تشو تاي يول
( بي بي سي) في كاريكاتير انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي لسوريا، في صورة بطل ملتح، ضخم، يصافح دبلوماسيين، على ما يبدو. وفي رسم آخر، يظهر كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، بحجم ضئيل في الخلفية، مرتبكا. زعم حساب صحفيّ سوري معروف أن هذه الرسوم نشرت في صحف كوريّة جنوبيّة. حاولنا في بي بي سي تحري مصدر الصور، لكننا لم نعثر عليها منشورة في الصحف الكورية التي تمكّنا من رصدها.الصورة ساخرة وخياليّة، لكنّها تعكس واقعا تمر به سوريا اليوم - سوريا ما بعد الأسد؛ فبعد تحالف طويل الأمد مع كوريا الشمالية، ظهرت بوادر شراكة غير مسبوقة مع كوريا الجنوبية. "مشهد من روايات التجسس الدبلوماسي" في العاشر من أبريل/ نيسان 2025، زار وزير خارجية كوريا الجنوبيّة، تشو تاي يول، دمشق في زيارة وصفتها صحيفة "كوريا جونغ أنغ ديلي" بأنها "أشبه بمشهد من روايات التجسس الدبلوماسي"، في إشارة إلى الطابع المفاجئ والسري الذي رافق الزيارة، والتي لم تُعلن تفاصيلها إلا بعد إتمامها. نُظر إلى الزيارة، التي شملت لقاءات مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، على أنها خطوة غير تقليدية، تحمل دلالة استراتيجية واضحة لكل من سيول ودمشق. بالنسبة لكوريا الجنوبية، مثّلت هذه الخطوة تقدما في جهودها لعزل كوريا الشمالية دبلوماسيا؛ فدمشق هي الدولة الأخيرة العضو في الأمم المتحدة التي لم تقم معها سيول علاقات دبلوماسية – باستثناء كوريا الشمالية طبعا. أما بالنسبة لسوريا، فهذه هي المرة الأولى التي تُحوِّل فيها بوصلتها السياسية تجاه كوريا الجنوبية منذ ستينيات القرن الماضي، مما يعكس تحولا جذريا في سياستها الخارجية. وقد تستفيد حكومة الشرع من مثل هكذا تقارب بفضل تجربة كوريا الجنوبية في إعادة بناء الدولة والإعمار. فالحرب الكورية (1950–1953) قسمت شبه الجزيرة الكورية وأودت بحياة مئات الآلاف وخلّفت دمارا شبه كامل للبنية التحتية في الجنوب. لكن ما تلاها كان أكثر لفتا للنظر؛ فقد تمكنت كوريا الجنوبية، خلال عقود قليلة، من التحول من واحدة من أفقر دول العالم إلى قوة اقتصادية وتكنولوجية يُشار إليها عالميا. وبعد زيارة دمشق، قال مسؤولون من الخارجية الكورية الجنوبية إن بلادهم مستعدة لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والمعلومات، وفقا لصحيفة "ذا كوريا هيرالد". وسيمنح الانخراط في جهود إعادة الإعمار في سوريا الشركات الكورية فرصة لدخول سوق جديدة واعدة في مجالات الطاقة والبناء والتكنولوجيا، ما يعزز من حضور كوريا الجنوبية كفاعل اقتصادي وإنساني في الشرق الأوسط. لكن الحذر واجب، بالنسبة لكوريا الجنوبيّة، كما تذكّر جانغ جي هيانغ، مديرة مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد آسان للدراسات السياسية في سيول. إذ تقول إن الشرع هو القائد السابق لهيئة تحرير الشام، المعروفة بجذروها المتطرفة. "لكنه (الشرع) يبدو كمن يحاول تعديل خطابه السياسي، وقد وعد بنظام يحترم الأقلية الشيعية (إشارة إلى العلوية) في سوريا"، وفقا لما نقلته صحيفة "ذا كوريا تايمز" عن الباحثة. وأوصت بعض الصحف الكورية، ومنها صحيفتا "ذا كوريا هيرالد" و"جونغ آنغ إلبو"، بضرورة "التعامل الحذر" مع الشرع وحكومته، نظرا لتقلبات الساحة السورية وعدم وضوح مستقبل النظام الانتقالي حتى الآن. ومع ذلك، وصفت وزارة الخارجية الكورية هذا التطور بأنه "بداية فصل جديد من التعاون"، مؤكدة أن الحكومة السورية الجديدة ترى في كوريا الجنوبية "شريكا استراتيجيا لإعادة الإعمار". وغادر الدبلوماسيون الكوريون الشماليون سوريا فور سقوط نظام الأسد في أواخر 2024. وكانت وكالة الإعلام الرسمية الروسية، نقلت عن وزارة الخارجية أن طائرة تابعة للقوات الجوية أقلعت من قاعدة حميميم في سوريا وعلى متنها بعض الدبلوماسيين من روسيا وروسيا البيضاء وكوريا الشمالية بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي. إعادة خلط الأوراق منذ الإطاحة بنظام الأسد في أواخر عام 2024، نأت الحكومة الانتقالية السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع بنفسها عن كوريا الشمالية، ساعية إلى بناء علاقات رسمية مع كوريا الجنوبية. وهذا التحوّل لافت. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، ارتبطت سوريا، التي كان يحكمها حافظ الأسد، بعلاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، في تحالفٌ تشكّل في سياق الحرب الباردة وتقاطعت فيه الأيديولوجيات والمصالح. في تلك الحقبة، كان كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وقائدها المطلق، يكرّس أيديولوجيا "الجوتشي" التي تمجد الاستقلال وتعادي الغرب، مما جعله يسعى لتوثيق علاقاته مع أنظمة قومية أو اشتراكية مشابهة، أبرزها النظام السوري. لطالما شكلت سوريا، بالنسبة لكوريا الشمالية، أكثر من مجرد شريك دبلوماسي عابر. كانت دمشق بمثابة نقطة ارتكاز استراتيجية في الشرق الأوسط، على غرار ما مثلته كوبا في أمريكا اللاتينية. من خلال هذا التحالف، الذي استمر عقودا، وجدت بيونغ يانغ في سوريا صوتا معارضا للهيمنة الأمريكية، وشريكا يتقاطع معها في الخطاب الأيديولوجي، والتحالفات العسكرية السرية، وحتى في مشاريع أكثر حساسية مثل بناء المنشآت النووية، كما يُشاع. إلا أن سقوط نظام بشار الأسد في أواخر 2024، أعاد خلط الأوراق. وفقًا للدكتور إدوارد هويل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد. قال الأستاذ الجامعي لبي بي سي عربي إن هذا التطور شكّل "ضربة موجعة" لكوريا الشمالية، ليس فقط على مستوى التحالف السياسي، بل على صعيد ما تبقى لها من نفوذها العالمي، "الذي يتآكل بصمت". يقول هويل إن النظام الكوري الشمالي، رغم صمته الرسمي وعدم تعليقه على هذه التطورات، كما فعل مع كوبا عندما أقامت علاقات مع كوريا الجنوبية في فبراير/ شباط عام 2024، يتعامل مع هذا التحول "بقلق داخلي بالغ، تجنبا لإظهار فقدانه المتواصل لحلفائه التاريخيين أمام الرأي العام المحلي". تعاون نووي؟ ويشير إلى أن التعاون بين دمشق وبيونغ يانغ لم يقتصر على الدعم الخطابي أو العسكري التقليدي، بل امتد ليشمل مشاريع أكثر سرية، أهمها ما يتعلق بالتكنولوجيا النووية - ضمن ما وصفه هويل بـ"النموذج النمطي لسلوك كوريا الشمالية". في عام 2007، قصفت إسرائيل منشأة قالت إنها كانت "نووية سرية" في موقع الكُبَر بدير الزور، وكشفت تحليلات أن تصميم المنشأة كان مطابقًا تقريبًا لتصاميم مفاعلات كوريا الشمالية. علما أن سوريا نفت باستمرار أن يكون الموقع الذي تعرض للقصف مفاعلا نوويا. ويرى هويل أن دور كوريا الشمالية في هذا المشروع كان واضحا من حيث تقديم المعرفة الفنية والدراية، حتى إن لم تكن هي من صنعت المكونات مباشرة. يخبر هويل عن الطريقة التي تتعامل بها كوريا الشمالية مع الدول الأخرى، خصوصًا فيما يتعلق بتقنيات حساسة مثل الطاقة النووية. يقول إن كوريا الشمالية لا تُقدم مساعدتها مجانًا، بل هي دولة تعتمد على استراتيجية "أعطِ قليلا وخذ كثيرا". أي أنها تقدّم خدمات أو خبرات محدودة (مثل التصميم أو المشورة الفنية)، لكنها في المقابل تسعى للحصول على فوائد استراتيجية كبيرة، مثل الدعم السياسي، المال، أو المعلومات التكنولوجية. وفي هذا السياق، يشير إلى أن عام 2006 كان عامًا حاسمًا بالنسبة لكوريا الشمالية، لأنها أجرت أول تجربة نووية لها. لكنها لم تكن تجربة ناجحة تمامًا. ولهذا السبب، كان من مصلحة بيونغ يانغ وقتها أن تدخل في شراكات نووية سرّية (مثل تلك التي يعتقد أنها حصلت مع سوريا) لكي تطوّر برنامجها النووي من خلال تبادل المعرفة والخبرات. دعم عسكري "قديم ومحدد" وحول ما يُشاع عن مشاركة جنود كوريين شماليين في حرب أكتوبر 1973، يرى الدكتور هويل أن الأدلة ليست دامغة، لكنها ليست مستبعدة. ويشير إلى سلوك مشابه مارسته كوريا الشمالية في صراعات مثل الحرب الأهلية في أنغولا؛ حيث أرسلت عددا محدودا من الجنود لدعم الطرف الشيوعي. وينسحب ذلك، برأيه، على سوريا، إذ يرجّح وجود مستشارين أو دعم دفاعي في سياق ما وصفه بـ"سياسة الحرب الباردة" التي سعت فيها كوريا الشمالية لدعم كل من يعارض النفوذ الأمريكي في المنطقة. المثير في شهادة هويل أنه يرى أن ما كان يجمع كوريا الشمالية وسوريا – إلى جانب إيران – لم يكن فقط المصالح العسكرية، بل "عداء مشترك للإمبريالية الأمريكية"، وهو خطاب كانت تعتمده هذه الدول لتبرير تحالفها وتبرير سياساتها أمام شعوبها. لكن هذا الخطاب، رغم استمراره في إعلام كويا الشمالية، لم يعد قادرا على الصمود أمام الواقع الجيوسياسي الجديد الذي يفرض تحولات متسارعة، من بينها انفتاح سوريا على كوريا الجنوبية. ويخلص هويل إلى أن بيونغ يانغ، رغم اهتمامها بنفوذها الخارجي، إلا أنها تُركّز الآن على أولويتين مركزيتين: ضمان بقاء نظامها، والاعتراف الدولي بها كقوة نووية. ويضيف: "كوريا الشمالية قد تكون مستاءة من تحولات حلفائها، لكنها لن تبوح بذلك، لأن ما لا يُقال في الإعلام أهم مما يُعلن". صورة 5 لماذا التحول من الشمال إلى الجنوب؟ الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، يسعى اليوم إلى إعادة تقديم نفسه كزعيم مدني وطني، وليس كقائد فصيل مسلح. ويبدو أن الحكومة الانتقالية في دمشق ترى أن الخروج من عباءة التحالف مع كوريا الشمالية هو خطوة في طريق الحصول على شرعية دولية. ومنذ 8 ديسمبر/كانون الأول، التقى الشرع ووزير خارجيته بعدد كبير من المسؤولين الغربيين، فقد التقيا بمسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، كما استُقبل الوفد السوري في باريس من قبل دبلوماسيين فرنسيين في لقاء غير معلن رسميا لكنه وُصف بأنه "إيجابي"، إلى جانب اللقاء البارز مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول في دمشق. هذه اللقاءات المتسارعة تشير بوضوح إلى رغبة الحكومة السورية الجديدة في كسر العزلة السياسية. بالنسبة لدمشق، فإن الانفتاح على كوريا الجنوبية يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز شرعية الحكومة الانتقالية على الساحة الدولية، خصوصا بعد سنوات من العزلة والارتباط الوثيق بنظام كوريا الشمالية. فإقامة علاقات مع دولة ديمقراطية ومتقدمة مثل كوريا الجنوبية ترسل رسالة واضحة بأن سوريا تسعى إلى تغيير وجهتها السياسية والاقتصادية. كما أن الوعود الكورية الجنوبية بتقديم مساعدات إنسانية تشمل الأرز والمعدات الطبية، إضافة إلى الاهتمام بمجالات مثل البنية التحتية والتكنولوجيا، تفتح أبواباً حقيقية أمام إعادة إعمار البلاد، وتمنح دمشق فرصة للخروج من عباءة النظام السابق والتحرر من إرث الأسد وكيم جونغ أون. وسائل الإعلام السورية الرسمية، مثل وكالة الأنباء السورية (سانا)، أبرزت الحدث كخطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم. كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار انفتاح الإدارة الجديدة بدمشق على المجتمع الدولي، وإبراز حضورها الذي غيّبه النظام السابق . كما تناولت بعض وسائل الإعلام المستقلة، مثل "تلفزيون سوريا"، الحدث من زاوية تحليلية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في السياسة الخارجية السورية نحو المصالح الاقتصادية، مع استعداد كوريا الجنوبية لدعم إعادة الإعمار وتوسيع المساعدات، مما يعزز فرص التنمية الاقتصادية . وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية أو تمثيل رسمي بين سوريا وكوريا الجنوبية، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين قدرًا من التبادل التجاري خلال السنوات السابقة. ففي عام 2021، بلغ حجم الصادرات الكورية الجنوبية إلى سوريا نحو 51.7 مليون دولار، وتضمنت بشكل أساسي السيارات والإلكترونيات، في حين بلغت الواردات من سوريا إلى كوريا الجنوبية ما يقارب 65 ألف دولار فقط، وشملت سلعاً محدودة مثل القطن والألياف الطبيعية، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الكورية. هذا النشاط التجاري المحدود يعكس وجود قنوات غير رسمية للتبادل الاقتصادي، رغم القطيعة الدبلوماسية التي استمرت لعقود.
مصراوي
2025-04-29
( بي بي سي) في كاريكاتير انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي لسوريا، في صورة بطل ملتح، ضخم، يصافح دبلوماسيين، على ما يبدو. وفي رسم آخر، يظهر كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، بحجم ضئيل في الخلفية، مرتبكا. زعم حساب صحفيّ سوري معروف أن هذه الرسوم نشرت في صحف كوريّة جنوبيّة. حاولنا في بي بي سي تحري مصدر الصور، لكننا لم نعثر عليها منشورة في الصحف الكورية التي تمكّنا من رصدها.الصورة ساخرة وخياليّة، لكنّها تعكس واقعا تمر به سوريا اليوم - سوريا ما بعد الأسد؛ فبعد تحالف طويل الأمد مع كوريا الشمالية، ظهرت بوادر شراكة غير مسبوقة مع كوريا الجنوبية. "مشهد من روايات التجسس الدبلوماسي" في العاشر من أبريل/ نيسان 2025، زار وزير خارجية كوريا الجنوبيّة، تشو تاي يول، دمشق في زيارة وصفتها صحيفة "كوريا جونغ أنغ ديلي" بأنها "أشبه بمشهد من روايات التجسس الدبلوماسي"، في إشارة إلى الطابع المفاجئ والسري الذي رافق الزيارة، والتي لم تُعلن تفاصيلها إلا بعد إتمامها. نُظر إلى الزيارة، التي شملت لقاءات مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، على أنها خطوة غير تقليدية، تحمل دلالة استراتيجية واضحة لكل من سيول ودمشق. بالنسبة لكوريا الجنوبية، مثّلت هذه الخطوة تقدما في جهودها لعزل كوريا الشمالية دبلوماسيا؛ فدمشق هي الدولة الأخيرة العضو في الأمم المتحدة التي لم تقم معها سيول علاقات دبلوماسية – باستثناء كوريا الشمالية طبعا. أما بالنسبة لسوريا، فهذه هي المرة الأولى التي تُحوِّل فيها بوصلتها السياسية تجاه كوريا الجنوبية منذ ستينيات القرن الماضي، مما يعكس تحولا جذريا في سياستها الخارجية. وقد تستفيد حكومة الشرع من مثل هكذا تقارب بفضل تجربة كوريا الجنوبية في إعادة بناء الدولة والإعمار. فالحرب الكورية (1950–1953) قسمت شبه الجزيرة الكورية وأودت بحياة مئات الآلاف وخلّفت دمارا شبه كامل للبنية التحتية في الجنوب. لكن ما تلاها كان أكثر لفتا للنظر؛ فقد تمكنت كوريا الجنوبية، خلال عقود قليلة، من التحول من واحدة من أفقر دول العالم إلى قوة اقتصادية وتكنولوجية يُشار إليها عالميا. وبعد زيارة دمشق، قال مسؤولون من الخارجية الكورية الجنوبية إن بلادهم مستعدة لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والمعلومات، وفقا لصحيفة "ذا كوريا هيرالد". وسيمنح الانخراط في جهود إعادة الإعمار في سوريا الشركات الكورية فرصة لدخول سوق جديدة واعدة في مجالات الطاقة والبناء والتكنولوجيا، ما يعزز من حضور كوريا الجنوبية كفاعل اقتصادي وإنساني في الشرق الأوسط. لكن الحذر واجب، بالنسبة لكوريا الجنوبيّة، كما تذكّر جانغ جي هيانغ، مديرة مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد آسان للدراسات السياسية في سيول. إذ تقول إن الشرع هو القائد السابق لهيئة تحرير الشام، المعروفة بجذروها المتطرفة. "لكنه (الشرع) يبدو كمن يحاول تعديل خطابه السياسي، وقد وعد بنظام يحترم الأقلية الشيعية (إشارة إلى العلوية) في سوريا"، وفقا لما نقلته صحيفة "ذا كوريا تايمز" عن الباحثة. وأوصت بعض الصحف الكورية، ومنها صحيفتا "ذا كوريا هيرالد" و"جونغ آنغ إلبو"، بضرورة "التعامل الحذر" مع الشرع وحكومته، نظرا لتقلبات الساحة السورية وعدم وضوح مستقبل النظام الانتقالي حتى الآن. ومع ذلك، وصفت وزارة الخارجية الكورية هذا التطور بأنه "بداية فصل جديد من التعاون"، مؤكدة أن الحكومة السورية الجديدة ترى في كوريا الجنوبية "شريكا استراتيجيا لإعادة الإعمار". وغادر الدبلوماسيون الكوريون الشماليون سوريا فور سقوط نظام الأسد في أواخر 2024. وكانت وكالة الإعلام الرسمية الروسية، نقلت عن وزارة الخارجية أن طائرة تابعة للقوات الجوية أقلعت من قاعدة حميميم في سوريا وعلى متنها بعض الدبلوماسيين من روسيا وروسيا البيضاء وكوريا الشمالية بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي. إعادة خلط الأوراق منذ الإطاحة بنظام الأسد في أواخر عام 2024، نأت الحكومة الانتقالية السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع بنفسها عن كوريا الشمالية، ساعية إلى بناء علاقات رسمية مع كوريا الجنوبية. وهذا التحوّل لافت. فمنذ سبعينيات القرن الماضي، ارتبطت سوريا، التي كان يحكمها حافظ الأسد، بعلاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، في تحالفٌ تشكّل في سياق الحرب الباردة وتقاطعت فيه الأيديولوجيات والمصالح. في تلك الحقبة، كان كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية وقائدها المطلق، يكرّس أيديولوجيا "الجوتشي" التي تمجد الاستقلال وتعادي الغرب، مما جعله يسعى لتوثيق علاقاته مع أنظمة قومية أو اشتراكية مشابهة، أبرزها النظام السوري. لطالما شكلت سوريا، بالنسبة لكوريا الشمالية، أكثر من مجرد شريك دبلوماسي عابر. كانت دمشق بمثابة نقطة ارتكاز استراتيجية في الشرق الأوسط، على غرار ما مثلته كوبا في أمريكا اللاتينية. من خلال هذا التحالف، الذي استمر عقودا، وجدت بيونغ يانغ في سوريا صوتا معارضا للهيمنة الأمريكية، وشريكا يتقاطع معها في الخطاب الأيديولوجي، والتحالفات العسكرية السرية، وحتى في مشاريع أكثر حساسية مثل بناء المنشآت النووية، كما يُشاع. إلا أن سقوط نظام بشار الأسد في أواخر 2024، أعاد خلط الأوراق. وفقًا للدكتور إدوارد هويل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد. قال الأستاذ الجامعي لبي بي سي عربي إن هذا التطور شكّل "ضربة موجعة" لكوريا الشمالية، ليس فقط على مستوى التحالف السياسي، بل على صعيد ما تبقى لها من نفوذها العالمي، "الذي يتآكل بصمت". يقول هويل إن النظام الكوري الشمالي، رغم صمته الرسمي وعدم تعليقه على هذه التطورات، كما فعل مع كوبا عندما أقامت علاقات مع كوريا الجنوبية في فبراير/ شباط عام 2024، يتعامل مع هذا التحول "بقلق داخلي بالغ، تجنبا لإظهار فقدانه المتواصل لحلفائه التاريخيين أمام الرأي العام المحلي". تعاون نووي؟ ويشير إلى أن التعاون بين دمشق وبيونغ يانغ لم يقتصر على الدعم الخطابي أو العسكري التقليدي، بل امتد ليشمل مشاريع أكثر سرية، أهمها ما يتعلق بالتكنولوجيا النووية - ضمن ما وصفه هويل بـ"النموذج النمطي لسلوك كوريا الشمالية". في عام 2007، قصفت إسرائيل منشأة قالت إنها كانت "نووية سرية" في موقع الكُبَر بدير الزور، وكشفت تحليلات أن تصميم المنشأة كان مطابقًا تقريبًا لتصاميم مفاعلات كوريا الشمالية. علما أن سوريا نفت باستمرار أن يكون الموقع الذي تعرض للقصف مفاعلا نوويا. ويرى هويل أن دور كوريا الشمالية في هذا المشروع كان واضحا من حيث تقديم المعرفة الفنية والدراية، حتى إن لم تكن هي من صنعت المكونات مباشرة. يخبر هويل عن الطريقة التي تتعامل بها كوريا الشمالية مع الدول الأخرى، خصوصًا فيما يتعلق بتقنيات حساسة مثل الطاقة النووية. يقول إن كوريا الشمالية لا تُقدم مساعدتها مجانًا، بل هي دولة تعتمد على استراتيجية "أعطِ قليلا وخذ كثيرا". أي أنها تقدّم خدمات أو خبرات محدودة (مثل التصميم أو المشورة الفنية)، لكنها في المقابل تسعى للحصول على فوائد استراتيجية كبيرة، مثل الدعم السياسي، المال، أو المعلومات التكنولوجية. وفي هذا السياق، يشير إلى أن عام 2006 كان عامًا حاسمًا بالنسبة لكوريا الشمالية، لأنها أجرت أول تجربة نووية لها. لكنها لم تكن تجربة ناجحة تمامًا. ولهذا السبب، كان من مصلحة بيونغ يانغ وقتها أن تدخل في شراكات نووية سرّية (مثل تلك التي يعتقد أنها حصلت مع سوريا) لكي تطوّر برنامجها النووي من خلال تبادل المعرفة والخبرات. دعم عسكري "قديم ومحدد" وحول ما يُشاع عن مشاركة جنود كوريين شماليين في حرب أكتوبر 1973، يرى الدكتور هويل أن الأدلة ليست دامغة، لكنها ليست مستبعدة. ويشير إلى سلوك مشابه مارسته كوريا الشمالية في صراعات مثل الحرب الأهلية في أنغولا؛ حيث أرسلت عددا محدودا من الجنود لدعم الطرف الشيوعي. وينسحب ذلك، برأيه، على سوريا، إذ يرجّح وجود مستشارين أو دعم دفاعي في سياق ما وصفه بـ"سياسة الحرب الباردة" التي سعت فيها كوريا الشمالية لدعم كل من يعارض النفوذ الأمريكي في المنطقة. المثير في شهادة هويل أنه يرى أن ما كان يجمع كوريا الشمالية وسوريا – إلى جانب إيران – لم يكن فقط المصالح العسكرية، بل "عداء مشترك للإمبريالية الأمريكية"، وهو خطاب كانت تعتمده هذه الدول لتبرير تحالفها وتبرير سياساتها أمام شعوبها. لكن هذا الخطاب، رغم استمراره في إعلام كويا الشمالية، لم يعد قادرا على الصمود أمام الواقع الجيوسياسي الجديد الذي يفرض تحولات متسارعة، من بينها انفتاح سوريا على كوريا الجنوبية. ويخلص هويل إلى أن بيونغ يانغ، رغم اهتمامها بنفوذها الخارجي، إلا أنها تُركّز الآن على أولويتين مركزيتين: ضمان بقاء نظامها، والاعتراف الدولي بها كقوة نووية. ويضيف: "كوريا الشمالية قد تكون مستاءة من تحولات حلفائها، لكنها لن تبوح بذلك، لأن ما لا يُقال في الإعلام أهم مما يُعلن". صورة 5 لماذا التحول من الشمال إلى الجنوب؟ الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، يسعى اليوم إلى إعادة تقديم نفسه كزعيم مدني وطني، وليس كقائد فصيل مسلح. ويبدو أن الحكومة الانتقالية في دمشق ترى أن الخروج من عباءة التحالف مع كوريا الشمالية هو خطوة في طريق الحصول على شرعية دولية. ومنذ 8 ديسمبر/كانون الأول، التقى الشرع ووزير خارجيته بعدد كبير من المسؤولين الغربيين، فقد التقيا بمسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، كما استُقبل الوفد السوري في باريس من قبل دبلوماسيين فرنسيين في لقاء غير معلن رسميا لكنه وُصف بأنه "إيجابي"، إلى جانب اللقاء البارز مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول في دمشق. هذه اللقاءات المتسارعة تشير بوضوح إلى رغبة الحكومة السورية الجديدة في كسر العزلة السياسية. بالنسبة لدمشق، فإن الانفتاح على كوريا الجنوبية يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز شرعية الحكومة الانتقالية على الساحة الدولية، خصوصا بعد سنوات من العزلة والارتباط الوثيق بنظام كوريا الشمالية. فإقامة علاقات مع دولة ديمقراطية ومتقدمة مثل كوريا الجنوبية ترسل رسالة واضحة بأن سوريا تسعى إلى تغيير وجهتها السياسية والاقتصادية. كما أن الوعود الكورية الجنوبية بتقديم مساعدات إنسانية تشمل الأرز والمعدات الطبية، إضافة إلى الاهتمام بمجالات مثل البنية التحتية والتكنولوجيا، تفتح أبواباً حقيقية أمام إعادة إعمار البلاد، وتمنح دمشق فرصة للخروج من عباءة النظام السابق والتحرر من إرث الأسد وكيم جونغ أون. وسائل الإعلام السورية الرسمية، مثل وكالة الأنباء السورية (سانا)، أبرزت الحدث كخطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم. كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار انفتاح الإدارة الجديدة بدمشق على المجتمع الدولي، وإبراز حضورها الذي غيّبه النظام السابق . كما تناولت بعض وسائل الإعلام المستقلة، مثل "تلفزيون سوريا"، الحدث من زاوية تحليلية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس تحولًا في السياسة الخارجية السورية نحو المصالح الاقتصادية، مع استعداد كوريا الجنوبية لدعم إعادة الإعمار وتوسيع المساعدات، مما يعزز فرص التنمية الاقتصادية . وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية أو تمثيل رسمي بين سوريا وكوريا الجنوبية، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين قدرًا من التبادل التجاري خلال السنوات السابقة. ففي عام 2021، بلغ حجم الصادرات الكورية الجنوبية إلى سوريا نحو 51.7 مليون دولار، وتضمنت بشكل أساسي السيارات والإلكترونيات، في حين بلغت الواردات من سوريا إلى كوريا الجنوبية ما يقارب 65 ألف دولار فقط، وشملت سلعاً محدودة مثل القطن والألياف الطبيعية، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الكورية. هذا النشاط التجاري المحدود يعكس وجود قنوات غير رسمية للتبادل الاقتصادي، رغم القطيعة الدبلوماسية التي استمرت لعقود. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-04-11
أعلنت السلطات فى سوريا، أنها وقعت اتفاقا مع كوريا الجنوبية لإقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى، حيث من المزمع تبادل افتتاح السفارات بين البلدين. وأفاد بيان للخارجية السورية بأن الوزير أسعد الشيبانى "استقبل أمس الخميس وفدا رفيع المستوى من جمهورية كوريا الجنوبية برئاسة نظيره تشو تاى يول". كما استقبل الرئيس السورى أحمد الشرع أيضا تشو، وفق بيان للرئاسة. وأضاف بيان الخارجية أن الطرفين اتفقا على "فتح السفارات وتبادل البعثات الدبلوماسية للبلدين". وأكد أن هذه الخطوة تأتى فى إطار الجهود "لاستعادة الدور الرائد فى المنطقة والعالم للجمهورية العربية السورية الذى فقدته بسبب سياسات النظام السابق". كما قالت وزارة الخارجية الكورية إن الدولتين وقعتا فى العاصمة السورية دمشق اتفاقا لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وكانت سوريا ترتبط بعلاقات جيدة مع كوريا الشمالية فى ظل حكم بشار الأسد الذى أُطيح به فى ديسمبر الماضي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2025-04-04
أعرب وزراء خارجية اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الخميس، عن مخاوفهم إزاء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، بالإضافة إلى تعاونها العسكري المتنامي مع روسيا. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية اليابانى تاكيشى إيوايا، مع نظيريه الأمريكي ماركو روبيو، والكوري الجنوبي تشو تاى يول، على هامش الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، والذي تشارك فيه اليابان وكوريا الجنوبية كشريكتين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقا لما أوردته وكالة أنباء "كيودو" اليابانية. وذكرت وزارة الخارجية اليابانية- في بيان- أن الوزراء الثلاثة خلال الاجتماع أكدوا مجددا أنهم سيعملون معا بشكل وثيق لمعالجة القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية. وتبادل الوزراء وجهات النظر حول الشؤون الإقليمية، وأكدوا الحفاظ على المبادئ المشتركة للدول الثلاث مثل سيادة القانون مع تعزيز قدرات الردع والاستجابة من خلال تعاون ملموس من شأنه أن يسهم في تحقيق السلام والازدهار في المنطقة والعالم. يُشار إلى أن هذا الاجتماع هو ثاني اجتماع مباشر لهم منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير، مما يدل على أن تعاونهم لا يزال قويا حتى في ظل شعار "أمريكا أولا". ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-24
حددت محكمة سول المركزية الجزئية، اليوم الاثنين، موعدا لبدء محاكمة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يون، وذلك خلال ثاني جلسة استماع تحضيرية للمحاكمة.وذكرت هيئة الإذاعة الكورية الجنوبية، أن المحكمة قررت بدء المحاكمة في 14 أبريل المقبل.وأضافت الإذاعة، أن الرئيس الذي حضر جلسة الاستماع التحضيرية الأولى لم يكن حاضرا في الجلسة الثانية.وتعتزم المحكمة، أن تقوم في 14 أبريل المقبل باستجواب وزير المالية تشوي سانج موك ووزير الخارجية تشو تاي يول، حيث ظهرا الاثنان على قائمة الشهود الذين طلب الادعاء من المحكمة إدراجهم. ووفقا للائحة الاتهام التي وضعها الادعاء، فإن تشوي وتشو حاولا إثناء يون عن الإعلان عن فرض الأحكام العرفية قبل أن يصدر مرسومه في الثالث من ديسمبر الماضي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الشروق
2025-03-22
اجتمع وزراء خارجية اليابان والصين وكوريا الجنوبية في طوكيو اليوم السبت، في إطار سعي الدول الثلاث إلى إيجاد موقف مشترك بشأن الأمن الإقليمي والقضايا الاقتصادية وسط تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي. قال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا في مستهل الاجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانج يي ووزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاي يول: "في ظل الوضع الدولي بالغ الخطورة، أعتقد أننا قد نكون بالفعل عند منعطف تاريخي"، وفق وكالة رويترز. وأضاف: "هذا يزيد من أهمية التغلب على الانقسام والمواجهة من خلال الحوار والتعاون". وعبر الوزير الياباني خلال المحادثات عن قلقه بشأن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع، وهو الأول بين وزراء خارجية الدول الثلاث منذ عام 2023، العديد من القضايا وسيمهد الطريق لعقد قمة ثلاثية بين زعماء تلك الدول بعد قمة عُقدت في سول العام الماضي. وسيعقد إيوايا أيضا اجتماعات ثنائية منفصلة مع نظيريه الصيني والكوري الجنوبي، بما في ذلك أول حوار اقتصادي رفيع المستوى مع بكين منذ ست سنوات. كان إيوايا قال قبل أيام إن الاجتماع مع نظيره الصيني سيشمل مناقشة حظر واردات المأكولات البحرية اليابانية الذي فرضته بكين بعد تسرب مياه الصرف الصحي من محطة فوكوشيما النووية المدمرة اعتبارا من عام 2023. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-12-15
أعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول ، اليوم الأحد ، عزم الحكومة الاستعداد بشكل شامل للتعامل مع أي تغييرات محتملة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب والتي من المقرر أن تبدأ أعمالها في يناير المقبل. وقال تشو - حسبما نقلت هيئة الإذاعة الكورية الجنوبية (كيه بي إس) في نسختها الإنجليزية - إن الحكومة ستجري الاستعداد اللازم للتصدي لتهديدات كوريا الشمالية واستفزازاتها، وذلك بناء على التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان. وأضاف تشو أن الحكومة ستقوم بمراجعة وتعزيز علاقات التعاون مع المجتمع الدولي بما في ذلك الدول الكبرى، كما أنها ستعمل من أجل الحصول على دعم لنظام القائم بأعمال الرئيس في أسرع وقت. كما تعهد تشو ببذل المزيد من الجهود للحفاظ على العلاقات القوية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأيضا العلاقات الودية مع اليابان، فضلا عن الحفاظ على زخم التعاون الثلاثي بين سول وواشنطن وطوكيو. وكانت الجمعية الوطنية قد صوتت أمس (السبت) لصالح مقترح عزل الرئيس يون من منصبه، عقب مرور 11 يوما على إعلانه الأحكام العرفية في البلاد. يشار إلى أن كوريا الجنوبية قد شهدت منذ الثالث من ديسمبر الجاري حالة من الفوضى السياسية بعدما أعلن الرئيس يون سوك يول حالة الطوارئ في البلاد في خطاب متلفز للأمة، وقال إن الأحكام العرفية ضرورية لحماية النظام الدستوري والقضاء على القوى الموالية لكوريا الشمالية في البلاد.. إلا أنه رفعها عقب مرور وقت قصير بعد رفض الجمعية الوطنية لها. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-12-15
قال زعيم الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في لي جيه ميونج، الأحد، وفقا لما نقلته وكالة رويترز: إن الحزب قرر عدم السعي لمساءلة رئيس الوزراء هان داك سو، بسبب إعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر. وأصبح هان بصفته رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس بعد موافقة البرلمان في تصويت ثان على مساءلة الرئيس يون سوك يول بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد لفرض الأحكام العرفية، ويقضي الدستور بأن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة. وقالت الولايات المتحدة، السبت، إن "التزام أمريكا بالسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة ثابت"، وسط فوضى التصويت على وعزل المشرعون الكوريون الجنوبيون، صباح السبت، الرئيس "يون" بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية، حيث أعلنت المعارضة "انتصارًا للشعب". فمن بين 300 مشرع، صوّت 204 لصالح عزل الرئيس بتهمة التمرد بينما صوت 85 ضده. وتوج التصويت أكثر من أسبوع من الدراما السياسية المكثفة في الجنوب الديمقراطي بعد محاولة "يون" الفاشلة فرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر، وسط خروج مئات الآلاف من الناس إلى شوارع العاصمة سول في مسيرات متنافسة لصالح وضد "يون". وقال السفير الأمريكي لدى جمهورية كوريا الجنوبية، فيليب إس جولدبرج، إنه التقى وزير الخارجية تشو تاي يول، اليوم السبت، بعد تصويت الجمعية الوطنية، وفقا لصحيفة "الجارديان". وقال جولدبرج: "كما هو الحال دائمًا، تدعم الولايات المتحدة جمهورية كوريا والعملية الديمقراطية والدستورية هنا وتقف مع شعبها". وأكد وزير الخارجية "تشو": إن تحالفنا كان ولا يزال صلبًا. أمر رئيس الوزراء هان داك سو، الرجل الثاني في البلاد، الذي تولى سلطات الرئاسة في وقت لاحق من يوم السبت، الجيش بتعزيز موقفه الأمني لمنع كوريا الشمالية من إطلاق استفزازات عن طريق سوء التقدير. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-12-14
قالت الولايات المتحدة، اليوم السبت، إن "التزام أمريكا بالسلام والأمن في شبه الجزيرة وفي المنطقة ثابت" وسط فوضى التصويت على وعزل المشرعون الكوريون الجنوبيون صباح السبت الرئيس يون بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية، حيث أعلنت المعارضة "انتصارًا للشعب". فمن بين 300 مشرع، صوت 204 لصالح عزل الرئيس بتهمة التمرد بينما صوت 85 ضده. وتوج التصويت أكثر من أسبوع من الدراما السياسية المكثفة في الجنوب الديمقراطي بعد محاولة يون الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر، وسط خروج مئات الآلاف من الناس إلى شوارع العاصمة سول في مسيرات متنافسة لصالح وضد يون. وقال السفير الأمريكي لدى جمهورية كوريا فيليب إس جولدبرج، إنه التقى وزير الخارجية تشو تاي يول اليوم السبت بعد تصويت الجمعية الوطنية، وفقا لصحيفة الجارديان. وقال جولدبرج: "كما هو الحال دائمًا، تدعم الولايات المتحدة جمهورية كوريا والعملية الديمقراطية والدستورية هنا وتقف مع شعبها". وأكد وزير الخارجية تشو وأنا أن تحالفنا كان ولا يزال صلبًا. أمر رئيس الوزراء هان داك سو، الرجل الثاني في البلاد، الذي تولى سلطات الرئاسة في وقت لاحق من يوم السبت، الجيش بتعزيز موقفه الأمني لمنع كوريا الشمالية من إطلاق استفزازات عن طريق سوء التقدير. وطلب هان من وزير الخارجية إبلاغ الدول الأخرى بأن السياسات الخارجية الرئيسية لكوريا الجنوبية لا تزال دون تغيير، وطلب من وزير المالية العمل على تقليل التأثيرات السلبية المحتملة على الاقتصاد بسبب الاضطرابات السياسية، وفقًا لمكتب هان. تتركز السلطة التنفيذية في كوريا الجنوبية في يد الرئيس، لكن رئيس الوزراء يقود البلاد إذا أصبح الرئيس عاجزًا. هان مسؤول مخضرم وشغل سابقًا سلسلة من المناصب الحكومية العليا مثل التجارة والمالية وكان سفيرًا للولايات المتحدة. كما شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2007 إلى عام 2008. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
اليوم السابع
2024-12-14
أصدر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان دوك سو، اليوم السبت، تعليمات للجيش بتعزيز الوضع الأمني، كجزء من أول تعليمات له، بعد أن صوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) على عزل الرئيس يون سوك يول. وذكرت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية - النسخة الإنجليزية - أن هان أصدر التعليمات لوزير الدفاع بالإنابة كيم سيون هو، بعد وقت قصير من إقرار الجمعية الوطنية لمقترح عزل يون بسبب فرضه الفاشل للأحكام العرفية في 3 ديسمبر. وأصدر رئيس الوزراء الكوري الجنوبي أيضًا تعليمات لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال كيم ميونج سو بالحفاظ على موقف أمني "حازم" قائم على التحالف مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى احتمالية أن ترى كوريا الشمالية الوضع الحالي باعتباره لحظة "ضعف" في أمن الجنوب وتقوم بالاستفزازات . وأصدر هان تعليماته لوزير الخارجية تشو تاي يول بالحفاظ على اتصالات وثيقة مع الدول الكبرى من خلال التحالف مع الولايات المتحدة وإبلاغ الدول بنشاط بعدم وجود تغييرات في السياسة الخارجية لكوريا الجنوبية. وفي تعليماته لوزير المالية تشوي سانج موك، دعا هان إلى نظام مراقبة على مدار الساعة لتقليل التأثير المحتمل على الاقتصاد من الوضع السياسي، واتخاذ تدابير الاستجابة الطارئة إذا لزم الأمر. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: