الإمبراطورية البريطانية
شملت الإمبراطورية البريطانية (بالإنجليزية: British Empire) على دول ذات سيادة خاضعة لتاجها ومستعمرات ومحميات ودول تحت الانتداب وغيرها من الملحقات حكمتها أو أدارتها المملكة المتحدة...
الشروق
2025-04-28
أثارت المطالب الأمريكية بتوفير عبور مجاني لسفنها نظير حماية مزعومة لقناة السويس الكثير من الجدل، ولكن الوقائع التاريخية تثبت تضحيات المصريين لحماية قناة السويس وما حولها من المدن خلال 4 حروب شهيرة لم يستعن خلالها المصريون بقوة أجنبية لرد العدوان عن الممر الملاحي ذو الأهمية الكبيرة للدولة المصرية، حيث ارتوت ضفاف القناة بدماء مصريين فقدوا أرواحهم منذ معركة القصاصين وحتى نصر أكتوبر، محافظين على القناة التي لم تستمر تحت سيادة غير السيادة المصرية. وتسرد جريدة الشروق وقائع 4 معارك شهيرة دارت قريبا من ضفاف قناة السويس ضحى خلالها المصريون لرد العدوان، ووردت تفاصيل تلك الحروب في كتب أسرار الحملة علي مصر، العلاقات المصرية البريطانية بين 1952 و1956، ومذكرات سعد الدين الشاذلي، وكتاب تاريخ جثث المهندسين الملكيين. -صمود عرابي وخيانة ديليسبس قررت الإمبراطورية البريطانية عام 1882 اجتياح الإسكندرية، واستمرت بالتقدم حتى هزمها الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي في معركة كفر الدوار، لتنسحب القوات البريطانية والتي قررت الهجوم عبر قناة السويس، وقرر عرابي ردم القناة منعا للغزو، ولكن فيردينان ديليسبس خدع عرابي بادعاء حيادية القناة وعدم السماح بمرور السفن الحربية البريطانية. استغل الجيش البريطاني خدعة ديليسبس ليشنوا إنزالا بحريا على مدينة الإسماعيلية يوم 20 أغسطس، حيث واجهوا مقاومة طفيفة من الأهالي انتهت بمجزرة ارتكبها البريطانيون، بينما جهز عرابي خطة بديلة استدرج خلالها البريطانيين نحو منطقة القصاصين، حيث يوجد الهويس الذي يمد الإسماعيلية بالماء، وبمجرد وصول البريطانيين تعرضوا لهجوم مفاجئ بأعداد كبيرة لم يتوقف إلا بدعم من فرسان الجيش البريطاني الذين واجهوا هجومين لجيش عرابي الذي تراجع لاحقا لمدينة التل الكبير التي اجتاحها البريطانيون في معركة شهيرة يوم 13 سبتمبر، مستغلين خيانات بعض رجال عرابي الذين أبلغوا عن الثغرات في تحصينات الجيش. -موقعة الإسماعيلية وبطولات الشرطة والفدائيين استمر الاحتلال البريطاني لقناة السويس حتى بعد الانسحاب من أغلب المدن المصرية نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن القوات البريطانية في القنال واجهت تدفق للمقاتلين الفدائيين الذين أعدوا حرب عصابات لاستهداف المعسكرات البريطانية وخطوط إمدادها منذ عام 1951 موقعين أكثر من 100 بريطاني بين قتلى وجرحى، وكانت المخابرات المصرية توفر الدعم للفدائيين، حماية للسيادة المصرية بالمنطقة لينتج عن ذلك مهاجمة الجيش البريطاني لمركز شرطة الإسماعيلية، مطالبين بإخلائه، لتندلع موقعة الإسماعيلية في 25 يناير، وتكبد خلالها البريطانيين 35 بين قتيلا وجريحا؛ إثر مقاومة رجال الشرطة المصرية. -العدوان الثلاثي وصمود مصري في وجه القوى العظمى قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس في يوليو 1956 لتوفير الحاجات الاقتصادية لإتمام مشروع بناء السد العالي، في خطوة أغضبت دولتي بريطانيا وفرنسا اللتان تزعمان امتلاك حق في القناة؛ ونتيجة لذلك خططت بريطانيا وفرنسا لشن عدوان عسكري هدفه احتلال القناة واستعانتا بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ليبدأ الجيش الإسرائيلي عملية إنزال في سيناء يوم 29 أكتوبر 1956، واجتياح ألوية إسرائيلية مدرعة من القسم الشمالي لسيناء، وتكبدت قوات المظلات والمدرعات الإسرائيلية خسائر متنوعة بسبب قصف الطيران المصري، والذي نجح أيضا في إسقاط 10 مقاتلات وقاذفات إسرائيلية خلال 3 أيام من القتال. كبدت القوات المصرية المتحصنة في أم قطيف الألوية الإسرائيلية المتوغلة من الشمال خسائر فادحة قبل أن تنسحب بأوامر من القيادة العليا، بينما قاتل الإسرائيليون بعضهم بالخطأ متوقعين استمرار تواجد المصريين، وتكبد الإسرائيليون خلال هجوم سيناء 170 قتيلا على أقل تقدير. وقامت القوات الأنجلوفرنسية يوم 1 نوفمبر بضربات جوية مكثفة على مختلف الأراضي المصرية، وبداية من يوم 5 نوفمبر تم الإنزال على مدينة بورسعيد ليتصدى الجيش المصري للقوات على مدار يومين؛ ما منع البريطانيين والفرنسيين من تجاوز بورسعيد واحتلال الإسماعيلية، ليخرج قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وإرسال قوات حفظ السلام. توقف التوغل البريطاني بعد حملة جوية راح ضحيتها 1000 من أهالي بورسعيد على أقل تقدير، بينما استمرت القوات البريطانية لقرابة الشهرين قبل الانسحاب عانت خلالها هجمات المقاومة الشعبية التي قتلت عددا من البريطانيين بينهم ابن عم الملكة إليزابيث. -نصر أكتوبر وطرد الإسرائيليين من ضفة القناة وسيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عقب حرب 1967 على كامل شبه جزيرة سيناء، بما فيها الضفة الشرقية لقناة السويس، ثم تم بناء خط بارليف لمنع أي محاولة مصرية من استرداد ضفة القناة، إذ تم تزويد بارليف بسلسلة من القلاع الحصينة ومنصات الدبابات وبطريات المدفعية. شن الجيش المصري ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 هجوما كاسحا افتتحته المدفعية بأكبر تمهيد نيراني في التاريخ العسكري الحديث، تبعته ضربة جوية لإخماد أي مقاومة من الطيران المعادي لتبدأ موجة من عبور الجنود المصريين بالقوارب المطاطية وتسلق الساتر الترابي، ليتم احتلال معظم الضفة الشرقية خلال 6 ساعات من القتال، وحرمان دولة الاحتلال الإسرائيلي من العودة لضفة القناة منذ ذلك اليوم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-04-27
أعاد مجموعة من الطلبة الذين شاركوا فى الحراك الطلابى فى 2015 و2016 العرض المسرحى «السقوط» the Fall فى عدد من مسارح جنوب إفريقيا خلال الشهر الجارى، وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على الاحتجاجات الطلابية الكبرى التى اشتعلت فى 2015 مطالبة بإزالة تمثال الاستعمارى سيسل رودس من جامعة كيب تاون كونه رمزًا للاستعمار والفصل العنصرى الذى توارثته مناهج التعليم ونظم الإدارة الجامعية. وفى غضون عام تطورت مطالب الطلبة إلى إسقاط المصاريف الدراسية، والمطالبة بالحق فى تعليم جامعى مجانى.تحرير الجامعة من الاستعمار المعرفىيمثل العرض المسرحى «السقوط» جزءًا من المسرح الاحتجاجى، حيث يسلط الضوء على معاناة الفئات المُهمشة وأشكال مقاوماتها. ففى أحد المشاهد تحكى طالبة كيف واجه الطلبة عنف قوات الشرطة من خلال قيام الطلبة ذوى البشرة البيضاء بإحاطة زملائهم الطلبة ذوى البشرة السوداء لحمايتهم من هراوات قوات الشرطة. فأحد قوات الشرطة قال لطالبة من ذوى البشرة البيضاء ومشاركة فى الاحتجاجات أنهم غير مأمورين بمهاجمة الطلبة ذوى البشرة البيضاء. هذا المشهد -والذى هو من واقع الاحتجاجات- أثار الطلبة ذوى البشرة السوداء، فالحكومة تتبع سياسات الفصل العنصرى. وتستمر الطالبة فى الحكى بأن حلم نيلسون مانديلا كان إنهاء الفصل العنصرى أى أن يحتج الأسود والأبيض معًا.سيسل رودس هو العقلية الرأسمالية للإمبراطورية البريطانية، فهو من أوائل من خططوا لتقسيم جنوب إفريقيا وفقًا لأماكن المناجم وطرق نقلها للإمبراطورية فى الشمال، فهو صاحب فكرة طريق «كيب تاون - كايرو» الذى يهدف إلى مد الطرق والسكك الحديدية بين المستعمرات البريطانية من جنوب إلى شمال القارة. لكن قام مشروعه الاستعمارى على نزع الأراضى من الأفارقة، ووصفهم بالبرابرة، واستعبادهم للعمل فى المناجم. وبالرغم من ذلك، استمر تمثال رودس فى وسط جامعة كيب تاون، وأصبحت هناك حالة تطبيع مع وجود التمثال حتى بعد انتهاء نظام الفصل العنصرى فى التسعينيات. كما استمرت المناهج الدراسية فى عدم انتقاد دور رودس وأمثاله من «رجال أعمال» الاستعمار، مما يعكس التطبيع مع المركزية المعرفية الأوروبية. فكان أحد الشعارات المرفوعة فى الاحتجاجات الطلابية «يمكنك نطق خيرت ولا تنطق رادبيى» you can pronounce Gert but not Radebe، أى أصبح من السهل نطق اسم «خيرت» باللغة الأفريكانية - لغة المستعمر - بين الأفارقة مقارنة بالاسم الإفريقى «راديبى»، وهذا دليل على تهميش اللغات الإفريقية لصالح لغة المستعمر. فضلًا عن محدودية توظيف الأكاديميين من ذوى البشرة السوداء أو عدم توليهم المناصب العليا فى الجامعات. لهذا انتفض طلبة جامعة كيب تاون فى عام 2015 مطالبين بإزالة التمثال كونه رمزًا للاستعمار، لكن الرمز كشف عن أن عقلية الفصل العنصرى متغلغلة فى النظام الجامعى المحافظ على السلطة المعرفية الاستعمارية، ما أدى إلى رفض إدارة الجامعة لمطالب الطلبة، وتهديدهم، واستدعاء قوات الشرطة داخل الحرم الجامعى، وبالتالى انفجرت الاشتباكات مع الطلبة. ففداحة واستمرار العنف يولد التضامن كالذى نشهده حاليًا مع فلسطين، فأعلنت منظمات طلابية وحركات أساتذة جامعيين تضامنها مع طلبة جامعة كيب تاون، فلم تتوسع الاحتجاجات فى جامعات جنوب إفريقيا فقط، بل امتدت أيضًا إلى الشمال الأوروبى خاصة جامعة إكسفورد، حيث يعتلى تمثال سيسل رودس أحد مبانيها، بالإضافة إلى جامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية. تحرير الجامعة من السياسات النيوليبرالية فى أحد مشاهد العرض المسرحى يدور نقاش بين الطلبة حول أنسب أدوات الاحتجاج لضمان استمراريته بعد إزالة التمثال. فقد شمل الحراك الطلابى الاعتصام أمام المبانى الإدارية فى الجامعات، والامتناع عن حضور المحاضرات بجانب المسيرات الجماعية. ومع اقتراب موعد الامتحانات، يرى بعض الطلبة وأولياء أمورهم أن إنهاء المرحلة الدراسية والتخرج الجامعى هو الهدف الأهم، ومن ثم وجب تعليق الاحتجاج والعودة للدراسة. ومن ناحية أخرى يصر بعض الطلبة على الاستمرار فى الاحتجاج، لأن المطالب لم تتحقق بعد. هذا المشهد فى العرض المسرحى يفسر لماذا فى أقل من عام اشتعلت الاحتجاجات الطلابية، وامتدت لتشمل حراكًا مجتمعيًا خارج أسوار الجامعات. فالجامعات أعلنت زيادة المصاريف الدراسية فى ظل أوضاع اقتصادية هشة للطلبة الأفارقة، فعادت الاحتجاجات الطلابية مرة أخرى، وتضامن معها الحركات العُمالية والعديد من الحركات المجتمعية.فمن تداعيات الفصل العنصرى استمرار عدم المساواة ما بين «السود» و«البيض» خاصة فى ظل اتباع سياسات نيوليبرالية فى التعليم العالى. فالتعليم الجامعى هو البوابة المباشرة لسوق العمل ومن خلاله يستشرف الطلبة مسارهم العملى، وإمكانيات ترقيهم الوظيفى فيما بعد. لكن مع محدودية الإنفاق العام على التعليم العالى، تشجع الحكومة الجامعات على رفع المصاريف الدراسية لتعويض نقص التمويل الحكومى، وبالتالى نقل العبء المالى إلى الطلبة. ثم تتدخل الحكومة من خلال صندوق إعانات فى شكل قروض للطلبة الأكثر فقرًا. ومع هذا فإن النظام الحكومى للإعانات غير فعال، بجانب استمرار العقلية الاستعمارية فى تحديد من يمكن أن يلتحق بالتعليم الجامعى، ومن يُستبعد منه بناء على القدرة المالية. نتيجة لذلك، يواجه الطلبة معاناة استمرار الديون الدراسية أو تأخير التسجيل نتيجة لغياب التنسيق بين الجامعات وصندوق الإعانات الحكومية مع ارتفاع مصاريف التسجيل نفسها. مع الأخذ فى الاعتبار أن الكثير من أولياء أمور هذا الجيل من الطلبة قد حُرموا من التعليم الجامعى بفعل سياسات الفصل العنصري؛ فيمتهنون حرفًا بسيطة أو فى وظائف غير مستقرة، وبالتالى غير قادرين على توفير المصاريف الدراسية.لكسر حلقة الفصل العنصرى، وضمان حق أبناء وبنات جنوب إفريقيا فى الولوج لسوق العمل ليس فى المهن البسيطة فقط، وإنما فى قطاعات التكنولوجيا والهندسة والطب، عليهم أن يعتمدوا على الإعانات الحكومية، ودون ذلك تظل فرص أبناء المستوطنين أفضل، واستمرار شعور أبناء جنوب إفريقيا بالدونية. لهذا جاءت مطالب الطلبة فى جعل التعليم مجانى مشروعة. بعد 10 سنوات أشار إعلان العرض المسرحى -بعد مرور عشر سنوات من عرض المسرحية- إلى مدى أهمية التذكير بالحركة الطلابية وإعادة فتح الحوار حول تعقيدات التفاعلات العرقية فى جنوب إفريقيا والمطالبة بالتغير. فنتيجة للحراك الطلابى وتضامن المجتمع فى عام 2016، طالبت الحكومة الجامعات بتجميد الزيادة فى المصاريف الدراسية، وعملت على زيادة الإنفاق الحكومى الموجه لقطاع التعليم الجامعى، لكن هذا التجميد كان مؤقتًا، ومع استمرار الفساد الإدارى والتضخم لم تعد الإعانات الحكومية كافية لاحتياجات الطلبة. فبين الحين والآخر يظهر على مجموعات فيسبوك الخاصة بالطلبة فى إحدى جامعات جنوب إفريقيا توسل من بعض الطلبة للتبرع بزجاجة لبن أو وجبة ساخنة، لأنهم لا يملكون قوت يومهم، بينما يُقسّم البعض الآخر الإعانة الحكومية بين متطلباتهم واحتياجات أسرهم التى تسكن فى منطقة أخرى.فالحراك الطلابى - فى جنوب إفريقيا- غير مُنفصل عن احتجاجات الفقراء المُستمرة، فلم تتحقق وعود الحكومات المُتعاقبة بالمساواة. لهذا من المهم استمرار مثل تلك العروض الفنية التى من خلالها لا يتم تناول أحداث فى الماضى، لكن لتجديد الذاكرة، لأنها هى التى تغذى الشعور الجماعى بالقدرة على الفعل ما دام التغيير محدودًا. باحثة فى معهد الفكر والحوار الإفريقى بجامعة جوهانسبرج ومدرس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-04-27
أصدرت وزارة الثقافة، متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «الإمبراطورية البريطانية.. من قيام الدولة القومية إلى الإمبراطورية حتى سقوطها (1485- 1972)»، للدكتور فطين أحمد فريد علي. يتناول هذا الكتاب قصة صعود الإمبراطورية البريطانية، من بداياتها المتواضعة إلى أن أصبحت أكبر قوة عالمية في العصر الحديث، وتوضح مقدمة الكتاب كيف منحت الطبيعة بريطانيا مزايا جغرافية ومناخية فريدة، ساعدتها على حماية نفسها من الغزو، وبناء قوة بحرية مهيمنة. كما أظهر الكتاب كيف ساهم انسجام سكانها، ونظامها السياسي العريق، في دفع الشعب الإنجليزي نحو الابتكار والعمل والتوسع، ويرصد الكتاب نمو بريطانيا التدريجي، مستفيدًا من الحروب الأوروبية الكبرى مثل حروب نابليون التي شغلت منافسيها، مما أتاح لها السيطرة على التجارة العالمية، كما يستعرض الطريقة المعقدة التي تكونت بها الإمبراطورية البريطانية عبر أربعة قرون، منتشرة في جميع قارات العالم، وكيف اختلفت أنماط السيادة البريطانية بين مستعمرات ملكية، ومناطق محمية، ودول تحت الانتداب أو النفوذ غير المباشر. يغطي الكتاب نشأة الإمبراطورية الأولى في أمريكا وجزر الهند الغربية، ثم فقدانها مع استقلال الولايات المتحدة، قبل أن يتحول التوسع البريطاني نحو آسيا والهند، التي أصبحت جوهرة التاج البريطاني، ويعرض كذلك تطور النفوذ البريطاني في أفريقيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وقبرص، ومالطة، وغيرها. كما يوضح الكتاب كيف بلغت الإمبراطورية البريطانية أوج قوتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث امتدت على ربع مساحة اليابسة، وحكمت ربع سكان العالم. لكنه يشير أيضًا إلى بداية تراجعها بعد الحربين العالميتين، وصولًا إلى انهيارها تدريجيًا. الكتاب يقدم هذا التاريخ الطويل في خمسة فصول، معتمدًا على تحليل عميق للأحداث والظروف السياسية والاقتصادية التي ساعدت على بناء هذه الإمبراطورية العظيمة، ثم سقوطها في العصر الحديث. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-12-01
فى ختام مقالى أمس بعنوان «إسرائيل والأسد وبينهما النصرة»، اقتبست ما قاله هاكان فيدان وزير الخارجية التركى بأن «شريان حياة الجماعات الإرهابية بالمنطقة فى يد أمريكا، وأنه لا يمكن أن تستمر هذه الجماعات حتى ثلاثة أيام من دون دعمها».ما قاله فيدان شديد الأهمية والخطورة، ليس فقط لأنه وزير خارجية تركيا الدولة الصديقة للولايات المتحدة، أو العضو فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» بل، لأنه كان يشغل حتى شهور قليلة مضت منصب رئيس جهاز المخابرات التركية، وبهذه الصفة فهو يعرف الكثير من الأسرار عن هذه الجماعات.شخصيًا لم أكن فى حاجة إلى دليل لكى أدرك أن غالبية الجماعات الإرهابية، والتى تتمسح وتتاجر بالإسلام هى أدوات فى يد الولايات المتحدة حينًا وإسرائيل أحيانًا، وبعض دول المنطقة أحيانًا ثالثة، وكل طرف يشغلها لمصالحه المختلفة ثم يلقيها فى أقرب سلة مهملات.من يتتبع نشأة وظهور هذه التنظيمات سوف يكتشف أن بعضها ظهر بدعم بريطانى، ثم جرى تسليمه للولايات المتحدة التى ورثت معظم الأمبراطورية البريطانية، والمستفيد الأكبر من غالبية هذه التنظيمات إضافة إلى أمريكا كان إسرائيل أو تركيا أو إيران.هل معنى كلامى أننى أتهم كل أفراد هذه المجموعات الإرهابية والتكفيرية بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل؟!الإجابة هى لا، فغالبية أعضاء هذه الجماعات بسطاء وسذج ومغسول أدمغتهم، ويعتقدون فعلًا أنهم يجاهدون فى سبيل الله وفى سبيل نصرة دينه ومعظمهم فى تنظيمات تحمل اسم القدس، لكنها لم تطلق رصاصة واحدة لنصرة القدس.قادتهم فقط هم من يدركون الحقيقة المرة وأنهم أدوات فى يد من يشغلهم ويدفع لهم. هم فقط من يضغطون على الزناد، لمصلحة القابعين فى غرف كانت مظلمة وصارت الآن علنية.خطورة كلام فيدان أنه يأتى أيضًا من مسئول مهم فى دولة كانت وما تزال ترعى العديد من التنظيمات التى لعبت دورًا كبيرًا فى تخريب وتدمير سوريا، لكن الملفت أن أنقرة تبرأت مما يحدث من تطورات متلاحقة فى الملف السورى رغم أنها أيضًا يهمها إعادة السوريين الموجودين على أراضيها وضمان كسر شوكة التنظيمات الكردية.مرة أخرى، نتنياهو وهو يقبل وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبنانى، مساء الثلاثاء الماضى، هدد الرئيس السورى بشار الأسد ووصفه بأنه يلعب بالنار. وبعد هذا التهديد بساعات قليلة تحركت العديد من الفصائل المسلحة المعارضة للدولة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» التى غيرت اسمها أكثر من مرة من كونها جزءًا من داعش ثم الولاء لـ«القاعدة» إلى «النصرة»، وغالبية أعضائها من جماعة الإخوان السورية.تحركوا فجأة وتمكنوا من احتلال مساحات كثيرة من حلب، ثم اقتحموا مواقع أيضًا فى حماة. وفى نفس التوقيت تحركت أيضًا بعض القوات التركية «قسد»، لتحتل مساحات فى حلب أيضًا.لفت نظر المراقبين للشأن السورى الأسلحة الحديثة جدا التى استخدمتها هذه الفصائل الإرهابية فى الهجوم على مواقع الجيش السورى المدعوم من روسيا وإيران. والملفت أيضًا غياب مقاومة الجيش السورى الذى قال إنه انسحب أو حسب تعبيره «أعاد انتشاره» استعدادًا للهجوم المضاد. لا يمكن الجزم بشىء فى هذه التطورات، لكن توقيت الهجوم ليس مصادفة. ومن يتبع نشاط هذه التنظيمات فى سوريا منذ مارس ٢٠١١ سوف يكتشف أنها لا تتحرك إلا بأوامر من أمريكا أو تركيا أو بعض الدول العربية. الآن غالبية الدول العربية التى دعمت هذه الفصائل عام 2011 أدركت حقيقتها، وبالتالى أعادت علاقتها مع النظام السورى، الذى عاد إلى الجامعة العربية فى العام الماضى.مرة أخرى أوضحت فى مقال الأمس أن نظام الرئيس بشار الأسد يتحمل مسئولية أساسية فى الحالة التى وصلت إليها البلاد، لكن ذلك لا يعفى التنظيمات الإرهابية والمأجورة من مسئولية تدمير هذا البلد العربى الكبير. هى ارتضت أن تكون مجرد أدوات فى يد كل أعداء الأمة، تتحرك بالريموت كنترول فى اللحظة التى يحتاجها «المشغل».ومن الواضح أن «جراب الحاوى» الأمريكى والإسرائيلى ملىء بالحيل والخدع والألاعيب، وأن العدوان لن يكون قاصرًا فقط على غزة ولبنان، وربما نكون فى مرحلة بدء تنفيذ مخطط نتنياهو بتغيير المنطقة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-27
عاش فيلسوف الصوفية، محيى الدين بن عربى- الشيخ الأكبر- فى القرن الثانى عشر. فُقدت معظم مؤلفاته فى التنقل من مدينته «مرسيا» فى إسبانيا «الأندلس» وصولًا إلى بلاد الشام، دمشق، تحديدًا، حيث تُوفى ودُفن، لكن بقى عدد منها، حوالى مائة بين كتب كبرى ورسائل صغيرة، أبرزها «الفتوحات المكية»، الذى عكف على تحقيقه د. عثمان يحيى، ونشرته دار الكتب والوثائق. هناك كذلك كتاب «فصوص الحكم»، الذى حققه ونشره د. أبوالعلا عفيفى. تحول التصوف الإسلامى مع «ابن عربى» وبعض المتصوفة من مرحلة الورع الشخصى، الزهد والتقوى، إلى ما يسميه البعض «المرحلة الفلسفية»، التى أثرت بدورها فى التصوف الإنسانى كله وليس فقط فى الثقافة العربية والإسلامية. «ابن عربى» لديه مقولة خالدة: «إذا استغنيتَ اغتنيت». الاستغناء فى الأصل حالة نفسية ومعنوية، لكنه كذلك يمكن أن يكون ماديًّا ويدخل فى مجال التعامل اليومى. المقصود هنا أن يتجنب الإنسان التعلق واللهاث المرضى وراء ما لا يُغنى. قد تكون بالمعايير العادية ثريًّا، بل فاحش الثراء، لكن بالمعايير النفسية والروحية تكون شديد الفقر. عرفنا مَن كانت ثروته تُقدر بعشرات الملايين، لكنه يقارن نفسه بأصحاب مئات الملايين، ويُقسم ليلًا ونهارًا أنه فقير، لم يُراكم ثروة مثل فلان وفلان، قَسَمًا تشعر معه أن عليك أن تمد يدك له فورًا بمعونة وإحسان. الاستغناء فضيلة، خاصة فيما يتعلق بالجوانب المادية المباشرة، فهو حماية من التدنى والصغار أو قبول المهانة، الاستغناء تعفف وترفع فى الوقت نفسه، لا تصبح على المستوى الفردى أسير احتياجك أو رغباتك، وكذلك يمكن أن ينطبق الأمر على المستوى الاجتماعى العام والوطنى كذلك. وأعظم الاستغناء أن يكون خارج الكماليات ومناطق الرفاهية، بل عما يتصور كثيرون أنه مطلب أساسى، لا حياة بدونه. هذا الأسبوع، جاءنا درس الاستغناء والغنى من المدينة الباسلة، بورسعيد، التى واجهت ذات يوم عدوانًا من ثلاث دول، العدوان الثلاثى سنة ١٩٥٦، عقب تأميم قناة السويس مباشرةً. على أبوابها قُطع ذيل الأسد البريطانى، وحُررت شهادة إحالة الإمبراطورية البريطانية إلى المعاش، هم كذلك مع أهالى مدن القناة تحملوا مغادرة بيوتهم والتهجير أيام حرب الاستنزاف، وعادوا ثانية بعد انتصار أكتوبر العظيم سنة ٧٣. هذه المدينة وأهلها الطيبون، الذين يتعاملون مع الحياة بود ومرح، يقبلون المزاح والنكات فى بساطة إنسانية آسرة، يتعرضون منذ فترة لاستغلال بعض تجار السمك، وجبتهم الرئيسية، ونحن فى ظرف اقتصادى أدى إلى رفع كل الأسعار. قد يكون مفهومًا أن ترتفع بعض الأسعار بشكل كبير، خاصة تلك التى تدخل المواد المستوردة فى تكوينها بنسبة كبيرة، مثل بعض الأدوية، لكن الأسماك يتم اصطيادها من مياهنا الإقليمية بنفس المراكب ونفس الصيادين. معدل الصيد فى ازدياد. المدينة تنتج ما يكفيها ويزيد، حيث يتم توريده إلى بعض المحافظات المجاورة، فما المبرر لتضاعف السعر عدة مرات؟. الغريب أن بعض السلع والمنتجات المحلية يتضاعف سعرها عدة مرات، بينما تابعنا تراجع بعض المنتجات المستوردة، عدد من أنواع السيارات مثلًا مع تراجع سعر الدولار نسبيًّا قياسًا على الجنيه. حتى الآن التفسير المقبول والمطروح لارتفاع السلع المحلية هو تلاعب بعض التجار، بالتخزين والإخفاء أولًا حتى تبدو السوق على حافة الأزمة. هنا يضاعفون السعر. يمكن أن تجد المنتج نفسه بالمواصفات ذاتها بسعرين مختلفين كثيرًا فى محلين متجاورين، والمبرر هنا أن المهم هو توفر السلعة وليس السعر المبالغ فيه. وكانت المفاجأة أن رئيس شعبة الأسماك فى الغرفة التجارية ببورسعيد يتساءل: لماذا يربح التجار جميعًا، ويتم استكثار أرباح تجار السمك، فننظر لهم فى ربحهم؟. يبدو أنه يرى ذلك حقًّا لهم وحسدًا من المستهلك. فهم المسكين أن ارتفاع سعر سلعة ما، نتيجة ظرف طارئ، عالميًّا أو محليًّا، يعنى بالضرورة ارتفاع كل السلع، وصرنا فى مزايدة مَن يرفع أكثر وأكثر، مزايدة نهب المواطن. فى أزمان سابقة، حدّثنا المؤرخون الثقات أنه مع حدوث أزمات من هذا النوع، كان المحتسب ينزل السوق، فيأمر بتعليق أحد التجار الكبار، (أى قتله وتعليق الجثة)، الذى تحوم حوله المشكلة. على الفور تظهر البضائع المخبأة، ويتراجع السعر. فى الدولة الحديثة لم يعد واردًا هذا التعامل ولا مقبولًا كذلك. وقبل عقود كانت مباحث التموين تغلق المحل، ثم يُعتقل صاحبه، أو تُصادَر البضاعة ويُقدم إلى المحاكمة العاجلة، وهذا التصرف لم يعد ممكنًا. يبقى حل حاسم، بين حلول أخرى، وهو «الاستغناء» بتعبير الشيخ الأكبر أو «المقاطعة»، السلاح الناجع فى السنوات الأخيرة. هل نتذكر حملة «خليها تصَدِّى»، قبل سنوات قليلة، مع تجار السيارات، كذلك حملة «خليها تنتن» بالنسبة للجزارين واللحوم؟. هنا، فى أزمة أسعار الأسماك، برزت بورسعيد الصامدة، قرر أهلها الاستغناء عن الأسماك، أعلنوا المقاطعة التامة، الغنى بالاستغناء. من اللحظة الأولى أطل علينا أعداء المقاطعة وأصحاب نظرية لا استغناء، بل مزيد من الاستهلاك، محذرين من أن ذلك القرار يصب فى صالح التجار الكبار، ويطرد من السوق صغار التجار، فضلًا عن أنه يزيد نسبة البطالة. مع كل موقف وأزمة نسمع هؤلاء بنفس المفردات تقريبًا. حين رفع بعضنا مطلب مقاطعة بعض الشركات الدولية تعاطفًا مع الشعب الفلسطينى، كانوا ضد المقاطعة، مرددين نفس الحجج عن البطالة، سوف نلاحظ أن مبررات رفض المقاطعة تأخذ دائمًا مسحة تبدو «اشتراكية»، تبدو كذلك نافرة من كبار الملاك والرأسماليين!!. صوت العقل يقول إن مقاطعة الشركات الكبرى، خاصة تلك المتعلقة بالمطاعم ومحال الوجبات السريعة أو الكافيهات، ضرورة، ونؤسس بديلًا وطنيًّا يوفر فرص العمل لأبنائنا، ويوقف نزح أموال المستهلكين لصالح شركات خارج البلاد. الكافيه الدولى يمكن أن يعود «مقهى بلدى»، وكذلك الأمر بالنسبة للوجبات، ولكم فى «أبوطارق» و«الجحش» وغيرهما أسوة حسنة، لكن يبدو أن هناك مَن يرى المواطن المصرى مطالبًا بأن يتحمل وحده كافة الفواتير، داخليًّا وخارجيًّا، حتى فواتير جشع التجار واستهتارهم بأحواله واحتياجاته وبقواعد التجارة وأصولها. بعد يوم من المقاطعة، انخفضت أسعار بعض أنواع السمك، داخل بورسعيد، بنسبة 50%، بعضها الآخر بلغت النسبة 70%. نسبة الانخفاض هذه لا تمس السعر العادل، بل هى من «هامش الربح». الواقع أن الربح صار هو المتن، ولم يعد هامشًا كما كان الأمر من قبل. الهامش هو السعر والتكلفة الحقيقية. يبدو أن أباطرة السوق فى مختلف القطاعات والسلع اعتبروا تصريحات أحد المسؤولين فى وزارة التموين بأن الأسعار لا يمكن السيطرة عليها ضوءًا أخضر لهم بالتلاعب ومضاعفة الأسعار. يستعينون فى ذلك بشائعات تدفع المواطنين إلى الشراء مثل أن السعر سوف يرتفع جدًّا بعد ساعات، وهكذا. يبدو كذلك أن هؤلاء الأباطرة يسيئون الفهم والتقدير. تحمل المواطن الظروف الصعبة التى تمر بها مصر فى عملية التنمية والبناء بدافع وطنى محض كى تبقى الدولة متماسكة ويبقى الوطن عزيزًا، فى ظل مناخ دولى سعى لإحلال الفوضى وإسقاط الدول. توافق مع ذلك المناخ وأطرافه الفاعلة ميليشيات ومجموعات إرهابية أرادت تفتيت هذا الوطن والقفز عليه،. كما حدث فى عدة بلدان قريبة منّا جدًّا. كنا نخوض حربًا ضارية ضد الإرهاب، وكنا مطالبين بالسير فى مجالى البناء والتنمية. تحمل المواطن ذلك بأريحية. هذا الموقف الوطنى النبيل رآه بعض الحيتان غنيمة، وكأن المواطن مستباح أمامهم ولهم، عليه أن يتقبل ويضحى من أجل أن يستزيدوا هم ثراء. الفارق دقيق وكبير جدًّا جدًّا. يبدو أن رفع السعر بات هواية لدى البعض، حتى لو لم يكن هناك مبرر ولا ضرورة، هواية تمارس لذاتها، يستمتعون بها، ولعلهم يتصورون أن المواطن سوف يتقبل ذلك ويتحمله. التحمل والتضحية يكونان فى سبيل هدف عام متفق عليه وقيمة عليا ينبغى الحفاظ عليها. صوت المواطن البسيط ينبغى أن يكون عاليًا فى مواجهة أولئك الذين يحاولون استباحة حقوقه والتلاعب بالمواد الغذائية. البداية من بورسعيد، وتم التجاوب من المحافظات المجاورة، دمياط وغيرها، حتى مساء الأربعاء، كانت هناك أكثر من عشر محافظات تجاوبت مع المقاطعة. إذا كان الاستغناء فضيلة أخلاقية وإنسانية، فهو اليوم ضرورة اقتصادية لمواجهة فحش الغلاء والمُغالين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
Very Positive2024-04-22
كان السير هنرى كامبل- بانرمان رئيسا لوزراء المملكة المتحدة في الفترة بين عامى 1905 و1908 وهو مولود في 7سبتمبر 1836 وكان الابن الثانى والأصغر بين ستة أطفال للسير جيمس كامبل النبيل البريطانى وعمدة مدينة جلاسكو وأمه هي السيدة جانيت بانرمان وقد تلقى هنرى تعليمه في مدرسة جلاسكو العليا بين 1845 و1847 وجامعة جلاسكو في1851 وكلية تيرينيتى في كامبردج منذ 1854 وحتى 1858. وقد تزوج بالسيدة سارة شارلوت بروس واستقر هو وزوجته في عقار رقم 6 في حدائق كليرموند في ضاحية بارك في الطرف الغربى من جلاسكو وقد انتخب في 1868 لمجلس العموم كنائب ليبرالى عن ستيرلينج بيرجز الاسكتلندية وهى الدائرة الانتخابية التي ظل يمثلها لمدة أربعين عاما وكان كامبل سياسيا اسكتلنديا ليبراليا عندما وافته المنية، لقد جاء من خلفية تفكر في الليبرالية، ومن موقع بريطانيا في العالم والتى كانت بالطبع تساند فكرة الإمبراطورية البريطانية وقد عـُرف اختصارا باسم CB وكان أول مؤمن بمبادئ التجارة الحرة والحكم الذاتى الأيرلندى وتحسين الظروف الاجتماعية قاد كامبل بانرمان حزب الأحرار إلى فوز ساحق على حزب المحافظين في الانتخابات العامة في 1906 وقد قدمت الحكومة التي قادها تشريعات لتأكيد عدم تحمل نقابات العمال مسئولية الأضرار الناتجة عن الاضرابات، وكذلك لمنح وجبات غذائية مجانية للأطفال في المدارس إلى أن توفى «زي النهارده» في 22 إبريل 1908. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-03-11
لا يتجاوز عمر النشاط الاستعمارى العالمى للولايات المتحدة قرناً من الزمان. بدأ حثيثاً، وبعد حربين عالميتين تقاسمت قمة العالم كقوة عظمى مع الاتحاد السوفيتى، لكنها كانت قوة استعمارية توسعية. وعلى عكس الاتحاد السوفيتى المناصر لتحرر الشعوب، كانت أمريكا فى غالبية الأحوال وراء المؤامرات التى حيكت لدول العالم الثالث ومارست القمع ودمرت بلاداً عديدة، بدءاً من فيتنام وكوريا وحتى العراق والصومال وغيرها، كما قامت بالانقلابات وتأجيج الصراعات فى دول كثيرة، وغالبيتها فى أمريكا اللاتينية، التى كان معظمها يتجه يساراً، وما كوبا إلا مثال مجسد لما كانت تفعله أمريكا. أمامنا الآن مثال حى فى غزة، تدَّعى أمريكا أنها -بنفسها- ستبنى ميناء خصيصاً لنقل المؤن لغزة والتخفيف عن أهلها الذين دمرتهم وشردتهم إسرائيل، وفى الوقت نفسه ترفض أمريكا -الرحيمة- إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الهمجية الإسرائيلية ولا تتوقف عن تمويلها بأحدث أنواع السلاح. التاريخ يسجل لأمريكا كل الشرور التى ارتكبتها فى حق العالم، فهى الدولة التى تسيِّر حاملات الطائرات والبوارج لمسافات تصل إلى عشرات الآلاف من الأميال لكى تضرب دولة لا تمثل لها أى تهديد ولم ترتكب ضدها أى مخالفة. ورثت أمريكا هذه الوحشية من أمها بريطانيا التى روّعت العالم لعدة قرون. ورثت عنها اللغة وهى أهم أدوات الاستعمار للسيطرة، وورثت عنها ثقافتها، والأهم أنها ورثت عنها وحشيتها ونهمها لابتلاع العالم. لا ننسى أن الإمبراطورية البريطانية كانت تحتل أراضى فى كل أنحاء العالم لا تغيب عنها الشمس. وقد تركت بريطانيا فتيلاً فى كل دولة احتلتها يمكن من خلاله إشعال تلك البلاد بأبسط الطرق وأرخصها. وهى ما زالت تحتل أجزاء حيوية للغاية فى العالم مثل مضيق جبل طارق وجزر فولكلاند قرب سواحل أمريكا اللاتينية وكانت جزراً أرجنتينية، كما أن لها قواعد فى قبرص، وما زالت تسيطر على عشرات الدول فى رابطة الكومنولث بل ويحكم ملك أو ملكة إنجلترا 14 دولة حكماً مباشراً، ومنها دول كبيرة مثل كندا وأستراليا ونيوزيلاند. بل كانت بريطانيا تحتل أمريكا نفسها إلى أن قامت الثورة الأمريكية عام 1776. لقد تحررت أمريكا من بريطانيا، لكنها تدخلت لحمايتها فى الحربين العالميتين باعتبارها تحمى أصولها العرقية والثقافية القادمة من أوروبا وتمهد لوراثتها فى حكم العالم. كلما نظرت إلى خريطة العالم وجدت شبح بريطانيا صانعة المشاكل، وأهمها مشكلتنا كعرب مع الكيان الصهيونى الذى يحتل فلسطين وينكل بأشقائنا. كانت بريطانيا الاستعمار الذى قهر شعوباً بطول وعرض الكرة الأرضية وجاءت ابنتها أمريكا الفتية العتية، والاثنتان كانتا وراء وجود الكيان الصهيونى وحمايته من كل ما يمسه. لقد أحيت المقاومة الفلسطينية فى غزة قضية الوطن الفلسطينى ووجدنا شعوباً عديدة تناصر المقاومة التى تدافع عن حقها فى الوطن والحرية ضد محتل غاشم. وبالأمس قامت مواطنة بريطانية بتشويه صورة مرسومة لبلفور وزير خارجية بريطانيا الذى أعطى الصهيونية حق إقامة وطن لهم فى فلسطين عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى عام 1917. إن ما فعلته هذه السيدة وما يفعله آخرون فى أنحاء أوروبا وأمريكا نفسها التى أشعل أحد ضباطها النار فى نفسه وهو يصيح «فلسطين حرة» أمر يدعم قضيتنا ويفت فى عضد الاستعمار والصهيونية. لقد ارتبطت الأم -بريطانيا- والابنة -أمريكا- برباط غير مقدس من الاستعمار والاحتلال واستنزاف اقتصاد وقوة الشعوب، ويلاحظ العالم أنه مهما اتفقت دول أخرى أو اختلفت مع أمريكا فإن بريطانيا تبقى ولا تنفصل عن أمريكا فى سياساتها، خاصة بعدما صارت بريطانيا عجوزاً ولم تعد دولة عظمى كما كانت. إن الدولتين لهما تاريخ طويل ملوث بدماء الشعوب، وهو ما ساعد دولاً كبرى أخرى مثل روسيا والصين على تنمية قدراتهما وكسب الأنصار فى جميع أنحاء العالم بما يجعلهما مؤهلتين للمشاركة فى حكم العالم وتعدد الأقطاب فى النظام العالمى الجديد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-08
غدًا 9 مارس ذكرى مرور 105 أعوام على قيام ثورة 1919، الثورة التى وحدت الأقباط والمسلمين، وقضت على التعصب والطائفية، ودعت إلى إقامة بنك مصر، وإلى مقاطعة البضائع الإنجليزية، وأعادت أيضًا الاعتبار إلى الفلاح المصرى عندما أعلن زعيم الثورة «سعد زغلول»أنه يفخر بأن جميع أفراد أسرته يرتدون الجلاليب الزرقاء!. كانت ثورة شعبية بمعنى الكلمة، حيث قامت الشرطة الوطنية بحفظ النظام. تم اختيار سبع قيادات للثورة. نُفيت القيادة الأولى إلى مالطة، والثانية إلى سيشيل، وحُكم بالإعدام على الثالثة، واعتُقلت الرابعة، وسُجنت الخامسة والسادسة فى قشلاق قصر النيل. قبض الإنجليز على سعد زغلول، فانفجرت الثورة فى كل مكان. خرج الطلبة من المدارس يضربون الإنجليز بالحجارة والطوب. السيدات كن يزغردن من النوافذ تحية للثوار. الموظفون تركوا مكاتبهم إلى الشوارع. الشيوخ كانوا متحمسين كأنهم شباب. الأطفال كانوا ثائرين كأنهم كبار. أضرب الأزهر وجميع المدارس. أضرب القضاة وأُوقفت المحاكم. أغلقت المتاجر أبوابها، ورفضت الشرطة المصرية أن تطلق رصاصة واحدة على فرد من أفراد الشعب. قامت الثورة فى نفس اليوم الذى كان يجتمع فيه مجلس الوزراء البريطانى لبحث ضم مصر إلى الإمبراطورية البريطانية. أدهشهم تنظيمها السرى، عندما اندلعت الثورة فى جميع المدن والقرى فى نفس الوقت. كتب بعض الكُتاب الإنجليز يقولون إن الألمان هم الذين دبروا الثورة، وقال غيرهم إن البولشفيك الروس هم الذين نظموها، ثم اكتشف الجميع أنها مصرية: دبرها مصريون، وأشعلها مصريون، وقادها مصريون!. قال «غاندى» إن سعد زغلول هو أستاذه، وإنه فشل أن يوحد المسلمين والهندوس فى الهند، بينما نجح سعد فى توحيد المسلمين والأقباط فى مصر. نجح سعد فى إضراب جميع موظفى الدولة، ولم ينجح غاندى فى إضراب جميع الموظفين الهنود.. ونجحت ثورة 1919 فى أن تجعل المصريين يرفضون دخول الوزارة لمدة سبعة أشهر، بينما لم تستطع ثورة الهند!. كان من أهم ما حققته الثورة أنها دفعت المرأة إلى الاشتغال بالقضايا الوطنية.. واستُشهد عدد فى المظاهرات برصاص الإنجليز!. كانت ثورة 19 أم الثورات!. كانت أول ثورة بعد الحرب العالمية الأولى، وتبعتها ثورة الهند، وثورة العراق، وثورة الريف فى المغرب، وثورة ليبيا، وثورة الدروز. أتمنى أن تحتفل مصر كلها بذكرى ثورة 19 لأنها ليست ثورة حزب الوفد وحده، ولكن ثورة الشعب المصرى بكل طبقاته وطوائفه!. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-02-19
أصبح اللورد ديفيد كاميرون أول وزير خارجية بريطاني يزور جزر فوكلاند منذ 30 عاما، في دليل بارز على أن المنطقة المتنازع عليها هي "جزء من الإمبراطورية البريطانية". ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" عن كاميرون قوله إن سيادة الأرخبيل "ليست مطروحة للنقاش" بينما يرغب سكان الجزر في أن يكونوا بريطانيين رغم تجدد الدعوات الأرجنتينية لإجراء محادثات بشأن مستقبل الجزر. ووصل وزير الخارجية إلى قاعدة ماونت بليزانت الجوية وسيزور بعض مواقع المعارك الرئيسية في حرب فوكلاند عام 1982 للإعراب عن احترامه لمن فقدوا أرواحهم في الصراع. ودعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الذي التقى كاميرون الشهر الماضي إلى تسليم الجزر الواقعة جنوب الأطلسي إلى بوينس آيرس. ولكن كاميرون قال قبل وصوله إلى إقليم ما وراء البحار البريطاني "جزر فوكلاند جزء مهم من الإمبراطورية البريطانية ونحن واضحون في أنه طالما أنها تريد أن تظل جزءا من الإمبراطورية فإن مسألة السيادة لن تكون مطروحة للنقاش". يشار إلى أن شبح حرب فوكلاند عام 1982 يخيم على العلاقات بين المملكة المتحدة والأرجنتين، لكن كاميرون وميلي عقدا اجتماعا "دافئا ووديا" في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وفيما يتعلق بقضية جزر فوكلاند، قالت وزارة الخارجية البريطانية "إنهم سيوافقون على الاختلاف، وسيفعلون ذلك بأدب". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2014-08-11
شهد الربع الأخير من القرن العشرين نقاشا مستفيضا حول ظاهرة العولمة، التى أدت فيها ثورة المعلومات والاتصالات إلى ربط مختلف أرجاء العالم لتجعل منه «قرية كبيرة». وحدث التحول فى ختام سلسلة من الأحداث مر بها العالم منذ بداية القرن العشرين، لا يجوز تناسيها ونحن نتطلع إلى رسم خريطة المستقبل وتبيّن موقع كل من الدولة القومية والفرد فيها، نستعين بها فى وضع أسس دولة قادرة على المشاركة فى توجيه حركة العالم إلى ما فيه صالح البشرية. ••• وفى لمحات سريعة نوجز أهم الأحداث التى أعادت تشكيل كل من العالم والدول والأقاليم حتى أوصلتنا إلى الحاضر. ففى بداية القرن العشرين كان المتحكم فى خريطة العالم إمبراطوريات بنتها دول قومية، بعضها نحا بها منحى إمبريالىا، يقوم على الاستيلاء قسرا على أراضى أقوام آخرين، للاستيلاء على حصيلة أنشطتها الاقتصادية. وكانت مصر ضمن الدول التى أخضعتها الإمبراطورية العثمانية منذ 1617 متذرعة برفع راية الخلافة، فلم تعن بتحسين أحوالها، واكتفت بفرض الخراج والجزية عليها، وهو ما دفع المصريين إلى ثورات عديدة عندما اشتط الولاة فى فرضها. أما البعض الآخر فقد نحا منحى كولونيالىا استعمارىا، ليعزز حركة التصنيع التى توالت حلقاتها بخامات يجبر المستعمرات على توفيرها له مقابل تصدير جانب من منتجاته الصناعية. وكان فى المقدمة الإمبراطورية البريطانية التى وصفت بأن الشمس لا تغيب عنها. وفرضت تلك الدول الرأسمالية نظاما للتجارة الدولية يقوم على ما يسمى المزايا النسبية، اختصت لنفسها منه ما يقوم على المعرفة الفنية وحصرتها للدول التابعة فى الهبات الطبيعية، وتصارعت فيما بينها لانتزاع أكبر قدر من المستعمرات. وانتقلت الإمبراطوريات الأوروبية من سلسلة حروبها الإقليمية تتنازع فيها على ممتلكاتها، إلى حربين عالميتين فصل بينهما عقدان، شهد ثانيهما حروبا تجارية تسبب فيها الكساد الكبير الذى فجره انهيار بورصة وول ستريت فى 29/10/1929 فى أعقاب موجة رواج وتضخم فى الولايات المتحدة. وهكذا اتخذت الحروب السياسية والتجارية أبعادا عالمية، أشركت فيها دول لا ناقة لها فيها ولا جمل سوى أنها وقعت أسيرة الاستعمار المباشر. ودفع ذلك النوع من الصراع إلى مناداة البعض بإقامة وحدة عالمية universal. ولكنها فشلت لعدم توفر الأسس الموضوعية التى تكفل نجاحها. فاتجه التفكير إلى تغيير النظام الكلاسيكى السائد فى الدول الرأسمالية التى تدعى الحرية لأبنائها، باقتران ديمقراطية سياسية بحرية للأسواق. فقامت ثورة أكتوبر 1917 الاشتراكية فى روسيا، بينما عمدت دول هزمت فى الحرب العالمية الأولى إلى إعادة بناء نظمها السياسية مقتدية بالنموذج اليابانى الذى شكل مركزا استعماريا فى شرق آسيا، تلعب فيه الدولة دورا بارزا فى الشؤون الاقتصادية، فظهرت الفاشية الإيطالية فى العشرينات والنازية الألمانية فى الثلاثينات، واتجهت الدول الثلاث إلى استعمار ما عداها من دول استعمارية فنشبت الحرب العالمية الثانية، التى اختتمت بإسقاط قنبلتى هيروشيما ونجازاكى، لينتقل العالم من حروب عالمية إلى أسلحة عالمية، تنذر بدخول العالم كله شتاء نوويا. ••• ورغم أن العالم حرص على تدعيم السلام والأمن العالميين، وإعادة تعمير ما خربته الحرب العالمية الثانية التى أودت بحياة أكثر من 50 مليون نسمة، وإحداث تنمية تحد من دوافع الصراع، بإنشاء تنظيم سياسى اقتصادى عالمى عماده هيئة الأمم المتحدة (التى روعى فيها تفادى القصور الذى شاب عصبة الأمم التى أقيمت عقب الحرب الأولى)، ومعها منظمات قطاعية قائمة ومستجدة ومؤسسات اقتصادية ضمت صندوق النقد الدولى ليسيطر على الأنظمة النقدية وعماده الدولار الأمريكى، والبنك الدولى للإنشاء والتعمير ثم اتفاقية الجات كبديل بمؤسسة تجارة دولية، فإن البعد الإقليمى اكتسب اهتماما كبيرا، مع انقسام العالم إلى ثلاثة: العالم الأول يضم الدول الرأسمالية، وفى قلبه أوروبا الغربية التى أقامت سوقها المشتركة كمقدمة لوحدة سياسية، والدول الاشتراكية التى اهتمت بالتعاون لإعادة بناء اقتصاداتها وفق أسس جديدة، ثم العالم الثالث الذى سعت أقاليمه إلى إقامة تكتلات اقتصادية لم تحظ بنجاح كبير، خاصة مع محاولة العالم الأول ربطها بأحلاف تستعين بها فى حرب باردة مع العالم الثانى، فتصدت لها فى مؤتمر باندونج وشكلت مجموعة عدم انحياز للتخلص من القيود السياسية والاقتصادية والتركيز على التنمية بدفع الأمم المتحدة إلى وضع أسس نظام اقتصادى دولى جديد فى 1974، بينما تصدت مصر الناصرية إلى حلف بغداد واستردت قناتها فكانت حرب 1956، ثم أقامت منظمة التضامن الآفروآسيوى لتعزيز استقلال دوله السياسى، ودفعه للاقتداء بمنهجها القائم على التصنيع وهو ما هدد بإجهاض الاستعمار الجديد، فكانت حرب 1973 بإشراف أمريكى، ثم دفعها إلى انفتاح اقتصادى رغم انتصار أكتوبر 1976، لتعود مرة أخرى للارتباط بالاقتصاد العالمى تحت الهيمنة الأمريكية، القائمة على آليات فرض التبعية من خلال الشركات عالمية النشاط. ••• ورغم أن الاتحاد السوفيتى حقق سبقا فى أوائل الستينات فى غزو الفضاء، فإن الولايات المتحدة عمدت إلى توجيه هذا الغزو، بجانب الاستخدامات العسكرية، إلى إشراك قطاعات الأعمال، لتكتمل أركان الثورة التكنولوجية، ويدخل العالم عصر ما بعد الصناعة التى ما زالت دول نامية توسع فيها، إلى مجتمع المعلومات والاتصالات. من جهة أخرى أدى إفراط الولايات المتحدة فى تعزيز الاستهلاك بشقيه الجماعى الذى تخصص الجانب الأكبر منه لحروب وانتشار عسكرى فى أرجاء العالم (وما قاعدتها فى قطر وأساطيلها فى المياه العربية إلا قطرة فى بحر) والعائلى الذى تغذى فيه اقتناء السلع المعمرة التى تتفنن فى تنويعها، إلى إضعاف الدولار وانهيار النظام النقدى العالمى (بريتون وودز) فى أوائل السبعينات مع رفع أسعار القمح ثم ارتفاع أسعار البترول، ليعانى العالم ظاهرة هى الأولى من نوعها تجمع بين التضخم والركود، ثم المناداة باستخدام السياسة النقدية كأداة لتوجيه الاقتصاد، وما تلا ذلك من ارتفاعات فلكية فى أسعار الفائدة، ليقع العالم الثالث فريسة لضغوط جعلت الثمانينات عقدا ضائعا للتنمية، أى أن الولايات المتحدة تخلصت من ضائقتها بإلقاء تبعتها على الدول النامية. فى 1985 أثناء مؤتمر يناقش مستقبل الناصرية، أشرت إلى أن «العالم الثالث انتقل من الاستغلال إلى الاستغناء». فلم تعد الدول المتقدمة محتاجة إلى البشر الذين اتخذت منهم عبيدا، ثم استعبدتهم داخل دولهم، ولم يعد لها مع الثورة التكنولوجية حاجة إليهم. ففى عالم تسوده المعرفة لا النشاط البدنى والعقلى لا يجد من لم توفر له ظروف الإسهام المعرفى أى ضرورة. وأضفت إلى ذلك أن المستقبل سيشهد تقاربا بين العالمين الأول والثانى لأنهم شركاء فى الجذور الحضارية وفى الثورة التكنولوجية، وهو ما تحقق، ولم يصبح أمام الدول الرأسمالية سوى توجيه الثورة التكنولوجية للتخلص من أزمات نشبت أولاها فى 2008. وهى تجتذب الأفراد الواعدين بتعزيز تلك الثورة إليها، ليتركوا أوطانا يتطاحن فيها بشر بعضهم يعيش فى الماضى السحيق والآخر غريق فيما حوله. ومن ثم كان لابد من إعادة صياغة مفهوم التنمية الاجتماعية المتصفة بالكفاءة والعدالة، وإلا تلاشت الأوطان وأصبح أهلها فى خبر كان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2019-08-19
نشرت مجلة Foreign Affairs مقالا للكاتب Paul Musgrave تناول فيها إعلان الرئيس دونالد ترامب عن رغبته فى شراء جزيرة جرينلاند التابعة لمملكة الدنمارك.. وتناول المقال طرح ما يمكن أن ينتج من سلبيات إذا تمت هذه الصفقة. بداية من حبه للتعريفات الجمركية وصولا إلى نظرته العنصرية للعالم، يعتبر دونالد ترامب أول رئيس من هذا النوع تحظى به الولايات المتحدة. قدمت صحيفة وول ستريت دليلا على رغبة ترامب فى شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك (على الرغم من أن جرينلاند تتمتع بالحكم الذاتى، إلا أنها إلى جانب جزر فارو والدنمارك تشكل مملكة الدنمارك). يعرف معظم الأمريكيين أن الولايات المتحدة قامت بشراء أجزاء كبيرة مما تعتبر الآن أراضى أمريكية. بعض عمليات شراء الأراضى كانت معروفة مثل صفقة لويزيانا.. والبعض الآخر كان غامضا مثل ضغط وزير الحرب جيفرسون ديفيس وغيره من الجنوبيين من أجل شراء ما يكفى من شمال المكسيك لدعم بناء خط سكة حديد جنوبى عابر للقارات. فى الواقع، لقد تمت عملية تجربة شراء جرينلاند مرتين من قبل. لكن ما حدث من تغييرات فى العلاقات الدولية يجعل هذه الفكرة أسوأ من أى وقت مضى. جاءت المرة الأولى خلال إدارة الرئيس أندرو جونسون... عندما استغل ويليام سيوارد، وزير الخارجية فى ذاك الوقت، إلهاء جونسون فى عملية إعادة الإعمار لمتابعة أهدافه حول التوسع الإقليمى. سيوارد قدم عروضا مختلفة لانتزاع كندا من الإمبراطورية البريطانية وشراء أو استئجار قاعدة بحرية فى منطقة البحر الكاريبى. أخيرًا، نجحت سياسته فى شراء ألاسكا من الإمبراطورية الروسية.. وحاول شراء جرينلاند وأيسلندا من الدنمارك، التى كانت تمتلكها فى ذلك الوقت.علم روبرت ووكر، وزير الخزانة السابق، أنه قد يتم حث الدنمارك على بيع الجزر فى عام 1867 عندما تفاوض على شراء مستعمرات الدنمارك الكاريبية فى جزر الهند الغربية. استغل سيوارد هذه الفرصة وكلف ووكر بإعداد تقرير حول موارد جرينلاند وأيسلندا. تقرير ووكر أشار إلى أن شراء الولايات المتحدة للجزيرتين سيزيد من عظمة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من اعترافه بأن التقرير لم يشمل معلومات عن شمال جرينلاند أو ما بداخلها، ولكنه ركز على أن جرينلاند هى أكبر جزيرة فى العالم وأنها تمتلك مصائد حيتان بقيمة 400 ألف دولار.ولكن آمال سيوارد فى الحصول على هذه الجزر تلاشت عندما فشلت صفقة شراء جزر الهند الغربية الدنماركية فى مجلس الشيوخ، على الرغم من أن معاهدة شرائها قد صدق عليها البرلمان الدنماركى وأجرى عليها استفتاءً عاما. (سيتم شراؤها بعد خمسين عامًا وستصبح جزر فيرجن الأمريكية). المحاولة الثانية جاءت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية. تم غزو الدنمارك، التى كانت لا تزال تدير جرينلاند كمستعمرة، فى عملية استمرت ست ساعات فى مارس 1940. وبعد ذلك بعام، قام السفير الدنماركى، الذى احتفظ بأوراق اعتماده على الرغم من رفضه تلقى أوامر من الحكومة المحتلة فى كوبنهاجن، بالتوقيع على اتفاقية مع حكومة الولايات المتحدة تسمح لها باحتلال وتحصين الجزيرة لمنع ألمانيا من استخدامها كقاعدة ضد الولايات المتحدة وكندا.سمح احتلال جرينلاند فى زمن الحرب للولايات المتحدة بتطوير العديد من المنشآت العسكرية هناك، بما فى ذلك قاعدة جوية. لقد تم طرح إمكانية شراء جرينلاند فى فبراير 1946 عندما استطلعت مؤسسة جالوب الأمريكيين حول ما إذا كان ينبغى عليهم دفع مليار دولار لشراء جرينلاند من الدنمارك. قال ثلاثة وثلاثون فى المائة من الأمريكيين نعم، بينما قال 38 فى المائة «لا»... 28 فى المائة لم يكن لديهم رأى، وهو ما كان يبدو مناسبا بالنظر إلى أن 45 فى المائة فقط من الأمريكيين حددوا بشكل صحيح أين تقع جرينلاند و10 فى المائة فقط كان لديهم معلومات عن عدد الأشخاص الذين يعيشون هناك. ومع ذلك، كان لدى الأمريكيين علم جيد بأهمية جرينلاند، ومعرفة بالقيمة العسكرية للجزيرة. وبالتالى، اتبعوا الاتجاه السائد فى واشنطن، حيث رأى كبار صانعى السياسة والضباط العسكريين أهمية السيطرة على جرينلاند باعتبارها «لا غنى عنها لسلامة الولايات المتحدة». فى النهاية، رفض الدنماركيون العرض، وعرضوا على جرينلاند الحصول على وضع أكبر لتصبح جزءا من مملكة الدنمارك بدلا من كونها مستعمرة. لكن توترات الحرب الباردة جعلت الولايات المتحدة تحصل على ما تريد: إقامة سلسلة من المنشآت العسكرية فى جميع أنحاء الجزيرة... لعبت هذه القواعد الجوية وغيرها من المنشآت دورًا أساسيًا فى الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة، كما كتب العالم السياسى الدنماركى نيكولاج بيترسن. فى الفترة الأولى من الحرب الباردة، لم يكن الردع النووى الأمريكى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية قائما على الصواريخ العابرة للقارات بل على القاذفات ذات المدى المحدود. قدمت جرينلاند مسارا فعالا فوق المناطق القطبية لتحقيق الأهداف الأمريكية فى الاتحاد السوفيتى... وعندما طالبت الولايات المتحدة بإقامة المزيد من القواعد، وافقت الدنمارك على ذلك. *** ربما لن يتم اعتبار محاولات ترامب على أنها محاولات جدية ثالثة: فحتى الآن لم يتم طرح أفكار حول هذا الشأن باستثناء بعض الاقتراحات على طاولات العشاء. ومن ناحية أخرى: هذا هو دونالد ترامب.. لذلك فإن هذا البالون التجريبى قد ينطلق فى أى وقت ــ وهذا يعنى أن من الممكن استغلاله للدراسة وطرح الأسباب التى تجعل هذه الفكرة سيئة. بالنسبة لترامب، يبدو أنه غير مدرك لأهمية الجزيرة وما يحفزه هو تكبره وليس رؤيته لاستراتيجية معينة. فيعتقد أن ترامب يريد إكمال الصفقة بسبب الموارد الطبيعية هناك ولأنه يريد أن يترك ميراثًا مثل الرئيس دوايت أيزنهاور الذى قام بضم ألاسكا لتصبح ولاية من ولايات أمريكا.من المسلم به أن جرينلاند تمتلك على الأرجح احتياطيات نفطية كبيرة ــ كما أن لها أهمية استراتيجية. وقام وزير الدفاع جيمس ماتيس بالضغط على الحكومة الدنماركية العام الماضى لوقف محاولة من جانب رئيس وزراء جرينلاند للحصول على تمويل الصين لإنشاء ثلاثة مطارات هناك، فى حين أن الاحتباس الحرارى من الممكن أن يخلق ممرات مباشرة جديدة. *** ولكن من الممكن أن يكون هناك بعض العقبات. أولا، على الرغم من أن الحكومات يمكنها شراء الأراضى فى بلدان أخرى، فليس من الواضح أن الدول بشكل عام تستطيع شراء أو بيع السيادة على أراضيها بعد الآن. حتى فى أوائل القرن العشرين، أصبح هذا أمرًا غريبًا وأصبحت ممارسة تبادل الأراضى كجزء من سياسات القوة أو لأسباب مالية لا تتماشى مع تطور المعايير الرافضة للإمبريالية والتعامل مع الدول على أنها ذات سيادة. وهذا يزيد فى الأماكن التى بها عدد كبير من السكان الأصليين، مثل جرينلاند، حيث 88 فى المائة من السكان من الإنويت. واليوم، تنص العقيدة الدنماركية «وحدة المملكة» على أن جرينلاند تشكل جزءًا لا يتجزأ من مملكة الدنمارك. وبالتالى.. فإن بيع جرينلاند لن يكون ممكنًا. حتى لو تم بيع الجزيرة بشكل قانونى، فلا ينبغى أن تكون الولايات المتحدة جزءا من هذه الصفقة.. كدولة ديمقراطية، لا يجب على الولايات المتحدة الانخراط فى مثل هذه الممارسات. فهذه الجزيرة تشكل مجتمعًا سياسيًا متميزًا وتتمتع بالفعل بحكم ذاتى فى كل شىء ما عدا الدفاع والشئون الخارجية. وفى الوقت الحالى، من المرجح أن تكون جرينلاند فى مسارها لنيل استقلاها التام. هل يمكن للولايات المتحدة أن تقدم لشعب جرينلاند صفقة أفضل؟ على الأغلب لا.. فإهمال إدارة ترامب لبورتوريكو وجزر فيرجن الأمريكية بعد إعصار ماريا من آخر الأحداث فى سلسلة سوء معاملة الولايات المتحدة لمستعمراتها. ما لم تصبح الجزيرة ولاية، فمن المرجح أن يكون مصيرها أشبه بالممتلكات الأخرى المنفصلة. وإذا أصبحت جرينلاند ولاية، فلن يؤدى ذلك فقط إلى زيادة تدهور مجلس الشيوخ، بل سيكون بمثابة صفعة فى وجه الأراضى الأمريكية ولسكان مقاطعة كولومبيا المحرومين من حقوقهم.وكل هذا بالطبع لا يأخذ فى الاعتبار ما يمكن أن يحدث إذا تمت الصفقة. فقط.. تخيل عالما من المنافسة بين القوى العظمى، تنخرط فيها كل من روسيا والهند والصين فى صراع جديد شرعى على المستعمرات.فكرة شراء جرينلاند إذن ليست فكرة سخيفة، بصرف النظر عن مدى استخفاف الرئيس بها.. فهى فكرة خطيرة وتشير إلى أن دافع ترامب لمعاملة كل شىء على أنه صفقة عقارية يعنى أنه يميل إلى إعادة بعض من أسوأ عادات العلاقات الدولية. إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى النص الأصلى http://bit.ly/33DtaLz ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-02-01
يعد نظام الحكم في ماليزيا فريد من نوعه، كما صنفه البعض بأنه يعتبر ضمن أغرب الأنظمة السائدة في العالم حاليًا والتي تنحصر بين ملكية أو جمهورية، أو اتحاد فيدرالي، لكن في حالة ماليزيا فهي مزيج من الثلاثة معا، بحسب ما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، والتي تطرقت للحديث عنه تزامنا مع تنصيب ماليزيا السلطان إبراهيم، من ولاية جوهور الجنوبية، ملكا جديدا للبلاد بعد أدائه أداء اليمين. يعد النظام السياسي الماليزي ملكي دستوري، فهو بالبداية مكون من 9 ولايات بها عائلات مالكة من أصل 13 ولاية، وقد ذلك النظام السياسي المعمول به حاليا في ماليزيا عام 1957، وفقا لـ«العربية. نت»، والتي أشارت إلى أن ماليزيا تمارس شكلا فريدا من أشكال الملكية، إذ يتناوب سلاطين الـ9 ولايات على تولي منصب الملك كل 5 سنوات. ويعد نظام الحكم في ماليزيا ملكي دستوري لكن مع ترتيب مختلف، حيث يتم التناوب على السطلة من قبل حكام ولايات ماليزيا، وهناك بعض المعلومات بشأن نظام الحكم، بحسب ما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، وهي: - تضم ماليزيا 13 ولاية من ضمنهم 9 ولايات مالاوية نظام الحكم فيها ملكي وراثي. - ويحكم ماليزيا مجلس حكم مكون من 13 مقعدا ويتكون المجلس من سلاطين الولايات المالاوية الـ9 إضافة لـ4 ولايات أخرى ليس بها أسر ملكية. - الاتحاد الماليزي يحكمه ملك أما من حيث الممارسة فهو نظام جمهوري، ذو تمثيل نيابي يضم مجلس تشريعي من هيئتين. - ويعود دور الملك في ماليزيا إلى عام 1957، حين تم إعلان استقلال الاتحاد المالاوي عن الإمبراطورية البريطانية. - الانتخابات لا يجريها الشعب بل سلاطين الولايات المالاوية فقط وينتخبون ملك منهم لمدة 5 سنوات. - تتمتع السلطات القضائية باستقلال عن السلطات التنفيذية والتشريعية. - ويعد منصب الملك شرفي إلى حد كبير، وفقا للنظام الملكي الدستوري الفيدرالي؛ إذ تنحصر سلطاته في الدفاع عن الدين الرسمي للبلاد وهو الإسلام حيث يبلغ يشكل المسلمون نسبة 63% من سكان الدولة، ويتصرف حسب مشورة رئيس الوزراء، إضافة التي توقيعه على التعيينات في المناصب الحكومية رفيعة المستوى والقيادة العليا للقوات المسلحة، ويستطيع منح عفو قضائي للمدنيين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-01-15
«المهارة التي يجب أن يتحلى بها الصحفي عندما يقابل أحد الملوك أو الرؤساء، ليست لازمة معه».. هكذا يعترف الكاتب الإنجليزي ديزموند ستيوارت وهو أمام جمال عبد الناصر في منزله بمنشية البكري. ذهب «ستيورات» إلى «عبد الناصر» في عام 1957، تلك الفترة التي بزغت فيها «زعامة ناصر»؛ إذ كان خارجا قبل أشهر بانتصار سياسي على العدوان الثلاثي 1956، عندما تقهقرت القوى الثلاث: إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، أمام مقاومة المصريين الباسلة في بورسعيد، والإنذارين الأمريكي والروسي، وجرأة «عبد الناصر» الذي أمّم قناة السويس وصفع الإمبراطورية البريطانية أمام أنظار العالم وهو واقف في ميدان المنشية. يقول «ستيورات»، الذي عاش في القاهرة أواخر الأربعينيات وكتب عن ثورة 23 يوليو: «توقعت أن أقضي نصف ساعة بشكل رسمي تتخللها فترات من الصمت»، لكن «عبد الناصر» لم يكن مثل باقي الزعماء؛ فامتدت فترة الحوار، الذي نُشر كاملا في كتاب «يوميات رحالة.. مذكرات ديزموند ستيورات عن الشرق»، الصادر عن دار «العربي» 2023، بترجمة سمير محفوظ بشير. كتاب مذكرات رحالة وصل «ستيورات» مقر الرئاسة في الساعة الثانية عشر إلا خمس دقائق، وغادر الساعة الثالثة بعد الظهر. يسجّل انطباعاته الأولى قائلا: «الساعة الأولى قضاها عبد الناصر في الحديث المتصل، بدأ خجولا أولا ثم انطلق متحمسا في عرض آرائه مستخدما اللغة الإنجليزية بطلاقة فقط بين الحين والآخر». أبي لا يشرب ولا يدخن ولا يجلس على القهوة يتحدث «عبد الناصر» في الحوار عن مصر أكثر من نفسه؛ لا يستطرد في الكلام عن أسرته وحياته الشخصية، وعندما يسأله «ستيورات» عن تأثير أبيه عليه، يجيب: «والدي كان رجلا مسالما، وما زال هكذا، رجل لا يهتم بشيء سوى عائلته، لا يشرب ولا يدخن ولا يجلس على القهوة، لا يتحدث إطلاقا في السياسة، فقط يحب أبناءه ويريدهم مستقلين ومتعلمين». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية كان «عبد الناصر» قارئا جيدا، بل ونهما في فترة الثانوية، وكانت القراءة وسيلته لكي يفهم مصر ومشاكلها ويبحث عن حل. يقول، مُجيبا على سؤال «هل تأثرت بالكُتاب؟»: «نعم، تأثرت بالكثيرين منهم، فمنذ عام 1934 قرأت مؤلفات مصطفى كامل. قرأت سيرته الشخصية، وقرأت أيضا كل ما كتبه في الصحف. قرأت أيضا لتوفيق الحكيم وطه حسين». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية «إمبراطورية عبد الناصر»؟! شرح «عبد الناصر» لديزموند ستيوارت «نظرية الدوائر الثلاث لمصر»، العربية والإفريقية والإسلامية، لكنه اشتكى أن الغرب أساء تفسير فكرته ولم يفهم الأبعاد الجغرافية والثقافية لمصر. يستفسر «ستيوارت» كيف أساءوا تفسير توجهاتك؟ يشرح الرئيس: «بعض الصحف مثل «الديلي ميل» قالت إن تلك خطة مبيتة لإنشاء «إمبراطورية ناصر»، ولم يتوقفوا عن الحديث عن خطة عبد الناصر، إذا حدث شيء ما في البحرين، لا يتساءلون عما إذا كان هذا راجعا لعوامل داخلية، لا، لا بد أن يكون وراءها ناصر، إذا حدث إضراب في عدن، إذن أنا الذي حرّضت عليه، حتى وإن لم أعلم بما حدث أصلا»!. يبتسم «عبد الناصر» هنا بسخرية، ويشدد: «إمبراطورية عبد الناصر! هذا آخر شيء نتمناه». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية أتلقى 35 ألف خطاب يوميًا كان جمال عبد الناصر قبل 1956 رئيسا لدولة من العالم الثالث، وبعد 1956 بات زعيما وصل اسمه إلى مسامع شعوب العالم؛ لم يكن ما فعله بتأميم قناة السويس شيئا متوقعا على الإطلاق. يحاول ديزموند ستيورات أن يعرف كيف يرى «ناصر» العلاقة بين العرب والغرب، ويسأله عن ذلك فيجيب: «بين الشعوب علاقات ممتازة. أنا أتلقى 35 ألف خطاب يوميا من كل أنحاء العالم، فقبل حرب السويس كنت أتلقى فقط 20 خطابا من العرب، والبرازيل وإفريقيا وأستراليا وأمريكا، من أناس عاديين يعيشون في لوس أنجلوس وكاليفورنيا ونيويورك، كثيرون يكتبون معتذرين عما فعله مستر دالاس. ووصلتني أيضا خطابات من إنجلترا وألمانيا والصين». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية وماذا عن روسيا؟ يسأل «ستيورات» فيسجل «عبد الناصر» تلك الملحوظة: «لا، الروس لا يكتبون لا أعلم لماذا» ، ثم يكشف جانبا لافتا للنظر في علاقته بمواطني الدول الأخرى: «هناك أناس كانوا يرسلون إلي هداياـ الألمان يرسلون إلي أسطوانات جرامافون. وهناك سيدة أمريكية أرسلت إلي كلبين ضخمين بالطائرة، وفي خطابها كتبت قائلة بأنني سأكون محتاجا لهذين الكلبين لحراسة منزلي». يشير «عبد الناصر» ناحية حديقة المنزل ويقول: «إنهما هنا، أهتم الآن أن يفهما اللغة العربية وليس الأمريكية. ابني عبد الحكيم في صغره كان يمتطيهما كأنهما حمارين». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية يحب «جمال» الكلاب أكثر من القطط كحال الكثيرين: «من الممكن أن تثق بالكلاب، لكن إذا تركت طفلا مع قطة، ربما ستجد الطفل وقد امتلأ وجهه بالخدوش». أكره الحروب والعنف خلال حواره مع ديزموند ستيورات، استفاض «عبد الناصر» في شرح القومية العربية، وكانت رودوه تتنوع بين البساطة والشرح المفصل. عندما سُئل «من هو العربي في نظرك؟» أجاب: «أي إنسان يتلكم العربية كلغة أصلية». يتساءل «ستيوارت» أكثر: «أنت لست متحمسا للنظرية التي تقول أن المصريين من أصول فرعونية؟»، ولا يحتاج «عبد الناصر» وقتا طويلا ليرد: «لا، كل هذا كلام فارغ ويتم استغلاله بغباء». يأتي ذكر «نابليون»، جنرال فرنسا الذي شن حملة عسكرية لاحتلال مصر، أواخر القرن الثامن عشر. يعلّق «عبد الناصر»: «لقد نصب مدافعه فوق هضاب جبل المقطم وضرب قلب القاهرة بالقنابل. كانت سياساته تهدف إلى استخدام العنف، وصدقني بالرغم من أنني رجل عسكري، إلا أنني أكره الحروب وأكره العنف، يجب أن تصاحب الثورة المبادئ والأخلاق». الزعيم جمال عبدالناصر وبطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات - صورة أرشيفية تستوقف إجابة «عبد الناصر» الكاتب الإنجليزي، ويسأل: «لكن مشاعرك هذه التي تكره العنف، وإعجابك بغاندي لا تفسر أبدا اختيارك لوظيفتك كضابط في الجيش». يرى «عبد الناصر» الأمر مختلفا: «في مصر يعد الجيش وسيلة للتعليم، فدور الجيش هنا يختلف عن أي دولة أخرى. لكن هل تعلم! عند بداية قيام ثورتنا، أنا شخصيا كنت ضد إنشاء جيش كبير، كنت إنسانا محبا للسلام حتى بالنسبة لإسرائيل، لكن كل هذا تغير بعد الغارة التي شنتها إسرائيل على غزة، حدث هذا في ليلة واحدة، في 28 فبراير 1955». أبطال مراهقتي يسأل «ستيورات» جمال عبد الناصر: من هم أبطالك في أيام دراستك الثانوية؟ يجيب الرئيس: «إنهم خليط! هذه هي الإجابة الحقة. مثلا كان هناك غاندي، كنت معجبا بغاندي، لكن مرة أخرى عندما كنت صغيرا وندرس الدين في المدرسة، كنت معجبا بالنبي محمد، فأنا أعتبره قائدا فذّا، عمل جاهدا في مصلحة أمته لكي يحررهم من الجهل. لقد تعلمت صفة محددة من النبي، ألا وهي صفة الصبر، لقد قضى وقتا طويلا وهو صابر، لا أحد يؤمن به أو يصدقه، فقط هي زوجته، لكنه كان يؤمن بنفسه وبرسالته وهو صامت». توقف «عبد الناصر» فجأة و«أنار وجهه» - حسبما يلاحظ «ستيورات» ، ثم قال: «هناك شيء غريب، فممن أعجبت بهم كان نيلسون، هو أول بطل أجنبي أعجبت به، عندما درست في المدرسة الابتدائية عام 1937، قرأت كتابا فيه أن هناك ضابطا إنجليزيا أخذ ينادي أمام مجموعة من الطلبة حتى يتقدم أحدهم لتنفيذ عمل ربما يخاطر فيه بحياته، وللعجب لم يتقدم نحوه سوى نيلسون معلنا تطوعه لهذا العمل». جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية توفيق «أسوأ خديوي».. وإسماعيل «راجل طيب» غاندي، النبي محمد، الفتى نيلسون.. هؤلاء هم «أبطال عبد الناصر» ، فمن هم المجرمون في نظره أثناء سنوات المراهقة؟ يقول «جمال» لـ«ستيوارت»: «هم كل من حكموا مصر في العصر الحديث» ، ثم يعقّب: «كنت معجبا بمحمد علي باشا إلى حد ما لأنه كان مصلحا، لكنه كان مصلحا جبارا مستبدا وعنيفا». يسأله ديزموند ستيوارت «من هو أسوأ خديوي؟»، يرد دون تفكير: «بالطبع هو توفيق. كان فظيعا»، و«ماذا عن إسماعيل والده؟» يراه جمال عبد الناصر «رجلا طيبا، لقد أراد أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، لكن لا يمكنك أن تفعل هذا بأن تبني دارا للأوبرا وبعض الطرق، أو تنشئ مكاتب للتلجراف، فالطريقة الوحيدة لفعل ذلك هو أن ترفع من مستوى معيشة الناس ليبلغوا مستويات تقترب من مستويات الأوروبيين». جمال عبدالناصر بين الجماهير - صورة أرشيفية جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2022-09-14
ذات مرة قال الأديب الفرنسى «أندريه مالرو»: «إن كل فرنسى هو ديجولى فى مرحلة من حياته على الأقل».المعنى أن الجنرال «شارل ديجول» لخص الوطنية الفرنسية فى ذروة المواجهة الكبرى لتحرير بلاده من الاحتلال النازى أثناء الحرب العالمية الثانية.كذلك كان «عبدالناصر» فى ذروة حرب السويس، التى نشبت إثر تأميم قناة السويس فى يوليو (1956)، أعلن المقاومة وأدار صراعا شبه مستحيل وغير التاريخ فى نهاية المطاف.اكتسبت مصر استقلالها الوطنى الكامل بفواتير الدم المبذولة وشجاعة أبنائها الذين هرعوا لحمل السلاح فى مواجهة العدوان الثلاثى، البريطانى ــ الفرنسى ــ الإسرائيلى، لا بـ«اتفاقية الجلاء» التى وقعها «عبدالناصر» نفسه عام (١٩٥٤) وانطوت على تنازلات تتيح للقوات البريطانية حق العودة لقاعدة قناة السويس، إذا ما تعرض بعض حلفائها للخطر.كانت الحرب نقطة الذروة فى الصراع على المنطقة.بأثر النتائج السياسية المباشر لحرب السويس تقوضت الإمبراطورية البريطانية، التى لا تغرب عنها الشمس، وقطع ذيل الأسد البريطانى حسب التعبير الذى شاع عند انتهاء الحرب.الأمر نفسه سرى على الإمبراطورية الفرنسية.تراجع الإمبراطوريتين فى المكانة الدولية كان أمرا محتما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وصعود القطبين الدوليين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى، لكنه تأخر لأكثر من عقد حتى وارته الثرى الوطنية المصرية فى حرب السويس.أزاحت الحرب أية أوهام إمبراطورية وأنهت مصر المقاتلة تجربتها المريرة تحت ظلال الاحتلال، التى خيمت عليها وخنقت أنفاسها منذ عام (1882).عند رحيل الملكة «إليزابيث الثانية» بدا لافتا إشارات ودعايات حاولت أن تستعيد فى المخيلة البريطانية أمجاد الإمبراطورية السابقة وعلى رأسها احتلال مصر بعد موقعة التل الكبير وانكسار الثورة العرابية.لم يعترف البريطانيون، باستثناء أصوات حرة معدودة، بمسئوليتهم التاريخية عن إجهاض تطلع المصريين للالتحاق بعصرهم وتأسيس دولة تنصف فلاحيها، لا اعتذروا ولا عوضوا.عند التطرق إلى رمزية «اليزابيث الثانية» هناك قضيتان متناقضتان.الأولى، الدور الذى تلعبه الملكية البريطانية فى حفظ وحدة بلادها بكل تناقضاتها العرقية والسياسية وترسيخ قواعد السلطة الديمقراطية، فالملك يملك ولا يحكم.هذه تستحق التأمل والدرس والاحترام.الثانية، تمجيد الإرث الإمبراطورى.وهذه تتناقض بفداحة مع الرواية الأخرى للتاريخ، رواية الدول المضطهدة التى احتلت بقوة السلاح وفرضت عليها أوضاع قهر ونهب.هناك من يتصور أن مصر كان يمكنها تجنب حرب السويس، إن لم يُقدم «عبدالناصر» على قرار التأميم.بالوثائق هذا استنتاج خاطئ تماما.لم يكن مسموحا لمصر بأن تتطلع لاكتساب قرارها الوطنى بالتأميم، أو بغير التأميم.بحسب تقرير استخباراتى أمريكى ــ ربيع (١٩٥٦)ــ كشف عنه الأستاذ «محمد حسنين هيكل» فى كتابه «ملفات السويس»، فإن خطط الانقلاب والغزو وقتل «جمال عبدالناصر» سبقت قرار التأميم.انطوى التقرير على دعوة بريطانية صريحة لاستخدام القوة المسلحة، لإسقاط الحكومة المصرية بالمشاركة مع إسرائيل.لم يكن كلاما فى فضاء الاجتماعات السرية، بقدر ما كان شروعا فى تحديد الأدوار قبل التنفيذ.كان الدور الإسرائيلى ــ وفق التصور البريطانى ــ الهجوم المباشر على غزة ومناطق الحدود الأخرى، والقيام بعمليات خاصة ضد مخزون مصر من إمدادات الذخيرة والطائرات والدبابات.بصورة مقاربة هذا ما حدث فى حرب السويس، بعد إضافة فرنسا لقوة العدوان، بدافع ثأرها من الدور المصرى فى ثورة الجزائر.لم يكن رفض البنك الدولى تمويل مشروع بناء السد العالى، السبب الرئيسى لتأميم قناة السويس بالفعل ورد الفعل.منذ احتلال مصر وهى تتطلع إلى هذا اليوم، الذى تستعيد فيه الشعور بالكبرياء الوطنى، والقدرة على الدفاع عن حقوقها الأصلية.فكرة التأميم لم يخترعها «جمال عبدالناصر»، ولا طرأت على رأسه فجأة.قبل «يوليو»، ترددت دعوات متناثرة تضمنتها ــ أحيانا ــ دراسات تتبنى هذه الخطوة، لكنها كانت أقرب إلى الأحلام البعيدة والتخيلات المحلقة.لم يكن أحد يتصور أن يأتى هذا اليوم فعلا، حتى إن أغلب الذين دعوا للتأميم قبل يوليو لم يحتملوا المفاجأة عندما صارحهم بها «عبدالناصر»، وهو يتأهب لإعلان قراره خشية ردات الفعل.بين الاقتراحات التى عُرضت عليه أن يقدم على «نصف تأميم» حتى لا يستثير القوى العظمى.لم يكن مستعدا لأنصاف حلول وأنصاف تأميم «نأخذ حقنا كاملا وليكن ما يكون».الكلام عن استعادة قناة السويس دون تأميم، أو قتال، أقرب إلى الخزعبلات السياسية.كان «شارل رو»، رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس واضحا مع «شيمون بيريز» رجل «ديفيد بن جوريون»: «مطامع المصريين لا تقف عند حد، وجمال عبدالناصر هو العدو الحقيقى».كان ذلك قبل تأميم القناة.بعد تحدى السويس خرجت مصر قوة إقليمية عظمى، وتحولت عاصمتها القاهرة إلى أحد المراكز الدولية، التى لا يمكن تجاهلها.بصياغة «طلال سلمان»، مؤسس صحيفة «السفير» اللبنانية: «كانت القاهرة عاصمة العرب المركزية».اكتسبت مصر أدوارها القيادية فى إفريقيا بوضوح سياساتها وقدرتها على المبادرة والإسناد لتحرير القارة، كما اكتسبت أوزانا استثنائية فى عالمها الثالث بإلهام أن دولة نامية واجهت تحديا شبه مستحيل وكسبته.قبل التأميم وبعده لم يكف رئيس الوزراء البريطانى «أنتونى إيدن» بما يشبه الهستيريا عن طلب رأس «عبدالناصر»: «أريد أن أدمره تماما» «أريده جثة أمامى»، لكنه اضطر فى النهاية لأن يستقيل من منصبه بعد فشله الذريع فى أزمة السويس.لم يكن «أنتونى إيدن» وحده من يطلب رأس «عبدالناصر» وتدميره كليا.التقت مصالح واستراتيجيات على نفس الهدف.لم تكن الملكة «اليزابيث الثانية» طرفا مباشرا فى قرار العدوان على مصر، غير أنها أحيطت علما به والحكومة توصف بـ«حكومة صاحبة الجلالة».على الجانب الآخر نهضت دول العالم الثالث والقوى الحرة فى الغرب لرفض العدوان وإدانته.تحفظت الولايات المتحدة على العمل العسكرى تخطيطا وتنفيذا من خلفها دون اعتبار أنها قد آلت إليها قيادة العالم الغربى بعد الحرب العالمية الثانية.وكان الموقف السوفيتى حاسما إلى درجة التلويح برد قد لا تحتمله فرنسا وبريطانيا.بدا العالم كله، لأسباب متناقضة، فى جانب مصر.تجلت فى حرب السويس حسابات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وحقائق القوة فيه ومدى تأثير الحركات الاستقلالية.بتعبير رئيس الوزراء الهندى «جواهر لال نهرو»، فالعدوان استهدف: «حرية بلد تحرر أخيرا من الاستعمار، وهذا إلغاء للتاريخ لا يمكن التهاون معه».رغم آلاف الوثائق والشهادات والكتب التى نُشرت عن حرب السويس فإن هناك من يطلب نزع أى قيمة عن التضحيات التى بُذلت حتى يكون استقلال القرار الوطنى مستحقا.القضية ليست «جمال عبدالناصر».إنها قضية احترام الذاكرة الوطنية وعدم التدليس على الحقائق الموثقة.قبل ذلك وبعده فإنها قضية التضحيات الهائلة التى بذلت جيلا بعد آخر حتى يرفع هذا البلد رأسه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-01-05
يطلق الديموقراطي جو بايدن حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بخطاب مرتقب الجمعة سيحذّر خلاله من خطر سلفه ومنافسه المرجح دونالد ترامب، على الديموقراطية في الولايات المتحدة بعد ثلاثة أعوام من الهجوم على الكابيتول. وسيقدّم بايدن (81 عاما) الذي يتخلف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد في خطاب يلقيه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة إذ كان أحد المعسكرات الرئيسية للجيش خلال حرب الاستقلال. وكان مقررا أن يلقي الرئيس خطابه السبت، أي بعد ثلاث سنوات من الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 الذي نفّذه أنصار لدونالد ترامب في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، لكنّه قُرِّب إلى الجمعة بسبب توقعات بوصول عاصفة. بعدها، ستتواصل الاثنين الجهود لتعزيز حملة بايدن الذي يصوّر على أنه مدافع عن الديموقراطية، بزيارة كنيسة في ولاية ساوث كارولاينا حيث قتل أحد العنصريين البيض تسعة أمريكيين سودًا بالرصاص في العام 2015. وقالت رئيسة فريق حملة المرشح الديموقراطي جولي تشافيز رودريغيز إن خطاب جو بايدن الانتخابي قبل أربع سنوات والذي كان يقود بموجبه "معركة من أجل روح أميركا"، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. وأوضحت في بيان أن "التهديد الذي شكّله دونالد ترامب في العام 2020 على الديموقراطية الأميركية تفاقم خلال السنوات اللاحقة". وتُعدّ المواقع التي اختارها جو بايدن لخطاباته رمزية بدءا بفالي فورج حيث حشد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، القوات الأميركية التي قاتلت ضد الإمبراطورية البريطانية قبل حوالى 250 عاما. وقال كوينتين فولكس، نائب مدير الحملة "اخترنا فالي فورج لأن جورج واشنطن وحّد المستعمرات هناك. ثم أصبح رئيسا ووضع الأساس للانتقال السلمي للسلطة، وهو ما رفض دونالد ترامب والجمهوريون القيام به". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-07-14
أخطر ما منيت به مصر فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، هو الاحتلال البريطانى، لكن يظل الخطر الأعظم هو الاحتلال العثمانى لمصر منذ عام 1517، فقد غير الكثير من هويتها، لكنه لم يقتل الهوية الوطنية، التى ظلت تقاوم وتقاتل مستمدة روح المقاومة الباسلة، لدى المصريين عبر التاريخ. منذ عام 1882 كانت فكرة الاستقلال وإنهاء الاحتلال محور أى عمل وطنى، سواء كان هذا الاستقلال سياسياً أم اقتصادياً، وخلال فترة حكم أسرة محمد على سعى المصريون، للاستقلال بكل الصور من التفاوض وحتى الصدام، وكانت الخطوة الأولى، التى أرستها ثورة 1919، هى إنهاء الاحتلال العثمانى لمصر، وتحقق ذلك الهدف بسقوط الخلافة، وإعلان استقلال مصر التام فى 15 مارس عام 1922. وصف البعض هذا الاستقلال بأنه "استقلال منقوص"، لأنه - رغم كل ذلك - جاء مع بقاء الاحتلال البريطانى جاثماً على صدور المصريين، ما فجر الصراع، وتصاعد الكفاح ضد المحتل حتى منتصف القرن العشرين. وعالمياً اتخذ الصراع بُعداً آخر بعد الحرب العالمية الثانية، تمثل فى تراجع الإمبراطورية البريطانية، وظهور القوة الجديدة المتمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتمددت طموحاتها وأحلامها فى الهيمنة إلى منطقه الشرق الأوسط. بعد أقل من مرور عام كامل على ثورة يوليو، أعُلن النظام الجمهورى فى يوم 18 يونيو 1953، بقرار من مجلس قيادة الثورة، وبرضى شعبى غير مسبوق، وعليه فقد أُلغى النظام الملكى، وانتهى نهائياً حكم أسرة محمد على، وقامت الجمهورية الأولى اعتباراً من هذا التاريخ. شهدت الجمهورية الأولى تعاقب أربعة رؤساء هم: محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسنى مبارك. ظلت جمهورية يوليو قائمة طوال هذه العقود حتى يوم 11 فبراير من عام 2011، بعدما انهارت دعائمها بانطلاق شرارة ثورة 25 يناير. وسط هذه الأجواء ظل حلم الجمهورية الجديدة يراود المصريين، خاصة بعدما وصلت جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم باستخدام أساليبها المشبوهة وبيعها للأوهام، مستندة على مخطط دولى جرى إعداده، للهيمنة ليس على مصر، ولكن المنطقة بأكملها. خلال أقل من عام كانت النار مازالت تحت الرماد والغضب لازال مسيطراً، وكانت بوادر الثورة قائمة وأسبابها منطقية، فاشتعل فتيلها يوم الثلاثين من يونيو عام 2013، وخرج المصريون ليعلنوا فى أكبر زحف عبر التاريخ، رفضهم للإقصاء ويدعون لاستعادة وطنهم السليب من هذه الجماعة المارقة، وقوى الظلام التى تحاول تدمير الهوية المصرية. كان أمام الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة - آنذاك - خيارا واحدا فقط، وهو إعلان انحياز الجيش لمطالب الشعب، وإنقاذ الأمة المصرية كامتداد طبيعى للدور الوطنى للجيش المصرى عبر التاريخ. فى هذا التوقيت كان لدى السيد الرئيس مشروعاً وطنياً لبناء دولة حديثة مدنية ديمقراطية، وعلينا هنا أن نفرق بين الجمهورية الجديدة والدولة الحديثة. مصر الآن لديها مشروع وطنى لبناء الدولة العصرية، التى تليق بتاريخها وعمقها الحضارى، فالدولة الحديثة الأولى بدأت منذ عهد محمد على، ثم ظهر المشروع الوطنى لتأسيس الدولة الحديثة، فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وانتهى فى يونيو عام 1967. الجمهورية الجديدة ليست مجرد مشروعات طرق أو بناء مدن جديدة أو انتقال لمؤسسات الدولة إلى عاصمة إدارية. الجمهورية الجديدة هى جمهورية المواطنة والتسامح والمساواة والمشاركة والتنمية السياسية وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.. وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية الآن. [email protected] ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2018-12-01
الرخاء والثراء يختلف من عصر إلى عصر ومن زمن إلى زمن، وكان الذهب هو المعيار والمقياس الذى تعتمد عليها الدول على مدى التاريخ منذ عرفنا معنى كلمة الاقتصاد وحتى بداية القرن السابق حين اكتشف كريستوفر كلومبس الأرض الجديدة، (أمريكا) وكانت صيحة البحار، من على ظهر المركب (سانت لوتشيا) الأرض أمامنا، الأرض هناك وأشار بيده للأمام!!! وهكذا كانت تلك بداية جديدة فى أرض جديدة لدولة تجمع على أرضها كل من كان يحلم بالثراء من كل جنسيات العالم. ومع تطور وتوالى الأيام صارت دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ولها علم ولها عملة، تسمى الدولار مثله مثل الجنيه الإسترلينى عملة الإمبراطورية البريطانية (الإمبراطوية التى لا تغرب عنها الشمس)، الدولار الأمريكى صار هو المقياس والمعيار لكل تقدم اقتصاد فى كل الدول، وصار هو مقياس الثراء والفقر وظلت هكذا الحياة الاقتصادية العالمية إلى أن وصلنا إلى عام 1973 حين اندلعت حرب أكتوبر فى منطقة الشرق الوسط. ووقفت الدول العربية كلها مع مصر تساندها وقامت المملكة العربية السعودية لأول مرة فى التاريخ المعاصر باستخدام البترول كسلاح وارتفع سعره إلى أرقام قياسية لم تكن تخطر على بال أحد، وبدأ تقييم ثراء الدول بقدر ما تنتجه من بترول، وأيضا مقيما بالدولار المريكى، وما بين عام 1973 حتى عام 2018 تأرجحت أسعار البترول ما بين هبوط وصعود لكنها ليست بالكبيرة لكنها تعتبر ميزان ومقياس لمدى تطور وصعود الدول المنتجه للبترول، مصر دخلت ميدان المنافسة العالمية فى مجال إنتاج الغاز بعد اكتشافات متعددة له، كان أشهرها حقل ظهر. تلك مقدمة كان لابد منها قبل الدخول فى الموضوع هل مصر دخلت عصر الانتعاش الاقتصادى؟ وهل صارت مصر دولة عظمى لمجرد تواجد الغاز الطبيعى بأرضها؟ وهل مصر دولة عظمى تستطيع أن تتحكم فى الأسعار العالمية للبترول والغاز؟ وهل تملك مصر قاعدة خدمية لإنتاج البترول؟ أسئلة كثيرة وموضوعات متنوعة نحتاج أن نفتح ملفاتها قبل أن نسترسل فى الأحلام نعم مصر تستطيع.. ولديها ميزة منفردة عن غيرها من الدول المنتجه للبترول والغاز، وهو توافر العنصر البشرى المدرب والمتعلم والذى يستطيع تحريك وتشغيل حقول الغاز والبترول وفى وقت قياسى، وبالتالى يكون مردود تلك الاكتشافات قريب وليس يعيد بعد أجيال (30 عاما) على سبيل افتراضى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-08-30
حالة من السخرية أثارتها شركة كادبورى الشهيرة للشيكولاته وذلك بعد أن طرحت كمية محدودة من الشيكولاتة المختلفة الألوان فى قطعة واحدة، لدعم التنوع والدعوة إلى الوحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة "دايلى ميل" البريطانية. وأوضحت الصحيفة أن قطعة الشيكولاته الجديدة التى طرحتها الشركة فى 15 أغسطس هدفها "الاحتفال بالهند وشعبها لأن الأشياء الحلوة تحدث عندما نتحد". لكن الآلاف انتقدوا الشركة وقالوا إن قطعة الشيكولاته لا تفعل سوى القليل من أجل الوحدة وتستخف بقضية خطيرة. وسخر بعض المستخدمين على تويتر من مبادرة الشركة: وقالت إحداهم" لقد حلمت ألا يحكم على أبنائى من لون الشيكولاتة الخاصة بهم.. مارتن لوثر كينج".. فيما كتب آخر "تهانينا لكادبروى لحلها مشكلة العنصرية". وقال ثالث: "لو أن قطعة الشيكولاته هدفها تعزيز الوحدة، فلماذا تم فصلها وفقا للون إذن". وكانت شركة كادبورى قد بدأت تصدير الشيكولاتة للهند فى عام 1948 بعد عام من استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية، وتقوم اللآن بتعمليات تصنيع فى كافة أنحاء البلاد. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-10-20
بعد فوز الكاتب السريلانكى شيهان كاروناتيلاكا بجائزة البوكر للرواية العالمية، في دورتها لعام 2022، من بين ستة مرشحين وصلوا إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية برز اسم سريلانكا التى تجسد الرواية الفائزة "الأقمار السبعة لمعالى ألميدا" واقع ما جرى فيها خلال الحرب الأهلية التى استمرت ربع قرن. تشتهر سريلانكا بشيئين لدى العرب والمصريين أولهما الشاى السيلانى وثانيهما بأنها كانت المنفى لكثير من السياسيين في مطلع القرن العشرين وعلى رأسهم قائد الثورة العرابية أحمد عرابى الذى جرى نفيه إلى سريلانكا التى كان اسمها سرنديب في ذلك الوقت. وقد ظلت سريلانكا تسمى بين 1948 و1972 باسم سيلان وعرفها المسلمون باسم سرنديب وتقع الدولة التتى تتألف من جرز في شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب آسيا. يمتد الإرث الحضارى لسريلانكا عبر ثلاثة آلاف سنة وقد لعبت بفضل موقعها الاستراتيجي في ملتقى الطرق البحرية الرئيسية، الرابطة بين غرب آسيا وجنوب شرق آسيا، دورا مهما إبان فترة طريق الحرير وصولا للحرب العالمية الثانية، حيث كانت قاعدة هامة لقوات الحلفاء في الحرب ضد اليابان. حكمت سريلانكا، على امتداد ألفي سنة من طرف ممالك محلية، ثم احتلت أجزاء منها من طرف البرتغال وهولندا في بداية القرن السادس عشر، قبل أن تسيطر الإمبراطورية البريطانية على البلد بكامله في 1815. نشأت حركة سياسية قومية، في أوائل القرن الماضي وناضلت من أجل الحصول على الاستقلال السياسي، الذي حدث بالفعل سنة 1948 بعد مفاوضات سلمية مع المحتل البريطاني وتميز تاريخها المعاصر بالحرب الأهلية العنيفة التي امتدت قرابة ربع قرن من 1983 إلى 2009، بين متمردي نمور التاميل الانفصاليين والجيش السريلانكي، والتي انتهى لصالح الدولة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2022-07-24
تمر اليوم الذكرى الـ 223 على دخول الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت إلى القاهرة بعد أيام من انتصاره فى معركة إمبابة، وكان ذلك فى 24 يوليو عام 1798، حيث هزم المماليك هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين. ودخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفى عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية. وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق (11 من صفر 1213هـ = 25 من يوليو 1798م) أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية. وكانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوربا من تطور في فنون القتال وتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: “إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: