مؤسسة البناء الإنسانى والتنمية
كتب - عمر فارس: عقد قسم الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس مؤتمره السنوي، بحضور نخبة من الأساتذة والقيادات الأكاديمية، وافتتحت فعالياته الدكتورة...
مصراوي
2025-04-18
كتب - عمر فارس: عقد قسم الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس مؤتمره السنوي، بحضور نخبة من الأساتذة والقيادات الأكاديمية، وافتتحت فعالياته الدكتورة دينا مفيد، أستاذ ورئيس مجلس القسم، بكلمة ترحيبية أعربت فيها عن سعادتها بتجديد اللقاء العلمي السنوي، مؤكدة على أهمية استمرارية التفاعل الأكاديمي بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب. وأشادت الدكتورة أميرة يوسف عميدة الكلية، في كلمتها بتميز قسم الاجتماع بفروعه الثلاث: الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والإعلام، مؤكدة على ضرورة البدء في إعداد برنامج أكاديمي جديد يتماشى مع متطلبات سوق العمل، واختتمت بتقديم شهادة تقدير للقسم، إيمانًا بجهوده في دعم العملية التعليمية وتأهيل الكوادر الشابة. وألقى الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، كلمة تناول فيها موضوع "التنمية البشرية المستدامة من منظور تكاملي حديث"، مستعرضًا المراحل التي مرت بها التنمية المستدامة وتطور مفهومها، مستشهدًا بالتجربة الهندية كنموذج لتحقيق التنمية الشاملة. وتحدثت الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع، عن أهمية العطاء العلمي والتعاون البنّاء بين أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، مشددة على ضرورة مشاركة الإنجازات العلمية ومناقشتها بشكل دوري. من جانبه، أكد الدكتور محمد شومان، عميد كلية الاتصال والإعلام، أهمية دمج قضايا التنمية في الخطاب الأكاديمي، مشيرًا إلى تأثير التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في بنية سوق العمل وتطور المهن، وما يحمله من فرص وتحديات على الصعيد المجتمعي. وألقت الدكتورة علياء رافع، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، كلمة حول "مؤسسة البناء الإنساني والتنمية: الرؤية والأهداف"، مؤكدة على أهمية جعل بناء الإنسان مشروعًا قوميًا، يركز على الجوانب الاقتصادية، الصحية، والثقافية، بما يسهم في تحقيق التكامل الإنساني الذي تسعى إليه المؤسسة. وتضمن المؤتمر عرضًا تقديميًا لإنجازات قسم الاجتماع خلال عامي 2024 و2025، شمل أبرز الإسهامات العلمية من كتب منشورة، ورسائل ماجستير ودكتوراه، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وورش عمل، والمشاركة الفاعلة في القافلة الشاملة لحي الأسمرات. واختتمت فعاليات المؤتمر، بتكريم عددا من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، تقديرًا لعطائهن العلمي، كما ألقت مجموعة من خريجات القسم كلمات أعربن فيها عن سعادتهن بالانتماء إلى قسم الاجتماع، ودوره في تأهيلهن علميًا وعمليًا لمتطلبات سوق العمل. اقرأ أيضًا: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2025-02-12
عقدت لجنة الكتاب والنشر، بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور شريف شاهين؛ ندوة بعنوان «اختصاصيو المعلومات كوكلاء أدبيين.. تعزيز الإبداع وحماية الملكية الفكرية: الفرص والتحديات»، و أدارها المهندس فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين. وتحدث المهندس عن أهمية موضوع الندوة في تطوير صناعة النشر، قائلا إنَّ الكتاب كان من أولى السلع التي تم تصديرها في العالم، ولكنه يرى أن صناعة الكتاب للأسف لا تتطور بالشكل الكافي، مردفًا أننا بحاجة إلى تطوير القانون قبل كل شيء، وفي أثناء تغيير القانون نحتاج إلى التخطيط لهذا التطوير. وتحدثت نسرين سليمان، مستشار النشر بمؤسسة البناء الإنساني والتنمية حول دور اختصاصيي المكتبات والمعلومات في خدمات الوكالة الأدبية بقطاع النشر بين العمل المؤسسي والحر، قائلة: بصفتي عضو الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات، وأمثل مؤسسة البناء الإنساني والتنمية تقدمت في مارس 2024 بورقة بحثية اقترحت فيها أن يكون ا هو الجهة المنوط بها التوجيه لإنشاء قانون للوكلاء الأدبيين، بما أنه المسؤول عن وضع الخطط والاستراتيجيات في صناعة النشر بمصر، مع ضرورة الاعتراف بغياب منظومة الوكيل الأدبي في دور النشر المصرية. وتحدث الدكتور رؤوف عبدالحفيظ، أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة عين شمس حول كون الوكيل الأدبي خيارًا مهنيًّا جذابًا ومناسبًا لخريجي المكتبات والمعلومات، موضحا أن هذا مجال جديد مفتوح للجيل الجديد مع تعزيز مهارات مهمة وضرورية، وأن هناك إحصائية عن دار الكتب المصرية ترصد ما بين 22 و25 ألف كتاب سنويًّا تنتجها مصر، ما يعني أن مصر تحتاج إلى وقفة بتعدادها الحالي مع عدد الكتب التي تنتجها، ومن هنا يأتي دور الوكيل الأدبي، والذي يهتم باكتشاف المبدعين. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
Very Positive2024-04-23
نظمت مؤسسة البناء الإنساني والتنمية أمسية شعرية موسيقية فكرية، ليل الأحد مع الشاعر المعروف واستاذ الطب أحمد تيمور، بحضور عدد كبير من سيدات ورجال العمل العام، ومحبى الشعر في مقدمتهم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة الأسبق، والدكتور فتحى صالح مستشار رئيس مجلس الوزراء للتراث. أدار الأمسية الدكتورة علياء رافع استاذ الاجتماع ورئيس المؤسسة والباحثة في الشؤون الروحية. القى الدكتور تيمور مقتطفات من التسابيح الروحية التي كان يقدمها في الإذاعة لسنوات بتشجيع من رئيس الإذاعة الراحل حمدى الكنيسي ، وقصائد عن غزة والقدس والعشق والموت، وعن الشعر نفسه والشعراء، وقصيدة «تميمة» التي كتبها في ظرف خاص، وقال إنها الوحيدة التي لم يغير فيها حرفا بعد اول كتابة لها خلافا لما اعتاده من كثرة الشطب والتعديل في كتاباته الاخرى، واختتم ببعض السوناتات الشعرية عن «الجمل» و«الخشب» و«الحديد» و«النخل». تخلل الأمسية قيام الفنان السورى وصفي المعصرانى بغناء إحدى قصائد الدكتور تيمور، كما أعقب إلقاء الشعر حوار حول علاقة الطب بصفة خاصة بالشعر والأدب لكثرة الشعراء والأدباء الاطباء، والعلاقة المتشابكة بين العلم والشعر، حيث اكد الدكتور عصام شرف أن التشريح هو الذي يربط الطب بالشعر فالاخير هو بمثابة التشريح للوجدان والعاطفة، وهو يعادل محاولة فهم الجسد من خلال التشريح في الطب، قالت الدكتورة علياء رافع أن العلم فن مثله مثل الشعر، وكل ما نقوم به بحب من نشاط علمى أو ادبى هو وحده الذي يعبر بصدق عن جوهر الإنسان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-17
هذا الشيخ ذاع صيته شرقا، حتى بلغ إيران وافغانستان وماليزيا وإندونيسيا بل الصين واليابان.. وغربا، حتى بلاد المغرب العربى.. وشمالا، فى تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا، ونال تقريظًا من ملك إيران عام ١٩٣٥، وتحدث الخومينى عن كتبه، وتعرض الشيخ شلتوت لمنهجه فى التفسير، وكان أبرز تلاميذه الأفغانى ومحمد عبده، وكان صديقا مقربا لمصطفى كامل، ورشحته الحكومة بتزكية من مصطفى مشرفة لجائزة نوبل للسلام، ومات قبل الفصل فى الترشيح، وسماه أنور الجندى «داعية السلام العالمى»، وتواصل مع ملك نجد والحجاز، ومع إمام اليمن وإمبراطور اليابان، وظهر اسمه فى كل الموسوعات الخاصة بمفكرى الإسلام الكبار، كل ذلك ومعرفتنا به لا تزال محدودة. عن «الشيخ طنطاوى جوهرى» المولود بكفر عوض الله حجازى، بالشرقية، ١٨٦١، أتحدث.. أو بمعنى أدق يتحدث كتاب «الشيخ طنطاوى جوهرى والقرآن..التفسير والاهتمامات الاجتماعية فى القرن العشرين»، الصادر عن «مؤسسة البناء الإنسانى والتنمية»، وهو من تأليف مجيد دانيشجار الأستاذ فى كمبريدج حاليا وبجامعة اوتاجوا بنيوزيلاندا سابقا، وترجمته سماح ممدوح حسن. الكتاب محصلة عمل بحثى أكاديمى للمؤلف، وقد أفاد فيه من مراجع مصرية وعربية وشرقية وغربية شتى عن الشيخ، وإلى ذلك فقد أفاد مما قدمه له الدكتور فتحى صالح أستاذ هندسة الحاسبات، ومستشار رئيس الوزراء للتراث، وحفيد الشيخ طنطاوى، من وثائق واجتهادات. قراءة الكتاب بأكاديميته ليست بالسلاسة المأمولة، لكن أهميته تفوق كل تقدير. مؤلف الكتاب له اهتمام خاص برصد تطور العلاقة بين الخلفيات الاجتماعية والثقافية والسياسة للنخبة الإسلامية، ومستجدات تفسير القرآن، وانعكاس التقدم العلمى على مناهج التفسير. للجوهرى تفسير (الجواهر فى تفسير القرآن الكريم)، ويتكون من ٢٦ جزءا، وقد أمضى أعواما طويلة للعمل عليه، وله كتب كثيرة، أبرزها «أحلام فى السياسة»، و«أين الإنسان؟».. وبحسب الكتاب فهو أفاد من تفاسير الأقدمين، ومضى على نهجهم الكلاسيكى فى جانب من عمله، لكنه أدخل طريقة جديدة أو ثورية فى التفسير عند البعض، وصادمة للمجتمع التعليمى كما رآها آخرون، حيث توسع فى الاستعانة بالمخترعات والاكتشافات العلمية الأوروبية والتقدم فى علمى النفس والاجتماع فى تفسيره لألفاظ وجمل ومعانى الآيات، لكن هدفه ظل فى الأساس تنبيه الشباب المسلم إلى وجوب اقتحام مجالات التعدين والفلك والطب والفيزياء والجيولوجيا والرياضيات.. وغيرها من العلوم حتى ينافسوا الأوروبيين، وحتى يخرج العالم الإسلامى من الجهل والانحطاط والتخلف، لافتا الأنظار طوال الوقت إلى أن آيات المناسك والعبادات فى القرآن نحو ١٥٠، بينما آيات الحض على تأمل الطبيعة والتفكير فى الكون والمخلوقات نحو ٧٥٠، منتقدا جمود ومحلية العقول السياسية والدينية فى بلادنا والتهافت وراء المصالح. نظر الجوهرى الى الأوروبيين من ثلاث زوايا: كونهم أتباع أديان فى مقدمتها المسيحية، وكعلماء ومثقفين يجب الإفادة من علمهم، وأخيرا كضباط استعمار ومستشرقين وخصوم سياسيين، لافتا إلى أن الأوروبيين بصفة عامة أخفوا تأثرهم بمنجزات عصر النهضة الإسلامية، لكنه رفض أن يقال عنه إنه أعاد فضل كل ما لدى الغرب إلى القرآن، موضحا أن الأوروبيين توصلوا إلى اختراعاتهم باتباعهم منهجا معينا، كان الأحرى بالمسلمين اتباعه حيث قرآنهم يحض عليه. سار عمل طنطاوى التفسيرى على ثلاثة محاور هى: (تناول الأمور الشرعية فى كل آية، أمور الجنة والنار والخير والشر وكذا والملاحظات التاريخية والأخلاقية مثل قصص هلاك عاد وثمود، والاعتبارات غير الإسلامية وغير القرآنية وفى مقدمتها تقدم الغرب فى العلوم المادية والاجتماعية، وعلوم الدواء والبحار والجيولوجيا والنبات والحيوان وطبقات الأرض والجو، وبالتالى إعادة قراءة الآيات فى ضوء تلك المستجدات). تعلم جوهرى بالأزهر، ثم تركه ٣ سنوات وعاد للقرية بعد مرض والده، وقد أدهشته يافعا رؤية قطار السكة الحديد يمر بقريته، فكأنما أقسم أن يوقف حياته على تقصى الأسباب التى دعت الغرب للتوصل إلى اختراع كذلك بينما المسلمون غافلون، ولهذا قرأ الفكر اليونانى وتأثر بكانط وسبنسر، وتابع أينشتين وعلماء الذرة، كما عاد إلى منجزات علماء المسلمين التى نقلها الغرب فى الطب والصيدلة والفلك. يورد المؤلف صفحة كاملة علمية تماما أدرجها الجوهرى فى تفسيره عن تشريح الإنسان ووصف الأجهزة الأربعة له: (الحركى والتنفسى والهضمى والدورى)، ولعل أمور كتلك هى التى جعلت الخمينى يقول: «إن ما قام به ليس تفسيرا للقرآن».. وجعلت الشيخ شلتوت يرى أنه بعد بمنهجه عن الغرض الحقيقى للوحى لأنه طبق معارف مؤقتة على حقائق أبدية.. وقد اختلف رشيد رضا نسبيا مع نهجه لكنه تفهم بقوة غرض جوهرى الجلى وهو إيقاظ العالم الإسلامى الذى لن يستطيع الدفاع عن عقيدته وهويته إلا إذا تقدم بالعلم.. ورفض سيد قطب لاحقا استخلاص المفاهيم العلمية من القرآن. انشغل جوهرى بسد الفجوة بين العقل والروح، وبين العلم والدين، وعلم نفسه الإنجليزية، وتواصل مع علماء غريبين وأفاد من حركة الترجمة عن الغرب التى بدأت بقوة فى مصر والشام فى بداية القرن التاسع عشر، ومع ذلك يرى المؤلف ويرى آخرون أن إحاطته بالتقدم الغربى لم تكن كافية، شأنه فى ذلك شأن الأفغانى وعبده، وأنه كان يبدو ساذجا أحيانا، وقد أوصى كثيرا بأن نأخذ عن الغربيين علمهم ولا نأخذ عقائدهم، فالإسلام هو النعيم كله فى الدنيا والآخرة، وأن اليهود مغضوب عليهم، وأن المسيحيين هم الضالون، وتوقف (ربما بسبب ما رأى فيه تحيزات مسيحيين غربيين ضد الإسلام والمسلمين) عند مقارنة المسيح وكريشنا فى الهندوسية، ومع ذلك فلم يشر المؤلف إلى موقف واحد للشيخ فيه شبهة الطائفية. يورد الكتاب مقالا كتبه الشيخ عن نسبية أينشتاين، يظهر فيه استيعابه القوى للنظرية بل واجتهاده فى فهم البعد الرابع للأشياء؛ أى الزمن مع الطول والعرض والعمق، ومعنى الأثير، والحركة الدائرية حتى للضوء، واختلاف ذبذبات الأشياء، وانعكاس ذلك على سمعنا وبصرنا، وقد سبق ذلك المقال جهد طويل له فى تفسير وفهم ألفاظ محددة فى القرآن مما يقع فى مجال علم الأجنة أو الوراثة مثل النطفة والأمشاج والعلقة، غير أن الكتاب يشير إلى الجدلية التى واجهها طنطاوى ومن سار على دربه أو أبعد منه، فى مجال العلم والتفسير والمقارنة بين الأديان، وهى أن تطبيق النقد العلمى على التوراة والإنجيل والقول بتأثرهما بالأساطير، كما فعل مفسرون مسلمون، قد يصطدم هو ذاته، كما حاجج غربيون بالقرآن أيضا كحالة، مثل اعتبار الدين دم الحيض فاسدا، وأن جماع المرأة وقت الحيض ممرض، إذ يعارض علماء ذلك ويقدمون أدلة بحثية. تعلم الشيخ بعد الأزهر فى دار العلوم، وأصبح أول مدرس مصرى للفلسفة فى الجامعة الجديدة، وكان صاحب نشاط واسع فى مجال تكوين الروابط والجمعيات فى مناهضة الاحتلال، حتى إنه منع من التدريس فى الجامعة، وقد انخرط أحيانا فى جلسات روحية، وتابع ما كان يقال فى الخارج عن جلسات أو علم الوساطة الروحية.. وظنى أن ذلك راجع إلى أصله الريفى وكذلك سكنه بالسيدة زينب / حارة زين العابدين، ولعل ذلك أيضا ما دفعه لمتابعة علماء أوروبيين ذوى نزعة تربوية وأخلاقية والتأثر بأفكارهم وكتبهم. فى الكتاب ملاحظة ثاقبة للمؤلف غير المصرى؛ ألا وهى أن سقوط مصر أم الحضارة، والتى كانت تتابع ما يجرى فى الغرب، أسبق من أى بلد إسلامى آخر تحت الاحتلال البريطانى قد أشاع اليأس فى العالم الإسلامى كله، فيما يشبه أن نقول إن الكبير قد سقط، فما بالك بنا؛ أى بأى دولة إسلامية أخرى؟!. تأثر جوهرى بأبى بكر الرازى والنيسابورى فى عنايتهما بمتابعة معطيات العلم، وقرأ عن الميل التجريبى البعيد عن الفلسفة الهيلينية عند الأشعرية، بعد أن انتصر مذهبهم على المعتزلة الأكثر عقلانية، لكن الشيخ تفوق على الجميع فى فضوله للعلم والمعرفة، وكان سباقا تماما فى الاهتمام بالطبيعة، حتى إنه حذر مبكرا من انقراض أبو قردان ومن نقص الأكسجين، وقال قولته الذائعة: «أيها المسلمون إن دينكم يدعو للجمال وفهم الطبيعة». وقد ذكر علماء مسلمون منهم بنت الشاطئ والشيخ الذهبى أن تفسير جوهرى هو موسوعة علمية وليس تفسيرا، ومع ذلك فمن أيدوه أو عارضوه لم يستطيعوا تجاهل نهجه وعطائه وحرصه على وحدة ديار الإسلام وصحوة المسلمين، ومن هنا اهتم بإيصال فكره حتى إلى اليابان والصين، وقدم سورة الإخلاص باللغة الصينية. يتضمن الكتاب ترجمة كاملة لمقال للمستشرق الألمانى هارتمان الذى تعرض فيه بنظرة نقدية شاملة لفكر وتكوين ومنهج الجوهرى، ووصفه فى النهاية بأنه عالم حداثى وعاشق للطبيعة، لم يتخل عن الحكمة القديمة، لكنه اقتحم بجرأة مجالات جديدة. وتعرض الكتاب لما يسميه «ما بعد الجوهرية»، وفيه يقف طويلا عند رجل طب هاجر إلى فرنسا هو «موريس بوكاى» الذى كان طبيبا للملك فيصل وعالج زوجة الرئيس السادات، وكان ضمن فريق فحص مومياء رمسيس الثانى، وقد تعلم التاريخ الهيروغليفى وقرأ وكتب عن التوراة والإنجيل، وموسى وفرعون وعن أصل الإنسان، ويقارن بينه وبين جوهرى، علما بأن بوكاى عاش وعمل فترة طويلة فى السعودية، وهو مؤسس ما تمت تسميته منذ ١٩٧٧ (الإعجاز العلمى فى القرآن). ويلمح المؤلف إلى قول البعض إن بوكاى ربما شدته الشهرة والمال بما أثر على كتاباته، إذ يقول إن التفسير العلمى للقرآن صار عقيدة سياسية اجتماعية معقدة. ويشير إلى أن بوكاى ركز كثيرا على نقد الإنجيل والتوراة وإظهار ما فيهما من تناقض برأيه، وقد أسس هو وذاكرى نايك منهجا؛ خلاصته إثبات المنزلة الإلهية للقرآن بنتائج الأبحاث العلمية، وقد ذاع صيتهما أكثر من طنطاوى، على حين أن الأخير لم يكن همه إثبات الإعجاز العلمى للقرآن ولكن حث المسلمين على اتباع ما دعا إليه القرآن من تدبر وتفكر وتأمل فى الكون والطبيعة والخلائق، وصولا الى استعادة العلم الذى أخذه الغرب وتقدم به عن أمة الإسلام. كان طنطاوى يؤمن بأنه بنظام تعليم سليم سيكتشف الناس رحمة وقوة الله. وبالكتاب مصفوفة مثيرة للغاية توضح ما كان يتم تدريسه فى جامعات أوروبا قبل نهاية القرن التاسع عشر، وما كان يتم تدريسه فى الأزهر(وهو كان بمثابة جامعة مصر وجامعة المسلمين وقتها)، ومنه يتضح هول ما كنا فيه من تأخر حفّز الشيخ وحفز مفكرين قبله بقليل، منهم توفيق صدقى ومحمد الإسكندرانى، فى البحث فى قضية القرآن والعلم، كلٌّ بطريقته. طنطاوى كان يسعى إلى إقامة الصلة الصحيحة بين المسلمين وكتابهم المقدس وطريق التقدم بالعلم والصناعة، والغريب أن بوكاى لم يشر إلى طنطاوى فى كتبه. فى الكتاب نماذج لاجتهادات طنطاوى مثل تقسيم الكون إلى علوى وسفلى، والرحمة إلى نوعين: من البشر كحنان الأم على طفلها، ورحمة من الشمس والنور والقمر والزهور والمياه والغيوم. ختامًا، فقد قال الحفيد د. فتحى صالح فى كلمته بالكتاب إن الشيخ كان شخصية أساسية فى مختلف المبادرات الساعية إلى إرساء قواعد بناء مصر الحديثة والمستنيرة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-02-28
■ صدر حديثًا عن مؤسسة البناء الإنسانى والتنمية كتاب «بين إشراقة صبح وإطلالة مساء.. ملامح عصر وتجربة حياة».. بأسلوب خاص، وعبر سرد تحليلى عميق فى آن واحد، تقدم الفنانة التشكيلية والكاتبة والإذاعية إيمان رافع سيرتها الذاتية. يقدم الكتاب فى فصول يتمازج فيها التاريخ مع الجغرافيا والعمران وحركة وطبائع البشر، توثيقًا اجتماعيًا ووطنيًا وتربويًا، للتحولات الكبرى فى مصر، وفى عائلتها عبر عقود. إيمان رافع، المولودة فى حلوان، إبريل ١٩٤٣، تنتمى إلى أسرة ذات تاريخ وطنى واجتماعى حافل، تعاملت مع وشهدت وسمعت عمالقة فى الفن والسياسة والتصوف داخل البيت، وجدها لأمها محمد بك رفاعة، وهى وإخوتها وأخواتها جميعًا منخرطون فى تيار روحانى إنسانى له ملامحه الخاصة والمختلفة عن باقى تيارات الحركة الصوفية فى مصر، دون ادعاء، وإن تلاقى الجميع، على الإيمان الخالص لله عالم الغيب والشهادة، والانصهار فى الكون الفسيح وفى تجلياته. انعكس ذلك على الكاتبة والكتاب. تصف إيمان رافع بأبلغ لغة عطاء الأم فى أبعاده الكبرى، وتروى واقعات الميلاد والخطوبة والذكر والزواج والوفاة فى حياة العائلة. تتحدث عن تجارب حياتية براقة فى حلوان، وأخرى فى الحلمية، وفى المعادى، وفى طنطا. غلاف الكتاب ■ صدر حديثًا عن دار نيسان كتاب القاهرة عمان للكاتب والرحال عمرو سليم، الذى تنتمى كتاباته لأدب الرحلات، وهو الذى أسس من خلاله لسياق جديد ومغامر فى هذا المجال، إذ قام برحلات ميدانية لدول العالم والأماكن التاريخية من خلال زيارات ميدانية وتوثيقية، وتشعر بأنك ترتحل معه حين تقرأ كتابه قام الكاتب والرحال عمرو سليم بزيارة الأردن الشقيقة بدراجته الهوائية ليبدأ مشواره الدولى، والذى يستعرض من خلال كتابه رحلاته وجولاته داخل المملكة تنشيطًا للسياحة، ودعما لركوب الدراجات، وقال سليم: بعد التنسيق مع هيئة التنشيط السياحى الأردنية قمت بزيارة الأردن، وفى أول أيامى زرت موقع أهل الكهف، وبدأت رحلتى نحو الشمال، حيث الجبال والمرتفعات الشاهقة، وقمنا بزيارة مسجد النبى هود عليه السلام، والمنطقة الأثرية بجرش، ومنها إلى قلعة عجلون التى بناها الناصر صلاح الدين لصد خطر من أى عدو، وتوجهت إلى إربد، حيث الجمال والطبيعة الخلابة، لأصل لأقصى حدود الأردن الشمالية مع سوريا وزيارة مدينة أم قيس، والتى تستطيع رؤية الجولان وبحيرة طبرية منها، ثم توجهت ليبدأ طريق العودة، مرورا بشهداء معركة اليرموك وزيارة أضرحة الكثير من الصحابة. غلاف الكتاب ■ صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان، رواية جديدة للروائى زياد أحمد محافظة، بعنوان «تمهيد لعزلة طويلة». وتتناول الرواية حكاية رجل يعمد إلى تغيير مصائر الآخرين والتلاعب بها، وإعادة رسمها وتشكيلها بصورة متخيلة أجمل من تلك التى قررها عليهم القدر، محاولاً بهذا منحهم شيئاً من البهجة الزائفة والطمأنينة المشتهاة، أو تجنيبهم لحظات قاسية أو موتاً محتماً، وهو إذ ينذر نفسه لهذه المهمة التى ينساق فيها لمخيلته الخصبة وسرده الأنيق، إنما يفعل هذا سعياً منه للتكفير عن زلاّته والتطهر مما علق بروحه من سقطات وأكاذيب وخيبات. لتكون الرواية بهذا رواية الاحتمالات المتعددة، وجواز كل الوجوه وعدم جوازها فى آن واحد. تمضى فصول الرواية التى تجرى أحداثها فى عمّان، فى أزمنة متداخلة، وأجواء تتشابك فيها العلاقات الإنسانية وقصص الحب والمصائر الغامضة، مع الأحداث السياسية والاجتماعية التى تفرض نفسها على المشهد الروائى وتدخل طرفاً فاعلاً فيه. ومع تصاعد البناء الدرامى للحكاية، تتوالد القصص وتتعقد الأحداث لتميط اللثام عن تفاصيل صغيرة، كانت تتشكّل على مقربة من القارئ كتمهيد للحظة فارقة، تدفع بطل الرواية للانسحاب من الحياة، واللجوء لعزلة طوعية طويلة، يُخضع فيها نفسه وحياته لمحاكمات نفسية عميقة. ومحافظة روائى أردنى، حصلت روايته «نزلاء العتمة» على جائزة أفضل رواية عربية لعام 2015. غلاف الكتاب ■ صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون ترجمة الأصل الإنجليزى لرواية «قصرُ الورَق»، تأليف ميراندا كاولى هيلر، وترجمة نور العيون حامد، ومراجعة وتحرير مركز التعريب والبرمجة فى بيروت. إيل زوجة وأم لثلاثة أولاد، إنها فى الخمسين من عمرها. فى ليلة من ليالى شهر أغسطس تجد نفسها فى قصر الورق، وهو المكان الذى تمضى فيه وعائلتها فصول الصيف منذ كانت صغيرة، وقد أقدمت مع صديق طفولتها المقرّب على عملٍ تَعرفُ أنه سيبدّل حياتها إلى الأبد. سيتعين على إيل، خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة، أن تقرر وتختار مع من ستمضى حياتها. هل ستمضيها مع زوجها المحب بيتر، أم مع حب طفولتها جوناس؟، قصر الورق ليست مجرد رواية، بل هو لوحة فنية معقّدة، تظهر فيها تفاصيل العلاقات والتحديات التى طغت على سنوات عديدة. خلال أربع وعشرين ساعة، تتحرك إيل عبر فترات زمنية متداخلة، تستحضر ذكرياتها القديمة بجوار بركة صافية لا يوجد مكان أفضل منها على وجه الأرض، على الأقل بحسب ما تظن إيل. عبر هذه الصفحات سنتعرف إلى الصراعات الداخلية العميقة التى عانت منها إيل على مدى سنوات حياتها، وقادتها فى مسيرة تنسجم مع نصيحة والدتها التى تبنتها فى صغرها: «كونى كفينوس، الخارجة من الصدفة فى لوحة بوتشلى، حافظى على حياتك حتى فى عُريّك». هذه النصيحة، التى أحدثت تأثيرات عميقة، أدت إلى تضحيات غيّرت مسار حياة شخصيات هذه الرواية. غلاف الكتاب ■ صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب «التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم».. من تأليف: هـلِنْ إريكسون، ولويس أ. لانِنغ، ورايتشل فرنش. ومن ترجمة: هيفاء أبو النادى، وعبد الله بيّارى. ومن مراجعة: د. ريام كفرى. ليكون ثامن كتب إصدارات ترشيد التربويّة فى الوطن العربى مُتاحًا للمُمارسين التربويّين، ويعدُّ نقد المناهج التعليميّة اليوم، والتى يتعرّض إليها الطلبة ويعرضها المعلّمون، نقدًا شائعًا اليوم فى الأوساط التربويّة والتعليميّة بصفةٍ عامّة. يعود توسّع النقد إلى تركيز المناهج على نموذج نقل الحقائق وتبادلها بغية حفظها، فى تعامل لا يتفاعل ويتحاور بشكلٍ منهجى، مع تعقيدات وعُمق عمليّة التدريس، فهى عمليّة مُركّبة من مناحٍ ديناميكيّة واجتماعيّة وثقافيّة وفكريّة، ومن مناحٍ أُخرى مُتعلّقة ببُنى الأهداف التربويّة، والوقت اللّازم لتحقيق تلك الأهداف. من هُنا، يطرح كتاب «التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم»، نموذجًا مفاهيميًّا يُركّز على دمج الحقائق ضمن أُطر ومفاهيم غنيّة تُساعد على فهم العالم. وهو إذ يحاور التعقيدات المُختلفة فى عمليّة التدريس، لتحقيق غرف صفّيّة مفكّرة، فإنّهُ يركّزُ على ذلك من خلال الانتقال من منهج ثنائى الأبعاد مبنى على نقل المعرفة، إلى منهجٍ ثلاثى الأبعاد يهدف إلى تعزيز الاستيعاب المفاهيمى، بالتركيز على المهارات والمفاهيم والحقائق والقواعد، والتفاعل بينها. ويركّز تركيزًا خاصًّا على دعم المعلّمين فى الصفوف من مرحلة ما قبل المدرسة حتّى المدرسة الثانويّة. غلاف الكتاب ■ صدر عن مؤسسة «ميسلون للثقافة والترجمة والنشر» ديوان شعرى جديد بعنوان (ليس إلّا) للشاعر السورى والفنان الموسيقى المعروف سميح شقير، ضمّ 37 قصيدة إبداعية حازت اهتمامًا غير مسبوق عبر منصّات التواصل الاجتماعى، وهى حصيلة سنوات اغتراب طويلة للشاعر. يؤكد شقير أنّ القضية الفلسطينية بالنسبة له تبقى فى دائرة اهتمام مُتقدّمة، خاصة مع انسداد آفاق الحلول بوجود طغمة يمينية متطرفة تحكم فى إسرائيل، وبوجود الانقسام الفلسطينى بين مشروعين لا يلتقيان. لكن القضية السورية بالنسبة للشاعر الكبير تأخذ حيزًا أكبر، ليسَ لكونه سوريًا، كما يُوضح فى الحوار معه :«فأنا أعدّ نفسى فلسطينيًا أيضًا. ولكن تفجر المسألة السورية ما زال قائمًا، ونتائج الصراع فى سوريا سيكون لها تأثير فى قضايا إقليمية ودولية كثيرة، بينها القضية الفلسطينية». ويقول فى إحدى قصائد الديوان الجديد، مُتحدّثًا عن اللاجئين السوريين: سَيعودُ من فرّوا مِنَ الموتِ الزؤامِ/ بذكرياتِ/ قَواربَ وتَجاربَ ومُخيماتْ/ بِحنينِ أَفئدةٍ/ وأُفْقٍ واسعٍ/ وسَيرطُنونَ بِكُل أصنافِ اللُّغاتِ بِلا وَجَل/ وبِطَعمَةِ النعناعِ فى ضَحِكاتِهِمْ/ يحيا الأملْ/ أَجلْ. كتب سميح شقير، وهو من مواليد 1957، الشعر مبكرًا، ثم نشط كموسيقى، إذ لحن وكتب وغنّى كلمات أغانيه شعرًا عاميًا وفصيحًا، ولحّن قصائد لعددٍ من الشعراء، مثل محمود درويش وشوقى بزيع وغسان زقطان وحسان عزت وآخرين، شارك فى أمسيات شعرية عديدة فى سوريا والمغرب والأردن. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: