ميدان المنشية بالإسكندرية
...
الشروق
2025-04-19
تزينت اليوم كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، بالأضواء احتفالاً بعيد القيامة المجيد قبل ساعات من بدء قداس العيد الذي يترأسه المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية. من المنتظر أن تبدأ صلوات قداس عيد القيامة المجيد في الثامنة مساء اليوم، بعد أن تدق أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات، وقد وفرت الكنيسة البث المباشر، ليذاع قداس العيد على قناة الصفحة الرسمية للكنيسة الأسقفية بمصر، بالإضافة إلى توفير ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع بالقداس. الجدير بالذكر إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 للكنيسة الأسقفية حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول وهم مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، ارتريا، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، تشاد، موريتانيا، حيث يخضع هذا الإقليم تحت رئاسة المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815م، ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839م، عندما منح "محمد علي باشا" والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كاتدرائية القديس مرقس الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-05-04
تزينت كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، بالأضواء احتفالاً بعيد القيامة المجيد قبل بدء قداس العيد الذي يترأسه الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية. من المنتظر أن تبدأ صلوات قداس عيد القيامة المجيد في الثامنة مساء اليوم، بعد أن تدق أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات، وقد وفرت الكنيسة تقنية التصوير بزاوية ٣٦٠ درجة، ليذاع قداس العيد على قناة اليوتيوب الخاصة بالكنيسة الأسقفية بمصر، بالإضافة إلى توفير ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع بالقداس. الجدير بالذكر إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 للكنيسة الأسقفية حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول وهم مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، ارتريا، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، تشاد، موريتانيا، حيث يخضع هذا الإقليم تحت رئاسة الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815م، ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839م، عندما منح "محمد علي باشا" والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كاتدرائية القديس مرقس الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2024-05-04
تزينت كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، بالأضواء احتفالاً بعيد القيامة المجيد قبل ساعات من بدء القداس، الذي يترأسه الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية. ومن المنتظر أن تبدأ صلوات قداس في الثامنة مساء اليوم، بعد ما تدق أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات، وقد وفرت الكنيسة تقنية التصوير بزاوية 360 درجة، ليذاع قداس العيد على قناة يوتيوب الخاصة بالكنيسة الأسقفية بمصر، بالإضافة إلى توفير ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع بالقداس. الجدير بالذكر، أن إقليم الإسكندرية للكنيسة هو الإقليم الـ41 للكنيسة الأسقفية حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول هي «مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، أريتريا، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، تشاد، موريتانيا»، ويترأس هذا الإقليم الدكتور سامي فوزي. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815م، ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الإسكندرية عام 1839م، عندما منح محمد علي باشا والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-05-04
تزينت اليوم كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، بالأضواء احتفالًا بعيد القيامة المجيد قبل ساعات من بدء قداس العيد الذي يترأسه الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية. من المنتظر أن تبدأ صلوات قداس عيد القيامة المجيد في الثامنة مساء اليوم، بعد أن تدق أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات، وقد وفرت الكنيسة تقنية التصوير بزاوية ٣٦٠ درجة، ليذاع قداس العيد على قناة اليوتيوب الخاصة بالكنيسة الأسقفية بمصر، بالإضافة إلى توفير ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع بالقداس. الجدير بالذكر إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 للكنيسة الأسقفية حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول وهم مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، ارتريا، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، تشاد، موريتانيا، حيث يخضع هذا الإقليم تحت رئاسة الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815م، ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839م، عندما منح "محمد علي باشا" والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كاتدرائية القديس مرقس الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-03-29
يعتبر من أهم ميادين محافظة الإسكندرية نظرًا لتواجده بجوار أهم منطقة تجارية بالإسكندرية، والتى كانت مهد للتجارة بالخارج ويسكن فيه عدد كبير من الجنسيات الذين اشتهروا بالتجارة بمختلف أنواعها، واختلفت الآراء حول تسمية ميدان المنشية، وفى حكايات عروس البحر التى أطلقها "اليوم السابع" نوضح حقائق وتفسيرات موثقة حول تسمية ميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية ونلقى الضوء على التفاصيل التاريخية والأحداث الهامة التى شهدها الميدان. سبب التسمية بسبب اختلاف الآراء واللغط حول سبب التسمية والتى يقول البعض أن تسمية ميدان المنشية جاءت نسبة إلى فرانشيسكو مانشينى وهو المهندس الذى بنى ميدان القناصل، ولكن الوثائق لم تثبت هذه المعلومة، وهى معلومة دارجة بين أهالى الإسكندرية ولكن حقيقة التسمية غير ذلك. يوضح الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق، أن تسمية ميدان المنشية بالإسكندرية ترجع لأن كلمة منشية هى كلمة يتم استخدامها فى المكان الذى يوجد فى إنشاءات قادمة من الفعل "نشأ" وفى فترة زمنية كانت يطلق على أى مكان يقوموا فيه بأعمال تطوير وإنشاءات كلمة "منشية" لذلك تطلق على أكثر من مكان فى مصر منها منشية ناصر ومنشية البكرى وغيرها من الأماكن التى لها نفس الاسم. وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن ميدان المنشية مر عليه أكثر من اسم بداية من ميدان السلاح لأنه كان ساحة واسعة كانت تستخدم فى التدريب والقتال ثم جاء محمد على وأراد أن يكون الميدان واجهة للقادمين من الخارج، وأن يتم بنائه على الطراز الإسلامى والعمارة الإسلامية، مشيرا إلى أنه فى بناء الكنيسة اشترط عليهم أن يكون لها تفس الطابع المعمارى المميز لأن محمد على أول من نادى بما يسمى التنسيق الحضارى وأن يكون للمبانى شكل موحد. وأشار إلى أن فى عهد الخديوى إسماعيل تم تغيير اسم الميدان إلى ميدان محمد على لوضع تمثال محمد على فى الميدان الذى أثار الرأى العام لوجود مجسم إنسان فى ميدان فى بلد مسلمة، وهو كان أول تمثال يتم وضعه فى ميدان بمصر والحدث الذى كان جلل وأثار رأى الشارع المصرى. وأوضح أنه بعد ضرب الإسكندرية عام 1882 تغير ملامح الميدان وأصبح هناك مزيجا فى العمارة الإسلامية القديمة والعمارة الحديثة بسبب هدم وانهيار المبانى فى الحادث. الميدان وأحداث تاريخية مر ميدان المنشية بالإسكندرية أحداث هامة منها حادث ضرب الإسكندرية عام 1882 ووقوع اشتباكات بين المصريين والجاليات الأجنبية فى عهد الخديوى توفيق. كما شهد حريق مبنى البورصة عام 1979 وكان تحفة معمارية على طراز لاتينى قديم، وعليه ساعة ضخمة، وكان فى مواجهته مبنى يسمى المبنى الملكى تم هدمه وتغير اسمه منذ ثورة 52 أكثر من مرة، فكان اسمه الأصلى "البورصة"، ثم أطلق عليه مبنى "الاتحاد الاشتراكي"، ثم "التحرير"، إلى أن تهدم عقب حريق هائل اندلع داخله عام 1979 كما كان شاهدا على قورة الجياع فى السبعينات. قرار تأميم قناه السويس من الإسكندرية قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقنال السويس البحرية.. شركة مساهمة مصرية"، كلمات اشعلت حماس المصريين واثلجت قلوبهم جاءت هذه الكلمات من ميدان المنشية بالإسكندرية فى 26 يوليو عام 1956، حتى تزلزلت أرض ميدان المنشية، التى لم تتسع جنباته لكلمات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التى ألقاها من أعلى مبنى البورصة وسط الميدان. اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر وكان الميدان شاهدا كبيرا على ثورة 23 يوليو، بداية من محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد التاصر من قبل الاخوان، ونهاية بإعلان عبد الناصر تأميم قناة السويس. تعرض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقاء خطاب أمام الجماهير الحاشدة فى الميدان، لمحاولة اغتيال نفذها التنظيم الخاص لجماعة الإخوان ونجا منها عبد الناصر وتقدم إلى المحاكمة المتهم بتنفيذ عملية الاغتيال محمود عبد اللطيف، وعرف بعد ذلك "بحادثة المنشية". كما أعلن عبد الناصر وسط الجماهير الغفيرة بميدان المنشية، يوم 26 يوليو 1956 تأميم شركة قناة السويس بعد قرار البنك الدولى بسحب تمويل بناء السد العالى. ومن الأماكن الأثرية فى ميدان المنشية هى سرايا الحقانية التى تعتبر أقدم المحاكم فى مصر وهى تخضع حاليا لأعمال ترميم وتطوير، كما يوجد قبر الجندى المجهول وهو فى الجهة المقابلة للكورنيش والذى له حراسة خاصة وتقام له مراسم سنوية تقديرا له. ميدان المنشية بالاسكندرية (1) ميدان المنشية بالاسكندرية (2) ميدان المنشية بالاسكندرية (3) ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-07-25
أعز ما يملكه أى شعب ذاكرته الوطنية، القضايا التى تبناها والمعارك التى خاضها والأثمان التى دفعها لكى يرفع رأسه عاليا، والأخطاء التى ارتكبت حتى لا تتكرر مرة أخرى.هناك فارق جوهرى بين المراجعة بالنقد والتهجم بالتجهيل.رغم مرور (65) عاما على تأميم قناة السويس فإن هناك من يطلب إلغاء التاريخ بمعانيه وتضحياته وتبعاته الاستراتيجية.تحمل «جمال عبدالناصر» مسئولية القرار، لكنه لم يكن لينجح لولا استعداد الشعب المصرى أن يدفع باقتناع كامل أثمان استقلاله الوطنى من دم أبنائه.هنا ــ بالضبط ــ موضوع الغارات المتعاقبة على الذاكرة الوطنية حتى يفقد المصرى العادى ثقته فى نفسه وفى قدرته على صنع التاريخ واكتساب حقوقه المشروعة أيا ما كانت التضحيات.لم يكن بوسع أحد فى العالم توقع تأميم قناة السويس قبل إعلانه من فوق منصة «ميدان المنشية» بالإسكندرية فى ذلك اليوم البعيد الذى تقادمت عليه السنين، ولا كان مطروحا تسليم شركة قناة السويس إلى مصر بعد انتهاء عقد الامتياز عام (١٩٦٨).كانت قناة السويس أهم مشروع هندسى فى العالم بالقرن التاسع عشر دولة داخل الدولة وقيدا حديديا على المصير المصرى، ومصر كلها رهينة للقناة، أهينت واستنزفت واحتلت (1882) حتى تمكنت من تأميمها منتصف القرن التالى ودفعت بالدماء ثمن استقلالها الحقيقى فى حرب السويس.بقرار التأميم رد اعتبار الوطنية المصرية، وتمكنت دولة من العالم الثالث من تحدى الإمبراطوريتين السابقتين البريطانية والفرنسية فى صلب مصالحهما الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، حيث منابع النفط الذى تمر حمولاته عبر قناة السويس.جسارة التحدى تأخذ معناها الحقيقى من سياقها فى الصراع على الشرق الأوسط، فقد حاولت مصر بعد ثورة يوليو الخروج من دوائر النفوذ الاستعمارية، قاومت الأحلاف العسكرية وسياسات ملء الفراغ، كسرت احتكار التسليح بصفقة الأسلحة السوفيتية، أيدت حركات التحرير الوطنى فى العالم العربى، دعمت بالإعلام والسياسة والتمويل والسلاح الثورة الجزائرية، ولعبت دورا جوهريا فى تأسيس قوة دولية جديدة، خارج استقطاب الحرب الباردة، للدول المستقلة حديثا فى «باندونج».السياق يشرح وينير حجم الأثر الذى خلّفه قرار تأميم قناة السويس فى الحسابات الدولية والصراعات على المنطقة، ومدى دقة حساباته لمتغيرات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.بالحساب التقليدى فإنه مغامرة بالمصير بعد أسابيع من جلاء آخر جندى بريطانى عن مصر قد تُفضى إلى إعادة احتلالها من جديد، أو إطاحة نظامها بانقلاب يشبه ما تعرض له قبل سنوات قليلة الزعيم الإيرانى الدكتور «محمد مصدق»، بعد تأميمه بترول بلاده.لم يكن ذلك الحساب التقليدى غائبا عن «عبدالناصر»، وهو يُقدم على قرار يكاد يكون شبه مستحيل، لكنه قَبل «المخاطرة المحسوبة» وعرّض مستقبله وحياته للخطر الداهم، كسبا لاستقلال وطنى حقيقى، وأن تمتلك مصر مقاديرها وقرارها.حسب ما هو مؤكد بالأوراق والمستندات والشهادات أخذ قرار التأميم وقته فى الدراسة وجمع المعلومات، والتحضير لإدارتها بعد تأميمها.إذا كان هناك من يعتقد أن استقلال القرار الوطنى يُمنح ولا يُنتزع فهو واهم، فلكل استقلال تكاليفه وتضحياته ومعاركه.اكتسبت مصر استقلالها الوطنى الكامل فى حرب السويس بفواتير الدم المبذولة وشجاعة أبنائها الذين هرعوا لحمل السلاح فى مواجهة العدوان الثلاثى، البريطانى ــ الفرنسى ــ الإسرائيلى، لا بـ«اتفاقية الجلاء» التى وقّعها «عبدالناصر» نفسه عام (١٩٥٤) وانطوت على تنازلات تتيح للقوات البريطانية حق العودة لقاعدة قناة السويس، إذا ما تعرض بعض حلفائها للخطر.هناك من يتصور أن مصر كان يمكنها تجنب العدوان عليها، إن لم يُقدم «عبدالناصر» على قرار التأميم.بالوثائق هذا استنتاج متعجل، فلم يكن مسموحا لمصر بأن تتطلع لاكتساب قرارها الوطنى بالتأميم، أو بغير التأميم.بحسب تقرير استخباراتى أمريكى ـ ربيع (١٩٥٦) ـ كشف عنه الأستاذ «محمد حسنين هيكل» فى كتابه «ملفات السويس»، فإن خطط الانقلاب والغزو وقتل «جمال عبدالناصر» سبقت قرار التأميم.لم يكن كلاما فى فضاء الاجتماعات السرية، بقدر ما كان شروعا فى تحديد الأدوار قبل التنفيذ.لم يكن رفض البنك الدولى تمويل مشروع بناء السد العالى، السبب الرئيسى لتأميم قناة السويس بالفعل ورد الفعل.منذ احتلال مصر وهى تتطلع إلى هذا اليوم، الذى تستعيد فيه الشعور بالكبرياء الوطنى، والقدرة على الدفاع عن حقوقها الأصلية.فكرة التأميم لم يخترعها «جمال عبدالناصر»، ولا طرأت على رأسه فجأة.قبل «يوليو»، ترددت دعوات متناثرة تضمنتها ـ أحيانا ـ دراسات تتبنى هذه الخطوة، لكنها كانت أقرب إلى الأحلام البعيدة والتخيلات المحلقة.لم يكن أحد يتصور أن يأتى هذا اليوم فعلا، حتى إن أغلب الذين دعوا للتأميم قبل يوليو لم يحتملوا المفاجأة عندما صارحهم بها «عبدالناصر»، وهو يتأهب لإعلان قراره خشية ردات فعله.بين الاقتراحات التى عُرضت عليه أن يقدم على «نصف تأميم» حتى لا يستثير القوى العظمى.لم يكن مستعدا لأنصاف حلول وأنصاف تأميم «نأخذ حقنا كاملا وليكن ما يكون».الكلام عن استعادة قناة السويس دون تأميم، أو قتال، أقرب إلى الخزعبلات السياسية.بعد تحدى السويس خرجت مصر قوة إقليمية عظمى، وتحولت عاصمتها القاهرة إلى أحد المراكز الدولية، التى لا يمكن تجاهلها.اكتسبت مصر أدوارها القيادية فى أفريقيا بوضوح سياساتها وقدرتها على المبادرة والإسناد لتحرير القارة، كما اكتسبت أوزانا استثنائية فى عالمها الثالث بإلهام أن دولة نامية واجهت تحديا شبه مستحيل وكسبته.تحفظت الولايات المتحدة على العمل العسكرى تخطيطا وتنفيذا من خلفها دون اعتبار أنها قد آلت إليها قيادة العالم الغربى بعد الحرب العالمية الثانية.وكان الموقف السوفيتى حاسما إلى درجة التلويح برد قد لا تحتمله فرنسا وبريطانيا.بدا العالم كله، لأسباب متناقضة، فى جانب مصر.تجلت فى حرب السويس حسابات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وحقائق القوة فيه ومدى تأثير الحركات الاستقلالية.لم تكن مصادفة أن مصر اكتسبت قيادتها للعالم العربى والقارة الأفريقية، وتقدمت لقيادة حركة عدم الانحياز بعد ملحمة الصمود فى حرب السويس.رغم آلاف الوثائق والشهادات والكتب التى نُشرت عن حرب السويس فإن هناك من يطلب نزع أى قيمة عن التضحيات التى بُذلت حتى يكون استقلال القرار الوطنى مستحقا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-03-31
على مدى ستة أيام طرحت المخاوف نفسها على العالم بأسره خشية أن تطول أزمة السفينة الجانحة فى قناة السويس، وأن تلحق أضرارا غير محتملة بحركة التجارة الدولية.تصدرت جهود تعويم السفينة نشرات الأخبار فى جميع أنحاء العالم، وشاعت أحاديث البحث عن طرق بديلة وخرجت من الأدراج خططا قديمة.كان ذلك تعبيرا عن صراع مستأنف على الموقع الجغرافى المصرى الفريد، الذى تلخص قناة السويس أحد أوجه عبقريته بالربط بين البحرين الأبيض والأحمر واختصار طرق التجارة الدولية بين أوروبا وآسيا.بإرث التاريخ الحديث أدرك المصريون أن أزمة السفينة الجانحة تتجاوز حسابات الأرقام والأرباح والخسائر والتحقيقات الفنية لاستبيان حقيقة ما جرى، إلى الصراع مجددا على الموقع المصرى بهدف تهميشه لآماد طويلة مقبلة وحرمانه من أية أدوار محتملة فى حسابات وموازين المنطقة.تاريخ مصر الحديث، حروبها وأزماتها ومشروعاتها وانكساراتها، ارتبط بقناة السويس.كان تأميم قناة السويس زلزالا مدويا فى أرجاء العالم، بقدر أهميتها فى التجارة الدولية واستراتيجيات القوى الكبرى.لم يكن بوسع أحد فى العالم توقع تأميم قناة السويس قبل أن يعلنه «جمال عبدالناصر» من فوق منصة «ميدان المنشية» بالإسكندرية يوم (٢٦) يوليو (١٩٥٦)، ولا كان مطروحا تسليم شركة قناة السويس إلى مصر بعد انتهاء عقد الامتياز عام (١٩٦٨).لم تكن شركة تستثمر بقدر ما كانت دولة داخل الدولة.بالوثائق المصرية والفرنسية قاد «فرديناند ديليسبس» أخطر عملية نصب فى التاريخ الحديث، حيث امتلكت مصر (٤٤٪) من رأسمال الشركة دون أن يكون لها أية سيطرة على أمورها، فضلا عن التضحيات الهائلة التى دفعها فلاحوها أثناء حفر القناة تحت السخرة.كان ذلك استنزافا لموارد مصر وقدراتها المالية أسقطها فى شرك الديون الخارجية، وأفضى إلى احتلالها عام (١٨٨٢) بالسلاح البريطانى.كانت قناة السويس أهم مشروع هندسى فى العالم بالقرن التاسع عشر قيدا حديديا على المصير المصرى، ومصر كلها رهينة للقناة حتى تمكنت من تأميمها منتصف القرن التالى.بقرار التأميم رد اعتبار الوطنية المصرية، وتمكنت دولة من العالم الثالث من تحدى الإمبراطوريتين السابقتين البريطانية والفرنسية فى صلب مصالحهما الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، حيث منابع النفط الذى تمر حمولاته عبر قناة السويس.جسارة التحدى تأخذ معناها الحقيقى من سياقها فى الصراع على الشرق الأوسط، فقد حاولت مصر بعد ثورة يوليو الخروج من دوائر النفوذ الاستعمارية، قاومت الأحلاف العسكرية وسياسات ملء الفراغ، كسرت احتكار التسليح بصفقة الأسلحة السوفيتية، أيدت حركات التحرير الوطنى فى العالم العربى، دعمت بالإعلام والسياسة والتمويل والسلاح الثورة الجزائرية، ولعبت دورا جوهريا فى تأسيس قوة دولية جديدة، خارج استقطاب الحرب الباردة، للدول المستقلة حديثا فى «باندونج».السياق يشرح وينير حجم الأثر الذى خلّفه قرار تأميم قناة السويس فى الحسابات الدولية والصراعات على المنطقة، ومدى دقة حساباته لمتغيرات عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.بالحساب التقليدى فإنه مغامرة بالمصير بعد أسابيع من جلاء آخر جندى بريطانى عن مصر قد تُفضى إلى إعادة احتلالها من جديد، أو إطاحة نظامها بانقلاب يشبه ما تعرض له قبل سنوات قليلة الزعيم الإيرانى الدكتور «محمد مصدق»، بعد تأميمه بترول بلاده.حسب ما هو مؤكد بالأوراق والمستندات والشهادات أخذ قرار التأميم وقته فى الدراسة وجمع المعلومات، والتحضير لإدارتها بعد تأميمها.أثبت المهندسون والمرشدون المصريون فى هيئة قناة السويس كفاءة استثنائية فى مواجهة أزمة السفينة الجانحة، كان ذلك إحدى ثمرات تأميم القناة.إذا كان هناك من يعتقد أن استقلال القرار الوطنى يُمنح ولا يُنتزع فهو واهم، فلكل استقلال تكاليفه وتضحياته ومعاركه.اكتسبت مصر استقلالها الوطنى الكامل فى حرب السويس بفواتير الدم المبذولة وشجاعة أبنائها الذين هرعوا لحمل السلاح فى مواجهة العدوان الثلاثى، البريطانى ــ الفرنسى ــ الإسرائيلى، لا بـ«اتفاقية الجلاء» التى وقّعها «عبدالناصر» نفسه عام (١٩٥٤) وانطوت على تنازلات تتيح للقوات البريطانية حق العودة لقاعدة قناة السويس، إذا ما تعرض بعض حلفائها للخطر.كانت الحرب نقطة الذروة فى الصراع على المنطقة.هناك من يتصور أن مصر كان يمكنها تجنب العدوان عليها، إن لم يُقدم «عبدالناصر» على قرار التأميم.بالوثائق هذا استنتاج متعجل، فلم يكن مسموحا لمصر بأن تتطلع لاكتساب قرارها الوطنى بالتأميم، أو بغير التأميم.لم يكن رفض البنك الدولى تمويل مشروع بناء السد العالى، السبب الرئيسى لتأميم قناة السويس بالفعل ورد الفعل.منذ احتلال مصر وهى تتطلع إلى هذا اليوم، الذى تستعيد فيه الشعور بالكبرياء الوطنى، والقدرة على الدفاع عن حقوقها الأصلية.فكرة التأميم لم يخترعها «عبدالناصر»، ولا طرأت على رأسه فجأة.قبل «يوليو»، ترددت دعوات متناثرة تضمنتها ــ أحيانا ــ دراسات تتبنى هذه الخطوة، لكنها كانت أقرب إلى الأحلام البعيدة والتخيلات المحلقة.لم يكن أحد يتصور أن يأتى هذا اليوم فعلا، حتى إن أغلب الذين دعوا للتأميم قبل يوليو لم يحتملوا المفاجأة عندما صارحهم بها «عبدالناصر»، وهو يتأهب لإعلان قراره خشية ردات فعله.بعد تحدى السويس خرجت مصر قوة إقليمية عظمى، وتحولت عاصمتها القاهرة إلى أحد المراكز الدولية، التى لا يمكن تجاهلها.اكتسبت مصر أدوارها القيادية فى أفريقيا بوضوح سياساتها وقدرتها على المبادرة والإسناد لتحرير القارة، كما اكتسبت أوزانا استثنائية فى عالمها الثالث بإلهام أن دولة نامية واجهت تحديا شبه مستحيل وكسبته.إرث التاريخ الحديث ماثل فى الذاكرة العامة.فى نفس واحد تأكدت وحدة المشاعر العامة بالقلق البالغ على مصير القناة ومستقبلها، أو بالفرح الغامر لتعويم السفينة الجانحة بأقل الخسائر الممكنة بأيد مصرية فى المقام الأول أو بأى حساب أخير.بتعبير مراسل الـ«سى. إن. إن» من موقع الحدث لحظة تحرك السفينة بعد تعويمها: «لقد بدأت الاحتفالات الآن، المصريون يهنئون أنفسهم بكلمة مبروك».كان ذلك تجليا لوحدة المشاعر العامة، التى تأكدت مرتين فى التاريخ الحديث.مرة بتأميم القناة وحرب السويس التى أعقبتها، ومرة ثانية بعبور الجسور فوق القناة فى حرب أكتوبر لاسترداد سيناء التى احتلت عام (1967) بقوة السلاح.فى المرتين تأكدت رمزية القناة، فضلا عن أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، فى المخيلة العامة.الفارق بين اللحظتين أن مصر فى الأولى استثمرت سياسيا فيما ألهمته للعالم الثالث من إرادة تحد ومقاومة وتقدمت لقيادة العالم الثالث، بينما فى الثانية أهدرت السياسة بطولة السلاح، وجرى تهميش أدوارها بفداحة، أخلت مواقعها لإسرائيل وغير إسرائيل فى أفريقيا والعالم العربى وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية.تتبدى الآن حول القناة فرصة جديدة فى الأفق السياسى لا يصح إهدارها لبناء موقف إقليمى وداخلى أكثر تماسكا.بدا ما أعلنه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» من على شاطئ القناة بكل رمزيتها من أن «مياه النيل خط أحمر» دون أن يستبعد العمل العسكرى «واللى عاوز يجرب يجرب» لردع أى جور على حق المصريين فى مياه النيل شريان الحياة تطورا لافتا يستجيب للقلق العام المتعاظم.قد يساعد ذلك التصريح بالردع على تحريك الملف الملغم، الذى يراوح مكانه منذ عشر سنوات فى مماطلات إثيوبية متصلة، بالنظر إلى ما قد يترتب على العمل العسكرى من اهتزاز لا يمكن تحمله للأمن والاستقرار فى وادى النيل والقرن الإفريقى واستراتيجية البحر الأحمر.لم يعد ممكنا للقوى الكبرى أن تجلس فى مقاعد المتفرجين، فيما مصر والسودان تتعرضان لخطر وجودى.هناك حالة إجماع وطنى واسع حول ملفى «النيل» و«القناة» يعلن عن نفسه فى المنتديات العامة وعلى شبكة التواصل الاجتماعى.ذلك يستحق إعادة نظر فى السياسات الإقليمية بروح المبادرة وإعادة تقييم المواقف المختلفة، من معنا ومن ضدنا، وأن تتسق الأدوار المصرية مع الرهانات عليها فى عالمها العربى.كما يستحق إعادة نظر أخرى فى الوضع الداخلى بانفتاح سياسى وإعلامى وتحسين ملفى الحريات العامة وحقوق الإنسان حتى تتأكد وحدة الإرادة المصرية أيا كانت تكاليفها على أسس ثابتة وصلبة أمام أية عواصف محتملة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2015-07-27
لا يصح أن يأخذنا صخب الأضواء عن قوة المعانى فى افتتاح قناة السويس الموازية. الأضواء تغوى بمبالغات العظمة، حيث يجب أن تتأكد الإرادة الحرة. هناك فارق جوهرى بين الاعتزاز والمبالغة، الأول يرد الإنجاز إلى شعبه ويؤكد ثقته فى نفسه، والثانى تبدد أى رهانات على المستقبل فى الألعاب النارية. إننا بحاجة ماسة إلى تجديد ثقتنا بقدرتنا على البناء والإنجاز فى لحظة حرب ضارية مع الإرهاب. إذا أفلت هذا المعنى يتبدد أى أثر إيجابى بأسرع من أى توقع أيا كانت عظمة الاحتفالات وأسماء الملوك والرؤساء الذين يشاركون فيها. بحسب القاعدة المشهورة «كل ما يزيد على حده ينقلب إلى ضده». بقدر ما تتأكد المعانى تأخذ احتفالات (٦) أغسطس المقبل قيمتها فى التاريخ. دعونا نتذكر أن المصريين العاديين، الذين ينتسب أغلبهم إلى الطبقة الوسطى، جمعوا نحو (٦٦) مليار جنيه مصرى فى ثمانية أيام لتمويل قناة السويس الموازية، أو بالأحرى أكبر توسعة فى تاريخها. حيث أحجم رجال الأعمال المتنفذين وتقدم المصرى العادى. وكانت تلك رسالة بالغة الأهمية فى توقيتها ومغزاها، غير أنها لم تترجم حتى الآن فى أى سياسات اجتماعية جديدة. ودعونا نتذكر أن الإنجاز الكبير جرى فى مواعيده المقررة دون تأخير. هذه رسالة إيجابية أخرى يتعين أن تنتقل إلى بنية الدولة المترهلة. ورغم الدور الجوهرى الذى لعبه الانضباط العسكرى فى سرعة الإنجاز إلا أنه من الضرورى العمل بأسرع ما يمكن على نقل أى مهمات من مثل هذا النوع إلى المجتمع المدنى، وأن يتفرغ الجيش لمهامه الطبيعية فى حفظ الأمن القومى. بقدر ما تعود حركة المجتمع إلى طبيعتها تتأكد قدرة البلد على دحر الإرهاب والتقدم إلى البناء بالتوقيت نفسه. البناء نفسها قضية مشروع قبل أى شىء آخر. هذا معنى ضرورى حتى تأخذ أى إنجازات ممكنة قيمتها وإلهامها. لا قيمة سياسية لأى إنجاز ما لم يرتبط برؤية للمستقبل. كان تأميم قناة السويس قبل (٥٩) عاما بالضبط ملهما بقدر ما عبر عن الإرادة الحرة لبلد خرج للتو من احتلال بريطانى طويل استهدف قناته والسيطرة عليها. من فوق منصة ميدان «المنشية» بالإسكندرية أعلن «جمال عبدالناصر» تأميم قناة السويس كأنه صاعقة هزت العالم. فى (٢٦) يوليو عام (١٩٥٦) ولدت زعامته وسط تحديات قاسية بأى معنى سياسى وعسكرى أمام الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، بالإضافة إلى إسرائيل. من المثير أنه تعرض فى نفس المكان قبل عامين (١٩٥٤) لمحاولة اغتيال تورطت فيها جماعة «الإخوان المسلمين». بحسب شهادة «أنتونى ناتنج»، وزير الدولة للشئون الخارجية فى ذلك الوقت، كان رئيس حكومته «أنتونى أيدن» يصرخ أمامه: «إننى أريد جثة ناصر.. أريده مقتولا». لم تكن الحكومة البريطانية وحدها من تطلب رأس «عبدالناصر»، فقد كان لدى فرنسا الطلب نفسه انتقاما من دوره الجوهرى فى دعم ثورة الجزائر. غير أنه على الجانب الآخر نهضت دول العالم الثالث والقوى الحرة فى العالم الغربى، فضلا على الاتحاد السوفيتى، لإدانة العدوان الثلاثى فهو يستهدف «حرية بلد تحرر أخيرا من الاستعمار، وهذا إلغاء للتاريخ لا يمكن التهاون معه «بتعبير الزعيم الهندى جواهر لال نهرو». أدرك «عبدالناصر» عمق الجرح المصرى فى قناة السويس، ورهن حياته على دعم شعبه. ثبت أن رهانه فى محله رغم كل المخاطر التى كانت تتهدده. وقفت مصر خلفه وتطوع شبابها للحرب فى بورسعيد، وتسلح شعبها حتى لا تحتل مرة أخرى. المثير أن الأسلحة التى وزعت على نطاق واسع جرى جمعها بسلاسة كبيرة بعد توقف العدوان. بدت القضية كلها كبرياء وطنية لا تقاوم، وجرحا فى الضمير العام لا يندمل. لم تكن قناة السويس لمصر التى حفرتها على مدى ستة عشر عاما متصلة فيما يشبه السخرة، وفق نص التعاقد الذى أبرمه «فرديناند دليسبس» مع الخديوى «سعيد». مات نحو مائة ألف مصرى فى عمليات الحفر، وهو رقم مهول بالنظر إلى عدد السكان فى ذلك الوقت، نحو أربعة ملايين نسمة. فى عهد الخديوى «إسماعيل» افتتحت القناة عام (١٨٦٩)، وبدا المصريون فى الحفل الباذخ أقرب إلى الديكور الشعبى أمام ملوك أوروبا. عندما يذكر تاريخ «إسماعيل» لا تبقى فى الذاكرة العامة سوى الصورة الإمبراطورية التى كانت عليها احتفالات افتتاح قناة السويس. وهذا إجحاف بحجم دوره.. فالقاهرة الحديثة هى «القاهرة الخديوية» وإنجازاته الأخرى فى البناء والتشييد لا تقل أهمية. ما نحتاج إليه فى (٦) أغسطس أن تتخفف الاحتفالات من بذخها وأن تصب معانيها فى تأكيد الإرادة المصرية والعزم الجديد على البناء. وهناك معلومات أولية تشير إلى مثل هذا التعديل فى طبيعة الاحتفالات. الإرادة الحرة هى موضوع أى احتفالات وإلا فإنها تفقد رسالتها إلى المستقبل. لم يكن تأميم قناة السويس فقط مسألة كرامة وطنية جريحة تطلب إعادة اعتبار. فقد مكنت المصريين من بناء السد العالى من عوائدها والتوسع الكبير فى التصنيع الثقيل وزراعة الأراضى ووصول الكهرباء إلى كل بيت. بتلخيص ما لم تكن القناة سوى خطوة فى مشروع امتد إلى كل مناحى تحسين جودة الحياة وإشاعة العدل الاجتماعى. ما نحتاج إليه الآن أن نمتلك مشروعا مماثلا للبناء فى ظروف جديدة وأمام تحديات مختلفة. التقدم إلى البناء تحت ضربات الإرهاب يستدعى تأكيد الاصطفاف الوطنى، وهذه مهمة ممكنة. قوة أى اصطفاف وطنى فى تنوعه وتعبيره عن حركة مجتمعه. وهو يعنى فتح المجال العام لا تضييقه، التأكيد على دولة القانون واحترام القيم الدستورية لا تنحيتها. ويعنى إغلاق ملف الخصومة بين الدولة وشبابها، وأن تفرج عن المحكوم عليهم وفق قانون التظاهر المطعون على دستوريته. ويعنى إعلان الحرب على مؤسسة الفساد بلا تعطيل إضافى. ويعنى ملفات أخرى لا بد من حسمها والتقدم للأمام بثقة أكبر فى النفس والمستقبل. بأى نظرة لحجم التحديات التى تعترض المستقبل المصرى فإنها تستدعى كل همة فى الإنجاز، لكنها تتطلب همة أخرى فى الرؤى والتصورات وصناعة التوافقات العامة. وهذه رسالة جديدة فى العودة إلى السويس. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
Very Positive2020-12-13
أعلنت الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بمصر تفاصيل اجتماع اللجنة الطبية بشأن الاستعداد للأعياد فى ظل جائحة كورونا. وأكد الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية فى بيان عن الكنيسة اليوم، أن اللجنة التنفيذية قررت إيقاف كافة الأنشطة كثيفة العدد والفرعية مثل اجتماعات مدارس الأحد والشباب مع استمرار خدمات الآحاد أو الجمعة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية حتى نهاية العام مع متابعة المستجدات أولا بأول. وقررت اللجنة إقامة احتفال ليلة عيد الميلاد فى 24ديسمبر الجارى فى موعده الثامنة مساء مع توفير شاشات عرض فى الكنيسة تقدم خدمة الصلاة وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعى مع إتباع الإجراءات الاحترازية لكل الحاضرين بالإضافة لتعقيم الكنائس قبل وبعد العبادة وتوفير المطهرات والكمامات لكل المصلين وكذلك مع توفير قاعات إضافية للحفاظ على التباعد ويقام احتفال 25 ديسمبر بنفس الإجراءات مع إيقاف الاحتفالات برأس السنة الجدير بالذكر أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول فى مصر وشمال إفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربرى ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية فى العالم وفى مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية فى الإسكندرية 1839 عندما منح “محمد على باشا” والى مصر، قطعة أرض فى ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس ”مرقس” الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-09-14
نظمت المراكز المجتمعية التابعة للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية عدة ورش تستهدف الأطفال والكبار والمتطوعين بالعمل فى المراكز المجتمعية، إذ بدأ كل من مركز تنمية عرب المعمل بمحافظة السويس ومركز تنمية الرأس السوداء بالإسكندرية ومركز تنمية عزبة النخل بتنظيم ورش للأطفال أقل من 12 سنة لتنمية مواهبهم وإتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم من خلال الفنون المختلفة كالرسم والتلوين بجانب العمل على إكسابهم مهارات حياتية فى التواصل مع الآخرين. كما نظمت أيضًا مراكز تنمية مدينة السلام والرأس السوداء وعرب المعمل، ورش عمل للمتطوعين بالمراكز حول مهارات التعلم الذاتى و المستمر ومواجهة الضغوط وكيفية التواصل الفعال حيث قدمت عدة برامج أخرى للأسر المستفيدة لمساعدتهم في تحسين حالتهم الاجتماعية والاقتصادية. المراكز المجتمعية تابعة لمؤسسة الرعاية الأسقفية للخدمات الاجتماعية (الابيسكوكير) وهى الذراع التنموى للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية فى مصر وتدير المؤسسة مراكز و مؤسسات التنمية و الخدمات الاجتماعية التابعة للكنيسة الأسقفية فى مصر. يذكر أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول في مصر وشمال إفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية في العالم. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس”مرقس” الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-10-26
تمر اليوم الذكرى الـ 65 لمحاولة جماعة الإخوان اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تلك الحادثة التى كشفت إجرام جماعة الإخوان أمام الشعب المصرى وكشفت محاولاتهم تدمير الدولة المصرية وقتل زعمائها، ومنذ ذلك الحين وبدأ الرئيس الراحل يواجه إجرام الإخوان وصدر قرار بحل الجماعة. الواقعة تمثلت فى أنه خلال إلقاء الرئيس الراحل خطبة بساحة ميدان المنشية بالإسكندرية، وخلال إلقائه الخطاب أطلق أحد عناصر الإخوان ويدعى محمود عبد اللطيف 8 طلقات نارية، فيما أمسك عبد الناصر الميكروفون وهو يرد على تلك الطلقات قائلا: "أيها الأحرار حياتى فداء لكم، دمى فداء لمصر". المتورطين فى هذا العمل الإرهابى كان محمود عبد اللطيف ومعه ثلاثة ينتمون إلى جماعة الإخوان الذين دبروا محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، حيث كشفت التحقيقات حينها انتماء المتهم إلى الجهاز السرى لجماعة الإخوان، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم. أبناء الرئيس الراحل كانت لهم شهادات وتصريحات بشأن حادث المنشية، والتى ذكروها خلال حوار "اليوم السابع" معهم، فمن بينهم تصريحات الدكتورة هدى عبد الناصر عرضت خلال حديثنا معها وثيقة بقرار الرئيس الراحل بحل جماعة الإخوان لتحدثنا أكثر عن علاقة الرئيس الراحل بالجماعة، مؤكدة أن الرئيس الراحل كان عدوا للإخوان، لافتة إلى أن الدليل على ذلك هو حادث محاولة الاغتيال فى المنشية عام 1954. وقال هدى عبد الناصر، فى حوار سابق لها مع "اليوم السابع" أن جمال عبدالناصر لم ينضم يوما لجماعة الإخوان المسلمين كما روج البعض، وأكبر دليل على عداء الجماعة للرئيس الراحل كان محاولة اغتياله فى حادث المنشية. المهندس عبد الحكيم عبد الناصر أيضا كانت له تصريحات حول حادث المنشية، خلال حوار له سابق مع "اليوم السابع"، حينما أكد أن مزاعم الإخوان بأنهم لم يتورطوا فى حادث المنشية غير صحيحة، وهناك اعترافات منهم بالحادث والجماعة اسمها الإخوان الكاذبون، بعد ما فعلوه، الناس عارفة كل حاجة بتقول إن جمال عبدالناصر استطاع أن يعزل الإخوان المسلمين، لأن كل من خرج فى ثورة 30 يونيو ضد الإخوان بعد العام الأسود 2012 الجميع رفع صور جمال عبد الناصر، وأبدوا أسفهم على أنهم لم يأخذوا بنصيحة الرئيس الراحل بالاحتراس والحذر من الجماعة، ولا توجد مظاهرة خرجت ضد الإخوان إلا وهتفت لعبد الناصر. ويتابع عبد الحكيم عبد الناصر: جماعة الإخوان قتلت النقراشى والخازندار ومارسوا عمليات تفجير، وحدث صدام واضح بين الجماعة والراحل جمال عبد الناصر وصل ذروته فى مرحلتين الأولى عام 54 متمثلة فى واقعة حادث المنشية، والثانى فى عام 65، وفى أعوام 63و64 كانت الثورة ثابتة، وبدأت بشائر الخطة الخمسية الأولى، وانطلاق مشروع السد العالى وتحويل مجرى النيل، وفى هذا الوقت أفرج جمال عبدالناصر عن مجموعة من الإخوان ومنهم سيد قطب وحتى لما رجعوا عادوا لوظائفهم، وتم اعتبار فترة السجن كممارسين فى الوظيفة، ورجعوا على أقدميتهم، وبعدها بدأوا فى تنظيم 65 ومحاولة تفجير القناطر الخيرية وتنفيذ عمليات اغتيال ضد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وذلك كان الصدام الثانى، وتم القبض عليهم ومحاكمتهم ونفذت فيهم الأحكام، والدول لا تعرف التهريج أمام كل من يهدد الأمن القومى، وهناك نماذج تم إعدامها فى الإنجليز. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-08-17
"جريمة تاريخية للإخوان"، هو سلسلة تنشر بشكل يومى تفضح جريمة من جرائم الجماعة منذ عهد مؤسسها حسن البنا وحتى الآن، لتكشف الوجه القبيح للتنظيم الذى يسعى لإخفائه عن الجميع، ويوضح الكوارث التى ارتكبتها الجماعة وقياداتها التاريخيون. ونستعرض اليوم فضيحة جديدة للجماعة، وهى تورط التنظيم فى محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى حادث المنشية، ففى أكتوبر عام 1954، كان الرئيس الراحل يلقى خطبة بساحة ميدان المنشية بالإسكندرية، وخلال إلقائه الخطاب أطلق أحد عناصر الإخوان ويدعى محمود عبد اللطيف 8 طلقات نار، فيما أمسك عبد الناصر الميكروفون وهو يرد على تلك الطلقات قائلا : "أيها الأحرار حياتى فداء لكم، دمى فداء لمصر". المتورطين فى هذا العمل الإرهابى كان محمود عبد اللطيف ومعه ثلاثة ينتمون إلى جماعة الإخوان الذين دبروا محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، حيث كشفت التحقيقات حينها انتماء المتهم إلى الجهاز السرى لجماعة الإخوان، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-01-06
هنأ الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، قداسة البابا تواضروس الثانى وجموع الأقباط المصريين بعيد الميلاد المجيد الذى يترأس البابا صلواته مساء اليوم الأربعاء. وقال حنا فى بيان له صادر عن الكنيسة الأسقفية اليوم، نتمنى لقداسة البابا تواضروس وللكنيسة القبطية المصرية عيدًا سعيدًا تزيح فيه فرحة ميلاد المسيح غيوم القلق والخوف التي عاشها العالم بسبب وباء كورونا، متابعا، نتمنى للبابا تواضروس استمرار جهوده الإصلاحية التى يقود بها دفة الكنيسة المصرية مضيفًا، ليقودنا الله فى موكب النصرة كل حين فى رسالتنا الكنسية وواجبنا تجاه وطننا مصر. الجدير بالذكر إن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول فى مصر وشمال إفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية في العالم، وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والى مصر، قطعة أرض فى ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس"مرقس" الأسقفية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-11-18
شارك الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية اليوم الخميس في استقبال الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وزوجته بالجامع الأزهر بصحبة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، فى زيارة وصفها بالتاريخية، حيث أعرب رئيس الأساقفة عن سعادته بالمشاركة في استقبال ولي العهد البريطاني في زيارته لمصر مؤكدًا إن الأمير تشارلز ينتمى روحيًا للكنيسة الأنجليكانية التي تعتبر الكنيسة الأم في إنجلترا وترتبط بعلاقات تاريخية مع العائلة المالكة هناك وقال رئيس الأساقفة: دار حوار ودي بين الشيخ والأمير عن الطلبة المبتعثين من الأزهر للدراسة في الجامعات الإنجليزية بالشكل الذي يدعم التعاون بين المؤسسة الأزهرية و المملكة المتحدة وكذلك يعزز الحوار الإسلامي المسيحي. وأضاف رئيس الأساقفة: شرفت بزيارة الجامع الأزهر الذي تربطنا به ككنيسة روابط تاريخية أهمها اتفاقية الحوار بين الأزهر والكنيسة الأنجليكانية سنة 2001 بالإضافة إلى مشروعات مستمرة حتى اليوم في مجال الحوار الديني وتنمية المجتمع المصري الجدير بالذكر أن خدمة الكنيسة الأسقفية بدأت في فى مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الإسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس”مرقس” الأسقفية. يعتبر إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول وهم مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، إريتريا، إثيوبيا، جيبوتى، الصومال، تشاد، موريتانيا، ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الأنجليكانية في العالم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2021-05-01
تزينت كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك بالأضواء احتفالا بعيد القيامة المجيد قبل ساعات من بدء قداس العيد، الذي يترأسه الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية وذلك باللغتين العربية والإنجليزية لخدمة المصريين والأجانب. ومن المنتظر أن تبدأ صلوات قداس عيد القيامة المجيد في التاسعة مساء اليوم، بعد أن تدق أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات. جدير بالذكر أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول في مصر وشمالإفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الانجليكانية في العالم. وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس”مرقس” الأسقفية. الكاتدرائية تتزين بالأضواء احتفالا بعيد القيامة المجيد الكاتدرائية تتزين احتفالا بعيد القيامة المجيد ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-10-29
ثلاث مرات تم فيها صدور قرارات لحل جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها فى عام 1928، على يد حسن البنا، فى مدينة الإسماعيلية وانتقالها إلى القاهرة ومنها إلى محافظات مصر المختلفة، وتطوير عملية المد ليشمل خارج حدود البلاد إلى الدول والبلدان المحيطة، قبل كشف اللثام عن وجهها القبيح والمجاهرة بالعداء للدولة المصرية ونظم الحكم المتتابعة من خلال ارتكاب العديد من العمليات الإرهابية منذ مراحل التأسيس حتى كتابة هذه السطور. مراحل حل الجماعة الثلاثة المرة الأولي لحل جماعة الإخوان الإرهابية في 8 ديسمبر 1948، عندما أصدر محمود فهمي النقراشي، رئيس الحكومة المصرية، آنذاك، قرارًا بحل الجماعة بتهمة التحريض والعمل ضد أمن الدولة مع قرب انتهاء حرب فلسطين وعودة أعضاء الجماعة المشاركين فيها. والمرة الثانية فى 29 أكتوبر 1954، أى منذ 65 عاما كاملين، حيث أصدر الرئيس الأسبق الراحل جمال عبدالناصر قرارا بحلّ جماعة الإخوان، على خلفية محاولة اغتياله في ميدان المنشية بالإسكندرية، التى نفذها محمود عبداللطيف، أحد أفراد التنظيم السرى للجماعة. والمرة الثالثة في 23 سبتمبر 2013، حيث قضت محكمة الأمور المستعجلة، بالقاهرة - فى 23 سبتمبر 2013 - بحظر أنشطة "جماعة الإخوان المسلمين" بجمهورية مصر العربية، و"جمعية الإخوان المسلمين" المنبثقة عنها. التاريخ الأسود للجماعة الإرهابية التاريخ الأسود لجماعة الإخوان الإرهابية يشير إلى الوقائع الثلاثة التي تم فيها حل جماعة الإخوان الإرهابية بعد العديد من العمليات الإجرامية ضد الدولة المصرية حيث تعود تلك الوقائع المريرة بالنسبة للجماعة عقب بيعة الأسماء الستة وهم: " زكى المغربى، وإسماعيل عز، وحافظ عبد الحميد، وفؤاد إبراهيم، وأحمد المصرى، وعبد الرحمن حسب الله"، التى أسست الجماعة للمؤسس الأول حسن البنا بدأت الجماعة الإرهابية تدافع عن وجودها القانوني والشرعى على أرض الواقع، لأنها لم تكن فى حقيقة الأمر جمعية غير مُسجلة من الناحية الرسمية، وأصدرت وقتها أول قانون داخلى لها عام 1930 نص كذبا وزورا أن الجمعية لا ولن تعمل بالسياسة، واستمر الحال بعد تعديل القانون فى عام 1932، فقد كانت الجمعيات الأهلية تدون وتُسجل فى لائحتها الداخلية بأنها: "لا تعمل فى السياسة". ولكن فى حقيقة الأمر - عقب مرور 15 سنة من تعديل قانون الجمعيات الأهلية فى عام 1932، صدر للمرة الأولى قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين فى غضون 8 ديسمبر 1948، حيث أصدر رئيس الوزراء حينها محمود فهمى النقراشى، قرارًا بحل الجماعة أى بعد مرور 19 سنة على تأسيسها، وذلك على خلفية اتهام الجماعة وأعضائها بالتحريض والعمل ضد أمن الدولة المصرية مع قرب انتهاء حرب فلسطين وعودة أعضاء الجماعة المشاركين فيها، حيث وصفت الجماعة قرار "النقراشى" بـ"الخائن" الصادر من جهات "خائنة"، فقد كان القرار بمثابة الصدمة للجماعة وعناصرها. وفى تلك الأثناء - مرت 10 أيام بالتمام والكمال على قرار حل جماعة الإخوان حتى قررت الجماعة التخلص من "النقراشى"، وبالفعل تم اغتياله فى 28 ديسمبر 1948 من نفس العام، على يد الشاب الإخوانى عبدالمجيد حسن، الطالب بكلية الطب البيطرى الذى اعترف بإقدامه على قتله بسبب حل الجماعة، وحينها أدان "الإخوان" بقيادة المرشد العام حسن البنا وردد مقولته الشهيرة التى أصبحت قرآنا يرددها الإخوان عند ارتكاب جرائمهم : "ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين". كذب مقولة: "نحن لا نعمل فى السياسة" وعقب مرور 4 سنوات من اغتيال "النقراشى"، وتحديدا عقب ثورة 23 يوليو عام 1952، أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بحل جميع الأحزاب السياسية فى البلاد مستثنياً جماعة الإخوان المسلمين لكونها كانت تقدم نفسها "كجماعة دينية دعوية"، وليست جماعة تمارس العمل السياسى، وردد المرشد العام للجماعة وقتها حسن الهضيبى لوزير الداخلية سليمان حافظ، إن: " جماعة الإخوان جمعية دينية دعوية، وتكوينها وأعضائها لا يعملون فى المجال السياسى، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم كالانتخابات"، ما أكد معه استمرار الجماعة على مسلسل الكذب والافتراء والتدليس على الشعب قبل الساسة. وانكشفت جماعة الإخوان الإرهابية على حقيقتها للمرة الثانية بعد محاولة الجماعة اغتيال الراحل جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، حيث أطلق عليها وقتها "حادث المنشية"، تلك الحادثة التى وقعت فى 22 أكتوبر 1954، أثناء إلقاء عبدالناصر خطابا جماهيريا بميدان المنشية بالإسكندرية فى ذكرى ثورة يوليو، ليطلق عليه عضو الجماعة الرصاص فى محاولة لقتله. تفاصيل حادث المنشية جاءت تلك الواقعة - إثر توقيع "عبد الناصر" قبل أيام من الحادث لمعاهدة الجلاء مع إنجلترا والتي تقضى بجلاء البريطانيين بالكامل عن مصر في غضون عشرين شهر من توقيع الاتفاقية، وانقضاء معاهدة التحالف التى كانت قد وقعت فى لندن في عام 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائي له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية. وعلى الفور تم إلقاء القبض على الإخوانى منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة، وفيما بعد جرت محاكمات لقيادات الجماعة انتهى معظمها بالإعدام، فصدر قرار عاجل وقتها بحل الجماعة للمرة الثانية فى 29 أكتوبر 1954، وظل قرار حل جماعة الإخوان الإرهابية ساريا إلى أن توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى 1970، ليصبح الثاني في تاريخ الجماعة، بعدها مباشرة بدأت جماعة الإخوان عهدا جديدا مع الرئيس أنور السادات، حيث بدأ بالإفراج عن الإخوان منذ عام 1971 حتى أفرج عن الجميع فى عام 1975 . . الإخوان ومحكمة الأمور المستعجلة أما المرة الثالثة لحل جماعة الإخوان الإرهابية جاء عقب ثورة 25 يناير حيث بدأت أزمة الجماعة تحديداَ فى مارس 2013 بعد أن سجلت الجماعة نفسها كجمعية أهلية، ما أدى إلى قيام قوى وأحزاب سياسية برفع دعاوى قضائية تطالب بحل جماعة الإخوان حتى أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكما فى 23 سبتمبر 2013 يقضى بحل "جمعية" الإخوان المسلمين وحظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها، بعد دعوى مستعجلة من حزب التجمع تم تحريكها ضد الجماعة، ليكون أول قرار تصدره محكمة يقضى بحل الجماعة. 23 سبتمبر 2013، قضت محكمة الأمور المستعجلة، بالقاهرة - بحظر أنشطة "جماعة الإخوان المسلمين" بجمهورية مصر العربية، و"جمعية الإخوان المسلمين" المنبثقة عنها، ولم ينحصر الحكم فى حظر الجماعة وجمعياتها فقط بل تتضمن أيضاَ أى مؤسسة متفرعة من الجماعة أو تابعة إليها أو منشأة من أموالها أو تتلقى منها دعما ماليا، أو أى نوع من أنواع الدعم والجمعيات التى تتلقى التبرعات وأن يكون منها أحد أعضاء الجماعة أو الجمعية أو التنظيم. حيثيات الحكم التاريخى ذلك القرار الذى كان بمثابة الحكم التاريخى، حيث صدر برئاسة المستشار محمد السيد، بالتحفظ على جميع أموال تنظيم الإخوان المسلمين العقارية والسائلة والمنقولة سواء كانت مملوكة أو مؤجرة لها، وكافة العقارات والمنقولات والأموال المملوكة للأشخاص المنتمين إليها لإدارتها بما يتفق بالغرض من انشائها طبقا لقوانين الدولة المصرية. وفى غضون 15 سبتمبر من العام الحالي، أودعت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فتحى توفيق الشحات نائب رئيس مجلس الدولة، حيثيات حكمها، بعدم قبول الدعوى المطالبة بإلغاء قرار وزير التضامن الاجتماعي 227 لسنة 2013، الصادر بتاريخ 9/10/2013، فيما تضمنه من حل جمعية الإخوان المسلمين المقيدة بوزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم 633 لسنة 2013، مع ما يترتب على ذلك من آثار، أخصها إلغاء قرار التحفظ على أموال الجمعية، وإلزام الجهة الإدارية المصروفات، وذلك لانتفاء المصلحة، وتأييد حكم حل الجمعية. قيادات الإخوان خلف القضبان وبعد مرور ما يقرب من 90 عاماَ على تأسيس الجماعة لازالت تعيش الجماعة وعناصرها وقيادتها إما فى الظلام أو فى السجون حيث أن محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان يقبع الآن داخل سجن طرة، ويواجه حكمًا بالإعدام، وحصيلة أحكام أخرى مجموعها السجن 114 سنة، ويأتى من بعده خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وهو أيضًا محبوس فى الوقت الحالى. غزلان والكتاتني خلف القضبان وتضم قائمة قادة الإخوان المحبوسين، محمود غزلان، نائب مرشد جماعة الإخوان، والمحبوس بسجن العقرب، على خلفية قضية غرفة علميات رابعة، ورئيس مجلس الشعب السابق الدكتور محمد سعد الكتاتني، ومحمد البلتاجي، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة وعضو البرلمان المنحل، وكذلك صفوت حجازى عضو تحالف دعم الشرعية، وعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وعضو مكتب الإرشاد ومسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان، وعبد الرحمن البر مفتي الإخوان. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2019-12-04
65 عامًا بالتمام والكمال مرت على صدور حكم أول حكم بالإعدام من محكمة الثورة برئاسة جمال سالم وعضوية حسين الشافعى وأنور السادات تحكم على ستة من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى سبعة آخرين بالسجن المؤبد، وذلك بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية، وذلك فى عام 1954. أول محاكمة حقيقة لجماعة الاخوان منذ التأسيس وتُعد حادثة المنشية أولى المحاكمات الحقيقية التى تعرض لها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، منذ نشأتها فى عام 1928، حيث جرت الوقائع ما بين أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر 1954 والتى تضمنت – وفقا لـ"التحقيقات" حينها - تعرض الرئيس عبدالناصر لمحاولة اغتيال فى حادث المنشية الشهير بالإسكندرية واتهام السلطة للجماعة بالوقوف وراءها. الوقائع بداية الواقعة حيث كان الراحل جمال عبد الناصر يخطب فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وذلك فى احتفال شعبى بتوقيع اتفاقية الجلاء، وأثناء إلقاء جمال عبد الناصر لخطابه أطلق عليه أحد الشباب 8 رصاصات، حيث ظن الحضور أن عبد الناصر أصيب، وحاول الحرس الخاص إخراجه من موقع الحدث. نص خطبة ناصر بعد إطلاق الرصاص عليه وفى تلك الأثناء – رفض جمال عبد الناصر الخروج انهاء خطابة وواصل إلقاء خطابه الشهير قائلا: "أيها الرجال فليبق كلٌ فى مكانه، حياتى فداء لمصر، دمى فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا على، أن حياة جمال عبدالناصر ملك لكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم ومكافحا فى سبيلكم، سيروا على بركة الله، والله معكم ولن يخذلكم، فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة جمال عبدالناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم، أن مصر اليوم قد حصلت على عزتها وعلى كرامتها وحريتها، سيروا على بركة الله نحو المجد نحو العزة نحو الكرامة. وبالفعل عقب القاء جمال عبد الناصر خطابه تمكنت السلطات إلقاء القبض على الشاب الذى أطلق الرصاص على "عبد الناصر"، وكان اسمه محمود عبد اللطيف، ويعمل سمكرى فى إمبابة، وينتمى لجماعة الإخوان – بحسب "التحقيقات" – حيث كشفت أن محمود عبد اللطيف كان عضوا فى جماعة الإخوان، وإن المحرض له المحامى هنداوى دوير، عضو الجماعة. وقائع كشفتها التحقيقات التحقيقات أيضاَ أكدت وقتها، أن عملية محاولة اغتيال عبد الناصر ما هى إلا جزءً لا يتجزأ من خطة مُحكمة لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة، وحوالى 160 ضابطا من ضباط الجيش، كما تضمنت الاتهامات التى تم توجيهها للجماعة التخطيط للاستيلاء على الحكم، وتخزينهم لكميات كبيرة من الأسلحة والمفرقعات ليستخدمها الجهاز السرى، وهى الأسلحة التى قال المرشد فى المحاكمة إنها تخص الضباط الأحرار، وأن الإخوان حفظوها لهم أثناء حريق القاهرة فى يناير 1952. كما أوضحت التحقيقات إلى أنه كانت هناك عدة خطط أخرى لاغتيال جمال عبد الناصر، وقد وجه الاتهام لاثنين من الضباط الذين هربا خارج البلاد، وهما البكباشى أبو المكارم عبد الحى، والبكباشى عبد المنعم عبد الرؤوف، والأخير كان من الضباط الأحرار، كما أكدت التحقيقات أن المستشار حسن الهضيبى، مرشد الجماعة آنذاك، كان على علم بكل تفاصيل المخطط ومباركا له. قائمة أحكام الإعدام ألقى القبض على العديد من أفراد الجماعة، صدرت ضدهم أحكام بالسجن بدأت من عشر سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، أبرز الأحكام كان الإعدام بحق 7 من قيادات الجماعة، هم: محمود عبداللطيف، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وهنداوى دوير، ومحمد فرغلى، وعبدالقادر عودة، والمرشد العام وقتها حسن الهضيبى الذى خفف عنه الحكم لاحقا إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-09-28
بعد أن تعددت الأزمات بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومرشد جماعة الإخوان وقتها حسن الهضيبى تارة بسبب قانون الإصلاح الزراعى وتارة أخرى بسبب هيئة التحرير التي دشنها عبد الناصر. لكن مع قرار قيادة الثورة بحل جماعة الإخوان تفاقمت الأزمات بين الطرفين فما كان من حل لدى الجماعة سوى العمل على اغتيال الرجل الذى سحب البساط من تحت أقدامهم. فى 26 أكتوبر عام 1954، نفذت الجماعة خطتها لاغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية بمناسبة اتفاقية الجلاء، واشتهرت عقب ذلك بـ"حادثة المنشية". تفاصيل حادثة الاغتيال جلس السباك محمود عبداللطيف عضو الجهاز السرى للإخوان، وما إن بدأ عبد الناصر خطابه حتى أطلق السباك الإخوانى 8 رصاصات صوب عبدالناصر، وأصاب معظمها الوزير السودانى ميرغنى حمزة وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية أحمد بدر الذى كان يقف إلى جانب ناصر، وعلى الفور هجم ضابط يرتدى زيا مدنياً اسمه إبراهيم حسن الحالاتى الذى كان يبعد عن المتهم بحوالى أربعة أمتار، وألقى القبض على السباك محمود عبداللطيف وبحوزته مسدسه، وبدأت بهذه الحادثة مرحلة جديدة وحاسمة من المواجهة بين ثورة 23 يوليو وتنظيم الإخوان المسلمين! عقب فشل محاولة الاغتيال وفي جلسة محكمة الشعب كتب المتهم الأول محمود عبد اللطيف خطابا بخط يده وقدمه إلى جمال سالم رئيس المحكمة قائلا فيه: سيدى رئيس محكمة الشعب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإن الله حق يحب الحق، أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942، كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله، وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين، فكنت أسمع كل أمر فى طاعة، دون تردد أو مناقشة لأن هذا صادر عن أناس مسلمين، يعملون للإسلام ويقدرون مسؤولية الله في أي عمل يعملونه، فكنت معهم على هذا الأساس، وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون في أي أمر، وأقول في نفسي إن الطلبة عندهم حب الجدال في أي شىء. وتابع محمود عبد اللطيف يقول فى رسالته: وكان كل أمر يأتينى من الإخوان أرى أن فى طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة. حتى ضمونى إلى النظام السرى. الذى يتكون منى أنا وسعد حجاج. وكان علينا مراقبة منزل أنور السادات وجريدة «الجمهورية» مقر عمله. ومراقبة الحراس عليه وطريقة مهاجمته لاغتياله. بعد دراسة وافية استقر الأمر على مهاجمته على باب دار الجريدة. وفى هذا الحين قرأت الاستخارة لأتبين أحقية هذا فى الاستخارة. وقد علمنا إياها الإمام الشهيد حسن البنا فى رسالة المأثورات وهى الأدعية والأوردة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم. وهى فائدتها أن الأمر إن كان خالصا لوجه الله ييسره الله وإن كان غير ذلك يوقفه الله. أضاف :«بعد قراءتى لهذه الاستخارة أتانى الأخ توفيق المكلف بهذه المهمة. وقال انتظروا حتى يأتى أمر التنفيذ. وبعد ذلك انقطع عنى مدة. حتى علمت بعد ذلك أنه قبض عليه خارج القاهرة. وتسلم مكانه توفيق هنداوى دويروقال: أنا أعطيكم الأوامر فقلت: خير إن شاء الله. وقبل الحادث بأسبوع أخبرونى أن سعد حجاج يأمر الإخوان باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر. وقال لنا: أى واحد منا نحن الثلاثة تتاح له الفرصة ينفذ الأمر. وفى هذا الحين قرأت أيضا الاستخارة. وبعدها بيوم قال لى هنداوى: وقف الأمر ولم يكن قد أعطانى سلاحا بعد بعدها بيومين أحضر لى السلاح.. قال لى: سر على بركة الله قبل الحادث بيوم قابلته وأخبرته بأن الرئيس جمال عبد الناصر مسافر إلى الإسكندرية لإقامة احتفالات شعبية. إنى معتزم السفر. فتردد قليلا.. ثم قال: سافر على بركة الله فسافرت وارتكبت الحادث. ومن نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر. وأقف بين يدى الله بها. علمت من التحقيق فى الجلسة الثانية أن هنداوى دوير قال إن هذا الاغتيال السياسى لم يكن من الإسلام فى شىء. إنما هو ميراث ورثناه من قبل. فى رأيى أن هذه العبارة هى من قول الكافرين. (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)، ولو كنت أعلم هذا من قبل لناقشت كل أمر كان يأتينى من الإخوان. كنت أنا أول ضحية فى هذا الشأن. لأنى كنت آخذ كلامهم عن ثقة ويقين بأنه للإسلام. اختتم محمود عبداللطيف حديثه قائلاً:"أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى هذا. بأن لا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمرا. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك.إنى أقول هذا الكلام لا طمعا فى تخفيف العقوبة. ولكنه إحقاقا للحق. «والأمر بين يدى عدالة المحكمة».فهى صاحبة الشأن والله يقول الحق. وهو يهدى السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". عقدت عدة جلسات للمحاكمة وفى يوم ١٨ نوفمبر ١٩٥٤ كانت يوم سماع أقوال المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبى. وقد سجل الصحفى أحمد لطفى حسونة الصحفى بالأخبار تفاصيل الجلسة فقال: «إقبال الجمهور كان شديدًا لحضور المحاكمة وحضر المتهم محمود عبد اللطيف من السجن وجلس في مكانه مبتسمًا وبدأت الجلسة وحضر شاهد النفى حسن الهضيبى مرشد الإخوان وبدأت الجلسة». يتابع حسونة :"ونودى على حسن الهضيبى فدخل.. سأله جمال سالم رئيس المحكمة عن اسمه وعمله ،قال حسن الهضيبى: مستشار سابق وعمرى ٦٣ سنة. ثم حلف: والله العظيم أقول الحق ولا شىء غير الحق قال حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف موجهًا كلامه إلى الهضيبى: "إن محمود عبد اللطيف المتهم بقتل عبد الناصر تبين أنه عضو في الإخوان واعترف بذلك، كما اعترف الشهود بذلك وبأنه تم تسليمه المسدس وتوجيهه إلى ما ارتكبه لذلك رأيت أن استشهد برئيس جماعة الإخوان". وسأل الهضيبى: هل تعرف محمود عبد اللطيف؟ رد الهضيبى: لا أعرفه. فقال له المحامى: إنه عين لحراستك من قبل.. فقال الهضيبى: والله ما أدرى وفيه ناس كتير بيحرسونى ولا أعرف واحدا منهم. سأله المحامى: هل تعرف شيئًا عن الجهاز السرى للإخوان الذي انضم إليه محمود عبد اللطيف؟ فقال: "محمود عبد اللطيف مين؟" ثم قال: أنا لما عينت مرشدا عام ١٩٥٠ تبين أن عندهم شيئًا اسمه النظام الخاص ثبت أنه ارتكب جرائم عام ١٩٤٧،١٩٤٨ وقالوا لى إن الجرائم هذه انحراف وخروج عن الغرض الأصلى الذي هو إعداد الفرد المسلم إعدادًا صالحًا للدفاع عن الإسلام. أضاف الهضيبي: أن بعض الإخوان أو بتوع هذا النظام لا يثقون بى لأنهم ناس بتفتكر إنهم مجاهدون أكثر شوية. فرد محمود عبد اللطيف من داخل القفص وهو يشير إلى الهضيبى : «غرروا بى.. كنت ضحيتهم.. فهمونى إن الإسلام أباح دم جمال عبد الناصر". يقول أحمد حسن الباقورى، الوزير السابق عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين فى شهادته عن حادث المنشية : كنت أجلس بشرفة هيئة التحرير بميدان المنشية وكنت أجلس بالقرب من الرئيس وكان بجواري الميرغني حمزة وزير الزراعة السوداني ورفع يده بعد إطلاق الرصاص وإذا بيده غارقة بالدماء نتيجة نأثرها شظايا الزجاج، أما الناحية الأخرى فكان هناك سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية وأصيب برصاصة ببطنه ونقل إلى المستشفى وذهبنا إلى زيارته مع جمال عبد الناصر في اليوم التالي. فيما اعترف المتهم الثالث في القضية خليفة عطوة، باشتراكه في التخطيط للعملية، وقال لعدد من وسائل الإعلام مؤخرًا بعد ثورة يناير إنه تم تكليف مجموعة من الجهاز السري للجماعة من أربعة أشخاص كان يقودها هنداوي دوير، الذي كان يعمل محامياً وكان هو الثالث في المجموعة وكان معه محمد النصيري، الطالب بكلية الحقوق، وأنور حافظ محمد الطالب بكلية التجارة، وأيضاً محمود عبداللطيف والذي كان يجيد إطلاق الرصاص، وكان بحوزته قطعتا سلاح خشية تعطل إحداهما لأي أسباب. واضاف: وارتدى محمد النصيري حزاما ناسفا للهجوم على ناصر حال فشل مهمة عبداللطيف، وارتديت أنا وحافظ ملابس الحرس الوطني وبينما كان عبداللطيف يستعد لتصويب مسدسه ناحية ناصر بعد أن تمكن من الوقوف أعلى تمثال سعد زغلول، وفي الوقت الذى كان فيه جمال منفعلاً ويرفع يده اليسرى كانت تلك اللحظة لإطلاق الإشارة بالتلويح بأصبعي حتى تستقر الرصاصة في صدره، إلا أن القدر وقف مع ناصر أثناء وضعه قلم حبر من ماركة «تروبل» بحبر أحمر لتصيب الرصاصة القلم لتمر بين كتفى جمال سالم وعبدالحكيم عامر لتصيب أحمد بدر، سكرتير هيئة تحريرالإسكندرية. القرضاوى يعترف هذه الحادثة حاول تنظيم الإخوان الإرهابي التنصل منها، وسعوا لتزيف الحقائق، وإبراء ذمة التنظيم، إلا أن بعض قياداتهم التاريخية وقعوا فى شر أعمالهم، واعترفوا بمحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، من خلال مجموعة أفراد بالتنظيم السرى. من أبرز الشخصيات التى اعترفت بارتكاب التنظيم الخاص محاولة الاخوان لاغتيال جمال عبد الناصر، الداعية الإخوانى وأحد أقطاب التنظيم يوسف القرضاوى، إذ أكد خلال لقاء له عبر قناة الجزيرة المعادية لمصر:" المسئول عن حادثة المنشية هنداوى دوير ومجموعته – التنظيم السرى للإخوان- هم الذين دبروا هذا الأمر". وأشار "القرضاوى" خلال ظهوره فى قناة الجزيرة، إلى أنه كان يعرف هنداوى دوير معرفة شخصية، مضيفًا:" جلست معه مرارا وتكرارا وأعرف أن طريقه فكره التى تتلخص من أنه يتم القضاء على رأس النظام برصاصة حتى يسقط النظام أى نوجه رصاصة لعبد الناصر فيسقط". المثير للأمر أنه رغم اعتراف يوسف القرضاوى بمحاولة التنظيم السرى للإخوان اغتيال جمال عبد الناصر إلا أنه حاول أن يبرأ جماعة الإخوان الإرهابية، تحت مزاعم أن المسئول عن هذه المحاولة الفاشلة هم مجموعة صغيرة من الإخوان وليس كل أفراد التنظيم. تجدر الإشارة إلى أنه كان قد صدر قرار من مجلس قيادة الثورة فى الخمسينيات بحل جماعة الإخوان قبل محاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية، وحاول التنظيم السرى أن يرد على قرار الحل باغتيال جمال عبد الناصر، إلا أن الأقدار شاءت فشل المحاولة الإرهابية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2023-02-28
تقدم «المصرى اليوم»، خدمة للقارئ من خلال نشرة أخبار الإسكندرية، تتضمن أبرز الأخبار التي تتناول الأحداث الهامة في المحافظة على مدار الساعات الماضية، والتى جاءت كالتالى: حريق أعلى عقار في ميدان المنشية بالإسكندرية.. ورئيس الحي: لا إصابات (صور) سيطرت قوات الحماية المدنية بالإسكندرية على حريق هائل نشب، أعلى سطح عقار مكون من 4 طوابق بميدان المنشية وسط الإسكندرية، مساء اليوم الثلاثاء. السجن 5 سنوات لعاطلين حاولا الافراج عن حاوتين بميناء الإسكندرية بمستندات مزورة قضت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عبدالعاطي مبارك رئيس المحكمة، بالسجن المشدد 5 سنوات، لكل من «م.خ.م» و«م.ي.ح» مما أسند إليهما ومصادرة المحررات المزورة المضبوطه، لاتهامهم بالتزوير في محررات رسمية، وذلك لمحاولاتهما الإفراج عن حاويتين من ميناء الاسكندرية بموجب مستندات مزورة. يضم 50 جهازا و31 سريرا.. تطوير المركز النموذجي للجهاز الهضمي والمناظير بـ«حميات الإسكندرية» (صور) افتتح اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، الثلاثاء، مشروع تطوير المركز النموذجي للجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى الحميات، بتكلفة ٢٣ مليون جنية، وذلك بعد تطوير المبنى بالكامل، وتحويله من عنبر كبد ووحدة مناظير، وعناية إلى مركز واحد متطور ومتكامل يؤدي خدماته المتعددة للمريض في تخصص الجهاز الهضمي من عنبر داخلي ووحدة مناظير متطورة وعناية جهاز هضمي وقئ دموي. بعثة جنوب السودان للشباب تصل مطار برج العرب لمواجهة جامبيا بـ«ربع نهائى أمم أفريقيا» (صور) استقبل العاملون بمطار برج العرب الدولى، بعثة منتخب جنوب السودان للشباب تحت 20 عامًا، بالورود، لدى وصولها اليوم الثلاثاء. محافظ الإسكندرية: رفع كفاءة الطرق وإعادة الشيء لأصله في 15 شارع بـ5 أحياء استعرض اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، مع المهندسة أمل محمود مدير مديرية الطرق والنقل بالمحافظة، أعمال إعادة الشئ لأصله وخاصة في المناطق الأشد احتياجا والتى تكررت منها شكاوى المواطنين، وأكد المحافظ، أنه استجابة لمطالب أهالي أحياء منتزه أول وثان ووسط وشرق والعجمي، فيما يختص بإعادة الشيء لأصله عقب الانتهاء من المشروعات التي تقوم بها شركات المرافق؛ فقد تم خلال الشهر الماضي إعادة الشيء لأصله في 15 شارع في الأحياء الـ 5 التي كثرت منها شكاوى المواطنين، كما وجه الشريف مديرية الطرق بإعداد خطة زمنية لشركات المرافق لسرعة الانتهاء من إعادة الشئ لأصله في الشوارع. تصعيد طالبة بـ الإسكندرية للمشاركة في بطولة العالم للروبوت بأمريكا أبريل المقبل (صور) حصلت الطالبة مارى مينا صبحى، بالصف السادس الابتدائى بإدارة وسط التعليمية في الإسكندرية، على المركز الأول في نهائى الجمهورية بمسابقة الروبوت، وتأهيلها ضمن الفريق الطلابي المكون من 7 طلاب للمشاركة في بطولة العالم للروبوت المقرر تنظيمها في أبريل المقبل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2021-05-16
أكد الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، استقلالية الكنيسة في مصر، وعدم تبعيتها لأي طائفة أخرى، مشيرا في بيان له، إلى أن المحكمة الإدارية العليا، أصدرت حكما نهائيا وباتا برقم «962- 27 ق ع عام 1986»، ينص على أنه لا يجوز للكنيسة الأسقفية أن تكون جزءا من الطائفة الإنجيلية لتعارض ذلك مع الأمر العالي الصادر عام 1902 بإنشاء الطائفة الإنجيلية. وأوضح الدكتور منير حنا، أن هذا الحكم له حجيته لأنه يسبق باقي الأحكام التي صدرت مؤخرا، كما أنه سبق أن أصدرت هيئة قضايا الدولة عام 1991 تقريرا عن الكنيسة الأسقفية، إنها ليست ضمن المذاهب التابعة للطائفة الإنجيلية، وذلك في الطعن رقم «3965/ 2966 لسنة 32 ق ع». وذكرت رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، أن وزارة الداخلية أشارت في كتابها الدوري رقم 55 لعام 2006، أن الكنيسة الأسقفية هي إحدى الطوائف المعتمدة في البلاد، قائلا: «هذا كله يثبت الوضع المستقل للكنيسة الأسقفية، وكنا ومازلنا نود أن تُحل المشاكل بين الكنائس بطريقة ودية تضمن استمرارية التعاون المشترك فى خدمة الكنيسة والوطن». كان نزاعا قضائيا اندلع خلال السنوات الأخيرة بين الكنيسة الأسقفية والطائفة الإنجيلية، حول تبعية الكنيسة للطائفة من عدمه، وتذكر الكنيسة الأسقفية، أن خدمتها بدأت في مصر بدأت عام 1815 ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الإسكندرية 1839 عندما منح محمد علي باشا، والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس «مرقس» الأسقفية. وذكرت أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 لهذه الكنيسة حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول في مصر وشمال أفريقيا ويخضع لرئاسة رئيس أساقفة كانتربري ويتبع اتحاد الكنائس الأنجليكانية في العالم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: