لمعهد البحوث والدراسات العربية

"اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية عربية بشكل جماعي ضد الولايات المتحدة"، مقترح قدمته وزارة الخارجية العراقية في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتراجع عن قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن المقترح قوبل بالرفض. وتعليقا على رفض المقترح، يقول السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن رفض وزراء الخارجية العرب لمقترح العراق بشأن القدس، قد يرجع إلى عدة أسباب، أولها تباين للمصالح العربية المختلفة فيوجد بعض الدول لديها مصالح قوية مع الولايات المتحدة، وفي حالة مقاطعتها سيؤثر عليها بشكل سلبي في الوقت الحالي. وأضاف بدر لـ"الوطن"، أن السبب الثاني قد يكون عدم تقدير نوعية الإجراءات والمدى الذي تصل إليه الموجودة في المقترح، وأن المقترح يحتاج إلى دراسة غير مفتوحة المدى للتدقيق فيها وعدم توضيح المكاسب والخسائر فيه، مشيرا إلى أنه يجب عدم الكشف عن الأوراق مرة واحدة في السياسية. ومن جانبه قال الدكتور أحمد يوسف أحمد، المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية، إن بعض الدول العربية ليست قادرة على اتخاذ قرارات وإجراءات عقابية ضد الإدارة الأمريكية حتى ولو كانت حلا في مشكلة القدس. وأضاف يوسف لـ"الوطن"، أن السبب الرئيسي قد يكون إغراق الدول العربية في مشاكلها المختلفة، ومن المؤكد أن صانعي القرار في هذه الدول لا يريدون أن يزيدوا هذه المشاكل بخصومة مع الولايات المتحدة الأمريكية والبديل هو إعلان الرفض والاستنكار والإدانة. وأوضح المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية، أن الدول العربية تتخوف من القرارات التي تؤثر علاقتها مع الإدارة الأمريكية على مصالح هذه الدولة، مشيرا إلى أن أي دولة تحسب حساباتها قبل اتخاذ أي قرار موجها إلى أي دولة وخاصة أن أمريكا دولة عظمى.

Mentions Frequency Over time
Count of daily Articles over the past 30 Days.
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Sentiment Analysis
Sentiment analysis measures the overall tone (positive, negative, or neutral)
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Top Related Events
Count of Shared Articles
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Top Related Persons
Count of Shared Articles
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Top Related Locations
Count of Shared Articles
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Top Related Organizations
Count of Shared Articles
لمعهد البحوث والدراسات العربية
Related Articles

الوطن

2017-12-12

"اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية عربية بشكل جماعي ضد الولايات المتحدة"، مقترح قدمته وزارة الخارجية العراقية في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتراجع عن قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن المقترح قوبل بالرفض. وتعليقا على رفض المقترح، يقول السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن رفض وزراء الخارجية العرب لمقترح العراق بشأن القدس، قد يرجع إلى عدة أسباب، أولها تباين للمصالح العربية المختلفة فيوجد بعض الدول لديها مصالح قوية مع الولايات المتحدة، وفي حالة مقاطعتها سيؤثر عليها بشكل سلبي في الوقت الحالي. وأضاف بدر لـ"الوطن"، أن السبب الثاني قد يكون عدم تقدير نوعية الإجراءات والمدى الذي تصل إليه الموجودة في المقترح، وأن المقترح يحتاج إلى دراسة غير مفتوحة المدى للتدقيق فيها وعدم توضيح المكاسب والخسائر فيه، مشيرا إلى أنه يجب عدم الكشف عن الأوراق مرة واحدة في السياسية. ومن جانبه قال الدكتور أحمد يوسف أحمد، المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية، إن بعض الدول العربية ليست قادرة على اتخاذ قرارات وإجراءات عقابية ضد الإدارة الأمريكية حتى ولو كانت حلا في مشكلة القدس. وأضاف يوسف لـ"الوطن"، أن السبب الرئيسي قد يكون إغراق الدول العربية في مشاكلها المختلفة، ومن المؤكد أن صانعي القرار في هذه الدول لا يريدون أن يزيدوا هذه المشاكل بخصومة مع الولايات المتحدة الأمريكية والبديل هو إعلان الرفض والاستنكار والإدانة. وأوضح المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية، أن الدول العربية تتخوف من القرارات التي تؤثر علاقتها مع الإدارة الأمريكية على مصالح هذه الدولة، مشيرا إلى أن أي دولة تحسب حساباتها قبل اتخاذ أي قرار موجها إلى أي دولة وخاصة أن أمريكا دولة عظمى. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2016-08-16

أجرى رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم، زيارة لمعهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، وذلك على هامش زيارته الرسمية لمصر، حيث استقبله مدير المعهد الدكتور فيصل الحنيان. وأعرب رئيس الوزراء عن سعادته بزيارته لهذا الصرح العلمي الكبير، الذي يمثل مرجعا للباحثين والمفكرين، مشيدا بأساتذة ودكاترة المعهد، ودورهم الريادي في سبيل تطوير العلم والثقافة والمعرفة وتصديرها إلى مختلف دول العالم. وشدد بن دغر، على أهمية أن يركز الباحثين والمفكرين في إيجاد الحلول الناجحة لحل المشكلات التي تعيشها الأمة العربية، والتي قد تغير الوضع في الوطن العربي وتغير حال مناطق الصراع بما فيها بلادنا. من جانبه، رحب مدير معهد البحوث والدراسات العربية، برئيس الوزراء اليمني والوفد المرافق له بزيارته إلى المعهد، مثمنا في الوقت ذاته، أفكار الأكاديميين والباحثين اليمنيين التي ساهمت في تطوير المعهد. وقال مدير المعهد، إن اليمن وبفضل عباقرته وعلمائه ورجاله المخلصين سيخرج من وضعه الراهن إلى وضع أكثر أمنا واستقرارا وتطورا، وسيعود إلى عمقه التاريخي والحضاري للأمة العربية، مؤكدا أن الثقافة والعلم يساهمان في حل الصراعات في الإقليم العربي. وسلّم مدير المعهد، رئيس الوزراء اليمني، هدية تذكارية تقديرا لدوره الوطني، كما أهداه كتاب "المرجع في تأريخ الأمة العربية"، وسلمه دعوة رسمية من المعهد لحضور المؤتمر الذي ينعقد في نوفمبر المقبل. رافق رئيس الوزراء اليمني في هذه الزيارة، وزير السياحة معمر الإرياني، ووزير المغتربين علوي بافقيه، ووزير الصحة العامة والسكان ناصر باعوم، والقائم بأعمال السفارة بالقاهرة محمد الهيصمي، ووكيل وزارة الخارجية منصور بجاش. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2019-12-21

هنأ معهد البحوث والدراسات العربية الدكتور محمد مصطفى كمال، أستاذ العلوم السياسية، بعد صدور قرار تعيينه كمدير للمعهد بدءًا من 1 يناير المقبل. وقالت الصفحة الرسمية للمعهد على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "صدر قرار معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر بتعيين الدكتور محمد مصطفى كمال، أستاذ العلوم السياسية، مديرًا للمعهد بدءًا من 1/1/2020م". وتابع: "وبهذه المناسبة يسر الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية، والمدير المكلف لمعهد البحوث والدراسات العربية، والأسرة العلمية للمعهد (رؤساء الأقسام والأساتذة)، والأسرة الإدارية (الباحثون والموظفون والعاملون)، أن يتقدموا بالتهنئة راجين للمدير الجديد التوفيق في القيام بأعباء هذا التكليف و التشريف، والسداد في إكمال المسيرة بجناحيها الأكاديمية (التعليمية) والبحثية، كما اختطها المدير الأول ساطع الحصري، والرواد من بعده". وواصل: "نعلم أن ثمة تحديات كثيرة لكنَّ الدكتور محمد مصطفى كمال حقيق بتجاوزها ورسم مستقبل أصيل جديد لمعهدنا العريق والله ولي التوفيق". ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2019-05-03

عبر الدكتور أحمد يوسف أحمد، المدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية، أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، عن تفاؤله بقدرة الجيش الوطنى الليبى على تحقيق النصر فى النهاية على ميليشيات الغرب، التى اعتبرها جزءاً من مشروع الإسلام السياسى المدعوم من تركيا وقطر، وأوضح المفكر السياسى المرموق، أن الدول تنشأ بالتراضى أو بالقوة وتظل القوة عاملاً مهماً للحفاظ عليها، وهذا ما يفعله الجيش الوطنى فى ليبيا الآن، وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن الفساد والمصالح الضيقة للنخبة أحد أسباب استمرار الصراع هناك، وقال إن الجيش السودانى أثبت انحيازه للشعب وأظهرت قياداته تفهماً سريعاً لمطالب الناس وأبدت استعداداً للتجاوب معها، لكنه رأى الأوضاع فى الجزائر مثيرة للقلق، فيما يعتقد «أحمد» أن الموقف فى اليمن بالغ البؤس، وأن الوضع هناك هو الأسوأ فى المنطقة كلها.. إلى نص الحوار. هل تتوقع أن يكتب النجاح لمحاولة المشير خليفة حفتر السيطرة على طرابلس ثم الغرب الليبى وبالتالى إحكام السيطرة على كامل ليبيا وتوحيدها؟ - أتمنى، ولكن المسألة ليست بالسهولة التى يتخيلها البعض، لأن الميليشيات الموجودة فى الغرب، التى تحالفت بشكل أو بآخر مع حكومة الوفاق، هى جزء من مشروع إقليمى ودولى، وأشير هنا تحديداً إلى المشروع التركى القطرى الداعم لتيارات الإسلام السياسى، خصوم المشروع الوطنى، المتكتلين فى معسكر طرابلس، لديهم درجة من القوة، وإن كان المنطق يقول إن النصر فى النهاية سيكتب لجهود الجيش الليبى لإعادة بناء الدولة، ولهذا شروطه بطبيعة الحال، منها أداء الجيش ومدى قوة الدعم العربى والمواقف الدولية، علماً بأن هناك أيضاً مصالح دولية متباينة، أنا متفائل لأنه، باستثناء قطر وتركيا، فإن دول العالم إما مؤيدة للمشير حفتر أو تتحسب لاحتمال نجاحه، ما يجعلها لا تبالغ فى عدائه، ودليلى على ذلك أن ردود الفعل الأولى اقتصرت على الإعراب عن القلق فقط ومطالبة كل الأطراف بضبط النفس، لكن دون التهديد بفرض عقوبات أو تدخل عسكرى ضد الجيش الليبى، بالإضافة إلى عدم اتخاذ مجلس الأمن حتى الآن موقفاً ضد الجيش الوطنى. هل يمكن أن نصف الصراع بين الطرفين بأننا أمام مشروع الدولة الوطنية ويمثله حفتر ومشروع الإسلام السياسى وتجسده حكومة الوفاق؟ - نعم، فمساعى حفتر هدفها إعادة الدولة الوطنية على الأراضى الليبية، فى مقابل مجلس رئاسى صورى يقوده فايز السراج ووراءه تحالف ميليشيات مسلحة، أخطرها علينا ما يسمى بـ«فجر ليبيا»، والمعسكر بصفة عامة مرتبط بمشروع الإسلام السياسى وداعميه وعلى رأسهم تركيا وقطر، وفكرة الدولة الوطنية ليست محورية فى هذا المشروع. البعض يشكك فى امتلاك ليبيا الآن مقومات الدولة الوطنية، مع وجود تفتت وتشرذم قبلى وسياسى على مساحة جغرافية شاسعة؟ - لا أتفق مع هذا الطرح على الإطلاق، فليبيا لديها طبعاً مقومات دولة حديثة، بل إنها تمتلك هذه المقومات أكثر من دول أخرى فى المنطقة، فالشعب الليبى لا يعانى من انقسامات عرقية ومذهبية، كما هو الحال مثلاً فى لبنان والعراق، وكل ما فى الأمر أن ملابسات الثورة ضد القذافى أفرزت صراعاً بين ميليشيات عسكرية غير منضبطة، وهو الوضع الذى يسعى المشير حفتر لعلاجه. ما مصلحة تركيا وقطر فى دعم جماعات أملها فى الوصول للسلطة صفر؟ - من قال ذلك؟ أمل داعش للوصول للسلطة كان صفراً ومع ذلك وصلت للسلطة فى دولتها المزعومة على مساحة كبيرة من أراضى سوريا والعراق فى ظل ظروف معينة، وعلى العموم تركيا لديها مشروع وقطر تدعمه بأموالها، ورغم هزيمة الإسلاميين فى كل انتخابات حرة جرت فى ليبيا فإن هذا لن يثنى البلدين عن دعم هذه الجماعات، لاحظ أنهما ما زالا يدعمان حتى الآن جماعة الإخوان فى مصر، وما زال أردوغان يهذى بأفكاره عن النظام المصرى وما حدث فى 30 يونيو 2013. وماذا إذا فشل حفتر فى مسعاه؟ - إذا فشل مشروع حفتر، لا قدر الله، لن تعود ليبيا دولة كما كانت، لكن الفشل بمعنى أن تهزمه قوى الوفاق وتطارده حتى الشرق سيناريو صعب جداً تصوره، ومطالبة «الوفاق» المجتمع الدولى بالتدخل تعنى أنها الطرف الأضعف. وماذا عن مواقف الدول الغربية؟ - أفضل خيار للقوى الغربية أن يأتى نظام موالٍ لها، وهى ليس لها أى دوافع أيديولوجية فى ليبيا، المسألة مصالح فقط، وهى تميل الآن لدعم حفتر أو على الأقل عدم معاداته لأنه الطرف الأقوى و«لو ضعف لكثرت سكاكينه»، ولكن هذا لم يحدث، فى تاريخ النظم السياسية الدول تنشأ بالتراضى أو بالقوة وتظل القوة عاملاً مهماً للحفاظ عليها، فالولايات المتحدة التى نشأت بالتفاهم تم الحفاظ عليها بالقوة خلال الحرب الأهلية، وهذا ما يفعله الجيش الوطنى فى ليبيا الآن. أشرت قبل ذلك فى إحدى مقالاتك إلى أن مصالح النخبة الضيقة سبب رئيسى فى استمرار الصراع فى ليبيا، هل يمكن أن توضح لنا كيف يتم ذلك؟ - عندما ينشأ صراع فى أى بلد تنتفع منه أطراف مختلفة وتصبح صاحبة مصلحة فى استمراره، فالجماعات والميليشيات التى تحصل على دعم خارجى مثلاً للقيام بدور ما، سيتوقف هذا الدعم لحظة توقف القتال أو توقف القتال لغير صالحها، وهذا سبب رئيسى لاستمرار الصراع فى ليبيا الآن، فالنخبة الضيقة ليست صاحبة مصلحة فى تحقيق المصالحة، وغسان سلامة المبعوث الأممى لليبيا قال أكثر من مرة إن كل أطراف الصراع تتكسب منه، وهذه الأوضاع تفرز مليونيراً جديداً صبيحة كل يوم. كيف ترى الأوضاع فى السودان؟ - السودان التحق متأخراً بما يسمى بثورات الربيع العربى. كلمة الربيع العربى الآن أصبحت سيئة السمعة لدى البعض، لكن ما أقصده هنا هو أن السودان التحق متأخراً بمسار الدول التى قامت بهبات شعبية ضد نظم سياسية استبدادية طال أمدها كثيراً، الموجة الأولى بدأت فى تونس ضد رئيس حكم لنحو ربع قرن ثم جاءت إلى مصر ضد رئيس حكم لنحو 30 عاماً ثم انتقلت إلى اليمن ضد على عبدالله صالح، الذى كان فى الحكم لأكثر من 30 عاماً وكذلك الأمر فى سوريا، حيث ظل نظام الأسد (حافظ وبشار) لأكثر من 40 عاماً حين ثار الناس عليه فى 2011، وهذه الموجة تجددت مرة أخرى فى الجزائر ضد بوتفليقة الذى حكم عشرين عاماً وكان يريد الاستمرار فى السلطة لولاية خامسة رغم مرضه، وأخيراً فى السودان ضد عمر حسن البشير الذى حكم لثلاثين عاماً أيضاً وكان يرغب فى أن يظل فى السلطة إلى ما شاء الله، مع قدر كبير من القمع والاستبداد وسوء الأوضاع الاقتصادية، والأخطر أنه فرط فى السلامة الإقليمية لبلاده فانفصل الجنوب بسبب سوء سياساته وسعت أقاليم أخرى للانفصال عن السودان، علماً بأن السودانيين يصنفون ضمن الشعوب الحية التى ثارت على الاستبداد فى الستينات والثمانينات، وكان من الغريب أن ترضخ لحكم البشير الاستبدادى لمدة 30 عاماً. يقال إن السودانيين وجدوا أنفسهم لأول مرة تحت حكم البشير تحت تحالف الاستبداد العسكرى مع الفاشية الدينية وهذا هو السبب فى عدم تمكنهم من الثورة عليه طوال هذه السنوات؟ - وارد أن يكون هذا هو السبب، لكن حقيقة الأمر أن السودان لم يخرج كثيراً عن الموجة الأولى، فقد ثار الشعب ضد البشير بعد أن أتم المدة التى ينفد فيها صبر الشعوب بعدها وهى نحو 30 عاماً، وبوتفليقة مكث فى الحكم 20 عاماً فقط، لكن المشكلة أنه كان مريضاً، وهناك يقين لدى الشعب أن أطرافاً أخرى هى التى تحكم البلد نيابة عنه من وراء الكواليس، وهذا ما عجل بالثورة عليه، وفى كل الأحوال يصعب جداً أن تتنبأ بنقطة الانفجار عند شعب ما. كيف اختلفت الموجة الأولى عن الموجة الثانية من ثورات الربيع العربى؟ - الواضح جداً أن السودانيين والجزائريين استفادوا مما حدث فى الموجة الأولى، فهم يحرصون تماماً على سلمية مظاهراتهم، فالحراك فى البلدين كان سلمياً 100% ما أتى بثماره حتى الآن، فى مصر وتونس كان الأصل هو السلمية وخلاف ذلك كان تجاوزات محدودة، أما فى اليمن وسوريا وليبيا فقد بلغ العنف ذروته، واستقرت الأوضاع فى الدول التى التزم فيها الثوار بالسلمية واضطربت أحوال الدول التى انجرفت للعنف سواء من جانب المعارضة أو النظام، وكنت دائماً أقول إنه لو لم يتم تسليح الميليشيات ضد الأسد لنجحت الثورة السورية فى تحقيق مطالبها. هل مسار الأحداث فى السودان مطمئن أم يدعو للقلق؟ - الأوضاع فى السودان أكثر طمأنة من جارتها الجزائر، والأمور تتطور بشكل إيجابى، فباستثناء البيان الأول الصادم، أثبت الجيش السودانى انحيازه للشعب، واتضح لنا أن تركيبة المؤسسة العسكرية ليست بالبساطة التى تصورها البعض، فليس كل ضباط الجيش موالين لنظام البشير، وأظهرت قياداته تفهماً سريعاً لمطالب الناس وأبدت استعداداً للتجاوب معها، وتأكد لنا أيضاً أن وجود الجيش فى الصورة وفى المعادلة فى أى صراع ضمانة للأمن والاستقرار، فالوضع المثالى أن يدعم الجيش الثورة والثوار، أما لو انقسم الجيش على نفسه أو دخل فى صدام مع الشعب فتحدث الكارثة. ولماذا ترى أن الأوضاع فى الجزائر مثيرة للقلق؟ - بسبب تناقض المواقف بين الشارع والجيش، فرغبة المتظاهرين فى التخلص من كل عناصر النظام القديم تصطدم بإصرار الجيش على الالتزام بالمسار الدستورى، إحدى معضلات الانتفاضات الشعبية أنه عندما تتجذر تكون مطالبها قوية، وكلما استجيب لها مطلب تأتى بمطلب آخر. معنى ذلك أنك غير متعاطف مع مطالب الحراك فى الجزائر؟ - أنا أتفهم تماماً مطالب الشارع باجتثاث النظام القديم، لأنهم عانوا كثيراً منه، ورئيس الأركان نفسه وصفهم بأنهم «عصابة»، لكن ما لا أتفهمه هو الإصرار على آليات غير معروفة، فماذا يعنى الإصرار على استبعاد رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس الوزراء، وهناك مطالب أيضاً باستبعاد رئيس الأركان، مع عدم وجود آليات بديلة، إذ ليس لدى الحراك بدائل واضحة لإدارة المرحلة الانتقالية، وليست لديهم أحزاب قوية، مجرد فسيفساء من الأحزاب وليست لديهم شخصيات محددة يرشحونها فكيف سيديرون المرحلة إذن؟ أثناء ثورة يناير فى مصر كانت هناك دعوات لتشكيل مجلس رئاسى، وكان السؤال الجوهرى جداً من يختار أعضاءه؟ ما أقصده أن مطالب الثوار مشروعة لكن الآلية مفقودة، وظنى أن اتباع المسار الدستورى على علاته طريق أوضح، خصوصاً مع ميلاد وعى جديد وقوة جماهيرية تستطيع أن تضمن سلامة المسار ومنع الالتفاف على مطالب الشارع. هل الصراع فى اليمن بعد أكثر من 4 سنوات فى طريقه لانفراجة أم لمزيد من التدهور؟ - الوضع فى اليمن بالغ البؤس، ومن بين كل ساحات الصراع والاضطرابات العربية، أرى أن الوضع فى اليمن هو الأسوأ، فنظام بشار يسيطر على غالبية أراضى سوريا، والجيش الوطنى الليبى رغم صعوبة معركة طرابلس، قادر على حسم الصراع هناك، أما اليمن فإن الصراع مفتوح على جبهات وأطراف كثيرة. معسكر الشرعية هو من يسيطر على غالبية الأراضى فى اليمن أيضاً؟ - صحيح، لكن معسكر الشرعية نفسه مفتت ومنقسم على نفسه، فهناك جناح الرئيس هادى وجناح حزب الإصلاح أو إخوان اليمن، ومعهم جانب من حزب المؤتمر، بالإضافة إلى المجلس الانتقالى فى عدن، الذى يتمسك شكلياً بشرعية هادى لكنه يدعو لقيام دولة الجنوب، وحزب المؤتمر منقسم إلى 3 معسكرات أحدها مع الرئيس والثانى محسوب على الإمارات وثالث يقف فى المعسكر الآخر مع الحوثيين، وهناك تمايز بين النهج الإماراتى والنهج السعودى، ولا يوجد اهتمام دولى كافٍ بالصراع اليمنى، فاليمن هى الساحة الوحيدة التى اقتصر التدخل فيها على الأطراف الإقليمية، فإيران تدخلت لنصرة الحوثيين، والدول الخليجية تدخلت لدعم هادى، ولا نجد أصابع دولية شديدة الوضوح مثل الدور الروسى فى سوريا أو حلف الناتو فى ليبيا مع بدء الصراع فى 2011، والمواقف الدولية على ضعفها مرتبكة، والموقف الأمريكى مثال على ذلك، فالكونجرس أصدر مؤخراً قراراً بوقف الدعم العسكرى الأمريكى لدول التحالف فى الوقت الذى تضع إدارة ترامب احتواء إيران على رأس أولوياتها. وماذا عن الطرف الآخر، الحوثيين؟ - لست على بينة بطبيعة معسكر الحوثيين، قد يكون لديهم خلافات لكن من الواضح أنها لم تصل لحد الانقسام، الشىء الذى أنا متأكد منه أن معسكر الشرعية يزخر بالانقسام، كما أنه بات واضحاً أن الاستراتيجية العسكرية المتبعة غير قادرة على حسم الصراع ولا بد من مناقشة تطويرها. وهل للمجلس الانتقالى عدد كاف من الأنصار يمكنه من تحقيق هدفه فى الانفصال؟ - تأكدت الوحدة بين الجنوب والشمال فى العام 1994 بعد حرب انتصر فيها الرئيس السابق على عبدالله صالح، لكن بعض أبناء الجنوب اعتبروه «محتل»، وذلك نتيجة إطاحته بقيادات الجيش الجنوبى وتغول رؤوس الأموال الشمالية على فرص الاستثمار فى الجنوب ودرجة من الظلم أفرزت فى النهاية «الحراك الجنوبى»، الذى بدأ كحركة مطلبية لإعادة من فصلوا من القيادات العسكرية إلى مناصبهم وتعويض من أضير مالياً من الوحدة، ثم تحولت إلى حركة انفصالية لها أنصارها خصوصاً بعد العام 2011. مؤتمر الحوار الوطنى الذى عقد فى إطار المبادرة الخليجية فى العام 2013 حاول حل مشاكل الجنوب فى إطار الدولة الواحدة بتبنى نظام فيدرالى يقسم فيه اليمن إلى 6 أقاليم، وهو المقترح الذى انقلب عليه الحوثيون. وما الذى أغضب الحوثيين من هذا المقترح؟ - لأنهم فصيل ضعيف، الحوثيون كانوا ممثلين برضاهم فى مؤتمر الحوار الوطنى الذى ضم نحو 500 عضو بنحو 6% فقط، وكانت بعض الأطراف المشاركة تعترض على هذه النسبة وتعتبرها «كتير عليهم». وكيف تمكن هذا «الفصيل الضعيف» من السيطرة على البلد؟ - تمكنوا من ذلك لعدة أسباب، أولها أن لديهم قوة عسكرية اكتسبوها من حروبهم المتعددة ضد على عبدالله صالح، ثانياً زايدوا على الثورة بالرغم من أنهم فصيل شديد التخلف سياسياً، ويطالب بعودة نظام الإمامة الذى انقلبت عليه الثورة عام 1962، ونظام الإمامة يحصر السلطة فى أحفاد البطنين «الحسن والحسين»، أى إنهم نظام سلالى، والحوثيون كانوا يجاهرون أنهم ضد النظام الجمهورى قبل ثورات الربيع العربى لكنهم تبنوا شعارات الثورة بعد 2011، وعندما رفعت الحكومة أسعار المحروقات حشدوا ضد القرار، واكتسبوا تأييداً شعبياً بين «الزيود»، وثالثاً تمتعوا بدعم إيرانى منذ التسعينات، ورابعاً وهو الأهم تحالفوا مع على عبدالله صالح الذى كان ما زال يتمتع بنفوذ وغاضباً لخروجه من السلطة. لماذا لا نرى مبادرة سلام عربية مع إيران كما بادر العرب بعرض سلام على إسرائيل؟ - رأيى أن هذه المبادرة ضرورية، إذ يجب على العرب أن يعرضوا على إيران ما عرضوه على إسرائيل، أى أعيدى الأراضى العربية (فى هذه الحالة الجزر الإماراتية)، واحترمى سيادة دول الخليج.. إلخ فى مقابل السلام ووقف الصراع الذى يستنزفنا ويستنزفهم. إذاً لماذا لم تتم هذه المبادرة حتى الآن ولا توجد أى مؤشرات على إمكانية حدوثها؟ - لأن الطرفين، إيران من ناحية والدول الخليجية من ناحية أخرى يهيأ لكل منهما أنه يستطيع أن يطيح بالآخر ويقضى عليه وهذا مستحيل، إيران لها مشروع للهيمنة الإقليمية لا شك فى هذا، وهى دولة محتلة للجزر الإماراتية وتسعى لتغيير نظم الحكم فى الخليج تمهيداً لتغييره فى غيره، ولذلك يرى البعض أن الصراع معها لا يتم حسمه إلا بالقوة، وهذا ما أختلف معه، أنا أؤيد استخدام القوة عندما تتغول طهران عسكرياً، كما حدث فى اليمن، وأدعم «عاصفة الحزم». لكن من المهم جداً الدعوة لحوار جدى من منطلق الندية وتحقيق مصالح الطرفين، ومقومات هذا الحوار متوافرة، لأن إيران تواجه ضغوطاً ومشاكل كبيرة فى اليمن وضغوطاً دولية، ونحن لدينا مشاكل على كل الجبهات، هم أقوياء ونحن أقوياء فلماذا نصر على خيار واحد وهو المواجهة التى تستنزفنا جميعاً؟ ولدينا فى الماضى القريب أسوة حسنة، إذ كانت العلاقات الخليجية الإيرانية «زى الفل» أثناء رئاسة محمد خاتمى لإيران. كان لأمين عام الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى مبادرة لتحسين العلاقات مع دول الجوار ومنها إيران، لماذا لم تنجح؟ - عورضت هذه المبادرة معارضة شديدة حتى قُتلت، لأن منطق الحوار وقتها لم يكن مقنعاً لصناع القرار العرب، وأنا أعرف أن الحوار مع إيران ليس سهلاً لأن هناك فرقاً بين حوار مع صديق وحوار مع دولة يتناقض مشروعها مع مصالحك ولديها نوايا للهيمنة عليك، وأدرك أنه لو تركت إيران دون كابح، لهيمنت على دول الخليج والمنطقة العربية، لكننا لسنا نكرة، إذا كنا وصلنا لسلام مع إسرائيل فلماذا لا نصل لسلام مع إيران؟ على ذكر إسرائيل والسلام معها، ماذا تتوقع من صفقة القرن التى أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستكشف عنها فى يونيو المقبل؟ - علينا أن ننتظر فى الفترة المقبلة كل ما لم نكن نتخيله قبل عامين أو ثلاثة، وعلينا أن نتوقع ضم المستوطنات فى الضفة الغربية، وألا ننتظر أى تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأتمنى ألا يحدث مزيد من التطبيع العربى بلا مقابل، ولست أتفق مع من يرى أن العرب قصروا فى مد أياديهم لإسرائيل، لأن واقع الأمر أن العرب يحاولون التصالح مع إسرائيل منذ العام 1967 بداية من قبول عبدالناصر بالقرار 242 فى نوفمبر 1967 ومروراً بمبادرة السادات وما نجم عنها من معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل ثم اتفاقية أوسلو ثم معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن فى 1994 ثم مبادرة السلام العربية فى 2002، لكن الشىء الذى يجب أن نعترف به هو أن إسرائيل لديها أهداف لا تريد أن تحيد عنها، ومن هذه الأهداف السيطرة على أراضى فلسطين التاريخية وفرض الهيمنة على الدول العربية. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

الوطن

2020-06-01

قالت نيفين مسعد، المدير العام السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية، أستاذ النظم السياسية بجامعة القاهرة، إن راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، رئيس البرلمان، يصر على جر تونس إلى محور «تركيا - قطر»، ولا يرى خطراً فى وجود الجماعات الإرهابية على حدود بلاده، مشيرة إلى أن «ليبيا تتفكك والمجزأ يتجزأ». وأضافت فى حوار لـ«الوطن» أن مصر تواجه وضعاً غير مسبوق فى تاريخها والتهديدات تأتيها من كل الاتجاهات، كما أن وجود ميليشيات أردوغان فى طرابلس أمر مقلق لكل جيران ليبيا، موضحة أن الولايات المتحدة حالياً فى أسوأ حال وترامب قد يخسر انتخابات الرئاسة بسبب كورونا.. وإلى نص الحوار. لماذا تصاعد الغضب ضد إخوان تونس وتحديد جلسة فى مجلس النواب لمساءلة رئيس حركة النهضة، رئيس البرلمان راشد الغنوشى وسحب الثقة منه؟ - السبب المباشر لهذه الجلسة هو قيام الغنوشى بتهنئة فايز السراج رئيس حكومة طرابلس على استعادة قاعدة الوطية العسكرية من الجيش الوطنى الليبى، وإن كان هذا التصرف من جانب الغنوشى ليس هو الأول من نوعه،حيث سبق أن زار تركيا فى يناير الماضى بشكل مفاجئ دون إعلام البرلمان،والتقى أردوغان فى القصر الرئاسى. وكيف تتوقعين أن يكون مصير الغنوشى؟ - أياً كانت النتيجة، فإن راشد الغنوشى انكشف وظهر على حقيقته كأى إخوانى يسعى لجر تونس إلى محور تركيا - قطر ولا يرى خطراً فى وجود جماعات إرهابية فى ليبيا على بعد كيلومترات من بلاده كما استفز «الغنوشى» الكثير من التونسيين بزيارته غير المبررة لتركيا ولقائه أردوغان فى يناير الماضى، ثم عاد واستفزهم مرة أخرى بتهنئة «السراج» وضبط متلبساً بالكذب أكثر من مرة فى إطار محاولاته لتقديم تبريرات واهية لتصرفاته. والحقيقة المؤكدة أن «الغنوشى» انكشف فى البرلمان وداخل الحركة النهضة، فهو يسوف ويؤجل انعقاد مؤتمر الحركة حتى لا يفقد رئاسته لها وفقاً للوائح «النهضة» التى تنص على ألا يبقى على رأسها شخص واحد لفترتين، وقد تولى الغنوشى الرئاسة لمدة دورتين من ٢٠١٢ وكل دورة ٤ سنوات واستنفدهما، وهناك أصوات داخل الحركة تطالبه بالتنحى. كيف ترين الأوضاع فى ليبيا؟ - ليبيا تتفكك، الآن لدينا شرق ضد غرب، وليس مستبعداً أن يظهر فى دولة قبلية من يتمرد على السلطة فى الشرق أو فى الغرب وينفصل عنها، فالتاريخ يثبت لنا أن المجزأ يتجزأ أكثر لنصبح أمام تفتيت المفتت، فاليمن انقسم بداية لشمال وجنوب، والسودان انقسم إلى شمال وجنوب، والجنوب قد يشهد انقساماً جديداً. وكيف يؤثر ذلك على الأمن القومى المصرى؟ - انقسام ليبيا يضر كل جيرانها «تونس والسودان والجزائر ومصر» وليس فى مصلحة أحد أبداً أن يجدوا تركيا وقطر والإخوان على حدودهم، وهذا هو السبب فى حالة الهلع التى تعيشها تونس جراء سياسات زعيم حزب النهضة راشد الغنوشى، المصرّ على زج تونس فى الصراع الليبى ومباركة من حكومة السراج التى استقدمت مرتزقة أردوغان إلى بلادها. أما مصر فهى تواجه وضعاً غير مسبوق فى تاريخها، فالتهديدات كانت عادة تأتى من مصدر واحد، أما الآن فالتهديدات على كل حدودها، فمن الجنوب «سد النهضة»، ومن الشرق إسرائيل والإرهاب، وتركيا من الشمال فى البحر المتوسط والآن تركيا والإخوان غرباً. توقعتِ فى مقال سابق تقارباً وليس صداماً بين إيران والولايات المتحدة خصوصاً فى العراق.. فلماذا؟ - هذا صحيح، وهناك مؤشرات على احتمالات بدء التفاوض بين البلدين،منها المفاوضات السرية التى كُشف عنها مؤخراً لتبادل السجناء، كما أن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى ما كان له أن يصل للسلطة إلا بتوافق ضمنى بين إيران وأمريكا، فالكاظمى ليس أفضل خيار لإيران لكنه ليس ضدها، كما أن داعش بدأ يظهر على الساحة مجدداً، وعندما كان داعش موجوداً وفاعلاً قبل القضاء عليه، استوجب ذلك تعاوناً بين البلدين، وأنا أزعم أن أمريكا لا تريد القضاء على إيران وإنما إضعافها بحيث تظل فزاعة لدول الخليج. وما الذى يدفع إيران الآن لمفاوضات رفضتها أكثر من مرة قبل رفع العقوبات تماماً؟ - إيران تتعرض لضغوط داخلية وخارجية ضخمة جداً، والولايات المتحدة أيضاً تتعرض لضغوط كبيرة فهى فى حاجة لتوجيه طاقتها واهتمامها إلى الخطر الأكبر عليها القادم من الصين، فالخطر الإيرانى تم تضخيمه بأكثر مما يستحق فى السياسة الخارجية الأمريكية، بسبب إسرائيل، وتقديرى أن أمريكا فى حاجة الآن لإعادة إيران إلى حجمها الطبيعى، ويجب العلم أن «الغول الصينى» ليس مشكلة أمريكا الوحيدة، فهناك قضايا أخرى مهمة تراجَع الاهتمام بها بسبب الانشغال غير المبرر بإيران، ومن هذه القضايا علامات الاستفهام الكثيرة حول مستقبل الاتحاد الأوروبى، وهناك من يقول إن فيروس كورونا سيشكل نظاماً عالمياً جديداً، والولايات المتحدة الآن فى أسوأ حال، وترامب قد يخسر الانتخابات المقبلة بسبب الفيروس الذى أضعف إيران وأمريكا، وهو عامل مهم لدفعهما للتفاوض وخفض العداء. لكن إيران تتعرض لضغوط منذ نشأتها عام 1979.. فما الجديد؟ - الضغوط التى تتعرض لها إيران الآن غير مسبوقة، لأنها على كل الجبهات، فوباء كورونا وحده تحدٍّ كبير، لأن هذا الفيروس قصم ظهر دول متقدمة فما بالك بدولة من دول العالم الثالث؟ والعقوبات الأمريكية موجودة منذ سنوات لكنها لم تصل إلى هذا القدر من الحدة، وهناك محاولات أمريكية إسرائيلية لضرب نفوذها فى دول الجوار، فحزب الله على سبيل المثال يجرى خنقه اقتصادياً وتجفيف منابع تمويله، ومواقع إيران فى سوريا تتعرض لقصف مستمر، ونفوذها فى العراق يتراجع. هل هذه الضغوط من شأنها أن تؤدى لانهيار النظام أم تركيعه؟ - لا أعتقد أن هذه الضغوط من شأنها أن تؤدى لانهيار النظام وإنما قد تدفعه للتفاوض مع الأمريكان، والتفاوض لا يعنى المصالحة وإنما التعايش مع الاختلافات وإدارتها بحيث يتم إبعادها عن الصدام وتقليل حدته فقط، فالنظام لن يسقط إلا من الداخل، لأن إيران مجتمع متعدد العرقيات والأديان، فُرس وعرب وآذريون وبلوش وجيلاك وأكراد وتركمان، وهذه القوميات متعددة المذاهب والأديان منها السنة والشيعة واليهود والمسيحيون، والنظام لن يسقط إلا إذا تفككت هذه التركيبة المعقدة. أثبتت التجربة أن النظم تظل قائمة حتى يقرر الجيش الوقوف إلى جانب المحتجين.. فهل هذا وارد فى إيران؟ - هذا ليس وارداً فى تقديرى، لأن الحرس الثورى فى إيران أقوى من الجيش، والحرس الثورى لا يمكن أن يتدخل لإسقاط نظام «الملالى» لأنه يستمد منه شرعيته، فإذا سقطت جمهورية «الثورة الإسلامية» تنتفى الحاجة لـ«الحرس الثورى» ولا يوجد كيان عسكرى موازٍ للجيش فى إيران أو الدول التى تتمدد فيها إيران كما هو الحال فى لبنان (حزب الله) واليمن (الحوثيون) والعراق (الحشد الشعبى). الولايات المتحدة حالياً فى أسوأ حال و«ترامب» قد يخسر انتخابات الرئاسة بسبب كورونا.. والحرس الثورى لن يتدخل لإسقاط نظام «الملالى» فى إيران ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:

اليوم السابع

2019-11-20

نظم حزب التجمع، الندوة الخامسة لمنتدى خالد محيى الدين تحت عنوان: "المخاطر.. التحديات الراهنة.. الأولويات". شارك فى الندوة الدكتور أحمد يوسف أحمد المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية، واستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والكاتب الصحفى خالد الكيلانى المنسق العام للمنتدى، وعدد من أعضاء حزب التجمع. وقال الدكتور أحمد يوسف أحمد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أزمات الأمن القومى العربى ليست بالجديدة علينا، مؤكدا أن إسرائيل خطر حقيقى ليست فقط على فلسطين ولكن على الأمة العربية. وتابع: "الثورة الايرانية كانت ثورة شعبية ضد نظام ديكتاتورى تابع للأمم المتحدة، ثورة لها مشروع، وأخطر تداعياتها كانت الحرب العراقية وانتهت الحرب إلى ما يمكن أن نقول انتصار العراق، ببزوغ حزب العدالة والتنمية فى تركيا وفى اعقاب الربيع العربى تبنى أردوغان تنظيمات الاسلام السياسى فدخل فى نوع من الصدامات مع عدد من الدول التى وقفت لمشروع الإخوان". وأكد أحمد يوسف أحمد أن تركيا مصدر من مصادر التهديد للأمن القومى العربى، مضيفا أن تركيا تحتضن تنظيم الاخوان وتعطى نفسها الحق فى أن تنتهك سيادة سوريا والعراق بحجة الدفاع عن أمنها، وأن لها قاعدة فى قطر تحمى النظام القطرى وتمارس ممارسات ليس لها أساس من القانون الدولى. ...قراءة المزيد

الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: