ويصا واصف

ويصا واصف باشا ولد في طهطا عام 1873م وتوفي في القاهرة عام 1931 كان رئيسا للبرلمان المصري في فترتين (20 مارس 1928-18 يوليو 1928)...

Mentions Frequency Over time
This chart displays the number of articles mentioning ويصا واصف over the past 30 days.
Sentiment Analysis
This chart shows the distribution of sentiment in articles mentioning ويصا واصف. Sentiment analysis helps understand whether the coverage is mostly positive, negative, or neutral.
Top Related Events
Events are most frequently mentioned in connection with ويصا واصف
Top Related Persons
Persons are most frequently mentioned in connection with ويصا واصف
Top Related Locations
Locations are most frequently mentioned in connection with ويصا واصف
Top Related Organizations
Organizations are most frequently mentioned in connection with ويصا واصف
Related Articles

الوطن

2024-04-11

قال إكرام نصحى، مدير مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، إن المهندس ويصا واصف، لعب دوراً كبيراً فى تحول مسار حياة أهالى قرية «الحرانية»، ونجح فى تغيير نمط حياتهم، لينتقلوا من الأعمال الزراعية البسيطة إلى الفن والإبداع بتشكيل لوحات النسيج اليدوى على النول باستخدام الخيوط، وأوضح فى حواره لـ«الوطن» أن القرية اكتسبت شهرة عالمية، وأصبحت مقصداً للأجانب، يتوافدون عليها من كل مكان للتمتع بالفن المعروض فى أرجاء المركز. عرّفنا على رمسيس ويصا؟ - وُلد رمسيس ويصا عام 1911، وتوفى عام 1974، وكان مهندساً معمارياً، ورئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة، وتميز بفلسفته المختلفة وقدرته على اكتشاف مهارات الإنسان وتنميتها. كيف بدأت صناعة السجاد يدوياً باستخدام خيوط النسيج فى قرية الحرانية؟ - بدأت عام 1950 عندما قرر المهندس رمسيس ويصا أن يبرهن على فكرة أن كل إنسان يُمكنه تعلُّم مهارات جديدة وإظهار طاقة إبداعية كبيرة حال حصوله على الاحترام والتقدير والتدريب الكافيين، لذا وبعد استقراره على خوض تجربة صناعة السجاد اليدوى بخيوط النسيج، وقع اختياره على قرية الحرانية بالجيزة، لكون أهلها هجروا تلك الحرفة اليدوية ربما منذ آلاف السنين، فقصدها عام 1950 واشترى قطعة أرض على مساحة نصف فدان أنشأ عليها منزلاً، وعندما بدأ أطفال القرية يلتفون حوله بصفته شخصاً غريباً استقبلهم وأتاح لهم اللعب فى فناء داره الواسع، وظل على هذه الحال لمدة عامين اكتسب خلالهما حب هؤلاء الأطفال، وبعدها بدأ يحدثهم عن عمل يوفر لهم المتعة والدخل المادى الجيد فى الوقت نفسه، وهو صناعة لوحات فنية من خيوط الصوف. عُرفت الحرانية بكونها قرية زراعية، فكيف أقنع رمسيس ويصا أهالى القرية بأن يتركوا أطفالهم يتعلمون حرفة جديدة لا يعلمون مستقبلها؟ - فى بداية تدريب الأطفال بالمركز، بدأ المهندس رمسيس يشترى منهم أعمالهم بمقابل مادى جيد، وكان بذلك يبعث رسالتين، الأولى موجهة للأطفال مفادها أنهم يُنتجون شيئاً له قيمة، وهو يُقدره ويشتريه منهم بالمال، والثانية إلى الأهالى يُخبرهم بأن هناك نشاطاً آخر غير الزراعة والصناعة يُمكن أن يوفر لهم دخلاً جيداً، ولا يحتاج منهم إلا أن يكونوا أحراراً فى الحركة والعمل والتعبير عما بداخلهم، وبهذه الطريقة بدأ سكان القرية يتوافدون على المركز للتعرف على هذه الحرفة بل ويطلبون تعليمها لأبنائهم. كيف وصلت منتجات العاملين فى المركز إلى العالمية؟ - قُرب قرية الحرانية من منطقة الأهرامات أسهم فى ترويج المنتجات الفنية بين السياح، إذ كانوا يرونها فى البازارات السياحية فتنال إعجابهم ويتساءلون عن الفنان الذى نفذها ومن ثم يقصدون المركز يتمتعون برؤية الفنانين أثناء عملهم، بل ويشترون بعض اللوحات. كيف تتعامل إدارة المركز مع النساجين؟ - تتعامل إدارة المركز مع النساجين على أنهم فنانون، ولذلك تتيح لهم الحرية فى كل شىء، سواء تحديد أوقات العمل أو اختيار فكرة اللوحة، كما أنها تتعامل معهم بالإنتاج وليس بمرتبات شهرية ثابتة، إذ يحصل كل فنان على 35% إلى 40% من قيمة اللوحة كى يحظى بحياة كريمة، ويبلغ متوسط سعر اللوحة نحو 30 ألف جنيه، إذ إننا نتعامل معها كعمل فنى يعكس عمر الفنان وخبرته وروحه. مَن أبرز المشاهير الذين زاروا المركز؟ - تردد على زيارة المركز عدد كبير من المشاهير تنوعوا بين فنانين وساسة ورجال أعمال، ولكثرة عددهم لا يُمكننى تذكرهم جميعاً، وكان من أبرزهم المفكر جان بول سارتر، والأغاخان الكبير والصغير، وملك السويد سنة 1965، وجاك شيراك، وجيمى كارتر، والممثل الكوميدى شارلى شابلن، والأميرة ديانا، وزوجة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى جانب أغلب السفراء الأجانب فى مصر. ما الذى يميز منتجات المركز عن باقى السجاد المصنوع من خيوط النسيج يدوياً؟ - ما يميز منتجات المركز هو فلسفة المهندس رمسيس ويصا، إذ كان يؤمن بأن كل شخص لديه قدرة إبداعية كبيرة، وأن وضع حدود لهذا الشخص من حيث الصواب والخطأ فى العمل يعنى تقييد حرية الفكر والخيال لديه وبالتالى قتل قدرته الإبداعية، لذا فى البداية درَّب الفنانين على ألا يكون أمامهم صورة أو «اسكتش» ينقلون منه أثناء عملهم على النول، كى لا يتقيد تفكيرهم وإنما يظل حراً مبدعاً، يشكلون ما يحلو لهم وما يطرأ على ذهنهم من تفاصيل، كما دربهم على أنهم لا يرون من السجادة التى يعملون على تصميمها سوى نحو 10 أو 15 سنتيمتراً فقط، أى أنهم لا يرون ما تم إنجازه، ولأنهم لا ينقلون من «اسكتش»، موضوع أمامهم فهم لا يرون ما ينوون تنفيذه على السجادة، وكل ذلك بغرض تعزيز قدرة الذاكرة والتركيز والإبداع، وهو ما أعطى اللوحات مذاقاً مختلفاً وطابعاً فنياً فريداً وزاد من طلب عرضها فى متاحف ومعارض عالمية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الدستور

2024-02-27

تقدمت النائبة الدكتورة منال هلال عضو مجلس النواب عن ، بطلب إحاطة إلى الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيه إلى رئيس الوزراء ووزيرة الثقافة الدكتور نيفين الكيلانى، بشأن "العدول عن قرار هدم متحف الفنان الراحل نبيل درويش ". وأضافت "نائبة التنسيقية " أن المتحف  يواجه  أزمة كبرى إذ تردد أن هيئة المساحة زارت الموقع ورفعت أبعاده ووضعت علامة على جداره تعني أنه ستتم إزالته لتعارض موقعه مع مشروع لتوسعة كوبري يمر في المنطقة. وأضافت "هلال" فى طلب الإحاطة يقع متحف نبيل درويش على مساحة نحو 1000 متر تضم المبنى وحديقة كبيرة تحيط به وإلى جانبه يقع منزل الفنان الراحل الذي تعيش فيه أسرته حتى الآن وتضم المنطقة المحيطة به متاحف عدة لفنانينآخرين من بينها متحف آدم حنين ومتحف زكريا الخناني للزجاج ومركز رمسيس ويصا واصف للسجاد اليدوي وكلها فنون نابعة من المكان ومتوافقة معه.   وأشارت "نائبة التنسيقية"، إلى أن منطقة الحرانية لها باع طويل في ما يتعلق بالفنون والحرف التراثية ويعرف المكان بشارع الفنون. وكان الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وضع سابقا لافتة على الموقع ضمن مشروع "عاش هنا" الذي يسجل أماكن إقامة كثير من رموز مصر الفنية والثقافية في مجالات مختلفة إيمانا بدورها وقيمتها الكبيرة في المجتمع. وتابعت " هلال " الأمر أثار حالة من عدم الفهم والاستياء عند أسرة الفنان الراحل ومحبيه انتقلت إلى الوسط الثقافي وبدأت تلاقي ردود فعل عامة من جموع الناس على المستوى المحلى والعالمى لان هذا الفنان حظى بشهرة عالمية فى مجال الخزف وله مقتنيات عدة فى متاحف العالم وهو يعد عالم أثرى فى  مجال الخزف بما ترك من تقنيات تدرس حاليا بكليات الفنون بمصر والعالم العربى. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الشروق

2022-06-18

فاكهة تحلم بها الأشجار وفلاحات ونخيل ودواب وبائعون يحملون ما لذ وطاب. اهتمام فائق بالتفاصيل يجعلنا نتساءل فى كل لحظة: كيف استطاعت الفنانة التلقائية التى نسجت هذه السجادة اليدوية الضخمة أن تسجل كل هذه اللقطات فى ذاكرتها وتجمعها فى قطعة فنية واحدة وتتخذ لها أبعادا مختلفة؟ السيدات اللائى يعرضن أعمالهن الرائعة فى جاليرى أوبونتو بالزمالك حتى يوم 21 يونيو وينتمين إلى مدرسة ويصا واصف للإبداع الفطرى بالحرانية يروين حكاياتهن اليومية من خلال مجموعة متميزة من المنسوجات القطنية والصوفية، لكن فى ذات الوقت يروين حكايات أسرة فريدة تعطى مثالا لما يجب أن تكون عليه النخب الثقافية والاجتماعية. تلخص دون سفسطة تعريفات هذه الأخيرة التى تتنوع وتتشعب وتختلف حولها آراء المتخصصين.• • •رمسيس ويصا واصف المعمارى الذى أنشأ هذه المدرسة فى مطلع خمسينيات القرن الماضى بمنزله وزوجته السيدة صوفى، بقرية الحرانية على أطراف القاهرة بالقرب من منطقة الأهرامات، جاء من عائلة استثنائية. والده المحامى الوفدى الشهير كان رئيسا لمجلس النواب حين اندلع خلاف دستورى بين الملك فؤاد ومصطفى النحاس باشا، أقال الأول الحكومة الوفدية وأصدر قرارا بتعطيل البرلمان وأمر بإغلاقه بالسلاسل وإطلاق النار على المتظاهرين. وجاء النحاس ومعه النواب واخترقوا الحصار وتقدم الصفوف ويصا واصف بصفته رئيسا للبرلمان وفتح الأبواب وعقد الجلسة كالمعتاد. وبعد أحداث متواترة عاد ليقف أمام المحاكم المختلطة يدافع عن الثوار والمظلومين حتى وفاته سنة 1931 وقد ترددت الإشاعات حول موته مسموما لمواقفه الوطنية ضد الملك والإنجليز.كان الأب أيضا راعيا للفنون خاصة المثال محمود مختار وجيله، وقد أثر كل ذلك بالطبع على تكوين الابن الذى أراد تعلم النحت فى سن مبكرة ولاحقا قام بتصميم متحف مختار بالقاهرة، على ضفاف النيل، بالقرب من دار الأوبرا الحالية، حيث تشعر أنك فى أحد المعابد الفرعونية حين تتعامد أشعة الشمس لتضىء التماثيل بشكل طبيعى ومباشر.• • •حصل رمسيس ويصا واصف (1911ــ1974) على البكالوريا من مدرسة الليسيه الفرنسية، ثم سافر إلى باريس لدراسة الهندسة، وهناك حصل على دبلوم العمارة من مدرسة الفنون الجميلة عام 1935 ودبلوم النحت من أكاديمية جوليان فى العام نفسه، ثم عاد إلى القاهرة بعدها بسنة ليُدرس فى كلية الفنون الجميلة التى ترأس قسم العمارة فيها، ما بين 1965 و1969، وقد استقال للتفرغ إلى مشروعه الخاص.استقر فى المنزل الذى أقامه بالحرانية وجعله مركزا للفنون يتتلمذ فيه على يديه عدد من أطفال القرية، على الأغلب ما بين 8 و12 سنة، يعلمهم القراءة والكتابة والأساسيات ويترك لهم حرية إبداع ما يحبون بواسطة النسيج، وهو فن قديم وله جذور فى الثقافة المصرية. كان يعتمد نظرية أن كل إنسان بالضرورة بداخله طاقة فنية وأن مسئوليته هى أن يساعد على إطلاق هذه المقدرة حتى لا تضمحل، وهو ما يشرحه فى الفيلم الذى يعرض بمدخل الجاليرى، موضحا أنه يفضل أن تكون أعمالهم مستمدة من الخيال والبيئة ولا تعتمد على النقل أو المحاكاة، مع احترام الفروقات الفردية فى التعلم والتى تختلف من شخص لآخر، وعدم الضغط على الطفل وتركه حرا لكى ينضج ويتعلم بسعادة.• • •هى نظرية المخزون التشكيلى الوراثى التى اعتمدها والد زوجته، حبيب جورجى (1892ــ1965)، صاحب مدرسة الفن والإبداع التلقائى عند الأطفال. هذا الأخير هو أيضا حكاية لا نظير لها، نسيج وحده. الأستاذ الذى تخرج فى كلية المعلمين وصار مدرسا للرياضيات، ترك تخصصه الأصلى بمجرد إعلان ناظر المدرسة التى كان يعمل فيها عن تأسيس قسم للفن، انضم إليه ثم أوفدته وزارة المعارف فى بعثة إلى إنجلترا وحصل على درجة الزمالة فى الفنون الجميلة عام 1923. وبعد عودته إلى مصر، اشتغل معلما للرسم فى المدارس الابتدائية، وتدرج فى السلم الوظيفى إلى أن أصبح مفتشا عاما، كما ساهم فى تأسيس العديد من الجمعيات الفنية، لكن أهم إنجازاته كانت تجربة الفن التلقائى لدى الأطفال المصريين التى استغرقت نحو 12 عاما، ما بين 1939 و1951، واستخلص منها نتائج غيرت مفاهيم ومناهج التربية الفنية. هذه التجربة هى بمثابة الأرضية التى قام عليها مركز ويصا واصف بالحرانية.فى البداية جمع حبيب جورجى من حوله خمس فتيات وولد وهم فى سن صغيرة وأسكنهم معه فى منزله وتركهم يعبرون بتلقائية عن كل ما يخطر ببالهم، قبل أن يـتأثروا بالحياة المدنية، عزلهم عن المؤثرات التعليمية والحضارية ليستحضر الموروث الفنى الموجود بداخلهم. ظل ينفق على التجربة من ماله الخاص لمدة خمس سنوات، حتى بدأ بعض الأثرياء فى دعمه ماديا منذ عام 1943، كما شعرت الدولة بقيمة عمله وقدمت له الطابق الثانى من وكالة الغورى لكى ينضم إليه عدد أكبر. وقد عرضت أعمال الأطفال بالقاهرة ثم أقيم لهم معرضان فى باريس ولندن، بعد أن وصلت أصداء التجربة إلى مؤسسة اليونسكو.• • •لوحات السجاد التى نعيد اكتشافها فى جاليرى «أوبونتو»، وبعضها من المقتنيات الخاصة لمركز ويصا واصف، وبالتالى غير معروضة للبيع، تجعلنا نستحضر ذكرى كل هؤلاء ونحلم بتجديد النخب، بكتيبة صغيرة من المستنيرين الذين لديهم ما يقدمونه للآخرين، بعيدا عن مؤشرات السلطة والجاه. نتنهد بارتياح أمام المنسوجات البديعة التى نراها بشكل مختلف بحسب البعد أو القرب أو زاوية النظر. نكاد نشم رائحة الأشجار ونحن نتمعن فى التفاصيل: هذا رجل غاضب، وهذا عبوس، وتلك سيدة متشحة بالسواد لكن لديها أمل فى أن تبيع بضاعتها وتكسب قوتها، قط فى عينيه لمعة، آدم وحواء تائهان فى الدنيا الواسعة.. التفاصيل مبهرة والمخزون الإبداعى هائل. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2018-07-17

أمام «نول» خشبى بسيط جلست منى على منهمكة فى نسج سجادة يدوية بدأتها منذ أيام قليلة، تمسك فى يدها أداة حديدية تسمى «مشط» تساعدها فى كبس الخيوط، بعضها فوق بعض، لترسم لوحة فنية على هيئة سجادة. تروى «منى» رحلة عملها التى بدأتها حين كان عمرها 9 سنوات، حيث كانت تذهب مع والدها إلى مقر عمله بمركز «ويصا واصف» للفنون وتجلس بجواره على «الدكة» تنظر إلى حركات أنامله بتركيز، ورغم صغر سنها وعدم إلمامها بأصول المهنة حينها، فإنها كانت تسعى إلى تقليده: «كان أبويا شغال فى النسيج، ولما كنت أقعد جنبه كان يدينى فتلتين وخيط ويخلينى أجرب، ومع الوقت عرفت السجادة بتتعمل إزاى وبدأت أنتج شغل لوحدى». أدوات بسيطة تستخدمها «منى» لعمل سجادة، إذ يحتاج الأمر، وفقاً لكلامها، إلى «مشط» وصوف ومقص وصبغات مختلفة الألوان، فضلاً عن «نول» أفقى أو رأسى، حسب الاستخدام، به طبقتان من القطن إحداهما أمامية وتسمى «النيل» وأخرى خلفية يسمونها «السدى» يفصل بينهما قطعة خشبية صغيرة، وبمجرد أن تستقر على رسمة معينة فى خيالها تبدأ فى نقشها بخيوط على هذا النول حتى تكتمل رسمتها تماماً. «منى»: أبويا اتعلم النسيج فى مدرسة «ويصا واصف».. وكنت بقعد جنبه على الدكة أقلده «منى» لم تكن وحدها التى تعملت تلك المهنة.. فهنا فى قرية «الحرانية»، التى تبعد قليلاً عن أهرامات الجيزة، سبقها وتعلم معها العشرات من سيدات ورجال القرية الذين يمتهنون تلك الحرفة، وأصبحت شغلهم الشاغل، فقبل أكثر من 60 عاماً، اتخذ المهندس المعمارى الراحل رمسيس ويصا واصف «الحرانية» مقراً لتحقيق حلمه فى تأسيس ورشة لتعليم الأطفال النسج على الأنوال، حتى ذاع صيتها بين القرى المجاورة بصناعة السجاد اليدوى، وصار فى كل بيت فنان صغير تعلم داخل مدرسة «ويصا واصف» للفنون، التى بمجرد أن تطأ قدماك مدخلها المُزين بالورود الملونة، تجد على يسارك متحفاً صممه «ويصا واصف» ليضم مجموعة تماثيل خزفية، وعلى يمينك «حوش» يستريح فيه النساجون بين الحين والآخر لتناول وجبة أو للتسامر فيما بينهم لتخفيف العبء عنهم، ومن بعده وحدات صغيرة مخصصة للعمل، كل وحدة منها يجلس بها نساجون، ولكل منهم «نول» يعمل عليه بمفرده، وداخل إحدى تلك الوحدات، كانت نادية محمد، جالسة على كرسى خشبى، مرتدية عباءة سوداء وشالاً فوق رأسها، وأمامها «النول» الخاص بها، تعمل بهدوء فى نسج سجادة يدوية بدأت فيها بعدما تبقى من «السدية» جزء كبير، حيث قررت أن تعمل منه سجادتين صغيرتين، إحداهما 80 سم والأخرى 20 سم: «جيت المدرسة وأنا عندى 10 سنين، بدأت أتعلم بلف الصوف لحد ما تمكنت منها، وعملت سجاد صغير ولما عجبهم بقوا يخلونى أكمل ومع السنين بقى عندى خبرة كافية تخلينى أعمل أى سجاد بأى مقاس». تتوجه «نادية» يومياً إلى المدرسة فى التاسعة صباحاً لاستكمال نسج سجادتها، ومع أذان الظهر تعود إلى بيتها الذى يبتعد قليلاً عنها لإنهاء بعض واجباتها المنزلية، ثم تعود مرة أخرى إلى عملها وتستمر فيه حتى الخامسة مساء: «كل واحدة مننا معاها مفتاح الوحدة بتاعتها، وميزة المدرسة هنا إننا مش ملزمين بأى حاجة، باجى وقت ما أصحى من النوم، ولو فى البيت ولادى احتاجوا منى حاجة برجعلهم وبعد كده باجى أكمل شغلى عادى وأمشى وقت ما أخلص». «ثريا»: من 43 سنة باجى المكان.. وبافرح لما أشوف اسمى محفور فى آخر كل سجادة بخلصها كان لـ«ويصا واصف» قواعد يتبعها مع النساجين حتى لا يفقدوا حوافزهم الطبيعية، من بينها عدم انتقاد عمل الغير أو التدخل فيه، بجانب الاعتماد على جمال الطبيعة فى رسم السجادة دون التأثر بأى ظواهر خارجية، وبعد وفاته ظلت تلك القواعد تُتبع فى مدرسته، على حد قول «نادية»، التى أكدت أن ما يميز العمل داخل تلك المدرسة هو الحرية، سواء فى مواعيد العمل أو الرسمة التى تختارها لسجادتها: «لما بتخطر على بالى رسمة بتناقش فيها مع غيرى والألوان بنختارها سوا، ولو كنت بعمل رسمة وجت فى بالى حاجة تانية أفضل بفك الخيط وأعمله من جديد». انشغلت السيدة الخمسينية بعملها، حيث أخذت تمرر خيوط «اللحمة» بألوانها المختلفة من بين «السدية» التى تشكل سطح النسيج لتبدأ الرسمة فى الظهور، خيطاً تلو الآخر: «كانت بنتى بتشتغل معايا هنا لكن بعد زواجها قعدت فى البيت لكن أنا ماقدرش أسيب مهنتى أبداً لأنى بحبها وبطلع فيها كل اللى جوايا»، تتذكر «نادية» التى تعلمت تلك المهنة على يد بنت خالتها، حين سافرت إلى إنجلترا وكان عمرها لا يتجاوز الـ20 عاماً للمشاركة مع المدرسة فى أحد المعارض الدولية التى أقيمت هناك، حيث قابلتها الأميرة ديانا، زوجة ولى عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز ويلز، بحفاوة شديدة، حين رأت منتجاتها المعروضة: «كل الناس اللى حضرت كانت مبهورة بشغلنا وعلى رأسهم الأميرة ديانا كانت مبسوطة بينا ومستغربة إزاى نقدر نطلع الشغل ده، خصوصاً أن منتجاتنا كانت مختلفة تماماً عن الشغل المعروض». ثريا حسن، تجلس مع «منى» فى نفس الحجرة، وتقول: «من سنة 1975 وأنا باجى المكان ده، وبقى يعتبر بيتى التانى، وطول عمره سبب فرحتى من وأنا عيلة لأن اسمى بيتحفر مع كل سجادة بخلصها». «إكرام»: «واصف» اختار المنطقة لطبيعتها الريفية البسيطة وخلوها من أى حرف.. ويعمل معنا 35 نساجاً وفى نهاية الحارة التى توجد بها الوحدات، كانت تقع حجرة محروس عوض، 50 سنة، الذى كان له النصيب الأكبر من السفر لعرض منتجاته خارج مصر، حيث سافر منذ 10 سنوات إلى لندن للمشاركة فى أحد المعارض، فضلاً عن سفره إلى روما فى الثمانينات، حيث لا يكتفى بعرض السجاد فقط، إنما يقوم بعمل نماذج مصغرة منها أمام الزوار، على حد قوله. رسومات «محروس» وزملائه تعتمد على الطبيعة، حيث يخرج كل منهم إلى الحديقة الملحقة بالمدرسة، ثم يعود منها برسمة جديدة يغلب عليها الطابع الريفى، فلا تخلو لوحاتهم من «قلة» أو «زير» أو «خضرة» أو«غنم»، مستخدماً خيوطاً من الصوف صبغت بألوان نباتية طبيعية زرعها «ويصا واصف» فى حديقته، إذ يستخدم «النيلة» للون الأزرق، و«الكونشيل» للون الأحمر، و«الرزيدا لبتيولا» للأصفر والأخضر. وبحسب ما رواه لنا إكرام نصحى، مدير مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، فإن «رمسيس» اختار «الحرانية» لطبيعتها الريفية البسيطة، بجانب أنها كانت تخلو فى ذلك الوقت من أى حرفة أخرى، حيث بدأت المدرسة نشاطها بـ12 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و10 أعوام، وصاروا يعرفون بالجيل الأول للنساجين، ثم انضم إليهم جيل ثان يضم نحو 35 نساجاً يعملون فى نسيج القطن والصوف، تتراوح أعمارهم بين 35 و55 عاماً. يختلف النساجون الذين تعلموا داخل مركز «ويصا واصف» عن أى نساج آخر تعلم فى كلية الفنون التطبيقية، لأن الأخير تعرض لأنماط مختلفة من النسيج ثم بدأ يحاكيها حتى أصبح له أسلوب خاص به، أما نساجو الحرانية فهم يبدعون رسوماتهم من خيالهم. عرضت أعمال الجيل الأول من النساجين، بحسب «إكرام»، بعد مرور سنوات قليلة على تأسيس المركز، حيث أقيم فى عام 1957 أول معرض محلى للسجاد، وبعدها بعام أقيم أول معرض دولى للنسجيات والسجاد بسويسرا. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2016-10-10

هاجم النائب فوزى الشرباصى، عضو مجلس النواب عن دائرة شربين بمحافظة الدقهلية، من وصفهم بالقلة المأجورة، التى تهدف للتقليل من دور مجلس النواب، محذرا فى تصريحات صحفية له الشعب المصرى من ألا يلتفتوا إلى الدسائس والمؤامرات التى تُحاك فى الظلام، قائلا إن البرلمان منذ بداياته الأولي في عام 1824 قدم العديد من الرموز والعائلات التي تمثل ركائز أساسية في التاريخ النيابي وقدمت خبراتها وخدماتها الجليلة لهذا الوطن ونهضة تشريعية لضبط الشارع المصري، قائلاً : " محاولات التزوير والتخوين والتضليل التي تشنها قلة مأجورة للتقليل من دور المجالس النيابية علي مدار عقود لا أساس لها من الصحة". وقال الشرباصى: أخشى علي الشعب المصري أن ينقسموا أو يتشرذموا نتيجة دسائس ومؤامرات الحاقدين ،لذا يجب علي الشعب أن يتلمس طريق البرلمان ويستحضر تاريخه  فضلاً عن نضال أجدادكم حتى نشأة أول مجلس نيابي في مصر. وأضاف النائب أن قاعة البرلمان المصري شهدت العديد من الأسماء والشخصيات الوطنية مثل " ويصا واصف" رئيس البرلمان عام 1928 ،ومكرم عبيد الذي فاز علي منافسة ياسين احمد نقيب الأشراف في قنا وفي دائرة أغلب الناخبين من المسلمين ،فضلاً عن أصوات هزت قاعة البرلمان ومنها "ممتاز نصار وعلوي حافظ وخالد محي الدين ،وأيضاً الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق. وتابع نائب الدقهلية، أن الشعب المصري كل يوم يقدم للبشرية والحياة النيابية نماذج تجسد أشكال الحياة النيابية علي مر العصور ،وتؤثر في مسارات التشريع وتنظيم جوانب الحياة المختلفة بما يتواكب مع التطور الذي يشهده العالم.  ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: