نكسة يونيو
<!-- NewPP limit report Parsed by mw‐api‐ext.eqiad.main‐6c79c85cf7‐jxlvf Cached time: 20240418011645 Cache expiry: 2592000 Reduced expiry: false Complications: [is‐preview] CPU time usage: 0.067 seconds Real time usage: 0.084 seconds Preprocessor visited node count: 137/1000000 Post‐expand include size: 2973/2097152 bytes Template argument size: 641/2097152 bytes Highest expansion depth: 8/100 Expensive parser function count: 0/500 Unstrip recursion depth: 0/20 Unstrip post‐expand size: 3288/5000000 bytes Lua time usage: 0.043/10.000 seconds Lua memory usage: 681266/52428800 bytes Number of Wikibase entities loaded: 0/400 --><!-- Transclusion expansion time report (%,ms,calls,template) 100.00% 72.714 1 قالب:تحويلة_حرب 100.00% 72.714 1 -total 97.21% 70.688 1 قالب:قالب_تحويلة_بسيط 95.17% 69.200 1 قالب:صندوق_رسالة_نطاق -->
الشروق
2025-05-11
كشف الكاتب الصحفي هشام أصلان، في مقال نشره بموقع "ضفة ثالثة"، أن تجربة الاعتقال كانت حجر الأساس في تشكّل المشروع الأدبي للروائي الكبير صنع الله إبراهيم، واصفًا إياها بـ"الجامعة القاسية" التي صقلت شخصيته الأدبية وشكّلت وعيه الإنساني والثقافي. ونقل أصلان عن صنع الله قوله: "السجن هو جامعتي، ففيه عايشت القهر والموت، وتعلمت الكثير عن عالم الإنسان"، وهي الجملة التي رأى الكاتب أنها تصلح مدخلًا مكثفًا لفهم عالم صاحب "تلك الرائحة"، وتقدّم تمهيدًا لقراءة كتابه الأبرز عن هذه المرحلة "يوميات الواحات"، الذي يوثق تفاصيل اعتقاله السياسي في ستينيات القرن الماضي. وذكر أصلان، أنه في عام 1964، وبالتزامن مع زيارة الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف لمصر لحضور تحويل مجرى نهر النيل، أفرجت السلطات عن عدد من المعتقلين السياسيين، من بينهم صنع الله إبراهيم، بعد خمس سنوات من السجن كانت كفيلة بتحويله إلى كاتب. وخلال سنوات الاعتقال، وجد إبراهيم نفسه وسط مجموعة من أبرز المثقفين المصريين مثل فؤاد حداد، محمود أمين العالم، ومحمد عمارة، وهي صحبة أدبية وثقافية أثرت تجربته بشكل بالغ. ووفقًا للمقال، فقد مارس النزلاء في معتقل الواحات أنشطة ثقافية وتنظيمية جعلت من السجن فضاءً موازياً للحياة الثقافية في الخارج، وصولًا إلى استخدام ورق لفّ السجائر في الكتابة، والالتفاف لقراءة "ثلاثية نجيب محفوظ" التي كانت بمثابة مورد ثقافي مشترك داخل الزنزانة. كما تطرق المقال إلى حادثة استشهاد شهدي عطية أثناء التحقيق، والتي شهدها صنع الله إبراهيم وطلب منه الإدلاء بشهادة زور، ما ترك أثرًا نفسيًا بالغًا عليه ودفعه لاحقًا إلى التأمل في معنى الكرامة الإنسانية وحق الإنسان في الحياة، وهي أسئلة ظلت حاضرة في أعماله لاحقًا. وعن بداياته الأدبية، أوضح أصلان أن صنع الله خرج من المعتقل ليبدأ كتابة روايته الأولى "تلك الرائحة"، التي عرضها على يوسف إدريس فوجد فيها مشروعًا واعدًا. وقد صدرت الرواية عام 1966، قبل عام من نكسة يونيو، وأثارت وقتها جدلًا واسعًا بسبب لغتها المباشرة ونظرتها الناقدة للواقع. وبينما احتفى بها يوسف إدريس، رفضها يحيى حقي بشدة. ورأى أصلان أن "تلك الرائحة" كانت إعلانًا عن جيل أدبي جديد تجاوز الشكل البلزاكي في السرد، متأثرًا بأفكار همنجواي وواقعية ما بعد الحرب، وهو الجيل الذي تنبّأ بهزيمة يونيو قبل وقوعها، وحمل همّ التغيير في ظل التحولات السياسية والثقافية والاجتماعية. واختتم أصلان مقاله بالإشارة إلى أن أعمال صنع الله اللاحقة ظلت مشغولة بفكرة الرفض والمقاومة، مؤكدًا أن "تلك الرائحة" لم تكن فقط علامة أدبية فارقة، بل وثيقة روائية كشفت جانبًا خفيًا من تاريخ القمع السياسي في مصر، قبل أن تصادر الرواية وتُنشر لاحقًا بنصّها الكامل في الثمانينيات. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-04-24
فوز رواية صلاة القلق بجائزة البوكر أصبح الكاتب والروائي محمد سمير ندا هو ثالث مصري يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وذلك بعد فوز روايته "صلاة القلق"، بالجائزة في دورتها الثامنة عشرة، لعام 2025، وذلك في احتفالية في أبو ظبي تم بثها افتراضيا. وكان الكاتب والروائي الراحل بهاء طاهر هو أول مصري يفوز بالجائزة، وذلك في دورتها الأولى عام 2008، عن روايته "واحة الغروب"، ثم فاز بها الكاتب والروائي الدكتور يوسف زيدان في دورتها الثانية كثاني مصري يفوز بها، وذلك عام 2009، عن روايته "عزازيل". ومنذ ذلك الحين كانت الروايات المصرية ضيف دائم على القوائم القصيرة والطويلة للجائزة سنويا، وعلى مدار الدورات المتلاحقة، حتى كسر الكاتب محمد سمير ندا صيام الكتاب المصريين عن الفوز بالجائزة، لمدة خمسة عشر عاما، بحصول روايته "صلاة القلق" على الجائزة في دورتها الثامنة عشرة. تدور أحداث الرواية حول قريةٌ مزروعةُ في النسيان، يهزّ أديمها انفجارٌ غامضٌ لجسمٍ مجهولٍ سنة 1977، فتتحوّل فجأةً إلى عُلبةٍ مُحكمةِ الغلق يعيش فيها كلّ قروي ملحمته الخاصة: المتمرّدون المضطهدون يطلبون الحريّة والطغاة، المستبدون يُحكمون قبضاتهم على الأرواح والأعناق، لكنّ خيط السّرد لا يتقدّم إلّا ليعود بنا إلى الوراء، فتُلقي الرواية الضوء على عشريّةٍ قاسية تمتد من نكسة يونيو سنة 1967 إلى لحظة وقوع الانفجار وانقلاب وجوه القروتين إلى سلاحف، حدثٌ واحدٌ في "النجع" ترويه ثماني شخصيّات مختلفة، تُشكّل مروياتها فسيفساء الحكاية تشكيلًا ساحرًا، أمّا قاع الرواية فمساءلة سرديّة للنّكسة وما تلاها من أوهام بالسيادة والنصر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-18
تعرض قناة الوثائقية، في العاشرة مساء الخميس المقبل، الفيلم الوثائقي "طوبار.. إمام المبتهلين"، والذي أنتجه قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. ويوثق الفيلم، قصة حياة الشيخ "نصر الدين طوبار"، بوصفه أحد أهم رموز الإنشاد والابتهال الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي، ويرصد نشأته وسط عائلة عريقة في مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وتكوينه الديني والثقافي في مرحلتي الطفولة والشباب خلال عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته، ثم أسباب تحوله من عالم تلاوة القرآن إلى عالم الإنشاد والابتهال عقب التحاقه بإذاعة القرآن الكريم في خمسينيات القرن الماضي. ويتناول الفيلم، فترة دراسته في معهد الموسيقى العربية لصقل موهبته، وتفاصيل اللقاء الفارق الذي جمعه بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ودوره الفاعل في عددٍ من الأحداث الوطنية الكبرى، خاصة بين نكسة يونيو 1967، ونصر أكتوبر المجيد عام 1973. ويظهر في الفيلم بعض أفراد عائلة الشيخ نصر الدين طوبار، وبعض مقنياته الخاصة، إضافة إلى مشاركة عددٍ من المتخصصين في الإنشاد والموسيقى والتراث الديني والثقافي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-15
نثنى على الحرص الشديد التى تنتهجه مصر تجاه الأزمات السياسية التى تحوط منطقتنا ولا تجرجر لمعارك جانبية، فقد أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديثه مع كبار قادة القوات المسلحة على أن الحفاظ على الأمن القومى المصرى يتطلب التعامل مع كل القضايا الحساسة المحيطة بنا بكل الحسابات الدقيقة جدا، ويعلم العالم أجمع أن المنطقة التى نعيش فيها تشهد حاليا تحديات هائلة غير مسبوقة، خاصة ما يتعلق بقضية فلسطين، كما يعلم الجميع أن مصر كانت دائما هى الطرف العربى الأكثر فاعلية وجدية وصدقا وتضحية فى هذه القضية، وبالتالى فإن الخبرة المصرية فى هذا الشأن تحتم التحرك بهدوء وبحكمة وبثبات حتى تمر بهذه المرحلة وقد حققنا الهدف المنشود، وهو إعادة الحق الفلسطينى، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. هيبة الدولة تكون فى سياستها وقراراتها فى كل المجالات ولذا كلمة مصر مسموعة لدى الجميع والجميع يحترمها، فمن طبائع الأمور أن مصر دولة ذات تاريخ عريق ومكانة وهيبة، ومن ثم يجب أن تكون تحركاتها محسوبة بكل دقة وحكمة وعقلانية بما يتماشى مع هذه المكانة وتلك الهيبة، هذا بالضبط ما أكده السيد الرئيس خلال زيارته للأكاديمية العسكرية المصرية. ويؤكده فى كل محفل يذهب إليه بأن الصبر والتريث والحكمة هى صفات الكبار، أما الاستعجال والعشوائية والانفعالات الفوارة التى ينتج عنها الندم فإنها من صفات الصبية والمراهقين وقليلى الخبرة. وقد مرت مصر فى الستينيات بهذه المرحلة التى أتت بها نكسة يونيو 1967 حتى تبنت القيادة السياسية المتمثلة فى المرحوم الرئيس السادات بدرجة نضوج كبيرة جلبت لنا نصر أكتوبر ومنها السلام مع الخصم من موقف قوة. السياسة الحكيمة تقتضى الحديث عن الهدوء والحكمة والحسابات الدقيقة لكل خطوة لا يقصد بها صانع القرار فقط، وإنما يقصد بها الشعب المصرى بكل فئاته بالأساس من هنا فإن تحلى المواطنين بالوعى يصبح أمرا حتميا، وهو ما يقتضى عدم الانسياق للشائعات وألاعيب الأشرار على مواقع التواصل الاجتماعى وتفاهات الصغار الذين يتحدثون فيما لا يعرفون ولا يفهمون. إن التحديات هائلة، ولا بديل عن الحكمة والعقلانية والحسابات الدقيقة جدا لكل خطوة، فالكلام سهل والانفعالات سهلة، ولكن حياة الواقع تفرض على مصر الحرص والحكمة الشديدة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-05-06
- مدير تحرير «الأهرام» المتخصص فى الملف الفلسطينى فى ضيافة «الشاهد» - انقسام قيادات «حماس» يعرقل التوصل لهدنة لأن القادة يخشون استهدافهم بعد تسليم الأسرى - قائد من المقاومة قال لى «أسوأ ما فعلناه فى تاريخنا أننا عسكرنا الانتفاضة الثانية» - «حماس» صناعة إسرائيلية لخلق فصيل إسلامى يتصدى لفصائل المقاومة اليسارية والمسيحية - الغزاوية سيجبرون على ترك أرضهم عقب انتهاء الحرب لأنهم لن يجدوا مسكنًا ولا عملًا ولا طعامًا - «فتح» جلست إلى طاولة المفاوضات مع الاحتلال بعد أن أيقنت أن الخيار العسكرى ليس حلًا - 90% من الإرهاب فى سيناء كان مصدره غزة بتهريب السلاح أو تدريب العناصر التكفيرية - ياسر عرفات ورفاقه أول من رفعوا السلاح فى وجه جيش الاحتلال عقب نكسة يونيو 1967 وصف أشرف أبوالهول، مدير تحرير صحيفة «الأهرام»، المتخصص فى الملف الفلسطينى، القضية الفلسطينية بأنها قضية الأفكار المغلوطة، مفندًا هذه الأفكار، وأولاها أن «حماس» هى الفصيل المقاوم الذى سيحرر فلسطين، وأن حركة «فتح» والسلطة «خونة باعوا القضية». وأضاف «أبوالهول»، فى حواره مع برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، أن «حماس» تتعمد ابتزاز مصر والضغط عليها إعلاميًا، من خلال ادعاء غلق معبر رفح، لتتغاضى مصر عن استخدامها الأنفاق فى عمليات التهريب. وشدد على أنه لولا ما تتمتع به مصر من صبر وحكمة تجاه القضية الفلسطينية، لكانت تدخلت عسكريًا فى غزة منذ زمن، خاصة بعد ثبوت رعاية «حماس» الخلايا الإرهابية التى كانت تنشط فى سيناء، قبل أن تنجح الدولة المصرية، بفضل تضحيات قواتها المسلحة وشرطتها الوطنية وشيوخ قبائل سيناء، فى القضاء على الإرهاب، وتطهير «أرض الفيروز» من كل الجيوب والخلايا التكفيرية. ■ ماذا تقصد بقولك إن القضية الفلسطينية قضية الأفكار المغلوطة أو الخاطئة؟ - من خلال تجربتى على مدى سنوات مع القضية الفلسطينية، وخلال وجودى فى قطاع غزة كمراسل للأهرام، وزياراتى المتعددة للضفة والقدس وغيرهما من المناطق، ومن خلال متابعة ما يدور فى الأراضى المحتلة بشكل لحظى، اكتشفت أن الناس لديها تصورات مغلوطة عن القضية الفلسطينية، مثل أن حماس هى المقاومة، والسلطة خونة، وهو ما يتنافى مع الحقيقة، وتكذبه الوقائع التاريخية. وأول من قاوم الاحتلال كان ياسر عرفات ورفاقه، وكانت بداية الصدام مع قوات الاحتلال فى معركة الكرامة فى مارس عام ١٩٦٨، فى بلدة الكرامة الحدودية، فى فترة حرب الاستنزاف التى تلت نكسة ١٩٦٧، ثم تلتها صدامات أخرى فى بيروت وتونس وعمليات فدائية واغتيالات للقادة الإسرائيليين. وحين طلب الفلسطينيون الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الاحتلال، اضطروا لذلك بعد أن دفعوا ثمنًا غاليًا، وبعد أن أيقنوا أن هذه المعركة لن تحسم عسكريًا. أيضًا نحن نتحدث عن احتلال مختلف، فمثلًا الإنجليز الذين احتلوا مصر فى السابق، والفرنسيون الذين احتلوا الجزائر، والإيطاليون الذين احتلوا ليبيا كان لديهم بلدانهم الأصلية التى يعودون إليها، ولكن اليهود حين مكثوا فى فلسطين كانوا مقتنعين أنها بلادهم، ولا بد أن يمكثوا فيها. وتاريخيًا كان هناك جزء من اليهود يعيش فى فلسطين، وكان هناك انقسام فى بداية القرن العشرين بين كبار العائلات الفلسطينية مثل النشاشيبى والحلبى والحسينى، وهو العداء والتنافس الذى توارثناه بعد ١٠٠ سنة، وبالتالى لا يجوز أن نحكم على طرف من الأطراف بأنه وطنى أو غير وطنى. وحماس بعد ٣٠ سنة من المقاومة وحمل السلاح وبعد عملية ٧ أكتوبر أدركت أن الحل العسكرى لن يحسم القضية. ■ ٧ أكتوبر وما بعدها حتى الآن تمثل نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة، هل تتفق مع هذا الطرح؟ - حماس بعد ٣٠ سنة أدركت أن الحل العسكرى لن ينجح، وحماس كانت تروج لتحرير فلسطين من البحر للنهر، وأن الدولة الفلسطينية ستقام على كامل التراب، وأنه لا يوجد تعايش مع الإسرائيليين، ولكن بعد الـ٧ من أكتوبر تغير هذا نتيجة القسوة والعنف الذى ردت به إسرائيل، والتدمير الهائل الذى حدث فى قطاع غزة، وللأسف تحول طوفان الأقصى لطوفان ضد الفلسطينيين وليس لصالحهم، وأطاح بغزة بالكامل، ودمر البنية التحتية بشكل كبير، وحين تتوقف هذه الحرب سيضج الناس بالشكوى، لكن الإعلام لن ينقل كل ما يقال، وهناك أسئلة مشروعة تدور فى أذهان الفلسطينيين عن جدوى ما فعلته حماس، والهدف من ورائه، وهل يستحق تبادل الأسرى جر القطاع إلى حرب مدمرة بهذا الشكل تسببت فى أسر إسرائيل لأضعاف ما كان لديها فى السجون، وقتل أكثر من ٣٥ ألف فلسطينى، وجرح وإصابة أكثر من ٨٠ ألفًا، وتدمير المبانى فى غزة، ومعظمها جرى بناؤه بمجهودات أهلية لم تكن كلها مبانى حكومية، بنتها العائلات التى عملت على مدى سنوات طويلة فى الخليج، وكان لديها أمل أن تعود لغزة، وأن تتحول غزة إلى سنغافورة؟ وللأسف جرى تدمير الآمال والأحلام، لذلك أعتقد أنه بعد أن تنتهى الحرب فمن المؤكد أن تحدث هجرة طوعية اختيارية ظاهريًا، لكنها فى الحقيقة هجرة إجبارية، والفلسطينى سيجبر على الخروج حتى دون سلاح، لأنه لن يجد عملًا ولا سكنًا ولا مرافق، فسيفكر فى الهجرة لمكان يهاجر إليه حتى يعمل ويبنى عائلته مرة أخرى، وهنا سيكون الاختبار الحقيقى للفلسطينى الذى بذل من عمره سنوات وتحمل المشقة ومرارة الغربة، فهل سيفكر الفلسطينى فى المغامرة ويعود لغزة أم أن يستمر فى الغربة؟ وحتى قبل السابع من أكتوبر كل عمليات الهجرة غير الشرعية التى كانت تتم عبر سواحل المتوسط كانت من الفلسطينيين، لأن نسبة التعليم عالية، والشباب لديهم قدرات عالية، ودول كثيرة تستقبل طلاب فلسطين وتعطيهم منحًا دراسية، ولكن لم تكن هناك فرص عمل فى غزة بشكل خاص بعد انتهاء التعليم، والفلسطينيون لديهم ثقافة وتعليم عالٍ، وحماس تحكمهم حكمًا ثيوقراطيًا دينيًا. حاليًا كل هؤلاء الشباب يخرجون من غزة، وللأسف ما حدث فى الـ٧ من أكتوبر كان كارثيًا على كل الأصعدة، وسيؤدى إلى تغيير كبير فى كل شـىء، بما فيه مفهوم المقاومة، لأن الفلسطينيين كانوا يعتقدون أن المقاومة قادرة على إيقاف الإسرائيليين وحماية غزة. وحين نفذوا عملية طوفان الأقصى كان الهدف الحصول على أسرى إسرائيليين والتفاوض على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وثبت أن فكرة الهجوم كانت خاطئة، لأنه كان لا بد أن يكون هناك قياس لرد فعل الطرف الآخر، لأن من خطط ونفذ طوفان الأقصى كان يعتقد أنه باختطاف أسرى ونشرهم فى غزة والإبقاء على جزء منهم فى مستوطنات غلاف غزة الحدودية، يجبر إسرائيل على التفاوض ويغل يدها ويمنعها من قصف غزة، وهذا يفضح وجود قصور لدى حماس فى فهم تكتيكات القتال ونفسية وعقلية من يحكمون إسرائيل. وشاهدنا الرد القاسى للإسرائيليين، ورأينا أن ما خطط له المقاوم الحمساوى كان ساذجًا ولم يأخذ فى الحسبان مختلف السيناريوهات المتوقعة لرد فعل الإسرائيليين، وجميعنا يعرف أن مصر حين خططت لعبور القناة فى أكتوبر ١٩٧٣ كانت تدرس كل السيناريوهات رغم كل ما لديها من إمكانات عسكرية جبارة. ■ هل نستطيع القول إن عملية ٧ أكتوبر وما تبعها من رد فعل إسرائيلى تمثل عملية صدمة إفاقة لإنعاش الوعى الفلسطينى؟ - الأمر أشبه بمعاقبة طفل فعل شيئًا خاطئًا وجرت معاقبته بإجباره على تناول الشطة، ما فعلته إسرائيل من رد قاسٍ وعنيف ودموى لأبعد الحدود سيجبر حماس على التفكير العميق قبل الإقدام على تكرار ما حدث، لأن ما فعلته إسرائيل سيبقى عالقًا فى أذهان حماس وأذهان الأجيال المستقبلية. والحقيقة أن الوضع على الأرض أسوأ مما يجرى تسويقه فى الإعلام، فالإعلام داخل غزة يريد أن يخرج صورة إيجابية لكى يتحد الجميع مع بعضهم البعض، وادعاء أن «طوفان الأقصى» غيرت المسار، وهى بالفعل غيرت المسار، لكن لصالح إسرائيل وليس لصالح الفلسطينيين، وهذه نتيجة سلبية لعملية طوفان الأقصى. والهدف الإسرائيلى من الحرب على غزة أن يتم القضاء على حماس واستعادة الأسرى، وإسرائيل لم تفشل فى تحقيق أهدافها، لأن لديها أهدافًا أكبر من ذلك، أهمها القضاء على مستقبل غزة والفلسطينيين، من خلال عملية التدمير الممنهج للقطاع وتقسيمه لمربعات وتدميرها كلها. والإسرائيليون عندما يدخلون مدينة لا يخرجون منها إلا بعد تدميرها، والمدن فى غزة والبيوت عبارة عن كتل، وكانت تمثل أزمة للإسرائيليين قبل «طوفان الأقصى»، لأنها لا تستطيع الدخول فى حرب برية مع هذه الأعداد دون مبرر قوى. وفى الأيام الأخيرة سحبت إسرائيل معظم قواتها من قطاع غزة، وكانت تريد أن تدير المعركة بالطائرات المسيرة بـ١٧ نوعًا من الطائرات للتصوير والقصف الدقيق، وبالتالى بعد عملية التمهيد بالتدمير للأحياء أصبحت لديها قاعدة بيانات عن معظم قيادات وعناصر المقاومة، لدرجة أن الصحف الأمريكية تحدثت عن أن إسرائيل تستخدم برامج الذكاء الاصطناعى المزودة بقواعد بيانات ٣٧ ألفًا من عناصر المقاومة، ٣٠ ألفًا من حماس، و٧ آلاف من الجهاد الإسلامى. وهذه البرامج لديها القدرة على التجسس وتحديد أماكن عناصر المقاومة، وقصفها على الفور بالطائرات المسيرة التى تستطيع إصابة الأهداف بدقة، وسبق استخدامها فى اغتيالات سياسية فى لبنان ضد قيادات حماس. ■ كيف ترى مستقبل حماس؟ وهل سينتهى وجودها؟ - فكرة بقاء حماس فكرة إشكالية، حماس يُنظر لها على أنها رمز للمقاومة، والمقاومة مستمرة وموجودة لدى الشعب الفلسطينى ليس من اليوم أو من حماس، لكن موجودة منذ ١٩٤٨، وفتح أسبق من حماس. حماس مجرد حلقة فى سلسلة المقاومة، لكنها ليست المقاومة كلها، وعناصر حماس جزء من الشعب الفلسطينى، وتجد فى البيت الفلسطينى ٣ إخوة من حماس وفتح والجهاد، فالفكرة موجودة، لكن الأدوات التى تحت يد حماس هى التى ستختلف، عندما مُكنت حماس من غزة بقرار إسرائيلى راكمت قوتها العسكرية، وقبل عملية ٧ أكتوبر بأيام كانت تجرب صواريخ يوميًا من غزة باتجاه البحر، وإسرائيل كانت ترى ذلك. حماس قبل ٧ أكتوبر بأيام نفذت استعراضًا عسكريًا فى شوارع غزة، وعناصرها ساروا فى الشوارع علنًا، لكن نتنياهو كان دائمًا يتباهى بأنه يحافظ على الانقسام بين حماس وفتح. وقبل الانسحاب الإسرائيلى من غزة فى ٢٠٠٥، هناك مسئول أمنى إسرائيلى قال: «عندما ننسحب من غزة، غزة ستقع تحت سيطرة حماس، وستكون غزة حماسستان والضفة فتحستان». كانوا يراهنون على أنهم بعدما يتركون حماس تسيطر على غزة، وفتح تسيطر على الضفة سيدخل الفصيلان فى صراع قوى، والإسرائيليون ساعدوا على تعميق الانقسام بين حماس وفتح، وقبل الانسحاب من غزة تعمدت إسرائيل ضرب مقرات السلطة الفلسطينية وأضعفوها لكى لا تستطيع مواجهة حماس. وتعمدت إسرائيل تسليم غزة إلى حماس، والبعض يخشى تكرار هذا السيناريو مرة أخرى بعد نهاية هذه الحرب، بمعنى أن إسرائيل تحافظ على الانقسام وتسلم غزة لبقايا حماس بشرط نزع السلاح. ■ هناك من يقول إن حماس صناعة إسرائيلية، والإبقاء عليها يخدم الاحتلال، ما تعليقك؟ - حماس أصبحت عبئًا على إسرائيل؛ لأن نتنياهو كان يظن أنه استطاع السيطرة على حماس، لكن هناك لاعبون آخرون فى المنطقة احتووها واستخدموها، وجرى تأليه حماس ورموزها وجعل الفلسطينيين يؤمنون بأنها فصيل المقاومة الوحيد القادر على تحرير فلسطين، وبالتالى انقلبت على إسرائيل، لكننا جميعًا نعلم كيف ظهرت حماس. المقاومة فى السبعينيات والثمانينيات كانت معظمها من اليسار الفلسطينى، أى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، وكان جزء كبير من قيادات المقاومة قيادات مسيحية فلسطينية أو مسيحية عربية. وإسرائيل قررت أنه لكى تضرب فكرة اليسار والمقاومة العلمانية فعليها دعم ظهور حماس لتكون بطابع إسلامى، لأن التيار الدينى المحافظ سينشغل أكثر بمواجهة اليسار وليس مواجهة الاحتلال، فسمحت إسرائيل بإنشاء ما سمى بالمجمع الإسلامى الذى يعد الحاضنة الأولى لحماس. وكل تصريحات المعارضة الإسرائيلية كانت تحذر نتنياهو من حماس، ونتنياهو فى كل انتخابات يتباهى بأنه من يبقى على الانقسام بين الفصائل. وجزء كبير من المجتمع الإسرائيلى رد على ادعاءات نتنياهو بأن الأسلحة تأتى لحماس عن طريق الجانب المصرى، وقالوا له لا، إن الأسلحة كانت تلقيها سفن قبالة سواحل غزة وأنت كنت تتغاضى عن ذلك. وأنا التقيت قادة من المقاومة فى بيت لحم أيام الانتفاضة الثانية، وأحدهم قال لى: أسوأ حاجة فعلناها فى تاريخنا أننا عسكرنا الانتفاضة الثانية. قال لى إن الانتفاضة الأولى كانت عبقريتها أن الطفل الفلسطينى يتصدى للدبابة بالحجر ووقتها حصدنا تعاطف العالم، لكن فى الانتفاضة الثانية أخطأنا بأننا سمحنا بعسكرتها. وقال لى أيضًا: «إحنا لما كان يجيلنا مسدس أو بندقية كنا نبقى مبسوطين قوى إن معانا سلاح وسنواجه إسرائيل، إلى أن اكتشفنا أن إسرائيل هى التى تهرب لنا هذه الأسلحة، علشان نستخدم البندقية فترد علينا بالطيارة، وأن تقول للعالم إن انتفاضتنا ليست سلمية». الشىء نفسه ينطبق على غزة، عندما كان يسمح لحماس بإدخال الأسلحة، ولكن فى النهاية هذه الأسلحة لها قدرات محدودة جدًا، وحماس أطلقت آلاف الصواريخ لكن ما أثرها فى حسم الصراع! وكنا نتباهى بأن القبة الحديدية فى إسرائيل أسقطت ٥٠٪ فقط من الصواريخ، لكن هذه المنظومة الدفاعية مصممة من أجل ذلك، من أجل التصدى للصواريخ التى تستهدف أهدافًا مهمة مثل المنازل والمدارس والكنائس، لكن إذا كان الصاروخ سيسقط فى أرض خلاء فإن القبة الحديدية تتجاهله. فعندما أسمع كمواطن من ضمن الأفكار المغلوطة أن المقاومة أطلقت ٥٠٠ صاروخ والقبة تصدت لـ٢٥٠، كنت أقول هناك ٢٥٠ صاروخًا سقطت فى أرض خلاء. وهذه هى الطريقة الإسرائيلية التى تشعرك بأن الطرف الآخر يوازيها فى القوة، وأنه فى منتهى الخطورة، وتحاول إيهام العالم بأنها تتعرض لخطر وجودى، وأنها مضطرة لاستخدام القوة المفرطة فى القضاء على الطرف الآخر. وعملية السابع من أكتوبر كانت لها فكرة مختلفة، لأنها عملية اقتحام تمت بحوالى ٣ آلاف عنصر كانوا مقسمين إلى ٣ مجموعات، مجموعة تأسر مدنيين من مستوطنات الغلاف وتنشرهم فى غزة لتمنع إسرائيل من ضرب غزة. ومجموعة أخرى للاستيلاء على المستوطنات نفسها وتظل بها، والمجموعة الثالثة لمواجهة أى هجوم برى إسرائيلى، وكان ذلك بالنسبة للإسرائيليين تطورًا نوعيًا، فأنت لا تطلق صواريخ فقط، بل دخلت وتريد السيطرة على المكان، وهنا بدأت تتشكل صورة الرد الإسرائيلى. ■ ما كواليس الانقسام السياسى والعسكرى داخل حركة حماس؟ - الاحتلال الإسرائيلى يتعمد نشر مبرراته حول هدم المناطق السكنية، بأنها ليست من أجل استهداف المدنيين، ولكن بهدف السيطرة على الأنفاق وأعضاء حركة حماس المختبئين تحت هذه المنازل، وذلك كان جزءًا من الأخطاء الناتجة عن الانقسام داخل حماس. الانقسام داخل حركة حماس فى الأساس هو انقسام بين القيادات السياسية والعسكرية، ومن المعروف أن الكلمة العليا فى حماس للقيادات العسكرية، الذين يملكون السلاح والموجودين فى الميدان، ولكن القيادات السياسية هى الوجهة للحركة، وهى المسئول الأول عن جمع التبرعات والمساهمات من الخارج. وبعد صفقة شاليط، وهى صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية والاحتلال الإسرائيلى عام ٢٠١١، خاصة حين خرج يحيى السنوار من الأسر، كانت علاقته جيدة مع الجناح العسكرى، وانتخب كرئيس للمكتب السياسى لحركة حماس داخل غزة، وفى ذلك الحين تعاظم نفوذ يحيى السنوار بسبب علاقته بالجناح العسكرى، وبالتالى، خرج قادة الجناح السياسى واحدًا تلو الآخر للاستقرار فى دول أخرى، حتى أصبحت هناك مجموعة أخرى تابعة للسنوار وهى التى تحكم غزة. ■ لماذا تعطل «حماس» مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى؟ - القيادات السياسية داخل حركة حماس تدرك تمامًا أنها إذا وافقت على الحلول السياسية بشأن تبادل الأسرى والرهائن، سيتم استهدافها فيما بعد، وهناك خبرات سابقة فى ذلك الأمر، حين قاد أحمد الجعبرى مفاوضات «شاليط»، وبعد عام واحد فقط قام الاحتلال الإسرائيلى باغتياله. وحركة حماس لديها قناعة شديدة بأن أى حل سياسى ستكتفى فيه إسرائيل بتسلم الرهائن وهدنة لفترة قليلة، ثم ستعود إلى الانتقام على الفور، وذلك أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل أى تسوية تخص ملف المفاوضات والهدنة. وهناك خلاف واضح بين القيادة السياسية لحماس والقيادة العسكرية للحركة بشكل غير معلن، وهذا سبب من أسباب تعطيل مفاوضات الهدنة. ■ ما تقييمك لدور مصر فى ملف القضية الفلسطينية؟ - القيادات المصرية لديها صبر كبير فى التعامل مع ملف القضية الفلسطينية، وإن كانت هناك أى دولة أخرى تقع بالقرب من غزة وتتأثر بها كالدولة المصرية، لكانت تدخلت عسكريًا ضد غزة، فمن المؤكد أن ٩٠٪ من الإرهاب فى سيناء كان مصدره غزة، سواء من خلال تهريب السلاح أو تدريب العناصر الإرهابية. هناك إشكالية كبيرة للغاية داخل حركة حماس، وهى ما يسمى بـ«أبناء المساجد»، وهم الأطفال الأيتام وأبناء العائلات الفقيرة، الذين كان يجندهم جناح الدعوى فى غزة، ثم يتم تسليمهم لأئمة مساجد من أجل زرع الكراهية بداخلهم لكل شىء، ثم تأتى المرحلة الثانية، وهى التدريب على السلاح، حتى يصبح لدى الشخص عقيدة تقوم على الكراهية، وفى نفس الوقت يجيد استخدام السلاح، والذين كانوا يمثلون خطرًا دائمًا على مصر، وجزء كبير منهم شارك فى الإرهاب ضد مصر. وبعد حرب مايو ٢٠٢١ فى غزة، كانت مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى أسهمت فى إعادة الإعمار فى غزة بقيمة ٥٠٠ مليون دولار. ■ كيف ابتزت حركة حماس مصر؟ - لولا الموقف المصرى برفض التهجير القسرى للفلسطينيين، لخرج سكان غزة وانتهت القضية الفلسطينية بشكل تام، ورغم ذلك يتم اتهام الدولة المصرية دائمًا بإغلاق معبر رفح، ولكن مصر دائمًا ما تضغط على إسرائيل لفتح المعابر الأخرى أيضًا وليس معبرًا واحدًا فقط. ومصر دفعت ثمنًا باهظًا فى الوقوف بجانب القضية الفلسطينية، ولكن حركة حماس دائمًا ما تستخدم أسلوب الابتزاز ضد الدولة المصرية، حتى تسمح لها مصر بفتح الأنفاق، فى الماضى، من أجل إدخال كل شىء من خلالها. وكانت حماس تبتاع البنزين من مصر بأسعار قليلة، وتبيعه فى غزة بأسعار باهظة للغاية، ومن هنا استطاعت الحركة تكوين ثروة كبيرة، وبنت إمبراطورية اقتصادية داخل غزة، وبالتالى، دفعت مصر ثمنًا قاسيًا لدفاعها عن القضية الفلسطينية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-25
يحتفل المصريون، فى ٢٥ أبريل من كل عام، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، باستثناء طابا التى استردتها لاحقًا بالتحكيم الدولى في ١٥ مارس ١٩٨٩. ولشيوخ سيناء وقبائلها أيادٍ بيضاء فى النصر العظيم الذى بدأ عقب نكسة يونيو ١٩٦٧، بحرب الاستنزاف التى انتهت بالعبور الكبير فى أكتوبر ١٩٧٣، حيث وفروا الدعم اللوجستى للمجموعات القتالية المصرية، التى نفذت عمليات وهجمات خلف خطوط العدو، ودفعت القبائل ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها وممتلكاتها لتحقيق النصر واسترداد الأرض وتطهيرها من المحتل الأجنبى أو الجماعات الإرهابية الضالة التى سفكت الدماء واستباحت الحرمات تحت ستار الدين. وقال الشيخ سالم موسى حمدان، من قبيلة المزينة، إن هذه الذكرى لا تفارق وجدان أبناء قبائل سيناء أبدًا، ولا يمكنهم نسيان مشهد عودة جنود الجيش المصرى للانتشار فى كل ربوع سيناء بعد خروج آخر جندى إسرائيلى منها، وكيف استقبلتهم قبائل سيناء بالود والمحبة والترحيب والأفراح، وكانت ملحمة شعبية وذكريات لا تُنسى على جزء غالٍ من أرض الوطن. وأضاف، لـ"الدستور"، أنه ابن المجاهد موسى حمدان الحاصل على نوط الامتياز من رئيس الجمهورية، وأنه يشعر بالفخر والامتنان، وأن والده ذبح خمسة جمال احتفالًا بالنصر، وكان يجمع أبناءه الـ١١ ويحكى لهم كواليس نصر أكتوبر وملحمة تحرير الأرض، وكيف أن فرحة والده بالنصر كانت أكبر فرحة فى حياته ولا تقارن مع أى مناسبة أخرى حتى زواج أبنائه. أكد أنه يتمنى أن تنشئ الدولة ميدانًا كبيرًا، وأن تضع وسطه نصبًا تذكاريًا يحمل أسماء المجاهدين البواسل من أبناء قبائل سيناء تخليدًا لذكراهم وعرفانًا بالجميل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-25
يحتفل المصريون بذكرى تحرير سيناء، في 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، باستثناء طابا التي استردتها لاحقًا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989. ولشيوخ سيناء وقبائلها أيادٍ بيضاء فى النصر العظيم الذى بدأ عقب نكسة يونيو 1967، بحرب الاستنزاف التي انتهت بالعبور الكبير فى أكتوبر 1973، إذ قدم أبناء أرض الفيروز يد العون للقوات المسلحة، وجمعوا المعلومات عن معسكرات وقوات العدو الإسرائيلى. أوضح الشيخ فريج سالم حسن، من قبيلة الحويطات، أنه لولا فضل الله والسياسة الحكيمة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ما تمكنت البلاد من تجاوز الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وما تبعها من انتشار للجماعات الضالة التكفيرية في سيناء وإشهارها السلاح في وجه الدولة والأبرياء، ولكن تعاون قبائل سيناء مع رجال القوات المسلحة كان السبيل الوحيد لاستعادة أرض الفيروز وتطهيرها، كما حدث في السابق وتكلل التعاون بنصر أكتوبر العظيم وخروج المحتل من أرض سيناء بالكامل. وأضاف، لـ "الدستور"، أن جميع أبناء القبيلة شاركوا وجاهدوا في جميع الحروب دفاعًا عن كرامة الوطن، موجهًا الشكر للرئيس السيسي على اهتمامه بتنمية سيناء وتطويرها، من خلال إنشاء الجامعات ومد الطرق والكباري والأنفاق والمستشفيات. وأوضح أن المجاهدين كان لهم دور عظيم قبل وأثناء حرب أكتوبر، وكانوا بمثابة دروع بشرية تصد عن مصر بأس أعدائها وشرورهم، وأنهم تعاونوا مع القوات المسلحة ونفذوا عمليات فدائية وجمعوا المعلومات عن قوات العدو، وأن الجيش الإسرائيلي كان لا يتردد في التمثيل بأي فرد يثبت تعاونه مع الجيش المصري. ووجّه الشكر لرجال القوات المسلحة والرئيس السيسي، ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، مؤكدًا أن سيناء تعيش حاليًا في أمن وأمان وتشهد أزهى عصور التنمية والرخاء. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
مصراوي
Very Negative2024-04-22
كتب- محمد سامي و محمد فتحي:قال الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدي سيناء، إن 25 أبريل وعيد تحرير سيناء الذي تحتفل به مصر كل عام، جاءت بعد نصر أكتوبر 1973. ولفت خلال حواره مع "مصراوي"، إلى أنه بعد نكسة 5 يونيو 67 أنتقلت الدولة المصرية إلى الضفة الغربية بقناة السويس بكافة أفرعها ولم يتواجد في شبه جزيرة سيناء إلا أبناء سيناء وبعض العناصر من رجال المخابرات الحربية. وأضاف، أنه تم تشكيل منظمة سيناء العربية التي أنشأنها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ انخرط فيها معظم شباب قبائل سيناء، بالإضافة إلى العديد من الشباب من مدن القناة أيضا: "بورسعيد، السويس، الإسماعيلية" وبعض المحافظات الأخرى. وأشار إلى أن هذه الكوكبة من المجاهدين جعلت سيناء كتابًا مفتوحًا أمام القيادة السياسية من خلال رصد تحركات العدو، بل زاد على ذلك أعمال كبيرة جدًا للمجاهدين عبارة عن نسف وتدمير وقتل العديد من العدو الإسرائيلي. وأكد "جهامة"، أن تعليمات النسف والتدمير التي تمثلت في قتل 11 طيارًا وامرأة، ونسف 4 طائرات هيلكوبتر للعدو الإسرائيلي، كانت تصدر من القاهرة، ردًا على عملية العدو الإسرائيلي في تدمير رداد جبل عتاقة. وأشار إلى أنه بعد ذلك جاء نصر أكتوبر 73 الذي سطرت فيه القوات المسلحة أروع البطولات، وكسرت فيه شوكة العدو الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأنشأ خط برليف وأوهم العالم أجمع أن المقاتل المصري لا يمكن أن يجتاز هذا المانع الاستراتيجي. وتابع: "بفضل الله وعزيمة الرجال كان المقاتل المصري في 6 ساعات على الضفة الشرقية لقناة السويس، ثم دارت معركة تفاوضية لا تقل شراسة عن حرب أكتوبر وبها إعادة سيناء كاملة إلى أحضان مصر". وأشار إلى أن الدولة المصرية قررت بعد ذلك أن يوم 25 أبريل عيدًا قوميًا لسيناء، والذي يقدم فيه أبناء قبائل سيناء خالص التهانئ إلى كافة أفراد القوات المسلحة المصرية، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسحلة. وأكد أن أبناء سيناء توارثوا الولاء والانتماء جيلًا بعد جيل، إذ ظهر هذا ووضح جليًا في مقاومة قوى الشر التي اجتاحت شبه جزيرة سيناء السنوات الماضية، لكن بفضل الله وتعاون أبناء القبائل مع القوات المسلحة والشرطة تم دحر هذا الإرهاب. وأضاف أن القبائل فقدت نحو 570 شهيدًا من أبنائها، بالإضافة إلى شهداء القوات المسلحة والشرطة خلال دحر الإرهاب من أرض سيناء، قائلا: "سيناء اندفع فيها تمن غالي جدًا ولا يجوز التفريط في حبة رمل من أرض سيناء كما قال الرئيس السيسي". وأكد "جهامة"، أنه منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد، أنفقت الدولة ما يزيد عن 560 مليار جنيه على سيناء، لافتًا إلى أن هذا العطاء السخي تمثل في مشروعات عدة منها: إنشاء أنفاق على قناة السويس الذي أنهت التكدس المروري لأبناء سيناء حتى أصبحت 10 دقائق مقابل 5 ساعات سابقا. وتابع: أن المشاريع أيضا تمثلت في إنشاء التجمعات في شبه جزيرة سيناء وشبكة طرق ممتازة، وتحويل ميناء العريش إلى ميناء عالمي، وربطه بميناء نويبع في البحر الأحمر، بالإضافة إلى توصيل المياه من محطة بحر البقر إلى وسط سيناء والمستهدف زراعة 350 ألف فدان في سيناء. وأوضح أن هذا الإنجاز يضاهي الإعجاز، ونحن كأبناء سيناء نطالب الدولة بأولى أوليات التنمية وهي التنمية البشرية، إذ أن الدولة تصدر بعض التسهيلات لأبناء الدلتا إلى سيناء، مطالبًا بتواجد المزيد من أبناء الدلتا في سيناء وايجاد مشاريع استثمارية لهم لأن سيناء خطف منها زهرة شباب مصر. يذكر أن الشعب المصرى يحتفل كل عام في 25 أبريل بعيد تحرير سيناء، ذلك اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد صراع طويل بينها وبين إسرائيل. وشهد استرداد الأرض معارك شرسة خلال حرب 1973، كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية وانتصارا كاسحا للسياسة العسكرية المصرية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-18
يحتفل المصريون بذكرى تحرير سيناء، فى ٢٥ أبريل من كل عام، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، باستثناء طابا التى استردتها لاحقًا بالتحكيم الدولى فى ١٥ مارس ١٩٨٩. ولشيوخ سيناء وقبائلها أيادٍ بيضاء فى النصر العظيم الذى بدأ عقب نكسة يونيو ١٩٦٧، بحرب الاستنزاف التى انتهت بالعبور الكبير فى أكتوبر ١٩٧٣، إذ قدم أبناء أرض الفيروز يد العون للقوات المسلحة، وجمعوا المعلومات عن معسكرات وقوات العدو الإسرائيلى. كما وفروا الدعم اللوجستى للمجموعات القتالية المصرية، التى نفذت عمليات وهجمات خلف خطوط العدو، ودفعت القبائل ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها وممتلكاتها لتحقيق النصر واسترداد الأرض وتطهيرها من المحتل الأجنبى أو الجماعات الإرهابية الضالة التى سفكت الدماء واستباحت الحرمات تحت ستار الدين. قال الشيخ سالم موسى حمدان، من قبيلة المزينة، إن هذه الذكرى لا تفارق وجدان أبناء قبائل سيناء أبدًا، ولا يمكنهم نسيان مشهد عودة جنود الجيش المصرى للانتشار فى كل ربوع سيناء بعد خروج آخر جندى إسرائيلى منها، وكيف استقبلتهم قبائل سيناء بالود والمحبة والترحيب والأفراح، وكانت ملحمة شعبية وذكريات لا تُنسى على جزء غالٍ من أرض الوطن. وأضاف، لـ«الدستور»، أنه ابن المجاهد موسى حمدان الحاصل على نوط الامتياز من رئيس الجمهورية، وأنه يشعر بالفخر والامتنان، وأن والده ذبح خمسة جمال احتفالًا بالنصر، وكان يجمع أبناءه الـ١١ ويحكى لهم كواليس نصر أكتوبر وملحمة تحرير الأرض، وكيف أن فرحة والده بالنصر كانت أكبر فرحة فى حياته ولا تقارن مع أى مناسبة أخرى حتى زواج أبنائه. وأكد أنه يتمنى أن تنشئ الدولة ميدانًا كبيرًا، وأن تضع وسطه نصبًا تذكاريًا يحمل أسماء المجاهدين البواسل من أبناء قبائل سيناء تخليدًا لذكراهم وعرفانًا بالجميل. أكد الشيخ عارف أبوعكر، شيخ قبيلة العكور بشمال سيناء، أن ذكرى اكتمال تحرير الأرض تمثل حالة من الفرح ورد الاعتبار لكل مصرى، بعد أن أثبت الجيش المصرى للعالم كله أنه يستطيع حماية تراب الوطن العزيز الذى لا يقدر بثمن. وأضاف «أبوعكر»، لـ«الدستور»: «لولا شجاعة الضباط والجنود المصريين لم نكن لنستطيع الحفاظ على تراب أرض الفيروز، وحب الوطن خلق فى قلب كل مصرى، وهو دافعه للحفاظ على كل شبر من أرضه، لذا فإن يوم ذكرى تحرير سيناء ليس يومًا عاديًا لدى المصريين، لأنهم يسترجعون فيه فرحة أجدادهم الذين تصدوا لهجمات العدو الإسرائيلى». وتابع: «التاريخ لن ينسى أبدًا، ولن ينسى أصحاب الأرض الجهد الجبار الذى بذله كل جندى وضابط لحماية الوطن واسترداد أرضه من العدو، ونحن حتى وقتنا هذا نسترجع ذكريات هذا اليوم العظيم مع أبنائنا وأحفادنا، فى كل قبائل سيناء، ونحيى ذكرى هذا اليوم العظيم حتى نزرع حب الوطن والانتماء إليه فى قلوب أبنائنا منذ الصغر، حتى يستكملوا مسيرة آبائهم وأجدادهم». واستطرد: «لم نكن لنستطيع العيش دون أرضنا العزيزة، التى يجرى حبها فى دمائنا، وفى هذا اليوم العظيم نقدس تراب الوطن، ونتذكر، شعبًا ودولة، فضل رجاله وجنوده الذين ضحوا بأنفسهم ودمائهم لحماية تراب مصر من كل عدو». أوضح الشيخ فريج سالم حسن، من قبيلة الحويطات، أنه لولا فضل الله والسياسة الحكيمة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ما تمكنت البلاد من تجاوز الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وما تبعها من انتشار للجماعات الضالة التكفيرية فى سيناء وإشهارها السلاح فى وجه الدولة والأبرياء، ولكن تعاون قبائل سيناء مع رجال القوات المسلحة كان السبيل الوحيد لاستعادة أرض الفيروز وتطهيرها، كما حدث فى السابق وتكلل التعاون بنصر أكتوبر العظيم وخروج المحتل من أرض سيناء بالكامل. وأضاف، لـ«الدستور»، أن جميع أبناء القبيلة شاركوا وجاهدوا فى جميع الحروب دفاعًا عن كرامة الوطن، موجهًا الشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بتنمية سيناء وتطويرها، من خلال إنشاء الجامعات ومد الطرق والكبارى والأنفاق والمستشفيات. وأوضح أن المجاهدين كان لهم دور عظيم قبل وأثناء حرب أكتوبر، وكانوا بمثابة دروع بشرية تصد عن مصر بأس أعدائها وشرورهم، وأنهم تعاونوا مع القوات المسلحة ونفذوا عمليات فدائية وجمعوا المعلومات عن قوات العدو، وأن الجيش الإسرائيلى كان لا يتردد فى التمثيل بأى فرد يثبت تعاونه مع الجيش المصرى. ووجّه الشكر لرجال القوات المسلحة والرئيس السيسى ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، مؤكدًا أن سيناء تعيش حاليًا فى أمن وأمان وتشهد أزهى عصور التنمية والرخاء. أشار يوسف سليمان، ابن البطل سليمان حامد مسلم، إلى أن تحرير سيناء هى الذكرى الأفضل فى حياته، خاصة أن والده أحد أبطال «حرب الاستنزاف» وانتصار السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وسبق أن كرَّمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بـ«نوط الامتياز من الدرجة الأولى». وأضاف «سليمان»: «إلى جانب نوط الامتياز من الدرجة الأولى، حصل والدى على العديد من الدروع والنياشين والميداليات، تقديرًا لمجهوداته فى حرب تحرير سيناء، ولدعمه القوات المسلحة فى العمليات القتالية خلال هذه الحرب، ليصبح نموذجًا يحتذى به فى البطولة والوطنية». وواصل: «فى بداية جهاده لحماية الوطن، كان ينقل معلومات عن العدو الصهيونى، ويعمل على تسهيل دخول عناصر من القوات المسلحة إلى خلف خطوط العدو، إلى جانب تأمين طريق عودتهم، بحكم معرفته الجيدة بالدروب الجبلية، لينجح هو والجنود المصريون فى الحفاظ على أرض مصر». وأكمل: «والدى واحد من المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب مصر، واسترجاع أهم بقعة تمنى العدو الإسرائيلى أن يحصل عليها، وكان يحمل غيرة شديدة داخل صدره، ورغبة قوية فى حماية كل شبر من أرض مصر، وإنقاذها من بطش العدو الإسرائيلى، خاصة سيناء». وتابع: «والدى كان يعمل جاهدًا لخدمة مصر خلال حرب أكتوبر، وتعرض لأشد أنواع التعذيب فى السجون الإسرائيلية، لكنه كان يحمل الأمل فى قلبه، ويؤمن بأن هناك من سيأتى خلفه لاستكمال مشواره فى حماية الأراضى المصرية، حتى عاد بالفعل إلى أرض الوطن، فى صفقة لتبادل الأسرى». وأتم بقوله: «والدى تحمل كل هذه الصعاب فى ظل حبه وامتنانه لوطنه الغالى، واستعداده للدفاع عن ترابه الغالى حتى آخر نقطة دم، وكان يحرص دائمًا على زرع حب تراب مصر فى قلبى، والدفاع عنها ضد أى عدو حاول حتى التفكير فى الاعتداء على شبر واحد من أرضنا الحبيبة»، معبرًا عن فخره بأنه ابن لبطل مثل والده. وأشار إلى أن والده كان يعمل قاضيًا عرفيًا، ويفصل بين الناس بالحق، دون تقاضى أجر، بل أحيانًا كان يدفع من ماله الخاص من أجل إنهاء الخصومة، مضيفًا: «خُلق حرًا يبحث دائمًا عن الحق، وكان الخير بداخله دومًا، على الرغم من صغر سنه فى ذلك الوقت». ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-04-07
ردّ الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على سبب الاعتماد على الهيئة في توضيح مواقف الدولة إزاء التطورات في الأراضي الفلسطينية وفي ظل الحرب الإسرائيلية على غزة. وقال خلال مقابلة مع قناة «العربية»، إن الهيئة تابعة لرئاسة الجمهورية ومنشأة بقرار جمهوري عام 1967 في أعقاب نكسة يونيو. وأضاف أنه في ذلك التوقيت كان الإعلام الخارجي يتحدث عن أمور ليست دقيقة عن مصر، فجرى إنشاء الهيئة لهذا الغرض بشكل رئيسي عبر التعامل مع ما يُنشر إعلاميا. وأوضح أن هناك أجهزة أخرى في مصر، منوط بها التحركات السياسية والدبلوماسية، لكنّ أغلب ما يثار خلال العدوان على غزة يرتبط بشكل أكبر بوسائل الإعلام فكانت الهيئة الطريق لإعلان الموقف الرسمي المصري إزاء بعض القضايا. ولفت إلى أن جهات أخرى تتولى الإعلان عن الموقف المصري، بما في ذلك رئيس الجمهورية الذي يحرص دائما على استعراض الرؤية المصرية. ونوه بأن الهيئة اعتادت أن تؤدي هذا الدور على مدار السنوات الماضية، موضحا أن الهيئة استطاعت أن تعبر عن موقف الدولة بشكل رسمي. وأكّد أن ما تعلنه الهيئة ليس فقط ملكا لها، فهي ليست الجهة الوحيدة التي تصيغ هذه الإعلانات لكنها تعبر عن موقف الدولة بشكل عام. ولفت إلى أن بيانات الهيئة حظيت بانتشار ملحوظ بين وسائل الإعلام الغربية، بجانب بعض التفاعلات بما في ذلك من الجانب الإسرائيلي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-06
«لم يترك مسقط رأسه قريته الروضة بدمياط وكان يقضى نصف الأسبوع فيها والنصف الآخر في القاهرة، ولهذا ارتبط بقضايا وهموم الفلاحين وبسطاء الناس الذين عاش في وسطهم ولم يتركهم حتى آخر نفس من حياته، كما عاش نظيف اليد ولم يتربح في حياته إلا من عمله كمحامٍ»هذا مما كتبه سعيد الشحات عن القيادى الناصرى ضياء الدين داوود المولود في 27 مارس 1926 في الروضة مركز فارسكور بدمياط. وتخرج في حقوق القاهرة في عام 1949،وبين عامى 1964و1971 إنتخب عضوًا في البرلمان عن دائرة فارسكور، وفى عام 1968 عين وزيرا لشؤون مجلس الشعب ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية في عام 1968 وتولى عملية تهجير أبناء مدن القناة لمحافظات مصر بعد نكسة 5 يونيو 1967، وفى 15 مايو 1971 تم القبض عليه مع العشرات من القيادات التي عملت في نظام عبدالناصر ووصفها السادات بـ«مراكز القوى» وبقى داوود معتقلًا من عام 1971 حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى واستطاع قضائيًا إسقاط قرار السادات بعزله سياسيًا هو ومجموعة 15 مايو وحرمهم من ممارسة العمل السياسى. وقد ساهم ضياء الدين داود في تجربة الحزب الاشتراكى العربى الناصرى تحت قيادة فريد عبدالكريم، ثم خاض انتخابات مجلس الشعب في عام 1990 وفاز باكتساح في دائرة فارسكور بدمياط ثم أسس الحزب الديمقراطى العربى الناصرى في عام 1992 وأصبح رئيسًا للحزب وظل في خندق المعارضين لمبارك ونظامه ولمشروع الخصخصة والسياسية الاقتصادية التي أدت لمزيد من الفقر كما عارض كامب ديفيد، مما أدى إلى إسقاطه في الانتخابات بعد ذلك، إلى أن توفى» زي النهارده في 6 إبريل 2011. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-04
كشفت الكاتبة الروائية عائشة نصار في برنامجها الخاص ""، عن خطوات تصنيع "المظلومية" الإخوانية على طريقة حسن الصباح. وقالت، إن صناع المسلسل سلطوا الضوء على زاوية مهمة جدًا لدى التنظيمات الإرهابية والإسلام السياسي بدءًا من حسن الصباح والحشاشين، حيث تدور أحداث المسلسل في القرن الحادي عشر وصولًا إلى حسن البنا والإخوان في القرنين العشرين والحادي والعشرين. وأوضحت أن هذه الزواية هي للعمل على تصنيع المظلومية والاستشهادية بل والدفع في حدوثها في كثير من الأحيان ثم الاستفادة بعد ذلك من هذه الدعاية لجذب المزيد من الأتباع وضمان الحياة لها وتخليها على مدار عقود مثلما حصل بعد مقتل حسن البنا في أربعينات القرن الماضي ثم في نكبات الجماعة في الخمسينيات والستينيات وحتى الوصول إلى استشهادية رابعة بعد 30 يونيو 2013. وتابعت: "هذه هي تحديدًا الاستراتيجية التي أشار لها مسلسل الحشاشين في مشهد هام خلال حلقاته الأولى، حيث رأينا حرص الحسن الصبّاح على تصنيع المظلومية الباطينة والاستفادة منها والدعاية لها بعد ذلك، عن طريق إثبات ولائه وخداعه للسطان السلجوقي ملكشاه، وتثبيت نفوذه في بلاطه بإصدار القرار بنفسه بجلد أحد عناصر طائفته من الباطنيين، وثانيًا إقناع العنصر الباطني من أتباعه بالاستجابة للجلد واستغلال الموقف لضمان صنع المزيد من المظلومية بين الناس والدعاية والترويج بينهم للدعوة الباطنية ضد نظام حكم السلطان ملكشاه. وأكدت، أن حسن الصباح في كل مراحل مواجهته للدولة السلجوقية يعتمد تمامًا مثل ما يتهم الإخوان في دعايتهم على ترسيخ المظومية وعلى الترويج على أن أي ابتلاء أو فتنة أو سقوط أو صراع على الحكم من قبل الأنظمة التي تناصبهم العداء هو عقاب إلهي بسبب كل ظلم أو اعتقال أو تضييق تعرض له الإخوان. وتابعت: "ومثلما قال مرشد الاخوان محمد بديع أن العدوان الثلاثي على مصر حدث بعد اعتقلات الاخوان عقب حادث المنشية ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام 1954، وأن نكسة يونيو 1967 حدثت بسبب اعتقال قيادات الاخوان وإعدام سيد قطب في 1965، وحتى زوال الملكية وإنهاء حكم الملك فاروق بثورة يوليو 1952 أيضًا كان بسب اغتيال حسن البنا عام 1949، وسقوط حكم مبارك بسبب محكامته للاخوان عسكريًا". وأوضحت، أن هذا ما كان يصدره حسن الصباح دعائيًا في تفسيره لمحنة الدولة السلجوقية وحالة الانقسام والصراع على الحكم بين أبناء السلطان ملكشاه بعد مقتله. وأشارت، إلى أن جماعة الحشاشين استفحل خطرها في أصفهان واستغلال ضعف المؤسسات الأمنية للدولة في فترة صراع أبناء السلطان ملكشاه على السلطة، يث نجح أتباع الصباح في جذب المزيد من الأتباع وبدأوا في إثارة الرعب والفوضى والدم وتعاظم خطرهم بين الناس. وأكدت، أن السلطان السلجوقي الجديد بركياروق بن ملكشاه، قرر عقب مجرد انفراده بالعرش وعقد الصلح بينه وبين أشقائه مواجهة خطر الباطنيين من أتباع حسن الصباح الذين أصبحوا يهددون الدولة السجوقية، حيث نفذ السلطان السلجوقي الجديد المذبحة التي يقتل فيها 800 باطني متواجدون في أصفهان. ولفتت، إلى أن حسن الصباح استخدم نفس الأدوات التي كان يلجأ إليها الاخوان عقب أي صدام أيًا كان نوعه مع الأنظمة الحاكمة لصناعة المظلزومة والترويج لها وترسيخها دعائيًا، ويكون هذا باستشهادية مضللة يتم تضخيمها والاتجار بها وتزويرها وتزييف وقائعها أو حتى بفترات محن إخوانية تشهد محاكمات واعتقلات وسجن قادة الجماعة وكوادرها عقب مخططات إرهابية لقلب نظام الحكم أو حتى جرائم واغتيالات أو محاولات اغتيال إرهابية. وأكدت، أن هذا كان بداية من تأسيس الجماعة وإرهاب النظام الخاص في عهد حسن البنا ثم نكباتها في أعوام 1954 و1965 وحتى الوصول لاستشهادية اعتصام رابعة العدوية. وأشارت، إلى أنه نفس خطاب التكفير والوصم بصيغة المجتمع الجاهلي المساند لنظام حكم الرئيس جمال عبدالناصر والذي أطلقه الاخوان في مواجهة الناصريين من داخل السجون على لسان سيد قطب في مؤلفاته عام 1965 وبنفس شعارات الحرب الدينية ضد المصريين وتكفير الشعب الذي أسقط حكم الاخوان وتحالف مع مؤسسات الدولة لمواجهتهم بعد 30 يونيو في 2013، يؤسس حسن الصباح لمظلومتيه الجديدة ليس فقط بتكفير بركياروق بسبب مواجهته للباطنين وأتباع الصباح بل تكفير أهل أصفهان كلهم لمجرد مساندتهم للسطان ورفضهم إرهاب ودموية وتخريب الباطنيين وأفكارهم الفاسدة حيث بدأ حسن الصباح في استغلال هذا الأمر بضخ روح المظلومية والانتقام داخل التنظيم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-01
وانت تقرأ هذه السطور يكون الرئيس السيسي قد بدأ فترة رئاسية جديدة يواصل فيها خدمة وطنه وشعبه،والحقيقة ان العشر سنوات التي مضت من حكم الرئيس يمكن ان تحمل عنوانا عريضا هو (النجاة بمصر من الفخ او من الفخاخ المتنوعة )..واول الفخاخ التي نجت مصر منها كان فخ الحرب الاهلية والتي كان الاخوان والارهابيون جاهزون لاشعالها ويقنعون انصارهم بها وفق السيناريو الذي تم تنفيذه في كل الجمهوريات العربية الاخري،لكن الرئيس السيسي منذ كان وزيرا للدفاع عمل علي النجاة بمصر من الفخ،وقاد القوات المسلحة لمساندة الشعب في ٣٠ يونية وضرب بيد من حديد علي يد الارهاب وخاض حربا طويلة ضد الارهابيين انتهت بعد تضحيات بنجاة مصر من فخ الحرب الاهلية والارهاب معا..وكان ثاني الفخاخ التي نجا الرئيس بمصر بها هو فخ (الحرب الخارجية )حيث كانت هناك استفزازات مختلفة في الغرب حينا،وفي الجنوب حينا،وفي الشمال الشرقي حينا،وكان هناك عملاء يحملون الجنسية المصرية بالاسم يتولون تسخين الاجواء ودق طبول الحرب واللعب علي عواطف المصريين وكان ذلك دورا مرسوما لهم بهدف جر مصر لشر الحرب،ولكن الرئيس تعامل مع كل حالة بما يجب،واستخدمت الدولة المصرية ادواتها المختلفة والشاملة والنتيجة ان مصر ظلت واحة امان في محيط ملتهب وان مياه النيل تملا بحيرة ناصر ومفيض توشكى وتفيض وان التحديات في الغرب انقلبت الي تحالفات تعزز المصلحة الوطنية وان مصر نجت من فخ الحرب الذي كانوا يريدون ايقاعها فيه بجدارة،اما ثالث الفخاخ التي نجت منها مصر فهو فخ الركود الاقتصادي وتباطؤ التنمية الذي كان طابع البلاد منذ نكسة يونيو ٦٧،مع استثناءات عابرة لا تكتمل،ثم تعزز الركود بعد ثورة يناير ٢٠١١،وكان المخطط ان تستمر مصر في هذه الحالة من عدم التنمية التي تؤدي لاستمرار الفقر وانعدام الامل واكتساب الجماعة الارهابية لمزيد من الشرعية نتيجة عجز الدولة عن التنمية وقد خاض الرئيس مخاطرة كبري بتسريع معدلات البناء والتعمير لمئات الاضعاف وتوسع في الحصول علي التمويل وكان لسان حال مصر يتمثل بيت الشعر القائل (ويفوز باللذات كل مجازف ويموت بالحسرات كل جبان )ورغم الصعاب المعروفة تم البناء بالفعل ولم تتخلف مصر عن سداد قسط واحد من التزاماتها واستوعبت المشروعات خمسة مليون عامل مصري وزرعنا بذورا واشجارا سيحصد ثمارها ابناءنا واحفادنا بكل فخر،اما الفخ الرابع الذي نجونا منه رغم انف اعدائنا فهو فخ الانهيار والتوقف عن سداد الالتزامات وشح الدولار وقد خرجت منه مصر بفضل الاداء السياسي للرئيس،ووزن مصر الاقليمي وامساك مصر بمفاتيح القوة في الاقليم وهو امر يحسب للرئيس السيسي ومؤسسات الدولة بكل تاكيد،اما الفخ الخامس الذي نجونا منه فهو فخ الجمود السياسي بفعل المواجهة مع الارهاب وانحسار العمل السياسي وقد كان ذلك امرا واقعا في سنوات الحسم مع الارهاب،لكن مصر نجت منه مع اطلاق الدعوة للحوار السياسي واستيعاب احزاب الحركة المدنية وبدء تطبيق مخرجات الحوار الوطني وفتح الباب للاستعانة بخبرات كل المصريين الذين يلتزمون بمظلة الوطن حتي لو عملوا في عهود سابقة مادامت صفحتهم نظيفة،وهي سياسة احتوائية تجميعية ادت لنجاة مصر من فخ الجمود والاوليجاركية ووسعت مظلة المشاركة لتضم كل مصري مخلص..والحقيقة ان تامل هذه الفخاخ الخمسة التي نجت منها مصر يجيب علي السؤال لماذا اختار المصريون الرئيس دون غيره لقيادة مصر في المرحلة الحرجة عقب ٣٠يونيو ٢٠١٣ ولماذا منحوه ثقتهم لفترة رئاسية جديدة يواصل فيها النجاة بمصر من فخاخ الاعداء ويدعم فيها ركائز الاستقرار والوحدة الوطنية ويصل فيها بمصر الي المكانة التي تستحقها بين الامم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-30
في أعقاب نكسة يونيو 1967 صارت الأوضاع في مصر في حاجة لما يشبه المراجعة وإعادة ترتيب البيت من الداخل وبالأخص على الجانب التنظيمى والتشريعى والإدارى، وكانت هناك وثيقة مهمة في هذا السياق تضمنت الرؤية العامة لهذه الأفكار التصحيحية، ولم تكن هذه الوثيقة سوى بيان 30 مارس الذي صدر «زي النهارده» في 30 مارس 1968. وأشار البيان إلى أن مصر استطاعت بعد كبوتها في 67 أن تعيد بناء القوات المسلحة، وجاء في الوثيقة: «علينا إفساح المجال للأقدر والأجدر فالتغيير ليس مجرد استبدال شخص بشخص، ولابد أن يكون تغييرًا في الظروف وفى المناخ، وإلا فإن أي أشخاص جدد في نفس الظروف وفى نفس المناخ سوف يسيرون في نفس الطريق، ثم طرح البيان مجموعة من النقاط منها الاستقرار على صيغة الاتحاد الاشتراكى بدلا من الاتحاد القومى وإعادة بناء الاتحاد الاشتراكى بالانتخاب من القاعدة إلى القمة وقال البيان: إن مجلس الأمة الحالى قارب على استيفاء مدته الدستورية، ولم يفرغ بعد من المهمة الأساسية التي أوكلت إليه، وهى وضع الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة، وإن الاتحاد الاشتراكى سيقوم بوضع مشروع الدستور على أن أن يطرح للاستفتاء الشعبى، وأن تتلوه انتخابات مجلس أمة جديد ثم انتخابات لرئاسة الجمهورية ومما أوصى عليه البيان تعميق التلاحم بين جماهير الشعب والقوات المسلحة، وتحقيق مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعلى حصانة القضاء وعلى إنشاء محكمة دستورية عليا، يكون لها الحق في تقرير دستورية القوانين وتطابقها مع الميثاق ومع الدستور، وأن ينص الدستور على حد زمنى معين لتولى الوظائف السياسية التنفيذية الكبرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-09
قال اللواء أركان حرب متقاعد محمد طلبة، قائد سلاح المدفعية في الجيش الثالث سابقًا: "أول يونيو بعد النكسة على طول استغل عبدالمنعم رياض هضبة الأردن وحط عليها مدافع، ومن المدافع دي قدرت تطول العمق الإسرائيلي وتضرب، لدرجة إن إسرائيل نفسها اعترفت إن احنا عانينا من المدافع إللي حاطها عبدالمنعم رياض على هضبة الأردن". وتابع خلال الفيلم الوثائقي "عبدالمنعم رياض.. سيرة المقاتل الشهيد": "الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لما لقاه كده مخلاهوش يكمل، وفي 11 يونيو راح جايبه وقاله ارجع تعالى عندنا هنا، ورقاه الرئيس عبدالناصر واتعين رئيس أركان حرب ". وأردف أنه بعد 6 أيام من الخامس من يونيو 1967 وجد عبدالمنعم رياض نفسه أمام مهمة جديدة بتكليفه برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، واستطاع من منصبه تولي مهمة إعادة بناء الجيش نصب عينيه وبات شغله الشاغل ترتيب الصفوف من خلال تدريبات شاقة وخطط عسكرية متطورة وتحديث نظم السلاح والتجهيز لاستعادة الكرامة". وكشف الفيلم الوثائقي "عبدالمنعم رياض.. سيرة المقاتل الشهيد"، الذي عرضه قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر شاشة «الوثائقية»، عن كيفية قيام الفريق أول عبدالمنعم رياض إعادة بناء الجيش المصري بعد نكسة يونيو 1967. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-04
الاحتفال بيوم الشهيد بمركز إعلام بورسعيد عقد مركز إعلام محافظة بورسعيد، بالتعاون مع إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة، احتفالية تحت عنوان "يوم الشهيد.. ذكرى خالدة في تاريخ مصر".يأتي ذلك بحضور الشيخ محمد الحديدي، عضو لجنة الفتوى بأوقاف بورسعيد، وعصام صالح، مدير مركز إعلام بورسعيد، وهالة جميل، مدير إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم، ونيفين بصلة، أخصائي الإعلام بمركز إعلام بورسعيد، ومجموعة كبيرة من أعضاء إدارة التنمية المستدامة بالمديرية والإدارت التعليمية، والمدارس، ولفيف من الطلاب بجميع المراحل التعليمية.وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن، ثم تلاوة لآيات من القرآن الكريم.وقال عصام صالح، مدير مركز إعلام بورسعيد، إن يوم الشهيد يعد رمزاً للاعتزاز والفخر بأبناء الوطن، الذين سالت دماؤهم دفاعا عن كرامته وسلامة أراضيه.وأكدت هالة جميل، مدير إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم، التعاون المتميز مع مركز إعلام بورسعيد؛ لتوعية الأجيال الجديدة بقصص وبطولات الشهداء التي ستظل خالدة في صفحات التاريخ، والتذكير بأننا لن ننسى من ضحى بروحه من أجل الوطن، موضحا أن هذا اليوم هو أقل تكريم للشهداء الأبرار.وأشار اللواء بدري فريد، في كلمته، إلى احتفال مصر بيوم الشهيد، حيث إنه يعد إحياءً لذكرى الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي أصبح نموذجاً ورمزا للتضحية، حيث يلقب بـ"الجنرال الذهبي"، والذي أعاد بناء وتسليح وتدريب القوات المسلحة بعد نكسة يونيو 1967، واستشهاده في 9 مارس عام 1969، حينما كان مع جنوده على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، وتم اختيار هذا اليوم من كل عام بعد انتصار حرب أكتوبر يوم للشهيد ليكون تخليداً لذكرى رحيل الفريق أول عبدالمنعم رياض.وأكد أن الشهداء ضحوا بحياتهم من أجل أن يعيش هذا الوطن آمنا مطمئنا، مشيرا إلى أننا ينبغي أن نبث قيم الولاء والانتماء في أبنائنا وشبابنا بالاحتفال وإحياء ذكرى هؤلاء الأبطال الذين دفعوا حياتهم ثمنا من أجل الوطن.وأشار الشيخ محمد الحديدي، إلى أن الشهيد في الإسلام هو من ضحى بنفسه في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ على دينه وعلى عرضه وعلى وطنه من أي عدوان، مؤكدا أن للشهيد مكانة عظيمة عند الله فهو حي لا يموت ويخلد في الجنة، فقال تعالى في كتابه العزيز "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ"، [البقرة: 154]، وفي آية أخرى "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" [آل عمران: 169].وقال، "إن الله جعل روح الشهيد تطوف في ظل عرشه في جوف طير أخضر يرتاد أنهار الجنة"، ومنح الله الشهيد أجر عظيم حيث يشفعه في 70 من أقاربه ويحظى بشرف دخول الجنة مع الأولين وتفوح من دمه رائحة المسك ويحليه الله من حلية الإيمان.وفي سياق متصل، شهدت الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية كالأوبريت الغنائي والغناء والقصائد الشعرية، قدمها طلاب مدارس على مبارك الابتدائية المعتمدة، والزهراء الرسمية الإعدادية بنات، والرسوة الإعدادية بنين، وجمال عبدالناصر الإعدادية بنات، وأم المؤمنين الإعدادية بنات، وعدد من طلاب المدارس الأخرى. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-03
أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قرارا رقم 20 لسنة 2024 بإضافة 20 شهيدا مدنيا إلى المستفيدين من صندوق تكريم الشهداء والضحايا والمصابين في العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم. وقد استشهد هؤلاء الضحايا المدنيون خلال أعمال إنشاء حائط صد الصواريخ والمطارات الحربية خلال حرب الاستنزاف التي أعقبت نكسة 5 يونيو 1967. ما هو حائط الصواريخ؟ حائط الصواريخ المصري هو مجموعة قوات منفصلة للدفاع الجوي المصري، كانت تضم المدفعية المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ وأجهزة الرادار والإنذار، بالإضافة إلى مراكز القيادة المشتركة. اكتمل إنشاء مصر لهذا الحائط عام 1970 بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية. واستغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما، وأسهم في في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، مما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف وفتح رؤوس الكباري على الضفة الشرقية لقناة السويس. ويعتبر المؤرخون العسكريون حائط الصواريخ نقطة تحول في الصراع المصري الإسرائيلي خلال تلك الفترة. متى استشهد الضحايا المدنيون؟ استشهد الضحايا المدنيون المنضمون إلى الصندوق بقرار رئيس الوزراء في سنوات مختلفة، بدءا من 1967 في أعقاب النكسة، مرورا ببدء جهود إنشاء الحائط، وحتى اكتماله والمعارك التي دارت حوله، حيث كان العدو الإسرائيلي يطمح لتعطيله وإفشاله نهائيا عامي 1970 و1971 من خلال هجمات متتالية. إلا أن عام 1970 شهد أسبوعا مجيدا هو الممتد من من 30 يونيو وحتى 7 يوليو حيث قامت قوات الدفاع الجوي المصرية باسقاط 12 طائرة فانتوم إسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف. وخلال الاسبوع الأول من شهر يوليو تمكن تجمع الدفاع الجوي من إسقاط 24 طائرات فانتوم وسكاي هوك وأسر 3 طيارين إسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم. ولذلك يؤرّخ ليوم 30 يونيو كعيد لقوات الدفاع الجوي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-02-10
"كان عمري 5 سنوات عندما هجمت العصابات الصهيونية بدعم القوات البريطانية على منزلنا في حي الجبلية بمدينة يافا عام 1948 ... العصابات الصهيونية قتلت الأطفال والشيوخ وشقت بطون النساء الحوامل .. أي سيدة تحمل طفلا ذكرا يذبح بدون رحمة أو شفقة... نجوت من هذه المذبحة الجماعية لأني فتاة غير قادرة على حمل السلاح لمواجهة هذه العصابات"، بهذه الكلمات بدأت الحاجة رفقة سالم حديثها لـ"اليوم السابع" حول ذكريات معايشتها لنكبة عام 1948 على يد هذه العصابات التي سيطرت على ثلاثة أرباع فلسطين مع قيام إسرائيل في مايو من العام نفسه. هذه السيدة التي رسمت تجاعيد وجهها خارطة فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر تحكي ما وثقته عينيها التي رصدت المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني خلال الـ 75 عاما الماضية، تتحدث عن مسيرة الأحزان التي عاشتها منذ اغتيال العصابات الصهيونية لأشقائها عكاشة وسالم خلال نكبة عام 1948، مرورا بأحداث نكسة يونيو 1967، ودورها في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وحتى نكبة 2023 التي دفعت خلالها إسرائيل بالفلسطينيين إلى أقصى جنوب غزة في أكبر عملية نزوح داخلي لشعب على مستوى العالم بالعصر الحديث. الجدة رفقة سالم تتحدث الجدة الفلسطينية على أصعب اللحظات التي عاشتها خلال الحرب الحالية على غزة والتي استشهد فيها جيرانها وأحبابها، وتقول في نبرة حزن وحسرة: كسروني للمرة الثانية بعد ما قتلوا أشقائي في النكبة الأولى عام 1948، والآن يقتلوا أحبابي في غارة على منزلي الذي دمر بالكامل في خانيونس خلال حرب 2023، وتضيف قائلة وهي تتذكر ما حدث لأسرتها: لن أترك أرضي ووطني مجددا .. أعطوني خيمة لأقيم فيها على أنقاض منزلي المدمر، ولو عاد بي الزمن لما وافقت على ترك حي الجبلية في يافا خلال النكبة الأولى إلا جثة هامدة. تروي الحاجة الفلسطينية رفقة سالم التي ولدت في عام 1943 في حي الجبلية بمدينة يافا حيث كان والدها تاجر فلسطيني ولديها شقيقين اثنين قتلتهما العصابات الصهيونية بدعم من القوات البريطانية أمام باب منزلهم قبل أكثر من 75 عاما، تقول في نبرة حزن وآسى: "قتلوا اخوتي الشباب الذين كانوا يستعدون للزواج بدم بارد وطالبونا بمغادرة المنزل على الفور ومن يخالف الأوامر يقتل. عبرت السيدة رفقة عن حزنها الشديد لارتقاء من وصفتهم بـ"الأحباب" من جيرانها في منطقة خانيونس نتيجة القصف العنيف، مؤكدة أنها لم ترزق بأطفال بعد زواجها قبل عقود إلا أنها تعتبر كافة أطفال "الحارة" التي كانت تسكن فيها أبنائها وأحفادها. قتلوا إخوتى الشباب بالنار أمام باب المنزل كشفت وكالات أنباء عالمية وصحف أجنبية في العام 2013 عن وجود مقابر جماعية في مقبرة "الكزاخانة" الواقعة في حي الجبلية في مدينة يافا، قضي أصحابها نتيجة اعتداءات وجرائم العصابات الصهيونية خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948م. تقول الحاجة الفلسطينية رفقة سالم التي تعيش في قطاع غزة منذ سنوات بعد تهجيرها من حي الجبلية في يافا خلال حديث حصري لـ"اليوم السابع": عندما هاجمت العصابات الصهيونية القرى والبلدات الفلسطينية في عام 1948 ارتكبت مجازر بشعة وغير مسبوقة.. كنا نسمع أصوات زخات الرصاص بقوة في حي الجبلية ولا نعرف ما يجري .. اخواتي الشباب عكاشة وسالم خرجوا للوقوف على ما يجري وما هي إلا لحظات حتى سمعنا دوي إطلاق نار قوي على باب منزلنا .. خرجت من دارنا رفقة أبي لأشاهد لأول مرة في حياتي مشاهد دماء تسيل من أجساد أشقائي الشباب الذين كانوا يستعدوا للزواج. وتضيف الجدة الفلسطينية: لن أنسى نبرات صوتي أبي الحزينة ودموعه التي كانت تسيل على خديه بعد ارتقاء عكاشة وسالم.. كان أبي طيب القلب وحريص على حياتنا وطالبنا بترك كل شيء بالبيت وإغلاقه بالمفتاح وعدم ترك مفتاح دارنا أبدا وكانت آخر كلماته لي ولأمي: لا تحزنوا سنعود يوما إلى دارنا ولن نفرط في أرضنا أبدا. تصف الحاجة الفلسطينية، عاصرت نكبتي 1948 و 2023، المشاهد التي كانت ترصدها بعينها الحزينة الباكية خلال إخراجهم من منزلهم بالقوة: كانت عيناي توثق وتصور كل ما رأيته بعيني .. نساء تشق بطونهن مع صرخات تتعالى لأطفال صغار رفقة أسرهم.. فصلوا الرجال وكبار السن عن السيدات وتم إعدام كل من لديه القدرة على حمل السلاح.. عدد من الأسر والعائلات نجت بأعجوبة قبل الهجوم ومنهم من تم تهجيره قسرا على قدميه والقادرين لجأوا إلى ركوب الخيل والبغال حاملين بعض أغراضهم الشخصية. "ساعات طويلة من المشي على أقدامنا شاهدنا فيها مشاهد صادمة لم تمحى من ذاكرتي حتى اللحظة.. تنقلنا من منطقة إلى أخرى أملا في العودة إلى منزلنا إلى أن تم إخراجنا بشكل كامل إلى منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة والتي وصلنا إليها مشيا على الأقدام.. أقيم في خانيونس منذ عام 1948 وحتى 2023 وخلال هذه الفترة وأنا في شوق كبير لمنزلنا في حي الجبلية بمدينة يافا الذي هجرنا منه قسريا، تضيف الجدة الفلسطينية قائلة: لم أنسى كلمات أبي – رحمة الله – أبدا عندما في همس بأذني "لا تحزني سيأتي اليوم الذي نحرر فيه أرضنا ونعود إلى منزلنا.. لا تفرطوا في مفتاح دارنا مهما حدث." ذات النكبتين رفقة سالم جرائم إبادة جماعية تؤكد السيدة "رفقة سالم" أن الشعب الفلسطيني خلال نكبة عام 1948 لم يتخلى عن أرضه حيث قاوم بما توفر له من أسلحة وعتاد، إلا أن الدعم البريطاني الكبير للجماعات الصهيونية سواء بالبنادق أو المدافع رجح كفة هذه العصابات التي تقتل أي فلسطيني يرفض الخروج من منزله، مشيرة لوجود مئات المقابر الجماعية في أراضي الـ 48 بالداخل وأن هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل لن تسقط بالتقادم. وتضيف السيدة الفلسطينية: الانجليز لم يتركونا أيضا وقاموا بعمليات تفتيش وسرقة ونهب للفلسطينيين المهجرين قسريا، حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني.. قتلوا عدد كبير من المجاهدين والشهداء ورغم ذلك استمرت مقاومة شعبنا وشبابنا للعصابات الصهيونية. وتروي الجدة الفلسطينية أبشع المشاهد التي وثقتها بعينيها قائلة: لن أنسى أبدا ما قام به الانجليز الذين أخذوا الشباب وأعدموهم بالرصاص الحي ميدانيا...لم تتحرك العصابات الصهيونية وحدها في النكبة لكن دعم الدول الغربية لهم مهد لليهود الطريق للسيطرة على أرضنا وسرقتها، شاهدت العشرات يتم إعدامهم ميدانيا ولم ينجو شاب واحد. يذكر أن عصابات "الهاجاناه" و"الأرجون" و "البالماخ" و "شتيرن" مئات المجازر الجماعية والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في نكبة 1948 بدعم مباشر من حكومة لندن التي مكنت 750 ألف يهودي من الوصول إلى فلسطين مع إعلان قيام إسرائيل في مايو 1948م. ووثق عدد من المؤرخين أكثر من 70 مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد فلسطينيين، وتمكنت من خلالها هذه العصابات من السيطرة على 774 قرية ومدينة فلسطينية منها ما تم تدميرها بشكل كامل ويبلغ عددها 531 مدينة وقرية. تضم مدينة يافا سبعة أحياء فلسطينية هي البلدة القديمة، ومن أقسامها الطابية والقلعة والنقيب، حي المنشية ويقع في الجهة الشمالية من المدينة، حي ارشيد، حي العجمي ويقع في الجنوب، حي الجبلية يقع جنوب حي العجمي، حي هرميش ويقع في الجهة الشمالية من حي العجمي، بالإضافة إلى حي النزهة ويقع شرق يافا ويعرف باسم الرياض وهو أحدث أحياء يافا. دخول الجيوش العربية تقول السيدة الفلسطينية أن الجيوش العربية لم تتمكن من هزيمة العصابات الصهيونية التي تم تسليحها وتدريبها ودعمها من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهو ما مكن هذه العصابات من الانتصار في حرب فلسطين عام 1948، مضيفة: اليهود قاتلوا الجيوش العربية بخطط عسكرية وضعتها القوات البريطانية لتمكين العصابات من الهيمنة الكاملة على أراضي فلسطين." تشير السيدة رفقة سالم إلى أنه من بين الخدع التي تعرضوا لها هي لجوء العصابات الصهيونية لأساليب التنكر واندساسها في صفوف بعض الجيوش العربية، لنقل معلومات إلى العصابات المتطرفة حول تسليح وعدد القوات العربية التي دخلت إلى الأراضي الفلسطينية. وعقب التهجير قسريا من حي الجبلية في يافا إلى خانيونس تنتقل السيدة الفلسطينية رفقة سالم للحديث عن نكسة يونيو عام 1967، مؤكدة أنها تتذكر ما قامت به القوات الإسرائيلية من مجازر بشعة في 1967 داخل قطاع غزة. وتروي السيدة الفلسطينية ما حدث قائلة: خدعونا برفع أعلام لدول عربية على السيارات والدبابات في الـ 67.. خرج المقاتلون الفلسطينيون للاحتفاء بهم إلا أنهم ردوا بزخات رصاص استمرت لساعات ارتقى فيها المئات من الشهداء.. دخلوا ديارنا وطخوا على كل البيوت وسرقوا الذهب من النساء ونفذوا إعدامات ميدانية مثلما حدث في الـ 48 لكن هذه المرة استمرت المجازر لعدة أسابيع بدون توقف. تتحدث السيدة الفلسطينية عن حركة التجارة النشطة قديما بين التجار المصريين الذين كانوا يصلون إلى غزة بغرض البيع والشراء ويقيمون لأسابيع طويلة، مؤكدة أن العلاقة بين المصري والفلسطيني شديدة الخصوصية نظرا لأن شعب مصر يعشق فلسطين ويرتبط بها دوما، مضيفة: مصر طول عمرها واقفة معانا ولم تتخلى عنا أبدا في ظروفنا الصعبة وشعبها أكثر الشعوب ارتباطا بفلسطين. رفقة سالم خلال حديثها لليوم السابع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987 تحدثت السيدة رفقة سالم عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والتي اندلعت شرارتها عقب حادثة دهس عمال فلسطينيين على أحد الحواجز من قبل إسرائيلي لاذ بالفرار في 7 ديسمبر 1987، ما أدى لغضب شعبي فلسطيني الشعب الفلسطيني وتم تنظيم مظاهرات ومسيرات تحولت إلى انتفاضة استمرت سنوات وضمت كافة أطياف الشعب الفلسطيني وتوجهاته. أكدت الجدة الفلسطينية أن ما يميز الانتفاضة الفلسطينية الأولى أن الشعب كان موحدا وغير منقسما ما ساعده على الاستمرار لسنوات طويلة في مقاومة الاحتلال، وتنظيم إضرابات وتظاهرات بشكل مستمر، مشيرة إلى المعاناة الكبيرة للأسر خلال هذه الفترة التي ناضل فيها جميع أطياف الشعب الفلسطيني. تقول السيدة "رفقة" إنها عملت خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى كـ"داية" ضمن عشرات السيدات الفلسطينيات اللائي عملن على توليد النسوة خلال هذه الفترة، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر واستهداف المدنيين، مضيفة: ساعدت السيدات الحوامل فى وضع أطفالهن داخل المنازل بسبب الحصار الإسرائيلي وتضرر المستشفيات.. عشنا ظروف صعبة من حصار، انقطاع الموارد الطبية، كنا نلجأ لاستخدام المقص الشفرة لقص الحبل السرى للرضع، وشق الجروح، والتخلص من «الخلاص»، حسب تعبيرها «مشيمة المولود». ولفتت إلى أن ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية، حول ولادة السيدات فى ظروف الحصار والحرب، ليست مستحدثة على المجتمع الفلسطينى، بل لجأ إليها عدد من الأطباء و"الدايات" خلال الانتفاضة الفلسطينية التى اندلعت فى الأراضى الفلسطينية عام 1987م. تتحدث السيدة أيضا الفلسطينية عن مجموعات من المتطوعات الفلسطينيات اللائي تلقين تدريبات على يد أطباء لتوليد النساء الحوامل، ولعل أشهرهن "دايات" من عائلتي شراب وبربخ عملوا خلال الانتفاضة الأولى، موضحة أن شارع الصليب في وسط مدينة خانيونس خلال أحداث 1987 كان مركزا رئيسيا لتنقل "الدايات" لمنازل السيدات الحوامل اللائي فشلن في الوصول للمستشفيات، وتضيف خلال حديثها وهي تستذكر هذه اللحظات: كانت السيدات تذهبن لمستشفى ناصر في خانيونس بغرض الولادة وتتولى الأطقم الطبية تقديم الإسعافات اللازمة للسيدات وكذلك حديثي الولادة، وبعد محاصرة الجيش الإسرائيلي للمستشفى نشطت "الدايات" اللائي عملن مجانا لمساعدة الحوامل على وضع أطفالهن. صورة تبرز الطراز المعماري لمنازل الفلسطينيين في يافا عام 1948 نكبة 2023 وعن تطورات الأوضاع الراهنة في غزة مع سيطرة إسرائيل على القطاع ودفع الفلسطينيين للنزوح جنوبا، أكدت السيدة الفلسطينية أنه للمرة الثانية تتعرض للتهجير قسريا من منزلها في خانيونس الذي تقيم به منذ عام 1948، مضيفة: الجيش الإسرائيلي هدم منزلي ودمر كل شيء وخرجت بملابس المنزل للنزوح جنوبا إلى رفح سيرا على الأقدام لعدة كيلومترات. تتحدث الجدة الفلسطينية بحزن وآسى عن جيرانها وأحبابها الذين ارتقوا جراء عمليات القصف الجوي للجيش الإسرائيلي على مدينة خانيونس خلال الحرب الحالية، وقد خفت صوتها بسبب الحزن والحسرة: كسروني للمرة الثانية فبعد استشهاد أشقائي الشباب في نكبة 1948، ارتقي جيراني وأحبابي في غارة للجيش الإسرائيلي ضمن عملياته الحالية في خانيونس .. لم أنجب أطفالا لكني اعتبر كل أطفال الحارة أبنائي وأحفادي .. هذه الحرب المستعرة على غزة حاليا هي الأشرس على الإطلاق ولم أرى في حياتي مثلها، وما يميز هذه المرحلة أن المقاومة الفلسطينية أشرس من ذي قبل. ووصفت الجدة الفلسطينية المكلومة الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "شعواء" تستخدم فيها أحدث ترسانة للأسلحة في العالم، مشيرة إلى أن أصعب الفترات التي مرت عليها هي تجرعها مرارة التهجير قسريا للمرة الثانية في حياتها، فضلا عن أفعال الجنود الإسرائيليين من إعدام ميداني لفلسطينيين، وحرق، ونهب، وسرقة منازل الفلسطينيين في غزة. ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكثر من 50 مقطع فيديو يعود إلى وحدات الهندسة القتالية العسكرية الإسرائيلية. كلها أظهرت استخدام الجرافات والحفارات والمتفجرات لتدمير ما يبدو أنها منازل ومدارس ومبان مدنية أخرى، ما دفع جيش الاحتلال للإقرار بأن بعض المشاهد التي بثتها عناصره تتعارض مع تعليماته. وأكدت السيدة الفلسطينية أن أفضل الفترات التي عاشتها القضية الفلسطينية كانت في ستينيات القرن العشرين مرورا بالانتفاضة الأولى والثانية، حيث كانت صفوف الفلسطينيين موحدة بعيدا عن التدخلات الخارجية التي أفسدت القضية، مشيرة إلى أن الانقسام يعد سببا رئيسيا في إضعاف الفلسطينيين وتشتتهم خلال السنوات الماضية. وتختتم السيدة الفلسطينية حديثها لـ"اليوم السابع" بالقول: سأموت على أرضي ولن أقبل بأن اتجرع مرارة التهجير مجددا ... والله لن أترك رفح أبدا مهما فعلوا وسأمكث في خيمة على أطلال منزلي .. حلمي الذي يراودني دائما هو العودة إلى يافا وهو الأمل الذي أعيش عليه حتى اللحظة .. دمرت إسرائيل منازلنا وقتلت وأسرت شبابنا .. نحن شعب مسالم يتطلع لحياة كريمة وتوفير الماء والدواء والطعام .. الصواريخ تسقط علينا من كل حدب وصوب.. أوقفوا هذه الحرب وأعيدوني إلى داري في حي الجبلية بمدينة يافا. حكاية السيدة الفلسطينية رفقة سالم مع التهجير هي واحدة من آلاف الحكايات التي اندثر عدد كبير منها بوفاة أصحابها إلا أن شهادات الأحياء تؤكد أن المشهد في نكبة 1948 كانت أفظع مما نقله المؤرخون، وأن الحرب الراهنة على غزة ورغم تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا إلا أن الذي يخرج للعالم مما يجري هو 10% مما يحدث على الأرض، بحسب ما أكده صحفيون فلسطينيون في تصريحات "اليوم السابع". منزلي يعود لأسرة الفلسطيني على البيبي افندي في يافا نهبته العصابات الصهيونية وحولته إلى مدرسة يهودية صورة توضح الطراز المعماوي لمنازل الفلسطينيين في يافا قبل أن تصادرها العصابات الصهيونية صورة حديثة لحي الجبلية في يافا بعد سرقة العصابات الصهيونية لمنازل الفلسطينيين صورة حديثة لمنزل تعود ملكيته لأسرة فلسطينية سيطرة عليها عصابات صهيونية صورة لمنزل فلسطيني في يافا صادرته العصابات الصهيونية منزل يعود لأسرة الأفغاني الفلسطينية سيطرت عليه العصابات الصهيونية بالقوة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2012-06-06
فى الثلاثين من الشهر الماضى نشرت جريدة «الشروق» خبرا مفاده أن بحثا قدّر نسبة من أصيبوا بما يسمى «كرب الصدمة» بسبب توالى أحداث العنف بعد ثورة 25 يناير، بـ60% من الشعب المصرى. ولم تمض سوى ثلاثة أيام حتى انضم إلى المكروبين نسبة أخرى صدمتهم أحكام ما أسمى «قضية القرن» اعتبرها البعض نكسة 2 يونيو. أطلق البعض طلقات نارية ابتهاجا بمؤبد المخلوع ووزير داخليته، ثم ساد الذهول لتبرئة من ساد اعتقاد أقرب إلى اليقين أنهم من سيتحقق فيهم قول المولى عز وجل «ولكم فى القصاص حياة». ●●● لقد قاد تتابع الأحداث إلى تغلب مشاعر الإحباط والخوف من أن يتبدد 25 الضوء الذى أنهى يناير حالة الضياع فى ظلام نفق على مدى أربعة عقود، تاركا إيانا فى نفق أشد إظلاما. فإما ثورة سلمية أخرى منظمة من البداية، أو ثورة مسلحة تجسد تجارب الجيران أمام أبصارنا وأسماعنا وعقولنا عواقبها ودور عوامل خارجية تتربص بنا. ساهم فى ذلك طول الفترة الانتقالية التى تحولت إلى فترة انتظارية لا تتخذ قيها قرارات حاسمة بدعوى الانتظار لحين استكمال مؤسسات النظام الجديد الذى اتفق الجميع على أن يكون ديمقراطيا قادرا على تحقيق أهداف «العيش والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية». ولم ندرك بعد أن تعريفنا لتلك الفترة بهذه الصورة، أفضى إلى تأجيل إقامة النظام الذى حلمت به الثورة لحين الانتهاء من استكمال المؤسسات وفى مقدمتها الدستور، لتبدأ بعد ذلك مرحلة انتقالية تستكمل بناء الدولة والمجتمع بجميع فاعلياتهما القادرة على وضع السياسات والبرامج والخطط التى تبلور معالم جمهورية ثالثة ننعم بالعيش فيها نحن وذريتنا فى عزة ورخاء. ●●● دعونا لا نتوقف عند ما فات ونتوهم ما ينتظرنا من ملمات، فالطريق الصحيح هو الذى يبنى فيه الإنسان على نجاحاته ويسعى إلى تفادى أخطائه حتى لا تثنيه عن مقاصده. من هذا المنطلق حاولت فى مقالى السابق أن أرصد ما نقبل أن يدخل فى رصيد المستقبل. وأوضحت أننا سجلنا لحظات رفع العالم كله قبعاته تقديرا وانبهارا بقدرة شعب ترتفع فيه نسبة الأمية إلى 30% ونسبة الفقر إلى 40% واستأثر بالسلطة فيه والثروة 1%، على أن يسجل رجاله ونساؤه إقبالا وانتظاما فى صفوف استفتاء أتى بنتائج تأباها مقتضيات اختصار الطريق إلى استكمال معالم الدولة الجديدة، ومع ذلك حرص العقلاء على التسليم بها حتى لا يؤدى العناد إزاءها إلى إغلاق المنفذ الرئيسى للخروج من براثن أشلاء النظام القديم. ثم تكرر الأمر عندما جرى التخويف من فلول ذلك النظام للتشكيك فى الانتخابات النيابية فإذا الشعب يلفظهم، وإن اقتنص الفرصة فصيل طالما ذاق العذاب من آلته الجهنمية، بينما ظهر على السطح فصيل يشاركه نفس الأسس لم يكن هناك ما يوحى بوجوده بهذه الكثرة العددية. ورغم أنه كان يرفض التنظيم الحزبى لإنكاره مفهوم الديمقراطية، إلا أنه سرعان ما عاد إلى الملعب قابلا الشروط الأساسية للعبة وإن ظل يرفض قواعدها وأحكامها. ولكن هذا بحد ذاته مكسب لكل من ينطلق من الفكر الديمقراطى السليم الذى يريد احتواء الجميع ورفض منهج الإقصاء المتبادل. ولأول مرة تتبلور فى أذهان العامة والخاصة فكرة المواطنة التى أضيفت ذرا للرماد فى العيون إلى دستور 1971. ثم جاءت الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التى دفعت الراغبين فى توليها إلى طرق أبواب الكفور والنجوع، لتنتهى فكرة الوالى الذى يتشدق برعاية المواطن البسيط بعد أن يمتص دماءه ويجفف منابع رزقه. ويصف حمدى قنديل نتائجها بأنها بمثابة كوميديا سوداء تعبيرا عن حالة يعانيها كثيرون يحارون بين المر والأمر منه. غير أن عدم حصول مرشح للثوار على أصوات تجعله يزاحم على المواقع الخمس الأولى يظهر أن القضية ليست عسكر ومدنيين. وإذا غاب العسكر فمن يأتى بمن يرضاه الشعب أو الغالبية؟ وما هو سنده الدستورى؟ لقد دعانى ذلك لأن أقترح فى 8 فبراير لجنة تسيير من ثلاثة مدنيين ومثلهم عسكريين تمر من خلالهم قرارات المجلس العسكرى. غير أننا نواجه الآن واقعا جديدا فيه يحصل كل مرشح على أصوات من يرغبونه، وعلى أصوات من يرونه الأقل سوءا. فالفريق اختل ميزانه الزمنى: اعتذر علنا عن الترشح لأنه بلغ من العمر عتيا، ولكنه يسابق الزمن الآن قبل أن يرتد به إلى الطفولة؛ وهو يعد باسترداد الأمن فى 24 ساعة، بينما الذى تولى الأمن فى عهده اللجان الشعبية، وكان وزير داخليته وجدى هو من حمى قتلة الثوار بإزالة أدلة الإثبات بعيدا عن أيدى قضاة التحقيق، وهو الذى سيجعل الشعب إيد واحدة لأنه سيأمر الجيش بقطع الثانية فى 5 دقائق كما حدث فى العباسية. ولم يترك لنا مجالا للشك أن وراءه الفلول الذين روعوا الأمن وصرفوا على حملته ما ينوون استرداده من قوت الشعب. أما منافسه فقد أقدّر له أن يظل على مبادئه التى أبلغته موقعا متقدما فى صفوف الإخوان. ولكن هذه المبادئ هى المشكلة لأنها تتسلط على غيرهم من المسلمين فى وجدانهم الإيمانى، وتهدد غيرهم فى وجودهم. ولا أراه سيقف على حياد إذا لم يخالف ضميره، من مؤسسات بيد حزب تتابعت تحركاته على نحو يشير إلى تكرار سوء التقدير، هذا حتى لا نتهمهم بالكذب والتضليل. ●●● هناك من يرى الامتناع عن التصويت، ولكن هذا سيقلل من تقدير العالم ولا يضيف إلى راحة البال. وحتى لا أتهم بكتمان الشهادة، فسوف أمارس حقى فى الانتخاب. وكما رفضتهما فى الجولة الأولى واخترت حمدين لإيمانه بالثورتين يوليو ويناير، سأرفضهما بالشطب على اسميهما، حتى تحسب نسبة المؤيدين للفائز إلى مجموع المصوتين فتتراجع مشروعيته فى أعين المصريين والعالم، وأجنبه إغراءات الاعتداد فالاستعباد ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2018-07-22
فى أعقاب نكسة يونيو 1967، أجرى الرئيس جمال عبدالناصر سلسلة من المراجعات للوقوف على الأسباب التى أدت إلى الهزيمة، فتح زعيم ثورة يوليو والذى حصل على تفويض شعبى بالاستمرار بعد مظاهرات رفض التنحى، فتح الباب أمام سلسلة من الحوارات على مستوى السلطة التنفيذية والتنظيم السياسى جرى من خلالها تقويم شامل للأوضاع التى قادت إلى الهزيمة. كان من أول الإجراءات التى اتخذها ناصر فى إطار عملية التقويم، إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسته فى 19 يونيو 1967، وعلى مدى 9 اجتماعات للحكومة الجديدة طرحت قضية «السياسة العامة للدولة بجوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية»، ودعا الرئيس وزراءه إلى التحدث بحرية كاملة عما يرون أنه تسبب فى النكسة، وعن أساليب معالجتها بما يضمن إزالة آثار العدوان ويحول دون تكرار ما جرى فى يونيو 1967 مرة أخرى. رئيس يبحث عن معارضة فى إحدى تلك الجلسات، وكما ورد فى محضر اجتماع مجلس الوزراء الذى انعقد فى قصر القبة يوم 6 أغسطس عام 1967، طرحت قضية الديمقراطية وكيف تسبب غيابها بشكل أو بآخر فيما جرى، وتحدث عدد من الوزراء عن ضرورة السماح بوجود معارضة، إلا أن الخلاف كان حول شكل تلك المعارضة فى ظل وجود تنظيم سياسى واحد «الاتحاد الاشتراكى».فى هذا الاجتماع تساءل عبدالناصر: «كيف ننتقل إلى مجتمع مفتوح ويبقى فيه معارضة؛ بحيث نتلافى الأخطاء التى حدثت على مدى الـ 6 سنين اللى فاتت، واللى بدأت تتركز أساسا من سنة 60»، مضيفا: «طيب إزاى نخلى الناس تتكلم ومتخافش؟ طب النهارده مهما قلت لهم: اتكلموا ومتخافوش الناس مش هتصدقك.. فيه عقد موجودة فى المجتمع.. الحقيقة إحنا وصلنا لمرحلة إن ماحدش بيتكلم.. فى هذه الجلسات، إحنا بنقيم مرحلة، وكل واحد يقول تشخيصه وتفكيره بحيث.. لازم نتلافى مرحلة فاتت.. اللى دفعنا إلى هذا الحقيقة إن احنا هزمنا فى الحرب، لو كنا كسبنا الحرب كان النظام بقى كويس جدا والدنيا عال قوى، وكان زمانا بنعمل احتفالات فى البلد.. مش كده؟».بدا فى حديث عبدالناصر إلى وزرائه أنه نادم على طريقة الحكم التى جرت على نحو دفعه وهو رأس السلطة إلى انتقادها، حاول بعض الوزراء التخفيف من شعور عبدالناصر بالندم على أخطاء المرحلة السابقة، إلا أنه ساق لهم الحجج ليبصرهم بحقيقة ما جرى فقال: «احنا فى شغلنا ماقدرناش لغاية دلوقتى نبنى ليه بقى؟ أنا باعتبر ما هى الدنيا ماشية، والثورة موجودة، وكل واحد موجود، والموجود بيجيب شلته وشلته بتشتغل؛ وتبص تلاقى إن الحكم بيتفسخ».استمر الشد والجذب فى تلك الجلسة بين معارضة عدد من الوزراء لفكرة عودة الأحزاب نظرا للظروف التى تمر بها الدولة، فالعدو على الضفة الشرقية ووجود معارضة قد يؤدى إلى تفسخ الجبهة الداخلية، وبين أصوات ترى ضرورة الشروع فى إقامة حياة ديمقراطية سليمة حتى لا تعاد أخطاء الماضى وكان على رأس تلك الأصوات عبدالناصر ووزير العدل عصام الدين حسونة. روشتة حسونة ووفقا لما أورده السيد سامى شرف، سكرتير عبدالناصر للمعلومات، فى شهادته «سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر»، فإن وزير العدل عصام الدين حسونة وضع تحديدا دقيقا للهدف من المرحلة الجديدة وتطبيق نظام للديمقراطية فى جميع مؤسسات الدولة، وطالب بأن يقوم مجلس الوزراء بالتصويت على القضايا المهمة وأن يحترم رأى الأغلبية، كما دعا إلى أن يطرح على المجلس جميع الخطوط العريضة الخاصة بالسياسة الداخلية والخارجية، وطرح قضية سيادة القانون واستقلال القضاء.وفى ضوء الحوارات التى دارت فى مجلس الوزراء قام عبدالناصر ببلورة رؤيته الشاملة لأسباب الهزيمة ومقترحاته للإصلاح خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى العربى وهى أعلى سلطة سياسية فى البلاد آنذاك والتى عقدت يومى 3 ــ 4 أغسطس 1967.طرح عبدالناصر، بحسب شرف، «تعديل النظام السياسى، والسماح بوجود حزب معارض حقيقى فى البلاد وتحويل الاتحاد الاشتراكى إلى حزب»، إلا أن أعضاء اللجنة لم يرحبوا باقتراح عبدالناصر الخاص بتعديل النظام السياسى ووجود حزب معارض، لأن ذلك من وجهة نظرهم يفتح الثغرات أمام أعداء النظام، وأجمع الحضور فيما عدا عبدالناصر على خطورة تعديل النظام قبل إزالة آثار العدوان. مظاهرات الطلبة عقب مظاهرات الطلبة التى اندلعت بعد محاكمات قادة سلاح الطيران فى 21 فبراير عام 1968، اجتمع مجلس الوزراء يوم 25 فبراير، وطالب فيها عبدالناصر الفريق محمد فوزى وزير الحربية بعرض تقرير عن المحاكمات، وأقر فوزى فى نهاية عرضه بثبوت إهمال قادة الطيران وهو ما دعاه إلى التصديق على الأحكام الصادرة بحقهم.كان هناك رأى جارف داخل مجلس الوزراء لإعادة المحاكمات، ووصل الأمر إلى حد المطالبة بتعليق رقاب قادة الطيران على المشانق دون محاكمات، وهو ما رفضه عصام حسونة وزير العدل.طالب حسونة بالانتقال إلى مناقشة وبحث مظاهرات الطلبة التى أعقبت صدور الحكم والتى وصفها بأنها أول انتفاضة سواء من ناحية النوع أو الأهداف أو الشعارات، داعيا أن يتعامل معها مجلس الوزراء لا بعين السلطة ولكن بعين الساسة.لخص حسونة تقرير النيابة العامة عن الأحداث التى اندلعت فى 21 فبراير 1968 والتى بدأت تحت سيطرة الاتحاد الاشتراكى ثم خرجت عن السيطرة واستمرت حتى يوم 28 فبراير وتركزت فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وبلغت ذروتها باعتصام طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة. قال حسونة إن هتافات المتظاهرين وطلباتهم تجاوزت قضية الطيران وتناولت النظام ذاته، ففى كلية الهندسة بجامعة القاهرة وزع الطلبة منشورات تضمنت عددا من المطالب أبرزها: ــ الإفراج عن زملائهم المعتقلين.ــ حرية الرأى والصحافة.ــ تأسيس برلمان حر يمارس الحياة النيابية السليمة.ــ إبعاد سائر أجهزة الأمن عن حرم الجامعات. ــ التحقيق الجدى فى حادث عمال حلوان.ــ توضيح حقيقة ما جرى فى محاكمة قادة الطيران. وكرر حسونة بعض الشعارات التى اطلقها الطلبة فى مظاهراتهم، ومنها «تسقط دولة الاجهزة الامنية.. تسقط الصحافة الكاذبة.. لا حياة مع الإرهاب ولا علم بدون حرية.. يا سادات يا سادات فين قانون الحريات.. يا شعراوى يا جبان راحوا فين عمال حلوان».ثم مضى حسونة قائلا، وعبدالناصر يستمع باهتمام دون أن يقاطعه: لقد مضت على هزيمة يونيو 8 شهور، فهل ينبغى أن نعاود مناقشتنا كمجلس وزراء فى أسباب الهزيمة والتى دفعت النظام إلى محاولة تصحيح ما حدث، هل يجب أن نتحدث مرة أخرى عن أسلوب الحكم وعن النظام وآلياته.وفى نهاية الجلسة، ووفقا لنفس المصدر ــ سامى شرف فى شهادته ــ استطلع الرئيس عبدالناصر المنشور الصادر عن طلبة كلية الهندسة والذى يتضمن طلباتهم، ونظر على التوقيعات فإذ به يلمح اسم خالد جمال عبدالناصر ضمن الموقعين، فعقب قائلا: يبدو أن الحكم على محمود صدقى قائد الطيران ليس له أولوية عند الطلبة أنهم يطالبون بحل الاتحاد الاشتراكى وإطلاق الحريات العامة وإعادة التحقيق مع المسئولين عن النكسة. بيان 30 مارس كانت مظاهرات الطلبة وما تبعها بداية مرحلة جديدة من العمل السياسى تم التعبير عنه فى بيان 30 مارس، فقد كانت مظاهرات الطلبة والعمال أول انتفاضة حقيقية تحدث فى مصر منذ ثورة يوليو تطالب بإجراء تغيير شامل فى أسلوب الحكم، ووصفها الكاتب الصحفى صلاح عيسى بأنها أول تمرد جماهيرى حقيقى يحدث ضد سلطة يوليو، إلا أن عبدالناصر لم يأخذ منها موقفا سلبيا، حيث سعى لاحتوائها وطلب من رئيس مجلس الأمة أن يتلقى زعماءها ليستمع إليهم ثم التقى هو نفسه برؤساء اتحادات الطلبة فى الجامعات، واستجاب لمطلبهم بإعادة انتخابات الاتحاد العام لطلاب مصر، التى كانت قد توقفت منذ عام 1965، وأعاد تشكيل الوزارة التى كان يرأسها، ليضيف إليها 9 وزراء من أساتذة الجامعات، بينهم عدد ممن كانوا على صلة بالطلاب، ومحل ثقة منهم، وأفرج عن الطلاب الذين اعتقلوا بسبب قيادتهم التظاهرات.أعلن عبدالناصر فى خطاب مفتوح بيان 30 مارس وقرر طرحه للاستفتاء العام، ليكون بمثابة برنامج سياسى لمرحلة إزالة آثار العدوان.كان أبزر ما فى البيان هو إقرار عبدالناصر بضرورة الاعتماد على أهل الكفاءة على حساب أهل الثقة، وأن تكون المناصب القيادية فى التنظيم السياسى بالانتخاب ووضع دستور جديد للبلاد قائم على احترام الحرية وحقوق الفرد.وشدد البيان على حصانة القضاء، وأقر إنشاء محكمة دستورية عليا يكون لها الحق فى تقرير دستورية القوانين وتطابقها مع الميثاق ومع الدستور.أدرك عبدالناصر بعد تجربة خمسة عشر عاما وبعد نكسة 1967، أن الديمقراطية إنجاز لا يقل فى أهميته عن إنجازات الثورة من مجانية تعليم وإصلاح زراعى وتأميم قناة السويس، وأن غيابها فتح الباب أمام الشللية وانفراد مراكز القوى باتخاذ القرار وهو ما أدى فى النهاية إلى الهزيمة القاسية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: