رفح والشيخ زويد

على مشارف الحدود الشرقية لمصر، تُبعث مدينة جديدة، تحمل في طياتها وعدًا بمستقبل مشرق لسكانها، إنها ، الحلم الذي بدأ يتحقق، حيث ترتفع العمارات السكنية شاهقة، شاهدة على جهد سنوات من التخطيط والتنفيذ. لم يكن الطريق إلى رفح الجديدة مفروشًا بالورود، فبعد سنوات من التحديات، جاءت هذه المدينة كجزء من رؤية الدولة لإعادة إعمار وتنمية شمال سيناء. مع انطلاق المرحلة الأولى من تسكين الوحدات السكنية، أعلنت محافظة شمال سيناء عن طرح الأسبقية الثانية التي تشمل 688 وحدة سكنية جديدة، إلى جانب 234 وحدة متبقية من الأسبقية الأولى، مما يرفع إجمالي الوحدات المطروحة إلى 922 وحدة. تضم كل وحدة سكنية ثلاث غرف وصالة بمساحة 120 مترًا مربعًا، وتُطرح بنظام التمليك دون حصة في الأرض، وفقًا لقانون التنمية المتكاملة لشبه جزيرة سيناء. تبدأ أسعار الوحدات من 751 ألف جنيه وتصل إلى 936 ألف جنيه، حسب نسبة التميز، مع تقديم تسهيلات سداد تشمل مقدم تعاقد بقيمة 200 ألف جنيه، وأقساط شهرية تبدأ من 660 جنيهًا، تمتد على 30 عامًا دون فوائد. بينما تتسع رقعة المدينة لاستقبال سكانها الجدد، حُددت الفئات التي ستُعطى الأولوية في التسكين. أسر الشهداء والمصابين من ابناء مناطق  رفح والشيخ زويد، وذوو الهمم، والعاملون في المحافظة قبل عام 2014، جميعهم لهم الحق في أن يكونوا جزءًا من هذه المدينة الجديدة. لم يعد تقديم طلب الحصول على وحدة سكنية معقدًا كما كان في السابق، فبفضل اعتماد نظام التقديم الإلكتروني عبر موقع "استثمر في مصر"، أصبح بإمكان المواطنين رفع المستندات المطلوبة، والتي تشمل شهادات إثبات المهنة، بطاقات الخدمات المتكاملة، وإفادات من مديرية التضامن الاجتماعي لأسر الشهداء والمصابين. كما تم توفير مراكز تكنولوجية في ديوان عام المحافظة وكافة المدن لمساعدة المتقدمين. كل شيء يسير وفق جدول زمني صارم، يبدأ التقديم في 10 مارس 2025، يليها عملية شراء كراسات الشروط ورفع المستندات إلكترونيًا حتى 10 مايو. ثم تُراجع الطلبات بين 20 مايو و20 أغسطس، على أن تُعلن النتائج عبر قرعة إلكترونية بين 1 و7 سبتمبر، ليبدأ تسليم العقود والوحدات للفائزين في 6 أكتوبر 2025. رفح الجديدة ليست مجرد مبانٍ صامتة، بل مدينة متكاملة الخدمات، تضم مدارس ومساجد ومراكز شبابية، ومرافق حكومية، وسوقًا مركزيًا، ومحطات مياه وصرف صحي. كما تم إنشاء شبكة طرق حديثة لضمان سهولة التنقل داخل المدينة. وسبق في احتفال رسمي، آن سلّم اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، العقود النهائية لأول دفعة من سكان المدينة، بحضور الفريق أسامة عسكر، مستشار رئيس الجمهورية، واللواء محمد شوقي رشوان، رئيس الجهاز الوطني لتنمية سيناء. وأكد المحافظ أن هذا المشروع ليس مجرد وحدات سكنية، بل هو خطوة نحو إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين. والمشروع شهد إقبالًا كبيرًا في المرحلة الأولى، حيث تم تسكين 656 وحدة سكنية. وأضاف أن الدولة قدمت دعمًا ماليًا لأهالي رفح، حيث صدق رئيس الجمهورية على تخفيض سعر الوحدة بنسبة 55%، لتخفيف الأعباء عن المستحقين. تُعد رفح الجديدة نموذجًا للمشروعات العمرانية المتكاملة في شمال سيناء، حيث تمتد على مساحة 535 فدانًا، وتضم 272 عمارة سكنية بإجمالي 4352 وحدة. كما تشمل مراحلها الثلاث بنية تحتية متكاملة تتضمن مسجدين، مدرستين، حضانة، محال تجارية، مخبز، مكتب بريد، سنترال، نقطة شرطة، ومحطة صرف صحي. لم يكن إنشاء رفح الجديدة مجرد حل عمراني، بل هو مشروع استراتيجي يهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السكانية في شمال سيناء، حيث يسهم في تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية ومتطلبات الأمن القومي. فبعد سنوات من المعاناة التي عاشها سكان رفح القديمة بسبب الأوضاع الأمنية، جاءت المدينة الجديدة لتكون ملاذًا آمنًا ومجهزًا بكافة وسائل الحياة الكريمة. إلى جانب تقديم الوحدات السكنية بأسعار مدعومة، أعلنت الحكومة عن خطط لتحفيز الاستثمار داخل المدينة، عبر منح تسهيلات وتوفير مناطق  تجارية جاذبة. كما يجري العمل على تنفيذ مشروعات خدمية جديدة ومجمع مدارس يضم مراحل التعليم المختلفة. بهذا، تواصل رفح الجديدة رسم ملامح مستقبل مشرق، مقدمة نموذجًا حديثًا للتنمية العمرانية في شمال سيناء، ضمن رؤية مصر 2030 لتطوير المناطق الحدودية وتعزيز استقرارها الاقتصادي والاجتماعي.   العمارات الجديدة   عمارات المدينه   مدينه جديدة متكاملة   مدينه رفح الجديدة   مدينه متكامله_1   مساكن المدينه