مجلة فورين أفيرز
نشر موقع 180 مقالا مترجما بتصرف عن مجلة فورين أفيرز الأمريكية للباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، خالد الجندى، المقال بعنوان «مغالطة اتفاقيات أبراهام»، منشور بتاريخ 22 يناير الجارى، وقامت بترجمته الأستاذة منى فرح، يقول الجندى إذا كان ترامب قد تجاهل القضية الفلسطينية أثناء عقده صفقات التطبيع فى ولايته الأولى، إلا أن عملية طوفان الأقصى ستجعل ترامب يدرك أن هذا الاعتقاد خاطئ إذا حاول استكمال التطبيع فى ولايته الثانية.. نعرض من المقال ما يلى: بحسب المبعوث الخاص السابق إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات: «لا شىء سيقنع ترامب بعدم المضى قدما فى توسيع اتفاقات أبراهام. فتلك الصفقات التى تمت فى عام 2020 كانت بالنسبة له إنجازًا بارزًا فى السياسة الخارجية، أشاد به معارضوه قبل مناصريه، بما فى ذلك سلفه الرئيس جو بايدن. لذلك سيسعى إلى تعزيز هذا الإرث وترسيخه». وإذا ما كُتب للتطبيع السعودي-الإسرائيلى أن يتم؛ فى أى وقت؛ فسيمهّد الانضمام السعودى لـ«اتفاقات أبراهام» الطريق واسعًا أمام دول عربية وإسلامية أخرى، لتحذو حذو المملكة. إن هذا النهج فى التعامل مع عملية صنع السلام بين العرب وإسرائيل يقوم على فرضية أن القضية الفلسطينية يمكن تجاهلها، أو لا بدّ من تجاهلها. ولكن، وفى تذكير جلى وصريح بأن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها ولا حتى إخضاعها للتطبيع العربى الإسرائيلى، نفّذت فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزَّة عملية طوفان الأقصى، فى 7 أكتوبر 2023، وردّت عليها إسرائيل بحرب إبادة جماعية استمرت 15 شهرًا دون أن تحقق أيًا من أهدافها. وكانت السعودية حينذاك على قاب قوسين أو أدنى لتلحق بقطار التطبيع. لكن حرب غزّة أخرجت الصفقة عن مسارها. ومع ذلك ووفق مراقبين؛ فإن كل الدلائل اليوم تشير إلى أن ترامب مصمّمٌ على إنهاء المهمة التى بدأها فى ولايته الأولى: ضم السعودية وباقى الدول العربية؛ التى لم تُطبع بعد؛ إلى «اتفاقات أبراهام». وأنه مصمّمٌ كذلك على تنفيذ ذلك وفق رؤيته الشخصية التى تقول: «مصلحة إسرائيل أولًا.. ولو على حساب الفلسطينيين». منتقدو «اتفاقات أبراهام» لم يزعموا يومًا أن حل الصراع الإسرائيلى-الفلسطينى من شأنه أن يُنهى جميع النزاعات الأخرى فى الشرق الأوسط. ما يقولونه هو العكس: «إن السلام والأمن الإقليميين غير ممكنين دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية». وفى الواقع، إن الفرضية التى تقوم عليها مركزية اتفاقات أبراهام- القائلة بأن السلام والاستقرار الإقليميين يمكن تحقيقهما مع تهميش الفلسطينيين- نفتها عملية طوفان الأقصى، وكل ما تبعها منذ ذلك الحين، بدءًا بالحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وجبهات الإسناد فى المنطقة. كما أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضى، أيضًا يؤكد مركزية دور الفلسطينيين فى مسائل الأمن والاستقرار الإقليميين، وفى الوقت نفسه يتيح مساحة دبلوماسية محتملة لتجديد التواصل السعودى-الإسرائيلى تحت قيادة ترامب. • • • منذ لحظة التحضير لها وحتى قبل أول توقيع عليها فى عام 2020، لاقت «اتفاقات أبراهام» الكثير من الإشادة باعتبارها انتصارًا دبلوماسيًا. لكن الحقيقة أنها كانت مبنية على عدد من الافتراضات الخاطئة. وكل ما أُحيط بها من إثارة لم يكن لها علاقة بـ«قيمتها» الجوهرية بقدر ما كان لها علاقة بـ«حاجة» واشنطن والعواصم الغربية الالتفاف حول كل ما يمكن ألا يكون فى مصلحة إسرائيل، مثل حل الدولتين والاستقرار الإقليمى. هذا الخلط بين ما هو خير لإسرائيل وبين ما هو خير للسلام هو فى سمة قياسية للعملية الدبلوماسية التى تقودها واشنطن، وسبب رئيسى لفشلها على مدى العقود العديدة الماضية. • • • لكن، حتى مع الانفتاح الطفيف الذى أتاحه قرار وقف إطلاق النار فى غزَّة، فإن إشراك الجانب السعودى فى «اتفاقات أبراهام» سيظل معركة شاقّة بالنسبة لإدارة ترامب. وإذا بدت آفاق التوصل إلى صفقة بعيدة قبل «طوفان الأقصى»، فإن البيئة اليوم أصبحت أقل ترحيبًا بفكرة التطبيع. فقد ألهبت المشاهد المروعة للموت والدمار والمجاعة التى خرجت من غزَّة الرأى العام فى مختلف أنحاء العالمين العربى والإسلامى ومزَّقت مصداقية إسرائيل والولايات المتحدة فى مختلف أنحاء العالم. بعبارة أخرى، ربما لم تمزق حرب غزَّة «اتفاقات أبراهام»، لكنها وضعتها فعليًا على الجليد. بالنسبة للجانب السعودى، ارتفع ثمن التطبيع مع إسرائيل بشكل كبير منذ «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية على غزّة. وفى حين سعى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى السابق إلى الحصول على التزام خطابى فقط من إسرائيل تجاه الدولة الفلسطينية، تطالب الرياض الآن بخطوات ملموسة تضمن إقامة دولة فلسطينية حرّة وقابلة للحياة. وقد بدأت بالفعل التعاون مع باريس من أجل إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى إنقاذ ما تبقى من حل الدولتين؛ بعد أن يئست من الوساطة الأمريكية. على أى حال، سيكون من الصعب على بن سلمان «التطبيع» مع دولة اتهمها هو وحكومته بارتكاب حرب إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقى. وتشكل لائحة الاتهام التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق يوآف جالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حاجزًا آخر أمام الرياض. ولعلَّ أفضل تعبير عن موقف المملكة الحالى هو البيان الذى تبنته القمة العربية الإسلامية، التى عقدت فى الرياض الشهر الماضى، والذى لم يتوقف كثيرًا عند تهمة الإبادة الجماعية فحسب، بل دعا أيضًا إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة ــ وهذا هو بالضبط عكس التطبيع. علاوة على ذلك، مع ارتفاع تكاليف المشاركة الإقليمية مع إسرائيل، انخفضت العائدات المتوقعة. فالشىء الوحيد الذى يُقدّره القادة السعوديون وغيرهم من قادة الخليج قبل كل شىء هو الاستقرار. لكن الأشهر الـ15 الماضية كانت بعيدة كل البعد عن الاستقرار: إبادة إسرائيل لسكان غزة، حرب واسعة على لبنان واحتلال بعض قراه، تبادل ضربات عسكرية مع إيران، وغزو واستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضى السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. إذا كان ما تعد به «اتفاقات أبراهام» هو السلام والاستقرار، فإن واقع ما يُسمى بالشرق الأوسط الجديد لنتنياهو هو عبارة عن عدم استقرار وسفك دماء لا نهاية له. ما هو معروض اليوم ليس رؤية تنطوى على الاندماج السلمى لإسرائيل فى المنطقة بل رؤية تستند إلى الهيمنة الإسرائيلية العنيفة على المنطقة. ثمة اعتقاد مضلل وخطير أن التطبيع العربي-الإسرائيلى يُمكن أن يتم على حساب الشعب الفلسطينى. لقد استغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات حتى تتصالح إدارة بايدن مع الواقع المرير الذى فرضته سياسة التعنت الإسرائيلية، والتى تمثلت بالكثير من أعمال العنف الدموى (الأقصى والأعنف فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى).. ومن الأفضل لإدارة ترامب أن تتعلم الدرس باكرًا.
الشروق
2025-01-27
نشر موقع 180 مقالا مترجما بتصرف عن مجلة فورين أفيرز الأمريكية للباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، خالد الجندى، المقال بعنوان «مغالطة اتفاقيات أبراهام»، منشور بتاريخ 22 يناير الجارى، وقامت بترجمته الأستاذة منى فرح، يقول الجندى إذا كان ترامب قد تجاهل القضية الفلسطينية أثناء عقده صفقات التطبيع فى ولايته الأولى، إلا أن عملية طوفان الأقصى ستجعل ترامب يدرك أن هذا الاعتقاد خاطئ إذا حاول استكمال التطبيع فى ولايته الثانية.. نعرض من المقال ما يلى: بحسب المبعوث الخاص السابق إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات: «لا شىء سيقنع ترامب بعدم المضى قدما فى توسيع اتفاقات أبراهام. فتلك الصفقات التى تمت فى عام 2020 كانت بالنسبة له إنجازًا بارزًا فى السياسة الخارجية، أشاد به معارضوه قبل مناصريه، بما فى ذلك سلفه الرئيس جو بايدن. لذلك سيسعى إلى تعزيز هذا الإرث وترسيخه». وإذا ما كُتب للتطبيع السعودي-الإسرائيلى أن يتم؛ فى أى وقت؛ فسيمهّد الانضمام السعودى لـ«اتفاقات أبراهام» الطريق واسعًا أمام دول عربية وإسلامية أخرى، لتحذو حذو المملكة. إن هذا النهج فى التعامل مع عملية صنع السلام بين العرب وإسرائيل يقوم على فرضية أن القضية الفلسطينية يمكن تجاهلها، أو لا بدّ من تجاهلها. ولكن، وفى تذكير جلى وصريح بأن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها ولا حتى إخضاعها للتطبيع العربى الإسرائيلى، نفّذت فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزَّة عملية طوفان الأقصى، فى 7 أكتوبر 2023، وردّت عليها إسرائيل بحرب إبادة جماعية استمرت 15 شهرًا دون أن تحقق أيًا من أهدافها. وكانت السعودية حينذاك على قاب قوسين أو أدنى لتلحق بقطار التطبيع. لكن حرب غزّة أخرجت الصفقة عن مسارها. ومع ذلك ووفق مراقبين؛ فإن كل الدلائل اليوم تشير إلى أن ترامب مصمّمٌ على إنهاء المهمة التى بدأها فى ولايته الأولى: ضم السعودية وباقى الدول العربية؛ التى لم تُطبع بعد؛ إلى «اتفاقات أبراهام». وأنه مصمّمٌ كذلك على تنفيذ ذلك وفق رؤيته الشخصية التى تقول: «مصلحة إسرائيل أولًا.. ولو على حساب الفلسطينيين». منتقدو «اتفاقات أبراهام» لم يزعموا يومًا أن حل الصراع الإسرائيلى-الفلسطينى من شأنه أن يُنهى جميع النزاعات الأخرى فى الشرق الأوسط. ما يقولونه هو العكس: «إن السلام والأمن الإقليميين غير ممكنين دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية». وفى الواقع، إن الفرضية التى تقوم عليها مركزية اتفاقات أبراهام- القائلة بأن السلام والاستقرار الإقليميين يمكن تحقيقهما مع تهميش الفلسطينيين- نفتها عملية طوفان الأقصى، وكل ما تبعها منذ ذلك الحين، بدءًا بالحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وجبهات الإسناد فى المنطقة. كما أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضى، أيضًا يؤكد مركزية دور الفلسطينيين فى مسائل الأمن والاستقرار الإقليميين، وفى الوقت نفسه يتيح مساحة دبلوماسية محتملة لتجديد التواصل السعودى-الإسرائيلى تحت قيادة ترامب. • • • منذ لحظة التحضير لها وحتى قبل أول توقيع عليها فى عام 2020، لاقت «اتفاقات أبراهام» الكثير من الإشادة باعتبارها انتصارًا دبلوماسيًا. لكن الحقيقة أنها كانت مبنية على عدد من الافتراضات الخاطئة. وكل ما أُحيط بها من إثارة لم يكن لها علاقة بـ«قيمتها» الجوهرية بقدر ما كان لها علاقة بـ«حاجة» واشنطن والعواصم الغربية الالتفاف حول كل ما يمكن ألا يكون فى مصلحة إسرائيل، مثل حل الدولتين والاستقرار الإقليمى. هذا الخلط بين ما هو خير لإسرائيل وبين ما هو خير للسلام هو فى سمة قياسية للعملية الدبلوماسية التى تقودها واشنطن، وسبب رئيسى لفشلها على مدى العقود العديدة الماضية. • • • لكن، حتى مع الانفتاح الطفيف الذى أتاحه قرار وقف إطلاق النار فى غزَّة، فإن إشراك الجانب السعودى فى «اتفاقات أبراهام» سيظل معركة شاقّة بالنسبة لإدارة ترامب. وإذا بدت آفاق التوصل إلى صفقة بعيدة قبل «طوفان الأقصى»، فإن البيئة اليوم أصبحت أقل ترحيبًا بفكرة التطبيع. فقد ألهبت المشاهد المروعة للموت والدمار والمجاعة التى خرجت من غزَّة الرأى العام فى مختلف أنحاء العالمين العربى والإسلامى ومزَّقت مصداقية إسرائيل والولايات المتحدة فى مختلف أنحاء العالم. بعبارة أخرى، ربما لم تمزق حرب غزَّة «اتفاقات أبراهام»، لكنها وضعتها فعليًا على الجليد. بالنسبة للجانب السعودى، ارتفع ثمن التطبيع مع إسرائيل بشكل كبير منذ «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية على غزّة. وفى حين سعى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى السابق إلى الحصول على التزام خطابى فقط من إسرائيل تجاه الدولة الفلسطينية، تطالب الرياض الآن بخطوات ملموسة تضمن إقامة دولة فلسطينية حرّة وقابلة للحياة. وقد بدأت بالفعل التعاون مع باريس من أجل إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى إنقاذ ما تبقى من حل الدولتين؛ بعد أن يئست من الوساطة الأمريكية. على أى حال، سيكون من الصعب على بن سلمان «التطبيع» مع دولة اتهمها هو وحكومته بارتكاب حرب إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقى. وتشكل لائحة الاتهام التى أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق يوآف جالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حاجزًا آخر أمام الرياض. ولعلَّ أفضل تعبير عن موقف المملكة الحالى هو البيان الذى تبنته القمة العربية الإسلامية، التى عقدت فى الرياض الشهر الماضى، والذى لم يتوقف كثيرًا عند تهمة الإبادة الجماعية فحسب، بل دعا أيضًا إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة ــ وهذا هو بالضبط عكس التطبيع. علاوة على ذلك، مع ارتفاع تكاليف المشاركة الإقليمية مع إسرائيل، انخفضت العائدات المتوقعة. فالشىء الوحيد الذى يُقدّره القادة السعوديون وغيرهم من قادة الخليج قبل كل شىء هو الاستقرار. لكن الأشهر الـ15 الماضية كانت بعيدة كل البعد عن الاستقرار: إبادة إسرائيل لسكان غزة، حرب واسعة على لبنان واحتلال بعض قراه، تبادل ضربات عسكرية مع إيران، وغزو واستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضى السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. إذا كان ما تعد به «اتفاقات أبراهام» هو السلام والاستقرار، فإن واقع ما يُسمى بالشرق الأوسط الجديد لنتنياهو هو عبارة عن عدم استقرار وسفك دماء لا نهاية له. ما هو معروض اليوم ليس رؤية تنطوى على الاندماج السلمى لإسرائيل فى المنطقة بل رؤية تستند إلى الهيمنة الإسرائيلية العنيفة على المنطقة. ثمة اعتقاد مضلل وخطير أن التطبيع العربي-الإسرائيلى يُمكن أن يتم على حساب الشعب الفلسطينى. لقد استغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات حتى تتصالح إدارة بايدن مع الواقع المرير الذى فرضته سياسة التعنت الإسرائيلية، والتى تمثلت بالكثير من أعمال العنف الدموى (الأقصى والأعنف فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى).. ومن الأفضل لإدارة ترامب أن تتعلم الدرس باكرًا. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-12-17
نشر موقع 180 مقالا للكاتبة سوزان مالونى، مديرة برنامج السياسة الخارجية فى مؤسسة «بروكينجز»، بعنوان «الوضع الطبيعى الخطير للشرق الأوسط» المنشور فى مجلة فورين أفيرز، ترجمته بتصرف الكاتبة منى فرح. توضح سوزان أن الصراع الإيرانى ــ الإسرائيلى يدخل مرحلة جديدة من التصعيد العسكرى المباشر، فى ظل تحولات إقليمية ودولية معقدة. كما تشير إلى مخاطر اندلاع حرب شاملة إذا حاولت إدارة ترامب المستقبلية تعزيز دعمها لإسرائيل وزيادة الضغط على إيران. ختاما، تؤكد الكاتبة على ضرورة التوصل إلى تفاهمات إقليمية لإنهاء التوترات، حتى لو كانت هدفًا صعب المنال... نعرض من المقال ما يلى: فى الثالث من أكتوبر 2023، ألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله على خامنئى، خطابا أمام حشد كبير من المسئولين الحكوميين والزوار الدوليين فى طهران، ذكّر فيه بالوصف الذى أطلقه مؤسس الجمهورية، آية الله الخمينى، على إسرائيل: «الشيطان الأكبر»، وقال: «سيتم استئصال هذا السرطان بالتأكيد، إن شاء الله، على أيدى الشعب الفلسطينى وقوى المقاومة فى جميع أنحاء المنطقة». بعد أربعة أيام، نفذت حركة «حماس» ومقاتلون فلسطينيون آخرون عملية «طوفان الأقصى»، فى 7 أكتوبر، قابلتها إسرائيل بعدوان عسكرى شرس ضد قطاع غزَّة، متواصل حتى اليوم. وبعد سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، يمكن القول إن اليد العُليا لإسرائيل ستقوى على إيران. ومع ذلك، فإن الوقائع التاريخية تشير إلى أنه من غير المرجح إجبار الجمهورية الإسلامية على التراجع أو الاستسلام. بل العكس هو ما سيحصل: الصراع العسكرى المباشر بين إيران وإسرائيل هو تحول زلزالى من شأنه أن يخلق توازنًا غير مستقر إلى حد كبير، فقد عزَّز سياسة «العين بالعين»، ورفع احتمالات أن تخوض هاتان الدولتان الأقوى فى الشرق الأوسط حربًا شاملة قد تجذب أمريكا وتُخلّف تأثيرًا مدمرًا على المنطقة والاقتصاد العالمى. • • •فى البداية، سعت إسرائيل، التى اعتادت التعامل مع الشاه محمد رضا بهلوى، إلى إقامة علاقات هادئة مع إيران الثورة، التى اعتبرتها «بأنها لن تدوم طويلا»، حتى إنها حرصت على إمدادها بالسلاح خلال حربها مع العراق (1980) على أمل إطالة أمد الصراع ضد بغداد (كان الإسرائيليون يرون فى العراق تهديدا أكثر خطورة). ولكن هذه المناورة انتهت بشكل سيئ بعد فضيحة «إيران كونترا» (عندما تورط مسئولون أمريكيون بصفقات أسلحة ــ بما فى ذلك تلك التى تبيعها إسرائيل ــ لحث طهران على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى الشرق الأوسط وتمويل متمردى الكونترا سرا فى نيكاراغوا)، مما جعل الموقف الإيرانى أكثر تصلبا، فتبددت أوهام الإسرائيليين بأن إيران الثورة لن تصمد وستزول بسرعة. وبحلول نهاية العقد الأول من القرن الحالى، يمكن القول إن إيران نجحت فى تثبيت نفوذها فى أنحاء واسعة فى المنطقة عبر شبكة من الميليشيات الحليفة القوية: تشكيل «محور المقاومة». • • •كانت إسرائيل تراقب كل ذلك بحذر. ولسنوات ظلّت تتجنب "المهاجمة المباشرة". ففى عام 2012، تراجعت عن ضرب البرنامج النووى الإيرانى بضغط من الرئيس الأميركى السابق باراك أوباما. وحاولت جاهدة للحؤول دون توقيع "الاتفاق النووى الإيراني" الذى تم بين طهران وواشنطن وخمس قوى عالمية أخرى عام 2015. لكن، وبرغم كل ذلك، فشلت فى تحقيق انتكاسات حقيقية وحاسمة ضد حزب الله أو إيران. تزامن التصعيد الإسرائيلى فى إيران وسوريا مع ولاية إدارة ترامب الأولى، التى اتخذت موقفاً أكثر صرامة تجاه إيران: انسحبت من الاتفاق النووى وفرضت عقوبات اقتصادية مشدَّدة على أمل انتزاع تنازلات بعيدة المدى، كما اغتالت قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سُليمانى فى العام 2020. لكن طهران؛ من خلال ردودها؛ قدمت دراسة حالة فى حساباتها الحذرة. ففى العام الأول من تلك العقوبات، أظهرت ضبط النفس بشكل ملحوظ، ثم سرعان ما سجلت انعطافة كبيرة بشنّ سلسلة من الهجمات المضادة، بعضها طال منشآت نفطية سعودية وسفن شحن فى مياه الخليج. لم يكن هذا عنفاً متعمداً: فالقادة الإيرانيون كانوا يأملون فى أن تؤدى المواجهة إلى تغيير تحليل واشنطن للتكاليف والفوائد وإجبارها على وقف الضغوط ورفع العقوبات. • • •لقد تسبب موت الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى (فى حادث تحطم مروحيته فى مايو 2024) فى تشتيت النظام، وبدا وكأنه عطَّل دوامة التصعيد لفترة وجيزة. ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يشتعل الصراع مرة أخرى. ففى أغسطس 2024، اغتالت إسرائيل رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، فى دار ضيافة رسمية فى طهران، بعد ساعات فقط من لقاء هنية بالمرشد الأعلى وحضوره مراسم تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان. بعد ذلك بأقل من شهرين، صعّدت إسرائيل حربها ضد لبنان: تفجير آلاف أجهزة البيجرز واللاسلكى بأيدى آلاف من عناصر حزب الله؛ اغتيال معظم قادة الصفين الأول والثانى فى الحزب ومن بينهم الأمين العام السيّد حسن نصرالله، وتدمير جزء مهم من ترسانة الحزب الصاروخية وصولاً إلى وقف النار فى شهر نوفمبر الماضى. لا شك أن هذه الضربات القاسية قد أضعفت حزب الله وإيران، وأدّت إلى إهدار عقود من الاستثمار الإيرانى فى حزب الله بطريقة دراماتيكية. فعلى مدى أكثر من أربعين عاما، كان الحزب العامود الفقرى لـ«»محور المقاومة». وهذا «الإضعاف»؛ حتى ولو افترضناه مؤقتاً؛ تسبب فى تقويض مكانة إيران ونفوذها فى المنطقة. ومع ذلك، تواجه إيران وإسرائيل ــ والمنطقة ككل ــ مأزقا صعبا. صحيح أن إسرائيل حقَّقت نصرا كبيرا، ولكن القادة الإيرانيين والإسرائيليين يعتقدون أن التهديد الذى يشكله الطرف الآخر لا يزال وجوديا ولا ينضب. وكلاهما يسعيان إلى تصوير الآخر على أنه فى وضع حرج.لا شك أن اغتيال نصرالله شكّل ضربة موجعة لحزب الله. ولا شك أيضا أن إسقاط نظام الأسد يشكل ضربة لـ«محور المقاومة». ولكن إيران الضعيفة لا تعنى بالضرورة أنها أصبحت أقل خطورة، والسوابق التاريخية تشهد على أنه من الخطأ الافتراض أنه بالإمكان فرض الاستسلام على إيران. فإذا كانت القواعد الأساسية للعبة قد تغيرت بعد «طوفان الأقصى»، فإن عقيدة الدفاع الإيرانية ستتغير أيضا. وإذا ما أصرَّ ترامب على منح إسرائيل الدعم المطلق سيكون بذلك يدفع طهران إلى تسريع جدولها النووى وتبنى التسليح علنا. • • •ستتولى إدارة ترامب الثانية منصبها عازمة على اتخاذ موقف صارم تجاه طهران، تماما كما فعلت إدارته الأولى. وعلى عكس إدارة جو بايدن، قد لا يهتم فريق ترامب كثيرا بالنتائج العكسية المحتملة للقضاء على قدرات الحوثيين فى اليمن والميليشيات الشيعية فى العراق. وهذا يعنى أن المنطقة متجهة نحو المزيد من إراقة الدماء. وإذا خلعت إسرائيل أو أمريكا قفازاتهما فى العراق واليمن، فقد يؤدى ذلك إلى زعزعة استقرار العراق ويدفع الحوثيين إلى استهداف شركاء أمريكا فى الشرق الأوسط، ويعرقل الانسحاب العسكرى الأمريكى من المنطقة. وكذلك يمكن أن يؤدى عدم اليقين بشأن مستقبل لبنان وسوريا. بادئ ذى بدء، ستجد الإدارة الجديدة أن الأدوات المتاحة لها أقل فعّالية مما كانت عليه خلال الولاية الأولى. على سبيل المثال، نجحت عقوبات «الضغوط القصوى» التى فرضها فى خفض صادرات النفط الإيرانية وعائداتها بفضل التعاون من جانب الصين، وهو ما قد لا تكون بكين على استعداد لتكراره، لا سيما وأن شبكات التهريب أصبحت أكثر تعقيدا. ثم هناك أيضا آراء ترامب الخاصة بشأن إيران. فهو عبَّر عن رغبته فى التوصل إلى اتفاق معها، ويبدو أنه أعطى الضوء الأخضر للمشاركة المبكرة مع المسئولين الإيرانيين هذه المرة (إرسال إيلون ماسك للقاء سفير إيران لدى الأمم المتحدة فى الشهر الماضى).إن طموحات ترامب الكبرى ونهجه فى السياسة الخارجية مناسبان بشكل مدهش للشرق الأوسط اليوم، حيث المصالح والاستثمارات الانتهازية هى اللغة المشتركة. ولكى ينجح ترامب، يتعين عليه إدارة وجهات النظر والأولويات المتنافسة لموظفى إدارته. وقد يبدأ، كما فعل فى ولايته الأولى، مع دول الخليج التى تريد بشدة وقف حرب غزَّة، كما باستطاعتها المساعدة فى التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران. ومن المؤكد أن العالم العربى سوف يرحب باتفاق يمنع وقوع حرب شاملة تؤذن بعواقب كارثية على الجميع. المطلوب هو العمل من أجل التوافق على مجموعة من التفاهمات تكفى لتخفيف حدَّة التوتر فى الشرق الأوسط. فهذا من شأنه أيضاً أن يمكّن واشنطن، والعالم، من تحويل انتباههم إلى تحديات أكبر: الصين وروسيا على سبيل المثال. ومن يدري، لربما إذا نجح ترامب فى وقف بعض إراقة الدماء والتقليل من بعض المخاطر المحدقة بالمنطقة والعالم- ولو مؤقتاً- فقد ينال جائزة نوبل للسلام التى ينشدها بشدة! النص الأصلى: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-12-17
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تواجه تحديات كبيرة في ظل الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي، مشيرًا إلى أن عدم التزام بقرارات مجلس الأمن يعكس هذه الهيمنة، مستشهدًا بانسحاب روسيا من سوريا. وتوقع، خلال تصريحاته لقناة “القاهرة الإخبارية”، أن تشهد السياسات الدولية تغييرات جذرية في المستقبل بعد الأحداث الأخيرة في غزة وسوريا ولبنان، مشيرًا إلى مقال نشره شالوم ليبنر “محلل سياسي”، في مجلة فورين أفيرز، أكد فيه أن التطرف السياسي الإسرائيلي، بقيادة شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش، يدفع المنطقة نحو تصعيد خطير، واعتبر أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعكس مصلحة شخصية ضيقة، متهمًا إياه بالاعتماد على الإرهاب لإدارة المشهد السياسي. وأوضح“سنجر”، أن عمليات نتنياهو العسكرية لا تلتزم بقواعد الحرب التي تفرض ضرب الأهداف العسكرية فقط، مما يجعل إسرائيل عرضة للاتهامات بارتكاب جرائم حرب، مؤكدًا أن استمرار توسيع المستوطنات يطرح تساؤلات حول كيفية استيعاب سكان جدد في الأراضي المحتلة، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة قد لا تتحمل تداعيات هذه السياسات على استقرار الشرق الأوسط. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-12-04
نشر موقع 180 مقالا مترجما بتصرف عن مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، لمساعد الرئيس الإيرانى للشئون الاستراتيجية ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، بعنوان «كيف ترى إيران الطريق إلى السلام؟» منشور بتاريخ 2 ديسمبر الجارى، قامت بترجمته منى فرح، أكد ظريف فى مقاله أن بلاده «لا تمانع فى إجراء محادثات مع واشنطن تضمن مصلحة الطرفين»، وأنها «مستعدة للانخراط فى ذلك مع جميع الدول من أجل منطقة تنعم بالسلام والاستقرار والازدهار، لكنها لن تستسلم لأى ضغوط أو مطالب غير معقولة»، داعيا إلى عدم تفويت الفرصة والاستفادة من «الشريك المثالى ــ إيران».. نعرض من المقال ما يلى: فى 30 يوليو الماضى، أدَى مسعود بزشكيان اليمين الدستورية كرئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبعد ساعات قليلة من حفل التنصيب، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية. عملية الاغتيال ألقت الضوء على التحديات الجسام التى سيواجهها بزشكيان فى سعيه لتحقيق طموحاته وتطلعاته الخاصة بالسياسة الخارجية لبلاده.بزشكيان مستعدٌ بشكل جيد جدا للتعامل مع كل الصعوبات التى يرتقبها خلال سنوات ولايته. ويدرك جيدا أن العالم ينتقل إلى عصر ما بعد القطبية، حيث يمكن للجهات الفاعلة العالمية التعاون والتنافس فيما بينها فى الوقت نفسه وعبر مجالات مختلفة. كما أنه تبنى سياسة خارجية مرنة، مع إعطاء الأولوية للدبلوماسية والحوار البنّاء لحل كل القضايا العالقة، بدلا من الاعتماد على نماذج عفا عليها الزمن. أكثر ما يريده بزشكيان هو الاستقرار والتنمية الاقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط كلها. ويتطلع للتعاون مع كل الدول العربية المجاورة وتعزيز العلاقات مع كل الحلفاء. لكنه يريد أيضا الانخراط بشكل بنّاء مع الغرب. وحكومته مستعدة لإدارة التوترات مع الولايات المتحدة، وهو يأمل فى إجراء مفاوضات متكافئة لعقد اتفاق نووى ــ وربما أكثر من ذلك. ومع ذلك، وكما أوضح بزشكيان نفسه، فإن إيران لن تستسلم ولن تخضع لأى مطالب أو شروط غير معقولة، بل ستقف دوما فى وجه أى عدوان إسرائيلى أو غير إسرائيلى، ولن تتوانى أبدًا عن حماية مصالحها الوطنية.• • •يؤكد ظريف أن إيران أثبتت؛ تحت قيادة المرشد الأعلى خامنئى، أنها قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أى عدوان خارجى. وللارتقاء بهذا الإنجاز إلى المستوى التالى، تعمل إيران، تحت إدارتها الجديدة، على تحسين علاقاتها مع الدول المجاورة لإيمانها بأن هذا هو الطريق الأمثل لتأسيس نظام إقليمى يعزز الاستقرار والثروة للجميع. لقد أبتليت منطقتنا، ولفترات طويلة جدا، بالحروب والصراعات الطائفية والمذهبية والإرهاب والاتجار بالمخدرات وندرة المياه وأزمات اللاجئين والمشاكل البيئية.. وغير ذلك. ولمعالجة كل هذه التحديات، سنسعى نحو تحقيق التكامل الاقتصادى، وأمن الطاقة، وحرية الملاحة، وحماية البيئة وتعزيز الحوار بين الأديان.ويضيف: لا بد أن تؤدى هذه الجهود فى نهاية المطاف إلى ترتيب إقليمى جديد يقلّل من اعتماد المنطقة على القوى الخارجية، ويشجع أصحاب المصلحة على إيجاد الآليات المثالية لمعالجة النزاعات وحلها بالطرق الدبلوماسية. وللقيام بذلك، قد تسعى دول المنطقة إلى إبرام معاهدات وإنشاء مؤسسات وسنّ سياسات وتمرير تدابير تشريعية. ويمكن لإيران وجيرانها أن يبدأوا بمحاكاة «عملية هلسنكى» (أدّت إلى تشكيل منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا). كما يمكنهم استخدام التفويض الذى لم يتم تنفيذه مطلقا والذى منحه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للأمين العام فى عام 87، بموجب القرار 598. دعا ذلك القرار، الذى أنهى الحرب بين إيران والعراق، الأمين العام إلى التشاور مع إيران والعراق ودول إقليمية أخرى لاستكشاف التدابير التى يمكن أن تعزز الأمن والاستقرار فى الخليج. وتعتقد إدارة بيزيشكيان أن هذا البند يمكن أن يكون بمثابة الأساس القانونى للمحادثات الإقليمية الشاملة.يستكمل ظريف: بالطبع هناك عقبات يتعين على إيران وجيرانها التغلب عليها من أجل تعزيز نظام إقليمى سلمى ومتكامل. فبعض الخلافات مع الجيران مزمنة، تشكلت بفعل تفسيرات متباينة للتاريخ. وهناك خلافات أخرى ترجع فى الأساس إلى غياب التواصل. وهناك خلافات ناجمة عن تصورات سياسية زرعتها قوى خارجية، مثل الادعاءات المتعلقة بطبيعة وهدف البرنامج النووى الإيرانى.• • •بعد أكثر من عشرين عاما من الحصار والعقوبات الاقتصادية، يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن يدركوا أن إيران لا تخضع للضغوط، وأن تدابيرهم القسرية المتزايدة دائما تأتى بنتائج عكسية. ففى ذروة حملة الضغط القصوى أقرّ البرلمان الإيرانى قانونا يوجه الحكومة إلى التقدم السريع فى برنامجها النووى والحد من المراقبة الدولية. وقد تم بالفعل زيادة عدد أجهزة الطرد المركزى بشكل كبير منذ عام 2018 وارتفعت مستويات التخصيب من 3.5% إلى أكثر من 60%. ومن الصعب أن نتخيل أن أيا من هذا كان ليحدث لو لم يتخل الغرب عن قرار التعاون واختار المعاداة وفرض القيود.بدلا من زيادة الضغط على إيران، يتعين على الغرب أن يسعى لإيجاد حلول إيجابية، مثل إعادة إحياء الاتفاق النووى. وللقيام بذلك، يتعين على الغرب أن يتخذ إجراءات ملموسة وعملية ــ بما فى ذلك التدابير السياسية والتشريعية والاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة ــ كما سبق ووعد، من أجل ضمان استفادة إيران اقتصاديا من الاتفاق المأمول. وإذا قرر ترامب اتخاذ مثل هذه الخطوات، فإن الجانب الإيرانى على أتم الاستعداد لإجراء حوار بنّاء.يقول ظريف: على نطاق أوسع، يتعين على صناع السياسة فى الغرب أن يعترفوا بأن الاستراتيجيات التى تهدف إلى تأليب إيران والدول العربية ضد بعضها البعض ــ من خلال دعم مبادرات مثل اتفاقات أبراهام ــ قد أثبتت عدم فعاليتها فى الماضى، ولن تنجح فى المستقبل. يحتاج الغرب إلى اتباع نهج بناء أكثر، نهج يستفيد من ثقة إيران التى اكتسبتها بشق الأنفس، ويقبل بإيران كجزء لا يتجزأ من الاستقرار الإقليمى، ويسعى إلى إيجاد حلول تعاونية للتحديات المشتركة. وقد تدفع مثل هذه التحديات المشتركة كلا من طهران وواشنطن إلى الانخراط فى إدارة الصراع بدلا من التصعيد المتزايد. والواقع أن جميع البلدان، بما فى ذلك إيران والولايات المتحدة، لديها مصلحة مشتركة فى معالجة الأسباب الكامنة وراء الاضطرابات الإقليمية.هذا يعنى أن جميع الدول لديها مصلحة فى وقف الاحتلال الإسرائيلى. ويتعين عليها أن تدرك أن القتال والغضب سوف يستمران طالما الاحتلال موجود. وربما تتصور إسرائيل أنها قادرة على تحقيق انتصار دائم على الجانب الفلسطينى، ولكنها لا تستطيع ذلك؛ لأنه ببساطة لا يمكن هزيمة الشعب الفلسطينى الذى ليس لديه ما يخسره. والواقع أن الجماعات المقاومة، مثل حزب الله وحماس، هى حركات تحرير شعبية نشأت ردا على الاحتلال، وسوف تستمر فى الاضطلاع بدور مهم ما دامت الظروف الكامنة وراء ذلك قائمة. • • •يختتم ظريف مقاله مشيرا إلى أن إيران قادرة على الاستمرار فى لعب دور بنّاء من أجل إنهاء الكابوس الإنسانى الذى يعيشه أهل قطاع غزَّة، والعمل مع المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى حل دائم وديموقراطى للصراع. وسوف توافق إيران على أى حل يقبله الشعب الفلسطينى، ولكن حكومتنا تعتقد أن أفضل وسيلة للخروج من هذه المحنة؛ التى دامت قرنا من الزمان؛ تتلخص فى إجراء استفتاء يتمكن فيه كل من يعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط- المسلمون والمسيحيون واليهود- والفلسطينيون الذين طردوا إلى الشتات فى القرن العشرين (مع أحفادهم) من تحديد نظام حكم قابل للاستمرار فى المستقبل. وهذا يتماشى مع القانون الدولى، ومن شأنه أن يبنى على النجاح الذى حققته جنوب إفريقيا، حيث تحول نظام الفصل العنصرى إلى دولة ديموقراطية قابلة للاستمرار.إن التعامل البنّاء مع إيران، إلى جانب الالتزام بالدبلوماسية المتعددة الأطراف، من شأنه أن يساعد فى بناء إطار متين للأمن والاستقرار العالميين فى المنطقة. وبالتالى، يمكن أن يساعد فى الحدّ من التوترات القائمة ويعزز مقومات الرخاء والتنمية على المدى الطويل. وهذا التحول أمر بالغ الأهمية للتغلب على الصراعات المتجذرة. ورغم أن إيران اليوم واثقة من قدرتها على القتال دفاعا عن النفس، فإنها تريد السلام، وهى عازمة على بناء مستقبل أفضل. إيران يمكن أن تكون الشريك المثالى- الراغب بعلاقات جيدة والقادر على بناء مثل هذه العلاقات- طالما كانت الشراكات قائمة على المساواة والاحترام المتبادل. دعونا لا نفوّت هذه الفرصة.النص الأصلى: ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-04-07
اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الصورة التى انتشرت من غزة مؤخرًا، ويظهر فيها الدخان الذى يتصاعد من انفجار قنبلة أمريكية، وفى الخلفية ثمانى مظلات تسقط مساعدات أمريكية وبالدقة فى الحى ذاته، يمكن أن تستخدم لغلاف مثالى لأى كتاب حول الفوضى العالمية المرتبكة التى انتشرت جراء الحرب التى امتدت ستة أشهر فى غزة. وأضافت «الجارديان» فى تقرير لها أمس. أن القوى العظمى تتنافس أو تتعايش أو تواجه بعضها بعضًا عبر المنطقة، ولكن لا تتمتع إحداها بالقدرة على فرض شكل من النظام؛ ونقلت فى هذا الصدد عن الصحفى جريج كارلستروم، الذى كتب مؤخرا فى مجلة «فورين أفيرز»: «انس الحديث عن القطبية الأحادية والقطبية المتعددة»، قائلا إن الشرق الأوسط «لا قطبى»، ليس هناك من يتحمل المسؤولية. واستند التقرير إلى قول الفيلسوف الإغريقى «هيراكلتوس» الذى يفترض أن الحروب هى «منشأ» لجميع الأشياء، مشيرًا إلى أن الكثيرين لا يزالون يتكهنون بأن هذه الحرب سوف تحدد كل شىء فى المستقبل وتبرهن على «نقطة تحول» لصالحهم. ولفت التقرير، إلى أنه مرت 6 أشهر، ولا أحد يصدق أنه لم يخسر بعد، ومن بين التقييمات المتضاربة، أن الصين وروسيا ليستا متفرجتين تمامًا، ولكنهما لم تحركا ساكنًا لتخفيف الانزعاج الأمريكى. وأشار إلى أن الدبلوماسية الأمريكية لم تتمتع بأجمل أوقاتها، وأنها تلقت الهزيمة تلو الأخرى، فعجزها عن السيطرة على الأحداث صار كل يوم «أكثر وضوحا»، مؤكدا أنها «عالقة» فى حرب لم تكن تتوقعها بها، فى منطقة كانت تسعى إلى تركها وراءها، وذلك دفاعا عن حليف يرفض ما تطلبه. وأوضح التقرير أنه كلما استمرت الحرب لفترة أطول، كافحت الدبلوماسية الأمريكية لتحمل الضغوط المتضاربة، لافتًا إلى أن نتنياهو يريد أن يكسب مزيدا من الوقت لـ«إنهاء المهمة»، ويظهر نفسه على أنه غير راغب فى الاستماع إلى جو بايدن، بينما طالب مجلس التعاون الخليجى الولايات المتحدة، بالانفصال بشكل قاطع عن إسرائيل والاعتراف بفلسطين كدولة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2024-03-19
اعتبر السيناتور الأمريكي البارز بيرني ساندرز، أن السياسة الخارجية الأمريكية أخفقت في ملفات خارجية على مدار عقود، مشددا على أنه آن الآوان أن تشهد "ثورة حقيقية".وقال ساندرز في مقال بعنوان "ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية" إن سياسة واشنطن أخفقت مرارا، بدءا من الحروب في فيتنام وأفغانستان والعراق، وصولا إلى دعم الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وكذلك في الإطاحة بحكومات ديمقراطية في أنحاء العالم، وأيضا في خطوات كارثية بمجال التجارة.وأوضح ساندرز في مستهل المقال الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن "الحقيقة المحزنة بشأن سياسة واشنطن الخارجية هي أن بعض أهم القضايا التي تواجه الولايات المتحدة والعالم نادراً ما تتم مناقشتها بجدية، على الرغم من وجود إجماع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه بعض الملفات".* إخفاقات واشنطن في الشرق الأوسطوأشار إلى أن النمط الأمريكي الخاطئ لا يزال مستمرا حتى اليوم، وذلك بعد إنفاق واشنطن مليارات الدولارات على دعم عسكري لإسرائيل التي تعمل على إبادة غزة، معتبرا أن الولايات المتحدة تدافع وحدها تقريبا في العالم، عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تشن حملة من الحرب الشاملة والدمار ضد الشعب الفلسطيني.ورأى ساندرز، أنه بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، كررت واشنطن العديد من الأخطاء نفسها، حيث تعهد الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن بإرسال ما يقرب من مليوني جندي أمريكي وأكثر من 8 تريليونات دولار بزعم شن "حرب عالمية على الإرهاب"، أدت لحروب كارثية في أفغانستان والعراق.وقال ساندرز إن حرب العراق، مثل حرب فيتنام، بُنيت على كذبة صريحة، لأن الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين لم يكن لديه أي أسلحة دمار شامل. وعارض العديد من حلفاء الولايات المتحدة الحرب، وأدى النهج الأحادي الذي اتبعته إدارة بوش الابن في الفترة التي سبقت الحرب إلى تقويض مصداقية الولايات المتحدة بشدة وتآكل الثقة فيها. وعلى الرغم من ذلك، صوتت الأغلبية العظمى في الكونجرس لصالح التفويض بغزو العراق عام 2003".* العلاقات مع الصين وروسياوحول سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، اعتبر السيناتور ساندرز أنها مثال آخر على" التفكير الجماعي الفاشل" في السياسة الخارجية، والذي يصور العلاقة الأمريكية الصينية على أنها صراع محصلته صفر.وأشار إلى أنه بالنسبة للكثيرين في واشنطن، أصبحت الصين بمثابة "بعبع السياسة الخارجية الجديد"، لكن لن يكون هناك حل للتهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ من دون التعاون مع بكين، وتابع أنه بدلاً من بدء حرب تجارية مع الصين، يمكن لواشنطن أن تعقد اتفاقيات تجارية متبادلة المنفعة تعود بالنفع على العمال في كلا البلدين، وليس فقط الشركات المتعددة الجنسيات، على حد قوله.وحول العلاقات مع روسيا، يعتقد ساندرز أنه من مصلحة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مكافحة "الغزو غير القانوني" الذي يشنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أوكرانيا.* ترامب يؤجج الإخفاقات الأمريكيةرأى ساندرز أنه على الرغم من وعده بسياسة خارجية تحت شعار "أمريكا أولاً"، زاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من حرب الطائرات بدون طيار "الدرونز" حول العالم، والتزم بإرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط وأفغانستان، وزاد من التوترات مع الصين وكوريا الشمالية، وكاد أن يدخل في حرب كارثية مع إيران.وقال ساندرز إنه "على الرغم من أن أسلوب ترامب في التعامل الذاتي والفساد كان جديدًا، إلا أن جذوره تعود إلى عقود من السياسة الأمريكية التي أعطت الأولوية للمصالح القصيرة الأجل والأحادية على حساب الجهود بعيدة المدى لبناء نظام عالمي قائم على القانون الدولي".* ما يتعين على واشنطن فعلهووفقا لساندرز، يتعين على الولايات المتحدة العمل على خفض الإنفاق العسكري المفرط ومطالبة الدول الأخرى بأن تحذو حذوها، وذلك في خضم التحديات البيئية والاقتصادية والصحية العامة الهائلة.وفي الوقت نفسه، يجب على واشنطن أن تتوقف عن تقويض المؤسسات الدولية عندما لا تتوافق أفعالها مع مصالحها السياسية على المدى القصير. ومن الأفضل لدول العالم أن تتناقش وتناقش خلافاتها بدلا من إسقاط القنابل أو الدخول في صراعات مسلحة.كما يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم الأمم المتحدة من خلال دفع مستحقاتها، والمشاركة بشكل مباشر في إصلاح الأمم المتحدة، ودعم هيئات الأمم المتحدة مثل مجلس حقوق الإنسان.ويجب على الولايات المتحدة أن تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية بدلاً من مهاجمتها عندما تصدر أحكامًا ترى واشنطن أنها غير مريحة. كما يجب على واشنطن أن تستثمر في منظمة الصحة العالمية، وتعزز قدرتها على الاستجابة بسرعة للأوبئة.واستطرد ساندرز قائلا: "نظراً لهذه الإخفاقات، فقد مضى وقت طويل قبل أن نتمكن من إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري. ويبدأ ذلك بالاعتراف بإخفاقات الإجماع بين الحزبين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ورسم رؤية جديدة تركز على حقوق الإنسان، والتعددية، والتضامن العالمي".* فوائد تحول السياسة الخارجية الأمريكيةوشدد السيناتور ساندرز على أن الفوائد المترتبة على إجراء تحول في السياسة الخارجية الأمريكية ستفوق تكاليفها بكثير، فالدعم الأمريكي الأكثر اتساقا لحقوق الإنسان من شأنه أن يزيد من احتمالية أن يواجه الأشخاص السيئون العدالة.وتابع: كما أن زيادة الاستثمارات في التنمية الاقتصادية والمجتمع المدني ستنتشل الملايين من براثن الفقر وتعزز المؤسسات الديمقراطية، ودعم الولايات المتحدة لمعايير العمل الدولية العادلة من شأنه أن يرفع أجور الملايين من العمال الأمريكيين والمليارات من الناس في جميع أنحاء العالم.وأشار ساندرز إلى أن الأهم من ذلك كله، يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن قوتها كأمة لا تأتي من ثروتها أو قوتها العسكرية، بل من قيم الحرية والديمقراطية، مؤكدا أن أكبر التحديات في عصرنا، من تغير المناخ إلى الأوبئة العالمية، سوف تتطلب التعاون والتضامن والعمل الجماعي، وليس النزعة العسكرية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
المصري اليوم
2024-03-09
ذكرت مجلة «فورين أفيرز»، الأمريكية، إنه إذا لم تغير الدول الغربية نهجها بشكل جذري في مساعدة أوكرانيا، فإن الدفاع عن القوات المسلحة الأوكرانية قد ينهار بحلول الصيف. وقال الخبير العسكري الأمريكي، وفقا لما نقلت المجلة، أن القوات المسلحة الأوكرانية تواجه مشكلتين خطيرتين للغاية تتمثل في نقص الأفراد والذخيرة، وهذا يؤدي إلى الهزيمة على المدى القصير. وفي الوقت نفسه، يشير إلى أن القوات المسلحة الروسية لا تواجه مثل هذه المشاكل، حيث تمكنت موسكو من تعبئة مجمعها الصناعي العسكري وتجنيد عدد كبير من المتطوعين لإنشاء الاحتياطيات. وتابع: القوات المسلحة الأوكرانية ليس لديها عمليًا أي مناطق محصنة مثل أفدييفكا، وسيكون من الصعب الحفاظ على الدفاع في المستقبل. ويشير إلى أن القوات المسلحة الروسية تمارس ضغوطا على القوات الأوكرانية على طول خط المواجهة بأكمله، مما يجبرها على التراجع. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-03-25
نشرت مجلة فورين أفيرز مقالا للكاتبين ريتشارد هاس وتشارلز كوبشان تناولا فيه اقتراح إنشاء «وفاق عالمي» على غرار الوفاق الأوروبى الذى تم بين الدول الأوروبىة فى القرن التاسع عشر للحفاظ على توازن القوى بين الدول الأوروبية وسلامة حدودهم.. نعرض منه ما يلى. يقف النظام الدولى عند نقطة انعطاف تاريخية، تتصاعد فيها القوة الاقتصادية الآسيوية وتقترب الهيمنة الغربية من نهايتها. يخسر الغرب الهيمنة المادية والأيديولوجية، تتساقط الديمقراطيات حول العالم فريسة للشعبوية ومعاداة الليبرالية، مع تصاعد القوى الصينية والروسية، والتدهور الاقتصادى مع جائحة كرورنا.. يحاول الغرب الديمقراطى، وبالأخص مع وصول الرئيس الأمريكى جو بايدن، الرجوع إلى المسار الديمقراطى، إلا أنهم لن يتمكنوا من الحيلولة دون التحول العالمى إلى التعددية القطبية والتنوع الأيديولوجى. يعلمنا التاريخ أن نهاية هذه الفترات تشهد كوارث، فالسباق على الهيراركية والأيديولوجية ينتهى بحروب عظيمة. تفادى هذه النتائج يحتاج إلى الاعتراف بأن النظام الليبرالى تحت القيادة الغربية الذى ظهر بعد الحرب العالمية الثانية لن يستطيع تحقيق الاستقرار فى القرن الحادى والعشرين. ولذلك نحن فى حاجة إلى نظام فعال وقابل للتطبيق. الطريقة المثلى لتحقيق الاستقرار فى القرن الحالى هو من خلال «وفاق عالمى» للقوى الكبرى؛ على غرار الوفاق الأوروبى فى القرن الـ19، الذى ضم المملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، وبروسيا واستراليا، وعمل على الحد من المنافسة الأيديولوجية والجيوسياسية التى دائما ما تصاحب التعددية القطبية.. هذا الوفاق يتحلى بصفتين؛ الشمولية السياسية والطابع غير الرسمى الإجرائى. الشمولية من حيث أن تجلس الدول القوية بغض النظر عن نظامها السياسى على الطاولة، وطابع غير رسمى من حيث أنها تتجنب الاتفاقيات والإجراءات الملزمة. «الوفاق العالمى» يوفر مساحة تعترف بالمصالح المشتركة والمتعارضة، ويوفر وسيلة لحوار استراتيجى مستدام يساعد على إدارة الاختلافات الجيوسياسية والأيديولوجية. «الوفاق العالمىس سيكون جهازا استشاريا، وليس صانع قرار.. يعمل على وضع قواعد جديدة وبناء الثقة للمبادرات الجماعية، تاركا المسائل التشغيلية، مثل نشر بعثات حفظ السلام، إلى الأمم المتحدة والهيئات الأخرى. يحدد الوفاق العالمى القرارات التى يمكن اتخاذها وتنفيذها، ويقف على قمة النظام الحالى، ولن يستبدله، ويحقق حوارا غير موجود الآن، سواء فى الأمم المتحدة الغارقة فى البيروقراطية أو غيرها. إجماع القوى الكبرى على المعايير الدولية، قبول الحكومات الليبرالية وغير الليبرالية على حد سواء، تعزيز النهج المشترك لمواجهة الأزمات هو ما اعتمد عليه «الوفاق الأوروبى» لحفظ السلام فى عالم متعدد الأقطاب.. ووجود «وفاق عالمى» فى القرن الواحد والعشرين يمكن أن يحقق الشيء نفسه. ***الوفاق العالمى يضم ستة أعضاء: الصين، والاتحاد الأوروبى، والهند، واليابان، وروسيا، والولايات المتحدة، سيرسلون ممثلين دائمين من أعلى الرتب الدبلوماسية إلى المقر الدائم للوفاق العالمى. ستحظى الديمقراطيات وغير الديمقراطيات على مكانة متساوية، والقوة والتأثير سيكونان المعيار، وليس القيم ونوع النظام. الأعضاء سيمثلون ما يقرب من 70% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى والإنفاق العسكرى العالمى. هؤلاء الأعضاء سيعطون للوفاق نفوذا استراتيجيا وسيمنعون انجراره ليصبح حقل كلام وليس إلا. يضم الوفاق أربع أعضاء غير رسميين يحتفظون بوفود دائمة فى مقر الوفاق؛ الاتحاد الإفريقى، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الآسيان، ومنظمة الدول الأمريكية. ستعمل هذه المنظمات على تمثيل مناطقها والمساعدة فى تشكيل جدول أعمال الوفاق. يعتمد الوفاق العالمى على الحوار، ويحافظ على الحدود الراهنة بين الدول والأنظمة السياسية، باستثناء الحالات التى يكون فيها إجماع دولى على التغيير، ما يحث الدول على الانضمام إليه. ستعترف المجموعة من منظور واقعى بأن الدول فى عالم متعدد الأقطاب تحكمها الهيراركية والأمن والرغبة فى استمرار أنظمتها، ما يجعل الاختلاف أمرا لا مفر منه. الدول ستكون لديها القدرة على العمل الأحادى إذا هُددت مصالحها. ولكن الحوار الاستراتيجى المباشر سيجعل التحركات المفاجئة أقل شيوعا والعمل الأحادى أقل تواترا. لن يختفى اختلاف المصالح، ولكن النزاعات ستكون قابلة للإدارة. والأعضاء سيدركون بسبب واقعيتهم حدود التعاون أو حل خلافاتهم. لن تكون هناك تدخلات فى شئون الحكم الداخلية للدول الأعضاء، سيكون هناك اتفاق على وجود اختلافات فيما يتعلق بالمسائل الديمقراطية والحقوق السياسية، وسيدركون أن هذا الاختلاف لن يعرقل التعاون الدولى. ***«الوفاق العالمى» سيشكل انتكاسة للمشروع الليبرالى للدول الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه الانتكاسة لا مفر منها بالنظر إلى الحقائق الجيوسياسية للقرن الواحد والعشرين. النظام الدولى سيمتلك خصائص الثنائية القطبية والتعددية القطبية. المتنافسان هما الولايات المتحدة والصين، ولكن المنافسة الأيديولوجية والجيوسياسية بينهما لن تعم. الدول الأخرى ستحافظ على المسافة بين الدولتين وستحافظ على قدر كبير من حكمها الذاتى، وستحد الصين والولايات المتحدة من تدخلاتهما فى المناطق غير المستقرة التى تحظى بأهمية استراتيجية أقل تاركة الصراعات المحتملة فى تلك المناطق للاعبين الآخرين لحلها، أو ربما لن تتركها لأحد. أدركت الصين مصلحتها فى الابتعاد عن أماكن الصراع، وتعلمت الولايات المتحدة الدرس متأخرة. إن الوفاق العالمى يعزز الاستقرار وسط نظام متعدد الأقطاب، ويقصر عضويته على عدد يمكن التحكم فيه، ويسمح الطابع غير الرسمى بالتكيف مع الظروف المتغيرة ويطمئن النظم الخائفة من وقوع الالتزامات عليها. فى ظل عالم تتصاعد فيه الشعبوية والقومية، والدول التى لا تفضل وقوع التزامات عليها، الوفاق يوفر المرونة اللازمة. *** البدائل الراهنة لمشروع الوفاق العالمى تعانى من قصور. أولا، سجل الأمم المتحدة يبين ضعفها؛ الفيتو يجعل مجلس الأمن عاجزا، الأعضاء الدائمين يعكسون عالم 1945، توسيع عضوية مجلس الأمن ممكن ولكنه سيتركه أضعف وأقل تأثيرا عما هو عليه الآن. يجب أن تستمر الأمم المتحدة فى أداء وظائفها، ولكنها لن تحقق الاستقرار العالمى. ثانيا، احتمالية قيام شراكة أمريكية صينية هو أيضا بديل ضعيف، فحتى إذا افترضنا أن الولايات المتحدة والصين بإمكانهما إخماد حدة المنافسة بينهما، فإن معظم مناطق العالم ستقع خارج نطاق اختصاصهما المباشر. وعلاوة على ذلك، الرهان على تحقيق استقرار عالمى قائم على التعاون بين أمريكا والصين ليس رهانا آمنا. فالاثنان لديهما ما يكفى من الخلافات فى منطقة آسيا والمحيط الهندى. إلى جانب ذلك، قد يطلق هذا الخيار يد الصين وروسيا فى دول جوارهما ويشجع ميولهما التوسعية ويزيد من انتشار الأسلحة والصراعات الإقليمية. ثالثا، «سلام صينى» أو «Paxــ Sinica»، مثلما الحال مع قرن الهيمنة البريطانية والسلام البريطانى ــ PaxــBritannica (1815ــ 1914) والسلام الأمريكى PaxــAmericana بعد الحرب العالمية الثانية، لن يكون بديلا جيدا. فلا تملك الصين القدرة أو الطموح لترسيخ نظام عالمى، وتركيزها وطموحاتها الجيوسياسية الحالية تقتصر على منطقة آسيا والمحيط الهندى. كما أنها لم تسع إلى تصدير آرائها حول الحكم المحلى أو دفع بمعايير جديدة لترسيخ الاستقرار العالمى. بالإضافة إلى ذلك، ستظل الولايات المتحدة فى المرتبة الأولى ولن يكون السلام الصينى غير الليبرالى مقبولا للأمريكيين أو غيرهم. ***الوفاق العالمى سيحقق الاستقرار الدولى من خلال التشاور والتفاوض المستمر من خلال ممثلى الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، وسوف يتم التناوب على رئاسة الوفاق سنويًا بين أعضائها الستة. لن يكون مقر الهيئة فى أى من الدول الأعضاء، ربما ستكون فى جنيف أو سنغافورة. ولن يكون هناك قوة الفيتو. يفترض ذلك أنه لن يعتزم أى من الأعضاء على العدوان أو الغزو. فى الوفاق الأوروبى، لم تعتزم أى دولة عضو على العدوان لأنهم أرادوا الحفاظ على الوضع الراهن. ولكن فى الوقت الحالى، روسيا تريد ضم اراض إليها فى أوكرانيا وجورجيا، والصين تريد ضم بحر الصين الجنوبى إلى سيادتها ولا تحترم الحكم الذاتى لهونج كونج. ولكن حتى الآن لا تقوم الصين أو روسيا بالتوسع الإقليمى الشامل، ووجود وفاق عالمى من شأنه تقليص احتمالية حدوث ذلك من خلال حوار يوضح المصالح الأمنية والسياسية والخطوط الحمراء الاستراتيجية لتلك الدول. وإذا ظهرت دولة معادية تهدد مصالح الأعضاء الآخرين، فستطرد من المجموعة وسيتحالف الأعضاء الآخرون ضدها. لتعزيز تضامن القوى العظمى، سيركز الوفاق على أولويتين: أولا احترام الحدود الحالية ومقاومة التغييرات الإقليمية القائمة على القوة أو العنف، قد يتعارض ذلك مع حق تقرير المصير ولكن سيكون هناك خيار اعتراف الوفاق بالدول الجديدة وفقا لما يرونه مناسبا، وستتعامل بشكل منفصل مع كل دولة بها انتهاكات لحقوق الإنسان. الأولوية الثانية هى توليد استجابات جماعية للتحديات العالمية. فى أوقات الأزمات سيعمل الوفاق على تعزيز الدبلوماسية والمبادرات المشتركة، وتسليمها بعد ذلك للهيئات المناسبة لتنفيذها، مثل الأمم المتحدة، وبالتالى سيعمل الوفاق على تكييف المعايير والمؤسسات الحالية للتعامل مع التغييرات العالمية. ***هناك بعض الاعتراضات التى يواجهها إنشاء وفاق عالمى. أول الاعتراضات تقع على العضوية، فعلى سبيل المثال، لماذا لا تذهب العضوية لأقوى الدول فى أوروبا؟ والإجابة هى أن الثقل الجيوسياسى لأوروبا يأتى من قوتها الكلية، وليس من قوة أعضائها منفردين. ثانيا، قد يشكك البعض فى ضم روسيا إلى الوفاق على الرغم من أن ناتجها المحلى الإجمالى لا يقع ضمن المراكز العشرة الأولى. ولكن روسيا قوة عظمى نووية ولها ثقل على الساحة الدولية، وعلاقتها مع الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبى سيؤثر على الجغرافيا السياسية للقرن الحالى، بالإضافة إلى أن روسيا بدأت فى استعادة نفوذها فى الشرق الأوسط وأفريقيا. ثالثا، سيتم تمثيل أجزاء كبيرة من العالم ــ أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية ــ من خلال منظماتهم الإقليمية الرئيسية، وسيكون لهم وجود منتظم فى مقر الوفاق العالمى. رابعا، قد يعترض البعض قائلا إن الوفاق العالمى سيشكل عالما منقسما لمساحات نفوذ بين القوى الكبرى. ولكن، على العكس من ذلك، سيعمل الوفاق على تعزيز التكامل الإقليمى وسيعمل مع المنظمات الإقليمية لكبح توسع النفوذ. فالهدف هو تسهيل التنسيق العالمى مع الاعتراف بسلطة ومسئولية الهيئات الإقليمية. خامسا، قد يزعم البعض أن الوفاق شديد التمحور حول الدولة فى عالم اليوم. ولكن الحركات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية... إلخ يمتلكون قوة سياسية كبيرة، وسيكون بمقدرة الوفاق، وعليهم، دمج المنظمات غير الحكومية والشركات.. إلخ فى الحوار ــ على سبيل المثال مشاركة شركات الأدوية الكبرى فى النقاش حول كرورنا ــ وبالتالى سيكمل الوفاق، ولن يستبدل، مساهمات الجهات الفاعلة غير الحكومية فى النظام الدولى. وأخيرا، قد يتساءل البعض حول تعارض إضفاء الطابع المؤسسى على الوفاق ومرونته وكونه غير رسمى. ولكن إنشاء مقر للوفاق وسكرتارية من شأنها أن يمنحا الوفاق مكانة وفعالية أكبر من التجمعات الأخرى التى تتجمع بشكل متقطع وقدرة على توفير الحوار المستمر طويل الأمد اللازم لمعالجة جميع القضايا؛ التقليدية وغير التقليدية. ***لن يكون إنشاء «الوفاق العالمى» ترياقا سحريا، ووضع القوى العظمى حول طاولة واحدة لا يضمن توافق الآراء. ولكن يظل الوفاق العالمى هو أفضل الطرق وأكثرها واقعية لتعزيز التنسيق بين الدول العظمى والحفاظ على الاستقرار الدولى.. يجب التوقف عن التظاهر بأن النظام العالمى الذى نشأ بعد الحرب يمكن استمراره، ويجب مواجهة حقيقة أن التخلى عن القيادة سيهدد بالرجوع إلى نظام عالمى يشوبه الفوضى. ولذلك الوفاق العالمى يمثل حل براجماتى وحل وسط بين المثالية والواقعية والبدائل الخطرة. إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنىالنص الأصلي ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2021-02-27
نشر موقع National Security Archive مقالا للكاتبة Svetlana Savranskaya تناول فيه أحداث اللقاء الذى نشر أخيرا بين ألكسندر ياكوفليف وجورج كينان... نعرض منه ما يلى:فى اجتماع حدث عام 1990 فى موسكو، ولم ينشر من قبل، تناقش المُصلح السوفيتى ألكسندر ياكوفليف مع جورج كينان حول مقالته التى عرفت باسم «مقالة إكس» أو «Long Telegram» ــ وهو المقال الذى كتبه فى فبراير 1946 ونشرته مجلة فورين أفيرز، اقترح من خلاله سياسة احتواء الاتحاد السوفيتى والشيوعية وكان أساسا للكثير من سياسات الحرب الباردة. فى الواقع، جورج كينان كتب هذا المقال بينما كان راقدا فى سريره بسبب إصابته بالإنفلونزا، ومعاناته من مشاكل بالجيوب الأنفية، وشعوره بالضيق، وفقا لما ذكر فى الوثائق والنصوص التى نشرها أرشيف الأمن القومى احتفالا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لبرقية كينان من موسكو، والتى شكلت الحرب الباردة وسياسة الولايات المتحدة تجاه الاتحاد السوفيتى.ينشر الأرشيف لأول مرة الحديث الذى جرى بين جورج كينان وألكسندر ياكوفليف ــ وهو المهندس الروسى الذى وضع برنامج الإصلاح الاقتصادى «بيريسترويكا» فى عهد جورباتشوف ــ والذى ناقشوا فيه النتائج التى ترتبت على «مقال إكس» وعلاقته بوضع الاتحاد السوفيتى عام 1990 والمشكلات التى واجهها الإصلاحيون السوفييت.تم عقد اجتماع ياكوفليف ــ كينان فى موسكو 5 أكتوبر 1990... بعد حضوره احتفالات إعادة توحيد ألمانيا، ذهب كينان إلى موسكو محاولا المتابعة عن كثب البيريسترويكا السوفيتية واستخدام كل ما امتلك من معرفة وخبرة من دراسة التاريخ الروسى لفهم ما كان يحاول جورباتشوف وأنصاره إنجازه.تمت معظم المحادثة باللغة الروسية، وكانت نبرة الحوار دافئة خيمت عليها الثقة، كما لو كان الاثنان أصدقاء قدامى. فى الواقع، نظر الإصلاحيون السوفييت إلى كينان كصديق لروسيا بسبب موقفه المناهض للحرب والمناهض للقوة النووية، وبسبب دراسته الطويلة لروسيا. قال جورباتشوف بنفسه لكينان فى حفل استقبال بالسفارة السوفيتية بواشنطن أن «فى روسيا نؤمن بأن المرء يمكن أن يكون صديقا لدولة أخرى، وفى نفس الوقت يكون مواطنا مخلصا لدولته، وهذه هى الطريقة التى ننظر بها تجاهك».بدأ ياكوفليف وكينان نقاشهما بالحديث عن «مقال إكس»، وكلاهما اعترف أن الزمن تغير كثيرا لدرجة أن كينان لم يكن ليكتب المقال بهذه الطريقة اليوم، فى وقت اجتماعهما. إلا أن كينان اتفق مع ياكوفليف على أن هناك أجزاء من المقال تظل صحيحة ــ وخاصة فى الجزء الذى تحدث فيه كينان عن أهمية تقوية النظام الداخلى للولايات المتحدة وجعله جذابا للشعوب الأخرى. تشارك كلا المفكرين لغز فهم شخصية ستالين وضخامة الجرائم التى ارتكبها نظامه، والذى اعتقد كينان أن الكثير من أمراضه السلوكية نبع من إحساسه بالدونية، وهو إحساس لم يسكن أبدا.وفى حديث عن أحوال الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت، ناقشا مشاكل الزراعة، وقلة المبادرات والمسئولية الشخصية، وأزمة العائلات. اشتكى كلاهما من المجمعات الصناعية العسكرية فى بلدهما التى يحركها منطق تحول احتمالية الحرب إلى حتميتها مع نمو مستويات التسلح وتعاظم تصورات التهديد. تحدث ياكوفليف عن التاريخ المأساوى لبلاده فى القرن العشرين والضرر الذى أحدثه لثقة الشعب فى مؤسساتهم السياسية، وأكد كينان أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا وجيلا جديدا بالكامل لتغيير ذلك الوضع.بالإضافة إلى كونه مراقبا ذكيا وباحثا عظيما فى الحياة السوفيتية، فإن كينان هو أيضا صديق روسيا المتعاطف والودود. عبر عن إعجابه بالمعلمين السوفييت، والمواهب الطبيعية للشعب الروسى، وإيمانه بتجربة جورباتشوف... فى نهاية الحديث، تماما كما فى «مقال إكس»، تحدث عن الوضع الداخلى فى الولايات المتحدة وتحدث أن «مشاكلنا الداخلية الخاصة، مختلفة عن مشاكلكم، ولكنها أيضا شديدة الخطورة». كما حذر ياكوفليف من اتخاذ كل شىء أمريكى نموذجا للشباب السوفيتى. وفى حين دعم كينان فكرة الزيارات والتبادلات، اقترح أنه «عندما يأتى الشباب السوفييت لزيارتنا، يجب ألا يقلدوا ما يفعله الشباب الأمريكى فقط. يجب تعليمهم أن ينظروا إلى شبابنا بشكل نقدى، وأن يقرروا بأنفسهم ما يتبنوه وما يرفضونه من حضارتنا». إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنىالنص الأصلى هنا ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
سكاي نيوز
2024-02-02
وفي مقاله تحت عنوان "عقيدة بايدن للشرق الأوسط تتبلور. وهي شاملة"، قال فريدمان إن الإدارة الأميركية تعدّ استراتيجية جديدة للتعامل مع الحرب المتعددة الجبهات في المنطقة، في إطار ما سمّاه "عقيدة بايدن"، التي يؤمل أن تكون على قدر جدية وتعقيد اللحظة الحرجة التي يعيشها العالم. ووفق فريدمان، ترتكز الاستراتيجية على 3 مسارات رئيسية: وأضاف فريدمان أنه "إذا نجحت إدارة بايدن في تحقيق هذا التطبيع، ستصنع أكبر إعادة اصطفاف استراتيجي في الشرق الأوسط منذ كامب ديفيد عام 1979". وخلص الكاتب الأميركي إلى أنه "حان الوقت لتفضح واشنطن خدعة كل من إيران، التي تريد تدمير كل مبادرة بناءة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي برفض قيام دولة فلسطينية"، مشددا على أن "من شأن هذه الاستراتيجية، أن تردع إيران عسكريا وسياسيا عبر سحب ورقة فلسطين من يدها". نفس هذه الأفكار تقريبا تطرق لها مدير وكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، في مقال مطول نشره مجلة "فورين أفيرز"، هذا الأسبوع. وأكد بيرنز أن "تجدد الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية". وأضاف: "إن الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصريا عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، من دون قيادة أميركية نشطة". وتابع: "مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران. النظام الإيراني استفاد من أزمة حرب غزة ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر جندي من أذرعه المنتشرة في المنطقة بالتزامن مع تقوية برنامجه النووي ودعم العدوان الروسي". وفي مقاله تحت عنوان "عقيدة بايدن للشرق الأوسط تتبلور. وهي شاملة"، قال فريدمان إن الإدارة الأميركية تعدّ استراتيجية جديدة للتعامل مع الحرب المتعددة الجبهات في المنطقة، في إطار ما سمّاه "عقيدة بايدن"، التي يؤمل أن تكون على قدر جدية وتعقيد اللحظة الحرجة التي يعيشها العالم. ووفق فريدمان، ترتكز الاستراتيجية على 3 مسارات رئيسية: وأضاف فريدمان أنه "إذا نجحت إدارة بايدن في تحقيق هذا التطبيع، ستصنع أكبر إعادة اصطفاف استراتيجي في الشرق الأوسط منذ كامب ديفيد عام 1979". وخلص الكاتب الأميركي إلى أنه "حان الوقت لتفضح واشنطن خدعة كل من إيران، التي تريد تدمير كل مبادرة بناءة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي برفض قيام دولة فلسطينية"، مشددا على أن "من شأن هذه الاستراتيجية، أن تردع إيران عسكريا وسياسيا عبر سحب ورقة فلسطين من يدها". نفس هذه الأفكار تقريبا تطرق لها مدير وكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، في مقال مطول نشره مجلة "فورين أفيرز"، هذا الأسبوع. وأكد بيرنز أن "تجدد الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية". وأضاف: "إن الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصريا عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، من دون قيادة أميركية نشطة". وتابع: "مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران. النظام الإيراني استفاد من أزمة حرب غزة ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر جندي من أذرعه المنتشرة في المنطقة بالتزامن مع تقوية برنامجه النووي ودعم العدوان الروسي". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-01-28
ركّز تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، على أوجه التشابه في الظروف بين الحقبة الحالية، وتلك التي أنتجت الحرب العالمية الثانية. ولفت التحليل الذي كتبه هال براندز أستاذ "كرسي هنري كيسنجر" للشؤون العالمية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، إلى "تصاعد مخاطر نشوب حرب عالمية جديدة". وأضاف أن: "اليوم كما كان الحال في ثلاثينيات القرن العشرين، يواجه النظام الدولي 3 تحديات إقليمية حادة، أولها قيام الصين بحشد قوتها العسكرية بسرعة كجزء من حملتها لطرد الولايات المتحدة من غرب المحيط الهادئ، وربما تصبح القوة المتفوقة في العالم". والتحدي الثاني، "الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا هي المحور القاتل لجهود موسكو الطويلة الأمد لاستعادة التفوق في أوروبا الشرقية، والفضاء السوفيتي السابق". أما التحدي الثالث، بحسب الكاتب، فهو "في الشرق الأوسط، حيث تخوض إيران ووكلاؤها صراعًا دمويًا من أجل الهيمنة الإقليمية". ورأى الكاتب، أن "كلًا من الصين وروسيا تسعيان إلى التفوق في آسيا الوسطى، كما أنهما تندفعان نحو الشرق الأوسط، بطرق تتعارض أحيانًا مع مصالح إيران هناك". واعتبر أنه "إذا نجحت كل من الصين وروسيا في نهاية المطاف بإخراج عدوهما المشترك، الولايات المتحدة، من أوراسيا، فقد ينتهي بهما الأمر إلى القتال فيما بينهما على الغنائم تمامًا كما كانت قوى المحور في الحرب العالمية الثانية". وأشار الكاتب إلى "تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط تشكل جزءًا من صراع واحد أكبر سيقرر مصير روسيا، والعالم أجمع". وفي هذا الصدد، شدد الكاتب على أن التوترات عبر المسارح الرئيسة في أوراسيا تستنزف موارد الولايات المتحدة من خلال مواجهة قوى عظمى بمعضلات متعددة في وقت واحد. ورأى الكاتب، أن "عدوانًا صينيًا ضد تايوان قد يؤدي إلى اندلاع حرب مع الولايات المتحدة، ما قد يضع أقوى جيشين في العالم وترسانتيهما النوويتين ضد بعضهما البعض، ومن شأنه أن يدمر التجارة العالمية". واعتبر أن "هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم حدوث هذا السيناريو الكابوس، لأن الولايات المتحدة والصين لديهما حوافز هائلة لتجنب وقوع حرب مروعة بينهما". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-12-15
تحت عنوان «ضمور فن الحكم الأمريكي»، كتب «Philip Zelikow» مقالاً في مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، حول كيفية استعادة القدرة على مواجهة عصر الأزمات، أوضح خلاله أن العالم دخل في أزمة شديدة حيث تشتد الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، ويلوح خطر الحرب في شرق آسيا. قدّم المقال تسلسلاً للأوضاع في العالم، ففي روسيا والصين وكوريا الشمالية، تواجه الولايات المتحدة 3 دول معادية تمتلك أسلحة نووية، وفي إيران تواجه دولة أخرى على وشك الحصول على هذه الأسلحة. حث المقال الولايات المتحدة الآن على أن تتعامل مع تحديات أخرى عاجلة عابرة للحدود الوطنية، مثل إدارة تحول الطاقة وسط مناخ متدهور، والتطور السريع للذكاء الاصطناعي، والنظام الرأسمالي العالمي والذي يأتي تحت المزيد من الضغوط مما كان عليه منذ عقود. وفق كاتب المقال، فإنه إذا تم حل كل هذه المشكلات، فإن كل واحدة من هذه القضايا لديها مجموعة خاصة بها من المشاكل المعقدة التي لا يفهمها سوى القليل، على حد وصفه، وفي كل قضية تقريباً، سواء كانوا يحبون الأمريكيين أو يكرهونهم، يتطلع الناس في العالم إلى حكومة الولايات المتحدة طلباً للمساعدة، ولو في تنظيم العمل فقط. شدد المقال الذي تم نشره في مجلة «فورين أفيرز» الدولية، على الولايات المتحدة وحلفائها بضرورة أن يستعدوا لكيفية جرهم إلى أربعة حروب مختلفة مع الصين، ومع إيران، ومع كوريا الشمالية، ومع روسيا، وكيف يمكن أن تتفاعل هذه المخاطر. أكد المقال أن أغلب صناع السياسات في الغرب يفترضون أن هؤلاء المنافسين تقودهم أنظمة عقلانية في الأساس ولن تغامر بالمخاطر المترتبة على السعي إلى التغيير العنيف، موضحاً أن هذه الافتراضات كانت قبل عام من غزو روسيا لأوكرانيا، وفي اليوم السابق لغزو المقاومة الفلسطينية لإسرائيل. وصف المقال العصر الحالي بأنه «فترة ما قبل الحرب»، لكن الأمريكيين، والأوروبيين، واليابانيين، والكوريين الجنوبيين، والأستراليين لا ينساقون كما لو كان الأمر كذلك، موضحا أنه في الوقت نفسه، كانت الحكومات ووسائل الإعلام في الصين وإيران وكوريا الشمالية تحتشد للحرب وروسيا في حالة حرب بالفعل وتستعد لحرب طويلة. شرح «Philip Zelikow» المستوى الحالي للصراع في العالم، قائلاً: «أنظر فقط إلى المنطقة المحيطة بقطاع غزة وحتى قبل هجوم السابع من شهر أكتوبر للمقاومة الفلسطينية كانت الصراعات قد مزقت ليبيا والسودان وسوريا واليمن»، الأمر الذي أدى إلى جوع الملايين وتشريدهم. ووصف جهود الوساطة وإعادة الإعمار الدولية لمعالجة هذه الأزمات بأنها سارت بشكل سيئ، وكلها تثبت فشل محاولات الأمم المتحدة للوساطة وحفظ السلام، وفي كل حالة، تكافح منظمات الإغاثة لتلبية الاحتياجات والحفاظ على الدعم من الجهات المانحة المنهكة ولا يشمل هذا العدد التدخلات الدولية المستمرة في العراق ولبنان والصومال أو في إثيوبيا التي مزقتها الحرب. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-11-25
تحت عنوان «واشنطن ومستنقع الشرق الأوسط الذي يلوح في الأفق.. الحرب في غزة، والتمدد الأمريكي المفرط، وحجّة التخندق»، نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، مقالاً لجينيفر كافانا وفريدريك ويري، والذي أوضح أن تداعيات هجوم 7 أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص، أدت إلى ظهور ما يمكن القول إنه التحدي الأشد خطورة لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ الانتفاضات والحروب الأهلية التي هزت العالم العربي بداية من عام 2011. وفق كُتاب المقال، أدى الهجوم على قطاع غزة والخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها، حيث مات أكثر من 12 ألف فلسطيني نتيجة لذلك، وانتشار مشاعر معاداة أمريكا على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة ودفع وكلاء إيران إلى شن هجمات على أفراد عسكريين أمريكيين في غزة. أكد كُتاب المقال أن الطريقة التي يدير بها الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته تصرفات إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، بالإضافة إلى التداعيات الجيوسياسية الأوسع للحرب، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي وكذلك على قدرة واشنطن على مواجهة الخصوم وردعهم في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. وأشاروا إلى أن توسيع واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وتزيد من مخاطر وتكاليف سوء التقدير، وبالتالي تثير عن غير قصد الصراع ذاته الذي تسعى بشدة إلى تجنبه، كما يمكن أن يؤدي ضخ واشنطن للمعدات العسكرية والأفراد إلى توريط الولايات المتحدة في التزامات أمنية مفتوحة تجاه منطقة كانت تحاول، حتى وقت قريب، تحرير نفسها منها. يرى كتاب المقال أن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى تصحيح المسار وكان هذا صحيحا قبل السابع من أكتوبر الماضي، ويصدق الآن بشكل أكبر، ومع ذلك لم تشر إدارة بايدن إلى أي تعديلات قصيرة أو طويلة المدى تهدف إلى معالجة إخفاقات ومخاطر الاستراتيجية الحالية، وبدلاً من ذلك التزمت مجددًا بنهج أمني شديد يعتمد على عمليات انتشار عسكرية أمريكية أكبر من أي وقت مضى. أكد الكُتّاب أنه بمجرد أن تبدأ الأزمة الحالية في الاستقرار، يجب على واشنطن أن تعمل على سحب القوات التي أعادتها بسرعة إلى الشرق الأوسط، وأن تذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال تقليص حجم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وإعادة تنظيمه بشكل كبير، وفي الوقت نفسه، يجب على واشنطن الاستثمار في بناء قدرات ومرونة شركائها الإقليميين حتى يتمكنوا من العمل معًا بشكل أكثر فعالية للحفاظ على الاستقرار وإدارة التحديات الأمنية بدعم أقل من الولايات المتحدة. يرى الكُتّاب، أنه كلما اضطرت واشنطن إلى نشر القوات ونقل الأسلحة والمعدات إلى الشرق الأوسط، كلما زادت مخاطر الإرهاق بطرق من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها وردع الخصوم في أماكن أخرى خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تواجه الولايات المتحدة الصين متزايدة العدوانية. وأكدوا أن التمزق الذي سببه هجوم حماس يوفر فرصة لتطوير نهج أمريكي أكثر استدامة وأقل مخاطرة تجاه الشرق الأوسط، وتوضح الأزمة الحالية أنه طالما احتفظت واشنطن بعشرات الآلاف من الجنود في الشرق الأوسط، تظل هناك احتمالات كبيرة لإمكانية جر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي مطول ومكلف، حتى عندما تكون مصالحها قليلة على المحك، ولتجنب هذه النتيجة، تحتاج الولايات المتحدة إلى تقليص وإعادة تنظيم وجودها العسكري في المنطقة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-11-24
تحت عنوان «أمريكا والصين لم تدخلا بعد في حرب باردة لكن يجب ألا ينتهي بهم الأمر إلى شيء أسوأ»، نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، مقالاً، قالت فيه إن الحرب الباردة الأصلية انتهت في ديسمبر 1991 بتفكك الاتحاد السوفييتي، لكن فكرة أن العالم يشهد المراحل الأولى من حرب باردة جديدة هذه المرة منافسة استراتيجية بين الصين والولايات المتحدة قد ترسخت في العديد من الأوساط، وخاصة في واشنطن. ليس هناك شك في أنه مع صعود قوة الصين منذ أوائل عام 2010، أصبحت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين مثيرة للجدل على نحو متزايد بحسب ما جاء في المقال بحسب كاتبه «وانغ جيسي»، وفي السنوات الأخيرة، تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1972، عندما استقبل الزعيم الصيني ماو تسي تونج الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في بكين وبدأت عملية التطبيع. وأكدت أن الأمر متروك للبلدين لاتخاذ القرار بشأن الدخول في حرب باردة؛ وستشكل تصوراتهم وافتراضاتهم بدورها واقع العلاقة، وإذا تم التعامل مع هذه العلاقة على النحو اللائق فقد تعمل على تعزيز الاستقرار العالمي، وإذا تم التعامل معها بشكل سيء، فقد يغرق العالم في شيء أسوأ بكثير من الحرب الباردة. وأوضح كاتب المقال، أن الوضع الحالي يشبه الحرب الباردة في عدد من النواحي، فالولايات المتحدة والصين هما الدولتان الوحيدتان اللتان يمكن اعتبارهما قوتين عظميين، كما كانت حال الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي طيلة القسم الأعظم من النصف الثاني من القرن العشرين، وكما كانت الحال في الحرب الباردة، فهناك بعد أيديولوجي للمنافسة، حيث يتناقض احتضان الصين للشيوعية وحكم الحزب الشيوعي الصيني بلا منازع مع نظام الرأسمالية الديمقراطية في الولايات المتحدة. ونوه بأنه اليوم تتنافس بكين وواشنطن على الدعم والنفوذ فيما يشار إليه بـ«الجنوب العالمي»، تماماً كما فعل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في ما يسمى بالعالم الثالث خلال الحرب الباردة، لكن أوجه التشابه هذه تقابلها اختلافات مهمة، موضحاً أن العلاقة بين الاقتصادين الأميركي والصيني المرتبطين بشكل وثيق لا تشبه إلى حد كبير العلاقة بين الاقتصادين الأميركي والسوفياتي، اللذين كانا يعملان بشكل مستقل تقريباً عن بعضهما البعض. وأكد أنه على الرغم من الاختلافات الإيديولوجية بين بكين وواشنطن، فإن الصين لا تسعى إلى تصدير نسختها من الماركسية بالطريقة التي فعلها الاتحاد السوفييتي، وعلى الرغم من أنه نادرًا ما يتم ملاحظته في الغرب، إلا أنه من المهم أن الحزب الشيوعي الصيني نادرًا ما يمجد اللينينية بشكل منفصل ويشير بشكل أكثر شيوعًا إلى إيديولوجيته الرائدة باسم الماركسية، وبالتالي، على الرغم من أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين تنطوي على نماذج متنافسة، إلا أنها ليست من نوع المنافسة الأيديولوجية العالمية التي خاضتها واشنطن وموسكو. وأكد أن هذه العوامل تجعل الوضع الحالي أقل خطورة من الحرب الباردة، لكن الاختلافات الأخرى تدفع في الاتجاه المعاكس. فمن ناحية، اندلعت الحرب الباردة في سياق عالم يتحول إلى العولمة؛ ومن ناحية أخرى، فإن المنافسة الأميركية الصينية تجري في عالم يتفكك ويتفكك. وفي أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، حافظت واشنطن وموسكو على آليات لمنع الأزمات وإدارتها في حال حدوثها، وتفتقر العلاقات الأميركية الصينية المعاصرة إلى مثل هذا التنسيق. وأشار إلى أن الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي كان بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن في سان فرانسيسكو قد أحيا الآمال في أن يجد البلدان مسارا مستقرا ويتجنبان صراعا كارثيا. وأعلن الزعيمان عدة مرات أنهما لا يسعيان إلى حرب باردة جديدة، والمفتاح هو أن تفهم حكوماتها بشكل أفضل كيف تختلف المنافسة الأمريكية الصينية عن تلك السابقة التاريخية: الاعتراف بأوجه التشابه، واحتضان الاختلافات التي تجعل الأمور أقل خطورة اليوم مما كانت عليه خلال الحرب الباردة، والعمل على تقليل تأثير الاختلافات. وهذا يمكن أن يجعل الأمر أكثر خطورة. بحسب كاتب المقال، وضع اجتماع بايدن وشي البلدين على مسار أقل تهديدا على المدى القصير، ولكن اجتماعاً واحداً وحده لا يستطيع أن يوقف الزخم الطويل الأمد في اتجاه الصراع. ويتعين على المواطنين ذوي النفوذ في كلا البلدين أن يحشدوا جهودهم لإيجاد سبل تتجاوز المشاركة الرسمية لتعزيز الصالح العام، وأياً كان النموذج الذي سيختاره قادة النموذج الجديد في بكين وواشنطن، فيتعين عليهم أن يفعلوا ما هو أكثر من مجرد تجنب حرب باردة جديدة؛ يجب أن تمنع واحدة ساخنة، كذلك. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-11-23
سلَّط تقرير بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، الضوء على موقف الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث لا يزال النفوذ الأمريكي يلوح في الأفق في المنطقة، ولكن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يضر بمكانة واشنطن في الجنوب العالمي، ويعرض مصداقيتها للخطر، وبالتالي، تحتاج إلى صياغة استراتيجية جديدة للشرق الأوسط تتوافق مع التغيرات الحادثة في المنطقة، وفق ما نقله تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. تحت عنوان «هل تحتاج واشنطن إلى استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط»، وضّح التقرير الإجابات بالتفصيل كالآتي: - الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يضر بمكانة واشنطن في الجنوب العالمي ويعرض مصداقيتها للخطر. - الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى صياغة استراتيجية جديدة للشرق الأوسط تتوافق مع التغيرات الحادثة في المنطقة. - حل القضية الفلسطينية أمر ضروري لخلق شرق أوسط مستقر، ووقف الحرب في غزة ليس التحدي الوحيد أمام واشنطن في المنطقة، إذ لا تزال بحاجة إلى خفض التوترات مع إيران واحتواء نفوذها. - منذ أن استأنفت السعودية علاقاتها مع إيران، توقف الحوثيون في اليمن عن مهاجمة الأراضي السعودية. - اقتراب طهران من إنتاج أسلحة نووية قد يزعزع أمن الإقليم ويثير غضب إسرائيل لدرجة شن هجمات سرية على المنشآت النووية الإيرانية. - أهمية إقناع إسرائيل بالتوقف عن قتل المدنيين في غزة، التوجه نحو المفاوضات لإعادة ترتيب الإقليم برعاية أمريكية. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2020-03-22
قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية إن وباء كورونا قد يؤدى إلى إعادة تشكيل النظام العالمى، حيث تناور الصين من أجل قيادة العالم فى الوقت الذى يتداعى فيه دور الولايات المتحدة. وفى تقرير على موقعها الإلكترونى، فالت المجلة إن التداعيات الجيوسياسية لانتشار وباء كورونا على المدى الطويل مترابطة، لاسيما ما يتعلق بالوضع العالمى للولايات المتحدة. حيث أن الأنظمة العالمية تتغير بشكل تدريجى فى البداية ثم مرة واحدة يتغير كله. ففى عام 1956، كشف العدوان الثلاثى والتدخل الفاشل فى السويس تراجع القوة البريطانية ومثل نهاية المملكة المتحدة كقوة عالمية. ويجب على صناع السياسة الأمريكية أن يدركوا أنه لم ترقى الولايات المتحدة لمواجهة اللحظة، فإن وباء كورونا قد يمثل لحظة مماثلة لما حدث فى حرب السويس. فقد أصبح واضحا للجميع الآن، باستثناء الحزبيين الغامضين، أن واشنطن أساءت ردها الأولى على الوباء. وأخطاء المؤسسات الرئيسية من البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلى إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قوضت الثقة فى قدرة كفاءة الحكومة الأمريكية. كما أن تصريحات الرئيس ترامب العامة سواء من المكتب البيضاوى أو تغريداته على تويثر بثت الارتباك ونشرت الشكوك. وأثبت كل من القطاعين العام والخاص عدم استعدادهما لإنتاج وتوزيع الأدوات اللازمة للاختبارات. وعلى الصعيد الدولى، أدى هذا الوباء إلى تضخيم غرائز ترامب لكى يمضى بمفرده وكشف مدى عدم استعداد واشنطن لقيادة الاستجابة العالمية. وأشارت فورين أفيرز إلى أن القيادة العالمية للولايات المتحدة على مدار العقود السبعة الماضية لم تقتصر على الثروة والقوة فقط، بل على الشرعية التى تأتى من الحكم الداخلى فى الولايات المتحدة القدرة والاستعداد على قيادة وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات. وبينما تتداعى واشنطن، تتحرك بكين سريعا للاستفادة من الانفتاح الذى خلقته الأخطاء الأمريكية وملأت الفراغ لتنصيب نفسها زعيمة عالمية فى التعامل مع الفيروس فقدت المساعدات الطبية لدول أخرى بل إنها نظمت حكومات أخرى. وتدرك بكين أنه يمكن أن ينظر إليها على أنها رائدة وينظر إلى واشنطن لى أنها غير قادرة أو راغبة فى القيام بذلك، وهذا التصور يمكن أن يغير بشكل أساسى موقف الولايات المتحدة فى السياسة العالمية وتسابق القيادة فى القرن الحادى والعشرين. وذهبت فورين بوليسى إلى القول بأن ميزة بكين فى تقديم المساعدات المادية لدول أخرى تعززت من خلال حقيقة بسيطة، وهى أن الكثير مما يعتمد عليه العالم لمكافحة كورونا يصنع فى الصين، فالصين هى المنتج الرئيسى للكمامات ومن خلال تعبئة صناعية أشبه بما يحدث وقت الحرب، تم تعزيز إنتاج الكمامات بأكثر من 10 أضعاف مما منحها القدرة على توفيرها للعالم. وتنتج الصين أيضا ما يقرب من نصف أجهزة التنفس N95 المهمة لحماية العاملين فى الصحة. وتم إجبار المصانع الأجنبية فى الصين على إنتاجها وبيعها مباشرة إلى الحكومة مما يمنحها أداة أخرى للسياسة الخارجية فى شكل معدات طبية. فى المقابل، تفتقد الولايات المتحدة الإمدادات والقدرة على تلبية الكثير من طلباتها فى الداخل، ناهيك عن تقديم المساعدة فى مناطق الأزمات. ويؤكد التقرير أن الاستجابة للأزمات لا يتعلق فقط بالسلع المادية . فخلال أزمة إيبولا فى عامى 2014 و2015، جمعت الولايات المتحدة وقادت تحالفا من عشرات الدول لمواجهة انتشار المرض. لكن إدارة ترامب تجنبت حتى الآن جهدا قياديا للتعامل مع كورونا. فى حين أن الصين قامت بحملة دبلوماسية قوية لجمع عشرات الدول ومئات المسئولين عبر الفيديو لتبادل المعلومات حول الوباء والدروس المستفادة من تجربة الصين فى مكافحة المرض. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2023-10-03
حاول عدد من المسؤولين الغربيين إقناع أغلب الدول غير الأوروبية بدعم موقف أوكرانيا في أزمتها مع روسيا، خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2022، لكنهم واجهوا مقاومة منها حتى لا ينحازوا بشكل كامل إلى وجهات النظر الغربية، واختارت نهجا متوازنًا يحمي مصالحها الوطنية، بحسب مجلة «فورين افيرز» الأمريكية. وفي عام 2023، تغيرت استراتيجية الدول الغربية، التي اعترفت بالتحديات الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول واعترفت بنفوذ الصين المتزايد في الدول الآسيوية والإفريقية، حيث أصبحت المعركة من أجل الزعامة في الجنوب العالمي نقطة محورية في الدبلوماسية الدولية، وتسعى دول مثل الهند والبرازيل إلى قيادة هذه الكتلة. وتابعت المجلة بأن مبادرة الحزام والطريق الصينية أدت إلى إضعاف النفوذ الغربي على الجنوب العالمي بشكل كبير، وردا على ذلك، أطلقت الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع أستراليا واليابان، مبادرات أخرى مثل «شبكة النقطة الزرقاء»، ومبادرة «إعادة بناء عالم أفضل» لتعزيز الاستثمار عالي الجودة في البنية التحتية، لكن التقدم الأمريكي كان بطيئًا، في الوقت الذي يكافح فيه الغرب لمجاراة التوسع الاقتصادي السريع الذي حققته الصين. أضافت المجلة أن هناك جهودا جارية لإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف، وتوسيع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتعزيز التعاون مع بلدان الجنوب العالمي، وبينما أيدت بعض الحكومات توسيع مجلس الأمن ومنح الاتحاد الأفريقي مقعدًا على الطاولة، تهدف شراكات مثل الرباعية ومبادرة البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي إلى تحقيق التوازن مع الصين. ورغم هذه الجهود، فإن التحديات لا تزال قائمة، فالسياسة الداخلية في الدول الغربية تعيق المبادرات العالمية، ويواجه الزعماء الغربيون انتقادات بسبب تعاملهم مع الشؤون الدولية، وهناك مخاوف من إمكانية تقويض التعاون، خاصة إذا استعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السلطة في انتخابات عام 2024. وبحسب المجلة، تستمر الصين في الهيمنة من خلال برنامج مبادرة الحزام والطريق، كما تؤكد دول أخرى مثل الهند على نفوذها، فزعامة الهند لمجموعة العشرين والجهود التي تبذلها لتعميق العلاقات الاستراتيجية تثبت إصرارها المتزايد على ذلك، ومع ذلك، لا يوجد زعيم واضح من دول الجنوب العالمي في الوقت الحاضر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الوطن
2017-03-25
كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في تقرير نشرته أمس، عن السبب وراء الدعم العسكري الذي تقدمه دول الاتحاد الأوروبي لمصر، وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وأرجعت ذلك إلى تزايد الخوف والقلق المتنامي من تأثير الجماعات المتطرفة وزيادة الهجرة على الأمن في أوروبا، موضحة أن دعم استقرار مصر هو الخيار الوحيد لضمان أمن واستقرار دول المتوسط وبالتالي القارة الأوروبية. المجلة الأمريكية: باريس دعمت الجيش المصري بـ8 مليارات دولار.. ومصر الخيار الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط وتساءلت المجلة الأمريكية عن سر مساعدة أوروبا لمصر وخاصة في المجال العسكري، واصفة العلاقات "المصرية - الفرنسية" بالوثيقة باعتبار مصر حليفا استراتيجيا عسكريا للتعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة على تجارتها في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط، ما يدعو فرنسا لتحويل مصر إلى قوة رئيسية في المنطقة واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك، حيث تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن تلك النقطة في معرض حديثه خلال صفقة لبيع أحدث المعدات العسكرية الفرنسية من طائرات وسفن لمصر وتحديد جدول زمني لسلسلة من المناورات المشتركة بين الجانبين، فضلاً عن أن الأسطول المصري سيحظى بدعم الأقمار الفرنسية بغرض المراقبة والاستطلاع. وبحسب المجلة فإن حلف "ناتو" أقام مع مصر أيضاً قنوات دبلوماسية وتنسيقا مشتركا للحد من الأزمة الليبية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تُعد وسيلة لتبادل المعلومات الاستخباراتية عن ليبيا وأزمة المهاجرين، وتابعت المجلة أن مصر تحظى بدعم فرنسي كبير يصل إلى 8 مليارات دولار من خلال صفقات الأسلحة والمعدات العسكرية، كما نقلت المجلة تصريحات مهمة لمسؤول سابق في الأمن القومي الإسرائيلي، قال فيه "إن البحرية المصرية أصبحت أقوى من أي وقت مضى، حيث تمتلك البحرية المصرية أعلى تجهيز على الصعيد عالمي". وكشفت "فورين أفيرز" في تقريرها، أمس، عن السر وراء كل هذه التدابير والمساعي الأوروبية لجعل مصر أقوى من أي وقت مضى، موضحة أنه "مع تزايد الإرهاب وعدد اللاجئين الذين يعبرون المتوسط لدخول أوروبا، ونظراً للاضطراب في معظم البلدان العربية بالمنطقة، فإن مصر هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط المستقرة والقادرة على تأمين حدود أوروبا الجنوبية"، وقالت المجلة إن القوى الأوروبية الأخرى استخدمت نفس المنطق الذي اتبعته فرنسا في سياستها، حيث سارعت بريطانيا إلى عقد مناورات مشتركة بين البلدين، وقال السفير البريطاني لدى مصر جون كاسون خلال حضوره المناورات المشتركة "أن مصر وبريطانيا فتحتا صفحة جديدة في التاريخ العريق بين البلدين". وفي الوقت ذاته، سعت برلين إلى عقد شراكة عسكرية مُركزة مع القاهرة في العام الماضي، حيث نقلت 4 غواصات ألمانية إلى الأسطول المصري بالإسكندرية، وزارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مصر الشهر الجاري، وأقرت بأن مصر راعية أمن وسلامة حدود أوروبا الجنوبية في البحر المتوسط، وبالنسبة لألمانيا فإن قضية اللاجئين أمراً أساسياً وتأمل برلين في أن تتمكن القاهرة من الوساطة بين أوروبا وتركيا للحد من اللاجئين السوريين عن طريق "البلقان". وعلى الرغم من إصدار القاهرة قوانين صارمة للحد من ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط، فإن الاتحاد الأوروبي حريص أيضاً على إيجاد شركاء آخرين بالمنطقة، بالإضافة إلى مصر. وعبر الأوروبيون عن بالغ سعادتهم وارتياحهم بالتوقيع المرتقب على اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ومصر تهدف إلى تعزيز علاقة القاهرة مع المؤسسات الأوروبية. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن "تحويل مصر إلى قوة رئيسية تدعم أهداف الاتحاد الأوروبي في منطقة البحر الأبيض المتوسط سيتطلب المزيد من استثمارات الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد المصري الضعيف والمزيد من الصفقات لتحديث وتنويع مصادر الأسلحة في مصر". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2014-05-30
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن فوز عبد الفتاح السيسى يمثل ضربة أخرى لجماعة الإخوان المسلمين التى تعيش فى حالة من الفوضى منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى. ورجحت الدورية الأمريكية فى تقرير كتبه مارا ريكفين، باحثة العلوم السياسية بجامعة يال الأمريكية، أن تستفيد الجماعات الإسلامية المتطرفة من انتخاب السيسى، وقالت إنه من وجهة نظر تنظيم القاعدة، فإن نتائج الانتخابات أكدت مزاعمه الإيديولوجية الرئيسية، بأن العنف وليس المشاركة السلمية فى السياسة هو الطريقة الوحيدة لبناء دولة إسلامية. وتابعت المجلة إن نجاح الثورات السلمية والتى لم تتسم بطابع أيديولوجى معين، دحض ادعاء الجهاديين بأن التغيير لا يتحقق إلا من خلال العنف، لكن الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم وتصنيفهم كجماعة إرهابية صب فى مصلحة المتطرفين. ورجحت المجلة أن يستغل القاعدة فوز السيسى لتشويه سمعة الإسلاميين المعتدلين وتجنيد تابعين جدد من بين صفوف أنصار الإخوان. وفى ظل غياب التوجيه من قادة التنظيم القابعين فى السجون أو المختبئين، فإن جماعة الإخوان قد تصبح متعاطفة بشكل متزايد مع الجماعات المسلحة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: