البيزنطية
البيزنطية هو نظام سياسي وثقافي للإمبراطورية البيزنطية، وورثتها الشرعيون بشكل خاص هم دول البلقان المسيحية وروسيا تمت صياغة «مصطلح البيزنطية» في القرن 19م في الأصل المصطلح به ارتباطات سلبية مما يعنى التعقيد والإستبداد. تلك السمعة السيئة تؤكد التعقيدات المختلطة لوزارات الإمبراطورية، التفريط في مراسم المحاكم، ومن المفترض عنها أيضاً الافتقار للعمود الفقري للشؤون الزوجية. وفوق ذلك، «النظام البيزنطي» تقترح الميل للدسيسة والمؤامرات والاغتيالات ودولة بشكل عام ظروفها غير مستقرة سياسيا. ذلك المصطلح انتقده الكثير من الأدباء الحدثاء لكونه مصطلح «عام» غير ممثل لحقيقة الأرستقراطية والبيروقراطية البيزنطية.
الدستور
Very Negative2024-04-26
تحتفل البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة باسيليوس أسقف اماسيا، الذي استشهد سنة 322. واشترك في المجمعَين المحلييَن المنعقدين في أنقرة وفي قيصرية الجديدة سنة 314، ضد البدعة الأريوسية. وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "أَنا ذاهِب سَتَطلُبونني ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا"... عندما تكلّم الرّب بهذه الطّريقة، أراد أن يهدّد اليهود بأنّه سوف يذهب بعيدًا منهم. إما فيما يخصّنا نحن، فإنّ الرّب لن يذهب بعيدًا عنّا طالما حافظنا على بذور الحقيقة الّتي زرعها الرّب في أنفسنا؛ ولكن حينما يحصل العكس ويدخل فساد الشرّ إلى أنفسنا بعد سقوطنا في الخطيئة فإنّ الرّب سيقول لنا: "أَنا ذاهِب"، وسوف نقوم بالبحث عنه دون أن نتمكّن من إيجاده وسوف نموت في خطيئتنا لأنّ الموت بنفسه سيكون ممسكًا بنا. يجب علينا ألاّ نأخذ بخفّة هذا الكلام: "ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم". فإن أخذنا هذا الكلام بالمعنى الحرفي فهذا يعني بالتّأكيد أنّ الخطأة سوف يموتون بخطيئتهم كما أن الأبرار سوف يموتون ببرّهم. لكن إذا سمعنا هذه الكلمات: "سوف تموتون" بالموت الّذي يصيب من يرتكب خطيئة مميتة فإنّه من الواضح أنّ من توجّه الرّب إليهم بهذا الكلام لم يكونوا أمواتًا بعد إنّما يحيون مصابين بعاهات روحيّة كبيرة سوف تقودهم إلى الموت. لذا ها هو الطبيب، وبعدما رأى خطورة مرضهم، يقول لهم "ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم" وهذا ما يجعل مفهومًا الكلام الّذي تلاها: "وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا" لأنّ الذي يموت بخطيئته لا يستطيع الّذهاب حيث هو الرّب يسوع لأن جميع من هم أموات لا يستطيعون اتّباع الرّب يسوع على حسب ما جاء في المزمور: " لَيسَ الأَمْواتُ يُسَبِّحونَ الرَّبّ" ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-24
تحتفل البيزنطية بذكرى البارّة أليصابات الصانعة العجائب وهي من راهبات القسطنطينيّة، والقديس الشهيد سابا الغوطي الذي استشهد في سنة 372 وله من العمر 38 سنة. وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في نهاية عمل الخلق كلّه يرتبط "يوم السبت" - وهو اليوم السابع الذي باركه الله وقدّسه - ارتباطًا مباشرًا بعمل اليوم السادس الذي فيه خلق الله الإنسان "على صورته ومثاله". هذا الرَّباط الوثيق بين "يوم الله" "ويوم الإنسان" لم يغب عن بال الآباء عندما تأمّلوا رواية الخلق في الكتاب المقدّس. ويقول القدّيس أمبروسيوس في هذا الصدد: "إنّي أشكر الربّ إلهنا الذي خلق خلقًا استراح من بعده! لقد خلق السماء، ولكنّني لا أقرأ أنّه استراح من بعد ذلك. خلق الأرض ولكنّني لا أقرأ أنّه استراح. خلق الشمس والقمر والنجوم، وهنا أيضًا لا أقرأ أنّه استراح، ولكنّني أقرأ أنّه خلق الإنسان وحينئذٍ استراح وقد أصبح لديه من يغفر له خطاياه". وهكذا أصبح "يوم الله" مرتبطًا إلى الأبد مباشرة "بيوم الإنسان". عندما يقول الله في وصيّته: "اذكر يوم السبت لتقدّسه"، يجب ألاّ نتصوّر أنّ الراحة التي فرضها الله لتكريم النهار المكرَّس لها هي وصيّة ثقيلة على كاهل الإنسان، بل عون يمكّنه من الإقرار بعلاقته الصميمة والمحرّرة بالخالق وبدعوته إلى المساهمة في عمله تعالى وتقبّل نعمته. عندما يكرّم الإنسان "استراحة الله"، يعود ويكتشف ملء ذاته. وهكذا ينكشف لنا يوم الربّ ممهورًا في الصميم بالبركة الإلهيّة ومزوّدًا بقوّة هذه البركة، على غرار الناس والحيوانات، بنوع من البركة والخصب. هذا "الخصب" قوامه خصوصًا أنّ السبت ينعش الزمان نفسه ويكثّفه ويُفيض على الإنسان، من خلال ذكر الله الحيّ، فرح الحياة والرغبة في إعطاء الحياة وإنمائها. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-04-07
تحتفل البيزنطية بحلول تذكار القدّيس الشهيد كاليوبيوس. ويشار إلى أن الشهيد كاليوبيوس مات مصلوباً في عهد الإمبراطور مكسيميانوس، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يا ايها المسيح، اعمل فينا لكي نصير "قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة" ، لأنّه عندئذٍ "سيحدث هُدوءٌ تَامّ". أيّها السامعون، أدعوكم إلى الصداقة والتعاطف بينكم وإلى السلام بين الجميع، لأنّه بالمحبّة بيننا سنحصل على السلام ونمتلئ من الرُّوح القدس. آمنوا وتضرّعوا إلى الله، فالرسل كانوا مواظبين على الصلاة... إن صلّينا بخشوع، يحلّ علينا الرُّوح القدس ويقول لنا: "ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا" ... ماذا يجب أن نطلب من الله، يا إخوتي؟ كلّ ما هو لمجد اسمه وخلاص نفوسنا، أي حضور الرُّوح القدس كما قال المزمور: "تُرسِلُ رُوحَكَ فيُخلَقون وتُجَدِّدُ وَجهَ الأَرض..." ولنطلب السلام والهدوء. علينا أن نطلب السلام ليحلّ علينا روح السلام. علينا أيضًا أن نحمد الله على خيراته إذا أردنا أن يعطينا أمجادًا تبشّر بالسلام. ومن أجل أن يحلّ علينا روحه القدّوس، ما علينا إلاّ أن نشكر الله الآب على ما أرسله من خلال معلّمنا يسوع المسيح، ربّنا، ابنه... لأنّنا "مِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا"، وأن نشكره على ما أرسله لنا من خلال الرسل وأن نشكر ابنه أيضًا: بكونه الله، فهو يرسل الرُّوح إلى الذين يطلبونه. ولكن بالأخصّ، نقدّم الشكر إليه لأنّه، بكونه إنسانًا، جعلنا أهلاً لنيل تلك النعمة: نعمة روحه الإلهي. كيف استحقّ الرّب يسوع حلول الرُّوح القدس؟ عندما "حَنى رأسَهُ وأَسلَمَ الرُّوح"؛ لأنّه حين أسلم روحَه إلى الآب، استحقّ أن يرسل الآبُ روحَه ليسكن جسده السريّ. يشار ايضا الى انه تحتفل الكنائس المختلفة في مصر القبطية الارثوذكسية والكاثوليكية والروم الارثوذكس والانجيلية والاسقفية الانجليكانية بعدة مناسبات هامة ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-29
تحتفل البيزنطية بذكرى استفانوس الصانع العجائب ، والذي اضطهد ومات لأجل الايمان القويم في عهد الإمبراطور لاون الأرمني محطم الإيقونات المقدسة (813-820)، بالاضافة الى القديس إيلاريون وهو من أبرار الرهبان في القرن الثامن. العظة الاحتفالية للكنيسة البيزنطية بمصر وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: حين افترق عن أمّه، اختار الرّب يسوع أصدقاء من البشر، الرسل الاثني عشر، وكأنّه كان يرغب في وضع تعاطفه فيهم. قال إنّه اختارهم ليكونوا "لا خَدَمًا، بل أحبّاء". وجعل منهم أصدقاء حميمين؛ أطلعهم على أمور لم يقلها للآخرين. كانت إرادته بتمييزهم، وبإبراز كرمه لهم، كما الوالد تجاه أولاده المفضّلين. من خلال ما كشفه لهم، أصبحوا سعداء أكثر من الملوك والأنبياء وحكماء العهد القديم. سمّاهم "يا بَنِيَّ"؛ لمنحهم مواهبه، فضّلهم على "الحكماء والأذكياء" في هذا العالم. عبّر عن فرحته وشكرهم لأنّهم ثبتوا معه في محنته. وكعربون امتنان، أعلن لهم أنّهم سيجلسون على العروش ليدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر. لقد وجد المواساة في صداقتهم عند اقتراب محنته الكبرى. جمعهم حوله في العشاء الأخير، لينال دعمهم في هذا الوقت المصيري. "اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً أَن آكُلَ هذا الفِصْحَ مَعَكم قَبلَ أَن أَتأَلَّم". إذًا، كان هنالك عاطفة متبادلة وتعاطف عميق بين المعلّم وتلاميذه. لكنّ إرادته كانت تتمثّل بتخلّي أصدقائه عنه وبتركه لوحده، إرادة جديرة بالعبادة. لقد سلّمه أحدهم، وأنكره آخر؛ فيما هرب الباقون وتركوه بين أيادي الأعداء... إذًا، كان وحده حين واجه الآلام. أجل، أراد الرّب يسوع القدير والقدّوس الذي امتلأت نفسه بالمجد الكامل للطبيعة الإلهيّة، أراد إخضاع نفسه لجميع عاهات طبيعتنا. وكما ابتهج بصداقة خاصّته، تقبّل بؤس تخلّيهم عنه. وحين أراد ذلك، اختار حرمان نفسه من نور حضور الله. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-26
تحتفل البيزنطية بذكرى جبرائيل رئيس الملائكة، وكان جبرائيل خادم إرادة الله لإبلاغ العذراء مريم الدور الذي اختارها له في التجسّد والفداء. وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تنبّهوا لأقوالي واصغوا إلى كلماتي المتواضعة. إليكم جميعًا أصرخ وأحضّ إيّاكم: "ارتفعوا نحو الله وتحرّروا من ارتباطاتكم بشهواتكم!" هذا ما يناديكُم به النبيّ: "هَلُمُّوا نَصعَدْ إِلى جَبَلِ الرَّبّ إِلى بَيتِ إِلهِ يَعْقوب"، جبل السلام، ولنتأمّل بعينيّ عقلنا الفرح المحفوظ لنا بالوعود السماويّة. أبنائي الأحبّاء، اجمعوا حماستكم واتخذوا كالحمام أجنحة من نار، كما هو مكتوب" مَن لي بِجَناح كالحَمامة فأَطيرَ وأَحُطَّ؟" (واجلسوا في صفوف اليمين، حيث الفضيلة. واستقبلوا الفرح والرغبة الروحيّة والمشغوفة بالله. وذوقوا حلاوة حُبِّه الكبرى وإذ تعتبرون به كلّ الأشياء ثانويّة، دوسوا المجد الباطل ورغبة الجسد والغضب الشرس". لنهبّ للعمل ولنتيقَّظْ؛ وليكُن نظرنا ثاقبًا ولنطِر بسرعة الرحلة الّتي تقودنا من الأرض إلى السماء! لا شكّ أنّ المسافرين يمكن أن يتألّموا وهذا يحصل لكم أيضًا: في الواقع، كما ترون، أنتم تُرهَقون في أعمال قاسية، تتعبون وتعملون في الأرض حتّى تنقطعَ أنفاسكم، ويتساقط عَرقكم وأنتم مرهقون جائعون عِطاش. أحدكم يُرهق نفسَه في الفلاحة وآخر يعمل في الكرمة وآخر في عصر الزيت أو أيضًا في الطبخ أو البناء أو في تحضير الخبز أو الاهتمام بالمخزن وباختصار كلُّ واحدٍ في مكانه. والجميع يتقدّمون على طريق الله ويقتربون من المدينة العظيمة ويبلغون بالموت الفرحِ الّذي لا يوصف، فرح الخيرات الّتي يعدّها الله للذّين أحبّوه. هذا وترأس قداسات السبت السادس من الصوم المقدس، وأحد الشعانين المجيد المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، بمشاركة الأب إرميا نشأت، راعي البازيليك، والمونسينيور أنطوان توفيق، نائب مطران الكنيسة اللاتينية، والشماس (الدياكون) أنطوان عياد، بالإضافة إلى أبناء الجنسيات المختلفة. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-19
تحتفل البيزنطية بحلول يوم الثلاثاء السابق لعيد أحد الشعانين. وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لا نشعرنّ بالخجل من صليب المسيح؛ بل على العكس، فلنفتخر به. الصليب عارٌ عند اليهود، وحماقةٌ عند الوثنيّين؛ أمّا بالنسبة إلينا، فهو رمز الخلاص. بالنسبة إلى أولئك الذين يسعون إلى حتفهم، يُعتبر الصليب حماقة أيضًا؛ أمّا بالنسبة إلينا نحن المخلَّصين، فهو علامةٌ لقوّة الله . لأنّ مَن مات من أجلنا ليس مجرّد إنسان، بل هو ابن الله الذي صار إنسانًا. لقد طرد الحمل الفصحي شبح الموت في زمن موسى؛ فكم بالحريّ "حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم"، أفليسَ هو أكثر قدرةً على تحريرنا من خطايانا؟ نعم، لقد تألّم يسوع فعلاً من أجل البشر كلّهم. لم يكن الصليب خدعةً، وإلاّ لكان الفداء أيضًا خدعة. لم يكن الموت وهمًا... بل كانت آلام المسيح حقيقيّة. فقد صُلِبَ المسيح فعلاً، وعلينا ألاّ نخجل من ذلك. لقد صُلِبَ من أجلنا، وعلينا ألاّ ننكر ذلك، بل يجب أن نعلنه بكلّ فخرٍ.... فنحن نعترف بالصليب لأنّنا اختبرنا القيامة. لو بقي المصلوب ميتًا، لما كنّا اعترفنا بالصليب، بل كنّا أخفيناه وأخفينا سيّدنا يسوع المسيح. لكنّ القيامة جاءت بعد الصليب، ولا نخجل من الحديث عنه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-03-13
تحتفل البيزنطية بذكرى نقل رفات نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة، ويعيّد للقديس نيكيفورس في 13 يونيو. نقل رفاقه إلى كنيسة الرسل في القسطنطينيّة في 13 مارس سنة 847 في عهد البطريرك القدّيس متوديوس والإمبراطورين التقيين ثاوذورة وميخائيل. وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تعرفون أنّ مخلّصنا الإلهي، وهو الحقّ والطيبة بذاته، كان يقول لتلاميذه: "إِن لَم يَزِد بِرُّكُم عَلى بِرِّ ٱلكَتَبَةِ وَٱلفِرّيسِيّين، لا تَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلسَّمَاوات" هذه الكلمات هي حقًّا من الرّب يسوع. هو الّذي لم يشأ أنْ يدينَ المرأة الزانية والّذي تنازل وخاطب المرأة السامريّة وكشف أسرار السماء لتلك الّتي كانت تعيش في الخطيئة. وهو الّذي رضي أن يأكل مع العشّارين المنبوذين اجتماعيًّا بصفتهم خطأة والّذي سمح للمجدليّة أن تغسِل رجليه وتمسحهم بشعرها، هو "الوَديعُ والمُتَواضِعُ ٱلقَلب"، كان يُلقي اللوم علنًا على الفريسيّين: "ٱلوَيلُ لَكُم، أَيُّها ٱلكَتَبَةُ وَٱلفِرّيسِيّونَ ٱلمُراؤون، فَإِنَّكُم تُقفِلونَ مَلَكوتَ ٱلسَّمَواتِ في وُجوهِ ٱلنّاس. فَلا أَنتُم تَدخُلون، وَلا ٱلَّذينَ يُريدونَ ٱلدُّخولَ تَدَعونَهُم يَدخُلون". لنتذكّر الفرّيسيّ الّذي يصوّره لنا الرّب يسوع صاعدًا إلى الهيكل ليصلّي. ما هي صلاته؟ "اللّهم، أنا رجلٌ لا لوم عليه البتّة، أحفظ كلّ الأشياء بدقّة شديدة، أصوم وأؤدّي العُشر"؛ لا تجدني مقصّرًا في أيّ أمر. لا بدّ أنّك فخورٌ بي". وبالمعنى الحرفيّ، ما كان يقوله كان حقيقة: فقد كان يحفظ هذه كلّها. ومع ذلك، ما كان حكمُ الرّب يسوع عليه؟ لقد خرج هذا الرجل من الهيكل وقلبُه خالٍ من نعمة الله. لماذا هذا الحكم؟ لأنّ هذا المسكين كان يتبجّح بأعماله الحسنة ويضعُ كماله كلّه في الطاعة الخارجيّة البحتة دون أن يهتمّ باستعدادات قلبه الداخليّة. لذلك يقول لنا ربّنا أيضًا: " إِن لَم يَزِد بِرُّكُم عَلى بِرِّ ٱلكَتَبَةِ وَٱلفِرّيسِيّين، لا تَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلسَّمَاوات"... فإنّ الكمال هو في الواقع، في القلب لأنّ الحبّ هو الشريعة الأكمل. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-28
تحتفل البيزنطية بذكرى البار باسيليوس المعترف رفيق القدّيس بروكوبيوس في النسك، وهو راهبٌ مناضل عن الايمان القويم ضد بدعة محطّمي الإيقونات. في عهد الإمبراطور لاون (717-741) القي القبض عليه، وعذّب كثيراً، وزُجَّ في السجن. وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إذا اتّضع الإنسان بسبب نقائصه، هان عليه تهدئة الآخرين واسترضاء الساخطين عليه. إنّ الله يحمي المتواضع وينقذه، يحبّ المتواضع ويعزّيه. للمتواضع ينعطف، وللمتواضع يجزل النعمة، وبعد خفضه يرفعه إلى المجد. يكشف الله أسراره للمتواضع، ويدعوه إليه ويجذبه بعذوبة.. فالمتواضع، وإن لحق به الخزي، يستمرّ في السلام لأنّه بالله معتصم لا بالدنيا.. اِحفظ نفسك أوّلاً في سلام، وحينئذ تستطيع أن تبثّ السلام في الآخرين..إنّ الإنسان المسالم أكثر نفعًا من العلَّامة. الإنسان المشغوف يحوّل الخير نفسه شرًّا، ويصدّق الشرّ بسهولة.. أمّا الإنسان الصالح المسالم، فيحوّل كلّ شيء إلى الخير.. من كان مفعمًا بالسلام، لا يسيء الظنّ بأحد.. أمّا الّذي في الكدر والقلق، فإنّه مضطرب بمختلف الظنون؛ فلا هو في راحة ولا يدع الآخرين في راحة. يتكلّم غالبًا عمّا لا ينبغي التكلّم عنه، ويهمل ما كان الأجدر به أن يفعله. يراقب ما يجب على الآخرين فعله، ويغفل ما يجب عليه هو أن يفعل.. لتكن غيرتك أوّلاً على نفسك، وحينئذٍ تحقّ لك الغيرة على قريبك. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-26
تحتفل البيزنطية في مصر بذكرى تراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، وهو ابن أحد كبار موظفي العاصمة البيزنطيّة، وقد شغل وظيفة أمين السر الإمبراطوري، وانتخب سنة 784 بطريركًا على القسطنطينيّة. وكان له الفضل الكبير في إنقاذ المملكة من ضلال محطّمي الأيقونات، وإعادة العاصمة إلى تقاليد الآباء، والشركة مع الكرسي البطريركية الأخرى في المجمع المسكوني السابع الملتئم سنة 787. انتقل إلى الله سنة 806. وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: فأتَوه بِمُقعَدٍ يَحمِلُه أربعَةُ رجال، أخبرَ الإنجيليّون بأنّه بعد نَقبِ سقف المنزل، أنزَلوا المُقعَد ووَضَعوه أمام يسوع، بدون طلب أيّ شيء، تاركين يسوع يفعل ما يشاء. في بداية رسالته في أنحاء اليهوديّة كلِّها، كانَ يقومُ بالخطوات الأولى بنَفسِه بدون المطالبة بهذا الإيمان الكبير؛ في هذا الموقع، أتوا بأنفسِهم نحوَه، وطُلِبَ منهم إيمان قويّ وشجاع. يقولُ الإنجيل: "فلمّا رأى يسوع إيمانَهم"، أيّ إيمان أولئك الذين حَمَلوا المُخلَّع، كان للمريضِ أيضًا إيمانٌ كبيرٌ. فلو لم يكنْ واثقًا بيسوع، لما سمحَ لهم أن يَحملوه إليه. أمام هذا الإيمان كلِّه، أظهرَ يسوع قدرتَه، وبسلطتِه الإلهيّة، غفرَ خطايا المريض، مُثبِتًا بذلك مساواته مع أبيه. وكانَ قد أظهرَ هذه المساواة في وقت سابق حينَ شفى الأبرص قائلًا: "قد شِئتُ فَابرَأ"، وحينَ سكَّنَ العاصفة وحينَ طردَ الشياطين الذين اعتَرفوا به كمَلكهم وقاضيهم، هنا، أظهرَها أوّلًا بدون بهرجة: لذا، لم يسرعْ في إعطاء الشفاء الخارجي لذاكَ الذي قُدِّم إليه. لقد بدأ بمُعجزة غير مرئيّة؛ شفى أوّلًا روح هذا الرجل من خلال غفران خطاياه. من المؤكّد أنّ هذا الشفاء كانَ مفيدًا أكثر بالنسبة إلى هذا الرجل، لكنّه لم يُظهر كثيرًا مجد يسوع المسيح لذا، أرادَ البعض أن يسيئوا إليه، بدافع من الشرّ، لكنّهم جعَلوا المُعجزة ساطعةً أكثر بالرغم منهم. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-24
تحتفل البيزنطية بذكرى العثور على هامة السابق يوحنا المعمدان المكرّمة المرّة الأولى والثانية، وتمّ هذا في عهد الإمبراطورين فالنتينيانوس ومركيانوس (450-457). وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنَّ يوحنا المعمدان، عندما إرسال تلاميذه الى الرّب يسوع، قد قلق بشأن جَهلِهم وليس جَهله هو، لأنّه كان قد أعلَن هو بالذات أنَّ آخر سيأتي من أجل مغفرة الخطايا. فمن أجل أن يعلموا أنّه لم يُبشِّر بأحدٍ آخر سوى هذا "الآخر"، أرسل يوحنّا تلاميذه ليروا أعمال الرّب يسوع، فيكتسب تبشيره سُلطةً ولكيلا ينتظروا مسيحًا آخر غير ذاك الذي شهدت أعماله له. وبما أنّ الرّب قد كشف عن ذاته بأعماله العجائبيّة، واهبًا البصر للعُميِ والمشي للعُرْجِ، والشفاء للمصابين بالبرص، والسمع للصمّ والكلام للخُرس، والحياة للموتى والبشرى للمساكين، فقد قال: "طوبى لِمنَ لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة". هل قام الرّب يسوع بعمل من شأنه أن يكون حجر عثرة تجاه تعليم يوحنّا؟ حقًّا كلاّ. لقد ثابر بطريقته الخاصة، في التعليم والعمل. يجب علينا إذًا أن نتعمّق بمغزى كلام الرّب وبطابعه النوعي: "الفُقَراءُ يُبَشَّرون". فهؤلاء هم مَن ضحَوا بحياتهم وحملوا صليبهم وسيتبعونه وسيصبحون متواضعي القلب ولَهم قد أُعِدَّ ملكوت السماوات وبما أنّ مجموع هذه الآلام كان يتّجه نحو الرّب وبما أنّ صليبه سيشكّل حجر عثرة بالنسبة لعدد كبير من الناس، فإنّ الرّب قد أعطى الطوبى للذين لن تطال التجربة إيمانهم بسبب صلبه وموته ودفنه. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال:
الدستور
2024-02-22
تحتفل البيزنطية بذكرى وجود عظام الشهداء القدّيسين المكرّمة التي كانت في حيّ إفجانيوس، وهناك تاريخان لوجود هذه الذخائر في حي افجانيوس الواقع إلى الناحية الشرقية من القسطنطينيّة. التاريخ الأول يقع في عهد الإمبراطور كاديوس (395-408). والتاريخ الثاني في عهد البطريرك القسطنطيني توما (607-610). وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "إن ّمَن اتَّقى الله مِن أَيَّةِ أُمَّةٍ كانت وعَمِلَ البِرَّ كانَ عِندَه مَرضِيًّا" غير أن الله قد شاء أن يقدّس الناس ويخلّصهم، لا متفرّقين بدون ما ترابط فيما بينهم، بل أراد أن يجعلهم شعبًا يعرفه في الحقيقة ويخدمه في القداسة. فاختار لنفسه شعب إسرائيل شعباً، وقطع معه عهداً، ونشّأه شيئاً فشيئاً، مُظهِرًا له نفسه ومقاصده في غضون تاريخه، ومقدّساً إيّاه لنفسه. بيد أن هذا كلّه كان على سبيل التهيئة والرمز للعهد الجديد الكامل الذي سيبرم في الرّب يسوع المسيح، وللوحي الكامل الذي سينزل به كلمة الله المتجسد نفسه: "ها إِنَّها تَأتي أَيَّام، يقولُ الرَّبّ، أَقطعُ فيها مع بَيتِ إِسْرائيلَ (وبَيتِ يَهوذا) عَهداً جَديداً... ولكِنَّ هذا العَهدَ الَّذي أَقطَعُه... يَقولُ الرَّبّ، هو أَنِّي أَجعَلُ شَريعَتي في بَواطِنِهم وأَكتُبُها على قُلوبِهم، وأَكونُ لَهم إِلهًا وهم يَكونونَ لي شَعبًا... وجَميعَهم سيَعرِفوَنني مِن صَغيرِهم إِلى كبيرِهم، يَقولُ الرَّبّ، لِأَنِّي سأَغفِرُ إِثمَهم ولن أَذكُرَ خَطيئَتَهم مِن بَعدُ". فهذا العهد الجديد هو العهد الذي أبرمه الرّب يسوع المسيح، العهد الجديد بدمه، داعياً اليهود والأممييّن ليجعل منهم شعباً يجتمع في الوحدة، لا بحسب الجسد بل بحسب الروح، فيصيروا شعب الله الجديد: "ذُرِّيَّةً مُختارة وجَماعةَ المَلِكِ الكَهَنوتِيَّة وأُمَّةً مُقَدَّسَة وشَعْبًا اقتَناه اللهُ". وكما أنّ اسرائيل بحسب الجسد قد دعي، فيما كان سالكًا في القفر، بكنيسة الله كذلك اسرائيل الجديد، السالك في الدّهر الحاضر، "إِنَّما يَسْعى إِلى مَدينَةِ المُستَقبَل" وقد دعي هو أيضًا بكنيسة الرّب يسوع المسيح لأنه هو الذي اقتناها بدمه وملأها من روحه، وجهّزها بالوسائل المؤاتية لأجل اتّحادها الظاهر والمجتمعّي. ...قراءة المزيد
الكلمات المفتاحية المذكورة في المقال: