هنري كيسنجر
هنري ألفريد كيسنجر (بالإنجليزية: Henry Alfred Kissinger)، ولد باسم هينز ألفريد كيسنجر (27 مايو 1923 - 29 نوفمبر 2023) هو سياسي أمريكي، ودبلوماسي، وخبير استشاري...
مصراوي
2025-05-05
وكالات قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يدرس تعيين ستيفن ميلر، نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض، في منصب مستشار الأمن القومي خلفا لمايك والتز، وذلك بعد إقالة الأخير مؤخرا. وأوضح ترامب، أن القرار النهائي بشأن تعيين ميلر لم يتخذ بعد، لكنه من بين الأسماء المطروحة بقوة، متوقعا حسم الملف خلال الأشهر الستة المقبلة. وقال ترامب "أتوقع تعيين مستشار الأمن القومي في غضون 6 أشهر، ماركو روبيو لن يقوم بذلك لفترة طويلة، ستيفن ميلر في قمة الهرم الإداري، أعتقد أنه يشغل هذا المنصب بالفعل، بطريقة غير مباشرة، لأنه يملك الكثير ليقوله في أمور كثيرة. إنه شخص ذو قيمة كبيرة في الإدارة". وكان ترامب أكد، أن وزير خارجيته ماركو روبيو قد يحتفظ أيضا بمنصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، وفقا لروسيا اليوم. وأشار ترامب إلى إمكانية الإبقاء على روبيو كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي إلى أجل غير مسمى. واستشهد ترامب بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قائلا: "هنري كيسنجر أدى الأمرين معا"، مضيفا أن هناك نظرية تقول "إنك لا تحتاج إلى شخصين". يذكر أن ترامب أعلن عن إقالة مستشاره القومي مايك والتز يوم الخميس الماضي. كما أعلن في وقت لاحق أنه سيرشح والتز ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن روبيو سيتولى مؤقتا منصب مستشار الأمن القومي مع احتفاظه بمنصبه في وزارة الخارجية. ويشار إلى أن والتز كان أحد الشخصيات الرئيسية في فضيحة تسريب معلومات سرية عبر برنامج المراسلات "سيجنال". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-05-05
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مقابلة مع قناة "NBC News" أن وزير خارجيته ماركو روبيو قد يحتفظ أيضا بمنصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض. وأشار ترامب إلى أن إمكانية الإبقاء على روبيو كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي إلى أجل غير مسمى. واستشهد ترامب بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قائلا: "هنري كيسنجر أدى الأمرين معا"، مضيفا أن هناك نظرية تقول "إنك لا تحتاج إلى شخصين". يذكر أن ترامب أعلن عن إقالة مستشاره القومي مايك والتز يوم الخميس الماضي، كما أعلن في وقت لاحق أنه سيرشح والتز ليكون سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن روبيو سيتولى مؤقتا منصب مستشار الأمن القومي مع احتفاظه بمنصبه في وزارة الخارجية. ويشار إلى أن والتز كان أحد الشخصيات الرئيسية في فضيحة تسريب معلومات سرية عبر برنامج المراسلات "سيغنال". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-04-11
كانت الساعة السادسة مساء يوم 11 أبريل، مثل هذا اليوم، 1975، حين التقى اللواء ممدوح سالم، وزير الداخلية، فى مكتبه مع الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، حسبما يذكر «هيكل» فى كتابه «لمصر لا لعبدالناصر» كان «سالم» مكلفا من الرئيس السادات بتشكيل وزارة جديدة خلفا لوزارة الدكتور عبدالعزيز حجازى، وكانت علاقة «هيكل» مع «السادات» تشهد مدا وجزرا بعد أن أقاله السادات من رئاسة جريدة الأهرام فى 2 فبراير 1974، وقرر تعيينه مستشارا للأمن القومى، لكن هيكل رفض المنصب، ويكشف «هيكل»: «مضت ثمانية أشهر من فبراير إلى أكتوبر 1974، والطرق بيننا غير سالكة، ثم تفضل هو (السادات) فى أول أكتوبر فاتصل بى على غير انتظار، ثم تلاقينا، وتحدثنا، واقترحت عليه بعد لقاء طويل أن نبقى أصدقاء، ونستبعد - فى الوقت الراهن على الأقل - أية أفكار عن المراكز والمناصب والمسؤوليات، وحضرت معه مفاوضاته مع «هنرى كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكية، فى المحاولة الأولى لفك الارتباط الثانى فى أسوان فى مارس 1975، ولم تنجح هذه المحاولة، ولم أكن شديد الأسى على فشلها، بل إننى أحب أن أتصور أنه كان لى نصيب - ولو ضئيل - فى إفشالها». سارت الأمور بعد ذلك حتى كان اللقاء بين هيكل وممدوح سالم، ويؤكد هيكل، أن سالم عرض عليه الاشتراك فى وزارته نائبا لرئيس الوزراء ومختصا بالإعلام والثقافة، يضيف: «سمعت عرضه الرقيق كاملا بما فيه تصوره لمهمة وزارته وأماله فيما تستطيع تحقيقه، واتفاقه مع الرئيس «السادات» على مجلس السياسات العليا يرأسه رئيس الجمهورية، ومعه رئيس الوزراء، وخمسة نواب لرئيس الوزراء أنا بينهم، وأنهم سيعملون كفريق رسم ومتابعة سياسات الدولة بسلطات كاملة». يؤكد «هيكل» أنه أبدى اعتذاره بعد أن فرغ «سالم» من عرضه، وذكر له أسبابه المفصلة فى حوار بينهما استغرق ساعتين كاملتين، يذكر: «كانت هناك أسباب متعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للحكم، وهى سياسات لا أوافق عليها، وبالتالى لا أستطيع أن أنفذها أو أعبر عنها، وكانت هناك أسباب متعلقة بطبائع السلطة والحكم فى مصر وقتها، وكانت هناك أسباب أخرى، ثم قلت، أن لدى سببا آخر قد يبدو شخصيا والحقيقة أنه أكثر من ذلك». يكشف «هيكل» السبب الشخصى لاعتذاره، مؤكدا أن «سالم» يستطيع أن يشهد عليها الآن، وكان ممدوح سالم على قيد الحياة وقت كشف هيكل لهذه القصة، حيث توفى يوم 24 فبراير 1988، وذكر «هيكل» روايته فى كتاب «مصر لا لعبدالناصر»، وكانت طبعته الأولى بمصر عام 1987، قال «هيكل» لـ«سالم»: «إننى أرى الآن بداية حملة على جمال عبدالناصر، وهى حملة جائرة وظالمة، وأنا لا أستطيع أن أوافق عليها فضلا عن أن أشارك فيها، ولو حتى بطريق غير مباشر، ولسوف أجد نفسى شريكا فى هذه الحملة شئت أولم أشأ، إذا أنا قبلت منصب نائب رئيس الوزراء للإعلام والثقافة، سوف أجد نفسى أمام احتمالين لا ثالث لهما، إما أن أترك الحملة تستمر وتتزايد، وهو ما أتوقعه مع الأسف، أو أمنع هذه الحملة بسلطة الرقابة، ومهما يكن من رأيى فى شأن هذه الحملة، وفى شأن القائمين بها، وفى شأن القوى العربية والدولية التى تشجع عليها، فإننى لا أتصور أن استعمل سلاح الرقابة لمنعها.» يضيف «هيكل»: «ثم قلت، إننى وقد اعتذرت عن المنصب أريد لوجه الله والوطن أن أنبه إلى مخاطرها، فهذه الحملة سوف تؤدى ضمن ما تؤدى إليه إلى تقويض شرعية النظام، لأنها تضرب فيه عند الأساس، والحقيقة أن ما يحدث هو أشبه ما يكون برجل يقف على فرع شجرة، ولا يشغل نفسه إلا بقطع جذعها، ناسيا إنه إذا سقط الجذع فإن كل الفروع سوف تنهار، إن تجربة 23 يوليو 1952 بالطبع ليست فوق النقد والحساب، ثم إننى أنا الذى كتبت يوم الأربعين بعد وفاة جمال عبدالناصر، مقالا عنوانه «عبدالناصر ليس أسطورة»، أى أننى لا أؤمن بالقداسات للبشر، وإنما أؤمن بإنسانية البشر، وأول مقتضياتها أن كل التجارب قابلة للتقييم، شرط أن تكون الجدية والموضوعية أساسا للنقد وأساسا للتقييم، أما أن يتحول الأمر إلى حملات إدانة كاسحة فهذا ليس تجنيا على تاريخ مصر فحسب، وإنما هو نحر فى شرعية النظام من أساسه، وإذا كان ما ينسب لثورة 23 يوليو ولجمال عبدالناصر على النحو الذى تقول به الحملات الآن، فليس أمام النظام الذى يدَعى أنه استمرار للثورة، والذى لا يملك أساسا للشرعية غيرها، إلا أن يجمع أوراقه ويرحل». يؤكد «هيكل»: «قلت هذا كله بتفاصيل التفاصيل، وقلت غيره وبقيت على اعتذارى ولم أغير رأيى، ومرت أسابيع وشهور والحملة على «عبدالناصر» تتزايد، وتشتد يوما بعد يوم، ولا تعرف حدا تقف عنده، بل وتستبيح كل الحدود، التاريخ والأمانة والأخلاق والشرف جميعا». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
2025-04-08
بي بي سي لا يزال المستقبل الاقتصادي العالمي الشغل الشاغل للصحف الغربية، منذ عاصفة التعريفات الجمركية الأمريكية على معظم دول العالم، ونطالع اليوم مقالات تبحث مدى واقعية المخاوف بشأن "نهاية النظام العالمي"، والمخاوف بشأن مستقبل الدولار الأمريكي، وأخيراً مدى تأثير زيارة نتنياهو لواشنطن على إحياء حلم "الريفييرا" في غزة. نبدأ جولتنا من النيويورك تايمز الأمريكية التي نشرت مقالاً يشير إلى بقعة ضوء في ظلام التشاؤم السائد في الوقت الحالي؛ حيث يقول الكاتب الدكتور أميتاف أشاريا، وهو أستاذ في العلاقات الدولية، إن "الفوضى بعد نهاية النظام الأمريكي ليست حتمية". ويوضح أشاريا أن المخاوف في هذا الشأن تستند إلى مفاهيم غربية خاطئة لخص تصحيحها في نقطتين: الأولى هي أن العقود السبعة الماضية لم تكن جيدة لجميع دول العالم كما كانت للدول الغربية بشكل خاص؛ والثانية هي أن مبادئ النظام نفسها ليست من اختراع الغرب. ويشرح المقال النقطة الأولى بأن المدافعين عن النظام الحالي يرون أنه حال دون اندلاع حروب كبرى، وحافظ على نظام دولي مستقر ومزدهر، لكنّ أشاريا يؤكد على أن هذا "السلام" اقتصر على بعض الدول وحسب. فعلى الرغم من أن هذا النظام نجح في جلب السلام للغرب، بحسب أشاريا، إلا أنه ساهم في إحداث الفوضى في دول غير غربية، كما حدث في التدخلات الأمريكية في فيتنام والعراق وأفغانستان. أما بالنسبة للنقطة الثانية، فيؤكد المقال على أن فكرة التعاون بين الدول، تسبق بزمن طويل ما ذكره الدبلوماسي الأمريكي الراحل هنري كيسنجر في كتابه "النظام العالمي"، عن "الوفاق الغربي" الذي نشأ بعد هزيمة نابليون عام 1815. وأشار المقال إلى نظام دبلوماسي قديم يعود إلى 3000 عام، يُعرف بـ "رسائل تل العمارنة"، وهي مراسلات دبلوماسية بين الحكام المصريين وممثليهم في مملكتي كنعان وأمورو وقادة المملكة المجاورة. ويصف المقال نظام "تل العمارنة" وهو اسم مدينة في صعيد مصر، بأنه كان قائماً على مبادئ المساواة والمعاملة بالمثل، فيما بين القوى العظمى في ذلك الوقت، موضحاً أن نظام "الوفاق الأوروبي" استمر لأقل من قرن، مقابل نظام تل العمارنة الذي حافظ على السلام لضعف هذه المدة تقريباً، أي لنحو قرنين. كما أشار المقال الذي نشرته نيويورك تايمز إلى أقدم اتفاق ينص على القواعد الإنسانية للحرب، بين مصر والحيثيين في نحو عام 1269 قبل الميلاد، بما يسبق اتفاقيات جنيف لعام 1949. وبالتالي فإن الاعتراف بجذور هذه المفاهيم في العصور القديمة، يعطي الأمل في "إمكان بقائها في عالم لا تُهيمن عليه أمريكا" بحسب أشاريا الذي ألف كتباً حول أفول نجم الغرب ونهاية النظام الأمريكي العالمي. ومع ذلك، يرى المقال أن النظام القديم لم يمت بعد، وأن الولايات المتحدة لا تزال أقوى دولة في العالم بفضل قوتها العسكرية، وهيمنة الدولار، والقاعدة التكنولوجية الأمريكية الهائلة؛ إلا أنه لا يرجح أن يصمد نظامها العالمي حتى أواخر هذا القرن.ويرى أشاريا في التغيرات الاقتصادية الطارئة سبباً يدعو للتفاؤل، حيث إن "إدراك أن النظام الأمريكي ليس النظام الوحيد الممكن، وأنه بالنسبة للعديد من الدول ليس حتى نظاماً جيداً أو عادلاً، يسمح بالأمل في أن نهايته قد تبشر بعالم أكثر شمولاً".ويبشر المقال في ختامه بأن في الإمكان الوصول إلى عالم "أكثر عدلاً" تشكله مجموعة عالمية من الدول، دون الاقتصار على الولايات المتحدة أو الصين أو حفنة من القوى العظمى.كيف يمكن لترامب أن يطيح بالدولار من عرشه؟ننتقل إلى مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية، حيث تناولت الخطر الذي يهدد مكانة الدولار، الذي يشكل عصب الاقتصاد الأمريكي كونه لا يزال العملة الاحتياطية العالمية حتى اليوم.المقال المطول الذي كتبه ثلاثة من أساتذة العلاقات الدولية، يوضح أن مكانة الدولار تعتمد في الأساس على أربعة عوامل ينبغي أن تتمتع بها أي عملة تأمل في أن تشكل النصيب الأكبر من احتياطيات النقد الأجنبي لمعظم الدول.أن تكون العملة سائلة، أي سهلة الشراء والبيع.أن يوافق معظم الأفراد والبنوك والشركات على استخدامها في معاملاتهم.أن تعمل كوحدة حساب مشتركة للسلع المتداولة عالمياً.أن تعدها الأفراد والشركات والبنوك المركزية مخزناً موثوقاً للقيمة. ومع ذلك، يثير المقال المخاوف من أنّ عودة ترامب إلى السلطة قد تشكل "تهديداً حقيقياً" لمكانة الدولار لأول مرة منذ عقود طويلة، على الرغم من أن الضرر لن يكون فورياً نظراً لغياب البدائل الجاهزة."لكنّ خطر التراجع النهائي، ووتيرة التراجع المحتملة، قد ازدادا"، بحسب المقال التحليلي، موضحاً أنه على أقل تقدير، ستؤدي ممارسات ترامب إلى "تآكل العوامل الداعمة لهيمنة الدولار".فنتيجةً لسياسات ترامب "إلى حد كبير"، بحسب المقال، تفوقت الأسهم الأوروبية على مؤشر الأسهم الأمريكي الرائد بنحو 20 في المئة خلال الربع الأول من عام 2025، وهو أكبر هامش ربح منذ أكثر من ثلاثة عقود.وسلّط التحليل الضوء على المخاطر الكبيرة لسياسة فرض الرسوم الجمركية العالمية الهائلة، بالإضافة إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الأمريكي، ما يلحق "ضرراً لا رجعة فيه" بمصداقية الولايات المتحدة كشريك تجاري.وهذا بدوره سيُقوّض الحاجة إلى الدولار واستخدامه، كما يؤدي إلى تنفير أقرب حلفاء الولايات المتحدة، بما يُبعد الدول التي كانت مستعدة للاعتماد على التجارة المُيسّرة بالدولار.ومع مرور الوقت، يحذر المقال التحليلي من أن العلاقات التجارية المتنامية مع الصين وغيرها من الاقتصادات الكبرى قد تعطي الشركات حافزاً للاستعاضة عن الدولار في بعض المعاملات.كما أن حملة العقوبات التي تشنها الإدارة الأمريكية على إيران، والإجراءات الصارمة التي اتخذتها ضد فنزويلا، تثير المخاوف من الاستخدام واسع النطاق للعقوبات في ولاية ترامب الثانية، ما يدعو الدول إلى تقليل اعتمادها على الدولار في التجارة عبر الحدود واحتياطيات العملات.وقد تبدو أنظمة دفع أخرى مثل نظام "سيبس" أكثر جاذبية، وهو نظام دفع صيني يقدم خدمات تجارية عبر الحدود بعملة الرنمينبي الصينية.وبما أنّ الصين أكبر شريك تجاري لنحو ثلثي دول العالم، وإذا ما أصبح نظام "سيبس" السبيل الوحيد للتعامل التجاري مع الشركات الصينية، فسيكون لدى المؤسسات المالية في تلك الدول حافز قوي للانضمام.ويختتم المقال التحليلي بالإشارة إلى الجنيه الإسترليني الذي كان يسبق الدولار في مكانته العالمية في القرن التاسع عشر، لكن الحروب العالمية والتراجع السياسي والاقتصادي هو ما أدى إلى تراجعه، وبالتالي فإن الخيارات التي تتخذها الدول هي التي تُحدد العملات الاحتياطية. نختتم جولتنا بصحيفة التايمز البريطانية، ومقال لمراسلتها الصحفية في تل أبيب، غابرييل وينيجر، التي تحدثت إلى مستوطن في الضفة الغربية المحتلة يدعى دانيال ديلويا يزداد أملاً يوماً بعد يوم بأن أحلامه في غزة قد تتحقق قريباً.وتوضح المراسلة أن ديلويا لطالما دعا إلى إعادة توطين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية، ويعتقد كالكثير من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، أن "الوجود اليهودي في غزة يجسد حق العودة إلى أرض وطنهم منذ العصور التوراتية". ويعتقد ديلويا، الذي كان مرشحاً سياسياً في مستوطنة كريات أربع التي يقطنها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أن إسرائيل على وشك منح الرئيس الأمريكي "الريفييرا التي يحلم بها" في غزة، في إشارة إلى اقتراح ترامب إخلاء الفلسطينيين وإنشاء منتجع سياحي على "أنقاض غزة".وقال ديلويا: "هناك منظمات تعمل منذ سنوات على تهيئة الظروف للعودة إلى ديارهم في غزة. لقد عززت الحرب هذه المنظمات وجعلت جماهير الإسرائيليين يدركون أن هذا هو الحل الأمثل على الأرجح". ويوضح مقال الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من أنّ مطالبة المستوطنين بالعودة إلى غزة ليست جديدة، فهي فكرة "طالما روّجت لها حركة الاستيطان"، لكنّ ترامب دفعها بقوة عندما قال إن أمريكا ستستحوذ على القطاع وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ما جعل الفكرة أقرب للتحقق من أي وقت مضى، بحسبه. وعزز المقال روايته من خلال تحليل جديد يظهر أن الجيش الإسرائيلي استولى الآن على أكثر من نصف القطاع في ظل الأوضاع الحالية، وأنه جرف ما لا يقل عن 35 في المئة من الأراضي الزراعية في غزة، بحسب منظمة "كسر الصمت". كما أشار المقال إلى موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مؤخراً إلى إنشاء مكتب خاص لـ"الهجرة الطوعية" للفلسطينيين "الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة".وعلى الرغم من أن نتنياهو يُصرّح بأنه لا يرغب في إعادة احتلال إسرائيل لغزة بعد انسحابها قبل عقدين من الزمن، لكنه، بحسب المقال، ترك الباب مفتوحاً أمام شركائه في الائتلاف للقيام بذلك. كما أن العديد من الأسماء الرمزية التي يستخدمها الجيش الآن للاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الساحلية، سُميت بأسماء مستوطنات يهودية مهجورة، مثل ممر نتساريم، الذي أُنشئ خلال الحرب لتقسيم الشمال والجنوب، وممر موراج وهو اسم مستوطنة كانت تقع بين رفح وخان يونس، بحسب المقال.واستعان المقال بما نقلته صحيفة أسوشيتد برس عن جندي إسرائيلي في سرب دبابات، أن الإسرائيليين "دمروا كل ما في وسعهم، وأطلقوا النار على كل ما يبدو فعالًا. لن يكون لدى [الفلسطينيين] ما يعودون إليه، ولن يعودوا أبداً". وأضاف الجندي "لقد ذهبت إلى هناك لأنهم قتلونا، والآن سنقتلهم... ونقتل زوجاتهم وأطفالهم وقططهم وكلابهم، وندمر منازلهم". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-02-27
فى ضوء ما تتصف به شخصية الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، من الاندفاع وصعوبة القدرة على التنبؤ بأفعاله، اتجه منذ اليوم الأول فى ولايته الثانية إلى اتخاذ العديد من القرارات المثيرة للجدل داخليًا وخارجيًا، مستندًا إلى شعار «أمريكا أولاً». وعلى الرغم من قصر المدة منذ دخول ترامب المكتب البيضاوى فى 20 يناير 2025، فإن قراراته، ولاسيما الخارجية، قد أثارت الكثير من الصخب وعززت حالة عدم اليقين، كونها لم تطل الخصوم فقط، وإنما امتدت إلى الحلفاء أيضًا، وهو المشهد الذى يُثير العديد من التساؤلات بشأن الانعكاسات السلبية المتوقعة لهذه القرارات على النفوذ الأمريكى عالميًا. خلال القرن العشرين، أدركت واشنطن أن لها دورًا يجب أن تؤديه على الساحة الدولية، وهو الدور الذى رأى السياسى الأمريكى المحنك، هنرى كيسنجر، أنه يهدف إلى بناء «إجماع أخلاقى قادر على جعل العالم التعددى عالمًا مبدعًا وليس مدمرًا»، موضحًا أن أى تصور رصين للمصالح الأمريكية «يجب أن يأخذ فى الاعتبار الاهتمام الواسع النطاق بالاستقرار والتغيير السلمى»؛ ومن ثم يتضح أن الولايات المتحدة ليست إمبراطورية بالمعنى التقليدى الذى عكسته الإمبراطوريات المتعاقبة على مدار التاريخ؛ فالقوة الأمريكية لا تعتمد فقط على القوة الخشنة، وإنما تعتمد أيضًا على القيم والأفكار والمؤسسات؛ ما يعنى استنادها إلى «النموذج المُلهم» الذى سعت إلى تلميعه وبلورته عبر قوتها الناعمة.وعلى النقيض من ذلك واستنادًا إلى شعار «أمريكا أولاً»، أطلق الرئيس ترامب العديد من التصريحات الشائكة، مثل تلك المتعلقة بالسيطرة على قناة بنما وجزيرة جرينلاند وقطاع غزة، واتخذ عددًا من القرارات المثيرة للجدل، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية وفرض رسوم جمركية ضد الحلفاء والخصوم على السواء. • • •يحمل الطابع الترامبى، الذى بات يغلف السياسة الخارجية الأمريكية حاليًا، فى طياته انعكاسات سلبية على النفوذ الأمريكى عالميًا، بل وربما يؤدى إلى تراجعه، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالى: • خفوت بريق النموذج الليبرالى الأمريكى: لطالما سعت الولايات المتحدة إلى تقديم تأكيدات متكررة مفادها أن هيمنتها وقوة نفوذها على الساحة الدولية نابعة من قوة النموذج الليبرالى الذى تتبناه وتستند إليه سياسيًا واقتصاديًا، إلا أنه بات من الواضح أن هذا النموذج يخضع حاليًا للتشكيك والمراجعة من قِبل ترامب؛ إذ لم يتوقف الأمر عند حد اعتبار ترامب مسئولاً عن حادثة اقتحام الكابيتول فى يناير 2021، وإنما اتجه منذ يومه الأول فى البيت الأبيض إلى العمل على تصفية حساباته مع خصومه السياسيين، وهاجم بقوة المعارضين ووسائل الإعلام والموظفين المدنيين. • التشكيك فى مصداقية واشنطن كحليف موثوق: على مدار عقود، ارتكزت الولايات المتحدة فى دعم قوتها وتعزيز نفوذها على الساحة الدولية، إلى شبكة من الحلفاء والشركاء، وهو ما أبرزه كل من هال براندز وبيتر د. فيفر، فى تحليلهما بعنوان: ما فوائد تحالفات أمريكا؟ المنشور فى المجلة الفصلية لكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى «باراميترز» فى صيف 2017؛ إذ أوضحا أن التحالفات توفر مزايا جيوستراتيجية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية تعمل على تدعيم القوة الأمريكية وتحقيق الأهداف الوطنية؛ ومن ثم أشارا إلى أن مثل هذه التحالفات تجعل واشنطن بوصفها القوة العظمى «أكثر نفوذًا»؛ وهو ما يبدو متعارضًا لدرجة بعيدة مع رؤى وأفكار ترامب التى لا تُعوّل على التحالفات.لقد أدى الموقف العدائى لترامب تجاه الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو إلى توتر العلاقات مع حلفاء واشنطن الرئيسيين. وهو ما علق عليه ماكس بيرغمان فى تحليله بـ«مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (CSIS)، قائلاً إن العلاقات عبر الأطلسى قد شهدت على مدار التاريخ بعض الخلافات، لكنه اعتبر أن ما تقوم به إدارة ترامب مثل التعريفات الجمركية والإنفاق الدفاعى وتسوية الحرب الأوكرانية؛ سيتسبب فى «تغير هذه العلاقات إلى الأبد» بطريقة قد تدفع أوروبا إلى «رسم مسارها الخاص». إضافة إلى ذلك، فقد وضعت التصريحات المتعلقة بضم جزيرة جرينلاند الدنماركية علامات استفهام حول الالتزام الدفاعى الأمريكى فى إطار حلف الناتو بالتوازى مع رغبتها فى الاستيلاء على أراضى الحلفاء. • النيل من قوة وتماسك النظام الدولى: دأبت الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة على اتهام خصميها الصين وروسيا بالعمل على تغيير النظام الدولى، بوصفهما «قوى مراجعة» أو «قوى تعديلية»، وذلك فى ضوء ما يمثله النظام الدولى بشكله الحالى من رافعة للنفوذ الأمريكى فى ضوء كون واشنطن القوة العظمى المهيمنة. ومن المفارقة أن الإدارة الأمريكية الحالية هى من تُشكك فى النظام الدولى، وتنال من دوره الذى سعت لتعزيزه على مدار سنوات طويلة.واستنادًا إلى ذلك، أطلق ترامب تصريحاته التى تمثل انتهاكًا واضحًا لمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولى، ومن أبرزها الاستحواذ على جزيرة جرينلاند، وضم كندا، والتعامل مع غزة كـ«صفقة عقارية» والمطالبة بتهجير الفلسطينيين منها بما يمثل دعوة للتطهير العرقى. إضافة إلى ذلك، فقد قرر ترامب، ضمن الأوامر التنفيذية التى وقّعها فى يومه الأول بالبيت الأبيض، أن ينسحب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ. وهكذا، يتضح أن رؤية ترامب للنظام الدولى لن تحمل انعكاسات سلبية فقط على قوة وتماسك هذا النظام، وإنما يمكن أن تؤدى أيضًا إلى عزل الولايات المتحدة بشكل متزايد فيما يتعلق بالقضايا العالمية المهمة والرئيسية.الخلاصة أنه من المُتوقع أن تحمل ولاية ترامب الثانية تأثيرات سلبية فى صورة الولايات المتحدة ونفوذها عالميًا بالاستناد إلى ما بدا كحالة من تراجع الثقة التى تسبب فيها الرئيس الأمريكى بسبب سلوكه كزعيم مندفع، وذلك على الرغم من تركيزه المستمر على هدفه المتعلق بـ«استعادة العصر الذهبى الأمريكى». لكن سوف تتوقف حدود تراجع النفوذ الأمريكى على عدد من الأمور، منها مفاضلة ترامب بين الاستمرار فى سياسة الصخب والفوضى أو اتجاهه لمزيد من التعقل والتريث، إضافة إلى قدرته على إعادة ضبط بوصلة التفاعلات فى الساحات المختلفة كبديل عن الانسحاب وتقليل الانخراط، وأخيرًا، قدرة الخصوم على استغلال تراجع النفوذ الأمريكى فى سبيل تعزيز نفوذهم.مها علاممركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2025-01-16
************الولايات المتحدة لاتحب التعامل إلا مع الأقوياء.. هكذا قال الدبلوماسي الراحل، وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، مُشيرًا إلى مصر في سبعينيات القرن الماضي.. لذلك، بادر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعرب عن شكره للرئيس على قيادته، مشيدًا بدور مصر الوسيط طوال العملية التفاوضية بين حماس وتل أبيب بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، وجهود الوساطة المكثفة التي تبذلها مصر والولايات المتحدة وقطر، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، وتبادل الأسرى والمحتجزين.. وأكد بايدن للرئيس السيسي، أن هذه الصفقة لم تكن لتتحقق أبدًا، لولا الدور الأساسي والتاريخي لمصر في الشرق الأوسط، وتعهد الزعيمان بالبقاء في تنسيق وثيق مباشر ومن خلال فرقهما، خلال الساعات المقبلة.. مع الحاجة الملحة لتنفيذ صفقة لإغاثة شعب غزة على الفور، من خلال زيادة المساعدات الإنسانية عقب وقف إطلاق النار، تلك التي بذلت مصر جهودًا كبيرة، خلال الشهور الماضية للعمل على تحقيقها.الاتفاق، الذي وصفه الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوج، الخيار الصحيح والمهم والضروري، (لاستعادة أبنائنا وبناتنا، سواء لكي يتعافوا في ديارهم أو ليرقدوا بسلام)، والذي يوقف الحرب المدمرة المستمرة منذ خمسة عشر شهرًا في غزة، ويمهد الطريق أمام عودة العشرات من الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم، سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد القادم، يشمل ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى مدتها إثنين وأربعين يومًا، ستشهد وقفًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا، وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان، للتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن، وفق آلية محددة، وتبادل رُفاة المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.. كما تتضمن تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزةـ وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.. وبحسب الاتفاق، ستطلق حركة حماس، في المرحلة الأولى، سراح ثلاثة وثلاثين محتجزًا إسرائيليا، بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال.. أما تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة، فسيتم الاتفاق عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى.. وستعمل مصر بشكل مشترك مع قطر والولايات المتحدة، لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتها، وضمان استمرار المفاوضات لتنفيذ بقية المراحل.بعد إطلاق سراح سبعة محتجزين إسرائيليين، تنسحب قوات الاحتلال بالكامل، في اليوم السابع من الاتفاق، من شارع الرشيد شرقًا حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك كل المواقع في هذه المنطقة.. كما تبدأ عمليات عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، وضمان حرية تنقل السكان في جميع القطاع، إضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد من أول يوم ودون معوقات، كذلك، فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، وتدخل كميات كافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود عبر ستمائة شاحنة يوميًا، تنقل خمسون منها الوقود، وتتوجه ثلاثمائة شاحنة إلى شمال القطاع.. وفي اليوم الثاني والعشرين من بدء تنفيذ الاتفاق، تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من وسط القطاع، خصوصًا من محور نتساريم ودوار الكويت، إلى منطقة قريبة من الحدود، ويتم تفكيك المنشآت العسكرية بالكامل، مع استمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، ومنح السكان حرية التنقل في جميع مناطق القطاع.. والأهم في هذا، ما قالت به هيئة البث الإسرائيلية، من أنه جرى التنسيق مع مصر والولايات المتحدة بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا، إذ أن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجيًا من محوري نتساريم وفيلادلفيا.إذًا، انتصرت الإرادة المصرية.. ولولا الوقفة الصلبة التي اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفضه تهجير أهالي قطاع غزة من أرضهم، جبرًا أو اختيارًا، إلى سيناء أو غيرها، لما كانت هناك قضية، وما كان هناك شعب يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار عليه.. مبدأ، اعتبر أن الوجود الإسرائيلي الدائم في محور فيلادلفيا، خطًا احمر، لا يجب على إسرائيل تجاوزه.. واتخذ الجيش المصري العظيم عدته وعتاده، ليوقف بها الأعداء، عن أي لحظة حماقة، قد تدفع أهالي القطاع إلى هجرة أراضيهم، هربًا من جحيم القصف الإسرائيلي، الذي أودى، حتى كتابة هذه السطور، بحياة أكثر من ستة وأربعين ألف فلسطيني، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقرب من مائة وعشرة آلاف آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.. وقد أظهرت دراسة دولية، أن العدد الحقيقي للضحايا، الذين سقطوا بشكل مباشر نتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ربما أكبر من الإحصاء الفلسطيني الرسمي بنحو 41%، حتى منتصف عام 2024، في ظل انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية في القطاع الفلسطيني.●●●نص الاتفاق على إعادة النازحين في الوسط والجنوب، إلى شمال قطاع غزة، وهو ما يمثل تقويضًا صريحا لأحد أهم المخططات التي تبناها الاحتلال منذ بدء العدوان، بينما ارتكزت في بنود أخرى على دخول المساعدات الإنسانية، ناهيك عن الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من غزة، وهو ما يعني العودة إلى مربع ما قبل السابع من أكتوبر، وهو ما يمثل هزيمة دبلوماسية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.. وبالنظر إلى ملف التهجير، فإن الدولة المصرية ركزت بصورة كبيرة، ومنذ اليوم الأول للعدوان، على التصدي لكافة المحاولات المرتبطة بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء من خلال قمة القاهرة للسلام، التي عقدت بعد أيام من بدء العمليات العسكرية، وفي كافة المحافل الأخرى، إلى أن نجحت في تحقيق توافق دولي حول رفض المخطط الإسرائيلي، بينما حشدت العديد من القوى الرئيسية في محيطها الجغرافي لدعم رؤيتها، في ضوء ما يمثله مثل هذا المخطط من انتهاك للشرعية الدولية، والقائمة على حل الدولتين.وعلى الرغم من التعنت الإسرائيلي، إلا أن الدبلوماسية المصرية تمكنت من انتهاج سياسة النفس الطويل في مواجهة الاحتلال، عبر العديد من المسارات.. أولها تحقيق التوافقات، باعتبار الاتفاق الأخير، بادرة مهمة لتبريد المنطقة، لأن امتداد الصراع، وتوسعه يبدو مرتبطًا في الأساس باستمرار العدوان على غزة، وهو ما يعكس فشل الاتفاق الذي أبرمه نتنياهو وحكومته لوقف إطلاق النار في لبنان، في تهدئة الجبهات الأخرى.. إلا أن ثمة أبعاد أخرى لا يمكن إغفالها في هذا الإطار، وأبرزها، أنه يمثل خسارة العديد من الرهانات التي اعتمد عليها رئيس وزراء إسرائيل، أبرزها مخطط التهجير وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وكلاهما يهدفان إلى تقويض حل الدولتين، عبر تجريد دولة فلسطين المنشودة من شعبها، بإجبار مواطنيها على ترك أراضيهم، وهو ما يفسر وحشية الاعتداءات، من جانب، بالإضافة إلى حرمانها من عنصر الأرض، عبر الفصل، في إطار ضرورة أن يكون إقليم الدولة عبارة عن رقعة جغرافية متصلة.واتخذت الدبلوماسية المصرية بعدًا آخر قضائيًا، عبر الدعوة الصريحة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الإسلامية، التي عقدت في جدة خلال نوفمبر 2023، بضرورة إجراء تحقيق دولي، لتجد الدعوة استجابة فورية من جنوب إفريقيا، التي اتخذت زمام المبادرة، برفع دعوى قضائية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، انضمت لها عدة دول أخرى، وأسفرت عن قراري اعتقال لنتنياهو ووزير دفاعه السابق.. في حين كان المسار الثالث إنساني، عبر الضغط على دول العالم، خصوصًا تلك المتحدثة دومًا عن حقوق الإنسان، للتداخل على خط الأزمة في ظل ما يرتكب من انتهاكات في القطاع.نجحت السياسات المصرية في تكبيل نتنياهو وحكومته، بل ووضعت الكثير من الضغوط على كاهله، إلى حد التوتر الملموس الذي شهدته علاقة واشنطن وتل أبيب خلال الأشهر الماضية، ناهيك عن حلفائها الأخرين في دول الغرب الأوروبي، والتي اتجهت بعضها إلى اتخاذ خطوات كبيرة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، على غرار أسبانيا والنرويج وسلوفينيا، وهي دول محسوبة على المعسكر الموالي للدولة العبرية.. وهنا، يمكن القول بأن الدبلوماسية المصرية تمكنت من تحقيق العديد من الانتصارات، لصالح القضية الفلسطينية، والتي تنظر إليها باعتبارها قضيتها المركزية، أبرزها تقويض مخططات الاحتلال، وإعادة الزخم مجددًا لحل الدولتين، بعد سنوات من التراجع، جراء السياسات الإسرائيلية المتعنتة، بينما نجحت في الوقت نفسه في تقديم نفسها كقوى قادرة على رعاية القضية، عبر سياسة تقوم في الأساس على الشراكات والتوافقات مع القوى الأخرى، سواء في الإقليم او على المستوى الدولي.إلا أن تاريخية الاتفاق المُعلن، لا تقتصر فقط على كونه يمثل تقويضًا لخطط إسرائيل، بل أحياؤه بصورة كبيرة لحل الدولتين، في ضوء العديد من المعطيات، ربما أبرزها أنه في الوقت الذي أدان فيه المعسكر الموالي لإسرائيل عملية (طوفان الأقصى) في أكتوبر 2023، إلا أنهم، في اللحظة نفسها، اعتبروا أن استمرار الاحتلال أحد أهم عوامل التهديد لأمن تل أبيب، وهو الأمر الذي يمثل بعدًا مهمًا للرؤية التي تبنتها مصر منذ بداية العدوان، عبر حرصها الشديد على الحديث عن القضية، وعدم الانجرار وراء محاولات الاحتلال، التي استهدفت صرف الانتباه عنها لصالح القطاع.●●●■■ وبعد..فإن الإعلان عن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يمثل لحظة تاريخية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بعدما تجاوز الاحتلال الإسرائيلي الخمسة عشر شهرًا، يمارس انتهاكاته بأقصى درجة ممكنة، بين القتل، والتجويع والتشريد، بينما لم تكن دماء أهل غزة كافية لتروي عطش اليمين المتطرف في تل أبيب، حتى اتجه نحو توسيع نطاق العدوان ليشمل دولا أخرى، أبرزها لبنان وسوريا واليمن، مع تبادل القصف على استحياء مع إيران، خلال العديد من مراحل الصراع.. وهو ما يعكس أهدافًا عميقة تبناها الاحتلال، لا تقتصر في جوهرها على مجرد الدفاع عن النفس، في مواجهة ما تمثله الفصائل من تهديدات، وإنما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. لذلك، رحب الرئيس السيسي، بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام، بوساطة مصرية ـ قطرية ـ أمريكي.. وكتب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: (أرحب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية.. وإن مصر ستظل دائمًا وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكًا مخلصًا في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني).. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-12-13
شعر وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر ببعض القلق، وهو فى الطائرة إلى القاهرة للقاء الرئيس السادات فى 13 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1973. كانت الزيارة هى الثانية لكيسنجر إلى مصر منذ حرب 6 أكتوبر 1973، أما الأولى فكانت فى 7 نوفمبر 1973، وكانت خطواته كلها تمضى على تحقيق هدفه وهو، السلام بين مصر وإسرائيل، وفتح الطريق أمام الرئيس السادات لتحقيق هذا الهدف، ووفقا لأحمد حمروش، فى كتابه «غروب يوليو»، فإن وصول كيسنجر مرة ثانية إلى القاهرة، جاء بعد أن أعلنت الولايات المتحدة على لسان المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية يوم 5 ديسمبر 1973 أن كيسنجر سيقوم بجولة فى منطقة الشرق الأوسط فيما بين 13 و17 ديسمبر، لإجراء مشاورات مع حكومات دول المنطقة تمهيدا لعقد مؤتمر السلام. لماذا كان كيسنجر على قلق وهو فى الطائرة؟ وكيف وجد الأجواء فى القاهرة التى كان فى زيارة لها قبل أقل من شهر؟ يجيب الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «أكتوبر 1973 - السلاح والسياسة» بقوله، إن كيسنجر عقد مؤتمرا سريعا لمجموعة الصحفيين المرافقين له أثناء الرحلة، وكان عددهم ازداد لأن أزمة الشرق الأوسط ودور كيسنجر فيها راحت تحتل كل عناوين الصفحات الأولى، ومكان الصدارة فى نشرات الأخبار على الإذاعة والتليفزيون. ينقل «هيكل» عن كيسنجر ما ذكره فى كتابه «سنوات القلاقل» ويعد الجزء الثانى من مذكراته، بأن وزير الخارجية الأمريكية شعر «ببعض القلق وهو فى الطائرة، لأنه تلقى نص مقال نشره «الأهرام» يحذر من رفع حظر البترول العربى قبل انسحاب الإسرائيليين من كافة الأراضى العربية، وأقلقه فى المقال عبارة جاء فيها: «إن حل أزمة الشرق الأوسط لا يكمن فى العثور على صياغات لدبلوماسية مغلقة بمعان مزدوجة تتيح لكل طرف أن يفسرها على النحو الذى يخدم أهدافه». تساءل «كيسنجر»: ما إذا كان هذا الرأى يعبر عن نفاد صبر فى القاهرة سوف يجده فى انتظاره؟ وقد راح فى مؤتمره الصحفى فى الطائرة يدافع عن نفسه قائلا: «إننى لا أتبع سياسة مكيافيللية». يؤكد هيكل، أن قضية حظر البترول العربى ضد أمريكا والدول الأوروبية المساندة لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر، كانت واحدة من أهم القضايا التى تباحث بشأنها «كيسنجر» فى زيارته الأولى إلى مصر 7 نوفمبر 1973، وحصل على وعد من السادات بتدخله لدى الدول العربية لرفعه، ولهذا فإن القلق ساوره حول ما إذا كان السادات يسحب وعوده فى هذا المجال، غير أنه وطبقا لهيكل: «هدأت أعصابه عندما قابل السادات فى استراحة القناطر الخيرية، ووجد أن عواطفه ما زالت حيث تركها فى اللقاء السابق يوم 7 نوفمبر، بل ولعلها زادت، فالسادات استقبله معانقا ومقبلا، وقائلا له أمام الجميع بمن فيهم الصحفيون أنه «يعتبره أكثر من صديق، يعتبره أخا». يعلق هيكل: «أصبح تقبيل كيسنجر، بعدها عادة حتى أنه يروى فى مذكراته، أنه قال للرئيس «نيكسون» أنه أصبح يشك فى نفسه بسبب كثرة من قبَلوه من الرجال فى مصر». انتهى اجتماع 13 ديسمبر، بموافقة «السادات» على خطة «كيسنجر»، ذلك أن وزير الخارجية الأمريكى استطاع إقناعه بأن جولدا مائير، رئيس الحكومة الإسرائيلية، لا تزال مهزوزة الأعصاب، لا تصدق أن السلام يطرق أبواب إسرائيل، وخير ما يفعله الآن هو أن تطمئن طول الوقت، وقد أفزعها ما لاقوه فى الحرب، وهى فى حاجة إلى أن تستعيد ثقتها بالناس، ولا بد لها من وقت لتنسى ليالى الفزع التى عاشتها فى بدايات الحرب». يؤكد «هيكل»: «تحمس الرئيس السادات ومضى إلى أكثر مما طلب إليه «كيسنجر»، وقرر أن يبعث برسالة مكتوبة بخط يده إلى السيدة جولدا مائير، وكتبها أمام كيسنجر، وسلمها له ليقوم بتوصيلها؟ وجاء فى الرسالة بالنص: «عندما أتكلم عن السلام الآن فأنا أعنى ما أقول، إننا لم نتقابل من قبل، ولكن لدينا الآن جهود الدكتور كيسنجر، فدعينا فى هذه الأوقات نستخدم هذه الجهود ونتحدث إلى بعضنا من خلاله». يذكر «هيكل» نقلا عن مذكرات «كيسنجر»، أن السادات قال له إنه يوجه هذه الرسالة إلى جولدا مائير، لأنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة أصبح مقتنعا بالرأى الذى سمعه منه، وهو أن مشكلة السلام مع إسرائيل هى بالدرجة الأولى عقدة نفسية، ولكن العقدة ليست مقصورة على الطرف الإسرائيلى وحده، وإنما الأطراف العربية هى الأخرى مصابة بها، ثم أضاف السادات، أنه سوف يمضى فى الطريق وحده إذا اقتضى الأمر، وفهم كيسنجر معنى الإشارة، وترجمها على الفور بأن السادات عقد عزمه على صلح منفرد مع إسرائيل إذا لم يكن هناك سبيل آخر، ثم روى كيسنجر أن الرئيس السادات سأله بعد ذلك فجأة: «عما إذا كان يعتقد أن جولدا مائير قوية إلى درجة كافية لعقد اتفاقية سلام معه؟ رد كيسنجر عليه: «إذا كنت تبحث عن القوة فإن مائير هى رجلها». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-12-08
بالتزامن مع وصول ، اليوم الأحد، إلى العاصمة السورية دمشق، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ بهضبة الجولان، في مشهدين متناقضين خلال اليوم الذي بدأ بإعلان الفصائل المسلحة السيطرة عليها وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. لم يكتفِ جيش الاحتلال بذلك بل فرض حظرا للتجول على سكان 5 بلدات تقع ضمن المنطقة العازلة في جنوب ، المحاذية للجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من هضبة الجولان منذ عام 1967، بحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي «جالي تساهال». وفي الوقت ذاته، أعلنت الفصائل المسلحة، فرض حظر تجول في دمشق، حيث أفاد بيان صادر عن «قيادة العمليات العسكرية» التي تمثل الفصائل المسلحة بأن حظر التجول في دمشق سيكون من الساعة 4 عصر الأحد بالتوقيت المحلي حتى الساعة 5 فجر الاثنين. من جهته ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في المشهد، إذ أعلن انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 حول الجولان وأمر بالاستيلاء على المنطقة العازلة. وقال نتنياهو أثناء زيارته لمرتفعات الجولان: «بالتعاون مع وزير الدفاع، وبدعم كامل من مجلس الوزراء، وجَّهت جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على المنطقة العازلة والمواقع المهيمنة بالقرب منها، لن نسمح لأي قوة معادية بتأسيس نفسها على حدودنا». وزعم نتنياهو أن القرار اتخذ لأن القوات السورية، تخلت عن مواقعها الواردة باتفاقية عام 1974 بعد استيلاء إسرائيل على مرتفعات الجولان. وكانت اتفاقية فك الاشتباك وقعت بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا في 31 مايو من العام 1974، بعد حرب السادس من أكتوبر 1973، لإنهاء الاشتباكات على الجبهة السورية، وبعد الحرب سيطرت إسرائيل على مرتفعات الجولان بالكامل وعلى جيب داخل سوريا بمساحة 400 كيلومتر مربع. بدأت المفاوضات استنادا إلى قرار مجلس الأمن 339، وتوسط فيها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجرـ لتنص الاتفاقية على انسحاب إسرائيل من الجيب المحتل ومن أجزاء أخرى من الجولان، مع إنشاء منطقة عازلة خاضعة لإدارة الأمم المتحدة. وتم تحديد منطقة خالية من السلاح تخضع لمراقبة قوة الأمم المتحدة «UNDOF» وإدارة سورية مدنية، كما تقرر إنشاء منطقتي تخفيف عسكري على الجانبين، تحد من وجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة. تضمنت الاتفاقية أيضا السماح بعودة المدنيين السوريين إلى المناطق العازلة وإعادة إعمار مدينة القنيطرة، كما تم تبادل الأسرى وانسحاب إسرائيل من المناطق المحددة تدريجيا، واستكمل الانسحاب في 26 يونيو 1974. وتعد الاتفاقية السبب الرئيسي في الحفاظ على استقرار الأوضاع في الجولان رغم التوترات على فترات متباعدة، وظل الأطول عمرا بين اتفاقيات إسرائيل مع الدول العربية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-05-07
ماذا يجمع بين هذه الأسماء الخمسة: بيل جيتس، وارين باڤيت، ستيڤ جوبز، مارك زوكر بيرج، ثم إيلون ماسك؟. جميعهم أمريكيون نشأوا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كان بينهم أحد غير أمريكى فهو حاصل على الجنسية الأمريكية ويتحرك بها فى أنحاء العالم.. إن ستيڤ جوبز مثلًا ذو أصل سورى، وأبوه من مدينة حمص السورية، ولكنه عاش ومات أمريكيًّا.. كما أن إيلون ماسك كندى الأصل، ولكن جنسيته الأمريكية حاضرة تلازمه فى كل مكان.. ولكن ليس هذا هو الموضوع.. فهل الموضوع أنهم مختلفون فى أعمارهم اختلاف الليل عن النهار؟.. لا.. ليس هذا هو الموضوع، رغم أن مارك زوكر بيرج فى الأربعين، بينما وارين باڤيت فى الرابعة والتسعين. الموضوع أنهم مؤثرون فى العالم إلى درجة يراها كل واحد منّا بالعين المجردة ويلمسها بيده.. والموضوع الأهم أن تأثيرهم فى حياة المليارات من البشر على اتساع الأرض ليس راجعًا إلى أنهم أصحاب مناصب خطيرة أو كبيرة فى بلاد العم سام.. فليس من بينهم رئيس، ولا وزير، ولا صاحب منصب فى الأمن القومى مثل هنرى كيسنجر على سبيل المثال.. إنهم جميعًا أصحاب أعمال حُرة، وهى ليست أى أعمال، ولكنها أعمال تكنولوجية فى الغالب.. ولأنها ولأنهم كذلك، فإنها وإنهم متماشون مع طبيعة العصر، ويؤثرون فى الناس كما لا يؤثر أكبر سياسى فى العالم. قد يكون باڤيت اشتهر بأعمال الخير التى يتبرع لها فى أركان الأرض، وفى القارة السمراء بالذات، وقد يكون اشتهر بأنه يشارك بيل جيتس فى هذا الاتجاه، وقد تكون ميلندا زوجة جيتس قد شاركتهما الأعمال نفسها.. ولكن ليس هذا هو موضوع جيتس الأساسى لأن موضوعه هو شركة مايكروسوفت بكل مساحتها التى تحتلها فى القلب من تكنولوجيا العصر. وقد يكون ماسك قد طلب ذات يوم أن يبارز مارك ليرى المتابعون أيهما سوف يغلب ويفوز، ولكن المبارزة التى لم تتم بينهما ليست هى موضوعنا ولا موضوعهما الأساسى، وإنما الموضوع أن الأول صاحب منصة إكس التى كانت تويتر فى السابق.. أما الثانى فهو صاحب فيسبوك، الذى لا يكاد يوجد إنسان خارج قبضته!. لسان حال الخمسة يقول إن السياسة ليست هى الحاكمة الحقيقية فى العالم.. أو إنها لم تعد كذلك.. وإذا شئت فراجع حظ كل واحد فيهم من الحضور فى حياة الناس. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-05-04
قال برنارد شو: التاريخ يصنعه الحمقى، فهل سيصنع الحمقى المستقبل أيضًا؟. ومن كتاب هنرى كيسنجر «عصر الذكاء الاصطناعى ومستقبلنا البشرى»، نستشف أن «الحُمق» فى صناعة المستقبل لن يقتصر على حُمق الإنسان، وإنما ربما سيشمل حمق الذكاء الاصطناعى أيضًا، عندما يطور الذكاء الاصطناعى نفسه بنفسه، فى اتجاهات قد تخرج عن سيطرة الإنسان. ولكن مَن يهمه المستقبل؟. أليس الماضى (التراث) هو المستقبل؟، أليس «الاحتفاظ» بالهوية (وليس تطويرها من أجل مستقبل أفضل) هو القضية؟. لليابانيين وجهة نظر مختلفة، فهم يَعملون بنصيحة «إن لم تُطوِّر هويتك بيدك فقد تُبتلى بهوية لا تُرضيك». عندهم، التغيير سنة الحياة. لذلك يحاولون تشكيل المستقبل بأيديهم، قدر الإمكان، رغم أنهم عُرِفوا بالتصاقهم الشديد بتاريخهم، وتراثهم، وهويتهم. حتى نهاية القرن التاسع عشر كان اليابانيون وغير اليابانيين ممنوعين تقريبًا من الدخول أو الخروج من البلاد. كانوا منغلقين على أنفسهم، وظل التراث والماضى مهيمنين على أسلوب حياتهم، حتى عهد قريب. اليوم، المستقبل هو محور اهتمام اليابانيين. مستقبل لا يصنعه الحمقى، بل «مستقبل فائق الذكاء»، بحسب التعبير الوارد فى خطتهم، التى يسمونها «مجتمع 5.0»، باعتبار أن مجتمع الصيد كان هو أول المجتمعات 1، والزراعى 2، والصناعى 3، والمعلومات 4، وها نحن الآن فى مجتمع 5، الجديد. خطة «مجتمع 5.0» وضعها مجلس الوزراء اليابانى فى عام 2016 بهدف الوصول إلى «مجتمع إنسانى لا تتعارض فيه التكنولوجيا مع احتياجات المجتمع. ويتم ذلك من خلال التجانس القوى بين الفضاء الطبيعى والرقمى cyber and physical spaces. ولأن التخطيط يعنى التحسين المستمر للخطة وفقًا لما يجِدّ من تطورات، وبخاصة فى عصرنا الحالى المتسارع، فقد قرر مجلس الوزراء فى 2021 إعادة تعريف مجتمع 5.0 بكونه resilient، أى مجتمع شديد المقاومة سريع التعافى. مجتمع صلب فى مواجهة التحديات، ولكنه مرن فى التأقلم مع المستجدات، بما يضمن أمن وأمان الفرد والمجتمع، ويحقق لهم الرفاهية. فكرة تجانس العالم السيبرانى والفيزيائى، التى تتضمنها خطة اليابان المستقبلية منذ 2016، هى فكرة (لا نعلم مدى مراعاتها فى خطط مصر المستقبلية) محورية فى عالم اليوم، وأطلق عليها بعض الفلاسفة المعاصرين قضية الصراع بين «التكنولوجى والبيولوجى». تجانس العالم التكنولوجى (فى المقام الأول السيبرانى أو الرقمى)، مع عالمنا المحسوس من بشر وشجر وحجر، يجب أن يتم، وفقًا للخطة اليابانية، من خلال (إعادة) تصميم كل أمور المجتمع بالكمبيوتر والذكاء الاصطناعى، أى صنع نماذج وبدائل رقمية، قبل تنفيذ أو تعديل أى شىء على أرض الواقع؛ من أصغر المشروعات إلى أكبرها؛ من تغيير مصباح عمود الإنارة، إلى سياسات الدولة الخارجية. ويتم هذا وفقًا لمبدأ «الإنسان فى المركز»، ووفقًا لمجموعة مبادئ وقيم متفرعة من مبدأ إنسانية المستقبل هذا. على رأس تلك المبادئ يقع مبدأ مشاركة اليابانيين أفرادًا وجماعات فى التخطيط والتنفيذ لعمليات التحول المجتمعى لضمان اقتناع الشعب بخطط المستقبل وتفانيه فى تنفيذها. كذلك ينطلق مجتمع 5.0 من أن التحول التكنولوجى المتوقع فى المستقبل ستنتج عنه تحديات أخلاقية وقانونية ومجتمعية، يختصرونها فى ELSI (Ethical،Legal and Social Implications). تحديات تتطلب عقلية بانورامية، كما ترى الخطة. عالم اليوم صار هشًّا، غامضًا، عصِيًّا على الفهم، معقدًا، متسارعًا، يصعب توقع تحولاته. لمواجهة هذا العالم سيكون على البشر أن يختلفوا قليلًا عمّن عرفناهم من البشر حتى الآن. مجتمع التخصص (طبيب، مدير، سائق) سيستمر، ولكن يتحتم على الجميع، وليس المسؤولين فقط، التحلى بقدرات الفكر الكلى، الشامل، متعدد الأبعاد. مجتمع تكامل العلوم الطبيعية والاجتماعية، مجتمع المعرفة الاندماجية convergence knowledge، وقدرات «الهليكوبتر» (النظرة الشاملة). لتحقيق ذلك تهدف خطة «مجتمع 5.0» إلى توفير كوادر بشرية مدربة، قادرة على اكتشاف التحديات، وإيجاد الحلول لها. ويجب توفر تلك الكوادر على نطاق واسع وفى جميع المجالات، وليس فى الحكومة والإدارات فقط. صناعة كوادر بشرية مستقبلية تختلف كيفًا وكمًّا عما عرفناه حتى الآن من تعليم وتدريب. على سبيل المثال تحتوى خطة «مجتمع 5.0» اليابانية على برنامج moon shot للإبداع الانقطاعى، أى الجذرى، كفكرة «أوبر» مثلًا. «الماضى أم المستقبل»؟، هذا قرار يُتخذ. أما كيف نخطط للمستقبل، فهل يمكن التخطيط بدون فلسفة عصرية؟. هل نرضى بأقل من 5.0؟. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-04-27
منذ بداية الحرب 1973، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، عاش وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، لحظات وأياما كثيرة وسعيدة بمصر، كانت أهمها رؤيته للفنانة نجوى فؤاد، الذي وقع في حبها منذ النظرة الأولى، حتى طلب الزواج منها، لكن القدر كان له رأى آخر، فملامحها الشرقية، وجاذبيتها كانت سببًا في أن يقع «كيسنجر» في حبها ويأتي إليها مرارًا وتكرارًا. قصة حب لم يكتب لها القدر أن تكتمل، عادت اليوم للأذهان مٌجددًا، بعدما تصدرت الفنانة نجوى فؤاد، مُحركات البحث إثر تعرضها لوعكة صحية شديدة، نُقلت على إثرها للمستشفى. قصص حب وزيجات طويلة عاشتها الفنانة نجوى فؤاد، منذ بداياتها الفنية، كانت على رأسها قصة وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر، التي رفضت عرض زواجه منها، ولم يُلهمهما القدر العودة مُجددًا. وفي السطور التالية، نبرز تفاصيل قصة الحب، وفقًا لتصريحات الفنانة من قبل مع الإعلامي عمرو الليثي. ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر الذي سُحر بالفنانة و، من المرة الأولى، خلال زيارته لمصر بعد حرب 1973، فعلى الرغم من عدم اكتمالها، لكنه فٌتن بها، بل كتب عنها في مذكراته، ووصفها بأنها أجمل شيء رآه على الإطلاق في القاهرة. تتبع ثعلب السياسة الأمريكية أماكن عمل نجوى فؤاد وهي يتقرب من الفنانة المصرية، لمشاهدتها وهي ترقص في كل مرة، على الرغم من زواجها حينها من مدير أحد الفنادق التي كانت تعمل بها، لتتذكر أول لقاء بينهما، قائلة: «لقيت الصالة فاضية خالص، ووقتها افتكرت إن مفيش حجوزات، لكن عرفت إن فيه وفد من الخارجية جاي، وبعدها شوفت كيسنجر اللي مكنتش أعرفه أصلا لأني مليش في السياسية، وطلب دعوتي للعشاء». دعوة عشاء رفضتها الفنانة المصرية، ، إذ اشترطت حضور زوجها، وعقب مدة قصيرة، أرسل «هنري»، رسالة وطلبًا لها مع مرافقه بأنه يرغب في الزواج منها، لكنها رفضت: «رفضت طبعا لأني وقتها كنت مُتزوجة». عام ونصف من الطلب الذي رفضته الفنانة، انتهى بمفاجأة، بعدما حضر كيسنجر مرة أخرى، لترافقه حينها فتاة تشبهها:«كانت شبهي واسمها نانسي وعرفت إنها زوجته، وبعد ما خلصت استعراضي باركت لهم». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-15
- هنري كيسنجر كان بيسأل عليا أول ما بيجي مصر- أقرب صديقه لي خططت لخطف زوجي- ضحيت بحياتي من أجل الفن.. وعمري ضاع ببلاش- رحيل دلال عبدالعزيز وسمير غانم كسرني- مديحة كامل اشتغلت على ماكينة خياطة عشان تعرف تعيش وتربي ابنها- ماحدش بيسأل عليا من الفنانين.. والنقيب قال لي معاشك 600 جنيه تكشف الفنانة نجوى فؤاد في حديثها، عن قلقها من تجاهل الفنانين القدامى وظروفهم الصحية والاجتماعية، مؤكدة أهمية احترام وتقدير إسهاماتهم في المجتمع الفني، كما تطرقت للحديث عن علاقتها بزملائها في الفن وتجاربها الشخصية. تقول الفنانة نجوى فؤاد، خلال فيديو نشرته الإعلامية سهير جودة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن الفنانة نبيلة عبيد دائما ما بتطمن عليها، والفنانة صفية العمري أيضا: "ماحدش بيسأل عليا من الفنانين، والنقيب بتاعنا، أخر مرة سأل عليا كان من 6 أشهر، وكلمته على المعاش قال لي: «اعتقد 600 جنيه»، وساعتها مالاقتش رد أرد بيه عليه". وتضيفت نجوى: "بتمنى الرحمة من عند ربنا، وأن القائمين على الفن ياخدوا بالهم من الفنانين اللذين قدموا للفن أكثر من فنانين الجيل الحالي، لأننا خدنا ملاليم وهما بياخدوا ملايين، فلازم يعملوا حساب الفروقات ويساعدوا الناس الغلابة اللي مش قادرة تجيب علبة دواء عشان تتعالج". وتابعت: "الفنانين يروحوا فين، فريد شوقي ورشدي أباظة ماتوا وهم ماعندوهمش حاجة خالص، ومديحة كامل جابت ماكينة خياطة واشتغلت عشان تعرف تعيش وتربي ابنها، وجالها جلطة في القلب وهي في سن صغير، المفروض كانت تطلع على المعاش، وكانت روحي الله يرحمها". وواصلت: "ناهد شريف وهند رستم كانا قريبين مني، وهند الوحيدة اللي كان عندها مخ سليم واتجوزت راجل محترم ودكتور كبير وكونت أسرة وقفلت على نفسها وكان ليها اتنين صحاب أنا واحدة منهم، وقبل ما تموت بـ6 ساعات طلبتني وملحقتش أقابلها". وعن وفاة دلال عبدالعزيز وسمير غانم قالت: "رحيلهما كسرني، وسمير كان عشرة عمري وأخ ليا، كان التوأم بتاعي وبيته كان جنب بيت بابا في إسكندرية". وأضافت: "أنا مشتغلتش من قبل كورونا بـ3 أشهر، واللي زود ابتعادي عن العمل وفاة دلال عبد العزيز وسمير صبري، دلال كانت قريبة مني جدا، ولسه دنيا وإيمي بيسئلوا عليا". واستطردت: "ضحيت بحياتي من أجل الفن، وكنت أخاف من الإنجاب بسبب تغيرات الشغل، ولكن تمنيت في الوقت الحالي أن يكون لدي أبناء، ولكن ضيعنا عمرنا ببلاش ومالناش معاش". وعن علاقتها بسهير زكي وفيفى عبده، قالت: "أعرف سهير زكي من قبل ما نشتغل في الفن، وكنا أصدقاء مش متنافسين، وهي عزيزة على قلبي، وفيفي عبده جدعة، وزارتني في بيتي، هي إنسانة جميلة جدا، وبتحب تسلي نفسها بالفيديوهات، وسيبوها تعيش". وعن إعجاب هنري كيسنجر بها قالت نجوى: "القرد في عين حبيبه غزال، هو قبل ما يجي مصر كان بيسأل عليا". واختتمت نجوى حديثها، قائلة: "أقرب صديقه لي خططت من أجل خطف زوجي بعدما أعلن إسلامه من أجلي"، مضيفة: "أنا مسامحاها، وكانت أول واحدة تفتح شنطتي بعد السفر، والصديقة لما تطلع خاينة تتعوض، لكن الزوج لأ، هو وقتها أسلم من أجلي، ورقصت في فرحهم كالحمام المذبوح ولم أعلم أنهم العروسين". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
Very Negative2024-02-14
دعا الإعلامي أسامة كمال، وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي وصفه بـ «هلفوت المالية» إلى التعلم من دروس التاريخ قبل التحدث عن مصر، مُذكّرًا إيّاه بشهادات قياداته إبان حرب أكتوبر، وكيف حطّمت مصر غرور قادته ووهم قوتهم. وعرض خلال تقديم برنامجه «مساء DMC» المذاع عبر شاشة «DMC» مساء الثلاثاء، شهادات لقيادات إسرائيلية وعالمية مثل موشيه ديان وحاييم هيرتزوج. وبدأ «كمال» رده بسؤال سموتريتش: «هل سمعت كلام قياداتك وقيادات العالم التي كانت تدعمهم فملأهم الغرور وصحيوا على مصيبة بيحاولوا النهاردة يتنصلوا منها بالكذب ويقولوا محصلش، زي ما أنت كدا بتقف وتقول متقدرش؟». ثم استشهد بكلام موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، الذي اعترف بعد 48 ساعة من حرب أكتوبر 1973 بأنها «حرب مريرة وثقيلة بدمائها وأنها زلزال تعرضت له إسرائيل أزال الغبار عن العيون، وأظهر لهم ما لم يكونوا يرونه من قبل». وأضاف أن حرب أكتوبر أدت إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين، لكن هذه العقلية ما لبست أن تغيرت مرة أخرى بعد عشرات السنين، وعادت نفس الأفكار مع «هلافيت» جدد مثل سموتريتش ونقل عن حاييم هيرتزوج، رئيس إسرائيل الأسبق، قوله إن إسرائيل «تحدثت أكثر من اللازم قبل أكتوبر، بينما تعلم المصريون كيف يقاتلون، وتعلمت إسرائيل كيف تتكلم». وتابع رده بسؤال سموتريتش: «هل الكلام ده يعلمك حاجة؟ حاول تتعلم وتبطل تكون أهوج، أنت ولدت بعد الحرب بـ 7 سنين لكن يمكن جدتك حكت لك عن الأيام السوداء التي عشتوها، أو أبوك قال للك كان مستخبي فين ساعتها». ثم استشهد بتصريحات هنري كيسنجر، وزير خارجية أمريكا الأسبق -الداعم الأول للكيان الصهيوني- الذي قال بعد حرب أكتوبر «فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه، ولم تحذرنا أي حكومة أجنبية بوجود أي خطط لأي هجوم عربي». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
سكاي نيوز
2024-01-30
وأشارت تحليلات غربية إلى أن الصراعات الإقليمية الراهنة تُشبه إلى حد كبير تلك التي أنتجت الحرب العالمية الثانية، فبينما بدأت حقبة ما بعد الحرب الباردة، أوائل العام 1990، برؤى متصاعدة للسلام العالمي، انتهى الأمر بعد ثلاثة عقود، بمخاطر متزايدة لحرب عالمية جديدة. ويعتقد مراقبون ومحللون في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الصراعات الراهنة تُنذر بالخروج عن السيطرة إذا ما ذهبت إحدى القوى "بقصد أو بشكل خاطئ" لإطلاق "رصاصة صائبة لأهداف ذات حساسية أمنية"، ما يعني الدخول في معترك حرب ممتدة في مناطق مختلفة، بينما تتباعد الاتجاهات الدولية حيال الأزمات الراهنة، دون ثمّة تقارب لإخماد "المناطق المشتعلة". ظروف تختمر تشابه ملفت ويرى محلل السياسة الخارجية هال براندز، وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، أن أوجه التشابه بين هذه الحقبة السابقة والحاضر ملفتة للنظر، حيث يواجه النظام الدولي 3 تحديات إقليمية حادة، فمن ناحية تعمل الصين بسرعة على تكوين قوة عسكرية ضخمة كجزء من حملتها لإخراج الولايات المتحدة من غرب المحيط الهادئ وربما تصبح القوة البارزة في العالم، كما أن حرب روسيا في أوكرانيا هي المحور الكبير لجهودها طويلة الأمد لاستعادة الأسبقية في أوروبا الشرقية والفضاء السوفيتي السابق، أما في الشرق الأوسط، تخوض إيران ووكلائها الذين حددهم في "حماس وحزب الله والحوثيين وغيرهم الكثير" صراعا من أجل الهيمنة الإقليمية ضد إسرائيل والولايات المتحدة. اثنان من هذه التحديات تحولت بالفعل لجبهات ساخنة، فالحرب في أوكرانيا هي أيضا منافسة شرسة بالوكالة بين روسيا والغرب، إذ أن الرئيس الروسي يخوض صراعا طويلا قد يستمر لسنوات، في حين أدى هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي إلى نشوب صراع حاد يخلق امتدادا عنيفا عبر تلك المنطقة الحيوية. ووفق "براندز"، فإنه في الوقت نفسه، تزحف إيران نحو الأسلحة النووية، والتي يمكن أن تعزز من جنوحها الإقليمي من خلال تدعيم نظامها ضد رد إسرائيلي أو أمريكي. التحالف الصيني الروسي تقترب روسيا والصين من خلال شراكتهما الاستراتيجية "بلا حدود"، والتي تتميز بمبيعات الأسلحة، وتعميق التعاون الدفاعي التكنولوجي، وعروض التضامن الجيوسياسي مثل التدريبات العسكرية في المناطق الساخنة العالمية، وفي الآونة الأخيرة، عززت الحرب في أوكرانيا أيضا العلاقات الأوراسية الأخرى بين روسيا وإيران، وروسيا وكوريا الشمالية، مع تكثيف وتشابك التحديات. * كما أن الطائرات بدون طيار وذخيرة المدفعية والصواريخ الباليستية التي قدمتها طهران وبيونغ يانغ إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي قدمته بكين، دعمت موسكو في صراعها ضد كييف وداعميها الغربيين. "جزء من نزاع أكبر سيحدد مصير العالم" منذ 7 أكتوبر، أعلن بوتين أن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط هي جزء من صراع واحد أكبر "سيقرر مصير روسيا والعالم بأسره". ولفت التحليل الذي نشرته "فورين أفيرز" إلى أن مثل هذا الصراع سيكون كارثيا من نواح متعددة، فقد يؤدي العدوان الصيني على تايوان إلى اندلاع حرب مع الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تأليب أقوى جيشين في العالم—وترسانتيهما النوويتين—ضد بعضهما البعض، ومن شأن ذلك أن يشد التجارة العالمية بطرق تجعل الاضطرابات التي أثارتها الحروب في أوكرانيا وغزة "تبدو تافهة". تعقيد المشهد في الشرق الأوسط أما في الشرق الأوسط، فقالت "ذا إيكونوميست" إن ما بدأ في أكتوبر، كحرب بين إسرائيل وحماس، تحول الآن إلى قتال يشمل 4 دول عربية أخرى، بالإضافة إلى ذلك، قامت إيران وإسرائيل والأردن بقصف سوريا هذا الشهر، كما قصفت إيران بشكل غير متوقع باكستان، التي تم جرها بشكل غير متوقع إلى هذه الفوضى. وتحاول الولايات المتحدة إزاء تلك الأوضاع، إيجاد التوازن. فالرئيس جو بايدن لا يريد الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وبالتأكيد ليس في عام الانتخابات، وفي العراق وسوريا، ترد القوات الأميركية بشكل خجول، مقارنة بحجم الهجمات التي تتعرض لها. جبهات مشتعلة مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، قال في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عددًا من الجبهات المشتعلة حول العالم الآن سواءً في الشرق الأوسط حيث حرب غزة، أو أوروبا حيث الحرب في أوكرانيا، أو أزمة الصين وتايوان، فضلًا عن مواقف كوريا الشمالية. وأوضح "ألبيركي" أن هناك صراعات أكثر حدة في مناطق متعددة من العالم في وقت واحد مما رأيناه في وقت سابق، رغم أن هناك تقديرات بألا تساهم أغلبها في التحول إلى حرب عالمية تشارك فيها قوى متعددة، لكن في رأيه فإن "أكبر المخاوف فيما يتعلق بالحرب العالمية هي أن تقرر الصين أن الولايات المتحدة مشتتة بما يكفي لتبرير هجوم على تايوان"، مشددًا على أن "هذا سيكون له عواقب تُغيّر العالم". واعتبر أن الصراعات في كل مكان في العالم أصبحت مترابطة ومعقدة بطريقة مشابهة للوضع قبل الحرب العالمية، مرجعًا ذلك إلى أن "هذا يأتي بشكل أساسي لأن روسيا تعمل بشكل جاد لربطها ببعضها البعض"، ضاربًا المثل بأن روسيا تدعم كلا من إيران وكوريا الشمالية، على أمل إلحاق الضرر بالولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه، تربط هذه الصراعات دون داعٍ بحربها على أوكرانيا. وأضاف: "أعتقد أن انفجارا كبيرا يمكن أن يحدث إذا حاولت دولة اختبار الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت مشتتة حقا في الوقت الحالي، وأعتقد أنهم سيكتشفون بسرعة أن الولايات المتحدة سترد بشكل حاد للغاية، مما قد يتسبب في دوامة تصعيدية". بيد أنه مع ذلك يعتقد أن العالم ليس على شفا حرب عالمية، مبينًا ذلك بأن "الصين تتفهم حماقة التقليل من شأن الولايات المتحدة، لكن يبدو أن روسيا عازمة على تقسيم العالم إلى معسكرين، والتأكد من أن جميع الدول المُدمّرة تقف إلى جانبها، لذلك لا يمكنني استبعاد صراع أكبر". فوضى عالمية وفي تقدير المحلل السياسي والمستشار الاستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، فإن "هناك مرحلة من الفوضى العالمية مستمرة ومعقدة للغاية". ومع ذلك، قال روفينيتي، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية: "لكنني لا أعتقد أننا نواجه الشروط المسبقة لحرب عالمية في الوقت الحالي أيضا، لأن القوى العالمية تتحدث مع بعضها البعض ويبدو أنها قادرة على إيجاد حواجز حماية لتنافسها". وشدد على أنه مع ترابط الصراعات في كل مكان حول العالم سيكون الأمر أكثر تعقيدا، ولهذا السبب نحتاج إلى الحفاظ على أشكال الحوار الثنائي بين القوى، والتي يجب أن تتحمل مسؤوليات لتحمل عبء الوضع الحالي، ثم نحتاج إلى الحوار داخل الآليات الإقليمية والدولية والعالمية المتعددة الأطراف. وحذر من حدث انفجار كبير في أي لحظة، متابعًا: "هذا هو الغرض من الآليات، وهذا هو الغرض من الحوار والتواصل، فعلى سبيل المثال، في مناطق مثل بحر الصين، حيث تقوم الصين والولايات المتحدة بالمناورة يوميا، يعد تجنب الحوادث أمرا بالغ الأهمية، وللقيام بذلك، يجب الحفاظ على الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية". وشدد على أنه يجب أن يُقابل هذه الاتصالات المباشرة حوارًا داخل الآليات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. تفاوت عسكري وتطور تكنولوجي الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان قالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه ما إذا كانت الصراعات الحالية مرشحة للتحول إلى حرب تقليدية عالمية كبرى أم لا، يعتمد كثيرا على اتجاه القوى الكبرى مثل "الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الهند، والدول الأخرى". وأشارت إلى أنه في حين أن التطورات التكنولوجية والتفاوت العسكري بين مختلف الأطراف تجعل من غير المحتمل أن تتكرر الصراعات الجديدة للحرب العالمية الأولى والثانية بشكل كامل، فهناك الآن مجالات أكثر بلا حدود للتعاون والمواجهة. ولفتت "تسوكرمان" إلى أن "الحرب العالمية ليست حتمية وربما لن تبدو مثل أي شيء نتخيله، ولكن كلما سمحنا لأي صراع واحد بالخروج عن السيطرة دون مواجهة السبب الجذري الذي يكمن في العدوان الجامح من قبل تحالف من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، كلما كان هناك احتمال أن تتصاعد هذه الصراعات وتنتشر وتشتبك مع عدد متزايد من القوات وتسبب الضرر". ليست "طلقة واحدة" وتطرقت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إلى الحديث عما تراه "مصادر حالية للتهديد"، لافتة إلى أن "روسيا والصين وإيران ووكلائها وكوريا الشمالية" تعمل بشكل متضافر لتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ ومناطق صراع مختلفة يتم دمجها من خلال الدعم السياسي المشترك، وتقاسم الأسلحة والموارد الأخرى. ومع ذلك، فإن مختلف القوى متوسطة المستوى وحتى القوى الأكبر منقسمة في استجابتها، وهي غير مستعدة لمواجهة حقيقة أن الهدف طويل المدى لهذه الجهات الفاعلة ليس التعاون مع الدول الأصغر ولكن الهيمنة والسلطة المطلقة، وفق تقدير "تسوكرمان". وأضافت: "ومع ذلك، فإن الفرق الواضح بين الوضع الحالي وما قبل الحرب العالمية الأولى والثانية، هو أنه نظرا لطبيعة العولمة، ليست هناك حاجة إلى "طلقة واحدة" للمشاركة في التصعيد، وبدلا من ذلك، نرى أن العديد من هذه الطلقات قيد التنفيذ بالفعل في مناطق مختلفة". وأشارت تحليلات غربية إلى أن الصراعات الإقليمية الراهنة تُشبه إلى حد كبير تلك التي أنتجت الحرب العالمية الثانية، فبينما بدأت حقبة ما بعد الحرب الباردة، أوائل العام 1990، برؤى متصاعدة للسلام العالمي، انتهى الأمر بعد ثلاثة عقود، بمخاطر متزايدة لحرب عالمية جديدة. ويعتقد مراقبون ومحللون في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الصراعات الراهنة تُنذر بالخروج عن السيطرة إذا ما ذهبت إحدى القوى "بقصد أو بشكل خاطئ" لإطلاق "رصاصة صائبة لأهداف ذات حساسية أمنية"، ما يعني الدخول في معترك حرب ممتدة في مناطق مختلفة، بينما تتباعد الاتجاهات الدولية حيال الأزمات الراهنة، دون ثمّة تقارب لإخماد "المناطق المشتعلة". ظروف تختمر تشابه ملفت ويرى محلل السياسة الخارجية هال براندز، وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، أن أوجه التشابه بين هذه الحقبة السابقة والحاضر ملفتة للنظر، حيث يواجه النظام الدولي 3 تحديات إقليمية حادة، فمن ناحية تعمل الصين بسرعة على تكوين قوة عسكرية ضخمة كجزء من حملتها لإخراج الولايات المتحدة من غرب المحيط الهادئ وربما تصبح القوة البارزة في العالم، كما أن حرب روسيا في أوكرانيا هي المحور الكبير لجهودها طويلة الأمد لاستعادة الأسبقية في أوروبا الشرقية والفضاء السوفيتي السابق، أما في الشرق الأوسط، تخوض إيران ووكلائها الذين حددهم في "حماس وحزب الله والحوثيين وغيرهم الكثير" صراعا من أجل الهيمنة الإقليمية ضد إسرائيل والولايات المتحدة. اثنان من هذه التحديات تحولت بالفعل لجبهات ساخنة، فالحرب في أوكرانيا هي أيضا منافسة شرسة بالوكالة بين روسيا والغرب، إذ أن الرئيس الروسي يخوض صراعا طويلا قد يستمر لسنوات، في حين أدى هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي إلى نشوب صراع حاد يخلق امتدادا عنيفا عبر تلك المنطقة الحيوية. ووفق "براندز"، فإنه في الوقت نفسه، تزحف إيران نحو الأسلحة النووية، والتي يمكن أن تعزز من جنوحها الإقليمي من خلال تدعيم نظامها ضد رد إسرائيلي أو أمريكي. التحالف الصيني الروسي تقترب روسيا والصين من خلال شراكتهما الاستراتيجية "بلا حدود"، والتي تتميز بمبيعات الأسلحة، وتعميق التعاون الدفاعي التكنولوجي، وعروض التضامن الجيوسياسي مثل التدريبات العسكرية في المناطق الساخنة العالمية، وفي الآونة الأخيرة، عززت الحرب في أوكرانيا أيضا العلاقات الأوراسية الأخرى بين روسيا وإيران، وروسيا وكوريا الشمالية، مع تكثيف وتشابك التحديات. * كما أن الطائرات بدون طيار وذخيرة المدفعية والصواريخ الباليستية التي قدمتها طهران وبيونغ يانغ إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي قدمته بكين، دعمت موسكو في صراعها ضد كييف وداعميها الغربيين. "جزء من نزاع أكبر سيحدد مصير العالم" منذ 7 أكتوبر، أعلن بوتين أن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط هي جزء من صراع واحد أكبر "سيقرر مصير روسيا والعالم بأسره". ولفت التحليل الذي نشرته "فورين أفيرز" إلى أن مثل هذا الصراع سيكون كارثيا من نواح متعددة، فقد يؤدي العدوان الصيني على تايوان إلى اندلاع حرب مع الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تأليب أقوى جيشين في العالم—وترسانتيهما النوويتين—ضد بعضهما البعض، ومن شأن ذلك أن يشد التجارة العالمية بطرق تجعل الاضطرابات التي أثارتها الحروب في أوكرانيا وغزة "تبدو تافهة". تعقيد المشهد في الشرق الأوسط أما في الشرق الأوسط، فقالت "ذا إيكونوميست" إن ما بدأ في أكتوبر، كحرب بين إسرائيل وحماس، تحول الآن إلى قتال يشمل 4 دول عربية أخرى، بالإضافة إلى ذلك، قامت إيران وإسرائيل والأردن بقصف سوريا هذا الشهر، كما قصفت إيران بشكل غير متوقع باكستان، التي تم جرها بشكل غير متوقع إلى هذه الفوضى. وتحاول الولايات المتحدة إزاء تلك الأوضاع، إيجاد التوازن. فالرئيس جو بايدن لا يريد الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وبالتأكيد ليس في عام الانتخابات، وفي العراق وسوريا، ترد القوات الأميركية بشكل خجول، مقارنة بحجم الهجمات التي تتعرض لها. جبهات مشتعلة مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، قال في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك عددًا من الجبهات المشتعلة حول العالم الآن سواءً في الشرق الأوسط حيث حرب غزة، أو أوروبا حيث الحرب في أوكرانيا، أو أزمة الصين وتايوان، فضلًا عن مواقف كوريا الشمالية. وأوضح "ألبيركي" أن هناك صراعات أكثر حدة في مناطق متعددة من العالم في وقت واحد مما رأيناه في وقت سابق، رغم أن هناك تقديرات بألا تساهم أغلبها في التحول إلى حرب عالمية تشارك فيها قوى متعددة، لكن في رأيه فإن "أكبر المخاوف فيما يتعلق بالحرب العالمية هي أن تقرر الصين أن الولايات المتحدة مشتتة بما يكفي لتبرير هجوم على تايوان"، مشددًا على أن "هذا سيكون له عواقب تُغيّر العالم". واعتبر أن الصراعات في كل مكان في العالم أصبحت مترابطة ومعقدة بطريقة مشابهة للوضع قبل الحرب العالمية، مرجعًا ذلك إلى أن "هذا يأتي بشكل أساسي لأن روسيا تعمل بشكل جاد لربطها ببعضها البعض"، ضاربًا المثل بأن روسيا تدعم كلا من إيران وكوريا الشمالية، على أمل إلحاق الضرر بالولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه، تربط هذه الصراعات دون داعٍ بحربها على أوكرانيا. وأضاف: "أعتقد أن انفجارا كبيرا يمكن أن يحدث إذا حاولت دولة اختبار الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت مشتتة حقا في الوقت الحالي، وأعتقد أنهم سيكتشفون بسرعة أن الولايات المتحدة سترد بشكل حاد للغاية، مما قد يتسبب في دوامة تصعيدية". بيد أنه مع ذلك يعتقد أن العالم ليس على شفا حرب عالمية، مبينًا ذلك بأن "الصين تتفهم حماقة التقليل من شأن الولايات المتحدة، لكن يبدو أن روسيا عازمة على تقسيم العالم إلى معسكرين، والتأكد من أن جميع الدول المُدمّرة تقف إلى جانبها، لذلك لا يمكنني استبعاد صراع أكبر". فوضى عالمية وفي تقدير المحلل السياسي والمستشار الاستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، فإن "هناك مرحلة من الفوضى العالمية مستمرة ومعقدة للغاية". ومع ذلك، قال روفينيتي، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية: "لكنني لا أعتقد أننا نواجه الشروط المسبقة لحرب عالمية في الوقت الحالي أيضا، لأن القوى العالمية تتحدث مع بعضها البعض ويبدو أنها قادرة على إيجاد حواجز حماية لتنافسها". وشدد على أنه مع ترابط الصراعات في كل مكان حول العالم سيكون الأمر أكثر تعقيدا، ولهذا السبب نحتاج إلى الحفاظ على أشكال الحوار الثنائي بين القوى، والتي يجب أن تتحمل مسؤوليات لتحمل عبء الوضع الحالي، ثم نحتاج إلى الحوار داخل الآليات الإقليمية والدولية والعالمية المتعددة الأطراف. وحذر من حدث انفجار كبير في أي لحظة، متابعًا: "هذا هو الغرض من الآليات، وهذا هو الغرض من الحوار والتواصل، فعلى سبيل المثال، في مناطق مثل بحر الصين، حيث تقوم الصين والولايات المتحدة بالمناورة يوميا، يعد تجنب الحوادث أمرا بالغ الأهمية، وللقيام بذلك، يجب الحفاظ على الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية". وشدد على أنه يجب أن يُقابل هذه الاتصالات المباشرة حوارًا داخل الآليات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. تفاوت عسكري وتطور تكنولوجي الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان قالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه ما إذا كانت الصراعات الحالية مرشحة للتحول إلى حرب تقليدية عالمية كبرى أم لا، يعتمد كثيرا على اتجاه القوى الكبرى مثل "الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الهند، والدول الأخرى". وأشارت إلى أنه في حين أن التطورات التكنولوجية والتفاوت العسكري بين مختلف الأطراف تجعل من غير المحتمل أن تتكرر الصراعات الجديدة للحرب العالمية الأولى والثانية بشكل كامل، فهناك الآن مجالات أكثر بلا حدود للتعاون والمواجهة. ولفتت "تسوكرمان" إلى أن "الحرب العالمية ليست حتمية وربما لن تبدو مثل أي شيء نتخيله، ولكن كلما سمحنا لأي صراع واحد بالخروج عن السيطرة دون مواجهة السبب الجذري الذي يكمن في العدوان الجامح من قبل تحالف من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، كلما كان هناك احتمال أن تتصاعد هذه الصراعات وتنتشر وتشتبك مع عدد متزايد من القوات وتسبب الضرر". ليست "طلقة واحدة" وتطرقت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إلى الحديث عما تراه "مصادر حالية للتهديد"، لافتة إلى أن "روسيا والصين وإيران ووكلائها وكوريا الشمالية" تعمل بشكل متضافر لتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ ومناطق صراع مختلفة يتم دمجها من خلال الدعم السياسي المشترك، وتقاسم الأسلحة والموارد الأخرى. ومع ذلك، فإن مختلف القوى متوسطة المستوى وحتى القوى الأكبر منقسمة في استجابتها، وهي غير مستعدة لمواجهة حقيقة أن الهدف طويل المدى لهذه الجهات الفاعلة ليس التعاون مع الدول الأصغر ولكن الهيمنة والسلطة المطلقة، وفق تقدير "تسوكرمان". وأضافت: "ومع ذلك، فإن الفرق الواضح بين الوضع الحالي وما قبل الحرب العالمية الأولى والثانية، هو أنه نظرا لطبيعة العولمة، ليست هناك حاجة إلى "طلقة واحدة" للمشاركة في التصعيد، وبدلا من ذلك، نرى أن العديد من هذه الطلقات قيد التنفيذ بالفعل في مناطق مختلفة". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
سكاي نيوز
2024-01-18
للتذكير كانت أولى خطوات الرئيس جو بايدن مباشرة بعد دخوله البيت الأبيض في 20 يناير 2021 مسارعته إلى اتخاذ قرار تنفيذي قضى برفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب الأميركية. وترافقت هذه الخطوة مع ضغوط كبيرة مارستها إدارة بايدن على الدول الرئيسية المكونة للتحالف العربي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وقد تركزت الضغوط الأميركية على مسارين سياسي وعسكري: المسار الأول، رفع من مستوى الانتقادات السياسية والإعلامية لعمليات التحالف العربي العسكرية الداعمة للشرعية اليمنية، في وقت كان فيه الحالف يخوض معارك طاحنة لتحرير المناطق التي احتلتها القوات الحوثية خلال الانقلاب على الشرعية. أما المسار الثاني، فضيّق على إمدادات الأسلحة من خلال التباطؤ في تسليم الأسلحة والذخائر التي كانت اشترتها دول التحالف من الولايات المتحدة وسددت ثمنها. كما أن إدارة الرئيس بايدن قامت في الأشهر الأولى من الولاية الرئاسية بعرقلة الموافقات على صفقات سلاح، خفضت مستوى تبادل المعلومات الاستخبارية. كل ذلك بهدف منع تحقيق تقدم للشرعية اليمنية على الأرض تحت شعار التشجيع على إنهاء الحرب. على خط موازٍ، سارعت إدارة الرئيس جو بادين إلى تفعيل التواصل مع إيران بعد انقطاع خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وأعيد إطلاق جولات التفاوض في فيينا بهدف إعادة العمل بالاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 التي استمرت لمدة عامين من دون أن تحقق أي نجاح يذكر. واللافت في عامها الأول أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تأخذ بعين الاعتبار جميع المؤشرات التي توافرت أمامها عن خطورة الحوثيين باعتبارهم أحد أذرع "الحرس الثوري" الإيراني في إقليم الشرق الأوسط. وهكذا جري تجاهل كل التحذيرات الإقليمية إزاء الخطر الذي يشكله الحوثيون على أمن المنطقة بأسرها. وقد مكنت خيارات الإدارة الأميركية منذ 2021 التي أعادت العمل باستراتيجيات إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لجهة المراهنة على صفقة تاريخية بين الولايات المتحدة وإيران تعيد إنتاج الاتفاق النووي للعام 2015، وتطلق مرحلة من الانفتاح بين البلدين كما كان الرئيس أوباما يطمح إلى أن يدخل التاريخ من باب إنجاز اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وإيران يقلب مشهد الشرق الأوسط وآسيا الغربية، أسوة بالاتفاق التاريخي الذي كان سبق للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون أن أنجزه بمعية وزير خارجيته هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي مع الصين بقيادة ماو تسي تونغ. يمثل قرار الرئيس جو بايدن تصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا عالميا خطوة ردا على هجماتهم ضد السفن التجارية وتهديدهم ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. لكن الخطوة صغيرة جدا نسبة إلى التهديد الكبير، الذي يمثله الاعتداء ممرات دولية تعني الأمن العالمي، وتنعكس سلبا على مصالح عشرات الدول الاقتصادية والتجارية. التهديد الأكبر هو أن الحوثيين يتحركون ضمن وظيفة سياسية – أمنية – عسكرية يحددها "الحرس الثوري" في إيران، تماما كما تعمل الأذرع الإيرانية الأخرى في المنطقة ك "حزب الله" في لبنان والفصائل الولائية في العراق. وإذا كانت إدارة بايدن قد أوضحت بلسان وزير الخارجية انتوني بلينكن، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأدميرال جون كيربي أن أمام الحوثيين فرصة لكي يراجعوا سلوكهم. "فإذا أوقفوا هجماتهم البحرية فسوف تعيد أميركا تقييم هذا التصنيف"، فلقد سارع الحوثيون مبكرا إلى الرد على الخطوة الأميركية. وبعد ساعة من القرار الأميركي أعلن المتحدث العسكري يحيى السريع عن استهداف السفينة التجارية الأميركية "جينكو بيكاردي" في خليج عدن بصواريخ باليستية. خلاصة القول إن خطوة الإدارة الأميركية تستحق أن توصف بـ "Too little Too late". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-01-17
قال الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية، إن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر تحدث بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس لديها سياسية خارجية، ولكن لديها سياسة داخلية ممتدة للخارج، مشيرًا إلى أن الداخل الإسرائيلي هو من يحرك الخارج. أضاف محمد كمال خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج «المشهد»، المذاع على فضائية ten، أن الداخل الإسرائيلي تأثر كثيرًا بما حدث في السابع من أكتوبر في عملية طوفان الأقصى، وما زال حتى هذه اللحظة لم يشعر بالأمن، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل على تأخير العملية العسكرية، حتى يؤخر محاسبته القانونية مما حدث في السابع من أكتوبر. لفت إلى أن يهود الخارج فقدوا إحساسهم بان دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الملاذ الآمن بالنسبة لليهود، مضيفًا أن الرأي العام في دولة الاحتلال الإسرائيلي ما زال مؤيدًا للعملية العسكرية في قطاع غزة ، حتى لا يتكرر ما حدث في السابع من أكتوبر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-12-28
يرحل عام 2023 ومعه رحل العديد من الرؤساء منهم رؤساء حاليين وسابقين، كما شهد هذا العام رحيل أيضا العديد من الشخصيات السياسية البارزة، وفي التالي نستعرض شخصيات عربية وعالمية فارقت الحياة في هذا العام تاركة أثرا مهما خلفها. الكويت ودعت "أمير التواضع" بقلوب تعتصر ودعت الكويت فى 16 ديسمبر 2023 "أمير التواضع" الشيخ نواف الأحمد الجابر ، إثر وعكة صحية طارئة دخل اثرها المستشفى لتلقي العلاج اللازم وإجراء فحوصات طبية"، ونعى الديوان الأميري الكويتي، أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية عن عمر يناهز 86 عاما. وقال الديوان الأميري في بيان: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى الى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر السبت". رحيل "كيسنجر" ثعلب السياسة الدولية الذي غير شؤون العالم توفي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عن عمر يناهز الـ100 عام، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية.فى 30 نوفمبر 2023؟، وقالت المؤسسة الاستشارية التابعة للدبلوماسي الراحل في بيان إن Henry Kissinger الذي كان وزيرًا للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وأدى دورًا دبلوماسيًا محوريًا خلال الحرب الباردة "توفي اليوم في منزله بولاية كونيتيكت". ولد كسنجر في جنوب ألمانيا عام 1923، حيث كان والده مدرسا، وفرت عائلته من ألمانيا النازية، وجاءت إلى الولايات المتحدة في عام 1938، وفق مؤسسته الاستشارية، بعد أن أصبح مواطنا أميركيا في عام 1943، خدم في فرقة الجيش الرابعة والثمانين من عام 1943 إلى عام 1946، وحصل على النجمة البرونزية لخدمته الجديرة بالتقدير، وكذلك انضم بعد ذلك إلى فيلق الاستخبارات المضادة في ألمانيا، حتى عام 1959، وأطلق كيسنجر عجلة التقارب بين واشنطن وكلّ من موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي. حاز في 1973، تقديراً لجهوده السلمية خلال حرب فيتنام، جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو ,ظلّ كيسنجر حتى وفاته فاعلاً على الساحة السياسية الدولية، ولم يثنه تقدّمه في السنّ عن السفر ولقاء العديد من قادة العالم، وكان آخرهم الرئيس الصيني شي جينبينج الذي التقاه في يوليو الفائت في الصين. الايطاليون يودعون رئيسهم الأسبق الشهير باعتداله وحنكة سياسية والوزير المثير للجدل " برلسكوني" فى 22 سبتمبر 2023 رحل الرئيس الإيطالي السابق جورجيو نابوليتانو عن 98 عاما. وقد شغل زعيم الحزب الشيوعي السابق الذي اشتهر باعتداله وبحنكته السياسية، منصب رئيس الدولة في عدد من الحكومات بين عامي 2006 و2015. وشغل زعيم الحزب الشيوعي السابق منصب رئيس الدولة في عدد من الحكومات بين عامي 2006 و2015. كما ودعت روما فى العام نفسه الرئيس التاريخي لنادي ميلان ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني عن 86 عاماً، وكان الملياردير قطب الإعلام قد نُقل الجمعة إلى مستشفى في ميلانو بسبب ما وصفه مساعدوه بالخضوع لفحوص طبية مخطط لها مسبقاً، مرتبطة بإصابته بمرض سرطان الدم.وعانى برلسكوني من عدد من المشاكل الصحية في السنوات القليلة الماضية، وخضع رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق لجراحة كبرى في القلب في 2016 كما أنه يعاني من سرطان البروستاتا. الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف يفارق الحياة فى المنفى وفي 5 فبراير 2023 توفى الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى بدبي وبعد سنوات قضاها في المنفى الاختياري.وأعلن الجيش الباكستاني والسفارة الباكستانية في الإمارات أن مشرف قائد الجيش السابق الذي تنحى عن السلطة عام 2008 في وجه معارضة واسعة لحكمه توفي عن 79 عاما. وقالت شازيا سراج المتحدثة باسم القنصلية الباكستانية في دبي والسفارة في أبوظبي لرويترز "بوسعي تأكيد وفاته هذا الصباح".وقدم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس عارف علوي وقادة الجيش والبحرية والقوات الجوية تعازيهم في وفاة مشرف. وأفادت قناة جيو نيوز التليفزيونية المحلية بأن طائرة ستتوجه في رحلة خاصة إلى دبي لإعادة جثمان مشرف إلى باكستان لدفنه. وأشرف الجنرال السابق، الذي استولى على السلطة في انقلاب أبيض عام 1999، على النمو الاقتصادي السريع للبلاد وحاول نشر القيم الليبرالية الاجتماعية في البلد الإسلامي المحافظ. وتمتع مشرف بدعم قوي لسنوات عديدة. وكان أكبر تهديد له هو تنظيم القاعدة وآخرون حاولوا قتله ثلاث مرات على الأقل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-12-04
فى عام 2015 كنت فى مهمة عمل لنيويورك لتغطية أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي هذه الزيارة خرج هنرى كيسنجر من إحدى القاعات المغلقة لنتسابق حوله، نحن الصحفيين والمراسلين، لنقتنص منه أى تصريح مهما كان مقتضباً.. فهى فرصة نادراً ما تتكرر أن نقابل كيسنجر وجهاً لوجه. هذا الرجل الذى كان واحداً من أهم صانعى السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ومستشاراً للإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى وإن لم يكن فى السلطة. تأملت الرجل الذى بدا هادئاً ومتواضعاً وهو يتحدث مع صحفيين لا يعرفهم، تواضعٌ يليق بسياسى حصل على جائزة نوبل للسلام ودبلوماسى له دور أساسى فى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، كيف يكون للرجل وجه آخر؟! مات كيسنجر الأسبوع الماضى بعد أشهر من احتفاله بعيد ميلاده المائة ليتصدر هذا الخبر العناوين الرئيسية، الصحافة تتحدث عن إنجاز الرجل العلمى والسياسى وكيف أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة يعمل ويصرّح ويحلل، ولكن بجانب الحديث عن منجزه كانت الصحافة تذكّر قراءها بأنه مجرم حرب. حتى إن مجلة رولينج ستون ذكرته فى عنوانها «مجرم الحرب المحبوب من الطبقة الحاكمة مات أخيراً». ولعل هذا الوصف هو الأدق للرجل، فالرجل تسبّبت سياساته فى قتل أكثر من أربعة ملايين شخص فى ڤيتنام وكمبوديا وبنجلادش والأرجنتين وتشيلى فقط لتحقيق المصالح الأمريكية. حتى فى حرب أكتوبر كان هذا الرجل هو من ساند إسرائيل منذ اللحظة الأولى، وليس الرئيس الأمريكى، بأن مد جسراً جوياً لها بالرغم من أنه نفسه كان جزءاً من معادلة السلام. حتى فى الاعتداءات الأخيرة على غزة ظل مصراً على إظهار وجهه الكاره للعرب. ففى مقابلة مع قناة فيلت الألمانية منذ شهر واحد فقط، استنكر تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين، وقال إنه كان خطأ فادحاً السماح للعرب بالهجرة والاستقرار فى أوروبا! وكأن العرب وحدهم هم الذين احتجوا على الاعتداءات الإسرائيلية. لعل كل هذا التأثير والدور الفعال هو السبب الذى فتح مجالاً واسعاً للنقاش على وسائل التواصل الاجتماعى، ولكنى ما زلت لا أفهم الأصوات المدافعة عن كيسنجر. قد أفهم أن الرجل كان استثنائياً صنع نفسه بنفسه ليتحول إلى مؤسسة بذاتها تسير على قدمين، ولكن وأنت مدرك لباقى جوانبه الإجرامية، لأنك إن أغفلتها فإما تفعل ذلك عن جهل أو تعمُّد له أهداف خفية. فى مقابلة عام ١٩٩٩ لكيسنجر مع برنامج «٦٠ دقيقة» سُئل عما إذا كان سيغير أى شىء قام به لو عاد به الزمن، فكانت إجابته أنه كان يتمنى أن يجاوب بإجابات من نوعية لو كنت فعلت هذا الأمر بطريقة مختلفة لكان الأمر تغير، حتى يبدو منفتحاً، ولكن فى الحقيقة وبالنظر إلى الخط الرئيسى لسياستنا لم أكن لأغير أى شىء. نعم، هذا الرجل مجرم حرب بدون شك، ولكن المؤكد أنه يستحق الدراسة والتأمل لأننا - شئنا أم أبينا - نعيش الآن فى عالم كان واحداً من أهم صانعيه هنرى كيسنجر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-12-03
كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، السبب وراء وصول كيسنجر إلى 100 عام -على الرغم من نظامه الغذائي الذي يحتوي على اللحوم والدهون ونفوره من ممارسة الرياضة طوال حياته، وعزا نجل الوزير السابق طول عمر كيسنجر إلى عقله الحاد، على الرغم من أسلوب الحياة غير الصحي، بلغ كيسنجر 100 عام في مايو. بعد بلوغه 100 عام وقالت الصحيفة، إنه من المفترض أن سر الحياة الطويلة هو مزيج من النظام الغذائي الصحي وعدم التعرض للتوتر بالإضافة الى كممارسة التمارين الرياضية. ولكن ماذا عن الاستثناءات؟ ومن بين هؤلاء المشاهير وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر، الذي توفي يوم الأربعاء عن عمر يناهز 100 عام، كان طول عمره غامضا لفترة طويلة: كان السياسي ذو النفوذ معروفا بحبه للأطعمة الدهنية مثل تناول شرائح اللحم، ونفوره من ممارسة الرياضة. ووصف ديفيد كيسنجر، الابن الأكبر والوحيد للوزير الراحل، نجاة والده بأنها "معجزة" في وقت سابق من هذا العام. وفي حديثه في آخر مقابلة تلفزيونية له في أكتوبر، بدا كيسنجر الأب متفاجئًا مثل أي شخص آخر عندما وصل إلى 100 عام، قائلاً: "كيف عشت حتى أبلغ 100 عام؟" لا أعرف، ولكننى لم أهدف لذلك، من الناحية النظرية، كان أسلوب حياة كيسنجر يهيئه للموت المبكر، ليس فقط بسبب النظام الغذائي وعدم ممارسة الرياضة، ولكن أيضًا بسبب "مهنة اتخاذ القرارات المجهدة بلا هوادة"، على حد تعبير ابنه. إذن ما هو سره؟ ووفقاً لابن كيسنجر، فإن السر وراء طول عمر والده كان قوته العقلية، والتحفيز الفكري الذي لا هوادة فيه، وكتب ديفيد في صحيفة واشنطن بوست في مايو الماضي: "كان لديه فضول لا ينضب، مما جعله منخرطا بشكل ديناميكي مع العالم" . كتب ديفيد، وهو أب لأربعة أطفال ومنتج تنفيذي تلفزيوني، أن جائحة كورونا لم يتوقف عن الكتابة، حيث أكمل كتابين أثناء عمليات الإغلاق، وفي وقت لاحق من حياته، واصل كيسنجر السفر والمشاركة في إلقاء المحاضرات حول العالم، على الرغم من عزله من منصبه السياسي لفترة طويلة، ظل كيسنجر منخرطًا في الأحداث الجارية، وحافظ على عقله حادًا وشارك في المناقشات حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وكتب ديفيد البالغ من العمر 62 عامًا: " هو عقله، كما إن السبب أيضًا في طول عمره هو إحساس والده بالهدف، فان "السر الآخر لقدرة والدي على التحمل هو إحساسه بالرسالة. سر العيش حياة طويلة ل هنرى كسنجر تابع ديفيد: "إنه يؤمن بشدة بمفاهيم غامضة مثل الوطنية والولاء والشراكة بين الحزبين" ويؤلمه أن يرى قبح الخطاب العام اليوم والانهيار الواضح لفن الدبلوماسية، كيسنجر جونيور ليس الشخص الوحيد الذي يروج للفوائد الجسدية للحفاظ على عقل حاد. وقال إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، والذي شارك في تأليف كتاب عن الذكاء الاصطناعي مع كيسنجر في عام 2022، إن السكرتير السابق لم يتوقف عن العمل أبدًا، وهو ما قال إنه أبقاه على قيد الحياة. وأوضح، "إنه يعمل بجد أكثر من شخص يبلغ من العمر 40 عامًا، مشيرا إلى إنه يستيقظ في الصباح ويعمل طوال اليوم، يتناول العشاء مع زوجته وعائلته ويعمل ليلاً، مضيفا، "أنا مقتنع بأن سر طول العمر هو إدمان العمل." وفقًا لتوماس بيرلز، في نيو إنجلاند بجامعة بوسطن، فإن الوصول إلى سن التسعين يعتمد على 30% من الوراثة و70% من نمط الحياة. وقال الدكتور جاي أولشانسكي، الباحث المشارك في مركز الشيخوخة بجامعة شيكاغو، إن علم الوراثة يلعب الدور الأكبر في الشيخوخة وطول العمر. وقال: "لا يمكن لأحد أن يعيش هذه الفترة الطويلة إلا إذا كان لديه استعداد جيني عند الولادة، ليست كل عوامل الخطر تعمل بنفس الطريقة بالنسبة للجميع، بشكل عام، يميل الأشخاص الذين لا يدخنون ويتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا إلى العيش حياة أطول وأكثر صحة، مضيفا، إنه إذا تمكنا فقط من أن نعرف مقدمًا، في سن أصغر، ما إذا كنا نندرج في فئة الأشخاص الذين يمكنهم العيش لفترة طويلة مع عوامل الخطر الصعبة، فإن الكثيرين سيغيرون أنماط حياتهم وفقًا لذلك". توفيت والدة كيسنجر ووالده، باولا ولويس كيسنجر، عن عمر يناهز 97 عامًا في عام 1998، وعن عمر يناهز 95 عامًا في عام 1982، على التوالي، وُلد السكرتير السابق هاينز ألفريد كيسنجر في بلدة فورث الصغيرة، وهي مدينة تقع في شمال بافاريا بألمانيا، في عام 1923، ويتراوح متوسط العمر المتوقع للأشخاص المولودين في ألمانيا في ذلك الوقت تقريبًا من 42 إلى 56 عامًا، وقد فر كيسنجر، الذي كان يهوديا، من ألمانيا النازية وانتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1938 عندما كان عمره 15 عاما، وفي ذلك الوقت، كان متوسط العمر المتوقع للرجال في الولايات المتحدة 62 عاما. وبعد ثلاثين عاما، عين الرئيس السابق ريتشارد نيكسون كيسنجر مستشارا للأمن القومي في يناير 1969،ثم أصبح وزيرا للخارجية في سبتمبر 1973، وهو المنصب الذي شغله حتى يناير 1977، ومع تعيينه الثاني، أصبح أول شخص على الإطلاق يشغل منصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي. قبل عقدين من الزمن، انضم كيسنجر إلى "المعمرين الخارقين"، وهي مجموعة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا أو أكبر والذين يظلون أذكياء عقليًا ويتمتعون بصحة جيدة بشكل عام، لا يتبع هؤلاء كبار السن بالضرورة أسلوب حياة يوصي به الأطباء، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، لكنهم يحتفظون بقدراتهم المعرفية. ويشير خبراء طول العمر إلى وجود عوامل أخرى تلعب دورًا، بما في ذلك الروابط الاجتماعية القوية والروتين اليومي والعادات. وقالت صحيفة ديلى ميل البريطانية، وجدت دراسة حديثة أن كبار السن الذين زارتهم عائلاتهم وأصدقاؤهم مرة واحدة في الشهر، يعيشون لفترة أطول من أولئك الذين لديهم زيارات أقل . تظهر الأبحاث التي أجريت على الأشخاص الذين يعيشون في "المناطق الزرقاء" وهى" مناطق العالم التي تنخفض فيها معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والمقيمين الأصحاء عمومًا والذين يعيشون في التسعينات من عمرهم وغالبًا ما يتجاوزون 100 عام"، تسع عادات في نمط الحياة يُقال إنها الأكثر أهمية لحياة طويلة، وتشمل: دمج التمارين والنشاط في الحياة اليومية، والشعور بالهدف، وإيجاد طرق لتقليل التوتر، والتوقف عن تناول الطعام قبل أن تشعر بالشبع، تناول نظام غذائي نباتي، الإيمان، التركيز على الأسرة والعلاقات، وانشاء دائرة اجتماعية قوية، ورغم أن كيسنجر لم يولد في المنطقة الزرقاء أو يسكن فيها، فإنه اتبع عددًا قليلاً من هذه العادات - وأبرزها الإحساس بالهدف. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2023-12-01
قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيبى بوريل إن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنرى كيسنجر، الذي توفى عن عمر ياهز الـ100 عاما ، جسد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية على المسرح العالمي. وأضاف بوريل في مذكرة أمس الخميس أن كيسنجر "بصفته وزيرًا للخارجية سابقًا، ومستشارًا، وأكاديميًا، وحائزًا على جائزة نوبل للسلام، شكلت أفعاله ووجهات نظره السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتركت بصمة لا تمحى على الشؤون العالمية"، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية. وقال منسق السياسة الخارجية الأوروبية "كيسنجر كان دبلوماسيا حقيقيا ومفكرا عميقا. في حين أن نهجه لم يكن محصنًا ضد انتقادات وجدل، إلا أن صوته كان دائمًا يصغي إليه بعناية الشركاء في جميع أنحاء العالم"، كما "أثر نهجه المبتكر على الدبلوماسية والوساطة لأجيال قادمة". وأضاف بوريل "اليوم نحيي شخصية بارزة ورجل دولة حقيقي". وكان أرسل الرئيس الصينى شى جين بينج برقية عزاء لنظيره الأمريكى جو بايدن فى وفاة هنرى كيسنجر، فيما نعى مسئولون ووسائل إعلام رسمية فى الصين هنرى كسينجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق الذى توفى عن عمر يجاوز المائة عام، وكان فى قلب إعادة التقارب بين واشنطن وبكين قبل نصف قرن، وزار بكين فى يليو الماضى. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الإشادة المتدفقة والحنين لكسينجر كان بمثابة تغيير واضح فى لهجة وسائل الإعلام الحكومية فى الصين، التى أعربت عن كراهية للإدارات الأمريكية، فى الوقت الذى تراجعت فيها العلاقات بين البلدين إلى مستويات هى الأدنى منذ تطبيع العلاقات فى السبعينيات الذى ساعد مسينجر على تحقيقه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: