قطاع غزة وإسرائيل
Description
قضينا بفضل الله – تعالى – ثم بجنودنا البواسل على احتلال غادر نال من أرضنا فترة من الزمن بصورة نهائية في اليوم الخامس والعشرين من شهر أبريل عام 1982م، في هذا اليوم تحديدًا استشعر المصريين أن أرواحهم ردت إليهم؛ فلا أغلى لديهم من أرض تمثل لهم الشرف والعرض؛ فسيناء بقعة مباركة طاهرة ليس لكونها أرض الفيروز فحسب، بل لأنها أرض لمهبط الأنبياء والرسل، ويكفي أن رب العزة تجلى بنوره على بقعة منها؛ ومن ثم فهي تجميع ما بين العقيدة، والمعتقد، والموروث، والحضارة، والتاريخ.
خرج من أرضنا الصهاينة منكس الرؤوس والأعلام بعد حرب ضروس تلاها سلسلة من المفاوضات قام بها جهابذة الدبلوماسية والقانون الدولي عبر دبلوماسيات متعددة ما بين رئاسية ووزارية قامت على فلسفة النفس الطويل والقدرة على التحمل والصبر من أجل بلوغ غايات الوطن صاحب الحضارة والتاريخ المديد؛ فكلل ذلك بانتصار ساحق مكتمل الأركان، وأكد المصريون أنهم لا يقبلون الهزيمة ولا ضيم عدوان مهما علا جبروته.
لمن لا يعلم نقول له، إن أرض الفيروز وجغرافيتها الساحرة تشكل مدخلًا وممرًا متميزًا ليس له مثيل في الشرق الأوسط؛ إذ تعد شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية، ودومًا نذكر بأن أرض سيناء الجزء المتميز من جمهورية مصر العربية الذي يتبع قارة آسيا جغرافيًّا، وتبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلومتر مربع، وتمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، لذا تُعدٌ حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا.
المصريون أصحاب عقيدة واضحة الملامح في كليتها؛ حيث تترسخ في وجدانياتهم حب الشهادة في سبيل الوطن وحماية أراضيه؛ والتاريخ خير شاهد على ذلك؛ حيث لا يستطيع احتلال أن يبقى على أراضي ذوات الدم الحر؛ فالأجيال تلو الأخرى تتوارث قضاياها ولا تترك التخطيط والتنفيذ من أجل تحقيق حرية مكتملة الأركان، وهذا ما يفزع العدو ويجعله يحسب ألف حساب لطبيعة هذا الشعب صاحب النضال والشهامة مهما تبدلت التغيرات وزادت وتيرة التحديات؛ فلهذا الشعب تفرد لا يناظره أو يشابهه فيه أحد على وجه البسيطة، يتمثل في قبول التحدي والإقبال على ميدان المعركة بكل ما أوتي من شجاعة وإقدام.
المصريون تجدهم صابرون محتسبون يغارون على الأرض التي تمثل العرض بالنسبة لهم ولا يتقبلون فلسفة الهزيمة؛ فلديهم نفوس مليئة بالإيمان وصبر ورباط وقوة جأش وقدرة على المنازلة ولو ضعفت الإمكانيات المادية؛ فقوة الإرادة والعزيمة هما الرهان الكاسب في معارك التفاوض والمواجهة على حد سواء.
حقق الجيش الباسل عظيم القدر والمقدار المعادلة الصعبة فصار التفاوض من منطلق قوة وليس من واحة الضعف أو الاستكانة؛ فقد قهر العدو في الميدان وأثبت للعالم أن السلام مع مصر خيار استراتيجي لا منأى عنه؛ فللجيش الجسور شعب يصطف خلفه ولا يخشى الوغي ولا يقبل الرجوع للخلف؛ فكان هذا المدد نذير خطر داهم على عدو رأي في نفسه غرور التفوق الذي زال أثره في ساحة الاقتتال.
شاهدنا بأم أعيننا تحرير أرض الفيروز العلم المصري يرفرف على حدودها الشرقية بمدينة رفح وشرم الشيخ، وصار هذا اليوم لا ينسى ولا يمحى من ذاكرة المصريين فأضحى عيدًا قوميًا له قدر في وجدان المصريين؛ فهذا يؤكد أن النضال في ساحة القتال يلزمه جهود مضنية في ساحة الدبلوماسية الدولية لتتحقق مسيرة التحرير وتعود إلينا أرضنا غير منقوصة رغم أنف عدو غادر.
اكتمال تحرير سيناء لم يكن نهاية المطاف؛ فالأرض الغالية يحرسها أهلها الأحرار أصحاب المبدأ والعقيدة والتاريخ المجيد؛ لذا سابق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمر جلل؛ حيث بدأت في ربوع الأرض الغالية نهضة غير مسبوقة وتنمية كبرى في العديد من المجالات؛ فدشنت فيها الكثير من المشروعات القومية العملاقة بهدف جذب المصريين إليها؛ ليتحقق الأمن القومي بصورة وظيفية بأرض الفيروز، ولا تصبح مطمعًا للغزاة الذي يدركون أن شعب مصر عتي يصعب منازلته أو النيل من مقدراته.
الاحتفاء والاحتفال بتحرير أرض الفيروز لم يكن مجرد ذكرى تمر مرور الكرام على أذهان المصريين؛ فقد ترجمت في ميدان نهضة مصرية نشاهدها بعين اليقين، قادها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث روعة الأنفاق فائقة التصميم والأمان لربط سيناء مع الإسماعيلية وبورسعيد والسويس؛ بالإضافة لشبكة الطرق المبهرة والكباري المعلقة، تزامن مع ذلك تنمية مبهرة في المجال الزراعي والصناعي وتدشين تجمعات سكنية راقية تسع مجتمعات بشرية مصرية تعد صمام الأمان لأرضنا الغالية.
رؤى المصريون ترجمتها قيادة سياسية رشيدة على أرض الفيروز؛ ومن ثم وضعت مخططات تحمل مراحل من الإعمار لتظهر جمال الطبيعة؛ فتبدو حاضنة للسياحة كونها إطلالة فريدة على مناطق ليس لها نظير في الشرق الأوسط بأكمله؛ فهذا جبل سيناء وكاتدرائية سانت كاترين وشرم الشيخ والغردقة وشواطئهما الساحرة.
اهتمام الرئيس لم يقتصر على الجانب المادي فقط، بل شملت التنمية المرتكزة على بناء الإنسان؛ فتم التمكين للسيناوية النساء والرجال على حد سواء، من منطلق مبدأ رئيس يتمثل في تكوين مجتمع وطني يمتلك الوعي الصحيح ويؤكد على ماهية الولاء والانتماء؛ فيستطيع أن يشارك كل مواطن بفاعلية في بناء الوطن، ويدفع بمؤسسات الدولة للأمام، ولا يركن للشائعات، ويتحلى بالشجاعة في الزود عن مقدرات وطنه، ويقدم التضحيات المتتالية من أجل حماية ترابه، وهذا مجتمعًا صعب أن يحدث بعيدًا عن شراكة فاعلة للمجتمع قاطبة.
الوعد والعهد لأرض الفيروز ألا تترك للتهميش أو تضعف فيها مسارات التنمية أو ينال منها أصحاب الأجندات أو أن تصبح ملجٌأ للبؤر المنحرفة سواءً في التهريب بأنواعه أو للإرهاب الأسود بأشكاله المقيتة؛ فجيش مصر العظيم وقيادته الجسورة ونوقن بأن من يحاول النيل منها سوف يلقى حتفه لا محالة؛ لذا نؤيد ما يتخذ من قبل الرئيس ومؤسسات الدولة الوطنية من إجراءات تحقق الأمن والأمان والاستقرار في ربوع الوطن وفي القلب منه قطعة غالية ألا وهي أرض سيناء تلك الأرض المقدسة.. حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
Mentions Frequency Over time
Count of daily Articles over the past 30 Days.
Sentiment Analysis
Sentiment analysis measures the overall tone (positive, negative, or neutral) of news articles mentioning this entity over time.
Top Related Events
Count of Shared Articles
Top Related Persons
Count of Shared Articles
Top Related Locations
Count of Shared Articles
Top Related Organizations
Count of Shared Articles