أحمد سيف الإسلام
«أحمد سيف الإسلام» حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا (22...
الشروق
2014-08-28
الطرقة فى الدور الرابع فى مستشفى المنيل التخصصى (قصر العينى)، على باب وحدة الرعاية المركزة، أصبحت بيتنا، المقر الرئيسى للأسرة والأصدقاء فى الأسبوعين الأخيرين. كل واحد يخلص شغل ويعدى. ناس تجيب فى إيدها مية، وناس بسكوت، وناس ساندوتشات. الشباب يفترشون الأرض ويعملون على الآى باد أو الـ«لاب». الناس تتشاور، تنتظر، ترقب الأطباء. القلوب ترتفع لكل قادم جديد، نحيى بعض برقة خاصة وبدفء خاص. الكل متأهب فى هدوء، متربص لأى «شغلانة» تظهر ليتفانى فيها، الكل يحاول ــ حتى ــ خلق الشغلانة. بماذا يذكرنى هذا المشهد؟ نحن مع، وسط، ضمن أهالى مرضى آخرين، نحَيّى بعض، نتبادل الأخبار والمعلومات الخلفية البسيطة والدعاء وزجاجات المياه. وفى الداخل، وراء أبواب وطرقات ومُعَقِّمات وماسكات يرقد مرضانا. ومريضنا الآن هو الأقدم، يرقد غائبا عن الوعى فى ركن قصى شبه معزول، ليلى، زوجته، ومنى، ابنته المتاحة، لا تفارقانه. عيوننا تحاول استشفاف أخبار جسده من ومضات خضراء على شاشات الأجهزة الموصولة به. غير مقتنعين نحن بمسألة الغياب عن الوعى هذه، بل متأكدون أنه يعى وجودنا ويسمعنا ويحاول الاستجابة. أجدنى مقتنعة أن أحمد سيف الإسلام، المحامى، زوج أختى، مازال يعمل عملا دءوبا وراء تمويه الغياب هذا، فهكذا حاله دائما، تتصور أنه يتفرج على فيلم آكشن، أو يشارك فى حدث اجتماعى أو عائلى ــ وهو فى الحقيقة وربما بالجزء الأكبر من ذهنه، يعمل #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام. سيف فى لحظة سكون مش مرض وهيقوم متقلقوش»). وربما تكون الأوقات الوحيدة التى نراه منصرفا فيها بكيانه كله إلى غير العمل هو وقت الفرجة على ماتش كورة أو اللعب مع الأطفال. حوله، فى الفضاء الافتراضى، عاصفة من الدعاء. أسس أحد الأصدقاء هاشتاج #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام فوصلت حتى الآن إلى ٧١٣,٦٠٨ شخص على تويتر، وظهرت على التايم لاين ١,١٥٤,٧٨٤ مرة. ترفرف التغريدات وتحط على يدىّ وكتفىّ وأنا أكتب. «سلامة القلب الكبير، والعقل الواعي، والروح الطيبة. #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام ». الكثير منها يذكر أولاده: #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام. سلامتك يا قلب الثوره النقى.. سلامتك من الآه وسلامة ولادك من عتمة الزنازين»، و#سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام يا بتاع الغلابة. قوم يا أبو أجدع بنات»، وبالطبع تأتى سيرة علاء: #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام: بتوجعنى آلامكم؛، وبعشق ضحكة علاء». وعلاء، بالطبع يذكر أباه فى جوابه المفتوح، المكتوب فى ليمان طرة فى ١٨ أغسطس، أول أيام إضرابه عن الطعام، فيقابل بين حالِهِ المريض وحالِهِ المعتاد: «يترافع أبى عنهم (المظاليم) وعنا فيُسقط قوانين بدفوع عدم دستوريتها ويحرر مظاليم ببراءات كما المعجزات، ومن حين لآخر يحبِس أحد الجلادين فى أحكام إدانة أندر من المعجزات». وعلاء، بالطبع أيضا، مع سناء، هو الحاضر الغائب فى هذا الموقف الذى نعيشه: الابن الأكبر الغائب عن أبيه فى محنته. وهذا الغياب القسرى، الغياب المفروض عليه، هو آخر ما دفعه لإعلان إضرابه عن الطعام. يقول: «جِبْت آخرى» الساعة الرابعة مساء اليوم احتفلت مع زملائى بآخر وجبة لى فى السجن. قررت بعد أن رأيت والدى يصارع الموت حبيسا فى جسد لا يطاوع إرادته أن أدخل اضرابا مفتوحا عن الطعام حتى أنال حريتى، فسلامة جسدى لا قيمة لها طالما ظل خاضعا لسلطة ظالمة فى حبس مفتوح المدة وفق إجراءات لا علاقة لها بالقانون أو العدالة. راودتنى الفكرة وأجلتها أكثر من مرة حتى لا أكلف عائلتى مشقة مضاعفة، خصوصا مع اعتياد وزارة الداخلية التنكيل بالمضربين عن الطعام والتضييق عليهم، ولكنى أدركت أن مشقة أهلى تزداد مع كل يوم يمر عليَّ فى السجن، فما سُجِنَت أختى الصغرى سناء، هى ومعتقلى الاتحادية، إلا لمطالبتهم بالحرية للمعتقلين. حَبَسوا أختى لأنها طالبت بحريتي! تشتتت جهود العائلة بين سجينين، وأنهك قلب والدى بين محكمتين، والدى الذى أجل الجراحة الضرورية أكثر من مرة بسبب قضية مجلس الشورى المشئومة! خطفونى من حضن ابنى خالد وهو لا يزال يناضل للتغلب على الأثر النفسى للحبسة الأولى.. ثم جاء الأداء غير الإنسانى للداخلية أثناء تنفيذها اللفتة الانسانية (زيارتى لأبى فى العناية المركزة) ليؤكد لى أن الانتظار لن يساعد أمى ليلى وأختى منى وزوجتى منال. حاولَت مديرية أمن القاهرة إخلاء عنبر المستشفى من المرضى والأطباء والأسرة والتمريض حتى يسمحوا بزيارتنا، حددوا مواعيد وأخطرونا بها ثم ألغوها أكثر من مرة، وفى النهاية خطفونى من زنزانتى فجرا بنفس حنية زوار الفجر. واحتار اللواء فى كيفية ضمان عدم هروبى لاقتناعه التام بأن كل ما يحدث مسرحية وأنه لا أحد مريض وأننا نتآمر فقط لحرمانه من ساعات الراحة. انتهى بى الحال مكبلا فى حديد سيارة الترحيلات، وكانت الذروة حين تم إدخال كاميرا عنوة لتصوير مسجون احتياطى ومريض رعاية مركزة ضد إرادتهما. أدركت لحظتها أن الانتظار لا يرفع عن عائلتى مشقة بل يجعلهم مساجين مثلى، خاضعين لإملاءات ومزاجات مؤسسة خالية من الإنسانية وعاجزة عن الرحمة. فى كل مرة واجهت فيها المحاكم والسجون كنت أرحب بها، ليس فقط كثمن ضرورى ومتوقع لمواقف معارضة، وإنما كفرصة للنضال من أجل مبادئ وضمانات المحاكمة العادلة. وكان كل يوم فى السجن فرصة لتذكير المجتمع بالمظاليم فى السجون، وفرصة للضغط على الجماعات السياسية والإعلام. منذ اندلاع الصراع الدامى بين الدولة والإسلاميين عبّرت أكثر من مرة عن ضرورة ألا ننخرط فيه. عندما تنخرط القوة المحافظة المنوط بها تقليديا التمسك بالاستقرار فى استقطاب وصراع لا تبدو له نهاية إلا بإخضاع أو إبادة طرف لآخر، عندها يكون دور المنحازين للثورة ــ فى الغالب ــ هو محاولة فرملة المجتمع ووقف الصراع. لذا عبرت أكثر من مرة ليس فقط عن ضرورة الوقوف فى وجه انتهاكات وجرائم الطرفين والانحياز للضحايا أيا كانت هويتهم، ولكن ضرورة أن ننأى بأنفسنا عن الصراع تماما بألا نرفع مطالب إلا فى حدود الحق فى الحياة وكرامة الجسد وحرية الفرد، فاليوم مقومات الحياة نفسها مهددة. لا أناضل لإنقاذ مقومات الحياة وحيدا، رفاقى كثيرون وإن خفتت أصواتهم وسط ضجيج الصراع إياه. لكن أقرب رفاق النضال للحق فى الحياة وكرامة الجسد وحرية الفرد كانوا دائما أفراد أسرتي: منى تنظم المتطوعين لوقف المحاكمات الاستثنائية، أمى تتواصل مع ضحايا التعذيب وتضفى بوجودها على الأرض حماية للشباب وشاهد عيان عصى على التكذيب، سناء توفر الإعاشة والرعاية للمظاليم فى السجون الذين يترافع أبى عنهم وعنا فيُسقط قوانين بدفوع عدم دستوريتها ويحرر مظاليم ببراءات كما المعجزات، ومن حين لآخر يحبِس أحد الجلادين فى أحكام إدانة أندر من المعجزات، منال تشاركنى فى دعم وتمكين الضحايا والنشطاء بالخبرة والتقنيات اللازمة لتنظيم الحملات وتوثيق الانتهاكات. حبسى المتكرر كان حلقة من حلقات نضال عائلتى، نحاول معا إكمال نضال آلاف لا تيأس أبدا وملايين تنتفض أحيانا. اليوم انفرطت السلسلة.. فسناء فى سجنها تحتاج من يرعاها بدلا من أن ترعانى، ومنال تكافح وحيدة لحماية خالد من تبعات الحبس ووقف الحال، ومنى وأمى تتناوبان رعاية أبى المغيب عن الترافع عني! لذا أستأذنكم أن أناضل اليوم ليس لحريتى فقط، ولكن لحق عائلتى فى الحياة. بدءا من اليوم أحرم جسدى من الطعام حتى يتسنى لى أن أبات بجوار والدى وهو يصارع جسده، فلا كرامة لجسد محروم من أحضان أحبائه. أسألكم الدعاء.. أسألكم التضامن.. أسألكم الاستمرار فيما توقفت أنا عنه من نضال وحلم وأمل. علاء عبدالفتاح وأحمد سيف، الذى يتمتع بنحو ٧٧ ألف فولُوَر على تويتر، يصف نفسه بأنه «احمد سيف الاسلام حمد بتاع اليسار مش الاسلاميين محامى بمركز هشام مبارك للقانون عجوز الناس بتعرفنى بجد خالد/ابو سناء/منى/علاء/جوز ليلى سويف». هو يكاد لا يغرد إلا لينشر تغريدات الآخرين، أو ليعلن عن مؤتمرات حقوقية مثل «أذرع الظلم الثلاث: الداخلية والنيابة والقضاء»، أو لينشر دفوعاته فى القضايا الدستورية ليستفيد منها الآخرون. ومن هنا كانت تغريدة أحد كبار الحقوقيين: «أحمد سيف وعايدة سيف الدولة هما بوصلة كل الحقوقيين الجادين فى مصر،، #سلامتك_أحمد_سيف_الإسلام وربنا يخليكوا لكل صاحب حق». آمين يا رب. أعذرونى. هذه كتابة شخصية، ليس بيدى فى هذا الظرف أن أكتب غيرها. وأعرف أنكم تعلمون أننا ــ أنا وأسرتى ــ ونحن نعيش هذا الخليط من الألم والخوف والقلق والرجاء، لا يغيب عن أذهاننا لحظة واحدة أن تجربتنا إنما هى جزء صغير من تجربة جمعية يعيش كل واحد وكل أسرة منكم جزءا منها. أكتب عن علاء المضرب عن الطعام وفى أذهاننا وقلوبنا جميعا محمد سلطان (٢١٢ يوم إضراب) والذى وجد الطاقة ليكتب لنا تحية وتمنيات لـ«عمو أحمد سيف»، وإبراهيم اليمانى (١٢٢ يوم إضراب)، وأحمد جمال زيادة الذى بدأ إضرابه يوم الأحد، وغيرهم. أكتب عن سناء المحبوسة ظلما هى وزميلاتها فى سجن القناطر وفى أذهاننا وقلوبنا شوكان، وعمر عبدالمقصود، ومحمود محمد، وعبدالرحمن الجندى، وباسم متولى والآلاف غيرهم. الألم ألمنا جميعا، والأمل أملنا جميعا. ولمن تواصل معى، وأشفق علىّ من إمكانية الإحباط أقول: إن جاء يوم ولم يكن مقالى فى شروق الخميس، فلن يكون السبب هو الإحباط. خبرة قسم الرعاية المركزة / جراحة قلب، فى مستشفى المنيل التخصصى، بكل ما فيها من ألم ورهبة، تمنع عنا الإحباط. الحب الذى يحيط بكل واحد فينا، والدعم والمساندة، والدعاء، دفء أهالى المرضى، مهنية التمريض وحنيته والممرض الشاب الذى قال لنا «إنتو أهل الأستاذ أحمد وقرايبه، بس هو بتاعنا كلنا»، شباب الأطباء الذين تبنونا. منهم ناس تقريبا مش بتروح بيوتها، تعمل شغلها وتيجى تقعد معانا، تشرحلنا وتفهمنا، ووجودها نفسه يطمننا. يمكن مش بيطمننا إن النتيجة فى الآخر هتكون النتيجة اللى إحنا عاوزينها لكن بيطمننا إن كل ما يمكن عمله بيتعمل، وإن هم فاهمين كويس جدا مين الراجل اللى راقد عندهم فى الداخل، محروم من ابنه الأكبر وبنته الأصغر، غائب عن وعيه، ويملأ وعى كل من حوله ويفيض. كُتِب فجر الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤ ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2014-08-30
القصة طويت فى الذاكرة لا تبارحها رغم وطأة السنين التى تقادمت. اتبع حسه الأخلاقى قبل السياسى وتجاوز حساسيات وفجوات، لا تشاور مع أحد ولا أستأذن أحدا آخر قبل أن ينضم إلى تظاهرة بدأت للتو حشدها أمام كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة التى يدرس فيها. فى ذلك الصباح الشتوى البعيد من يناير (١٩٧٦) فوجئ «أحمد سيف الإسلام»، كما فوجئ غيره بحل «نادى الفكر الناصرى» بعد أسبوع واحد من صعود أحد قياداته إلى رئاسة اتحاد طلاب الجامعة بقرار من مجلس الاتحاد نفسه! كان ينتمى إلى تيار يسارى آخر ينازع الناصريين قيادة الحركة الطلابية لكنه لم يتردد لحظة واحدة فى أن يعتلى سلالم كليته مؤازرا وخطيبا، فالقضية لا تخص تيار دون آخر ومسألة الديمقراطية لا مساومة عليها. لم تكن مصادفة أن ينقل دفة حياته تاليا إلى العمل الحقوقى وردهات المحاكم دفاعا عن الحريات المنتهكة وأن يكرس وقته كله من أجل قضية رفع الضيم عمن تعرضوا للانتهاكات والتعذيب، وقد ناله قسطه من صواعقه وسياطه. بتكوينه الإنسانى كان مرشحا لهذا العمل أكثر من أى دور سياسى آخر. العمل الحقوقى هو عمل سياسى بوسائل قانونية وفق معايير وقواعد أكثر انضباطا. لم يكن وحده الذى تجاوز الحساسيات والفجوات لكن أسبابه كانت أقرب أن تكون «حقوقية» . انضمت إليه قيادات أخرى من ذات تياره أولهم «شهاب سعد» الذى وافته المنية بعد سنوات قليلة من تخرجه، وقد كان من ألمع أبناء جيله وأكثرهم دفئا إنسانيا. هو نفسه على ذات القدر من الدفء الإنسانى والاستعداد للبحث فى الآخرين عن مساحات مشتركة. بعد وقت قصير انضم إلى التظاهرة الاحتجاجية طالبان يساريان آخران من كلية الآداب: «سمير حسنى» مسئول الملف الأفريقى فى الجامعة العربية الآن و«رضوان الكاشف» الذى تألق مخرجا سينمائيا مبدعا قبل أن يرحل سريعا. سألت «سمير حسنى» وقد كان حضوره مباغتا: «هل جئت لتهاجمنا كعادتك أم لتتضامن معنا؟» أجاب: «أنا معكم». الكلمتان ذاتهما قالهما «سيف» دون أن يسأله أحد أو أن يبدو الأمر داعيا للتساؤل. أما «رضوان الكاشف» فقد كان مفاجأة كاملة. كان حادا فى مساجلاته السياسية مع الناصريين و«كمال أبو عيطة» وزير القوى العاملة فيما بعد على الجانب الآخر يبادله ذات الحدة التى كانت تعبيرا فى الحالتين عن فرط مثالية بأكثر من أى شيء آخر. كانت روح «رضوان» الإنسانية آثرة كما قدر لى فيما بعد أن اكتشف. سألته مازحا ذات مرة: «قل لى ما الذى جرى لكم.. وكيف أصبح دمكم خفيفا بعدما كنتم لا تطاقون؟»، أجاب بسرعة بديهة: «وهل تظن أن دمكم كان خفيفا، ألا ترى أنكم كنتم لا تطاقون؟». الحقيقة أن الجسور كانت شبه معطلة بين تيارين يساريين من ذات الجيل، وباستثناء أسماء قليلة للغاية «سيف» من ضمنها فإنه لا شيئا إنسانيا مر من فوق تلك الجسور. من مفارقات ذلك اليوم البعيد أن «حمدين صباحى» رئيس اتحاد الجامعة الذى صعد لموقعه للتو خضع لمساءلة علنية من الطلاب المحتجين، رغم أن قرار الحل ينال تياره الناصرى ومنه شخصيا وأن «سيف» كان فى موضع من يُساءل: «كيف صدر هذا القرار.. وكيف يصحح؟». ساعدت مبادرته التلقائية بالانضمام إلى تظاهرة تخص تيارا آخر فى التوصل إلى نتيجتين محوريتين فى ذلك الوقت أولاهما تأكيد شرعية «التعددية السياسية» بإقرار حق إنشاء نواد فكرية مماثلة للتيارات السياسية الأخرى. هكذا تأسس «نادى الفكر الاشتراكى» بعد أسبوع واحد من عودة «نادى الفكر الناصري» بقرارين متتاليين من مجلس اتحاد طلاب الجامعة الذى فوجئت أكثريته الغائبة بما هندس أمنيا وكان فى مقدمة المتصدين رئيس اتحاد الصيدلة «مجدى أحمد على» المخرج السينمائى الشهير فيما بعد. وثانيتهما تهيئة المناخ العام لتفاهمات أوسع بين أكبر تيارين سياسيين فى الجامعات المصرية لخصت نفسها فيما عرف باسم «وثيقة نوفمبر التقدمية» التى استبقت مباشرة انتفاضة يناير (١٩٧٧). لم يكن «سيف» لاعبا رئيسيا فى المشهد السياسى الجديد وما بعده لكنه بوقفته التضامنية مهد المجال لإزاحة حساسيات استقرت لسنوات طويلة. كان من أكثر مجايليه دماثة خلق على ما عرفته عن قرب فى تجاربه الأولى مع السياسة والحياة مستعدا طوال الوقت أن يغلب ما هو «عقلانى» فى مساجلاته السياسية. شارك فى تظاهرات (١٩٧٣) التى استبقت حرب أكتوبر ودخل المعتقلات مرة بعد أخرى وتملكته شخصية «الحقوقى» قبل أن يلج هذا المجال. دخل الجامعة ليدرس العلوم السياسية لكنه انتقل بعد تجربة المعتقل إلى دراسة الحقوق والعمل محاميا متطوعا عن المظلومين ماضيا على خطى «نبيل الهلالى» الذى يعتبره محبوه وتلاميذه قديسا. شارك فى الحركات الطلابية السبعينية وشاهد بعينه تراجيديات جيله، تأثر بصوت «أحمد عبدالله رذة» وهو يجلجل فى قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة داعيا إلى تعبئة الموارد العامة لاستعادة الأراضى المحتلة بقوة السلاح وتابع ما تعرض له من تهميش وإقصاء أفضى إلى شيء من العزلة حتى مات كمدا دون أن يحصل على شيء مما يستحق. تابع مصير مأساوى آخر لحق بـ«سهام صبري» طالبة الهندسة التى قادت باقتدار استثنائى اعتصام (١٩٧٣) فى قاعة المؤتمرات الكبرى، انزوت لسنوات محبطة ويائسة قبل أن تغادر الحياة فى حادث سير. وكان مصير «أروى صالح» زعيمة كلية الآداب أكثر مأساوية فقد انتحرت من حالق تحت شعور قاس بخذلان من وضعت ثقتها فيهم. فى تراجيديات السبعينيات قصص صعود وسقوط وتجارب إنسانية وسياسية بعضها تابعت دورها لأربعة عقود متصلة وتحملت مسئوليتها فى حفظ الحياة السياسية من أن تجرف كاملة مثل «أحمد بهاء الدين شعبان» و«كمال خليل» وبعضها انكسر وخذل بداياته. حمل قضيته بعيدا عن الأضواء تقريبا وحاز محبة المظلومين، أخلص لأحلامه القديمة ولحق به أبناؤه إلى ميادينها وتأثرا به تابعوه إلى سجونه القديمة. تجلت على سرير الموت فى غرفة إنعاش تراجيديته المختلفة فلم يكن بجواره وهو يصارع الموت اثنان من أبنائه. كانا فى السجن. أوجع قلبه العليل أن ابنته الصغرى «سناء» التى لم تبلغ العشرين من عمرها وضعت فى سجن طالت إقامتها فيه بلا مبرر قانونى أو إنساني، دخلته بتهمة المشاركة فى تظاهرة تطالب بالإفراج عن شقيقها الأكبر «علاء» السجين على ذمة قضية أطلق سراح كل المتهمين فيها باستثنائه هو واثنين آخرين من زملائه.. وبينهما الوسطى «منى» على قائمة الانتظار. ملف قانون التظاهر يحتاج لمراجعة جدية لأجل بلد من حقه أن يتطلع إلى إنهاء الفجوة بين الدولة وشبابها ونقطة البدء التى تأخرت كثيرا إعادة النظر فى نصوصه المجحفة وفق ملاحظات المجلس القومى لحقوق الإنسان والإفراج الفورى عن الموقوفين والمتهمين بموجبه. هذا ضرورى لإفساح الأمل فى المستقبل لأن يتحرك وأن تشعر روحه أن حياته لم يذهب معناها هدرا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2014-08-30
بوفاة الأستاذ أحمد سيف الإسلام ـ الناشط الحقوقى ـ يختفى أحد اليساريين المحترمين، الذين يمثلون كتيبة مهددة بالانقراض فى الساحة السياسية. فالرجل كان مناضلا استمد نبله من انتمائه الإنسانى ووظف يساريته لأجل الدفاع عن الحق والعدل ومواجهة الظلم السياسى والاجتماعى. ما كان بيننا لم يتجاوز الاتصالات الهاتفية من جانبى، حيث كنت أستوضحه فى بعض المعلومات القانونية المتعلقة بالقضايا المعروضة. لكننى تابعت مواقفه وحواراته والمؤتمرات التى كان يعقدها فى نقابة الصحفيين دفاعا عن المعتقلين، الذين شاءت المقادير أن يكون ابنه وابنته بينهم. وفى حديثه ولقاءاته لم يكن الرجل يتكلم باعتباره يساريا له حساباته وتطلعاته وطموحاته الخاصة، ولكنه كان طول الوقت ذلك المناضل الذى يرفض الظلم ويقاومه بكل أشكاله بجرأة مدهشة، جعلته لا يبالى بالثمن الذى دفعه من حريته حين أمضى خمس سنوات من عمره فى السجن، عانى فيها الكثير وتعلم منها الكثير. وهو ما ورَّثه لأسرته التى تحولت إلى حالة نضالية جديرة بالتقدير والإعجاب. بوقوفه إلى جانب المظلومين ودفاعه عن إنسانيتهم وحقوقهم بصرف النظر عن اختلافاتهم الفكرية، فى زمن الاستقطاب المروع، فإنه بدا قريبا من الجميع ومختصرا للمسافات التى تفصل بينه وبين أى آخر مختلف معه. ذلك أنه بإنسانيته استحضر المشترك بينه وبين كل آخر. ومن ثم فإنه بدا نموذجا استثنائيا وفريدا بين يساريى هذا الزمان، حتى أزعم أنه صار بموقفه ذاك أبعد عن اليسار الاحترافى فى صورته الراهنة وأقرب إلى من عداهم (جنازته تشهد بذلك). عند الحد الأدنى فالرجل ظل مخلصا لقيمه، فلا باع ولا ساوم ولا دخل فى صفقات أو تحالفات أو خصومات، كغيره ممن صار اليسار بالنسبة إليهم مشروعا سياسيا استثماريا جاهزا للميل مع كل ريح، وليس مشروعا فكريا له وجهه النضالى والإنسانى. ومن المفارقات أن الرجل الذى ظل يقود حملة الدفاع عن المظلومين والمعذبين أصبح حضوره فى الساحة السياسية أقوى بكثير من الذين يرفعون هذه الأيام رايات اليسار مدعين أنهم الممثل الشرعى الوحيد له. إن شئت فقل إن الرجل ظل حاضرا بقوة فى قلب الواقع السياسى، فى حين أن رافعى الرايات ظل حضورهم مقصورا على الفضاء التليفزيونى والإعلامى. حتى أزعم أنه بالنموذج الذى قدمه كشف أزمة اليسار المصرى الذى تحول إلى كيان يعرف بغيابه ولا يرى له حضور إلا فى المهرجانات والمناسبات الاحتفالية. الذين عرفوه فى وقت مبكر يذكرون له أنه كان طالبا نابها فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كما أنه كان ناشطا سياسيا وزعيما طلابيا وخطيبا مفوها. وبسبب انغماسه فى السياسة فإنه أمضى نحو ثمانى سنوات فى الكلية (التحق بها فى عام 69 وتخرج منها عام 77). وقد اعتبر تخرجه بداية لتفرغه للعمل السياسى والنضالى، مع رفاقه الذين جذبهم التيار اليسارى. وهو ما انتهى باتهامه بالانخراط فيما سمى آنذاك بـ«التنظيم الشيوعى المسلح». الأمر الذى أدى إلى محاكمته فى أوائل الثمانينيات والحكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات. وإذ أرادوا أن يعاقبوه بذلك فإن الفترة التى قضاها فى السجن صارت نقطة التحول الكبرى فى حياته. فقد التحق خلالها بكلية الحقوق وتخرج منها لكى يصبح فيما بعد محاميا نابها، ثم إنه تعرض لتعذيب شديد ملأه بالغضب الذى دفعه لأن يكرس حياته للدفاع عن ضحايا التعذيب. وكانت تلك هى الخلفية التى دفعته إلى تأسيسه مركز هشام مبارك للمساعدة القانونية. وكتبت له المقادير أن يلتحق بعد خروجه من السجن بمكتب للمحاماة لم يتعلم فيه أصول المهنة فحسب، ولكن لأن المكتب كان خاصا بأحد نبلاء اليسار فى زمانه، الأستاذ نبيل الهلالى، فإنه تعلم هناك أيضا أخلاقيات وقيم النبل السياسى الذى كان صاحب المكتب رمزا له. فى مكتب المحاماة التحق الأستاذ أحمد سيف بكتيبة نبلاء اليسار الذين عرفتهم مصر خلال الأربعين سنة الأخيرة. الذين كان نبيل الهلالى على رأسهم، كما كان منهم الدكاترة والأساتذة اسماعيل صبرى عبدالله وعبدالعظيم أنيس وفؤاد مرسى وإبراهيم سعد الدين ومحمود العالم ومحمد سيد أحمد. وآخرون ربما لم يتح لى أن أتعرف عليهم. الشاهد أن هؤلاء رحلوا عن دنيانا واحدا تلو الآخر، الأمر الذى سوغ لى بأن أصفهم بأنهم كتيبة منقرضة. ولست أشك فى أن هؤلاء الراحلين لم يأخذوا النبل معهم، لأننى على ثقة من أن بين أهل اليسار قلة لا يزالون يرون فيه وجهه الإنسانى إلى جانب وجهه النضالى والتقدمى. بقدر ما أننى على ثقة من أن الواجهات الحالية التى ترفع رايات اليسار ليست أفضل تعبير عنه. وبقدر ما ينتابنا شعور الحزن لفقدان أركان كتيبة النبلاء الذين كان الأستاذ أحمد سيف أحدهم، فإن شعور الرثاء المختلط بالاستنكار والدهشة هو أول ما يتملكنا حين نطل على السرادق المنصوب باسم اليسار هذه الأيام خصوما بعدما تحول إلى حليف لليمين. وغدا ذلك «تقدميا»، لكن إلى الوراء. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2014-08-31
كما هي ملامح هذا «الرجل» منحوتة من طين هذا «الوطن»، كذلك كانت تفاصيل حياته. وكذلك كانت قصة «عائلته». جمع «مشهده» الأخير، كما نقول في ريفنا. تفاصيلَ هذا «الوطن الجامع» ملامحَ وظلالا وأطيافًا. رجالا ونساءً وفتيانًا. «وطنٌ واحدٌ»، رغم كل المضلِلين والمضلَّلين، والخائفين من هكذا «وطن». بعد أشهر من وفاة باسم صبرى، وعام ونصف على رحيل محمد يسرى سلامة، وغيرهما من أولئك «النادرين» الذين لم يسقطوا فى فخ استقطاب مَرضى قسَّم هذا الشعب؛ عصبية وجهالة إلى شعبين، ودَّع الباحثون عن «العدل» أحمد سيف الإسلام، الحقوقى «اليسارى»، الذى نعاه البعض خطأ، وبسبب تشابه الأسماء والمهنة على أنه ابن حسن البنا منشئ الإخوان المسلمين. صورة مشهده الأخير «العفوية» كانت دالة. خالد على، المرشح الرئاسى «اليسارى» الشاب يحمل النعش، وإلى يساره (لا يمينه) محمد على بشر القيادى الإخوانى «الخلوق» بشعره الرمادى، ومعهما عبدالمنعم أبوالفتوح الذى أفشلت جماعته محاولته المبكرة «للاصطفاف الوطنى». كما كانت صورة هذا المشهد «الأخير» مصرية «جامعة»، كذلك كانت قصة هذا «الرجل» وتلك «العائلة». كما هى أيضًا قصة هذا «الوطن الجامع» مع الظلم والاستبداد والاستقطاب والتشويه والسجن. قصة الأحلام المجهضة. في تفاصيل المشهد الأخير أيضا تجاورت ملابسُ الحداد وملابسُ السجن، لتؤطر «اللحظة» في دلالة لا تخطئها عين قارئ للظلال والألوان .. والتاريخ. *** يُعرِّف الراحل المولود عام ١٩٥١ نفسَه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تعريفًا عائليا مميزًا «جدُ خالد، وأبو سناء ومنى وعلاء، وزوج ليلى سويف». وهى أسماءٌ عرفناها جميعًا كما كان أن عرفتها شوارعُ هذا الوطن وجدرانُ سجونه وتفاصيلُ محاولاته «الينايرية» الشابة فى الإمساك بأحلامه المستحيلة. سناء / الإبنة الصغرى، تحكى بعضُ فصول قصتها ما بات جديدا فى تعامل السلطة «الأمنية»، فضلا عن ثقافة المجتمع ذاته مع الفتيات. بعد أن لم تعد هناك للتنكيل أو للعنف خطوط حمراء، بداية من السحل المتكرر فى الشارع، وليس نهاية بأحكام «سبعة الصبح»، التى ألغتها لاحقًا دائرة الاستئناف. دخلت سناء سيف (بنت الثانية والعشرين) السجن فى القاهرة مع زميلاتها الستة (بينهن يارا سلام التى بدا أنها عوقبت على اهتمامها بالعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان لا أكثر) ليصبحن أرقاما على قائمة طويلة «للفتيات السجينات» لم يعتدها تاريخ هذا الوطن، ولا تاريخ زنازينه. تهمة سناء كما تهمة أخيها «الاحتجاج بالتظاهر على قانون للتظاهر» أصدرته، للمفارقة وبرغم أنف مواد قد تتناقض معه فى الدستور، وبرغم تحفظات لدى أعضاء فى الحكومة التى أصدرته ــ سلطة أتت بها إلى الحكم «تظاهرة كبيرة». منى / الابنة الكبرى (٢٨ سنة) المعنية أصلا بمرض السرطان، «ابنة أبيها» كما يقول المثل العربى. تعرفها أبواب النيابات وقاعات المحاكم، أكثر مما تعرف المحامين. تكاد تحفظ عن ظهر قلب أسماء كل من لاحقته السلطة فى عهودها المختلفة من شباب يناير أو بسطاء الشارع. وفى قصتها، إن شئت تأريخ لكل ما جرى من تفاصيل. كأبيها وقفت منى سيف (التى لم تسلم كأخيها من سياط تابعى السلطة فى «كل» عهود ما بعد يناير) مع الجميع. دون النظر إلى انتماءاتهم أو مواقفهم السياسية، فى تجسيد حى لما جُبل عليه الأنقياء من أبناء جيلها الذين لم يلوثهم «أَسرُ بيعة» أو غسيل مخ إعلامى. أما علاء الابن الأكبر والأكثر إثارة للجدل فلعل هناك من يذكر أنه اختار لأول ما كتبه فى مدونته فور أن خرج من محبسه الأول (٢٤ يونيو ٢٠٠٦،) عنوانا يساند فيه، رغم يساريته الإخوان المسلمين «in solidarity with the brotherhood». سبوه بعد ذلك كثيرًا بعد أن اختلف معهم. ولكنه بعد أن رأى أن منهم من قد يكون مظلوما، لم يتردد لحظة فى أن يقف مع «المبدأ»، الذى تقرره بالمناسبة كل الشرائع والدساتير، بما فيها دستورنا الأخير (المادة ٩٥) والتى تنص على أن «العقوبة شخصية..» فضلا عن تلك التى تقرر بما لا يحتمل اللبس أن: «المواطنون لدى القانون سواء... لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة... أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى» (المادة ٥٣) ولعل هناك من يذكر أيضا أن «الفتى العنيد» عاد من الخارج خصيصًا (نوفمبر ٢٠١١) ليلبي استدعاء للمثول أمام النيابة العسكرية في قضية أحداث ماسبيرو، رغم موقفه المعلن من مثل تلك المحاكمات. كمثل ما شهدته جوانب كثيرة فى رحلة «الوطن» الصعبة، اختلط فى قضايا علاء عبدالفتاح المتعددة تجرد القانون، مع تقلبات السياسة. وتحكى القرارات المتعددة والمتباينة فى ملفاتها قصة المد والجذر والتجاذب فيما جرى من أحداث بعد الخامس والعشرين من يناير وحتى يومنا هذا. كما تحكى أوراقها بعضا من قصة تعدد وتباين المراحل الانتقالية للسنوات الثلاث. نقرأ ذلك فى ملف قضية حرق مقر الفريق أحمد شفيق المقيدة برقم ١٣٠ لسنة ٢٠١٣ كلى شمال الجيزة، كما فى قضية أحداث ماسبيرو (٨٥٥ لسنة ٢٠١١) ثم قضية التظاهر الأخيرة المحكوم عليه فيها مع آخرين بخمس عشرة سنة. كان أبو «علاء ومنى وسناء» أبا لجيل كامل مِمَّن هم على شاكلة علاء ومنى وسناء، أحلامهم كبيرة وإحباطاتهم كذلك. ونقاء براءتهم الخالية من حقد الاستقطاب الأسود بوسع السماء. وقبل هذا وذاك وعيهم الذى لا يريد جيلنا أن يعترف به. وطموحهم «العولمى» الذى لا يدركه جيلنا الذى بدا وكأنه لم يحفظ من كتابه المقدس غير «بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا»، فعجز على أن يفكر «خارج الصندوق». جيل يحتفظ بمفاجآته، التى كان أولها (لا آخرها كما يظن البعض) تلك الينايرية التى يحاول البعض تشويهها. جيل كامل عبر عنه أحد أبنائه (براء أشرف) راثيا «أبو علاءنا» على صفحة «مصر العربية» قبل أيام. وعبر عنه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» مغردون توافقوا على هاشتاج #أحمد_سيف_الإسلام (وصل العدد حتى العاشرة من مساء الجمعة إلى ٣٣٦١ تغريدة). *** فى حكايا هذه «العائلة»، الزوجة والأم (د. ليلى سويف) وفى قصتها صورة المرأة المستقلة استقلالا حقيقيا. وليست مجرد رقم فى «كوتة» لا تعدو أن تكون أصواتا إضافية داعمة لقرار الحزب «أو الجماعة». أستاذة الرياضيات البحتة، وابنة «الدكاترة» مصطفى سويف رائد علم النفس وفاطمة موسى (الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب)، تحكى لنا قصتها أيضًا قصة النخبة المثقفة «الحقيقية» مع «النظام المتكلس» فى مختلف عهوده. كانت ليلى سويف ركنا فى حركة ٩ مارس المطالبة بالاستقلال الأكاديمى للجامعات، وكانت أحد من تعرضوا للضرب (من بلطجية النظام الأمنى) داخل حرم جامعة عين شمس مع الدكاترة عبد الجليل مصطفى ورضوى عاشور وعايدة سيف الدولة وهدى أباظة (نوفمبر ٢٠١٠). شهدت ليلى سويف الانتصار لاستقلال الجامعات بإلغاء الحرس الجامعى، واعتماد انتخاب القيادات أسلوبا «ديموقراطيا» يخرج بالمؤسسات الأكاديمية عن سطوة مخبرى الأمن وكتبة التقارير. ثم كان أن شهدت أستاذة الرياضيات كيف دارت «الدائرة» كاملة، لتعود النقطة كما تقول نظريات الهندسة إلى حيث بدأت. «فالحرم» استباحته الهراوات والأحذية الثقيلة. والديموقراطية، اعتبرها البعض لا تصلح «لأساتذة الجامعات».. ما بالك إذن بالأميين. *** قصة أحمد سيف الإسلام وعائلته (وهى بالمناسبة قصة متكررة التفاصيل كما المرايا تحكى الكثير عن أوجاع هذا الوطن) يمكن اختصارها فى الحقائق البسيطة الآتية: ولدت ابنته وهو فى السجن، ومات وابنته فى السجن. عاش يدافع عن الحق فى قانون عادل، ومحاكمة عادلة، ومات وابنه ينفذ حكما «أريد له أمنيًا أن يكون غيابيا» قضى بسجنه خمسة عشر عاما بموجب قانون مطعون فى دستوريته. لتطرق القصة «المتكررة فى غير موضع» جرس خطورة العلاقة الملتبسة بين السلطة والقانون؛ تشريعًا، وإجراءات، وضمانات. حين يصبح «كله بالقانون».. فتخسر المصطلحات دلالاتها، ويخسر «الوطن». حين يبدو للبعض أن هناك من يجيد استخدام القانون ليسبغ مشروعية على ما يريده من عصف بخصومه، فتكون النتيجة ليست فقط الإساءة للقانون؛ فكرة ورجالا، بل والعصف بفكرة «الدولة» ذاتها، التى (أكرر للمرة الألف) لا تصبح مستقرة، إلا إذا شعر الناس بأن هناك قاضيا عادلا وقانونًا «يطمئنون» للاحتكام إليهما. وفى قصة رب العائلة أنه كان قد انضم إلى قافلة طويلة من المدافعين عن الحق، ارتدى أحمد سيف الإسلام حمد روب المحاماة مذكرا جيلنا بأسماء عرفت أن لا «وطن» بلا عدل، وأن لا عدل بلا «نظام عادل». مثل عصمت سيف الدولة وممتاز نصار وأحمد الخواجة وعبدالعزيز الشوربجى وعادل عيد وفريد عبدالكريم وكمال خالد ومحمد عصفور وعبد الحليم رمضان وحلمى مراد، وكثيرين ممن لم تسعفنا الذاكرة بأسمائهم. فضلا عن «القديس» نبيل الهلالى؛ اليسارى، ابن الأسرة الإقطاعية الثرية، والمدافع الشرس «بلا أجر» عمن رآهم يستحقون الدفاع من «إسلاميين» متهمين فى قضايا الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى. (كذلك فعل فريد عبدالكريم الناصرى حين دافع عن الإخوان فى قضية ١٩٩٥) أولئك الذين لم تحد بهم انتماءاتهم الاجتماعية أو السياسية عن «الإنصاف» قيمة، والعدل مبتغى. وهما قيمتان أخشى أن أقول أنهما أصبحتا نادرتين فى عالم اليوم. أتذكرون مرافعة الهلالى الشهيرة (١٩٩٣) التى حذر فيها من «جو مسموم، ومناخ محموم يعربد خارج قاعات المحاكم.. وحملات هيستيرية تطالب بقطع الرقاب وقطف رءوس الشباب.. متجاهلة أن القضاء جهاز لإرساء العدل، وليس أداة للقمع أو الردع». ذكرنى بها يوما أحمد سيف الإسلام متفضلا باتصال هاتفى ليعلق على سلسلة من المقالات كنت قد كتبتها هنا عن القضاء والعدالة. *** وبعد.. فليس هذا مقال عن الراحل النبيل وعائلته، فهو وهُم ليسوا أكثر من عائلة مصرية «حقيقية»، احتفظت بنقائها بعيدا عن تشويه التبعية «تنظيمية كانت أو إعلامية». فظلت محبة لمصر، ولكل المصريين. وفية للمبدأ «الذى لا يتغير» بتغيير من فى القصر؛ اسما أو حزبا أو مؤسسة أو جماعة. فالظلم هو الظلم، مهما كان انتماء المسئول عنه. والعدل هو العدل؛ الذى هوأساس الملك، والذى هو قبل كل شىء «اسم من أسمائه سبحانه». ليس هذا إذن مجرد مقال عن الرجل أو عائلته بل هو عن قاعدة بدهية نسيناها، وأحسبها المسئولة عن كثير جدا مما نتخبط فيه؛ عنصرية وعصبية وانحيازا منذ عشرات أو ربما مئات السنين. أن «المبادئ لا تتجزأ»، وأن: «كلٌ يؤخذُ منه ويُرد» كما علمنا الإمام مالك وأن «اعرفوا الرجال بالحق، ولا تعرفوا الحق بالرجال» كما سمعنا من على رضى الله عنه. بمعنى أن تكون ولاءاتنا للمبدأ والفكرة، لا للرجل أيا كان اسمه؛ حسنى مبارك أو محمد مرسى أو عبد الفتاح السيسى. فهكذا الموضوعية «الغائبة»، وهكذا يفعل المتحضرون فى عالم تقدم حولنا، فيما نحن نستدعى ثأراتنا القديمة، وعصبياتنا لهذا التنظيم أو ذاك، أو لهذا الرجل أو ذاك. يبقى أن وداع أحمد سيف الإسلام وهو يخطو خطوته الأخيرة إلى حيث «لا ظلم»، ينبغى أن يذكرنا بأن الرجل كان يدافع عن «المظلومين» بغض النظر عن انتمائهم السياسى. باحثا عن وطن «لا يظلم» أى من أبنائه. كما يبقى أننا قد نتفق أو نختلف حول الرجل وعائلته. ولكننا قطعا نتفق على أنه «الآن» هناك... أخيرا، حيث «العدل» الذى ربما بحث عنه كثيرًا ولم يجده. وحيث «الناس سواسية كأسنان المشط». فى قصة الراحل النبيل وعائلته عنوانان رئيسان على دفتر «الوطن»: النضال ضد الاستبداد، أيا كان الرداء الذى يتخفى فيه، والإنصاف دفاعا عن المظلوم أيا كان انتماؤه. وأظنهما عنوانين، على وضوحهما ما زالا بحاجة إلى «بوصلة» وإلى بحث كثير. …………………….. لمتابعة الكاتب على تويتر: @a_sayyad ــــــــــــــــــــــــــــ روابط ذات صلة: ــ عن العدل والعدالة والقضاء ــ «الوطن» الذي نريد ــ أيام البراءة الأولى ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-01-02
يظل مسلسل «الجماعة»، الذي تدور أحداثه حول مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، وتم عرضه في رمضان 2010، من علامات التأليف في حياة الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، الذي وافته المنية صباح اليوم، داخل أحد المستشفيات، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 77 عاما، حيث أحدث المسلسل الذي رصدت شركة إنتاجه مبلغا ضخما يصل لـ50 مليون جنيه، جدلًا كبيرًا داخل تنظيم «الإرهابية»، فور عرضه، وهو ما تسبب في أزمة كبيرة بين السيناريست الكبير وحيد حامد، وأسرة مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا. واشتعل غضب عائلة حسن البنا، فور علمهم بالمسلسل، الذي يمكث وحيد حامد على كتابته، حيث حذر أحمد سيف الإسلام، نجل البنا مؤسس الجماعة، آنذاك في تصريحات له، السيناريست الكبير وحيد حامد من الوقوع تحت طائلة القانون إذا قام بتنفيذ المسلسل دون إطلاع أسرة البنا على السيناريو، كما هدده بمنع عرض المسلسل بشتى الطرق إذا تضمن إساءات لوالده تصفه بالإرهابي. ورغم ذلك لم يتنازل الكاتب الكبير عن الاستمرار في كتابته للمسلسل الذي أحدث ضجة كبيرة فور عرضه، حيث أكد حامد وقتها، أنه اعتمد في المعلومات التي جاءت بالمسلسل على تحقيق الوقائع التاريخية المختلفة من أكثر من مصدر تاريخي، وهو الأمر الذي استغرق وقتا كبيرا في كتابته، حيث وصل إلى 3 سنوات، كما تواصل خلالها مع شخصيات عديدة لها علاقة بالجماعة وانشقت عنها أو شخصيات إسلامية بشكل عام، من بينهم خالد الزعفراني، الإخواني المنشق والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، الذي أكد تواصله آنذاك مع وحيد حامد في فترة كتابة سيناريو المسلسل الذي شهد حربا كبيرة من الإخوان ضد الكاتب الراحل. واشتهر الكاتب الكبير وحيد حامد، بمواقفه المناهضة لجماعة الإخوان ورؤيته الثاقبة فيما يتعلق بمطامعهم المستمرة في الوصول إلى السلطة، وكذلك تحقيق الأهداف التي تخدم مصالحهم فقط، ويعتبر فيلم طيور الظلام للزعيم عادل إمام، أشهر تنبؤات الكاتب الكبير فيما يتعلق بشأن مصير جماعة الإخوان الإرهابية، ومطامعهم في الوصول إلى السلطة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2014-08-17
"مهما يطول السجن مهما القهر.. مهما يزيد الفجر بالسجانة.. مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر".. غناها الشيخ إمام وانتهجها "أستاذ أساتذة المحامين"، لم تكسره سنوات عمره التي راحت هباء بين السجن والاعتقال، خائفًا على سنوات عمره الباقي، مكرسًا إياها لمحاربة التعذيب في مصر وسجونها وقضبانها، معتبرًا العلامات المحفورة بجسده النحيل، دليلاً لدربه المتعرج المحفوف دائمًا بأسوار السجن، ليكون أحمد سيف الإسلام المحامي والحقوقي والناشط كـ"الشموس الهالة م الزنازين" تمد يدها لمن فقد رجاءه. في "حوش عيسى" بمحافظة البحيرة ولد، ومن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تخرج عام 1977، لم يكتفِ بها ولم يستسلم لخمس سنوات اعتقال في قضية رأي، فدرس الحقوق وحصل على الليسانس من جامعة القاهرة عام 1989، كما حصل على دبلوم العلوم الجنائية من نفس الجامعة. تاريخ مع الاعتقالات كانت بدايته في السبعينيات، عندما شارك في قيادة مظاهرات الطلبة لتحرير سيناء، اعتقل على إثرها لأول مرة عام 1972 لمدة يومين، وأثناء مشاركته في الاحتجاجات على خطاب السادات وتأخره في اتخاذ القرار بالحرب مع إسرائيل، اعتقل عام 1973، وأفرج عنه قبل حرب أكتوبر بعدة أيام. "1983" التاريخ الأسوأ في حياة سيف الإسلام، خمس سنوات قضاها بسجن القلعة كأطول فترة اعتقال بحياته، على خلفية اتهامه بالانتماء لتنظيم يساري، تعرض خلالها للتعذيب بالضرب بالعصي والصعق بالكهرباء، كسرت قدمه وذراعه وتقدم ببلاغ للتحقيق بالواقعة ولم يحقق أحد بها، تم القبض حينها على 16 شخصًا، أُفرج عن 11 منهم، وظل هو مع أربعة من زملائه، وفي أثناء اعتقاله هذا، وُلدت ابنته منى. ووفقًا لكتابات سيف الإسلام عن هذه التجربة، فقد تراجع عن فكرة الهرب للندن بمباركة الأمن للتخلص منه كناشط، إلا انه اختار أن يقضي عقوبة سجنه بدلًا من الهرب والحرمان من بلده مدة لا تقل عن 15 سنة على أقل تقدير، واستغل سنوات سجنه في الدراسة، ودفعته هذه التجارب في الاعتقال والسجن والتعذيب لتكريس أنشطته للدفاع عن حقوق الإنسان، فأسس مع مدافعين آخرين مركز "هشام مبارك للقانون" لتقديم الدعم لضحايا التعذيب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. دافع سيف الإسلام مع فريق محامين عام 2008، عن 49 شخصًا حوكموا أمام محكمة أمن الدولة بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل، تضامنًا مع التحرك العمالي في المحلة، الذي نظَّمه عمال النسيج وشهد أعمال عنف حينها، واستند على ارغام المتهمين على اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب، وانتهت المحاكمات بتبرئة 27 منهم وإدانة 22. ومع انطلاق شرارة الثورة، اعتقل سيف الإسلام يوم موقعة الجمل في 3 فبراير عام 2011، بعد أن اقتحم الأمن مركز هشام مبارك، واعتقله ومن معه من حقوقيين ومراسلين وصحفيين، وأفرج عنه بعد يومين. حياة غير مستقرة مليئة بالاعتقالات والنضال، تحملتها أسرة لها نفس الشيم، فسيف الإسلام متزوج من الدكتورة ليلى سويف، الناشطة السياسية في حقوق الإنسان أيضًا، حيث تنشط من أجل استقلال الجامعات ومناهضة التعذيب، بالإضافة إلى ثلاثة أشبال من ذاك الأسد، علاء ومنى وسناء، نشأوا متأصلين بنضال والدهم، فنهجوا نفس الدرب، يقبع الآن علاء وسناء خلف القضبان الحديدية بعد مشاركتهم في وقفات ضد قانون التظاهر، تنادي أختهم الثالثة منى بحريتهم مع والدتها، بينما يرقد رب النضال بالعناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2014-08-27
"عذرا يا ابني.. عذرا لهذا الجيل، كنا نحلم أن نورثكم مجتمع ديمقراطي يحافظ على كرامة الإنسان، ورثتك الزنازين اللي دخلتها".. رسالة الوالد لابنه الوحيد، بعثها المناضل لوريثه الشرعي، الذي تطابقت ظروف كليهما، لينطبق عليهما قول "هذا الشبل من ذاك الأسد"، أحمد سيف الإسلام وعلاء عبد الفتاح، كما الأب كما الابن، تاريخ مختلف ونضال واحد جمعهما. ربما لم يرث الابن نضال والده، وربما لم يرغب في حياة يقضي معظم عمره وراء قضبان فقط من أجل حرية رأيه، إلا أن الفطرة التي حرمته من والده عند ولادته، وجعلت أنامله تخطو خطواتها الأولى في غيابه، واشتياقه هو وأختاه لأمان والدهم، ما دفعه للدفاع عن الحرية، ووجد نفسه في النهاية نسخة طبق الأصل من والده. "من شابه أباه فما ظلم".. لم يكن نضال الوالد وولده هو القاسم المشترك الوحيد بينهما، بل كتب القدر حكايتهما بتطابق عجيب وتشابه على مر سنوات طويلة وأحداث مختلفة، سردها الأب متأسفا على سجن صغيره الذي طالما حلم له بمستقبل أفضل منه، إلا أن القدر خذله و"عاد التاريخ نفسه" ثانية، فحُبس سيف الإسلام في سجن الاستئناف عام 1973، واستقبل نفس السجن علاء بعد 38 سنة في 2011. ليمان طرة جمع الأب وابنه أيضا، الأول عام 1983 والأخير هذا العام، كما اعتقل أحمد سيف الإسلام في معهد أمناء الشرطة عام 1972، وحوكم علاء بنفس المعهد هذا العام، مفارقات عديدة ومتشابهة تعرض لها الاثنان، حتى عند ولادة خالد طفل علاء كان محبوسا بالسجن، كذا ولدت منى سيف أثناء تواجد والدها بالسجن، وعندما انطلقت روح "المناضل المثال" أسرت القضبان الحديدية روح وريثيه علاء وسناء. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-06-26
قال المحامى أحمد سيف الإسلام، مدير مركز هشام مبارك، إن ثورة ٢٥ يناير أعادت الأمل للمصريين بعد التخلص من قانون الطوارئ الحاضن للتعذيب، ولكن مازال التعذيب مستمرا. وأضاف سيف الإسلام فى مؤتمر "انتصارا للضحايا" بالزمالك ضمن احتفالية المجموعة المتحدة باليوم العالمى لمناهضة التعذيب، أن النظام متخاذل، وأن الرئيس محمد مرسى وحكومته لم يضعوا مناهضة التعذيب كأولوية، مشيرا إلى أن قضية التعذيب قبل الثورة لا تفرق شيئا عن بعدها. كما أشار مدير مركز هشام مبارك إلى أن السجون والأقسام تحولت إلى "سلخانات" تعذيب وكل النظام "جلادين" "على حد وصفه- مضيفا أن الجيش والشرطة والقوى السياسية المؤيدة والمعارضة يمارسون التعذيب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-09-16
تنظم المجموعة المتحدة، بالتعاون مع مركز حماية وحرية الصحفيين بعمان، الأربعاء المقبل، ملتقى الحوار القانونى الثانى تحت عنوان "الصحافة والإعلام فى الدستور الجديد.. بين مقترحات نقابة الصحفيين ورؤية لجنة العشرة". ويهدف الملتقى الذى يضم مشاركين من القضاة والمحامين والصحفيين والإعلاميين، إلى مناقشة المقترحات العشرة التى تقدمت بها نقابة الصحفيين حول سلطة الصحافة والإعلام، بما يعزز من حريات الصحافة والإعلام فى التعبير وحريات التعبير، التى قدمتها إلى لجنة العشرة لصياغة الدستور. ويلقى الكلمة الافتتاحية بالملتقى، المحامى والناشط الحقوقى نجاد البرعي، الشريك الرئيس بالمجموعة، والصحفى خالد البلشى، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس نقابة الصحفيين، ويقوم بإدارة أعمال الملتقى المستشار هشام رؤوف، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، لمناقشة أوراق العمل التى أعدها كل من الناشط الحقوقى أحمد سيف الإسلام، رئيس مركز هشام مبارك للقانون، والدكتور رأفت رضوان، رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور عبد الفتاح الجبالى، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، والدكتور ياسر عبد العزيز، المستشار الإعلامى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، وذلك بهدف عرض ومناقشة المقترحات العشرة التى تقدمت بها نقابة الصحفيين للجنة العشرة لصياغة الدستور، ومدى إمكانية إثراء وتفعيل هذه المقترحات داخل لجنة الخمسين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-09-18
تنظم المجموعة المتحدة، بالتعاون مع مركز حماية وحرية الصحفيين بعمان، اليوم الأربعاء، ملتقى الحوار القانونى الثانى تحت عنوان "الصحافة والإعلام فى الدستور الجديد.. بين مقترحات نقابة الصحفيين ورؤية لجنة العشرة". ويهدف الملتقى الذى يضم مشاركين من القضاة والمحامين والصحفيين والإعلاميين، إلى مناقشة المقترحات العشرة التى تقدمت بها نقابة الصحفيين حول سلطة الصحافة والإعلام، بما يعزز من حريات الصحافة والإعلام فى التعبير وحريات التعبير، التى قدمتها إلى لجنة العشرة لصياغة الدستور. ويلقى الكلمة الافتتاحية بالملتقى، المحامى والناشط الحقوقى نجاد البرعى، الشريك الرئيس بالمجموعة، والصحفى خالد البلشى، رئيس اللجنة التشريعية بمجلس نقابة الصحفيين، ويقوم بإدارة أعمال الملتقى المستشار هشام رؤوف، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، لمناقشة أوراق العمل التى أعدها كل من الناشط الحقوقى أحمد سيف الإسلام، رئيس مركز هشام مبارك للقانون، والدكتور رأفت رضوان، رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور عبد الفتاح الجبالى، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، والدكتور ياسر عبد العزيز، المستشار الإعلامى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، وذلك بهدف عرض ومناقشة المقترحات العشرة التى تقدمت بها نقابة الصحفيين للجنة العشرة لصياغة الدستور، ومدى إمكانية إثراء وتفعيل هذه المقترحات داخل لجنة الخمسين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-09-18
قال المحامى والناشط الحقوقى أحمد سيف الإسلام، رئيس مركز هشام مبارك للقانون، أنه يتضامن مع كل المصريين فى شوقهم للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وحق المدنين فى المحاكمة أمام قاضيهم الطبيعى وليس أمام المحاكم العسكرية. وأشار سيف الإسلام، خلال كلمته بملتقى الحوار القانونى الثانى للمجموعة المتحدة تحت عنوان "الصحافة والإعلام فى الدستور الجديد -بين مقترحات نقابة الصحفيين ورؤية لجنة العشرة- بفندق سميراميس، ظهر اليوم الأربعاء، إلى أنه يجب التفاعل مع أى محاولة لتحسين الدستور واصفا إياه بالمؤقت. كما أضاف أنه لابد من حظر كافة التدخل الإدارى فى حرية الصحافة، مشددا على أنه لابد أن يكون أمر إغلاق وسيلة إعلامية صعب للغاية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-09-20
قال المحامى أحمد سيف الإسلام، رئيس مركز هشام مبارك، إن تقليص صلاحيات الرئيس فى الدستور القادم أمر مطلوب، وإذا كان هناك تقليل أكبر مما كان فى الدستور السابق فسيكون شىء جيد. وأضاف سيف الإسلام فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التقليص يجب أن يكون فى صلب الصلاحيات كاختيار الحكومة، وأنه لو تم هذا يجب أن يتم انتخاب الرئيس عن طريق البرلمان، أما فى حالة وجود صلاحيات كالسياسة الخارجية فلابد أن ينتخبه الشعب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2013-12-25
أعربت لجنة الدفاع عن المظلومين عن رفضها وإدانتها للحكم الصادر من محكمة جنح عابدين ضد ثلاثة من شباب القوى الثورية، وهم أحمد دومة ومحمد عادل وأحمد ماهر، مطالبا بضرورة إلغاء هذا الحكم. واعتبرت اللجنة أن النص على وضع هذا الشباب تحت المراقبة بعد انقضاء فترة العقوبة لمدة مماثلة أمر غريب. وقال محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إن المؤتمر اليوم للتضامن مع المعتقلين فى قضية قانون التظاهر مشيراً إلى أن القانون سقط بالفعل. كما استنكر عبد القدوس غياب شباب الثورة عن المؤتمر، والذين كانوا قد أكدوا مشاركتهم من أعضاء حركة 6 أبريل وجبهة طريق الثورة وغيرها من الكيانات. من جانبه، قال المحامى أحمد سيف الإسلام أن معظم التهم الموجهة هى فعل تجمهر وقطع طريق وتكدير الأمن العام والتعدى على موظف عمومى أثناء عمله والسعى لقلب نظام الحكم، وهى تهم مطاطة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-05-06
عقد مركز الدراسات الاشتراكية، ندوة مساء اليوم الثلاثاء، بمقر المركز بميدان الجيزة لحملة "ضد اﻹعدام"، وذلك ﻹعلان رفضهم ﻷحكام اﻹعدام الجماعية، التى صدرت مؤخرًا، ورفض عقوبة الإعدام بشكل عام. وحضر الندوة كل من أحمد سيف الإسلام، المحامى الحقوقى، والدكتورة ريم سعد، أستاذ مساعد الأنثروبولوجيا بالجامعة اﻷمريكية. وأكدت ريم سعد، أستاذ الأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية، أن هدف الحملة هو تعليق إصدار أحكام اﻹعدام وعدم تنفيذها وصولا إلى إلغاء العقوبة نهائيًا. وأضافت "سعد" فى كلمتها التى ألقتها خلال الندوة "فكرة الإعدام أخذت وضعها فى الفترة الأخيرة فى ظل اﻷوضاع اﻷمنية وحوادث اﻹرهاب الأسود، لكننا نتوجه للسلطة بطرح فكرة إلغاء عقوبة الإعدام، والتعويض عنها بزيادة كفاءة المؤسسات اﻷمنية للقبض على المتهمين وتقليل الجرائم بردع المجرمين"، مؤكدة أن عقوبة اﻹعدام لا تمثل رادعًا لارتباك جرائم أخرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-06-12
قال أحمد سيف الإسلام والد الناشط علاء عبد الفتاح، إن ما حدث لنجله "فخ" من قبل وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن الحكم الذى صدر ضده حكم غيابى وظالم لم يحدث فى تاريخ القضاء بحق النشطاء والمعتقلين. وأضاف والد عبد الفتاح فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن السلطة تقوم بانتهاك الحرية ضدهم، مضيفا أن علاء انضم للفرسان الثلاثة أحمد دومة وماهر وعادل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-06-19
بدأت منذ قليل الندوة التى تنظمها لجنة التضامن مع عبد الله الشامى ومحمد سلطان بالتعاون مع مركز هشام مبارك للقانون، حول "المضربين عن الطعام فى السجون"، وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على أوضاع المعتقلين الذين يلجأون إلى سلاح الإضراب عن الطعام كآخر الأسلحة التى يملكونها فى محبسهم بحثا عن العدالة، وإبراز استمرار كل من الشرطة والنيابة والقضاء فى انتهاك حقوق المعتقلين من خلال عرض لكيفية تعامل تلك السلطات مع المضربين عن الطعام.ومن المقرر ان يشارك فى الندوة الدكتور ليلى سويف عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة والمحامى الحقوقى أحمد سيف اﻹسلام والد علاء عبد الفتاح وأسر ثلاثة من المضربين عن الطعام لتقديم شهاداتهم.مؤتمر هشام مبارك للقانون حول ضحايا الاختفاء القسرىالكاتب الصحفى محمد عبد القدوسجانب من المؤتمرالمحامى خالد علىخالد على ومحمد عبد القدوس ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-08-22
دعا حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، بالشفاء للمحامى الحقوقى أحمد سيف الإسلام، كما طالب بإطلاق نجله سراح الناشط السياسى علاء عبد الفتاح وكل سجناء الرأى. وكتب صباحى، تغريدة له على "تويتر" قائلاً "ادعوا بالشفاء لأخى المناضل أحمد سيف الإسلام، العدالة تقتضى إطلاق سراح كل سجناء الرأى، والإنسانية تقضى بالإفراج الفورى عن علاء عبد الفتاح". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-08-24
أرسل القيادى اليسارى أبو العز الحريرى، اليوم الأحد، رسالة من داخل مستشفى مصطفى كامل التابعة للقوات المسلحة، إلى أحمد سيف الإسلام المحامى والقيادى اليسارى للاطمئنان على صحته.وقال "الحريرى" خلال الرسالة: "نحن لم نناضل من أجل أن يرث أبناؤنا السجون، ولكن من أجل أن يرث أبناء هذا الوطن العدل والحرية والديمقراطية". وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قال هيثم الحريرى، نجل القيادى اليسارى أبو العز الحريرى: "صحة والدى فى تدهور". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-08-25
توجه مؤسس التيار الشعبى حمدين صباحى للنائب العام ضمن وفد تحالف التيار الديمقراطى اليوم الاثنين للنائب العام المستشار هشام بركات، للمطالبة بالإفراج عن المحبوسين احتياطيا الذين لم ثبت إدانتهم فى وقائع جنائية.ووفقا لبيان صادر عن التيار الشعبى اليوم الاثنين، تقدم صباحى بمذكرة رقم 17281 عرائض النائب العام، للإفراج عن عمرو عادل عضو التيار الشعبى المحبوس احتياطيا بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية محظورة، استنادا لتحريات الأمن الوطنى بالمخالفة للواقع والقانون رغم تقديم ما يفيد عضويته بالتيار الشعبى وحملة صباحى الرئاسية وعدم انتمائه مطلقا لجماعة الإخوان المسلمين.وأشار صباحى إلى أنه طلب الإدلاء بشهادته أمام نيابة قسم المنتزه التى تتولى التحقيق فى واقعة عمرو صالح، للتأكيد على عضويته بالتيار الشعبى. كما طالب صباحى فى مذكرة رسمية حملت رقم 17279 عرائض النائب العام، بالإفراج عن سناء نجلة المحامى الحقوقى أحمد سيف الإسلام المحبوسة احتياطيا على ذمة قضية قصر الاتحادية، نظرا للظروف الصحية التى يمر بها والدها، كما تقدم بمذكرة للإفراج عن متظاهرى الاتحادية ومن بينهم محمد البيلى وفكرية محمد الشهيرة بـ"رانيا الشيخ" عضوى التيار الشعبى بالمحلة الكبرى، وقد أمر النائب العام بالتحقيق فى المذكرات المقدمة وسرعة البت فيها.حضر اللقاء الدكتورة هالة شكر الله رئيس حزب الدستور، وجورج إسحاق عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-08-27
نعى حزب الدستور الناشط الحقوقى أحمد سيف الإسلام والذى توفاه الله بعد ظهر اليوم الأربعاء بعد معاناة مع المرض.وتقدم الحزب بخالص التعازى لأسرة الفقيد الذى قدم نموذجًا فريدًا على مدى العقود الماضية فى الإخلاص فى الدفاع بلا كلل عن حقوق الإنسان فى مصر ومختلف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، دون السعى لتحقيق أية مكاسب شخصية أو مادية، مع إيمان راسخ بأن الشعب المصرى يستحق حياة أفضل. ودعا الحزب فى بيان له السلطات المعنية إلى التعاون مع أسرة الفقيد والسماح لكل من علاء وسناء عبد الفتاح ابنى الفقيد بحضور مراسم الجنازة والعزاء. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: