الغزو الأمريكي للعراق
الشروق
Very Negative2025-06-13
لماذا أخفقت الجزائر وليبيا والعراق، وهى دول تتمتع بموارد كبيرة من النفط والغاز الطبيعى، فيما نجحت فى تحقيقه دول الخليج التى صار ما وصلت إليه من معدلات التنمية البشرية والمستدامة بها هو الأعلى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ لماذا، وعلى عكس نظيراتها من مصدرى النفط فى الخليج، فشلت الجزائر وليبيا والعراق فى مراكمة الثروة وتطوير مؤسساتها وقدراتها البيروقراطية وتحسين أداء الحوكمة وتقديم خدمات اجتماعية واقتصادية متكاملة لمواطنيها؟ واجهت الجزائر أزمة سياسية تلو الأخرى منذ الاستقلال فى ستينيات القرن العشرين، واندلعت فى التسعينيات حرب أهلية دموية أدت إلى تراجع حاد فى كافة مؤشرات التنمية المستدامة والحوكمة. بل ولا تزال تبعات هذه الحرب تقوض الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية وإطلاق التنافسية فى القطاعات الاقتصادية. أما فى ليبيا، فقد أدت عقود من حكم العقيد معمر القذافى إلى جميع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مقارنة بمستوياتها قبل وصوله إلى السلطة فى 1969. ومنذ 2011، تواجه ليبيا حالة مستمرة من الحرب الأهلية أو العنف الأهلى والنزاعات المتوترة بين شرق البلاد وغربها. والنتيجة الوحيدة هى غياب شبه كامل للأمن الإنسانى وانهيار فى قدرات المؤسسات العامة والخاصة على توفير سبل الحياة الآمنة والكريمة للمواطنين. أما العراق وعلى الرغم من امتلاكه لاحتياطى نفطى كبير، فتأخر تنمويا كثيرا خلال العقود الماضية. زج صدام بالعراق فى مغامرات عسكرية متكررة، وسباقات تسلح استنزفت موارده وأعاقت تقدمه. وقد دمرت حرب العراق مع إيران (1980 ــ 1988) الاقتصاد العراقى، وتلاها مباشرة غزو الكويت فى 1990 والذى انتهى بهزيمة عسكرية واستنزاف للموارد الاقتصادية والاجتماعية والبشرية إضافة إلى فرض عقوبات قاسية شملت حظرا شبه تام على تصدير النفط وأعاقت كافة محاولات التنمية المستدامة. ثم أدى الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 إلى الإطاحة بصدام حسين وحزب البعث من الحكم، غير أنه دمر أيضا الدولة العراقية وفتت البلاد على أسس طائفية ومكن إيران ولسنوات طويلة من السيطرة غير المباشرة على الحياة السياسية على نحو عمق الانقسام الطائفى والفساد. وأخفقت الحكومات المتعاقبة على إدارة شئون العراق منذ 2003 فى تحقيق أى إنجاز يذكر على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى أو فى مجال الحوكمة السياسية. • • • أما دول الخليج فقد أدارت شئونها على نحو آخر. لقد أصبحت دول الخليج نموذجا ناجحا لتطوير نظم حوكمة تتميز بأداء جيد من حيث توفير السلع الاقتصادية لمواطنيها (مثل التوظيف الكامل وارتفاع دخل الأسر)، والسلع الاجتماعية (مثل التعليم والرعاية الصحية)، وخدمات الرعاية المتكاملة (مثل خطط التقاعد وخدمات ذوى الاحتياجات الخاصة). وشملت هذه النتائج الإيجابية للحوكمة غير المواطنين الذين وفدوا الخليج بحثا عن فرص للعمل والترقى. وتجسد حالات الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر والمملكة العربية السعودية هذه الاتجاهات بوضوح. فقد طورت الإمارات العربية المتحدة وقطر عناصر حوكمة متقدمة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية وفى كل مناحى التنمية المستدامة. كما أن المملكة العربية السعودية، أكبر دولة خليجية وأكثرها كثافة سكانيا، لديها أيضا نموذج حوكمة مشابه غير أنه ظل لعقود من الزمن خاليا من العديد من النتائج الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الإيجابية الموجودة فى الإمارات العربية المتحدة وقطر. كان الخوف من التحديث وهيمنة العقيدة المحافظة فى المجتمع وجوانب أخرى من السياسات المتبعة فى المملكة، كانت مجتمعة عوامل أعاقت محاكاة التنمية الإماراتية والقطرية على الأراضى السعودية. وتغير الأمر مع الصعود السياسى لولى العهد الأمير محمد بن سلمان؛ حيث بدأت المملكة العربية السعودية فى التحديث السريع. وقد تجاوزت عمليات التحديث، وهى ترتكز إلى رؤية 2030، الموقف التقليدى المناهض للانفتاح والرافض لعقود طويلة لدمج النساء فى الحياة العامة وسوق العمل والقطاع الاقتصادى. ونتيجة لذلك تطور وضع المرأة السعودية من غياب شبه كامل عن المجال العام بكل قطاعاته ومناحيه، ومن استبعاد تام من المؤسسات الحكومية إلى اندماج سريع وشامل فى حياة المجتمع وسوق العمل وتحسين حماية النساء قانونيا فيما خص الأحوال الشخصية والشئون الأسرية. • • • نحن، إذا، أمام نموذجين للتعامل مع الثروة والموارد الطبيعية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نموذج صارت فى سياقه احتياطيات النفط والغاز الطبيعى نقمة بالمعنى التنموى وبمضامين الحوكمة، ونموذج مكنت فيه ذات الاحتياطيات دولا ومجتمعات من تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستويات معيشة مواطنيها وحماية حقهم فى الحياة الكريمة بخدمات اقتصادية واجتماعية وخدمات رعاية متكاملة. نموذج قدمه العراق إبان حكم صدام حسين وقدمته ليبيا زمن القذافى واختلط فيه الفشل الداخلى بمغامرات متكررة فى السياسة الإقليمية والدولية، ونموذج تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية يتواكب فيه النجاح الداخلى مع سياسة خارجية لا تميل (باستثناءات محدودة) إلى المغامرات. ليست الثروات والموارد الطبيعية بلعنة تنزل بالدول والمجتمعات المتمتعة بها، بل هى، وكما تدلل تجارب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مرادف لأخطار وفرص يتوقف فى سياقاتها مدى احتواء الأولى وإطلاق الثانية على حضور أو غياب رشادة نخب الحكم وقدرتها على مقاومة النزوع إلى المغامرات فى الداخل والخارج وتوظيف الثروة والموارد لبناء مؤسسات ومرافق اقتصادية واجتماعية قادرة على تحقيق التنمية المستدامة. ويسرى ذات الأمر، مع استبعاد عنصر الثروة والموارد الطبيعية، على الأخطار والفرص التى تتعرض لها دول ومجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس لها من النفط والغاز الطبيعى الحظ الوفير أو لها من الكثافة السكانية ما يجعل من إمكانات إطلاق التنمية المستدامة استنادا إلى عوائد الثروة والموارد الطبيعية فقط أمرا مستحيلا. هنا، يمكن النظر إلى الإخفاق المتراكم فى سوريا واليمن على سبيل المثال ومقارنته بالتقدم التنموى الحثيث المتحقق فى مصر والمغرب دون أن يعنى ذلك غياب الضائقة المعيشية أو عدم تكرر حدوث الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أستاذ العلوم السياسية ومدير برنامج الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
Very Positive2025-06-01
سلط برنامج "صباح جديد" على شاشة القاهرة الإخبارية الضوء على تصوير المسلسل الأمريكي في مصر، وهو المسلسل الذي يعرض في 2026، وتم تصويره بتسهيلات من لجنة مصر للأفلام. واستضاف البرنامج الموسيقار العراقي يوسف عباس، الذي يضع الموسيقى التصويرية للمسلسل وهو العراقي الوحيد المشارك في العمل الذي يتناول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مستندا على أحداث واقعية، مستوحاة من تجربة ضابط في الاستخبارات الأمريكية الذي قام باستجواب صدام عقب القبض عليه في ديسمبر 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث تم تصوير مشاهد تمثل العراق والولايات الأمريكية. يوسف عباس ومن جانبه عبر يوسف عباس عن سعادته بالمشاركة في المسلسل، مؤكدا أنه واحدة من أصعب التجارب التي خاضها على مستوى الموسيقى التصويرية لحساسية العمل من الناحية الاجتماعية والسياسية لشخص الرئيس الراحل صدام حسين. وأشار يوسف عباس إلى أن الموسيقى تنقل وجه نظر مؤلفها وبالتالي كان لابد من تقديم الموسيقى بشكل محايد خاصة وأن الجمهور سيشاهد جانب خفى من استجواب صدام حسين لم يشاهده من قبل وبالتالي كان لابد من التعبير عن مشاعره في تلك اللحظات الدقيقة. الموسيقار يوسف عباس وأوضح يوسف عباس أن العمل تم تصويره بالكامل في مصر من خلال شركة إنتاج أمريكية وهو رؤية إخراجية للمخرج ليزلي غريف الذي حرص على أن يصور في مصر لتشابه الأجواء ما بين القاهرة وبغداد. وأضاف الموسيقار العراقي يوسف عباس أنه استخدم الناي والجوزة والسُنطور وهي الآلات التي تنتمي للبيئة الشرقية وكان الخطوة الأصعب هى دمجها مع الأوركسترا، وأكمل يوسف عباس إنه كان لديه مهمة ثانية غير الموسيقى التصويرية وهي تدريب وليد زعيتر على تجسيد شخصية الرئيس صدام حسين حيث استعان بـ 62 فيديو لدراسة حركة الجسد والوصول لأداء مناسب للشخصية، بالإضافة إلى ترجمة نص السيناريو للهجة العراقية والتدقيق اللغوي. مسلسل Debriefing the President من إخراج ليزلي غريف، ويشارك في بطولته النجم جول كينمان في دور “جون نيكسون” ضابط الاستخبارات الأمريكية الذي أجرى الاستجواب، والنجم وليد زعيتر في دور “صدام حسين” ومن المتوقع أن يُحدث العمل ضجة واسعة فور عرضه. مسلسل Debriefing the President يتناول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مستندا على أحداث واقعية، مستوحاة من تجربة ضابط في الاستخبارات الأمريكية الذي قام باستجواب صدام عقب القبض عليه في ديسمبر 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث تم تصوير مشاهد تمثل العراق والولايات المتحدة الأمريكية في مصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
Very Positive2025-06-02
سلّط برنامج "صباح جديد" على شاشة "القاهرة الإخبارية" الضوء على تصوير المسلسل الأمريكي Debriefing the President في مصر، وهو المسلسل المقرر عرضه في عام 2026، وقد تم تصويره بتسهيلات من لجنة مصر للأفلام. واستضاف البرنامج الموسيقار العراقي يوسف عباس، الذي يضع الموسيقى التصويرية للمسلسل، وهو العراقي الوحيد المشارك في هذا العمل، الذي يتناول حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مستندًا إلى أحداث واقعية، مستوحاة من تجربة ضابط في الاستخبارات الأمريكية قام باستجواب صدام عقب القبض عليه في ديسمبر 2003، بعد الغزو الأمريكي للعراق. وعبّر يوسف عباس من جانبه عن سعادته بالمشاركة في هذا المسلسل، مؤكدًا أن هذه التجربة تُعد واحدة من أصعب التجارب التي خاضها في مجال الموسيقى التصويرية، نظرًا لحساسية العمل من الناحية الاجتماعية والسياسية، كونه يتناول شخصية الرئيس الراحل صدام حسين. وأشار عباس إلى أن الموسيقى تنقل وجهة نظر مؤلفها، ولذلك كان لا بد من تقديم الموسيقى بشكل محايد، خاصة وأن الجمهور سيشاهد جانبًا خفيًا من استجواب صدام حسين لم يسبق له رؤيته من قبل، وهو ما تطلب التعبير عن مشاعره في تلك اللحظات الدقيقة بدقة وحيادية. وأوضح الموسيقار العراقي أن العمل تم تصويره بالكامل في مصر من خلال شركة إنتاج أمريكية، وهو رؤية إخراجية للمخرج ليزلي غريف، الذي حرص على التصوير في مصر لتشابه الأجواء بين القاهرة وبغداد. وأضاف يوسف عباس أنه استخدم في تأليف الموسيقى آلات شرقية مثل الناي والجوزة والسُنطور، وهي آلات تنتمي للبيئة الموسيقية الشرقية، مشيرًا إلى أن الخطوة الأصعب تمثّلت في دمج هذه الآلات مع الأوركسترا الغربية. كما أكّد أنه كان له دور ثانٍ في العمل إلى جانب تأليف الموسيقى التصويرية، تمثل في تدريب الفنان وليد زعيتر على تجسيد شخصية الرئيس صدام حسين، حيث استعان بـ 62 مقطع فيديو لدراسة حركات الجسد والوصول إلى أداء مناسب للشخصية، بالإضافة إلى توليه مهمة ترجمة نص السيناريو إلى اللهجة العراقية والتدقيق اللغوي للنص. يُذكر أن مسلسل Debriefing the President من إخراج ليزلي غريف، ويشارك في بطولته النجم جول كينمان في دور "جون نيكسون" ضابط الاستخبارات الأمريكية الذي أجرى الاستجواب، والنجم وليد زعيتر في دور "صدام حسين"، ومن المتوقع أن يُحدث العمل ضجة كبيرة فور عرضه. ويتناول المسلسل حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مستندًا إلى أحداث واقعية مستوحاة من تجربة ضابط في الاستخبارات الأمريكية، قام باستجوابه عقب القبض عليه في ديسمبر 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث تم تصوير مشاهد تمثّل العراق والولايات المتحدة الأمريكية داخل مصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
Neutral2025-05-17
التحولات فى السياسة الإقليمية والدولية، لا تحدث فجأة، تراكم للتغييرات الكمية الصغيرة ينتج تحولا كيفيا، يبدو مفاجئا لكنه أقرب لتأثير نقاط ماء دقيقة تنساب ببطء على صخرة تنهار فجأة، والغليان ينتج من تراكم الحرارة بالتسخين، وحدث قبل سنوات تظهر نتائجه الآن. طبيعة السياسة، أن تتغير العلاقات والمواقف تبعا للمصالح، وانقلابات تحول العداء والصراع إلى تحالف، هناك دائما سيناريوهات لإعادة تقسيم أو إخلاء أراض لمد خطوط الغاز، أو استقبال لاجئين من هنا أو هناك، للالتفاف على رفض مخططات التهجير، السيناريو يشارك فيه الرئيس السورى الذى رصدت الولايات المتحدة قبل 10 سنوات مكافأة 10 ملايين دولار للقبض على أبومحمد الجولانى وهو قائد تنظيم النصرة. «الشرع» صعد للرئاسة بعد تغيير معادلة، والإطاحة بالأسد الذى عجز عن قراءة الواقع، فسقط بالتراكم الكمى، لتبدأ سوريا جزءا من إعادة رسم خرائط المنطقة، ويستقبل الاقتصاد الأمريكى آلاف المليارات، ويبرم اتفاقات مع الصين تغلق حرب الرسوم، فى هدنة مؤقتة، وفى انتظار تدخل الرئيس الأمريكى ليرد جزءا من مقابل ما حصل عليه الاقتصاد الأمريكى. المشهد بالمنطقة نتاج سنوات من التفاعل، بدت فيه بعض التيارات والتنظيمات ضمن سياق التغيير، بينما كانت أطرافا فى حروب بالوكالة، وتمهيد لما يجرى الآن على المسرح، تغييرات فى مصائر التنظيمات والجماعات التى نشأت على ضفاف الفوضى، منذ ما بعد الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003. كانت بذرة داعش بعد سقوط بغداد، وقرار الحاكم الأمريكى للعراق بول بريمر بحل الجيش العراقى، التقى عسكريون محترفون مع تنظيم القاعدة، صعد أبومصعب الزرقاوى، الأردنى القادم من أفغانستان، حتى قتل عام 2006، لتبدأ مرحلة إعادة بناء تنظيم داعش، بقيادة أبوبكر البغدادى، وهو ضابط عراقى سابق دخل سجون الاحتلال الأمريكى وهرب فى عملية مرتبة مع ضباط سابقين، لتبدأ مرحلة إعادة بناء ما أطلق عليه الصحفى الألمانى كريستوفر رويتر «أكبر تنظيم استخباراتى فى العصر الحديث»، وفى كتابه «السلطة السوداء» اعتمد على وثائق نشرتها ديرشبيجل الألمانية عثر عليها فى منزل سمير عبد محمد الخليفاوى وشهرته «حجى بكر» ضابط عراقى سابق ينسب له التخطيط لإنشاء داعش، سافر من العراق إلى شمال سوريا فى حماية حلف الناتو، وبعد مقتله بمنزله عام 2014، عثر على وثائق خطط داعش وهدف انتزاع جزء من العراق وسوريا لإعلان دولة منفصلة، وهو ما تم 2012، حتى إعلان قيام الدولة الإسلامية، بقيادة أبوبكر البغدادى الذى ظهر يخطب فى جامع النورى الكبير بمدينة الموصل وأعلنها عاصمة للخلافة، وبايعته تنظيمات صغيرة، وكانت هذه أول وآخر مرة يظهر فيها. ظهرت علاقات داعش بشركات ومؤسسات مالية أوروبية وأمريكية، الأمر الذى مثل تطورا جديدا فى موقف التنظيمات التى لم تكن بعيدة عن المؤسسات والأنظمة الإقليمية، بعد حملة دعائية حول التغيير فى سوريا، كانت نقطة انطلاق لحرب أهلية بدأت بما سمى «الجيش السورى الحر»، الذى اختفى ليفسح المجال لداعش والقاعدة، التى حصلت على ممرات وتمويلات من دول إقليمية، وجندت مقاتلين من دول عربية وأوروبية، وصعد حتى 2017، حيث بدأت تلاحقه الهزائم، بل إن الجولانى دخل فى صراع مع البغدادى، ما بعد إعلان داعش. وبدأ داعش فى التقلص، لتبدأ عملية «إعادة تدوير الإرهاب فى المنطقة وإخفاء الأدلة»، مع عودة الحديث عن حل سياسى، فى وجود الأسد، وسارعت تنظيمات مثل النصرة بتغيير اسمها الى «أحرار الشام» ومعها تنظيمات غيرت الأسماء وظهرت علنا، بهدف الدخول ضمن أى تسويات سياسية، ترامنا مع إعادة توزيع وتسكين أعضاء داعش غير المعروفين وتصفية واختفاء للقيادات البارزة والمعروفة، ونقل بعضهم إلى ليبيا أو إلى دول أفريقية. من أبريل 2003، لم تتوقف التفاعلات التى تظهر فى مشاهد لقاءات وتحالفات، فى الشكل والمضمون، هى فى الواقع التعبير الكيفى عن تراكمات وتفاعلات كمية على مدى عقود أوصلته إلى نقطة الغليان، وتفتيت الصخرة تحت إلحاح قطرات الماء. بالطبع فإن الاعتراف بالسلطة فى سوريا، والشرع، وإسقاط العقوبات وتحرير الأرصدة، كلها جزء من اتفاقات، قد تصل إلى خطوط مخططات التهجير، أو الاستيعاب، لكن هذا أيضا يعتمد على نتيجة تفاعلات قد تسير فى خطوط مستقيمة أو متعرجة، حيث يصبح الماضى الغامض قابلا لإعادة الإخراج والمونتاج، فى مشهد جديد، وهو ما يمكن توقعه مع كل عمل أو حدث، مثل 7 أكتوبر2023، أو 2 أغسطس 1990، والتى تتفاعل لتنتج صورا ومشاهد وصفقات، بعيدا عن نقاط الانطلاق. مقال أكرم القصاص ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-05-10
• القصة مأخوذة عن كتاب «استجواب الرئيس» لجون نكسون.. ويجسد شخصية صدام حسين الفنان الأمريكى من أصل فلسطينى وليد زعيتر «التحقيق مع الرئيس ــ Debriefing the President»، مسلسل عالمى جديد يتم تصويره بالكامل داخل مصر، للمخرج والمنتج الأمريكى ليزلى جريف، ويتناول فترة الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، وإلقاء القبض على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، واستجوابه. المسلسل قصير مكون من 6 حلقات، بدأ تصويره فى يناير الماضى بعدد من المناطق فى القاهرة، منها الحزام الأخضر، ومطار غرب، وقصر الأمير طاز، والتجمع، وشارع المعز، ومركز بحوث الصحراء، وزهرة البستان فى وسط البلد، بالإضافة إلى ديكور مسلسل جعفر العمدة المحترق وديكور زفتى بمدينة الإنتاج. وتم الانتهاء من تصوير غالبية مشاهد المسلسل باستثناء الجزء الخاص بالغزو الأمريكى للعراق، والتى تضم مشاهد ليلية، سيتم تصويرها فى سبتمبر المقبل لمدة 5 أيام فقط، ليكتمل بعدها العمل ويدخل عمليات المونتاج، ليكون جاهزًا للعرض بدءًا من أبريل المقبل فى كل دول العالم، فيما يتولى عملية توزيعه فى منطقة الشرق الأوسط المنتج تامر مرتضى. المسلسل مأخوذ عن كتاب «استجواب الرئيس» الصادر عام 2016، لجون نكسون، الخبير فى شئون الشرق الأوسط، والذى عمل 13 عامًا كمحلل سياسى لشئون العراق وإيران، بمقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فى بغداد، وكان أول أمريكى يجرى استجوابًا مطولًا مع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين بعد إلقاء القبض عليه من القوات الأمريكية. يجسد شخصية الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى المسلسل، الممثل الأمريكى من أصل فلسطينى وليد زعيتر، وهو الممثل الذى كان قد جسد شخصية الرئيس عبد الناصر فى الفيلم الأمريكى المثير للجدل «الملاك»، كما جسد دور ضابط إسرائيلى، فى فيلم «عمر» إخراج هانى أبو أسعد، وشارك أيضًا فى الفيلم الشهير (سقطت لندن ــ London Has Fallen)، مع مورجان فريمان، وجيرارد باتلر، وكذلك المسلسل الشهير «Prison Break». أما شخصية جون نكسون فيجسدها الممثل السويدى الأمريكى جويل كينمان، وتظهر شخصيات أخرى فى العمل منها كوندوليزا رايس وزير الخارجية الأمريكى سابقا، والتى تجسدها الممثلة الأمريكية دانييل لويس. منتج ومخرج المسلسل ليزلى جريف، ظهر قبل أيام مع الإعلامى أسامة كمال فى برنامج «مساء dmc» فى حوار حول المسلسل، وأكد أن أحداث العمل تبدأ قبل غزو القوات الأمريكية للعراق، عام 2002، وهو قصة إنسانية عن الإنسان، أثرت على حياتنا فى كل أنحاء العالم، سواء فى أمريكا أو أوروبا أو باقى أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن هذه هى القصص التى يريد أن يحكيها ويقدمها فى أعماله، مشيرًا إلى أن «جون نكسون» حضر جزء من التصوير فى مصر، وعندما شاهد مشهد إعدام صدام حسين بكى وامتلأت عيناه بالدموع. وأكد ليزلى جريف، أنه لا ينحاز لرواية واحدة، بل يقدم الأحداث بشكل حيادى، مشيرًا إلى أن التصوير تم فى حضور عراقيين، لضبط اللغة والأحداث تاريخيًا. وعن سبب اختياره لممثل من أصول فلسطينية وليس عراقية، لتقديم شخصية «صدام حسين»، قال «ليزلى»: إن ذلك كان خطأ، مؤكدًا أنه لم يكن يعرف بأن هناك فروقًا كبيرة بين اللهجات فى الدول العربية، وهذا تطلب جهدًا كبيرًا بدأ بالتدريب على اللهجة العراقية، كما تم إعادة كتابة السيناريو، حتى يكون مناسبًا للممثل الأردنى وليد زعيتر، ولكنه فى النهاية فعلها وقدم العمل بأداء متقن. أما عن تجربة التصوير فى مصر، فأكد ليزلى جريف، أنه كان سعيدًا بالتصوير فى مصر، وبالإمكانيات الضخمة التى تملكها مصر، وسهلت عليها مهمة تصوير الفيلم، لدرجة أن كل من شاهد مشاهد الولايات المتحدة أو العراق، لم يشعر بفرق، وأكد أن علاقته بمصر، بدأت قبل 20 سنة، لصداقته بالدكتور زاهى حواس، كاشفا عن أنه كان منتجا لكثير من أعماله الوثائقية، كما أنه صديق للممثلة نيللى كريم، التى عبرت له عن سعادتها بتصويره لمسلسل «التحقيق مع الرئيس» داخل مصر. يذكر أن جون نكسون عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق، يقول فى كتابه «استجواب الرئيس»، الذى أخذت عنه أحداث المسلسل: لقد شعرت أثناء جلسات استجواب صدام حسين أننى أعرفه، ولكن الأسابيع التالية جعلتنى أدرك أن الولايات المتحدة أساءت فهمه وفهم دوره كعدو حازم للتيارات الراديكالية فى العالم الإسلامى». وعن تجربة استجوابه لصدام حسين، قال إنه وجده بكامل قواه العقلية، وليس مجنونًا كما يردد البعض، مشيرًا إلى أن العالم كان مليئًا بأعداد من السفاحين المختلين ولكن الغريب هو أن الولايات المتحدة اختارت ملاحقة هذا الرجل، والحكومة الأمريكية لم تأخذ فى اعتبارها أبدًا ما سيئول إليه الشرق الأوسط بغياب صدام، فالإطاحة به خلّفت فراغًا فى السلطة حوّل الخلافات الدينية فى العراق إلى حمام دم طائفى. ويذكر «نكسون» فى كتابه عن لسان الرئيس صدام حسين أثناء الاستجواب أنه اعتقد أن هجمات الحادى عشر من سبتمبر كانت يجب أن تقرِّب الولايات المتحدة منه ومن نظامه لا العكس، فقد اعتقد صدام أن التحالف بين البلدين أمر طبيعى وبديهى فى الحرب على التطرف وهو حسب جون نكسون كرر أكثر من مرة خلال التحقيق معه أنَّه لا يفهم سبب الخلاف معه وهو السنى الذى يمثل حزبه رمز القومية العربية الاشتراكية والذى يعتبر بالوقت نفسه أن التطرف السنى مصدر تهديد لقاعدة سلطته. وعن صدام ينقل جون نكسون أيضًا أنَّه توقع بانتشار الفكر السلفى بسرعة تفوق كل التوقعات ويعود ذلك بحسب رأيه إلى أن الناس ستعتبر السلفية فكرًا ونضالًا، وسيصبح العراق ساحة لكل من يريد حمل السلاح ضد أمريكا. الكتاب يكشف زيف الشعارات التى يَدَّعى حاملوها محاربة الإرهاب والدعوة إلى احترام حق الشعوب فى تقرير مصيرها؛ حيث يرصد الملابسات التى استخدمت لتبرير الغزو الأمريكى للعراق وإسقاط نظام صدام، وأهداف صانعى السياسية فى البيت الأبيض والقيادات من القابعين فى مبنى وكالة الاستخبارات المركزية ومخططاتهم تجاه المنطقة، وعن كواليس عملية إعدام صدام بمنصة مؤقتة فى سرداب مظلم ببغداد، والتى يقول عنها مؤلف الكتاب جون نكسون: أتينا إلى العراق قائلين إننا سنحول الأوضاع نحو الأحسن، وسنجلب معنا الديمقراطية وسلطة القانون. وها نحن نسمح بشنق صدام فى ظلام الليل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-05-10
فى عرف مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، التهجير القسرى هو ذلك الذى يحدث عندما يضطر أفراد وجماعات إلى، أو يرغمون على، الهرب أو مغادرة ديارهم أو أماكن معيشتهم الاعتيادية نتيجة لآثار أحداث أو أوضاع، أو لتفادى آثار أحداث أو أوضاع، مثل النزاعات المسلحة، والعنف المعمم، وانتهاكات حقوق الإنسان، والكوارث الطبيعية منها وتلك التى تعتبر من صنع الإنسان. إلى أسباب التهجير القسرى التى تسوقها المفوضية السامية للاجئين يمكننا أن نضيف تفسيرا لآثار الأحداث والأوضاع مثل تدمير سبل المعيشة ومصادر الدخل الضرورية لها. التهجير القسرى داخلى عندما ينتقل الأفراد والجماعات من موقع إلى آخر فى إقليم البلد نفسه، أو خارجى عندما يعبر هؤلاء الأفراد والجماعات الحدود الدولية لبلدهم إلى بلد أو بلاد أخرى. التعريف المذكور وتفسيره مفاهيمى بمعنى أنه ذو انطباق عام، صحيح فى المنطقة العربية وفى غيرها. غير أنه فى المنطقة العربية، والمقصود بها هنا الشرق الأوسط وحده وتخومه المباشرة، تعددت حالات التهجير القسرى الناشئة عن النزاعات المسلحة تحديدا، نزاعات هى حروب خارجية وداخلية. بخلاف التهجير القسرى الفلسطينى الممتد، نشأت الحالات على فترات متقاربة فى القرن الحادى والعشرين، وهو تعدد يكشف عن عمق الأدواء التى ألمّت بالمنطقة وعلى انتشارها. هى أدواء الاستعمار الاستيطانى والعنصرية، والحكم السلطوى التسلطى، وبث الفرقة، وتجاهل حقوق الناس والاستهتار بها. أول حالات التهجير القسرى فى القرن الحادى والعشرين هو ذلك الذى نشأ عن الغزو الأمريكى للعراق فى سنة 2003 ثم عن النظام السياسى الطائفى الذى فرضه الحكم الأمريكى المباشر أثناء احتلاله الأول للبلاد. الهجرة العراقية كانت متوقعة فور الغزو ولكنها لم تنشأ عندئذ. الدستور الجديد اعتمد فى سنة 2005 ودخل حيز النفاذ فى سنة 2006. عندها بدأ الفرز الطائفى والعنف المعمم وتجمع أبناء الطائفتين الشيعية والسنية فى مناطق خاصة بكل منهم فى داخل العراق نفسه، كما تسارعت الهجرة القسرية الخارجية لأبناء الطوائف المسيحية، وهاجر العراقيون من كل الطوائف بحثا عن الحماية وسبل المعيشة، فلجأوا إلى الأردن وسوريا بالذات، كما جاءوا إلى مصر وذهبوا إلى تركيا وغيرهما. *** فى سنة 2006، الحرب الإسرائيلية على لبنان، على حزب الله تحديدا فيه، كانت نتيجتها عبور سكان من الشمال بالذات للحدود، لاجئين إلى سوريا. الانتفاضة الشعبية فى سوريا فى سنة 2011 ثم عسكرتها واندلاع الحرب الأهلية الصريحة فيها أدت إلى نزوح ستة ملايين مواطن سورى انتقلوا من ديارهم وأماكن معيشتهم المعتادة إلى مناطق غيرها فى سوريا. من بين المواطنين السوريين الواحد والعشرين مليونا فى سنة 2011، هاجر قسريا خمسة ملايين آخرون إلى خارج بلدهم فلجأوا طالبين الحماية وسبل العيش إلى لبنان أولا فجعلوا منه أول بلدان العالم من حيث معدلات الهجرة. معدل الهجرة هو نسبة المهاجرين إلى سكان البلد المعنى. الأردن صار البلد الثانى فى إيواء اللاجئين السوريين وكذلك فيما يتعلق بمعدلات الهجرة فى العالم. ولجأ المواطنون السوريون بالملايين إلى تركيا، كما جاءوا إلى مصر، وبأحجام أصغر لجأوا إلى بلدان عربية أخرى. اعتبارا من سنة 2014، وصل اللاجئون السوريون إلى البلدان الأوروبية، سواء عن طريق تركيا ثم بلدان البلقان، أو اليونان، وبمسارات أخرى أقل أهمية. مقصد اللاجئين السوريين المفضل كان فى البداية هو السويد وألمانيا ولكنه سرعان ما أصبح ألمانيا وحدها بعد أن تراجعت السويد عن سياسة ترحيبها باللاجئين والمهاجرين. ثلاث ملحوظات يجدر الإبداء بها فى هذا الشأن. الملاحظة الأولى هى أنه على عكس عبور الحدود سيرا على الأقدام، اللجوء إلى أوروبا مكلف ولذلك، فالهجرة القسرية السورية إلى أوروبا كانت للاجئين ذوى موارد ومتعلمين. الملاحظة الثانية هى أن الهجرة القسرية السورية كان مسكوتا عنها عندما كانت محصورة فى المنطقة. لما وصلت هذه الهجرة إلى أوروبا، صارت أزمة دولية وعبأ الاتحاد الأوروبى جهوده وموارده لمواجهتها بل واستصدر قرارا من مجلس الأمن الدولى لقمع عصابات تهريب المهاجرين التى اعتبرها مسئولة عنها. الملاحظة الثالثة هى مضاعفة حركات اليمين الشعبوى الأوروبى لخطاب كراهية الآخر ومعاداة الأجانب الذى قابلت به اللاجئين السوريين، وفيما يبين التداخل بين مسالك السياسة الدولية، استغلالها الفرصة لتقويض أسس النظم الديمقراطية الأوروبية. *** فى كل هذه الأثناء، بقيت كاملة مسألة الهجرة القسرية للشعب الفلسطينى. نتيجةً لإنشاء إسرائيل ولحرب فلسطين الأولى فى سنة 1948 ثم لحرب يونيو سنة 1967، كانت الهجرة القسرية الفلسطينية داخلية فى اتجاه الضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة، وكذلك خارجية نحو البلدان المتاخمة، الأردن، وسوريا ولبنان، وفى المنطقة كذلك بأعداد أقل إلى مصر والعراق. الانتقال المتتالى على مدى قرن من الزمان فى سوريا الكبرى التاريخية، فيما بين فلسطين والأردن وسوريا ولبنان يثير، بالضرورة تساؤلات عن النظام الدولى الإقليمى الذى نشأ فيما بعد الحرب العالمية الأولى، بمقتضى اتفاقية سان ريمو فى سنة 1920 ثم نظام الانتداب فى سنة 1922. سنعود أدناه إلى الهجرة القسرية الفلسطينية. خارج سوريا الكبرى، منذ إبريل سنة 2023، اندلعت حرب أهلية عبثية وحشية جديدة فى السودان فانفجرت تدفقات الهجرة القسرية فيه مرةً أخرى. ثمانية ملايين وثمانمائة ألف نازح داخلى، تهددهم المجاعة حاليا، وأربعة ملايين ومائتا ألف لاجئ طلبوا الحماية وسبل العيش فى مصر وتشاد وإثيوبيا وإريتريا وفى جنوب السودان الذى تستعر فيه هو نفسه حرب أهلية. قبل نهاية سنة 2024، كان نظام الرئيس بشار الأسد فى سوريا قد سقط. منذ سقوطه فى شهر ديسمبر الماضى عاد إلى سوريا أربعمائة وثلاثون ألف لاجئ من البلدان المتاخمة ومن المنطقة ليصل عدد العائدين فى كل سنة 2024 إلى ثمانمائة ألف. هذا إيجابى لسوريا وللشعب السورى، وتراه كذلك تياراتٌ سياسية فى الدول المتاخمة، خاصة لبنان وتركيا، تطالب منذ زمن، لأسباب تخص السياسة الداخلية فى كل منها، بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. غير أنه، لتستمر العودة على وتيرتها فى العام الماضى، وحتى لا يغادر من جديد من عادوا فلا بد من إعادة بناء سوريا المهدمة بفعل الحرب المستمرة منذ بداية العقد الماضى. ليست هذه مهمة يسيرة فى وقت لا يسيطر فيه النظام الجديد على مجمل الإقليم الوطنى ومازالت المواجهات فيه مستمرة. أما فى غزة فالحرب ضد سكانها مستمرة منذ الثامن من أكتوبر 2023 وهدفها الصريح والمعلن على الملأ هو إرغام سكانها على مغادرتها، أى على الهجرة القسرية. لا يغرنك حديث الإسرائيليين عن اختيار سكان غزة للهجرة طوعيا. إرغام سكان غزة على الهجرة، لأنه لا خيار أمامهم غيره، هو هجرة قسرية يحظرها القانون الدولى. إسرائيل تزعم أن بلدانا حول العالم وافقت على استقبال سكان غزة فى أراضيها. أى بلدان هذه التى ستقبل تصدير تبعات النزاع الفلسطينى الإسرائيلى والعربى الإسرائيلى إلى أراضيها؟ نية إسرائيل هى إرغام مصر والأردن على قبول الشعب الفلسطينى الذى يسكن غزة فى أراضيهما عندما لا يستطيعان، لا هما ولا شعباهما، تحمل مناظر الجوع والمرض والإهانة التى تنزلها إسرائيل به. أما أن يغادر السكان غزة مؤقتا ليعودوا إليها بعد إعادة بنائها فمردود عليه بأنهم إن تركوا أرضهم فلن يعودوا إليها. إسرائيل لن تقبل عودتهم كما لم تقبل عودة آبائهم وأجدادهم عندما أرادوا ذلك. ثم إنه إن نجحت إسرائيل فى إجلاء سكان غزة عن أرضهم، فالدور سيجىء بعدهم على سكان الضفة الغربية. مصر والأردن أصابا بالإعلان عن رفضهما لتهجير الشعب الفلسطينى من غزة، فلا حكومة كل منهما ولا شعبيهما يقبلان هذا التهجير أو هذا التجويع وهذه الإهانة للشعب الفلسطينى. لعل البلدين يعيدان تأكيد رفضهما للتهجير ولاستمرار إسرائيل فى نهجها الذى يرمى إلى وضعهما أمام الأمر الواقع. الرفض الآن أقل تكلفة سياسية منه عندما يوضع البلدان أمام الأمر الواقع. هذا الرفض لا بد أن تصحبه خطوات ملموسة للتعبير عنه حتى يؤخذ بالجدية التى يستحقها. التهجير القسرى العراقى انحسر، وإن كان مؤسفا أن بعض مكونات الشعب العرقى المتعددة غادرت ولا يبدو أنها ستعود. خسارة كبيرة هذه. تبقى الهجرة القسرية الفلسطينية فيما يتعدى سكان غزة، أو بعبارة أخرى، تبقى مسألة اللاجئين الفلسطينيين. حلها يرتبط بتسوية مجمل القضية الفلسطينية. لم يوَكّل أحدٌ فى إغلاق ملف القضية الفلسطينية وهو ملف ثبت أنه لا يمكن إغلاقه وجهود إسرائيل الحالية لإثبات عكس ذلك مآلها الفشل. *** مما تعرض له هذا المقال، تبقى الهجرتان القسريتان السورية والسودانية. بإيجاز هما نتيجة لنزاعين نشآ عن سوء حكم مستمر لفترات طويلة فى كل من البلدين. عودة النازحين الداخليين إلى ديارهم واللاجئين من بلدان ملجأهم إلى بلد كل منهم وإلى بيوتهم يتوقف على تسوية سياسية للنزاع أو النزاعات المتعددة وعلى إنشاء نظام حكم رشيد فى كل منهما. تسوية النزاعات وإقامة أنظمة للحكم الرشيد ممكنة وهما ضروريان الآن أكثر منهما فى أى وقت مضى. هما ضروريان فى عالم جديد لا ترتسم ملامح له ولا قواعد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-05-08
قال المخرج والمنتج الأمريكي ليزلي جريف، إنه انتهى من تصوير مسلسل عالمي جديد بالكامل داخل مصر، يحمل اسم "التحقيق مع الرئيس - Debriefing the President"، مأخوذ عن كتاب "استجواب الرئيس صدام" لجون نيكسون الخبير في شئون الشرق الأوسط، والذي عمل 13 عاما كمحلل سياسي لشئون العراق وإيران، بمقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في بغداد، وكان أول أمريكي يجري استجوابا مطولا مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد إلقاء القبض عليه من القوات الأميركية. وخلال ظهوره مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc"، أكد ليزلي جريف، أن المسلسل قصير مكون من 6 حلقات، وسيتم عرضه في كل دول العالم، بدءا من أبريل المقبل، والمنتج تامر مرتضى هو المسئول عن توزيعه في منطقة الشرق الأوسط. وكشف "ليزلي"، أن أحداث المسلسل تبدأ قبل غزو القوات الأمريكية للعراق عام 2002، وهو قصة إنسانية عن الإنسان، أثرت على حياتنا في كل أنحاء العالم، سواء في أمريكا أو أوروبا أو باقي أنحاء العالم، مشيرا إلى أن هذه هي القصص التي يريد أن يحكيها ويقدمها في أعماله، مشيرا إلى أن جون نيكسون حضر جزء من التصوير في مصر، وعندما شاهد مشهد إعدام صدام حسين بكى وامتلأت عيناه بالدموع. وعن سبب اختياره لممثل أردني لتقديم شخصية "صدام حسين"، قال "ليزلي"، إن ذلك كان خطأ كبيرا، مؤكدا أنه لم يكن يعرف بأن هناك فروقا كبيرة بين اللهجات في الدول العربية، وهذا تطلب جهدا كبيرا بدأ بالتدريب على اللهجة العراقية، كما تمت إعادة كتابة السيناريو، حتى يكون مناسبا للممثل الأردني وليد زعيتر، ولكنه في النهاية فعلها وقدم العمل بأداء متقن. وأكد "ليزلي"، أن غالبية مشاهد الفيلم تم الانتهاء من تصويرها ولكن هناك 5 أيام فقط متبقية، سيتم تصويرها في سبتمبر المقبل، وهي المشاهد الخاصة بالغزو الأمريكي للعراق، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن كان سعيدا بالتصوير في مصر، وبالإمكانيات الضخمة التي تملكها مصر، وسهلت عليها مهمة تصوير الفيلم، لدرجة أن كل من شاهد مشاهد الولايات المتحدة أو العراق، لم يشعروا بفرق. وحول علاقته بمصر، قال المخرج والمنتج الأمريكي ليزلي جريف، إنها بدأت قبل 20 سنة؛ لصداقته بالدكتور زاهي حواس، كاشفا عن أنه كان منتجا لكثير من أعماله الوثائقية، وأنه صديق للممثلة المصرية نيللي كريم، وأكد أنها عبرت له عن سعادتها بتصويره لمسلسل "التحقيق مع الرئيس" داخل مصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-05-07
قال ليزلي جرايف، منتج مسلسل "التحقيق مع الرئيس"، الذي تدور أحداثه عن الغزو الأمريكي للعراق، إن هناك 5 أيام فقط متبقية على الانتهاء من تصوير المسلسل، وسيتم تصويرها في سبتمبر المقبل، وهي المشاهد الخاصة بالغزو. وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج "مساء dmc" الذي يذاع على قناة "dmc": " سعيد بتصوير المسلسل في مصر، وبالإمكانيات الضخمة التي تملكها مصر، لأنها سهلت علينا مهمة التصوير، لدرجة أن كل من شاهد مشاهد الولايات المتحدة أو العراق، لم يشعروا بفرق". وأوضح أن علاقته بمصر بدأت قبل 20 عاما، لما تربطه من صداقته بالدكتور زاهي حواس، كاشفا عن أنه كان منتجا لكثير من أعماله الوثائقية، كما أنه صديق للممثلة المصرية نيللي كريم. وأكد أنها عبرت له عن سعادتها بتصويره لمسلسل "التحقيق مع الرئيس" داخل مصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-16
حدث انقلاب 8 آذار/مارس 1963 فى سوريا باسم إعادة الوحدة بينها وبين مصر. تلك الوحدة التى لم تجرؤ حكومات «الانفصال» المتعاقبة على إلغاء قراراتها «الاشتراكية» لما كان لها من دعم شعبى. لكن البعثيين سرعان ما أطاحوا بشركائهم الناصريين، ثم انقسموا على أسس مناطقية و«طبقية» ليطردوا عام 1965 جميع الكوادر المدينية من الوظيفة العامة. أولئك الذين قامت الدولة السورية بعد الاستقلال إلى حدّ كبير بفضل التزامهم بالمصلحة العامة ونشر التعليم والكهرباء. وجاء انقلاب حافظ الأسد عام 1970 على خلفية صراع «أيلول الأسود» الأهلى فى الأردن وعلى خلفيات طائفية، بل ما دون طائفية. وسرعان ما تم قمع الحركات الاجتماعية المدنية والنقابات التى رفضت استمرار قانون الطوارئ، لينتهى الأمر بتحول الخلافات مع السلطة إلى أبعاد طائفية، مع سرايا الدفاع و«انتفاضة» الإخوان المسلمين فى حلب وحماة، المدعومة حينها من صدام حسين، غريم الأسد البعثى، التى انتهت بمجازر دامية وبسجون ألغت طويلا للكثيرين أى مدلول للحرية والكرامة. بل عاش بعدها الشعب السورى حصارا خارجيا خانقا لم يتوقف إلا مع سقوط الاتحاد السوفيتى وحرب الكويت واكتشاف النفط. لكن انفتاح السلطة النسبى على المجتمع وعلى الخارج منذ بداية التسعينيات لم يؤسس للمستقبل، لأن السلطة لم تقبل، لا بالتشارك مع النخب الاقتصادية الصاعدة، ولا مع التيارات السياسية والاجتماعية السورية التى عادت للانتعاش، لأن معظمها لم يقبل أن يكون ألعوبة بيد السلطة، على عكس زعماء الحرب اللبنانيين فى ظل احتلال الجيش السورى لبلادهم. إلا أن المناخ الاجتماعى كان إيجابيا إجمالا فى التسعينيات ومع بدايات بشار الأسد. حيث لم يكن لـ«ربيع دمشق» أن يهدد حقّا السلطة القائمة. بل كان فرصة كى تنفتح هذه السلطة على التشاركية الاجتماعية والسياسية بمواجهة التحديات الخارجية التى تمثلت خاصة فى الغزو الأمريكى للعراق. وكان ذلك أيضا فرصة لمصالحة اجتماعية لالتئام جراح مجازر حماة وسجن تدمر، وما بقى كامنا يغذى نمو الطائفية، فى حين كان العراق يتفجر طائفيا وإثنيا. • • • كان لهذه الخلفية دور فى تحول «انتفاضة» حرية وكرامة فى سوريا، فى سياق «الربيع العربى»، إلى صراع أهلى وحرب إقليمية ودولية بالوكالة، مع زج كل متطرفى الدنيا فى أتونها. أربع عشرة سنة من المعاناة والتهجير للشعب السورى وجرائم ومجازر ارتكبتها أطراف الصراع جميعها، وتجويع لهم من جراء العقوبات وتسلط الميليشيات وذل الارتهان للمساعدات. هكذا فرح الشعب السورى قاطبة بسقوط الأسد مع الأمل بالسير نحو نهاية المعاناة والعقوبات ونحو الحرية والكرامة. وبالتأكيد كانت هناك لدى الكثيرين مخاوف من خلفيات الذين استلموا مقاليد السلطة. لكن الانخراط الاجتماعى إلى جانبهم، انطلاقا من الأمل، كان كبيرا. وخاصة منح الفرصة للتحول لأخذ البلاد إلى بر الأمان أمام التحديات الكبيرة الداخلية والخارجية على السواء، وبالخصوص إنهاء تفلت الميليشيات لترسيخ جيش منظم والنهوض بمستوى المعيشة ولو تدريجيا وترسيخ أسس دولة لجميع السوريين والسوريات. لكن دلالات الواقع تقول شيئا آخر إذ إن أمورا كثيرة شابت «فترة السماح». تلك الأمور تمثلت فى ازدياد سوء الأوضاع الاقتصادية فى بلد يرزح أغلب سكانه تحت خط الفقر من جراء سياسات مالية واقتصادية لم تتسم بالحكمة بأقل تقدير. كما تم صرف أعداد كبيرة من الموظفين الحكوميين كترجمة انتقال خطاب الإدارة من «الحفاظ على مؤسسات الدولة» إلى «إعادة بناء الدولة من الصفر». وللإشارة على ذلك تكتفى الدلالات الكبيرة فى نص مطالب أهالى السويداء التى رُفعت مؤخرا للإدارة الجديدة. بالتوازى إن قضية ضم الفصائل فى جيش سورى موحد بقيت صورية، إذ بقى تمويل أجور هذه الفصائل يأتى مباشرة من الخارج وليس عبر الإدارة. وأمام تحسّن صورة الإدارة الجديدة فى الخارج والأمل فى رفع العقوبات، قبِل الشعب السورى، بتفهم للصعوبات، بتباطؤ الآلية السياسية ونواقص التشاركية فى الحوار الوطنى، واستمرار حكومة «تسيير الأعمال» فى مهامها رغم انتهاء مدة الثلاثة أشهر. لكن الإدارة الجديدة ربما لم تنتبه إلى الاحتقان الاجتماعى الذى كان ينمو وحذر الكثيرون من انفجاره، على أرضية ازدياد سوء الأوضاع المعيشية ونمو الخطاب الطائفى وممارساته بشكل غير مسبوق. كان لا بد من إطلاق سريع لمسار «عدالة انتقالية» اجتماعى، محاسبة ومصالحة بالحد الأدنى. كى لا تؤدى الضغائن التى راكمتها الحرب إلى انتقامات فردية أو جماعية تفاقم الاحتقان. هكذا حتى انفجرت أحداث منطقة الساحل السورى كى تشكل منعطفا كبيرا فى المسيرة الحالية. وبالطبع يمكن الاختلاف كثيرا حول أسباب هذه الأحداث وآلية انطلاقها، إلا أن مجازر واسعة موثقة حدثت ضد فئة معينة من السوريين، وغيرهم بالاشتباه أو بالجملة. ما يعيد الذاكرة إلى مجازر «الحولة» و«البياضة» وغيرها. وقد أدى عدم القدرة على التعامل مع التمرد بمنطق الدولة وانفلات الميليشيات فى مجازرها إلى صدمة كبيرة ضمن المجتمع السورى وفى الخارج جعلت كل المسار السياسى لـ«فترة السماح» هامشيا، بما فيها الإعلان والتوقيع على الإعلان الدستورى للمرحلة الانتقالية، مهما كانت إيجابياته أو سلبياته. لقد تداعت الولايات المتحدة وروسيا سوية، فى سابقة منذ حرب أوكرانيا، فى محاولة تجنب تداعيات منعطف أحداث الساحل، ولعقد اتفاق مبادئ بين الإدارة الجديدة وإدارة شمال شرق سوريا. وقد خلق هذا الاتفاق مناخا اجتماعيا إيجابيا فى كل المناطق... ولكن قصير الأمد. خاصة أنه يضع السلطة القائمة أمام تحدى ومسئولية العمل على أساس هذا الاتفاق لوضع أسس حقيقية لإعادة لم شمل المناطق السورية، ليس فقط فى شمال شرق البلاد، بل أيضا فى الجنوب ومع الساحل.. كما يضع الإدارة الذاتية وقوات قسد فى شمال شرق أمام تحدٍ ومسئوليّة تجاه كامل التراب السورى وليس فقط مناطق سيطرتهما اليوم. ليست التحديات والمسئوليّات التى تقع على الطرفين بالسهلة. إذ أن أحداث الساحل أنهت واقعيا «فترة السماح» ووجهت المخاوف والآمال نحو مسارات أخرى. كيف يُمكن رأب الصدع الذى أخذت إليه هذه الأحداث، والتى لم تنته بعد؟ وكيف يُمكن إطلاق مسار «عدالة انتقالية» حقيقى وعقلانى، يحاسب المرتكبين كما مرتكبى السلطة السابقة؟ مسار يحفظ وحدة سوريا أمام الأطماع الخارجية. • • • إن جميع السلطات التى حكمت سوريا منذ زمن طويل لم تلتزم بالدساتير التى صاغتها بنفسها وعلى مقاسها. وما أسس للمسار الذى عرفته واقعيا هو كيف تعاملت هذه السلطات تجاه المنعطفات الكبيرة، الداخلية والخارجية؟ وتكمن المخاطر الكبرى فى فقدان الثقة بالسلطة القائمة، سواء اجتماعيّا داخليا، وكذلك أمام الدول التى تحتاج سوريا إلى ترسيخ العلاقات معها لضمان استقرار البلاد فى ظل الصراعات الإقليمية والدولية المنفلتة من عقالها. العبرة اليوم فى كيفية نصرة السلطة الحالية لتلك السيدة العجوز التى أُعدم أبناؤها أمامها وقالت للمجرمين... «فَشرتوا»!، كما قالها سابقا «الثوّار» فى وجه السلطة البائدة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2025-01-15
أفاد المتحدث العسكري لجماعة الحوثي في اليمن بتنفيذ عملية هجومية جديدة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" ومجموعة من القطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر. وقال العميد يحيى سريع، في بيان رسمي: "تمكنت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، بفضل الله، من تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية وعدة قطع بحرية أخرى باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة". وأوضح سريع أن الهجوم جاء "ردًا على محاولات عدائية تستهدف اليمن"، مشيرًا إلى أن هذه العملية تعد السادسة من نوعها منذ وصول الحاملة إلى البحر الأحمر. وأكد البيان أن العملية "أصابت أهدافها بنجاح"، معتبرًا إياها ردًا على المجازر التي تُرتكب في غزة وانتصارًا لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته. وأضاف: "القوات المسلحة اليمنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي، وستواصل عملياتها حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار المفروض على قطاع غزة". تعتبر "إس إس هاري ترومان (CVN-75)" إحدى أكبر حاملات الطائرات الأمريكية، وسميت باسم الرئيس الـ33 للولايات المتحدة، هاري ترومان وتم تدشينها عام 1997 وشاركت في العديد من العمليات العسكرية حول العالم. يبلغ وزن حاملة الطائرات " ترومان" حوالي 116400 طن، فيما يبلغ طولها 333 م وبعرض 77 م، ويصل عدد أفراد الطاقم إلى حوالي 6 آلاف فرد، ويمكن لمسطحها حمل 90 طائرة مقاتلة ومروحيات هليوكوبتر بخلاف إطلاق طائرات بدون طيار، إلى جانب منظمات الدفاع الجوي وأجهزة الردار المختلفة والمدفعيات.تعمل حاملة الطائرات هذه والفريدة من نوعها بالطاقة النووية وبها مفاعلات نووية، كما تمتلك محطات لتحلية المياه لتلبية احتياجات طاقمها دون الحاجة إلى التزود بالمياه من مصدر خارجي. لعبت "ترومان" دورًا كبيرًا في حرب أفغانستان التي خاضتها الولايات المتحدة عام 2001 ضد نظام طالبان، كما شاركت في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بحجة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، قدمت دعمًا كبيرًا للقوات الأمريكية في هذه الحروب سواء توفير الحماية الجوية أو توفير عمليات التمويل والإمداد وتنفيذ عمليات قصف وطلعات للطائرات المرابطة عليها.ظهرت حاملة الطائرات "ترومان" من جديد في الشرق الأوسط عام 2014 مع زيادة الدور الأمريكي في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي الذي انطلق من العراق وسوريا منتصف 2014، واستمرت مشاركتها في العمليات حتى عام 2018 مع مشاركتها في مناورات عسكرية أجرتها الولايات المتحدة حول العالم خاصة بالقرب من روسيا في ظل توتر العلاقات معها على خلفية الأزمة الأوكرانية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-12-13
فى الشرق الأوسط، كانت إيران بحساب التداعيات الإقليمية للغزو الأمريكى للعراق المستفيد الأول الذى امتدت رقعة حلفائه من لبنان (حزب الله) وسوريا (نظام بشار الأسد) إلى سيطرة الأحزاب والجماعات الشيعية على الحكم فى العراق وصارت الميليشيات المسلحة المدعومة منه رقمًا فاعلًا فى عموم المنطقة وحائط حماية لأمن إيران ومصالحها فى مواجهة العدوين الأمريكى والإسرائيلى وللمساومة معهما حين يأتى وقت المفاوضات والصفقات. لذلك ارتكزت السياسات الإيرانية إلى توظيف الأدوات العسكرية بصور مباشرة وغير مباشرة فى مناطق نفوذها وانطلاقًا منها للحصول على مزيد من المكاسب الاستراتيجية مستغلة حالة السيولة الإقليمية الهائلة. • • • من جهة أولى، حددت طهران مكاسبها المحتملة بالحفاظ على شبكة حلفائها دون تقويض ودعمهم للتغلب على الانتفاضات التى اجتاحت المنطقة ونشدت التخلص منهم ومن طبائعهم الديكتاتورية والطائفية والفاسدة. وهكذا فعلت طهران مع نظام بشار الأسد فى سوريا منذ ٢٠١١ ومع حزب الله إبان الاحتجاجات الشعبية اللبنانية بين ٢٠١٩ و٢٠٢١ ومع الأحزاب الشيعية الحاكمة فى العراق ٢٠١٩، وحالت دون زوال أو تراجع سيطرتهم على مقاليد الحكم والسياسة فى البلدان الثلاثة. من جهة ثانية، بحث الإيرانيون عن استخدام الأدوات التى أمدوا بها حلفائهم لتهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى الشرق الأوسط وللضغط على الفاعلين الإقليميين القريبين من الشيطانين الأكبر والأصغر بتضييق ساحات حركتهم. وهكذا فعل الحرس الثورى الإيرانى باستخدام الميليشيات الشيعية فى العراق لمناوئة الولايات المتحدة وحزب الله المتمدد من لبنان إلى سوريا لمناوئة المصالح الإسرائيلية بغية إبعاد واشنطن وتل أبيب عن تهديد أمن طهران وعن التعرض لمنشآتها النووية وعن تدمير سلاح حلفائها، وهو ما رتب سلسلة من العمليات العسكرية المتتالية (الاعتداءات على القواعد الأمريكية فى العراق وسوريا واغتيال قائد الحرس الثورى آنذاك قاسم السليمانى والهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل) وعصف باستقرار المنطقة. من جهة ثالثة، حضرت إيران فى الأراضى الفلسطينية بالترويج لمقولات المقاومة والممانعة تجاه إسرائيل وخطاب تدمير "الكيان الصهيوني" وبالدعم العسكرى والتنظيمى المستمر لحركة حماس وللفصائل الفلسطينية الأخرى فى غزة وبالتهميش المنظم فى ساحات فعلها الإقليمى للسلطة الفلسطينية الرسمية. ونتج عن سياسات وممارسات طهران فى هذا السياق والتى كان هدفها العريض هو الضغط على إسرائيل، نتج عنها توتر مستمر فى علاقاتها مع مصر (العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ ١٩٧٩) ومع الأردن أى مع الدولتين العربيتين المجاورتين لفلسطين وإسرائيل والمتبنيتين لخيار السلام وحل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية. من جهة رابعة، سعت إيران إلى توسيع شبكة حلفائها المذهبيين باتجاه اليمن الذى تحولت انتفاضته إلى حرب أهلية تنوعت أطرافها وبرزت فى سياقاتها جماعة الحوثى كقوة شيعية مؤثرة توجهت إلى طهران بطلب الدعم العسكرى والمالى والتنظيمى والسياسى. وبالقطع لم تبخل عاصمة الجمهورية الإسلامية عن مد خيوط الدعم والمساندة، وهى الباحثة أبدا عن أتباع ووكلاء بالقرب من المراكز السنية الكبيرة فى الشرق الأوسط وهى أيضًا صاحبة العلاقات المتوترة لأمد طويل مع السعودية الجار الكبير لليمن والذى دخل بالشراكة مع دولة الإمارات ومملكة البحرين فى الحرب الأهلية وساند مناوئى الحوثى. وكانت نتيجة نشوب حرب بالوكالة بين إيران والسعودية على الأراضى اليمنية بين ٢٠١٥ و٢٠٢٣ أسفرت عن مقتل آلاف اليمنيين وعن دمار واسع فى بلد من أفقر بلاد المنطقة، وسببت قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض فى ٢٠١٦ وتدهورت العلاقات بينها وبين الإمارات والبحرين، وتعرضت فيها الأراضى السعودية (والإماراتية) لغارات صواريخ ومسيرات الحوثيين. غير أن إيران حصلت على موطئ قدم فى جنوب الجزيرة العربية وعند مضيق باب المندب، وتجاوزت بذلك فيما خص خريطة نفوذها الإقليمى وللمرة الأولى فى تاريخها الحديث حدود الخليج والهلال الخصيب والشام التى ربطت بين مياه الخليج ومياه البحر المتوسط لتصل إلى المدخل الجنوبى لمياه البحر الأحمر. • • • غير أن تمدد النفوذ الإقليمى لإيران فى الشرق الأوسط وتوظيفها لشبكة حلفائها لحماية مصالحها وتهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية وما أسفر الأمران عنه من تقويض الاستقرار فى العراق وسوريا ولبنان واليمن ومن تعريض أمن ومصالح الدول العربية فى الخليج ومصر والأردن لأخطار متزايدة وبتوترات متصاعدة مع تركيا (فيما خص الأوضاع السورية ومن بعدها الحالة العراقية)، رتب خليط من العداء والتوجس الإقليمى تجاه طهران والتى وجدت نفسها زعيمة لأتباع هم إما نظم حكم فاشلة (نظام بشار الأسد) أو لميليشيات مسلحة (الحشد الشعبى العراقى والميليشيات الشيعية فى سوريا وحزب الله اللبنانى والحوثيين اليمنيين وحركة حماس) وفى صراعات مباشرة وتوترات وحروب بالوكالة ليس فقط مع الشيطان الأكبر الولايات المتحدة والأصغر إسرائيل، بل أيضًا مع كل الفاعلين الإقليميين الكبار. بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣، سعت إيران إلى خفض مناسيب التوتر المحيطة بها وتنبهت إلى خطر اقتصار سياستها فى الشرق الأوسط على الصراع وأدواتها على الأدوات العسكرية المباشرة وغير المباشرة. ومن ثم انفتحت إيران على محاولات للتهدئة أسفرت قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ عن استعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية وفرض شىء من الاستقرار فى اليمن، وعن تنامى تبادلاتها التجارية والاستثمارية مع الإمارات وبعض دول الخليج الأخرى، وعن انفتاح سياسى ودبلوماسى محدود بينها وبين مصر. وبعد مساعى احتواء الصراعات بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٣ وما أن وقعت واقعة أكتوبر ٢٠٢٣، إلا وإيران كقوة إقليمية تشترك مع إسرائيل فى المغامرة بتوظيف الآلة العسكرية لحسم صراعات لا سبيل لاحتوائها ثم تفكيكها وحلها دون تسويات سياسية. فقد كانت أسلحة طهران، من بين عوامل أخرى، وراء دفع حماس إلى القيام بهجماتها، وكانت أيضًا وراء هجمات الصواريخ والمسيرات التى حاول من خلالها حزب الله والحوثيون مثلما حاولت الميليشيات الشيعية فى العراق قض مضاجع تل أبيب و«إسناد» المقاومة الفلسطينية. وكانت إيران بدعمها العام للحركات والأحزاب والميليشيات المسلحة بعيدًا عن أراضيها تفرغ فرص التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين من المضمون والفاعلية، وتستعلى على منطق الدولة الوطنية فى جوارها العربى وتحيل مؤسسات الحكم والأمن فى لبنان والعراق وسوريا واليمن إلى كيانات عاجزة، وتوسع ساحات الحروب المباشرة والحروب بالوكالة المتورطة هى وحلفائها بها فى مواجهة إسرائيل. فى كل هذه السياقات، توافقت طبيعة سياسات وممارسات الجمهورية الإسلامية مع جنون اليمين الإسرائيلى المتطرف ورتبت دينامية المواجهة بين الفاعلين الإقليميين الإيرانى والإسرائيلى نشوب حرب استنزاف مستمرة إلى اليوم فى الشرق الأوسط وصار لها من النتائج المباشرة والتداعيات العامة الكثير والكثير. فحرب إسرائيل فى غزة والحرب بينها وبين حزب الله، وبجانب كلفتها الإنسانية الباهظة والدمار الشامل الذى أسفرت عنه فى القطاع، وفى المناطق ذات الأغلبية الشيعية فى لبنان، قضت على الشق الأكبر من القدرات العسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وعلى جزء مؤثر من قدرات حزب الله الصاروخية وسلاحه المتراكم بفعل عقود من الدعم الإيرانى. أدت الحرب فى غزة ولبنان أيضًا إلى تصفية الصفوف القيادية الأولى لحماس وحزب الله وأضعفت إمكانياتهما التنظيمية والسياسية على نحو حتما سيغير من وضعيتهما ودورهما فيما خص قضايا الحكم والإدارة فى الأراضى الفلسطينية ولبنان. كذلك قربت الحرب بين حكومة إسرائيل المكونة من اليمين المتطرف والدينى وبين تنفيذ سيناريوهات فرض مناطق عازلة فى شمال غزة وفى جنوب لبنان وتهجير السكان منها، والتهديد الممنهج بتهجير واسع النطاق فى القطاع وبعمليات عسكرية وأمنية متكررة فيه وفى لبنان، والضغط المستمر فى الضفة الغربية والقدس الشرقية بخليط الاحتلال والاستيطان والأبارتيد المعهود بغية خنق الحق الفلسطينى وإسكات الأصوات الإقليمية والعالمية المتضامنة معه. وفى سياقات الحرب فى غزة ولبنان والإضعاف الشديد الذى طال حماس وحزب الله من جرائها ومع تحولها إلى حرب استنزاف إقليمية، وجهت إسرائيل ضربات قاسية لإيران مباشرة ولحلفائها فى سوريا والعراق واليمن إن كفعل هجومى أو كرد فعل على هجمات المعسكر الإيرانى لترتب، من بين عوامل أخرى، سقوط نظام بشار الأسد وتراجعا ليس بالمحدود فى القدرات العسكرية والإمكانيات الاستراتيجية والسياسية لذلك المعسكر الذى تمدد نفوذه بوضوح قبل ٢٠٢٣. بل أن إسرائيل تحقق لها بسقوط نظام الأسد فى خواتيم ٢٠٢٤ مغنمًا كبيرًا تمثل فى انكماش دراماتيكى فى خرائط النفوذ الإيرانى التى اختفت منها سوريا، وغلقت عليها الطرق التى كانت تمر عبر الأراضى السورية لتقديم الدعم العسكرى والمالى للحليف الأهم حزب الله اللبنانى الذى حتمًا لن يعود كما كان قبل أكتوبر ٢٠٢٣، وانحسرت ساحاتها على الأقل مؤقتا فى أدوار الميليشيات الشيعية فى العراق وفى أفعال الحوثيين فى اليمن. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-12-08
كتبت- سلمى سمير: بعد السيطرة الميدانية التي حققتها الفصائل المسلحة في سوريا على العاصمة دمشق، أصبح محمد الجولاني، زعيم "جبهة تحرير الشام"، أحد أبرز اللاعبين في المشهد السوري الجديد، مع تمكن القيادي من جعل جبهة تحرير الشام، تحت قيادته، قوة رئيسية في شمال البلاد، تمكنت من إسقاط النظام السوري وتغيير موازين القوى. تصدر الجولاني الواجهة كقائد عسكري برز بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة، وينتظر أن يلعب دورًا بارزًا في مرحلة ما بعد الأسد، الذي غادر سوريا بعد تقدم الفصائل المسلحة نحو دمشق، بحسب ما ذكر موقع "فلايت رادار" الذي قال إن طائرة الأسد غادرت مطار دمشق، ثم توجهت نحو الساحل السوري قبل أن تغير مسارها فجأة وتحلق باتجاه معاكس لبضع دقائق، وتختفي لاحقاً من على شاشات الرادار، ليبقى مصير الوجهة النهائية للأسد مجهول حتى الآن. رغم بروز اسم الجولاني خلال الأيام الأخيرة، إلا أن بدايته سبقت ذلك بوقت طويل. ولد أحمد حسين الشرع وهو الاسم الحقيقي للقيادي العسكري عام 1982، ونشأ في حي المزة بالعاصمة دمشق، وتربى في عائلة ميسورة نشأ فيها ليبدأ دراسة الطب لاحقًا. تنحدر أصول عائلة الشرع من مرتفعات الجولان السوري المحتل، الذي نزحت منه عائلته لدمشق بعد الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1967، ليختار القيادي منها اسمه الحركي "أبو محمد الجولاني" نسبة للجولان، وذلك بحسب ما ذكر هو في مقابلة سابقة مع قناة "بي بي إس" الأمريكية. بدأ الجولاني حياته في المجال العسكري مبكرًا، فمع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، سافر الطبيب للانضمام للحرب وانضم إلى تنظيم "القاعدة" تحت زعامة أبي مصعب الزرقاوي، وساهم في العمليات ضد القوات الأمريكية خلال الحرب العراقية، حتى تم القبض عليه عام 2004 من قبل القوات العراقية قضى على إثرها عدة سنوات في السجن حتى الإفراج عنه عام 2008 ليعود إلى سوريا. مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، عاود الجولاني نشاطه العسكري مرة أخرى، ليكون أحد المؤسسين لـ"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، والتي أصبحت فيما بعد واحدة من أقوى الفصائل المسلحة في البلاد. خلال تلك الفترة وطد الجولاني علاقته مع تنظيم القاعدة، حيث امتدح زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، علانية في مقطع فيديو وبايعه تم نشره، وذلك بحسب ما ذكرت صفحة "مكافآت من أجل العدالة" التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وبينما كان الجولاني كذلك لكنه رفض التقرب منه أبي بكر البغدادي، زعيم "داعش" الذي قتل لاحقا في غارة أمريكية على سوريا عام 2019. لم يرغب الطبيب في الاستمرار تحت عباءة القاعدة لوقت طويل، فأعلن عام 2017 فك ارتباط "جبهة النصرة" بالقاعدة، ليؤسس "جبهة تحرير الشام" في خطوة تهدف إلى تحسين صورتها وتحقيق استقلالية أكبر عن التنظيمات المسلحة الأخرى وهو ما لم يكن شفيعًا له حيث ظل الجولاني محط اهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي، وتم إدراجه في قوائم الإرهاب الأمريكية، بسبب ارتباطه بالإرهاب والعمليات المسلحة ضد القوات الغربية. رغم محاولات محمد الجولاني لإبعاد "هيئة تحرير الشام" عن ارتباطاتها السابقة بتنظيمي القاعدة وداعش، فقد استمرت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في تصنيفها كمنظمة إرهابية. عام 2018، أدرجت الولايات المتحدة "هيئة تحرير الشام" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وعرضت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض على الجولاني. في 16 مايو 2013، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية الجولاني كـ"إرهابي عالمي" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، وبموجب هذا التصنيف، تم تجميد جميع ممتلكات الجولاني تحت الولاية القضائية الأمريكية، ومنعت الحكومة الأمريكية مواطنيها من إجراء أي تعاملات معه. كما حذرت واشنطن من أن تقديم الدعم المادي أو التورط في أي نشاط من شأنه أن يساعد جبهة النصرة أو أي فصيل تابع لها يعد جريمة، مشيرة إلى أن أي محاولات لتوفير الإمكانيات المادية أو التآمر لصالح هذه الجماعات ستعرض الأفراد للمسائلة القانونية. في مقابلة نادرة، أجرى محمد الجولاني، زعيم "جبهة تحرير الشام"، مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والتي أثارت جدلاً واسعاً، مع حصولها في وقت لا يزال القيادي فيه على قوائم الإرهاب الأمريكية. خلال المقابلة حاول الجولاني تقديم نفسه بشكل أكثر اعتدالاً مقارنة بصورته السابقة في الإعلام الغربي، وكانت هذه المقابلة واحدة من أولى المرات التي يظهر فيها الجولاني علنًا في حديث مباشر مع وسائل الإعلام الدولية. في المقابلة، سعى الجولاني إلى الترويج لصورة جديدة عن "جبهة تحرير الشام"، مبرزًا أنها قد تخطت علاقتها بتنظيم القاعدة وأنها تركز الآن على تحقيق أهداف محلية تخص الوضع في سوريا. وأوضح أن جماعته لم تعد مرتبطة بأي تنظيمات خارجية مثل "القاعدة"، وأنها تسعى لبناء "دولة إسلامية" في سوريا ضمن إطار الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن هذه الأهداف محلية ولا تشمل التوسع خارج حدود سوريا. كما تحدث الجولاني عن الدور الذي تلعبه "جبهة تحرير الشام"، مشيرًا إلى أنها تقاتل ضد النظام السوري وحلفائه من أجل تحقيق "الحرية" للسوريين، ومع ذلك فإنه رغم محاولاته لتقديم صورة أكثر اعتدالًا، فقد تمسك بالخطاب الإسلامي الجهادي الذي يتبناه تنظيمه. للمزيد حول الأحداث في سوريا واقرأ أيضا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-04-17
بغداد - (د ب أ) تسلَّم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الليلة الماضية قطعة أثرية تعود إلى الحضارة السومرية 2900- 3000 سنة قبل الميلاد من متحف الميتروبوليتان في نيويورك. وأشاد السوداني خلال مراسم تسلم القطعة الأثرية بـ"الجهود التي بُذلت لإيصال هذه القطعة الأثرية، وإجراءات تسليمها للسفارة العراقية"، معتبرا أن "هذه المبادرات ستعزز العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب بيان للحكومة العراقية وزع فجر اليوم الأربعاء. وقال إن الآثار العراقية تمثل هوية البلد، وتاريخه وحضارته، وإن "الحكومة تواصل مساعيها لاستعادة جميع القطع الأثرية، التي تعود إلى الحضارات الرافدينية، لاسيما بعد أن تعرض البلد إلى موجة من السرقة والإهمال خلال الحقب الماضية، ما تسبب بفقدان هذا العدد الكبير من المقتنيات الأثرية التي تؤرخ حضارة العراق وتوثق إسهاماتها الإنسانية". وذكر أنّ "من الاستحقاقات المهمة للحكومة العراقية والدولة التعاون مع الدول الصديقة وجميع المؤسسات الدولية والثقافية لأجل إعادة آثارنا إلى موطنها الأصلي". واستعاد العراق قطعا أثرية من الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية كانت قد نهبت بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-04-17
تسلَّم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الليلة الماضية قطعة أثرية تعود إلى الحضارة السومرية 2900- 3000 سنة قبل الميلاد من متحف الميتروبوليتان في نيويورك. وأشاد السوداني خلال مراسم تسلم القطعة الأثرية بـ"الجهود التي بُذلت لإيصال هذه القطعة الأثرية، وإجراءات تسليمها للسفارة العراقية"، معتبرا أن "هذه المبادرات ستعزز العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب بيان للحكومة العراقية وزع فجر اليوم الأربعاء. وقال إن الآثار العراقية تمثل هوية البلد، وتاريخه وحضارته، وإن "الحكومة تواصل مساعيها لاستعادة جميع القطع الأثرية، التي تعود إلى الحضارات الرافدينية، لاسيما بعد أن تعرض البلد إلى موجة من السرقة والإهمال خلال الحقب الماضية، ما تسبب بفقدان هذا العدد الكبير من المقتنيات الآثرية التي تؤرخ حضارة العراق وتوثق إسهاماتها الإنسانية". وذكر أنّ "من الاستحقاقات المهمة للحكومة العراقية والدولة التعاون مع الدول الصديقة وجميع المؤسسات الدولية والثقافية لأجل إعادة آثارنا إلى موطنها الأصلي". واستعاداللعراق قطعا أثرية من الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية كانت قد نهبت بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2024-04-15
كتب- محمد شاكر:احتفل موقع محركات البحث جوجل اليوم الإثنين بالشاعرة والكاتبة، إيتيل عدنان، التي ولدت في بيروت، لبنان، وقد وصفتها المجلة الأكاديمية MELUS، في 2003 بأنها الكاتبة العربية الأمريكية الأكثر شهرة وتعيش حالياً في باريس. ولدت عدنان عام 1925 في لبنان، وكانت أمها مسيحية يونانية من سميرنا، ووالدها مسلماً سوريا من ضباط الصف؛ لذا نشأت تتحدث اليونانية والتركية في مجتمع يتحدث العربية بالأساس. تلقت تعليمها في مدارس فرنسية للراهبات، وكانت الفرنسية اللغة التي كتبت بها أولى أعمالها، كما تعلمت الإنجليزية في شبابها، فكانت اللغة التي كتبت بها أعمالها فيما بعد. وفي سن الرابعة والعشرين سافرت عدنان إلى باريس حيث تلقت شهادة البكالوريوس في الفلسفة من السوربون، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة لتستأنف دراستها هناك في جامعة كاليفورنيا (بركلي) وجامعة هارفارد. ومنذ 1952 حتى 1978 درَّست فلسفة الفن في جامعة دومينيكان في كاليفورنيا، سان رافاييل، كما ألقت المحاضرات في عدة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. عادت عدنان إلى لبنان لتعمل كصحفية ومحررة ثقافية في جريدة «الصفا»، وهي جريدة تصدر باللغة الفرنسية في بيروت، كما ساهمت في بناء القسم الثقافي بالجريدة وأضافت الرسوم والرسوم التوضيحية. وتميزت فترة عملها في الجريدة بالافتتاحية التي كانت تعلق فيها على أهم القضايا السياسية. وبما أن إيتيل عدنان موهوبة بالرسم، فقد عرضت أعمالها في عدة معارض دولية ففي عام 2012 عرضت سلسلة من لوحاتها ذات الألوان الزاهية في معرض دوكومنتا بألمانيا، وفي عام 2014 عرضت مجموعة من لوحاتها وأعمالها في متحف ويتني للفن الأمريكي. ومن أعمالها: «يوم القيامة العربي»: قصيدة مطوّلة صدرت عام 1998، صدرت بالإنجليزية ثم تمت ترجمتها.«27 أكتوبر»: كتبتها بالفرنسية بعد الغزو الأمريكي للعراق.رواية «الست ماري روز» التي تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية.كتاب «رحلة إلى جبل مونتالباييس»: ترجمة أمل ديبو.«إلى فوّاز»: مجموعة رسائل.«كتاب البحر».«باريس عندما تتعرى»«قصائد الزيزفون».«سماء بلا سماء». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-15
.. ارتفعت معدلات البحث من قبل الكثير من المواطنين عن صورة السيدة التي يحتفي بها محرك البحث الأشهر «جوجل» وهي الشاعرة والكاتبة والفنانة ايتيل عدنان، حيث كان نشأتها تأثير كبير في ميولها الفنية، فأتقنت اليونانية والتركية. وفيما يلي تنشر «المصري اليوم» أبرز المعلومات عن كالتالي: من هي إيتيل عدنان التي يحتفي بها جوجل؟ - هي كاتبة وشاعرة وفنانة مرئية، ولدت عدنان 24 فبراير عام 1925 في بيروت، «لبنان». - تلقت تعليمها في مدارس فرنسية للراهبات، وكانت اللغة الفرنسية هي التي كتبت بها أولى أعمالها، لتتعلم بعدها الاإنجليزية وتكتب بها فيما بعد أعمالها. - سافرت عدنان في 24 من عمرها إلى باريس وتلقت شهادة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة السوربون. ثم توجهت إلى الولايات المتحدة لتستأنف دراستها هناك في جامعة كاليفورنيا (بركلي) وجامعة هارفارد. - درست الفلسفة والفن في جامعة دومينيكان في كاليفورنيا(سان رافايي) منذ 1952 حتى 1978. - ألقت المحاضرات في عدة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. - عملت محررة صحفية ثقافية في لبنان بعد عودتها في جريدة «الصفا»، وهي جريدة تصدر باللغة الفرنسية في بيروت، وكانت من مؤسسي القسم الثقافي في الجريدة. أبرز أعمالها الأدبية: - «يوم القيامة العربي».. قصيدة مطوّلة صدرت عام 1998، وصدرت بالإنجليزية ثم تمت ترجمتها.- «27 أكتوبر».. باللغة الفرنسية بعد الغزو الأمريكي للعراق.- رواية «الست ماري روز».. التي تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية.- كتاب «رحلة إلى جبل مونتالباييس»..ترجمة أمل ديبو.- «إلى فوّاز».. مجموعة رسائل.- «كتاب البحر».- «باريس عندما تتعرى»- «قصائد الزيزفون».- «سماء بلا سماء». ايتيل عدنان أبرز الجوائز التي حصلت عليها عدنان: توجت أعمال خلال مسيرتها بالحصول على عدة جوائز وتكريمات، عام 1977 منحت جائزة من فرنسا على روايتها «الست ماري روز». - عام 2010 منحت جائزة الكتاب العربي الأمريكي. - عام 2013 حصلت مجموعتها الشعرية «البحر والضباب».. على جائزة كاليفورنيا للشعر، - حصلت في عام 2013 على جائزة لمبادا للآداب، وحصدت لقب فارس الأدب من قبل الحكومة الفرنسية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-25
توترات عدة عاشها العراق واليمن وسوريا ولبنان على مدى الأشهر التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر الماضي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل وما تلاه من حرب في قطاع غزة.وقد عززت تلك التوترات المخاوف من انتشار رقعة الحرب عبر الشرق الأوسط.لم تكن الجيوش النظامية لأي من البلدان العربية السابقة طرفا في تلك التوترات، بل ارتبط الأمر بميليشيات وجماعات مسلحة مقربة من إيران صدرت عنها تصريحات تدعم الفلسطينيين في غزة، أو تهدد بمهاجمة أهداف إسرائيلية أو أمريكية للضغط من أجل إنهاء الحرب.وقد أثارت هذه التطورات تساؤلات حول تفاصيل طبيعة العلاقة بين إيران وتلك الجماعات. فبينما يرى البعض أن طهران فقدت "السيطرة" على تلك الفصائل، يؤكد فريق ثان على أن نفوذ طهران الهائل لدى تلك الفصائل لم يتقلص، في حين يقول فريق ثالث إن تلك الجماعات، رغم الدعم المادي والعسكري الإيراني لها، ورغم ما يجمع الطرفين من مصالح استراتيجية وأيديولوجية مشتركة، تتمتع بقدر من الاستقلالية. "محور المقاومة"لطالما كانت إيران لاعبا مهما في المنطقة، ولكن استراتيجياتها تغيرت كثيرا في أعقاب الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه عام 1979، فقد سعت منذ بداية ثمانينات القرن الماضي إلى تقوية علاقاتها مع جماعات مسلحة في المنطقة، غالبيتها شيعية، وتحالفت مع نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد. لكن نفوذ إيران الإقليمي توسع بشكل كبير في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الذي أطاح بعدو إيران اللدود الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فضلا عن ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي.تقول باربرا سلافين، الزميلة المتميزة بمعهد ستيمسون البحثي والتي لها العديد من المؤلفات والأبحاث عن إيران والشرق الأوسط، إن "أهداف إيران دفاعية بالأساس، فهي ترغب في أن يكون لها عمق استراتيجي وأن تدافع عن نظامها ضد التدخل الأجنبي، وأن تكون لها كلمة في القرارات الإقليمية وتمنع أو تقلل أي إجراءات تسير في اتجاه معاكس للمصالح الإيرانية".وتضيف سلافين أنه "لتحقيق هذا الهدف، تمارس إيران نفوذها بثلاث طرق رئيسية: من خلال علاقاتها مع رجال الدين الشيعة، وتقديم المساعدات المالية لأغراض إنسانية وسياسية، وتقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المسلحة".وبات يطلق على التحالف بين إيران والجماعات المعارضة لإسرائيل والنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، كحركة حماس وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية وجماعة الحوثيين في اليمن وكذلك نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اسم "محور المقاومة". علاقة معقدة مع حماس في الأسابيع التالية لهجوم السابع من أكتوبر، اختلفت آراء الخبراء والمراقبين حول ما إذا كانت إيران على علم مسبق بخطة حماس. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية زعمت أن المئات من عناصر حماس تلقوا تدريبات خاصة في إيران في الأسابيع القليلة السابقة للهجوم، وأن إيران ساعدت في التخطيط له، وهي مزاعم نفتها طهران التي أكدت أنه لم يكن لها أي دور في ذلك الهجوم. كما أن مصار استخباراتية أمريكية أشارت إلى أن الهجوم فاجأ إيران.لكن طهران لم تنف تقديم مساعدات عسكرية لحماس. ففي تصريحات لشبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية في الشهر الماضي، قال أمير سعيد إيواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة: "فيما يتعلق بفلسطين، نحن نرسل لهم الأسلحة وندربهم".في أعقاب الثورة الإسلامية، تغيرت السياسة الخارجية الإيرانية تجاه إسرائيل والفلسطينيين. فبعد أن كان هناك تعاون أمني بين الشاه محمد رضا بهلوي وإسرائيل، أصبحت طهران تتحدث عن تأييدها للقضية الفسطينية وترى في إسرائيل "قوة محتلة" و"عدوا للإسلام"، وتعتبرها "شيطانا صغيرا " مع الولايات المتحدة التي تمثل في نظرها "الشيطان الكبير".وكان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك الراحل ياسر عرفات أول شخصية دولية تزور إيران في أعقاب الثورة وتلتقي زعيمها آية الله الخميني.كان هناك تحالف هش بين طهران ومنظمة التحرير الفلسطينية، شابته خلافات أيديولوجية بين الطابع الديني للجمهورية الإسلامية والتوجهات العلمانية للمنظمة، فضلا عن التقارب بين بعض عناصر المنظمة ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتوقفت طهران عن دعمها للسلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993 التي عارضتها بشدة.في المقابل، وجدت طهران في حركة حماس ذات المرجعية الإسلامية والتي تشكلت عام 1987 حليفا مستقبليا محتملا، رغم الاختلافات الأيديولوجية بين النظام الإيراني الشيعي والحركة الفلسطينية التي تتبع المذهب السني، وتعمقت العلاقات بينهما مع مرور السنين.لكن العلاقة توترت في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، حيث رفضت حماس تأييد الرئيس بشار الأسد، الحليف المقرب من طهران، وتقلص الدعم العسكري الإيراني للحركة وتوقفت المساعدات المالية.وعاد التقارب مرة أخرى بين الجانبين بشكل تدريجي ، وتعزز بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وتوجه عدد من البلدان العربية نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.تقول سلافين: "العلاقة مع حماس أكثر تعقيدا. كما تعرفين، وقع شقاق بين حماس وإيران بسبب الحرب الأهلية السورية، كما أن هناك عناصر داخل حماس لا تثق في إيران. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الإيرانيون على دراية مسبقة بهجوم السابع من أكتوبر، لكن من المؤكد أن نطاق العملية أثار دهشتهم. كما إنني أشك في أن تكون لإيران سيطرة كبيرة على الطريقة التي تتعامل بها حماس مع الرد الإسرائيلي".ويرى مايكل نايتس زميل برنامج برنشتاين بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن "حماس على الأرجح لم تكن تتوقع مستوى النجاح الذي أحرزته في السابع من أكتوبر، أو مستوى الفظائع التي ارتكبت، ولم تتوقع كذلك قوة الرد الإسرائيلي والأمريكي، ومن ثم لم تكن تدرك أنها قد تقحم محور المقاومة بأسره في صراع كبير كهذا". العلاقة مع حزب الله بين "الهيمنة" و"الندية"ترى سلافين أن من أسباب الصلة القوية التي تجمع بين جماعة حزب الله وإيران العلاقات الوطيدة التي تشكلت بين الشيعة اللبنانيين والمنشقين الإيرانيين الذين فروا إلى لبنان قبل الثورة الإسلامية في إيران.في أعقاب اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 واحتلالها لجنوب البلاد، أُعلن عن تشكيل حزب الله، أو "المقاومة الإسلامية" كما كان معروفا آنذاك، وهو كيان سياسي شيعي مسلح. ومنذ تأسيسه، اعتبر الحزب المرشد الأعلى الإيراني "المرجع الشرعي والفقهي" له، وكان من أوائل الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم المالي والعسكري الإيراني في المنطقة. وعلى مدى العقود الأربعة التالية، ظل كلا الطرفين داعما قويا للآخر.وقد عزز الحزب مكانته السياسية والعسكرية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب في عام 2000، كما تفاجئ كثيرون بقدرته العسكرية الهائلة خلال الحرب التي خاضها ضد إسرائيل عام 2006، لدرجة أن هناك من يرى أن القدرات العسكرية للحزب أفضل من قدرات الجيوش النظامية لبعض بلدان المنطقة.وخلال تلك الفترة، ظلت العلاقات قوية بين حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيران، والمسؤول عن التنسيق مع الجماعات والميليشيات المتحالفة مع طهران في الشرق الأوسط. وقد عمل الفيلق على تزويد الحزب بالأسلحة والتدريبات العسكرية.ترى سلافين أنه "في بداية العلاقة، كانت إيران هي الطرف المهيمن، لكن العلاقة تطورت..بحيث أصبح الاثنان بمثابة الندين. وفاة الخميني عام 1989، وتخفيض إيران لدعمها المالي لحزب الله في التسعينيات واستعداد الحزب للتحالف مع جماعات سياسية لبنانية أخرى، كل ذلك أدى إلى تمتعه بمزيد من الاستقلالية".وقد تحدث مسؤلون إيرانيون ومسؤولون من حزب الله مرارا عن أن الطرفين يتشاوران بشأن غالبية القرارات العسكرية والسياسية المهمة. ويرى مطلعون على الشأن الإيراني أن الإيرانيين عادة ما يستشيرون أمين عام الحزب حسن نصر الله ويثقون في تقييمه للأمور في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل.العلاقات القوية التي كانت تربط بين حزب الله وحماس شهدت مرحلة من الفتور، كما حدث بين إيران والحركة، في أعقاب انخراط الحزب في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الجيش السوري، وهو ما انتقدته حماس التي أيدت المعارضة. لكن مسؤولين من حماس أكدوا خلال الأشهر القليلة التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر أن العلاقة بين الطرفين بدأت تعود إلى طبيعتها.وقد تصاعدت وتيرة تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر والحرب التي تقول إسرائيل إنها تشنها ضد حركة حماس في قطاع غزة، ولا سيما خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى تزايد المخاوف من نشوب حرب جديدة بين الجانبين.وكان نصر الله قد أشاد بهجوم حماس على إسرائيل قائلا إنه "أسس لمرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني"، وطالب الحكومات العربية والإسلامية بالعمل على وقف إطلاق النار.ويرى كثير من المحللين أن حزب الله، الذي يشكل جزءا من الحكومة اللبنانية، لا يرغب في الانزلاق إلى حرب مفتوحة ليس فقط لاعتبارات استراتيجية تتماهى مع اعتبارات طهران، ولكن أيضا لاعتبارات داخلية: فلبنان يمر بظروف اقتصادية قاسية للغاية بالطبع ستزداد تدهورا في حال نشوب حرب أخرى. ميليشيات عراقية وتجاوز "الخط الأحمر"ترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع جماعات شيعية عراقية مسلحة منذ وقت بعيد، إذ دعمت طهران معارضين عراقيين شيعة فروا إليها في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وفي أعقاب الغزو الأمريكي والإطاحة بصدام حسين عام 2003، أقامت إيران علاقات وثيقة بالحكومة في بغداد وغالبية الميليشيات الشيعية المسلحة التي تشكلت فيما بعد في العراق.وبعد هجوم السابع من أكتوبر، عادت هذه العلاقة إلى دائرة الضوء من جديد مع تعرض القوات الأمريكية في العراق لعشرات الهجمات من قبل ميليشيات وجماعات عراقية مسلحة تعارض الوجود الأمريكي في البلاد.وردت واشنطن بشن غارات على فصائل عراقية من بينها "الحشد الشعبي" و"حركات النجباء" المنضوية تحت لوائه، والتي يُعد أمينها العام أكرم الكعبي من أبرز معارضي الوجود الأمريكي في العراق. وفي أعقاب مقتل عناصر من الحشد في غارة أمريكية في نوفمبر الماضي، دعا الكعبي إلى "إعلان الحرب على أمريكا" وإخراج قواتها من العراق.يرى محللون أن ثمة "خطا أحمر" غير معلن في قواعد الصراع الإيراني-الأمريكي يتمثل في عدم قتل إيران أو الميليشيات المتحالفة معها لمواطنين أمريكيين. وحتى عند اغتيال قاسم سليماني القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني في هجوم شنته مروحية أمريكية، لم يسفر الرد الإيراني الذي استهدف قاعدة أمريكية في العراق عن أي خسائر أمريكية في الأرواح.لكن هذا الخط الأحمر تم تجاوزه في أواخر يناير الماضي عندما أدى هجوم بمسيرات على قاعدة "البرج 22" العسكرية الأمريكية في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح 34 آخرين.وجاء الرد الأمريكي بشن غارات على "أهداف إيرانية" في سوريا والعراق في وقت سابق من الشهر الحالي.وبعد يومين من الهجوم على قاعدة البرج 22، أعلنت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية المدعومة من إيران، والتي تعد واحدة من الجماعات المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ "المقاومة الإسلامية في العراق" التي اتهمتها واشنطن بتنفيذ الهجوم، تعليق عملياتها ضد القوات الأمريكية لتفادي "إحراج الحكومة العراقية"، على حد قول البيان المنسوب إلى الجماعة.لكن مصادر إعلامية أشارت إلى أن الإعلان جاء بناء على طلب إيران، إذ أتى بعيد زيارة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لبغداد. الحوثيون وعلاقة أخرى "معقدة"تعود الجذور العقدية لحركة أنصار الله الحوثية إلى مذهب الإسلام الزيدي الشيعي الذي يختلف عن المذهب الاثنا عشري السائد في إيران.وقد لعبت عوامل سياسية وجغرافية وعقدية كثيرة دورا في تبلور الحركة الحوثية، فضلا عن مطالبة الحركة المتعلقة بحقوق السكان في المناطق ذات الغالبية الزيدية.وقد تأثر الزعيم الأول للحركة، حسين بدر الدين الحوثي، بأفكار الثورة الإسلامية في إيران، وفكرة القيادة السياسية ذات المشروعية الدينية، ومقاومة الاستعمار والصهيونية.وتتبنى الحركة بعض شعارات الثورة الإيرانية مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".وتحولت الحركة إلى تنظيم مسلح عام 2004 الذي شهد أيضا مقتل حسين الحوثي، ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة. وخاضت الحركة حروبا عديدة مع حكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز الحوثيون موقعهم ونفوذهم في البلاد بعد سقوط صالح عام 2012 وتحول أنصاره إلى دعمهم من الناحية العسكرية.واتهمت السعودية إيران مرارا بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وشعرت بالقلق من التحالف بينهما. وقادت المملكة تحالفا عسكريا ضدهم في عام 2015. وأدت الحرب إلى إلحاق دمار هائل باليمن.ورغم العلاقات القوية بين إيران والحوثيين، وتعزيز طهران لقدراتهم العسكرية التي تشمل صواريخ بالستية وصواريخ مضادة للسفن ومُسيّرات، يلفت مراقبون إلى اختلاف تلك العلاقات مع العلاقات الإيرانية بحزب الله على سبيل المثال، نظرا لوجود اختلاف مذهبي، ونظرا لأن الحوثيين في رأيهم لا يسعون إلى لعب دور إقليمي، بل يركزون على وضعهم الداخلي.يقول جيرمي بوين، محرر الشؤون السياسية في بي بي سي، والذي أمضى فترة لا بأس بها مع الحوثيين في اليمن، إنه "من الأفضل أن ننظر إليهم على أنهم حلفاء وليس وكلاء لإيران".يصف بوين الحوثيين بأنهم "أشخاص ذوو عقلية مستقلة إلى درجة كبيرة، يتلذذون بالدخول في صراع مع الأمريكيين، ويريدون أن يكونوا جزءا من هذه الحرب [في غزة]".وبالفعل، أصبح الحوثيون جزءا من الحرب، إذ شنوا عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيرات على سفن تجارية وعسكرية غربية منذ منتصف نوفمبر الماضي، قائلين إن الهجمات تهدف إلى دعم الفلسطينيين. وأدت تلك الهجمات إلى عرقلة حركة الشحن في مياه البحر الأحمر وقناة السويس، ودفعت بعض الشركات إلى إعادة توجيه سفنها وحاوياتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر طولا وتكلفة.وقد ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن هجمات الشهر الماضي على أهداف للحوثيين في مناطق خاضعة لسيطرتهم في غرب اليمن.وتقول باربرا سلافين إن العلاقة بين إيران وجماعة أنصار الله "معقدة هي الأخرى. فالحوثيون يستمتعون بكونهم أكبر داعمين للفلسطينيين في العالم العربي، وبمواجهتهم لأمريكا وبريطانيا. ويستخدمون أسلحة إيرانية، لكنهم لا يطلبون الإذن من طهران في كل مرة يطلقون فيها النار على سفينة في مياه البحر الأحمر. هناك رؤى وأهداف مشتركة بين الحوثيين وزعماء إيران، لكن تركيز الحوثيين على السيطرة على المزيد من الأراضي اليمنية أكبر من تركيزهم على تحرير فلسطين".وبينما هدأت الهجمات التي شنتها ميليشيات وجماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا خلال الشهر الحالي، لم تتوقف هجمات الحوثيين حتى وقت كتابة هذا المقال. قاسم سليماني وحلقة الوصل التي فقدتيرى محللون أن اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي ينسب إليه الفضل في تأسيس "محور المقاومة" وإدارته، أثر كثيرا على قدرة إيران التنسيقية والتعبوية مع ميليشيات المحور عبر منطقة الشرق الأوسط. فقد كان لسليماني صلات وعلاقات وطيدة بتلك الميليشيات وخبرة كبيرة بالمنطقة.تقول سلافين: "أخبرني إيرانيون بأن التنسيق بين أعضاء محور المقاومة كان أقوى عندما كان قاسم سليماني حيا، ويبدو ذلك أمرا معقولا لي، نظرا لأن سليماني كان يتحدث العربية بطلاقة، وهو بالأساس من شكّل المحور. خليفته [إسماعيل قاآني] خبير بشؤون أفغانستان أكثر من خبرته بالعالم العربي. ويعني ذلك أن أعضاء المحور قد يتصرفون باستقلالية أكبر، ويصبح من الصعب على أي جهة أن تسيطر عليهم".وقد نقل موقع بوليتيكو الإخباري عن مسؤولين أمريكيين مطلعين أن تقديرات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن "طهران لا تسيطر بشكل كامل على الجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط".لكن مايكل نايتس يرى أن كل ميليشيا أو جماعة "تربطها علاقة مختلفة قليلا بفيلق القدس، ولا يستطيع أي منها التصرف بشكل مستقل بطرق تؤدي إلى الإضرار بأمن إيران. كافة الجماعات تدرك ما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله. إيران لها أهداف أيديولوجية وميثاق دفاعي مشترك مع أعضاء محور المقاومة، ومن ثم فإنه من النادر جدا أن تختلف المصالح الإيرانية مع مصالح حزب الله أو الميليشيات العراقية أو الحوثيين".رغم اختلاف الآراء حول مدى نفوذ إيران لدى الميليشيات الموالية لها أو المتحالفة معها في الشرق الأوسط، يوجد شبه إجماع على أنها لا تريد توسيع نطاق الحرب أو الدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة وإسرائيل – وهو ما أكدته طهران في أكثر من مناسبة. لكنها في الوقت ذاته قد تجد صعوبة في إثناء فصائل "محور المقاومة" عن شن هجمات ضد أمريكا أو إسرائيل لأن ذلك من شأنه التعارض مع مواقفها المعلنة ومع مفهوم "المقاومة". كما أن كل فصيل يجد نفسه مضطرا في بعض الأحيان إلى التصرف ضمن سياق أوضاع بلاده ومعطياته الداخلية.كل هذه الاعتبارات تزيد من حالة الغموض المحيط بمستقبل الأوضاع في المنطقة، في فترة قال عنها مسؤول أمريكي في تصريحات لموقع بوليتيكو بأنها "ربما كانت الفترة الأكثر تعقيدا التي شهدتها في هذه المنطقة". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
سكاي نيوز
2024-01-20
لماذا نفذت إيران هجمات على باكستان والعراق وسوريا؟ جاءت هجمات طهران على العراق وسوريا وباكستان ردا على هجمات على أهداف إيرانية. وقالت إيران، الثلاثاء، إنها أطلقت صواريخ على مسلحي تنظيم "داعش" في سوريا ردا على تفجير أودى بحياة العشرات خلال إحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وسط إيران في الثالث من يناير. وقصفت إيران في اليوم نفسه ما وصفتها بأنها مواقع تجسس إسرائيلية في العراق، وهو ما تنفيه بغداد. وقتلت إسرائيل أعضاء بارزين في حزب الله اللبناني الحليف لطهران وأيضا من الحرس الثوري في لبنان وسوريا. وفي باكستان، قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران دمرت قاعدتين لمسلحين من جيش العدل المتمركز في باكستان والذي أعلن في ديسمبر مسؤوليته عن هجوم أودى بحياة أفراد من قوات الأمن الإيرانية. وشنت باكستان هجمات على مسلحين انفصاليين داخل إيران أمس الخميس ردا على هجمات إيران. أين تنشط إيران ووكلاؤها؟ تحت إشراف سليماني، أنشأت إيران شبكة من الفصائل المسلحة الحليفة في عدة دول عربية وقويت شوكة تلك الفصائل خلال السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق في 2003 وتتزايد منذئذ. وتنفي إيران أنها توجه عن كثب الهجمات التي يشنها وكلاؤها، قائلة إنهم يتصرفون من تلقاء أنفسهم، وتعبر عن دعمها على نطاق واسع لتحركاتهم المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة. وتسلح إيران وتدرب جماعات تنشط في المناطق التالية: قطاع غزة العراق سوريا لبنان اليمن هل الهجمات مرتبطة بحرب إسرائيل وغزة؟ يقول "محور المقاومة" المدعوم من إيران إن تحركاته المنسقة منذ السابع من أكتوبر رد على قصف إسرائيل لغزة واجتياحها البري للقطاع. وأشار الحوثيون وحزب الله وجماعات أخرى إلى أنهم سيوقفون هجماتهم بمجرد أن توقف إسرائيل هجومها على الفلسطينيين. هل سيتفاقم الوضع؟ تشير تقديرات مسؤولين ومحللين غربيين وإقليميين إلى أن إيران ترغب في تجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكنها تعتزم استخدام وكلائها لإبقاء جيشي عدويها في المنطقة في حالة انشغال. ويكمن الخطر الأكبر للتصعيد في أي هجوم غير محسوب بدقة تنفذه إيران ووكلاؤها من جهة أو الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى. لماذا نفذت إيران هجمات على باكستان والعراق وسوريا؟ جاءت هجمات طهران على العراق وسوريا وباكستان ردا على هجمات على أهداف إيرانية. وقالت إيران، الثلاثاء، إنها أطلقت صواريخ على مسلحي تنظيم "داعش" في سوريا ردا على تفجير أودى بحياة العشرات خلال إحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وسط إيران في الثالث من يناير. وقصفت إيران في اليوم نفسه ما وصفتها بأنها مواقع تجسس إسرائيلية في العراق، وهو ما تنفيه بغداد. وقتلت إسرائيل أعضاء بارزين في حزب الله اللبناني الحليف لطهران وأيضا من الحرس الثوري في لبنان وسوريا. وفي باكستان، قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن طهران دمرت قاعدتين لمسلحين من جيش العدل المتمركز في باكستان والذي أعلن في ديسمبر مسؤوليته عن هجوم أودى بحياة أفراد من قوات الأمن الإيرانية. وشنت باكستان هجمات على مسلحين انفصاليين داخل إيران أمس الخميس ردا على هجمات إيران. أين تنشط إيران ووكلاؤها؟ تحت إشراف سليماني، أنشأت إيران شبكة من الفصائل المسلحة الحليفة في عدة دول عربية وقويت شوكة تلك الفصائل خلال السنوات التي تلت الغزو الأميركي للعراق في 2003 وتتزايد منذئذ. وتنفي إيران أنها توجه عن كثب الهجمات التي يشنها وكلاؤها، قائلة إنهم يتصرفون من تلقاء أنفسهم، وتعبر عن دعمها على نطاق واسع لتحركاتهم المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة. وتسلح إيران وتدرب جماعات تنشط في المناطق التالية: قطاع غزة العراق سوريا لبنان اليمن هل الهجمات مرتبطة بحرب إسرائيل وغزة؟ يقول "محور المقاومة" المدعوم من إيران إن تحركاته المنسقة منذ السابع من أكتوبر رد على قصف إسرائيل لغزة واجتياحها البري للقطاع. وأشار الحوثيون وحزب الله وجماعات أخرى إلى أنهم سيوقفون هجماتهم بمجرد أن توقف إسرائيل هجومها على الفلسطينيين. هل سيتفاقم الوضع؟ تشير تقديرات مسؤولين ومحللين غربيين وإقليميين إلى أن إيران ترغب في تجنب أي مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكنها تعتزم استخدام وكلائها لإبقاء جيشي عدويها في المنطقة في حالة انشغال. ويكمن الخطر الأكبر للتصعيد في أي هجوم غير محسوب بدقة تنفذه إيران ووكلاؤها من جهة أو الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2009-03-22
«لماذا تشترى البقرة إذا كنت تحصل على الحليب مجانا».. هذا المثل الذى كان يحلو لهنرى كيسنجر ترديده يبدو أن بعض البرتقاليين العرب لا يؤمن به. البرتقاليون، ولمن نسى من القراء، هم تلك الطائفة من المعارضين فى بلدان مختلفة راهنوا على الوصول لكراسى الحكم عبر الدبابات والأموال والبرامج الأمريكية، خصوصا بعد الغزو الأمريكى للعراق فى مارس 2003. التجربة نجحت فى أوكرانيا وجورجيا وفشلت فى دول أخرى كثيرة، بعضها موجود فى المنطقة مثل سوريا. بالنسبة لمصر وبغض النظر عن النوايا وبغض النظر عن من هو الأحسن، الحكومة أو المعارضة فإن البعض اعتقد أنه يمكن أن يصبح بديلا لمجرد ارتداء (كرافتة برتقالية) ونسى أن الأمريكيين فى النهاية هم سادة الواقعية وأفضل من يطبق المنهج النفعى. أمريكا أنشأت إدارة سمعنا عنها فيما بعد كانت تابعة للخارجية، وترأسها ابنة ديك تشينى وكانت إحدى مهامها هى دعم الحركات والقوى المحلية المؤيدة للنهج الأمريكى عبر برامج إعلامية ونفسية متنوعة ومعقدة تهدف فى النهاية إلى إقناع الرأى العام بأن هذه القوى هى أفضل من يحقق مصالح شعبه. فى النموذج المصرى شأن أى بلد آخر، فإن الفيصل بالنسبة لأمريكا كان هو «من الذى يستطيع أن يحقق مصالحنا أفضل». وعلى هدى هذه القاعدة الذهبية تم التضحية ببعض من حلموا بكرسى السلطة، أو حتى ببعض ذوى النوايا الحسنة الذين التقت مصالحهم مع مصالح واشنطن فى لحظة زمنية واحدة. الذى يدعونا إلى تذكر هذه القصص التى يعود وقتها إلى عامى 2003 و2004 هو ببساطة الرسالة التى يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد سلمتها إلى الحكومة المصرية خلال الأيام الماضية، ومفادها أن العلاقة قد عادت «سمنا على عسل» وأن كل هرطقات إدارة بوش قد انتهت حتى إشعار آخر. قد يسأل البعض: وما الذى يدفع إدارة أوباما إلى التضحية بـ«الليبراليين والبرتقاليين وكل دعاة الحريات والمجتمع المدنى؟» لمصلحة نظام يقول بعض ناقديه فى واشنطن إنه متكلس وغير ديمقراطى. والإجابة ببساطة: «أنها المصالح يا غبى» قياسا على تعبير بيل كلينتون الشهير فى حملته الانتخابية ضد جورج بوش الأب «إنه الاقتصاد يا غبى». المصالح بالنسبة لواشنطن ثابتة، لا فرق إذا حققها محمد أو جورج، سعد أو سعيد، نور أو ظلام.. المهم أن تتحقق وبالتالى فإنه يبدو أن الإدارة الأمريكية قد حسمت أمرها وانحازت إلى النظرية المصرية القديمة «اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش». الخلاصة، أن كل المراهنين على الخارج يبدو أنهم لن يتعلموا أبدا وأنهم بالنسبة لمن يشغلهم فى الخارج ليسوا أكثر من مناديل كلينكس. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-12-31
في مارس عام 2001 هاج العالم وماج ضد حركة " طالبان" التي قامت بتدمير تمثالين لبوذا في وادي باميان بأفغانستان وصدرت بيانات ادانة عنيفة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وانضمت لها منظمة العالم الاسلامي ضد الحركة وأهتمت وسائل الاعلام العالمية بقضية " التماثيل" واعتبرتها واحدة من أسوأ الجرائم التي طالت مواقع أثرية في العالم ..! بعد عامين فقط وأثناء الغزو الأميركي للعراق وتحت سمع وبصر قوات الغزو اقتحم اللصوص المتحف الوطني العراقي في بغداد ونهبوا واستولوا على نحو 15 ألف قطعة آثرية تمثل حضارة بلاد ما بين النهرين السومرية والآشورية والبابلية والأكادية في أقل من يومين ولم يتوقف نزف آثار العراق عقب الغزو الأميركي الى الخارج في ظل حالة الفوضى الأمنية وحل الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية الداخلية. ولم يتوقف تدمير المواقع الآثرية مع صعود تنظيم "داعش" بعد عام 2014، فقد حطم تماثيل ومجسمات أثرية في متحف الموصل بمحافظة نينوى كما نهب القطع النفيسة من المتحف وهربها إلى الخارج. وجرف التنظيم مواقع أثرية مهمة، بينها مدينة النمرود جنوب الموصل التي يعود تاريخها للقرن 13 قبل الميلاد، وتعد من أهم المواقع الأثرية بالعراق والشرق الأوسط. وهذه المرة صمت العالم بمنظماته وهيئاته المعنية بالتراث الإنساني وهو يشاهد كيف تدمر حضارات الأمم وشواهد تاريخها القديم بأيد " تتار العصر " الكارهين للإنسانية والحضارة. والصمت المخزي يأتي بتعليمات وتهديدات من الدولة الراعية للتدمير. الكارثة تتكرر الآن في غزة، فالهمجية الصهيونية التي لا تحظى من التاريخ سوى الدم والتدمير والخراب لكل ما هو انساني على الأرض لم تردعها أية قوانين أو مواثيق عالمية للحفاظ على حضارات البشر التي تمتد لآلاف السنين دون أن يهتز ضمير العالم ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو أو يصدر عنها بيان ادانة طالما لم تتحرك واشنطن أو تصدر بيانات ادانة وشجب لما يقوم به الصهاينة ضد آثار غزة التي تعكس حضارة شعب متجذر في أرضه منذ آلاف ومئات السنين. هي حرب لا شرف لها ولا مواثيق ولا قوانين ومعاهدات يقوم بها " تتار العصر" الصهاينة الذين لا يراعون ويحترمون أبسط المواثيق الإنسانية. يدمرون كل شيئ أمامهم الزرع والغرس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات وجاء الدور على الآثار والتراث الذي هو ملكا للعالم وللإنسانية وليس لحماس أو فتح أو للشعب الفلسطيني وحده. وكما استصرخ الشعب الفلسطيني في غزة العالم المتواطئ والصامت من الحرب الإبادة الصهيونية، فمؤسساته تطالب العالم بالتحرك لحماية التراث والآثار الإنسانية في قطاع غزة الذي يقوم العدوان الصهيوني بقصفها وتدميرها. بالأمس أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلي دمر مبنى "سيباط "العلمي في غزة، والذي تم إنشاؤه عام 1806، ويتكون من ثلاث غرف وإيوانان ومطبخ ودرجان يؤديان إلى الدور الثاني وغرفة السيباط وتم ترميمه عام 2009 وتحويله إلى مركز رياض العلمي للتراث والثقافة. وقالت الوزارة، أن الحمام كان يعتبر مزارا سياحيا وعلاجيًا في الوقت ذاته، فهو أول من قام بالعمل به هم السامريون ومن هنا بدأ يطلق عليه اسم حمام السمرة. كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الكثير من المواقع الدينية التاريخية والمتاحف والمواقع الأثرية فى غزة التى كانت مركزًا ثقافيًا لكل الحضارات التي غزت المنطقة، من مصر في أوائل القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلى اليونانيين في عهد الإسكندر الأكبر إلى الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية. وأوردت تقارير نشرتها العديد من المواقع الأجنبية منها "أرت نيوز" عن وقوع كنائس ومساجد تعود إلى قرون عديدة ضحية لحملة القصف، بما في ذلك المسجد العمري في جباليا شمال غزة وكنيسة القديس برفيريوس، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم؛ ومسجد ابن عثمان والسيد هاشم. وقال إسبر صابرين، عالم الآثار السوري ورئيس منظمة التراث من أجل السلام: "يظهر التقرير أهمية تراث غزة". "إنها منطقة صغيرة ولكن بها الكثير من التراث." ووفقًا لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، ليس من الممكن حاليًا الحصول على تقييم كامل للمواقع التراثية المتضررة أو المدمرة، نظرًا للظروف على الأرض. وترصد تقارير فلسطينية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهدف ودمّر أكثر من 200 موقعٍ أثريٍ وتراثيٍ من أصل 325 موقعاً في قطاع غزة، ما بين مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة، في محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني ومحاولة لدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة. أبرز المواقع التي دمّرها جيش الاحتلال هي، كنيسة جباليا البيزنطية، والمسجد العمري في جباليا، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر دمري في الشجاعية، ومقام الخضر في دير البلح، وموقع البلاخية "ميناء الأنثيدون" شمال غرب مدينة غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن في منطقة عبسان في خان يونس "جنوب قطاع غزة"، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة، وغيرها من المواقع الأثرية والتراثية المهمة)، كما واستهدف الاحتلال، كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون بمدينة غزة، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وتل المنطار في مدينة غزة، وتل السَّكن في الزهراء، وتبة 86 في القرارة، ومسجد السيد هاشم في مدينة غزة. كما دمر الصهاينة عددا من المواقع التراثية والأثرية التي دمرها يعود أصول بعضها إلى العصر الفينيقي، وبعضها يعود أصوله إلى العصر الروماني، وبعضها يعود تاريخ بنائه إلى 800 عام قبل الميلاد، وبعضها يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام، وبعضها إلى 400 عام، في إشارة واضحة إلى رسوخ الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية التي يحاول الاحتلال تغيير معالمها بالقصف والاستهداف المباشر. جريمة حرب جديدة تضاف الى سجل الجرائم الذي يقوم بها الصهاينة من السابع من أكتوبر ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد مؤسساته ومنشآته وآثاره، فاستهداف وتدمير الاحتلال للمواقع التراثية والأثرية في قطاع غزة جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999م الذي يحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافةً للمواقع الثقافية والدينية. هل بات مكتوبا على الشعب الفلسطيني أن يناشد ويستنجد ويصرخ لانقاذه من الهمجية الصهيونية فقط دون أن يتجاوب العالم ومؤسساته الدولية العاجزة ولو بـ"نت شفه" وهي كلمة ادانة واحدة..! هل تتحرك المنظمات المعنية لوقف الجريمة الإنسانية ضد آثار وتراث وتاريخ الشعب الفلسطيني العريق أم مازالت في انتظار الإشارة الصدرة من واشنطن..؟ ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: