتوفيق ربنا استطعنا أن ننفّذ مهمتنا بنجاح، وجمعنا 27 فرداً نثق فيهم، لمشاركتنا فى العملية، وكان يتم استبعاد أى فرد نرشّحه إذا اعترض عليه واحد منا: أنا وعبدالحميد ورئيسنا فى العملية محمود يونس، واتفقنا على هذه الآلية، لضمان أن يحوز جميع أفراد المجموعة على ثقتنا التامة، وقُلنا لهم إن الرئيس عبدالناصر كلفنا بمهمة سرية فى الصحراء، سألونا عن المكان تحديداً وعن طبيعة المهمة وعدد الأيام التى سنقضيها، لكن لم نجب على أى سؤال، وفى صباح يوم 26 يوليو 1956 تحرّكنا من هيئة البترول بسيارات، داخل كل سيارة ضابط، وقلنا للضباط نحن سنتحرك إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية، ولم نكشف عن أى شىء آخر، واختيار المجموعة المنفّذة للتأميم كان بمثابة درس فى اختيار الشخص المناسب فى المكان المناسب، دون واسطة أو محسوبية أو فساد. محافظ منطقة القناة لم يكن يعرف ما الذى يدور، ولا قائد معسكر الجلاء كان يعرف شيئاً عن العملية، وهناك وزّعنا أنفسنا إلى ثلاث مجموعات، الأولى هى المجموعة الرئيسية فى الإسماعيلية حيث المكتب الرئيسى لإدارة شركة قناة السويس، ومجموعة ثانية فى السويس، ومجموعة ثالثة فى بورسعيد، وأصبحنا فى انتظار كلمة السر للتحرّك، وهنا أبلغنا المجموعات الثلاث بأننا جئنا لتأميم القناة، طبعاً تفاجأوا جميعاً، وبعضهم شعر بقلق شديد، وقلنا لهم إنه لم تعد هناك فرصة للعودة، هذه العملية سننفّذها الآن فور أن تصلنا كلمة السر. يستعيد هذه اللحظات الصعبة، قائلاً: اتفقنا أن تكون كلمة السر (ديليسبس).. بمجرد أن يقول الرئيس عبدالناصر (ديليسبس) فى خطبته تتحرّك المجموعات الثلاث فى وقت واحد لتنفيذ المهمة، وبالفعل الرئيس عبدالناصر قال كلمة السر، وكنت مشاركاً فى المجموعة الرئيسية بالإسماعيلية، سألنا أفراد الخفر الموجودين عند مقر شركة قناة السويس: انتوا رايحين فين؟.. قلنا لهم: انتوا مابتسمعوش الريس فى الراديو؟ الريس أعلن تأميم قناة السويس، دخلنا مكتب مدير الشركة، وطلبنا حضور المهندسين والمديرين الفرنسيين، وحضروا بعد سماع الخبر، وطمأناهم على أرواحهم وأسرهم، بل طلبنا منهم الاستمرار فى العمل، لأننا لم نكن على علم كافٍ بإدارة القناة فى ذلك الوقت، وقلنا لهم: اطمئنوا، ونرجو منكم الاستمرار فى عملكم، وستحصلون على رواتبكم كاملة، وبعد أن اطمأنوا وشمّوا نفسهم، قالوا: انتوا مش مقدرين خطورة هذا العمل، لن تسكت فرنسا ولا بريطانيا، قلنا لهم: لا شأن لكم بذلك، هذه بلدنا وجايين نرجع حقها، ونتحمل المسئولية، وإحنا مش بتوع سياسة، لكننا رجال يحبون البلد ويؤدون واجبهم، وطبعاً إنجلترا وفرنسا شعروا بالذبح، والقرار لم يكن سهلاً بالنسبة لهم إطلاقاً، وقاموا بالعدوان الثلاثى على مصر فى أكتوبر 1956، أى بعد 3 شهور فقط من التأميم. بعد العدوان الثلاثى طبعاً تأثر العمل فى القناة، وتم إغلاقها لفترة من الوقت، لكن شعر العالم بأن خسارته ستكون فادحة إذا لجأ إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بدلاً من قناة السويس، وفى هذا التوقيت بدأنا مخاطبة الأمم المتحدة لإعادة فتح القناة، ووافقت الأمم المتحدة وساعدتنا بمعدات وأجهزة لعودة العمل فى القناة على أفضل وجه. يتحدث عن الهزيمة بكل أسى وحزن، قائلاً: كانت الهزيمة بمثابة مصيبة كبيرة حلّت فوق رؤوسنا، وكنت فى هذه الأثناء أشغل منصب سكرتير عام مساعد هيئة قناة السويس المصرية، الضربة فى 67 التى تلقاها المصريون كانت أصعب بكثير جداً من العدوان الثلاثى فى 56، وتعرّضت قناة السويس لخسائر كبيرة، وقامت إسرائيل باحتلال الضفة الشرقية، وقالت «نُص القناة بتاعى»، ولم نستطع أن نحرّك أى قطعة بحرية فى الجهة التى سيطرت عليها إسرائيل، وعشنا أسوأ أيام فى حياتنا جميعاً، وكنا نتعرّض لاستفزازات كبيرة من الضباط الإسرائيليين الموجودين على الضفة الثانية، وبقيت قناة السويس مغلقة لمدة 8 سنوات من 1967 إلى 1975. بعد هزيمة 67، توليت قيادة لجان الدفاع الشعبى، وقُمنا بتدريب المدنيين والفدائيين الذين قاموا بملحمة وطنية غير مسبوقة، وشهدت بنفسى على بطولة هذا الشعب، المصريون كانوا أبطالاً، سواء فى الإسماعيلية أو السويس أو بورسعيد، نفّذنا عشرات العمليات خلال هذه الفترة، لكن كنت أعلم من داخلى أن كل هذا المجهود الشعبى الوطنى العظيم لن يحل الموقف أبداً، وأنه لا خيار عن الحرب من أجل استعادة الأرض. من مرارة الهزيمة إلى فخر النصر العظيم، يتابع حديثه: «جاءت لحظة العبور فى أكتوبر 1973، ورفعنا رأس مصر من جديد، وقبل الحرب قمنا ببناء نقاط عالية لتتمكن قواتنا من ضرب العدو بالضفة الأخرى، الحرب العالمية الأولى والثانية لم تشهد عائقاً مائياً تم عبوره مثل قناة السويس، والحمد لله نجحنا فى استعادة أرضنا والسيطرة على قناة السويس عبور أكتوبر كان رد روح لنا كمصريين. «المهمة الثانية».. مشروع توسيع وتعميق المجرى الملاحى للقناة مرت السنوات، وتغيّرت الظروف، وجاء موعد المهمة الثانية، يتحدّث عنها قائلاً: فى ذلك الوقت تمت ترقيتى إلى منصب مدير الإدارة الهندسية لقناة السويس، وقلنا العالم تغيّر وشكل التجارة تطور والسفن والمراكب أصبحت أكبر حجماً وتحتاج إلى مسافة أوسع وعمق أكبر، لكى نحافظ على أفضلية قناة السويس كممر مائى للتجارة العالمية، وتابعنا سياسة بناء السفن خصوصاً فى كوريا والهند واليابان، وأدركنا أنه لا بد من تنفيذ مشروع فوراً لتوسيع وتعميق مجرى قناة السويس، وإلا الإيرادات سوف تقل بشكل كبير، ولن تكون القناة صالحة إلا للسفن صغيرة الحجم، وأعددنا مشروعاً ضخماً للغاية من بورسعيد فى البحر المتوسط إلى السويس فى البحر الأحمر، المجرى المائى كله كان لا بد من توسيعه وتعميقه لمواكبة التطورات، وكان المشروع يتضمّن توسيع المجرى لأكثر من 200 متر وتعميقه لأكثر من 18 قدماً. كان المشروع ضخماً واحتاج إلى مدة زمنية 5 سنوات من 1975 إلى 1980، وطلبت من وزارة الاقتصاد فى ذلك الوقت إما تحصل هيئة قناة السويس على 15% من إيرادها لنتمكن من تنفيذ المشروع، أو نحصل على اعتماد بالمبلغ من الموازنة، أو نستلف من الخارج، وكانت موازنة الدولة فى هذه المرحلة بعد حرب أكتوبر تمر بضيق شديد، وليست هناك إمكانية لتمويل المشروع منها، فلجأنا إلى الاقتراض. وكنا ندرك أن الصناديق العربية والإسلامية والأفريقية ستكون متردّدة فى تمويل المشروع لأسباب كثيرة، منها عدم الثقة فى دراسة الجدوى، وبالتالى لجأت للبنك الدولى لأن البنك الدولى عندما يقوم بتمويل مشروع يكون ذلك بمثابة شهادة اعتماد لهذا المشروع، وبالفعل قرأوا دراسة الجدوى ووافقوا عليها، وقالوا إنهم على استعداد لتمويلنا بـ100 مليون دولار. المفاوضات كانت تسير مع البنك الدولى بشكل طيب، إلى أن جاءت لحظة التوقيع، يقول: «بعد فترة وجيزة ذهبت لتوقيع العقد من البنك الدولى، والمهندس أحمد مشهور، كان رئيساً لهيئة قناة السويس فى ذلك الوقت، وقال لى: «اذهب إلى البنك الدولى بنفسك، وشوف العقد، وخد القرار المناسب».. ذهبت بالفعل، وهناك فوجئت بأن العقد يتضمن شرطاً بأن يكون للبنك الدولى وحدة مراجعة تفاصيل المشروع فنياً ومالياً، وقالوا لى: «انت هتحط رجل على رجل، والمشروع يتنفذ، واحنا اللى هنراجعه ونتولى كل حاجة».. انزعجت جداً، وقلت لهم: «أنا المسئول عن المشروع، وتم تفويضى من رئيس هيئة قناة السويس المصرية، وكل المهندسين المصريين زملائى، ونستطيع أن ننفذ المشروع، ونراجع كل تفاصيله بأنفسنا، يعنى إيه نحط رجل على رجل، ونسيب لكم كل حاجة، ده كلام مرفوض، إحنا مش هنحط رقابنا تحت إيد وحدة من الخارج تضم خبراء أجانب».. قالوا لى هذا هو شرطنا، قلت لهم إذاً البنك الدولى رفض تمويل المشروع، ورفض أن يمد يده لمصر للمرة الثانية بعد رفضه تمويل السد العالى مع الرئيس جمال عبدالناصر. بعدها فوجئت بشاب كويتى اسمه عبداللطيف الحمد كان مندوب الكويت لدى البنك الدولى وعضو بمجلس إدارة البنك، جاءنى وقال لى: «البنك الدولى مقلوب، وبيقولوا إن مصر رفضت القرض»، وبعد مناقشة بيننا قال لى: «أقسم عليك بشرفك، هل تستطيع تنفيذ المشروع بعمالة مصرية وتحت إدارة مصرية كاملة دون الاستعانة بخبراء البنك الدولى؟»، قلت له: «طبعاً، لا يوجد عندى ذرة شك فى ذلك»، فرد علىّ، قائلاً: «قسماً بالله ستحصل على القرض بالصيغة التى تريدها مصر، وإذا رفض البنك الدولى، ستمنح دولة الكويت القرض لمصر بالكامل من خزينتها، وأنا مسئول عن هذا الكلام». بعد هذا الكلام طلب منى نائب رئيس البنك الدولى أن نجلس مرة ثانية، وجلسنا بالفعل، وقال لى: «أنت بتاخد على نفسك مسئولية أنت مش قدها»، وأتذكر عبارته التى لا أنساها أبداً: «You are digging your own grave.. أنت تحفر قبرك بنفسك»، فقلت له: «أنا موافق، لكن لا أستطيع قبول القرض بالشرط الذى وضعتموه»، وبالفعل سحب البنك الدولى شرطه ونفّذنا المشروع الضخم بأفضل طريقة، والحمد لله جاءت الشهادة من البنك الدولى نفسه عندما جاء روبرت ماكنامار، وزير الدفاع الأمريكى سابقاً، ثم رئيس البنك الدولى فى ذلك الوقت، وقال فى تقرير التقييم الصادر عن البنك، الذى قارن بين دراسة الجدوى ونتائج المشروع: «أهنئكم، هذا المشروع من أكبر المشروعات التى تم تنفيذها، مع الالتزام بالتوقيت والتكاليف وأفضل مستوى للجودة». بداية جديدة تعتبر الأصعب فى طريقه، يقول: «فى عام 1984، تم اختيارى لأكون رئيساً لهيئة قناة السويس خلفاً للمهندس مشهور، وطبعاً شعرت بشرف كبير وسعادة، وفى العام التالى بلغت العام الـ60 من عمرى، والرئيس الأسبق حسنى مبارك قام بمد فترة خدمتى لـ10 سنوات جديدة، ومرت كل الفترة مثل قطار مسرع لم أشعر به، وبعد 11 عاماً من عملى رئيساً للهيئة، ذهبت إلى الدكتور عاطف صدقى الذى كان رئيساً للوزراء فى ذلك الوقت، وقلت له: يوجد من بين زملائى من يستطيع أن يحل محلى بنفس الكفاءة والخبرة» ففوجئ بكلامى، وقال لى: «انت بتقول إيه، طالما أنت على قيد الحياة لن تغادر المنصب، والرئيس مبارك بيقول كده، ويثق فيك ويقدر تاريخك»، قلت له: أرجوك، أنا سأغادر المنصب بعد 11 عاماً، واختاروا الأفضل من الجيل الجديد، وكل الموجودين يعرفون عن قناة السويس زى ما أنا عارف، ويستطيعون أن يقوموا بنفس الدور بل أفضل». بعد سنوات طويلة من التقاعد، جاءت لحظة تكريم جديدة، يحكى عنها: «شعرت بالسعادة عندما دعانى الرئيس عبدالفتاح السيسى ليُكرمنى مع افتتاح قناة السويس الجديدة فى 2016، كان أفضل تكريم لى وأنا فى هذا العمر وقد تخطيت الـ95 عاماً، فى هذا اليوم فوجئت عندما تم ذكر اسمى داخل قاعة الاحتفال لأتسلم وسام التكريم بالرئيس السيسى يتحرّك مسرعاً باتجاهى، حتى لا يجعلنى أرهق بالمسافة التى أمشيها من مقعدى حتى منصة الاحتفال، هذا الموقف هزّنى جداً، وعندما وصل إلىّ وصافحته دار بيننا حديث بسيط، قلت له: يا ريس ربنا يرزقك باللى ينصحك نصيحة أمينة وخالصة لوجه الله والوطن، بدون نفاق ولا غرض شخصى».. ورد علىّ وهو يبتسم، قائلاً: «كتر ألف خيرك»، وبعد تناول الغداء فوجئت مرة ثانية بأنه جاء إلى الطاولة التى أجلس عليها، وصافحنى مرة أخرى، ثم ذهب. الرئيس السيسى رجل فى غاية الاحترام والوطنية والإخلاص، أدعو للرئيس السيسى فى صلاتى ليوفقه الله فى العبور بمصر إلى بر الأمان، لأن هذا الرجل «ساند مصر بإيده وروحه»، ولولاه لكنا مثل سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن». يضيف الرجل فى حديثه عن الفترة الحالية قائلاً: «أعلم أن الناس غاضبون من الإصلاح الاقتصادى، لأن تكاليف الحياة صعبة وثقيلة، لكن لو كنت مكان الرئيس السيسى لاتخذت نفس الإجراءات، لأنه لا بديل عن هذا الطريق إلا إفلاس الدولة المصرية، الرئيس لجأ إلى الدواء المر، لكن يجب أن نتحمّله لنخرج من هذا النفق الذى عشنا فيه أكثر من 30 أو 40 سنة، ، كنا 20 مليون فى نهاية عصر الرئيس عبدالناصر، وأصبحنا 100 مليون الآن، وكل المسئولين السابقين خافوا من الإصلاح، حتى لا يغضب الشعب ضدهم، لكن الرئيس السيسى رجل مخلص وشجاع، ربنا يوفقه ويكرمه، وأنا متفائل بمستقبل مصر». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-02-06
يعتقد المبعوث الرئاسى الخاص لأفريقيا، ورئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسى للشؤون الدولية ميخائيل مارجيلوف أنه فى حالة ترشح وزير الدفاع المصرى المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر ستكون هناك فرصة جيدة له للفوز فى الانتخابات. وأضاف مارجليوف لصحيفة "آر بى كا" الروسية أن ترشح السيسى للرئاسة سيعزز السياسة المصرية والثقافة بين الدول العربية وخاصة أن مصر فى المركز الأول بين الدول العربية عسكريا. وأضاف مارجيلوف أن الديمقراطية العربية تختلف كثيرا عن الديمقراطية الأوروبية "، كما تتأثر بشدة العلاقات بين الأديان وبين الأعراق وعدد من التقاليد الأخرى والميزات الثقافية. وأشار إلى أنه بعد ثورة "الضباط الأحرار" فى عام 1952 أصبح التحديث العسكرى جوهر المجتمع المصرى واليوم ترشح وزير الدفاع المصرى إلى الرئاسة يمحو الإسلاميين بقوة من السياسة وهذه إشارة جيدة. وأوضح مارجيلوف أنه مباشرة بعد الإطاحة بالملك فاروق فى عام 1952، أصبحت مصر واحدة من أكثر الدول التى لديها سماحة فى الشرق الأوسط، والكنائس القبطية أصبحت تدق أجراسها وتدعو المؤمنين إلى الصلاة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2017-07-23
هنأت منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، مصر بمناسبة ثورة 23 يوليو 1952، وقررت أن تنظم مؤتمرًا في مصر في شهر فبراير القادم لتكريم عدد من زعماء القارة الأفريقية وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ونيسلون مانديلا، بحسب محمد وهب الله نائب رئيس المنظمة ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب. وقال وهب الله فى تصريح خاص، إن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 51 دولة أفريقية، وسيكون بمثابة رسالة للعالم بأن القارة الأفريقية بها شخصيات عظيمة أثرت الحرية العالمية ولم تقف عند حد دورها في دولها بل سعت لنشر السلام في كل أرجاء العالم، وهى رسالة قوية للغرب الأن الذى يتهم بعض الدول الأفريقية ومنها مصر بأننا دول لا نتمتع بالحريات. وأكد محمد وهب الله، أن الدول الأفريقية تحترم الحريات وتسعي دومًا لعدم التدخل في شئون الدول الأخرى وهو ما يسمى هذه الأيام باحترام سيادة الدول، مضيفًا مصر أثبتت للعالم منذ إندلاع ثورة الضباط الأحرار، وإعلان الجمهورية الحديثة أنها دولة كبيرة ولديها أبناء مخلصين قادرين على تغيير الحاضر والمستقبل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: